رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 10 و 11 بقلم سعاد محمد

رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 10 و 11 بقلم سعاد محمد


رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 10 و 11 هى رواية من كتابة سعاد محمد رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 10 و 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 10 و 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 10 و 11

رواية شد عصب سامية وجواد بقلم سعاد محمد

رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 10 و 11

ــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الطريق على مشارف البلده 
بالسياره 
طلبت سلوان من جاويد التوقف بالسياره. 
توقف جاويد ونظر لها  مُتسألًا:. 
ليه عاوزه  نوقف هنا، أيه غيرتي رأيك ومش هتروحي لبيت جِدك. 
لم تستسيغ سلوان كلمة"جدك" وتهكمت قائله: 
جدي، قصدك الحج مؤنس، لاء مغيرتش رأيي مبقاش فى وقت ودى آخر فرصه، أنا هنزل هنا وأكمل بقية الطريق مشي على رِجليا، بيت الحج مؤنس مش بعيد من هنا كمان لو لقيت نفسي  هتوه هسأل. 
حاول جاويد أن يقنعها بأن يوصلها حتى لو الى بداية منازل البلده، لكن سلوان أصرت على قرارها لا تعلم سبب لذالك ربما لا تريد أن يرى جاويد طريقة إستقبالهم لها، فضلت أن لا تشعر أمامه بالحرج لو اسائوا طريقة إستقبالها مثل الأمس، ربما تحكي له لاحقًا لكن لا تريده أن يرى ذالك، "فليس من سمع كمن رأى"، كذالك ربما لو جلال ذهب معها قد يسألونها من يكون بالنسبه لكِ ماذا سترد عليهم وقتها أنه شخص قابلته هنا أصبح شبه رفيق بدرب كانت بدايته الموت لها لولا إنقاذه لها بالوقت المناسب، هكذا أفضل لتذهب وحدها وترى طريقة الإستقبال اليوم هل ستختلف عن الأمس وهل  ستقابل ذالك المدعو مؤنس القدوسي وتنتهى الرحله  بزيارتها لقبر والداتها كما تريد. 
تكهنات لا تعرف أي منها مناسب لكن المناسب هو ذهابها لمنزل القدوسى وحدها. 
بالفعل فتحت سلوان  باب السياره وترجلت منها ثم نظرت للناحيه الاخرى لـ جلال الذى ترجل هو الآخر قائلًا: 
هستناكِ هنا. 
ردت سلوان: 
لاء مالوش لازمه أنا مش عارفه هتأخر او.... 
قاطعها جاويد  قائلًا: 
هستناكِ يا سلوان ومن فضلك بلاش رفض. 
إبتسمت سلوان وأمتثلت لقوله تومئ برأسها، لا تعرف سبب لإمتثالها لقوله شعور خاص لديها له لا تعرف له تفسير سوا أنه تشعر معه بالراحه والثقه والآمان، رغم معرفتها به قبل أيام فقط، لكن ربما مثلما قالت لها والداتها ذات يوم: 
" من اول مره شوفت فيها هاشم حسيت إتجاهه بثقه وأمان، واحد قابل واحده فى مكان شبه صحرا لو معندوش شرف كان سهل يستغل وضعها وقتها ويأذيها لكن هو حماها لحد ما وصلت لمكان قريب من بيتهم"... 
ربما التاريخ يُعيد جزء مما حدث بالماضى  معها، لكن بشكل مختلف والداتها رحلت من هنا مع من أحبت، لكن هى بالامس سترحل من هنا وحيده كما آتت. 
تركت سلوان جلال يقف أمام سيارته ثم سارت بالطريق الرملي المجاور للمجرى المائي، لكن فجأه هبت زوبعه رمليه خفيفه، أغمضت سلوان عينيها قبل أن يدخل الغُبار الى عينيها وقامت بوضع النظاره الشمسيه على عينيها، ثم أكملت  سير رغم ذالك الغبار الأسود لكن فجأه سمعت صوت ينادي
"مِسك" وقفت تتلفت حولها بتعجب لا أحد يسير بالطريق وتلك الزوبعه الرمليه أصبحت خلفها تتلاشى، شعرت بشبه توجس لكن نظرت أمامها وجدت نفسها اصبحت قريبه  جدًا من بداية البلده، على يسارها تلك المقابر، سارت خطوات بإتجاه ذالك المحل القريب الى ان وقفت أمام بابه تُلقي السلام. 
إبتسمت لها محاسن وقائله بترحيب: 
إنتِ الجميله اللى جت إمبارح وسألت على دار الحج مؤنس القدوسي، أنا مستحيل  أنسى وشك الصبوح ده. 
إبتسمت لها سلوان  بمجامله قائله: 
شكرًا يا مدام محاسن مظبوط انا كمان لسه فاكره إسمك، معليشي هتقل عليكِ النهارده  كمان ممكن توصلينى بس لأول شارع الحج مؤنس، عشان هنا الشوارع داخله  فى بعضها وممكن أتوه. 
إبتسمت محاسن وهى تنظر لها بحِيره قائله: 
بس محدش إهنه هيوجف بالدكان لحد ما أرجع، أجولك إستني إهنه دجيجه ورجعالك، هنادم عالواد "حسام" 
يوجف فى الدكان لحد ما اعاود. 
بعد لحظات عادت محاسن ومعها طفل بحوالى العاشره يتذمر قائلًا: 
هما خمس دجايج اللى هقف فى الدكان لو غبتي عن إكده أنا مش مسؤول كفايه سيبتينى اللعب وانا كنت كسبان. 
ردت محاسن بتعسف: 
كنت بتلعب قمار على "بلي"، متعرفش إن القمار حرام، بس ماشى هرچع قبل خمس دجايج. 
أشار لها حسام يده بلا مبالاه، ذهبت محاسن مع سلوان كما حدث بالأمس تحاول  جذب الحديث معها وسلوان ترد بإختصار، حتى أن محاسن ذكرت إسم جاويد أمامها قائله: 
تعرفي يا حلوه لو بس تجوليلي إنت من وين، كنت خبرت" جاويد الأشرف"عن مطرحك وجولت له عروسه كيف القمر متناسبش حد غيرك. 
إبتسمت  سلوان  قائله بفضول: 
أنا مش عارفه إشمعنا جاويد  الاشرف ده اللى معلق فى راسك من وقت مشوفتينى إمبارح، عالعموم متشكره لحضرتك انا مش جايه هنا عشان عريس واضح له قيمه عاليه عند حضرتك. 
إبتسمت محاسن قائله: 
ده له قيمه عاليه بالبلد كلياتها والأقصر كلها بس إنتِ جولى "جاويد الأشرف" وشوفي بنفسك. 
إبتسمت سلوان قائله بإستهوان: 
مره تانيه أبقى أسأل عليه، أعتقد ده شارع الحج مؤنس، حسب ذاكرتى من إمبارح، لو مكونتش ملغبطه. 
إبتسمت محاسن  قائله: 
لاء  مش الشارع ده  اللى بعديه علطول. 
إبتسمت  سلوان  لها وسرن الى بداية الشارع توقفت سلوان لها قائله: 
كفايه لحد هنا وشكرًا لحضرتك إرجعي للدكان لا الولد يسيبه ويمشي. 
كادت محاسن ان تلح عليها للدخول معها حتى أمام المنزل، لكن سلوان قالت لها: 
كفايه لحد هنا البيت خلاص يعتبر ظاهر قدامى معروفك مش هنساه. 
إبتسمت  لها محاسن  قائله: 
أي معروف عملته إمعاكِ، ربنا يعرف إنتِ  دخلتى لجلبي، وكان نفسى أعرف بس إنتِ منين يمكن ربنا يريد يكون بينا ود. 
ردت سلوان: 
انا من مكان بعيد يا مدام  محاسن، بس كانت صدفه جميله  إني شوفت حضرتك. 
إبتسمت لها محاسن قائله: 
وإنتِ راجعه فوتى على دكاني، عيندي "سكر نبات" 
چوزي بيچيبه ليا مخصوص طازه مش بطلعه غير للغاليين. 
إبتسمت سلوان  لها قائله: 
حاضر، أكيد وانا راجعه هفوت على دكانك. 
غادرت محاسن واكملت سلوان وحدها السير بإتجاه منزل القدوسى الى ان وقفت أمام المنزل الخارجي، وقفت تُزفر نفسها  لا تشعر بأي شئ، فقط تريد رؤية مؤنس القدوسي لا أكثر، لا شعور لديها نحو المكان لكن هى هنا لهدف واحد تريد الحصول  عليه وبعدها تعود للقاهره  مره أخرى وتظل هذه  الرحله وكل ما حدث بها مجرد ذكري مرت عليها،
إمتلكت جأشها ودفعت تلك البوابه الحديديّة ودخلت الى فناء المنزل توجهت نحو الباب الداخلى مباشرةً  مثلما فعلت أمامها محاسن بالأمس، رفعت يدها ودقت جرس الباب وتجنبت على إحدى جانبيه تنتظر أن يرد عليها أحدًا تمنت الا تكون إحدى الإثنتين اللتان قابلتهن بالأمس، بالفعل إستجابت أمنيتها فتحت لها إمرأه أخري إبتسمت لها. 
إستغربت سلوان من بسمة تلك المرأه شعرت بأمل قائله: 
صباح الخير لو سمحتِ كنت عاوزه اقابل الحج مؤنس القدوسي،يا ترى هو هنا فى البيت. 
إبتسمت  لها المرأه قائله:. 
أيوه الحج مؤنس لساه إهنه فى الدار جاعد فى المندره اللى عالچنينه تعالي إمعاي اوصلك له. 
خرجت تلك المراه من باب المنزل وأشارت بيدها لـ سلوان بأن تتبعها الى أن وصلن الى غرفه لها باب يفتح على حديقة المنزل الصغيره، سبقتها المرأه بالدخول من باب الغرفه قائله: 
حج مؤنس فى صبيه بتسأل علي چنابك. 
... 
بينما قبل لحظات بداخل المنزل
كانت مِسك تكاد الفرحه ان تسلب عقلها وهى تتكهن سبب طلب جاويد  مقابلة جدها اليوم، بالتأكيد من اجل أن يطلب يدها للزواج منه، سيتحقق حِلم ظلت سنوات تتمنى ان يتحقق، فماذا سيريد جاويد  من جدها شى غير ذالك، فرحه عارمه تدخل قلبها وإزدادت حين سمعت قرع جرس المنزل، لم تستطع الانتظار، خرجت  من غرفتها ونزلت سريعًا بلهفه، حتى أنها كادت ان تصتطدم بوالداها بالقرب من باب غرفة المندره المفتوح بداخل المنزل، لكن توقفت بآخر لحظه، إبتسمت لها صفيه قائله: 
أكيد اللى كان بيرن جرس الدار ده جاويد، الخدامه راحت تفتح له الباب وأبوكِ وچدك هيستجبلوه فى المندره اللى عالچنينه. 
تنهدت مِسك بفرحه قائله: 
تفتكري  يا ماما ظننا هيطلع  صح وجاويد هيطلب  يدي من چدي، ولا هيكون فى سبب تانى. 
ردت صفيه بتأكيد: 
أكيد هيطلب يدك، سبب تانى ايه اللى هيعوز جدك فيه، أجولك خليني أروح للمندره الأسم إني هسلم على جاويد وهنادم عليكِ بأي حِجه. 
إبتسمت مِسك  بإنشراح... لكن لم تنتظر أن تنادي عليها صفيه بل دخلت خلفها الى المندره مباشرةً. 
بالعوده 
رد مؤنس على الخادمه بتسأول: 
ومين الصبيه اللى بتجولي عليها دي. 
ردت الخادمه: 
مهعرفهاش اول مره أشوفها وشكلها بندريه مش من إهنه من البلد. 
نظر مؤنس لـ محمود بإستغراب ثم قال للخادمه:. خليها تدخل. 
وقفت الخادمه على إطار باب المندره ونظرت لـ سلوان قائله: 
إتفضلي. 
شعرت سلوان بتوجس للحظه ودخلت من باب المندره قائله: 
سلاموا عليكم. 
بنفس اللحظه كانتا صفيه ومِسك تدخلن من الباب الآخر نظرن لبعضهن بإستغراب ثم نظرن بمقت وإمتعاض  من تلك التى جاءت مره أخرى. 
لكن نظر لها محمود الذى وقف مذهولًا، كذالك حال مؤنس الجالس، والذى شعر كآن ساقيه تيبسن ولم يقدر على الوقوف، كان الجميع كآنهم أصبحوا  أصنام لا تتحرك ولا تنطق، الى أن خلعت سلوان نظارتها الشمسيه لتتضح ملامح وجهها بالكامل ثم جالت عينيها عليهم بترقب حين قالت:. 
آسفه إني جيت بدون ميعاد سابق، بس أنا كنت جيت إمبارح أسأل عـ الحج مؤنس وقالولى مش موجود و... 
قاطع حديث سلوان محمود سألًا وهو يعلم الجواب على سؤاله فالملامح موضحه من تكون، لكن المفاجأه أفقدته الرزانه:. 
إنتِ مين؟. 
خرج الجواب من فم مؤنس بخفوت: 
سلوان. 
سمعه فقط محمود الواقف ملاصق لمكان جلوسه، ترنح الإسم بـ عقل مؤنس  كآنه صدى صوت بالفضا. 
إزدرت سلوان ريقها ثم قالت بشموخ:. 
أنا"سلوان هاشم خليل راضي"صوره من الماضي نيستوها. 
رفع مؤنس وجهه وتمعن بـ سلوان مُبتسمًا فهى لم ترث فقط كثير من ملامح إبنته بل أيضًا ورثت شموخها وتسرعها بالحديث... لكن ظل هادئًا مكانه رغم ذالك الحنين الذى بقلبه يقول له إنهض وخذها بين يديك تنفس منها رائحة الماضي الذى إفتقدها، لكن هنالك من شعرن بالبُغض منها وقالت صفيه: 
إنتِ بنت"مِسك"، ومين اللى دلك علي مطرحنا أكيد أبوكِ، جالك عشان... 
قبل أن تُكمل صفيه وتبخ كلمات غير صحيحه قاطعتها سلوان بكبرياء:. 
لاء مش بابا اللى دلني على مكانكم هنا، لأن بابا مكنش يعرف إنى جايه  لهنا غير بعد ما وصلت وهو زيكم بالظبط مكنش حابب إنى أتعرف عليكم، وأنا مش جايه أتعرف عليكم. 
شعرت مِسك ببغض من طريقة رد سلوان المُجحفه قليلًا وقالت بإستهزاء: 
ولما إنتِ مش جايه عشان تتعرفي علينا جايه ليه؟. 
ردت سلوان ودمعه تتلألأ بعينيها: 
جايه أزور قبر ماما، لو كنت أعرف مكانه مكنتش جيت هنا عشان أسأل الحج مؤنس عليه. 
وضع مؤنس يده فوق موضع قلبه يشعر بتسارع فى خفقات قلبه، وهنالك آلم ليس عضوي بل نفسي أكثر قسوه، تلك إبنة "مسك" خد الجميل مثلما وصفتها بأحد رسائلها الذى قرأها 
تذكر جملة
'سلوان لما بتتعصب وشها بيحمر وبتبقى شبه توت خد الجميل'. 
حاول مؤنس النهوض برويه يستند على عكازه حتى يقدر الوقوف على ساقيه ودمعه حاول إحتجازها بمقلتيه، وأصم مِسك حين حاولت أن ترد على سلوان بتعسُف قائلًا: 
أهلًا يا سلوان  كنت فى إنتظارك. 
تعجب الجميع من كلمة مؤنس حتى سلوان نفسها تعجبت قائله بإستهزاء: 
بجد مكنتش أعرف إنك بتشوف الطالع. 
تحدث محمود بضيق قائلًا: 
واضح إنك معندكيش أدب. 
كذالك قالت صفيه وأزدادت: 
فعلًا حديتك صُح يا محمود، بس هتچيب منين الأدب وهى بت واحد غوى أمها زمان بالعشج والمسخره وخلاها... 
قاطع مؤنس صفيه قائلًا:. 
إخرسي ياصفيه، وكلكم أخرجوا بره المندره. 
بضجر خرجن مِسك وصفيه كذالك محمود كاد ان يمانع لكن نظرة مؤنس له جعلته يخرج على مضض منه، بينما سلوان توجهت الى باب الغرفه  وكادت تخرج هى الأخرى لكن صوت مؤنس  جعلها تقف حين قال: 
على فين يا سلوان؟. 
إستدارت له سلوان قائله: 
ماشيه، مش حضرتك قولت الجميع يطلع بره، وصلتنى الرساله. 
إبتسم مؤنس لها قائلًا: 
نفس تسرعها وغرورها، وأى رساله وصلتك؟. 
ردت  سلوان: 
رسالة إنى مش مُرحب بيا هنا. 
إبتسم مؤنس  كم ود أن يفتح لها ذراعيه لكن خشي رد فعل سلوان التى تبدوا غاضبه ولديها الحق لكن أشار له على أريكه بالغرفه قائلًا: 
واضح إنك قماصه كمان 
إجعدي يا سلوان وخلينا نتحدت بهدوء. 
ترددت سلوان، لكن هى لديها هدف تود الوصول الى قبر والداتها وبعدها لن تبقى هنا ولا تود رؤية هؤلاء الأشخاص مره أخري... حسمت قرارها وجلست على أريكه أخرى غير التى اشار لها عليها مؤنس بعيده قليلًا عنه، جلس هو الآخر ظلت بينهم نظرات مُترقبه الى ان قطع  ذالك الصمت وتلك النظرات صوت رنين هاتف مؤنس، الذى أخرجه من جيبه وقام بالرد التى لم تفهم منه سلوان سوا آخر جمله من مؤنس:. 
تمام هنتظرك المسا يا جاويد. 
تردد إسم جاويد برأس سلوان لكن نفضت ذالك سريعًا، ربما هو شخص ذات شهره خاصه هنا كما أخبرتها محاسن. 
بينما أغلق مؤنس الهاتف ووضعه جواره على الآريكه وعاود النظر لـ سلوان  على يقين أنها لن تنتظر طويلًا وستتحدث، بالفعل صدق حدسه، وتنحنحت سلوان قائله بغصه: 
ممكن حضرتك توصلني لمكان قبر ماما... اوممكن تبعت معايا أي شخص يعرف المكان لو.... 
قطع مؤنس إستكمال سلوان يشعر هو الآخر بوخزات تنخر قلبه قائلًا: 
لو أيه يا "خد الجميل". 
نظرت له سلوان مذهوله، من أين علم بهذا اللقب التى كانت تقوله لها والداتها حين كانت تتعصب وهى صغيره. 
إبتسم مؤنس بغصه يومئ برأسه ومد يده  قائلًا: 
خدي بيدي عشان نروح  المقابر، أنا كمان من سنين مزرتهاش. 
نظرت سلوان لـ يد مؤنس  الممدوده كانت نظرة عتاب منها له أرادت ان تلوم عليه، لما لم تزوها سابقًا، لكن ماذا كانت تتوقع غير ذالك فهو نسيها من قبل أن تموت، لكن لا يهم هى تتذكرها، نهضت وعلى مضص منها أمسكت يد مؤنس  الذى بمجرد أن وضعت يدها بيده ضغط قويًا  على يدها حتى أن سلوان  شعرت بآلم طفيف وصمتت.
بينما تبسم مؤنس،وشعر كآن ملمس يدها مثل البلسم،لكن غصبًا ترك يدها للحظات وإقترب من باب الغرفه ونظر الى خارجها قائلًا:.
أنا خارج.
تلهفت مِسك بالرد سأله:
جاويد زمانه على وصول يا جدي.
رد مؤنس:
لاء جاويد إتصل وجالى عنده ظهر جدامه شوية مشاغل فجأه إكده،وهيچى آخر النهار وانا مش هتأخر.
عاد مؤنس لمكان وقوف سلوان وأشار بعكتزه لها لتسير أمامه قائلًا:
يلا بينا يا"خد الچميل".
نظرت له سلوان ولم تُبدي أى رد فعل بالنسبه لها مجرد كلمه عاديه كما أخبرتها والداتها يومً حين سألتها عن معنى اللقب ولما هو غالى عندها بهذا الشكل لتتخلى عنه لها ، واجابتها وقتها أن هذا اللقب غالي جدًا لان والداها هو من أطلقه عليها، رأت اليوم والد والداتها لاول مره، تشعر بانه لقاء فاتر خالي من المشاعر،وماذا كانت تظن أن تجد من جدها أن يجذبها بين يديه ويضمها،ربما مثلما توقعت سابقًا "هى وهو" مشاعر خاويه من الطرفين...على الأقل هذا ما شعرت به من ناحيتها ولا تهتم لشعور جدها،يكفى أن يصلها الى قبر والداتها.
....
بينما بداخل المنزل،تعصبت مِسك تشعر بحقد وغِل من سلوان قائله:
مش عارفه إزاي جدي يخرج مع البت دى بعد طىيفة كلامها معانا  قليلة الادب والإحترام،دى زى ما تكون سحرت له وإتقبل كلامها الدبش،جدي غلطان كان أقل واجب طردها من إهنه.
وافقت صفيه حديث مِسك،لكن محمود عارضهن قائلًا:
انا فعلًا مضايق من طريجتها فى الحديت بس ده مش معناه أنكر أن أبوي حُر،وأكيد شايف طريجتها فى الحديت،ومتأكد فى راسه ليها الرد المناسب.
تهكمت صفيه متسأله:
وأيه هو الرد المناسب ده،بعد ما خدها وخرج من الدار،بدل ما كان يطردها ويكون ده الرد المناسب على قلة أدبها،كويس إن جاويد إتصل وجال إنه هيأجل مجيه لإهنه للمسا كان شاف قلة أدب السنيوره ونزلت جميتنا وجيمة الحج مؤنس من نظره.
تعصب محمود قائلًا بتعسُف:
محدش يقدر يقلل من جيمة الحج مؤنس،وانا متأكد أن أبوي هيعرف يرد عليها الرد المناسب،وانا مش فاضى لـ لت (رغي) النسوان الماسخ وطالما جاويد مش جاي دلوك  انا خارج أشوف أشغالي،سلاموا عليكم.
غادر محمود وترك مِسك وصفيه التى تبسمت بعد خروج محمود،رأت مِسك بسمتها نظرت لها متعجبه تقول:
بتبتسمي على أيه يا ماما،بعد كلام البت اللى ناجصه ربايه دي.
إبتسمت صفيه تُفسر سبب ضحكتها:
هى فعلًا ناجصه ربايه،بس النجص ده فى مصلحتنا.
إستغربت مِسك قائله:
جصدك ايه فى مصلحتنا بعد ما إتعالت علينا كآننا أقل منيها.
ردت صفيه:
إحنا مش أقل منيها هى اللى بغبائها خسرت يعنى لو جايه وطمعانه فى ورث،بعد طريجة حديتها الحچ مؤنس نفسيه هيحرمها منيه،الغبيه بدل ما كانت تتحايل وتحاول بالحيله تكسب قلب الجميع ظهرت على حجيجتها الجبيحه،وده ضد مصلحتها،أنا كده إطمنت إن الحج مؤنس مستحيل يحجج لها طمعها.
زفرت مِسك نفسها بغضب قائله:
برضك مش بتفكري غير فى ورث جدي،ليه ميكونش للبت دى هدف تاني جايه عشانه.
تنهدت صفيه قائله:
وأيه هو السبب التانى ده اللى يخليها تقطع ابمسافه دى كلها بعد السنين دى،غيرالطمع،إياكِ مصدجه أنها چايه عشان تزور قبر أمها كيف ما جالت،عندي توكيد إنها طماعه بس لعبتها غلط لما إتحدت ويا چدك بالطريجه العفشه دي،فكرت لو جالت له أنه جايه عشان تزور قبر امها هتلعب على وتر عواطفه،بس هى غبيه وسبجت بقلة الأدب،أمها كانت إكده زيها وفى الآخر خدت أيه غير غضب جلب چدك عليها زمان.
......
سارت سلوان جوار مؤنس بالبلده لاحظت أن له شعبيه تبدوا طيبه بالبلده فكل من يقابله يُلقى عليه السلام بإسمه،لم تستغرب من ذالك...الى أن وصلا الى مدخل المقابر 
شعرت برهبه وتوجس معًا،رغم انها ثاني مره تدخل الى المقابر،لكن اليوم تشعر  بأن للمكان رهبه قويه وخاصه به،للحظه إرتجف جسدها من قوة تلك الرهبه،لكن وضعت نظارتها الشمسيه وهى تسير خلف مؤنس الى ان توقف امام أحد القبور نظرت الى تلك الشهاده الموضوعه على حائط القبر قرأتها عرفت من الأسم من بالقبر الأسم كان إسم جدتها فقط،نظرت نحو مؤنس للحظات شعرت ببعض من البُغض لما لم يضع شهاده على القبر بإسم والداتها ألهذا الحد وصل به الجحود عليها لكن لا يهم وليس جديد منه الجحود على والداتها عاشته معها طوال سنوات تراها تكتب رسائل بدموعها ولا يرسل لها ردًا على  
رساله واحده، حتى لو كان ردًا يقول  لها لا ترسلى تلك الرسائل،بل هو لم يهتم بالرسائل من الأساس،والدليل واضح أمامها عينيه حتى لم ترتجف وقف صامتًا،بينما هو 
عكس ذالك الهدوء الظاهري الواضح عليه قلبه ينكوي بنار  وهجها شديد يحرق العصب ويسيل كان يُريد العكس وأن هي من تقف امام قبره تقرأ له الفاتحه وتدعوا له بالرحمه.  
لم تستطيع سلوان السيطره على دموعها التى تحولت الدموع بقلبها الى  نشيج يُدمى القلب.. شعرت أن 
الإشتياق أقسى وجع بالأخص إذا كان لشخص بينك وبينه فقط حائط هش غير قادر على إزالته رغم سهوله هدم المكان بأكمله...لكن تعلم بالنهايه لن تجد سوا رُفات أغلى من أثمن الكنوز.  
بعد قليل جذب مؤنس سلوان من يدها للسير قائلًا:
كفايه إكده .
كادت سلوان تنفض يدهُ عن يدها،لن أكمل مؤنس قوله:
قربنا على صلاة الضهر،وفى چنازه قريبه من إهنه خلينا نطلع جبل المكان ما يتزحم بالمُشيعين للچنازه.
بالفعل رأت سلوان بعض الاهالى يتوافدون الى داخل  المقابر  قريب من مكان وقوفهم،إمتثلت لـ مؤنس وسارت معه الى أن خرجا من المقابر،سحبت يدها من يدهُ،قائله:
شكرًا،أنا لازم أرجع الاوتيل عشان راجعه القاهره بكره،عن إذنك.
إستغرب مؤنس قائلًا:
هتعرفي تطلعي من البلد لوحدك.
ردت سلوان بتهكم:
زي ما جيت لوحدي هطلع لوحدي،سلام.
غادرت سلوان وتركت مؤنس الذى ينظر فى خُطاهت الى أن رأها دخلت الى ذالك الدكان ولم تظل به سوا بضع دقائق ثم غادرت بالطريق الموازى للمجري المائى إستغرب ذالك لكن إقترب منه أحد الاشخاص يُحدثه،فألتفت له،لكن عاود النظر نحو الطريق كانت إبتعدت سلوان عن مرأى عينيه.
...
بينما سلوان 
حاولت السير تشعر بإنهاك فى قلبها حتى كادت ان تسير دون الذهاب الى دكان محاسن لولا ان راتها محاسن ونادت عليها،ذهبت سلوان لها،من الجيد أن النظاره كانت حول عينيها أخفت الحزن واثار الدموع.
تحدثت لها محاسن بعتاب:.
إكده كنتِ هتمشى من غير ما تفوتى علي.
صمتت سلوان،بينما جذبت محاسن كيس بلاستيكى صغير بحجم كف اليد تقريبًا ومدت يدها به الى سلوان قائله:
سكر النبات أهو،جلبي بيجولي إنك هتعاودى لإهنه من تاني.
إبتسمت سلوان وفتحت حقيبتها وأخرجت بعض المال وكادت تعطيه لـ محاسن لولا ان نظرت لها بعتاب قائله:
أنا جلبي إنشرح لك من أول ما شوفتك،لو رچعتي لإهنه تانى إبجي إفتكريني.
إبتسمت سلوان لها قائله:
مظنش هرجع لهنا تانى،بس مش هنساكِ يا مدام محاسن.
إبتسمت لها محاسن،وهى تغادر الدكان،ثم سارت على الطريق جوار الترعه إبتسمت حين رأت سيارة جلال من بعيد قليلًا لكن فجأه من العدم ظهرت إمرأه تتشح بالسواد من إخمص قدميها حتى تلك التلثيمه حول وجهها،تقترب من سلوان بخطوات سريعه لحدٍ ما تقابلت وجهًا لوجه مع سلوان التى شعرت برهبه مُخيفه حين تلاقت عينيها مع عيني تلك المرأه شعرت برهبه وخوف مضاعف بسبب عينيها اللتان غلب عليهن السواد بالكامل وإختفى منهن البياض،عينيها تُشبه عيني الشياطين،إرتجفت سلوان  وتجنبت منها على جانب الطريق ناحيه المجري المائى وكلما تجنبت بعيد عنها كانت تُضيق عليها الطريق حتى أن سلوان أصبحت على بُعد خطوه واحده وتسقط بالمياه،لولا نداء جلال عليها بصوت جهور...إبتعدت عنها تلك المراه خطوه عدت منها سلوان سريعًا بإتجاه جاويد 
جاويد الذى رأى تلك المرأه رغم ان ظهرها له لكن تعرف على نذيرة الشؤم بالنسبه له فهو لم يراها سوا مره واحده وكان طفلًا وقتها لم يمُر سواد الليل ومات أخيه الأكبر وهو نجى من موت مُحقق بأعجوبه إلآهيه  وقتها،شعر بالخوف على سلوان منها...وترجل سريعًا من السياره وقام بالنداء عليها كتحذير لتلك المرأه.
شعرت سلوان براحه  وطمأنينه حين إقتربت من جاويد الذى إنخض عليها وقابلها بالطريق وأمسك يدها قائلًا:
سلوان إنتِ بخير،الست اللى كانت بتضيق عليكِ الطريق كانت عاوزه أيه منك:
إزدرت سلوان ريقها قائله:
لاء أنا مش بخير والست دى معرفش كانت عاوزه أيه،وممكن بلاش أسئله وصلني للاوتيل لو سمحت.
رغم فضول جاويد لكن شعر بالشفقه على سلوان وجذبها للسير الى ان وصلا الى مكان وقوف السياره فتح لها الباب،صعدت سريعًا جلست وإتكئت برأسها فوق مسند السياره وأغمضت عينيها مازال الخوف يُسيطر عليها.
بينما قاد جاويد السياره صامتًالبعض الوقت كل لحظه ينظر ناحية سلوان لا تُحرك ساكن،ظن أنها ربما نامت،مد يده بجرأه يجذب تلك النظاره عن عينيها لكن شعرت سلوان به وإعتدلت بخضه قبل أن ينزع النظاره.
تسال جاويد:
فكرتك نمتي،فى أيه اللى حصل وبقيتي بالشكل ده،جدك رفض يقابلك؟.
ردت سلوان:
لاء قابلته وكمان زورت قبر ماما،وحاسه بوجع فى قلبي،كمان الست اللى قابلتها عالطريق دى خوفتني أوي.
وضع جاويد يده فوق يد سلوان قائلًا:
والست عملت إيه أو قالتلك أيه خوفك بالشكل ده؟.
ردت سلوان:
مقالتش حاجه،بس نظرة عنيها خوفتني،حتى لما حاولت اتجنب منها عالطريق بقت تضيق الطريق عليا حسيت أنها زى ما تكون معتوهه أو مجرمه شكل عينيها خوفنى حسيت إنى شوفت فيهم وهج نار،لو مسمعتش صوتك فى الوقت المناسب يمكن كنت موتت من الخوف منها.
إزدرد جاويد ريقه قائلًا:
بعيد الشر عنك،تحبي نروح أى مكان هادي،تريحي فيه أعصابك.
إتكئت سلوان براسها مره أخرى على مسند المقعد قائله بشعور الإنهاك نفسيًا:
لاء وصلني للأوتيل محتاجه أنام،يمكن أما انام أحس براحه أكتر.
وافق جاويد سلوان وتركها طوال الطريق ظل صامتًا
رغم فضوله،لكن شعر أنها تود السَكِينه ألآن أكثر،الى ان وصلا الى أمام الفندق.
ترجلت سلوان من السياره،كذالك جاويد الذى إقترب من مكانها قائلًا:
هتصل عليكِ المسا.
اومات سلوان رأسها بصمت ودخلت الى الفندق،ناحية الإستقبال مباشرةً وأخذت مفتاح غرفتها لكن أثناء سيرها كادت تصتطدم بأحد الماره نظرت له بدونيه ثم إبتعدت عنها بلا حديث...
صعدت الى غرفتها حين دخلت ألقت حقيبتها ومفتاح الغرفه أرضًا وألقت بجسدها فوق الفراش سُرعان ما نزعت تلك النظاره عن عينيها وتركت العنان لعينيها تضُخ دموع غزيره كانت تشعر انها تود الصُراخ أيضًا،لكن فجأه تذكرة مقولة والداتها
"لما تحسي إنك مبقتيش قادره تتحملي قساوة الواقع غمضي عنيكِ ونامي وإتخيلي شئ سعيد نفسك يحصل"
بالفعل
أغمضت سلوان عينيها سُرعان ما غفت يفصل عقلها قليلًا.
.....ـــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈
بالمشفى 
بحوالي العاشره صباحً 
نظر ناصيف الى ساعة يدهُ ونظر الى دخول جاويد الى المشفى مُتهكمًا بمرح:
الدكتور اللى طلب مننا الإنضباط فى مواعيد ممارستنا للعمل جاي متأخر...ده مش يعتبر تسيب،ولا عشان بقيت المدير بقى.
علم جواد ان ناصيف يقول هذا بتلميح منه يظن انه هزاز او مزح،جاوب عليه:
أنا آخر واحد بيغادر المستشفى الفجر تقريبًا،وأما أتأخر ساعتين أظن من حقي طالما عارف إن الوقت ده فى أكتر من دكتور مناوب  يحلوا محلي،وإن كان على المصالح نائب المستشفى فى إيده كل الصلاحيات يقدر يتصرف فى غيابى.
شعر ناصف بالخزي،ووضع يده فوق كتف جواد قائلًا:
انا كنت بهزر إنت خدت الكلمتين جد ولا أيه.
رد جواد يعلم أنه كاذب قائلًا:
ما انا عارف إنك كنت بتهزر بس حبيت اوضحلك مش أكتر،عن إذنك ملهاش لازمه وقفتنا دى،الوقت ده المرضى اولى بيه كفايه انى جاي متأخر.
ترك جواد ناصف وسار لبضع خطوات ليتوقف مره أخرى لكن هذه المره شعر بإنشراح فى قلبه حين تقابل مع إيلاف التى إبتسمت له،شعر كآن نسمه هادئه تتوغل الى فؤاده،ألقى عليها الصباح قائلًا:.
صباح الخير يا دكتوره،شايفك إنتِ الوحيده اللى حديثى إمبارح أثر فيها وبتمارس مهمتها برحابة صدر.
إبتسمت إيلاف:
بالعكس انا صحيح بقالى فتره صغيره فى المستشفى بس النهارده حاسه بنشاط مختلف فيها،ختى مفيش تكدس للمرضى،بسبب وجود أكتر من دكتور فى المستشفى.
إبتسم جواد قائلًا:.
الغربال الجديد له شَده فى الأول،كلها يومين بالكتير وهيرجع كل شئ زى ما كان،بس هما فاكرين كده،بس انا أختلف عن غيري،ومبدأي هو صحة الناس اللى محتاجه لينا.
إبتسمت إيلاف قائله:
ربنا يقويك،هستأذن أنا عشان عندي حاله متابعه لها من يومين،وتقريبًا إتحسنت هروح أشوفها إن كان يستدعي بقائها او لاء.
إبتسم جواد قائلًا:
هو ده اللى نفسي يتغير،إن المريض لما يخرج من المستشفى ميبقاش لسه نص شفا،ونخرجه عشان نقول غيره يستحق الرعايه أكتر منه،نفسي يخرج من المستشفى وهو صحته كويسه وفى نفس الوقت نقدر نستقبل غيره ونقدمه العلاج المناسب.
تهكمت إيلاف قائله:
ده بيحصل فى المستشفيات الخاصه بس إنما الحكومه مضبوطين بإمكانيات محدوده...عالعموم يمكن ده يتحقق ليه لاء.
إبتسم جواد يشعر بأمل حين يرى إيلاف رغم أنها غير ذالك لا تشعر شئ بإتجاهه سوا بعض الإعجاب بشخصيته كطبيب لديه نزعه إنسانيه.
أما ناصف فقد رأى وقوف جواد وإيلاف تهكم ساخرًا          :مش فاضي توقف معايا دقيقتين وهاخد من وقت المرضى إنما تقف الدكتوره الجديده عادي مش هضيع وقتك الثمين...وماله يا سيادة المدير الجديد.
.....❈-❈-❈                   
مساءً 
بالفندق 
كانت تسير بطريق يكسوه ضباب أسود بكثافه شديده يُشبه دخان الحريق بالكاد ترى خطوه واحده منها، فجأه من بين ذالك الضباب خرجت  تلك المرأه التى قابلتها قبل الظهر، إرتعبت منه وعادت خطوات للخلف، لكن المرأه كانت تقترب منها بخطوات سريعه شعرت كأنها تتحرك بلا قدمين، توجست رعبًا وكادت تصرخ، لكن تلك المرأه وضعت يدها حول عنقها شعرت كأنها جمرة نار على عنقها، كادت تخنقها لولا أن إنقشع جزء من ذالك الضباب وإقترب جلال منها ونزع يد تلك المرأه التى إرتعبت حين رأت جلال  وتلاشت مع ذالك الضباب، وحل نور الشمس، نظرت  سلوان لـ جلال وبلا شعور منها
قامت بحضنها كآنها كانت تستنجد به وآتى بالوقت المناسب، عادت برأسها للخلف قليلًا، نظرت لوجهه رأته يبتسم لها، شعرت بحياء وأخفضت وجهها قليلًا، لكن جلال رفع وجهها  لتنظر لعينيه بحياء، لكن تفاجئت به يميل بوجهه ويقترب بشفاه من شفاها وكاد يُقبلها، 
لولا أن 
أستيقظت على صوت  رنين هاتفها الذى أفزعها. 
.... ❈-❈-❈
بمنزل القدوسي
نظرت مِسك الى تلك الساعه المُعلقه على الحائط ثم نظرت لـ صفيه  قائله بضيق: 
الساعه بقت سبعه المغرب وجدي من وجت ما خرج مع قليلة الربايه مرجعش للدار، وزمان  جاويد على وصول، ولو جه وملجاش چدي فى إنتظاره هيفكر  إن ده قلة ذوق منيه. 
تنهدت صفيه بضيق قائله: 
فعلًا من وجت ما خرج  مع بت مِسك، وهو معاوديش للدار حتى وجت الغدا، وزمان جاويد على وصول، أنا بحمد  ربنا إنه آجل ميعاده الصبح ولا كان شاف طريجة مقصوفة الرجبه دي، كيف أمها زمان كانت إكده عيندبها كِبر وغرور كأن مفبش فى جمالها...بالك لو جاوي. كان جه وشاف طريجة البت الجبيحه دى يمكن كان ضربها قلمين فوقها. 
ردت مِسك: 
او الله أعلم يمكن كانت عچبته ما اهو الصنف اللى زى البت دى بيلاقى اللى يمرعه. 
ردت صفيه: 
عيندك حق، بس مش الصنف ده اللى يعجب جاويد ويبص لها، سيبك من التفكير فيها، أنا هتصل  على بوكِ وأسأله فين چدك لا يكون عقلهُ راح منيه  وناسي ميعاد جاويد
و... 
صمتت  صفيه فجأه  حين سمعت صوت مؤنس يقول بإيحاء  وإستهزاء: 
لاه لسه فيا عقل وبفتكر زين، ومش ناسي ميعاد جاويد وأها انا جيت وإتجابلت إمعاه على باب الدار. 
ــــــــــــــ❈-❈-❈
بالفندق
إستيقظت سلوان بفزع قليلًا على صوت رنين هاتفها 
نهضت جالسه على الفراش تنظر حولها بإستيعاب كان نور النهار تقريبًا يُغادر،نظرت  لوميض ذالك الهاتف الذى كان قريب منها على الفراش،وضعت يدها فوق الهاتف،تشعر كآنها كانت تائهه ليست نائمه، فجأه مثلما صدح صوت الهاتف صمت لثواني لا أكثر تنهدت وبدأت تعود لإدراك ما حولها قبل أن يصدح رنين الهاتف مره أخرى، رفعت الهاتف ونظرت للشاشه، زفرت نفسها تتوقع حديث والداها الجاف، لكن خاب توقعها حين قامت بفتح الهاتف حدثها بهدوء ولهفه: 
مساء الخير  يا سلوان أيه آخرك فى الرد على إتصالى. 
شعرت بهدوء قليلًا قائله: 
كنت نايمه يا بابا، إنت عارف إنى القطر هيطلع من الأقصر بعد الفجر، وإنت عارف لما بكون مسافره مش بعرف أنام فى الطريق، قولت أنام ساعتين وصحيت على رن الموبايل، على ما جيت الرد كانت مدة الرنين خلصت، وكنت لسه هتصل عليك. 
تنهد هاشم براحه قائلًا: 
تمام يعني هتكوني هنا فى القاهره على بكره المسا. 
ردت سلوان: 
أيوا يا بابا بس قبل ما أرجع أهو بقولك إنسى موضوع إيهاب ده مستحيل يحصل. 
إبتسم هاشم وتلاعب بها قائلًا: 
أما توصلي للقاهره لينا كلام بعض، الموضوع ده مينفعش الكلام فيه عالموبايل. 
تنهدت سلوان بضجر:
لاء يا بابا مستحيل ده يحصل ومش عاوزه حتى أما ارجع بكره نتكلم فى سيرة إيهاب ده خالص،أنا مش بطيقه من الأساس من أيام ما كنت ساكنه مع عمتو شاديه كنت بستغلس دمه هو و....
صمت سلوان قبل أن تقول،هو دولت التى تزوجت بها،لكن لا تُريد إشعار والدها بأنه أخطأ بالزواج من إمرأه لا تحبها،وهل كانت ستحب أى إمرأه زوجه لأبيها،لكن اصبح عليها القبول بذالك الآمر والتعامل معه ببساطه حتى لا تُثير الإزعاج لوالدها.
بينما شعر هاشم بغصه فى قلبه وهو يعلم ان سلوان قطعت إستكمال قولها أنها أيضًا لا ترحب بزوجته لديها الحق هى تظن أنه وضعها أمام الأمر الواقع وتزوج بإمرأه تأخذ مكان ومكانة والداتها الراحله،وربما تستطيع أن تسيطر على قلبه وتجعله يقسوا عليها،لكن هى مُخطئه فلا يوجد أحد يستطيع أخذ مكانتها بقلبه لا هي ولا والداتها،لكن الحياه فقط تستمر. 
تنهد هاشم قائلًا بتهديد مباشر:
تمام يا سلوان اللى عاوزاه بس إعملي حسابك لو أتأخرتى يوم واحد زياده عندك فى الأقصر أنا وقتها  هوافق على طلب إيهاب حتى لو غصب عنك.
تنهدت سلوان براحه وفرحه قائله بتأكيد:
لاء إطمن يا بابا راجعه بكره،كده كده الفلوس اللى معايا خلاص تعتبر خلصت يادوب على قد رجوعي لعندك تاني.
إبتسم هاشم قائلًا:
تمام هسيبك تنامى تانى عشان عندك سفر طويل،بالسلامه.
أغلقت سلوان الهاتف ووضعته على الفراش جوارها،تشعر بمشاعر مختلفه لا تعلم تفسير لها،بقلبها ضيق لما سافرت الى أماكن كثيره سابقًا حين كانت تغادر لم يكُن يُسيطر عليها أى شعور أحيانًا كانت تُريد المغادره بعد لحظات من الوصول،لكن هنا شئ غريب يجذبها للبقاء،ما هذا الشئ لا تعلم هى تود البقاء فقط،لكن لا مفر تحتم عليها المغادره.
❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈
بينما أغلق هاشم الهاتف ووقف يتنهد مُبتسمً يشعر براحه بعد قلق عاشه الأيام الماضيه، سلوان ستعود بالغد وينتهى هذا القلق، لاحظت دولت بسمة هاشم إقتربت منه سأله بصوت يشوبه السخرية: 
أيه  سلوان رجعت فى وعدها وآجلت رجوعها من الاقصر. 
رد هاشم: 
لاء سلوان راجعه بكره. 
قال هاشم هذا وترك دولت تقف وحدها وذهب نحو غرفة سلوان ودخلها وأغلق خلفه الباب، بينما زفرت دولت نفسها بغضب وحقد قائله: 
كانت شوره سوده بقالى خمس سنين أرمله كنت عايشه مرتاحه مع إبني معرفش أيه اللى خلانى أتهفيت فى عقلي ووافقت عالجوازه دي، واحد عنده بنته أهم من أى شئ تاني، كآن مفيش غيرها فى الحياه عقله ناقص يطير منه عشان يرجعها كآنها طفله وهتوه، رغم من تعاملي معاه قبل كده متأكده إنها خبيثه ودلوعه. 
بينما دخل هاشم الى غرفة سلوان جلس على طرف الفراش وجذب ذالك البرواز الصغير الموضوع على طاوله جوار الفراش،نظر له بقلب مُنفطر،يرى صورة 
سلوان بالمنتصف بينه وبين "مِسك" 
تلك الرائحه الطيبه التى عاشت معه ثلاث عشر عام بدأت معه من الصفر  عاشت معه وتحملت  إمكانياته البسيطه لسنوات تتحمل ضيق المعيشه بل وأحيانًا كانت هى من تواسيه بعد يوم عمل شاق قضاه وأن الآتى سيكون أفضل كانت تنتظره كل مساء مع طفلتهم التى ورثت جمالها إنقضت الأيام والسنين معها سريعًا حتى بعد  أن آتت  إليه فرصة العمر وعقد عمل بدولة الإمارات رحلت معه لكن كآن القدر،إذا أعطى شئ آخذ شئ ثمين بالمقابل له،توفر المال براتب خيالي إستطاع به شراء شقه بمكان أفضل وتبدل الحال  بـ سلوان لتدرس بمدارس أجنبيه خاصه هناك بالإمارات،لكن هذا لم يدوم ذالك كثيرًا فجأه مرضت مِسك وأخفت آلامها لفترات الى أن تغلب عليها اللعين وعرف هاشم أنها بالمرحله النهائيه لمرض خبيث نهش جسدها،رغم ذالك لم يؤثر على جمال ملامحها،تذكر وصيتها الآخيره
"أنا عارفه آنى هموت يا هاشم،المرض خلاص إتمكن من جسمي،بس ليا عندك أمنيه ووصيه،بتمنى أنك تقدر تحققهم 
الأمنيه... آنى بعد أموت أندفن فى الاقصر فى بلدي اللى عِشت فيها وأتقابلت معاك كمان هناك..
الوصيه... بنتِ سلوان، أنا عارفه إنك هتتجوز من بعدي، بس وصيتك سلوان بلاش تسمع للى هتتجوزها من بعدي  وتآسى علي سلوان...سلوان عاشت مقفول عليها بسبب ظروف جوازنا... بتخاف تثق فى اللى حواليها  حافظ عليها".
دمعه فرت من عين هاشم وآنامله تتلمس وجه مِسك الرقيقه،كانت مثل إسمها"رائحه طيبه"
لكن لم يزول عبقها من حياته تركته بـ سلوان التى حاول دائمًا توفير الراحه لها إستكفى بها هى وعمله لسنوات إنغمس فى العمل حتى يستطيع التحكم فى آلم قلبه الذى مازال يحمل العشق فقط لـ "مِسك"
لكن فجأه شعر أنه أصبح مثل الترس الذى بدأ يتآكل فقط يعمل ويجني المال من أن يجعل سلوان تعيش بمستوى راقي جدًا يليق بها،لكن سلوان كبرت وأصبحت شابه جميله تتهافت عليها العِرسان،حقًا كانت ترفضهم بلا أسباب،لكن ذالك لن يطول ربما يآتى من يخطف قلبها وتذهب معه ويظل هو وحيدًا،أنهى عقد عمله وأنهى مرحلة سفرهُ الطويل وقرر المكوث بـ مصر نهائيًا لكن بلحظه شغلت أخته عقله أن عليه أن يجد زوجه ليس شرطً أن يُحبها وهذا من حقه أن يجد أنيسه له فـ سلوان لن تظل معه طوال العمر سوف يآتى وقت وتتزوج وتبتعد عنه وتبني حياه خاصه لها لما يظل وحيد وهو مازال بصحه جيده،قابل دولت جارة أخته الأرمله وجدها مناسبه له عُمريًا،وقريبه من نفس ظروفه،فقط تريد زواج ونس،تزوج بها بعد أن أخبر سلوان التى لم تُبدى أي مُعارضه،رغم أنه شعر أن معاملتها مع دولت فاتره حتى من قبل أن يخبرها أنه سيتزوجها،ربما لم تعترض سلوان حتى لا يقول عنها آنانيه،تحملت زواجهُ،الذى أحيى بداخلها ذكرى والداتها الراحله...لكن هى مازالت وستظل الأولى  والأغلى بحياته.      
 ❈-❈-❈
بعد حوالى ساعه 
بمنزل القدوسى 
نهض جاويد مُبتسمًا يقول:
تمام هنتظر رأيك يا حج مؤنس أتمنى يكون فى أقرب وقت.
أومأ له مؤنس برأسه وكاد ينهض،لكن جاويد قال له:
خليك مرتاح أنا مش غريب هستأذن وهنتظر ردك،سلاموا عليكم.
غادر جاويد من باب الغرفه المُطل على الحديقه...رأت مغادرته مِسك من شُرفة غرفتها الواقفه بها ظاهره بوضوح للرؤيه، لكن رغم ذالك لم يرفع جاويد رأسه وينظر إليها،لكن لم تهتم ونزلت من غرفتها سريعًا،كى تأخذ البشاره التى تنتظرها بقلب مُنشرح.
بـ المندره
رغم أنها تشعر ببعض الخزي لكن الفضول جعلها لا تهتم لما قالته قبل قليل،ودخلت الى المندره بلهفه سأله بخبث:
أيه ده هو جاويد مشي بسرعه إكده ليه،كان چاي فى أيه؟.
نظر مؤنس لها بتهكم هل تظن أنه أحمق بعد كل تلك السنوات الذى عاشها وعلمته التمييز بنوايا البشر  جيدًا،لكن إدعي عدم الإنتباه لنواياها ورد ببساطه:
الآمر اللى كان عاوزنى فيه كان بسيط وإنتهى بسرعه.
رغم فضول صفيه هى تعلم خبث ومكر مؤنس جيدًا،لكن قالت:
طب كنت إمسك فيه عالعشا حتى هو جاويد غريب.
رد مؤنس:
لاء جاويد مش غريب وفعلاً طلبت منه يتعشى معانا بس هو جال حداه شغل مهم.
تهكمت صفيه:
شغل ايه دلوك،دى المغربيه حلت والعشا فاضل  عليها  ساعه بالكتير.
رد مؤنس بتهكم:
والله مسألتوش عن أشغاله هو جالى اللى كان جاي عشانه وسابلى وجت أفكر قبل ما أرد عليه، وبعدها إستأذن همسك فيه غصب عنيه.
شعرت صفيه بالضجر ثم قالت بسؤال:. 
إلا  هو جاويد كان عاوزك فى أيه؟. 
نظر لها مؤنس وتخابث قائلًا: 
مش فاكر، نسيت أصلى كِبرت والذاكره عيندي بجت بعافيه،أنا رايح الچامع ألحق أصلي المغرب،ومش هعاود غير مع محمود بعد صلاة العشا،بدل وجفتك دي،روحي تتمي عالوكل.
غادر مؤنس الغرفه وترك صفيه تشعر تنفخ أوداجها
تشعر بالغضب،لكن دخلت مِسك الى الغرفه بلهفه قائله:
فين جدي؟.
ردت صفيه:
جدك خرج راح الچامع.
إستغربت مِسك من ضيق صفيه وتسألت:
مالك يا ماما مضايجه ليه إكده،هو چدى جالك حاجه زعلتك،ولا يكون إتحدت مع جاويد بطريجه كويسه بعد ما سمع كلامك عليه.
ردت صفيه:
لاه، مهعرفش چدك حاويط،وبيعرف يداري مشاعره زين،وقبل ما أسأله جاويد كان عاوزة ليه، جال رايح الچامع،ومش هيرجع غير مع بوكِ بعد صلاة العشا.
زفرت مِسك نفسها بغضب قائله:
ولسه هنستي لحد ما يعاود هو وبوي بعد صلاة العشا وممكن كمان يتأخروا كيف عادتهم،ياريتنى ما سمعت حديتك وكنت وجقفت چار باب المندره يمكن كنت سمعت جاويد وعرفت هو كان عاوزه فى أيه؟.
ردت صفيه:
إفرضي جاويد بدل ما كان خرج من باب المندره اللى عالجنينه كان خرج من الباب ده وشافك كان يجول أيه وياخد عنك فكره إنك بتتصنتي،وأنا متوكده إن عيندي إحساس إن جاويد طلب يدك من چدك بس هو إكده حداه مكر ولؤم،ومفيش فى يدنا غير الصبر لحد ما يعاود ونعرف ونتوكد من إحساسي.
تنهدت مِسك بأمل رغم أن الإنتظار الآن هو أسوء حل. 
❈-❈-❈
قبل صلاة العشاء بقليل
أمام المشفى 
أثناء خروج إيلاف من المشفى بعد ان أنهت وقت عملها،رأت جلوس بليع مع فرد الأمن الواقف على باب المشفى ،نهض حين رأها تقترب من مكانه يبتسم هو الآخر الى أن تقابلا بالقرب من بوابة المشفى 
مد يدهُ بكيس ورقي قائلًا:
من حظك لحقتك قبل ما تمشى من المستشفى،جبتلك شويه "فول سوداني " مقلى طازه وسخن. 
أخذت إيلاف من يده الكيس مُبتسمه تقول:
متشكره يا عم بليغ والله أنا بقيت بنتظر حضورك لهنا قدام المستشفى زى الطفله اللى منتظره...... 
توقف الكلمه بلسان إيلاف، فماذا تقول 
"منتظره أبيها يعود لها بالحلوى"، شعرت بغصه، نظر لها بليغ بإستغراب قائلًا: 
مالك يا دكتوره وجفتى حديتك ليه، أوعى اكون بضايجك.
إبتلعت إيلاف تلك الغصه وأخفت تلك الدمعه بعينيها وتبسمت له:
لاء يا عم بليغ بالعكس انا ببقى سعيده لما بشوفك،تعرف إنى قبل كده كان مستحيل أخد أى حاجه من حد غريب عني،وبالذات حاجة الأكل.
إبتسم لها بليغ قائلًا:
بس أنا مش غريب يا بتِ أنا عمك بليغ.
إبتسمت له تشعر بشعور مختلف معه شعور أُلفه،ودت أن تقول له لكنك لست بالنسبه لى عم بل أريد أن اناديك بليغ فقط لكن الذوق يمنعني..
بينما بليغ رفع وجهه قليلًا ونظر لأعلى ليرى ذالك الواقف خلف شباك مكتبه بيده كوبً يحتسي منه،لكن تبدوا ملامحه غاضبه بعض الشئ تبسم بداخله،هو حقًا عاش حياته مثل  شريد لكن أصبح لديه شفافيه خاصه يستطيع قراءة العيون ويعلم منها صدق أو كذب المشاعر.
...... 
بينما بمكتب جواد لم ينتبه لمن  كان يتحدث  معه  الا حين وضع كف يده على كفته ينظر الى ما ينظر إليه عبر الشباك، وتخابث قائلًا: 
سرحت  فين يا دكتور جواد بكلمك مش بترد عليا.
إنتبه جواد له قائلًا:
مش سرحان ولا حاجه،بس هما شوية إرهاق عالعموم هفكر فى عرضك وهرد عليك فى أقرب وقت يا ناصف.
إبتسم ناصف بمكر قائلًا:
دى تبقى فرصه عظيمه لو قبلت تنضم لينا يا دكتور جواد فى النهايه إحنا غرضنا صحة الاهالى المستشفى الجديده اللى بقولك عليها هى  خاصه صحيح بس هيبقى فيها جزء خيري لعلاج المحتاجين مجانًا،يعنى غرضنا مش الربح فقط،المستشفى مفتوحه للجميع اللى قادر يدفع قصاد علاجه، واللى مش قادر  ومحتاج ومعندوش إمكانية إنتظار مكان يفضى بمستشفى الحكومه.
رد جواد:
تمام قولتك هفكر بلاش طريقة إلحاحك دي.
تبسم ناصف بخبث قائلًا:
تمام هنتظر ردك،ودلوقتي انا خلاص ورديتي خلصت هروح بيتي أرتاح شويه.
أماء له جواد براسه دون حديث حتى خرج من المكتب 
جلس جاويد يزفر نفسه بقوه يشعر بضيق من بليغ الذى يتقارب من إيلاف وينتظرها شبه يوميًا  أمام المشفى،لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نظر الى الشاشه،إبتسم وقام بالرد مازحًا:
من الواضح إكده إن مصانع الاشرف قربت تعلن إفلاسها ورئيس عمالها يوميًا بشوفه المسا هنا قدام المستشفى...يا جاويد باشا.
إبتسم جاويد قائلًا:
لاه إطمن الحمد لله المصانع شغاله كويس،بس رئيس العمال يمكن يكون بيجي المستشفى يطمن على صحته،ناسي إن يده كانت مجروحه،عالعموم مش متصل عليك عشان تقُر عليا،أنا محتاج لإستشاره خاصه.
مزح جواد قائلًا:
بصفتك من عيلة الاشرف ومقتدر ماليًا فا الإستشاره هتتحول للقسم الأقتصادي بالمستشفى قولى نوع الإستشاره عشان أحدد قيمة المبلغ.
رد جاويد:لاء مش هينفع نتكلم عالموبايل انا قريب من المستشفى ربع ساعه واكون عندك.
رد جواد:
تمام،بس أعمل حسابك مبلغ الإستشاره هيتحدد حسب الوقت اللي هتاخده.
إبتسم جاويد قائلًا:
تمام يا دكتور يا إستغلالي هدفعلك التمن مُضاعف متخافيش،سلام. 
أغلق جواد الهاتف ووضعه على المكتب ثم جلس على مقعده يحتسي القهوه مره أخري يشعر بمشاعر تغزوا قلبه تجعل عقله يحتار رغم انها أشياء بسيطه.
بينما بخارج غرفة المكتب تقابل ناصف مع أحد الاطباء الذى تلهف بالسؤال:
ها جواد وافق يشتغل فى المستشفى.
رد ناصف:
لاء قال سيبنى أفكر،بس سيبك من الموضوع ده دلوقتي،شوفت الدكتوره الجديده اللى جات هنا تكليف فى المستشفى.
تعجب الطبيب الآخر قائلًا:
مالها دى كمان عاوز تجيبها تشتغل معانا غى المستشفى،بس دى لسه يادوب متخرجه وكمان ده تكليف وبعد السنه أكيد هترجع للمكان اللى جت منه،يعنى مش هطول هنا.
رد ناصف بضيق:
مش فاهمنى انا مقولتش إننا نجيبها تشتغل معانا فى المستشفى،انا بقولك مش ملاحظ نظرات جواد ليها واضح كده أن كيوبيد ضرب سهمه فى قلب جواد،أنا لاحظت نظراته ليها أكتر من مره فيها إعجاب.
تنهد الطبيب الآخر قائلًا بسخريه:
آه وعاوزنى بقى أشتغل خاطبه وأروح أخطبها له.
زفر ناصف نفسه بضيق قائلًا:
لاء طبعًا،أنا عاوز نقرب الدكتوره دى مننا وتبقى جدع لو قدرت تقنعها انها تشتغل معانا فى المستشفى الجديده،بأى تسهيلات هى عاوزها لآن وقتها جواد هيوافق يشتغل معانا عشان يبقى قريب منها طول الوقت.
تنهد الطبيب الآخر مُتفهمًا:
آه فهمتك،وماله ميضرش،بس دى مهمتك بقى إنت اللى بتفهم فى الجنس اللطيف وبتعرف تتعامل معاه،يلا بلاش وقفتنا دي لا جواد يشوفنا ويفكر إننا بنضيع وقت المرضى اولى بيه،بالسلامه.
.......❈-❈-❈
بنفس الوقت بمنزل صالح
على درج السلم 
تقابل هو وزاهر الذى يتحدث بالهاتف وسمعه يقول بتعسُف:
أنا نص ساعه واوصل لمكان المخزن عاوز حد يجابلنى بالمفاتيح.
قال هذا زاهر واغلق الهاتف يشعر بضيق  وهو ينظر لـ صالح الذى يصعد بالمقابل له،كاد يتجاهله ويكمل نزول السلم لكن صالح تهكم عليه قائلًا:
مخزن أيه اللى مضايجك إكده،وهتعمل بيه أيه، وبتتمنظر وتشخط إكده ليه. آخرك فاشل بالك لو مش فلوسي كان زمانك شغال أُچري .
نظر زاهر له بإشمئزاز قائلًا:
فلوسك،وماله لما أتمنظر بفلوسك الحرام،مش أنا ولدك واد الحرام برضك...بس مش بعاده أشوف فى الوجت ده إهنه فى الدار،الليل خلاص دخل وده وجت الشيطان،وراجع منين إكده مضايج.
نظر صالح لـ زاهر بغيظ قائلًا:
وإنت مالك،غور شوف كنت رايح فين وإعمل حسابك لما تفشل كيف العاده متبجاش تطلب منيي فلوس.
تهكم زاهر قائلًا:
بلاش إنت تعيش فى الوهم يا أبوي،فلوسك حرام وأنا معوزهاش أنا اللى خدته منيكِ فلوس أمى اللى جتلتها وأستوليت على أرضها ومالها انا الوريث الوحيد ليهم وأخدتهم،يعنى فلوسك اللى كنت باخدها سابج وبخسرها كانت عن جصد ميني خسارتها،لكن مال أمي حلال وهو اللى هيدوم لى،أسيبك لشياطينك...سلام.
غادر زاهر يشعر بحسره وشجن فى قلبه،بينما شعر صالح بالبُغض لـ زاهر قائلًا:
واد حرام بصحيح،ضحك علي لحد ما سچلت له أرض أمه ودلوك بيتمنظر علي،لكن لاه مش صالح الأشرف اللى بيضحك عليه،كفايه مره إنضحك علي،بس....
توقف صالح لحظات يفكر قبل ان يسأل نفسه:
بس أيه يا صالح،البت اللى فى الفندق دى مش عارف ليها سكه منين أتحدت وياها؟ 
تنهد مُشتاقًا يقول:
بس عنيها جريئه جوي،نسيت أسأل عامل الفندق واد الحرام أخد منى بقشيش قد إكده،كان لازمن أسأله هى لسه فاضل ليها كم يوم إهنه،بسيطه أنا أرچع للفندق من تانى وأسأل بأي حچه ولو أمكن آخد أوضه چارها.
حسم صالح أمره وقرر العوده للفندق مره أخرى.
❈-❈-❈.....
          بعد صلاة العشاء 
بمنزل القدوسى
على طاولة العشاء
الفضول يتآكل بكل من صفيه ومِسك التى فاض صبرها ونظرت لـ مؤنس وحاولت رسم البراءه:
هو جاويد كان عاوزه ليه يا جدي.
نظر مؤنس لـ محمود ثم نظى لـ مِسك وجاوب:
كان عاوزنى بيعرض أنه يشتري الأرض الچبليه بتاعتنا اللى فى أول البلد.
شعرت مِسك بالصدمه ونظرت لـ صفيه التى إستغربت قائله:
وهو عاوز يشتري الارض دى ليه بجى،ما أهو أرضنا فى نفس المكان.
رد مؤنس:
سألته عن السبب وجالى،أنه بيفكر ينشأ مصنع فخار وخزف إهنه ومحتاج لقطعة أرض كبيره وتكون چار أرضهم،وطبعًا أرضنا هى اللى جنبيهم وهو عرض عليا يشتري بأي سعر أنا أطلبه.
تسألت مِسك ودمعه تتحجر بعينيها:
وإنت وافقت طبعًا يا جدي تبيعها له.
رد مؤنس:
لاه موافقتش وهو عطاني وجت أفكر فيه،بس انا مش موافج أبيع الارض دي.
تسأل أمجد:
وليه يا جدي مش موافق تبيع له الارض دى،الارض دى تعتبر سلخه صغيره وكمان مش متساويه ناحيه واسعه وناحيه ضيقه وعشان تتعدل لازمن تاخد من الارض اللى چارها،والارض اللى جارها بتاع أخوالي،رأيي إنك  تبيعها له بس إطلب تمن مناسب لان الأرض مصلحه لهم أكتر ميننا.
زفر مؤنس نفسه بغضب قائلًا:
أنا جولت له قراري خلاص ومش عاوز حديت فى الموضوع ده تانى،أنا شبعت وحاسس بشويه إجهاد هدلى على مجعدي أنام تصبحوا على خير،وإنت يا محمود نام بدري بكره عندينا شغل مهم بدري.
أومأ محمود له رأسه بـ تمام.
نظرت صفيه ناحية محمود بعد مغادرة مؤنس وتسألت بفضول:
شغل أيه المهم ده؟وليه متكلمتش وجولت للحج مؤنس إنك يبيع الارض ونستفاد بحقها.
تنهد محمود قائلًا:
أبوي حُر فى رأيه وهو مش عاوز يبيع الأرض،وبصراحه إكده انا موافق أبوي بعدم بيع الأرض دى،لآن الارض دى كنز لينا.
تهكمت صفيه قائله:
الأرض اللى مش مكمله فدان ونص دى كنز لينا ليه بجى؟
علم محمود من نبرة حديثها أنها تتهكم فرد عليها قائلًا:
الأرض دى لازقه فى النيل مباشرةً حتى مية النيل لما بتعلى بتصب فيها،يعنى رملتها شديده من ناحية الزراعه وكمان الطمى بتاع النيل بينفعنا فى صناعة الفخار.  
...
بعد قليل بغرفة مِسك 
كانت تبكي أمام صفيه قائله:
كنا مفكرين إن جاويد طلب يقابل جدي عشان يطلبنى منيه،بس طلعنا غلطانين،أكيد الوليه الغجريه دى نصابه مفيش مره عمل واحد من اللى عملتهم جاب نتيجه،انا خلاص مبقتش قادره أتحمل أكتر من إكده،انا خايفه فى لحظه الاقى چاويد بيتجوز من واحده غيرى ووجتها أموت بقهرتي.
ضمت صفيه مِسك بلهفه قائله:
بعيد الشر عنيكِ،إن شاله اللى ما تتسمى اللى كانت داخلتها علينا جدم النحس،انا من باكر هروح للوليه الغجريه دي وهجول ليها على إكده،وإن معملتش عمل يخلي جاويد يطلب يدك فى اقرب وجت ههدها إنى هبلغ عنيها الحكومه.
تهكمت مِسك قائله:
وهى الغحريه دي هتخاف من الحكومه برضك،انا خلاص يا ماما حاسه قلبي هيوجف،مبجتش قادره أتحمل،ومش عارفه هو جاويد ده جلبه أيه حچر صوان مش بيرق،أوجات بحس من نظرة عنيه أنه رايدني وبيعمل تجيل،واوجات تانيه بحس إنى ولا على باله.
ردت صفيه:
كيف مش على باله،هو اللى تجيل،كلنا عارفين إنه إتغير كتير بعد موت "چلال"  
ياريته كان عاش يمكن كان قلب جاويد مبجاش قاسي إكده،لكن القدر بجي هنجول أيه...وحدي الله إكده ونامي دلوك وأنا لازمن أروح للوليه الغجريه واشوف إمعاها حل نهائى.
تهكمت مِسك وتنهدت بآلم قائله:
والله جلبي حاسس إن الوليه دى خرفانه وما بنكسب من وراها غير إننا بنبجي ملعونين لا بيتقبل مننا صوم ولا صلاه لأربعين يوم.    
  ❈-❈-❈
بالفندق
كانت سلوان تضجع بظهرها على بعض الوسائد فوق الفراش تتصفح بالهاتف لكن فجأه صدح رنين الهاتف بيدها،لوهله إنخضت وسقط الهاتف من يدها فوق الفراش،سُرعان ما تهكمت على نفسها قائله:
الوليه الخرفانه اللى قابلتيها قبل الضهر بالطريق خلت أعصابك خفيفه يا سلوان.
جذبت الهاتف ونظرت للشاشه إبتسمت بإنشراح ثم قامت بالرد سريعًا تسمع:
مساء الخير يا سلوان،إزيك دلوقتي بقيتى أفضل.
ردت سلوان:
آه الحمد لله بقيت كويسه،متشكره لسؤالك يا جلال.
إبتسم جلال قائلًا:
طب طالما بقيتي كويسه أيه رأيك أنا  عازمك عاالعشا.
إبتسمت سلوان وفكرت قليلًا،ثم قالت:
تمام وانا موافقه،حتى تبقى نهاية رحلتى هنا عيش وملح سوا.
إبتسم جلال قائلًا:
تمام أنا قدام الفندق منتظرك،ياريت بلاش تتأخري إنتِ جميله ومش محتاجه تقفِ قدام المرايه كتير،وكمان سمعت خرافه بتقول:
إن اللى بتقف قدام المرايه بالليل كتير جسمها بيتلبس من الجان أو بتعنس. 
ضحكت سلوان قائله:
مش مهم أعنس بس بلاش جسمي يتلبس أنا جبانه وبخاف ،ومش هتأخر عشر دقايق وهنزل.
إبتسم جاويد وشعر بإنشراح فى قلبه حين سمع صوت ضحكة سلوان،يبدوا أنها عادت للصفاء مره أخري،وقال لها:
تمام أما أشوف هتنزلى فى ميعادك مظبوط ولا زى العاده،عشر دقايق وفى الآخر تنزلى بعد نص ساعه.
إبتسمت سلوان قائله:
لاء هما عشر دقايق بالظبط وهتلاقيني قدامك...بس لو طولت فى الكلام عالموبايل ممكن يبقوا أكتر.
إبتسم جلال قائلًا:
آه يعنى هتاخدي الموبايل حجه عالعموم سلام أنا فى إنتظارك.
أغلقت سلوان الهاتف وظلت لدقيقه تفكر،ما سر هذا التأثير القوي لـ جلال عليها،هى كانت تشعر بسأم وضجر قبل أن يُهاتفها،وزال هذا الآن بعد حديثهُ معها ومدحه بجمالها،لم يكن أول مره يمدح جمالها لكن كل مره تشعر بشعور مختلف،تذكرت ذالك الحِلم الذي راوضها وهى نائمه قبل قليل،فى البدايه الحلم كان مُخيف بتلك المرأه،ثم ظهور جلال وإقترابه منها بشده حتى أنه كاد يُقبلها لولا....
لولا ماذا،لولا إتصال والداها، وضعت يدها على فمها سألت نفسها:
ياريت بابا كان إتأخر شويه ومتصلش عليا يمكن كان جلال باسني،يا ترى كنت هحس بأيه بعدها.
ظلت سلوان شارده قليلًا وهى تلعق شفاها الى ان فاقت فجأه تذم نفسها قائله:
أكيد عقلك جن بسبب اللى شوفتيه هنا من اول الرحله خلاص كلها ساعات وتسافرى للقاهره وتنسي كل اللى حصل هنا،حتى جلال نفسه هينساكِ،وكمان العشر دقايق خلاص تقريبًا إنتهوا دلوقتي يتريق ويقولى دايمًا متأخره عن ميعادك.
أخذت سلوان هاتفها ووضعته بحقيبة يدها وغادرت الغرفه مُسرعه حتى لا تضيع وقت أكثر.
...... 
بعد دقائق  قليله
توجهت سلوان نحو عامل الاستقبال وأعطته مفتاح الغرفه قائله:
أنا كنت قولت للحسابات تعملى كشف حساب نهائي لآنى هسيب الاوتيل الليله قبل الفجر.
رد موظف الاستقبال:
فعلاً يا أفندم وصلنا كشف الحساب بتاع أوضة حضرتك أهو،وأتمنى تكون خدمتنا نالت رضا حضرتك،وهننتظر عودتك لهنا مره تانيه.
إبتسمت سلوان بغصه،فليس هنالك مره أخرى،لكن قالت  للعامل:
تمام أنا دلوقتي ولما أرجع هاخد كشف الحساب.
تركت سلوان مفتاح غرفتها وسارت نحو باب الخروج من الفندق
بنفس اللحظه كان يدخل صالح الى الفندق ورأى شموخ خطواتها شعر برجفه قويه إهتز لها قلبه مثلما حدث بالماضى كأنه أمامه الآن 
تختال بسيرها كالمهره الآبيه،كاد يتتبعها بالفعل لكن 
لسوء حظه تقابل مع أحد معارفه الذى وقف معه على مضص يتحدث الى ان غابت سلوان
عن مدى نظره... سأم وجهه ولعن الواقف معه... ضاعت فرصته فى تعقُبها الليله. 
...... 
كان جاويد يجلس بالسياره وتعجب كثيرًا حين رأى عمه صالح يدخل من باب الفندق،لكن توقع ان يكون هنا لآجل شئ خاص به لم يهتم بأمره وظل جالسًا بالسياره ينتظر سلوان 
التى رأها  تقترب من السياره،ترجل من السياره ونظر الى ساعة يده ثم الى سلوان قائلًا بمرح:
قولتِ عشر دقايق وبالظبط دلوقتي بقوا عشرين دقيقة.
إبتسمت سلوان قائله:
التأخير مش مني ده من عامل الإستقبال كنت واقفه معاه عشان أقوله أنى هغادر قبل الفجر الفندق.
إبتسم جلال قائلًا بخباثه:
قولي إن شاء الله،إتفضلي إركبى العربيه عشان نروح المطعم.
إبتسمت سلوان لفتح جلال لها باب السياره وصعدت الى السياره،تبتسم الى أن قاد جلال السياره،قائلًا:
واضح إن نفسيتك هديت كتير عن قبل الضهر بصراحه أنا خوفت عليكِ وقتها،ومكنتش عاوز أسيبك فى الحاله دي.
نظرت سلوان لـ جلال ببسمه ودت سؤاله هل حقًا شعرت بالخوف علي وما السبب فى ذالك،لكن خشيت تفسير ذالك بشكل آخر منه،تبسمت قائله:
الحمد لله،بصراحه الوليه الخرفانه اللى قابلتنى دى خوفتني،كمان قبلها كنت قدام قبر ماما وكنت حاسه انى مخنوقه وكان الافضل أن ابقى لوحدي.
رد جلال:
تمام،خلاص وصلنا للمطعم.
نظرت سلوان قائله:
بس مش ده المطعم اللى جينا فيه قبل كده.
رد جلال وهو يترجل من السياره:
فعلًا ده مطعم تانى،المطعم ده على ربوه عاليه شويه قريبه من المعبد تقريبًا كده هتشوفي المعبد كله من هنا. 
إبتسمت سلوان وترجلت هى الاخري من السياره،ودخلت الى المطعم أمام جلال،جذب لها أحد المقاعد جلست عليه وجلس هو بالجوار منها مباشرةً وأشار له بيدها نور المعبد ظاهر قدامك أهو.
جلس الإثنان يتحدثان غير منتبهان للوقت،تحدثا بأشياء كثيره بود،سلوان حكت له قليل عن طفولتها وانها كانت طفله هادئه عاشت بلا صداقات حقيقيه بسبب  تنقلات والداها الكثيره من بلد لآخر
بدايه من القاهره الى الإمارات ثم نهايه بالسعوديه الى أن عادت لمصر حتى تكمل دراستها الجامعيه ثم عودتها للسفر للسعوديه مع والداها الذى قرر من بضع أشهر العوده والعيش بمصر بشكل نهائي،يكفى غُربه،حتى زواجه بأخرى لم تُبدي لها أى مشاعر أمامه.
كذالك جلال حكى لها عن بعض الاساطير حدثت هنا بالاقصر جزء منها كانت فى البدايه خُرافات وتحقق جزء منها مع الوقت لكن لم يحكى لها أن أكبر مثال للخرافه هى،علم أسمها قبل أن يراها
وهمس إسمها بنبض قلبه 
"سلوان"    
  مضى الوقت حتى إقترب الفجر 
وإقتربت النجوم من تلك الاعمده،من يراها من بعيد يظن أنها فوق تلك الاعمده مباشرةً.
وقفت سلوان وإقتربت من سياج المطعم وضعت يديها تنظر الى ذالك المشهد الرهيب والمُهيب بنفس الوقت، النجوم فوق تلك الأعمده  كآن النجوم تساقطت من السماء لا يوجد بينهم فاصل نهائيًا  ،كذالك جلال نهض ووقف لجوارها 
   وسمع قولها: 
ماما كانت بتقولى الأقصر فيها عِمدان بتوصل الارض بالسما، محفور على جدرانها قصص قديمه لـ عُشاق بتهمس للنجوم كل ليله ترنيمة عشق. 
....... ـــــــــــــــــــ

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضام لجروب الواتساب اضغط هنا
تابعى صفحتنا على الفيسبوك عشان تبقى اول واحدة تقرأ البارت اول ما ينزل 
صفحتنا على الفيسبوك من هنا