رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 12 و 13 بقلم سعاد محمد
رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 12 و 13 هى رواية من كتابة سعاد محمد رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 12 و 13 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 12 و 13 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 12 و 13
رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 12 و 13
بظهيرة اليوم التالى
فى حوالى الواحده والنصف
بـ أحد الكافيهات
نظر لساعة يده ثم زفر نفسه بضجر فلقد طال وقت إنتظاره، لكن تفاجئ بمن تقف أمامه مُبتسمه تتسأل بتخمين:
أمجد القدوسى؟.
نظر لها شعر بخفقان فى قلبه ونهض واقفًا يقول:
أيوه.
إبتسمت له قائله:
إنت مش فاكرني، أنا "إيمان المحمدي"، كنا سوا فى الجامعه، حتى كنا فى نفس سكشن العملي دايمًا سوا.
إزدرد ريقه يشعر بزياده خفقان كيف ينسى حُبه الأول لكن إدعى التذكُر:
آه بصراحه آسف مخدتش بالي، فعلًا إفتكرتك، إزيك يا إيمان، أخبارك أيه؟.
سئم وجهها وقالت بإختصار:
الحمد لله كويسه وإنت أخبارك أيه كنت من المتفوقين بتوع الدفعه.
إبتسم لها قائلًا:
الحمد لله بعد التخرج إتعينت مُعيد فى كلية الزراعه ودلوقتي بقيت دكتور.
إبتسمت له قائله:
تستحق، إنت متفوق وكان عندك طموح كبير فاكره لما كنا يوقف قدامنا نقطه صعبه فى المنهج كنت بتشرحها لينا بطريقه مُبسطه، بس أيه آخر أحوالك الشخصيه، إتجوزت ولا لسه؟.
قبل أن يرد أمجد ردت من آتت وشعرت بضيق قائله:
لسه، بس كتب كتابنا بعد بكره والجواز فى أجازة آخر السنه.
إبتسمت إيمان لها قائله:
ربنا يتمم بخير، أكيد إنتِ العروسه، بصراحه أمجد طول عمره ذوقه حلو.
نظرت حفصه لها ثم لـ أمجد سأله بغرور:
طبعًا عندك حق، بس أنا معرفش مين حضرتك.
شعر أمجد بالإحراج قائلًا:
أستاذه إيمان المحمدي كنا زمايل فى الجامعه، الآنسه حفصه...
سبقت حفصه بتعريف نفسها:
حفصه صلاح الأشرف أبجى بنت خال أمجد وكمان خطيبته.
إبتسمت إيمان قائله:
يعنى أهالى خطوبتكم بجى حب من الطفوله.
ردت حفصه بثقه وهى تنظر لـ أمجد:
أيوه.
صمت أمجد بينما شعرت إيمان بالإحراج من نبرة حفصه الجافه قائله:
واضح فعلًا، عالعموم مبروك، وآسفه إن كنت أزعجتكم عن إذنكم.
أمائت حفصه برأسها دون رد، بينما قال أمجد بتبرير:
لأء أبدًا مفيش إزعاج.
إبتسمت إيمان قائله:
تمام عن أذنكم.
غادرت إيمان وتركت حفصه تشعر بضيق وغِيره من نظر أمجد الذى مازال مُسلط على تلك الدخيله بنظرها تحدثت بإستهجان:
خلاص مشيت، مين دي يا أمجد؟.
إنتبه أمجد قائلًا:
زى ما جالت، كانت زميلتي فى الجامعه.
تهكمت حفصه بسخريه قائله:
آه كانت زميلتك ولسه فاكراك، وعينك منزلتش عنها.
إزدرد أمجد ريقه بإحراج قائلًا :
قصدك أيه، دي صدفه غير مقصوده، أنا مشوفتهاش من وجت ما إتخرجنا من الجامعه.
لا تعرف حفصه لما شعرت بضيق من ذالك الموقف او ربما أحي لديها شعور تحاول التغافُل عنه أن أمجد ليس مرغوم على القبول بها كـ زوجه ولابد من إيضاح لهذا وهذا هو الوقت المناسب لمعرفة حقيقة مشاعر أمجد تسألت بمفاجأه :
أمجد إنت مشاعرك أيه ناحيتي؟.
تعجب أمجد قائلًا:
مش فاهم جصدك أيه!؟.
وضحت حفصه سؤالها:
يعني إنت اللى إختارت تتجوزني، ولا كانت رغبة عمتي؟.
إرتبك أمجد وشعر بتوتر وصمت قليلًا، زفرت حفصه نفسها بإستعلام قائله:
زي ما كنت متوقعه، خطوبتنا من البدايه كانت رغبة عمتي، بص يا أمجد إن كنت مفكرنى معدومة الشخصيه ومش بعترض تبقى غلطان أنا بس بحب أريح نفسي من المُجادلات، متفكرش إني ساذجه زي ما واضح عليا بقبل كلام مِسك أنا صحيح بهاودها يمكن فى كل حاجه بس لآنى عارفه إن الحاجات ده مش هتضرني، لكن فى جوازي أنا وانت بس المسؤلين عنه، لآن إحنا مع الوقت هيجمعنا طريق واحد وهدف واحد إن جوازنا يكون حقيقي ناجح ومُستقر، مش هقبل بالمنظر الخارجي ولا هقبل عمتي أو مِسك يدخلوا فى حياتنا لو كان نصيبنا مع بعض، ودلوك بجولها لك صريحه وعاوزه منك رد مباشر وسكوتك هعتبره نهاية خطوبتنا،
إنت بتحبني وعاوز تتجوزني ونكمل طريجنا سوا، ولا بتنفذ رغبة عمتي صفيه؟.
صمت أمجد للحظات كادت حفصه أن ترد على سؤالها لكن رد باللحظه الأخيره:
الإتنين يا حفصه.
إستغربت حفصه رده قائله:
جصدك أيه بالأتنين!.
فسر أمجد جوابه:
جصدي أن خطوبتنا مش بس قرار أمي، أنا كنت أقدر أرفض، لو مكنتش حاسس إنك مناسبه لى.
تهكمت حفصه بغرور تعيد كلمته الآخيره:
مناسبه لك،معناها أيه الكلمه دى بقى،هوفر عليك واقولك أنا معناها أيه،طبعًا نسب عيلة الاشرف وكمان بنتهم الوحيده،يعنى مفيش إمتيازات أكتر من كده.
نهضت حفصه واقفه وقامت بخلع ذالك الخاتم من إصبعها قائله بثبات قوي:
أنا مقبلش أكون مجرد زوجه لشخص معندوش مشاعر قويه ليا،شخص سلبي،وأعتقد ده الأفضل دلوك قبل ما نتكتب الكتاب ويتحسب على جوازه فاشله،عالعموم هتفضل على وضعك الطبيعي بالنسبه لي"إبن عمتي".
وضعت حفصه الخاتم على الطاوله أمام أمجد وغادرت تكبت دمعتها وغصة قلبها القويه، هى لديها مشاعر أخرى إتجاهه،لكن لا تريد أن تجد نفسها مُقيده بزواج من شخص سلبي هى بالنسبه له فقط مجرد "زوجه مناسبه"لطموحات والداته.
بينما إستغرب أمجد فعلة حفصه ومد يده واخذ الخاتم يُديرهُ بين إصابعه،للغرابه شعر بغصه قويه لم يكُن يتوقع ان يشعر بها إتجاه حفصه،حقًا لم يختارها من البدايه،لكن بعد هذا الموقف منها إستغرب تغير شعوره هذا نحوها...ربما أعجبته الصوره التى كانت عليها قبل قليل،صوره أخرى قويه صاحبة قرار،عكس ما كان يظن سابقًا،أنها بلا قرار مثله،لكن هى أثبتت أنها ربما تُساير من أمامها لكن ليس على حساب نفسها،لكن تحير ماذا سيفعل الآن وماذا سيقول لعائلته،وعقد القران باقى عليه يومين فقط.
....❈-❈-❈
أمام ذالك المنزل المملوك لـ حسنى
ترجل زاهر من السياره وتوجه الى باب ذالك المخزن المفتوح على مصراعيه يخرج منه بعض العمال يحملون بعض الأغراض القديمه، لكن ربما لسوء حظه أنه آتى الآن وسمع حديث حسنى لأحد العمال بطريقه بسيطه تتجاذب معه الحديث وتقوم بالمريسه على العمال الآخرون بين لحظه وأخري قائله:
الهمه يا رچاله،عاوزين ننتهى ونفضي المخزن.
تقول لهم هذا وتعاود الحديث لذالك العامل الذى يبدوا رئيسهم، إستغفر ربه ثم دخل الى المخزن مُلقيًا السلام.
تركت حسنى رئيس العمال وتوجهت نحوه ترحب به قائله:
أهلًا يا استاذ زاهر، أهو كيف ما جولت لك عشيه، انا على راس العمال من صباحية ربنا حتى مدوجتش الفطور ولا الزاد لحد دلوك، عشان نفضي المخزن، معرفش إنت ليه مستعجل إكده، مع إن لسه كام يوم على اول الشهر.
تنهد زاهر بضيق قائلًا:
والله إمعاكِ العجد إبجي إقريه، أنا دافع الإيجار من يوم ما مضينا العجد، ومحتاج للمخزن بأسرع وجت وقبلها كمان قبل ما دخل البضاعه فيه لازمه شوية تعديلات وتشطيب .
ردت حسنى:
خلاص أها العمال قربوا يفضوا نص المخزن واللى مش هينتهي النهارده بكره بالكتير المخزن هيكون فاضي وتستلمه...والمخزن چدي كان مبيضه قبل ما يموت بشويه صغيرين،صحيح البويه بهتت،بس أقل تعديلات هتخلي المخزن زين،و..
قاطعها زاهر بحسم قائلًا:
أنا عاوز المخزن يفضى النهارده حتى لو العمال سهروا يطلعوا الحاجات اللى فيه،وانا اللى هدفع لهم الأجره متخافيش.
نظرت له حسنى قائله:
الحكايه مش حكاية أچره،الحكايه إن العمال دول لهم طاقة تحمل،يعنى يرضيك يفرهدوا،ومچتش من يوم يعني و...
قاطعها هذه المره دخول إمرأه تحمل على رأسها "سبت خوص"قائله:
غدا العمال أها يا ست حسنى هانم كيف ما طلبتِ.
إقتربت حسنى من تلك المرأه واخذت منها"السبت"
ووضعته أرضًا ونظرت بداخله وذمت شفتيها بضيق تقول:
تسلم يدك يا مرت أبوي،بس اللحمه مش قليله شوي،أنا كنت چايبه أكتر من إكده،هى اللحمه صحيخ بتكش فى السوا،بس مش بتنسخط إكده.
ردت المرأه:
أنا مأخدتش منيها حاچه ليا،كل اللى خدته حتتين لابوكِ وخواتك،ولا هما العمال ياكلوا وخواتك وبوكِ يجعوا.
زفرت حسنى قائله:
لاه ميرضنيش يچعوا،
بس اللحمه دى كنت چيباها عشان العمال الغلابه دول،وأبوي وخواتي كنت چايبه لهم لوحدهم،كمان الطبيخ قليل عالعمال.
زفرت زوجة أبيها بسام قائله:
أنا معرفش ليه كلفتينا وكل العمال...
هما مش هياخدوا أچره، إحنا مش ملزمين بوكلهم،دى حاچه ذوقيه منينا،والجوده بالموجود.
ردت حسنى:
أها جولتي حاچه ذوقيه منينا،يعنى المفروض كنتِ تزودوا أشوي،هما أچرتهم فيها قد أيه عشان يضيعوها عالوكل،وأحنا هنكسب فيهم ثواب.
مصمصت زوجة أبيها شفاها بسخريه قائله:
وماله هما يستحقوا الوكل ده برضك هنكسب فيهم ثواب
قالت هذا ونظرت الى زاهر الواقف قريب من حسنى قائله: ثواب أيه اللى يستحقوه العمال ، ما باين أها من رئيس العمال مش شايفه ده لابس جميص ومنطلون بالشئ الفلاني.
نظرت حسنى لـ زاهر ثم لزوجة أبيها قائله:
ده مش رئيس العمال ده الأستاذ زاهر اللى أچر المخزن يا مرت أبوي.
زاغت عين زوجة أبيها تنظر لـ زاهر بتمعن شديد،يبدوا عليه الثراء،للحظه جاء لها خيال وحسنى تقف جواره وهما عروسان،لمع الطمع بعينيها فزواج حسنى من شخص ثري كهذا قد يكون له فائده كبيره عليها،ولما لا،لكن فجأه عبس وجهها وعقلها يقول:
إفرضي إنه متجوز يا "عواطف"...واه هتخسري ايه إسأليه.
بالفعل رسمت الخزي ومدت يدها لمصافحة زاهر قائله:
معليشى،متأخذنيش فكرتك رئيس العمال،أهلًا وسهلًا بيك، المخزن نور، لاه البيت كله والمنطجه نورت.
نظر زاهر لـ يد عواطف للحظه ثم مد يده وصافحها، لكن تعجب حين رفعت عواطف يده تنظر لها وهمست بشئ لم يسمعه.
بينما تنهدت عواطف براحه قليلًا وهى تنظر ليده الأخري وجدتها خاليه من أى إثبات زواج، لكن ليس هذا ألاثبات الوحيد، لم تستحي وهى تسأله:
هو سيادتك متجوز.
نظرت لها حسني بإستغراب قائله:
واه يا مرت أبوي وإنتِ مالك متچوز او لاه، عيندك له عروسه.
نظرت عواطف له قائله:
هو بس يأشر.
رغم تعجب وإشمئزاز زاهر من عواطف لكن جاوبها قائلًا:
لاه مش متچوز، وشاكر أفضالك، أنا مش بفكر فى ألچواز دلوك، وكمان أنا كنت چاي أشوف المخزن إن كان فضي أو لاه، ودلوك عيندى ميعاد مهم فى البازار ولازمن أرجع له، بس ياريت العمال يشهلوا شوي، وبلاش لكاعه، عشان أنا خلاص إتفجت مع الصنيعيه اللى هيعدلوا ويشطبوا المخزن.
ردت حسنى:
لاه متخافيش إن شاء الله على بكره المسا بالكتير هيكونوا خلصوا،وتستلم مفتاح المخزن.
رد زاهر:
تمام، بكره المسا هفوت إهنه عشان أخد مفاتيح المخزن، يلا سلاموا عليكم.
ردت السلام عليه حسنى وعواطف التى تلمع عينيها بطمع وجشع...بينما زامت حسنى معها بالحديث قليلًا لم تنتبه له عقلها يُمني لها ويُزين لها فرصة وضرورة زواج حسني من ذالك الثري حتى لو كان غصبًا بفكره شيطانيه.
..... ـ❈-❈-❈
مساءً قبل المغرب
بالقاهره
بشقة هاشم، زفر نفسه بضيق وهو يضع هاتفه فوق الطاوله قائلًا:
برضوا سلوان مش بترد على إتصالى ودلوقتي بيقولى خارج نطاق الخدمه، مع إن كان المفروض دلوقتي تكون وصلت محطة "رمسيس" عالأقل يعنى وصلت القاهره.
تهكمت دولت تقول بتوريه:
يمكن القطر إتأخر فى الطريق، وموبايلها فصل شحن... أو يمكن غيرت رأيها والجو فى الأقصر عجبها وقررت
قاطع حديث دولن نهوض هاشم واقفًا يشعر بضيق قائلًا بتعسف:
قررت أيه، هى إمبارح اكدت لى إنها جايه لأن الفلوس اللى كانت معاها تقريبًا خلصت.
تنهدت دولت قائله:
طالما هى قالت لك كده يبقى أطمن يمكن زي ما قولت موبايلها فصل شحن، وبعدين انا مستعجبه إنت أيه اللى معصبك كده من وقت ما عرفت إن سلوان فى الاقصر، عادي يعني اللى أعرفه أنها سافرت كتير قبل كده لوحدها، تفرق أيه الاقصر عن أى مكان سافرت له قبل كده؟!.
نظر هاشم لها قائلًا:
الأقصر تفرق عن اى مكان سافرت له قبل كده، عارفه ليه عشان الأقصر بلد أمها، يعنى أهل أمها هناك، وخايف سلوان تكون راحت لهم.
إستعجبت دولت قائله:
أول أعرف إن مراتك الاولانيه من الاقصر اللى أعرفه أنها كانت من الصعيد وبس، وبعدين فيها ايه لو راحت لأهل أمها عادي.
جعد هاشم بين حاجبيه بضيق قائلًا:
لاء مش عادي، ومن فضلك سيبني لوحدي دلوقتي.
شعرت دولت بالحقد لكن أخفته قائله:
تمام، بس ياريت تهدي أعصابك مش بعيد نلاقى سلوان بتفتح باب الشقه دلوقتي، هروح أتصل على
"مدحت" أطمن على أبني انا كمان.
غادرت دولت وتركت هاشم الذى جذب هاتفه وعاود الإتصال على هاتف سلوان لكن نفس الرد غير متاح بالخدمه،زفر نفسه يشعر بشعور سئ،وهو يتذكر قول العرافه،ماذا لو فعلًا سلوان ذهبت إليهم،لن يستطيع تحمُل خسارة سلوان.
..❈-❈-❈ ❈-❈-❈
بنفس الوقت بمنزل القدوسي
دخل مؤنس الى المنزل نادي على الخادمه التى لبت نداؤه سريعًا تقول:
نورت يا حچ مؤنس تؤمرني بأيه.
إبتسم لها مؤنس قائلًا:
الامر لله يا بتِ،الضيفه فين.
ردت الخادمه:
الضيفه من وجت ما سيادتك سيبتها فى المجعد وهى مخرجتش منيه واصل،حتى خبطت عليها ومردتش عليا.
تعجب مؤنس قائلًا:
طيب روحى إنتِ حضرى صنية وكل وهاتيها لى عند اوضة الضيفه.
ردت الخادمه:
حاضر من عنيا.
تنهد مؤنس براحه وذهب نحو تلك الغرفه وطرق على الباب أكثر من مره لكن لم يأتيه رد،فتح باب الغرفه شعر بوخزات قويه تصعق قلبه،هذه الغرفه كانت مُغلقه لسنوات طويله،تقابل بظلام الغرفه إزدادت الوخزات الغرفه كانت قديمًا دائمًا بها نور حتى ليلًا.
أشعل ضوء الغرفه وجالت عينيه بها إبتسم حين وقعت عينيه على الفراش ورأي تلك النائمه،إقترب من الفراش ينظر لها لكن زالت تلك الوخزات حل محلها إنشراح قليلًا،وهو يتأمل تلك الغافيه التى تنام مثل الملاك تشبه والداتها "مسك"
حقًا يليق بها لقب"خد الچميل" بوجهها الملائكي الجميل وتلك الخُصلات المتمرده فوق جبهتها مثل خصلات والداتها كانت متمرده هكذا، ظل يتأملها
لبعض الوقت.
بينما بالمطبخ
دخلت صفيه ورأت تلك الصنيه الموضوعه والخادمه تضع فوقها بعض الاطباق المليئه بالطعام، سألتها بإستفسار:
صنية الوكل دي لمين؟.
ردت الخادمه:
دى للضيفه اللى جات الفچريه مع الحچ مؤنس هو اللى جالي من هبابه، أحضر صنية وكل واخدها لحديها بالمجعد.
تهكمت صفيه بضيق وغِل قائله:
وهى الضيفه على رِچليها نقش الحنه إياك ما تچي لإهنه تاكل،ولا حتى تستني شويه كلها كام ساعه ونتعشى بالسفره.
ردت الخادمه:
الحچ مؤنس هو اللى جالي.
تهكمت صفيه بإستهزاء:
الحچ مؤنس هو اللى جالك طب يا أختي شيلي الصنيه وروحي بيها لمجعد السنيوره،كيف ما جالك.
حملت الخادمه الصنيه وغادرت المطبخ بينما قطبت صفيه حاجبيها بضيق قائله بحقد:
شكلها بت حربايه وسُهنه ومسهوكه كيف أمها وعرفت تتلاعب بعقل الراچل الخرفان وچري وراها وچابها لإهنه، بس بعينها توصل للى هى عاوزاه وقبل بس ما تفكر تضحك على عقله لازمن أخليها تغور من إهنه مطروده وملعونه كيف أمها قبل إكده.
بينما بغرفة سلوان
كانت نائمه ترى نفسها طفله للتو عادت من المدرسه،ألقت حقيبتها أرضّا بمجرد أن دخلت الى الشقه وجلست على أحد مقاعد الردهه بإرهاق ،رأتها والداتها إبتسمت لها وإنحنت تحمل تلك الحقيبه قائله:
كده بترمي شنطتك عالارض مش دي المدرسه اللى كان نفسك تروحيها.
ردت بتذمر طفولي:
لاء يا ماما انا خلاص رجعت فى كلامي مش عاوزه أروح للمدرسه تاني، أنا بكره الصحيان بدري، كمان المدرسين اللى فى المدرسه بيقعدوا يزعقوا لينا طول الوقت.
ضحكت والداتها قائله:
طب يلا قومى أدخلى الحمام أتوضي عشان تصلى زمان بابا راچع عشان نتغدا مع بعض.
إبتسمت سلوان ونهضت لكن خلعت حذائها أثناء سيرها وتركته قائله:. أنا هقول لبابا إنى مبقتش أحب المدرسه وعاوزه أروح اشتغل معاه.
إبتسمت والداتها
وهى تنحنى تحمل حذائها تجري خلفها قائله: وانا هقول لـ بابا
سلوان بتزهق وبتمِل بسرعه،واخده عالانتخه والدلع...وعاوزه تنام طول الوجت كيف الدِبه.
تبسمت سلوان بخيالها الذى عاد بها لذكريات الطفوله القليله والبعيده.
....
بينما مؤنس ظل يتأملها بشوق وضنين، لكن يبدوا أن الضوء بدأ يُزعج سلوان او ربما حان وقت إستيقاظها، تمطئت بيديها قبل ان تفتح عينيها، إبتسم مؤنس فعلًا سلوان ورثت الكثير من "مِسك"
حتى بعض الأفعال البسيطه بسمة مِسك وهى نائمه،كذالك كانت تفعل ذالك سابقًا حين كانت تصحوا من النوم وبالأخص بأيام الدراسه كانت لا تود النهوض من النوم ولا الذهاب الى المدرسه، فتحت سلوان عينيها حين سمعت صوت مؤنس يقول بموده:
مساء الخير يا خد الچميل السمس خلاص غابت.
للحظه شعرت سلوان بالتوجس ونهضت جالسه على الفراش تنظر نحو باب الغرفه ثم الى تلك الخادمه التى بالغرفه ثم قالت:
إنت إزاي دخلت للاوضه؟.
إبتسم مؤنس ونظر للخادمه قائلًا:.
حطي الصنيه اللى بيدك عيندك وروحي شوفى شغلك.
فعلت الخادمه مثلما أمرها مؤنس وتوجهت نحو باب الغرفه، لكن فعلت مثلما قال لها مؤنس:
إقفلي باب الاوضه وراكِ.
نظرت سلوان الى باب الغرفه الذى أغلقته الخادمه ثم الى مؤنس الذى جلس على طرف الفراش قريب منها يبتسم على ذالك التوجس الواضح على وجهها،
قائلًا:
الدار فيها رچاله وميصحش تشوف شعر خد الجميل الغجري.
وضعت سلوان يديها على رأسها تضم خصلات شعرها بين يديها وقامت ببرمها ولفها كعكه عشوائيه.
إبتسم مؤنس قائلًا:
نورتِ دار چدك يا خد الچميل، كنت فى إنتظارك.
إستغربت سلوان قائله:
مش فاهمه قصدك يعنى ايه كنت فى إنتظاري.
برر مؤنس قوله:
كان جلبي حاسس إنك هتچي لإهنه، وهشوفك قبل ما أسلم أمانتي، وأرحل وألحق باللى سبقوني.
تهكمت سلوان قائله:
بجد!
كنت حاسس إنك هتشوفنى غريبه مع أن مفيش مره سألت عني،مش يمكن كنت موتت زى ماما،وخاب إحساسك ده.
رد مؤنس سريعًا بلهفه:
بعيد الشر عنك ربنا يطول بعمرك،أنا عارف إنك واخده على خاطرك ميني،بس يمكن كنت غفلان وربنا رايد قبل ما ارحل يزيح عني الغفله دي.
تهكمت سلوان قائله باستغراب:
كنت غفلان لاكتر من تلاتين سنه،تعرف أنا ليه جيت لهنا دلوقتي،أنا صحيح كنت جايه عشان ازور قبر ماما،بس كمان كان فى عندي سؤال نفسي تجاوبني عليه.
شعر مؤنس بندم قائلًا:
وأيه هو سؤالك يا خد الچميل.
تهكمت سلوان قائله:
برضوا بتقول'خد الچميل"
إسمي سلوان.
إبتسم مؤنس..بينما أكملت سلوان حديثها بسؤال:
ليه وافقت بابا زمان لما طلب منك إن ماما تندفن هنا مع إنك كنت غضبان عليها وعمرك ما رديت على رساله بعتتها لك،حتى يمكن مقريتش الرسايل دى وقطعتها أو حتى حرقتها.
شعر مؤنس كأن سلوان بيدها سكين وقطعت قلبه هو مازال حيًا،تدمعت عينيه وصمت.
إستغربت سلوان تلك الدموع التى رأتها بعين مؤنس،ثم قالت:
ليه مش بترد عليا،ليه سمحت إن ماما تندفن هنا.
رد مؤنس سريعًا وأخفى أنه وافق على إستقبال جثمان مِسك حتى دون ان يعرف أن هذه وصيتها،أنه اراد إستردادها وبقاؤها جواره حتى لو كانت متوفاه رغم أن ذالك آخر ما أراده، لم،حتى لم يكن يريده نهائيًا لكن يود أن يشعر بها عادت قريبه منه لكن قال :
عشان دى كانت أمنيتها الأخيره مني...والمثل بيجول
"القبر مش بيرد حد".
سالت دموع سلوان هى الأخري وندمت لما سألته وسخرت من جواب
مؤنس القاسي بنظرها قائله:
فعلًا القبر مش بيرد حد، هو ده جوابك، بكده يبقى وجودي هنا إنتهي يا..... يا حج مؤنس كويس إنى لحقت أبدل تذكرة القطر بغيرها ، شكرًا على إستضافتك ليا الكام ساعه اللى فاتوا هنا فى دارك.
قالت سلوان هذا ونهضت من فوق الفراش
وأخذت ذالك الوشاح الذى كان على أحد المقاعد وقامت بلفه حول رأسها وبحثت بعينها بأرضية الغرفه حتى عثرت على مكان حذائها، ذهبت بإتجاهه، وكادت تضع قدميها به، لكن نهض مؤنس سريعًا وتوجه نحوها، وجذبها بقوه عليه يضمها بين يديه بشوق وحنين وضنين
كل تلك المشاعر بقلبه.
يديه كانت قويه رغم كِبر عمره، شعرت سلوان بأنه يكاد يكسر عظامها، حتى حين ضعفت يديه حولها شعرت كأنه يستند عليها عادت برأسها للخلف ونظرت لوجهه رات خطوط تلك الدموع التى تسيل بين تجاعيد وجهه، رجف قلبها بلا شعور منها رفعت يديها وضعتهم على وجنتيه تُزيل تلك الدموع، إبتسم لها مؤنس وضمها مره أخري لكن بحنان، كذالك هى لفت يديها وعانقته ثم قبلت إحدى وجنتيه قائله:
ماما زمان قالتلى إنك كنت حنين عليها،ليه قلبك قسي عليها.
رد مؤنس بلوعة قلب:
كان قدر مرسوم عالجبين.
....... ❈-❈-❈
ليلًا بالمشفى
بإلأستقبال
كان هنالك زحام وشِجار قوي
وصل صوته الى غرفة جواد
نهض سريعًا وتوجه ناحية الإستقبال
تفاجئ بوقوف إيلاف بالمكان
لكن توجه ناحية أحد اللذين يفتعلون الشِجار وتحدث معه بجسار:
فى أيه، المفروض دى مشتشفى مش شارع عشان تتخانقوا بالشكل ده.
رد أحد الشباب ينظر له بإستعطاف ثم قال :
أمي عيانه والدكتور اللى كشف عليها جال لازمها جلسات إستنشاق أكسچين وجينا هنا الإستقبال بيجول لينا،مفيش ليها مكان،وإحنا منجدرش على مصاريف مستشفى خاصه،نسيبها تموت.
رد جواد قائلًا:
لاء،بس لو إنت هدفك صحة والداتك بصحيح مكنتش هتفتعل الشر وتعمل الجلبه دى كلها وفين الست والداتك دي.
رد الشباب:
أمى أهى جاعده عالكرسي مش جادره تاخد نفسها.
نظر جواد نحو مكان إشارة الشاب ورأى سيده تقترب من الخمسون فعلًا تبدوا مريضه،فنظر الى موظف الاستقبال قائلًا:
بسرعه الحجه تدخل الأستقبال وتعملوا لها جلسة إستنشاق.
اومأ له الموظف رأسه بخزي،بينما إبتسم الفتى لجواد وذهب يساعد والداته على النهوض، ثم ذهب معها،وإنفض التجمع لكن ما هى الأ ثوانى قبل ان
يدخل شاب آخر يبدوا عليه أنه متكسع وهو يُشهر سلاح أبيض كبير
يسب بألفاظ سوقيه بذيئه وتهجم على أحد الموظفين وكاد يضربه بالسلاح الذى بيده لولا ان عاد للخلف قبل ان يُصيبه السلاح، لكن ذالك المتسكع لم يهاب وشعر بإنشراح وهو يري تجنب الجميع من أمامه، ثم نظر الى جواد قائلًا:. إنت يا حلو يا ابو بلطوا أبيض، جولي
فين أجزخانة المستشفى، معايا روشته وعاوز أصرفها حالًا.
رد جواد بجساره:
نزل السافوريا اللى فى إيدك دي،
وروشتة أيه اللى معاك دي، وبعدين
صيدلية المستشفى قافله،روح إصرف الروشته من أى صيدليه بره.
نظر المتسكع لـ جواد بغضب وأقترب منه يهدده بالسلاح،لكن جواد أبدى الجساره مما جعل المتسكع يهابه،فنظر ناحية إيلاف كاد يقترب منها وهو يقرب السكين من وجهها قائلًا بتهديد:
إفتحلى أجزخانة المستشفى أخد منها الدوا الل.فى الروشته ولا هفسخ لك الحلوه دى نصين؟
تعصب جواد وإقترب منه قائلًا:
زى ما توقعت إنت شارب مخدرات ومش فى وعييك بلاش تضر نفسك أكتر من إكده ونزل السافوريا اللى معاك،بدل ما تزود جرايمك.
بينما إيلاف شعرت برعب بسبب إقتراب ذالك المتسكع منها وهو يُشهر سلاحه وكاد يُنفذ تهديده ويضربها بالسلاح لولا أن تلقى الضربه عنها جواد الذى طعنه المتسكع بالسلاح بمعصم يده لكن جواد كان اقوى منه وقام بوضع يدهُ وضغط على العرق النابض بعنقه بقوه افقدته وعيه بلحظه، تردى أرضًا وسقط من يده السلاح امام أقدام إيلاف التى ترتجف رُعبًا.
نظر لها جواد ثم نظر الى أحد العاملين بالمشفى قائلًا بحسم:
شيلوا الحيوان ده قيدوه فى سرير وأطلبلى البوليس وكمان عاوز أفراد امن المستشفى عندي فى مكتبِ حالًا، بسبب التسيب كان ممكن يحصل مجزره فى المستشفى، إزاي يسمحوا لمتسكع زى ده يدخل اساسًا من باب المستشفى، ولا دخل هما نايمين.
أوما له الموظف برأسه،بينما إيلاف مازالت تقف مكانها متسمره،لاول مره بحياتها تشعر أنها كانت أمام موت مُحقق على يد متكسع يتهجم على المشفى،إقترب منها جواد سائلًا:
إيلاف إنت بخير؟.
هزت إيلاف راسها بـ لا صامته ثم نظرت الى يده الذى يضعها فوق معصم يده الذى ينزف بغزاره فاقت من ذالك الذهول وقالت بلهفه:
إيدك بتنزف خليني أخيطلك الجرح.
إبتسم جواد قائلًا:
تمام،بس أتمني إيدك مترتعش وإنت بتخيطى لى الجرح.
شعرت إيلاف بحرج وفهمت تلميحه ثم قالت:
لو معندكش ثقه فيا تقدر تخلي أى دكتور تانى فى المستشفى يخيط إيدك.
إبتسم جواد قائلًا:
أنا واثق فيكِ يا إيلاف،خلينا نروح مكتبِ.
بعد قليل إنتهت إيلاف من تقطيب يد جواد،الذى إبتسم قائلًا:
ممتاز، شوفتى إيدك مرتعشتش.
قبل أن ترد إيلاف دخل ناصف بلهفه مصطنعه:.أيه اللى حصل يا دكاتره،انا كنت بمر على بعض المرضى و...
قاطعه جواد قائلًا بسخريه:
اللى حصل حصل يا دكتور،عالعموم انا بلغت البوليس يحقق فى اللى حصل وكل اللى إتسبب فى التسيب ده هيتحول للتحقيق من أول أمن المستشفى لحد المتسكع اللى إتهجم عالمستشفى.
توتر ناصف قائلًا:
بس دى مش اول مره يحصل الهجوم ده على مستشفيات الحكومه،وحذرنا منه قبل كده،وفرد الامن ماله هو كمان إنسان وعنده مسؤليات وخايف على عمرهُ...إنت قولت متسكع يعنى مش واعي هو بيعمل أيه.
ردت إيلاف:
لاء النوعيه دى لازم التعامل معاها بشده وكمان الامن مسؤول،مفيش حاجه إسمها خايف على عمره،العمر واحد والرب واحد،وأمن المستشفيات لازم يكون أقوى من كده،إحنا هنا أرواح ناس،كان ممكن بسهوله المتسكع ده بدل ما يطعن الدكتور جواد فى إيده يطعنه فى مكان تانى طعنه خطيره والامن واقف يتفرج.
رد ناصف بحرج:
فعلاً لازم عقاب للأمن،هروح أنا كنت بعاين مريض وسيبته لما سمعت إن الدكتور جواد إتصاب،بس الحمد لله عدت على خير.
تهكم جواد قائلًا بمغزى:
فعلًا عدت على خير،لكن واضح إن البوليس وصل يحقق فى اللى حصل كله.
إزدرد ناصف ريقه قائلًا:
المفروض اللى زي المتسكع ده يتعدموا فورًا، هستأذن انا.
غادر ناصف، بينما نظرت إيلاف لـ جواد قائله:
ليا عندك سؤال:
ليه لما أيدي إرتعشت يوم العمليه ما تكلمتش والليله....
لم تكمل إيلاف سؤالها حين دخل أحد افراد الشرطه، نظر لها جواد قائلًا:
الشرطه وصلت نتكلم فى الموضوع ده بعدين.
ــــــــــــــ
قبل وقت بنفس الليله بحوالى العاشره مساءً
بمنرل القدوسي
بالغرفه التى تمكُث بها سلوان
فصلت هاتفها عن جهاز الشحن قائله:
أكيد الموبايل شحن شويه مش عارفه إزاى نسيت اشحنه وأنا فى الاوتيل وطول اليوم نايمه وأكيد بابا زمانه أتصل عليا ألف مره ودلوقتي لما أكلمه هيتفتح فيا،وبالذات لما يعرف إنى هنا فى بيت والد ماما...
فتحت سلوان ذر فتح الهاتف وأنتظرت قليلًا
حتى بدأ الهاتف يعمل لم تتفاجئ من أصوات تلك الرسائل ولا عدد المكالمات الآتيه من والداها،زفرت نفسها وحسمت أمرها قائله:
دلوقتي لما أتصل على بابا هفتح لى تحقيق بصراحه يُحق له أنا كان المفروض أتصل عليه من بدري وأقوله إنى هآجل رجوعي للقاهره يومين مش أكتر،عارفه كان هيضايق مني،دلوقتي مفيش قدامي غير إنى أسمع وأستحمل طريقة كلامه،بس يارب يتقبل لما قوله إنى ضيفه فى بيت والد ماما.
وضعت سلوان يدها فوق ذر الإتصال ثم وضعت الهاتف على أذنها تنتظر رد والداها الذى سُرعان ما رد بلهفه:
سلوان إنتِ بخير،ليه مكنتيش بتردي على إتصالي ولا الرسايل .
ردت سلوان:
أنا بخير يا بابا إطمن،بس موبايلى كان فاصل شحن.
هدأ قلب هاشم قليلًا ثم تسأل:
إزاي لغاية دلوقتي،موصلتيش للبيت،أوعى تقولى القطر فاتك.
إزدرت سلوان ريقها ثم قالت بترقُب لرد فعل هاشم:
بصراحه يا بابا أنا فعلًا لسه فى الأقصر.
تنرفز هاشم قائلًا بحده:
أنا سبق وقولت مش هلتمس لكِ أى عذر لو إتأخرتي فى الرجوع للقاهره،بس ياتري أيه الحِجه الفاضيه اللى هتقوليه بقى المره دي،أتأخرت عالقطر ولا التذكره ضاعت منك.
ردت سلوان:
لاء يا بابا، مفيش حِجه، بصراحه الحج مؤنس القدوسي والد ماما....
لم تكمل سلوان حديثها حين قاطعها هاشم بفزع قائلًا:
الحج مؤنس خطفك.
قال هاشم هذا سريعًا ثم إستوعب قائلًا بإستنتاج:
بس إزاي هيخطفك هو يعرف إنك فى الاقصر منين،
إنتِ اللى روحتى له برِجليكِ، كان عندي شك كبير إنك هتروحي له، ودلوقتي إرجعي يا سلوان وإعملي حسابك انا خلاص إتراجعت، ووافقت على طلب إيهاب وهتفق معاه على كل شيء والجواز هيكون فى اقرب وقت.
زفرت سلوان نفسها بغضب قائله:
بابا، مالوش لازمه طريقتك دى فى الكلام إنت عمرك ما غصبت عليا حاجه، هتغصب عليا أتجوز آخر شخص كنت أفكر فيه يبقى شريك حياتى وكمان أنا لسه هفضل هنا فى الاقصر يومين،عشان أحضر كتب كتاب...
كتب كتاب مين ويومين أيه اللى لسه هتفضلى فيهم عندك فى الأقصر،ولا أقولك كويس خليكِ عندك على ما أجهز هنا مع إيهاب لكتب كتابكم بمجرد ما ترجعي من عندك.
قال هاشم هذا بتعسُف وأنهي المكالمه مع سلوان التى ألقت الهاتف فوق الفراش تزفر نفسها بغضب فوالداها لم يستمع لبقيه ما كانت ستخبرهُ به،كذالك يبدوا أن لديه تصميم على تنفيذ وعيده له إن تأخرت فى العوده للقاهره،زفرت نفسها بداخلها سؤال لما والداها يُمارس عليها هذا التعسُف بالقرار لأول مره بحياته،ولما إنزعج حين علم بسفرها
للـ أقصر من البدايه،تعلم أنه لم يُكن على صله بأحد من أهل والداتها، لكن هذا ليس سببً كافيًا لهذه الدرجه من الغضب والضيق لديه،تشتت عقلها بالتفكير.
بينما بالقاهره،أغلق هاشم الهاتف وقام بقذفه على الفراش بغضب قائلًا بصوت حاد:
كان لازم أتوقع إن سلوان تروح لعند الحج مؤنس،إزاي كنت غفلان،عالعموم مستحيل أفرط فى سلوان لو وصل الآمر...
توقف هاشم عن الحديث ثم إتخذةالقرار قائلًا:
أناهسافر أجيبها بنفسي.
قال هذا ثم جذب الهاتف من فوق الفراش وقام بالإتصال وإنتظر الرد لثواني، ثم قال:
لو سمحت عاوز تذكرة سفر لـ الاقصر لو أمكن دلوقتي.
رد عليه:
للآسف يا أفندم فى عاصفه رمليه فى الجو والسفر الداخلي كله متوقف من إمبارح وهيستمر يومين كمان.
تعصب هاشم قائلًا:
تمام أنا عاوز طياره خاصه وهتحمل المسؤليه كامله.
رد عليه:
متآسف يا أفندم مستحيل مفيش طيار أو شركة طيران هتخاطر وتطلق طياره فى الطقس ده.
أغلق هاشم الهاتف بعصبيه،ثم قام بإتصال على شخص آخر بمجرد أن رد عليه قال له آمرًا:
عاوزك تدبر لى طياره خاصه ومعاه طيار،بأي تمن هقفل دلوقتي هستنى ترد فورًا.
أغلق هاشم الهاتف يزفر انفاسه بغضب ساحق،إستعجبت منه دولت ومثلت الخضه قائله بإستفسار:
هى سلوان جرالها حاجه مش كويسه.
نظر لها هاشم قائلًا:
لاء،هى لسه هتفضل فى الاقصر لمدة يومين.
تنهدت دولت بتمثل الراحه قائله:
الحمد لله إنها بخير،انا لما سمعتك بتتصل تطلب تذكرة سفر خوفت عليها،بس إنت ليه متعصب أوى كده،ومُصر إنك تسافر ليها فيها أيه لما تفضل يومين كمان فى الاقصر،شابه ويمكن المكان هناك عجبها وحابه تتفسح.
نظر لها هاشم بإستهجان وكاد ان يرد علبها لولا أن صدح رنين هاتفه الذى بيده،نظر للشاشه ورد سريعًا يسمع:
للآسف فى عاصفه رمليه فى الجو والطيران متوقف،حاولت مع شركة الطيران حتى قولت لهم انا مستعد اتحمل المسىوليه كامله،رفضوا قالوا مستحيل طيار هيقفبل يضحي بنفسه ويطلع بطياره فى الطقس اللى كله رياح وتراب.
تنرفز هاشم قائلًا:
تمام متشكر،بس حاول مره تانيه حتى لو على بكره الضهر يمكن تكون العاصفه هديت شويه.
رد الآخر:
تمام،هحاول،بس أيه اللى حصل لكل ده؟.
رد هاشم:
سلوان سافرت الأقصر وإتقابلت مع الحج مؤنس.
إستغرب الآخر قائلًا:
إزاي،وإمتى!
انا مش قولت لك إن الحج مؤنس من كام يوم سألني عليها وقولت له معرفش عنها حاجه.
رد هاشم بقلة حيله:
ده اللى حصل،سلوان هي اللى راحت لهم برِجليها،خايف تكون راحت لهلاكها.
رد الآخر قائلًا:
بلاش تظن السوء،أكيد دى زياره عابره،إنت راجل مُتعلم وعارف إن "كذب المنجمون ولو صدقوا".
تنهد هاشم بضيق قائلًا:
عارف ده كويس،بس إنت عارف إن سلوان مش بس بنتِ الوحيده دى كمان أمانة مِسك،سلوان بتتصرف على حسب إحساسها معندهاش لؤم ولا خُبث تعرف تتعامل بيهم مع نوايا اللى حواليها.
رد الآخر:
متخافش إن شاء الله ترجع لك بخير،بس إنت إهدى وبلاش عصبيتك دي.
رد هاشم:
تمام،بس هستني منك تقولى الطياره جاهزه للسفر.
رد الآخر:
تمام هحاول مره تانيه على بكره الضهر يمكن تكون العاصفه هديت شويه،يلا حاول تهدي وتسترخي،تصبح على خير.
هدأ هاشم فى حديثهُ قليلًا:.
تمام هستنى إتصالك، تصبح علي خير.
أغلق هاشم الهاتف، ثم ذهب وجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يحاول أن يهدأ، بينما نهضت دولت من على الفراش وجلست على مقعد مجاور له تشعر بفضول وتسألت:
مين اللى كنت بتتصل عليه، وفيها أيه لما سلوان تفضل فى الاقصر أيه اللى معصبك أوي كده،وليه عاوز تسافر ليها،هى مش طفله وهتوه؟!.
نظر هاشم لها بإستهجان:
عارف إنها مش طفله ومش هتوه، بس أنا مش هطمن غير لما تبقى قدام عينيا هنا.
إبتلعت دولت طريقة رد هاشم الجافه عليها وتسألت :
اللى فهمته من كلامك عالموبايل إنك عاوز تسافر الأقصر والطيرات واقف بسبب العاصفه الرمليه،
طب ليه متسافرش فى القطر، سهل تحجز فيه وأكيد مش هيتآثر بالعاصفه، زى الطيران.
نهض هاشم واقفًا وتوجه نحو الفراش وتمدد عليه قائلًا:
أكيد متعرفيش إنى عندي ديسك فى ضهري ومقدرش أتحمل قاعده فى القطر أكتر من إتناشر ساعه متواصل ده لو القطر كمان متاخرش فى الطريق.
إدعت دولت اللهفه عليه قائله:.
مكنتش أعرف إن ظهرك بيوجعك، انا بس كنت بقترح عليك بسبب اللهفه والعصبيه إللى أنا شيفاها بتزيد من يوم ما سلوان سافرت من غير ما تقولك هى رايحه فين؟.
تثائب هاشم ووضع الهاتف على طاوله جوار الفراش يحاول السيطره على غضبه قائلًا:
خلاص مش هبقى فى القلق والعصبيه دى أنا هسافر بنفسي وأرجع سلوان لهنا تاني.
إبتسمت دولت ونهضت واقفه تتحدث وهى تسير نحو الفراش :
أنا سمعتك بتقول ليها أنك وافقت على طلب إيهاب لخطوبتها... ده صحيح، إيهاب هيفرح...
قاطعها هاشم قائلًا بتوضيح:
ده مجرد تهديد لـ سلوان مش أكتر،أنا مقدرش أغصب عليها تتجوز أو تتخطب لـ إيهاب دى حياتها ومقدرش أفرض عليها شئ هى مش راغبه فيه،والكلام ده سابق لآونه لما ترجع يحلها ربنا،طفي نور الأوضه وتصبحى على خير.
أطفئت دولت نور الغرفه وذهبت الى الفراش وهى تتهكم بداخلها تشعر بالغيظ، لكن كبتته وهى تتمدد جوار هاشم على الفراش، لا تود إثارة غضبه الآن أكثر، ربما بعد عودة سلوان يختلف الآمر.
.... ❈-❈-❈
بالفندق
سئم صالح الذى يجلس منذ وقت طويل بمكان قريب من مكان إستقبال الفندق ينتظر رؤية تلك الشبيهه بشوق، لكن طال الوقت وهى لم تظهر نهض بضجر من طول الإنتظار وإتخذ قراره سيسأل بالأستقبال عنها، توجه نحو مكان الإستقبال وأخرج مبلغ من المال من جيب جلبابه ووضعه على طاولة الإستقبال يوجهه نحو عامل الإستقبال مُبتسمً يقول:
فى نزليه إهنه فى الفندق قريبتي من بعيد وكنت عاوز اعرف هى فى أوضه نمره كام.
تسأل عامل الأستقبال قائلًا:
إسمها أيه حضرتك؟.
إبتسم صالح قائلًا بتذكُر:
سلوى، لاه سلو، سلو، آه سلوان هاشم خليل راضى.
بحث العامل عن إسمها عبر الحاسوب الموجود أمامه ثم نظر لـ صالح قائلًا:
هى فعلًا كانت نزيله هنا فى الفندق بس للآسف هى غادرت الفندق النهارده قبل الفجر مباشرةً.
صُدم صالح قائلًا: متوكد إنها غادرت الفندق.
نظر العامل الى الحاسوب ثم أكد له ذالك قائلًا:
أيوه يا أفندم، ده مثبوت قدامي عالكمبيوتر.
صمت صالح يشعر بغيظ هامسًا بتوعد:
إزاي فاتت علي دي إنها ممكن تمشي من هنا مكنش لازمن أستنى كتير، بس الآوان لساه مفاتش يا
بت "هاشم ومِسك".
❈-❈-❈❈--❈
بالعوده......
للوقت الحالي بحوالي الثانيه والنصف صباحً
خلعت إيلاف مِعطفها الطبي علقته خلف باب الغرفة، تذكرت ما حدث الليله بالمشفى وذالك المتسكع كذالك جواد وتعامله معه دون أن يتردد أو يهابهّ جازف بنفسه امامها،للحظه شعرت برجفه فى قلبها،فسرتها على أنها رجفه عاديه،كانت شتسعر بها مع أى شخص،نفضت عن رأسها، شعرت ببعض الآلم بعنقها، رفعت يدها وضعتها تُمسد عُنقها ثم زفرت نفسها تشعر بإنهاك وإرهاق تود العوده لمسكنها للنوم حتى تشعر بالراحه، عدلت هندمها وأخذت حقيبة يدها وخرجت نحو باب الخروج من المشفى، توقفت أمام الباب الخارجي تنظر على جانبي الطريق، تنتظر إقتراب أى سيارة أجره من المكان.
بنفس الوقت رغم شعوره بآلم معصم يده لكن تحامل عليه وقاد سيارته مُغادرًا المشفى بسبب شعوره ببعض الخمول بسبب تناوله إحدى مُسكنات الآلم،أثناء خروجه من باب المشفى رأى إيلاف واقفه،إقترب منها بالسياره وقام بفتح زجاج باب السياره قائلًا:
إتفضلى يا دكتوره اوصلك فى سكتي.
فى البدايه رفضت إيلاف ذالك قائله:
متشكره لذوقك يا دكتور.
تنهد جواد قائلًا:
من فضلك بلاش إعتراض يا إيلاف الوقت إتأخر وقليل لو فات من هنا تاكسيات.
رغم أن إيلاف سمعته اليوم يقول إسمها بلا لقب دكتوره يسبقه لكن شعرت بنغمه خاصه لإسمها، لكن نفضت ذالك قائله:
تمام يا دكتور، هركب معاك مش عشان توصلني، بس لآنى عندى سؤال وإنت لسه مجاوبتش عليه.
إبتسم جواد وهى تفتح باب السياره ثم جلست بالمقعد جواره، وأغلقت خلفها الباب،قاد السياره صامتًا ينتظر أن تُعيد سؤالها، بالفعل تحدثت إيلاف:
على فكره غلط إنك تحمل زياده على إيدك الجرح مش صغير، يعنى المفروض مكنتش تسوق العربيه.
نظر جواد لـ معصم يده الملفوف بالضماد قائلًا:
واضح إن لسه تآثير البنج عليه عشان كده مش حاسس بأي آلم.
صمتت إيلاف لدقائق قبل أن تتنحنح سأله:
مجاوبتش على سؤالي؟.
إدعى جواد المكر بعدم التذكر قائلًا بتعمُد:
سؤال أيه يا... إيلاف؟.
نظرت له إيلاف قائله:
على فكره إسمي الدكتوره إيلاف.
رد جواد بـمكر:
عارف بس أنا مش بحب الالقاب أوي يعنى تقدري إنتِ كمان تقوليلى جواد من دكتور وأبقى سعيد جدًا،معتقدش الالقاب دليل عالاحترام بالأخص إن إحنا بينا فرق عُمر صغير.
شعرت إيلاف بالحرج قائله:
حتى لو كان فرق العُمر بينا صغير،معتقدش الالقاب بتكبر صاحبها،بس ده الافضل يا دكتور وعالعموم انا ميفرقش معايا تقولى إيلاف أو دكتوره،لآن بالاول بالآخر تعاملنا محدود مجرد زملاء،وده مش سؤالى،سؤالى اللى سألته لحضرتك فى مكتبك قبل البوليس ما يدخل،ليه لما إيدي إتهزت فى العمليه موبختنيش قدام الموجودين وقتها؟.
توقف جواد فجأه بالسياره ونظر نحو إيلاف التى إنخضت لوهله وهى تنظر له وقبل ان تتحدث،تحدث هو:
عشان نفس الموقف حصل معايا قبلك،ووقتها انا إضايقت من الدكتور وحسيت من نظرة زملائى ليا إنى هكون دكتور فاشل بس للآسف مع الوقت خيبت أملهم،هقولك على حاجه غريبه،أنا عشت سنتين فى لندن كنت بشتغل فى مستشفى كبيره،وكان فى دكتور شاطر جدًا ومعروف بس فجأه مدير المستشفى رفض إنه يدخل يعمل عمليه لمريض،أنا أستغربت ده،والفضول خلاني أسأل ليه منعته من دخول أوضة العمليات رغم أنه دكتور كبير ومشهور،قالى إنت جاوبت على سؤالك،دكتور كبير،هو صحيح كبير طبيًا،بس كمان بقى كبير عُمريًا عُمرهُ عدى الخمسه وستين سنه،والعمليه خطيره والدكتور كِبر وإيده بقت تتهز وهو ماسك المشرط،ومجرد رعشة أيده ممكن تكلفنا حياة المريض،وقتها جات فكره إن الدكتور عندهم عامل زى
"خيل الحكومه لما بتكبر" الأفضل ليها ترتاح، رغم آنى فى دماغي مش مقتنع بده بس غصب حاولت أتغاضى،وأكمل وده السبب اللى خلاني إنهى رحلة تكملة دراستي فى إنجلترا،هما مش متفوقين عننا بالعكس الطب المصري أثرى العالم كله بأطباء أكفاء ورعشة الأيد صحيح ممكن تكون سبب كبير فى
حياة مريض،بس فى النهايه ربنا بيسبب الاسباب،زى ما بنقول
محدش بيموت ناقص عُمر، "إختلفت الاسباب والموت واحد" كلها أعمار ربنا كاتبه بدليل إن الدكتور نفسه ممكن يمرض وميقدرش بعلمه يشفى نفسه او حتى يتجنب المرض، يعني مش رعشة الايد هى اللى تبين إن كان الدكتور ماهر او لاء، ممكن تكون الرعشه للحظه حافز إن الدكتور يتعظ بعد كده ويتجنب الخطأ ده.
إبتسمت إيلاف بتفهم، بينما إنشرح قلب جواد من بسمتها مازحًا:
رغيت كتير فى الموضوع أنا عارف.
إبتسمت إيلاف تومئ رأسها بـ نعم قائله:
فعلًا قولت كلام كتير، بس ده كان جواب مُقنع لسؤالي، رغم إنى عارفه جزء إن الدكتور لما عمره بيكبر فى دول متقدمه طبيًا بتمنع دخوله العمليات الكبيره،وبتكتفي بيه أنه يشرح نظري، بس ده تفكير غلط منهم،إحنا أهو شباب وإيدينا إتهزت فى حاجات بسيطه جدًا.
ضحك جواد قائلًا:
تحكُمات فارغه.
وافقت إيلاف جواد ثم قالت له:
ياريت تشغل العربيه عشان نكمل الطريق،لآنى رغم إنى سمعت قبل كده عن التهجمات االى بتحصل عالمستشفيات الحكوميه من بعض المجرمين،لكن السمع مش زى الرؤيه، وبعد اللى حصل النهارده فى المستشفى حاسه بإرهاق كبير،وكويس إنى عندي بكره راحه.
أدار جواد مقود السياره قائلًا:
أنا بقى معنديش أيام راحه،بسبب منصب المدير ده،اهو ده عيب المناصب العُليا،لازم أكون متواجد يوميًا.
ردت إيلاف:
مش كل اصحاب المناصب بيكون عندهم إلتزام،بس أصحاب الضمير الواعي هما اللى بيلتزموا وعالعموم ربنا يعينك إنت لسه شباب.
إبتسم جواد وأكمل الإثنين الحديث بمرح تاره وبجديه تاره أخرى،الى أن وصلا الى أمام "دار المعتربات"
توقف جواد بالسياره يشعر ان الوقت مر سريعًا،
بينما فتحت إيلاف باب السياره وترجلت منها ثم إنحنت قليلًا تنظر لجواد قائله:
متشكره جدًا إنك وصلتني يا دكتور جواد.
أومأ لها رأسه مُبتسمًا يقول بقصد:
تصبحِ على خير يا إيلاف.
اومأت له مبتسمه ثم ترجلت نحو باب الدار،غير منتبه لـ جواد الذى ظل واقفًا الى أن فتح لها الباب ودخلت الى داخل الدار،
ولا الى تلك التى راتها عبر شباك غرفتها وشعرت بالإنزعاج،وأجزمت أن هذا خطأ، أنه لابد من تنبيه لها فهذا الامر تكرر سابقًا،ولن تسمح به مره أخري،حفاظًا على سمعة بنات الدار الآخرين.
❈-❈-❈
❈-❈-❈
صباحً بنور يوم جديد، عاصف
بمنزل القدوسي
إستيقظت سلوان على صوت طرق باب الغرفه،نهضت من فوق الفراش ووضعت وشاح فوق راسها وفتحت الباب،إبتسمت لها الخادمه قائله بصوت مُنخفض قليلًا:
صباح الخير يا بنت الغاليه،القمر نور دار القدوسى من تاني.
رغم شعور سلوان بغصه من ذكر والداتها لكن إبتسمت لها قائله بإستغراب:
طب ليه بتوطي صوتك.
نظرت الخدامه على يمينها ويسارها بترقُب ثم دفعت سلوان للخلف لتدخل الى الغرفه ثم أغلقت الباب خلفهن قائله بخفوت:
عشان الست صفيته وبتها ميسمعوش ويغلوا بجلبهم منيكِ يا زينة الصبايا وبت الغاليه على جلبي، بالك أنا عرفتك من أول ما شوفتك وإنتِ واجفه إمعاهم جدام الباب أول مره چيتي الدار،رغم أن النضاره كانت واكله نص وشك،بس لما جلعتيها وظهر وش الچميل عرفتك طوالى جولت بت الغاليه رچعت، وهجولك سر كمان أنا جولت للـ الحج مؤنس قبل ما تجى تاني ومكنش مصدجني.
لم تستغرب سلوان ذالك لكن تسألت:
وإنتِ كنتِ تعرفي ماما.
ردت الخادمه بمسكَنه:
انا والمرحومه مِسك كُنا حبايب وهى اللى خلت الحج مؤنس يشغلنى إهنه فى الدار حداه، هى كانت كيف إسمها نسمه رجيجه(رقيقه)
هو إكده القدر، ربنا زى ما يكون بيختار الناس الطبيه تسكُن فى جلوبنا حتى بعد رحيلها فى عز شبابها ويبتلينا بالعفِش دايمًا عشان يقرف فينا.
رغم غصة قلب سلوان من ذكر والداتها لكن تبسمت سأله:
ومين بقى العِفش اللى ربنا إبتلاكِ بيه؟.
ردت الخادمه بصوت خافت:
ما جولت لك صفيته وبتها اللى خساره فيها الإسم، كفايه حديت إكده بجي لازمن انزل أكمل تحضير الفطور، أنا كبرت ومش ناجصه اسمع كلمتين فارغين من الحربايتين، أنا كنت جايه اجولك إن الفطور قرب يجهز كيف ما جالي الحج مؤنس إنى أخبرك، يلا يا زينة الصبايا إغسلى وشك ولا اجولك حتى من غير ما تغسلى وشك إنت تخزي القمر بجمالك.
إبتسمت لها سلوان بـ ود وهى تخرج من الغرفه...
جلست سلوان على الفراش وجذبت هاتفها لم تجد أى رسائل او مكالمات فائته، تنهدت بحِيره قائله:
أكيد بابا إمبارح كان متعصب وكان بيهددنى بأنه قبل طلب إيهاب السخيف ده، ودلوقتي زمانه هدي شويه، بس لو كلمته هيرجع يتعصب من تاني، خلاص كلها النهارده وبكره وبعد بكره هكون قدامه وهعرف أتفاهم معاه مباشرةً.
بنفس اللحظه شعرت بهزة الهاتف بين يديها برساله، فتحت الرساله وتبسمت حين قرأتها:
صباح الخير يا سلوان، يا ترى صحيتي من النوم ولا لسه؟.
إبتسمت سلوان بإنشراح وأرسلت له رساله:
صباح النور، أيوا صحيت من النوم من شويه صغيرين.
إبتسم على ردها وارسل رساله:
تمام هنتقابل النهارده محتاجك فى مهمه خاصه بالنساء.
تعجبت سأله بفضول:
مهمة أيه اللى خاصه بالنساء يا جلال.
رد جلال:
لما نتقابل هتعرفي، هستناكِ عالساعه واحده الضهر فى نفس الطريق اللى كنت بوصله له وإنت رايحه
لـ دار جدك...بس ياريت بلاش تتأخري عن الميعاد زى عادتك.
إبتسمت سلوان قائله:
تمام متقلقش مش هتأخر عن الميعاد.
إبتسم جلال قائلًا:
آها،أما أشوف،بصراحه مفيش مره إتظبط معاكِ ميعاد.
ردت سلوان مبتسمه:
لاء متخافش عندي فضول اعرف ايه هى المهمه النسائيه.
إبتسم جلال قائلًا:
وانا كمان عندي فضول أعرف أيه اللى حصل من بعد ما إقتنعتي تروحى لبيت جدك.
إبتسمت سلوان قائله:
لما نتقابل هقولك ودلوقتي بقى هقولك كفايه رسايل لازم أقوم أروح افطر مع عيلة ماما، واتعرف عليهم كويس، عشان لما احكيلك بيبقى الصوره كامله.
إبتسم جلال وارسل:
تمام، بلاش ياخدوا عنك فكرة إنك مش ملتزمه بالمواعيد كده من أولها، سلام.
أغلقت سلوان الهاتف وتنهدت بإنشراح، لكن سُرعان ما نهضت قائله:
أما اروح أشوف رد فعل الآخرين على وجودي ضيفه هنا.
بعد قليل دخلت سلوان الى غرفة السفره وقفت قليلًا بحياء قبل أن يقول مؤنس:
تعالى يا سلوان إجعدي چارب إهنه إنت مش غريبه ومحتاج نعزم عليكِ.
بنفس الحياء توجهت سلوان الى ذالك المقعد الذى أشار لها عليه مؤنس وجلست بهدوء صامته... حتى لم تتناول أى طعام.
نظر لها محمود بإستغراب قائلًا:
مش بتاكلي ليه يا سلوان، مكسوفه ولا الوكل مش عاچبك!؟.
قبل ان ترد سلوان ردت صفيه بإيحاء:
هتكون مكسوفه من مين إهنه لو مكسوفه مكنتش چت لإهنه،هو
أكيد الوكل مش عاچبها متعوده على فطور البندر الماسخ اللى مفيش فيه لا طعم ولا غذا.
شعرت سلوان بالبُغض من رد صفيه الذى يوحي بأنها ليس لديها حياء، لكن قالت:
بصراحه فعلًا مش متعوده عالوكل اللى من النوعيه دي، أصل الدادا بتاعتي لما كانت بتجيب ليا الفطور عالسرير الصبح كان بيبقى فطور خفيف مع كوباية اللبن اللى كنت بشربها لـ "ماتيو" الكلب اللولو بتاعي، أهو حضرتك فكرتيني بالكلب بتاعي نسيت أقول للـ دادا أو لـ بابا يهتموا بيه فى غيابي هنا.
نظرت صفيه لـ سلوان بغيظ مكبوت بينما تهكمت مِسك قائله:
إنتِ عندك دادا وكمان كلب لولوه.
ردت سلوان:
أنا عشت حياتى فى الإمارات والسعوديه وكنت بدرس فى مدارس أجنبيه كمان، أنا جايه هنا مش طمعانه لا فى ورث ولا بتمحك فى إسم مؤنس القدوسي، أنا كنت جايه لهنا سياحه فى الاساس وكمان كان عندي هدف تانى وخلاص الحمد لله وصلت له، وكنت راجعه للقاهره تاني، بس الحج مؤنس هو اللى دعاني افضل هنا يومين عشان أحضر كتب كتاب حفيده، أظن"أمجد".
شعرن صفيه ومسك بزيادة البُغض والنفور من سلوان لكن تحدثت مِسك:
ايوه كتب كتاب أمجد أخويا على حفصه بنت خالى صلاح الأشرف، عقبالك بس إحنا منعرفش إنتِ مرتبطه أو لاء؟.
رفعت سلوان يديها أمامهم قائله بغرور:
لاء، الحمد لله ليه مش مرتبطه، رغم إتقدم ليا عِرسان كتير بس كنت برفضهم،عن نفسى بقول لسه النصيب مجاش ،وإنتِ يا ترى مرتبطه ولا زيي بترفضي العِرسان بدون سبب.
إغتاظت مِسك منها قائله بغرور:
لاء زيك برفض العِرسان بدون سبب.
إبتسمت لها سلوان بسماجه، بينما كبت مؤنس بسمته فيبدوا ان سلوان عكس إبنته كانت لا تعرف الرد المناسب، لكن سلوان تبدوا بلا حياء... لكن تحدث بحزم قائلًا:
أنا بجول نفطر بهدوء أفضل، وإنتِ يا سلوان لو مش عاجبك الفطور ده، خلي الخدامه تچهز لك فطور حسب رغبتك.
ردت سلوان:
بالعكس أنا كان نفسي أدوق فى نوعية الفطور الصعيدي ده، شوفته فى المسلسلات قبل كده، وأهو أمنيتي أتحققت وهدوقه، بس يارب معدتي تتحمله.
همست صفيه قائله:
إن شاله ما يوعى يسري فى جسمك، شكلي إستهونت بيكِ، بس ملحوقه يا بت مِسك.
بعد قليل
نهض محمود قائلًا:
عيندي شويه اشغال لازمن أخلصها قبل المسا.
نهض مؤنس أيضًا قائلًا:
انا كمان هروح الأرض الجبليه أشوف شجر الموز فى كم شجره لازمن تنكز عشان الخِلفه الجديده تحل مكانها.
نهضت سلوان بتسرُع قائله:.
ممكن حضرتك تاخدنى معاك، عشان انا مش بحب الحبسه فى البيت واخده الحريه والإنطلاق.
إبتسم لها مؤنس قائلًا:
تمام، إن كنتِ چاهزه يلا بينا.
ردت سلوان:
ثوانى هجيب نظارة الشمس وشنطة إيدي.
تهكمت صفيه قائله:
هو السروح للغيط بيبقى بالشنطه ونضارة السمس، آه نسيت إنك تربية مدارس خواجات.
تركتها سلوان بغيظها وذهبت، بينما نظر لها مؤنس بتحذير قائلًا:
سلوان مش ضيفة يومين يا صفيه سلوان لها هنا حق أمها، بلاش طريقتك دى فى الحديت وياها،أنا عارف إنها سبق وجت لاهنه وإنتِ إستقبلتيها بطرجه فظه.
إرتبكت صفيه قائله:
واه يا حج مؤنس وانا كنت أعرفها منين عشان أستجبلها بطريجه فظه، هى اللى معندهاش حيا ولا خشى للأكبر منيها وأها إنت شايف ردها علينا بتتكبر و...
قاطعها محمود قائلًا:
صفيه إعتبري سلوان زى بتك وبلاش طريجتك إنتِ ومسك معاها كآنها فى تحقيق، يلا يا ابوي خليني أوصلك للارض فى طريجي.
إبتسم مؤنس قائلًا:.
ماشي يا ولدي، زين أنا رِچلي مبجتش تتحمل المشي كتير كيف الاول.
رد أمجد:
ربنا يديم عليك الصحه يا چدي.
بعد قليل
جلست صفيه تزفر نفسها بغضب قائله:
بت سهونه ومسهوكه وشكلها هتعرف تلعب على عقل الراجل الخرفان.
وافقت على قولها مِسك، بينما نظر لهن أمجد قائلًا:
فى موضوع مهم حصل إمبارح وبسبب إنى رجعت للدار إمبارح متأخر،مرضتش ازعجك بيه يا ماما، ومرضتش أتكلم فيه جدام الضيفه.
زفرت صفيه نفسها بمقت قائله:
يارب يكون موضوع كويس، لآنى حاسه دخول البت دى الدار هبجيب الفقر إمعاها.
إزدرد أمجد نفسه قائلًا بترقُب لرد فعل صفيه الذى يعلمه مُسبقًا، لكن لابد ان تعلم ما فعلته حفصه معه، سرد لهم الجزء الخاص بما فعلته حفصه وخلعها لخاتم الخطوبه حتى أنه وضعه أمامهن على الطاوله.
إنصعقتا الإثنتين وتعجبن من فعلة حفصه، لكن تحدثت مِسك:
أكيد حفصه جرا لعقلها حاجه، أنا هقوم أتصل عليها وأقنعها ترجع عن الهبل والغباء ده.
اومأت لها صفيه بموافقه قائله:
مش جولت حاسه إن النحس دخل لدارنا مع البت دي، وإنت كيف ما قدرت تتحدت وايا حفصه وتحاول تخليها تتراجع عن اللى فى راسها ده.
رد امجد:
حاولت أتصل عليها حتى بعت ليها رسايل، بس هي مش بترد عليها.
نفخت صفيه اوداجها قائله:
ربنا يهدي، اكيد ده دلع من حفصه،حابه تعمل لنفسيها شخصيه جدامك، بس إطمن هى بتسمع لحديت مِسك، بس نكتب الكتاب ووجتها حفصه مش هتقدر تتحدت.
شعر أمجد بوخز فى قلبه وظل صامتًا، ينتظر عودة مِسك، التى دخلت للغرفه قائله:
غريبه موبايل حفصه زى ما يكون مقفول وبيقولى خارج نطاق الخدمه، يمكن تكون نايمه، عالعموم انا بعد ما أرجع من المدرسه هفوت على دار خالي صلاح وهتحدت وياها، وهقنعه تشيل الغباء ده من راسها، همشى انا دلوك عشان عيندي الحصه الاولى.
❈-❈-❈
بمنزل صلاح الأشرف.
أنهى إرسال الرسائل لـ سلوان مُبتسمًا، تذكر ما حدث بالأمس
[فلاشــــــــــــ/باك]
بالمطعم، نظرت سلوان لساعة الهاتف وجدت أن
ميعاد مجئ القطار الى الأقصر إقترب،تنهدت بشجن قائله:
خلاص إنتهت رحلتي هنا، لازم ارجع للاوتيل عشان أخد شنطة هدومى وألحق ميعاد القطر.
رد جلال ببسمه عكس إحساس التوجس الذى بداخله:
تمام خليني أوصلك للأوتيل وبعدها أوصلك لمحطة القطر.
إبتسمت له سلوان بغصه.
بعد قليل خرجت سلوان من باب الفندق وبيدها حقيبة ملابس صغيره، تبسمت لـ جلال الواقف أمام السياره بمكان قريب من باب الفندق، لكن فجأه سمعت صوت ينادي عليها " بنت مِسك" ، نظرت له
بتعجب وذهول، حين رأته يقترب يقول برجاء:
سلوان ممكن نتحدت خمس دجايج قبل ما تمشي من إهنه؟.
تعجبت سلوان ونظرت نحو جلال الواقف تحدثت عينها له كآنه تساله ماذا تفعل.
أومأ لها جلال راسه بأن توافق على الحديث معه.
إمتثلت سلوان لإيماءة جلال لها، قائله:
تمام لسه وقت قبل ما القطر يوصل للأقصر ممكن نقعد فى مطعم الاوتيل.
إبتسم مؤنس لها، وتجاهل معرفته بـ جاويد
ذهب الإثنين الى مطعم الفندق.
جلس الإثنين، ظل الصمت قليلًا، مؤنس فقط يود النظر لوجه سلوان، لكن تنحنحت سلوان قائله:
أعتقد مطلبتش نتكلم عشان تفضل تبص فى وشي، وكمان إزاى عرفت إنى مسافره دلوقتى، وعرفت منين اصلًا إنى نازله فى الأوتيل ده،ايه بعت ورايا اللى يراقبني بعد ما طلعنا من المقابر.
إبتسم مؤنس قائلًا:
فعلًا بعتت وراكِ شخص يعرف إنتِ نازله فين فى الأقصر، وكمان سأل فى الفندق وعرف إنك هتسافري دلوك، وكان لازمن الحقك قبل ما تعاودي لـ مصر تاني.
تهكمت سلوان قائله:
وليه كنت عاوز تلحقني قبل ما أعاود لـ مصر.
رد مؤنس:
عشان أطلب منيكِ،تفضلي إهنه كمان لكم يوم،وتحضري كتب كتاب ولد خالك محمود.
تهكمت سلوان قائله:
إنت عاوزني أفضل هنا فى الاقصر،بس عشان أحضر كتب كتاب حفيدك،متآسفه أنا خلاص عملت مغادره للاوتيل، وقبلها كنت حجزت تذكره فى القطر ويادوب الحق أوصل لمحطة القطر عن إذنك، طلبك مرفوض، يا حاج مؤنس.
نهضت سلوان وتركت مؤنس تحاول كبت دمعة عينيها، كذالك مؤنس نهض خلفها مباشرةً يشعر بوخزات قويه فى قلبه، تلك الفتاه تبدوا عنيده للغايه،او مُدلله وتود المحاوله مره أخري.
بالفعل فعل ذالك قبل أن تصل سلوان الى مكان سيارة جلال،تفاجئت وشعرت برجفه فى قلبها حين أمسك مؤنس معصم يدها من خلفها قائلًا:
سلوان هما يومين مش أكتر وتذكرت القطر ممكن نستبدلها بتذكره ليوم تانى،وكمان مش هتحتاجي للفندق،هتجي معايا لـ دار القدوسي،"دار جدك".
إستدارات سلوان ونظرت لـ مؤنس رأت تلك الدموع التى تتلألأ بعينيه،لكن نحت النظر عن عينيه قائله بتسرُع:
لازم الحق ميعاد القطر،عن إذنك.
سحبت سلوان يدها من يد مؤنس الذى شعر كآن الروح تنسحب من جسدهُ معها،لكن رفع نظره ونظر نحو جاويد الذى فهم من نظره أن سلوان رفضت عرضه،فاومأ له برأسه متفهمًا،ثم نظر لـ سلوان التى تقترب من مكان وقوفه ثم رسم بسمه لها،رغم أنه لاحظ ملامح وجهها العابسه...فتح لها باب السياره ثم إتجه للناحيه الأخري نحو المقود ،وبدأ بقيادة السياره،للحظات عم الصمت الى أن قال جلال:
الحج اللى كان طلب يتكلم معاكِ ماشي ورانا بعربيته.
إستعجبت سلوان ونظرت خلفها،ثم عادت تنظر امامها،بينما تسأل جلال بإدعاء الفضول: آسف لو بدخل فى آمر يخصك، بس هو
كان عاوزك فى أيه؟.
تنهدت سلوان قائله:
مش تدخل ولا حاجه،عادي هو كان بيعرض عليا أفضل هنا كمان يومين وأحضر كتب كتاب حفيده تقريبًا،بس....
توقفت سلوان عن تكملة حديثها وعاودت النظر خلفها رأت السياره مازالت تتعقبهم شعرت بحنين للبقاء هنا أكثر لاتعرف لذالك الشعور سبب.
بينما تسأل جلال:
بس أيه،إنت رفضتي طلبهُ.
هزت سلوان رأسها بـ نعم.
إبتسم جلال لها قائلًا:
طلب ليه رفضتي طلبه،وطالما مش عاوزه تبقي هنا ليه وشك زعلان كده.
ردت سلوان:معرفش،بصراحه أنا كان نفسى افضل هنا فى الاقصر كمان كم يوم، بس الظروف حكمت إنى لازم ارجع للقاهره غصب لأن بابا...
توقفت سلوان عن الحديث فجأه ثم نظرت بسؤال لـ جلال:
هو أكيد بابا ممكن يضايق مني، بس أكيد هينسى بسرعه.
إبتسم جلال الذى لاحظ تردُد سلوان،وتلاعب بالحديث يدفعها لآخذ قرار نهائي بالبقاء قائلًا:
أكيد ممكن يضايق، بس معتقدش بابكِ هيفضل مضايق منك كتير، بس أنا
مش فاهم قصدك أيه، إنت قررتي إنك تقبلى دعوة الحج وتفضلى هنا فى الاقصر كمان يومين؟.
تنهدت سلوان بحِيره وتردُد قائله:
مش عارفه.
دفعها جلال للموافقه دون ضغط عليها قائلًا:
مش هتخسري حاجه لو فضلتي هنا يومين وفى النهايه هو جِدك ،بس طبعًا القرار النهائي ليكِ.
تنهدت سلوان تشعر بتردد بداخلها تود البقاء لكن ليس من أجل حضور عقد قِران حفيد مؤنس بل من أجل جلال،شعور غريب يدفعها نحوه تريد البقاء معه أكثر،ترددت قائله:
بس إفرض إنى وافقت على عرض الحج مؤنس ولما روحت عنده البيت معاملة مرات إبنه ومقابلتها ليا بصراحه كده مكنتش لطيفه وحسيت إتجاها بنفور متبادل ومش بس هى كمان بنتها زيها،وإبن الحج مؤنس صحيح محستش أى شعور ناحيته،بس برضوا ممكن ينضم ناحية مراته وبنته.
رد جلال بإقناع :
بسيطه خالص،نقدر نبدل تذكرة القطر وتجربي لو معاملتهم ليكِ معجبتكيش تقدري تسافري بسهوله.
تنهدت سلوان قائله:
مش عارفه أنا حيرانه كمان بابا...
قاطعها جلال قائلًا بحسم:
الوقت مبقاش فى تردد دلوقت لازم تحسمي أمرك يا تسافري، يا تقبلي عرض جدك وتفضلى هنا يومين كمان، لآن خلاص وصلنا محطة القطر كمان أنا سامع صوت القطر من بعيد.
بتسرُع من سلوان قالت:
هفضل هنا اليومين دول،بس ممكن أبدل تذكرة القطر،أو أحجز غيرها عشان أنا عرفت قبل كدن إن التذاكر بتبقى محدوده وممكن منلقاش تذكره بعد يومين.
إنشرح قلب جلال قائلًا:
تمام أنا هنزل للمحطه أشوف لو عرفت أستبدل التذكره او أحجزلك غيرها،
إبتسمت سلوان له قائله:
تمام وأنا هنزل أتكلم مع الحج مؤنس ومش هروح معاه غير لما ترجع بالتذكره.
إبتسم جلال وتركها لكن راقبها وهي تسير نحو سيارة مؤنس وإبتسم حين ترجل مؤنس من السياره وقابلها بالطريق قائلًا:
جولي إنك وافجتي تحضري كتب كِتاب واد خالك.
زفرت سلوان نفسها قائله:
هحضر بس ليا شرط قبل ما أروح معاك لبيتك.
إبتسم مؤنس قائلًا بإنشراح:
أي شرط هتجولي عليه هنفذه.
ردت سلوان:
إنى لما أجي عندك الدار أفضل فى أوضة ماما.
غص قلب مؤنس قائلًا:
تمام.
شعرت سلوان براحه ثم قالت:.
وكمان لو حسيت إن معاملة الست صفيه ليا مش مقبوله زى قبل كده مش هسكت ليها ولو وصل الأمر همشي فورًا.
إبتسم مؤنس قائلًا:
لاء متخافيش من معاملة صفيه،هى يمكن مكنتش تعرف إنتِ مين،لكن دلوك عرفت إنتِ مين فهتغير معاملتها إمعاكِ.
ردت سلوان:
تمام،هنتظر بس جلال يرجع بالتذكره وبعدها هروح معاك لبيتك.
إبتسم مؤنس ووضع يده فوق كتف سلوان يمسد عليه بحنان،الى أن عاد جلال وتوجهت سلوان نحوه إبتسم لها قائلًا:
إتفضلي بدلت لك التذكره بتذكره تانيه بعد يومين.
أخذت التذكره من يد جلال مُبتسمه قائله:
مُتشكره جدًا.
إبتسم جلال قائلًا:
تمام هنتظر إتصالك عليا.
اومات له سلوان بإبتسامه ثم توجهت نحو سيارة مؤنس وصعدت لجواره.
إبتسم جلال وهو يشعر بإنشراح حين غادر مؤنس ومعه سلوان الى منزله.
بعد قليل وصل مؤنس الى منزله ترجل من السياره قائلًا:
يلا إنزلي يا سلوان،نص ساعه والشغاله تنضف لك الأوضه.
أومات سلوان له ودخلت خلفه الى المنزل،وإنتظرت قليلًا تجلس مع مؤنس الذى يحاول جذبها للحديث معه،لكن لم يسأل أى شئ عن جلال،كانت سلوان ترد عليه بحِرص الى أن آتت الخادمه قائله:
الأوضه چهزت يا حچ مؤنس.
نهض مؤنس واقفًا وجذب سلوان من يدها خلفه الى أن دخل الى الغرفه شعر بشرخ كبير فى قلبه مازال يآن منه لكن سُرعان ما نظر نحو سلوان شعر براحه قيلًا.
بينما سلوان شعرت كآن للغرفه يدين تضمها تُشعرها برائحة والداتها التى فقدتها،هدوء غريب فى قلبها لم تشعر به سابقًا بأي مكان ذهبت إليه،تبسمت وهى تتذكر جلمة والداتها يومً لها
فى مكان بيفضل فى القلب مهما تمر سنين وسنين بعاد قلبك يفضل يشتاق إليه،المكان ده هو أوضتي اللى فى دار أبويا الحج مؤنس،الاوضه دى شهدت كل ذكرياتى حتى قصتي مع باباكِ كنت بقعد على كنبه جنب شباك الاوضه وأبص عالسما واشوف النجوم والقمر وأدعي ربنا يكون هاشم من نصيبي،وربنا إستجاب لى صحيح التمن كان غالي،بس إنتِ عندى أغلي من أي شئ فى الوجود يا سلوان،بتمني فى يوم لو مرجعتيش لبيت أبويا أبقى روحى مكاني يا سلوان هتحسي بمشاعري اللى بحكيلك عنها.
شعرت سلوان بيد مؤنس فوق كتفها،حبست تلك الدمعه بعينيها ورسمت بسمه باهته له.
رد مؤنس ببسمه قائلًا:
الوجت لساه بدري،يادوب الفجر آذن من شويه،هروح أتوضى وأصلى الفچر،وإنتِ...
قاطعته سلوان قائله:
أنا هتوضى وأصلى الفجر وبعدها محتاجه أنام شويه.
إبتسم لها مؤنس وأقترب من رأسها وقبله قائلًا:.على راحتك...هسيبك دلوك تستريحي ولينا حديث مع بعض وجت تاني.
غادر مؤنس وترك سلوان بالغرفه توجهت نحو ذالك الشباك الخاص بالغرفه،نظرت نحو السماء،نور الشمس بدا يسطع ويُبدد الظلام وكذالك تلك النجوم بدأت تتواى تترك مكان لنور الشمس،لكن هنالك ما لفت نظرها حين نظرت نحو بوابة المنزل الخارجيه ورأت سيارة جلال شعرت براحه كبيره ولم تُغلق الشباك لكن ذهبت نحو الفراش وتمدد عليه وتحتضن تلك الوساده سُرعان ما غفت عينيها.
[عوده]
عاد جاويد منتهدًا، على صوت طرق باب غرفته
نهض من فوق الفراش مُبتسمًا ثم وضع الهاتف على طاوله جوار الفراش ونظر نحو باب الغرفه وإبتسم لـ يُسريه التى قالتله:
صباح الخير يا جاويد، فكرتك لسه نايم.
إبتسم لها جاويد قائلًا:
لاء يا ماما أنا صحيت وكنت هستحمى وبعدها أنزل أتكلم مع حضرتك فى موضوع مهم.
إبتسمت يُسريه قائله:
خير يا جاويد.
إبتسم جاويد قائلًا:
خير يا ماما متأكد إن الموضوع اللى هتكلم فيه مع حضرتك هيبسطك جوي.
توجس قلب يُسريه، تشعر برهبه لكن رؤية تلك السعاده على ملامح جاويد جعلتها تنسي تلك الخرافات، وهى تسمع لـ جاويد
بصراحه يا ماما أنا أتفقت مع عمال تشطيبات عشان يجوا يعدلوا تشطيب الجناح القبلي اللى فى الدور التاني، وكمان أنا خلاص هتجوز، كتب الكتاب بكره بعد صلاو العشا، وإشهار عقد الجواز والدخله بعد بكره.
تعجبت يُسريه كثيرًا لكن إزدرت حلقها الجاف تشعر برهبه مُتسأله بترقُب :
مين العروسه؟!.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضام لجروب الواتساب اضغط هنا
تابعى صفحتنا على الفيسبوك عشان تبقى اول واحدة تقرأ البارت اول ما ينزل
صفحتنا على الفيسبوك من هنا