رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 6 و 7 بقلم سعاد محمد
رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 6 و 7 هى رواية من كتابة سعاد محمد رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 6 و 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 6 و 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 6 و 7
رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 6 و 7
طوى مؤنس الجوابات ووضعها بداخل الصندوق مره أخرى وأغلقه وتركه جواره لكن أحتفظ بصورة تلك الطفله بين يديه يتأمل ملامحها الصغيره فعلًا تُشبه كثيرًا "مِسك" إبنته،لكن بعض الملامح لا تُلاحظ، سوا لم يتأمل كثيرًا، شفاه تلك الصغيره أكثر سُمكًا كذالك لون العينين مختلف وتلك الشامات التى بوجهها كذالك العين بها نظره أجرأ، تسأل عقله:
الآن أصبحت تلك الصغيره صبيه تُرى هل مع الوقت أصحبت نسخه مختلفه تمامً أم مازال هنالك تشابُه كبير بين هن؟.
الحنين والندم يُبكيان القلب،وأسئله تجول بالرأس
هل؟ وهل؟ وهل؟ ولا جواب غير بالتأكيد تلك الصغيره مثله لا تعلم عنه شئ،سوا أنه كان
لـ والداتها أبً جحد قلبه عليها،حين خالفت أمره ورفضت الزواج بأكثر شخص كانت تبغضهُ بحياتها،كما قالت له،لو آخر ربما كانت تخلت عن من هوى قلبها له وإمتثلت لأمره لكن هذا مستحيل أن تقبل الزواج منه لو قتلها فى الحال،لكن لم يقتلها كان العقاب أقوى من القتل بالنسبه لها،أن يتبرأ منها كأنها ليست تلك المُدلله التى كان لها مكان ومكانه قويه فى قلبه حتى أكثر من أخيها،لم يكن عقاب لها وحدها،بل العقاب شمل الجميع،أدمى قلوب مزقها الندم والآسى.
إهتدى قلبهُ بلحظه لما لا؟
تنحى عقله عن الكبرياء والجحود،
وجذب هاتفه المحمول ذو الطراز والإصدار قديم قليلًا،وآتى برقم خاص قام بالإتصال عليه.
رد الآخر عليه بترحيب وإحترام.
للحظه تردد فى إخبار الآخر لما هاتفه الآن لكن بلحظه حسم أمره قائلًا:.
جولي أيه آخر أخبار "هاشم خليل" و... بنته.
تنحنح الآخر مُتفاجئًا وقال بحرج :
آخر حاچه أعرفها عنه كان من ست سنين تجريبًا،إنه عايش فى السعوديه بيشتغل مهندس إتصالات هناك والبنت كانت معاه.
تنهد مؤنس قائلًا:
أكيد بينزل مصر عشان أخته، مش كان جوز أخته زميلك فى الجيش؟.
رد الآخر:.
كان زميلى بس من فتره العلاجه بينا شبه إتجطعت بنتكلم على فترات متباعده،الدنيا تلاهي يا حج مؤنس،بس نمرة تلفونه عِندي،لو فى حاچه مهمه ممكن أتصل عليه وأسأله بأى حِجه؟.
شعر مؤنس بغصة ندم قويه فى قلبه،فمن يُريد أن يسأل عنها كان من المفروض هو من يكون على درايه بأحوالها، إبتلع تلك الحسره فى قلبه قائلًا:
"سلوان هاشم خليل"
عاوز أعرف أيه آخر أخبارها.
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفندق
تستطحت سلوان على الفراش تتنهد بشعور مختلف عليها، تشعر بإنشراح وصفاء غريب يُسيطر عليها، جذبت هاتفها وقامت بفتحه على،ملف الصور ترى تلك الصور القليله التى إلتقطتها لنفسها وهى بذالك المنتطاد بعد أن زالت الرهبه عنها وشعرت بصفاء الجو حولها وإستمتعت بتلك الرحله القصيره،أجل كانت قصيره،تصفحت تلك الصور التى إلتقطها لها "جلال"أيضًا،تنهدت بشعور خاص،لا تعلم لما بحثت بين الصور علها تجد له صوره بينهم لكن لا يوجد،ذمت نفسها قائله:
مالك يا سلوان أيه الأفعال الطفوليه دى،بدوري على صوره لـ شخص إتعرفتى عليه بالصدفه، ومتعرفيش عنه غير إسمه،عقلك جن.
لكن سرعان ما إبتسمت بنشوه خاصه قائله:
فعلًا عقلى جن،ومعرفشى إزاى وثقت فى الشخص ده بالذات،رغم إنى عمري كنت بحاذر من أى شخص غريب عني،حتى كمان فى قريبين مني وعارفاهم كويس وبحاذر منهم بعد ما ظهروا على حقيقته الوقحه معايا،بس"جلال" أيه المختلف فيه،أيه الشئ اللى بيجذبني له جوايا إحساس أوي بالثقه إتجاهه،رغم إننا يادوب تلات مرات اللى إتقابلنا فيهم،لو حد بيحكي لى عن اللى بيحصلي ده كنت هقول فيلم رومانسي خيالي،وصعب يحصل فى الواقع.
تنهدت سلوان تزفر نفسها بقوه قائله:
ده كأنه شئ من السِحر بيجذبني أثق فيه وأتخلى عن التحفُظ وأنا ومعاه،أكيد الثقه دى بسبب إنه هو اللى أنقذنى من الموت على محطة القطر .
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة نوم جاويد
إضجع على أريكه بالغرفه يتنهد يشعر بنشوه ممتعه لاول مره بحياته،يشعر أن شئ غريب يُحركهُ يغزو قلبه شعور جديد لم يكُن فى حساباته سابقًا،أجل حساباته هو دائمًا كان يحسب قيمة كل خطوه قبل أن يخطيها بعقله،الى أين تذهب به هذه الخطوه،لكن الآن تنحت تلك الحسابات ترك خُطاه هى من تسحبهُ الى أين؟
لا يعلم،لكن يشعر بـ حُريه كأنه مثل ذالك الطائر الذى يسمعه، يشدوا بصوته الليلي فى الأفق الهادئ الآن،هدوء خاص يشعر به،لكن فجأه غص قلبه حين تذكر جوابهُ حين سألته عن إسمه
"جلال"
سأل نفسه لما يقول لها ان إسمه "جاويد الاشرف"؟
جاوب عقله:
يمكن عشان إسم" جاويد الأشرف" مشهور هنا وسهل تعرف عنه أى شئ.
لم يقتنع عقله بهذا الجواب، سهم للحظات وهو يضع يده فوق مكان ذالك الندب الذى بموضع قلبه،وزفر نفسه يشعر بغصه ووخز فى قلبه... ربما لآن هذا الأسم لم ينسي صاحبه يومً وتمنى لو كان إنقلب الماضي وكثيرًا ما كان يتمنى أن كان هو من رحل بلا عوده.
........ ــــــــــــــــــــ
بـ بيت المغتربات
تقلبت إيلاف بالفراش تشعر بآرق، تذكرت حين كانت بغرفة العمليات تُشارك بتلك العمليه الخطيره للحظه أثناء تقطيبها للجرح إرتعشت يديها، لم يلاحظ ذالك سوا جواد الذى نظر لها وأخذ منها الملقط وبدأ يُقطب هو مكان الجرح،تحير عقلها لما لم يتفوه لها بكلمه بغرفة العمليات، إهتدى عقلها ربما لم يُريد إحراجها أمام الموجودين بالغرفه، لكن كذالك لم يتفوه بشئ بعد خروجهم من غرفة العمليات
إهتدى عقلها:
بس أنا بعد العمليه مفضلتش كتير بالمستشفى وكمان ماما إتصلت عليا بعدها وإتحججت بيها ومشيت من قدام الدكتور جواد، أكيد مستني فرصه أو يمكن بعد كده يقول عليها منفعش دكتورة جراحه.
زفرت نفسها تذم نفسها:
أيه اللى كان حصل وخلى إيديك تترعش أول مره تخيطي جرح دى أسهل خطوه فى الجراحه كلها، أكيد دلوقتي هيستنى فرصة عمليه تانيه ولو طلبت أشارك فيها ممكن يقولى لاء إيديك بترتعش.
نظرت ليديها بنفس اللحظه شعرت أنهما يرتعشان بالفعل، تذكرت تلك الحاله التى أصابتها فتره من حياتها حين كان أحد ينظر لها ترتعش من داخلها تتمنى الأختفاء عن كل البشر حتى لا تسمع منهم إهانه... بداخلها كثيرًا تمنت أن تقول لهم ان تلك أكاذيب وإفتراءات على والداها،فكيف لم كان يُقظها بعِز أيام الشتاء الأكثر بروده فجرًا كى تُصلى الفجر وتنتظره مع أختها ووالداتها حتى يعود من صلاة الجماعه بالمسجد، تعلم جيدًا أنه لم يكُن مُرائي، كيف تمتد يديه الى خزينة مال شركة النسيج الذى كان يعمل بها،وكيف يقتُل أقرب صديق إليه،لكن القانون والبشر لديهم العداله التى تأخذ بالأدله حتى لو كانت مجرد بصمات الشخص...حتى إن لم تُصدق لم تقدر على المواجهه ولا عن الدفاع عنه.
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى
بغرفة جواد
إضجع بظهره على المقعد خلف المكتب،لكن سُرعان ما سمع طرق على باب الغرف،سمح له بالدخول وإبتسم له حين قال:.
الجهوه سكر زيادة يا دكتور كيف ما عتحبها وكمان فى الماج اللى جيبته سيادتك،بس حاول يا دكتور تخف من الجهوه شويه مش زينه على صحتك .
إبتسم جواد له قائلًا:
جهوتك إدمان يا عم'خلف'، ومتخافيش على صحتي الحمد لله بمب، بس الجهوه بشربها عشان تفوجني شويه وانا سهران إهنه فى المستشفى.
إبتسم خلف له قائلًا:.
والله يا دكتور لو مش حضرتك فى المستشفى دى، كانا بجت مخروبه مفيش فيها دكاتره تشوف العيانين الغلابه اللى إهنه فى المنطجه(المنطقه) كل الدكاتره تمضي حضور وبعديها بتهرب على عيادتهم الخاصه ومنهم اللى بجى عِنديه مستشفي خاصه،ربنا يرزج الچميع.
رد جواد:
تعرف يا عم خلف لو كل دكتور بس فضى نفسه يوم وقال هشتغل اليوم ده زكاه عن نفسي وأكشف عل ناس تستحق العلاج ببلاش ربنا هيرزجهم أكتر ويبارك لهم أكتر.
اومأ له خلف مُبتسمًا يقول:
ربنا يزيدك رضا يا دكتور،هسيبك تشرب الجهوه،آه نسيت أجولك إن وأنا بنضف مكتب الدكتوره الچديده اللى جات لأهنه تكليف لجيت الكيس الورج ده،فيه "نبق"خوفت أسيبه فى المكتب يلم نمل وكنت هشيله فى التلاچه اللى فى عِيندي فى البوفيه لبكره بس التلاچه بتاعتى إصغيره وفيها حاچات كتير وفى إهنه تلاچه فى أوضة المدير خاليه جولت أشيل الكيس فيه لبكره لحد ما تعاود الدكتوره.
إبتسم جواد ومد يدهُ نحو الثلاجه قائلًا:.
تمام حطه فى التلاچه،بس متنساش تبجى تاخده ليها بكره.
ذهب خلف ووضع الكيس قائلًا:
لاه مش هنسى،هسيبك تشرب جهوتك،وهروح أنا بجى،معاوزش منى حاجه جبل ما أمشي.
رد جواد:.
لاء متشكر تسلم عالجهوه.
غادر خلف،مد جاويد يده وأخذ كوب القهوه
من فوق المكتب إرتشف منه بعض القطرات ثم وضعه وأعتدل فى المقعد يشعر بفضول إتجاه تلك الطبيبه صاحبة الأسم الغريب"إيلاف" هى الأخرى تبدوا شخصيه غريبه بالنسبه له، تذكر رعشة يديها أثناء تقطيببها لذالك الجرح، لم يتفوه وقتها بشئ أمام الموجودين بالغرفه حتى لا تتوتر وتشعر بإفتقار أمام زملائها بالغرفه،هو حدث معه ذالك مره لكن وقتها وبخه الطبيب أمام زملاؤه،وحين خرج من غرفة العمليات ذهب الى الطبيب وسأله لما قولت لى ذالك وانت تعلم جيدًا مدى مهارتي كطبيب جراح...أجابه الطبيب وقتها كى تتعلم من أخطاء ولا تفعل هذا مره آخرى،كذالك لسبب آخر ستعلمه يومًا ما،اليوم علم السبب الآخر لم يفعل مثل ذالك الطبيب ويلفت نظر الآخرون الى إيلاف حتى لا تشعر مثلما هو شعر ذات يوم أنه يفتقر للإجاده التى تؤهله ليكون يومًا مسؤل عن حياة شخصً ما ربما لو ارتعشت يديه بلحظه أضاع حياته.
. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
والشمس بدأت تُبدد ذالك الظلام من بعيد
نزلت يُسريه على تلك السلالم الجيريه ووضعت حلق تلك الزجاجه البلاستيكيه كى تملأها بالمياه، لكن
فجأه شعرت كأن شئ بالمياه يسحب منها تلك الزجاجه بقوه وفلتت منها تسمع صوت فُقعات المياه وتلك الزجاجه تغرق بالمياه،إستعجبت ذالك كذالك ساد الظلام مره أخرى كأن الشمس التى كانت تستطع توارت خلفه وقفت مخضوضه حين سمعت صوت غليظ من خلفها تقول:
جاويد، مهما عملتي المكتوب عليه هيشوفه.
إزدرت يُسريه ريقها الجاف ونظرت للسماء، رأت تلك الغِربان تحوم وتنعق بصوت مُرهب، لكن نظرت الى تلك المرأه قائله بتحدي:
وأديكِ جولتى يا غوايش المكتوب عليه، مش اللى إنتِ كتبتيه عليه.
تنرفزت غوايش قائله:
فى الماضي ساعدتى فى حرجة(حرقة) جلب عاشج
وجاويد هيتحرج جلبه زيه.
ردت يُسريه بثقه:
أنا كل اللى عملته وجتها إنى وعيت صبيه وساعدتها تهرب من مصير معتوم مع چبروت عيستناها، وياريت اللى عملته بالماضى يُجعد لـ جاويد، بعدت ملاك من طريج شيطان.
تنرفزت غوايش أكثر قائله:
هتشوفى جاويد وهو بيتعذب جدامك ومش هتجدري وجتها تداوي چرحه كيف ما حصل بالماضي، چرح العشج مالوش دوا.
ردت يُسريه بتحدي:
وأنا فين هشد عصب جاويد وجتها كيف ما حصل فى الماضي هيلاجي يدى تطبطب على ضهره تجويه وصدري يضمه يسليه الضنا، بعدي بشرك عن جاويد يا غوايش.
تهكمت غوايش وهى تنظر نحو السماء شعرت برعب حين إبتعدت تلك الغِربان وعاد شعاع الشمس يستطع مره أخري.
شعرت يُسريه بأمل حين عاود جزء من نور الشمس ونظرت نحو غوايش بثقه قائله:
النار مهما كان وهجها المي والتراب جادرين يطفوا لهيبها ،المي والتراب طاهرين مهما كان الدنس حواليهم نور السمس بيطهرهم وجادرين على رجم لهيب نار السموم اللى عتشركِ بالله وعتسجدي
لـ شيطان عبد مطرود من رحمة الله.
وضعت غوايش ذالك الوشاح الأسود فوق وجهها قائله بغيظ:
اللى إنكتب بالدم مش هيمحيه غير الدم يا يُسريه، والطريج إبتدى وإتجمع "الشتيتين" إهنه على نفس أرض البدايه هتكون النهايه.
قالت غوايش هذا وغادرت المكان بُخطى مُسرعه، بينما نظرت يُسريه الى المياه ورأت تلك الزجاجه تطفوا مره أخرى فوق سطح المياه لكن إبتعدت بداخل المجرى المائى عن متناول يديها، شعرت بريبه فظهور غوايش نذير شؤم... تنهدت ونظرت لأعلى وجدت الشمس بدأ نورها يستطع والظلام يتبدد، وتلك الغِربان إبتعدت وصمت نعيقها، تنهدت تشعر بتوجس لكن لا فرار من القدر الذى بلحظه قد يتبدد مثل الظلام الذى أباده شعاع شمس بسيط.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد البازارات السياحيه
رد زاهر على من يُحدثه قائلًا:
تمام هستني الشخص اللى چاي من طرفك وهمضي عقد الإيچار وهديه المبلغ اللى إتفجنا عليه.
أغلق زاهر الهاتف وظل لوقت يقرأ تلك الاوراق التى أمامه، قرأ ذالك الأسم الموجود بالطرف الثانى للعقد
"حسنى إبراهيم النحاس"
بعد وقت سمع صوت طرق على باب غرفة الاداره سمح له بالدخول، دخلت فتاه بطول متوسط يميل قليلًا للقُصر وجسد صغير أيضًا،وجهها ملامحهُ بريئه وضاحكه بنفس الوقت.
نظر لها بتعجب قائلًا:
أهلًا بحضرتك،تحبي أخدمك بأيه؟
إستغربت منه قائله:
أنا أبوي بعتني عشان أجابل الأستاذ زاهر الأشرف.
إستغرب زاهر مُتسألًا:
أنا زاهر الأشرف،بس مين والد حضرتك!.
ردت عليه:
أنا "حسنى إبراهيم النحاس".
إستغرب زاهر قائلًا:
مين سيادتك؟
ردت حسنى بتأكيد:
كيف ما جولت لك، أنا حسنى بت الحاح إبراهيم النحاس اللى هتأجر المخزن منيه هو جالي إكده.
تعجب زاهر قائلًا:
بس الحج إبراهيم جالي هبعت شخص من طرفي و مكتوب بالعقد" حُسني إبراهيم النحاس"٠
جاوبت حسنى:
حَسنى، مش حُسني، الحاء بالفتحه مش بالضمه، هجولك أنا أمى الله يرحمها لما ولدتنى تانى يوم أبوي راح السِجل المدنى عشان يسجلنى فى المواليد،جام الموظف بتاع السجل المِدنى سأله عن نوع المولود أبوي جاله بنته كيف الجمر(القمر)...جام موظف السجل جاله وهتسمى البنته الجمره دى أيه بحى،ابوي جاله على إسم أمى،جام الموظف جاله وإسم إمك أيه جاله "حَسنا"
جام الموظف كتب إسمى حَسنى،بس بدل فى الحروف بجى بدل ما يكتب إسمي (حَسنا) بالألف كتبها (حسنى)بالياء ومن يوميها وأنا كل ما حد ينطج إسمي يفتكرني ولد،يعنى غلطة موظف السجل المدني...زى ما بنجول خطأ إرتكبه الآخر اللى هو موظف السجل المِدنى.
إرتسمت بسمه على محيا زاهر قائلًا:
تمام أنا فهمت،خلاص إن اسمك حسنى،بنت مش ولد،إتفضلي إجعدي عشان نتفاهم ونمضى عقد إيجار المخزن زي ما إتفجت مع الحج إبرهيم.
جلست حسنى على مقعد مقابل لمكتب زاهر قائله:
لاه إنت لازمن تتفج معايا آني لأني أني صاحبة الدار اللى المخزن واخد الدور الأرضي منيها، هجولك الدار دى كانت بتاعة چدي أبو أمى الله يرحمهم التنين، وجدي جبل مايموت سچل الدار دى بأسمي بس انا كنت قاصر وجتها وأبوي كان الوصي عليا وهو اللى كان بيأجر الشُجج الاربعه اللى فى الدار دى بس المخزن كان مقفول عشان فيه شوية نحاس من اللى چدي كان بيشتغل فيهم، أصل چدي ده كان بيشتغل "مبيض نحاس" بس كان عليه جلوه للنحاس مجولكش كان النحاس يطلع من تحت يديه بيلمع كيف الدهب إكده، وأبوى بجى كان بيفاهم مع المستأجرين، بس أنا خلاص كبرت وبلغت سن الرُشد من تلات شهور وبجي عِندي واحد وعشرين سنه جولت لأبوي انا اللى هدير أملاكِ بنفسي والدار أنا اللى بجيت بتفاهم مع المستأجرين اللى فيها هقولك فى إتنين من المسأجرين نفسي أكرشهم مش بيدفعوا الإيجار بانتظام بس برجع وأجول إنهم غلابه حداهم عيال بلاش يتشردوا،و...
شعر زاهر بالسام من كثرة حديث حسنى قاطعها قائلًا:
متخافيش أنا هدفع ايجار المخزن كل شهر فى ميعاده خلينا نتفج ونمضي العجود.
نظرت حسنى بتمعن حولها للمكان قائله:
لاه أنا واثجه إنك مش هتتأخر فى دفع الأيجار،صلاة النبي البازار على مساحه واسعه وفى منطقه جريبه من المعبد وأكيد السواح بيچوا لأهنه عشان يشتروا المساخيط هدايا وهما راچعين لبلادهم،بس أنا ليا ملاحظه إكده عالمكان،البايع اللى واجف بره بيبع للسواح لما إتحدت معاك كش فيا،بس لما جولت له إنى جايه من طرف الحج إبراهيم النحاس جالى ادخلك المكتب،إبجى جول له يبتسم شويه،البياع الشاطر يكون مُبتسم إكده عشان يقنع الزبون يشتري...
قاطعها زاهر قائلًا:
تمام هجوله وهلفت نظرهُ خلينا نمضى العجود.
نظرت حسنى لـ زاهر وهمست لنفسها قائله:
العيب مش فى البياع ده العيب فى صاحب البازار شكله كِشري إكده،وانا مالى فخار يكسر بعضيه،أنا جولت اللى يخلص ضميري.
رأى زاهر شفاه حسنى التى تتحدث بهمس لم يسمعه لكن شعر بضيق ووضع أمامها على المكتب ورقة عقد قائلًا:
العقد أهو مكتوب عند محامى وناجص بس على الأمضا بتاعتنا.
أخذت حسنى العقد ونظرت لـ زاهر قائله:
جبل ما أمضى لازمن أقرا العقد، ده حاچه متعزلش.
اومأ لها زاهر راسه بـ تمام.
قرأت حسنى العقد ثم نظرت لـ زاهر قائله:
العقد تمام، أوعاك تكون زعلت مني، المثل عيجول
العقد شريعة المتعاقدين، وكمان ده حقى ولازمن أضمنه.
أومأ لها زاهر رأسه قائلًا:
تمام إتفضلى إمضي العقد.
نظرت حسنى للعقد ثم لـ زاهر قائله:
فين القلم اللى همضي بيه.
كبت زاهر ضيقه ومد يده لها بقلم قائلًا:
إتفضلى القلم أهو.
أخذت القلم من يده ووضعت الورقه على فخذها لكن لم تعرف ان تضع توقيعها نظر لـ زاهر قائله:
مفيش كراسه أو دفتر أحط الورجه عليه عشان أعرف أمضي.
تنهد زاهر بنرفزه حاول كبتها قائلًا إتفضلى دفتر أهو حطيه تحت الورجه،وأمضي عشان نخلص لأنى عِندي ميعاد كمان نص ساعه.
أخذت حسنى الدفتر ووضعته أسفل الورقه ووضعت توقيعها وهى تهمس لنفسها:
معرفش أيه الراجل اللى خُلقه ضيج ده بياع إزاى اكيد بينفخ عالزباين ويطفشهم وانا مالى.
أنهت حسنى توقيعها ومدت يديها بالدفتر والورقه والقلم قائله:.أها أنا مضيت تحت إسمي.
تنهد زاهر وأخذهم من يدها ووضع توقيعه هو الآخر قائلًا:
تمام إكده، إتفضلى ده العربون اللى إتفجت مع الخج إبراهيم عليه، وياريت تفضوا المخزن من الخرده اللى فيه عشان أبتدي أجدده قبل ما أخزن فيه البضاعه.
أخذت حسنى المبلغ المالي قائله:
تمام أنا هجول لأبوي وهو يجيب كم شيال يشيلوا الحاچات اللى فى المخزن يطلعوها فى الاوضه اللى چنب عِشة فراخ إم سندس اللى ساكنه فى الدور التانى، عِينديها كم فرخه وكم بطه وديك وشوية رومي مربياهم فى عِشه عالسطوح بتجولى يلموا بجايا الوكل اللى بتفيض منينا وكمان بتسترزج من بيع البيض والفراخ والبط وكمان عِنديها حمام، أبوي كان عاوز يطردها بس أنا جولت حرام بتصرف على ولادها تساند چوزها عالمعايش...
قاطعها زاهر ونهض واقفًا يقول:. تمام حطي الخرده مكان ما إنتِ عاوزه أنا اللى يهمني المخزن يفضى.
نهضت حسنى واقفه هى الأخرى قائله:
تمام،بس ليا سؤال،هو المبلغ اللى فى الظرف ده هو هو المبلغ اللى إتفجت مع أبوى عليه ولا هو هيخنسر كيف عادته إمعاي...ويجولى مبلغ أقل من الإيجار الحقيقي.
نظر لها زاهر بغضب قائلًا:.
لاه ده نفس المبلغ اللى إتفجت مع الحج إبراهيم عليه وياريت تستغلى الوجت من دلوك وتبدأى فى شيل الخرده من المخزن لأنى محتاجه فى أسرع وجت وكمان أنا لازمن أمشى عيندى ميعاد مهم دلوك.
تهكمت حسنى وهمست قائله:
صحيح الچواب بيبان من عنوانه البياع إتم ومجابلته ناشفه يبجى صاحب البازار أيه اكيد جِلف زيه.
تنهد زاهر الذى لم يسمع همسها وأشار بيده لها نحو الباب قائلًا:
هستنى تليفون من الحج إبراهيم إن المخزن بجى فاضي.
كبتت حسنى غيظها من جحافة زاهر وسارت نحو باب الغرفه لكن توقفت قبل ان تخرج منها ونظرت لـ زاهر قائله:
نصيحه منيي إبجى أضحك فى وش الزباين دول سواح وضيوف عندينا،بلاش الخلقه الكِشره دى،بتقطع الرزق.
قالت حسنى هذا وغادرت
زفر زاهر نفسه بقوه يتنفس قائلًا:
أيه الرغايه دى،دى لو فضلت كمان دقيقتين كنت هتشل من رغيها ودى زى مدفع وإتفتح عليا.
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
بذالك المحل الخاص بييع الملابس خرجت كل من حفصه ومِسك التى نظرت لـ حفصه مُبتسمه تقول:
كويس أهو خلاص كده خلصنا شراء الفساتين الست جابت لينا فستانين زى ما طلبنا منها بالظبط، كانت فكرتى إننا ننزل نلف عالمحلات أولاً فكره كويسه، أهو الفساتين حسب ذوقنا.
إبتسمت حفصه قائله بتاكيد: فعلاً كانت فكرتك عجبال ما أتعب إمعاكِ إكده عن قريب، أنتِ كيف أختي.
إدعت مِسك الخجل قائله:
ربنا يتمم بخير ويمكن يكون كتب كتابك إنتِ وأمجد أخوي فال خير وتهل الأفراح من بعديه خلينا نشوف فين السواج راكن العربيه، أها هناك أهى، خلينا نروح عنديه، ونحط الفساتين فى العربيه فى محل عطور زميله ليا فى المدرسه جالت لى عليه عِنديهم برفانات ومساحيق تجميل بماركات عالميه.
إبتسمت حفصه قائله:
مساحيق تجميل ما إنتِ عارفه جاويد أخوي مش بيحب المساحيق دى،بيجولى بقرف منيها.
ردت مِسك:.وإنتِ هتحطي الحاجات دى جدام جاويد إنتِ هتحطيها لعريسك،وكمان خلاص دلوك كل البنات ماشيه بالمكياچ على وشها،وجاويد يمكن كان بيجولك إكده عشان كنتِ صغيره دلوك بجيتي عروسه،يلا بلاش تفكري كتير دى صاحبتى جالتلى على ماركات أصليه عنديهم وأنتِ عارفه إنى بحب المكياچ والبرفانات جوي.
وافقت حفصه مِسك وتوجه الاثنين الى مكان ركن السياره،لكن
توقفت مِسك فجأه قبل أن تصعد للسياره حين رأت سيارة جاويد تقف بمكان قريب منهن،لكن صُعق قلبها حين رأت فتاه تدخل لسيارة جاويد،لم ترى وجهها لكن شعرت بغصه قويه فى قلبها،بينما نظرت لها حفصه من السياره قائله:
مِسك واجفه إكده ليه إركبي خلينا نروح محل العطور الوجت المغربيه قربت وماما منبه علينا منتأخرش.
نظرت مِسك لـ حفصه قائله:
العربيه اللى هناك دى مش عربية جاويد.
نظرت حفصه نحو إشارة يد مِسك قائله :
أيوا هى.
تسألت مِسك:
وجاويد بيعمل أيه هنا،وكمان مين اللى راكبه جنبه العربيه دي؟
نظرت حفصه بتمعن لسيارة جاويد قائله بتبرير:
معرفش يمكن فى له شغل إهنه،واللى راكبه جنبه ممكن تكون واحده بيتعامل معاها فى الشغل،إركبي بجى خلينا نلحق نرجع للدار قبل الضلمه،وانا هبجى أسأل جاويد بعدين.
تنهدت مِسك تشعر بوخزات قويه فى قلبها يكاد يحترق ثم صعدت للسياره جوار حفصه صمتت قليلًا الى ان وضعت حفصه يديها تقرص خدود مسك بمزح منها قائله:
يا عيني عالغِيره،لو جاويد شاف خدودك الحمره اللى كيف جشرة الرومان دى هيجولك بعد إكده وإنتِ فى الشارع تلبسي نِقاب يداري خدود الرومان.
نظرت مِسك لحفصه قائله تهكم: بتهزري.
ردت حفصه قائله:
لاه مش بهزر بس انتِ وشك قلب من وجت ما شوفنا جاويد ومعاه واحده ست بالعربيه حتى مشفناش وشها والغِيره أشتغلت يا بنتِ نصيحه منى الرچاله مش بتحب الست اللى غِيرتها بتظهر على وشها،بيستغلوها نقطة ضعف،خليكِ زيي إكده حتى لو غيرانه على أمجد بداري غيرتى،خليكِ تقيله،وأنا متأكده أن جاويد مش من النوع اللى يركب واحده ست معاه فى العربيه بدون ما يكون بينه وبينها مصلحه خاصه بشعله.
رسمت مِسك بسمه على شفاها لكن تشعر بلهيب حارق يغزوا قلبها وجسدها بأكمله.
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بسيارة جاويد
زفرت سلوان نفسها وهى تنظر بضيق وإستغراب الى تلك البطاقه الائتمانيه التى تضعها بداخل حقيبة يدها.
لاحظ جاويد سأم وجه سلوان تسأب قائلًا:
فى أيه، واضح من ملامح وشك إنك مضايقه.
تنهدت سلوان قائلًا:
لاء مفيش يمكن من الحر الجو النهارده حر شويه.
رد جاويد:
بالعكس دى أحسن فتره للجو فى السنه هنا الخريف فى الأقصر.
ردت سلوان:
يمكن بس ده بالنسبه للى عايش هنا فى الاقصر انا هنا سياحه ويعتبر الجو ده حر بالنسبه لى،عالعموم ممكن ترجعني للأوتيل.
تعحب جاويد قائلًا:
بس إحنا قريبين من معبد حتشبسوت مش كنت عاوزه تدخلى تشوفيه.
ردت سلوان:
مش النهارده،حاسه بشوية صداع خلينا لبكره الصبح ولو مش فاضي أنا ممكن أجى لوحدى معايا كتالوج خاص بيوضح الاماكن الاثريه هنا خدته من الفندق.
شعر جاويد بأن هنالك شئ ضايق سلوان فجأه ليس صداع مثلما قالت له لكن لم يُصر عليها وتوجه بالسياره نحو الفندق، كان يتحدت مع سلوان وهى ترد بإقتضاب عكس عادتها معه الايام السابقه التى كان بمثابة مُرشدًا سياحي خاص لها يستمتع برفقتها لأكثر وقت، كذالك سلوان كانت تشعر بإزدياد الآلفه إتجاهه وأصبحت تأمن له كثيرًا.
بعد قليل ترجلت صابرين من السياره قائله:
شكرًا يا جلال.
إبتسم جاويد لها وكاد يقول لها أن إسمه جاويد
وأن أخطأ حين أخبرها بإسم آخر، لكن دخلت سلوان الى الفندق دون إنتظار.
..... ـــــــــــــــــــ
بعد قليل
بغرفة الفندق
نظرت سلوان الى بطاقة الأئتمان قائله:
البطاقه حطيتها فى مكنة السحب كذا مره من كذا كابينة سحب ونفس الجمله بتظهرلى لا يوجد رصيد، مش معقول يكون ده غلط من كابينة السحب، عالعموم فى طريقه أتأكد منها أكلم بابا، بس هيزعقلى زى كل مره بكلمه بس مفيش قدامى غير كده.
فتحت سلوان هاتفها وضغط على رقم والداها الذى رد عليها ، تسألت سلوان:
بابا أنا بحط الكريديت فى مكنة السحب بيقولى لا يوجد رصيد بالبطاقه.
رد هاشم بتعسف:
أنا لاغيت الڤيزا دى وحولت الرصيد كله لحساب تاني.
شعرت سلوان بالضيق قائله:
ليه يا بابا...من فضلك رجع الرصيد تانى للڤيزا.
رد هاشم بتعسف:
لاء وإرجعي للقاهره فورًا،وكمان "إيهاب"
إتقدم وطلب إيدك منى وانا وافقت وإعملى حسابك إن كتب الكتاب والجواز هيكونوا فى أقرب وقت.
ردت سلوان بعصبيه:
بس أنا مش بطيق اللى إسمه إيهاب ده شخص سمج ودمه تقيل على قلبي،ومستحيل أتجوزه،من فضلك يا بابا رجع رصيد الڤيزا واوعدك ارجع للقاهره،بس مستحيل هوافق عالجواز من إيهاب.
رد هاشم بتحدي وامر:
لاء هتوافقي عالجواز من إيهاب ومش هرجع رصيد الڤيزا،إنتهى خلاص ده آخر كلام عندى عشان انا دلعتك كتير وعطيتك ثقه بس إنتِ مقدرتهاش.
قال هاشم هذا وأغلق الهاتف بوجه سلوان
التى فرت الدمعه من عينيها لاول مره والداها يحدثها بتلك القسوه،ألقت الهاتف على الفراش بعصبيه كبيره ووضعت وكفيها حول وجهها تتنهد بغضب،لكن سُرعان ما قررت موافقة والدها والعوده الى القاهره،لكن قبل العوده عليها زيارة قبر والداتها هنا،لكن هى لا تعرف كيف تصل الى تلك البلده،للحظه فكرت بسؤال عامل الاستقبال فى الفندق ربما يدلها على تلك القريه،لكن فجأه تذكرت قائله:
مفيش غير جلال هو اللى ممكن يعرفلى قرية الأشرف دى فين،وأهو بالمره أشكره قبل ما أرجع للقاهره تاني،جذبت هاتفها من على الفراش وقامت بطلب رقمه.
بينما جاويد عاد الى أحد المصانع الخاصه به وقبل أن يجلس آتاه إتصال هاتفى قائلًا:
انا حولت لك عالأيميل ملف خاص عن البنت اللى قولتلى أسألك عليها.
تنهد جاويد قائلًا:
وأيه اللى فى الملف ده،مينفعش تقولى كده شفوي،يعنى مثلاً هى مرتبطه أو مخطوبه.
رد الآخر:
لاء هى مش مرتبطه ولا مخطوبه وفى فى الملف تفاصيل دقيقه عنها.
إنشرح قلب جاويد قائلًا:
تمام متشكر جدًا.
جلس جاويد سريعًا وفتح حاسوبه وآتى بذالك الملف المحول له وبدأ بقرائته بتمعن بكل حرف لكن لفت نظره
إسم والدة سلوان
همس الاسم:"مِسك مؤنس القدوسي"
إستغرب قائلًا بحِيره:
مش معقول يكون فى تشابه أسماء للدرجه دي.
بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه،نظر للشاشة الهاتف ورأى إسم سلوان سُرعان ما رد عليها،سمع صوتها الذى شعر كأنه مخنوق قليلًا لكن قبل أن يسألها تحدثت سلوان:
جلال
أنا متأسفه إنى بتقل عليك،بس أعتبر ده آخر طلب مني ليك،بس مفيش قدامي غيرك ممكن يفيدني فى الطلب ده.
شعر جاويد بغصه قائلًا:
وأيه هو الطلب ده؟.
ردت سلوان:
فى قريه،او نجع هنا إسمه "الأشرف" كنت عاوزه أعرف مكانها فين.
لم يستغرب جاويد وسألها بفضول قائلًا:
والقريه أو النجع ده عاوزه تعرفى مكانها ليه؟.
تنهدت سلوان قائله:
أمر شخصي،من فضلك لو مش هتعرف مكانها أنا ممكن ...
قاطع جاويد حديثها قائلًا:
لاء ليا صديق من القريه دى،وسهل أسأله على مكانها فين.
تنهدت سلوان براحه قائله بإختصار:
تمام هنتظر منك إتصال تقولى مكان البلد دى فين،سلام.
أغلق جاويد الهاتف ووضعه على المكتب الآن تأكد مما هو مذكور بالملف، سلوان لديها نصف ينتمي لهنا بالأقصر، بنفس اللحظه وشعر بحِيره، عقله بدأ يفهم معنى قول تلك العرافه التى قالت له قبل أيام :
الدايره بدور عشان تلتقى وتنسجم نهاية الماضى مع بداية الحاضر والمستقبل.
منزل القدوسى
إنزوت مِسك بغرفتها منذ أن عادت الى المنزل، جلست فوق الفراش تقضم أظافرها تشعر بثوران يسري بجسدها، مازال منظر صعود إمرأه الى سيارة جاويد يُطارد عقلها، بداخلها شعور سئ للغايه يُحدثها عقلها بتسأول:
مين اللى ركبت العربيه جنب جاويد من شكل حجابها وهدومها العصريه إنها بندريه،ويمكن مش من إهنه.
جاوب قلبها بخداع لنفسها:
أكيد زى ما جالت حفصه، يمكن واحده ليها شغل إمعاه، بس ليه ركبها معاه فى العربيه ليه متقابلش إمعاها فى مكتب،وكمان كأنه كان مستنيها... يمكن زبونه وجابلها صدفه وعرض يوصلها ذوق منه، أو.. أو..
تفسيرات عقلها يُفسر الأمر وعكسه وقلبها تائه بعشق تغلغل وإمتزج بكل عصب بجسدها أصبح هوسًا تخشى من لحظه تستطيع أخرى أن تستحوز على عقل جاويد، وتُبدد حقها بالزواج منه، لديها شبه يقين جاويد يعلم بمكنون قلبها وهو الآخر يبادلها نفس المشاعر لكن يحتفظ بها بخفاء فى قلبه بالتأكيد سيأتي يومًا ويبيح بذالك المكنون.
إهتدى عقلها وقلبها لسلام كاذب، جاويد من حقها فقط هى الأجدر بنيل القُرب منه.
بنفس اللحظه دخلت الى الغرفه صفيه مُبتسمه تسأل:.
مِسك، مالك اكده من وقت ما رجعتى من مع حفصه دخلتي لأوضتك ومخرجتيش منها حتى الوكل جولتى للخدامه مش چعانه... ونايمه إكده ليه، أوعى تكوني مرضانه ومخبيه علي.
إعتدلت مِسك جالسه على الفراش تتنهد بضجر قائله:
لاه يا ماما أنا زينه بس حاسه بشويه إرهاق إكده،يمكن من اللف فى المحلات مع حفصه الفتره اللى فاتت.
جلست صفيه جوارها على الفراش ونظرت لها بتمعن قائله:
لاه من ده السبب يمكن زعلانه عشان حفصه أصغر منيكِ وأها خلاص هينكتب كتابها بس متجلجيش الوليه الغجريه اللى سوت العمل آخر مره جالت لى إن العمل ده مفعوله جوي جوي،وأن فى بشرى چايه عن جريب(قريب)بس هيكون فى مرتبط بچواز، فانا جولت نقرب البعيد ونقدم كتب كتاب أمجد وحفصه أهو برضوا كتب الكتاب نص چواز...تعرفى أنا جولت للغجريه لو صدج حديتها هيكون ليها مكافأه كبيره ميني،حتى لو طلبت ميني ميت الف چنيه،طمعتها عشان تعمل العمل بضمير، ويچيب مفعول بسرعه.
تنهدت مِسك قائله:
يارب يچيب مفعول وميبجاش زى اللى جبليِه، انا عيندي شك من الأول فى الوليه الغجريه دى، مفيش عمل من الاعمال اللى سوتها جبل إكده چاب نتيچه.
تنهدت صفيه قائله:
لاه الغجريه مش خرفانه، يُسريه هى اللى حويطه حبتين وعارفه تحاوط على ولادها، مشفتيش الحچاب اللى بصدر چاويد عالدوام لابسه، يمكن حتى وهو نايم، اكيد فيه تعويذه خاصه لما جولت للعرافه عليه جالتلى لو قدرت أجيبه لها وجتها هيبجي سهل تعمل العمل عليه تتحكم فى جلبه، بس كيف ما جولتلك مش بيقلعه من رجابته.
تنهدت مِسك بهدوء قائله:
لاه أكيد بيقلعه شوفته مره كان قالعه وسايبه على الكومودينو اللى جنب سريره
نظرت لها صفيه بـ خيبه قائله:
خايبه طب كنتِ هاتيه.
ردت مِسك بتفسير:
كنت هجيبه وخلاص يدي كانت عليه بس حفصه دخلت الأوضه وأنا كدبت عليها وجتها إنى دخلت للأوضه أچيب لـ مرات خالي الخلاجات اللى مش نضيفه.
تنهدت صفيه بسؤال:
وحفصه صدجتك بسهوله إكده.
ردت مِسك: إنت عارفه حفصه بتصدج حديتي دايمًا ده حتى ممكن أجول لها تجيب الحچاب ده بأى حچه.
تسرعت صفيه بالنهي قائله:
لاه أوعاكِ،حفصه لسانها زالف ممكن يزلف جدام يُسريه وتاخد حرصها،وأها إحنا مستنين نتيچة العمل اللى دسيته فى قلب المرتبه تحت راس جاويد كيف ما الغجريه جالتلى،بس هى كانت جالتلى بلاش أستعچل النتيجه هتاخد وجت.
تنهدت مِسك بنرفزه قائله:
هتاخد وجت قد أيه،أنا بجيت بخاف يا ماما إن فى لحظه واحده تضحك على عقل جاويد وتلهفه ميني،بالك بعد العصر لما كنت مع حفصه بنجيب الفساتين،شوفت واحده ركبت العربيه چار جاويد بس مشفتش وشها كانت بضهرها ليا ولما سألت حفصه عنيها جالتلى يمكن زبونه عينديه.
للحظه إنخضت صفيه متسأله:
غريبه فعلًا ،بس إنت مخدتيش بالك من وشها يمكن زبونه أچنبيه.
ردت مِسك:
لاه مش أچنبيه،فى زبونه أچنبيه هتبجى لابسه حجاب على راسها،وكمان من نوعية لبسها دى بندريه بتلبس زيي أنا وحفصه إكده،حتى الطقم اللى كانت لابساه أنا كنت أختارت زيه لـ حفصه وبعد ما كان عچبها جالتلى لاه لونه مش داخل مزاچها،أنا خايفه يا ماما الوليه الغجريه دى يطلع كل كلامها وأعمالها فشنك،وفى الآخر جاويد...
قطعت مِسك حديثها لم تستطيع حتى تكملة الجمله خشية أن يحدث حقًا تكهُنها.
كذالك صفيه التى قالت بلهفه وتسرع:
لاه أنا من باكر هروح للوليه الغجريه دى وأجول لها عالحديت ده،لو هى واحده بتنصب خايه عليه تشوف طريجه تبعدها عنيه.
. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صلاح
بغرفة النوم
رفع صلاح الوساده ثم
إتكئ بظهره عليها ينظر لإنعكاس يُسريه وهى جالسه أمام المرآه تُمشط شعرها الأسود إبتسم قائلًا:
شعرك لساه غجري أسود كيف الليل.
وضعت المشط بين خصلات شعرها تفرده قائله:.
لاه الليل بدأ يغزيه النور، فى خصلات شابت منه أهى.
نظر صلاح لتلك الشعيرات التى فردتها أمامه رأى بها لون المشيب، لكن قليله تلك الشعيرات حتى أنها لا تلاحظ الإ بالتمعُن،إبتسم قائلًا:
أنا فاكر أمي الله يرحمها لما شعرها بدأ يبشيب كانت بتجيب الحِنه من عند العطار وتحني شعرها.
إبتسمت يُسريه قائله:.
أنا كُمان فاكره كذا مره كنت أنا اللى بحط لها الحِنه على راسها،ولما سألتها فى مره جالتلى،الشعر الشايب بيضعف النضر (البصر)،بصراحه وجتها عقلى إتحير إيه علاجة الشعر بالنضر حتى سألت أمى وجتها هى كُمان كان شعرها بقى شايب وإبيض منه جزء كبير،جالتلى إن كان الناس الكُبار بيحنوا شعرهم الأبيض عشان خايفين يأثر على عنيهم،بس دى خُرافه أو بدعه،إن الشعر الأبيض لما الهوا يطيره على عنيكِ بيبجى شفاف فمش بتشوفيه وبيطرف عنيكِ،عكس الشعر الاسود او الأصفر بعد الحِنه اللون بيخليكِ تاخدى بالك منيه وبتبعديه عن عنيكِ جبل ما يطرفها .
تنهد صلاح بحزن:
أمى كانت موسوسه زياده عن الازم ومحدش إتحمل طباعها ومشي على هواه غيرك،كانت تجولي:
بالك يُسريه عيندي أعز من صفيه بت بطنى بتهاودني دايمًا بدعي ليها وأنا ساجده ربنا يراضيها ويرضى عنيها ويرزجها بِر ولادها.
نهضت يُسريه من وذهبت الى الفراش وتمدد جوار صلاح قائله:
لما أتجوزتك أمى جالتلى خالتك عاشت عمرها مغلوبه على أمرها بس هى مش إكده هى مشيت بكلمة "حاضر" مش بتعارض بشئ خليكِ فى ضلها كل اللى تجولك عليه جولي ليها طيب وحاضر بالك كلمة حاضر بتعيش صاحبها فى راحه عالاجل مش بيفوت اللى يضايجه،الكلمه الطيبه فى وجت الشر بتهدي الأعصاب، چوز خالتك صحيح طبعهُ جاسي بس خالتك بتسمع حديته مش عشان معندهاش شخصيه لاه عشان راضيه بقدرها.
شعر صلاح بغصه قائلًا:
وإنتِ عمرك ما فى يوم وجفتى جدام أبوي وإتحملتى طباعهُ الجاسيه،كنتِ راضيه أنا كنت بعشجك يا يُسريه من جبل ما نتچوز كنت عارف إن صالح بيضايجك أوجات كتيره وكنت عتصديه ويمكن جبلتي بالچواز مني عشان إكده تتچنبي غلاسة صالح،لما تبجي مرت أخوه هيبعد عن طريجك،بس الطبع غلاب وصالح فضل يضايجك لفتره من غير ما يراعي إنك مرت أخوه وهو اللى المفروض يكون حامي لـ شرفك إنتِ خابره إنى بعد أبوي ما مات أنى انا اللى طلبت من صالح بيبع لى نصيبه فى الدار،واشتريته منيه بضعف تمنه عشان يبعد بشرهُ عنينا إحنا وولادنا.
تنهدت يُسريه قائله:
صالح طول عمره منزوع منيه الأخلاق والشرف،بس متزعلشي مينى يا صلاح،السبب فى ده ضعف شخصيه خالتي الله يرحمها،الأم لازمن تكون جويه فى تربية ولادها وتوجهم للصواب،صالح ورث طِباع كتير من چوز خالتي،يمكن چوز خالتي مكنتش عينيه فارغه عالحريم كيف صالح،بس التنين إتشاركوا فى طبع جسوة وچبروت القلب،إنت خابر إنه جتل مرته أم زاهر وكلنا دارينا على جريمته وشاركناه فى الوز ده،كان بيصعب عليا زاهر جوي وخوفت إنه يورث طِباعه وكنت بحاول أبعده عن ولادي بس فى الحجيجه زاهر إنظلم كتير كان أوجات كتير بيصعب علي وأخده فى حضني احاول أغفر عن الوز اللى ساعدت فيه لما سكتت عن چريمة صالح اللى كان يستحق عليها الأعدام،صالح الطمع والفجور أتوغلوا وأمتزجوا بجوا هما عصبهُ اللى بيزيده فى طغيانه، حتى رغم أنه عمرهُ كِبر والمفروض يتوب عن الطِباع المُنحطه دى بجي،بس هو ماشى فى طريج مزينه له شيطانه،كل يوم برچع وش الفجر بيتمطوح من الهباب والحرام اللى بشربه...أنا كل يوم بحمد ربنا انه خرج من الدار إهنه وبعَد عنينا بلعنته.
تنهد صلاح بآسى مُعترفًا:
أبوي فعلًا هو اللى ساهم فى زيادة شر صالح كان بيتغاضى عن أخطاؤه وبيطمسها، وده اللى حاولت أتجنبه مع ولادنا رغم إنك إنتِ اللى كنتِ مسؤوله عن تربيتهم معظم الوجت،وهما كُمان الحمد لله التنين كان براسهم هدف يوصلوا ليه،فاكره جواد لما چاله چواب التنسيق بتاع چامعة الطب فى القاهره وجتها كنت مُعارض جولت هيتلم على أخوه جاويد اللى بيدرس فى كلية الأقتصاد والعلوم السياسيه وهيبجوا بعيد عن عينيا التنين ومصر بحورها غويطه والتنين مطمع،بس التنين مكنش فى دماغهم غير دراستهم وبس،وجاويد كمان كان عنده هدف يوصله يحول شهرتنا فى صناعة الفخار لـ مصنع كبير وبدأ فعلًا أخد قرض من البنك بضمان حتة الأرض بتاعتك اللى ورثتيها عن چوز خالتي وبدأ باول مصنع قبل ما يخلص دراسته كان المصنع صيته كبير وإتعامل مع بازارات مشهوره إهنه وفى أسوان كمان وبدأ ينشأ مصنع وراء التاني بمجهوده،بس فى حاجه ملاحظه الفتره الاخيره على جاويد.
شعرت يُسريه بـ فخر تذكرت حين طلب منها جاويد أن تُعطي له اوراق ملكيتها لقطعة أرض صغيره كانت تمتلكها سألته لما عليه أخذ قرض من البنك بضمان أرضها هي ومن السهل أن يأخذ من إرث أبيه قال لها،"أنا عندي شك إن أساس الإرث ده حرام،وانا مش عاوز أبدأ مستقبلي بمال مشكوك فى مصدره"...وقتها طاوعته مُرحبه بطموحهُ.
تسألت يُسريه:وأيه اللى ملاحظهُ على جاويد فى الفتره الأخيره.
تنهد صلاح ببسمه:
بجاله كم يوم إكده بيسيب شُغله من بعد العصر معرفيش بيروح فين، حتى سالته جالي أشعال بيخلصها.
ردت يُسريه ببساطه:
طب ما أهو جالك أشغال أهو.
إبتسم صلاح قائلًا:
أشغال أيه دى اللى هيدريها عني، كمان كذا مره موبايله رن جدامي، وكان بيستأذن منى ويبعد عنى يرد عليه ولما يرچع يحولى نتحدت بعدين لازمن أخرج دلوك... مش خابر ليه حاسس إن فى حاچه هو مداريها وهيفاجئنا بيها عن جريب.
تسألت يُسريه:
وإنت عندك شك بالحاچه اللى هتظن أنه هيفاچئنا بيها؟.
رد صلاح:
جاويد هيتجوز.
إستغربت يُسريه من ظن صلاح قائله:
ودى فيها أيه يفاجئنا هو شاب ولازمن هيتجوز.
رد صلاح يشعر بتوجس قائلًا:
مش مفاجأه إن جاويد يتجوز، المفاجأه مين اللى هيتجوزها جاويد، عيندى يقين إنها مش هتكون
"مِسك".
إزدرت يُسريه ريقها تشعر بتوجس هى الأخرى قائله:
كل شئ نصيب، أنا عرضت عليه مِسك أكتر من مره وهو كان بيجول لاه هى كيف حفصه زى أخته.
شعر صلاح بتوجس قائلًا:
ما أنا عارف رد جاويد على مِسك انا بنفسى لمحت له كذا مره وكان بيتهرب ميني،بس صفيه أختي عينديها أمل كبير ولمحت كذا مره إن مِسك بيچيها عِرسان وهى بترفضهم.
ردت يُسريه بحسم:
انا كمان حاسه بإكده وعشان إكده كنت عاوزه آجل كتب كتاب حفصه شويه،صفيه من البدايه فى دماغها" البدل"
حفصه لـ أمجد
ومِسك لـ جاويد
بس هى بدأت باللى تعرف تسيطر عليه أمجد
وحفصه، عشان إحنا ناخد الخطوه التانيه
ونطلب مِسك لـ جاويد، بس النصيب هو اللى هيحكم فى النهايه مش بيدنا شئ.
ـــــــــــــــــ ******
بعد منتصف الليل بالمشفى
خلعت إيلاف مِعطفها الأبيض وعلقته وهى تنظر الى تلك الممرضه قائله: دى أول نبطشية سهر ليا فى المستشفى، حاسه بإرهاق كبير يا "وفاء".
ردت وفاء:
فعلًا الليله كان الشغل الليلى بالمستشفى كتير، بالذات حالات التسمم اللى جات لينا عالمسا عيله بأكملها إتسمموا بسبب الآكل الفاسد، بس الحمد لله إنتِ والدكتور جواد قومتوا بالعلاج بسرعه وكلهم بقوا بخير، عالصبح هيخرجوا من المستشفى.
ردت إيلاف بتسأول:
مش غريبه شويه إن عيله كلها تتسمم.
ردت وفاء:
لاه مش غريبه،الست قالتلى إن الوكل كان بايت وهى نسيت تغليه ولما جه المسا كان فسد ويمكن كانت سايباه مكشوف وحاچه بخت فيه،ربنا قدر ولطف بيهم.
علقت إيلاف معطفها الابيض على علاقه خشبيه خلف باب الغرفه قائله:.فعلًا ربنا لطف بيهم،بس هلكنا معاهم،دلوقتى مش عارفه بقى بصفتك من هنا هلاقى موصله توصلني،لـ بيت المغتربات اللى ساكنه فيه.
ردت وفاء :
لاه إطمنى يا دكتوره هتلاجي موصله الأقصر زى القاهره مش بتنام هنا السواح بيسهروا للصبح،بس الأچره بجى فى الوجت ده سياحيه .
قطبت إيلاف حاجبيها بإستفسار قائله:
قصدك أيه بالأجره سياحيه؟.
ردت وفاء ببسمه:
جصدى أچره هتبجى مضاعفه فى عشره،زى السواح،يعني ممكن سواج التاكسي يجولك هاتى ميت إچنيه.
إستعجبت إيلاف قائله:
كم!
انا كده مرتبى مش هيتحمل نبطشيتين سهر بعد كده،أمال إنتِ بتروحي إزاي؟
ضحكت وفاء قائله:
لاه أنا ساكنه إهنه فى عماره قريبه من المستشفى باخدها مشي.
إبتسمت إيلاف مازحه:
يبقى أنا كمان بقى آخدها مشي لحد بيت المغتربات،المسافه مش بعيده ساعه بس مشي.
ضحكت وفاء قائله:
أنا كنت زيكِ إكده لما كنت عايشه فى دار حماتي،كان مرتبي كله ضايع على أچره موصلات أيام النبطشيات.
إبتسمت إيلاف متساله:
آه يعني إنتِ بدلتي السكن عشان أجره الموصلات.
ردت وفاء:
لاه والله السبب حماتى ربنا يصبحها بنيتها بجى.
إستغربت إيلاف قائله:
قصدك أيه بحماتك السبب.
ردت وفاء:
حماتي ربنا يسامحها،ست شديده جوي،مكنتش مرتاحه إمعاها فى دار العيله وإتوقفت أنا جوزي عالطلاق أكتر من مره،بس أنا معايا ولد وبنت آخر مره طردتنى من دارها حِلفت إنى مش راجعه دارها تانى ،بس چوزي صِعب عليه العيال يتشردوا لو سمع حديت أمه وطلقني كيف ما كانت رايده،وبعت يصلحني،بس أنا إتشرطت عليه لو عاوزنى أنا العيال يبجي نبعد عنيها إن شاله نسكن فى عِشة فراخ،وسكنا إهنه فى عماره قريبه من المستشفى،هو كمان موظف فى شركة الكهربا،ومرتبه على مرتبي معيشنا كويس وإرتاحنا حتى العيال نفسيتهم إرتاحت،واللى كنت بصرفه عالموصلات بدفع بيه جزء من أيجار الشجه،وباخد نبطشيات بالليل كتير عشان بيبجي فيها حوافز أكتر من نبطشيات النهار.
إبتسمت إيلاف قائله:
ربنا يرزقك،ويهدي حماتك.
ردت وفاء:
آمين ويسترك يا دكتوره شكلك بنت حلال .
شعرت إيلاف بغصه لكن رسمت بسمه قائله:
بس أنا دلوقتي لازم أشوف تاكسي يوصلنى وأمري لله فى المرتب اللى هيطير من قبل ما أقبض أول قبض.
ببنما فى غرفة جواد
وضع يديه حول عُنقه يقوم ببعض الإيماءات كى يفك ذالك التيبُس الذى يشعر به وتثائب بآرهاق وهو يخلع مِعطفه الأبيض ثم علقه قائلًا:
خلاص مبقتش قادر أفتح عينيا أكتر من كده،وبكره عندى عمليه المسا ولازمن أبجى فايج،أروح الدار أمدد جسمي.
علق جواد معطفه ثم مد يده على المكتب وأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج من الغرفه
أثناء سيرهُ بالممر الخارجي للمشفى تقابل مع إيلاف وتلك الممرضه،إبتسم لهن ونظر لـ إيلاف مُتسألًا:
إنتِ لسه فى المستشفى يا دكتوره،مع إن ورديتك المفروض خلصت من ساعه ونص.
ردت إيلاف:
فعلًا ورديتي خلصت بس واجبي الطبي هو اللى فرض نفسه عليا.
إبتسم جواد لها لاحظت الممرضه بسمة جواد فقالت بخباثه:
فعلًا الدكتوره تعبت جوي الليله فى النبطشيه، ودلوك، هتتعب على ما تلاجي مواصله توصلها لمكان سكنها، إنت مش معاك عربيه يا دكتور ما توصلها فى سكتك وينوبك ثواب.
نظرت إيلاف لـ وفاء بذم وكادت ترفض.
لكن سبق حديثها جواد قائلًا:
أيوا معايا عربيه، ومكان سكن الدكتوره فى سكتي وأنا راجع للبيت، ويشرفنى اوصلها.
تعلثمت إيلاف قائله:
لاء انا هاخد تاكسي يوصلنى.
ردت وفاء:
وتاخدي تاكسي ليه والدكتور قال إن سكنك على طريقه، وفري أجرة التاكسي لمره تانيه.
كادت إيلاف أن ترفض لكن تحدثت وفاء:
أنا كمان هركب مع الدكتور، أنا مش كمان حاسه بأرهاق شديد مش هقدر أمشي المسافه من المستشفي للعماره اللى ساكنه فيها.
على مضص وافقت إيلاف وذهبت مع وفاء الى مكان ركن سيارة جواد
كادت إيلاف أن تصعد للمقعد الخلفي للسياره لكن سبقتها وفاء قائله:
لاء خلينى أنا أركب فى الكرسي اللى ورا عشان إمعايا شوية مستلزمات للبيت كنت شرياها...هحطها عالكرسى جنبي.
بخجل صعدت إيلاف الى المقعد المجاور لـ جواد الذى قاد السياره،ظل الصمت قليلًا الى ان تجاذبت وفاء الحديث مع إيلاف عن بعض أمور المشفى،كان جواد صامتًا يستمع لهن فقط الى أن طلبت منه وفاء التوقف أمام العماره التى تقطن بها،ترجلت من السياره مُبتسمه وشكرت جواد قائله:
شكرًا يا دكتور،تصبحوا على خير.
أماء لها جواد برأسه صامتًا،بينما ردت إيلاف عليها:
وإنت من أهل الخير.
عاود جواد قيادة السياره،ظل الصمت لدقائق الى أن فجأه شعرت إيلاف برجه قويه وكادت تُصدم رأسها بتابلوه السياره،نظرت لـ جواد قبل أن تتحدث إعتذر جواد قائلًا:
آسف ده مطب عالطريق معرفشى ليه دايمًا بنسى مكانه.
ردت إيلاف وهى تلتقط نفسها قائله:
فى حاجه إسمها بتنسى،لازم تنتبه للطريق كويس.
رد جواد:
فعلًا،عالعموم متآسف.
ردت إيلاف بحياء:
لاء محصلش حاجه،بس إبقى إنتبه بعد كده إن فى مطب عالطريق،ولازم تهدي سرعة العربيه وإنت معدي من عليه.
إبتسم جواد يومئ برأسه لها بموافقه،ظل بينهم حديث مُقتضب من ناحية إيلاف،بينما جواد إستمتع بالحديث معها الى ان توقف بالسياره الى أمام دار المغتربات.
وضعت إيلاف يدها فوق مقبض باب السياره ونظرت لـ جواد قائله:
متشكره يا دكتور،تصبح على خير.
رد جواد:
العفو يا دكتوره،وإنتِ من أهل الخير.
ترجلت إيلاف من السياره،وتوجهت الى باب الدار،وقامت بقرع جرس الباب ووقفت قليلًا الى أن فتحت لها إحدى النساء العاملات بالبيت،لكن لفت بصرها على وقوف سياره فخمه أمام البيت،لم تسير الا بعد دخول إيلاف الى داخل الدار،هزت رأسها
لـ جواد الذى لم يأخذ باله،لاحظت ذالك أيضًا مديرة الدار،كذالك رأت سياره أخرى سارت خلف سيارة جواد.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالي
صباحً
فتحت سلوان عينيها تشعر بآرق بسبب نومها المُتقطع بليلة أمس، بسبب هاتف والداها وإخباره لها عن موافقته على طلب إيهاب الزواج منها، هذا مستحيل، لن يتم.
تمطئت قائله:
متأكده إن بابا عمره ما هيجبرني على شئ انا رافضاه هو بس متعصب منى،بس لما هرجع للقاهره هعرف أتفاهم معاه،بس دلوقتي لازم أزور قبر ماما قبل ما أرجع للقاهره تاني،أما أتصل على جلال أسأله عِرف مكان البلد دى من صاحبه؟.
فتحت هاتفها لكن نظرت الى ساعة الهاتف الوقت لازال باكرًا،للحظه ترددت فى الإتصال على جلال،قائله:
الوقت لسه بدري أوي،ويمكن زمانه نايم.
زفرت نفسها بآرق،لكن قالت:
هو سبق قالى إنه بيصحي بدري،يمكن يكون صاحي،وبصراحه أنا مبقاش عندي صبر،وبابا لو طولت عليه أكتر من كده ممكن الحيه دولت تملى دماغه من ناحيتى وتخليه يجبرنى أقبل طلب أخوها لأيدي.
بلحظه قررت سلوان مهاتفة جلال... وقفت تسمع رنين الهاتف
على الجهه الأخرى
كان جاويد مازال نائمًا وأستيقظ على رنين هاتفه
رفع رأسه من فوق الوساده ونظر ناحية الهاتف،وتثائب وهو يجذب الهاتف،فتح عينيه ينظر لشاشته إبتسم كما توقع من التى تتصل عليه بهذا الوقت الباكر،المده القصيره التى عرف بها سلوان عرف أن بها صفة التسرُع،فتح الهاتف وقبل أن يرد سمع قول سلوان المتلهف:
صباح الخير.
إبتسم جاويد بخباثه وقام بالرد عن قصد منه:
صباح النور يا حبيبتي.
إستغربت سلوان رد جلال،وبعدت الهاتف عن أذنها ونظرت لشاشته تتأكد من هاتفت.
تأكدت أنها هاتفت جلال،وضعت الهاتف مره أخري على أذنها،قائله بنبرة إرتباك:
جلال أنا آسفه إن كنت أزعجتك وصحيتك من النوم بدري.
أبتسم جاويد قائلًا بتلاعُب:
لاء، مفيش إزعاج انا كنت صاحى
آسف كنت برد على أختي.
تعلثمت سلوان قائله:
لاء مفيش مشكله،المهم إنت كنت قولتلى ليك صديق من البلد اللى إسمها الاشرف دى وصفلك مكانها فين بالظبط؟
رد جلال:
أيوا،انا حتى روحتها قبل كده.
إنشرح قلب سلوان قائله بحياء وترقُب:
طب كويس ممكن توصف لى مكانها فين؟.
إبتسم جاويد بمكر قائلًا:
لو وصفت لك مكانها مش هتعرفى توصلى ليها أنا عندي شوية مشاغل ممكن أخلصها عالعصر ونتقابل أوصلك للبلد دى،بدل ما تتوهي.
ردت سلوان بتسرع:
لاء بعد العصر مش هينفع،قولى إنت مكانها وأنا أخد تاكسي يوصلني.
رد جلال :
ممكن سواق التاكسي ميعرفش البلد دى،أنا ممكن أوصلك.
شعرت سلوان بإنشراح قائله:
طب وشغلك،هتتأخر عليه.
رد جلال:
لاء قدامي وقت نص ساعه وهكون قدام الاوتيل، بس إنتِ بلاش تتأخري.
إبتسمت سلوان قائله:
لاء هتوصل تلاقينى بتنظرك قدام باب الاوتيل،سلام عشان معطلكش.
أغلقت سلوان الهاتف تشعر بغصه لا تعلم سببها او تعلم السبب لكن لا تريد التفكير فى كيف سيكون إستقبال جدها لها لم تفكر كثيرًا بهذا بعد قليل ستعرف ذالك...لكن عاد رنين صوت جلال حين
قال "صباح الخير يا حبيبتى"
أشعلت الجمله وهج خاص بـ قلبها للحظه تمنت أن يقول تلك الجمله لها هي...
وضعت يدها على قلبها تشعر بزيادة خفقان بررته أنه مجرد أمنيه لا أكثر.
بينما جاويد اغلق الهاتف ونهض من على الفراش يشعر بشعور خاص ومُميز،تمنى فعلًا لو يرى سلوان جواره حين يفتح عينيه صباحً،وضع الهاتف على طاوله جوار الفراش وبرأسه إتخذ القرار الذى أصبح يُريده قلبهُ،لا خُرافات تلك العرافه.
...... ــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بسيارة جاويد
أخفى جاويد معرفته، بأمر سلوان
نظر لـها يتسأل:
إنتِ تعرفي حد من البلد اللى دى؟ قرايب ليكِ راحه تزوريهم.
إرتبكت سلوان قائله بنفي:
لاء... دول قرايب صديقه ليا طلبت منى أزورهم.
بعد قليل
أمام تقاطع لطريق ترابى،توقف جاويد بسيارته،لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه،رد عليه بتمثيل قائلًا:
تمام نص وأكون عندك.
أغلق جاويد الهاتف ونظر لـ سلوان قبل أن يتحدث تحدثت سلوان:
آسفه إنى عطلتك،بس ممكن بس توصلني لاول البلد دى وأنا هسأل بعد كده على الناس اللى عاوزاهم فى قلب البلد،وروح إنت لشغلك.
رد جاويد بمراوغه:
لاء مش لازم الشغل لو مروحتش مش هيجري حاجه،ممكن تتوهي فى البلد دى ومين هيوصلك وإنت راجعه.
ردت سلوان:
لاء متخافش مش هتوه البلد شكلها صغيره،ووأنا راجعه ممكن أطلب من أى حد من اللى رايحه أزورهم يوصلنى للاوتيل.
حاول جاويد المراوغه لكن أصرت سلوان على ان يعود لعمله ويتركها هى ستتدبر أمرها.
إمتثل جاويد لطلبها بتمثيل مُرغمًا قائلًا:
تمام إحنا وصلنا لأول طريق البلد دى،هخلص شغلى بسرعه وأتصل عليكِ لو مكنتيش رجعتى للاوتيل هاجى لك هنا اوصلك للاوتيل.
ردت سلوان:
تمام،بشكرك.
إبتسم جاويد قائلًا:
على أيه كفايه إنى مش هوصلك لقرايب صديقتك.
ردت سلوان:
لاء كفايه وصلتنى لحد هنا،يلا بلاش تعطل نفسك أكتر.
إبتسم جاويد لها
ترجلت سلوان من السياره وقفت الى ان غادر جاويد
توجهت الى الطريق الذى أشار لها عليه جاويد أن آخر هذا الطريق الترابي بداية البلده
وقفت قليلًا سلوان تنظر أمامها للحظه تراجعت وكادت تعود،لكن سمعت إمرأه تصعد بعض السلالم الجيريه التى تنحدر الى ذالك المجرى المائى المجاور للطريق تقول لها:
"خدي بيدي يا بتِ".
وقفت سلوان للحظات تنظر لها برهبه وتردد ،لكن عاودت المرأه نفس القول برجاء أكثر مما جعل سلوان تقترب منها وأمسكت إحدي يديها،تساعدها على صعود بقية السلالم...الى ان وصلت لنهايه السلم،وقفت المرأه تلتقط نفسها،قائله بلهجه صعيديه لكن فهمت سلوان من قولها:
قدركِ على بُعد خطوه واحده رِجلك تخطيها ،بعدها كل خطوه هتمشيها عالأرض هنا بتقرب بينك وبين وِلد الأشرف، المستقبل مش هعيد الماضي، الحاضر العشق زاد و زواد القلوب...القدر بيشد صاحبه على أول طريق النصيب.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضام لجروب الواتساب اضغط هنا
تابعى صفحتنا على الفيسبوك عشان تبقى اول واحدة تقرأ البارت اول ما ينزل
صفحتنا على الفيسبوك من هنا