رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 8 و 9 بقلم سعاد محمد
رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 8 و 9 هى رواية من كتابة سعاد محمد رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 8 و 9 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 8 و 9 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 8 و 9
رواية شد عصب سامية وجواد الفصل الـ 8 و 9
بمكان واسع قريب من طريق البلده
توقف جاويد بسيارته وترجل منها سريعًا يقترب من تلك السياره الأخرى التى ترجل سائقها منها قائلًا:
المفاتيح فى الكونتاك.
نظر جاويد له قائلًا:
تمام خد إنت العربيه التانيه وإرجع بيها للمصنع.
صعد جاويد للسياره الأخرى وقادها سريعًا عائد بإتجاه طريق البلده عيناه على جانبي الطريق تنهد براحه حين رأى سلوان من ظهرها لكن إستغرب حين رأها تمشي جوار إمرأه تتكئ عليها رغم أن لديه فضول معرفة من تلك المرأه لكن حافظ على مسافه بعيده قليلًا عنهن.
بينما سلوان توقفت للحظه بسبب حديث تلك المرأه ونظرت لها بإستغراب قائله بإستفسار:
حضرتك تقصدي أيه مش فاهمه معنى كلامك، ومين وِلد الأشرف ده!؟.
تنهدت المرأه قائله:
لكل سؤال أو فِعل رد والزمن كفيل بالرد المناسب.
كل سؤال ليه جواب هيظهر مع الوجت بلاش تتسرعي دلوك.
لا تعلم سلوان سبب لمساعدتها لتلك المرأه لكن بقشعريره تعلم سببها هى تلك المرأه التى يظهر فقط عينيها من أسفل ذالك الوشاح الابيض الملفوف حول رأسها ويُخفي أكثر من نصف وجهها عينيها سوداء بكُحل فرعوني ،حدثها عقلها أن تبتعد عن تلك المرأه بالفعل حاولت سحب يدها من أسفل يد تلك المرأه لكن المرأه تمسكت بيدها قائله:
خلاص وصلت يا بتِ وصلنى بس لحد المصطبه اللى هناك ويبجى كتر خيرك.
نظرت سلوان الى المكان التى أشارت عليه تلك المرأه شعرت بثليج ورهبه يضربان قلبها حين رأت تلك المصطبه التى خلفها مباشرةً المقابر للحظه إرتعبت وإرتعش جسدها،لاحظت المرأه ذالك فقالت لها:
إهنه لينا أحبه سكنوا الديار قبلينا بس سكن فى جلوبنا لوعه وآنين مكانهم.
تدمعت عين سلوان وشعرت بوخزات قويه فى قلبها وهى تُساعد تلك المرأه تجلس على تلك المصطبه...لكن تحدثت لها المرأه:
تسلمي يا بتِ، إفتكري كلامي زين "النصيب بيتعقب صاحبه مهما حاول أنه يهرب منيه، المكتوب مفيش منه مهروب".
مازال حديث تلك المرأه يُثير إستغراب سلوان حتى شعرت للحظه أن عقلها جن كيف تصغي لحديث لتلك لكن حدثها عقلها أن تلك المرأه" عجوز خرِفه"
تهزي
شعرت المرأه أن سلوان تظنها تهزي،إبتسمت قائله:
فى دكان عمك "رضوان" هناك إسأليه وهو هيدلك عالمكان اللى بتريديه.. يا"خد الچميل".
للحظه سهمت سلوان صامته بدهشه، من ذالك الوصف والداتها كانت تُناديها به أحيانًا... نظرت لها رأتها تبتسم، لكن
للحظه إنشغل عقل سلوان بحديث المراه كأنها تسحرها كانت ستسألها كيف علمت ذالك الوصف لكن المرأه نظرت نحو سيارة جاويد التى تقترب منهن إبتسمت:
القدر بيتبع صاحبهُ كيف ضلهُ، روحي يا بتِ الخير اللى عملتيه فى يوم هيتردلك.
رغم إستغراب سلوان من أقوال تلك المرأه لكن بداخلها شعرت بتوجس ورهبه منها تزداد وفضلت أن تبتعد عنها حتى لا تُغفلها وتُصدق تخريفها.
تركت سلوان المرأه وسارت قليلًا،مازال يُشغل عقلها أقوال تلك العجوز، للحظه توقفت عن السير ونظرت خلفها مكان جلوس تلك المرأه، لكن تحولت نظرتها الى ذهول وهى تبحث بعينيها عن تلك المرأه التى إختفت دون آثر،تلفتت عينيها بكل إتجاه تبحث عن أثرها لكن كآنها تبخرت ليس لها آثر،شعرت برهبه قويه،وتيبس جسدها حتى أنها لم تشعر بذالك الشخص الذى يقترب من مكان وقوفها الا حين تحدث:
واقفه فى وسط الطريق إكده ليه،ومش واخده بالك إن فى عربيه چايه عليكِ وإنتِ واقفه،شكلك مش من إهنه من البلد.
إنخضت سلوان ونظرت خلفها بشهقه.
نظر لها الرجل قائلًا:
تبارك الله إنت حلوه جوي،واقفه إكده ليه فى نص الطريق.
إزدرت سلوان ريقها تُشير بيدها نحو المصطبه قائله:
كان فى ست قاعده هناك المصطبه فجأه إختفت.
نظر الرجل نحو المصطبه قائلًا:
أنا دُكاني قريب من المصطبه ومشوفتش حد كان جاعد إهناك،جولى لى إنتِ شكلك غريبه يمكن تايهه.
ذُهل عقل سلوان التى مازالت غير مستوعبه،لكن جاوبت:
أنا فعلًا مش من البلد،ومش عارفه أنا تايهه ولا لاء،أنا عاوزه أعرف فين بيت الحج "مؤنس القدوسى".
نظر لها الرجل بتمعن لكن قبل أن يتحدث آتت عليهم إمرأه تبدوا بمنتصف الآربعين قائله:
فى أيه يا" رضوان" واجف مع الصبيه الحلوه فى وسط الطريق إكده ليه، أوعى يا راجل تكون عينك زاغت وناويت تتجوز عليا... بس لو هتتجوز الصبيه الحلوه دى انا معنديش مانع.
إبتسمت سلوان قائله:
لاء يا مدام أنا كنت بسأل على بيت الحج مؤنس القدوسى.
نظرت لها المراه باسمه تقول بفضول:
حلوه منيكِ كلمة مدام دى،بس إنتِ عاوزه بيت الحج مؤنس ليه، هتشتري منيه
قُلل وأباريق، لاه إنتِ شكلك بندريه أكيد بتشربى ميه معدنيه فى الازايز النضيفه.
إبتسمت سلوان لها قائله:
لاء محتاجاه فى أمر خاص، واضح من كلام حضرتك إنك تعرفيه ممكن تدليني على بيته لو سمحتِ.
نظرت المرأه لـ رضوان قائله:
حلاوه وذوق يا رضوان يا خساره لو كان حدايا واد مكنتش طلعتك من البلد، ما تتجوزها يا رضوان شكلها عسوله ورقيقه إكده.
إبتسم رضوان قائلًا:
لاه عيندي ليها عريس مناسب بس مش يمكن هى متجوزه يا "محاسن".
جذبت محاسن يدي سلوان تنظر لهن بتمعن ثم قالت:
لاه الصبيه مش متجوزه مفيش فى يدها اليمين ولا الشمال دبله،بس جولى مين العريس اللى فى بالك.
رد رضوان:
والله الصبيه الزينه دى ما يليق بيها غير"جاويد الأشرف".
تممت محاسن على قول رضوان،بينما ضحكت سلوان التى شبه تناست أمر تلك المرأه الغريبه بسبب حديث هذان الزوجان بمزح معها،وقالت بمراوغه:
هو طالما مفيش فى إيديا دبله يبقى مش متجوزه
عادى جدًا.
للحظه تحير الزوجان وهما ينظران لبعض،وبخت محاسن رضوان:
مش تركز يا رضوان هى الرچاله كانت عميت عن الصبيه الزينه دى،أكيد متجوزه،يا خساره.
إبتسمت سلوان قائله:
لا خساره ولا مكسب ممكن تدلونى على بيت الحج مؤنس ويبقى كتر خيركم وعملتوا فيا ثواب أكتر من أنكم تجيبولى عريس.
ردت محاسن:
والله خساره ما كان يليق بيكِ غير جاويد الاشرف،بس النصيب عاد،تعالي إمعاي أوصلك لدار الحج مؤنس.
إبتسمت سلوان قائله:
يمكن نصيبه فى بنت أحلى مني...ومتشكره لخدمتك مقدمًا.
سارت كل من سلوان ومحاسن التى كانت تسأل سلوان بفضول منها بينما سلوان كانت ترد عليها بإفتضاب وإختصار الى أن وصلتا الى أمام منزل مؤنس...تحدثت محاسن:
دار الحج مؤنس أهى.
بحثت سلوان عن جرس المنزل حول إطار الباب،لكن لم تجده،نظرت لها محاسن قائله:
بتدوري على أيه يا زينة الصبايا؟.
ردت سلوان:
فين جرس الباب؟.
دفعت محاسن باب المنزل الحديدى الكبير قائله:.
چرس الباب چوه،إدخلي.
تعجبت سلوان لكن سبقت محاسن بالدخول
لكن توقفت للحظه وضعت يدها على قلبها تشعر بوخز قوي بقلبها تذكرت أن والداتها يومًا ما كانت تعيش هنا.
لاحظت محاسن وقوف سلوان إقتربت منها قائله:
وقفتي ليه... ومال وشك إتخطف إكده ليه ما تجلعى النضاره اللى واكله نص وشك الصبوح ده.
نفضت سلوان ذالك الشعور عنها و إبتسمت قائله:
مفيش،بس يمكن عشان أول مره أدخل بيت قبل ما صحابوه هما اللى يفتحولى الباب... والنضاره عشان الشمس والتراب بيتعبوا عينيا.
ردت محاسن: سلامة عيونك أكيد حلوه ويتخاف عليها من السمس والتراب، تعالى بلاش توقفى إكده،.
سارت سلوان خلف محاسن نحو باب المنزل الداخلى،كل خطوه تشعر كأن عصبها يتقلص ويمتزج بأوردتها يسيل.
وضعت محاسن يدها على جرس المنزل لكن قبل أن تدُق عليه فُتح باب المنزل وخرجت مِسك.
تجنبت محاسن منها الى جانب الآخر مقابل سلوان.
إقتربت مِسك من محاسن ورسمت بسمه باهته قائله بترحيب فاتر:
خالتي محاسن إزيك،منوره الدار.
ردت محاسن بفتور أيضًا:. الدار منوره بصحابها، فى ضيفه غريبه عن البلد كانت بتسأل على دار الحج مؤنس.
بنفس اللحظه نظرت مِسك لجهة سلوان تعجبت كثيرًا وتمعنت بالنظر لها هى نفس الفتاه التى صادفتها قبل أيام أمام محل الثياب،لم تكُن خيال كما ظنت بعد ذالك،شعرت ببُغض ناحيتها لا تعرف سببه،بنفس اللحظه آتت خلف مِسك صفيه تُنادي عليها حتى كادت تخرج من باب المنزل لكن توقفت عن الحديث حين رأت مِسك تقف مع محاسن وفتاه أخرى تُبعد وشاح رأسها عن وجهها،ثم خلعت نظارتها الشمسيه ونظرت لها ثم لـ مِسك التى رن إسمها بأذنيها برنين خاص.
ذُهلت صفيه حين وقع بصرها على وجه سلوان وهمست:
بنت مِسك!.
لكن إدعت عدم معرفتها ونظرت بترقُب لـ محاسن قائله:
نورتي داري يا محاسن.
ردت محاسن:
بنورك يا صفيه الحلوه دى بتسأل على عم الحج مؤنس.
ردت صفيه:.
الحج مؤنس مش إهنه،راح هو ومحمود أسوان هيشتروا طمي من هناك،ومش هيرجعوا غير عشيه.
تسرعت سلوان بالسؤال قائله:
يعنى أيه مش هيرجعوا غير عشيه،بكره يعنى.
ردت محاسن:
عشيه يعني بعد ادان العشا.
كذالك ردت صفيه سريعًا:
ويمكن يباتوا إهناك.
سأم وجه سلوان قائله:
طب لو رجعوا بكره هيرجعوا أمتى كنت محتاجه الحج مؤنس فى أمر ضروري.
ردت صفيه:
والله ما اعرف وقت رجعوهم،ممكن يرجعوا الصبح او المسا.
إنسرعت سلوان قائله:
بكره المسا!.
ردت مِسك:
أيوه لو محتاجه حاجه ضروري ممكن تقولى لينا عليها.
نظرت لهن سلوان لم تشعر إتجاههن براحه ووضعت النظاره على عينيها قائله:
لاء مش هينفع انا كنت محتاج الحج مؤنس فى أمر خاص،على العموم ممكن تدينى رقم موبايل الحج مؤنس وانا هبقى أتصل عليه وأخد منه ميعاد يكون موجود فيه.
قبل أن ترد إحداهن ردت محاسن:
نمرة موبايل الحج مؤنس مع رضوان ياريت كنا إتصالنا بيه قبل ما نجي لإهنه كنا وفرنا المسافه اللى ميشناها لإهنه.
نظرت صفيه لـ محاسن بـ عتاب فاتر:
إكده لاء عيب عليكِ يا محاسن الأبله تقول علينا أيه مبنرحبش بالضيوف،أهو حديتك ده نسانا نسأل الابله هى مين أو حتى إسمها أيه؟.
إرتبكت سلوان قائله:
إسمي سلوان،عالعموم متشكره لحضرتك أنا هاخد نمرة موبايل الحج مؤنس هتصل عليه وأشوف ميعاد مناسب يكون موجود فيه،عن أذنكم.
إستدارت سلوان نحو باب المنزل الخارجى وخلفها محاسن.
بينما نظرت مِسك لخروجهن من باب المنزل ثم نظرت لـ صفيه قائله:
ماما دى شبه ...
قبل أن تُكمل مِسك حديثها أومأت صفيه رأسها قائله:
عمتك مِسك...سلوان بنتها ،أنا فاكره إسمها سمعته من هاشم يوم چنازة عمتك...الأسم لساه بيطن فى وداني.
إندهلت مِسك قائله:
طب ودي أيه اللى جابها هنا مع إن علاقتنا بيها مقطوعه تمامًا...تفتكري جايه وعاوزه جدي فى أيه؟.
ردت صفيه:
أكيد چايه طمع أكيد أبوها اللى كان حتة مهندس فى شركة التليفونات يا دوب مرتبه بيكفيهم بالعافيه ويمكن أتجوز بعد عمتك ومعاه عيال تانيه وهي لعبت فى دماغها وجالت أروح اضحك على جدي واستعطفه يمكن تطلع منه بورث،بس ده مش هيحصل واصل.
تهكمت مِسك قائله:
ورث أيه اللى چايه عشانه مش شايفه منظر لبسها،دى هدوم ماركات غاليه حتى نظارة الشمس بتاعتها ماركه عالميه حتى البرفان بتاعها نفس ماركه أصليه،أنا وحفصه طلبنا من عالنت زيه، أعتقدفى سبب تانى.
نظرت صفيه لـ مِسك بحيره قائله:
ويا ترى أيه هو السبب التانى ده،اللى يخليها تجطع المسافه دى كلياتها من القاهره للـ ألاقصر.
ردت مِسك بتكهُن:
اولًا المسافه من القاهره للـ الاقصر مش بعيده زى حضرتك ما متخيله دى ساعة زمن بالطياره،ثانيًا يمكن هتتجوز مثلًا وحبت جدي يحضر فرحها مهما كان هو والد مامتها.
ردت صفيه:
تتجوز؟ بس دى إيديها الإتنين خالين،ومنين جالك إن غنى النفس باللبس الغالي ولا الرفانات والنظارات الماركات ،مش يمكن منظر او خدعه عشان منفكرش إنها جايه طمعانه.
إستوعبت مِسك رأى صفيه وقالت:
ممكن عالعموم انا لازمن أمشى دلوك عيندي حصه فى المدرسه وأما أرجع نبقى نتحدت فى موضع البلوه بت عمتى اللى ظهرت دلوك ليه؟.
إبتسمت صفيه قائله:
بالسلامه إنت والبلوه دى ربنا يسلم من شرها وشر طمع النفوس فى اللى فى يد غيرها.
....
سارت سلوان مع محاسن الى أن عُدن الى محل رضوان ودخلن إليه..نهض رضوان قائلًا:.
زين إنك متأخرتيش كيف عادتك يا محاسن،لساه التاچر اللى هنشترى منيه العدس قافل إمعاه الموبايل،وجولت لها ساعه وأكون عينديك آخد البضاعه.
نظرت محاسن بشرز مرح لـ رضوان قائله:.جصدك أيه يا راچل إنى بتعوق فى السكك.
ضحك رضوان قائلًا:
لاه،بس أنا خابرك من ناحية صفيه مبترتحيش لحديتها واوجات بتشدى جصادها.
ردت محاسن:
لاه متخافيش،أنا روحت مع الصبيه الحلوه إم اسم حلو زيها"سلوان"ملقناش الحج مؤنس فى الدار حتى المخفيه صفيه كلمتنا من عالباب ما جالت لينا إتفضلوا.
تذكر رضوان قائلًا:
آه فاتت علي دى انا كنت شايف الحج مؤنس ومحمود من بدري راكبين العربيه،ونسيت حتى الحج مؤنس شاورلى بيده.
نظرت محاسن لـ رضوان قائله:
ياريتك كنت إفتكرت قبل ما نروح الدار كنت وفرت علينا شوفة وش صفيه الإتم وكانت سلوان خدت منك نمرة موبايل الحج مؤنس.
نظر رضوان لـ سلوان قائلًا:
إسمك حلو ولايق عليكِ يا زينة الصبايا.
تبسمت له صابرين بخجل،بينما قالت محاسن:
واه بتعاكس الصبيه جدامي يا رضوان.
إبتسم رضوان قائلًا:
بعاكس مين يا ست الستات دى لو كنت خلفت كان زمان إمعاي عيال فى عمرها.
إبتسمت محاسن وشعرت بشجن فى قلبها قائله:
طب طلع موبايلك وإدي لـ سلوان نمرة الحج مؤنس.
اخرج رضوان هاتفه وقام بتملية سلوان رقم هاتف مؤنس دونته على هاتفها.
أغلق رضوان هاتفه قائلًا:.
همشى أنا بجي عشان متأخرش عالتاچر.
ردت سلوان:
أنا كمان أستأذن بس كنت عاوزه أسأل على موقف الباص هنا عشان أرجع للاوتيل فى الأقصر.
باص!
هكذا قالت محاسن بتعجب قائله:
موقف الباص اللى هو نفسه موقف الميكروباص،بس موقف الميكروباص عالطريق الناحيه التانيه للبلد.
إستغربت سلوان قائله:
هو فى طريق تانى للبلد.
ردت محاسن:
أمال إنتِ جايه فى أيه.
ردت سلوان:
شخص معرفه وصلني لحد بداية طريق الترعه اللى هناك دى وقالى إن الطريق ده هيوصلنى للبلد.
مصمصت محاسن شفاها قائله:
والصديق ده لما هو يعرف البلد ليه موصلكيش لحد دار الحج مؤنس؟.
ردت سلوان:
هو مش من هنا وميعرفشي أهل البلد وعنده أشغال وأنا قولت له أنى هعرف أدبر نفسي، عالعموم متشكره ليكم ممكن بس حد يوصلني للموقف.
نظرت محاسن لـ رضوان وإمائت له برأسها مُبتسمه كذالك هو إبتسم يومئ رأسه بتوافق.
إستغربت سلوان فعلتهم لكن إندهشت حين قالت محاسن:
عمك رضوان نازل "بعربيه نقل صغيره" الاقصر بدل ما تتبهدلى أو تتوهي فى الموصلات هو يوصلك لأقرب مكان من الاوتيل اللى بتقولى عليه ده.
كادت سلوان ترفض هى لا تثق بأحد بسهوله، لكن اصرت محاسن عليها قائله:
متخافيش عمك رضوان طيب وعينه مش فارغه.
توترت سلوان قائله:
أنا مش قصدى حاجه بس مش عاوزه اعطله عن مقابلة التاجر مش أكتر.
إبتسم رضوان قائلًا:
لاه متخافيش مفيش عطله، العطله إنك تفضلى واقفه إكده كتير.
على مضص وحذر وافقت سلوان وذهبت مع رضوان بسيارة البضاعه الخاصه به.
...
بينما جاويد الذى يتتبع سلوان عينيه لم تغفل عنها سوا دقائق،وهى بمنزل القدوسى لديه فضول يعلم لما لم تبقى به سلوان سوا دقائق قليله، كذالك رأى تلك المرأه التى كانت تسندها سلوان هى نفس المرأه التى ظهرت له بالمعبد سابقًا وتحدث معها رغم أن لا يُصدق بتلك الخُرافات، لكن إذا كانت الخُرافات هى من ستُقرب بينه وبين سلوان على إستعداد لصُنعها.
ـــــــــــــــ ❈-❈❈
ظهرًا
بمنزل صالح
إستيقظ من ثباته على صوت رنين هاتفه، إستيقظ بتذمر مد يده يجذب الهاتف من طاوله جوار الفراش،وضعه على أذنه وهو مازال يشعر بالنُعاس لكن نهض مُنشرحًا حين سمع تلك الضحكه الرقيعه وذالك الحديث البذئ الذى يهواه قائلًا:
حلاوتهم
من زمان مسمعتش صوتك يا بت.
ردت عليه بضحكه رقيعه:
واه وحشتنى يا شيخ الشباب وجيتلك مخصوص مت مصر لهنا فى الأقصر،مهرجان شعبي وجايه ارقص فيه وقولت مينفعش أبقى فى الأقصر ومقابلش وأملى عنيا شيخ الشباب صالح الأشرف.
شعر صالح بنشوه كاذبه من مدح تلك الراقصه به ونعتها له بـ شيخ الشباب الذى مازال يود التمتع به رغم أن ذالك أصبح أيضًا يحتاج لطاقات لم يعُد قادر عليها،لكن هنالك مُتعه أخري وهى النظر قادر بها يخترق مفاتن النساء.
سألها:
ويا ترى بقى مهرجان الرقص ده كام يوم؟
ردت حلاوتهم:
تلات أيام ونازله هنا فى فندق كبير هستناك تعدي عليا فقرة الرقص بتاعتى هتبدأ الساعه عشره.
رد صالح:
يبجى نتجابل الساعه تمانيه قبل ما تنزلي من الاوتيل.
ردت حلاوتهم بضحكه مُجلجله:
بس ده أوتيل محترم،عالعموم شيخ الشباب هيجي ومعاه هديه قد شوقه.
إبتسمت عيناه تلمع ببريق الشغف والشهوه،ونهض من على الفراش يشعر أنه مثل شاب فى ريعانه.
ــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈-❈
بالمشفى
بغرفه كبيره
جلس جواد على رأس تلك الطاوله نظر الى الاطباء الجالسين وظل صامتًا للحظات طويله مما أثار دهشة الاطباء الذى تحدث أحدهم قائلًا:
أعتقد إنت مش طالبنا كلنا عالموبايلات عشان تقعدنا قدامك كده زى التلاميذ،وبعدين كلنا عندنا مرضى أولى بالوقت،الثانيه بتفرق معاهم.
تنهد جواد قائلًا:
فعلاً فى مرضى اللحظه بتفرق معاهم وده اللى طلبتكم عالموبيلات بسببه، بس قبل ما أقول الكلمتين اللى عندى حابب أعرفكم مضمون الورقه دى، ياريت يا دكتور "ناصف" تقرى فحوى الأمر ده.
قرأ ناصف فحوى الورقه الى أن قال:. تم تعين الدكتور "جواد صلاح الأشرف" مديرًا عامً للمشفى.
إنصدم ناصف ونظر لأحد الاطباء بالغرفه ثم رسم بسمه كاذبه قائلًا بنفاق:
مبروك يا دكتور جواد أنت أكتر واحد تستحق تبقى مدير للمشفى رغم إن سِنك صغير أنك تكون مدير بس الكفاءه هى اللى تستحق تاخد المناصب العليا وأنت كفأ لها.
تهكم جواد ساخرًا لنفسه، لكن إبتسم حين قالت إيلاف بود:
مبروك يا دكتور.
كانت نظرة عينيه لها بها شئ خاص ومميز لفت نظر ناصف له وإبتسم بظفر، بينما تحدث جواد
قائلًا بتوضيح:
مُتشكر على التهانى والمباركات اللطيفه منكم نجى بقى للجد
أنا أصدرت قرار أى دكتور مش هيبقى موجود فى فترة الورديه بتاعته فى المستشفى هياخد لف نظر مره واحده وبعدها هرفع تقرير فيه للوزاره إنه غير مُلتزم بمواعيد عمله كمهني.
تهامس الاطباء بين بعضهم بغضب وتحدث أحدهم بتعسُف:
بس إحنا أطباء مش موظفين حكومه.
رد جواد: فعلاً أطباء بس فى وقت مواعيد عملكم بالمستشفى أنتم موظفين ولازم تلتزموا بالقوانين وأول قانون هو الحضور الفعلى فى المستشفى مش خمس دقايق وبعدها تمشوا على عيادتكم الخاصه...معتقدش لو قضيتوا بس ساعتين تلاته فى المستشفى تكشفوا على ناس متقدرش تدفع الڤيزيتا بتاعت العياده الخاصه هتأثر معاكم أعتبروها زكاه عن عِلمكم وكمان هتلاقوا فيها منفعه أكبر هتصتادوا زباين لعيادتكم،زى ما بيحصل وبعض الممرضات بتعمل لكم دعايه بين المرضى.
كاد أحد الاطباء ان يتعصب لكن ناصف تحدث بكُهن:
فعلًا كلام الدكتور جواد صحيح يا ساده إحنا الطب رساله قبل أى شئ،انا مقتنع بحديث الدكتور جواد وعن نفسى بعد كده هلتزم بمواعيد نبطشياتى.
نظر له طبيب آخر ووافق على مضض منه،لاحظ جواد نظرات الإثنين لبعض،فهو ليس مُغفل لكن إفتعل تصديقهم لإمتثالهم لأمره ببساطه.
بعد قليل إنتهى الاجتماع وخرج معظم الاطباء من الغرفه الا إيلاف التى أقتربت من جواد تبتسم قائله:
ألف مبروك الترقيه يا دكتور بتمنى لك التوفيق فى مهمتك الشاقه.
إبتسم لها جواد قائلًا:
فعلًا مهمه شاقه جدًا بس متأكد إن فى أطباء لسه عندهم مبدأ الطب رساله قبل تجاره والدليل إنتِ أهو قدامي.
إبتسمت إيلاف قائله:
أنا لسه دكتوره مُبتدأه مش يمكن مع الوقت أتحول وأبقى من الدكاتره اللى واخدين الطب تجاره.
إبتسم جواد قائلًا:
معتقدش يا دكتوره،المثل بيقول الكتاب بيبان من عنوانه.
إبتسمت إيلاف وقبل أن ترد عاد نصيف للغرفه ورأى تلك النظرات من جواد لـ إيلاف لكن ذم تسرعه حين تحدث ليته كان ظل صامتًا قليلًا وما قطع وصلة حديثهم،قائلًا:
متآسف موبايلى نسيته على الطرابيزه.
إستأذنت إيلاف وخرجت من الغرفه لكن عين جواظ كانت تتبعها ببسمه خاصه لاحظها ناصف الذى وجد نُقطة ضعف يستطيع إستغلالها لمصلحته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈
بأحد المطاعم على ربوه عاليه
بالاقصر
جذب جاويد المقعد للخلف كى تجلس سلوان، التى إبتسمت له وهو بقول بخباثه:
ها مقولتليش إزاي رجعتى للأوتيل أنا كنت خلصت شغلى بسرعه وكنت هتصل عليكِ عشان أرجعك للاوتيل.
زفرت سلوان نفسها قائله:
أنا أساسًا مغبتش فى البلد دى، وربنا وعدنى بأتنين ولاد حلال، بس فى ست غريبه قبلتها وقعدت تقولى كلام مش مفهوم، أكيد ممكن تكون بتخرف.
تكاهن جاويد متسألًا:
وقالتلك أيه الست دى؟
ردت سلوان:
كلام مفهمتوش أساسًا كانت بتتكلم بلهجه صعيدى قديمه وشكلها بتخرف.
كاد جاويد أن يسأل لكن صدح رنين هاتف سلوان
أخرجت سلوان الهاتف من حقيبة يدها ونظرت للشاشه ثم لـ جاويد ونهضت قائله:
عن إذنك هبعد عن الدوشه هنا عشان اعرف ارد على بابا.
أومأ لها جاويد رأسه مُبتسمًا
إبتعدت سلوان قليلًا وقامت بالرد على والداها الذى إندفع بالحديث مُتعسفًا:
سلوان ليه مرجعتيش للقاهره زى ما طلبت منك لو فضلتى أكتر من كده انا هاجى بنفسي ومعايا إيهاب وأتمم خطوبتكم ..
زفرت سلوان نفسها قائله:
بابا انا مستحيل اوافق على أنى أتخطب لـ إيهاب
أنا مش برتاح له ولا عشان هو أخو طنط دولت، وقولت لحضرتك تمام خلاص حجزت تذكرة القطر وهرجع للقاهره بعد بكره.
رد هاشم:
وليه مترجعيش بكره طيران أنا هبعتلك تذكره طيران .
ردت سلوان:
مش هينفع أرجع طيران لأن الباسبور بتاعى مش معايا،وانا حابه ارجع فى القطر زى ما جيت بالقطرومش هيفرق رجوعى يوم زياده،بس أرجوك بلاش تضغط عليا بمسألة إيهاب حضرتم عارف آنى مستحيل أوافق على واحد معندوش أخلاق مش عشان حضرتك بقيت جوز أخته يبقى تتغاضى عن شخصيته السيئة.
رد هاشم:
تمام إرجعى للقاهره ووقتها هقرر أوافق أو أتراجع،بس قدامك بس بكره لو مكنتيش فى القاهره بعد بكره أنا وقتها مش هستنى رأيك وهوافق على جوازك من إيهاب وفورًا حتى لو إتكفلت بالجوازه كلها.
تنهدت سلوان بسأم قائله:
تمام يا بابا أطمن هرجع للقاهره بعد بكره سلام.
اغلقت سلوان الهاتف تشعر برغبه فى البُكاء لا تعلم سببها نظرت امامها الى تلك الأضويه بالمكان والبيوت القريبه منه تشعر بشعور خاص فى قلبها مازالت تود البقاء هنا لفتره أكبر لكن تعسف والداها هو ما يضغط عليها بالعوده كذالك هنالك سبب آخر المال الذى كان معها بدا ينضب وقرار العوده اصبح إجباري...إستنشقت سلوان نفسًا حاولت إبقاءه وقت أطول بصدرها،لكن شعرت بيد توضع على كتفها من الخلف وصوت جلال يقول:.
سلوان.
إستدارت سلوان له مُبتسمه، كذالك هو إبتسم لها قائلًا:
مالك حاسس إنك مضايقه من الصبح وقت ما وصلتك للبلد دي،متآسف مكنش لازم أسيبك لوحدك.
إبتسمت سلوان قائله:
لاء مش ده السبب، ممكن نتمشي شويه.
إبتسم جلال وأشار لها بيده لتسير أمامه
سار الاثنين معًا ساد الصمت الى أن تسأل جاويد:.
مين الناس اللى كنتِ رايحه البلد دى علشانهم؟
ردت سلوان بتفكير:
أهل مامتي.
إدعى جاويد الدهشه قائلًا:
مامتك من هنا من الأقصر.
ردت سلوان:
أيوا،ماما من هنا من قرية الأشراف بابا هو اللى من القاهره،قابلها هنا من تلاتين سنه هو كان بيشتغل مهندس فى شركة تليفونات وأتقابلوا وحبوا بعض وإتجوزوا،وبعدها إنقطعت علاقة ماما بأهلها يمكن ميعرفوش حتى إن ليها بنت.
مازال جاويد يدعى الدهشه قائلًا:
إنت جايه عشان تعرفيهم إنك بنت بنتهم.
ردت سلوان:. لاء أنا جايه ازور قبر ماما، ماما مدفونه هنا فى البلد ومفيش حد يعرف يوصلنى لقبرها غير جدي"مؤنس القدوسى "وأنا معرفش هيكون رد فعله أيه لما اقابله معايا رقم موبايله بس جوايا هاجس بيقولى بلاش تكلميه يمكن ميكونش عاوز يشوفك او يعرفك، بدليل السنين اللى فاتت مسألش عليا مره واحده...وكمان بابا طلب منى ارجع للقاهره وخلاص حجزت تذكره فى القطر بعد بكره،يعنى بكره آخر يوم ليا هنا بالاقصر،ولسه مزورتش قبر ماما،ومعرفشى ليه كنت بآجل الزياره دى،بس خلاص لازم أزور قبرها قبل ما ارجع للقاهره،ومعرفشى هرجع هنا الاقصر تانى أو لاء.
غص قلب جاويد بسبب تلك الدموع التى تتلألأ بعيني سلوان ود أن يجذبها لحضنه بتلك اللحظه لكن هنالك ما يمنعه...لكن أتخذ قرار سلوان ستبقى هنا بالأقصر مهما كلفه الأمر.
ـــــــــــــــــــ❈-❈- ❈-❈-❈
بالفندق
بإنشراح
كان صالح يسير بزهو مثل شاب بالعشرينات رغن عمره الذى إقترب من السبعون.
لكن فجأءه توقف مكانه حين وقع بصره على تلك الفتاه القادمه بالمقابل له
ظل ينظر لإقترابها منه يتمعن بها يغمض عيناه ويفتحها عله يحلم او يتوهم، لكن هى حقيقه كأنها نسخه أخرى بإختلافات بسيطه حتى نفس طريقة المشي بشموخ وتعالي هى نفسها
صوره أخري من الماضي.
بالقاهره
نظرت دولت لـ هاشم قائله:
سلوان قالتلك أيه؟
رد هاشم:
خلاص سلوان حجزت تذكرة القطر وراجعه بعد بكره.
إستهزأت دولت قائله:
لسه هترجع بعد بكره،وليه مقولتش لها ترجع طيران أسهل واسرع من القطر يمكن بتتحجج او بتكذب عليك.
رد هاشم:
لاء سلوان مش بتكدب طالما قالت راجعه تبقى راجعه.
إستهزأت دولت قائله:
ومالك واثق من كلامها كده ليه،معرفشى ليه عندي شك إنها بتماطل عشان تفضل هناك وقلبك يحن ليها وترجع تشغل الفيزا بتاعتها،لو كانت صادقه كانت حجزت فى اول طياره ورجعت للقاهره تانى فى ساعة زمن.
شعر هاشم بضيق قائلًا بتعسف:
لاء متاكد سلوان مش بتماطل،وكمان الباسبور مش معاها.
تهكمت دولت قائله:
وفيها أيه يعنى لو الباسبور مش معاها دى حجه فارغه،ناسي الأقصر للقاهره يعتبر طيران داخلى فى البلد يعنى ممكن بالبطاقه الشخصيه بتاعتها،كل اللى محتاجاه هو تذكرة السفر.
رد هاشم بضيق:
سلوان عندها فوبيا الاماكن العاليه ومش بتحب سفر الطيران قبل كده قالتلى إنها كانت بتفضل خايفه وهى فى الطياره لحد ما بتنزل للمطار،وكذا مره كانت بتسافر عن طريق البحر الاحمر.
تهكمت دولت قائله:
آه وماله بس مقولتليش قالتلك أيه بعد ما قولت لها عن طلب إيهاب لايدها.
رد هاشم:
مقولتش ليها مستنى لما ترجع،تحقيقك كده خلص عن إذنك مصدع وكمان معزمين عالعشا عند أختى خلينا نجهز عشان الوقت منتأخرش عليهم.
ترك هاشم دولت وتوجه الى غرفة النوم زفرت دولت نفسها بضحر وضيق قائله:
أكيد طبعًا الكونتيسه رفضت،أنا سمعاك بنفسي وإنت بتقول ليها،بس طبعًا متقدرش تضغط عليها،بس نافش نفسك عليا،كآنك إتجوزتني غصب، بس هى ترجع لهنا وأنا هعرف إزاي أخليها توافق على جوازها من إيهاب حتى لو كان غصب عنها زيك.
.... ❈-❈-❈
بمنزل صلاح
أثناء تناول العشاء
نظر صلاح ناحية حفصه مُبتسمًا يقول:
كلها فتره صغيره وحفصه تتجوز ومش هنلاقى حد يقعد معانا عالسفره يا يُسريه.
شعرت حفصه بحياء لكن قالت:
معتقدش يا بابا مش يمكن قبل ما أنا أتجوز يكون جاويد إتجوز ومراته تقعد مكاني.
تنهد صلاح بتمني قائلًا:
ياريت، ربنا يسمع منك.
إبتسمت حفصه وهى تنظر ناحية يسريه قائله:
الموضوع ده فى إيد ماما تقنع جاويد يتجوز مِسك بنت عمتي قبل ما واحده تانيه تلوف عليه.
نظرت يُسريه لـ حفصه بإستغراب قائله:.
جصدك أيه بواحده تلوف عليه؟.
ردت حفصه:
بصراحه يا ماما مِسك شافت جاويد قدام البوتيك اللى كنت أنا وهى بنشترى منه الفساتين، كان واقف بالعربيه وفى واحده ركبت جنبه فى العربيه، بس مشافتش وشها شافتها من ضهرها.
تحير عقل يُسريه وقالت:
مش يمكن مِسك غلطت فى عربية جاويد، المكان ده زحمه أساسًا.
ردت حفصه بتأكيد:
لاء، أنا متأكده أنا كمان شوفت جاويد قاعد وجنبه بنت فى العربيه يعنى انا ومِسك هنغلط نفس الغلطه.
للحظه سأم قلب يُسريه وشعرت بتوجس وتذكرت حديث غوايش لها "الشتيتين إتجمعوا".
لكن تنهدت بإيمان قوي.
..... ــــ❈-❈-❈
بالفندق
بغرفة حلاوتهم
لهوها وإندامجها بالرقص لم يجعلها تنتبه لشرود صالح الذى مازال طيف تلك الشبيهه بصورة الماضي بعقله، يسترجع ذكرى فتاه سلبت عقله من أول مره رأها ذات يوم صدفه لينغلق قلبهُ خلفها، رغم أنه تزوج أكثر من مره ورافق نساء كثيرات لكن لم تستطيع إحداهن محو "مسك مؤنس القدوسى" من قلبه ولا عقله، زفر نفسه بغضب وهو يتردد صوت رفضها له بوجهه قائله:
"لو مبجاش غير الموت هو اللى هيريحني منك أنا هموت نفسي ودلوك، عندي اموت كافره ولا أبجى من نصيبك".
وقد كان الموت من نصيبها بعد ثلاثة عشر عامً قضتها مع رجُل آخر فضلته عليه، ورحلت معه بعيدًا غير باقيه على شئ، إختارت البقاء مع آخر، وتركت قلبهُ حُطام خلفها... عاش بلا قلب أصبحت النساء بالنسبه له لسن سوا مُتعه وهو ينهش جسدهن بنظرات عينيه حتى إن لم يلمس هُن، مر وقت أكثر يقترب من الثلاثون عام، ومازالت صورتها محفوره، لكن من تلك التى تُشبهها هو تعقبها الى أن دخلت الى إحدي غرف الفندق.
خرج من ذالك الشرود حين جلست تلك الراقصه لجواره على الاريكه تلهث قائله:
أما أشوف الساعه فى الموبايل، عشان أنزل للفقره اللى هقدمها فى المهرجان.
نظر لها صالح قائلًا:.
ها عتجولي أيه؟.
تعحبت الراقصه قائله:
بجول ايه، إنت كنت شارد ولا أيه، لاء أزعل منيك يا شيخ الشباب.
نفض صالح عن رأسه ونظر لها بوقاحه قائلًا:
لاه مش شارد، بس سحرني رقصك.
إبتسمت له بدلال سافِر قائله:
هصدق ان مكنتش شارد فى حاجه غيرى، وعالعموم ياشيخ الشباب عندى فقره الساعه عشره والساعه تسعه ولازم أنزل دلوقتي عشان أسخن قبل الفقره، بقولك أيه مش هينفع نتقابل تانى الليله هنا فى الاوتيل ممكن الأمن يطلع يسأل سبب وجوده هنا فى الأوضه ويطلع عليا سُمعه وأنا فنانه وليا صيت ومحبش يطلع عليا إشعات مُغرضه... إنى جايه الأقصر مش عشان فني.
زفر صالح نفسه ونهض واقفً يقول:
نتجابل فى الشقه اللى إهنه بعد ماتخلصي الفقره بتاعتك ، سبق وإتجابلنا فيها، هنتظرك نكمل الليل سوا.
ضحكت الراقصه بخلاعه ولكن تعجبت من نهوضه ومغادرته للغرفه سريعًا، لكن لم تُبالى هى تعلم ستحصل منه على ما تريد نهاية الليله.
بينما خرج صالح من الغرفه وسار بالرواق إقترب من تلك الغرفه التى دخلت لها شبيهة الماضى وقف أمامها للحظات كاد شيطانه أن يدفعه يطرق عليها باب الغرفه، بالفعل رفع إحدى يديه لكن توقفت قبل أن تصل الى جرس الإنذار الخاص بالغرفه، كور يديه بقوة جبروت حتى كاد عصب يده أن يسيل من بين المفاصل، لكن عاد يتحكم الشيطان به وكاد يطرق الباب لولا أن رأى إقتراب أحد النزلاء ونظر لوقوفه هكذا أمام الغرفه، شعر بالإحراج وغادر بخطوات سريعه.
...... ـــــــــــــ❈-❈-❈
ليلًا
بغرفة جاويد
خلع القميص من فوق جذعه وألقاه على جانب الفراش ثم تسطح عليه يتثائب، عدل إحدى الوسائد أسفل رأسه يشعر بشعور جميل، أغمض عينيه للحظات سكنت فيها خياله تلك الأميره الرقيقه الآتيه من بين خُرافات العرافه،
ملامح وجهها، عينيها، شفاها، كل نظره ينظرها لها كأنها تعويذة سِحر تترك بعدها طلسم على قلبه يصعُب إزالته، يتنحى عقله عن الأستوعاب، لو حكى له أحدّا عن ما يحدث معه لقال له أنت ساذج ليس لديك عقل ما تقوله ليس سوى خُرافه، ضحك وتذكر بقية حديثهم قبل قليل وهم يسيرون بأروقة الأقصر.
[فلاشـــــــــــــــــ/بـــــاك]
بعد أن قصت له أن والداتها من الأقصر.
إدعى التعجب قائلًا بكُهن:
يعنى إنتِ مامتك من إهنه من الأقصر نصك صعيدي يعنى.
ردت سلوان بضحكة سخريه مؤلمه تؤكد:
أيوا، مامتي من إهنه من الأقصر نصي صعيدي... بس عمري ما جيت هنا غير مره واحده يوم دفن ماما، وبعدها محدش منهم سأل عني، رغم إن ماما فى يوم قالتلى وحكتلى عن جزء من هنا حتى إنها إتقابلت مع بابا هنا، كمان قد أيه باباها كان طيب وبيدلعها ومتأكده فى يوم هيرضى عنها، وإن اليوم ده لو مجاش وهى عايشه أبقى أنا أفكره بيها، وأنا من الاساس كنت جايه عشان أشوفه وأسأله ليه محققش أملها وهى عايشه، رغم إني كنت بشوفها أوقات بتبكي وهى بتكتب له جوابات، عندي إحساس كبير أنه مقراش الجوابات دي، لو كان قراها كان حس بعذاب ماما، أنا كنت طفله صغيره وقتها مش فاهمه ليه هى بتبكي وهى بتكتب الجوابات دى، بس لما كبرت عرفت إنها كانت بتشتاق له وهو قاسي، حتى يوم دفنها هنا مبصش ليا كآنه كان بيدفنها عشان.. عشان
مش عارفه أفسر عشان أيه بس اللى حسيته أنه زى ما يكون كان بيتخلص من شئ مالوش أهميه عنده، عكس ماما اللى كانت تحكيه عليه وعلى طيبته وحنيته معاها، بس ده قبل طبعًا ما تختار بابا وتطلع عن طوعه، ده اللى فهمته مع الوقت لما كبرت، أنا مش جايه أسأله ليه عنى،أو أفتح الماضي ولا أعاتبه، أنا جايه عشان أزور قبر ماما وبس وأقول لها آنى منستاهاش زى البقيه، لو أعرف طريق قبرها كنت روحت لوحدي، ومقدرش أسأل أى من أهل البلد مفيش غير الحج مؤنس أو إبنه هما اللى يدلوني على قبر ماما.
سالت دموع سلوان التى تغص بقوه بقلب جاويد لكن لا يملُك سوا كلمة مواساه، من بعدها غير دفة الحديث حتى لا يرى تلك الدموع قائلًا:
أيه رأيك قبل ما ترجعي للقاهره أنا بقول تودعي الأقصر من فوق.
فى البدايه للحظه نظرت سلوان بعدم فهم ثم فهمت قائله:
قصدك المنتطاد، لاء كفايه مره.
ضحك جاويد قائلًا:
عشان جبانه وبتخافي،بس أعتقد المفروض تزيل الرهبه بعد ما طلعنا رحلة المنتطاد ،خوفك مالوش لازمه،ولا معندكيش ثقه فيا.
إبتسمت سلوان قائله:
تعرف إنك الشخص الوحيد اللى وثقت فيه بعد بابا...وده يعتبر شئ غريب لأنى صعب أثق فى أى شخص بسهوله...يا جلال... يمكن لآنى قابلت قبل كده أشخاص كنت صحيح مبقاش واثقه فيهم بس برضوا مش هقولك كنت بتصدم فى حقيقتهم المُخادعه اللى بيحاولوا يجملوها،لآن عندى يقين إن الطبع غلاب ومهما حاولوا يخفوا حقيقتهم هتظهر مع الوقت.
إبتسم جاويد قائلًا بإطراء:
يمكن جمالك السبب فى عدم ثقتك بهم.
تهكمت سلوان بضحكه ساخره:
جمالي، يمكن رقم إتنين فى عدم ثقتى بالأشخاص.
إبتسم جاويد متسائلًا:
وأيه السبب الأول؟.
ردت سلوان بآسى:
أنهم عارفين إنى وحيده وسهل يستغلوا ويسهل خداعهم ليا، وكمان مش بيقولوا على إن الجميلات بيبقى عندهم العقل ناقص شويه.
ضحك جاويد قائلًا:
أعتبر ردك ده غرور، إنك جميله.
شعرت سلوان بالخجل للحظات وأخفضت وجهها لكن عادت ورفعته تنظر لـ جاويد بسؤال:
إنت شايف إنى مغروره يا جلال.
تأمل جاويد ملامحها مُبتسمً على إحمرار وجنتيها الظاهر والذى أعطاها وهج يشع جمالًا قائلًا:
حتى لو مغروره جدًا يا سلوان جمالك يغفرلك.
شعرت سلوان بحياء وحادت بعينيها ورفعت وجهها الى السماء قائله بتتويه:
النجوم فى السما بتتحرك، لما كنت صغيره ماما كانت تقولي "النجوم بتمشي ومعاها أُمنيات العشاق".
أغمض جاويد عينيه ثم فتحهما ونظر لـ سلوان قائلًا:
وأنا إتمنيت أُمنيه.
إبتسمت سلوان قائله:
دي تخاريف أكيد،بس بنحبها وبنصدقها رغم إننا متأكدين إن كل شئ قدر ومكتوب كان مين يصدق
بابا شركة التليفونات اللى كان بيشتغل فيها زمان تبعته هنا الاقصر عشان زرع عمدان إشاره تعزز وتقوي إشارة التليفونات ويقابل ماما صدفه ويُقع فى غرامها وهى كمان نفس الشئ وتتخلى عن عادات وتقاليد هنا وترحل معاه عشان سبب واحد .
صمتت سلوان لكن كانت تبتسم، تحير جاويد متسألًا بفضول:
وأيه السبب الواحد ده؟.
تنهدت سلوان ببسمه ولمعة عين لكن ليست لمعة دموع بل لمعة ذالك الضوء الذى تسلط على عينيها من إحدى عمدان الإناره بالطريق قائله بإختصار:
العشق.
توقف جاويد عن السير للدقيقه وتمم على كلمتها كأنه يسأل:
العشق؟!.
إبتسمت سلوان وتوقفت عن السير هى الأخرى تؤكد قولها:
أيوه" العشق" اللى بيلغى كل الحسابات والعادات بيمقتها أو بمعنى أصح بيوئدها... هنا بدأت قصص عشق خياليه كتير قبل كده، وكمان قصة بابا وماما كانت خياليه فى البدايه بس إتحققت مع الوقت.
نظر جاويد لتلك اللمعه بعين سلوان وهى تتحدث عن والدايها ود أن يقول لها أنه لم يكُن يؤمن سابقًا بشئ غير الحسابات العقلانيه لكن تلك الحسابات إختفت منذ أن سمع إسمها من تلك العرافه بالمعبد
إنتهت حسابات العقل وطغت حسابات أخرى ترسم علامات قويه بالقلب مثل تلك العلامات المحفوره فوق تلك الاعمده والتى لم تختفى منذ آلاف السنوات.
إبتسمت سلوان بحياء من نظرة عين جاويد لها وتهربت قائله: معايا نمرة الحج مؤنس وبصراحه كده خايفه أتصل عليه هقوله أنا مين.
رد جاويد:
رأيي تتصلي عليه ومش شرط تقولى له إنتِ مين ممكن تقولى له محتاجه له فى أمر خاص هتقولى له عليه لما تتقابلوا.
إبتسمت سلوان قاىله:
فعلًا هو ده الحل الوحيد.
فتحت سلوان هاتفها وقامت بالإتصال على رقم هاتف مؤنس،لكن أعطى لها الرد أن الهاتف مغلق أو غير مُتاح...عاودت الإتصال لمرتين ثم نظرت لـ جاويد قائله:
بيقول مغلق او غير متاح،يمكن فى مكان مفيش فيه شبكه،عالعموم مبقاش قدامي وقت هتصل عليه الصبح وأشوف إذا كان رجع من سفره،أو حتى بفكر أروح تانى لبيته ولو ملقتوش أسأل الست اللى قابلتنى او بنتها عن قبر ماما،بس وقتها هيسألوني أنا مين وبسأل ليه؟.
زفرت سلوان نفسها تشعر بحِيره.
لكن جاوب جاويد:
بلاش تفكري كتير والصبح إتصلى عالحج مؤنس يمكن يكون رجع ووقتها يبقى الحل سهل.
إبتسمت سلوان قائله:
فعلًا هنتظر لبكره الصبح واتصل عليه،دلوقتي خلاص الوقت
قربنا عالساعه تمانيه ونص لازم أرجع للأوتيل عشان حاسه بشوية إرهاق.
إبتسم جاويد قائلًا:
تمام والصبح هتلاقينى منتظرك قدام الاوتيل عشان أوصلك.
إبتسمت سلوان قائله:
إن شاء الله، تصبح على خير.
[عوده]
عاد جاويد مُتنهدًا يشعر بإنشراح فى صدره أغمض عيناه وذهب الى ثُبات فى لحظات...
لكن أثناء نومه رأى نور يأتى من قريب
ويخرج منه طيف طفل بعمر الثانيه عشر... إبتسم جاويد وقال بهمس:
جلال.
رد الطيف مُتسائلًا:
ليه أخدت أسمي وقولت لها إن إسمك جلال مش جاويد.
شعر جاويد بندم قائلًا:
معرفشي السبب فجأه لسانى نطق إسمك، رغم السنين اللى فاتت بس لسه إسمك وشكلك معلق فى دماغي...يا جلال مش قادر أنساك.
إبتسم جلال له قائلًا:
إنسى يا جاويد وعِيش حياتك أنا مجرد طيف عايش بس فى خيالك، عِيش يا جاويد وإنسى الماضي.
فجأه مثلما ظهر الطيف إختفى وإنطفئت هالة النور... نظر جاويد حوله لكن سادت عتمه مُظلمه.
نهض جاويد فجأه من نومه وشعر بتعرُق كذالك عطش ليس شديد،أشعل ضوء خافت بالغرفه ثم مد يده وأخذ دورق المياه وسكب منه مياه بكأس صغير وأحتساها برويه،ثم تذكر الحلم شعر بوخزات قويه وضع يدهُ على قلبه كآنه مازال يشعر بأن جلال يرافق قلبه،لكن تسأل لماذا آتى له جلال الآن بالحلم هذه أول مره يحلم به بعد مُضي عشرون عامًا.
.......ــــــــــــــــــ❈-❈-❈
بغرفة صلاح
كانت تسير برواق أحد المشافى بداخل قلبها أمل أن تكون تلك الخبريه أكذوبه وأن فتاها الأول مازال حيًا،كل خطوه كانت تتلهف لتتيقن من ذالك الأمل الواهي،الى ان دخلت الى إحدى غرف المشفى،وجدت صلاح يقف جوار فراش يبكي، عيناها نظرت نحو الفراش الفراش عليه دماء كثيره كذالك من يرقد عليه كان الغطاء يدثرهُ من إخمص قدمه الى رأسه،تلهفت سريعًا نحو الفراش وجذب غطاء الفراش من فوق رأسه بأمل أن يُخطئ الخبر لكن كل خبر يُخطئ ما عدا خبر الموت،شعرت بفاجعه أول فتيانها ممدد أمامها وجهه به بعض الخدوش النازفه وجسدهُ مُدمى،لم تستطع الوقوف مالت بجذعها عليه تحتضن جسده تقول بإستجداء ولوعه:
"جلال" إصحى يا حبيبي خلاص مش هزعجلك تاني عشان روحت تلعب فى الترعه من ورايا،جوم إمعاي.
بكى صلاح وإقترب منها وإنحنى يجذبها كى تترك جثمان جلال قائلًا بمواساه:
وحدي الله يا يُسريه جلال طفل من الآبرار هيشفع لينا.
لكن فجأه شعرت يُسريه كأن يدي جلال تختضنها، تركت جسده على الفراش ونظرت لـ صلاح بفرحه تمسح دموع عينيها بيديها قائله:
جلال عايش يا صلاح إيدهُ حضنتني.
نظر لها صلاح باكيًا يقول:
بلاش اللى بتقوليه ده يا يُسريه، أطلبي له الرحمه.
نظرت يُسريه الى جلال الراقد بالفراش فاقت من هزيانها وقالت بلوعه:
جلبي حاسس بولدي هو لساه حي، بس...
توقفت عن الحديث قليلًا ثم نظرت الى صلاح بتسأول وفزع:
بس فين جاويد، أوعى تقولى هو كمان...
صمت لسانها تشعر بلوعه، لكن قال صلاح:
جاويد حالته إتحسنت والدكتور قال الخطر زال عنه.
تنهدت يُسريه بهدوء قليلًا ثم نظرت الى جثمان جلال بآسى ولوعه تذكرت يومً قريب حين كانت تُحسد أن لديها ثلاث فتيه إقتربوا من الصبا ها هى بالمشفى تنظر لجثمان أحدهم والآخر بالكاد نجى والثالث بالخارج يبكي ضعفه، رغم ذالك الآلم المُضني عليها الآن التماسُك حتى تنجو بالآخرين.
على صوت همس يُسريه بإسم جلال إستيقظ صلاح وأشعل ضوء الغرفه ونظر لوجه يُسريه الذى يُغرق وجنتيها الدموع،شعر بلوعه وآسى ووضع يدهُ على كتفها يهزه قائلًا:
يُسريه إصحى إنتِ بتحلمي بكابوس.
إستجابت يُسريه وفتحت عينيها للحظه تمنت أن تكون فعلاً بكابوس وإنتهى،لكن رأت دموع بعين صلاح الذى قال لها:
من زمان محلمتيش بـ جلال أكيد فى حاجه فكرتك بيه.
نهضت يُسريه قائله:
ومن ميتى كنت نسيت جلال يا صلاح،ياريتنى كنت أقدر أنسى،كان جلبي إرتاح من الخوف اللى معشش چواه.
إقترب صلاح من يُسريه وإحتضنها قائلًا:
ياريت كان النسيان بيدنا،الخوف إحساس صعب يا يُسريه إنسيه وبلاش تفكري فيه كتير،كل شئ قدر ومكتوب وهنعيشه بحلوه ومره،بلاش تخلي تخاريف جديمه تسيطر عليكِ،ربنا قال
"كذب المنجمون ولو صدقوا".
تنهدت يُسريه قائله:
أنا خابره زين إن كل شئ قدر ومكتوب وعندي إيمان كبير بالله،بس يمكن لحظة ضعف ميني،أنا أم وقلبى إنكوى على واحد من ولادي،بدعي من ربنا معيشيش الإحساس ده تاني،أنا هجوم اتحدت ويا جاويد وأسأله مين البنت اللى كانت راكبه چارهُ بالعربيه،وكمان هجول له إنى خلاص مش هستنى وهطلب يد مِسك بنت عمته،هى أكتر واحده مناسبه ليه وكمان أولى بيه.
أمسك صلاح يدها قبل ان تنهض من على الفراش قائلًا:
يُسريه إنت أكتر واحده عارفه جاويد كويس لو حاولتى تفرضي عليه يتجوز من مِسك هيعند أكتر بلاش نضغط عليه.
ادارت يُسريه قول صلاح برأسها ثم قالت:
تمام حديتك صُح،بس عيندي فكره،أيه رأيك نحطه تحت الامر الواقع أنت تتحدت مع عمي الحچ مؤنس وتطلب يد مِسك منيه وكمان نكتب كتابهم مع"حفصه وأمجد"بعد أربع ليالى.
هز صلاح رأسه بعدم قبول قائلًا:
بلاها الفكره دى يا يُسريه جاويد هيعند وجتها ومش بعيد يكسفنا جدامهم،خلى إتوكالك على الله وربنا هو اللى هيرشد جاويد ناحية الصالح له.
رددت يُسريه قول صلاح بتآمين:.
يارب إرشده للصالح وبعد عنيه كل سوء.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈
بشقه بالأقصر
بعد منتصف الليل
بعد وصله من الرقص،جلست تلك الراقصه جوار صالح أرضًا وجذبت من يدهُ خرطوم تلك الآرجيله تسحب نفسًا عميقًا ثم نفثت الدخان من بين شفتيها فوق وجنة صالح بإغراء قائله:
شيخ الشباب مش مركز معايا الليله يا ترى أيه اللى شاغل بالك عنى يا حبيبي،أوعى تكون عينك شافت أحلى من "حلاوتهم " أزعل منك هتلاقى فى شقاوتى ودلعى فين.
قالت هذا ووجهت خرطوم الارجيله نحو فمه،إلتقمه منها وسحب نفس وقام بنفثه قويًا بإمتزاج قائلًا بغمز ولمس لأحد مفاتنها بوقاحه:
لاء مفيش لا فى دلعك ولا شقاوتك، بس بطلتى هز ليه.
هزت حلاوتهم صدرها بحركة إغراء قائله:
بطلت هز لما حسيت إنك شارد الليله ومش فى الفورمه.
نفث صالح الدخان ونظر لها قائلًا:
مش شارد ولا حاچه بس فى حاچه إكده فى راسى وبحاول أرتبها، بس خلاص مش هشرد تاني جومى إرجصي بدلال وشجاوه.
ردت حلاوتهم بدلع:
لاء مش هقوم ارقص غير لما تقولي الحاجه اللى شغلاك عني، ولا سيبنى أخمن أنا،أكيد ناويت ترشح نفسك لمجلس الشعب.
نظر لها صالح بإستغراب قائلًا:
أترشح لمچلس الشعب،لاه...
قاطعته الراقصه:
وليه لاه،خلاص إنتخابات المجلس قربت وإنت لك سطوه هنا فى الأقصر وسهل تكسب الإنتخابات من اول جوله،ووقتها بقى هتفضل فى القاهره وقت أكبر وتبقى قريب مني هناك،كمان المجلس له حصانه محدش يقدر يتغافل عنها،يا شيخ الشباب،فكر إنت وإنوي النيه واللى بعدها سهل يا حضرة النايب صالح الأشرف،والنبي لايقه عليك...عضوية المجلس...وأهو تبقى قريب مني فى القاهره بدل كل فتره والتانيه أجيلك هنا يا شيخ الشباب.
عقل صالح طلب الراقصه منه الترشُح للإنتخابات البرلمانيّة،هى فرصه قويه له يزداد بها قوه،كذالك هنالك سبب آخر مكوثه بالقاهره لفترات طويله وقتها سهل عليه العثور على شبيهة الماضى الذى سأل عنها عامل الإستقبال بطريقه غير مباشره علم إسمها فقط"سلوان هاشم خليل"
بالتأكيد ليس هذا تشابه أسماء،لكن السؤال الذى مازال يُحير عقله ماذا تفعل هنا شبيهة الماضي.
نفض عن رأسه التفكير حين نهضت الراقصه وجذبته معها للرقص بخلاعه وهو ينهش بنظره مفاتنها يراها بصورة آخرى يود تتمايل بين يديه مثل تلك الراقصه.
......ــــــــــــــــــــ ❈-❈-❈
بنور يوم جديد
صباحً
دخلت يُسريه الى غرفة جاويد بعد أن طرقت الباب وسمح لها،إبتسمت حين راته يُعدل هندامه قائله:
صباح الخير.
رد جاويد:صباح النور يا ماما.
إبتسمت له وجلست على إحدى المقاعد إستدار لها جاويد متسألًا:
خير يا ماما.
ردت يُسريه:
خير يا جاويد كنت عاوزه أتحدت وياك فى موضوع إكده.
شعر جاويد وخمن ذالك الموضوع قائلًا بفضول:
خير يا ماما أيه هو الموضوع ده؟.
ردت يُسريه: إنت عارف إن بعد أربع أيام هنكتب كتاب حفصه وأمجد كنت بجول...
صمتت يُسريه حين صدح رنين هاتف جاويد، الذى توجه الى مكانه ونظر الى شاشة الهاتف وإبتسم.
لاحظت ذالك يُسريه ، بينما أغلق جاويد الإتصال ونظر الى يُسريه قائلًا:
عارف يا ماما بكتب الكتاب، ومتخافيش عامل حسابي هفضي نفسي يومها عشان لازم أكون حاضر، مش أخو العروسه.
إبتسمت يُسريه وكادت تتحدث لكن صدح رنين الهاتف مره أخري، تضايقت قائله:
مين اللى مش مبطل إتصال عليك من بدري إكده.
أغلق جاويد الهاتف قائلًا:
ده من الشغل، عالعموم نتكلم فى حكاية كتب كتاب حفصه وامجد دى المسا لما أرجع دلوك لازمن أخرج عيندي ميعاد مهم، سلام عليكم.
نهضت يسريه سريعًا قائله:
يعنى مش هتفطر معانا برضك كيف الايام اللى فاتت.
إبتسم جاويد قائلًا:
لاء يا ماما عيندي ميعاد مهم ولازمن ألحقه.
غادر جاويد سريعًا،بينما زفرت يُسريه نفسها بقوه لديها يقين أن هذا ليس ميعاد عمل كما قال جاويد لهفته فى الذهاب سريعًا تؤكد حدثها.
... ـــــــــــــــ ❈-❈-❈
بمنزل مؤنس القدوسى
بغرفة صفيه همست مِسك لها قائله:
موبايل جدي أهو فصلته من عشيه زى ما جولتى لى من وجت ما رچع إمبارح للدار، بس أكيد ممكن البت دى ترجع لإهنه تاني من غير ما تتصل وتاخد منيه ميعاد.
ردت صفيه:
ممكن وده اللى خايفه منيه، البت دى شكلها إكدن خبيثه ومفكره إننا معرفناش هى مين، حتى هى مجالتش هى مين،عاوزه تفاچئ الحج مؤنس وتشوف رد فعله هيبجي أيه،أنا خايفه جلبه يحن ليها،كيف ما كان بيحن على أمها ويدلعها.
ردت مِسك:
طب والعمل أيه دلوك،ممكن نلاقيها طابه علينا زى القدر،البت دى معرفشي ليه حاسه من ناحيتها ببُغض.
ردت صفيه:
ومين سمعك،بجولك كلها هبابه وچدك وأبوكِ هيخرجوا من الدار وإن جت تانى النهارده أنا هحاول اوصل ليها إنها غير مُرحب بيها،يمكن تحس على دمها وترحل ونرتاح منيها،بس الطماع مش بيمل،لو وصل الامر هطمعها بقرشين تاخدهم وتبعد عنينا لأن الحج مؤنس مستحيل يعترف بوجودها.
وافقت مِسك والداتها وإبتسمت ورحبت بفكرتها قائله:
ده أحسن قرار،يمكن بعدها تخفى من هنا وتعرف ان ملهاش مكانه ولا حق إهنه تدور عليهم.
.....❈-❈-❈❈-❈-❈
بعد قليل
بالمطعم الخاص بالفندق
جلس جاويد بالمقعد المقابل لـ سلوان خلف يفصل بينهم تلك الطاوله...
تحدثت سلوان وهى تضع الهاتف على الطاوله قائله بضيق وضجر:
برضوا بتصل على الحج مؤنس مش بيرد عليا ونفس الرساله،يا مغلق يا خارج نطاق الخدمه،مش عارفه أعمل أيه.
للحظه فكر جاويد ونهض واقفًا يقول حاولي تتصلي عليه مره تانيه وإن مردش مفيش غير إنك تروحي له داره مره تانيه.
نظرت سلوان له بتعجب قائله بإستهجان:
سبق وقولت لك طريقة إستقبالهم ليا إمبارح، وممكن لو روحت النهارده ملاقيش الحج مؤنس وكمان ممكن لو شافوني تانى يطردوني بسهوله جدًا.
تنهد جاويد قائلًا:
عندك حل تاني،عالعموم ثواني هعمل مكالمه وأرجعلك بسرعه تكونى قررتي.
زفرت سلوان نفسها بغضب،بينما إبتسم جاويد على إحمرار وجنتيها
بعد مسافه قليله وفتح هاتفه وطلب أحد الأرقام،سُرعان ما رد عليه قائلًا بإنشراح:
صباح الخير يا جاويد.
رد جاويد:
صباح النور يا جوز عمتي،معليشي بتصل عليك كنت محتاج الحج مؤنس فى موضوع وكنت بتصل عليه مش بيرد عليا بيقولى خارج نطاق الخدمه أو مغلق.
إستعجب محمود قائلًا:
يمكن موبايله فاصل شحن،خير كنت محتاج له فى أيه؟.
رد جاويد:
هو لسه فى الدار ولا خرج.
رد محمود:
لأه هنا فى الدار حتى مش هيخرج النهارده إمبارح كنا فى أسوان وهو رچع حاسس بشوية إرهاق من السفر والرجوع بنفس اليوم وهيفضل فى الدار.
إبتسم جاويد قائلًا:
طيب ممكن تجول له ينتظرني ويفتح موبايله عشان كنت محتاجه فى حاجه إكده،ساعه ونص بالكتير هكون فى الدار عينديه.
رد محمود:
تمام هخبره.
رد جاويد:
تمام متشكر.
أغلق محمود الهاتف يشعر بحِيره من طلب جاويد مقابلة والده،وظل واقف قليلًّا،لاحظت صفيه وقوفه إقتربت منه قائله:
واجف مكانك إكده ليه بتكلم نفسك كنت مين عالموبايل.
نظر لها قائلًا:
ده جاويد بيجولي إنه بيتصل على أبوى موبايله خارج الخدمه.
إرتبكت صفيه قائله بتبرير:
وفيها أيهةالحج مؤنس اوجات كتيره بينسى يشحن موبايله،بس جاويد كان عاوزه ليه؟
رد محمود:
معرفش هو جال هيچى له إهنه الدار بنفسه إنكسفت أسأله.
إنشرح قلب صفيه قائله:
هو جالك إكده هيچى للدار بنفسه،بس يا ترى ليه ملمحش لك بحاجه.
تسأل محمود:
وهيلمحلى بأيه،أما أروح أجول لأبوي ينتظر جاويد وبعدها أتوكل على الله أسعى لرزقي.
ترك محمود صفيه التى سُرعان ما ذهبت نحو غرفة
مِسك وفتحت باب غرفتها مُنشرحه وأغلقت الباب خلفها.
نظرت لها مِسك بإستغراب قائله:
فى أيه يا ماما مالك فرحانه جوي إكده ليه،ليقيتى طريقه تطفشى بيها للبت الثقيله دى ومترجعش لإهنه تاني.
ردت صفيه:
لاه تغور البت دى سيبنا من سيرتها،أنا كنت واجفه مع ابوكِ وجالى أن جاويد إتحدت وياه عالموبايل وطلب يجابل الحج مؤنس،وزمانه چاي عالدار.
تعجبت مِسك قائله:
غريبه أول مره يطلب يجابل جدي،بس يمكن عاوزه أمر خاص بشغل الفخار.
ردت صفيه:
وهو جاويد هيحتاج من جدك إستشاره وهو عنده مصانع،لاه أنا جلبي حاسس إن العمل اللى الغجريه عملته المره دى چاب نتيچه وإن جاويد جاي عشان يطلب يدك من جدك.
إنشرح قلب مِسك وذاب عصب جسدها قائله:
ياريت يا ماما يكون كلامك صح.
ردت صفيه:حديتى صح وهتشوفى بعد شويه عاوزاكِ إكده تتقلي وبلاش تنسرعي إكده لازمن تعززى نفسك جدام جاويد لا يجول عليك مدلوقه عليه.
....... ❈-❈-❈
بالعوده لمطعم الفندق
عاد جاويد الى الطاوله التى تجلس عليها سلوان متسألًا:
ها الحج مؤنس رد عليكِ؟.
زفرت سلوان نفسها قائله:
لاء ومبقاش فى طريقه غير زى ما إنت قولت اروح وأسأل عليه تانى ويارب يكون موجود.
إبتسم جاويد قائلًا:
تمام طالما قررتى خليني أوصلك لبيته.
نهضت سلوان قائله:
تمام خلينا نخلص لآن خلاص بكره زى دلوقتي هكون فى القطر راجعه للقاهره تانى.
رسم جاويد بسمه وبداخله قرر
انها ستبقى هنا لن ترحل.
ـــــــــــــــــــــ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضام لجروب الواتساب اضغط هنا
تابعى صفحتنا على الفيسبوك عشان تبقى اول واحدة تقرأ البارت اول ما ينزل
صفحتنا على الفيسبوك من هنا