رواية ممتن لوجودها في حياتي الفصل الـ 8 و 9 و 10 بقلم يوسف

رواية ممتن لوجودها في حياتي الفصل الـ 8 و 9 و 10 بقلم يوسف


روايه ممتن لوجودها في حياتي الفصل الـ 8 و 9 و 10 هى رواية من كتابة يوسف رواية ممتن لوجودها في حياتي الفصل الـ 8 و 9 و 10 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ممتن لوجودها في حياتي الفصل الـ 8 و 9 و 10 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم ممتن لوجودها في حياتي الفصل الـ 8 و 9 و 10

رواية ممتن لوجودها في حياتي بقلم يوسف


رواية ممتن لوجودها في حياتي الفصل الـ 8 و 9 و 10

كانت ممددة على سريرها والدموع اللاذعة تهطل من عينيها بينما الطبيب يقوم بفحصها ...
انتهى الطبيب من فحصها فقال موجها حديثه لفارس :
" انها بخير ... لا تقلقوا عليها ... "
" هل توجد اي مشاكل على الحمل ...؟!" 
سأله فارس بقلق ليرد الطبيب بهدوء :
" بإذن الله سيمر هذا الحمل وينتهي على خير ..." 
تنهد فارس براحة ثم ودع الطبيب وعاد الى غرفته ليجد لمار تحاول الاعتدال في جلستها ...
اقترب منها وساعدها في هذا ....سألها فارس بعدما اعتدلت في جلستها :
" كيف اصبحت الان ...؟! هل تشعرين بالالم ...؟!" 
هزت رأسها نفيا وقالت :
" كلا ..." 
صمتت قليلا قبل ان تكمل :
" هل ستتزوج ريم ...؟!" 
انصدم فارس بشدة مما سمعه فهو لم يتوقع ان تسأله لمار عن شيء كهذا ... هو لم يخبرها بهذا ،... من أين علمت اذا ...؟!
" ما هذا الكلام يا لمار ...؟!" 
ردت بقوة :
" لا تكذب علي ... انا اعرف كل شيء ...." 
" يبدو انك متعبة وبحاجة الى الراحة ..." 
قالها وهو ينهض من مكانه ينوي الخروج من الغرفة لكنها نهضت من مكانها بسرعة وسبقته حيث وقفت امامه وقالت :
" لا تكذب علي يا فارس ...لقد علمت بكل شيء ... علمت بأنط تنوي الزواج بها ..."
" نعم سأتزوجها .... هل لك عندي شيء ...؟!" 
قالها بلا مبالاة لتنقض عليه وتقول وهي تضربه على صدره :
" ايها الحقير ...ماذا تظن نفسك . ..؟! هل انا لعبة في يديك ...؟!" 
" يكفي ..." 
صرخ بها وهو يوقفها ممسكا بكفي يديها الصغيرتين لتنهار بين احضانه وتبكي بصوت مرتفعة بينما تجمد هو مكانه من الصدمة ...
بعد فترة قصيرة افاقت لمار على نفسها فدفعته بعيدا عنها وقالت بجنون :
" تزوجها ... تزوجها ايها اللعين ... هل تظن بأنني سأبكي عليك .... ؟! انا لا ابكي على امثالك ..." 
" لمار ...انتبهي على حديثك معي ..." 
تهديداته تلك لم تعد تؤثر بها ...لقد اكتفت منه ومن أوامره وتهديداته ... 
" اصمت...انا لن اسمح لك بأن تتأمر عليَّ مرة اخرى ...وليكن بعلمك اذا تزوجت بها فأنني سأحرم نفسي عليك  ولن تلمسني سوى في أحلامك..." 
 قبض على ذراعها هادرا بقسوة :
"من تظنين نفسك لتتحدثي معي بهذا الشكل ...؟! هل نسيت نفسك يا ابنة عادل ...ترفعين صوتك وتهدديني ... انا سألمسك متى ما أردت ... وانت ستقبلين بالطبع ..." 
" حقير ....انت رجل حقير ..." 
صفعها بقوة على وجهها لتسقط ارضا باكية بينما خرج هو بسرعة من المكان ...
                           ..................
تقدم فارس نحو والدته التي استقبلته بابتسامة :
" تعال يا فارس ... تعال يا ولدي ..." 
فارس بنبرة جدية :
" امي اريد الحديث معك بموضوع هام ..." 
" اجلس وتحدث..." 
قالتها الام وهي تشير الى الكنبة التي تجلس عليها ليجلس فارس بجانبها ويبدأ حديثه :
" لقد فكرت بشأن موضوع زواجي من ريم ..." 
" جيد ...وماذا قررت...؟!" 
سألته بسرعة ليجيبها :
" انا لا اريد الزواج منها يا امي .... لا رغبة لي فيها ..."
" ولكن يا فارس.،"
فارس مقاطا اياها بحزم :
" لا يوجد لكن يا ام فارس ...لقد اتخذت قراري .... انا لا ارغب بها كزوجة  .... ابلغيها بهذا ..." 
" يبدو ان تلك الصغيرة بدأت تفرض رأيها عليك ...." 
قالتها الام بعدم رضا ليرد فارس بسرعةة:
" كلا يا امي ...الموضوع ليس هكذا .... ولكنني لا اريد ريم ولا افكر بها ... واذا تزوجتها سأظلمها معيى...." 
تطلعت الام اليه بعدم اقتناع ليقول فارس :
" صدقيني هذه هي الحقيقة .... لست انا الذي يسير وراء كلمة امرأة وانت اكثر من يعرف هذا ..." 
" معك حق يا بني ..."
قالتها الام باقتناع اخيرا ثم اردفت بحيرة :
" ولكن ماذا سأفعل مع ريم وخالتك ...؟!" 
اجابها فارس :
" تحدثي معهما بصراحة ... اخبريهما بأنني رفضت .... هكذا افضل يا امي ..." 
هزت الام رأسها بتفهم وقد عقدت العزم على فعل هذا ...
                                ...............
نهضت لمار من فوق ارضية الغرفة واخذت تمسع دموعها بيديها ....
كانت تشعر بمرارة والم فظيعين ... لقد تعرضت لأسوء انواع الاهانة هنا في هذا المنزل ... الجميع يهينها ويعاملها على انها شيء غير مرئي ... حتى فارس يهينها على طريقته الخاصة ...
ازدادت دموعها اكثر بينما هي تفكر في ذلك الجنين الذي تحمله ... هاهي ستصبح أم في هذا السن الصغير ... قبل ان تعيش حياتها بشكل صحيح ....
شعرت بالحسرة على حالها وما وصلت اليه ....
وضعت يدها على بطنها تتلمس مكان الجنين وهي تفكر في كونه عبئ ثقيل عليها ...عبئ هي لا تستطيع تحمله اطلاقا ... توقفن دموعها عن الجريان وبدأت الافكار الشيطانية تتسرب الى عقلها حينما قررت فجأة ان تتخلص منه ووجدت في هذا الحل الافضل لها والخلاص الوحيد من هذا الجحيم ...ففارس سيطلقها بكل تأكيد بعدما يعلم انها اجهضت نفسها ... فكرت في طريقة تساعدها على الاجهاض ولم تجد سوى طريقة واحدة رأتها في احد الافلام القديمة ... وقفت لمار على السرير وقفزت منه ... شعرت بألم قوي يغزو بطنها لكنها لم تتراجع ... قفزت مرة ومرتان وثلاثة .... ظلت تقفز عدة مرات من فوق السرير حتى وهنت تماما وفقدت قدراتها على تكرار هذا ... جلست لمار على السرير وهي تشعر بألم قوي لا يطاق في اسفل بطنها ... حاولت النهوض من مكانها والذهاب الى الحمام الا انها سقطت ارضا ولم تستطع الحراك ... حاولت الصراخ عاليا بينما بدأت الدماء تتسرب من جسدها ... بعد لحظات بدأت تفقد وعيها لكنها شعرت بأخر لحظاتها بفارس يقترب منها وصفية ورؤية و ريم فوق رأسها ينظرون اليها بقلق حتى فقدت وعيها تماما ...
                           .....................
في المستشفى 
اخذ فارس يتحرك داخل ممر المشفى ذهابا وايابا ... كان يشعر بالقلق الشديد .... لا يعرف اذا كان على لمار نفسها ام على الجنين ... لكنه يشعر بالقلق وكفى ...
مر الوقت بطيء عليه .... كان قد جاء لوحده رافضا ان يأتي اي احد معه ...ما زال يتذكر منظرها وهي فاقدة للوعي غارقة في دمائها ... حملها مسرعا وركض بها نحو سيارته وهو يشعر بقلبه يكاد يخرج من بين اضلعه من شدة الخوف ... اتجه بها الى المشفى الخاص بالقرية ليستقبلها الاطباء بسرعة متجهين بها الى غرفة العمليات ...
بعد فترة قصيرة خرج الطبيب وملامح وجهه لا تنطق بالخير ...
اقترب فارس منه مسرعا وسأله :
" كيف حالها ...؟!" 
اجابه الطبيب :
" هي بخير ولكن ..." 
" لكن ماذا ...؟!" 
ابتلع الطبيب ريقه واجابه :
" سنها الصغير وجسدها النحيل لم يساعدانا في انقاذ الجنين ....لقد فقدناه للاسف ... " 
اخفض فارس رأسه الى الاسفل بحزن بينما اعتذر منه الطبيب ورحل... 
بعد فترة دلف فارس الى الغرفو ليجد لمار ممددة على سريرها ... اقترب منها وجلس بجانبها ... 
" فارس ..." 
همستها بضعف وهي تحاول فتح عينيها ليميل فارس نحوها قائلا بقهر :
" لقد فقدتي جنينك يا لمار .... بإمكانك ان تقيمي الان الافراح ... لقد تخلصتي من ابنك الذي لا تريدنه ...هنيئا لك ...."
هطلت دمعة لا ارادية من عينيها وقالت بصوت مدمر :
" انا من اجهضته ... انا بنفسي من قتلته ..." 
اتسعت عينا فارس بعدم تصديق قبل ان يسألها :
" ماذا تقصدين ....؟!" 
اومأت برأسها وهي تكمل :
" لقد تعمدت ان اجهض نفسي ... " 
اخذ فارس يهز رأسه بعدم تصديق بينما تسرد لمار على مسامعه تفاصيل ما حدث
" فارس قل شيئا ..." 
هتفت بها لمار الى فارس الذي اخذ يتطلع إليها بملامح جامدة خالية من أية تعابير...
" فارس ..." 
همستها بنبرة باكية بينما جسدها يرتجف بالكامل من شدة البكاء ...
نهض فارس من مكانه وتحرك متجها خارج الغرفة تاركا اياها لوحدها تبكي بصمت ...
حمل فارس هاتفه واتصل بسائقه وأمره ان يطلب من الخادمة ان تجمع ملابس لمار وتضعها في حقيبة كبيرة وترسلها معه ...
وبالفعل نفذ السائق ما قاله ... وجاء وهو يحمل معه حقيبة تضم كل اشياء لمار الخاصة وملابسها ....
حل الصباح وأخذ فارس الموافقة من الطبيب بإخراج لمار من المشفى ...
اتجه فارس الى الغرفة التي تقطن بها ... فتح الباب ودلف الى الداخل ليجد الممرضة تساعدها في النهوض ...
" فارس .."
همست بها لمار بنبرة متلهفة بينما اقترب فارس منها وسألها بنبرة باردة :
" هل انت جاهزة لنخرج من هنا ...؟!" 
اومأت برأسها وهي تجاهد لتقاوم دموعها اللعينة ... 
" هيا بنا ..." 
قالها وهو يمسكها من ذراعها ويسير بها خارج الغرفة بل خارج المشفى بأكمله ...
أركبها سيارته وركب هو في كرسي السائق خلف المقود وبدا في قيادة السيارة ...
أبعدت لمار بصرها بعيدا عنه وأخذت تتطلع من النافذة وهي تمسح دموعها التي بدأت تهطل من مقلتيها بغزارة ...
مرت حوالي نصف ساعة لاحظت لمار خلالها بأن الطريق لا يشبه طريق المنزل ...
ارتبكت لمار كثيرا وهي تسأله بأعصاب مشدودة:
" لماذا غيرت طريق العودة ...؟!" 
اجابها دون ان ينظر اليها :
" لن نذهب الى المنزل ..."
عادت وسألته بتوجس :
" إلى أين سنذهب اذا ...؟!" 
" ستعرفين بعد قليل ..." 
ابتلعت لمار ريقها وأشاحت ببصرها بعيدا عنه بينما اخذ جسدها يرتجف كثيرا من شدة الخوف ...
مرت عدة ساعات غفت فيها لمار دون ارادة عنها ... اوقف فارس سيارته امام منزل والدها ... تطلع اليها بملامح مترددة قبل ان يمد كف يده ويلمس شعرها بأنامل مرتجفة... 
لحظات وابتعد عنها ثم اصدر صوتا عاليا أيقظها من نومها ... انتفضت لمار من مكانها على صوته لتجد نفسها أمام منزل ...
نقلت بصرها بينه وبين المنزل الذي أمامها بملامح مصعوقة قبل ان تسأله :
" ماذا نفعل نحن هنا ...؟!" 
هبط فارس من سيارته دون ان يجيبها ... اتجه وفتح الباب لها ومسكها من كف يدها وأنزلها من السيارة ...
قادها نحو المنزل بعدما أمر البواب بإنزال حقيبتها ...
وجد عادل يفتح له الباب مرحبا به قبل ان يتغضن جبينه بحيرة من منظر ابنته المرهقة فيسأله بسرعة وقلق :
" ما بها لمار يا فارس ...؟! هل هي بخير ...؟!" 
اجابه فارس وهو يحرر كف يدها من يده :
" انها مجهدة قليلا ..." 
ثم اشار الى حقيبة ملابسها التي جاء البواب بها :
" هذه حقيبة ملابسها واغراضها ..." 
" فارس ارجوك ..."
قالتها بضعف بينما سأل عادل بجدية :
" ماذا يحدث هنا بالضبط ..؟!" 
اجابه فارس نيابة عنها :
" دعها هي من تشرح لك ... اتمنى ألا تؤذها ... "
ثم التفت الى لمار التي اخذت تتطلع اليه بنظرات مترجية لكنه لم يبال وهو يقول :
" لمار ... انتِ طالق ..." 
" لاااا ..." 
صرخت بها ثم ما لبثت ان انهارت باكية بينما تحرك فارس متجها نحو سيارته وهو يجاهد لكي لا يفقد سيطرته ويستدير نحوها ...  
                            ..................
" وهكذا انتهت حكايتي مع فارس ...." 
اغلقت لمار دفتر مذكراتها وتنهدت بصمت ....
حملت حقيبتها وتحركت خارج غرفة نومها لتجد والدتها تحضر طعام الافطار ...
" صباح الخير ..." 
هتفت بها لمار بمرح لتبتسم لها والدتها بسعادة وهي تقول :
" صباح النور ... هيا اجلسي على الطاولة وتناولي طعامك ..." 
اذعنت لمار لكلام والدتها وجلست بالفعل على الطاولة بينما وضعت والدتها طعام الافطار على الطاولة وبدأ الاثنان يتناولان طعاميهما ...
" اشعر بالقلق ..." 
قالتها لمار وهي تمضغ الطعام داخل فمها لتقول والدتها بنبرتها الهادئة :
" لا تقلقي ... سوف يضعونك في مكان قريب ان شاء الله..." 
ردت لمار :
" لا اظن هذا ... من الصعب ان يجعلونني أخدم في مكان قريب ...اخاف ان يرمونني في احدى القرى البعيدة ..." 
ارتشفت والدتها رشفة صغيرة من كوب الشاي ثم قالت بعدها بنبرة مترددة :
" لقد تحدث والدك معي ..." 
زفرت لمار أنفاسها بضيق وقالت:
" في نفس الموضوع ... أليس كذلك ...؟!"
اومأت الأم برأسها وقالت:
" نعم ... " 
" لماذا لا يفهم بأنني غير موافقة .."
قالتها فرح بضيق جلي من إصرار  والدها و عناده لترد الام بعفوية:
" انه يفكر في مصلحتك ...يريد تعويضك عما حدث في الماضي..." 
" بهذه الطريقة ...بأن يجبرني على الزواج من رجل لا اريده ..." 
" ليس هكذا .... هو يريد ان تعطي فرصة له ... الشاب يحبك للغاية ... " 
تطلعت لمار اليها بنظرات غير مقتنعة لتقول والدتها بترجي :
" اعطي فرصة له ....من الممكن ان تغيري رأيك حينها ..." 
الا ان لمار ردت بعناد :
" كلا ... لن أوافق ... اخبريه بأن ينسى أمر هذا الموضوع تماما ... هل فهمت   ....؟!" 
ثم حملت حقيبتها ونهضت متجهة خارج المنزل  ...
                       ..........................
في القرية ...
استيقظ فارس من نومه على صوت ينادي عليه ...
ابتسم بحبور وهو يتطلع الى ابنه الذي اخذ يحاول إيقاظه ...
نهض من وضعيته المتمددة واعتدل في جلسته قائلا بنعاس :
" صباح الخير ..." 
اجابه الابن :
" صباح النور أبي ... جدتي طلبت مني أن أوقضك لتتناول الافطار معنا  ..." 
تنهد فارس بصوت مسموع ثم قال بنبرة ثقيلة وهو ينهض من مكانه ويتجه نحو الحمام :
" خمس دقائق وسوف تجدني معكم ... اسبقني انت الى غرفة الطعام ..." 
ركض الصغير متجها الى غرفة الطعام ليجد جدته هناك  ...
" جدتي جدتي ....أبي سيأتي بعد لحظات ..." 
" تعال هنا يا نور عيون جدتك ..."  
قالتها صفية وهي تحتضنه وتطبع قبله على جبينه ...
اجلسته بجانبها وبدأت تطعمه من الطعام الكثير ... دلف فارس بعد لحظات ملقيا تحية الصباح عليهم  ... اقترب من والدته وطبع قبلة على جبينها ويدها ثم جلس على الكرسي المقابل لها وبدأ في تناول طعامه ...
انتهى من تناول طعامه وقال موجها حديثه لوالدته:
" سوف أذهب الى العمل ... هل تريدين مني شيئا...؟!" 
اجابته الام وهي تحرر الصغير من بين احضانها :
" متى سنذهب الى منزل سالم العمري ...؟!" 
" أمي لقد تحدثنا بهذا الموضوع مسبقا ..." 
الا ان الام كانت مصرة على حديثها وهي تكمل :
" يقولون ان ابنته الكبرى تشبه البدر في جمالها ... وانا لا اريد ان أضيعها منك ..." 
" أمي ألا تملي من هذا الموضوع ....لقد تحدثنا به مسبقا  ..." 
نهضت صفية من مكانها مستندة على عكازها ثم تقدمت ناحيته مقتربة منه قائلة بإصرار :
" نعم لا امل ...ولن امل حتى أراك مستقر مع زوجة تحبك وتنجب لك الكثير من الاطفال ..." 
" حينما أجد الفتاة المناسبة سوف أتزوجها فورا ... أعدك بهذا ..." 
" ارجوك يا فارس ...وافق على رؤية الفتاة ..." 
" ارجوكِ انتِ يا امي ... اتركي هذا الموضوع لوقته المناسب ..." 
قطع حديثهما دخول رؤية التي جاءت من بيت زوجها ليقول فارس بسرعة :
" ها قد جاءت رؤية ... ستبقى معك اليوم بأكمله حتى لا تملي ..." 
ثم خرج مسرعا من المكان بينما تقدمت رؤية من والدتها واحتضنتها متسائلة :
" ماذا يحدث هنا ...؟! ما به فارس ..؟!" 
اجابتها الام :
" نفس الموضوع..." 
" امي اتركيه وشأنه من فضلك ..." 
اومأت الأم برأسها وقالت على مضغ :
" يبدو أنني سأتركه وشأنه بالفعل ... فلا حل اخر امامي..."
في المساء ...
وقفت لمار أمام المرأة تتأمل ثوبها الطويل بملامح فخورة ... لقد اختارت فستان مناسب ويليق بها لتخرج به أمام حماتها وابنة عمة زوجها ...
نعم حماتها فيبدو ان صفية تلك باتت أمرا واقعا في حياتها ...
كان فستانها زهري اللون طويل يصل الى كاحلها ذو أكمام قصيرة تصل الى منتصف ذراعيها ... ارتدت معه حذاء ذو كعب عالي قليلا ... ولم تنس ان ترتدي قلادة ناعمة مع الفستان ... رفعت خصلات شعرها من الجانبين وجمعتهما الى الخلف مع ترك خصلات شعرها الخلفية حرة بتسريحة ابرزت ملامح وجهها الناعم بسخاء ...
تنهدت براحة ثم خطت اولى خطواتها خارج الغرفة... اتجهت اولا الى غرفة الصغير فوجدتها خالية ... زفرت بضيق فهي كانت تريد التحدث معه قليلا ... قد لا يصدقها احد اذا قالت أنها كانت تفكر دائما به ... بوضعه وحياته بلا أم ... كانت تتمنى ان تكون بجانبه لكنها لم تكن مذنبة يوما بحقه ... فصغر سنها وقلة خبرتها لم يسمحها لها برعايته كما يحب .... سارت لمار بخطوات متزنة نحو الطابق السفلي وتحديدا نحو صالة الجلوس  لتجد صفية هناك تتحدث مع نسرين بصوت خافت قليلا وبجانبهما سيف الصغير يلعب في ألعابه ....
القت التحية بإقتضاب ثم جلست بجانب الصغير وبدأت تشاركه لعبه ... توقفت عما تفعله حينما سألتها صفية :
" لمار ... هل والدتك تعلم بأمر إقامتك هنا ..؟!" 
التفتت لمار نحوها واجابتها على مضض :
" لقد أخبرتها قبل قليل ..."
" جيد ... وهل هي موافقة...؟!" 
اجابتها لمار ببديهية :
" بالطبع ستوافق ... " 
منحتها صفية ابتسامة باردة قبل ان تعاود إستكمال حديثها مع نسرين بصوت أكثر خفوتا ... بينما هزت لمار كتفيها بلا مبالاة وعادت تشارك الصغير فيما يفعله ...
دلف فارس بعد لحظات الى المكان ليتفاجئ بلمار امامه ... اخر ما توقعه أن تهبط من غرفتها وتأتي الى هنا دون ان يطلب منها هذا ... شعر بالراحة فيبدو انها بالفعل كبرت وباتت تفهم ما عليها و وما يجب ان تتتصرف به ....
" السلام عليكم ..." 
رفعت لمار رأسها ما ان سمعت صوته لترد تحيته بخفوت كما رد كلا من صفية ونسرين تحيته ... جلس فارس بجانب ابنه واخذ يتابع لمار وهي تلعب مع الصغير بعفوية وراحة غريبة عليها ... ابتسم لا اراديا وهو يراها تشاكس الصغير ....هو يعرف لمار جيدا ويثق بكونها ستكون أم جيدة لأبنه ... سترعاه وتهتم به جيدا وتحبه من أعماق قلبها . .. 
نهض الجميع من أماكنهم بعدما جاءت الخادمة تخبرهم ان الطعام جاهز ....اتجه الجميع الى غرفة الطعام ... جلست صفية في مقدمة السفرة بينما اختارت نسرين ان تجلس بجانب فارس الأمر الذي أغاظ لمار بشدة لكنها لم تظهر هذا بل جلست على الجهة الاخرى بجانب الصغير ...
كانت نسرين متحدثة لبقة بشكل اثار غيرة لمار ... كانت تتحدث بثقة وبشكل يثير البهجة في نفوس من حولها ...حديثها كان ممتعا ... اعترفت لمار لنفسها بهذا...ورغما عنه اندمج فارس معها في حديثها وبالطبع صفية ....الا لمار كانت صامتة طوال الوقت ...
بعدما انتهوا من تناول الطعام نهضت نسرين من مكانها وقالت موجهة حديثها لفارس :
" فارس ...اريد الحديث معك في أمور تخص العمل ...ما رأيك أن نذهب الى غرفة مكتبك ....؟!" 
" حسنا ...لنذهب ..."
قالها فارس بإذعان ثم ما لبث أن نهض من مكانه واتجه خلف نسرين الى مكتبه لتجد لمار صفية تقول بنبرة ذات مغزى :
" يليقان ببعضيهما كثيرا ...أليس كذلك  ...؟!" 
تطلعت اليها لمار بدهشة قبل ان تبتسم مجاملة وترد بذقن مرفوع :
" كثيرا ...كثيرا ..." 
ابتسمت صفية ببرود بينما نهضت لمار من مكانها وأخذت الصغير معها واتجهت به الى غرفته ...
                          ...................
انتهى فارس من حديثه مع نسرين ليخرج بسرعة من مكتبه ويتجه الى غرفة لمار ...
بحث بعينيه عنها ليجدها فارغة ... 
عقد حاجبيه بتفكير قبل ان يسير متجها نحو غرفة ابنه ليجدها بالفعل هناك تهم بالخروج منها ....
" ماذا تفعلين هنا ...؟!" 
سألها مستغربا لتجيبه بلا مبالاة :
" كنت أساعد سيف لينام ... " 
" هل نتحدث سويا ...؟!" 
قالها بجدية لتومأ برأسها موافقة فيأخذها فارس ويتجه بها نحو غرفتها...
دلفت لمار الى غرفتها ودلف فارس خلفها بعدما اغلق الباب جيدا ...
توترت لمار لا اراديا من وجودهما سويا في هذا المكان المغلق لكنها حاولت ألا تظهر هذا له فأدعت القوة امامه ...
اقترب فارس منها وقال متسائلا :
" هل ما زلت متضايقة كونني ردتتك الى عصمتي دون إخبارك ..؟!" 
اجابته لمار بسخرية :
" وكأن ضيقي سوف يفرق معك ...." 
زفر فارس أنفاسه بقوة ثم قال :
" لمار .... انت كنت صغيرة... وأنا لم أشأ أن أزعجك ... ." 
" فارس أنت قيدتني بك دون أن تاخذ رأيي حتى ....ووالدي ساعدك بهذا ..." 
اومأ فارس برأسه وأكمل :
" معك حق... انا اخطأت بما فعلته ...لكن لم يكن امامي خل اخر لأحافظ عليكي ...." 
لمعت عينا لمار بالدموع وقالت :
" ولماذا طلقتني من الاساس طالما انك تريد الحفاظ علي....؟! "
أخذ فارس نفسا عميقا وقال :
" وهل ما فعلتيه هينا يا لمار ...؟! لقد قتلتي ابني ...." 
هطلت دموعها من مقلتيها لا اراديا وهي تتذكر ما فعلته ...هي لن تسامح نفسها اطلاقا على جريمتها تلك ....طوال السنين الفائتة كانت تؤنب نفسها وتحاسبها على فعلتها تلك .... لكنها كانت صغيرة ومجروحة ....غير واعية لحجم فعلتها ...
" لمار انا لم اقصد أن ..." 
قاطعتها بنبرة باكية :
" انا عاقبت نفسي يا فارس ... عاقبت نفسي كثيرا ... مرارا ... اعترف بمدى حجم خطأي ... لكنني كنت صغيرة ... تصرفت بطفولية رعناء ...والنتيجة انني خسرت ابني .... هل تظن بأن الأمر كان سهلا علي ....؟! وفوق هذا جئت أنت وتخليت عني ..." 
" كنت بحاجة لأجعلك تعيدين حساباتك من جديد ...كان يجب ان تعرفي مدى خطأك  ... لم يكن من السهل علي أن أتخلى عنك لكني فعلتها من اجلك وليس من أجلي ...." 
" لكن هذا لا يعطيك الحق أن تعيدني الى عصمتك ثم تخبأ الامر عني . .." 
قالتها بحرقة حقيقية ليرد فارس معتذرا :
" انا اسف لمار ....اعترف بأنني اخطأت هنا ...لكن رغبتي المتملكة نحوك هي من جعلتني أفعل هذا ..." 
منحته ابتسامة ساخرة من بين دموعها وقالت بألم :
" نعم فأنا يجب أن اكون دائما ملك لك ..." 
" انت ملك لي بالفعل مثلما أنا ملك لك ..." 
هزت رأسها نفيا بسرعة وقالت بوجع :
" أنت لم تكن يوما ملك لي .... انت ملك نفسك... انت لست لي فارس .... دوما لم تكن لي ..."
مسك يديها الاثنتين بيديه وقال بحزم :
" انظري الي ...انا فارس صفوان... أقر وأعترف بأنني ملك لك ... وأنت ملك لي ..." 
" فارس ...." 
ابتلعت كلماتها الاخيرة حينما وجدته ينحني نحوها ويعانقها  بقوة بينما شفاهه تهمس لها :
" اشتقت اليك لمار ....اشتقت اليك صغيرتي ...." 
شعرت بنفسها تكاد تذوب بين يديه ... ابتعدت عن احضانه بعد لحظات لتلتقي عيناها بعينيه ... كانت رغبته بها واضحة وضوح الشمس ... وهي كانت تريده وبشدة . . شعر فارس بها فإنحنى نحوها بنية تقبيلها وبالرغم من خجلها استجابت له وبادلته قبلته بشكل أثار جنونه ... 
لحظات قليلة وفتحت الباب ثم ما لبثا ان سمعا صوت صفية يصرخ بعدم تصديق :
" أنتما ماذا تفعلان ...؟!" 

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تابعى صفحتنا على الفيسبوك عشان تبقى اول واحدة تقرأ البارت اول ما ينزل
صفحتنا على الفيسبوك من هنا 
ahmed
ahmed