رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي من الفصل 1 الي 5 بقلم اسماعيل موسي
رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي من الفصل 1 الي 5 هى رواية من كتابة اسماعيل موسي رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي من الفصل 1 الي 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي من الفصل 1 الي 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي من الفصل 1 الي 5
رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي من الفصل 1 الي 5
بعد ما والدتى ماتت وقبل ما العزاء يخلص والدى دخل عليه بعروسته الجديده، بنت يدوبك اكبر منى بسنه، مقدرش يدينى فرصه حتى احزن عليها، وبسرعه المشاكل بدأت بينى وبينها، مكنتش طايقه نفسى ولا الشقه ولا حتى ابص فى وش ابويا ولما اول عريس خبط على بابنا وافقت من غير تردد
كنت عايزه اخرج من الوضع ده يبقالى شقه لوحدى مكنش فارق معايا شكل العريس ولا شغله ولا حتى مؤهله
مرآة ابويا كامت عايزه تخلص منى كمان، يدوبك ما صدقت الراجل وصل عندنا واقنعت والدى يوافق من غير مهر ولا دهب ولا اى حاجه
واتجوزت بسرعه فى شقه اوضه وصاله وحمام ومطبخ، كل إلى اعرفه ان جوزى شغال على عربية فلافل فى الشارع، بيخرج مع الفجر ويرجع قبل المغرب مهدود من الشغل، يدوبك يتعشى وينام
مفيش تلت شهور وبطنى اتنفخت بطفلى الأول، عدت شهور الحمل عليه صعبه جدا، كنت لازم اقوم بشغل البيت لأن مفيش حد بيساعدنى وولدت طفلى فى الشقه بمساعدة ست عجوزه كانت عايشه جنبنا
ابنى كان بيتعب زى كل الأطفال وكنت بعالجه فى البيت، لكن فى مره حرارته إرتفعت جدا ومكنش فيه فلوس فى البيت اضطريت اشيل ابنى فى حضنى واروح لجوزى مكان شغله
كان واقف على عربيه طعميه جنب قهوه، وقفت على الناحيه التانيه اشاورله مخدش باله
كان فيه واحد قاعد على القهوه شافنى وقرب منى، سألني انت عايزه مين؟
قولتله متشكره جوزى هناك ومشيت ناحيت جوزى، بعدت عنه لان شكله ونظراته معجبتنيش
قولت لجوزى إلى كان مستغرب من حضورى الواد سخن ولازم اوديه المستشفى
جوزى حط ايده فى جيبه مكنش معاه فلوس، وسط لخبطته الشخص دا قرب مننا وسأل جوزى فيه حاجه؟
جوزى قاله يا استاذ شريف ابنى تعبان وانا محتاج سلفه
شريف ده قاله من عنيه دا انت زى اخويا، خليك انت فى شغله وانا هاخد المدام فى العربيه على المستشفى هدفع كل حاجه ونبقى نتحاسب
انا كنت مستنيه جوزى يرفض، يجى معايا هو لكن جوزى وافق
ركبت العربيه مع شريف وروحنا المستشفى، الدكتور قال كويس انكم لحقتوه الطفل حرارته مرتفعه جدا، كتبلنا علاج وخرجنا من المستشفى
انا قولت هروح لوحدى لكن شريف أصر يوصلنى الشقه، قال صابر جوزك مش هيسامحنى لو سبتك وسط الشارع كده
وصلنى لحد باب العماره ومشى
ابنى بقى كويس الحمد لله لكن لاحظت ان شريف دا بداء يجى عندنا الشقه ويسهر مع جوزى
استحملت السهر لحد الصبح
حاولت اتكلم مع جوزى، فهمته ان انا مش بستريح لما بيكون فيه شخص غريب فى البيت لحد الصبح
جوزى اقتنع وقال خلاص مش هيحصل كده تانى
وفعلا مر اسبوع شريف ده مجاش البيت عندنا
وفى يوم جوزى رجع من الشغل متكدر وقال انه هيدور على شغل فى مكان تانى بعيد عن شريف ده لانه مش مستريح معاه
انا قولتله ربنا مش هينسانا وحاولت اهون عليه
القصه بقلم اسماعيل موسى
جوزى صح من الفجر ونزل يدور على شغل ودى كانت آخر مره اشوفه فيها
اليل جه وعدى نصه وصابر جوزى مظهرش فضلت صاحيه لحد الصبح
اول ما الشمس طلعت خدت ابنى وطلعت على مكان شريف سألته عن جوزى، قال انه مشفوش من امبارح ميعرفش عنه حاجه واصر انه يدور معايا عن جوزى صابر
بلغنا الشرطه ولفينا من مستشفى لمستشفى ملقناش اى أثر لجوزى
شريف ده مسبنيش ولا لحظه كان دايما واقف معايا
بعد تلت ايام اضطريت ارجع شقة والدى مكنش ينفع اقعد فى شقتى لوحدى من غير راجل
شريف كان بيجى عندنا البيت وكان بيجيب هدايا لابنى لحد ما جه اليوم المشؤم إلى شريف دخل علينا وقال الشرطه لقيت جوزك وطالبينك تتعرفى على جث/،ته
صرخت، انهرت، فقدت وعي، جوزى لقيو جث،ـته متعفنه فى المصرف
كان مخنوق بحبل وفيه آثار مقاومه وخدش ضوافر
بعد اربع شهور من وفاة زوجى، كنت فى المطبخ بحضر أكل لطفلى
سمعت مرآة ابويا بتقوله فى عريس متقدم لشروق
انا كنت عارفه انها عايزه تتخلص منى وان وجودى فى الشقه مضايقها
والدى سألها عريس مين ده الى هيقبل بواحده معاها طفل؟
مرآة ابويا قالت العريس موجود وكمان هيدفع مهر كويس ولا انت عايز بنتك كاتمه فوق نفسنا كده؟ ياراجل عايزه اعرف ادلعك!!
سمع والدى الكلمه وبلع ريقه، كان للكلمه أثر عجيب على ذاته
وشروق رأيها ايه؟
قالت مرآة ابويا، دى تحمد ربنا وتبوس ايديها وش وضهر ان فيه راجل هيلمها!
هو مجوز ومراته مش بتخلف، ومراته موافقه على الجواز يعنى مفيش مشكله
كنت متأكده انهم عايزين يخلصو منى، وأن وفاة جوزى مش هتمثل اى حاجه بالنسبه ليهم
خرجت من المطبخ وانا شايله ابنى قولتلهم انا موافقه مين العريس؟
ابتسمت مرآة ابويا وقالت انتى تعرفيه كويس وغمزت بعينها
شريف
شريف؟ بلعت ريقى بصعوبه، اشمعنا شريف وليه انا؟
قبل ما افتح فمى الباب خبط ودخل شريف، مفيش ربع ساعه وكان مخلص الكلام مع والدى
اميرة مرآة ابويا كانت ممهده لكل حاجه
خدنى شريف بعد ما العدة انتهت بشنطة هدومى وطلعنا على شقته فى المرج
شقه فى الدور التالت تلت غرف وصاله وحمام مطبخ
فيه سرير واحد فى أوضة النوم، والهدوم كلها متكدسه فى غرفه تانيه
الصاله فيها كنبه قديمه
اول ما دخلنا كوثر مرآة شريف رحبت بيا، ست خمسينيه ملامحها مرعبه خليتنى اخاف منها من اول لحظه
شالت ابنى وقعدت تلعب معاه شويه
بعده غمزت لشريف بعينها، شريف قالى استنى هنا شويه يا شروق
دخلو أوضة النوم ربع ساعه بعدها خرج شريف عنيه مبرقه وشكله متغير
شدنى من ايدى على أوضة النوم وقالى سيبى ابنك لكوثر
بعد ما خلص معايا سبنى مرميه على السرير وخرج من الغرفه
كوثر ها حصل؟
شريف حصل متقلقيش
كوثر يعنى الجرعه جابت نتيجه؟
شريف، مفيش شهرين وهتلاقى بطنها اتنفخت
كوثر بغضب، قلت كده المره إلى فاتت والبت طلعت مش بتحمل، بيت مخروب
شريف قال، لكن دى معاها طفل، النتيجه مضمونه
شريف ساب البيت ونزل، كوثر دخلت الاوضه عليه، يلا يا حلوه خدى بعضك ونامى بره فى الصاله
الغرفه دى بتاعتى انا وشريف ومش هتدخليها تانى غير لما اأمرك
العنوان باين من أوله، طلعت، استحميت، كنت جعانه بحثت عن أكل، كوثر شافتنى
قالت انتى عروسه وهتاكلى من ايدى
دخلت المطبخ خلطت حجات كتير مع بعضها وحطت فيها برشام مهروس وعملت شربه
الشربه دى هتخليكى زى الفل
كنت جعانه خلصت الشربه كلها، حسيت دماغى تقيله ونمت فى الصاله
فضلت اكتر من شهر اكل من ايد كوثر، الشربه إلى كانت بتعملها عملت معايا إدمان، لو تأخرت كنت بطلبها
وكنت بقضى يومى تايهه مش عارفه حاجه، جسمى خامل مكسر ولو الشربه اتاخرت جسمى يولع نار
تهت مبقتش عارفه انا بعمل ايه ولا عايشه ازاى، مغيبه زى ما اكون فاقده الوعى بس بتحرك
وفى يوم دخل عليا الصاله، كنت نايمه نزل فى ضرب عنيف، ضرب فى كل حته فى جسمى
يا بنت الكلب سبتى ابنك لحد ما م١ت؟
الكلمه دبحتنى، قعدت اصرخ زى المجنونه، ابنى، ابنى
كوثر دخلت علينا، صرخت مش عايزين فضايح، لو حد عرف او الشرطه عرفت شروق هتدخل السجن
عايزه اشوفه والنبى عايزه اشوفه، بوست رجل كوثر لحد ما سمحت ليا اشوف ابنى
كان ملفوف فى ملايه من غير حركه بس مخلونيش المسه
شاله هو وكوثر ونزلو بيه، قالو احنا هندفنه من غير ما حد ما يعرف وانتى متتحركيش من هنا
القصه بقلم اسماعيل موسى
الشعور بالذنب والحزن خلانى أهمل فى نفسى، لا بدور على أكل ولا بستحمه ولا بتحرك من مكانى غير لو كوثر امرتنى
بعد تسع شهور جاتنى الآم الوضع، استنيت شريف يجيب دكتور او ياخدنى على المستشفى لكن كوثر قالت انا هولدك
كنت بخاف من كوثر ومقدرش أرفض ليها طلب، وكمان كنت محتاجه الشوربه إلى دماغى بينشق لو مشربتهاش
وانجبت طفل جميل زى القمر
كوثر حضنت الطفل وقالت خليه معايا
انا صرخت، عايزه ابنى فى حضنى
كوثر حذرتنى، انت مش فى وعيك وبتنامى من غير ما تشعرى ممكن تأذى الطفل؟
رفضت، خدت ابنى فى حضنى، لكن النوم اخدنى غصب عنى ونمت
كأنه حلم بيتكرر، شريف نازل فيا ضرب وشتيمه
قتــ،تلتى ابنك، قت،ـلتى ابنك
بصيت ملقتش ابنى جنبى، قتلته ازاى؟ دا كان فى حضنى
كوثر برقت عنيها، خنقتيه يا هانم بدراعك من غير ما تشعرى، انتى هتودينا فى داهيه
احنا لازم هندفنه بسرعه يلا يا شريف
اترميت على الأرض أبكى واصرخ واندب
يتبع
كفايه يا شريف هتموتها خلينا نفكر فى المصيبه دى، اطلع بره لو سمحت
طلع شريف من الغرفه كوثر قعدت تبكى، قولتلك خلى الواد معايا مرضتيش
كنت عارفه انك مش واعيه لنفسك وادى الى خفت منه حصل، خنقتيه وانتى نايمه
مكنتش قادره اتكلم من الحزن واليأس، كوثر جابتلى الشربه خدى دى وانتى هتستريحى
احنا لازم ندفن الواد من غير ما حد يحس
شربت شروق الشربه المخدره المخلوطه بالهروين، حست بخدر فى جسمها
نسيت حزنها وهمومها ونامت
شريف كان بيعاملها معامله وحشه جدا، كل شويه يذكرها انها قتلت ابنها بايدها
للهروب من الاحساس بالذنب كانت شروق بتطلب الحساء من كوثر
وكوثر كانت بتديه ليها بسعاده
وحملت شروق مره تانيه، بطنها اتنفخت، برافو عليك يا شريف والله
احنا عايزين أطفال كتير
متقلقيش يا كوثر هخليها تحمل زى الأرانب
ومرت الشهور بسرعه، شروق ربنا رزقها بطفله جميله، المره دي كان مقرره انه عينها مش هتغفل عنها ابدا
هتلعب معاها وتستمتع بضحكتها، هتشوفها بتمشى قدامها وتجرى وراها فى الشقه
كوثر سابت الطفله مع والدتها
شريف انجزى يا كوثر الجماعه مستعجلين
كوثر اصبر شويه، البت واخده بالها اوى المره دى
والشربه راحت فين؟ متنسيش انها مدمنه
ضحكت كوثر، انا معطاشها، مانعه عنها الحساء لحد ما تفرهد
ارتخى جسم شروق، بدأت تطلب الحساء، كانت هتبوس على رجل كوثر
اول ما خلصت الحساء نامت، كوثر خدت الطفله ومشيت
وزى كل مره، شروق بتفتح عنيها على ضرب شريف إلى بيكسر عضمها
نمتى وسبنى بنتك لحد ما مات/،ت
صرخت شروق، ماتت ازاى، انا كنت واخداها فى حضنى
وبعد كده ايه الى حصل؟
معرفتش ترد، مش فاكره حاجه، مش فاكره يا شريف مش فاكره
خ،ـنقتيها زى ما خنقـ،تى ابنك
انتى مش ام انتى قاتله
اترمت شروق على الأرض تبكى وتندب وفقدت وعيها
خرجت كوثر وشريف ورجعو اخر الليل،
كوثر شفت انا عملت ايه، شفت الاتفاقات ازاى؟
طلبت ضعف المبلغ وخدته
الصراحه يا كوثر انتى فظيعه مجرمه
امال ايه يا واد دا انا كوثر والاجر على الله
باب غرفة شروق كان مفتوح، كوثر دخلت الاوضه ملقيتش شروق
راحت فين بنت الكلب دى؟
بتبص لقيت شروق مرميه فى المطبخ نايمه
ضربتها برجلها شروق قامت، بتعملى ايه هنا يا زفت؟
شروق كنت عايزه الشربه، دماغى هتنفجر
كوثر اديتها الحساء، شروق شربته ونامت
شريف لكوثر تفتكرى البنت دى سمعت حاجه؟
كوثر لا مسمعتش، هى عارفه نفسها فين اصلا؟
ورينى همتك بقا عايزين واحد تانى
شريف متقلقيش هخليها تحمل فى تؤام
فى اللحظات إلى شروق كانت بتستعيد فيها وعيها كانت بتسأل نفسها هما كانو بيتكلمو على ايه؟
فى مره سألت كوثر، انت شفتك يا كوثر واخده بنتى وخارجه من الغرفه
كوثر وهى بتتصعب، تهيأوت يا بنتى تهيأوت ربنا يشفيكى
لكن شروق كان عندها شكوك أقرب للحقيقه
حملت شروق مره تالته وقضت شهور الحمل نايمه مش حاسه باى حاجه
فى يوم كوثر نسيت تديها الحساء وكانت قاعده مع شريف فى الصاله
البت قربت تولد اتفقت مع الناس؟
شريف ايوه اتفقت كل حاجه تمام
بعد ما شروق ما تولد عايزين نخلص منها، البنت اسألتها كترت واحنا مش ناقصين مشاكل
سمعت شروق كلمة نخلص منها وجسمها كله ارتعش، دول بياخدو عيالى
حضنت معدتها، مش هسمح لأى شخص يلمسك يا حبيبى زى اخواتك متخفشى
طلبت شروق من كوثر انها تصنع الحساء بنفسها، كوثر وافقت
وبدأت شروق تبدى طاعه كبيره لكوثر
تسمع كلامها بالحرف تطيعها
لكن مكنتش بتشرب الحساء، فى الاول حست ان جسمها بيتقطع، صداع، عرق
حست انها هتموت
كل ما كانت تضعف كانت تفتكر صورة أطفالها وهما بيتاخدو منها
لحد ما بدٱت تتعافى وكانت بتحاول تتذكر الايام المنسيه، الممسوحه من ذاكرتها
كانت عايزه تعرف ايه الى حصل
مضت الايام مسرعة وبدأت الام الولادة تهاجمها، لم تفارقها كوثر ولا لحظه وعندما حان وقت الولادة كانت هي نفسها من تساعدها، طلبت منها ان تشرب الحساء، لم تصر كانت تعلم أن شروق تفعل ذلك بنفسها.
نصف ساعه من الصراخ والدفع وسمعت صرخة طفلها، لم يغيب عقلها، اسمحي لي أن احتضنه توسلت كوثر.
تركت لها طفلها ونظفت المكان، هاتفت شريف ليضرب لها موعد مع ذلك الرجل، ستقود هي المفاوضات.
الطفل معك؟ سألها شريف.
مع والدته شروق، سنبرم الاتفاق، قبل عودتنا ستكون غائبة عن الحياة، سأحرص على ذلك، تلك الفتاه يجب أن تختفي مثل سابقتها، لا يمكننا الاحتفاظ بها اكثر.
وضعت جرعة قاتلة بالحساء وتركته بجوار شروق وطالبتها بشربه ولم تتركها الا بعد أن تذوقته، سأخرج بعض الوقت وأعود وضحت لها كوثر، عندما سمعت الباب يصك تقيأت ما احتفظت به في فمها، ربع ساعه راقبتها من النافذة حتى اختفت،
حملت طفلها وهي تترنح ومشت تجاه الباب حاولت فتحه لكنه كان مغلق من الخارج، حاولت شروق تهشيم الباب لكن حالتها الجسدية كانت منهكه للأبعد حد، جعلت تركب الباب وتصرخ، خلف الباب جلست تبكي لنصف ساعه، ثم بمحاوله يائسة أخرى جعلت تطلب النجدة من النافذة لكن لم يسمعها احد، عادت مره أخرى تجاه الباب أحضرت سكين وجعلت تحاول ثقب الباب.
بالشقة التي تدنوها كان هناك طفل يلعب أمام شقته، سمع الصراخ والضربات فأخبر والدته والتي قامت بمساعده ابنها الكبير بتهشيم الباب، وجدت شروق خلف الباب تحتضن طفلها، عندما رأتهم حملت طفلها وركضت هاربه مرتعبة نحو المطبخ، لكن السيدة حاورتها بلطف، اختبرتها انها لم تكن تعلم أن هناك شخص آخر يقطن الشقة غير كوثر وشريف.
ألقت شروق برأسها على قدم السيدة وراحت تقبلها، امنحيني بعض النقود، رأفت السيدة بحالها ومنحتها بعض النقود واعارتها عبأه بدل ملابسها الممزقة.
من سيارة لسيارة تنقلت شروق بحضنها رضيع وهي لا تكاد تشعر بنصفها التحتاني، بقايا خليط يرسم خيط خلفها.
كان لديها رغبة واحدة الرغbة للوصول لأقصى مكان بالعالم
على مدى يومين تابعت تنقلاتها حتى طلبت من السائق الذي يقود على نغمات روح يا نسيم لحبيبي وقوله، ان يتوقف ببقعة خالية تحتلها المق1بر بينما على الناحية الأخرى، حيث نهاية طريق فرعي قصير تنهض فيلا مطليه باللون الأبيض، يحيط بها سياج مرتفع يحبس حديقة بانت أفرع اشجارها الطويلة، عبرت مقبرتين قبل أن تجلس متكأه بظهرها على شاهد قبر يحمل اسم ممحو بعنايه.
تركت طفلها يلعق صدرها ولما خارت قواها لم تدري بنفسها، انحنت رأسها لأسفل بنوم مميت تاركة طفلها يبحث عن سبل الحياة من خلال صدرها.
راودتها أحلام بشعة ان طفليها لم يموتوا، انها لم تقتل طفلتها وان كوثر التهمتهم، رأت أسنانها وهي تقضم لحمهم واللعاب يسيل على ذقنها، كانت تفعل ذلك وهي تنظر إلى طفلها الأخر الذي تحتضنه بعيون مشتعلة.
فتحت عينيها بهلع وهي تحتضن طفلها الصارخ بقوة الي صدرها حتى تكاد تخنقه، بصقت ثلاث على يسارها واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم.
كانت المق1بر خاليه ولم تجد ما تأكله فكرت ان تقصد تلك الفيلا المنزلة لكنها تراجعت مدفوعة بنوبة كرهه لكل ما هو بشرى يتنفس، كانت قد انتهت ان البشر لا يرحمون حتى العائلة نفسها كانت اكثر قسوة من غيرها وماذا بإمكان الإنسان أن يفعله بعالم مملوء بالقبح.
سمعت خطوات تقترب، رجل كهل عجوز، اخفت حجر خلف ظهرها، كل ما هو يتنفس يمثل خطر بالنسبة لها.
توقف الرجل على بعد خطوات، رمق الرضيع بحضنها قبل أن يسألها ماذا تفعلي هنا؟
ليس لدي مكان آخر لأقصده أجابت وهي تضم طفلها لصدرها، لمح الهلع بعينيها، الرعشة التي زلزلت جسدها، أنفاسها المرتفعة، جسدها النحيل وقلة حيلتها.
منذ متي لم تتناولي طعام؟
لا أعلم!
القصه بقلم اسماعيل موسى
اخرج من جراب يحمله رغيف خبز وقطعة جبن قديمة، ومدها لها.
انا حارس المق1بر ولا يمكنني ان اسمح لك بالبقاء هنا كان يحدثها وهي تلتهم الخبز، يجب أن ترحلي!
كانت تائهة بعينيها نظرة لا معنى لها.
سأل نفسه، كيف لأنسان ان يتحمل جريمة بمثل تلك القباحة؟ ان تدفع كلماته، أفعاله، شخص آخر لمثل هذا المصير؟
جعل يتأملها قبل أن يرحل، عاد بعد مده يحمل مفرش وبطانيه قديمة، طلب منها ان تقف، مد المفرش، جلس وجلست بجواره، لم يعد يعنيه سبب وجودها ولا ما فعلته، حتى لو كانت خاطئة؟ فأنها تستحق معامله افضل.
لم يجبرها ان تتحدث، داعب رضيعها وهو يقرأ القرآن قبل أن يرحل.
منذ ذلك اليوم أصبحت المق1بر منزلها، تختفي بالنهار الفاضح حتى لا يراها احد، تتلصص الشارع الخالي الذي لا تقطعه الا سيارات تحمل البضائع لتلك الفيلا القريبة.
كانت عندما تسمع صراخ جنازة تحمل طفلها وتركض لآخر المق1بر، تكمن أسفل دغل من الأشجار حتى تخفت الجلبة.
أصبحت تدرك ان أقرباء الميت يكونون اول الراحلين بعد دفنه، ما جدوى الانتظار والبكاء الا تقليب المواجع؟
ما عاد القلب يحتمل احزان أخرى، ان الحياه لا تنتهي بمoت احبائنا وكل ذلك الهراء البشري، المبررات التي تدفعنا للاستمرار بحياة تكرهنا حتى نفقد شخص آخر تدور الدائرة حتى نكون نحن أنفسنا ذلك الشخص
لكن تلك المرة كانت مختلفة، بعد أن رحل الجميع ظلت تسمع صوت ينتحب، عويل مرير استمر واستمر اليوم بطوله، تخلت عن حذرها لأول مره، تركت مكانها وتسللت خلف المق1بر حتى لمحت رجل خمسيني يجلس محملق بشاهد قبر محتضن وجهه بكفين ناعمتين، قالت سيرحل الان، عما قريب سيهبط الليل ويتبخر النور لكن بعد أن علت النجوم بالسماء واصبحت بقع مضيئة ظل ذلك الرجل ثابت بمكانه.
لا يشعر بألامك الا شخص عانى مثلك او اكثر منك ومن تراه تعذب بتلك الحياه اكثر منها؟؟
م١ت طفليها، هاربه، مشرده بالثالث ! اقتربت منه وهو لا يكاد يشعر بها اولا يرغب الشعور بها،
كان قد فقد كل شعور بالحياة ولم تعد تمثل له اثاره، وضعت يدها فوق كتفه، البقاء لله، فك يديه ورمقها بأتعس نظرة ممكنه قبل أن يعاود نحيبه مره أخرى، لا يبكي الرجل الا اذا انتهى كل أمل له بالحياة.
أحضرت المفرش الذي كانت تخفيه في الزراعات وفردته بجواره، طلبت منه أن يجلس فوقه، اتكاء بأعياء، ظهره على مقبره تحمل شاهد قبر حديث برخامه تحمل اسم أحمد صبري عبد الحميد وحرمه..
اهات مستعرة خرجت منه تلهب تسيل السماء المتجمدة، لم يكن يتنهد، كان يطلق دفعات من جمر احمر تكوى روحه.
وتسأل وهو ينتحب، ان الحياه التي تجعل الاب الذي انحني ظهره يدفن ابنه ليست رحيمه ابدآ
دقائق ظل على تلك الحالة يكافح ليجد نفسه، تلك الأوقات التي تترنح خلالها ثوابتنا ومبادئنا الآبديه أمام عواصف الحياه ومصائبها.
وجد الطفل يرنو تجاهه بنظرات متقلقلة وهو يعبث بساقيه بسعادة، اعتدل ليجدها ترقبه فتاه على مشارف الثلاثين، ناحفة كسنبلة قمح، بانت عظام وجهها، غارت عينيها في مخابئها، بقع تحت جفونها، ويديها الزابلتين التي تحتضن بها طفلها.
شعر بالخزي، لأول مره في حياته ينكسر أمام صدم#مه، كان لا يعرف كيف يسقط الرجل مكتمل العافية أمام الألم حتى شعر به يخترقه ويدمره ويسخر منه.
مسح دموعه بكم قميصه، ما اسمه سألها، سكتت، هرشت رأسها، لم تفكر في ذلك من قبل، ما اسمه سألت نفسها؟
لم تختاري اسم حتى الآن؟
لم تأتيني الفكرة، ليس مهم واعرضت بوجهها بعيد عنه.
وضح لها أن ذلك غير ممكن وان نشأت طفلها وترعرعه دون أسم وشهادة ميلاد غير ممكن الأن،
بدت غير مهتمة بتلك المصطلحات الرنانة، المهم ان طفلها بحضنها، اخرج صبري لفافة تب@غ واشعلها تحت مراقبة عيون الموت@ى المستنكرة،
سحب سحبه مديده من لفافة التب@غ وهو ينظر للأفق الممتد أمامه، بدي يفكر ما الجدوى من حديثه قبل ان ينطق اخيرا، لقد فقدت ابني الوحيد وزوجته اليوم، م١ت بحادثه دون أن يودعني، أربعين سنه نعيش مع بعضنا، نأكل وننام بنفس المكان ولا يجد دقيقتين ليقول انا راحل ويودعني، انها مأساة حقيقيه لا أعتقد انها ستعبرني دون خسائر.
القصه بقلم الكاتب اسماعيل موسى
لقد فقدت طفلي أيضا ولم تنتهي الحياه؟
سكتت وادارت وجهه يمنه ويسره، قالوا ان الطفل الأول م١ت وإنني قمت بقتل طفلتي وانا نائمه، لا يمكنني ان أصدق ذلك، لا يمكن لأم ان تقتل طفلها حتى لو كانت نائمه، اولاد الزا..
رمقها صبري بطرف عينه وهو ينفس الدخان، لا تبدو مجنونة؟
كانت متوجعه مثله وترغب ان تنفي الحزن بداخلها.
ان الحديث عن الأحزان يجر بعضه مثل جرعات الهيروين.
حكت له ما تتذكره من قصتها وعندما انتهت كان قد انهي علبتي تبغ وأطلق نصف عبوة سباب،
اولاد الزا يحيطون بنا في كل مكان.
راح الصبح ينبلج ويشتت ثوب الليل وقرر صبري ان يرحل كان قد تذكر للتو انه ترك طفل صغير في عناية الجيران، الجميل في الأطفال انهم لا يتذكرون القسوة ويغفرون دوما لمن يحبونهم.
منحها ورقه نقديه تكفيها شهر وطلب منها ان تقرأ القرآن على روح ابنه وانه سيكون ممتن اذا أطلقت اسم ابنه علي صغيرها.
للانضمام لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
