رواية جمال الاسود شريف ومريم الفصل الـ 3 و 4 و 5 بقلم نورا عبد العزيز

رواية جمال الاسود شريف ومريم الفصل الـ 3 و 4 و 5 بقلم نورا عبد العزيز


رواية جمال الاسود شريف ومريم الفصل الـ 3 و 4 و 5 هى رواية من كتابة نورا عبد العزيز 
رواية جمال الاسود شريف ومريم الفصل الـ 3 و 4 و 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية جمال الاسود شريف ومريم الفصل الـ 3 و 4 و 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم 
رواية 
جمال الاسود شريف ومريم الفصل الـ 3 و 4 و 5


رواية جمال الاسود شريف ومريم الفصل الـ 3 و 4 و 5

نظرت "مريم" إلى وجهه وهو واقفًا أمامها حازمًا أمره على أخراجها لوالدها فبدأت ترتجف وهى تجيب عليه بصوت متقطع مع شهقاتها القوية هاتفة:-
-صدقنى الخادمة هنا أفضل من كوني سيدة قصر بواسطة حمزة، تمام كالفرق بين الجنة والجحيم
حدق "جمال" بها وهى ترتجف باكية ضعفًا وألمًا وحتى لم تلقب "حمزة" بأبًا لها بل نطقت اسمه هكذا، أزدردت لعابه بتوتر شديد ثم قال بجدية:-
-ماشي، إحنا هنلعب لعبة لو كسبتي هسيبك تقعدي فى قصري وأوعدك أن الرجل دا مش هيلمح ظلك أبدًا لكن لو كسبت أنا هتخرجي من قصري للأبد ومتخلنيش أشوف وشك تاني
ترددت كثيرًا فى الموافقة وهى لا تعلم ماذا ستلعب وكون هناك أحتمال لمغادرتها جعلها ترتعب خوفًا، نظرت إلى "سارة" لتشير لها بألا تفعل لكن "مريم" لم توافقها الرأى وقالت:-
-ماشي موافق، وإذا خسرت هعتبرها إشارة من ربنا على موتي... أيه هي اللعبة؟
غادر الغرفة بوجه حادة غليظ بعد أن أخبرته انها على أستعداد للأنتحار والواد بحياتها على أن تعود مع "حمزة"، قال بحزم:-
-حصليني 
_____________________________
"مــــزرعة الفيــــوم"
وضعت السيدة كوب الشاي الساخن علي الطاولة ثم جلست أمام "شريف" ليقول :-
-مريم!!
تنهدت السيدة الخمسينية بهدوء ثم قالت:-
-مريم طفلة عجنها القدر، صدق اللي قالته سارة، أه حمزة أبتزاز ورجل حقير متعاشرش، مريم ما عرفت طعم الحياة والأمان غير من اللحظة اللى بقيت فيها زوجة لمختار بيه، حمزة كان بيجي يشوفها من فترة للتانية وكل مرة لازم يديها علقة والتانية وحرمها من تعليمها وطفولتها دمرها وقتل برائتها، بنت يتيمة الأم وكأن ربنا حرمها من الحب والحنان مع حرمان الأم، ربنا يرحمها بقي له حكم فى كل حاجة
-مريم أتجوزت مُختار بيه أزاى؟
سألها بنبرة هادئة لترتبك كثيرًا قبل أن تجيب عليه وبدأت تتحاشي النظر له فقال بهدوء ونبرة مُطمئنة:-
-أتكلمي وأوعدك أن محدش هيعرف باللي هتقوليه نهائيًا لكن أنا محتاج أعرف اتعرف عليها أزاى
أجابته السيدة بتوتر شديد وبدأت تفرك أصابع يديها الأثنين معًا قائلة:-
-كان دايمًا بيسمع عن البنت اللى فى جنينة اللي عايشة فى الأسطبل مع الخيل مني، مريم كانت قنوعة وراضية رغم حرمانها من التعليم والأحلام زى أى بنت فى سنها لكن قدرت تخلق سعادتها هنا وسط الطبيعي والأرض الخضراء والزرع والخيل، أتعلمت ترويض الخيل مع جوز عمتها اللي جابها هنا تعيش معرفش كانت قساوة منه ولا رحمة لما مراته ماتت ومبقاش موجود فى البيت غيره هو وابنه فخاف عليها بعد ما بدأ جسمها يتغير وتكبر وجابها هنا، كن نص الحكاوي اللى بحكيها للبيه عن المزرعة والناس هنا عن مريم لكن فى مرة جه زيارة مفاجئة لينا وسمع صويت وحد بيطلب النجدة
-كانت مريم!!
سألها "شريف" بفضول شديد لتقول:-
-كانت بتتعذب وتموت بالبطيء، حمزة كان هنا فى زيارتها وكالعادة مجرد ما بيجي بتنطفي وسعادتها بالتدمر كان دايمًا شايف أنها السبب فى موت مراته خصوصًا أنها ماتت أثناء ولادة مريم، كان بيحب مراته جدًا ومن بعد موتها أنتقم من نفسه فى شرب المخدرات ومن مريم بتعذيبها كونها السبب..ـ، وقتها حكيت لمختار بيه عن العذاب اللى بتشوفوا مريم الطفلة الصغيرة وقرر أنه يتجوزها لكن معرفش بأنها طريقة ولما عرف أن حمزة بتعاطي أديله كمية كبيرة وهو عارف انه راجل طفس وطلبه بالفلوس ومكانش معه فقرر أن يكون التمن مريم، أنا عارفة ان كل الناس بتكرهه وشايفين أنه وحش لكن مريم كانت الحسنة الوحيدة فى حياته، كتب عليها وكان دايمًا بيسمع عنها وعمره ما شافها لكنه شافها يوم الجواز ووقتها كان جايبلها هدية حصان وسارة مربية ليها تعتني بيها عوضًا عن امها اللى ماتت...
_____________________________
خرج "جمال" من القصر كاملًا وخلفه "مريم" ثم "سارة" تراقبهما، وقف أمام السياج لترى "حاتم" يخرج من منزل الخيول جالبًا فى يديه الأثنين فرس أبيض جميلًا و"إيلا" فرستها المحبوبة وصديقتها الوحيدة لتبتسم "مريم" بحماس وقد تلاشي خوفها ثم قالت:-
-عايز تركب الخيل؟
نظر لبسمتها المشرقة وكأنه قد نال مراده من هذه اللعبة، تلاشي خوفها وتوقفت عن البكاء فمنذ الوهلة الأولى التى طلبت فيها حصانها عن المال علم جيدًا أنها تعشق الخيول وركوبها على "إيلا" كان بمثابة نيل الحرية من سجنها الأليم، توقف العامل أمامهم وترك الخيول ثم غادر فقالت:-
-أيه هى اللعبة؟
تبسم وهو يرحب بحصانه الأبيض ثم قال:-
-دا مرجان فرسي الغالي ولا مرة سمح لحد يركبه غيري، لو قدرتي تركبي علي ظهره وخلصتي 10 دورات فى 10 دقايق داخل السياج هسيبك تقعدي فى قصري
نظرت إلى "إيلا" بحزن فحماسها وبسمتها كانوا لأجل "إيلا" فرستها الجميلة الساحرة والركوب عليها فقالت بعبوس:-
-خليهم مائة أو ألف لكن على ظهر إيلا
ألتف إليها بوجه حاد ثم قال:-
-أنا عارف أنك ماهرة جدًا فى ركوب إيلا فبكل الأحوال هى حصانك لكن وريني قوتك وماهرتك على مرجان وفى المقابل أنا هركب على ظهر إيلا
أتسعت عيني "مريم" على مصراعيها بصدمة ألجمتها وقالت بسخرية بريئة:-
-إيلا حصان بري مبتسمحش لحد يقرب منها أو يركبها
تبسم بعفوية وهو يقول:-
-دي مشكلتى أنا
تنهدت بأغتياظ شديد وعينيها تحتضن عيني "إيلا" ثم قالت:-
-أتفقنا
ربتت على عنق "إيلا" حتى صعد عليها "جمال" كأنها أخبرت صديقتها أن تكون جيدُا وتحسن معاملته لأجلها فهو قادر على تدمير حياتها بكلمة واحدة ثم قالت بعبوس:-
-أمسك كويس لأن حصاني عنيدة وشقية
أقتربت من "مرجان" ليعود للخلف رافضًا صعودها عليه، أعطي "جمال" الساعة إلي "سارة" لتكن حاكمًا بينهما، أقتربت "مريم" منه وقالت:-
-أهدأ .. اهدأ
أصدر صهيله وهو يرفع عنقه للأعلي رافضًا رفض قاطع ركوبها على ظهره، عكس "إيلا" التى كانت هادئة مما جعل "جمال" يطمن جدًا وبدأ السباق قبل أن تصعد "مريم" على ظهر حصانه، ركضت "إيلا" به بخطوات ثابتة حتى أنهت اللفة الأولي وصعدت "مريم" بدلال على ظهر "مرجان" ودخلت السياج فى هذه اللحظة بدأت "إيلا" فى التذمر والعناد رافضة وجود غريب على ظهرها لتسرع من قوتها وهى تهز رأسها بقوة مُحاولة إفلات شعرها الطويل من "جمال" لكنه كان فارسًا ماهرًا تمامًا كـ "مريم"، ركضت "مريم" بحصانه وهى تتقرب إليه بحنانها ولمساتها الناعم فهى تملك الكثير من الخبرة فى ترويض الأحصنة، كان "جمال" يسبقها بدورة لكن مع تذمر "إيلا" جعل "مريم" تقترب منه بحماس وهى تصدر صافرة بفمها فهمتها "إيلا" جيدًا وبدأت تهدأ من حركتها وتذمرها فنظر "جمال" إليها بدهشة من ترويضها إلى "إيلا"، تبسمت "مريم" بفخر رغمًا عنها وهى تهز كتفيها الأثنين للأعلى بمعنى أنها ماهرة لا شك، شعر "جمال" بقشعريرة فى قلبه من بسمتها فعاد للنظر مرة أخرى للأمام بخوف من هذه الفتاة، كان "جمال" يسبقها بفضل ترويضها لـ "إيلا" ومساعدته فى توقف فرستها عن التذمر لكن "مرجان" لم يكن كإيلا رحيمًا مع راكبه فأرتطامًا بالسياج قاصدًا التذمر على "مريم" فقد وصل لأقصي درجات الغضب من ركوبها عليه لتصرخ "مريم" بألم من قدميها التى أعتصرت فى السياج الخشبي، ألتف "جمال" برأسه ليراها تتألم وفرسه ما زال يتذمر ويقفز بجنون لإسقاطها فتمتم بخوف قائلًا:-
-خلينا نروح لها قبل ما يأذيها 
وكأن "إيلا" فهمت ما يقول لتسرع فى خطواتها وعينيها على "مريم" لا تفارقها وتصدر صهيلها بخوف شديد على صديقتها، تشبثت "مريم" جيدًا فى لجام الفرس مما جعل "مرجان" غاضبًا فبدأ يدور حول نفسها مرات متتالية لتشعر "مريم" بدوران شديد وتركت اللجام وجسدها فقد توازنه لتسقط من فوق مرجان فأسرعت "إيلا" أكثر نحوها وهى تراها تهتز وعلى وشك السقوط فأمسكها "جمال" وهى تسقط بذراعه وجذبها بقوة إلى صدره، تشبثت به بقوة وهى جالسة أمامه ولفت ذراعيها حول عنقه بأحكام وذراعه يحيط بخصرها حول ظهرها والأخر يمسك بإيلا، شعر بأنفاسها تضرب عنقه بجنون وصعوبة فقال هامسًا:-
-حصل خير
تساقطت الدموع من عينيها على عنقه ليشعر بحرارتها وسمع صوتها المبحوح قائلًا:-
-ممكن نكرر مرة تانية، أرجوك أوعدك أني هكسب بس أدينى فرصة رجاءً
لم تترك القشعريرة قلبه من قربها إليه وضمه إليها أشعره بدفء لم يشعر به من قبل فلم يتمالك نفسه وبدأ يربت على ظهرها بلطف وهمس قائلًا:-
-ممكن تبطلي عياط، مش هخليه يأخدك خلاص
توقفت "إيلا" أمام "سارة" فأخرجها "جمال" من عناقه وأعطاها إلى "سارة"، تشبثت "سارة" بها جيدًا وقالت:-
-أنتِ كويسة، إن شاء الله ما يكون حصلك حاجة؟
هزت رأسها بالنفي، بينما "جمال" ترجل من فوق "إيلا" وغادر أمامه بحرج وأرتباك شديد فى قلبه، سارت مع "سارة" بتعب وتشعر بألم فى قدمها لتهمس "سارة" إليها قائلة:-
-رجلك بتوجعك؟
نظرت "مريم" بحرج على "جمال" وهو يسير أمامهم وقالت هامسة حتى لا يسمعها:-
-لا خالص، دى أتجرحت
أستشاطت "سارة" غضبًا من هذا الرجل لكن "مريم" أربتت على يدها بلطف وصعدت إلى الغرفة مُبتسمة لموافقته على بقاءها وأتصل "جمال" بالأمن ليصرفه "حمزة" قبل أن يتصل "جمال" بالشرطة وبالفعل هرب "حمزة" فور سماعه كلمة الشرطة...
__________________________ 
خرج "شريف" من المرزعة مذهولًا مما سمعه ونظرت هذا العامل تراقبه عن كثبه وتجعله يرغب فى معرفة المزيد وحتمًا هناك ما يخفيه هذا الرجل، صعد بسيارته ثم أنطلق إلى القصر وفي طريقه حاول يرتب الأحداث والكلمات التي سمعها ليجمع خلاصة حياتها وما مرت به، ربما صدقت "سارة" عندما أخبرته أن "حمزة" هو الجحيم لها وتحتاج لمساعدته حتى تخلصها منه، لكن "جمال" هل سيقبل ببقائها لفترة أطول داخل قصره فربما هي تخشي "حمزة" لأنها تعرف مكره وغضبه لكنها لا تعرف من هو "جمال" وماذا سيفعل بها وكيف يكون فى قسوته، ما زالت لا تعرف أنها تركت عرين الشبل ودخلت لعرين الأسد ....
_________________________
دق باب الغرفة مساءًا ودلفت "حنان" وخلفها بعض الخادمات يحملون الكثير من الحقائب ثم قالت:-
-مستر جمال بعت لك الحاجات دي
نظرت "مريم" بقلق إلى "سارة" لتقترب من الحقائب وتفتحها وكان بداخلها الكثير من الملابس والأحذية ومستلزمات كثيرًا لأجلها فقالت "سارة":-
-هدوم عشانك
أومأت "مريم" بهدوء لها فغادر الجميع، قالت "سارة" بقلق:-
-مريم أنا مش واثقة فى الرجل دا، متثقيش فيه كتير
جلست "مريم" على المقعد بصمت ثم وضعت الوسادة على قدميها وقالت بشرود:-
-عارفة لكن تعرفي يا سارة هو دافئ
تعجبت "سارة" من كلماتها وذهبت نحوها بدهشة وبعد أن جلست حدقت بها وقالت:-
-نعم!! مريم متفكريش بأى حاجة نهائيًا غير أنك تأخذي ورثك منه كونك زوجة المرحوم مختار او على الأقل تأخدي أى مبلغ يعرضه عشان نقدر نهرب بيه بعيد عن حمزة وتبدأي حياتك وترجعي لتعليمك وتعيشي، أوعي تنسي إحنا هنا ليا ووصية المرحوم جوازك لازم تتفتح، أوعي تفكري أن قربك من جمال حل وممكن يكون فى صالحك إحنا فى غني عن الوقوع مع الكبار والرجالة وكفاية علينا حمزة، أوعي تنسي أن جمال لو عرف بالماضي واللي حصل هيقتلنا إحنا الأثنين عارفة دا ولا لا؟
تأففت "مريم" بضيق شديد ثم قالت:-
-أساسًا لو حمزة عرف أني شوفته بيقتل مُختار بأيده هيقلتني أنا كمان، متنسيش أني شوفته يعني شاهدة على جريمة قتل ودا كفيله بلف حبل المشنقة حول رقبته
أنتفضت "سارة" خوفًا من أن يسمعهم أحد ووضعت يديها على فم "مريم" بخوف وقالت:-
-قولتلك تنسي الليلة دى بكل اللي حصل فيها مش بس الجريمة ومتتكلميش عنها حتى قصاد المرايا مع نفسك يا مريم
أحتضت "مريم" وسادتها بخوف وهى تتذكر الماضي ثم قالت:-
-أنسي! سارة أنا ولا مرة نمت فيها بسلام وأنام بعد الليلة دى من بداية اللى عمله مُختار فيا وقتل حمزة له، الكوابيس ملازمني كأن حياتي كان ناقصها اليوم المشئوم دا، أزاى أنسي دا، أنا عارفة أن الجحيم جاي جاي هي بس مسألة وقت
أخذت "سارة" يدها الصغيرة بين راحتى يديها ونظرت إلى "مريم" بدفء ثم قالت:-
-صغيرتي أنا معاكي ومش هسيبك نهائيًا لكن حرصًا مننا متقربيش من جمال وأبعدي عنه قدر الإمكان لحد ما يجي الوقت المناسب ونهرب من هنا...
أومأت "مريم" إليها بهدوء ثم وضعت رأسها على قدمي "سارة" لتنال قسطًا من الراحة فى مأواها الوحيد ربما لا تأتيها الكوابيس وهى بقرب "سارة"..
_________________________ 
فى الوقت نفسه كان "جمال" جالسًا فى مكتبه وفتح أحد الأبواب السري ثم دلف إلى الغرفة وكانت صغيرة والحائط مليء بالصور والملاحظات ويتوسطه صورة "مُختار" ليقول بضيق شديد:-
-أنت فين يا مختار؟ إذا كنت ميت فعلًا فين جثتك؟ أنا وأنت عارفين كويس أن الجثة اللي أدفنت مش أنت وأني وافقت الشرطة علي أنها أنت عشان التحقيقات لأني تعبت مش قرفك لكن فين جثتك الحقيقية يا مختار وأيه اللي حصل معاك؟
سمع صوت باب المكتب يدق فخرج من الغرفة مُسرعًا وأغلقها ثم أذن بالدخول ودلف "شريف" بعد أن عاد من المرزعة ليقول:-
-أتمني مكونش أتاخرت؟
هز "جمال" رأسه بلا، أقترب "شريف" منه وهو يقدم له الجهاز اللوحي وقال:-
-مريم حمزة العاصي تسعة عشر سنة و8 شهور يتيمة الأم اللي أتوفت فى الولادة ومن وقت ولادتها وعاشت مع جدتها والدة حمزة مريضة السرطان وربتها لحد ما وصلت 5 سنين بعدها حمزة وداها علي بيت عمتها في الفيوم لطالما كره وجودها من لحظة ولادتها بسبب وفاة مراته معتقد أنها قتلت حبيبته، عمتها قدمت لها فى المدرسة ودرست لحد أولي ثانوي عام بسبب كونها طالبة متفوقة فى الدارسة وربتها مع أبنها ياسين لحد ما أتوفت عمتها وفضل جوز عمتها عامل الأسطبل فى مزرعة السيد مُختار يربها لحد مر شهر وأخدها على المزرعة بسبب خوفه على بقاء بنت مراهقة مع ابنه اللى بيكبرها بثلاثة سنين لذا تربت مريم وسط الخيول وتعلمت معه المهنة، وقتها رجع حمزة بعد خبر وفاة أخته وأعتبر أن مرة شؤم على كل أحبابه كل ما تروح لحد يموت فقرر يمنع مريم من تعليمها وأتجوزت أخوك وقتها بعد فترة، قدم مُختار مربية لها وهى سارة بيوم زواجهما وقدم لها فى المدرسة تكمل ثانية ثانوي لكن منعها من تعليمها مرة تانية بسبب معارضة أخاك وبصراحة معرفتش أوصل لسبب دا، من لحظة جوازه بها وهي مخرجتش من باب البيت فى المزرعة بمعني كانت سجينة هناك لحد ما مختار مات من ثلاثة أشهر وطوال فترة الجواز حمزة ملمحهاش بنظره،  لكن الحاجة الوحيدة اللى مؤكدة أن حمزة كان نار بتحرقها طول الوقت
كان "جمال" يستمع جيدًا لقصتها على لسان "شريف" وعينيه تحدق بصورتها الموجودة فى الجهاز اللوحي أمامه ليكمل "شريف" بأهتمام أكبر:-
-معندهاش صحاب ولا عائلة بطبيعة حياتها فى سجن المزرعة غير حصانها اللي قدمه مختار ليها واتعلقت به كتير، حياتها كانت طبيعة لحد ما فيوم الخادمة سمعت صوت زعيق من فوق وكان مختار أول مرة يتخانق معها ومحدش يعرف السبب كان أيه لكن الأكيد أنه كان حاجة كبيرة لأنه عاقبه ليها كان حرمانها من حصانها لما بعته هنا من ثلاثة شهور ومن وقتها ومريم دخلت فى حالة صدمة وفقدت النطق بالفعل بسبب فراق حصانها وجابولها دكتور نفسي لكن منفعش ومريم متكلمتش لحد ما جت هنا وطلبت بحصانها وأتوفي مختار بعد ثلاثة أيام من خناقهم وكانه لسه متخاصمين
تمتم "جمال" بنبرة خافتة وسبابته تلامس وجهها الموجود على الشاشة قائلًا:-
-يعنى حمزة مكدبش لما قال أنها خرساء
أومأ "شريف" بنعم وتابع:-
-كمان الخادمة قالت أن طول الثلاثة شهور اللي فضلت فيهم فى المزرعة بعد موت مختار بيه كان حمزة عايش معاها هناك وبيعذبها بكل الطرق اللى ممكن تتخيلها لدرجة أنه فى مرة طعنها بسكينة فى كتفها وسابها تنزف من غير حتي ما يجيب لها دكتور
كان "جمال" صامتًا طيلة الوقت يستمع فقط دون أن يتفوه بكلمة أو يعلق، فقط عينيه لم ترفع عن وجهها ثم أغلق الجهاز اللوحي ووضعه على المكتب قائلًا:-
-خلاص يا شريف كفاية، روح أنت
غادر المكتب صامتًا مما جعل "شريف" متعجبًا فقد أكتفي بشكره فقط، أين أسئلته وشكوكه المعتادة ليقول بتمتمة:-
-بس كدة، بتفكر فى أيه يا سيد القصر؟
خرج "جمال" من المكتب وصعد الدرج شاردًا حتى وصل إلى غرفة "مريم" وتتطلع بالباب كثيرًا ثم قال مُرددًا كلمات "جمال" إليه:-
-مات وقت خصامها، معقول قتلتيه يا مريم؟
صراخها داخل مكان مُظلم لا تري فيه حتى أصابعها، صوت أستغاثتها سرعان ما تبدل الصوت بصوت أحتكاك الحديد بالحائط الصلب، ظلمة مُرعبة ومُخيفة ونيران مُشتعلة بنهاية المطاف ويد رجولية قوية ترفع عاليًا حتى سقطت بالعصا الحديدية على رأس "مختار" أسقطته أرضًا وبسمة مُخيفة وكأن الشيطان من يبتسم لمكره وفخرًا بقذارته....
 صرخت "مريم" بقوة هزت جدارن القصر كاملًا وفتحت عينيها بهلع شديد ترتجف وجبينها تتعرق كأن أحدهن سكب دلو من الماء على رأسها، نزل "جمال" من الأعلى على صوت صراخها وكانت نائمة على الأريكة، جاءت "سارة" إليها من الأعلى بقلق شديد لتضمها بقوة بين ذراعيها، تتطلع "جمال" بها كثيرًا وهى تخفي عينيها داخل "سارة" بقوة وكأنها لا تقوى على النظر أو مواجهة هذا العالم، والفضل يعود إلى "حمزة" التى أرتكب جريمة القتل أمام عينيها لكن أن علم بما رأته عينيها سيقتلها هى الأخرى بلا شك فالقدر وحده من وضعها بهذا الموقف وخلق بداخلها هذا الخوف وسلب منها الأمان حين رأت ما لا يجب أن تراه عينيها، أحضرت الخادمة ماء باردة لأجلها لترتشفها بخفة ثم عادت إلى المطبخ، أنتبهت "مريم" لوقوف "جمال" بعيدًا يراقبها عن كثب بعد أن إيقظت الجميع بصراخها لترفع نظرها به فكان يتطلع بها بقوة والفضول يقتل ملامحه والقلق لتتعجب لرؤية قلقه عليه فقالت بنبرة هادئة:-
-أنا أسفة صحيتكم
لم يجيب عليها وسار إلى الحديقة فأمسكت "سارة" بيدها ثم قالت بلطف:-
-ولا يهمك يا حبيبتي هعملك كوباية ليمون ساقع، أهدئي
أومأت "مريم" لها بنعم وألتفت برأسها على الحديقة حيث ذهب "جمال"، كان يسير واضعًا يديه الأثنين فى جيوبه بنطلونه القطني ذات اللون الأزرق ويرتدي سترة سوداء مُغلقة الساحب الخاص بها وينظر إلى الأمام بشرود ولا يفارق عقله صرختها القوية وانتفاضها رعبًا فقطع هذا الشرود صوتها الخافت من الخلف تقول:-
-ممكن أمشي معاك
ألتف إليها وكانت تشبه المراهقات الصغيرات جدًا بوجهها الخالي من مساحيق التجميل وصغر حجمها مُرتدية بيجامة قطنية ذات اللون الأصفر الفاتح بنصف كم وشعرها الطويل مسدولًا على ظهرها حتى بلغ نهايته وعلى الجانب الأيسر، صمت ولم يعقب على كلمتها فقالت بترجي:-
-مش هعمل أى صوت ولا هزعجك، أنا بس خائفة أقعد لوحدي لحد ما سارة تيجي
تابع سيره للأمام بمعنى الموافقة لتلحق "مريم" به وكانت حقًا ضئيلة بجانبه تصل إلى ساعده برأسها فقالت بهدوء:-
-أنا دايما بحلم بكوابيس مُخيفة
أنتبه لحديثها بأذنيه دون أن يتطلع بها وقدميه تسير فى هدوء، أخبرته أنها لن تصدر صوت لكنها تفعل الآن فتنهد "جمال" فهو سمع عن حياتها ما يكفي ولا يرغب بسماع شيء أخر عن تعاستها فهذا لن غير الأمر كثيرًا، تابعت "مريم" بنبرة خافتة وقد بدأ الخوف يظهر فى صوتها:-
-من لحظة وفاة عمتي وظهور حمزة مرة تانية فى حياتي ومعاملته القاسية ليا والكوابيس ظهرت معاه
ضمت ذراعيها الأثنين إلى صدرها وقد بدأت تشعر بالبرد القارس ليلًا لتتابع حديثها قائلة:-
-فى الحقيقي أنا كنت عايزة أقولك أنى أسفة على أني ضيق ثقيل عليك ومش مرحب بوجودي هنا لكن برضو أحب أقولك شكرًا على اللى عملته معايا وأنك مسمحتش أن حمزة يأخدني 
توقف عن السير لتنظر إليه بخوف فربما تفوهت بشيء أغضبه لتراه يفتح سحاب سترته ونزعها عن جسده ثم أقترب ليضعها فوق أكتافها بلطف لتميل رأسها لليمين بدهشة من لطفه وقالت:-
-أنا...
قاطعها "جمال" بجدية قائلًا:-
-متمرضيش فى بيتي أن كوني عارفة أنك ضيف غير مرحب فياريت متزعجيش البيت دا حتى الخدم بمرضك
أنتفض قلبها رجفًا وهى ترفع رأسها نحوه وتشعر بأرتباك شديد حتى أنها شعرت أن حرارتها أرتفعت بسبب قربه هكذا وفعله فأومأت بحرج إليه ليخفض نظره نحو عينيها وقال بلطف:-
-خليني أقدم لك نصيحة متثقيش بلطفي ولا معاملتي أنا مش باللطف اللي أنتِ مُتخيلاه، لو كنت سمحت لك فى البقاء هنا فـ دا عشان اللى عملته فى المستشفي أنا محبش أكون مدين لحد بحاجة لكن متثقيش فيا أنا أكثر وحشية من حمزة اللى خايفة منه
يخبرها بمدة وحشيته التى يخفيها خلف قناع اللطف والهدوء كأنه ينذرها بألا تأمن له لكن ما أصابها بالغضب الأكثر وجعلها تشعر بتوتر شديد فور ذكر اسم والدها لتقول:-
-أنت بتتكلم كدة لأنك متعرفش حمزة لكن أنا واثقة أن مفيش أقسي منه ولا حد أوحش منه
غادر "جمال" دون أن ينطق بكلمة واحدة لتنهدم سترته الكبيرة على جسدها الضئيل وكانت يديها مخفية تمام داخل أذرع سترته الطويلة وتصل لركبتها لتسير مُسرعة للداخل فرأت "سارة" تخرج من المطبخ حاملة بيدها كأس من عصير الليمون فدهشت "سارة" عندما رأتها ترتدي سترة "جمال" وقالت بخوف شديد:-
-أيه دا، مش قولتلك أستنيني هنا؟ جبتي الهدوم دى منين؟
نظرت "مريم" إليها وقالت بحرج:-
-أنا هطلع أنام
صعدت للأعلي ولم تنزع سترته عنها بل ولجت لفراشها بملابسه وكأنها تحتمي من كوابيسها بها و"سارة" تتبعها حتى جلست جوارها على الفراش وقالت بلطف:-
-أشربي الليمون
أومأت "مريم" لها بنعم وأرتشفت الكأس كاملًا ثم غاصت فى نومها، و"سارة" بجوارها تنتظرها أن تغرق فى نومها ثم خرجت للشرفة بتسلل وأخرجت هاتفها لكى ترسل رسالة واحدة محتواها
 (لقد دخل العصفور القفص) 
أنتظرت الرد على رسالتها وكان من كلمات قليلة غامضة 
(أبقيه بداخله)
 عادت للغرفة فى هدوء....
___________________________
جلس "حمزة" بسيارة الأجرة أمام القصر ينتظر خروجها صباحًا حتى فُتح باب القصر وخرج منه سيارة "جمال" مُتجهًا إلى عمله وأنتظر حتى رحل "جمال" تمامًا عن القصر وأخرج هاتفه ليتصل على رقم "سارة" فأجابته بجدية قائلة:-
-بتتصل تاني ليه؟ عايز أيه مننا؟
تحدث "حمزة" بمكر شديد قائلًا:-
-قولي لمريم تخرج وأنا مستنيها برا وإلا هطلع على جمال بيه اللى بتتحامي فيه وأقوله كل حاجة وعليا وعلي أعدائي ووقتها هو اللى هيقتلها مش أنا 
نقلت "سارة" الرسالة إلى "مريم" بغضب شديد والفضول يقتلها لما فعلته ويبتزها به "حمزة" فصرخت بغضب قائلة:-
-أنتِ عملتي أيه يا مريم؟ ردي عليا مخبية أيه مخلي حيوان زى دا يبتزك بيه؟
على عكس "مريم" الذي شحب لونها وأرتجفت بذعر شديد ثم قالت:-
-أنا هطلع له
أتسعت عيني "سارة" من موافقة "مريم" على الذهاب إليه وقالت:-
-مستحيل، أنتِ عملتي أيه من ورايا يا مريم مخليكي تروح للموت برجلك، ربنا يستر
لم تقوى "مريم" على رفع عينيها بها وذهبت للخارج بقلق مُرتدية بنطلون جينز أزرق اللون وفوقه سترة "جمال" التى أخذته منه امسًا وحذاء رياضي أبيض اللون، خرجت من باب القصر وبحثت بنظرها عنه لترى سيارته هناك فذهبت إليه بقدمي مُرتجف وتكاد تصبو إليه، وصلت إلى السيارة ولم تجد "حمزة" بداخلها وقبل أن تستدير جاء "حمزة" من خلفها ومسك رأسها وضربها بالسيارة بقوة لتفقد الوعي أرضًا ليتطلع بها بغضب وكره شديد، رأه رجل الأمن فى كاميرات المراقبة ليفزع منه مكانه خوفًا من "جمال" وأرسل إشارة إلى أصدقاءه وهو يرى "حمزة" يضعها بالسيارة فاقدة للوعي، خرج رجلين من الأمن إلى الخارج ليمر "حمزة" بسيارة من أمامهم بسرعة جنونية هاربًا منهم، وصل الخبر إلى "سارة" لتفزع خوفًا على "مريم" وهى تعلم بأنه سيقتلها فى الحال...
_______________________________
كان "جمال" جالسًا بغرفة الأجتماعات فى مقدمة الطاولة الكبيرة ويستمع إلى مدير التخطيط وهو يعرض عليه مشروعهم الجديد على الشاشة والغرفة مُظلمة و "شريف" جالسًا جواره على اليمين رن هاتف "جمال" مرة وأخرى ليقلب هاتفه على وجهه بضيق من أتصال "حنان" المتكرر وأكمل أجتماعه ثم خرج من الغرفة بصحبة "شريف" وهو يقول:-
-خلينا نبدأ فور بالمشروع ودا وبلغوني بالجديد، بالمناسبة حنان أتصلت كتير فى الميتنج أتصل شوفها عايزة أيه؟
أخرج "شريف" الهاتف من جيبه ليتصل بـ"حنان" وفور أستقبالها للمكالمة قالت بقلق:-
-شريف، فين جمال بيه، أنا أتصلت فوق العشرين مرة بقالي ساعتين
أنتبه لصوت بكاء "سارة " المجاور له فسأل بقلق:-
-كان عندنا ميتنج مهم... فى أيه مين اللى بيعيط جنبك
تنحنحت بخوف مما سيفعله "جمال" بعد أن يعلم وقالت بتوتر:-
-حمزة خطف الهانم الصغيرة 
أتسعت عيني "شريف" على مصراعيها بصدمة ألجمته وتوقف عن السير مكانه بمنتصف الرواق وقال:-
-بتقولي أيه؟ مريم حصلها أيه؟ أنتِ أتجننتي يا حنان والأمن اللى عندك بيعملوا أيه؟
توقف "جمال" عن السير فور سماع أسمها وألتف إلى "شريف" وهو يقول:-
-حصل أيه؟
رفع "شريف" عينيه وهو يقول بتوتر:-
-مريم أتخطفت، حمزة عملها
لم يصدق "جمال" حديثه نهائيًا فكيف لرجل أن يقتحم منزله الملأ برجال الأمن ويخطفها من بينهما...
_____________________________ 
كانت "سارة" تبكى بعجز شديد وهى لا تملك شيء تفعله، دلف "جمال" من باب القصر كالثور الهائج أو العاصفة الهالكة لكل من تقابله وقال بصياح:-
-حصل أزاى؟
أبتلعت "حنان" ريقها بصعوبة وقالت:-
-هي اللي خرجت من القصر بنفسها والله
تمتم "جمال" بسخرية من رجاله وقال:-
-قُلتي لوحدها، شريف أطرد كل رجالة الأمن أنا مش محتاج لرجالة بهايم زيهم غير أكفاء ومش قد المسئولية لكن قولهم لو مريم حصل حاجة مش هكتفي بطردهم أنا هقتلهم واحد واحد
نظر إلى "سارة" بضيق شديد وقال:-
-حاولتي تتصلي بها
أجابته "سارة" ببكاء شديد قائلة:-
-مريم معهاش موبايل
ألتف "جمال" بضيق شديد وهو يقول:-
-بتهزر معايا! معقول حد فى الزمن دا عايش من غير موبايل
ذهب إلى مكتب الأمن كى يرى كاميرات المراقبة ورأه وهو يضرب رأسها بسيارة ليغلق "جمال" قبضته بقوة وقد أشتعل غضبه بقوة النيران الملتهبة وكأنه على وشك قتل "حمزة" بهذه اللحظة إذا رأه...
_________________________ 
سكب "حمزة" دلو من الماء الباردة المليئة بمكعبات الثلج على جسدها لتنتفض رعبًا وبرودةً، ألقي بالدلو بعيدًا وهو يقول:-
-بيعجبني فيكي يا مريم أنك غبية وسذاجة
تنفست بصعوبة وهى تحدق به بجيبنها المجروح الملوث بالدماء، كانت جالسة على الأرض وسط بركة من الماء ويديها مُقيدة خلف ظهرها فقالت بخوف:-
-أنت مش هتقتلني، متقدرش أنت محتاجني عشان تأخد الفلوس من جمال من غيري أنت مش هتورث حاجة ولا هطول جنية واحد وكل خططك هتبوظ
حدق "حمزة" بها بصمت شديد، أرعبها صمته ليقول بهدوء وهو يجثو على ركبته امامها ومسك فك وجهها بقبضته القوية:-
-فعلًا عندك حق لكن مين قالك أني ممكن أقتلك، مريم معقول لسه معرفتش ولا فهمتي أنا بتلذذ بعذابك ووجعك، صوت صراخك ووجعك بيعجبنى لا دا أدمان والله بعشق صوت صراخك وعشان كدة أصرخي يا مريم، ورينى دموعك متعرفيش وحشوني قد أيه.. أصرخي
ألتزمت الصمت وهى تحدق به ليخرج سكين حادة من أسفل قميصه وقال بغضب سافر وهو يمسك وجهها بيده الأخر:-
-سمعتني بقول أصرخي.... أصرخي وصويت يا صغيرتي، أنا أبوكي وبأمرك تصرخي خليني أتبسط وأتلذذ بيكي 
قالها وهو يغرس السكين بقوة فى قدمها من أعلى ركبتها تحديد بفخذها لتصرخ بألم شديد فتبسم بحماس شديد وهو يقول:-
-هو دا أقسم لك أم مفيش أجمل من صوت صرختك يا مريم، أنتِ إدماني يا بنتي، مرة كمان صويتي يا مريومة مرة تانية أنت متعرفيش أني وصلت لدرجة نشوة ومتعة مالهاش مثيل فى اللحظة دي
أغلقت فمها بأحكام بعد أن رأت بسمته وسعادته بصراخها فرغم ألمها هى لا ترغب بإسعاد وحش مثله وهو يشبه الشيطان تمامًا على هيئة بشري، ضغط على السكين أكثر لتتألم بصمت وأنينها الذي تكبحه يقتلها هى وهو أيضًا ،تتواري بسمته وتتحول لغضب بسبب رفضها للصراخ أمامه، تحولت بركة الماء إلى دماء من قدميها، دموعها كالفيضان الذي يسيل على وجنتيها فألقي بالسكين جواره ومسك وجهها بيديه الأثنين وقال:-
-لا ..لا لا يا صغيرتي متكتميش العيط والصرخة... قولتلك أنى بحب صوتك وألمك
أقترب منها أكثر حتى همس بأذنيها قائلة:-
-أزاي بتعمليها، أزاى قاتلة زيك تمثل البراءة بالإتقان دا
أبتعد عنها لتتقابل عينيهما وقال بجدية صارمة:-
-كفاية تمثيل يا مريم أنا وأنتِ عارفين كويس انك أنتِ اللى قتلتي مختار
لم تجيبه بل ظلت تتألم أكثر من قدمها...
_____________________________ 
تعقب "شريف" سيارة "حمزة" حتى عثر عليها وأنطلق "جمال" مع "شريف" إلى حيث موقع السيارة، وكانت بأحد المخازن الصغيرة بأمبابه، ترجل "جمال" من سيارته مُسرعًا فور رؤية سيارة "حمزة" وذهب إلى هناك ركضًا..
كان "حمزة" جالسًا على الأرض أمام شعلة النار وينظر على "مريم" النائمة على الأرض على وشك فقد الوعي بعد أن فقدت كل طاقتها من كثرة الدماء التى فقدتها من جرحها، تتطلع بها وهى كالطير المكسور جناحيه وقدميه فلا يقوى على الطير أو السير ليقول بتمتمة:-
-مش قولتلك أنا هخليكي تتمنى الموت ألف مرة، لكنى مللت منك يا مريم ومن عنادك وكبريائك لو مش هتصرخي وتمتعني فموتي، أنا مستعد أقتلك لو مش هتمتعني
نظرت إليه وهو يتحدث ويشير لها بالسكين الملوث بدماءها أنه فى أنتظار أن تطلب الرحمة وتركع امامه راجية موتها، ثم قال:-
-أنتِ غبية يا مريم، معقول صدقتي أن واحد زى جمال ممكن يحميكي مني مستحيل، رجال الأعمال والناس الأغنياء دول مبيعملوش حاجة غير أنهم يرموا الأمور بأيديهم لأتباعهم لكن أنا بعمل بأيدي
أتاه صوت "جمال" من الخلف يقول:-
-خلينى أوريك اللى بعملوا بأيدي؟
أنتفض "حمزة" من مكانه ذعرًا من صوته ووجود "جمال" ليراه واقفًا على بُعد خطوات، تطلع "جمال" بها وهى على الأرض والدماء حولها واضحة جدًا ليستشيط غيظًا وغضبًا من هذا الرجل وعقد حاجبيه بضيق شديد وقال:-
-خليك بعيد يا شريف
أقترب "جمال" منه ليواجه "حمزة" السكين نحوه لكن بسمة "جمال" أرعبته وهذه البسمة تخبره بأنه لا يخشي هذا الشيء، أخذ "جمال" كرتونة فى طريقه وألقي بها على "حمزة" ليدفعها "حمزة" بقوة بعيدًا فتلقي لكمة قوية على وجهه من قبضة "جمال" أسقطته أرضًا فأتكأ على ذراعيه ليقف ليركل "جمال" في ذراعه بقوة لينكسر ويسقط "حمزة" على وجهه فوضع "جمال" قدمه على رأسه بقوة وقال:-
-خلينى أوريك مين هو جمال المصري وإذا تأخذ حاجة أنا منعتك عنها
أبتعد "جمال" لكي يجلب عصى حديدي فأنتهز "حمزة" فرصة رحيله بعيد عنه وهرب بعيدًا فحاول "شريف" إيقافه فجرح ذراعه بالسكين وهرب تمامًا، أسرع "جمال" إليها ليجثو على ركبتيه أمامها ونظر إلى ملابسها المبللة وقدميها المجروحة بغزارة ودماءها التى لوثت بنطلونها ليشفق على حالها وشعر بأنقباض قلبه خوفًا عليها ليفك رباطها بلطف ورفع رأسها برفق لتتألم من حركة جسدها وجرح قدميها الذي ما زال ينزف ليقول بهمس:-
-أسف
تحدثت بصعوبة من قسوة ألمها:-
-قوله يقتلني خلينا نخلص وأرتاح من الجحيم دا
مسح "جمال" على رأسها بلطف وهو يقول:-
-متقلقيش حصل خير أنا هنا
حدقت بعينيه بضعف وقالت بتمتمة ضعيفة:-
-أنا عايزة أنام، ممكن أنام؟
أتاها صوت "شريف" من الخلف يقول:-
-لا، مريم تحملي لكن أوعي تنامي ويغمي عليكي
حملها "جمال" على ذراعيه ووقف بها لتتألم بقوة وأنينها يخترق أذنيه وجسدها البارد ينتفض بين ذراعيه فقالت بصوت مبحوح:-
-مش قادرة أتحمل أكثر من كدة، والله حاولت
سار بها للخارج ثم أخذها للمستشفي بقلق وبعد فحص جرحها ومعالجته، جاء "جمال" لها بفستان قطني طويل وأعطاه للممرضة من أجل "مريم" بعد أن مزق الطبيب بنطلونها وأنتظر حتى أذنت له الممرضة بالدخول، دلف ليراها نائمة فى فراشها وترتدي فستانها الأحمر، تحدثت الممرضة بهدوء قائلة:-
-هتخرج بكرة
أجابها "جمال" وهو يرفع الغطاء عنها قائلًا:-
-لا، أنا هأخدها دلوقت
حملها على ذراعيه أثناء نومها وغادر المستشفى بعد أن رحل "شريف"، وصل للقصر بها ونظر إليها قبل أن يترجل من سيارته وقال:-
-أيه هي حكايتك يا مريم؟ أيه الأسرار اللى دفناها جواكي؟ أيه اللى حصل معاكي أنتِ ومختار؟ الفضول بيقتلني 
أتاه صوتها المبحوح تقول:-
-رجاءًا متحاوليش تتدور جوايا، اللي مدفون جوايا سيبه مدفون لأنه لو حلو مكنش ادفن
فتحت عينيها بتعب ليشعر "جمال" بحرج شديد بعد أن سمعت حديثه ليقول:-
-لكن أنا عايز أفتحك يا مريم، عايز أنبش فى اللى جواكي
تبسمت بحزن شديد وهى تفتح باب السيارة وتقول:-
-براحتك لكن تأكد أن اللي جوايا مجرد أوجاع وحزن مُخيف، أنا شايلاه جوايا بصعوبة من الأساس، الوجع دا لو أتفتح يبقي قتلت الباقي من مريم .....
للحكــــــايــــة بقيـــــــة.........
كانت "مريم" جالسة فى فراشها صباحًا بسبب جرح قدمها وتحدق بالنافذة التي على يمينها كثيرًا بشرود وبجسد منهكًا، لم تندهش كثيرًا بسبب فعل "حمزة" فهى أعتادت على قسوته وحتى أن كان غرس السكين فى قلبها فلن تصدم منه ستقبل الأمر دون نقاش أو معارضة، تذكرت الماضي عندما كانت بمزرعة "مُختار" ولا تغادر الأسطبل نهائيًا ويوميًا تراه يعود بصحبة فتاة جديدة إلى منزله مع شروق الصباح، حتى ظهر "حمزة" فى حياتها يدمرها وهو يأخذ المخدرات لـ "مختار" حتى تأخر فى دفع ثمن البضائع ليكن الثمن هو ابنته التى لم يراها إلا قليلًا فحتى "حمزة" اندهاش بجمال ابنته وكبرها أثناء عقد الزواج، لم يكن يعلم أن ابنته بهذا الجمال وقد نضجت...
قطع شرودها صوت "سارة" تضع الطعام أمامها على الطاولة الخشبية على الفراش وتقول:-
-كُلي يا صغيرتي، الأضراب عن الأكل مش هحل حاجة
أجابتها "مريم" بنبرة صوت مبحوح وذكريات الماضي تؤلمها بل تفتت قلبها الصغير قائلة:-
-ماليش نفس أكل ولا أعمل حاجة يا سارة
لم توافقها "سارة" وأطعمتها بالقوة رغمًا عنها ثم قالت بلطف:-
-برافو عليكي، ممكن تنامي وترتاحي وتريحي جسمك من التعب
لم يتحرك لها ساكنًا بل جلست صامتة مكانها....
______________________________ 
سار "صادق" بالسيارة بقيادته ليلًا و"جمال" جالسًا بالخلف عائدًا من عمله وبيوم طويل مُنهك لكنه لم يكن بوعيه فكان شاردًا فى كلماتها وألم الماضي وأن ما حدث لا يمكن سرده أو التفكير به، وصل إلى أحد المطاعم ودلف ليرى أثنين من اصدقائه "سلمي" فتاة ثلاثينية مُرتدية بدلة رسمية نسائية ذات اللون الأحمر وقميص أبيض بشعر أسود متوسط الطول وعيني بنية وتضع مساحيق التجميل تعمل ككابتن طيران  ولا تأتي لمصر كثيرًا و"عامر"شاب بعمره بمنتصف الثلاثين يملك سلسلة من المطاعم، جلس معهم لتقول "سلمي" بلطف:-
-فرحانة أني شوفتك قبل ما أسافر، تخيل متقابلناش من أمتي يا جمال
أجابها "جمال" وهو يجلس مكانه أمامهم ويفتح زر بدلته قائلًا:-
-أنا كمان مبسوط أني شوفتكم، وأسف على التأخير 
تحدث صديقه "عامر" بقلق شديد قائلًا:-
-ما لك يا جمال؟ أول مرة تتأخر عن ميعاد دايمًا بنظيط الساعة عليك وصوتك فى التليفون مكنش كويس.. 
تحدثت "سلمي" بلطف قائلة:-
-أنا كمان قلقت لما سألتني أنا في مصر ولا برا، معقول كل دا بسبب حوار مريم زوجة أخوك؟
تنهد "جمال" تنهيدة قوية فور ذكر أسمها ثم بدأ يقصي عليهما ما يعرفه عنها وأنهى حديثه قائلًا:-
-الفضول قاتلني مش سايب حتة فى عقلي مبيفكرش فى الماضي اللى مخبياش، جوايا إحساس أنه له علاقة بـ مختار من قريب أو بعيد، أكيد فى سر مختار رغم قذرته وكل الوحش اللى كان فيه عمره ما أهتم بالقاصرات أو البنات المراهقة، السبب فى أستعباد حمزة ليها وخوفها منه ليه مفكرتش تهرب خصوصًا أن معها سارة مش هتكون لوحدها أو على الأقل تبلغ البوليس عنه أكيد مش خايفة عليه مثلُا لأنها ببساطة مبتعتبرهوش أب ليها، فى سر لازم أعرفه
أخذت "سلمي" نفس عميق بحيرة ثم قالت بلطف:-
-متدورش فى الماضي ولا تنبش فيه يا جمال، ممكن يكون مخيف وهيسبب لها الوجع زي ما قالت، الأوجاع والخوف بيقتلوا يا جمال... عارفة أنه مش طبعك لكن حاول ترحم ضعيفة مكسورة ومتستقواش أنت كمان عليها
سأل "جمال" بصوت خافت وتردد شديد:-
-أيعقل أن رجل يتجوز من بنت تصغره بعشرين سنة يا سلمي؟ ألا لو كان فى سر فى الموضوع؟ مصدقتش اللى شريف قاله وأنه أتجوزها عشان يحميها من حمزة، مختار اللى أنا أعرفه ميعملش كدة أكيد فى سر ؟
صمت بضيق شديد فقال "عامر" بنبرة هادئة وعينيه تحدق بصديقه بشك:-
-لو كان الرجل اللى بتتكلم عنه هو مختار فممكن، أساسًا مختار مكنش أمام جامع يا جمال وخصوصًا لو كانت جميلة، مريم جميلة
أومأ "جمال" له ثم قال ببرود شديد:-
-لو على الجمال فهي جميلة جدًا يا عامر، لو واحد شهواني وبيفكر فى الستات بالجمال والجسد فهي بلغت أقصي درجات الجمال ودا يخلي أي راجل يطمع بها لكن قد أبوها؟
-والجمال دا كفاية أن مختار يطمع بيها
قالها "عامر" بسخرية، نظرت "سلمي" إلى "عامر" وقالت بتوتر شديد قائلة:-
-متفكرش كتير فى الموضوع يا جمال، قرر هتديها ورث ولا لا ومشيها بعيد، متخلهاش جنبك ومعاك لوقت أطول، لأن هتتضطر تتحمل مسئوليتها ودا هيأخدك لمنعطف مع مريم أنت فى غني عنه، يمكن .. جايز تحبها ما أنت راجل زى بقية الرجالة وهى ست وحلوة وضعيفة وبتتساند عليك وصدقني دا لوحده كافي أنها تدخل لقلبك من غير ما تحس
رفع "جمال" عينيه بها بدهشة ألجمته وكأن تحذيرها كدلوًا من الثلج الذي لطم وجهه ليفيقه من شروده المُستمر بها، وقف غاضبًا يهرب من تحذيرها له وقال:-
-أنا ماشي
 وصل "جمال" على قصره وصعد مباشرةً على الدرج للأعلى فسمع صوتها من الداخل تنادي على "سارة" بصراخ قوية، طرق باب الغرفة بقلق ولم يأتيه جوابًا ففتح باب الغرفة وكانت فارغة وصوت "مريم" بالمرحاض، وقفت "مريم" بصعوبة على قدم واحدة وهى تتكأ على الحوض بيدها و"سارة" لا تجيب عليها، أتكأت على الحائط بصعوبة وبدأت تقفز على قدم واحدة رغم ألم جرحها مع القفز وفتحت الباب كى تخرج وتُمتمت بتذمر شديد:-
-دايمًا بتختفي وقت ما أعوزك يا سارة..
أبتلعت كلماتها بدهشة عندما رأت "جمال" يقف بجوار باب غرفتها، أتسعت عيني "جمال" على مصراعيها بأعجاب شديد وهو يراها تقف أمامه مٌرتدية روب الأستحمام يصل لأسفل ركبتيها مُغلق وشعرها المبللة مسدول على الجانبين وتتساقط منه حبيبات المياه، مُتشبثة بمقبض الباب حتى لا تسقط أرضًا، ألتف "جمال" مسرعًا يتحاشي النظر إليها بحرج ثم قال بتوتر شديد:-
-سمعتك بتنادي علي سارة، هخليهم يبعتولك خادمة تساعدك 
أومأت إليه بحرج، فتح باب الغرفة لكى يخرج وبدأت تقفز مُجددًا فهى لا تقوى على الوقوف على قدم واحدة طويلًا ولم تتكأ على شيء فكادت أن تسقط لتصرخ صرخة خافتة لكنها دُهشت عندما رأته أمامها بسرعة البرق يمسك ذراعها بأحكام، رفعت نظرها إليه بأرتباك ليقول:-
-عايزة ايه؟
أجابته بتوتر وصوت دافيء قائلة:-
-هقعد مش قادرة أقف لحد ما الخادمة تيجي
شعر بقشعريرة شديدة من نبرتها الدافئة فسأعدها على السير إلى المقعد وجعلها تجلس على أقرب مقعد لها، ترك يديها بحرج ثم قال:-
-هبعتها لك بسرعة ما تقلقيش
نظرت حولها بحيرة ثم أشارت إلى ريموت الشاشة الألكتروني وقالت:-
-معلش ممكن قبل ما تخرج تديني الريموت 
أعطاها الريموت ثم وضع يديه فى جيبه بخجل شديد وأخرج منه هاتف بلون ذهبي من ماركة الأيفون وقدمه لها ببرود قائلًا:-
-اتفضلي
نظرت للهاتف بدهشة ثم رفعت رأسها للأعلي لتقابل عينيه التى تكاد تقتله خجلًا من فعلته وسألت "مريم" بسعادة:-
-دا عشاني
أومأ إليها بنعم فأخذته بسعادة لأول مرة يقدم لها أحد هدية وقالت:-
-أول مرة حد يديني هدية بعد مختار، جابلي حصان هدية عيد ميلادي وسارة هدية جوازي، شكرًا 
غادر دون أن يجيب عليه ثم ألتف قبل أن يخرج من باب الغرفة وقال:-
-أنا سجلت رقمي لكن متتصليش غير لو كان حاجة مهمة ولما أتصل ترديه، جربي ما ترديش ومتلومنيش على اللى هعمله
أنصرف تمامًا قبل أن تُجيب عليه، تبسمت بسعادة وبدأت تتجول فى هاتفها وهى لا تفهم الكثير به لأول مرة تحمل هاتف فحتى مختار منعها من امتلك هاتف خوفًا من أن تخونه كما يفعل معها، فتحت الكاميرا وبدأت تلتقط الكثير من الصور لها بسعادة وخانة الأتصالات لا تملك سوى رقمًا واحدًا تحت أسم "السيد" تبسمت كثيرًا وهى تتطلع بأسمه الذي سجل نفسه به، جاءت "سارة" من الخارج وكانت تغلق هاتفها بعد مكالمة طويلة أستغرقت الكثير من الوقت ودهشت لوجود هاتف فى يد "مريم" والأندهاش الأكبر أنه من "جمال"، ساعدتها فى تبديل ملابسها والصعود إلى الفراش بعد أن صففت شعر "مريم" وقالت:-
- أيه الفرحة دي كلها يا ست سارة؟ أول مرة أشوف الضحكة اللى من الودن للودن دي؟
تبسمت "مريم" وهى تحتضن الهاتف براحتي يديها أثناء النوم وقالت:-
-أيه رأيك تجيبلي هدية، عايزة هدية لأن الأحساس دا حلو أوى، إحساس أنك تعيش الحياة زى باقي الناس حلو، ممكن أعيش حياتي زيهم فعلًا
سألتها "سارة" بفضول شديد قائلة:-
-أزاى؟
تنهدت "مريم" بهدوء قائلة:-
-العيش كشخص طبيعي، عنده أصدقاء وبيجيله هدايا، نأكل الأكل مع عائلة وناس بنحبهم،
أمتي ممكن أعيش حياة زي دي يا سارة، أمتي الكل هيبطلوا يأذوني، تفتكري فعلًا هنقدر نعيش وننسي اللي فات، طب لو نسيت يا سارة ممكن جسمي ينسي الجروح اللى معلمة فيه، كل مرة أبص للمرايا بفتكر اللى أنا منستهوش، وبتسألني أنا ليه سعيدة ومبسوطة دلوقت؟ مبسوطة لأن أول مرة حد يعاملني بلطف كأني بني أدمة طبيعية 
تنفس "جمال" بصعوبة وهو يستمع لحديثها عبر جهاز التنصص على هاتفها التى تحمله فى يدها، وتسأل ماذا تخفيه فى قلبه؟ أحقًا تملك ندوب بجسدها تبكيها دومًا؟ كيف لشخص يعيش لتسعة عشر عامًا دون أن يحصل على هدية من قبل، أخبرها ألا تثق بلطفه لكنها كالبلهاء وثقت بهذا القناع الذي يصطنعه امامها...
تابعت "مريم" بلطف وهى تأخذ يد "سارة" فى يدها وقالت بإمتنان:-
-أنتِ كنتِ أول هدية وتانية هدية كانت إيلا وفعلًا أنا بشكر مختار والقدر اللى جابكم ليا، أنتوا الأثنين غاليين على قلبي وكفيلين أنى أغفر لمختار أى حاجة عملها فيا 
تبسمت "سارة" بلطف عليها وبدأت تمسح على رأس "مريم" بحنان فى حين أن "جمال" شعر بغضب شديد وهى تذكر أخاه لينزع السماعة من أذنه وألقي بها بعيدًا وكأنه شعر بالغضب من براءتها التى تجعلها تغفر القسوة مقابلة هدية من رجل حتى وأن كان هذا الرجل هو زوجها السابق، أغمضت "مريم" عينيها وهى تملك الهاتف فى يد ويد "سارة" بيدها الآخرى وكأنها تخشي أن تخسر هداياها القليل، أنتظرت "سارة" حتى غاصت "مريم" فى نومها ثم سحبت يدها من يد "مريم" وتسللت خارج النافذة وبدلت الشريحة من هاتفها الخاص لترسل رقم هاتف "مريم" فى رسالة إلى رقم غير معروف لكنها تحفظه جيدًا وأخرجت الشريحة بعد أرسال الرسالة وأخفتها مرة أخرى وعادت إلى الغرفة...
خرج "جمال" من غرفته صباحًا مُرتديًا بدلة زرقاء وقميص أبيض ثم ترجل للأسفل وجلس يرتشف قهوته مع فطاره على السفرة ويستمع إلى جدول يومه من "شريف"، جاءت "حنان" إليه وقالت:-
-طلبتني يا مستر جمال
أومأ إليها بنعم وقال وهو يحمل فنجان قهوته فى يده بكبرياء شديد:-
-اه، أختاري خادمة كويسة وتكوني بتثقي فيها عشان تطلع فوق وتخلي بالها من السيدة الصغيرة وتراعها وقت غياب مربيتها 
أومأت إليه بنعم بحيرة من موافقته على صعود خادمة للأعلى وهو أكثر شيء ممنوع بقصره، نظرت إلى "شريف" ليؤمأ لها بنعم فى صمت، غادرت "حنان" من أمامه ليشير "شريف" إلى شاب يقف بعيدًا بجسد عريض يرتدي بدلة رسمية سوداء فأقترب ليقول:-
-أقدم لك عاشور مدير الأمن الجديد وصل أمبارح بليل مع فريقه، شركة الحراسات وصيت به وأنه على مهارة كويسة وكان ضابط فى الجيش لكنه تقاعد بسبب أصاب
تحدث "جمال" قبل أن ينظر إليه بجدية وهتف بنبرة صارمة جادة قائلًا:-
-ماشي ما دام وافقت عليه خلاص أنا مش هراجع وراك يا شريف، لكن يا عاشور أختار أكفء رجل فى فريقك وقد الثقة عشان يكون حارس شخصي للسيدة الصغيرة، وعينيه تكون صقر ميفارقهاش خصوصًا وهي بتركب الخيل ... أنا مش هجبرك على حد لكن تأكد من أن ميصبهاش  أذي حتى لو كان شوكة فى الأرض، لأن وقتها مش هيسلم من شري لا هو ولا أنت
نظر "شريف" إليه بدهشة فهل الآن يجلب لها حارس شخصي أيضًا ألم يكفي تعيين خادمة لها، أومأ "عاشور" له بنعم ثم قال بحماس وثقة فى رجاله:-
-متقلقش يا فندم إحنا كلنا هنا عشان راحتكم وحماية السيدة الصغيرة 
سمع "جمال" صوت "جين" متحدثه الألي الموجود على الطاولة يقول:-
-هناك من يطلب المصعد بالأعلي يا سيدي، ماذا أفعل؟
نظر بعينيه للأعلي ليعلم بأنها من ستطلب المصعد لصعوبة نزولها فقال بهدوء للروبرت الخاص به:-
-أسمح بفتح المصعد يا جين
أقل من خمس دقائق وجاء صوت المصعد من خلف الدرج وظهرت "مريم" من أسفل الدرج تتكأ بذراعها على يدي "سارة" لتسرع الخادمة إليها تأخذ بيدها، رأته جالسًا يتناول الإفطار لتقول بتوتر:-
-قعديني هنا يا سارة
جلست على الأريكة بعيدًا عنه ليقول "شريف" بصوت خافت إلي "عاشور":-
-دى السيدة الصغيرة مريم
نظر "عاشور" إليها ثم أومأ إليه بنعم، أشار "جمال" للجميع بالمغادرة ثم قال:-
-جين
أتاه صوت المتحدث الألي يقول:-
-أسمعك يا سيدى
تطلع "جمال" بـ "مريم" الجالسة هناك تتطلع بهذا الصوت الذي ظهر من العدم بدهشة وقال:-
-أفتح المصعد اليوم دون أذن مني
تحدث "جين" هذا المتحدث الألي قائلًا:-
-لقد تم إغلاق كلمة السر الخاصة بالمصعد
أكمل "جمال" إفطاره ثم وقف لكي يغادر المكان لكن أستوقفه صوتها الحاد تقول:-
-أعتقد أنى قولتلك أني مش عايزة حاجة منك، وأنا مش سيدة القصر ولا الهانم الصغيرة ، انا مجرد ضيفة وهمشي
ألتف بدهشة من كلماتها ليراها تصرخ بالخادمة، تقدمت الخادمة بالوسادة لكى تضعها أسفل قدم "مريم" المُصاب لتستشيط "مريم" غيظًا من عناد الخادمة فألقت بالوسادة فى وجهها بغضب شديد وهى تقول:-
-مسمعتنيش بقولك متخدمنيش ولا أنتِ مبتفهميش
قذفتها بالوسادة الأخرى لكنها دُهشت عندما رأت "جمال" واقفًا أمامها والوسادة جاءت بوجهه فأغمض عينيه بضيق شديد وهو لا يعرف سبب غضبها المُفاجيء هكذا، أشارت "حنان" للجميع بالمغادرة، نظر "جمال" إليها بغضب مكبوح بداخله وقال:-
-بتعملي ايه؟
صاحت به بأنفعال شديد قائلة:-
-زى ما سمعت أنا مش عايزة حاجة منك ولا من خدمك والقصر دا أنا هسيبه النهار دا
أقترب خطوة نحوها بضيق شديد ثم قال:-
-حصل ايه؟ حد زعلك؟
وقفت من مكانها على قدم واحدة بتحدي وعناد أمامه ثم قالت بأشمئزاز:-
-ممكن تقولي ايه دا؟
وضعت الهاتف أمام عينيه على رسالة جاءت لها تحمل كلمات قليلة محتواها
 (لا تثقي بجمال يا جملتي لأنه بتجسس عليكي من تليفونك الجديد)
نظر للرسالة بدهشة ومن يعلم بتجسسه على هاتفها فحتى "شريف" لا يعرف أنه جلب هاتف لها بين ليلة وضحاها، قذفت الهاتف فى وجهه بضيق شديد غاضبة وهى تقول:-
-وعشان كدة أنا هسيب قصرك
تأفف بضيق شديد ثم قال بصوت قوي وهو يكز على أسنانه قائلًا:-
-لتكوني فاكرة أنه بمزاجك
نظرت إليه بتحدي سافر ثم قالت بعناد قوي:-
-اه بمزاجي وأنا همشي ومحدش يقدر يمنعني
مسك ذراعها بقوة دون أن يراعي جرح قدمها وجذبها إليه بقوة وعينيه تتطلع بعينيها بتحدي وعناد هو الأخر ثم قال:-
-وريني أزاى هتعمليها؟ أزاى هتمشي من قصري من غير أذني ؟ ولا أنتِ فاكرة أن دخولك هنا بمزاجك وكمان خروجك ووقت ما تحبي تمشي هتمشي، هنا أنا بس اللى أقول أيه اللى يحصل ويأمر. حتى أنفاسك يا مريم جوا القصر دا ملكي أنا
شعر بخوف من نظراته المُخيفة وهكذا نبرته القوية جعلتها تقشعر خوفًا وأزدردت لعابها بقلق فقالت باستياء شديد:-
-بالظبط زى حمزة ومختار كلكم وحوش
أتسعت عينيه على مصراعيها من تشيبهها له بهؤلاء ليدفعها بقوة على الأريكة لتصرخ من ألم قدمها فى حين أنه قال بنبرة مُرعبة قائلًا:-
-ما دامني وحش خليني أوريكي أنا جحيمي عامل أزاى يا مريم؟ عشان تعرفي أن حياتك مكنتش جحيم لكنها بقيت جحيم معايا
ألتف ليغادر بينما تجمعت الدموع فى عيونها حزنًا فقال وهو يغادر قصره بحدة صارمة:-
-جين أغلق جميع الأبواب ولا تسمح لحد بالخروج، بالمناسبة ما رأيك فى جولة بحث على النت تكتبي فى عنوانها جمال المصري يمكن تعرفي أنتِ وقعتي مع مين؟ 
ألتفت "حنان" إليها بحزن شديد فهى لا تعرف ما سيفعله حين يغلق أبواب القصر فسيصبح القصر كزنزانتها من الآن ولن ينقذها أحد منه الآن.......
________________________________
دخلت "أصالة" إلى المكتب بجدية وتقول:-
-أتصلت السيدة ولاء وقالت أنها جاية على طيارة بكرة الساعة 10 م
رفع نظرة عن اللابتوت بضيق وقال بتمتمة خافتة:-
-دا اللى كان ناقصني... روحي يا أصالة
فتحت الباب كي تخرج من المكتب وتقابلت مع "شريف" الذي يدخل للمكتب بذعر شديد يحتلب ملامحه ثم قال بضيق:-
-مش هتصدق اللي عرفته عن سارة؟ ولا أخر مكالمة عملتها من تليفونها كانت مع مين؟
رفع "جمال" نظره إلى "شريف" بحماس كأنه وصل لشيء مما يريده وهذا ما أزعج "شريف" وجعل العبوس يظهر على ملامحه فسأل بجدية:-
-خلينا نبدأ بالسؤال التاني؟ مين أخر حد كلمته؟
-كان نادي ليلي بس مش دي المفاجئة، المفاجئة الحقيقية أنه متسجل باسمها واللي أشتراه مختار لكن الصدمة الحقيقة أن مختار أشتراه قبل موته بأسبوع، وأن كان منطقي أي اللي خلاه يسجل مبني تمنه 25 مليون باسم مربية ودا يوصلنا للسؤال الأول مين هي سارة وهنا أحب أفاجئك بالأجابة أن سارة أرملة أخوك 
أتسعت عيني "جمال" بصدمة ألجمته مما يسمعه ولا يستوعبه عقله ليتابع "شريف" حديثه حتى يكمل صدمة "جمال" كاملة وتفقده أهلية عقله عندما قال:-
-أول واحدة اتجوزها من كباريه ومفيش ما يثبت أنه طلقها وبالتالي لما مات بقيت أرملته زى مريم بالظبط، أنا مش مستوعب وقاحة مختار جاب مربية لمراته العيلة مراته الأولانية أيعقل دا؟
-أتصل براغب وقوله يجي عشان يفتح الوصية، أكيد جواها سر من أسراره.....
للحكــــــايــــة بقيـــــــة.........

للانضمام لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا