رواية سرقت انفاسها بالعشق جمال ومريم من الفصل الاول للاخير بقلم نورا عبد العزيز

رواية سرقت انفاسها بالعشق جمال ومريم من الفصل الاول للاخير بقلم نورا عبد العزيز


رواية سرقت انفاسها بالعشق جمال ومريم من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة نورا عبد العزيز رواية سرقت انفاسها بالعشق جمال ومريم من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سرقت انفاسها بالعشق جمال ومريم من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سرقت انفاسها بالعشق جمال ومريم من الفصل الاول للاخير

رواية سرقت انفاسها بالعشق جمال ومريم بقلم نورا عبد العزيز

رواية سرقت انفاسها بالعشق جمال ومريم من الفصل الاول للاخير

أشرقت الشمس صباحًا وبدأت تخرج العاملات من جناحهم الخاص بالطابق السفلي داخل قصر ملكي أقل ما يقل عنه انه لأحد الملوك وكلا منهن ترتدي زي العمل الرسمي عبارة عن بنطلون أسود وقميص أبيض فوق مئزر أبيض اللون حول الخصر من الجزء السفلي للبدن وبدأ كلا منهن فى عملها المعتادة من التنظيف والترتيب والمطبخ أصبح فى حالة من النشاط لتجهز الإفطار، كان القصر ملكي ومصمم بالألكترونيات والأجهزة الالكترونية على أعلى مستوي خصيصًا أن "جمال المصري" مالكه يملك شركة من أكبر شركات التكنولوجيا والألكترونيات فى الشرق الأوسط، جهاز أمن عالي ويمكن أن يصنع له الأجهزة الألكترونية ما تريده، دلف رجل أربعين من باب المنزل فى تمام الساعة السابعة وقال بهدوء:-
-صباح الخير يا حنان
أجابته رئيسة الخدم “حنان” بنبرة هادئة:-
-صباح الخير يا شريف، هتخرجوا أمتي؟
تبسم بعفوية وهو يسير نحو الدرج قائلًا:-
-كمان ساعة ونصف، جهزوا الفطار وأنا هصحيه وعلى ما يخلص فترة الرياضة ويلبس يكون الفترة والقهوة جاهزين  
أومأت إليه بنعم ليصعد إلى الطابق العلوي وكان هادئًا تمامًا على عكس الطابق السفلي، سار فى الرواق حتى وصل إلى الباب الموصود فى الوجهة وفتحته بخفوت ثم دلف بعد أن أغلق مقابض الباب برفق وأتجه إلى الغرفة الأخرى من الجناح وكانت غرفة النوم تتوسطها فراش كبيرًا جدًا يسعى لأكثر من خمسة افراد لكن بداخله فردًا واحدًا، سار إلى الفراش وهمس بنبرة خافتة هامسًا:-
-مستر جمال، الساعة ستة ونص هنتأخر
ألتف “جمال” فى فراشه بخفوت شديد ثم قال بجدية رغم صوته العابس:-
-خلاص يا شريف صحيت، روح وأنا هجي وراك
غادر "شريف" الغرفة تاركًا "جمال" يستعد وفى طريق مغادرته قابل الخادمة تحمل بدلة رسمية خاصة بـ "جمال" ليقول:-
-بسرعة كل دا بتجهزي هدومه والحمام 
أنحنت له بلطف وقالت بنبرة هادئة:-
-أسفة
أومأ إليها بنعم وغادر، قليلًا من الوقت، بدأ "جمال يومه بغرفة الرياضة الخاصة به ليبدأ جولته الرياضية ثم خرج منها إلى الحمام ليأخذ حمام دافىء وبهذا الوقت كانت الخادمة كانت أختارت من أجله العطر ورابطة العنق التي يجب أن يرتديها، خرج من المرحاض وكان كل شيء جاهز بدل ملابسه وصفف شعره حتى سمع صوت "جين" المُتحدث الألي المسؤول عن النظام الأمني فى القصر:-
-صباح الخير يا سيدي، هل أخبرك عن جدولك اليوم
-لا شكرًا لك يا جين
برمج "جين" على اللغة العربية الفصحي من أجل العملاء فى جميع البلدان العربية بأي لهجة يمكن أن يساعدهم، ترجل "جمال" من الأعلي مُرتديًا بدلة سوداء اللون ويرفع شعره الأسود للأعلى ويداعب لحيته بأصابعه بجدية، جلس على المقعد فى مقدمة السفرة وبدأ يتناول طعامه و"شريف" يتلوى عليه جدول أعماله اليوم وهو مُستمعًا جيدًا إليه حتى توقف عن تناول لقمته وعقد حاجبيه بأختناق بعد أن بدأ "شريف" فى نهي حديثه بجملة تزيد من غضب قائلًا:-
-النهار دا هتوصل أرملة أخوك على الموعد المتقف عليه عشان نفتح الوصية
رفع "جمال" عينيه الخضراء للأعلى بقوة وحزم مما جعل "شريف" يبتلع لعابه بقوة خوفًا من رد فعله وكلماته القادمة، تنهدت بضيق وهو يخفض نظره مُجددًا للطبق يكمل طعامه ببرود ثم قال:-
-جاية عشان الفلوس رغم أنها أختفت من يوم موت أخويا اللى هو جوزها، خليها تجي لكن مستحيل تحصل على جنيه واحد مني 
غادر المكان فتنهد "شريف" بضيق شديد مما هو قادم وهذا الرجل سينفذ كل كلمة يتفوه بها وإذا كان حسم أمره على ألا تأخذ منه شيء فسيفعل دون أن يوقفه شيء ودون أن يخشي المحاكم أو القانون، خرج خلفه ليراه يصعد بسيارته بالمقعد الخلفي والسائق يغلق الباب له فصعد "شريف" بجوار السائق ثم قال:-
-خلينا نمشي يا صادق
بدأ "صادق" فى القيادة و"جمال" صامتًا طيلة الطريق إلى شركته شاردًا بهذه الزوجة التي تزوجها أخاه عرفيًا دون أن يعلم عنها أحد والآن بكل وقاحة تعلن زواجها منه لأجل المال فقط..
________________________________ 
داخل سيارة الأجرة كان هناك رجل يجلس على مقعد السائق وبجواره فتاة تملك من العمر تسعة عشر عامًا تنظر من النافذة وشاردة بجسدها الصغير المُلتصق بالباب المجاور وكأن تخشي الأسترخاء في مقعدها بسبب هذا الرجل الموجود جوارها فقال بنبرة حادة:- 
-إياكي تفتحي بوءك بكلمة واحدة، والأحسن تنفذي الى قلت عليه من سكات
لم تجيب "مريم" عليه بل فتحت نافذة السيارة وأخرجت رأسها منها تاركة الهواء يضرب رأسها ويجعل شعرها الحرير يتطاير مع الهواء الطليق وتضع ذراعيها النحيلين أسفل رأسها فتنهدت بصمت شديد، تأفف والدها "حمزة" من برودة هذه الفتاة وقال:-
-الله يلعنك، أمتي هخلص منك يا مريم؟
دلف "شريف" إلى مكتب الشركة الخاص بمكتب "جمال" وكان مُنغمسًا فى عمله بين أوراقه المنثورة على سطح المكتب وهو يراجع كل أملاكه حتى لا تأخذ هذه الزوجة شيئًا منه فصرخ فى محاميه الجالس على المقعد أمام المكتب قائلًا:-
-أعمل اللى تعمله مش مشكلتي لكن الحية دى لا يمكن تأخد منى جنيه
نظر المحامي إلى "شريف" بضيق وعجز عن فعل شيء لهذا الرجل الشرس ليقول بهدوء:-
-أهدأ يا مستر جمال، إحنا منعرفش أيه هى وصية أخوك الكبير 
وقف "جمال" من مقعده وسار بعيدًا بعقل على وشك الأنفجار كالقنبلة الموقوتة بداخله ثم تمتم قائلًا:-
-أهدأ!! كلكم عارفين أن مختار بيحب الستات وكل شهر يتجوز واحد من الكباريهات والكازينهات، دلوقت المفروض أن واحدة ركلام.. مجرد فتاة ليلجاية تأخد فلوسي وتعبي وتشاركني فى شركتي وبيتي، مختار نزواته كانت بعدد أنفاسه حتى لو كان كبير العاهرات بيجروا وراءه عشان الفلوس وأنا أنظف الفضايح ورايا وأدفع لدي وأرضي دي عشان متروحش لصحافة ودلوقت أنا جمال المصري أقعد مع عاهرة عشان تساومني 
نظر "شريف" إلى "راغب" بصمت شديد ثم قال:-
-إحنا هنحل المشكلة بمجرد ما نشوفها ونتكلم معاها، ممكن تقبل مبلغ ونخلص لكن مشكلتنا دلوقت أننا منعرفش هي مين ولا أزاى ممكن نساومها، أهدأ لأان بمجرد ما نعرف هي مين هنلاقي الحل
دلفت "أصالة" السكرتيرة الخاصة بالمكتب، امرأة فى منتصف الثلاثينات مُرتدية بدلة نسائية وكعب عالي بحذائها وتلف حجابها الوردي الذي يخفي خصلات شعرها جميعًا ثم قالت:-
-اتصل المنزل يا مستر جمال بيقولوا أن هناك ضيوف عايزينك وتليفونك مُغلق
كز "جمال" على أسنانه بضيق شديد لم يحتمله مما أرعب مساعده فأسرع "شريف بالحديث قائلًا:-
-ماشي يا أصالة روحي أنتِ دلوقت
غادرت "أصالة" المكتب فوقف "راغب" وسار نحو "جمال" المُشتعلًا غضبًا من داخله ثم قال:-
-خلينا نروح يا مستر جمال و رجاءًا تمالك أعصابك عشان نعرف هم عايزين أيه ونقدر نحل الموضوع
عاد "جمال" إلى مقعد مكتبه بغضب شديد وفتح رز سترته ثم قال بحزم:-
-أنا عندي شغل، خليهم يستنوا أنا مش تحت أمرهم لما أخلص أبقي أروح ليهم
تنهد "راغب" بضيق شديد وقد عجز تمامًا على فعل أى شيء مع هذا الرجل العنيد ثم غادر المكتب وهكذا "شريف" تاركين خلفهم "جمال" يكمل عمله وكانت الساعة الخامسة عصرًا، ظل "حمزة" جالسًا فى الصالون بجوار "مريم" يتطلع بالقصر بعينيه وهو لا يُصدق ما يراه وأن هذا منزل زوج ابنته المتوفي فهو كان على علم بأنه ثري لكن بهذا القدر من الثراء الفاحش لم يكن يتخيل هذا، جاءت لهم "حنان" وخلفها خادمة تحمل صنية عليها طبق الكعك والعصير ثم وضعتها أمامهم على الطاولة، لم ينتظر "حمزة" كثيرًا بل أنقض علي الطاولة يأخذ الكعك ويتناوله بشراهة مما أدهش "حنان" وجعلها تشمئز منه ثم عادت إلى الخلف تراقبهم عن كثب فقالت الخادمة بأشمئزاز:-
-مستحيل دول يكون قرايب مُختار بيه، دول حثالة
نظرت "حنان" للخادمات اللاتي يتسامرون وقالت بأختناق:-
-أنا مش قادرة أصدق اللى شايفاه
أخرجت هاتفها من جيبها وسارت بعيدًا لتتصل بـ "شريف" تخبره بما يحدث وقالت بأختناق:-
-أنهم حثالة وخصوصًا باباها متسول يا شريف
أومأ "شريف" إليها بهدوء وهو يحاول كبح ضيقه مما يسمعه وهو يجلس فى مقدمة السيارة و"جمال" فى الخلف يستمع له ثم قال بجدية:-
-متقلقيش خليهم بس تحت عينيك وإحنا فى الطريق
أومأت إليه بنعم ثم أغلقت الهاتف وعادت بنظرها إليهم وخصيصًا إلى "مريم" هذه الفتاة الصامتة وكأنها إنسان إلي لا يتحرك أو يتنفس حتى، فقط جالسة عاقدة ذراعيها أمام صدرها مُنذ أن دخلت القصر من أربعة ساعات فالآن أصبحت الساعة التاسعة والنصف مساءًا ولم يمل "حمزة" أبدًا ويطلب الرحيل بل يأخذ رأحته فى هذا المنزل وكأنه مالكه، تتطلع بهذه الفتاة ذات العيون الذهبية ولا تصدق كيف لرجل فى عمر "مُختار" الذي تجاوز منتصف الأربعين من عمره أن يتزوج من فتاة بعمرها لم تكمل العشرين حتى، دلف "جمال" بصحبة "شريف" و "راغب" إلى القصر لتستقبلهم "حنان" قائلة:-
-حمدا لله على سلامة يا مستر جمال...
نظر "جمال" إليها بضيق وقال بنبرة صارمة:-
-هم فين؟
أشارت "حنان" على غرفة الصالون المُستقلة فى نهاية القصر ليسير إلى هناك ومعهم "حنان" تقول بقلق:-
-جوا لكن من الواضح أن باباها طماع ومش عايز غير الفلوس وبس
نظر "جمال" إليها بضيق ثم سار إلى الغرفة لتفتح له الخادمة الباب ودلفوا ثلاثتهم ليقف "حمزة" من مكانه فتطلع "جمال" به ثم رأي امرأة أربعينية تقف جواره فى صمت مُرتدية عباءة سوداء وتلف حجاب أسود اللون فقال "شريف" بهدوء:-
-مساء الخير
قبل أن يُجيبه سأل "جمال" بضيق موجه حديثه إلى هذه السيدة قائلًا:-
-أنتِ مراته،مش كدة؟
هزت رأسها بلا ثم أفحست الطريق لليمين قليلًا ليرى فتاة نحيلة صغيرة وبشرتها بيضاء كالأطفال وشعرها البني الطويل الذي يصل إلى ساعدها بنعومتها الحريرية مسدول على الجانبين يحيط بوجهها الصغير ذو الملامح الصغيرة، فتاة قصيرة تشبه عقلة الأصبع، مما أدهش الجميع وأذهلهم وسؤالًا واحدًا طرأ على عقولهم جميعًا كيف لطفلة أن تكن زوجة رجل يملك من العمر 46 عامًا ليقول "جمال" بصدمة ألجمته:-
-أنتِ مراته؟
أومأت "مريم" إليه بنعم وهى تتطلع به رجل يصغر زوجها بسنوات تقريبًا فى منتصف الثلاثينات من عمره بجسد عريض ممشوق ورياضيًا، طويل القامة فإذا وقفت جوارها فبالكاد ستصل إلى ساعده وكوع ذراعه، بشرته قمحاوية وعينيه الخضراء تزيده جمالًا لكنه تحمل من الغضب بركانًا أرعبها من مكانها وجعل قلبها ينتفض رعبًا وخوفًا من مواجهته فعادت للخلف خطوة تختبيء خلف هذه المرأة المصاحبة لها لتجيب هذه السيدة "سارة" قائلة:-
-اه هي مراته أو بالأحري أرملته
تطلع "شريف" بها وقال:-
-أنتِ أمها؟
هزت "سارة" رأسها بلا ثم قالت:-
-لا، مربيتها 
تطلع بها "جمال" لكن قاطعه صوت "حمزة" يقول بحماس:-
-أنا أبوها أتشرفت بيكم 
مد يده إلى "جمال" ليصافحه لكن "جمال" كان كلوح ثلجي باردًا ولم يصافحه بل وضع يده فى جيوب بنطلونه بغرور شديد وسار إلى المقعد كي يجلس عليه ووضع قدم على الأخرى ثم قال:-
-أتفضل أقعد، خلينا نتكلم ونخلص من القرف اللى بيحصل دا
جلس "حمزة" وجذب أبنته بقوة لتسقط جواره بسبب جسدها الصغير مما جعل "شريف" يندهش من معاملة هذا الرجل لأبنته فقال:-
-لحظة ممكن نأجل أى حاجة أنا حابب أتكلم معها شوية قبل أى حاجة
أغلق "حمزة" قبضته بقوة على يدي "مريم" ثم قال بنبرة قوية خشنة:-
-ممكن تتكلم معاها قصادي لأن بكل الحالات بنتى مبتتكلمش أقصد خرساء
كان "جمال" ينظر للجهة المجاور وبعد أن سمع هذه الكلمة ألتف برأسه إليهم بدهشة ليقول بصدمة ألجمته:-
-خرساء، مبتتكلمش وجبانة واقفة تترعش من الخوف وجاي تقولي أن  أخويا زير النساء أعجب بها وكمان أتجوزها، أخويا اللى بيجري وراء أى تاء مربوطة ووراء أجمل نساء العالم، دي نكتة مش كدة... أنا مستحيل أصدق أن الجوازة دي تمت أصلًا
كاد "حمزة" أن يتحدث لكن أستوقفه "شريف" بهدوء قائلًا:-
-هوضح لحضرتك حاجة، إحنا مش هنفتح الوصية ولا هنتكلم فى أى ورث إلا بعد ما أقعد معها ونتكلم لوحدنا ولو المشكلة فى مرضها دى مشكلتي أنا مش حضرتك
تردد "حمزة" كثيرًا فى الموافقة ثم نظر إلى ابنته بقلق وأشار إلى "سارة" وقال:-
-ماشي أتكلم معاها لكن خذ معاكم مربيتها سارة لأن أصل هي بتخاف من الغرباء وخصوصًا الرجالة ومش هتروح معاك حتى لو أنا قلت لها تروح
أومأ "شريف" له بنعم وترك "راغب" مع "حمزة" وخرج من الغرفة معهم ثم ذهبوا إلى المكتب ليُحدثها وبعد حوار طويل بينهم فُتح باب المكتب ودلف "جمال" قائلًا:-
-لسه مخلصتش أنا عايز أنام؟
لكنه صُدم عندما سمع صوت فتاة أدعي والدها أنها بكماء تقول بصوت مُرتجف:-
-أنا مش عايزة فلوس منكم لكن ممكن تديني حصاني، صدقني مش عايزه منكم غيره
تقدم "جمال" إليها مصدومة من كلماتها وصوتها الذي خرج من جنحرتها بعد أدعى والدها بأنها "بكماء" فأدرك أن هناك لغز لهذا الشيء، قال بصدمة ونبرة باردة:-
-قُلتي أيه؟
ألتف "شريف" إليه بقلق شديد مما سمعه من هذه الفتاة وقال:-
-مستر مختار أداها حصان هدية فى عيد ميلادها وبعته لهنا من ثلاث شهور، هى عايزاه
تأفف "جمال" بضيق وهو يزحزح رابطة عنقه بأختناق ثم قال:-
-أديهولها ، لو دا اللى هي عايزاه خليها تأخده ونخلص من القرف دا أنا معنديش طاقة أتحملهم أكثر من كدة
ألتف لكي يغادر المكتب مُعتقدًا أن الأمر أنتهى ولن تأخذ شيء منه أكثر ولن تدخل معه فى مجادلات لأجل الورث لكنه توقف فجأة عندما شعر بيدي قوية تتشبث به بقوة وكانت يدي "سارة" مربيتها تقول بترجي:-
-رجاءًا متخلهاش تروح مع الرجل المجنون دا، دا مش أب دا مجنون ومريض نفسي حتى لو هترمينا فى الشارع بعد ما يمشي مش هنعترض لكن على الأقل متخلهوش يأخدها
نظر "جمال" إليها بتعجب وهو لا يفهم ما هذا وما سبب هذا الرجاء، أستدار بنظره إلي "مريم" وكانت واقفة منكمشة فى ذاتها بخوف، لا يفهم ماذا يحدث؟ جذب "جمال" يده من يدي "سارة" بأشمئزاز وقال:-
-أطلعوا برا قصري حالًا... وصلهم للباب يا شريف
تنحنح "شريف" بقلق من رد فعل هذا الرجل متصلب القلب وعديم الرحمة بعد أن جمع شجاعته وقال بجدية:-
-لكنها هي مش هتمشي من هنا
توقف "جمال" لبرهة عن السير بصدمة من معارضة "شريف" له وألتف إليه قائلًا بصدمة:-
-شريف، أنت قُلت أيه؟
أبتلع "شريف" ريقه بصعوبة بالغة ثم قال:-
-هي بتقول أنها حامل من أخوك أستاذ مختار وبكرة الصبح هأخدها للمعمل عشان نحلل عشان كدة مش هتمشي من هنا؟
تأفف "جمال" بضيق شديد من هذه الكارثة التى حلت به، ألم يكفي كونها زوجة ترغب بالورث لكن الآن هناك طفل ولوح بيديه غاضبًا أثناء مغادرته ويتمتم قائلًا:-
-دا اللي كان ناقصني طفل من عاهرة
غادر المكتب لينظر "شريف" إلى "مريم" وقال بلطف:-
-متقلقيش أنا هساعدك 
خرج للخارج معها وجعل "حنان" تأخذها للطابق العلوي ثم دلف إلى غرفة الصالون وقال:-
-ممكن تروح أنا خلصت كلام معها وبكرة هنفتح الوصية 
أومأ "حمزة" إليه بهدوء ووقف من محله يحدق بالخلف نحو الباب قائلًا:-
-فين بنتي؟
تبسم "شريف" وهو يضع يديه فى جيوبه بغرور قائلًا:-
-فوق مش هتخرج من هنا لأنها ببساطة فرد من عائلة مستر جمال المصري
أتسعت عيني "حمزة" على مصراعيها وأنتفض من مكانه فزعًا ويصرخ بقوة قائلًا:-
-ايه؟ أنا ههد البيت دا على دماغكم لو مرجعتوليش بنتي
خرج للخارج ركضًا ليقول "شريف" ببسمة خبيثة قائلًا:-
-ممكن تروح يا راغب و نتقابل في الشركة يوم الأحد
غادر "راغب" مُبتسمًا وهو يفهم ما سيفعله "شريف"، خرج "شريف" للخارج وكانت "حنان" تقف فى مُقدمة الدرج تحاول منع "حمزة" من الصعود بخوف شديد فهذا الطابق لن يصعد به أحد سوى "جمال" وخادمة واحدة تنظفه و"شريف"، قالت بجدية:-
-مفيش طلوع فوق مستحيل أسمح لك
دفعها "حمزة" بقوة بعيدًا صارخًا بها:-
-أبعدي عن طريقي يا ست يا مجنونة أنتِ، انا مش عايز غير بنتي
صعد للأعلى بوجه غاضب عابسًا وهو يناديها قائلًا:-
-مريم، أنتِ فين يا مريم؟
بدأ فى فتح أبواب الغرف، ذعرت "حنان" من هذا الأمر ثم قالت:-
-ربنا يستر
تبسم "شريف" بمكر شديد وقال:-
-متقلقيش يا حنان هو هيقابل الأسد وبصراحة يستاهل، رجل متخلف ومجنون بستقوي على الضعيف لكن من دلوقت مش هقابل فى وشه غير جمال، خلينا نشوف قلبه الميت دا هيتحمل ولا لا؟
فتح "حمزة" باب الغرفة بصدمة ورأى "مريم" بداخلها بين ذراعي "سارة" ترتجف بعد أن سمعت صوته يناديها من الخارج، أسرع نحوها بغضب سافر كالثور الهائج ومسكها من مقدمة رأسها وغرة شعرها بقوة وهو يقوة بعنف شديد:-
-دا اللى اتفقنا عليه يا زبالة، أنا قُلتهم انك خرساء وروحتي أتكلمتي معاهم، قُلتي أيه ها؟ قلت ليهم أيه؟
ذرفت الدموع من عيني "مريم" بضعف شديد وخوف يحتلها بكل أنش فى جسدها وبدأت تصرخ باكية من الألم بعد أن أوشك على أقتلع خصلات شعرها من رأسها من قوته وتهتف قائلة:-
-أبعد عني، أرجوك أنا هعمل اللى تقولي عليه بس بلاش تضربني تاني والنبي
نظر إليها وهو يجذبها من رأسها بقوة مع طريقه للخارج قائلًا:-
-أضربك!! لا يا مريم أنتِ الضرب مش هينفع معاكي أنا هقتلك وأخلص منك نهائي المرة دي؟
رفع رأسه عنها ليري وجه "جمال" أمامه بقميصه الأبيض وبنطلون، كان قميصه مفتوح وصدره عاري بعد أن أستوقفه صوت هذا المُختل أثناء تبديل ملابسه، أبتلع "حمزة" ريقيه بصعوبة من نظرات "جمال" وقال:-
-أنا هأخد بنتي..
لم يكمل كلمته بل أستقبل لكمة قوية على وجهه من قبضته "جمال" أسقطته أرضًا داخل الغرفة وسقطت "مريم" معه بعد أن جذبها فى سقوطه من شعرها المُتشبث به.. أسرعت "سارة" إليها بلهفة وأخذتها من يديه بذعر بينما أخذ "جمال" والدها من ملابسه فصرخ "حمزة" بضيق شديد قائلًا:-
-أنا هأخد بنتي ومحدش يقدر يمنعني
دفعه "جمال" لخارج الغرفة بقوة ليسقط "حمزة" مرة أخرى على الأرض فى الرواق وصاح به بأنفعال شديد قائلًا:-
-مين اللي سمح لك، ها!! مين سمح لك تطلع هنا من الأساس؟
وقف "حمزة" بغضب سافر وهندم ملابسه حادق بوجه "جمال" وهو يقول:-
-أنا مش عايز حاجة من بيتك غير بنتي والباقي هنسيبه للقانون
شعر "جمال" أن هذا المتسول المتعطش للمال يُهدده مما زاد من غضبه وبركانه، تطلع به وهو يسير نحوه كى يأخذ ابنته وكأنه لا يخشي وقوف "جمال" على باب الغرفة، وقف "جمال" يحدق به بسخرية من جراءته وقبل أن يتحدث شعر بأنامل صغيرة تتشبث بقميصه من الخلف بمنتصف ظهره فألتف برأسه كى يراها تختبيء خلفه وتمتمت بحزن وعينيها تترجي عينيه كنبرة صوتها الضعيف قائلة:-
-متسبهوش يأخدني لو سمحت
شعر "جمال" بقشعريرة فى جسده من نبرتها ورجاءها وقبل أن يجيب عليه رأي "حمزة" يمسك يدها الآخرى بقوة ويجذبها من خلف "جمال" بقوة ويقول:-
-أنا هعاقبك على أفعالك يا مريم وعصيانك ليك هتشوفي
شعر "جمال" بيديها تزيد من جذب قميصه بقبضتها وتزداد تشبثًا به فمسك يد "حمزة" وأبعادها عنها وهو يشعر بإهانة من هذا الرجل وكبرياء الرجل الموجود بداخله وغروره قد هُزم بتحدي "حمزة" له، أفلت يد "مريم" منه وأخذه من ملابسه بقوة للأسفل وهو يقول:-
-وريني هتأخذها من بيتي أزاى؟
دفعه للخارج وقبل أن يتحرك "حمزة" من مكانه شعر بيدي تمسكه من الخلف وعندما نظر رأي رجال الأمن والحراسة ليعلم بأنه لن يأخذها من هذا المنزل إلا إذا أعطاها "جمال" له برغبته، غادر القصر مرتعبًا خوفًا من ابنته وما ستقوله وتفعله هناك ربما تهدم كل ما خطط له، ألتف "جمال" بضيق شديد وهو ينفض قميصه بأختناق لما يحدث فى حياته الهادئة، رأى "شريف" يقف بجوار "حنان" أمام الدرج ليتأفف بضيق شديد واضح لهما ثم صعد للأعلى فرأى "سارة" تقف أمام الغرفة و"مريم" بالداخل يراها جالسة هناك أرضًا جوار الفراش، تحاشي النظر إليهما ومر لتستوقفه "سارة" وهى تقول:-
-لحظة من فضلك 
ألتف "جمال" إليها بأختناق وقال بتهكم:-
-أنا عارف أنه يوم مش فايت من أوله، عايزة أيه تاني؟
قالت "سارة" بلطف وعينيها تنظر إلى "مريم" قائلة:-
-أنا أسفة على الأزعاج فعلًا لكن ممكن سؤال، الحصان فين؟ حصانها هي عايزاه وبعدها ممكن نمشي وكمان شكرًا لحضرتك جدًا على اللى عملته عشاننا
ألتف كي يذهب إلى جناحه مُتجاهل كل كلمة تفوهت بها وقال بنبرة صارمة:-
-فى الأسطبل تحت
دلف لغرفته بينما أسرعت "سارة" للداخل وجلست جوار "مريم" لترفع "مريم" نظرها للأعلي حيث مربيتها أكثر شخص لين عليها ويعاملها بلطف فقالت:-
-هيحصل أيه؟ أنتِ أكتر واحدة عارفة أن الموضوع مش هيمر بسلام؟ حمزة هيرجع عشاني من تاني
مسحت "سارة" على رأسها بلطف شديد ثم قالت:-
-متقلقيش يا صغيرتي أنا معاكي ومستحيل أسمح لحد بأذيتك، خلينا نأخد صانك من هنا ونمشي قبل ما حد يكتشف أمرنا ونهرب بعد حتى لو أضطرت أخذك لأخر العالم أن حكم الأمر ، وأحميكي قبل ما يعرف جمال بحقيقتنا وحتى قبل ما يدور شريف ورانا ويشك فى كلامنا معه، لازم نمشي قبل ما يبدوا يفكروا فى موت مختار وقبل ما حد يعرف أنه أتقتل، لحد دلوقت الخطة ماشية صح زى ما خططنا، أجمدي يا مريم وأنا هحل المشاكل كلها ونخلص من الماضي واللي فات أتفقنا...
للحكــــــايــــة بقيـــــــة.........
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عانقتها "مريم" بضعف شديد وخوف يحتلها من الداخل من القادم وما سيحدث عما قريب، طوقتها "سارة" بحب مُحاولة إخماد نيران قلبها المُرتعب خوفًا من القادم ثم همست إليها قائلة:-
-حصانك تحت، أنا سألته ممكن تروحي له 
خرجت "مريم" من بين ذراعيها بسرعة البرق وتلاشي الخوف وعادت للحياة كسمة صغيرة عادت للمحيط بعد ان أنقطعت أنفاسها فى صراع الخروج منه، تتطلع بها بحماس وقالت:-
-هروح أكيد، عن أذنك
تبسمت بسعادة وهى تقف من مكانها لتركض للخارج ولأول مرة تظهر بسمة على شفتيها مُنذ رحيل "مُختار"، ضحكت "سارة" بعفوية على عودة طفلتها إلى طبيعتها البريئة، كانت تركض على الدرج كطفلة صغيرة جميلة نالت حريتها فرأتها "حنان" وشعرت بأنها ترى فراشة جميلة حلقت بجناحيها فى السماء بعد أن نالت حريتها وبسمتها العريضة تجذب كل من تراه فقالت بدهشة من تبدل حال هذه الفتاة:-
-على فين، أساعدك؟
توقفت "مريم" بحرج من هذه المرآة وركضها هكذا فى هذا المنزل الغريب وقالت:-
-عايزة أروح الأسطبل 
أشارت "حنان" إلى أحد الخادمات الواقفة هناك وقالت بجدية:-
-هي هتساعدك وتوصلك هنا، وصليها للأسطبل وأرجعي على طول
أومأت الخادمة لها بنعم ثم ذهبت فى المقدمة لتبتسم "مريم" بسمة لطيفة خافتة إلى "حنان" كشكر وأمتنان على مساعدتها، خرجت خلف الخادمة حتى وصلت إلى الأسطبل وكان خلف القصر وهناك سياج كبير لركوب الخيل بجوار منزل خشبي يسكنه الخيول، أسرعت بالركض إلى هناك لتمر من جوار الخادمة وتصبح هى فى المقدمة، تبسمت الخادمة عليها وسارت خلفها بعفوية، دلفت للأسطبل وكان هناك عامل "حاتم" فور رؤيتها تعجب من وجود غريبة هنا ليقول:-
-أنتِ مين؟ ممنوع حد يجي هنا أطلعي برا
لم تجيب عليه بل نظرت إلى حصانها ورأسه تظهر من فوق السياج الخشبي المغلق عليه فتبسمت بفرحة عارمة تغمرها وقالت:-
-أنا مالكة إيلا
بدأ الحصان يصدر صيهله ويقفز بأقدامه فرحًا لرؤيتها وكأن هذا الحصان يبادلها نفس القدر من العشق والشوق، أسرعت إلى هناك فأومأت الخادمة إلى العامل بنعم وأن سيد القصر قد سمح لها بالفعل بالمجيء إلى هنا فمن سيعترض، نظرتها كأنها تخبره بموافقة "جمال" على ذلك، رفعت "مريم" يدها إلى الأعلى بينما قربت "إيلا" رأسها إلى يد مالكتها تداعبها فقالت الخادمة بدهشة بعد أن سمعت أسم الحصان:-
-فرسة، حصان أنثي
أومأ "حاتم" لها بنعم فمُنذ حضور هذه الفرسة إلى هنا وهو من يرعاها ويهتم بأمرها لذا يعرف هذا الأمر وقال بحماس:-
-من يوم ما جيت هنا بقالها ثلاثة شهور ولا مرة شوفتها فرحانة كدة، كل مرة كنت بطلب الدكتور عشان يشوفها لأن أكلها ضعيف وحتى صهيلها مسمعتهوش فى معظم الأوقات، فتحت لها الباب أكثر من مرة عشان تجري وتحس بالحرية فى المكان لكنها كانت واقفة محلها سر، دلوقت بس عرفت مالها وعلاجها اللى الدكتور مقدرش يدهولها، صاحبتها! إيلا كانت عايزة المالكة عن الحرية
 فتحت "مريم" الباب الخشبي الجراج بقوة رغم ضعفها وهو الحاجز بينهما وربتت على ظهر "إيلا" فرستها البنية الجميلة ذات الشعر الطويل كصاحبتها مما جعلت من لمستها الحماس ينطلق بها وبدأت تقفز بسعادة وتهز رأسها كأنها تطلب من "مريم" الصعود على ظهرها، تبسمت "مريم" وجلبت مقعد صغير لتضعه جوارها وصعدت على ظهر "إيلا" وتنفست بأرتياح وهى تقول:-
-وحشتينى يا إيلا، مش هتتخيلي حياتي فى غيابك عاملة أزاى
أوقفها "حاتم" بضيق شديد قائلًا:-
-علي فين، ممنوع ركوب الخيل بالليل دى أوامر جناب البيه....
لم تعطيه "إيلا" المجال لأستكمال حديثه وركضت بسرعة جنونية بـ "مريم" كأنها تحتفل بعودة صديقتها ومالكتها وتشاركها الفرح، خرج "جمال" من المرحاض بعد أن أخذ حمامًا دافئًا وأرتدي تي شيرت أسود اللون وبنطلون أزرق ليجد كوب قهوته موجودًا على الكمودينو فأخذه ودلف إلى الشرفة يرتشف القليل منه وهو يتكأ بذراعيه على داربزين الشرفة ويفكر كثيرًا فيما هو قادم وماذا يجب أن يفعل بهذه الفتاة وغدًا سيفتح الوصية غير كونها حامل قاطع تفكيره وشرود صوت صهيل الفرس بقرب منه، ألتف لزواية الشرف وأتسعت عينيه عندما رأي الفرسة تخرج من منزل الخيول مُسرعة وبحماس وعلى ظهرها "مريم" أستقام فى وقفته وهو يسير معها بل يركض معهما بعينيه، دلفت "إيلا" إلى السياج وكأنها تعود للحياة والركض بحماس وسعادة و"مريم" فوقها تلاشي الخوف والأرتجاف منها تمامًا كأنها تبدلت وأصبحت فتاة أخرى، كانت كفارسة ماهرة فى قيادة الخيال وتمسك فى شعر "إيلا" الطويل بحب وشعرها الناعم يتطاير مع جسدها النحيل الذي يقفز مع ركض "إيلا"، لم ينكر "جمال" أبدًا كونها جميلة لكن تساءل أجمالها يستحق أن يتزوجها رجل بعمر والدها؟، فإذا كان هو والذي يصغر أخاه بعشر سنوات فلن يقبل أبدًا بطفلة مثلها زوجة له، ماذا قدم "مختار" لها كي تقبل به؟ كان هذا السؤال يلازمه دومًا طيلة الليل وهو يراقبها حتى مرت ساعتين أو أكثر فجلس "جمال" على المقعد يراقبها فى جلوسه حتى تعبت وأخذت "إيلا" إلى المنزل الخشبي لتدخل "إيلا" وتعود وحدها للقصر، لم ينام "جمال" هذه الليلة وكان تفكيره يأخذه للأسوء، أيجب أن يتخلص من جنينها؟، بدل ملابسه صباحًا وأرتدي قميص أبيض وبنطلون جينز ثم ترجل للأسفل وكان "شريف" قادمًا فتعجب لما يرتديه "جمال" فقال:-
-رايح فين؟ النهار دا إجازتك ولا وراك شغل معرفهوش
أغلق "جمال" ساعة يده بأحكام وهو يجيب عليه قائلًا:-
-رايح معكم للمستشفي خلينا نخلص
أتسعت عيني "شريف" وهكذا "سارة" على مصراعيها وبدأ الأرتباك يظهر عليهما فقال "جمال" بجدية:-
-هي فين؟
أجابته "سارة" بتوتر شديد قائلة:-
-أهي جت 
رفع رأسه ليراها تنزل على الردج مُرتدية نفس ملابس الأمس بنطلون جينز وتي شيرت أبيض بنصف كم وحذاء رياضي أبيض اللون فهى لم تجلب معها أى ملابس أو أغراض لها، ذهبوا أربعتهم معًا للمستشفى فى سيارة "جمال" فلم يستطيع "شريف" أو "سارة" والخوف من هذا الرجل صنع بداخلها ثقبًا كبيرًا من الخوف بعد أن يعلم "جمال" ما ينوا عليه، وصلوا للمستشفي ولم ينتبه أبدًا إلى سيارة الأجرة الخاصة بـ "حمزة" التى توقفت خلفهم وهو يراقبهم، وصلت "مريم" بأرتباك شديد إلى غرفة الطبيب وكان صديق "جمال" ليقول:-
-اتفضلي
نظرت "مريم" لهما بقلق شديد مما جعل "جمال" ينظر إليها وهى لم تدخل كما طلب الطبيب ليقول بحزم ولهجة صارمة:-
-أدخلي خلينا نخلص من الموضوع دا 
تعجب "شريف" لكلمته التي لم يفهمها فدلفت "مريم" وحدها بعد أن منعت الممرضة وجود "سارة"، أخذ "شريف" "جمال" من ذراعيه إلى درج الطوارئ وكان المكان فارغًا ليقول بقلق:-
-حضرتك قصدت أيه بنخلص من الموضوع؟ ناوي علي أيه يا مستر جمال؟
أجابه "جمال" ببرود شديد قائلة:-
-هتجهض، ونخلص من الطفل دا، لازم أنزله أنا مش هقبل بطفل من عاهرة يكون فرد من عائلتي ووصمة عار ليا
أستشاط "شريف" غيظًا من تصرفه دون أن يرجع له وقال بأنفعال دون أن يتمالك غضبه لأول مرة أمام "جمال":-
-من قال لك أنها عاهرة؟ وبعدين عذرًا لكن حضرتك أزاى تتصرف من غير ما ترجع لي وتأخذ قرار زى دا.
صاح "جمال" غاضبًا بأنفعال وهو يشير بسبابته نحو الباب قائلًا:-
-عاهرة يا شريف، قبلت تتزوج برجل من عمر أبوها عشان فلوسه بس، باين عليها أنها طفلة منضجتش لسه ولا تعرف حاجة عن الحياة لكن أول ما شافت فلوس لمعت فى عينيها وقالت تبدأ الحياة بمعلقة من الذهب وراحت له، ممكن تقولي الطفل اللى فى بطنها ذنبه أيه؟ ذنبه أيه أن يتولد من أب فاسد مُتعاطي للمخدرات ومفيش فى سيرته اللى باقية له غير كل أعماله السيئ ومن أم محتاج أتكلم عنها أديك شايف العينة، وفى الأخر أنا هكون عم له وتربطني علاقة أبدية بالناس دي، لا يا شريف أنا مش هسمح بدا نهائيًا، الطفل لازم ينزل ونخلص بقي وبعدها ممكن أديها مبلغ كرم مني وتعوض على أبنها اللى راح وصدقني مش هترفض لأن الفلوس هي الهدف من الأساس فى جوازها من مختار
خرج "جمال" من الباب إلى حيث الرواق وكان كالثور الهائج مُنفعلًا بجنون وعلى وشك قتل "مريم" بهذه اللحظة وهى سبب كل ما يعيشه وتدمير حياته الهادئة، جلست "مريم" بخوف على الفراش مُعتقدة بأنها ستجرى فحصًا بأشعة السونار لكنها صُدمت عندما وضعت الممرضة حنقة فى وريدها لتسألها "مريم" بقلق:-
-أنتِ بتعملي أيه؟
أنهى الممرضة الدواء من الحقنة فى وريدها وهى ترفع رأسها إلى "مريم" لتقول:-
-بخدرك ولا هتجهضي الطفل من غير تخدير؟
صُدمت "مريم" من كلماتها وقبل أن تصرخ أو تتفوه بكلمة واحدة كانت قد غبت عن الوعي بمفعول المخدر وجهزتها الممرضة لتجرى الجراحة، وصل "شريف" للغرفة خلفه وهو يقول:-
-يا مستر جمال صدقني هتندم، هى مش زى ما أنت متخيل نهائيًا، أنا..
قبل أن يكمل حديثه خرج الطبيب من الداخل ونظر إلى صديقه ليقول:-
-جمال!! من اللي قالك أنها حامل ؟
نظر "جمال" لـ "شريف" و"سارة" الواقفة مكانها بقلق ثم سأل بقلق:-
-هي مش حامل؟
نظر الطبيب له بدهشة من سؤاله ثم قال بجدية:-
-هتكون حامل أزاى يا جمال وهي بنت وملمسهاش حد
أتسعت أعين الجميع فيما عدا "سارة" التى تعلم جيدًا أن "مريم" ما زالت بعفويتها لم يلمسها رجلًا من قبل حتى زوجها المتوفي لم يقترب منها، لكنها تفوهت بصدمة قاتلة:-
-أنت عرفت أزاى أنها بنت!!؟
أسرعت للغرفة بصدمة قاتلة لترى "مريم" نائمًا على الفراش وملابسها جوارها وترتدي زى الجراحة مما جعل عينيها تدمع حزنًا وإشفاقًا على هذه الطفلة التى لم يشفق عليها أحد والجميع يتسبب فى إهانتها وألمها حتى هذا الرجل الذي لم تقابله سوى بالأمس لم تتسبب له بأى أذي صنع لها هو أذي لم تقبل به أى امرأة فى حياتها، ظل "جمال" وافقًا فى صدمة مُتجمدًاوكأن عقله شل مكانه وجسده جُمد فى الأرض، لم تكن عاهرة كما قال بل فتاة عفيفة وشريفة، أتهمها أسوء أتهام بكل مرة يتفوه بالحديث عنها، أم "شريف" ظل واقفًا مصدومًا فهو كان على علم بأنها لم تكن حامل وهو من أخترع هذه الكذبة حتى يبقيها فى القصر بعد أن سمع حكايتها لكن عفويتها لم يتوقعها أبدًا، ألبستها "سارة" ملابسها وهى فاقدة للوعي ثم مسحت على رأسها بحنان وقالت:-
-سامحيني يا صغيرتي، أنا اللي سيبتك لوحدك ووثقت بهما ونسيت أنهم رجالة ميتوثقش فيهم، متقلقيش أنا هأخدك بعيد عنهم كلهم، هنبعد عن كل اللي أذوكي ووجعوكي أوعدك
قبلت رأسها بحنان ودفء، حاولت حملتها كى ترحل لكنها لا تقوى على حملها فذهبت إلى زواية بالغرفة لتجلب المقعد المتحرك الموجود هناك وعادت إلي الفراش، دُهشت عندما رأت "جمال" يحملها على ذراعيه كطفلة رضيعة وألتف كى يخرج بها لتتقابل عينيه مع "سارة"، تطلعت به بضيق شديد وأشمئزاز من فعلته وقالت:-
-أنت بتعمل أيه، أبعد عنها وإياك تفكر تلمسها مرة تاني، أنت زيهم ومتختلفش عنهم ولا عن قذارتهم، الرجالة كلها زى بعض بنفس الوخشية ما بتصدقوا تلاقوا واحدة ضعيفة تستقوا عليها وكل واحد بطريقته
أجابها بحدة ونبرة غليظة قائلًا:-
-قذارة!! ليه هو أنا جيت أكشف علي عذريتها ولا أتهمتها فى شرفها وقولت ابن حرام، أنتوا اللي قولتوا أنها حامل وأنا مش عايز طفل منها يكون فى عليتي
تبسمت "سارة" بسخرية على كلماته وقالت:-
-وأنا تقتل طفل فى رحم أمه بريء مش قذارة ووحشية، مفيش مبرر يا فندم للي عملته، أنت متختلفش عنهم 
لم يجيب عليها وخرج من الغرفة حاملًا "مريم" بين ذراعيها، جسدها النحيل باردًا كمكعب من الثلج وبخف ريشة صغيرة كأنه يحمل دمية صغيرة وليست بشرية أو ربما قوة عضلاته ما جعلته لم يشعر بثقل جسدها، فتح باب السيارة الخلفي ووضعها على الأريكة ثم صعد جوارها و"سارة" جلست فى الأمام بجوار السائق ليعود بهما "صادق" إلى القصر بعد مُغادرة "شريف" غاضبًا من تصرف "جمال"، كان ينظر من النافذة ويفكر فيما يحدث وكيف تكن زوجة أخيه الفاسد ولم يلمسها يومًا هذا أمر لا يصدقه عقل بشري يعلم جيدًا حقيقة "مُختار" وإن الحقيقة التى يصدقها العقل هى أنها لم تكن زوجة أخيها وأصطنعت هذا الزواج العرفي لتأخذ منه الورث، توقف عن الشرود فى تفكيره الخبيث الماكر عندما شعر بشيء ثقيل على قدمه وكانت رأسها قد سقطت عليه، لم يحاول جاهدًا أبعادها فألتفت "سارة" من مقعدها مُحاولة إبعاد "مريم" عنه وهو ينظر من النافذة لكنها لم تنجح بسبب جلوسها فى الأمام، أستوقفها "جمال" بسؤاله الماكر قائلًا:-
-أمتي أتجوزت من مختار؟
نظرت "سارة" إليه بضيق وهى حقًا الآن ترغب بقتله مثل "حمزة" تمامًا وقالت ببرود:-
-صدق أو متصدقش لكنه اتزوجها يوم عيد ميلادها الثامن عشر
سأل "جمال" بعبوس شديد بعد أن تطلع بوجه "سارة" فى المرآة:-
-وامتى عيد ميلادها؟
أجابته "سارة" بأختناق وهى تفهم ما يرمي إليه بأسئلته:-
-يوم 10 / 1
تبسم بسخرية وهو يفهم كذبتها ثم نظر إلى وجه "مريم" النائمة على قدمه فاقدة للوعي ويقول:-
-اتجوزت أخويا من سنة ونصف وملمسهاش مرة واحدة حتي
استشاطت "سارة" غيظًا من حديثه وقالت:-
-قولتلك صدق أو لا، الأمر يرجع إليك محدش هيجبرك
وصلوا للقصر فحملها "جمال" على ذراعيه وصعد إلى غرفة الضيوف التى أصبحت غرفتها من الأمس ثم وضعها بالفراش برفق شديد وتطلع بملامحها قليلًا وقال:-
-أنا عارف أنك مخبية كتير، جواكي مليئة أسرار وغموض وواثق من دا لكن أيه هي قصتك يا مريم؟ فضولي بيقتلني عشان أعرف اللي جواكي ومخبية أنتِ ومربيتك
ألتف لكى يغادر لكن أستوقفه صوتها المبحوح ضعيفًا جدًا يكاد سمع كلماتها وهى تقول:-
-أنقذني أرجوك!
ألتف إليها بذهول ليراها تفتح عينيها ببطيء وتقول بضعف تستغيث به:-
-ساعدني!
شعر بقشعريرة قوية تصيب جسده وقلبه أنقبض قبضةً قوية وهو ينظر بعينيها الضعيفة لا يعلم لما يشعر بألم شديد فى صدره وشيء قوي بداخله يسير إليها وينجذب إلي ضعفها بقوة ليشعر بخوف سافر داخله فهرب مُسرعًا من غرفتها...
_________________________________
كان جالسًا فى غرفة المكتب مساءًا فصاح "جمال" بضيق شديد قائلًا:-
-أديني سبب واحد خلاك تصدق كذبتهم يا شريف وتقع فى فخهم؟
تنحنح "شريف" بتوتر وهو جالسًا أمام "جمال" على المقعد المجاور وقال بنبرة خافتة:-
-أنا أسف على الموقف اللي حطت حضرتك فيه، لكن صدقني أنا حست بصدق فى كلامهم والبنت ميبانش عليها أنها بتشتغل فى الدعارة ولا حتى عمرها دخلت كباريه وتقدر تغري رجل، أنا شوفت فى وشها براءة وطفولة مقتولة من العذاب، أزاى هتغري رجل أو حد تحاول تثيره وهي بتخاف من كل الرجالة وبتترعب من وجودهم على طول متعلقة بذراع مربيتها، عقلي وعيني مصدقوش اللي بيتقال؟
صمت "جمال" قليلًا قبل أن يجيب عليه ومرر أصابعه بضيق على ذقنه ولحيته حركته المُفضلة عندما يفكر وقال:-
-ماشي، معاك 24 ساعة بس تعرف ليا عنها كل حاجة، لكن أفتكر 24 ساعة بس لو مجبتليش اللى يقنعني ببراءتها هرميها برا باب قصري يا شريف
أومأ إليه "شريف" بنعم ثم وقف لكي يغادر من المكان لكن أستوقفه صوت "جمال" القوي يقول:- 
-أتصل براغب وقول يعتذر النهار دا عن فتح الوصية أنا مش هفتح الوصية قبل 24 ساعة وخلال هذا ال24 ساعة أعرف كل حاجة عنها مهما كلف الأمر
تبسم "شريف" بحماس شديد لهذا الرجل ثم قال:-
-زي ما تحب يا مستر جمال
غادر "شريف" المكان بينما دلفت "حنان" إلى المكتب وسارت فى خطوات هادئة حادقة بهذه الرجل الذي تحولت حياته الهادئة لفجوة كبيرة مليئة بالمشاكل والكوارث، كان "جمال" مغمض العينين ومُتكأ بظهره على ظهر المقعد من الخلف مُنهكًا بحق، وقفت قرب المكتب بهدوء ثم تنحنحت بخفوت تنذره بوجودها ليقول دون أن يفتح عينيه:-
-فى أية تاني يا حنان؟
تحدثت بنبرة هادئة:-
-أتصل الأمن وبيقولوا أن والد الهانم الصغيرة مريم بيتخانق معهم  على باب القصر عايز يدخل ويشوفها
فتح عينيه مع كلماتها وعقله لا يفكر سوى فى شيء واحدًا وهو رجاء "مريم" منه بألا يترك "حمزة" يأخذها وطلبها منه بأنقاذها، كل هذه التصرفات تنذره بوجود شيء خبيث وسيء بوالدها ولهذا تخشاه أكثر من أى رجل أخر فقال بضيق:-
-روحي أنتِ دلوقت
وقف من مكانه وخرج من مكتبه مُتجهًا إلى الأعلي حيث غرفتها وطرق الباب قليلًا حتى سمع صوت "سارة" تأذن له بالدخول، فتح الباب بلطف ودلف ليراها ما زالت نائمة فى فراشها مُنذ أن جلبها صباحًا من المستشفي لكن الأن قد فتحت عينيها لكن ما زال جسدها كما هو دون حركة فقال بحرج من فعلته:-
-باباكي تحت وحابب يشوفك!
كلمات قليلة تفوه بها لكنها فعلت الكثير بها فجعلتها كلماته تنتفض من فراشها وهى تقول بخوف:-
-لا... سارة أعملي حاجة رجاءًا
نظر إلى "سارة" التى وقفت حائرة لا يمكنها فعل شيء الآن وإذا أمر "جمال" بخروجهما من منزله سيخرجون دون معارضة، شعرت "مريم" بعجز "سارة" لتنظر إليه وهو واقفًا وذهبت نحوه بحزن شديد وتقول:-
-أنا عارفة أني كذبت عليك بموضوع الحمل وفعلًا أنا أسفة لك بس ممكن متخلهوش يأخذني وممكن تعاقبني على كذبتي زى ما تحب 
تطلع "جمال" بعينيها الباكية ويديها المتشابكتين أمام وجهها وتترجاه بكل ضعف أن يعاقبها لكن لا يسمح لوالدها بأخذها، نظر "جمال" إليها وقال بخبث:-
-أعاقبك!! أزاى ممكن أعاقبك ؟ أنا مبقدرش أتحمل المخادعين
مسحت دموعها بأناملها الصغيرة ثم قالت:-
-والله زي ما تحب، حتى لو حبت تخلينى خادمة هنا فى القصر مش هعارضك أقسم لك
تسائل كثيرًا ماذا يفعل بها "حمزة" لتفضل الخدمة فى منزله وتكن خادمة علي أن تكن سيدة القصر ولا تذهب معه فقال:-
-معقول!! بعد ما بقيت سيدة القصر بفضل أخي المرحوم أجي أنا أخليكي خادمة القصر.....
_________________________________ 
وصل "شريف" إلى المزرعة التى كانت تعيش بها "مريم" قبل أن تذهب للقصر، ترجل من السيارة ليري عامل الحديقة يرعي الزرع والخضرة فأقترب منه ليقول:-
-مساء الخير!
نظر العامل له بهدوء مُستغربًا وجود شخص داخل المزرعة فقال:-
-مساء النور يا بيه، أمر؟
-أنا كنت جاي أسأل عن مريم؟
قالها "شريف" بنبرة هادئة لكن رغم هدوءه أشتعلت نيرة الخوف والرعب بهذا الرجل ليعطيه ظهره بخوف من التفوه بشيء ثم قال:-
-أنا معرفش عنها حاجة، من ساعة ما أتجوزت البيه الله يرحمه وهي مخرجتش من باب البيت ممكن تسأل الشغالة هناك، حل عني يا بيه أنا مناقصش مشاكل 
حديثه وخوفه جعله "شريف" يشعر بريبة فى الأمر وتأكد بأن هناك شيء غامض وخطير خفي يجعل هذا الرجل يرفض الحديث معه، أتجه إلى المنزل عازمًا أمره على كشف الحقيقة ومعرفة الماضي الذي تحمله "مريم" داخلها وكما يبدو بأنه ليس بأمر هين نهائيًا ......
لقراءة الفصل التالي اضغط هنا
للحكــــــايــــة بقيـــــــة.........
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نظرت "مريم" إلى وجهه وهو واقفًا أمامها حازمًا أمره على أخراجها لوالدها فبدأت ترتجف وهى تجيب عليه بصوت متقطع مع شهقاتها القوية هاتفة:-
-صدقنى الخادمة هنا أفضل من كوني سيدة قصر بواسطة حمزة، تمام كالفرق بين الجنة والجحيم
حدق "جمال" بها وهى ترتجف باكية ضعفًا وألمًا وحتى لم تلقب "حمزة" بأبًا لها بل نطقت اسمه هكذا، أزدردت لعابه بتوتر شديد ثم قال بجدية:-
-ماشي، إحنا هنلعب لعبة لو كسبتي هسيبك تقعدي فى قصري وأوعدك أن الرجل دا مش هيلمح ظلك أبدًا لكن لو كسبت أنا هتخرجي من قصري للأبد ومتخلنيش أشوف وشك تاني
ترددت كثيرًا فى الموافقة وهى لا تعلم ماذا ستلعب وكون هناك أحتمال لمغادرتها جعلها ترتعب خوفًا، نظرت إلى "سارة" لتشير لها بألا تفعل لكن "مريم" لم توافقها الرأى وقالت:-
-ماشي موافق، وإذا خسرت هعتبرها إشارة من ربنا على موتي... أيه هي اللعبة؟
غادر الغرفة بوجه حادة غليظ بعد أن أخبرته انها على أستعداد للأنتحار والواد بحياتها على أن تعود مع "حمزة"، قال بحزم:-
-حصليني 
_____________________________
"مــــزرعة الفيــــوم"
وضعت السيدة كوب الشاي الساخن علي الطاولة ثم جلست أمام "شريف" ليقول :-
-مريم!!
تنهدت السيدة الخمسينية بهدوء ثم قالت:-
-مريم طفلة عجنها القدر، صدق اللي قالته سارة، أه حمزة أبتزاز ورجل حقير متعاشرش، مريم ما عرفت طعم الحياة والأمان غير من اللحظة اللى بقيت فيها زوجة لمختار بيه، حمزة كان بيجي يشوفها من فترة للتانية وكل مرة لازم يديها علقة والتانية وحرمها من تعليمها وطفولتها دمرها وقتل برائتها، بنت يتيمة الأم وكأن ربنا حرمها من الحب والحنان مع حرمان الأم، ربنا يرحمها بقي له حكم فى كل حاجة
-مريم أتجوزت مُختار بيه أزاى؟
سألها بنبرة هادئة لترتبك كثيرًا قبل أن تجيب عليه وبدأت تتحاشي النظر له فقال بهدوء ونبرة مُطمئنة:-
-أتكلمي وأوعدك أن محدش هيعرف باللي هتقوليه نهائيًا لكن أنا محتاج أعرف اتعرف عليها أزاى
أجابته السيدة بتوتر شديد وبدأت تفرك أصابع يديها الأثنين معًا قائلة:-
-كان دايمًا بيسمع عن البنت اللى فى جنينة اللي عايشة فى الأسطبل مع الخيل مني، مريم كانت قنوعة وراضية رغم حرمانها من التعليم والأحلام زى أى بنت فى سنها لكن قدرت تخلق سعادتها هنا وسط الطبيعي والأرض الخضراء والزرع والخيل، أتعلمت ترويض الخيل مع جوز عمتها اللي جابها هنا تعيش معرفش كانت قساوة منه ولا رحمة لما مراته ماتت ومبقاش موجود فى البيت غيره هو وابنه فخاف عليها بعد ما بدأ جسمها يتغير وتكبر وجابها هنا، كن نص الحكاوي اللى بحكيها للبيه عن المزرعة والناس هنا عن مريم لكن فى مرة جه زيارة مفاجئة لينا وسمع صويت وحد بيطلب النجدة
-كانت مريم!!
سألها "شريف" بفضول شديد لتقول:-
-كانت بتتعذب وتموت بالبطيء، حمزة كان هنا فى زيارتها وكالعادة مجرد ما بيجي بتنطفي وسعادتها بالتدمر كان دايمًا شايف أنها السبب فى موت مراته خصوصًا أنها ماتت أثناء ولادة مريم، كان بيحب مراته جدًا ومن بعد موتها أنتقم من نفسه فى شرب المخدرات ومن مريم بتعذيبها كونها السبب..ـ، وقتها حكيت لمختار بيه عن العذاب اللى بتشوفوا مريم الطفلة الصغيرة وقرر أنه يتجوزها لكن معرفش بأنها طريقة ولما عرف أن حمزة بتعاطي أديله كمية كبيرة وهو عارف انه راجل طفس وطلبه بالفلوس ومكانش معه فقرر أن يكون التمن مريم، أنا عارفة ان كل الناس بتكرهه وشايفين أنه وحش لكن مريم كانت الحسنة الوحيدة فى حياته، كتب عليها وكان دايمًا بيسمع عنها وعمره ما شافها لكنه شافها يوم الجواز ووقتها كان جايبلها هدية حصان وسارة مربية ليها تعتني بيها عوضًا عن امها اللى ماتت...
_____________________________
خرج "جمال" من القصر كاملًا وخلفه "مريم" ثم "سارة" تراقبهما، وقف أمام السياج لترى "حاتم" يخرج من منزل الخيول جالبًا فى يديه الأثنين فرس أبيض جميلًا و"إيلا" فرستها المحبوبة وصديقتها الوحيدة لتبتسم "مريم" بحماس وقد تلاشي خوفها ثم قالت:-
-عايز تركب الخيل؟
نظر لبسمتها المشرقة وكأنه قد نال مراده من هذه اللعبة، تلاشي خوفها وتوقفت عن البكاء فمنذ الوهلة الأولى التى طلبت فيها حصانها عن المال علم جيدًا أنها تعشق الخيول وركوبها على "إيلا" كان بمثابة نيل الحرية من سجنها الأليم، توقف العامل أمامهم وترك الخيول ثم غادر فقالت:-
-أيه هى اللعبة؟
تبسم وهو يرحب بحصانه الأبيض ثم قال:-
-دا مرجان فرسي الغالي ولا مرة سمح لحد يركبه غيري، لو قدرتي تركبي علي ظهره وخلصتي 10 دورات فى 10 دقايق داخل السياج هسيبك تقعدي فى قصري
نظرت إلى "إيلا" بحزن فحماسها وبسمتها كانوا لأجل "إيلا" فرستها الجميلة الساحرة والركوب عليها فقالت بعبوس:-
-خليهم مائة أو ألف لكن على ظهر إيلا
ألتف إليها بوجه حاد ثم قال:-
-أنا عارف أنك ماهرة جدًا فى ركوب إيلا فبكل الأحوال هى حصانك لكن وريني قوتك وماهرتك على مرجان وفى المقابل أنا هركب على ظهر إيلا
أتسعت عيني "مريم" على مصراعيها بصدمة ألجمتها وقالت بسخرية بريئة:-
-إيلا حصان بري مبتسمحش لحد يقرب منها أو يركبها
تبسم بعفوية وهو يقول:-
-دي مشكلتى أنا
تنهدت بأغتياظ شديد وعينيها تحتضن عيني "إيلا" ثم قالت:-
-أتفقنا
ربتت على عنق "إيلا" حتى صعد عليها "جمال" كأنها أخبرت صديقتها أن تكون جيدُا وتحسن معاملته لأجلها فهو قادر على تدمير حياتها بكلمة واحدة ثم قالت بعبوس:-
-أمسك كويس لأن حصاني عنيدة وشقية
أقتربت من "مرجان" ليعود للخلف رافضًا صعودها عليه، أعطي "جمال" الساعة إلي "سارة" لتكن حاكمًا بينهما، أقتربت "مريم" منه وقالت:-
-أهدأ .. اهدأ
أصدر صهيله وهو يرفع عنقه للأعلي رافضًا رفض قاطع ركوبها على ظهره، عكس "إيلا" التى كانت هادئة مما جعل "جمال" يطمن جدًا وبدأ السباق قبل أن تصعد "مريم" على ظهر حصانه، ركضت "إيلا" به بخطوات ثابتة حتى أنهت اللفة الأولي وصعدت "مريم" بدلال على ظهر "مرجان" ودخلت السياج فى هذه اللحظة بدأت "إيلا" فى التذمر والعناد رافضة وجود غريب على ظهرها لتسرع من قوتها وهى تهز رأسها بقوة مُحاولة إفلات شعرها الطويل من "جمال" لكنه كان فارسًا ماهرًا تمامًا كـ "مريم"، ركضت "مريم" بحصانه وهى تتقرب إليه بحنانها ولمساتها الناعم فهى تملك الكثير من الخبرة فى ترويض الأحصنة، كان "جمال" يسبقها بدورة لكن مع تذمر "إيلا" جعل "مريم" تقترب منه بحماس وهى تصدر صافرة بفمها فهمتها "إيلا" جيدًا وبدأت تهدأ من حركتها وتذمرها فنظر "جمال" إليها بدهشة من ترويضها إلى "إيلا"، تبسمت "مريم" بفخر رغمًا عنها وهى تهز كتفيها الأثنين للأعلى بمعنى أنها ماهرة لا شك، شعر "جمال" بقشعريرة فى قلبه من بسمتها فعاد للنظر مرة أخرى للأمام بخوف من هذه الفتاة، كان "جمال" يسبقها بفضل ترويضها لـ "إيلا" ومساعدته فى توقف فرستها عن التذمر لكن "مرجان" لم يكن كإيلا رحيمًا مع راكبه فأرتطامًا بالسياج قاصدًا التذمر على "مريم" فقد وصل لأقصي درجات الغضب من ركوبها عليه لتصرخ "مريم" بألم من قدميها التى أعتصرت فى السياج الخشبي، ألتف "جمال" برأسه ليراها تتألم وفرسه ما زال يتذمر ويقفز بجنون لإسقاطها فتمتم بخوف قائلًا:-
-خلينا نروح لها قبل ما يأذيها 
وكأن "إيلا" فهمت ما يقول لتسرع فى خطواتها وعينيها على "مريم" لا تفارقها وتصدر صهيلها بخوف شديد على صديقتها، تشبثت "مريم" جيدًا فى لجام الفرس مما جعل "مرجان" غاضبًا فبدأ يدور حول نفسها مرات متتالية لتشعر "مريم" بدوران شديد وتركت اللجام وجسدها فقد توازنه لتسقط من فوق مرجان فأسرعت "إيلا" أكثر نحوها وهى تراها تهتز وعلى وشك السقوط فأمسكها "جمال" وهى تسقط بذراعه وجذبها بقوة إلى صدره، تشبثت به بقوة وهى جالسة أمامه ولفت ذراعيها حول عنقه بأحكام وذراعه يحيط بخصرها حول ظهرها والأخر يمسك بإيلا، شعر بأنفاسها تضرب عنقه بجنون وصعوبة فقال هامسًا:-
-حصل خير
تساقطت الدموع من عينيها على عنقه ليشعر بحرارتها وسمع صوتها المبحوح قائلًا:-
-ممكن نكرر مرة تانية، أرجوك أوعدك أني هكسب بس أدينى فرصة رجاءً
لم تترك القشعريرة قلبه من قربها إليه وضمه إليها أشعره بدفء لم يشعر به من قبل فلم يتمالك نفسه وبدأ يربت على ظهرها بلطف وهمس قائلًا:-
-ممكن تبطلي عياط، مش هخليه يأخدك خلاص
توقفت "إيلا" أمام "سارة" فأخرجها "جمال" من عناقه وأعطاها إلى "سارة"، تشبثت "سارة" بها جيدًا وقالت:-
-أنتِ كويسة، إن شاء الله ما يكون حصلك حاجة؟
هزت رأسها بالنفي، بينما "جمال" ترجل من فوق "إيلا" وغادر أمامه بحرج وأرتباك شديد فى قلبه، سارت مع "سارة" بتعب وتشعر بألم فى قدمها لتهمس "سارة" إليها قائلة:-
-رجلك بتوجعك؟
نظرت "مريم" بحرج على "جمال" وهو يسير أمامهم وقالت هامسة حتى لا يسمعها:-
-لا خالص، دى أتجرحت
أستشاطت "سارة" غضبًا من هذا الرجل لكن "مريم" أربتت على يدها بلطف وصعدت إلى الغرفة مُبتسمة لموافقته على بقاءها وأتصل "جمال" بالأمن ليصرفه "حمزة" قبل أن يتصل "جمال" بالشرطة وبالفعل هرب "حمزة" فور سماعه كلمة الشرطة...
__________________________ 
خرج "شريف" من المرزعة مذهولًا مما سمعه ونظرت هذا العامل تراقبه عن كثبه وتجعله يرغب فى معرفة المزيد وحتمًا هناك ما يخفيه هذا الرجل، صعد بسيارته ثم أنطلق إلى القصر وفي طريقه حاول يرتب الأحداث والكلمات التي سمعها ليجمع خلاصة حياتها وما مرت به، ربما صدقت "سارة" عندما أخبرته أن "حمزة" هو الجحيم لها وتحتاج لمساعدته حتى تخلصها منه، لكن "جمال" هل سيقبل ببقائها لفترة أطول داخل قصره فربما هي تخشي "حمزة" لأنها تعرف مكره وغضبه لكنها لا تعرف من هو "جمال" وماذا سيفعل بها وكيف يكون فى قسوته، ما زالت لا تعرف أنها تركت عرين الشبل ودخلت لعرين الأسد ....
_________________________
دق باب الغرفة مساءًا ودلفت "حنان" وخلفها بعض الخادمات يحملون الكثير من الحقائب ثم قالت:-
-مستر جمال بعت لك الحاجات دي
نظرت "مريم" بقلق إلى "سارة" لتقترب من الحقائب وتفتحها وكان بداخلها الكثير من الملابس والأحذية ومستلزمات كثيرًا لأجلها فقالت "سارة":-
-هدوم عشانك
أومأت "مريم" بهدوء لها فغادر الجميع، قالت "سارة" بقلق:-
-مريم أنا مش واثقة فى الرجل دا، متثقيش فيه كتير
جلست "مريم" على المقعد بصمت ثم وضعت الوسادة على قدميها وقالت بشرود:-
-عارفة لكن تعرفي يا سارة هو دافئ
تعجبت "سارة" من كلماتها وذهبت نحوها بدهشة وبعد أن جلست حدقت بها وقالت:-
-نعم!! مريم متفكريش بأى حاجة نهائيًا غير أنك تأخذي ورثك منه كونك زوجة المرحوم مختار او على الأقل تأخدي أى مبلغ يعرضه عشان نقدر نهرب بيه بعيد عن حمزة وتبدأي حياتك وترجعي لتعليمك وتعيشي، أوعي تنسي إحنا هنا ليا ووصية المرحوم جوازك لازم تتفتح، أوعي تفكري أن قربك من جمال حل وممكن يكون فى صالحك إحنا فى غني عن الوقوع مع الكبار والرجالة وكفاية علينا حمزة، أوعي تنسي أن جمال لو عرف بالماضي واللي حصل هيقتلنا إحنا الأثنين عارفة دا ولا لا؟
تأففت "مريم" بضيق شديد ثم قالت:-
-أساسًا لو حمزة عرف أني شوفته بيقتل مُختار بأيده هيقلتني أنا كمان، متنسيش أني شوفته يعني شاهدة على جريمة قتل ودا كفيله بلف حبل المشنقة حول رقبته
أنتفضت "سارة" خوفًا من أن يسمعهم أحد ووضعت يديها على فم "مريم" بخوف وقالت:-
-قولتلك تنسي الليلة دى بكل اللي حصل فيها مش بس الجريمة ومتتكلميش عنها حتى قصاد المرايا مع نفسك يا مريم
أحتضت "مريم" وسادتها بخوف وهى تتذكر الماضي ثم قالت:-
-أنسي! سارة أنا ولا مرة نمت فيها بسلام وأنام بعد الليلة دى من بداية اللى عمله مُختار فيا وقتل حمزة له، الكوابيس ملازمني كأن حياتي كان ناقصها اليوم المشئوم دا، أزاى أنسي دا، أنا عارفة أن الجحيم جاي جاي هي بس مسألة وقت
أخذت "سارة" يدها الصغيرة بين راحتى يديها ونظرت إلى "مريم" بدفء ثم قالت:-
-صغيرتي أنا معاكي ومش هسيبك نهائيًا لكن حرصًا مننا متقربيش من جمال وأبعدي عنه قدر الإمكان لحد ما يجي الوقت المناسب ونهرب من هنا...
أومأت "مريم" إليها بهدوء ثم وضعت رأسها على قدمي "سارة" لتنال قسطًا من الراحة فى مأواها الوحيد ربما لا تأتيها الكوابيس وهى بقرب "سارة"..
_________________________ 
فى الوقت نفسه كان "جمال" جالسًا فى مكتبه وفتح أحد الأبواب السري ثم دلف إلى الغرفة وكانت صغيرة والحائط مليء بالصور والملاحظات ويتوسطه صورة "مُختار" ليقول بضيق شديد:-
-أنت فين يا مختار؟ إذا كنت ميت فعلًا فين جثتك؟ أنا وأنت عارفين كويس أن الجثة اللي أدفنت مش أنت وأني وافقت الشرطة علي أنها أنت عشان التحقيقات لأني تعبت مش قرفك لكن فين جثتك الحقيقية يا مختار وأيه اللي حصل معاك؟
سمع صوت باب المكتب يدق فخرج من الغرفة مُسرعًا وأغلقها ثم أذن بالدخول ودلف "شريف" بعد أن عاد من المرزعة ليقول:-
-أتمني مكونش أتاخرت؟
هز "جمال" رأسه بلا، أقترب "شريف" منه وهو يقدم له الجهاز اللوحي وقال:-
-مريم حمزة العاصي تسعة عشر سنة و8 شهور يتيمة الأم اللي أتوفت فى الولادة ومن وقت ولادتها وعاشت مع جدتها والدة حمزة مريضة السرطان وربتها لحد ما وصلت 5 سنين بعدها حمزة وداها علي بيت عمتها في الفيوم لطالما كره وجودها من لحظة ولادتها بسبب وفاة مراته معتقد أنها قتلت حبيبته، عمتها قدمت لها فى المدرسة ودرست لحد أولي ثانوي عام بسبب كونها طالبة متفوقة فى الدارسة وربتها مع أبنها ياسين لحد ما أتوفت عمتها وفضل جوز عمتها عامل الأسطبل فى مزرعة السيد مُختار يربها لحد مر شهر وأخدها على المزرعة بسبب خوفه على بقاء بنت مراهقة مع ابنه اللى بيكبرها بثلاثة سنين لذا تربت مريم وسط الخيول وتعلمت معه المهنة، وقتها رجع حمزة بعد خبر وفاة أخته وأعتبر أن مرة شؤم على كل أحبابه كل ما تروح لحد يموت فقرر يمنع مريم من تعليمها وأتجوزت أخوك وقتها بعد فترة، قدم مُختار مربية لها وهى سارة بيوم زواجهما وقدم لها فى المدرسة تكمل ثانية ثانوي لكن منعها من تعليمها مرة تانية بسبب معارضة أخاك وبصراحة معرفتش أوصل لسبب دا، من لحظة جوازه بها وهي مخرجتش من باب البيت فى المزرعة بمعني كانت سجينة هناك لحد ما مختار مات من ثلاثة أشهر وطوال فترة الجواز حمزة ملمحهاش بنظره،  لكن الحاجة الوحيدة اللى مؤكدة أن حمزة كان نار بتحرقها طول الوقت
كان "جمال" يستمع جيدًا لقصتها على لسان "شريف" وعينيه تحدق بصورتها الموجودة فى الجهاز اللوحي أمامه ليكمل "شريف" بأهتمام أكبر:-
-معندهاش صحاب ولا عائلة بطبيعة حياتها فى سجن المزرعة غير حصانها اللي قدمه مختار ليها واتعلقت به كتير، حياتها كانت طبيعة لحد ما فيوم الخادمة سمعت صوت زعيق من فوق وكان مختار أول مرة يتخانق معها ومحدش يعرف السبب كان أيه لكن الأكيد أنه كان حاجة كبيرة لأنه عاقبه ليها كان حرمانها من حصانها لما بعته هنا من ثلاثة شهور ومن وقتها ومريم دخلت فى حالة صدمة وفقدت النطق بالفعل بسبب فراق حصانها وجابولها دكتور نفسي لكن منفعش ومريم متكلمتش لحد ما جت هنا وطلبت بحصانها وأتوفي مختار بعد ثلاثة أيام من خناقهم وكانه لسه متخاصمين
تمتم "جمال" بنبرة خافتة وسبابته تلامس وجهها الموجود على الشاشة قائلًا:-
-يعنى حمزة مكدبش لما قال أنها خرساء
أومأ "شريف" بنعم وتابع:-
-كمان الخادمة قالت أن طول الثلاثة شهور اللي فضلت فيهم فى المزرعة بعد موت مختار بيه كان حمزة عايش معاها هناك وبيعذبها بكل الطرق اللى ممكن تتخيلها لدرجة أنه فى مرة طعنها بسكينة فى كتفها وسابها تنزف من غير حتي ما يجيب لها دكتور
كان "جمال" صامتًا طيلة الوقت يستمع فقط دون أن يتفوه بكلمة أو يعلق، فقط عينيه لم ترفع عن وجهها ثم أغلق الجهاز اللوحي ووضعه على المكتب قائلًا:-
-خلاص يا شريف كفاية، روح أنت
غادر المكتب صامتًا مما جعل "شريف" متعجبًا فقد أكتفي بشكره فقط، أين أسئلته وشكوكه المعتادة ليقول بتمتمة:-
-بس كدة، بتفكر فى أيه يا سيد القصر؟
خرج "جمال" من المكتب وصعد الدرج شاردًا حتى وصل إلى غرفة "مريم" وتتطلع بالباب كثيرًا ثم قال مُرددًا كلمات "جمال" إليه:-
-مات وقت خصامها، معقول قتلتيه يا مريم؟
صراخها داخل مكان مُظلم لا تري فيه حتى أصابعها، صوت أستغاثتها سرعان ما تبدل الصوت بصوت أحتكاك الحديد بالحائط الصلب، ظلمة مُرعبة ومُخيفة ونيران مُشتعلة بنهاية المطاف ويد رجولية قوية ترفع عاليًا حتى سقطت بالعصا الحديدية على رأس "مختار" أسقطته أرضًا وبسمة مُخيفة وكأن الشيطان من يبتسم لمكره وفخرًا بقذارته....
 صرخت "مريم" بقوة هزت جدارن القصر كاملًا وفتحت عينيها بهلع شديد ترتجف وجبينها تتعرق كأن أحدهن سكب دلو من الماء على رأسها، نزل "جمال" من الأعلى على صوت صراخها وكانت نائمة على الأريكة، جاءت "سارة" إليها من الأعلى بقلق شديد لتضمها بقوة بين ذراعيها، تتطلع "جمال" بها كثيرًا وهى تخفي عينيها داخل "سارة" بقوة وكأنها لا تقوى على النظر أو مواجهة هذا العالم، والفضل يعود إلى "حمزة" التى أرتكب جريمة القتل أمام عينيها لكن أن علم بما رأته عينيها سيقتلها هى الأخرى بلا شك فالقدر وحده من وضعها بهذا الموقف وخلق بداخلها هذا الخوف وسلب منها الأمان حين رأت ما لا يجب أن تراه عينيها، أحضرت الخادمة ماء باردة لأجلها لترتشفها بخفة ثم عادت إلى المطبخ، أنتبهت "مريم" لوقوف "جمال" بعيدًا يراقبها عن كثب بعد أن إيقظت الجميع بصراخها لترفع نظرها به فكان يتطلع بها بقوة والفضول يقتل ملامحه والقلق لتتعجب لرؤية قلقه عليه فقالت بنبرة هادئة:-
-أنا أسفة صحيتكم
لم يجيب عليها وسار إلى الحديقة فأمسكت "سارة" بيدها ثم قالت بلطف:-
-ولا يهمك يا حبيبتي هعملك كوباية ليمون ساقع، أهدئي
أومأت "مريم" لها بنعم وألتفت برأسها على الحديقة حيث ذهب "جمال"، كان يسير واضعًا يديه الأثنين فى جيوبه بنطلونه القطني ذات اللون الأزرق ويرتدي سترة سوداء مُغلقة الساحب الخاص بها وينظر إلى الأمام بشرود ولا يفارق عقله صرختها القوية وانتفاضها رعبًا فقطع هذا الشرود صوتها الخافت من الخلف تقول:-
-ممكن أمشي معاك
ألتف إليها وكانت تشبه المراهقات الصغيرات جدًا بوجهها الخالي من مساحيق التجميل وصغر حجمها مُرتدية بيجامة قطنية ذات اللون الأصفر الفاتح بنصف كم وشعرها الطويل مسدولًا على ظهرها حتى بلغ نهايته وعلى الجانب الأيسر، صمت ولم يعقب على كلمتها فقالت بترجي:-
-مش هعمل أى صوت ولا هزعجك، أنا بس خائفة أقعد لوحدي لحد ما سارة تيجي
تابع سيره للأمام بمعنى الموافقة لتلحق "مريم" به وكانت حقًا ضئيلة بجانبه تصل إلى ساعده برأسها فقالت بهدوء:-
-أنا دايما بحلم بكوابيس مُخيفة
أنتبه لحديثها بأذنيه دون أن يتطلع بها وقدميه تسير فى هدوء، أخبرته أنها لن تصدر صوت لكنها تفعل الآن فتنهد "جمال" فهو سمع عن حياتها ما يكفي ولا يرغب بسماع شيء أخر عن تعاستها فهذا لن غير الأمر كثيرًا، تابعت "مريم" بنبرة خافتة وقد بدأ الخوف يظهر فى صوتها:-
-من لحظة وفاة عمتي وظهور حمزة مرة تانية فى حياتي ومعاملته القاسية ليا والكوابيس ظهرت معاه
ضمت ذراعيها الأثنين إلى صدرها وقد بدأت تشعر بالبرد القارس ليلًا لتتابع حديثها قائلة:-
-فى الحقيقي أنا كنت عايزة أقولك أنى أسفة على أني ضيق ثقيل عليك ومش مرحب بوجودي هنا لكن برضو أحب أقولك شكرًا على اللى عملته معايا وأنك مسمحتش أن حمزة يأخدني 
توقف عن السير لتنظر إليه بخوف فربما تفوهت بشيء أغضبه لتراه يفتح سحاب سترته ونزعها عن جسده ثم أقترب ليضعها فوق أكتافها بلطف لتميل رأسها لليمين بدهشة من لطفه وقالت:-
-أنا...
قاطعها "جمال" بجدية قائلًا:-
-متمرضيش فى بيتي أن كوني عارفة أنك ضيف غير مرحب فياريت متزعجيش البيت دا حتى الخدم بمرضك
أنتفض قلبها رجفًا وهى ترفع رأسها نحوه وتشعر بأرتباك شديد حتى أنها شعرت أن حرارتها أرتفعت بسبب قربه هكذا وفعله فأومأت بحرج إليه ليخفض نظره نحو عينيها وقال بلطف:-
-خليني أقدم لك نصيحة متثقيش بلطفي ولا معاملتي أنا مش باللطف اللي أنتِ مُتخيلاه، لو كنت سمحت لك فى البقاء هنا فـ دا عشان اللى عملته فى المستشفي أنا محبش أكون مدين لحد بحاجة لكن متثقيش فيا أنا أكثر وحشية من حمزة اللى خايفة منه
يخبرها بمدة وحشيته التى يخفيها خلف قناع اللطف والهدوء كأنه ينذرها بألا تأمن له لكن ما أصابها بالغضب الأكثر وجعلها تشعر بتوتر شديد فور ذكر اسم والدها لتقول:-
-أنت بتتكلم كدة لأنك متعرفش حمزة لكن أنا واثقة أن مفيش أقسي منه ولا حد أوحش منه
غادر "جمال" دون أن ينطق بكلمة واحدة لتنهدم سترته الكبيرة على جسدها الضئيل وكانت يديها مخفية تمام داخل أذرع سترته الطويلة وتصل لركبتها لتسير مُسرعة للداخل فرأت "سارة" تخرج من المطبخ حاملة بيدها كأس من عصير الليمون فدهشت "سارة" عندما رأتها ترتدي سترة "جمال" وقالت بخوف شديد:-
-أيه دا، مش قولتلك أستنيني هنا؟ جبتي الهدوم دى منين؟
نظرت "مريم" إليها وقالت بحرج:-
-أنا هطلع أنام
صعدت للأعلي ولم تنزع سترته عنها بل ولجت لفراشها بملابسه وكأنها تحتمي من كوابيسها بها و"سارة" تتبعها حتى جلست جوارها على الفراش وقالت بلطف:-
-أشربي الليمون
أومأت "مريم" لها بنعم وأرتشفت الكأس كاملًا ثم غاصت فى نومها، و"سارة" بجوارها تنتظرها أن تغرق فى نومها ثم خرجت للشرفة بتسلل وأخرجت هاتفها لكى ترسل رسالة واحدة محتواها
 (لقد دخل العصفور القفص) 
أنتظرت الرد على رسالتها وكان من كلمات قليلة غامضة 
(أبقيه بداخله)
 عادت للغرفة فى هدوء....
___________________________
جلس "حمزة" بسيارة الأجرة أمام القصر ينتظر خروجها صباحًا حتى فُتح باب القصر وخرج منه سيارة "جمال" مُتجهًا إلى عمله وأنتظر حتى رحل "جمال" تمامًا عن القصر وأخرج هاتفه ليتصل على رقم "سارة" فأجابته بجدية قائلة:-
-بتتصل تاني ليه؟ عايز أيه مننا؟
تحدث "حمزة" بمكر شديد قائلًا:-
-قولي لمريم تخرج وأنا مستنيها برا وإلا هطلع على جمال بيه اللى بتتحامي فيه وأقوله كل حاجة وعليا وعلي أعدائي ووقتها هو اللى هيقتلها مش أنا 
نقلت "سارة" الرسالة إلى "مريم" بغضب شديد والفضول يقتلها لما فعلته ويبتزها به "حمزة" فصرخت بغضب قائلة:-
-أنتِ عملتي أيه يا مريم؟ ردي عليا مخبية أيه مخلي حيوان زى دا يبتزك بيه؟
على عكس "مريم" الذي شحب لونها وأرتجفت بذعر شديد ثم قالت:-
-أنا هطلع له
أتسعت عيني "سارة" من موافقة "مريم" على الذهاب إليه وقالت:-
-مستحيل، أنتِ عملتي أيه من ورايا يا مريم مخليكي تروح للموت برجلك، ربنا يستر
لم تقوى "مريم" على رفع عينيها بها وذهبت للخارج بقلق مُرتدية بنطلون جينز أزرق اللون وفوقه سترة "جمال" التى أخذته منه امسًا وحذاء رياضي أبيض اللون، خرجت من باب القصر وبحثت بنظرها عنه لترى سيارته هناك فذهبت إليه بقدمي مُرتجف وتكاد تصبو إليه، وصلت إلى السيارة ولم تجد "حمزة" بداخلها وقبل أن تستدير جاء "حمزة" من خلفها ومسك رأسها وضربها بالسيارة بقوة لتفقد الوعي أرضًا ليتطلع بها بغضب وكره شديد، رأه رجل الأمن فى كاميرات المراقبة ليفزع منه مكانه خوفًا من "جمال" وأرسل إشارة إلى أصدقاءه وهو يرى "حمزة" يضعها بالسيارة فاقدة للوعي، خرج رجلين من الأمن إلى الخارج ليمر "حمزة" بسيارة من أمامهم بسرعة جنونية هاربًا منهم، وصل الخبر إلى "سارة" لتفزع خوفًا على "مريم" وهى تعلم بأنه سيقتلها فى الحال...
_______________________________
كان "جمال" جالسًا بغرفة الأجتماعات فى مقدمة الطاولة الكبيرة ويستمع إلى مدير التخطيط وهو يعرض عليه مشروعهم الجديد على الشاشة والغرفة مُظلمة و "شريف" جالسًا جواره على اليمين رن هاتف "جمال" مرة وأخرى ليقلب هاتفه على وجهه بضيق من أتصال "حنان" المتكرر وأكمل أجتماعه ثم خرج من الغرفة بصحبة "شريف" وهو يقول:-
-خلينا نبدأ فور بالمشروع ودا وبلغوني بالجديد، بالمناسبة حنان أتصلت كتير فى الميتنج أتصل شوفها عايزة أيه؟
أخرج "شريف" الهاتف من جيبه ليتصل بـ"حنان" وفور أستقبالها للمكالمة قالت بقلق:-
-شريف، فين جمال بيه، أنا أتصلت فوق العشرين مرة بقالي ساعتين
أنتبه لصوت بكاء "سارة " المجاور له فسأل بقلق:-
-كان عندنا ميتنج مهم... فى أيه مين اللى بيعيط جنبك
تنحنحت بخوف مما سيفعله "جمال" بعد أن يعلم وقالت بتوتر:-
-حمزة خطف الهانم الصغيرة 
أتسعت عيني "شريف" على مصراعيها بصدمة ألجمته وتوقف عن السير مكانه بمنتصف الرواق وقال:-
-بتقولي أيه؟ مريم حصلها أيه؟ أنتِ أتجننتي يا حنان والأمن اللى عندك بيعملوا أيه؟
توقف "جمال" عن السير فور سماع أسمها وألتف إلى "شريف" وهو يقول:-
-حصل أيه؟
رفع "شريف" عينيه وهو يقول بتوتر:-
-مريم أتخطفت، حمزة عملها
لم يصدق "جمال" حديثه نهائيًا فكيف لرجل أن يقتحم منزله الملأ برجال الأمن ويخطفها من بينهما...
_____________________________ 
كانت "سارة" تبكى بعجز شديد وهى لا تملك شيء تفعله، دلف "جمال" من باب القصر كالثور الهائج أو العاصفة الهالكة لكل من تقابله وقال بصياح:-
-حصل أزاى؟
أبتلعت "حنان" ريقها بصعوبة وقالت:-
-هي اللي خرجت من القصر بنفسها والله
تمتم "جمال" بسخرية من رجاله وقال:-
-قُلتي لوحدها، شريف أطرد كل رجالة الأمن أنا مش محتاج لرجالة بهايم زيهم غير أكفاء ومش قد المسئولية لكن قولهم لو مريم حصل حاجة مش هكتفي بطردهم أنا هقتلهم واحد واحد
نظر إلى "سارة" بضيق شديد وقال:-
-حاولتي تتصلي بها
أجابته "سارة" ببكاء شديد قائلة:-
-مريم معهاش موبايل
ألتف "جمال" بضيق شديد وهو يقول:-
-بتهزر معايا! معقول حد فى الزمن دا عايش من غير موبايل
ذهب إلى مكتب الأمن كى يرى كاميرات المراقبة ورأه وهو يضرب رأسها بسيارة ليغلق "جمال" قبضته بقوة وقد أشتعل غضبه بقوة النيران الملتهبة وكأنه على وشك قتل "حمزة" بهذه اللحظة إذا رأه...
_________________________ 
سكب "حمزة" دلو من الماء الباردة المليئة بمكعبات الثلج على جسدها لتنتفض رعبًا وبرودةً، ألقي بالدلو بعيدًا وهو يقول:-
-بيعجبني فيكي يا مريم أنك غبية وسذاجة
تنفست بصعوبة وهى تحدق به بجيبنها المجروح الملوث بالدماء، كانت جالسة على الأرض وسط بركة من الماء ويديها مُقيدة خلف ظهرها فقالت بخوف:-
-أنت مش هتقتلني، متقدرش أنت محتاجني عشان تأخد الفلوس من جمال من غيري أنت مش هتورث حاجة ولا هطول جنية واحد وكل خططك هتبوظ
حدق "حمزة" بها بصمت شديد، أرعبها صمته ليقول بهدوء وهو يجثو على ركبته امامها ومسك فك وجهها بقبضته القوية:-
-فعلًا عندك حق لكن مين قالك أني ممكن أقتلك، مريم معقول لسه معرفتش ولا فهمتي أنا بتلذذ بعذابك ووجعك، صوت صراخك ووجعك بيعجبنى لا دا أدمان والله بعشق صوت صراخك وعشان كدة أصرخي يا مريم، ورينى دموعك متعرفيش وحشوني قد أيه.. أصرخي
ألتزمت الصمت وهى تحدق به ليخرج سكين حادة من أسفل قميصه وقال بغضب سافر وهو يمسك وجهها بيده الأخر:-
-سمعتني بقول أصرخي.... أصرخي وصويت يا صغيرتي، أنا أبوكي وبأمرك تصرخي خليني أتبسط وأتلذذ بيكي 
قالها وهو يغرس السكين بقوة فى قدمها من أعلى ركبتها تحديد بفخذها لتصرخ بألم شديد فتبسم بحماس شديد وهو يقول:-
-هو دا أقسم لك أم مفيش أجمل من صوت صرختك يا مريم، أنتِ إدماني يا بنتي، مرة كمان صويتي يا مريومة مرة تانية أنت متعرفيش أني وصلت لدرجة نشوة ومتعة مالهاش مثيل فى اللحظة دي
أغلقت فمها بأحكام بعد أن رأت بسمته وسعادته بصراخها فرغم ألمها هى لا ترغب بإسعاد وحش مثله وهو يشبه الشيطان تمامًا على هيئة بشري، ضغط على السكين أكثر لتتألم بصمت وأنينها الذي تكبحه يقتلها هى وهو أيضًا ،تتواري بسمته وتتحول لغضب بسبب رفضها للصراخ أمامه، تحولت بركة الماء إلى دماء من قدميها، دموعها كالفيضان الذي يسيل على وجنتيها فألقي بالسكين جواره ومسك وجهها بيديه الأثنين وقال:-
-لا ..لا لا يا صغيرتي متكتميش العيط والصرخة... قولتلك أنى بحب صوتك وألمك
أقترب منها أكثر حتى همس بأذنيها قائلة:-
-أزاي بتعمليها، أزاى قاتلة زيك تمثل البراءة بالإتقان دا
أبتعد عنها لتتقابل عينيهما وقال بجدية صارمة:-
-كفاية تمثيل يا مريم أنا وأنتِ عارفين كويس انك أنتِ اللى قتلتي مختار
لم تجيبه بل ظلت تتألم أكثر من قدمها...
_____________________________ 
تعقب "شريف" سيارة "حمزة" حتى عثر عليها وأنطلق "جمال" مع "شريف" إلى حيث موقع السيارة، وكانت بأحد المخازن الصغيرة بأمبابه، ترجل "جمال" من سيارته مُسرعًا فور رؤية سيارة "حمزة" وذهب إلى هناك ركضًا..
كان "حمزة" جالسًا على الأرض أمام شعلة النار وينظر على "مريم" النائمة على الأرض على وشك فقد الوعي بعد أن فقدت كل طاقتها من كثرة الدماء التى فقدتها من جرحها، تتطلع بها وهى كالطير المكسور جناحيه وقدميه فلا يقوى على الطير أو السير ليقول بتمتمة:-
-مش قولتلك أنا هخليكي تتمنى الموت ألف مرة، لكنى مللت منك يا مريم ومن عنادك وكبريائك لو مش هتصرخي وتمتعني فموتي، أنا مستعد أقتلك لو مش هتمتعني
نظرت إليه وهو يتحدث ويشير لها بالسكين الملوث بدماءها أنه فى أنتظار أن تطلب الرحمة وتركع امامه راجية موتها، ثم قال:-
-أنتِ غبية يا مريم، معقول صدقتي أن واحد زى جمال ممكن يحميكي مني مستحيل، رجال الأعمال والناس الأغنياء دول مبيعملوش حاجة غير أنهم يرموا الأمور بأيديهم لأتباعهم لكن أنا بعمل بأيدي
أتاه صوت "جمال" من الخلف يقول:-
-خلينى أوريك اللى بعملوا بأيدي؟
أنتفض "حمزة" من مكانه ذعرًا من صوته ووجود "جمال" ليراه واقفًا على بُعد خطوات، تطلع "جمال" بها وهى على الأرض والدماء حولها واضحة جدًا ليستشيط غيظًا وغضبًا من هذا الرجل وعقد حاجبيه بضيق شديد وقال:-
-خليك بعيد يا شريف
أقترب "جمال" منه ليواجه "حمزة" السكين نحوه لكن بسمة "جمال" أرعبته وهذه البسمة تخبره بأنه لا يخشي هذا الشيء، أخذ "جمال" كرتونة فى طريقه وألقي بها على "حمزة" ليدفعها "حمزة" بقوة بعيدًا فتلقي لكمة قوية على وجهه من قبضة "جمال" أسقطته أرضًا فأتكأ على ذراعيه ليقف ليركل "جمال" في ذراعه بقوة لينكسر ويسقط "حمزة" على وجهه فوضع "جمال" قدمه على رأسه بقوة وقال:-
-خلينى أوريك مين هو جمال المصري وإذا تأخذ حاجة أنا منعتك عنها
أبتعد "جمال" لكي يجلب عصى حديدي فأنتهز "حمزة" فرصة رحيله بعيد عنه وهرب بعيدًا فحاول "شريف" إيقافه فجرح ذراعه بالسكين وهرب تمامًا، أسرع "جمال" إليها ليجثو على ركبتيه أمامها ونظر إلى ملابسها المبللة وقدميها المجروحة بغزارة ودماءها التى لوثت بنطلونها ليشفق على حالها وشعر بأنقباض قلبه خوفًا عليها ليفك رباطها بلطف ورفع رأسها برفق لتتألم من حركة جسدها وجرح قدميها الذي ما زال ينزف ليقول بهمس:-
-أسف
تحدثت بصعوبة من قسوة ألمها:-
-قوله يقتلني خلينا نخلص وأرتاح من الجحيم دا
مسح "جمال" على رأسها بلطف وهو يقول:-
-متقلقيش حصل خير أنا هنا
حدقت بعينيه بضعف وقالت بتمتمة ضعيفة:-
-أنا عايزة أنام، ممكن أنام؟
أتاها صوت "شريف" من الخلف يقول:-
-لا، مريم تحملي لكن أوعي تنامي ويغمي عليكي
حملها "جمال" على ذراعيه ووقف بها لتتألم بقوة وأنينها يخترق أذنيه وجسدها البارد ينتفض بين ذراعيه فقالت بصوت مبحوح:-
-مش قادرة أتحمل أكثر من كدة، والله حاولت
سار بها للخارج ثم أخذها للمستشفي بقلق وبعد فحص جرحها ومعالجته، جاء "جمال" لها بفستان قطني طويل وأعطاه للممرضة من أجل "مريم" بعد أن مزق الطبيب بنطلونها وأنتظر حتى أذنت له الممرضة بالدخول، دلف ليراها نائمة فى فراشها وترتدي فستانها الأحمر، تحدثت الممرضة بهدوء قائلة:-
-هتخرج بكرة
أجابها "جمال" وهو يرفع الغطاء عنها قائلًا:-
-لا، أنا هأخدها دلوقت
حملها على ذراعيه أثناء نومها وغادر المستشفى بعد أن رحل "شريف"، وصل للقصر بها ونظر إليها قبل أن يترجل من سيارته وقال:-
-أيه هي حكايتك يا مريم؟ أيه الأسرار اللى دفناها جواكي؟ أيه اللى حصل معاكي أنتِ ومختار؟ الفضول بيقتلني 
أتاه صوتها المبحوح تقول:-
-رجاءًا متحاوليش تتدور جوايا، اللي مدفون جوايا سيبه مدفون لأنه لو حلو مكنش ادفن
فتحت عينيها بتعب ليشعر "جمال" بحرج شديد بعد أن سمعت حديثه ليقول:-
-لكن أنا عايز أفتحك يا مريم، عايز أنبش فى اللى جواكي
تبسمت بحزن شديد وهى تفتح باب السيارة وتقول:-
-براحتك لكن تأكد أن اللي جوايا مجرد أوجاع وحزن مُخيف، أنا شايلاه جوايا بصعوبة من الأساس، الوجع دا لو أتفتح يبقي قتلت الباقي من مريم .....
للحكــــــايــــة بقيـــــــة.........
كانت "مريم" جالسة فى فراشها صباحًا بسبب جرح قدمها وتحدق بالنافذة التي على يمينها كثيرًا بشرود وبجسد منهكًا، لم تندهش كثيرًا بسبب فعل "حمزة" فهى أعتادت على قسوته وحتى أن كان غرس السكين فى قلبها فلن تصدم منه ستقبل الأمر دون نقاش أو معارضة، تذكرت الماضي عندما كانت بمزرعة "مُختار" ولا تغادر الأسطبل نهائيًا ويوميًا تراه يعود بصحبة فتاة جديدة إلى منزله مع شروق الصباح، حتى ظهر "حمزة" فى حياتها يدمرها وهو يأخذ المخدرات لـ "مختار" حتى تأخر فى دفع ثمن البضائع ليكن الثمن هو ابنته التى لم يراها إلا قليلًا فحتى "حمزة" اندهاش بجمال ابنته وكبرها أثناء عقد الزواج، لم يكن يعلم أن ابنته بهذا الجمال وقد نضجت...
قطع شرودها صوت "سارة" تضع الطعام أمامها على الطاولة الخشبية على الفراش وتقول:-
-كُلي يا صغيرتي، الأضراب عن الأكل مش هحل حاجة
أجابتها "مريم" بنبرة صوت مبحوح وذكريات الماضي تؤلمها بل تفتت قلبها الصغير قائلة:-
-ماليش نفس أكل ولا أعمل حاجة يا سارة
لم توافقها "سارة" وأطعمتها بالقوة رغمًا عنها ثم قالت بلطف:-
-برافو عليكي، ممكن تنامي وترتاحي وتريحي جسمك من التعب
لم يتحرك لها ساكنًا بل جلست صامتة مكانها....
______________________________ 
سار "صادق" بالسيارة بقيادته ليلًا و"جمال" جالسًا بالخلف عائدًا من عمله وبيوم طويل مُنهك لكنه لم يكن بوعيه فكان شاردًا فى كلماتها وألم الماضي وأن ما حدث لا يمكن سرده أو التفكير به، وصل إلى أحد المطاعم ودلف ليرى أثنين من اصدقائه "سلمي" فتاة ثلاثينية مُرتدية بدلة رسمية نسائية ذات اللون الأحمر وقميص أبيض بشعر أسود متوسط الطول وعيني بنية وتضع مساحيق التجميل تعمل ككابتن طيران  ولا تأتي لمصر كثيرًا و"عامر"شاب بعمره بمنتصف الثلاثين يملك سلسلة من المطاعم، جلس معهم لتقول "سلمي" بلطف:-
-فرحانة أني شوفتك قبل ما أسافر، تخيل متقابلناش من أمتي يا جمال
أجابها "جمال" وهو يجلس مكانه أمامهم ويفتح زر بدلته قائلًا:-
-أنا كمان مبسوط أني شوفتكم، وأسف على التأخير 
تحدث صديقه "عامر" بقلق شديد قائلًا:-
-ما لك يا جمال؟ أول مرة تتأخر عن ميعاد دايمًا بنظيط الساعة عليك وصوتك فى التليفون مكنش كويس.. 
تحدثت "سلمي" بلطف قائلة:-
-أنا كمان قلقت لما سألتني أنا في مصر ولا برا، معقول كل دا بسبب حوار مريم زوجة أخوك؟
تنهد "جمال" تنهيدة قوية فور ذكر أسمها ثم بدأ يقصي عليهما ما يعرفه عنها وأنهى حديثه قائلًا:-
-الفضول قاتلني مش سايب حتة فى عقلي مبيفكرش فى الماضي اللى مخبياش، جوايا إحساس أنه له علاقة بـ مختار من قريب أو بعيد، أكيد فى سر مختار رغم قذرته وكل الوحش اللى كان فيه عمره ما أهتم بالقاصرات أو البنات المراهقة، السبب فى أستعباد حمزة ليها وخوفها منه ليه مفكرتش تهرب خصوصًا أن معها سارة مش هتكون لوحدها أو على الأقل تبلغ البوليس عنه أكيد مش خايفة عليه مثلُا لأنها ببساطة مبتعتبرهوش أب ليها، فى سر لازم أعرفه
أخذت "سلمي" نفس عميق بحيرة ثم قالت بلطف:-
-متدورش فى الماضي ولا تنبش فيه يا جمال، ممكن يكون مخيف وهيسبب لها الوجع زي ما قالت، الأوجاع والخوف بيقتلوا يا جمال... عارفة أنه مش طبعك لكن حاول ترحم ضعيفة مكسورة ومتستقواش أنت كمان عليها
سأل "جمال" بصوت خافت وتردد شديد:-
-أيعقل أن رجل يتجوز من بنت تصغره بعشرين سنة يا سلمي؟ ألا لو كان فى سر فى الموضوع؟ مصدقتش اللى شريف قاله وأنه أتجوزها عشان يحميها من حمزة، مختار اللى أنا أعرفه ميعملش كدة أكيد فى سر ؟
صمت بضيق شديد فقال "عامر" بنبرة هادئة وعينيه تحدق بصديقه بشك:-
-لو كان الرجل اللى بتتكلم عنه هو مختار فممكن، أساسًا مختار مكنش أمام جامع يا جمال وخصوصًا لو كانت جميلة، مريم جميلة
أومأ "جمال" له ثم قال ببرود شديد:-
-لو على الجمال فهي جميلة جدًا يا عامر، لو واحد شهواني وبيفكر فى الستات بالجمال والجسد فهي بلغت أقصي درجات الجمال ودا يخلي أي راجل يطمع بها لكن قد أبوها؟
-والجمال دا كفاية أن مختار يطمع بيها
قالها "عامر" بسخرية، نظرت "سلمي" إلى "عامر" وقالت بتوتر شديد قائلة:-
-متفكرش كتير فى الموضوع يا جمال، قرر هتديها ورث ولا لا ومشيها بعيد، متخلهاش جنبك ومعاك لوقت أطول، لأن هتتضطر تتحمل مسئوليتها ودا هيأخدك لمنعطف مع مريم أنت فى غني عنه، يمكن .. جايز تحبها ما أنت راجل زى بقية الرجالة وهى ست وحلوة وضعيفة وبتتساند عليك وصدقني دا لوحده كافي أنها تدخل لقلبك من غير ما تحس
رفع "جمال" عينيه بها بدهشة ألجمته وكأن تحذيرها كدلوًا من الثلج الذي لطم وجهه ليفيقه من شروده المُستمر بها، وقف غاضبًا يهرب من تحذيرها له وقال:-
-أنا ماشي
 وصل "جمال" على قصره وصعد مباشرةً على الدرج للأعلى فسمع صوتها من الداخل تنادي على "سارة" بصراخ قوية، طرق باب الغرفة بقلق ولم يأتيه جوابًا ففتح باب الغرفة وكانت فارغة وصوت "مريم" بالمرحاض، وقفت "مريم" بصعوبة على قدم واحدة وهى تتكأ على الحوض بيدها و"سارة" لا تجيب عليها، أتكأت على الحائط بصعوبة وبدأت تقفز على قدم واحدة رغم ألم جرحها مع القفز وفتحت الباب كى تخرج وتُمتمت بتذمر شديد:-
-دايمًا بتختفي وقت ما أعوزك يا سارة..
أبتلعت كلماتها بدهشة عندما رأت "جمال" يقف بجوار باب غرفتها، أتسعت عيني "جمال" على مصراعيها بأعجاب شديد وهو يراها تقف أمامه مٌرتدية روب الأستحمام يصل لأسفل ركبتيها مُغلق وشعرها المبللة مسدول على الجانبين وتتساقط منه حبيبات المياه، مُتشبثة بمقبض الباب حتى لا تسقط أرضًا، ألتف "جمال" مسرعًا يتحاشي النظر إليها بحرج ثم قال بتوتر شديد:-
-سمعتك بتنادي علي سارة، هخليهم يبعتولك خادمة تساعدك 
أومأت إليه بحرج، فتح باب الغرفة لكى يخرج وبدأت تقفز مُجددًا فهى لا تقوى على الوقوف على قدم واحدة طويلًا ولم تتكأ على شيء فكادت أن تسقط لتصرخ صرخة خافتة لكنها دُهشت عندما رأته أمامها بسرعة البرق يمسك ذراعها بأحكام، رفعت نظرها إليه بأرتباك ليقول:-
-عايزة ايه؟
أجابته بتوتر وصوت دافيء قائلة:-
-هقعد مش قادرة أقف لحد ما الخادمة تيجي
شعر بقشعريرة شديدة من نبرتها الدافئة فسأعدها على السير إلى المقعد وجعلها تجلس على أقرب مقعد لها، ترك يديها بحرج ثم قال:-
-هبعتها لك بسرعة ما تقلقيش
نظرت حولها بحيرة ثم أشارت إلى ريموت الشاشة الألكتروني وقالت:-
-معلش ممكن قبل ما تخرج تديني الريموت 
أعطاها الريموت ثم وضع يديه فى جيبه بخجل شديد وأخرج منه هاتف بلون ذهبي من ماركة الأيفون وقدمه لها ببرود قائلًا:-
-اتفضلي
نظرت للهاتف بدهشة ثم رفعت رأسها للأعلي لتقابل عينيه التى تكاد تقتله خجلًا من فعلته وسألت "مريم" بسعادة:-
-دا عشاني
أومأ إليها بنعم فأخذته بسعادة لأول مرة يقدم لها أحد هدية وقالت:-
-أول مرة حد يديني هدية بعد مختار، جابلي حصان هدية عيد ميلادي وسارة هدية جوازي، شكرًا 
غادر دون أن يجيب عليه ثم ألتف قبل أن يخرج من باب الغرفة وقال:-
-أنا سجلت رقمي لكن متتصليش غير لو كان حاجة مهمة ولما أتصل ترديه، جربي ما ترديش ومتلومنيش على اللى هعمله
أنصرف تمامًا قبل أن تُجيب عليه، تبسمت بسعادة وبدأت تتجول فى هاتفها وهى لا تفهم الكثير به لأول مرة تحمل هاتف فحتى مختار منعها من امتلك هاتف خوفًا من أن تخونه كما يفعل معها، فتحت الكاميرا وبدأت تلتقط الكثير من الصور لها بسعادة وخانة الأتصالات لا تملك سوى رقمًا واحدًا تحت أسم "السيد" تبسمت كثيرًا وهى تتطلع بأسمه الذي سجل نفسه به، جاءت "سارة" من الخارج وكانت تغلق هاتفها بعد مكالمة طويلة أستغرقت الكثير من الوقت ودهشت لوجود هاتف فى يد "مريم" والأندهاش الأكبر أنه من "جمال"، ساعدتها فى تبديل ملابسها والصعود إلى الفراش بعد أن صففت شعر "مريم" وقالت:-
- أيه الفرحة دي كلها يا ست سارة؟ أول مرة أشوف الضحكة اللى من الودن للودن دي؟
تبسمت "مريم" وهى تحتضن الهاتف براحتي يديها أثناء النوم وقالت:-
-أيه رأيك تجيبلي هدية، عايزة هدية لأن الأحساس دا حلو أوى، إحساس أنك تعيش الحياة زى باقي الناس حلو، ممكن أعيش حياتي زيهم فعلًا
سألتها "سارة" بفضول شديد قائلة:-
-أزاى؟
تنهدت "مريم" بهدوء قائلة:-
-العيش كشخص طبيعي، عنده أصدقاء وبيجيله هدايا، نأكل الأكل مع عائلة وناس بنحبهم،
أمتي ممكن أعيش حياة زي دي يا سارة، أمتي الكل هيبطلوا يأذوني، تفتكري فعلًا هنقدر نعيش وننسي اللي فات، طب لو نسيت يا سارة ممكن جسمي ينسي الجروح اللى معلمة فيه، كل مرة أبص للمرايا بفتكر اللى أنا منستهوش، وبتسألني أنا ليه سعيدة ومبسوطة دلوقت؟ مبسوطة لأن أول مرة حد يعاملني بلطف كأني بني أدمة طبيعية 
تنفس "جمال" بصعوبة وهو يستمع لحديثها عبر جهاز التنصص على هاتفها التى تحمله فى يدها، وتسأل ماذا تخفيه فى قلبه؟ أحقًا تملك ندوب بجسدها تبكيها دومًا؟ كيف لشخص يعيش لتسعة عشر عامًا دون أن يحصل على هدية من قبل، أخبرها ألا تثق بلطفه لكنها كالبلهاء وثقت بهذا القناع الذي يصطنعه امامها...
تابعت "مريم" بلطف وهى تأخذ يد "سارة" فى يدها وقالت بإمتنان:-
-أنتِ كنتِ أول هدية وتانية هدية كانت إيلا وفعلًا أنا بشكر مختار والقدر اللى جابكم ليا، أنتوا الأثنين غاليين على قلبي وكفيلين أنى أغفر لمختار أى حاجة عملها فيا 
تبسمت "سارة" بلطف عليها وبدأت تمسح على رأس "مريم" بحنان فى حين أن "جمال" شعر بغضب شديد وهى تذكر أخاه لينزع السماعة من أذنه وألقي بها بعيدًا وكأنه شعر بالغضب من براءتها التى تجعلها تغفر القسوة مقابلة هدية من رجل حتى وأن كان هذا الرجل هو زوجها السابق، أغمضت "مريم" عينيها وهى تملك الهاتف فى يد ويد "سارة" بيدها الآخرى وكأنها تخشي أن تخسر هداياها القليل، أنتظرت "سارة" حتى غاصت "مريم" فى نومها ثم سحبت يدها من يد "مريم" وتسللت خارج النافذة وبدلت الشريحة من هاتفها الخاص لترسل رقم هاتف "مريم" فى رسالة إلى رقم غير معروف لكنها تحفظه جيدًا وأخرجت الشريحة بعد أرسال الرسالة وأخفتها مرة أخرى وعادت إلى الغرفة...
خرج "جمال" من غرفته صباحًا مُرتديًا بدلة زرقاء وقميص أبيض ثم ترجل للأسفل وجلس يرتشف قهوته مع فطاره على السفرة ويستمع إلى جدول يومه من "شريف"، جاءت "حنان" إليه وقالت:-
-طلبتني يا مستر جمال
أومأ إليها بنعم وقال وهو يحمل فنجان قهوته فى يده بكبرياء شديد:-
-اه، أختاري خادمة كويسة وتكوني بتثقي فيها عشان تطلع فوق وتخلي بالها من السيدة الصغيرة وتراعها وقت غياب مربيتها 
أومأت إليه بنعم بحيرة من موافقته على صعود خادمة للأعلى وهو أكثر شيء ممنوع بقصره، نظرت إلى "شريف" ليؤمأ لها بنعم فى صمت، غادرت "حنان" من أمامه ليشير "شريف" إلى شاب يقف بعيدًا بجسد عريض يرتدي بدلة رسمية سوداء فأقترب ليقول:-
-أقدم لك عاشور مدير الأمن الجديد وصل أمبارح بليل مع فريقه، شركة الحراسات وصيت به وأنه على مهارة كويسة وكان ضابط فى الجيش لكنه تقاعد بسبب أصاب
تحدث "جمال" قبل أن ينظر إليه بجدية وهتف بنبرة صارمة جادة قائلًا:-
-ماشي ما دام وافقت عليه خلاص أنا مش هراجع وراك يا شريف، لكن يا عاشور أختار أكفء رجل فى فريقك وقد الثقة عشان يكون حارس شخصي للسيدة الصغيرة، وعينيه تكون صقر ميفارقهاش خصوصًا وهي بتركب الخيل ... أنا مش هجبرك على حد لكن تأكد من أن ميصبهاش  أذي حتى لو كان شوكة فى الأرض، لأن وقتها مش هيسلم من شري لا هو ولا أنت
نظر "شريف" إليه بدهشة فهل الآن يجلب لها حارس شخصي أيضًا ألم يكفي تعيين خادمة لها، أومأ "عاشور" له بنعم ثم قال بحماس وثقة فى رجاله:-
-متقلقش يا فندم إحنا كلنا هنا عشان راحتكم وحماية السيدة الصغيرة 
سمع "جمال" صوت "جين" متحدثه الألي الموجود على الطاولة يقول:-
-هناك من يطلب المصعد بالأعلي يا سيدي، ماذا أفعل؟
نظر بعينيه للأعلي ليعلم بأنها من ستطلب المصعد لصعوبة نزولها فقال بهدوء للروبرت الخاص به:-
-أسمح بفتح المصعد يا جين
أقل من خمس دقائق وجاء صوت المصعد من خلف الدرج وظهرت "مريم" من أسفل الدرج تتكأ بذراعها على يدي "سارة" لتسرع الخادمة إليها تأخذ بيدها، رأته جالسًا يتناول الإفطار لتقول بتوتر:-
-قعديني هنا يا سارة
جلست على الأريكة بعيدًا عنه ليقول "شريف" بصوت خافت إلي "عاشور":-
-دى السيدة الصغيرة مريم
نظر "عاشور" إليها ثم أومأ إليه بنعم، أشار "جمال" للجميع بالمغادرة ثم قال:-
-جين
أتاه صوت المتحدث الألي يقول:-
-أسمعك يا سيدى
تطلع "جمال" بـ "مريم" الجالسة هناك تتطلع بهذا الصوت الذي ظهر من العدم بدهشة وقال:-
-أفتح المصعد اليوم دون أذن مني
تحدث "جين" هذا المتحدث الألي قائلًا:-
-لقد تم إغلاق كلمة السر الخاصة بالمصعد
أكمل "جمال" إفطاره ثم وقف لكي يغادر المكان لكن أستوقفه صوتها الحاد تقول:-
-أعتقد أنى قولتلك أني مش عايزة حاجة منك، وأنا مش سيدة القصر ولا الهانم الصغيرة ، انا مجرد ضيفة وهمشي
ألتف بدهشة من كلماتها ليراها تصرخ بالخادمة، تقدمت الخادمة بالوسادة لكى تضعها أسفل قدم "مريم" المُصاب لتستشيط "مريم" غيظًا من عناد الخادمة فألقت بالوسادة فى وجهها بغضب شديد وهى تقول:-
-مسمعتنيش بقولك متخدمنيش ولا أنتِ مبتفهميش
قذفتها بالوسادة الأخرى لكنها دُهشت عندما رأت "جمال" واقفًا أمامها والوسادة جاءت بوجهه فأغمض عينيه بضيق شديد وهو لا يعرف سبب غضبها المُفاجيء هكذا، أشارت "حنان" للجميع بالمغادرة، نظر "جمال" إليها بغضب مكبوح بداخله وقال:-
-بتعملي ايه؟
صاحت به بأنفعال شديد قائلة:-
-زى ما سمعت أنا مش عايزة حاجة منك ولا من خدمك والقصر دا أنا هسيبه النهار دا
أقترب خطوة نحوها بضيق شديد ثم قال:-
-حصل ايه؟ حد زعلك؟
وقفت من مكانها على قدم واحدة بتحدي وعناد أمامه ثم قالت بأشمئزاز:-
-ممكن تقولي ايه دا؟
وضعت الهاتف أمام عينيه على رسالة جاءت لها تحمل كلمات قليلة محتواها
 (لا تثقي بجمال يا جملتي لأنه بتجسس عليكي من تليفونك الجديد)
نظر للرسالة بدهشة ومن يعلم بتجسسه على هاتفها فحتى "شريف" لا يعرف أنه جلب هاتف لها بين ليلة وضحاها، قذفت الهاتف فى وجهه بضيق شديد غاضبة وهى تقول:-
-وعشان كدة أنا هسيب قصرك
تأفف بضيق شديد ثم قال بصوت قوي وهو يكز على أسنانه قائلًا:-
-لتكوني فاكرة أنه بمزاجك
نظرت إليه بتحدي سافر ثم قالت بعناد قوي:-
-اه بمزاجي وأنا همشي ومحدش يقدر يمنعني
مسك ذراعها بقوة دون أن يراعي جرح قدمها وجذبها إليه بقوة وعينيه تتطلع بعينيها بتحدي وعناد هو الأخر ثم قال:-
-وريني أزاى هتعمليها؟ أزاى هتمشي من قصري من غير أذني ؟ ولا أنتِ فاكرة أن دخولك هنا بمزاجك وكمان خروجك ووقت ما تحبي تمشي هتمشي، هنا أنا بس اللى أقول أيه اللى يحصل ويأمر. حتى أنفاسك يا مريم جوا القصر دا ملكي أنا
شعر بخوف من نظراته المُخيفة وهكذا نبرته القوية جعلتها تقشعر خوفًا وأزدردت لعابها بقلق فقالت باستياء شديد:-
-بالظبط زى حمزة ومختار كلكم وحوش
أتسعت عينيه على مصراعيها من تشيبهها له بهؤلاء ليدفعها بقوة على الأريكة لتصرخ من ألم قدمها فى حين أنه قال بنبرة مُرعبة قائلًا:-
-ما دامني وحش خليني أوريكي أنا جحيمي عامل أزاى يا مريم؟ عشان تعرفي أن حياتك مكنتش جحيم لكنها بقيت جحيم معايا
ألتف ليغادر بينما تجمعت الدموع فى عيونها حزنًا فقال وهو يغادر قصره بحدة صارمة:-
-جين أغلق جميع الأبواب ولا تسمح لحد بالخروج، بالمناسبة ما رأيك فى جولة بحث على النت تكتبي فى عنوانها جمال المصري يمكن تعرفي أنتِ وقعتي مع مين؟ 
ألتفت "حنان" إليها بحزن شديد فهى لا تعرف ما سيفعله حين يغلق أبواب القصر فسيصبح القصر كزنزانتها من الآن ولن ينقذها أحد منه الآن.......
________________________________
دخلت "أصالة" إلى المكتب بجدية وتقول:-
-أتصلت السيدة ولاء وقالت أنها جاية على طيارة بكرة الساعة 10 م
رفع نظرة عن اللابتوت بضيق وقال بتمتمة خافتة:-
-دا اللى كان ناقصني... روحي يا أصالة
فتحت الباب كي تخرج من المكتب وتقابلت مع "شريف" الذي يدخل للمكتب بذعر شديد يحتلب ملامحه ثم قال بضيق:-
-مش هتصدق اللي عرفته عن سارة؟ ولا أخر مكالمة عملتها من تليفونها كانت مع مين؟
رفع "جمال" نظره إلى "شريف" بحماس كأنه وصل لشيء مما يريده وهذا ما أزعج "شريف" وجعل العبوس يظهر على ملامحه فسأل بجدية:-
-خلينا نبدأ بالسؤال التاني؟ مين أخر حد كلمته؟
-كان نادي ليلي بس مش دي المفاجئة، المفاجئة الحقيقية أنه متسجل باسمها واللي أشتراه مختار لكن الصدمة الحقيقة أن مختار أشتراه قبل موته بأسبوع، وأن كان منطقي أي اللي خلاه يسجل مبني تمنه 25 مليون باسم مربية ودا يوصلنا للسؤال الأول مين هي سارة وهنا أحب أفاجئك بالأجابة أن سارة أرملة أخوك 
أتسعت عيني "جمال" بصدمة ألجمته مما يسمعه ولا يستوعبه عقله ليتابع "شريف" حديثه حتى يكمل صدمة "جمال" كاملة وتفقده أهلية عقله عندما قال:-
-أول واحدة اتجوزها من كباريه ومفيش ما يثبت أنه طلقها وبالتالي لما مات بقيت أرملته زى مريم بالظبط، أنا مش مستوعب وقاحة مختار جاب مربية لمراته العيلة مراته الأولانية أيعقل دا؟
-أتصل براغب وقوله يجي عشان يفتح الوصية، أكيد جواها سر من أسراره.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان "جمال" جالسًا فى سيارته فى طريقه للعودة للمنزل وهو يتذكر حديث شريف عن "سارة":-
-عندها 39 سنة وكانت بتشتغل فى كباريه راقصة وهناك اتعرفت على مختار ووقعته فى الجواز وقتها كان عمرها 20 وهو كان حوالي 22 سنة ومن وقتها اتخفت سارة من الكباريه
تمتم "جمال" بأختناق قائلًا:-
-راقصة يا مختار....
_________________________________ 
كاد أن يجن عقلها من الجنون بسبب سجنه لها هنا، حتى الخروج لرؤية "إيلا" لا يمكنها بعد أن أغلق كل الأبواب، وقفت قرب باب الحديقة الزجاجية مُتكئة بذراعيها عليه وتقف على قدم واحدة وترفع المُصابة عن الأرض فصرخت بضيق شديد قائلة:-
-ممكن تفتح الباب؟
أتاها صوت "حنان" من الخلف وتقول بإشفاق:-
-متتعبيش نفسك، جين مبيسمعش غير كلام مستر جمال لأنه متبرمج على صوته هو بس
ألتفت "مريم" إليها بضيق شديد وهي لا تتحمل البقاء هنا وغاضبة لترى فى عينيها نظرة الشفقة والحزن التى تعلمها جيدًا ولطالما كانت تراها فى عيني عمتها وزوجها أثناء تربيتهم لها فقالت:-
-دا مجنون
تبسمت "حنان" بخفوت على تذمرها الطفولية من أول يوم تحبس هنا فماذا إذا فعل كل يوم هذا الأمر ثم قالت ويدها تشير على الكاميرات الموجودة فى المكان:-
-من الأفضل أنك تخلي بالك من كلامك لو مش حابة أنه يقفل الأبواب بكرة كمان لأن جين مُتصل بتليفون وبيبلغه حتى بقياس ضغط الدم وضربات قلبك إذا مستر جمال طلب
تمتمت "مريم" بضيق شديد تقول:-
-جين اللعين!!
أتاها صوت "جين" الألي يقول مُداعبًا إياها:-
-أعلم ذلك يا أنستي الصغيرة لكن ألا يمكنك تناولي القليل من الطعام فنسبة الدهون بجسمك قليلًا وهكذا السكريات فقريبًا ستسقطين مريضة بهذا الجسد الهزيل
وضعت يديها على صدرها بخوف مما سمعته لتبتسم "حنان" عليها رغم تذمرها وكادت أن تصرخ به بعد أن سشعرت بأهانة من تفحصه لجسدها وسخريته من صغرها قائلة:-
-دا أسمه تحرش....
كادت أن تسبه أكثر لكن أوقفها صوت المتحدث الألي الذي توقف عن داعبتها ويقول بجدية:-
-لقد تم فتح الباب الأمامي
نظرت لتري "جمال" يدخل من باب القصر وأسرعت له "حنان" من أجل الترحيب به بعد أن عاد من العمل ويومه الشاق، أشارت "حنان" إلى الخادمة كي تأخذ عنه سترته وترفعها عن أكتافه بينما عينيه تحدق بهذه الفتاة المريضة لكنها تقف هناك على قدم واحدة وغاضبة، تساءل عقله أيخبرها بحقيقة "سارة" أم يلتزم الصمت ولا يتدخل فيما لا يعنيه، نزل الخمس درجات الموجودين أمامه ليصل لبهو القصر، أستشاطت غضبًا من رؤيته بعد أن حبسها لتستدير غاضبة وحاولت فتح الباب ليتحدث "جين" بنبرة جادة غليظة كأنه غاضيًا منها وقال:-
-لقد أخبرتك أنه تم فتح الباب الأمامي فقط
ألتف "جمال" غليها بعد أن سمع صوت "جين" فرأها تحاول فتح الباب وقبل أن يتحدث تمتمت "حنان" بنبرة خافتة له قائلة:-
-من الصبح وهى بتحاول تخرج عشان تروح للحصان بتاعها
دلف إلى غرفة المكتب مُتجاهلًا إياها وفور أن اغلق باب المكتب تحدث مع "جين" قائلًا:-
-جين يمكنك فتح الأبواب
أجابه جين بأنه فعل هذا وفور جلوسه على المكتب المصنوع من الزجاج عرض "جين" له ما حدث فى غيابه وكيف كلقطة سريعة لكن "جمال" تجاهل الأمر وهو لا يهتم بما فعلته فى غيابه...
ضغط على زر موجود فى بجوار مكتبه لتدخل له "حنان" أولًا فقال بجدية:-
-أبعت لي سارة يا حنان وفنجان قهوتي؟
أومأت إليه بنعم ثم خرجت من المكان...
______________________________ 
أخذت الخادمة "مريم" إلى الأسطبل وفور رؤية "حاتم" لها مُصابة أحضر "إيلا" من أجلها إلي حيث تقف، ظلت تربت بيدها على عنق فرستها الجميلة ثم قالت:-
-أسفة علي التأخير
أصدرت فرستها الصهيلة بينما تخفض رأسها إلى فخذ "مريم" المُصاب بعد أن لاحظت طريقة مشيها فتبسمت "مريم" بعفوية على صديقتها ثم قالت:-
-متقلقيش حاجة بسيطة
قالتها ثم قبلت رأس فرستها فحاولت الصعود على ظهر "إيلا" رغم أصابتها فكادت أن تسقط للخلف بسبب فقد توازنه لكن سرعان ما شعرت بيد تحيط خصرها وترتطم بجسد صلب من الخلف لتدير رأسها سرعان وكان شاب فى أول الثلاثينات أصلع الرأس وبجسد رياضي طويلًا، ليقول:-
-أساعدك!!
تنحنحت بحرج وقبل أن تجيب عليها حملها من خصرها ليضعها فورق ظهر "إيلا" وقال بلهجة رسمية:-
-أنا حسام الحارس الشخصي بحضرتك 
أشاحت بنظرها بعيدًا عنه غاضبة من "جمال" فهى أخبرته بأنها لا تريد شيء منه ثم أعطت الإشارة إلى "إيلا" بأن تتحرك بها حتى تنفث هذا الغضب الموجود بداخلها..
تأفف "حاتم" من تصرفاتها التى ستجلب له المشاكل وتوقعه فى غضب سيده من ركوبها للخيل مساءًا وأيضًا وهى مصابة فأتجه إلى القصر كي يقابله، وصل وأخبرته "حنان" أن ينتظر قليلًا حتى ينهي "جمال" الحديث مع "سارة"...
خلف الباب كان جالسًا على مكتبه وأمامه "سارة" مُستغربة طلبه لرؤيتها فقال بجدية:-
-سألت نفسي كتير، أشمعنا مريم بالذات اللى مُختار وثق فيها وخلاها على ذمته سنة ونص فى حين أنه مبيكملش أسبوع فى أى جوازه بسبب علاقاته النسائية الكثير، زى بالظبط ما سالت نفسي فيكي أيه خلي مُختار يثق فيكي الثقة العمياء اللى تخليه يتأمنك على مراته ...
رفعت "سارة" نظرها غليه بثقة ثم قالت:-
-مريم غير الكل، بنت ريفية طيبة وأتربت وسط ناس محترمين غير كل البنات اللى حضرتك بتشبهها بيهم ودا كفيل أن مختار بيه يثق فيها، يمكن حسبها وعدم أختلاطها بالناس السبب..
تقدمت "جمال" إلى الأمام قليلًا ووضع يديه الأثنين فوق المكتب بجدية وعينيه تحدق بعيني "سارة" بجدية كأنه يريد أن يقرأ رد فعلها بعد سؤاله الذي لفظ به هاتفًا:-
-طب وأنتِ؟
-والله اللى أعرفه أنه طلب مربية من مكتب الخدم اللي كنت بشتغل فيه وبعتوني
قالتها بهدوء شديد دون ان تظهر أى تعابير على وجهها فأومأ "جمال" لها ثم قال:-
-نظرية بردو، جايز... أستعدي لأن راغب فى الطريق عشان نفتح الوصية لأني مليت من شوفتكم فى قصري
وافقت على طلبه ثم خرجت لتدخل "حنان" إليه وتخبره بطلب "حاتم" لرؤيتها فوافق وعقله لا يتوقف لوهلة عن التفكير فيما تسعى إليه "سارة" ربما سبب بقائها على أتصال بـ "مُختار" بعد كل هذه السنوات حتى جلبها إلى "مريم" سبب قوي وسيعرفه عاجلًا أم أجلًا فبعد أن عرف حقيقتها أصبحت هى الأخرى موضع أشتباه فى أختفاء أخاه...
دخل "حاتم" ووقف أمام "جمال" متشابك اليدين أمامه بحرج ثم قال:-
-أعذرني يا جناب البيه على أزعاجك..
-أدخل فى الموضوع يا حاتم؟
قالها بنفاد صبر وهو الآن يصارع عقله وأفكاره الكثير ليتابع "حاتم" بخوف من غضب هذا الرجل:-
-الهانم الصغيرة ركبت إيلا من ساعة ورافضة النزول مع أني والله قولتلها أن ممنوع وحضرتك مانع دا لكن هى ركبت دماغها، أنا بس قولت أبلغ حضرتك لأنها واضح أنها مصابة ولو وقعت .....
أشار "جمال" له بنعم بعد أن فهم سبب خوف "حاتم" من أن يصابها مكروه ويتأذي هو، وقف "جمال" من مكانه وأنطلق للخارج مع "حاتم" حتى وصل للسياج ورأها هناك تتطاير مع فرستها كأنها تخرج كل الغضب الذي كبحته بداخلها طيلة اليوم بعد أن عاقبها، توقفت رويدًا رويدًا بعد أن رأته يقف كالجبل حادقًا بها بنظرات مُخيفة ويضع يديه فى جيب بنطلونه، وصلت "إيلا" أمامه لتقول "مريم":-
-فى أيه؟
-شايفاكي بتتخطي قواعدي وقانوني كأنك مُشتاقة لحمزة مثلًا 
قالها بتهديد واضح إذا تخطي قواعده داخل قصره سيعطيها لـ "حمزة" بنفسه فأزدردت لعابها بخوف من الذهاب إلى هذا الرجل ثم قالت:-
-بتهددني..
رفع حاجبه إليها بمعني أن تسميه ما تريد لكن لا تجرأ على كسر قاعدة واحدة داخل قصره وتصنع منه أضحوكة أمام عماله... أخذ "إيلا" إلى غرفتها الخشبية داخل الأسطبل وهى ما زالت فوقها وبعد أن أدخلها قال:-
-ممكن تفضلي معها هنا أو تنامي معها أعتقد أنه مش غريب عليكي لكن ركوب خيل بليل ممنوع والمرة دى أنا اللى قولتها بنفسي جربي تكرريها مرة تانية ومتلومنيش يا مدام مريم
أستشاطت غيظًا وغضبًا منه كأنه يهينها ويذكرها بالماضي وأنها من الأساس لم تخلق كسيدة قصر، ألتف كي يغادر لكن أستوقفه صوت فرستها وأنين ألمها، ألتف ليراها تحاول النزول عن ظهر "إيلا" التى بدأت فى الجلوس لأجلها، تأفف بضيق شديد سمعت "مريم" أفافته من محله، ثم أقترب نحوها وحملها من أسفل ذراعيها عن ظهر "إيلا" لتقاومه بغضب وعيني دامعة بسبب حديثه ليفقد توازنه مع مقاومتها وسقطت أرضًا فوق العشب الموضوع من أجل طعام الحصان وهو فوقها، فتحت عينيها ببطيء شديد وخوف من أن يعاقبها مرة أخرى لتتقابل عيونهما معًا فأزدردت لعابها من التوتر بسبب هذا الدفء الذي تشعر به بقرب هذا الرجل منها، تمامًا كما أخبرت "سارة" من قبل فهو دافئ يربكها ويجعل القشعريرة تسير فى جسدها كاملًا، رمق "جمال" عينيها الذهبيتين وأنفاسها الدافئة تضرب وجهه ولحيته فأبتعد عنها سريعًا بغضب أكثر ثم قال:-
-كرريها مرة تاني يا مريم وأنا اللى هسلمك لحمزة بأيدي
غادر من الغرفة غاضبًا لتدخل الخادمة من أجلها ورأتها تجلس على الأرض وقد ذرفت دموعها، ساعدتها على الوقوف وأخذت بيدها للقصر ومع وصولها رأت "راغب" يدخل القصر كي يستعد لقراءة الوصية وأخذتها "حنان" إلى المكتب بناءًا على طلبه وكان هناك "جمال" و"شريف" و"راغب" و"سارة" لتجلس على مقعد بجوار "سارة" وتشبثت جيدًا بها بخوف، فتح "راغب" الظرف بهدوء ليخرج منه بطاقة ذاكرة وقال:-
-الوصية دى انا أستلمتها من أستاذ مختار من سنة تقريبًا بعد جوازه من مريم بستة شهور وقالي أن لو طال فى عمره بعد ما تكمل مريم الخمسة وعشرون هيغيرها وبما أن أمر الله قد نفذ فهذه هي وصيته...
وضع "راغب" البطاقة فى الشاشة المعلقة أمامهم ليظهر "مُختار" وبعد بدأ الفيديو أستمع الجميع إلى الوصية بتركيز:-
-أنا مختار المصري، بسجل الوصية دى وأنا فى كامل قواي العقلية ومش سكران يا جمال بالعكس، ما دام بتسمعوه الفيديو دا يبقي أنا جرالي حاجة أكيد وأنتقلت للأخرة، مريم وصيتك يا جمال
أغلق "جمال" قبضته بغضب بركاني أشتعل للتو بداخله ويحاول جاهدًا فى كبحه ليتابع "مُختار" قائلًا:- 
-أنا عارف أنك شلت عني كثير يا جمال وأستحملت من نزواتي وقرفي أكتر لكن أعتبر دى أخر حاجة تقدمها ليا، لأاخوك العاق اللى كان حمل وثقل عليك.. مريم تحت وصيتك لحد ما تكمل الـ 25 سنة ساعدها تتعلم وتكمل عشان تقدر تقف على رجلها وتتخلص من عبودة حمزة ليها، أنا سبت لها 5٪ من أسهم الشركة بأسمها ولحد ما توصل للسن دا هم تحت سيطرتك، عارف قد إيه الشركة بالنسبة لك مهمة وعشان كدة سيبت لها ورثها مني فى الشركة وبكدة هتكون مجبر عليها وعلي قبول وصيتي
-دا اللي كان ناقصني منه 
قالها "جمال" بضيق شديد بعد أن وقف من مكانه كي يغادر لكن أستوقفه صوت "مُختار" الذي يكمل سرد مصائبه :-
-نيجي لباقي أملاكي اللى أكيد بتسأله سبتها لمين؟ العربية والكازينو والنادي الليلي وحسابي فى البنك وال20٪ من نصيبي في القصر كل دول سيبتهم لسارة مربية مريم وابنها حازم أو بالأحري زوجتي الأولي..
للحظة توقف العالم بـ "مريم" التى سمعت هذه الكلمات بصدمة ألجمتها وسحبت يدها من يد "سارة" مصدومة مما سقط عليها كالجمر الناري المُلتهب الذي أكل عقلها فى هذه اللحظة، نظر "جمال" نحوها فما كان يفكر كثيرًا فى إخبارها له وما سأل "سارة" عنه قاله أخاه بكل ثقة كالقنبلة الذي ألقاها عليهم، رأى وجه "مريم" والصدمة التى احتلتها لا يعلم أهو سبب خسارتها لكل هذه الأملاك من الورث أم لأنها أكتشفت أن من وثقت بها وأعتبرتها ام لها هى زوجة أخرى لزوجها؟، تابع "مُختار" بجدية أكثر:-
-متتخضيش يا مريم سارة فعلًا درتك ووجودها معاكي كل دا كان أفضل طريقة عشان تكون قريبة مني وحازم ابني ودا سبب كافي أنك متورثش يا جمال لكن بما أنك دايمًا شايل مسئولية أخطائي ونزوتي فسيبت لك باقي أسهم الشركة ملك لكي، ببساطة اعتبره شكر على كل اللي عملته ولسه هتعمله عشاني لأنك متستاهلش أن حد يشاركك فى الحاجة الوحيدة اللى تعبت فيها وكبرتها بنفسك ومجهودك... راغب دي وصيتي ولازم تتنفذ ...
أنهت الفيديو لينظر "راغب" إلى الجميع و"شريف" الذي صُدم بكون "مريم" التي لطالما أراد طردها والآن أصبح هو الواصي عليها بعد وفاة زوجها...
تمتمت "مريم" بنبرة خافتة وصوت مبحوح يخشي الخروج من أحبالها الصوتية بسبب الصدمة قائلة:-
-يعني هو مكنش ملمسنيش عشان أنتِ موجودة..
نظرت "سارة" لها ثم وقفت أمامها وحاولت لمس يديها بلطف ثم قالت:-
-أهدئي يا مريم أنا هفهمك كل حاجة...
صرخت "مريم" بأنفعال شديد لا تتحمل كم الغدر التى تأخذه كالجرعات من البشر وأبتعدت عنها بعد أن سحبت يديها من قبضتها وقالت:-
-هتفهمني أيه؟ أن حتى أنتِ كنتِ كذبة، كنتِ بتقعدي معايا وتأخدني فى حضنك عشان بس تخبي علاقتك بجوزى قصادي... كنتِ خديه من الأول وأنا معتبرتهوش جوز ليا لكن متأذنيش أنا، أنا أذيتك فى أيه عشان تأذينى وتغدري فيا كدة، أذيتك في أيه؟ وأذيت حمزة فى أيه؟ أذيتكم فى أيه عشان توجعوني والله لو أذيتك لأتحمل أذيتكم لكن أنا الغبية اللى وثقت فيكم وصدقتك... أنا كنت صدقتك وأعتبرتك أم ليا...
أقتربت "سارة" منها بهدوء وهى ترى دموع هذه الطفلة لتعود "مريم" للخلف بعيدًا عنها وقالت:-
-متقربيش مني!! انا مش عايزة أسمع منك حاجة؟ أى حاجة هتقوليها هتكون كذبة جديدة..
بدأت ترتجف رعبًا وخوفًا من هؤلاء البشر الذي لا يفعلون شيء لها سوى الغدر مقابلة برائتها وحزنها فقالت بتمتمة وصدمة تملكتها كاملًا :-
-حتى هو وثقت فيه وفى طيبته وغدر بيا، أنتِ أكتر واحدة واحدة هو أذاني أزاى حتى هو ضحك عليا بالطيبة والحنية وغدر فيا، ولا دى كمان كانت من مخططاتك معه..
قاطعتها "سارة" بصدمة ألجمتها مما تتفوه به "مريم" وقالت بسرعة تنفي مشاركتها فى جريمته وقالت:-
-لا والله مستحيل يا مريم، أنا مستحيل أشاركه فى أغتصابك وأذيتك أنا حبتك بجد...
أتسعت أعين الجميع بعد كلمات "سارة" فهل حاول "مُختار" أغتصابها رغم كونها زوجته، صرخت "مريم" بصدمة أكبر وقالت:-
-حبتيني كلكم حبتيه هو الحب يعنى الأذية!!
ألتفت غاضبة إلى "جمال" رغم أرتجافها ورعشتها فوقفت أمامه وقالت:-
-قولتلي أنك هتسلمني لحمزة، أتصل بيه خليه يجي يأخدني، على الأقل الغدر منه أرحم من الغريب، أن الكل بيأذوا فالأذية منه أهون... أتصل به خليه يأخدني حتى لو هيموتني أنا أصلًا تعبت من الكل
لم يجيب عليها بل ظل صامتًا فأستدارت إلى "شريف" الواقف بجواره ومسكت يديه الأثنين بترجي وقالت:-
-أتصل أنت بيه قولوا أنى هروح معه وهو هيجي علي طول........
لم تكمل كلماتها فسقطت فاقدة للوعي أمام الجميع فتشبث "جمال" بجسدها الذي فقد كل طاقته وكانت باردة كالثلج لينادي على "حنان" فأخذتها مع الخدم إلى غرفتها، ألتف لكي ينظر إلى "سارة" التى أسرعت معهم فمسك رسخ يدها وقال:-
-على فين؟ 
-سبنى أطمن عليها
قالتها بجدية صارمة ليقول بغضب سافر مما يحملوه بداخله بعد هذه الوصية التى جعلت فتاة تحت وصيته والآن سيدة وابنها سيعشون فى قصره :-
-نصيحة متقربيش منها 
أتسعت عينيها على مصراعيها من أمره الذي ألجمها وعقد لسانها فى محله....
___________________________
أتجه "شريف" إلى المطار صباحًا من أجل أحضار السيدة "ولاء" والدة "جمال"، خرجت من المطار سيدة فى أول السبعينات لكنها مقارنة بهيئتها فهى فى أول الأربعينات، امرأة تهتم بالموضة كثيرًا والزينة وعمليات التجميل، أخذ "صادق" الحقائب منها وفتح له باب السيارة الخلفي لتصعد بها وأنطلقت السيارة بها...
___________________________ 
" قصـــــــر جمـــال المصــــري"
عاد "جمال" من الخارج بعد إنهاء جولة الركض بملابسه الرياضية فأستقبلته "حنان" بزجاجة مياه باردة، سألها وهو يصعد الدرج بجدية:-
-لسه ما فاقتش
أجابته "حنان" بنبرة قلق على هذه الفتاة:-
-أعتقد أن الصدمة كانت كبيرة عليها، فاقت من ربع ساعة ومن ساعتها مستخبية فى الحمام لدرجة أن نانسي الخادمة اللي قاعدة معها فى الأوضة سمع صوت عياطها، حاولت سارة تدخل أوضتها لكني منعت حسب تعليمات حضرتك
أومأ إليها بنعم وقد وصل للردهة ليري "سارة" فى هيئتها الجديد بعد أن اصبحت مالكة لجزء فى هذا القصر وعلم الجميع بأنها زوجه "مُختار" كانت ترتدي فستان أحمر يصل لركبتها بكم واحد وذراعها الأخر عاري تمامًا ونزعت حجابها التى استخدمت كقناع حتى تخفي حقيقة كونها فتاة ليل تزوجت بأخاه من الملهي الليلي والآن أصبح تملك أكبر ملهي ليلي وتديره فكيف ستفعل هذا بحجابها لتسدل شعرها الأسود القصير الذي يصل لعنقها بحرية وترتدي كعب عالي أسود، لم يُدهش "جمال" كثيرًا فما سمعه عنها جعل الصدمة اقل بكثير على عقله، تقف أمام غرفة "مريم" تحاول أن تتحدث معها ليمر "جمال" من جوارها وقال بسخرية:-
-هتقوليلها أيه بمنظرك دا؟! 
ألتفت "سارة إليه بضيق شديد وقالت:-
-ميخصكش وما دام شايفني بالوقاحة دى فأفتكر أني مرات أخوك اللى هى مش مريم خالص
لم يجيب عليها ودلف إلى غرفته كي يبدل ملابسه ويستعد لمقابلة والدته، أرتدي بنطلون أسود وتي شيرت سماوي اللون وصفف شعره للأعلي ثم خرج من غرفته وكانت "نانسي" الخادمة تدخل للغرفة بصينية الفطار وقبل أن تمر ثواني سمعها تصرخ وتكسر الأشياء، دلف للغرفة ورأها تجلس على الأرض منكمشة فى ذاتها لا تقبل شيء من أى شخص كأنها حرمت على نفسها التعامل مع البشر وأعتنقت الوحدة حتى تلفظ نفسها الأخيرة وتموت، أشار إلى "نانسي" بأن تذهب لتخرج وتتركه فقال بجدية:-
-أنتِ فعلًا وثقتي فيها للدرجة دى؟
رفعت نظرها إليه بحزن وإنكسار ليرى ملامح وجهها شديدة الأحمرار وعينيها تبكي دون توقف ومنتفخة من كثر البكاء وأنفها تسيل مع دموعها رغمًا عنها، لم يرى طيرًا مكسور مثلها من قبل فتابع حديثه القاسي بنبرة أكثر حدة كأنه أراد أن تواجه العاصفة بدلًا من أن تختبي منها هنا:-
-معرفش أزاى وثقتي فى حاجة من طرف مُختار لكن العياط والبكاء هنا هيعملوا أيه؟ هيصلحوا اللى حصل ولا هيغيروا القدر، ما تقومي تخرجي كدة وشوفيها برا وهى متلونة على أنها سيدة القصر بعد ما قلعت القناع اللي أنتِ قاعدة تبكي عليه
لم تتحرك من مكانها ليتأفف بضيق شديد ثم أقترب منها بأختناق من أستسلامها للخيبة والهزيمة كأنها تقبل بتعرضها للظلم، حملها على ذراعيه بالقوة ونزل بها للأسفل حتى يجعلها ترى "سارة" فى هيئتها الجديدة لكنه لم يجدها نهائيًا فصرخت به بضيق:-
-أبعد عني، نزلني
لم يفلتها لتنزل قدميها عن ذراعيه مما أفقده توازنه وجعله يتشبث بخصرها جيدًا حتى لا تسقط على قدمها المصاب لكنها لم تستسلم لقوته البدنية وعضت عنقه بقوة ليسقط بها على الأريكة مُتشبثًا بها وتلامست شفتيهما معًا ليتوقف الوقت بهذه اللحظة على الأثنين من الصدمة....
__________________________________  
كانت "ولاء" تعرف بكل شيء يدور فى القصر أثناء وجودها فى لندن ربما من الخدم، فقالت بقلق:-
-البنت دى جميلة؟ 
أجابها "شريف" بنبرة خافتة مؤكدًا على جملتها أثناء جلوسه فى السيارة بجوار السائق:-
-جميلة جداً 
عقدت "ولاء" ذراعيها أمام صدرها بغرور ورفعت راسها بشموخ للحظات ثم قالت بثقة:-
-أكيد جميلة وألا مكنش البيه ابني اتجوزها..، أوصفهالي
صمت "شريف" قليًا يفكر كيف يصفها وعينيه تتذكر وجه "مريم" الجميل ثم قال بهدوء:-
-صدقيني يا هانم لو جمالها ينفع يتوصف بالكلام لقولت أنه يدوب قلوب الرجالة ويسرق عينيهم، ولو كان كل اللى يهم أى راجل فى الدنيا هو جمال الست لأقسمت لك أن مريم كفيلة أن كل راجل يشوفها يحارب عشان يطولها.. أنا لما بشوفها بخاف لتسرق قلب جمال بيه بجمالها لكن برجع أطمن أن مش هيحصل لأنه بسبب عمايل مختار وبفضله مستر جمال كاره أى ست جميلة 
-إذن هي جميلة بالقدر دا
تبسم "شريف" بلطف وقال:-
-هتشوفيها يا هانم بمجرد ما هنوصل على القصر
وصلت السيارة للقصر وترجلت منها "ولاء"أولًا فهندمت ملابسها بوقار ودلفت للداخل تحت أنظار الخدم وترحيبهم بوصول والدة" جمال" وقبل أن تتحدث "حنان" مرحبة بها قاطعتها "ولاء" عندما رفعت يدها أمام وجهها تسكتها وعينيها مُتسعة على مصراعيها من الدهشة بسبب ما تراه وعينيها لا تفارق "جمال" وهو نائمًا على الأريكة وفوقه "مريم" مُلتصقان ببعضهم كأنهم جسد واحد وشفتيهم تقابلت فى قبلة ناعمة ويديه تحيط خصرها النحيلة ولا يشعران بشيء ولا عما يدور حوالهما وهى لا تقوى على تميز ملامحها بسبب شعرها المُنسدل على الجانبين يحيط بوجهها ويداعب لحيته وشعرات ذقنه...
أنتفضت "مريم" بكيانها وروحها من هذا التلامس الذي لا يمسي بقبلة لكنه كفيلة بأرباك قلبها وعقلها على عكس "جمال" الذي كاد أن يفقد عقله من الغضب بسبب هذه اللامسة، قاطع صدمتهما صوت "ولاء" تقول:-
-والله مكنتش أعرف أن دا اللي شاغلاك يا جمال بيه
دفعها بقوة بعيدًا عنه بعد أن سمع صوت والدته التي رأته فى هذا الوضع، سقطت "مريم" أرضًا وأرتطم فخذها المًطاب بحافة الطاولة لتصرخ بألم لكنه لم يبالي بشيء ويحدق بوجه زوجته، أشار "شريف" للخادمة بان تساعدها وهو لم يقل صدمة عن والدته عندما رأه فى هذا الوضع، أسرعت"نانسي" إليها وأخذتها للغرفة وعيني "جمال" تتجول هنا وهناك بحرج من والدته لينتبه إلى بقعة الدم الذي لوثت السجادة من قدمها حتى يدرك فعلته...
جلس مع والدته وأعطاها نسخة من الوصية وهو يقول بضيق:-
-دى أفعال ابنك حتى بعد مماته
تحدثت "ولاء" بصدمة ألجمتها مما سمعته للتو هاتفة:-
-يعنى مختار متجوز أتنين وعنده ولد..
قال "جمال" بسخرية بعد أن وقف من محله:-
-حفيدك من عاهرة يا مدام ولاء
قاطعه "شريف" بنبرة خافتة يقول:-
-لكن سارة ست متدينة
قهقه "جمال" بسخيرة شديدة وهو يتذكر رؤيته لها صباحًا وقال:-
-أستعد يا شريف عشان تشوف الشيخة طاهرة فى هيئتها الجديدة 
غادر المكان غاضبًا مما جعل "شريف" يتسائل ماذا فعلت "سارة" بهيئتها ونظر إلى "ولاء" بقلق مماثل من الطرفين...
للحكــــــايــــة بقيـــــــة.........
جلست "مريم" على الفراش باكية بعد أن بدلت ملابسها وأرتدت فستان قطني فضفاض قصير وجلست "نانسي" الخادمة أمامها تطهر لها الجرح بلطف ومريم لا تعري أهتمام كبير بما يحدث، رفعت "نانسي" نظرها إلي وجه "مريم" ثم قالت:-
-متعيطيش، أنا معرفش اللي حصل غير اللى كل الخدم بيقولوا أن مربيتك طلعت درتك لكن قوليلي العياط هيصلح حاجة
نظرت "مريم" لها بصمت لتتابع بخفوت شديد:-
-أعذرني فى كلامي لو تخطيت الحدود لكن عياطك هيخلي الكل يقسى عليكي، أجمدي وأقفي وقولي لا واللى معجبكيش متقبليش بيه، اه بتوجع الثقة لما بتتكسر لكن صدقني لما تشوفي مربيتك الغالية فى شكلها الجديدة هتعرفي أن محدش أدس عليه غيرك...
تساءلت كثيرًا ماذا بها "سارة" ليخبرها الجميع أنه يجب أن تراها حتى تكفي عن البكاء وتستجمع شجاعتها لتُصدم عندما فتح باب الغرفة على سهو ودلفت "سارة"، أتسعت عيني "مريم" على مصراعيها وهى لا تصدق ما تراه وكيف لامرأة محجبة أن تتعري هكذا وتصبح تشبه عارضات الأزياء بمساحيق التجميل وملابسها الغالية لتقول:-
-فهمت!!
كادت "سارة" أن تتحدث لتاقطعها "مريم" بنبرة غليظة قوية:-
-أطلعي برا، أنا مش عايزة أشوفك ولا أسمعك؟ لأن مهما كان اللى هتقوليه فهو كدبة كبيرة زيك بالظبط 
-مريم انا
قالتها بلطف لتقفها "مريم" بالوسادة الموجودة على الفراش بانفعال شديد وغاضب سافر ثم قالت:-
-أوعي تنطقي أسمي على لسانك، أطلعي برا
خرجت "سارة" من الغرفة غاضبة من تصرف "مريم" ثم أتصلت بنفس الرقم المجهول وأول كلمة قالتها:-
-لازم تيجي والنهار دا؟ وإلا كل اللى خططنا له هيبوظ
_________________________ 
"شــــركـــــة الجمـــال جي أند أم للألكترونيات"
دلفت "أصالة" بفنجان القهوة ووضعتها على المكتب أمامه بينما هو مُنغمسًا فى عمله على الشاشات الألكترونية باللمس، قالت بلطف ونبرة رسمية:-
-أى أوامر تانية يا مستر جمال
-لا يا أصالة
قالها بلا مبالاة وعينيه تنظر إلى الشاشة فسارت بخطواتها نحو الباب، توقف "جمال" لبرهة من الوقت وقال بجدية:-
-أصالة!
ألتفت غليه بجدية قبل أن تخرج وقالت:-
-تحت أمرك يا مستر جمال
تنحنح بحرج ثم قال بتوتر على غير المعتاد:-
-ممكن أطلب منك طلب شخصي شوية يحق لك الرفض طبعًا لأنه خارج وظيفتك
عادت بخطواتها إلى المكتب أمامه وقالت بترحيب شديد لطلبه قبل أن تعلم ما هو:-
-تحت أمرك يا مستر جمال، من غير ما أعرف موافقة أكيد لأن عملية مامتي مكنتش من نطاق وظيفة حضرتك كرئيسي فى الشغل.. أتفضلي
تنحنح بأمتنان على مساعدتها وقال بجدية:-
-عاوزة تعرفي المطلوب لو فى حد خرج من ثانوية عامة فى ثانية سنة وحابب يكمل، وحاجة كمان لو ممكن تروحي القصر وتأخدي مريم بنت صغيرة عاوزاك تساعديها تشتري هدوم ومستلزمات البنات اللى ممكن تحتاجها اى بنت
أومأت إليه بنعم بترحيب شديد ثم قالت:-
-دى حاجات بسيطة جدًا يا مستر جمال فى وقت تحبي أنا فاضية بخلاف مواعيد شغلي هنا
-ممكن تأخدي إجازة فى أي يوم اتفاقي مع شريف أكيد مش هأخد منك إجازتك الأسبوعية وأبوظ خططك
تبسمت بعفوية ثم رحلت من أمامه، ألتقط هاتفه من فوق المكتب وأتصل بـ "حنان" كي يطمن على هذه الفتاة التى أستسلمت للموت البطيء لكن قبل أن تجيب "حنان" أنهي الأتصال وترك الهاتف ليعود إلى عمله...
_______________________________ 
ترجلت "ولاء" من الأعلي وهي تنادي على "حنان" وتقول:-
-حنان هاتيلي كوباية شاى أخضر
وقع نظرها على "سارة" تجلس على السفرة وتتناول الغداء لتسير نحوها ثم قالت:-
-أنتِ سارة؟
تبسمت "سارة" بسخرية ثم قالت:-
-مكنتش أعرف أني مشهورة أوي كدة فى القصر دا
لم تتمالك "ولاء" غضبها من برود هذه المرأة وأستفزازها فى الرد وقالت:-
-كان لازم أتوقع وقاحتك بما انك من طرف مُختار 
رفعت "سارة" نظرها بهذه المرأة وقالت بنبرة أكثر أستفزازًا وغضبًا:-
-لو على الوقاحة فأنتِ لسه مشوفتيش حاجة وواحدة زيك لازم تخلي بالها لأن أن مكر الحريم مخيف فخافي أكثر من مكر العوالم...
هنا فاض بـ "ولاء" الغضب اكثر لتبتسم ببرود شديد وأخذت طبق الحساء وسكبته فوق رأس "سارة" مما جعلها تنتفض من مكانها ذعرًا وفزعًا وقالت:-
-أنتِ أتجننتي
صفعتها "ولاء" على وجهها بقوة وقالت بتهديد واضح ولهجة قوية:-
-تاني مرة لما تتكلم معايا تتكلمي بأدب....
أقتربت "سارة" بوجه غاضب أكثر وكادت أن ترد الصفعة إلى "ولاء" ليوقفها صوت "جمال" الذي وصل للتو وقال صارخًا:-
-ساااارة
توقفت محلها حتى وصل أمامها وأنزل يدها بالقوة حادقًا بعينيها ليقول بنبرة تهديد:-
-جربي تعمليها مرة تانية وتسببي الإهانة لأمي وأنا هدفنك حية مكانك 
كزت على أسنانها بضيق شديد مما يحدث ولا تنكر نهائيًا الخوف الذي أحتلها من نظرة عينيه التي تشبه الصقر الذي على وشك ألتهم فريسته فمرت من أمامه غاضبة كي تبدل ملابسها التى اتسخت بسبب هذه المرأة، ربتت "ولاء" على ظهره بلطف وقالت:-
-متقلقش يا جمال عليا، ومتتدخلش بينا إحنا أتنين ستات زى بعض وأنا هعرف أزاى أنتف لها ريشها دا ريشة ريشة...
أومأ إليها بنعم لتقول بعفوية:-
-عن أذنك بقي عشان أتاخرت على بيشوي الكوافير 
مرت من أمامه وذهبت للخارج بينما صعد "جمال" للأعلي وبدل ملابسه الرسمية إلى تي شيرت أبيض وبنطلون اسود ثم وضع سترة قطنية سوداء وأغلق سحابها للنصف وأتجه للأسفل فرأي "حنان" تستقبله بفنجان قهوته السادة ليأخذه منها وقال:-
-شكرًا 
أنتبه لكوب من العصير الطازج على نفس الصينية فقال:-
-مش عايز عصير
تبسمت "حنان" بلطف وقالت بحنية:-
-دا عشان مريم، أخيرًا خرجت من الأوضة بصعوبة من أمبارح وقدرت نانسي تقنعها تنزل تقعد فى الجنينة
نظر نحو باب الحديقة الزجاجية ثم وضع قهوته على الصينية وقال:-
-هاتهم على الجنينة يا حنان
خرج إلى الحديقة ليراها تجلس على الأريكة الأرجوحة فأتجهت "حنان" إلى الطاولة ووضعت عليها الصينية ثم رحلت ليجلس "جمال" على المقعد المجاور لها، أعتدلت "مريم" فى جلستها برفق فأنتبه إلى جرح قدمها بسبب ملابسها وفستانها القصير ليتحاشي النظر إليها وطلب غطاء من الخادمة التى تقف بعيدًا لتجلبه فى الحال، وضع الغطاء على قدميها وقال:-
-أنتِ كنتِ واثقة فى مختار لدرجة اللى تخليكي تثقي في واحدة هو جابها من طرفه
نظرت "مريم" له بصمت فأنحني قليلًا وأخذ فنجان قهوته وقال بهدوء:-
-أعتقد انك عارفة مين مختار حتى لو معرفة سطحية، لكن عمومًا دى مش مشكلتي وأنك تتجاوزى الصدمات والوجع اللى جواكي دي حاجة تخصك، لكن اللى يخصني وصيته حتى لو أنا مجبر عليها أول ما تقدري تقفي على رجلك عرفيني وقتها هرجعك لمدرستك وزي ما طلب هتكملي تعليمك وبعدها تقدري تمشي من هنا بمجرد ما تحسي أنك تقدري تقفي على رجلك بشهادتك وتتجاوزي حمزة وأى حاجة بتأذيك
وقف  من محله وأخذ فنجان قهوته معه لكن أستوقفه صوتها بعد أن بعد عنها قليلًا عندما قالت:-
-موثقتش فيه، أنا وثقت فى الحب اللى اتقدم ليا منها، وثقت فى انه قادر يحمينى من قسوة حمزة وأنى طول ما كنت على ذمته مقدرش حمزة يلمسني بالأذي، لكن تخيل كل دا يطلع تمثيل، الرجل اللى كان حمايتك ووثقتك أنه على الأقل مش هيأذيك يقرر فجاء يتحول لوحش، أتخطي الأذي أنهي أذي المفروض أتخطاه ....
وقفت من محلها وسقط الغطاء عن قدميها لتستدير له ففعل المثل وألتف إليها كي تتقابل أعينيهما، دمعت عينيها بحسرة وهي ترى امامها شريط حياتها الأليم وقالت بنبرة خافتة مليئة بالألم والحزن:-
-أتخطي صدمتي فى إنسانة اعتبرتها أمي وصدقت خوفها وقلقها عليها وقت تعبي، ولا أتخطي لحظة ما أخوك قرر يغتصبني بقسوة هى وأصحابه عشان يعاقينى على حاجة معملتهاش.....
أتسعت عينيه على مصراعيها من كلماتها، لم يتخلي نهائيًا أن تصل قذارة أخاه إلى هذه المرحلة، فتحت سحاب فستانها القصير بألم أكبر ولتظهر ملابسها الداخلية وقالت بألم أكبر وصوت يكاد يخرج من فمها:-
-ولا أتخطي قسوة حمزة ليا..
أبتلعت لعابه بصدمة ألجمته ليس من جرائتها فى التعري أمامه وإظهار ملابسها الداخلية لكن من صدمة ما رأه بجسدها وكل هذه الندوب الموجودة به وكأن طعن "حمزة" لفخذها بالسكين ليس أول مرة بل عانت الأمر أكثر من مرة بعدد ندوبها، سقطت فنجان قهوته من يده أرضًا مع سقوط دموعها الحارة على وجنتيها، أقترب "جمال" منها بصدمة ألجمته وأغلق لها سحاب فستانها من جديد دون أن يتفوه بكلمة وألتف كي يغادر فأستوقفته عندما مسكت معصمه بلطف وقالت:-
-أستني لسه ما قولتلك عن وجع قلبي..
لم يتفوه بكلمة أمامها لكنه تحدث عندما أعطاها ظهره وقال:-
-تفتكري واحدة بتتعري قدام غريب متستاهلش اللى بيحصل فيها..
ضحكت بسخرية على رده وقالت بجدية:-
-إذن فى نظرك أستاهل دا... شكرًا لأنك أول واحد متتعاطفش معايا وتقول أنى أستاهل
ترك يده بهزيمة اصابتها ومرت من جواره كي ترحل وبدأت تسير طبيعيًا رغم ألم قدمها من الضغط عليه وهو يتابعها بنظره حتى سقطت أرضًا من شدة الألم وبدأت تجهش فى البكاء لتضع يديها الأثنين على وجهها تخفي دموعها بحسرة تملكتها حتى شعرت بدفء جسده عندما حملها على ذراعيه فأنزلت يدها عن وجهها وقالت:-
-نزلني، متلوثش نفسك بواحدة زي
لم يجيبها وأتجه إلى حيث غرفتها ومع دخوله للقصر رأى "سارة" تقف مع "حازم" ابنها طفل مراهق ربما بنفس عمره "مريم"، حدق الأثنين بهما فقالت "سارة" بسخرية:-
-حازم ابن أخوك... عمك جمال ودى .. دى مريم 
تبسم "حازم" بعيني إعجاب عندما أقترب لكي يصافحها متجاهلًا "جمال" وقال:-
-سمعت عنك كتير لكن تعرفي أنك أجمل بكثير من اللى قالوا عنك
أدارت "مريم" رأسها للجهة الأخري لتقابل وجه "جمال" وكزت على أسنانها ليعلم أنها غاضبة مثله تمامًا، أخذها إلي غرفتها وهو لا يتحمل ما يحدث فى قصره، ألقي بها فى فراشها بغضب شديد حتى دون أن ينحني لترتطم بالفراش بألم وقال:-
-لو عاجبك دور الضحية كملي فيه لاقية عليكي
غادر الغرفة غاضبًا ومن هذه اللحظة لم يراها هو أو "سارة" ولا حتى والدته، لم يلمحها فى القصر أحد غير "نانسي" التى تدخل لغرفتها تعتني بها وبجرحها حتى مر أسبوعين تقريبًا و"نانسي" تنقل أخبارها وأحوالها إلى "حنان" ومن "حنان" إليه، كان "شريف" يعلم ان هذه طبيعته فلم يهتم لرؤيتها أو لما تفعله، عندما أخبرته "حنان" أنها أصبحت بصحة جيدة طلب من "أصالة" الحضور إلي قصره من أجل ما طلبه....
فتحت "نانسي" باب الغرفة ودلفت مع "أصالة" لتراها جالسة فى الشرفة صامتة فتبسمت "أصالة" بلطف ثم قالت:-
-صباح الخير
نظرت "مريم" إلى هذا الصوت الأنثوي الجديد على مسمعها لترى "أصالة" تقف جوارها مُبتسمة بعفوية فنظرت إلى "نانسي" الذي قالت برحب وسعادة:-
-أصالة سكرتيرة مكتب جمال بيه فى الشركة وجاية عشان تأخدك فى جولة هتعجبك وتشتري كل اللة هتحتاجي عشان دراستك وحياتك
-أنا مش عايزة حاجة منه
قالتها "مريم" بضيق شديد فجلست "أصالة" على ركبتها بسعادة وأخرجت لها البطاقة البنكية السوداء الخاصة بـ "جمال" التي تركها لـ "أصالة من أجل جولتهما وقالت بسعادة:-
-تحبي أعرفك متعة الفيزا دا!! صدقني فيها مُتعة غريبة ولازم تجربيها 
أخذتها فى بداية الأمر بالقوة بسيارتها ورافقهما "حسام" حارسها الشخصي الذي جلس فى الخلف، بدأوا جولتهم بتناول الطعام فى احد مطاعم الدجاج المقرمش وهناك بتدأ "مريم" ببرائتها التخلي عن حزنها قليلًا ثم أتجهوا إلى احد المراكز التحارية وتقريبًا لم يتركوا محل دون أن يشتروا منه أحذية كثير بماركات عالمية وملابس كلاسيك وكاجوال ورسمية وأيضًا ملابس للسهرة وفساتين أكثر جميعها من علامات تجارية والقليل من المجوهرات الثمين كعقد يليق بعنقها وخاتم لسبابتها الأيسر وأكثر من حلق أذن، حقائب تليق بسنها الصغير والذهاب من أجل الجامعة لاحقًا، كانت "مريم" فى بداية الأمر مصدومة من الأسعار التى تسمعها ورفضت شراء البعض لكن تبسمت "أصالة" لها وقالت:-
-دا سحر فيزا مستر جمال ولسه 
أتجه إلى محل ألكترونيات وهناك أختارت "أصالة" بمهارة جميع منتجات شركته كم هاتف وتابلت ولاب توب وأيضا سماعات الرأس وسماعة البلوتوث والساعة التي تتصل بالهاتف وعندما سمعت "مريم" المبلغ رفضت لكن بسمة "أصالة" كانت مٌختلفة عن قبل وأخبرتها أن هذا المحل ملك لشركتهما، طلبت من "حسام" أن يأخذ الأغراض إلى القصر بيما هم سيدخلون إلى صالون التجميل وسيبقون هناك لساعات، بدأت بجولة الشعر ليقترح عليها المصفف أن تقصر شعرها قليلًا حتى يظهر جمالها فقالت "مريم" بحزن شديد بسبب حبها لشعرها:-
-لا متقصوش
أومأت "أصالة" له بنعم فأكتفي بقص الأطراف فقط وثم بدأت جولة تنظيف البشرة وهنا رن هاتف "أصالة" من والدتها فخرجت للخارج واتصلت بـ "جمال" ثم قالت:-
-أنا أسفة والله يا مستر جمال لكن حضرتك عارف بحالة مامتي، أنا خلصت كل حاجة لو ممكن بحد تبعت حد يأخدها لأن حسام روح
طلب منها أن تذهب ثم أمر "صادق" الذي يقود السيارة بقرب منهم أن يذهب إلى هناك، أنهت "مريم" من جولتها لتقدم لها العامل الملابس التى تركتها "أصالة" من أجل "مريم" لتبدلها فى الحال وكانت عبارة عن فستان أسود يليق ببشرتها البيضاء يصل لركبتيها وبأكمام من الدانتيل مغلق الصدر تمامًا لا يظهر حتى عنقها وعقدها الجميلة الذي يشبه الزهرة وضعته العامل على عنقها فوق فستانها ليظهر بوضوح أكثر وجعلتها ترتدي كعب عالي فضي اللون ثم خرجت من الغرفة لتُدهش عندما رأته جالسًا على الأريكة فى أنتظارها، سمع صوت مديرة المكان تقول:-
-أكون مُمتنة لو قولتنا رأيك يا مستر جمال
رفع نظره للأمام مع صوت مديرة المكان ليُدهش مما رأه لقد تحولت الفتاة القروية إلى فتاة معاصرة وجميلة بل أصبحت أجمل من عارضات الأزياء وملكات الجمال اللاتي يراهن، أبتلع لعابه بتوتر من جمالها بينما تحاشت "مريم" النظر إليه بخجل شديد وبدأت عينيها تتجول فى المكان، تبسمت مديرة المكان عندما رأت الإعجاب فى عينيه، وقف من مكانه وقال:-
-أنتِ موهبة يا مدام 
-لا مش بس موهبتي لكن خطيبة حضرتك هى اللى جميلة بالفعل
قالتها بأمتنان، تنحنح "جمال" بحرج شديد من تلقيبها بخطيبة له لكنه لم يعقب على جملتها وقال:-
-أسمحلنا نمشي
أومأت إليه بنعم فتقدمت "مريم" خطوتين وفى الثالثة كادت أن تسقط من الكعب الذي ترتديه لأول مرة وتفشل فى الحركة به لتتشبث بذراعه رغمًا عنها، نظر "جمال" لها نظرة غضب لتترك يده سريعًا وهى تستقيم فى وقفتها وتقدمت للأمام بخوف منه لكن كادت أن تلتوي قدمها مرة أخرى فتأفف بضيق ثم مد ذراعه غليه فنظرت مُطولًا إليه وقالت:-
-متتعبش نفسك أنا هقلعه
كادت ان تنحني كي تنزع الحذاء لكنه منعها بضيق وقال:-
-وهتمشي حافية
أخذها من ذراعها للخارج بلطف وصعدت بسيارته لأول مرة، أنطلق "صادق" بهما وعينيه لا تترك التابلت الخاص به يباشر عمله حتى فى سيارته، فتحت الهاتف الجديد وبدأت تتجول به ربما تتعلم أكثر به، ظل الصمت سيد المكان حتى وصلوا للقصر فترجل أولًا تاركها خلفه، نزعت حذاءها ذو الكعب العالي وترجلت من السيارة ثم دخلت إلى القصر وفور أن راتها "حنان" قالت:-
-أيه الجمال دا
تبسمت "مريم" بلطف على جملتها بينما أسرعت "نانسي" من الداخل نحوها وقالت:-
-بقيتي أحلي 
ضحكت إليهم ثم أتجهت للأعلي بسعادة تغمرها من كلماتهما البسيطة التى أسعدتها، وصلت للردهة وهناك رأت "حازم" يخرج من غرفته وفور رأتها فتح فمه من الإعجاب بها وأقترب نحوها يطلق صافرته مُعجبًا بها لتتجاهله وأتجهت إلى غرفتها لكنه قاطع طريقها عندما وقف أمامها وقال:-
-يخربيت جمالك، أزاى واحدة فى حلاوتك تتجوز رجل عجوز وتتدفن الجمال دا كله
قال كلمته الأخيرة ويده بدأت تتحس ذراعها فدفعته "مريم" بغضب شديد بعيدًا عنها وهى تقول:-
-أياك تلمسني مرة تانية
 أرتطم ظهره بالطاولة الموجودة وسقط الجهاز الألكتروني من فوق الطاولة بينما أشتعل غضب "حازم" من فعلتها وأنقض عليها...
_____________________________ 
  كان "جمال" جالسًا فى غرفته السرية داخل غرفة المكتب ينظر بالأوراق التى تخص "سارة" حتى قاطعه صوت "جين" المتحدث الالي يقول:-
-لقد حدث عطل الجهاز الغربي
تعجب "جمال" جملته وفتحت الكاميرات الموجودة بالقصر على الشاشة المُعلقة فى الغرفة أمامه وصُدم عندما رأى "حازم" يحاول تقيبلها لكنها دفعته مرة أخرى وصفعته على وجهه مما أغضبه مرة أخرى، أغمض "جمال" عينيه بضيق شديد وأنطلق من مكانه إلى هذا الوغد وما يفعله داخل قصره....
_________________________________
قيد يديها الأثنين فى الحائط بيديه وأقترب من عنقها برأسه كي يقبلها لتصرخ "مريم" بأستغاثة وخرجت "ولاء" من غرفتها على صوتها بنفس اللحظة التى وصل بها "جمال" للأعلي، صُدمت "ولاء" مما تراه فى حين أن "جمال" أخذه من ملابسه بقوة بعيدًا عنها ولكمه بقوة لتركض "مريم" بعيدًا خوفًا مما تراه لتصدمها "حنان" بلطف بين ذراعيها ووقف الجميع يشاهدون "جمال" وهو يلكمه مرات متتالية حتى نزف وجهه دماء...
وصلت "سارة" للمنزل فجرًا عائدة من عملها فى إدارة الملهي الليلي ورات "جمال" جالسًا بانتظارها فى الصالون وأمامه "حازم" مُقيد بالحبال و"عاشور" يقف خلف "جمال" مع رجلين من الأمن فى أنتظار أمره...
تعجبت "سارة" مما يحدث فى أبنها وقالت بذعر:-
-ايه دا، أنت أتجننت مين سمح لك ....
قاطعها "جمال" يقول بجدية:-
-جين
فتحت شاشة التلفاز على مقطع من كاميرا المراقبة ويظهر أعتداء "حازم" على "مريم" لتُصدم "سارة" مما تراه ونظرت غلى ابنها بغضب سافر ثم قال:-
-أنا بعت الفيديو دا لراغب وأكد لي أنها قضية أعتداء وممكن يأخد فيها ثلاث سنين ودا لو قررت أن أعاقبه بالقانون مش بقانوني أنا اللى ممكن يوصلوا للدفن حي بعد ما أقطع أيده أو أخلي يعيش بس كواحدة ست زيك بالضبط لا مؤاخذة
-وما دام مبلغتش الشرطة يبقي عايز تساومني صح
قالتها بغيظ شديد فتبسم "جمال" بمكر ثم قال:-
-مريم تحت حمايتي وبغبائك أنتِ وابنك عقلكم صورلكم أن ممكن تأذوها
نظرت إلى ابنها المصاب ووجهه المليئة بالجروح وقالت بتوتر:-
-عايز ايه
رفع قدمه ليضعها على الأخري بغرور ثم أشعل سيجارته وكأنه يلتزم الصمت حتى يفقدها أعصابها أكثر وقال بجدية:-
-تتنازلي عن نصيبك فى القصر لأني بصراحة معنديش خلق أتحمل زبالة زيكم فى بيتي أنا كنت هعرض عليكي المبلغ اللى تعوزيه لكن أبنك سبق وحط نفسه تحت جزمتي اهرسه زى ما أحب
نظرت "سارة" إلى ابنها بضيق شديد مما وضعها به ووافقت على التخلي عن نصيبها ووقعت العقد ليتركها "جمال" ترحل مع ابنها الذي أخذ من نصيبه ما يكفي من لكمة "جمال"...
صعد "جمال" إلى غرفته وأتجه إلى المرحاض ليأخذ حمامه والمياه الباردة تسقط فوق رأسه ربما تهدأ من نيران جسده الذي يشتعل من الداخل بسبب جمالها الذي رأه وصورتها لا تفارق عينيه وذاكرته، هذه القبلة التى نالها منها دون قصد تحتل عقله ولا تخرج من داخله، ضرب الحائط بقبضته بقوة وهو يتذكر كيف تقرب هذا الشاب منها وحاول تقبيلها بالقوة، لا يعلم سبب غضبه وكلما رأها أشتعل الغضب بداخله، خرج من المرحاض مُرتدي بنطلونه وفي يده المُنشفة يجفف شعره لتتسع عينيه على مصراعيها عندما وجد "مريم" تقف بجوار باب غرفته فى انتظاره مُرتدية بيجامتها الفضفاضة عبارة عن بنطلون أزرق وبدي أبيض بحمالة فوقه سترة زرقاء مفتوحة وحافية القدمين، أبتلعت لعابها بتوتر شديد من رؤيته فأستدارت بخجل من صدره العاري وقالت بتلعثم:-
-والله مش شوفت حاجة... صدقنى والله ولا عضلات بطنك ولا الحسنة اللى على صدرك ... اااه قصدى...
أغمضت عينيها بحرج من هذا الموقف فتنحنح بحرج وأتجه إلى فراشه وألتقط تي شيرته ولبسه بضيق من دخولها إلى غرفته دون أذن لتتابع حديثها بأرتباك وضربات قلبها تتسارع هاتفة:- 
-أنا كنت .. .أصلًا ... بصراحة يعنى... هو 
هربت منها كلماتها بعد رؤيته، شعرت ببرودة جسده خلفها فأستدارت إليه وقدميها تعود خطوة للخلف لتصطدم بالباب بظهرها وأحمرت وجنتيها من الخجل، تقابلت أعينهما معًا لتشتعل نيرانه الذي أخمدها بصعوبة للتو بالمياه الباردة، تطلع بعينيها فى صمت ثم أخفض نظره إلى شفتيها الصغيرتين، شعرت "مريم" بضربات قلبها تتسارع بجنون وأوشكت على الهزيمة أمام هذا الرجل القاسي لكنه دافئ كفاية حتى يربكها ويحتلها، نظرت إلى عينيه المُثبتة على شفتيها وهى تعلم بأنه الآن يريد تذوقهما وألا لما يلتهمهما بعينيه فى الحال، أزدردت لعابها بخجل شديد ثم قالت:-
-أنا أسفة، خبطت قبل ما أدخل
-ومحدش سمح لك تدخلي، بتدخلي ليه
قالها بحدة ونبرة غليظة لتقول:-
-كنت عايزة أقولك شكرًا على اللى عملته عشاني 
أومأ إليها بنعم دون أن يتحدث لتذهب من أمامه بسرعة حتى وصلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بحذر ثم وضعت يديها على قلبها الذي يخفق بجنون ولمست شفتيها بأناملها وهى تتذكر هذه اللحظة التى لمست شفتيه دون قصد وكأن قلبها فتح للتو أبواب قلبه لهذا الرجل.....
_______________________________ 
خرج "حمزة" من البار فى حالة سُكر بعد أن شرب ما يكفيه من الخمر وأستقل أول سيارة أجرة ليفقد وعيه تمامًا ولم يفتحهما إلا عندما سكب دلو من الماء على رأسه ورأي "سارة" أمامه لتقول:-
-شايفاك بطلت تجري وراء الفلوس
تنفس الصعد وأعتدل فى جلسته ثم قال ببرود:-
-شوفتك فى شكلك الجديد معناه أنكم فتحتوا الوصية وورثتي
صفعته على وجهه بضيق شديد وهي تقول:-
-ورثت وبسبب بنتك الحقيرة خسرت أمبارح جزء من ورثي
تمتم "حمزة" بأسمها بنبرة غضب كامن ونيران يتمنى ان تلتهمها وتقتلها:-
-مريم!!
-اه زفتة مريم، أفتكر يا حمزة أن اتفاقنا أننا نقتل مختار وأنا أورث ومريم تورث وبعدها تقتلها وتورث أنتِ  
قالتها "سارة" بأختناق شديد ثم تابعت بغضب سافر:-
-لكن أنت ما شاء الله عليكي موجود عشان تخرب كل حاجة أنا بخطط ليها، زى بالضبط ما قعدت أقنع مختار أنها بتخونه ولازم يعاقبها وكبرت فى دماغه فكرة أنه يأخذ حقه الشرعي منها بالعافية وأنها جميلة وصحابه ممكن يدفعوه فيها كثير ولما جه ينفذ حضرتك ظهرت وأن لولاك كان زمان جمال مصدق أنها زي واحدة رخيصة لكن بسبب غباءك مريم دلوقت فى عينه بنت بريئة ومتكشفتش على رجالة
ضحك "حمزة" بسخرية من حديثها وقال:-
-طب ما دي الحقيقة هى مريم كان لمسها حد، لما تحاولي تخططي خططي وقول كلام يتصدق، ومع ذلك أنا عند كلامي وهقتل مريم لكن لما أعرف الأول هى ورثت ايه
أنفجرت "سارة" ضاحكة على حديثه وقالت:-
-ولا حاجة!! مجرد 5% من الشركة وملك جمال، لكن أوعدك لو قتلتها اديك 10 مليون زى ما كنا مُتفقين على موت مختار ومريم.. قولت أيه؟
نظرت إلى عينيها الخبيثة ونظرات الشر التى تتطاير منها ثم قال:-
-موافق لكن أخد حقي الأول فى موت مختار ومريم خليه لما أنفذ ودا قريب أوي كمان........
للحكــــــايــــة بقيـــــــة.........
أستعدت "مريم" لأستكمال دراستها فى السنة الأخيرة فى الثانوية العامة وبسبب علاقات "جمال" أستطاعت البدء هذا العام دون أن تنتظر العام القادم رغم أن الدراسة بدأت مُنذ شهرين تقريبًا هذا العام، جلب لها نخبة من المعلمين ليشرحوا لها دروسها وقدم ملفها فى مدرسة خاصة، جاءت "نانسي" إليها نحو السفرة وهي جالسة تذاكر وتجتهد مع الكتب والأوراق المنثورة على السفرة أمامها، وضعت لها صينية تحمل سندوتشات وكوب من النسكافيه الساخن ليساعدها على التركيز أكثر، وقفت "نانسي" جوارها تراقبها ثم قالت:-
-ربنا معاكي مع أنى كنت قلقانة شوية لأنك بدأتي متأخر
تبسمت "مريم" وهى تحل الأسئلة بتركيز ثم قالت:-
-متقلقيش يا نانسي، يمكن فضل من ربنا عليا أني شاطرة فى مذاكرتي وتعليمي لأن دايمًا عمتي كانت بتقولي أنها سلاحي وهتكون سبب قوتي ونجاحي وخلاصي من حمزة... أقعدي هتفضلي واقفة
أجابتها "نانسي" بنبرة خافتة وحرج شديد:-
-ميصحش أقعد قصادك، متنسيش أن حضرتك الهانم الصغيرة
رفعت "مريم" رأسها للأعلي نحو "نانسي" ثم قالت بضيق معارضة هذا الكلف الذي بينهما وقالت:-
-أقعدي يا نانسي وأنا مش الهانم الصغيرة قولتلك، أنا مجرد ضيفة ويا ستي لو مُصرة أوى خليني هانم صغيرة بس أقعدي معايا، أنا محدش معنديش صحاب ومن يوم ما جيت هنا وأنا معتبراكي صاحبة ليا 
تنحنحت "نانسي" بلطف ثم جلست على المقعد المجاور لها وقالت بنبرة خافتة:-
-دا شرف ليا..
عادت لتركيزها الشديد فى الدراسة حتى مر ساعتين و"نانسي" ملت من مراقبتها فى صمت  لكن هذا عملها فقالت بعفوية:-
-ناوية على كلية معينة؟
حركت "مريم" رأسها للجانبين بقوة تطقطق  رقبتها من شدة تركيزها ومرور الوقت ثم تركت القلم من يدها وقالت:-
-كنت ناوية على أداب أو تربية وأشتغل مدرسة أسهل حاجة لعيشتي فى الفيوم لكن بفكر الأيام دى على أعلام ، تفتكري هوصلها
أومأت "نانسي" بسعادة لها وتدعمها بكلمات تشجيعية قائلة:-
-أكيد طبعًا المدرسين بيشكروا فيكي لمدام حنان 
تبسمت "مريم" ثم قالت:-
-كويس يعنى فى أمل... خلينى أروح أشوف إيلا قبل ما أبدأ فى مادة تانية
أنطلق الأثنين إلى الأسطبل فسألت "مريم" بأرتباك وحرج من "نانسي":-
-متعرفيش ليه ممنوع ركوب الخيل بليل؟
تبسمت "نانسي" بلطف ثم قالت:-
-لا، معرفش أنا جيت هنا وبدأت أمشي على القواعد زى ما بتتقال، جمال بيه بيصحي الساعة 6 ومن هنا بيبدأ يومنا فى تحضير الفطار والقهوة والحمام، الساعة 7 بيخلص جولته الرياضية سوء كانت فى الجري أو الجيم بتاعه، سبعة وربع بيكون لبس، سبعة وتلت الفطار لازم يكون على السفرة والقهوة والجرنال رغم أن محدش لسه بيقرأ الجرنال وكله بيعتمد على النت لكن أمر أن الجرنال يكون موجود على السفرة وبيخرج الساعة 8 بالظبط ومن هنا بنبدأ نتفس لأن طول ما هو موجود إحنا بنكون فى حالة ذعر، الغلطة ممكن تكلفنا خسارة وظيفتنا زى بالظبط لما أتخطفتي طرد الحراس كلهم من غير نقاش...
تبسمت "مريم" بعفوية لما سمعته فأنتبهت "نانسي" إلى بسمتها لتتابع الحديث قائلة:-
-طبعًا بيرجع الساعة 6 المغرب ولازم يكون الغداء جاهز والحمام والساعة 7 بيدخل مكتبه مبيخرجش منه غير على الساعة تسعة وبعد 10 دقائق ممكن يكون نائم والخيل مبيركبهوش غير يوم الجمعة يوم إجازته وغالبًا بيكون الساعة 8 الصبح أو 6 المغرب لكن ليه ممنوع الركوب بليل معرفش 
أومأت "مريم" إليها بتفهم لما قالته ثم فتحت الباب إلى "إيلا" وخرجت معها لتسأل "نانسي" بلطف:-
-لدرجة دي بتحبي إيلا
-اه جدًا لدرجة أن عمري كله أدي لإيلا 
قالتها "مريم" بلطف وهما يخرجنا معًا، بدأت تطعم "إيلا" بنفسها و"نانسي" تراقب سعادتها التى تظهر مع "إيلا" ثم صعدت على ظهرها وأنطلقت فى العنان بحرية...
________________________________ 
"شـــركة الجمال جي أند أم للألكترونيات"
-حاول تضيف جديد يا باشمهندس لأن الساعة كدة مفهاش حاجة جديدة تخلي حد يقرر يشتراها
قالها "جمال" بجدية ثم ترك الساعة على الطاولة وخرج من غرفة البحوث الملحقة بشركته، سار مع "شريف" الذي قال:-
-شركة الذهب للأنشاءات أتصلوا عايزين نستلم معها مشروع المدينة الجديدة فى التجمع لأنهم قرروا تكون المدينة متصلة بالقمر الصناعي وتعمل بالصوت
أومأ "جمال" له بنعم ثم قال بجدية:-
-أقبل بيها وخلي المهندسين يستعدوا
وصلوا أمام مكتبه لتفتح "أصالة" الباب ودلفوا ثلاثتهم وقال "شريف":-
-مامتك عاملة أيه يا أصالة دلوقت؟
تبسمت "أصالة" بلطف وهى تقف خلف "جمال" وتأخذ عن عاتقه سترته السوداء وقالت:-
-بخير الحمد لله، فى رقم أتصل أكثر من مرة بحضرتك بيقول أنه مدرسة الأنسة الصغيرة
نظر "جمال" لها فنادرًا ما يسمع عنها أو يراها مؤخرًا بعد أن قدمت فى دراستها، نظر إلى "شريف" وقال:-
-أتصل بالمدرسة يا شريف وشوف عايزين أيه؟
أومأ إليه بنعم ثم خرج من المكتب مع "أصالة" وبدأ يشعر بالقلق لما تتصل المدرسة به فهل أصابها شيء، قليلًا وجاءه الجواب يقطع شروده عندما دلف "شريف" إلي المكتب وقال بجدية:-
-المدرسة بتبلغ حضرتك أن مريم مبتروحش بقالها أكثر من 10 أيام والغياب دا هتسبب فى فصلها من المدرسة 
-مبتروحش!! ليه قررت متتعلمش 
قالها بسخرية من أستهتارها من الذهاب إلى المدرسة وأستكمل تعليمها، أنهي يومه الطويل فى العمل ثم عاد للمنزل، دخل للقصر وكالعادة أستقبلته "حنان" ليرى والدته جالسة فى الصالون وتتناول غداءها فأتجه نحوها وقال:-
-مساء الخير
-مساء النور يا حبيبي
قالتها وهى تتناول طعامها ثم تابعت الحديث موجهه إلى "حنان":-
-هاتي العشاء هنا لجمال
-هغير هدومي الأول تكونوا جهزتوا العشاء على السفرة
قالها بلطف ثم وقف ليسأل عن هذه الفتاة التى لم يراها كالعادة فى عودته:-
-صحيح فين مريم؟
أشارت "حنان" على غرفة السفرة فأتجه إلى هناك ليراها تجلس وسط كتبها المنثورة على الطاولة الكبيرة وتذاكر بجد فجلس على المقعد المقابل ثم أخذ الكتاب فى يده وقال بسخرية:-
-بتذاكري وتجتهدي أمال مبتروحش المدرسة ليه؟
تركت القلم بعد أن أنتبهت لصوته فلم تشعر بدخوله، رفعت نظرها إليه ورأته جالسًا أمامها فتسارعت نبضات قلبها لا تعلم أهو توتر أم شوق بسبب عدم رؤيته لها كأنه يتعمد عن قصد ألا يراها، تبسمت بعفوية لأجله وقالت:-
-معقول شرفتني بشوفتك
تجاهل كلماتها ببرود ثم قال:-
-سألتك مبتروحيش المدرسة ليه؟ ولا ناوية تتفصلي منها قبل ما تنجحي؟ لو مش حابة التعليم قوليلي وأنا أوعدك أقعدك منه للأبد
تنحنحت بحرج شديد وهي تتذكر التنمر الذي تحصل عليه فى المدرسة، يعتقد بأنه أختار أفضل مدرسة لأجلها لكنها فى الواقع لا تتأقلم على أولاد الكبار والعائلات الغنية، لا تستطيع التعامل مع الشباب المُنفتحين هناك وكل شيء مباح لديهم فقالت بقلق وخوف منه:-
-مش عارفة أتعامل معها هناك، أنا كنت فاكرة أن هيبقي عندي صحاب زى أى حد لكن لا الولاد هناك طول الوقت بيضايقوني والبنات زيهم كل واحدة فاكرة أني هخطف منها الأكس بتاعها... مش عارفة أتعامل معاهم 
أستشاط غضبًا مما يسمعه وأغلق قبضته محاولًا كبح غضبه وهو يحاول أن يستوعب فكرة أن هناك من يحاول مصادقتها فقط لأنها جميلة، لم يكن يعلم أنها تعاني فى هذا المكان ربما لأنها لا تتحدث أو لأنه تناسي أمرها بمجرد أن دخلت المدرسة كأنه أنهي واجبه نحوها، تحدث بضيق شديد ونبرة حادة قائلًا:-
-بكرة هتروحي المدرسة وأنا هبقي أعدي عليكي هناك لأن المدرسة اتصلت وبيقرروا فصلك بسبب الغياب
-أنا مش عايزة أروح أنت قولت أن ليك علاقاتك كثير وراجل جامد قولهم ميفصلونيش وأنا هدرس من البيت
قالتها بتذمر شديد ليقف من مكانه بضيق وقال:-
-أظن أنك سمعتي اللى قولتله ومفيش نقاش..
خرج من الغرفة غاضبًا وصعد إلى غرفته ليتصل بـ "شريف" ويخبره أن يأجل مواعيده غد حتى يذهب إلى المدرسة...
أستعدت "مريم" للذهاب إلى المدرسة بالأمر والأكراه منه، أرتدت زي مدرستها عبارة عن قميص أبيض وتنورة تصل لركبتها ثم نزلت للأسفل وشعرها مُنسدل على الجانبين وهناك فرقًا بمنتصف رأسها، رأته واقفًا يرتدي بدلة رمادية وقميص أسود فى أنتظارها ليقول:-
-أتاخرتي 5 دقائق يا نانسي
أجابته "نانسي" التى تحمل حقيبتها المدرسية بحرج من تحذيره:-
-على ما لبست والله يا جمال بيه
تفصحها بنظره ثم قال:-
-دا لبس مدرستك
أومأت إليه بنعم فخرج من القصر مُتمتمًا بضيق:-
-لابس مدرسة دا ولا كباريه 
خرجت وراءه  لا تعلم أهو غاضب من ملابسها فهل هى من صنعتها حتي يغضب بوجهها، تتذمر وتتأفف بضيق بعد أن أخذت حقيبتها من "نانسي"، فتح "صادق" لها الباب الخلفي حتى تجلس جواره، وجهها لا يخلو من العبوس والضيق، وصلت للمدرسة ثم ترجلت منها بعد أن قالت له بغضب سافر:-
-متلومنيش لو جالك مشاكل مني لأني مش هسيب حد يلمسني وأتفرج عليه
رحلت غاضبة مما فعله بينما فهم  "جمال" ما تتعرض له داخل هذه المدرسة، فتح "صادق" الباب له ثم ترجل من السيارة بوقار وهيبة وأغلق زر سترته ليجد "شريف" قد وصل إلى المدرسة كما أتفق معه ثم أتجه الأثنين إلى مكتب المديرة فقالت:-
-لو مريم كانت قالت أن فى حد بيضايقها كنت خدت أجراء ضده لكنها مقدمتش شكوي ولا مرة
تبسم "جمال" بسخرية من هذه المديرة المنافقة فإذا جاء إليها رجل أعمال غيره ستقول نفس الجملة ليقول:-
-أنا بقي خدت الأجراء اللي يعجبنى
قدم "شريف" لها سند ملكية "جمال" للمدرسة وقال بجدية:-
-مستر جمال أشتري المدرسة وحقيقي أول قرار أخده هو فصل حضرتك لكن المرة دي ولأول مرة يتراجع عن قرار أخده وقرر يخليكي فى حين أن مريم لو تعرضت لأى أذي من أى طالب سيكون الثمن فصل حضرتك والتعرض للمسألة القانوني لأن كمنظمة تعليمية لا يسمح لأى طالب جواها بلمس طالبة لأن دا فى القانون أسمه تحرش..
أبتلعت المديرة لعابها بقلق ثم قالت:-
-إحنا تحت أمرك يا فندم وأوعدك أن مريم مش هتواجه أى صعوبة فى المدرسة هنا ولا أى أذية
وقف من مكانه بضيق ليغادر المدرسة بعد أن أمرها بفصل جميع الطلاب الذين تسببوا فى أذيتها من قبل حتى مهما كانت مكانة أباءهم ففي نهاية الأمر هو ليس بحاجة لمصاريفهم الدراسية ...
_____________________________ 
"قصــــر جمــــال المصــري"
جلست "ولاء" مع الكوافير والفتاة تعتني بأطافرها جيدًا لتقول بدهشة مما سمعته:-
-جمال أشتري مدرسة!! ليه عشان مريم؟ وطرد سارة من القصر عشان مريم؟ مش ملاحظة أن حتى لو كان بيتجنبها يا حنان لكنه مهتم أوي بأمورها
تحدثت "حنان" بلطف عن هذه الفتاة قائلة:-
-مريم بنت رقيقة وجميلة، حضرتك لو جربتي تتعاملي معها هتعرفي أنها نقية جدًا من جواها وبريئة، ولو على الأهتمام فحضرتك أكتر واحدة عارفة الأمانة عند مستر جمال عاملة أزاى وهى أمانة أخوه مهما كانت وحشيته فهو هيصونها وهينفذ وصيته فيها ويمكن دا اللى خلي مختار بيه يثق فيه ويخليها تحت وصيته هو..
تأففت "ولاء" بضيق شديد ثم قالت:-
-لكن دا ميمنعش أن جمال مهتم بيها أكثر من اللازم
تبسمت "حنان" وهي تمد يدها إلى "ولاء" بكوب من الماء الساخن وقالت بلطف:-
-بالعكس طول الفترة اللى فاتت مسألنيش عليها نهائيًا لدرجة أنى حتى مقولتش لجنابه أنها مبتروحش المدرسة وبالتالي عرف من المدرسة نفسها لو كان مهتم كان سأل على الأقل على مدرستها وحتى مبيتابعش مع مدرسينها وسايب ليا الأمر كله
أخذت "ولاء" كوب الماء منها بتذمر ثم قالت بتمتمة:-
-أتمني فعلًا ميكونش مهتم بيها...
_______________________________ 
خرجت "مريم" من باب مدرستها سعيدة والفرحة تجعلها تتراقص من مكانها لتري "حسام" ينتظرها أمام المدرسة بسيارته فأخذها وأنطلق إلي القصر وهى تنظر إلى زي مدرستها الجديدة الموجود بجوارها على الأريكة عبارة عن بنطلون وتي شيرت بكم الذي أستلمته اليوم من مدرستها بسبب رغبة مالك المدرسة الجديدة لتعلم بأنها فعلته ربما شعر بالغضب من زيها صباحًا فقالت بتمتمة خافت:-
-بيغير!!
نظر "حسام" لها فى المرآة بقلق وقال:-
-بتقولي حاجة يا أنسة مريم
تبسمت "مريم" ثم أقتربت منه وقالت:-
-لما واحد يشوف واحدة بتلبس قصير ويقرر يجلبها بنطلون وتي شيرت واسع بدل اللبس القصير والضيق دا معناه أيه
أجابها "حسام" بجدية وعينيه لا تفارق الطريق:-
-بيغير عليها أو خايف عليها من عيون الناس
عادت للأسترخاء على مقعدها مُبتسمة بحماس ثم قالت:-
-فى الحالتين أنا مبسوطة 
وصلت السيارة إلى القصر وكانت "مريم" فى عزة فرحتها التى تغمرها وطوال الطريق تفكر كيف تحسم الأمر لتعلم سبب غضبه الكامن فقررت أن تتصل بصديقاتها فى المدرسة ووافقت على الذهاب إلى الحفل معهم، أرتدت تنورة قصير تصل لأعلي ركبتيها وبدي حمالة للسهرة لامعًا وأرتدت فوقه البلطو الطويل الخاص بها، صففت شعرها بطريقة جميلة ووضعت مساحيق التجميل وأرتدت الكعب العالي الذي أصبحت مُتقنة فى أرتداه الآن، تسللت للخارج قبل أن تراها "حنان" التي تشبه العكسري الذي يوبخها دومًا ووجدت أصدقاءها فى سيارة أمام القصر بأنتظارها أنطلقت معهم لينطلق "حسام" بسيارته خلفها وبعد أن رأها تدخل إلى نادي ليلي معهم أتصل بـ "جمال" كي يخبره وأرسل له صورة لها مما جعله يشتعل غضبًا بعد رؤيته لملابسها وهى ترقص مع أصدقائها بعفوية، أخذ سترته وأنطلق من الشركة غاضبًا إلى حيث هي مما جعل "شريف" يُدهش من طريق رحيله عن الأجتماع كأن حل كارثة ...
-إحنا أسفين جدًا...
أعتذر "شريف" من عملائهم على مغادرة "جمال" بهذه الطريق....
________________________________
وقفت ترقص مع أصدقاءها فجاء النادل إليهم بالمشروبات لتقول صديقتها:-
-جربي يا مريم هتعجبك أوي
نظرت "مريم" إلى الكوب بقلق من أن تفعل ويقتلها هذا الوحش الذي ينتظرها فى المنزل وقالت:-
-لا مش عايزه
لم تنتبه إلى "سارة" التى تقف فى الأعلي تراقبها وهى لا تصدق بأن "مريم" الفتاة البريئة دخلت مكان كهذا فأشارت إلى النادل على "مريم" ليقترب منها ويمد لها كأس من العصير فأخذته "مريم" بتلقائية وأرتشفت منه القليل لتبتسم "سارة" بمكر شديد ودلفت إلى غرفة مجاورة لمكتبها ووجدت "حازم" جالسًا هناك مع فتاة لتقول:-
-قومي يا بت من هنا
خرجت الفتاة لتنظر "سارة" إلى ابنها وقالت:-
-أستعد أنا جبلتك فاكهة طازجة هتستمع بيها كثير
نظر إليها مُطولًا لتشير له على الزجاج الموجود خلفه فنظر إلى الأسفل من خلف الزجاج ووقع نظره على "مريم" فتبسم بخبث وهندم ملابسه بسعادة تغمره مٌستعدًا لتذوق هذه الفتاة اليوم...
بالأسفل بدأت "مريم" تشعر بالدوران وأنها ستفقد وعيها قريبًا، توقفت عن الرقص بمنتصف المنصة ومسكت رأسها بيديها الأثنين لتشعر بأصابع تداعب ظهرها وخصرها فأبتعدت بغضب رغم حالتها ودفعت هذا الشاب بعيدًا الذي أنتهز الفرصة حتى يقترب منها، كادت أن تسقط لكنها حاولت الصمود ليقترب الشاب منها مرة أخرى وأخذها إلى الدرج الحديدي وهناك كان "حازم" ينتظر وصولها للأعلي حتى يأخذها لكن سرعان ما توقف الشاب فى المنتصف عندما مسك "جمال" ذراعه ولكمه بقوة تحمل الغضب الكامن بداخله، سقط الشاب وكادت "مريم" أن تسقط معه ليتشبث "جمال" بها بقوة لتسقط بين ذراعيه، نظر الجميع وتوقفوا عندما لكمه وفور رؤية "حازم" لـ "جمال" من الأعلي أختفي بخوف من لقائه، أنحني "جمال" قليلًا ليحملها على ذراعيه وخرج بها، تمتمت "مريم" بدون وعي قائلة:-
-بتغير!!
أندهش من سؤالها فنظر إلى وجهها وملابسها وتساءل هل فعلت كل هذا حتى تختبر غيرته، رفعت يدها إلي وجهه ليشعر بأناملها تداعب لحيته بلطف ثم قال:-
-أنا عملت أيه عشان تخاصمني؟
-فوقي يا مريم
قالها بنبرة حادة غاضب من لمسها إليه، تابعت الحديث دون وعي:-
-أنا بحب أسمي منك، أنت دافئ أوى يا جمال
أندهش من حديثها فهل سقطت هذه الفتاة بحبه أم ماذا؟ عن أن دفء تتحدثه وهو يتجاهلها تمامًا ، وصل إلى باب الخروج ليقدم الموظف له البلطو الخاص بها، أخذها إلى سيارته بعد أن فتح "حسام" الباب الخلفي له، جلس بجوارها وأنطلق "صادق" به، تتطلع بملامحها وهي على وشك فقد وعيها تمامًا لينظر إلى النافذة بضيق بعد أن وضع البلطو فوق جسدها وقال بتمتمة:-
-مين اللى صورك أن مروحاك لمكان زى دا هيخلينى أغار
سقطت رأسها على كتفه لتخبره بأنها فقدت الوعي تمامًا، نظر بجوارها حيث تجلس ليشم رائحة شعرها الجميلة وكأنها سحرًا ألقي عليه، وصلوا للقصر ليحملها على ذراعيه حتى وصل إلى غرفتها ووضعها بالفراش غاضبًا منها مُعتقدًا بأنها شربت الخمر حتى فقدت وعيها ولم يتوقع نهائيًا بأن ما يسير بداخلها مخدر أخذته غدرًا من امرأة تترصد لها ..... 
________________________________ 
جهزت "حنان" الإفطار وجلست "ولاء" بصحبته على السفرة لتقول بجدية:-
-هي البرنسيسة لسه نايمة 
تنحنحت "حنان" بهدوء ثم قالت:-
-اه 
تابع "جمال" تناول إفطاره بضيق مكبوح بداخله لا يصدق أنها وصلت لهذه المرحلة التي تجعله يرغب بقتلها فى الحال، وقف من مكانه بضيق شديد ثم قال:-
-هاتيلي القهوة على الجنينة يا حنان
خرج للخارج يفكر بما حدث من الأمس ورؤية هذا الشاب يأخذها ويديه تحيط بخصرها لا تفارق عينيه وتثير غضبه أكثر، فرك عينيه بضيق شديد ووصل إلى الأسطبل فأخذ فرسه "مرجان" فى جولة كبيرة ينفث بها غضبه الموجود بداخله حتى رأي "حنان" تضع القهوة على الطاولة ليأخذ "مرجان" للمنزل الخشبي ويتركه هناك، ألتف كي يغادر فرأها تقف أمامه بوجه أحمر من الخجل وقالت بنبرة خافتة:-
-سورى
وضع يديه فى جيبه بضيق شديد من فعلتها وبمجرد رؤيتها أمامه تذكر كيف وجدها وملابسها العارية والفيديو الذي أرسله "حسام" وهى ترقص بليونة مع أصدقائها ليشتعل غضبًا بعد أن نجح "مرجان" فى إخماد هذا الغضب، تابعت "مريم" بنبرة دافئة بعد أن أخذت خطوة نحوه بأسف هاتفة:-
-أنا أسفة والله أنا روحت مع صحابي عشان عيد ميلاد صاحبتنا 
مسك ذراعها بقوة يقاطع حديثها بغيظ شديد ثم جذبها إليه بقوة حتى ألتصقت بصدره وقال بنبرة مُخيفة مُرعبة:-
-عيد ميلادها!! أنتِ عارفة أنا جايبك منين ولا الزفت اللى شربتي خلاكي مش فاكرة، طب عارفة أنا لو كنت أتاخرت عشرة دقايق كمان كنت هلاقيكي فين وكنتي هتكوني خسرتي أيه، ولا عادي بالنسبة لك أني أجيبك من حضن واحد
أبتلعت لعابها بخوف منه ثم قالت:-
-أنا مشربتش حاجة والله وممكن تسأل صحابي أنا شربت عصير بس
ضحك بسخرية عليها وهى تكذب أمامه ثم قال:-
-مكنتش أعرف أن العصير بيعمل دماغ..
دفعها بأشمئزاز بعيدًا وألتف كي يغادر فتشبثت بيده بضعف شديد وقالت:-
-أنا مشربتش حاجة من اللى فى دماغك ممكن تكون الريحة ومستعدة أحلفلك كمان 
ألتف إليها بغضب شديد من هذا الحديث والكذب التى تتفوه به كأنفاسها، كاد أن يصرخ بها لتقول "مريم" بنبرة حزينة:-
-جمال
للحظة توقف العالم بهما عندما تفوهت بأسمه لأول مرة، تتطلع بعينيها بصدمة ألجمته وشعر بشيء بداخله يجذبها إليه ويدها تعانق يده بدفء، كادت أن تتحدث ليقاطعها هذه المرة بشفتيه سارقًا منها هذه القبلة التى رغب بها كثيرًا كلما رأها، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأحتلت قلبها لتجعله ينبض بجنون بداخلها، شعرت بيديه تحيط وجهها كأنه يتحكم بحركتها حتى يستمتع بقبلته أكثر، بدأت تشعر بأنفاسها تنقطع وتكاد تفقدهما لتضربه على صدره بقوة محاولة أبعاده عنها ليفوق من شروده وهذا الشعور الذي تملكه ليُصدم من فعلته ويبتعد عنها بسرعة مُتحاشيًا النظر إليها وفر هاربًا منها لتضع يدها على فمها بدهشة أصابتها وسعادة تملكتها وجعلت قلبها يتراقص من الداخل ....
____________________________ 
"شـــركة الجمال جي أند ام للألكترونيات"
لاحظ "شريف" وهكذا الجميع غضبه المتزايد دون سبب، كلما عرض عليه أحد فكر رفضها بعناد وغضب، تساءلت "أصالة" بقلق شديد:-
-هو فى أيه؟ 
أجابها "شريف" بقلق حادقًا بوجه "جمال" الذي قال:-
-معرفش أكيد حصل حاجة لا حاجة أيه دى أكيد مصيبة
صرخ "جمال" بالساعي قائلًا:-
-أنا قولت قهوة زيادة
أجابها الساعي بنبرة خافتة خوفًا من غضب هذا الرجل:-
-حضرتك بتشربها سادة
تأفف بضيق شديد وهو يقول:-
-وعايز أشربها زيادة عند جنابك مانع ولا هتشربهالي على مزاج
تنحنح الساعي بحرج وأخذ فنجان القهوة وأنطلق للخارج، أقترب "شريف" من مكتبه بقلق وقال:-
-أنت كويس يا مستر جمال؟
رفع "جمال" نظره إلي "شريف" بنظرة غل وحقد وأشعل سيجارته ليبتلع "شريف" لعابه بقلق وسحب سؤاله، تنحنح "شريف" بلطف وألتف كي يغادر والفضول يقتله لمعرفة سبب غضبه، تأفف "جمال" بضيق وعقله لا يتوقف عن تذكر ما حدث وكيف خضع لجمالها وهزت كيانه طفلة صغيرة...
_____________________________________ 
"قصـــــــر جمـــال المصـــري"
ظلت "مريم" تنتظره فى الشرفة مساءًا وهو يتجاهل رؤيتها منذ ما حدث، دلفت للغرفة عندما دلفت "نانسي" تقول:-
-مش هتنامي
أستسلمت "مريم" للصعود إلى فراشها بحزن من فشلها فى رؤيته مرة أخرى كبقية الأيام، جلست "نانسي" جوارها حتى غفت فى نومها وأستعدت "نانسي" للمغادرة، وصل "جمال" للقصر مساءًا مُتاخرًا وأتجه إلى غرفته، أخذ حمامًا دافئ وصعد إلى فراشه بضيق وأغمض عينيه وقبل أن يخفو تمامًا فى نومه سمع صوت صراخ من الخارج أفزعه من محله وخرج ليُصدم ........
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
خرج من غرفته بذعر وأستيقظ الجميع على صوت صراخها المستمر، فتح باب غرفتها ليراها جالسة بفراشها وتصرخ بأنهيار كأنها لا تشعر بشيء وتضع يديها الأثنين على أذنيها كأنها تمنعهم من سمع شيء او بالأحري من سماع صوت الرعد الذي يضرب السماء مع الأمطار الغزيرة، تسمر مكانه من الدهشة بينما دلفت والدته وخلفها "حنان" و"نانسي" لتسرع "نانسي" إليها وحاولت نزع يديها لكنها تقاومها بكل قوتها، نظرت "نانسي" إلى "جمال" فأشار إليها بأن تترك يديها كأنه فهم خوفها الشديد من صوت هذا الرعد، ضمتها "نانسي" إليها بلطف وبدأت تربت على ظهرها وتمسح على رأسها بحنان مُتمتمة إليها بلطف:-
-متخافيش إحنا معاكي هنا، متخافيش كله هيكون تمام
-الصوت مُرعب
قالتها بصوت مبحوح من الخوف ولا أحد يعلم سبب خوفها لكن "مريم" بهذه اللحظة كانت تتذكر ليلتها المؤلمة بكل تفاصيلها وجوارحها، خرجت "ولاء" بضيق من الغرفة مُتمتمة بضجر:-
-أنا مش هتحمل المحن دا كتير
عادت لغرفتها بينما فتح "جمال" هاتفه وخصيصًا على التحكم بـ "جين" وسريعًا بأقل من ثواني وقال "جين" بصوت يسمعه الجميع:-
-لقد تم أغلاق كل النوافذ والأبواب وتم تفعيل خاصية مانع الصوت
لم تسمع صوت شيء بعد إغلاق الزجاج العازل للصوت، غادر "جمال" الغرفة بهدوء دون ان يتساءل عن سبب خوفها من الرعد بكل هذا القدر حتى لا تشعر بما يحدث حولها؟ وماذا تسمع حتى تضع يديها على أذنيها هكذا...
عادت لوسادتها و"نانسي" جالسة جوارها تمسح على رأسها وتقرأ القرآن من أجل بينما "مريم" غارقة فى الماضي تحديد باليوم الذي توفي فيه "مُختار"....
عاد للمنزل غاضبًا بعد أن أعطي للخدم إجازة طويلة دامت لثلاثة أيام حتى الآن، كان سكيرًا ومعه أصدقاءه رجلين من عمره، فتح باب الغرفة لـ "مريم" لينهي حبسها الآن بعد أن حرمها من حصانها وأرسله بعيدًا وأكد له الأطباء بأنها تعاني من صدمة شديدة أفقدتها النظق لكنه لم يبالي بحالتها وحبسها بغرفتها حتى هذه اللحظة الذي أمرها بخدمته هو وضيوفه، بدأت تقدم لهم الخمر وتنفذ طلباتهم أثناء لعب القمار وتحضر لهم ما يريدون وتشاهدوهم وهم يشربون الخمر والمخدرات، وقفت بجوار "مختار" تسكب له الخمر فى كأسه حتى شعرت بصديقه يضع يديه على فخذها يتحسسه فأبعدته بغضب وسكبت الخمر على رأسه بأنفعال من لمسه لها، فحتى وأن كانت ضعيفة لكنها لم تقبل بأحد يلمسها أو يعاملها كعاهرة، أستشاط "مختار" غيظًا من فعلتها وهكذا صديقه فقال بضيق:-
-أنتِ فاكرة نفسك أيه يا بت، دا أنا شاريكي بفلوسي 
-أنا أخدمك أه لكن حاجة تانية متحلمش غير على جثتي
قالتها بسخط شديد وغضب يأكلها من الداخل وبهذه اللحظة عادت للنطق مُدافعًا عن نفسها ولم يكن يعلم "حمزة" او "سارة" بأنها تحدثت وتخلصت من صدمتها للتو على يد هذا الذئب البشري ثم رحلت من أمامه، كاد "مُختار" أن يذهب خلفها بجسده الهزيل من كثرة الخمر الذي شربه، لكن أوقفه زميله عندما قال:-
-على فين يا مختار، أثقل عشان تستطعم وأنت بتدوق
غمز له بعينيه وبيده قدم له جزءًا من المخدرات ليبتسم "مختار" بمكر وذهب ليخلط المخدرات بكأس عصيرها ودقائق وبدأت تفقد الشعور بأى شيء يحدث حولها، أخذوها ثلاثتهما إلى غرفة النوم ولأول مرة يتقرب "مُختار" منها هكذا لتشعر بيديه تحسس كل أنش فى جسدها أثناء صعودهم الدرج وأصوات الرعد تضرب أذنيها بالخارج كأنها إشارة من الله بأن تستعيد وعيها وتقاوم ما يحدث بها بهذه اللحظة، ألقاها على الفراش بقوة وهى تأني من اللاوعي ليتطلع إلى جسدها بشهوة وأقترب الجميع مُحاولين تذوقها فتألمت من تمزيق فستانها وهنا فقدت وعيها تمامًا وعندما أستيقظت رأت جثة "مُختار" بجوارها وهى تحمل فى يدها مسدسًا تعرفه جيدًا فهو مسدس "مختار" الذي يحتفظ به أسفل وسادته دومًا لتفزع بهلع من منظر الدم وجثته وبدأت تصرخ وهى تلقي بالمسدس بعيدًا وتخفي جسدها العاري بالملاءة، ما زالت صوت الأمطار تضرب أذنها وهى تزيد من بكاءها ولا تقوي على الحديث ودخل "حمزة" فى هذه اللحظة ليُصدم مما رأه.....
لم تستطيع النوم بهذه الليلة التي أعادت لها ذكرياتها المُخيفة، أشرقت الشمس صباحًا وكان يوم الجمعة أتصلت على "أصالة" تطلب منها لقاءها فبعد مشوارهما الأول معًا شعرت بالرحب والأرتياح معها وقررت أن تعتبرها بمثابة أخت كبيرة لها، ذهبت إلى غرفته بهدوء وطرقت الباب بخفوت وهى تعلم أن هذا الأمر ممنوع تمامًا فأذن بالدخول وفور رؤيتها وقف ببرود ووضع يديه فى جيوبه وقال بحدة:-
-نعم
تنحنحت بحرج شديد ثم قالت:-
-ممكن أخرج شوية
-ويا تري هجيبك منين المرة دى
قالها بسخرية مما حدث سابقًا لتستشيط غيظًا وتشتعل نيرانها من حديثه فقالت:-
-أنا قولتلك أنى روحت عشان صاحبتني عزمتني على عيد ميلادها ومشربتش من القرف اللى فى خيالك، أنت مُصر أكون وحشة وخلاص
ضحك ساخرًا على حديثها وأقترب نحوها بخطوات ثابتة لكن مع كل خطوة كأن يدب بقلبها الخوف منه، أمقنها بعيناه وقال بجدية:-
-ويا تري عزمتك على فين المرة دى، فندق ولا حفلة شباب
كزت "مريم" على أسنانها بضيق شديد من برودته ولم تستطيع أن ترد على حديثه المُهين والمؤلم لها كأنه يريد أن يزيد من ألم ليلة الأمس عليها، تبسم على صمتها وهو يعلم بأنها لا تستطيع الجواب فتابع "جمال" بنبرة أكثر أستفزازًا:-
-خلي بالك أن طول ما أنتِ هنا مش مسموحلك بالقرف دا حتى لو كان بيعجبك يا مريم لمة الشباب حواليكي ومعاكستهم لكِ وطبعًا دا لو أنتِ شايفة أنى دي رجولة منهم... لما تغورى من هنا أبقي أعملي اللى عايزاه
قضمت شفتها السفلي بأسنانها ليعلم أنها وصلت لأكبر قدر من الغضب ثم أخذت خطوة نحوه أخيرة ولم يعد يفصل بينهما شيء وقالت:-
-معتقديش أن أنتِ ممكن تتكلم عن الرجولة لأنك هربت بعد عملتك حتى معتذرتش وقولت غلطة، بس أنت زيهم بالظبط اللى بتكلم عنهم عاجبك جمالي .... لتكون تقصد بكلامك أني أكون لك لوحدك
رفع يده كي يصفعها على وجهها بسبب حديثها وهى تُذكره بما فعله وأنه فى نظرها لا يختلف عن الجميع لكن توقف ويديه أمام وجهها لتبتسم بسخرية على حاله وتغادر غاضبة..
أرتدت ملابسها وأستعدت للخروج فنزلت الدرج لتراه واقفًا هناك مُرتدي بنطلون أسود وقميص أبيض يُفتح أول زرين منه بحرية لتتجاهله تمامًا كما يفعل معها...
رأها تستعد للخروج بملابسها الضيقة وهي ترتدي فستان أزرق يصل لركبتها بأكمامها ليقف محله قبل أن يخرج من القصر وامقنها بنظره ثم قال بنبرة حادة:-
-أيه دا
نظرت له بضيق شديد من حديثه معها بعد أن تجاهلها تمامًا فور تقبيلها، تمتمت بنبرة باردة:-
-خارجة
تحدث وهو يغلق زر سترته بضيق شديد من فستانها القصير الذي يظهر قدميها قائلًا:-
-أطلعي غيري القرف دا
-القرف دا أنت اللى اشتريته 
قالتها ببرود غاضبة منه ولأول مرة تتحداه وتعصي أمره، التف إليها بصدمة ألجمته من جراءتها وقال:-
-أشتريته تعلقيه فى الدولاب أو تلبسيه فى البيت مش تخرجي بيه
نظر "شريف" إلي "حنان" بأندهاش فهل أشتري فستان بالعملة الصعبة وعلامة تجارية عالمية لأجل إبقائه فى الخزينة أيعقل هذا، تبسمت "مريم" بسخرية شديدة وقالت:-
-والله مكنتش أعرف، بس أنا برضو هخرج بيها، أنا واحدة زى ما قولت بتتبسط بإعجاب الرجالة بيها ومعاكستهم ليا 
مسك ذراعها بأنفعال شديد من كلمته التى ترددها ببروده وتخبره بإعجابها بتجمع الرجال حولها الذين يتغزلون بها، حدق بعيناها بنظرة مُخيفة أرعبتها وهدمت كل شجاعتها، ولا تدرك سبب غضبه ونظرته المرعبة لها، قال بنبرة مُخيفة:-
-أنا عارف أن المرة الجاية هجيبك من فندق لكن دا بعينيك يا مريم وأنك تكوني علاقة مع أى شاب أو ذكر طول ما أنتِ هنا
تبسمت بسمة مُثيرة وتخلت عن خوفها الذي تبدل بالدلال المُفرط وهو يخبرها بأنها لن تكون لرجل نهائيً طالما تعيش هنا معه وقالت:-
-بتغير!! 
استشاط غضبًا من سؤالها الذي تكرره دومًا عليه، عينيه لا تتركها وعطرها الفريد يغتصب أنفه فقال بجدية:-
-جربي يا مريم تكرريها مرة تانية ومتسألنيش عن وشي التاني
دفعها بقوة بعيدًا عنها، استشاطت غيظًا من تحجر قلبه فى حين أنه من بدأ بتقبيلها لتعتقد أنه كبقية الرجال يرغب بجسدها وهذا الإعجاب نابع من رغبته بها لتصرخ غاضبة من حديثه بأنفعال شديد قائلة:-
-أنت عايز تنام معايا!
أتسعت أعينه بصدمة ألجمته من كلمتها وأسرع إليها يضع يده على فمها يمنعها من الحديث بينما نظر "شريف" لها بصدمة قوية أصابته وهكذا "حنان" التى تقف مكانها متجمدة من كلمتها، أخذها للأعلي بصدمة لم يتحملها وأدخلها للغرفة ثم قال بانفعال ونبرة مُخيفة:-
-أنا هعرف أزاى أربيكي يا مريم وأعلمك أزاى تتعامل معايا وتتكلمي بأدب... 
قاطعته "مريم" بقبلة ناعمة مُفاجئة تعانق شفتيه بشفتيها بدلال كأنها تفرغ غضبها باللين والدلال، أتسعت عيناي "جمال" على مصراعيها وتسارعت نبضات قلبه لا يعلم أيصفعها كعقاب أم يبادلها قبلتها كإمتنان لدقات قلبه...
فاق من شروده وعينيه المثبتة على شفتيها التى تتحدث وهو لم يستمع لشيء بل ذهب مع خياله فى قبلة من نسخ عقله، تتطلعت "مريم" بيه بغضب شديد من كلماته ليقول بحرج مما صوره عقله للتو:-
-أياكي تطلعى برا أوضتك يا مريم..، وطول ما أنتِ محبوسة هنا أحفظي القواعد الجديدة ممنوع تلبسي قصير أو ضيق ومفيش خروج مع أصحابك المستهترين زيك دول، ممنوع نهائيًا ألمحك بتضحكي مع أى كائن مكتوب فى بطاقته ذكر، ومفيش ركوب خيل غير بأمرى وفى وجودي، أياك ألمح قلم روج علي شفايفك يا مريم... أول ما تحفظي القواعد هتخرجي من هنا
خرج من الغرفة بعد أن أخبرها برسالة واحدة تحمل كل أوامره بألا تكون جميلة مع رجل غيره، أغلق عليها بالمفتاح ثم أعطاه إلي "حنان" وقال:-
-إياك تخرج من أوضتها يا حنان فاهمة... 
أومأت "حنان" له بنعم ونظرت إلى باب الغرفة بإشفاق على هذه الفتاة، ضربت "مريم" قدميها بالأرض بغيظ شديد من حبسها هنا وأرسلت رسالة لـ "أصالة" تعتذر منها على عدم ذهابها...
________________________________ 
"شــركة الجمـــال جى أند أم للألكترونيات"
كان كبركان يغلي من داخله مما حديث والآن "مريم" أصبحت خطرًا عليه فأصبح يقبلها ويتذوقها كثيرًا فى عقله، لا يعلم ماذا يحدث معه؟ لكن كل ما يعرفه أنها تُربكه وتهزم كيانه وصموده، دلف "شريف" إلى غرفة مكتبه وكان مُتكئ بظهره على مقعده للخلف ومغمض العينين بتهكم شديد فقال بهدوء:-
-مش هتروح يا مستر جمال المؤظفين كلهم روحوا
أجابه وهو مُغمض العينين بضيق قائلًا:-
-لا مش عايز أروح
كان "شريف" يراقبه الفترة الأخيرةويعلم بأنه يهتم كثيرًا بهذه الفتاة حتى وأن لم يكن يسأل عنها وعن أحوالها، يكفي أنه أشتري مدرسة بملايين لأجلها وأجبر "سارة" على التنازل عن حصتها فى القصة لأجل "مريم"، ينتفض من مكانه إذا علم بأنها فى خطر ويغضب كلما أرتدت ملابس قصيرة أو ضيقة حتى وأن كانت جميلة، فكلما كانت جميلة كلما عاقبها وهو يعلم بأنه يعاقبها على شيء ليس من صنعها فهى خُلقت بجمالها، يخبرها ألا تدخل فى علاقة أرتباط مع شاب من مدرستها أو من أصدقائها دومًا وكأن "جمال" غبيًا بالحب ولا يعلم أن كل هذه التصرفات من فعل غيرته التى تلتهب بداخله، تنهد "شريف" بلطف ثم قال:-
-تحب أحجزلك فى فندق ما هو مش معقول هتنام هنا
هز رأسه بلا وقال بلهجة واهنة وصوت خافت:-
-أقعد يا شريف، معلش هأخرك على ولادك ومراتك
جلس "شريف" بأبتسامة على وجهه مرحبًا بهذه الجلسة لكن "جمال" كان صامتًا لا يتحدث بشيء وأكتفي بتنهيدة شقت طريقها من صدره مُعبأة بحيرته وصراعه النفسي والعقلي القائم بداخله فقال "شريف" بخفوت وقلق خافًا من رد فعل هذا الرجل:-
-مريم!!
فتح عينيه على مصراعيها بنظرة مُخيفة من ذكر أسمها فهو جلس هنا هاربًا من هذه الفتاة والآن يذكرها هو، تنحنح "شريف" بخوف منه ثم قال بلطف مُتابعًا الحديث:-
-أحم مريم من أمبارح من ساعة ما حبستها وهى رافضة تأكل أو تشرب وطلبت من حنان تشتغل فى القصر مع الخدم عشان تكسب فولس من تعبها وقالت صراحةً  أنها مش عايزة حاجة من حضرتك حتى لو لقمة أكل، حنان ونانسي حاولوا معها كثير لكنها مُصرة على رأيها وعنيدة بتشبهك فى عنادك
أعتدل "جمال" فى جلسته من كلمته الأخيرة بغيظ شديد لتنحنح "شريف" بحرج وقال:-
-أسف... أعمل أيه؟
-خليها تعمل اللى عايزاه يومين وهتقولك مش قادرة عشان مذاكرتها لكن مدام قررت تكون من الخدم انا مش عايز ألمحها قصادي، حتى فنجان القهوة متجبهوش واضح...
قالها بإختناق شديد ثم هم بالرحيل ليستوقفه صوت "شريف" يقول:-
-مدام ولاء طلبت نحجز لها على أول طيارة للندن
وافق "جمال" على فعل ذلك لطالما والدته كانت تعيش فى الخارج ولا تأتي سوى زيارات قليلة، رحل من مكتبه وبدأ يتجول فى الشوارع بسيارته وحده وعقله لا يتوقف عن التفكير بها كأنها لعنة وسقطت عليه.....
___________________________ 
"قصــــر جمـــــال المصــــري"
تركت "مريم" غرفتها الملكية بالطابق العلوي وقررت أن تنزل مع الخدم فى غرفتها المخصصة فى السرداب لتكتشف جانب جديد فى القصر لم تكن تعرف عنه شيء، غرفتها صغيرة جدًا تكفي لسرير صغير ومكتب بجواره من اجل دراستها، أخبرتها "حنان" أن تعمل لمدة أربع ساعات يوميًا وستنجي ما يكفي لتناول طعامها حتى تستطيع الذهاب إلى مدرستها ودورسها وتهتم بدراستها، بدأت تعمل فى المطبخ مع الطباخ كمساعدة له شكليًا فالجميع يعرفون من هي وأنها هنا بسبب غضبها منه وليس أكثر لكن كونها هنا معهم لا يعنى نهائيًا بأنها سيدة القصر الصغيرة وإذا أصابها شيء أو جرحت يدها بالسكين أثناء عملها فى المطبخ سيهدم "جمال" القصر فوق رؤوسهم، أكتفي الطباخ بجعلها تغسل الخضراوات وتجهز له مستلزمات وجبة اليوم وكان يصنع لها طبق خصيصًا من الوجبة التى يُعدها إلى "جمال" فهى أميرة القصر...
ضحكت "مريم" بسعادة وهى تقف مع الطباخ ومساعديه ورؤيتها لصنع هذه الوجبات اللذيذة ليقول الطباخ:-
-تحبي تتدوقي؟
هزت رأسها بنعم إليه بحماس شديد بعد أن أغتصبت هذه الرائحة أنفها وفتحت شهيتها لتتذوق ما قدمه لها برحب ثم رفعت أبهاميها بإعجاب وقالت:-
-رائعة جدًا ... ممكن تعلميني
أومأ إليها بنعم لتدخل "حنان" بجدية ويتوقف الجميع عن الثرثرة وقالت بنبرة حادة:-
-مريم وقتك خلص أتفضلي
تأففت "مريم" بحزن شديد فأصبحت ساعات عملها القليلة تجلب لها السعادة داخل هذا القصر، خرجت من الغرفة وأتجهت إلى الأسفل فى السرداب وهى ترتدي ملابس الخدم وأخذت ملابسها وأدوات أستحمامها وأتجهت إلى دورة المياه العامة للخدم وأخذت حمام دافئ ثم خرجت لتسمع خادمتين يتحدثون عنه لتسترق السمع لهما:-
-بكرة عيد ميلاده ربنا يستر على اليوم دا
=أكثر يوم بحط أيدي على قلبي فيه
أقتربت "مريم" بفضول شديد من معرفة السبب لخوفهما الشديد من يوم عيد ميلاده ألا يجب أن يكون يوم سعيد، سألت بلطف:-
-ليه؟
ألتف الأثنين لها بصدمة ألجمتهم ونظروا إلى بعضهم بقلق من الحديث عنه أمام أحد أفراد العائلة وسكان القصر لكن جمعت أحدهن الشجاعة بعد أن نظرت حولها بخوف من أن تسمعهم "حنان" وتعاقبهما وقالت:-
-أصل اليوم دا بيفكروا باللى حصل قبل كدة لازم تخلي بالك من كل تصرف فى اليوم دا لأنه بيكون مراقب كل حاجة وأى غلطة حتى لو عطستي ممكن يطرد أو يعاقبك بطريقة مخيفة
-ليه؟
قالتها بفضول لمعرفة سبب هذا الخوف الذي رأته على وجه الخادمتين لتقول الأخرى وهى تأخذ صديقتها من يدها بخوف من البوح إلى "مريم":-
-منعرفش خلى بالك من تصرفات بس لأنه بيكون متعصب ومش طايق نفسه...
هرب الأثنين من أمامها ليشتعل الفضول فى عقلها حتى أحرقه فتبسمت بخبث وذهبت إلى "نانسي" صديقتها المُفضلة ونشرة أخبارها فى القصر، دلفت إلى غرفتها ورأتها تستعد للنوم فقالت:-
-نانسي
ضحكت "نانسي" بسعادة وهى تعرف ماهية هذه النظر التى تعلو عينيها وبسمتها الخبيثة التى تنير شفتيها فمنذ أن نزلت للسرداب ولا ترى "نانسي" هذه النظرة إلا وكان وراءها سبب للفضول، فقالت بعفوية:-
-سمعتى أيه المرة دى
جلست "مريم" بحماس على الفراش أمام "نانسي" ثم قالت:-
-عيد ميلاده!!
تحولت ملامح "نانسي" العفوية إلى الخوف والقلق ثم قالت بحدة وحزم:-
-مين اللى أتكلم معاكي فيه
هزت رأسها بالنفي وأخبرتها أن الخدم جميعهم  حذرين فى التعامل معها، تنهدت "نانسي" بقلق ثم قالت:-
-أبعدي عنه اليوم دا بالذات يا مريم وألا....
-ليه؟
سألتها "مريم" بفضول شديد فتأففت "نانسي" من فضولها وإصرارها على المعرفة وقالت:-
-هحكيلك اللى أتحكي ليا بس أوعي يا مريم 
أومأت "مريم" لها بلطف وأنها ستلتزم الصمت بعد أو مررت يديها على فمها بمعنى أنها ستصمت نهائيًا لتبدأ "نانسي" فى الحديث قائلة:-
-لما جيت هنا كان بعد عيد ميلاده بيوم بدل كام خادمة طردها يوم عيد ميلاد ووقتها حذرون البقية، وحكولي أن يوم عيد ميلاده كان مسافر فى شغل ومراته أتصلت به قبلها بيوم...
أتسعت عيني "مريم" على مصراعيها بصدمة ألجمتها من هذه الكلمة وقالت بتلعثم تمكن منها وشل لسانها:-
-مراته، هو متجوز
أومأت "نانسي" لها وقالت:-
-تفتكر واحد زيه هيعيش 34 سنة من غير جواز وهو عنده كل حاجة، ما علينا كان متجوز وقتها، المهم طلبت أنه يرجع عشان يحتفلوا بعيد ميلاده سوا وقعدت تشتكي أنه طول الوقت مشغول عنها ومبيشوفهاش إلا مرات قليلة فى السنة وأنها محتاجة ليه وفعلا الخدم نفسهم شافوا حالتها بتسوى بسبب بُعده وبدأت تشرب خمر وتسهر وأدمنت المخدرات لكن الفترة دى عدت ورجعت لطبيعتها من غير ما حد يعرف السبب مع انه كان لسه بيسافر كتير عشان ينجح شركته اللى كانت فى بدايتها، المهم قالها انه مش هيعرف يجي وفعلًا طلبت من الخدم يلغوا أى ترتيبات عملوها عشان عيد ميلاده لكن مستر جمال قرر يرجع فجأة ويعملها مفاجئة ورجع تاني يوم اللى هو عيد ميلاده وهنا لاقاها مع أخوه مختار فى السرير ومن ساعتها مختار ساب القصر ومدخلهوش مرة تانية وقرر يفضل فى مزرعة الفيوم لعشر سنين كاملين ومراته أختفت... محدش يعرف قتلها أو سجنها أو حتي دفنها حية كلام الناس كتير كل واحد هيقولك طريقة أتخلص بها من مراته من وحي خياله وطبعًا كمصريين كلهم هنا توقعوا أن حالتها أتحسنت بعد ما بقت فى علاقة مع أخوه، ومن بعدها عرفت أن من يومها والخدم أتمنعوا يطلعوا الدور اللى فوق وهو بقي يكره عيد ميلاده لأنه بيفكروا باللى حصل
دمعت عيني "مريم" وهي تستمع إلى حكايته وتشمئز من "مختار" الذي لم يترك امرأة على وجه الأرض إلا وطمع بها حتى زوجة أخاه، خرجت "مريم" من الغرفة باكية وحزينة وعادت إلى غرفتها.....
_______________________________________ 
-قولتلك مريم تحت وصية جمال لحد ما تم الـ 25 يعنى كمان أربع سنين هتكون حرة ووقتها ممكن اقتلها أو أجبهالك تعملي فيها اللى يعجبك
قالها "حمزة" بضيق وهو جالسًا فى مكتب "سارة" داخل الملهي الليلي لتقول بضجر شديد:-
-والله عايزني أستن أربعة سنين عشان أخد حقي منها، أنت عارف فى الأربع سنين دول ممكن يحصل أيه دى مش بعيد تكون سيدة القصر يا حمزة بقي وبدل ما تبقي تحت وصيته تبقي مراته، تفتكر أنت عندك الجراءة تقتل مرات جمال المصري
تأفف "حمزة" بضيق شديد ثم قال بحيرة:-
-وكمان معنديش الجراءة اتجرأ على مريم دلوقت، وحتى لو حاولت مريم مبتخرجش من القصر غير بحارس ومبيفارقهاش وأديكى شوفتي بعينيك أيه اللى حصل لما جت هنا مكملتش نص ساعة وجمال طب هنا ولو كان عرف أن دا الملهي الليلي بتاعك كان هده فوق دماغك 
تأففت "سارة" بضيق شديد وقالت:-
-عايزني أستن أربع سنين عشان تدفع ثمن نصيبي فى القصر اللى خسرته بسببها
وقف "حمزة" من مكانه بجدية وهو لا يبالي بشيء سوى حياته وقال:-
-هعدوا هوى يا سارة وبعدين أخذ الحق حرفة وأتعلمي منى أنا أستنيت 19 سنة ونص عشان اقتلها وأدفعها تمن موت مراتي ولسه هستني أربعة كمان أهو وعايش للحظة دي
خرج من المكتب بعد أن حسم أمره بألا يفعل شيء الآن خوفًا من "جمال" وما سيفعله إذا أقترب منها الآن وهى تحت وصيته...
_________________________________  
"قصــــر جمـــــال المصـــري"
قررت "مريم" أن تصنع يوم جديد له بعيد مولده رغم تحذير "نانسي" والخدمات له، أرتدت ملابسها عبارة عن بنطلون جينز وتي شيرت أبيض بكم وفوقه سترة جلدية تحميها من برد ديسمبر القارس وشتاءه، صففت شعرها البني وتركته مُسدولًا على الجانبين وأرتدت طاقية من الصوف حمراء اللون تليق ببشرتها البيضاء الحليبية وأنفها الحمراء من البرد، خرجت بحذائها الرياضي من الغرفة وهناك قابلتها "نانسي" بأندهاش وقالت:-
-أيه دا؟ شايفكي هتهربي من ساعات العمل النهار دا...
للحظة تذكرت "نانسي" مناسبة اليوم وقالت بحذر:-
-مريم!! أنا حذرتك
تبسمت "مريم" بعفوية ثم قرصت وجنتها بلطف وقالت:-
-أنا سيدة القصر الصغيرة نسيتي لا يمكن طردي ...
هربت من أمامها لتُتمتم "نانسي" بقلق قائلة:-
-لكن يمكن معاقبتك يا صغيرتى
صعدت "مريم" وكان القصر فى حالة من الذعر حتى الهواء تشعر بثقله فأقتربت من باب غرفة مكتبه وأخذت نفس عميق ثم قالت:-
-تشجعي يا مريم..
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
فتحت الباب دون أن تدق ورأته يجلس على مكتبه ينفث دخان سيجارته، رفع "جمال" رأسه بأندهاش من فتح الباب دون طلب الأذن لكنه رأها، تقابلت عيونهما فى صمت مُنذ شهر تقريبًا وهو لا يراها وقررت العمل فى القصر كخادمة، تبسمت "مريم" بلطف فور رؤيته وتسارعت نبضات قلبها من لقاء عيونهما لتقسم أن مهما أختراع هو وأمثاله من وسائل للأتصال لن يكن هناك ما يشبه النظرة وهذا الشعور الذي يحتلها من الداخل بسبب رؤيته، أزدرد لعابه بأرتباك من رؤيتها لطالما هرب منها ليراها تقترب منه بلطف مُبتسمة كأنها تخطو على طريق قلبه حتى تصل إليه، قالت بنبرة خافتة:-
-ممكن أخرج!!
قال بسخرية من طلبها وعاد بنظرة إلى اللابتوب الخاص بيه:-
-دا طلب بصفتك موظفة هنا ولا ضيفة، لأن لو موظفة فدى أول مرة تحصل فى التاريخ وتجي موظفة عندي تطلب أذن عشان تسيب شغلها
كادت أن تتحدث لكن أستوقفها ألم رئتيها من الدخان الذي ينفثه من سيجارته وتتنفسه هي وبدأت تكح بصعوبة بعد  أن وضعت يدها على أنفها وفمها وقالت:-
-أى حاجة بس أنا عايزة أخرج ضروري
تحدث "جين" بصوته الألي قائلًا:-
-عودي للخلف ستُصاب رئتك المريضة بهذا الدخان
رفع "جمال" نظره إليها بأندهاش من حديث "جين" وقبل أن يستفسر عما يحدث، أخترق "جين" اللابتوب الخاص به وأظهر له سجلها الطبي وأنها تعاني من حساسية مُفرطة من الدخان، أطفيء سيجارته وضغط على زر تقنية الهواء لأجلها، قال بهدوء:-
-روحي أخرجي
-ممكن تيجي معايا
قالتها بلطف لينظر إليها مُجددًا بتعجب فقالت بترجي تستعطفه:-
-واحد زميلي فى المدرسة عايز يعرفني على أهله وطبعًا أنا معنديش أهل غيرك، ممكن؟
أغمض عينيه بضيق شديد من كلماتها ثم قال بأختناق شديد:-
-أنا كام مرة قولتلك ممنوع ....
قاطعته بلطف شديد ووجه عابس:-
-أتكسفت أقوله لا عشان كدة بطلب منك تيجي معايا، هتجي ولا لا مين عالم ممكن يطلب مني الأرتباط وأتكسف أرفض 
تأفف بضيق شديد من ردها وهي تخبره بأن هناك معجب بها ويطلب منها الأرتباط ويسعى لتقديمها إلى أهله، يحمل بداخله غضب كافي اليوم على أن تزيده هذه الفتاة، صعد ليبدل ملابسه وأرتدي بدلة رسمية وفوقها البلطو الخاص به وخرج معها بسيارته ليقود هو هذه المرة دون "صادق" أنطلق إلي حيث أتفقت مع صديقها على اللقاء وهناك قابل شاب من عمرها لم يرفع عينيه عنها ويجلس بجوار والدته التى أعجبت كثيرًا بجمال "مريم" فقال الشاب بلطف:-
-أوعدك يا عمي أنى مزعلهاش أبدًا
قالها هو يمد يده كي يمسك يدي "مريم" من فوق الطاولة ليرمقه "جمال" بنظرة أرعبته وجعلته يسحب يديه قبل أن تلمس يدها وقال بحدة:-
-عمك!! ومين قالك أنى هيدهالك
تحدث الشاب بنبرة ناعمة كأنه فتاة لا يحمل من الرجولة شيء هائمًا بالنظر إليها قائلًا:-
-لا أرجوك متفرقش أتنين بيحبوا بعض أنت معندكش قلب ولا أيه، مريم دى أجمل بنت قابلتها فى حياتي وخطفت قلبي من النظرة الأولي ومستحيل أسمح أنها تكون لغيري أو تكون فى حضن رجل تاني ....
لم يتمالك "جمال" غضبه أكثر وغيرته التى أكلت قلبها للتو وهو يتحدث عن ضمها وجمالها ليسكب كوب الماء البارد فى وجهه وهو يقول:-
-يمكن تفوق وتسترجل شوية
أخذها من يدها وأنطلق للخارج غاضبًا، نظرت "مريم" على يديهما المُتشابكة وأقسمت بأنه يغار عليها حقًا فلن تتعب نفسها بالسؤال وعينيها ترى غيرته بوضوح، كان قلبها على وشك الأنفجار من سرعة نبضاته على عكس "جمال" الذي يشتعل من الداخل غضبًا كالبركان، فتح لها باب السيارة وقال بجزم:-
-أركبي
-أنا جعانة
قالتها "مريم" بضيق شديد مُصطنع ليتأفف "جمال" قائلًا:-
-أبقي كُلي لما تروحي البيت، أهو بالمرة تتعلم أزاى تكسري قواعدي وتختلطي بذكر.. وحياة اللى خلقني يا مريم لدفعك تمن كسر .......
قاطعته "مريم" بلطف عندما وضعت يدها على فمه ثم قالت:-
-جعانة ممكن تأجل عقابي لما أكل
تسمر مكانه عندما وضع يدها على فمه كأنه جمد مكانه فقط عينيه ترمش بأرتباك وتحدق بها، ظلت تنظر إليه كثيرًا فى صمت ليأخذها إلي أقرب مطعم وطلب من أجلها الطعام الذي تريده وأختارته وجلس مكتوف اليدين يراقبها فى صمت دون أن يتناول شيء، وبدأت تجبره على فعل الكثير من اجلها كتناول المثلجات في هذا الطقس البارد وتسير معه فى الطرقات، تساقطت الأمطار لتركض بعفوية أسفلها وتبتسم بل صوت ضحكاتها تخترق أذنيه وتسرع من ضربات قلبه فظل يسير واضعًا يديه فى جيبه خلفًا ويراقبها وهى كفراشة تتطاير بخفة وسعادة فى الهواء، نظرت إليه وهى تكمل ركضها وتسير للخلف بظهرها لتلمع عينيه رغم تحجر شفتيه عن الأبتسامة، حتى رأي صخرة كبيرة يجلس عليها ثنائي من الأحباء وكادت أن تصطدم بها وتسقط فوقهما ليسرع فى خطواته إليها وسحبها من ذراعها إليه حتى أرتطمت بصدره القوي، نظرت إليه ووجهها مبلل بالأمطار وحبات الماء الباردة وشفتيها ترتجف من البرد لكنها سعيدة بهذا البرد الذي ينعش جسدها، تقابلت عيونهما فى نظرة صامتة رغم الحديث الطويل الذي دار بينهما، رفعت يدها إلى صدره القوي وقالت بتمتمة:-
-ممكن أقولك أنى هموت من الساقعة بس متروحنيش
رفع يده إلى وجهها يمسح حبيبات المطر عنه ويبعد غرتها عن جبينها بلطف ثم قال:-
-هتمرضي 
-حتى لو، كفاية أنى مبسوطة.. دى من اللحظات الناردة فى حياتي يا جمال
قالتها بدفء رغم أرتجف جسدها من البرد لكنها تتشبث بهذه اللحظة الجميلة التى صنعتها السعادة بفضل قدرها، لا تملك الكثير من اللحظات السعيدة فى حياتها لذا تتشبث بهذه اللحظة جيدًا باستماتة، ظل "جمال" صامتًا يرمقها بعينيه لا يعلم أيكسر سعادتها من أجل صحتها أم يترك السعادة لأجلها حتى تظل هذه البسمة تنير وجهها، مرة أخري أقتحمت "مريم" عقله الذي يرغب بضمها أكثر إليه فى الحال رغم قربهما الشديد والتصاقها بصدره الصلب لكن يرغب بالشعور بدفء جسدها لتقول "مريم" قاطعة شروده بنبرة ناعمة:-
-بيعجني دفئك يا جمال، مهما كانت الأيام باردة أنت دافئ
أزدرد لعابه بتوتر شديد ثم أبتعد عنها بقلق من القادم وأخذها إلي السيارة كي يعود للقصر بها قبل أن يفقد صوابه أمامها، ضربات قلبه تؤلمه أكثر وعقله يتذكر الماضي فبعد ما حدث لعن جميع النساء وأخرجهما من حياته لكن جاءت طفلة تكسر كل حواجزه الذي صنعها، سبها بالكثير ولعنها بالسوء بسبب زواجها من أخاه الذي يكبرها بعمر لتتسلل بداخله هو الذي يكبرها بأربعة عشر عام، لا يعلم أهذا عقاب القدر له على ما تفوه به بحقها حتى يظهر له القدر أن الحب والعشق لا يحتاج لسن معين أو فرق سن محدد فقط يكفي أن يتألف قلبان وتعشق روحان حتى يصبحوا روحًا واحدة، وصل للقصر وألتف لينظر إليها فرأها تضم يديها الأثنين إلى بعضهما قرب فمها وتنفخ بهما بشدة من البرد، قال بجدية:-
-أنزلي
ألتف لكي يغادر أولًا لكنها أوقفته عندما مسكت يده فعاد إلى جلسته ونظر إليها بهدوء على عكس نظرتها التى تحدق به بلطف وعينيها تعانق عينيه فى عناق طويل ثم أقتربت لكي تضع قبلة على وجنته فوق لحيته السوداء بلطف وأبعدت قليلًا وما زالت أنفاسهما تخلتط معًا وهو مُصدومًا تمامًا فى فعلتها وتوقف عقله وجسده بهذه اللحظة حتى سمعها تهمس إليه من هذا القرب:-
-أنا بحبك يا جمال.......
__________________________________ 
نظر "حمزة" للهاتف الذي أخذه من هذا الرجل ويحدق بصورة "مريم" وهى على قرب من "جمال" أمام النيل ليتوقف عقله عن التفكير وتمتم بصدمة ألجمته:-
-سارة عندها حق، جمال رجل زى البقية ومريم بنت جميلة ولو أستنيت ممكن تبقي مراته.....
_________________________________
"قصــــــــر جمــــال المصـــــري"
دخل إلى غرفته بصدمة الجمته من أعترافها بحبه وكيف صفعها ردًا على هذه الكلمة التى تفوهت بها، لا يستوعب ما يحدث ليقذف كل شيء فوق مكتبه الموجود بالغرفة بغيظ شديد لكنه توقف فجأة عندما لمح بعينيه صندوق أسود فى الأرض، أنحني ليلتقطه وكان مُثبت به بطاقة مكتوب عليها
(أنا صنعتها بنفسي عشانك... 
كل سنة وأنت طيب 
مريم )
فتح العلبة وكانت تحمل دُمية وردية اللون مصنوعة من الصوف، أدرك بأن كل ما فعلته اليوم هو لأجل عيد ميلاده وأردت أن تمحي ذكرياته السيئة بصنع ذكريات جميلة معها، تأكد بأنها سمعت من الخدم قصة عيد ميلاده وخيانة زوجته لذلك سعت جاهدة لمساعدته فى التخلص من ألم الخيانة بأعتراف بالحب، أغمض عينيه بضيق شديد مما حدث ومسح وجهه بيديه....
________________________________ 
لم تتوقع "مريم" أن يصفعها لأنها أخبرته بأنها تكن المشاعر له وعاقبها كأنها تتحكم بقلبها ولها سلطان عليه وتختار من تحب، ظلت تبكي طوال الليل حتى الصباح، وقفت "حنان" تفحص الخادمات فى الساعة الخامسة والنصف قبل أن يبدأ يومهم وقالت بجدية لأحدهن:-
-قولت مشوفش قلم روج فى وشك
مرت لفحص البقية وبدأت تلقي بتعليماتها عليهن:-
-قولت ممنوع الزين والأكسسوارات بأى شكل..... تقريبًا بعلم فى بهايم مش قولت مشوفش شعرة خارجة من التسريحة بتاعتك...
وصلت أمام غرفة "مريم" ولم تجدها فقالت بتمتمة:-
-وأخيرًا قررت تعتزل الشغل
فتحت باب الغرفة لتراها بالفراش ترتجف وصوت أنينها عالي، أقتربت منها "حنان" بقلق ووضعت يدها على جبينها لتجدها مُلتهبة كالجمر لتطلب من الخدم الأتصال بالطبيب فورًا وحملوها إلى غرفتها بالأعلي ليراهما "شريف" فى طريقه لإيقاظ "جمال"، دلف للغرفة ووجده مُستيقظ بالفعل ليقول:-
-متقوليش أن حضرتك صحيت على صوت الخدم
هز رأسه بلا لينتبه "شريف" إلى غرفته الفوضوية ليعلم بأنها كانت ليلة أليمة كعادته وأنطلق الأثنين بعد الأستعدادات للخارج لكنه وجد الطبيب يغادر غرفتها وأخبره بأنها تعاني من حمي شديد، لا يفهم من التي تعاني لكن سرعان ما استوعب الأمر عندما أنتبه لغرفتها، فتح باب الغرفة ودلف مسرعًا بقلق ليغادر الجميع للخارج، تطلع بوجهها بقلق سافر ولمس وجنتها ليراها كجمر مُلتهبة لا يعلم سبب مرضها أهو البقاء أسفل المطر لوقت طويل أم صفعته من فعلت بها هذا بعد أن كسر قلبها ورفض حبها، أنحني إلى جبينها ليقبلها بدون وعي وهمس فى أنها قائلًا:-
-أمرتك مترمضيش يا مريم
غادر عابسًا وكأن مرضها من شأنها حتى تتطيع أوامره ولا تمرض، أمر الجميع بألا تعود للعمل فى القصر نهائيًا وغادر القصر وكانت هذه أخر مرة رأها، مرت الأيام وهى تتجنب رؤيته وتسكن غرفتها طوال اليوم ولا تذهب لرؤية "إيلا" إلا عندما يغادر صباحًا للعمل وتعود إلى غرفتها فور عودتها من المدرسة، قررت أن تتوقف عن حبه وستجاهد لهذا الأمر بكل عزيمتها...
________________________________ 
"شــــركـــة الجمـــال جي أند ام للألكرونيات"
وقع "جمال" الأوراق إلى "اصالة" وعينيه لا تفارق هاتفه الذي أنذره صباحًا بواسطة "جين" بأن اليوم عيد ميلادها، مر تقريبًا شهر ونصف مُنذ يوم مولده ولا يراها أو يسمع عنها فأصبحت كتومة جدًا لا تخبر "نانسي" بشيء عمدًا حتى لا يصل إليه، أكتفي بمعرفته لذهابها إلى المدرسة ورؤية "إيلا" غير هذا لا يعرف شيء بشأنها، أخذت "أصالة" الأوراق من أمامه وقبل أن تغادر أستوقفها "جمال" بتوتر قائلًا:-
-أصالة
نظرت إليه لتبتسم بعفوية وهى تعلم أنه لا يُحدثها بهذا التوتر إلا عندما يكون الحديث بشأن "مريم" فقدم إليها بطاقته البنكية ثم قال:-
-معلش خلي حنان تعملها حفلة صغيرة عشان عيد ميلادها وأشتري ليها هدية 
تبسمت "أصالة" بحماس لفعل ذلك وأخذت بطاقته البنكية وغادرت من الشركة حتى تصل للقصر وهناك أخبرتها "حنان" قائلة:-
-بس مريم النهار دا ولأول مرة مؤخرًا تقرر أنها تخرج ومتسألنيش راحت فين
أتصلت "أصالة" به وأخبرته انها ليست بالقصر ولا يعرفون إلى أين ذهبت ليغلق معها بقلق وأتصل بـ "حسام" فأخبره أنها أخذت "إيلا" صباحًا للمشاركة فى سباق خيل بالغردقة ولن تعود إلا بعد الغد، أستشاط غضبًا من أفعالها وهى قررت أن تسافر دون علمه وخصيصًا بهذا اليوم كأنها تعمدت ألا تحصل على شيء من أحد فى يوم عيد ميلادها.....
أتصل بـ "أصالة" وطلب منها أن تلغي طلبه ولا تفعل شيء وأخبر "حسام" أن يعود بها اليوم قبل أن يأتي إليهم بنفسه وبالفعل عادت بالأكراه بعد أن ترجاها "حسام" أن تعود معه وألا سيخسر وظيفته وهو شاب مُقبل على الزواج بحبيبته لتخضع إلى طلبه وعادت غاضبة كالعاصفة مما جعل الجميع يخشوا مُحادثتها، اليوم أكملت العشرين من عمرها لكنها تحمل غضب بقدر أيام عمرها كاملة..
الأيام تمر وهى تصمد بصعوبة فى مواجهة قلبها الذي يشتاق إليه وعازمة أمرها على التغلب على هذا الحب والتخلي عن مشاعرها، بينما هو مثلها يكاد يفقد عقله من التفكير بها ورؤيتها تتطاير مع المطر كذكري أخيرة جمعتهما لا تفارق عقله، دخلت "أصالة" إلى مكتبه تقول:-
-نادر الهواري عايز يقابل حضرتك ضرورى
نظر "شريف" بتعجب إليه وقال:-
-والله!! جاي بنفس هنا مش كفاية عمايله، أرفض مقابلته يا مستر جمال
تبسم "جمال" برحب ومكر شديد كأنه يرحب برؤية منافسه بسعادة حتى يشعر بالأنتصار وقال:-
-دخليه يا أصالة
أومأت إليه بنعم ليخرج "جمال" بطاقته البنكية فتبسمت وهى كالوسيطة بين هذا الثنائي المتخاصم ليقول:-
-أنا معرفش غير أن فترة الإمتحانات بتكون ضغط علي طلاب الثانوية العامة، أشتري ليها أى حاجة تغير من نفسيتها وتساعدها على التركيز مشروبات وشيكولاتات، سناكس وبسكويتات كثير، كترى من الأكلت السريعة دى عشان حنان بتقول أن معندهاش وقت تأكل معرفش أزاى
تنحنح "شريف" بجدية ليُذكره بأنه يُفرط فى الأهتمام بها، على عكس "أصالة" التى رحبت بالفكرة جدًا خصيصًا أن امتحاناتها بعد أسبوع وكغيرها من الطلاب فى هذه المرحلة يعانون من التوتر والقلق وخصيصًا أن "مريم" تسعي لكلية القمة والمجموع الكامل أن أستطاعت، خرجت من المكتب بينما "شريف" قال بجدية:-
-مش شايف أن دا كثير شوية
رفع "جمال" نظره به ليبتلع لعابه بخوف وغير حديثه قائلًا:-
-قصدى على نادر جاي لحد هنا بنفسه مع أنه منافس لينا
تبسم "جمال" بسمة خافتة على خوف "شريف" منه وهو يعلم بأن حديثه كان عن "مريم" ليقول:-
-جاي يشوف اللى إحنا وصلنا له متقلقش يا شريف، نادر أصغر من أنه يكون منافس ليا...
______________________________ 
"قصـــر جمــــال المصـــري"
جلست "نانسي" ترتب لها الثلاجة الصغيرة الموجودة فى غرفتها بالأغراض التى أحضرتها "أصالة" كما أمرها وتراقب "مريم" وهى تجتهد فى دراستها حتى غادرت دون أن تشعر "مريم" بها او تنتبه لوجودها، مرت فترة الإمتحانات بصعوبة ضغط كبير عليها قليلًا ما تنام، حتى جاء يوم تكرمها من المدرسة لأكونها من أوائل، صعدت على المنصة بسعادة تغمرها رغم حزنها لأنها وحيدة جاءت لحفلة تكريمها بدون أهل معها كبقية زملائها، حتى "جمال" لم يأتي لكونه مالك المدرسة وأكتفي بمديرة المدرسة، أستلمت شهادتها ببسمة سعيدة وألتفت للجالسين ودُهشت عندما رأت "حنان" تقف هناك وبجوارها "نانسي" جاءوا لأجلها ويصفقون لها بحرارة وسعادة فتبسمت بسعادة أكبر علي وجودهما، عادوا معًا للقصر و"مريم" تقول:-
-شكرًا على حضوركم
-وانا مش هتشكرينى
نظرت إلى صوت "شريف" لتراه يقف فى البهو مع بقية الخدم والطباخ وكل موظفين القصر ومعهم "حسام" و"أصالة" وحتى "حاتم" عامل الأسطبل كان موجودًا و"شريف" يحمل كعكة صغيرة لأجلها، وضعت يدها على فمها بسعادة ودهشة ثم ركضت نحوهم بحب وإمتنان لشكرهم على ما فعلوا لأجلها لكنه الوحيد الذي لم يبارك لها ولم يظهر "جمال" ، الرجل الذي اعتقدت بأنه سيتحجج بنجاحها لرؤيتها لكنه لم يفعل، أخذت حمام دافئ وصعدت إلى فراشها بعد يوم طويل، دلفت "نانسي" للغرفة وقالت:-
-مستر جمال عايزك
نظرت "مريم" بأندهاش من طلبه لرؤيتها بعد ستة أشهر تقريبًا تعيش معه تحت سقف واحد ولم يراها مرة واحدة، تأففت بضيق من صلابة قلبه وتحجره ثم نزلت للأسفل فأخذتها "نانسي" للخارج لتراه يقف أمام القصر بجوار سيارة من ماركة المرسيدس صفراء اللون فذهبت نحوه ببرود وجه عابس ثم قالت:-
-أفندم
ألتف إليها ليراها بعد كل هذا الفراق رغم قرب المسافات، أشتاق لها بجنون ولبسمتها لكنها الآن عابسة وتعيسة نحفت أكثر عن السابق فأصبحت كهيكل عظمي وقصت شعرها الذي تعتز به كثيرًا فقال بأندهاش:-
-قصتي شعرك
-معتقدش أنك طلبتني عشان قصة شعري
قالتها ببرود شديد لتذكره بأخر مرة رأها بها وصفعته لها عندما كان يغمرها الحب من أجله ليدرك بأنه سبب كل هذا التغيير القائم بها، أخرج مفتاح السيارة وأعطاها له ثم قال:-
-هدية نجاحك
ضحكت بسخرية بعد أن عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بتهكم شديد:-
-هدية نجاحي!! مش المفروض اللى يهدي حد على الأقل يقوله مبروك بس عمومًا أنا مش عايزاها منك لا كلمة مبروك ولا الهدية، أنا أجتهدت ونجحت مش عشان أخد هدية منك بل عشان أخلص منك يا جمال وأمشي من هنا نهائيًا ولحد ما يجي اليوم دا متخلنيش أشوفك أو حتى أسمع صوتك 
ألتفت لكي تغادر من أمامه غاضبة، قلبها يصرخ بالشوق الذي يلتهمه وهذا المتحجر يقف كالصانم كعادته لا يهتم سوى بأن يهديها الأشياء رغم قسوته لطالما أرادت أن تخبره بأنها لا تحتاج للهدايا والمال بل تريد اللطف والحنان، دمعت عينيها وهي تغادر من أمامه بعد أن جاهدة بقوة ألا تسقط دموعها أمامه...
مرت أربعة سنوات بالفعل على لقائهما الأخير 
ترجل "جمال" من الطائرة بعد أن وصلت لأرض مصر وقبل أن يرحل جاءت له "سلمي" كابتن الطيران التى كانت تحلق به وصديقته، غادرا المطار معًا وهى ترتدي زي طيرانها وهو يرتدي بدلته الرمادية فقالت بلطف:-
-قولي أنك موجهتكش صعوبة فى رحلتك معى
تبسم "جمال" بلطف وقال:-
-أنتِ عارفة أنك كابتن طيران رائع يا سلمي
خرج معًا من صالة الطيران ليرى "شريف" فى انتظاره مع سيارته فقال:-
-تعالي نوصلك
أشارت له على شاب هنا ينتظرها وقالت:-
-شكرًا معايا توصيلة، لكن هيجيلك أكيد لأاني حابة أتعرف عليها
سألها "جمال" بنبرة جادة وعينيه تحدق بها:-
-هى مين؟ مريم!
ضحكت بعفوية ثم قالت بتلقائية:-
-اللى خليتك تنطق أسمها باللطف دا كله واللي هتجنن عشان تشوفها وتسمع صوتها، لازم أقابل اللي قدرت تقلب كيان جمال المصري وأهو بالمرة أحاول أصلح بينكم قبل ما يجي حد يخطفها منك
-مستحيل أسمح لحد يخطفها مني
قالها بغرور وكبرياء بعد أن عزم أمره على أمتلاكها خصيصًا بعد أن كبرت الآن فلم تعد الطفلة التي جاءت لمنزله، صعد إلى سيارته وبعد ترحيب "شريف" بعودته بدأ يخبره بتطورات الشركة والقصر وهو يستمع جيدًا حتى وصل إلى الجزء الأهم له بالحديث عن "مريم" عندما قال "شريف" بخبث:-
-مش هتصدق أن زميلها فى الجامعة طلب أيدها مني الأسبوع اللى فات لكن أنا مدتهوش كلمة طبعًا وقولت له لما ولي أمرها يجي
صمت "جمال" تمامًا ولم يعقب على الحديث الذي سمعه للتو فهل أصبحت الآن عروس وسيتقدم لخطبتها كل من يعجب بها، تبسم "شريف" بمكر على هذا الرجل الذي يحبها كثيرًا وقد سكنت قلبه بالفعل والآن بعد أن بلغت الرابعة والعشرون من عمرها وما زال كلا منهما يتجنب الأخر لكنه غُرم بها كليًا فى بُعدها عنه، الفتاة التى دخلت قصره خائفة وترتجف وتترجاه ألا يتركها.. هى نفسها الآن الفتاة التى سكنت قلبه ولن يتركها مهما ترجته، وصل للقصر بسيارته لتفتح الأبواب تلقائية وسارت السيارة فى طريقها إلى القصر ليراها على ظهر "إيلا" تركض بعفوية كالطير المحلق بجناحيه بحرية دون قيود، تركض "إيلا" بها بسرعة تعادل سرعة سيارته فى الحديقة فوق العشب، تتطلع بها من خلف الزجاج الفتاة التى كبرت أمام عينيه وتسللت إلي قلبه مع كل يوم مر عليها فى منزله وأمام نظره والآن حتى بعد أن أصبح عمره 38 عامًا لم تجرأ امرأة أو فتاة على هز كيانه كما فعلت هذه الفتاة وأحتلت قلبه كليًا، تمني كثيرًا أن يعود الوقت لهذه الليلة التى أعترفت فيها بحبها له لأخبرها بأنه يحبها بدلًا من صفعها ورفضها فحينها لم تكن تمر كل هذه السنوات فى خصام وفراق طال بينهما....
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
أوصلت "مريم" فرستها الجميلة إلى منزلها وعادت إلى القصر وهى تعلم بأنه عاد من سفره فرأت سيارته من قبل تدخل القصر، أخذت نفس عميق ودلفت للقصر لتراه يقف هناك مع "حنان" التى ترحب بعودته بحرارة وسعادة وتنزع عن أكتافه البلطو الخاص به، وقع نظره عليها لتتقابل عيونهما معًا وهى تقف محلها على بُعد منه رغم أرتطام قلوبهما فى عناق طويل قتل كل المسافات بدقاتهما، قلبها لا يقل حاله عن حال قلبه المُتسارع بجنون لأجل رؤيتها، همس بنبرة خافتة مُرعبة:-
-خست يا حنان
أبتلعت "حنان" لعابها بخوف منه وهو يلومها هى على فقد وزن "مريم" لتقول بتوتر:-
-والله يا مستر جمال بأكلها كويس جدًا
سارت "مريم" بخطوات ثابتة بعد أن تحاشت النظر إليه وأتجهت إلى الدرج دون أن تستمع لتمتمه مع "حنان" وأتجهت إلى غرفتها، دلفت للداخل وأوصدت الباب جيدًا ثم وضعت يدها على قلبها وهى تلهث كأنها كانت تغرق أسفل المحيط وقالت:-
-أهدا يا قلبي، أنا قولتلك تنساه
لم يستمع قلبها إليها، بل ظل يصرخ لأجل هذا الحب الكامن بداخله فتمتمت ب"مريم" بسعادة خفية بداخلها:-
-كل ما كبر أحلوي أكتر
قفزت فوق الفراش بحماس وسعادة تغمرها لعودته فهى كانت كالوردة المُشتاقة لراويها حتى تحيا من جديد وظلت تنتظره كثيرًا حتى تراه خفيًا دون أن يعلم بأنها تراقبه خلسًا،
______________________________
"داخل الملهي الليلي" 
عاد "حمزة" إلى مكتب "سارة" وقال بجدية:-
-مبعتيش الحاجة مع الواد ليه؟
نظرت "سارة" له بضيق شديد من أخذه للمخدرات دومًا دون أن يدفع بحجة أنه سيقتل "مريم" لأجلها لكن لقد فاض بها الأمر وقالت بأختناق:-
-مش لما تدفع اللى عليك يا حمزة
-قولتلك هقتلها
قالها بأنفعال وهو يفرك جبينه بضيق من شدة حاجته لجرعة المخدرات فى الحال لتضحك "سارة" ساخرة منه وقالت:-
-اه أمتي أن شاء الله، أنت جبان يا حمزة وخايف تموتها عشان هى بنتك
جلس على المقعد أمامها وقال بأختناق سافر:-
-أنا مش خايف، أنا لو عايزاها دلوقت يكفى أني أتصل بها وأنتِ أكتر واحدة عارفة دا 
تبسمت "سارة" بمكر شديد وأقتربت للأمام قليلًا ثم أخرجت كيس صغير يحمل جرعة من المخدرات وقالت:-
-أيوة جينا للمهم، أنت مسيطر عليها كلينا بأيه، ماسك عليها أيه وبتهددها بقي لما قولت أنك هتقول لجمال
نظر إلى كيس المخدرات بطماع ومرر لسانه على شفتيه بحماس ثم قال:-
-هقولك
أخذ منها كيس المخدرات وتناول جرعته ليسترخي جسده كثيرًا وعاد بظهره إلى الخلف وبدأ يقصي لها الحكاية من ناحيته...
( فــــــلاش بـــــاك )
عندما ذهب إلى المنزل بيوم قتل "مختار" ووجده هناك مع أصدقائه يحاولون الأعتداء على ابنته "مريم" لكن بمجرد أن رأه وجهه فروا هاربًا ليبقي "مختار" الذي نظر له بأشمئزاز، نظر "حمزة على ابنته فاقدة للوعي وملابسها ممزقة كليًا ليدخل فى شجار مع "مختار" ثم سحب المسدس من أسفل وسادته كما أخبرته "سارة" بمكانه من قبل وأطلق الرصاصة فى رأسه وجلس ينظر كثيرًا إلى ابنته وماذا يفعل ليقرر أن يشركها فى هذه الجريمة حتى لا تتفوه بكلمة واحدة وتخطع لخطته مع "سارة" فى أخذ الورث بالأكراه وتوافق على الذهاب إلى "جمال"، وضع المسدس فى يدها وغادر الغرفة وظل ينتظر فى الخارج حتى سمع صوت بكاءها وأدرك بأن "مريم" أستيقظت ليدخل إلى غرفة مُصطنع الجهل كأنه يرى الجثة لأول مرة، قال بصدمة مُصطنعة بأتقان:-
-قتلتيه
لم تتفوه بكلمة واحدة بل ظلت ترتجف كثيرًا حتى فقدت الوعي من وهل الصدمة وأنها قتلت أحد، عندما أستيقظت رأت "حمزة" جوارها وقد تخلص من الجثة وقال:-
-أنتِ قتلتيه يا مريم
ظل يردد هذه الكلمة كثيرًا حتى أقنعها تمامًا بانها مرتبك الجريمة الكاملة وأنه تخلص من الجثة لأجلها لكن إذا عارضته فى الحصول على الورث سيخبر الجميع بأنها القاتلة وأين الجثة وسلاح الجريمة الذي يحمل بصمات أصابعها وتذهب للسجن....
(عـــودة للــواقـع )
ضربت "سارة" كفيها معًا بسخرية من حاله ثم قالت:-
-ههههه دا أبليس يصفقلك يا راجل بس حلوة منك، اتصل بيها بقي وقوليها تيجي للمكان اللى هقولك عليه وفى نفس الميعاد وإلا هتتصل بالبوليس
نظر "حمزة" مُطولًا إليها لترفع حاجبها إليه كأنها تجبره بنظرتها على فعل ذلك...
________________________ 
"قصـــر جمــــال المصــــري" 
وصلت سيارة سيدان صفراء من ماركة المرسيدس أمام بوابة القصر، نفس السيارة التي أهداها لها بمناسبة نجاحها ورفضتها، لكن مع "جمال المصري" هل هناك سبيل للرفض أو معارضة رغبته، ألتف "حسام" للخلف بعد أن توقف عن القيادة ليراها جالسة محلها لم تترجل من السيارة فقال:-
-حضرتك كويسة؟
حملت حقيبتها بملل شديد يجتاحها من الداخل وتأففت من طريقته فى الحديث لتقول:-
-تعرف يا حسام أنت بتكبرني بكام سنة ومع ذلك طريقة كلامك بتعصبني، أنا كام مرة قولتلك أنى بكره الرسميات
تبسم "حسام" بعفوية إليها ثم قال بنبرة جادة:-
-وكام مرة قولت لحضرتك أن فى راجل جواه ممكن يقتلني لو تنازلت عن الرسمية لأنه بيغار
ضحكت بسخرية على غيرته التى يتحدث عنها الجميع ويخشوا الحديث معها خوفًا من غضب هذا الرجل، ترجلت من السيارة بعد أن عادت من جامعتها ودلفت للقصر مُتمتمة بضيق شديد:-
-بيغار!! والله لو بأيدي لطلعت قلبه المتحجر من صدره 
فاقت من تمتمتها على صوت "حنان" التى تقف جوارها وقالت:-
-مين اللي زعل القمر بتاعنا
تأففت "مريم" بأغتياظ شديد ثم قالت بنبرة قوية:-
-محدش يا حنان 
مرت من جوارها كي تصعد الدرج لكن توقفت قدميها عن الحركة عندما قالت "حنان":-
-هحضرلك الغداء مع جمال بيه على ما الضيوف يمشوا
ألتفت "مريم" إليها بصدمة مما سمعته وهل يملك الآن ضيوف فى منزله فهذه من الحالات الناردة جدًا داخل هذا القصر وقالت بتعجب:-
-ضيوف!!
تبسمت "حنان" بخبث وهى تعلم ما تحمله هذه الفتاة بداخلها تجاهه تمامًا مثله، لكن الأثنين كلا منهما يكابر ويرفض الأعتراف قائلة:-
-اه سلمي صديقته المفضلة أو زي ما بتقوله البيست فرند
كزت "مريم" على أسنانها وقد ظهرت غيرتها التى أكلت قلبها من الداخل على ملامحها وقالت بسخرية وغضب مكبوح:-
-سلمي!! قولتلي
تبسمت "حنان" على غيرتها التى رأتها فى وجهها الآن وراقبتها بعينيها، أقتربت "مريم" منها بعد أن نزلت درجات الدرج الذي صعدتها للتو ووقفت أمامها ثم قالت:-
-ودي حلوة
تبسمت "حنان" غليها بعد أن هزت رأسها بنعم وقالت:-
-جدًا وبعدين مش مهم الحلاوة كفاية انها الوحيدة اللى بتقدر تضحكه دى معجز أن مستر جمال يضحك وبعدين مش زمليته يا مريم ويلا بقي أطلعي غير هدومك بسرعة عشان انا ورايا تحضيرات كتير ليها عشان الغداء دا مستر جمال موصي عليه بنفسي
ألقت "مريم" حقيبتها فى وجه الخادمة التى تقف بالخلف بأغتياظ وقد وصلت للتو إلى أقصي درجات الغيرة وربما تلتهمها هي وصديقتها، تعجبت "حنان" من عصيبتها الزائدة فى حين أنها غادرت وهى تقول:-
-هي فين؟
تبسمت "نانسي" صديقتها التى أصبحت تتخذ صفها فى هذه الحرب وقالت بمكر:-
-فى الأسطبل وتقريبًا كدة هتركب على إيلا
قالتها عمدًا حتى تفجر هذه القنبلة الموجودة بداخلها من صٌنع الغيرة، خرجت شهقة من "مريم" بصدمة الجمتها والآن يجعل صديقته المُحببة تلمس فرستها هي، نكزت "حنان" "نانسي" فى ذراعها وقالت بغيظ:-
-شايفة أنها ناقصة جملتك، أمشي حضري الغداء 
مرت "نانسي" مع الخادمة بمكر نسائي وقالت بتمتمة سمعتها "حنان":-
-دا إذا كان هيبقي فى غداء النهار دا
أتجهت "مريم" إلى الأسطبل وهناك رأت "سلمي" تقربه فى العمر وجميلة بهيئتها وتهتم بنفسها كثيرًا ووضح هذا فى مساحيق التجميل والموضة فى ملابسها، رأت "حاتم" يخرج من الداخل بحصان "جمال" المُفضل كم يسميه "مرجان" و"إيلا" من أجل "سلمي" تمامًا كم أخبرتها "نانسي" لتشتعل غضبًا وهى تشعر بأن هذه الفتاة تتعدي على أملاكها أولًا هو والآن حصانها، أقتربت منهم لكن سرعان ما توقفت فجأة عندما رأت "جمال" يمسك يدها يساعدها فى الصعود على ظهر "إيلا" التي تتذمر الآن بعد أن وضع اللجام فى فم "إيلا" لأول مرة من أجل "سلمي"، الغضب والغيرة تحكما بها نهائيًا وظلت تراقبهما حتى دخلوا معًا إلى السياج وهناك تبسمت بخبث بعد أن وقفت على السياج الخشبي مُكتئة بذراعيها عليه ببرود أعصاب وأطلقت صافرتها إلى "إيلا"، نظر "جمال" نحوها ورأها تراقبهم وتبتسم بمكر إليه ليفهم أنها ستعاقبه على فعلته وقبل أن يتحدث إلى "سلمي" ركضت "إيلا" بسرعة جنونية و"سلمي" على ظهرها لتنفجر "مريم" ضاحكة بعفوية ووضعت يديها على فمها من شدة الضحك، أسرع "جمال" بحصانه إلى "إيلا" التى لم تتوقف محلها بعد هذه الصافرة كأنها أخذت إشارة بأن تنتقم لصديقتها من هذه الفتاة التى على ظهرها، حاولت "سلمي" التشبث جيدًا باللجام لكن بسرعة "إيلا" أخذته منها بفمها لتكاد "سلمي" أن تسقط لكن ألتقطتها "جمال" بذراعه قبل أن تفعل، توقفت "مريم" عن الضحك بغيرة تأكلها وهى تراها بين ذراعيه، وصلت "إيلا" إلى صديقتها لتنزع عنها "مريم" اللجام وقالت بلطف:-
-أحسنتي يا جميلتي
توقف "مرجان" قربها وترجل "جمال" أولًا ثم أخذ "سلمي" من خصرها وعينيه تحدق بـ "مريم" ثم قال:-
-أنتِ جيتي أمتي؟
تسللت أصابعها بين شعرات "إيلا" الجميلة بعفوية مُحاولة إخفاء غيرتها عنه وقالت:-
-ميخصكش
كاد أن يفقد أعصابه عليها لكن منعته "سلمي" عندما مدت يدها إلى "مريم" تصافحها وقدمت نفسها إليها قائلة:-
-هاي أنا سلمي كابتن طيران وصاحبة جمال من سنين
أدارت "مريم" رأسها إليهم بسخرية ثم نظرت إلى يدها الممدودة وقالت:-
-صاحبته!! خليني نمشي يا إيلا
أخذت فرستها بتجاهل تام إلى "سلمي" وعينيه تراقبها أثناء رحيلها فقالت "سلمي" بعفوية:-
-أنا عيد ميلادي النهار دا لازم تيجي مع جمال الحفلة
سمعتها "مريم" وهى تسير بجوار "إيلا" التى أصدرت صهيلها فقالت بضيق شديد:-
-مش هروح يا إيلا....
وقف "جمال" أمام الدرج ينتظرها مُطولاً وقد تأخر بالفعل على الحفل، سمع صوت طقطق كعبها العالي على الدرج ليرفع نظره عن الساعة إليها فرأها ترتدي فستان أحمر طويل يخفي أخمص قدمها يظهر نحافتها وجسدها الرفيع بقط يظهر عنقها وعقدها المصنوع من اللولو الخالص ويأخذ شكل أفعي، تحمل فى يدها حقيبة بحجم هاتفها تلمع ذات اللون الفضي كعقدها وحلق أذنها الطويل الواضح تمامًا بعد أن صفف شعرها فى مؤخرة رأسها تمامًا فلم ينسدل منه خصلة واحدة سوى غرتها الطويلة التى تصل لذقنها وتصففها على الجانب الأيسر تزيدها جمالًا، تضع مساحيق التجميل وأحمر شفايف باللون الأحمر البارز، خجلت "مريم" من نظراته المُثبتة عليها وأحمرت وجنتها خجلًا فممرت سبابتها مع غرتها من التوتر، وصلت أمامه وهو يحدق بها بإعجاب شديد وقلبه كاد أن يقفز من مكانه ويرتطم بها، لا يشعر بشيء سواها ورائحة عطرها التى وصلت لأنفه مع طلتها، رفعت نظرها أخيرًا إليه لتتقابل عيونهما معًا ويضربها قلبها بقوة غاضبًا من تجاهلها وتصرفاتها التى تفعلها كي تبتعد عن حبيبه الواقف أمامها للتو، عينيه الخضراء تفقدها الوعي رغم عينيها المُفتوحتين، رائحته الجذابة ووسامته، لا يعلم كم دقيقة مرت على هذه النظرة الطويلة والعناق الذي تقابل فيه أعينهم معًا، رأي يدها ترفع قليلًا لتقترب من لحيته فنظر إليها بينما أناملها أستقرت على لحيته ونزعت عنها الخيط الصغير الذي تشابك مع شعرات ذقنه من المنشفة تقريبًا، ظل ينظر إليها فى صمت حتى قاطع هذا الصمت ظهور "نانسي" من الأعلي تحمل البلطو الخاص بـ "مريم" لتقدم للأمام بخطواته ووضعت "نانسي" البلطو على أكتاف وقالت:-
-أنتِ جميلة أوى يا مريم الله يحفظك يا حبيبتى
تبسمت "مريم" بلطف ثم خرجت من القصر خلفه ليأخذها بسيارته الطويلة البيضاء التى بلغت ثلاثة أمتار وأنطلق "صادق" بهما إلى مقر الحفل..
فور وصولهم بدأ الجميع بالترحيب ب"جمال" رجل الأعمال الذي يجتاح السوق العربي والغربي فى مجاله للألكترونيات ونادرًا ما يذهب إلى حفلات كهذا فبعضهم جاء من أجل لقائه وليس لمباركة "سلمي" بعيد ميلادها، ظلت تقف جواره بحرج من كثرة الرجال المُلتصقين به حتى وصلت "أصالة" وأنطلقت معها فى المكان ...
كانت تقف هناك مع "سلمي" وبعض الفتيات يتسامرون معًا والضحكات لا تخلو من بينهم، بسمتها الساحرة لا تفارق وجهها فأراد أن يشكر صديقته على فعلتها التى جعلت هذه البسمة تنير وجهها العابس وتقتل حزنها، لطالما أشتاق لوجهها المُبتسم لتنير حياته وقلبه بهذه الإبتسامة، رغم وقوفه هنا عن بُعد ويتحدث مع رجال من مكانته المرموقة فى العمل لكن عينيه لا تفارقها نهائيًا لا يعلم أهو خوف عليها أم عشقًا بها وهذا العشق من يجبره على النظر إليها ولا يستطيع تحاشي النظر عنها..
أقتربت "أصالة" منهم وهمست فى أذنيه بلطف:-
-عارفة أنا لحد من ساعة مكنتش متوقعة أنك هتيجي معاه  
ردت "مريم" بهمس وهى تذهب بعيدًا عن الفتيات:-
-سلمي جت البيت وعزمتني، أنا واثقة أن دا بأمر منه أكيد 
سارت "أصالة" معها بعفوية وبسمتها لا تفارقها من هذا الثنائي ثم قالت بجدية:-
-أكيد، لأن أى حد يعرف مين هو جمال المصري مستحيل يطلب دا غير بعد موافقته، صدقينى يا مريم أنا عمري ما شوفته مهتم بحد الأهتمام اللى هو بيقدمه ليكي، أنا أكتر واحدة تشهد على دا من كتر الطلبات اللى بيطلبها مني عشانك، هدايا وكتب وأول ما يسمع أن نفسيتك وحش أو مخنوقة فور بيقولي أتشقلبي المهم أعمل حاجة عشانك، رغم أنكم مقعدتوش على سفرة واحدة لكن أقسم لك أن جمال عارف كل حاجة عنك بتحبي أيه وبتكرهي أيه، ألوانك المفضلة، حتي لحظات خوفك أنا واثقة أن جين بينقلوا كل ضربات قلبك المُختلفة عن معدلها الطبيعي، الحساسية اللى عندك شريف قالي أنه بطل سجاير فى القصر عشانك، غيرته عليكي اللى بتخليه يعاقبني مجرد ما يشوفك لابسة فستان حلو أنا اللى أشتريته، عينيه اللى مش مش مفارقكى دلوقت وفى أي مكان أنتي فيه..قوليلي لو مكنش كل حب يبقي أيه
صمتت "مريم" قليلًا لتجمع شجاعتها بعد أن تذكرت رفضه لها قائلة:-
-أسفة يا أصالة بس أنا مش محتاجة لمراقبة ليا، كل اللى بتقولي دا عندى معناه كلمة واحدة أنه بيراقبني بس..
تركتها وخرجت من المكان فى صمت وحدها، تنفست بأختناق ثم قالت:-
-أن كان حب فأنا فى غني عن بطريقته دى..
ظلت فى البهو وحدها تسير دون توقف حتى ينتهي هذا الحفل وتستطيع العودة للمنزل، شعرت بخطوات خلفها تقترب تحفظها جيدًا لتأخذ نفس عميق قبل أن تشعر بالبلطو الخاص به يوضع على أكتافها، نظرت للبلطو بصمت ثم رفعت نظرها إليه، وقف جوارها ينظر للأمام لتقول:-
-أنا مش سقعانة!
حاولت خلع البلطو عنها لكنه أوقفها بكلمته البسيطة التى تفوه بها:-
-لكنك جميلة
عادت "مريم" بنظرها إليه بأندهاش فهل أستغرق كل هذا الوقت حتى يجمع شجاعته ويخبرها بأنها جميلة اليوم فى حين أن كل من رأها قالوا هذا الشيء، لكن قلبها الأحمق أنتظرها منه والآن تراقص فرحًا بين ضلوعها ورغم سماعها لهذه الكلمة كثيرًا اليوم إلا أن منه كانت كالسحر الذي وقع عليها ليهزم لكل حصونها والحواجز التى صنعتها بينهما..
تابع "جمال" كلماته بنبرة هادئة يسخر من موظفيه دون النظر إليها:-
-الأغبياء قولتلهم متخلهوش جميلة جداً، تفتكري دا غلطهم ولا غلطتك أنتِ لأنك جميلة
نظرت للجهة الأخري مُبتسمة خفيًا عليه وهو يحاول أن يعلم سر جمالها اليوم حتى يعاقب المُسبب على هذا الجمال الذي جعل الجميع ينظرون إليها بإعجاب، تنحنحت بجدية تحاول أن تخفي سعادتها حين قالت:-
-عن أذنك!!
ألتفت لكي تغادر فأستوقفها بنبرة هادئة مناديًا إياها:-
-مريم!!
توقفت محلها لتُصدم عندما ألتصق بها من الخلف وأصبحت أنفاسه تضرب خديها بسبب قربه ويديه تتسلل إلى خصرها برفق فهمس إليها بنبرة أفقدتها المتبقي من صمودها أمام قلبها المُتسارع:-
-لحظة من فضلك!! 
أغمضت عينيها بأستسلام لطلبه وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة فى حضرته وعطره الرجولي يغتصب أنفها مع أنفاسها وتشعر بدفئه الذي لطالما أحبته وأخبرته به، أبتعد عنها مُبتسمًا بمكر بعد أن أفقدها قوتها أمامه وأشعل نيران العشق بداخلها بتصرفه عن عمد لتفتح عينيها بعد أن ترك أسرها ونظرت له فأشار إليها بعلبة سجائره والقداحة التى حصل عليها من جيب البلطو فكزت على أسنانها غيظًا منه وذهبت من أمامه، ضحك "جمال" عليها وأشعل سيجارته بينما دلفت هى للداخل غاضبة وتشتعل من الضجر منه بسبب ما فعله بقلبها وكأنها هزمت أمامه من جديد وقالت بعتاب لحالها:-
-غبية كان لازم تردي له القلم، لكن أنتِ يا مريم أستسلمي لقلبك الغبي..
______________________________ 
حاول "حمزة" العثور على رقم هاتفها الجديد حتى يتصل بها ويخبرها بما طلبته "سارة" لكن لا أحد يساعده فى ذلك فقرر مراقبتها حتى تسنح له الفرصة بالحديث معها، ظل يجلس فى سيارته قرب القصر حتى رأي سيارة "جمال" تمر من امامه وهى تجلس بداخلها فتأفف بضيق من هذه الفرصة التى فشلت قبل أن يفعل شيء بسبب وجود "جمال"، دخلت السيارة للقصر بعد أنهوا الحفل وترجلت هى أولًا غاضبة منه وأتجهت للأعلي وقدميها تكاد تكسر الأرض من ضربتها فى المشي لتقول "حنان" بقلق:-
-فى أيه؟
تأفف "جمال" بأختناق من تصرفاتها العنيدة والغضب الذي أصبح جزءًا منها وقال:-
-مفيش، أنا طالع أنام
صعد إلى غرفته بأختناق وأخذ حمام دافئ ثم صعد للفراش ووضع الهاتف جوراه على الكمودينو فوقع نظره على هذه الدمية التى صنعتها له فى عيد ميلاده وأحتفظ بها قرب فراشه وهذه العلبة السوداء ليلتقطها بحيرة ثم فتحها وظل ينظر إلى خاتم الزفاف الذي أشتراه من فرنسا فى سفره لأجلها، أعتقد أن طلبها للزواج والأعتراف بمشاعر شيء سهلًا وأشتري الخاتم لكن الأمر صعبًا عليه تمامًا كلمس نجمة فى السماء، وضع الخاتم مكانه على الكمودينو وأشعل سيجارته ينفث بها غضبه ....
______________________________ 
كانت "سارة" تقود سيارتها فى الطريق وتوقفت فجأة لتصطدم السيارة الموجودة بالخلف فى سيارتها وترجل منها رجل فى أواخر الأربعينات من عمره يرتدي بدلة سوداء ويصفف شعره الأسود للأعلي بجسد نحيف وعيني سوداء ببشرة فاتحة قليلًا ونظر للسيارة الخاصة به بعد أن كُسر مصباحها الأمامي فتأفف بضيق وهو يغلق زر سترته وسار نحو السيارة ليطرق بأصابعه على النافذة، فتحت باب السيارة وترجلت "سارة" سكيرة وجسدها يهتز يمينًا ويسارًا تكاد تفقد توازنها وقالت بلطف:-
-أنا أسفة جدًا
تتطلع الرجل بها امرأة جميلة تصغره بالعمر تضع مساحيق التجميل وشعرها الأسود القصير يداعب عنقها المُثير، ترتدي فستان أسود اللون قصير يصل لفخذيها وبدون أكمام يظهر أكتافها النحيفتين وعظام رقبتها الجميلة، تبسم بإعجاب بهذه المرآة وقال:-
-ولا يهمك دى فانوس المهم أنتِ كويسة
أومأت إليه بنعم وهى تتعمد الأرتطام بيه مرات متتالية ليتشبث بخصرها بلطف وقال:-
-تحبي أوصلك
أجابته بنبرة ناعمة مُثيرة تليق بعملها كراقصة سابقًا ومديرة نوادي ليلية حاليًا:-
-عشان متعبكش
هز رأسه بلا برحب شديد فى التقرب لهذه المرأة وأغلق سيارتها ثم أخذها فى سيارته وأنطلق بها إلى حيث منزلها وقبل أن تنزل قدم لها بطاقة عمله وقال:-
-أتمني أشوفك مرة تانية
تبسمت إليه ثم قبلت بطاقته أمامه ونزلت بجسدها الهزيل من سيارته لينطلق فى طريقه فضحكت "سارة" بمكر كأنها حققت هدفها ونظرت إلى البطاقة وقرأت أسمه بخبث ووجه يخفي خلفه الكثير من الخطط الشيطانية عكس وجهها الجميل:-
-نادر الهواري... أكتملت أول خطوة يا جمال...  أستناني
صعدت وهى تحمل فى طياتها الكثير من الخطط وكأنها تصبو إلى طريق لا يعلم ماهيته سواها.....
_______________________________ 
"قصــــر جمــــال المصـــري" 
كان الجميع يستعدون لأستقبال هذا الشاب الذي تقدم لخطبتها ورفضه "شريف" بسبب غياب "جمال"، رأت "مريم" وجوه الجميع كأنه يخشوا الأبتسام فى هذا اليوم خوفًا منه فسألت "نانسي" بقلق:-
-نانسي، هو جمال...
قاطعتها "نانسي" بنبرة هادئة تخشي أن يسمعها أحد:-
-أبعدي عنه الساعة دى يا مريم لحد ما الضيوف دول يمشوا، من ساعة ما أستاذ شريف قاله أمبارح على الميعاد ولحد دلوقت طرد 7 خادمات لأسباب مش هتتخيلها زى أن نقطة من القهوة وقعت على الفنجان من برا، التانية فى شعرة خرجت من الكحكة فطردها لأن هيئتها غير مشرفة للقصر والثالثة ظفرها جرح التفاحة اللي متفهمش فين الكارثة فى كدة عشان يقطع عيشها... فالله يخليكي أبعدي عنه عشان أنا حاسة أن القصر دا هيتصفي على أيدك ومش هيفضل غير حنان
ضحكت "مريم" بعفوية على تصرفاته فهل الغيرة أكلت عقله عوضًا عن قلبه فقالت ببسمة تنير وجهها:-
-هو فين؟
-فى المكتب
أتسعت عيني "مريم" على مصراعيها بصدمة الجمتها وقالت:-
-من ساعة ما رجع من الشركة، مغيرش هدومه الناس على وصول
تأففت غيظًا من تصرفاته وهل الآن سيستقبل الضيوف ويظهر أمامهم فوضوي لأجل غيرته دلفت للمكتب ورأت الغرفة معبأة بالكثير من الدخان بسبب كم السجائر التى حرقها كقلبه المُحترق فبدأت "مريم" فى السعال ليطفي سيجارته سريعًا وضغط على زر تنقية الهواء وفتح النوافذ لأجلها، مررت يدها على أنفها بضيق ثم قالت:-
-أنت ملبستش؟ الناس على وصول
-كفاية أنتِ تلبسي وتتأنقي 
قالها بسخرية لتذهب إلى المكتب وألتفت حوله ثم مسك ذراعيه وبدأت تسحبه بقوة قائلة:-
-قوم يا جمال 
لم يتحرك له ساكنًا فجسدها الضعيف لن يقوى علي تحرك بنيته الجسدية القوية لتتوقف عن سحبه بالقوة ونظرت إلى عينيه ويدها تمسك يده بدفء ثم قالت ببراءة:-
-ممكن تقف
لبي طلبها بتأفف شديد فتبسمت وهى تعلم ان القوة ليست سبيله بل باللين سيفعل لأجلها أي شيء، لتمسك أكتافه وتُديره إليها حتى يصبح مُقابلها تمامًا وبدأت تهندم له بدلته ورابطة عنقه بلطف وقالت:-
-ممكن تفرد وشك شوية، أنت مش رايح تحارب ولا تعزي فى موتي 
تنحنح بلطف وتنازل عن غضبه قليلًا ورأسه مُنخفضة إلى حيث وجهها وقصرها جواره وقال بتمتمة:-
-بعد الشر عنك
رفعت يدها إلى شعره ترفع خصلته الفوضوية للأعلي بلطف ثم تبسمت إليه ليقول بنبرة خافتة:-
-أنتِ عايزاه يا مريم؟
نظرت إلى عينيه الحزينة لكنها تحمل من الغضب أضعاف هذا الحزن لتقول بنبرة خافتة:-
-اه على الأقل مش هشيل هم المكان اللى هروحه بعد ما أمشي من هنا ولا مش واخد بالك أن باقي سنة إلا شهرين ووصيتك عليا تخلص، هو أكبر مني بسنة وإنسان كويس وطموح ومعايا فى كلية إعلام بيحضر ماجستير ونزل تدريب فى أكثر من قناة وصنع لنفسه برنامج على اليوتيوب وبيكسب كويس جدًا من قبل ما يتخرج ودلوقت بيقدم برنامج كورة وعنده بيته ومامته متوفي وعنده أخ واحد، وبيحترمنى جدًا وبيساعدنى فى دراستي ومُتفهم أنى أرملة يعنى في كل المميزات اللى بتدور عليها أى بنت فى أى راجل عايزة تعيش معاه......
 قاطعها بتنهيدة بأختناق سافر من حديثها عنه وكأنها سقطت فى غرامه، أنزل يدها عن رابطة عنقه بضيق شديد وعينيه تحدق بها ثم قال:-
-كل دا شعر فيه، أنتِ بتحبيه يا مريم
رفعت رأسها بسخرية إليه وتطلعت به بنظرة صامتة ثم قالت:-
-وأنا خدت أيه من الحب يا جمال؟ ولا حاجة غير الوجع والفراق وعياط طول الليل، الحب عشان أعيشه لازم أعيش قسوته وأنا أستكفيت قسوة
شعر بنظرتها وحديثها بأن تلقي بالحديث عنه عندما أخبرته بأنها تحبه ماذا فعل غير الهجر والقسوة ورفضها رفض قاطع، كز على أسنانه بضيق ثم قال ببرود شديد:-
-ما دام مش بتحبيه يبقي مش هتتجوزيه
كاد أن يمر من أمامها لتمسك ذراعه بقوة غاضبة من قراره وقالت:-
-بس أنا موافقة أنت مين عشان تعترض.......
قاطعها للمرة الثانية لكن هذه المرة بقبلة على شفتيها التى تثرثر بالكثير عن هذا الزواج ورجل أخر غيره لتُصدم "مريم" من فعلته ورفعت يدها تبعده عنها ليمسك يديها بأحكام ويضغط عليهم بقوة حتى كاد أن يعتصر رسخيها فى قبضته القوية، أبتعد عنها ثم قال ببرود بينما يمر سبابته على شفتيها بلطف:-
-أنا حذرتك أشوف قلم روج فى وشك يا مريم... كدة بقيتي أحلى
أستشاطت غضبًا منه وهى تكتم أنفاسها من الغيظ وتراه يذهب بعيدًا فقال ببرود شديد يزيد من أستفزازها وهو يسير للخارج دون أن يتطلع بها:-
-حاولي تجيبي واحد بالبطيخ هيبقي طعمه أحلي...
أغلقت قبضتيها بأحكام قبل أن تذهب وتضربه فى وجهها من الغيظ الذي ألقاه بداخلها، أتجهت للأعلي رغم غضبها لكن قلبها الأحمق غارقًا فى حب هذا الرجل مسحت أحمر الشفايف ووضعت لون غيره أخف من الدرجات البنية ونزلت بسرعة عندما أخبرتها "نانسي" بحضور ضيوفها، وقفت على الدرج تستمع لحديثهما ليقول الشاب بلطف وبسمة لا تفارقه:-
-أنا بصراحة... معلش سامحنى على توتري أصلها أول مرة... أنا جاي طالب أيد أنسة مريم...
توقف عن الحديث مرة أخرى لكن هذه المرة بسبب وقوف "جمال" من مكانه وأغلق زر سترته ببرود شديد ثم قال بلهجة جادة:-
-هعتبر نفسي مسمعتش جملتك... وصله يا شريف للباب
وقف الشاب بأرتباك ثم قال بحيرة من رد فعله:-
-هو أنا عملت حاجة؟ أو حضرتك سمعت عني حاجة وحشة
ألتف "جمال" له بهدوء أعصاب كأنه جبل جليدي وقال:-
-لا طبعًا بس أزاى جاي تطلب أيد خطيبتى مني
أتسعت أعين "مريم" على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم نظرت إلى "نانسي" التى تقف جوارها وهكذا "حنان" وقالت مصدومة كأنه صعقها بالكهرباؤ للتو وتشير على نفسها:-
-خطيبته!! مين خطيبته.....  أنا!!!!  
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رحل الشاب مع أخاه من القصر لتنزل "مريم" إلى الصالون بغضب سافر  بسبب كلمته التى ألقاها كالقنبلة تنفجر بها وقالت:-
-خطيبتك!! مين خطيبتك إن شاء الله... أنا... خطبتني أمتي، معقول معزومتنيش على خطوبتي 
أجابها بنبرة غليظة غاضبًا من هذا الموقف واليوم جاء رجل لطلب يدها وغدًا ماا سيحدث هل ستخبره بأنها سقطت فى الحب:-
-غوري من وشي يا مريم دلوقت، وإياكِ الموقف دا يتكرر تاني
صرخت بأنفعال شديد به أثناء وقوفها فى البهو وقالت:-
-ما أنا كنت عايزة أغور من هنا خالص لكن حضرتك...ههههه والله خطيبتك ومين قالك أني هوافق أتخطب لك
ألتف إليها قبل أن يدخل المكتب وقال بسخرية من رأيها:-
-ومن قالك أني محتاج رأيك، أنتِ دلوقت خطيبتي
-خطيبتك منين أنا؟ 
قالتها بصراخ ثم ألتفت إلى "شريف" وقالت بصدمة ألجمتها:-
-أنا خطيبته؟
أومأ إليها بنعم فطالما قال "جمال" بأنها خطيبته سيخبرها العالم أجمع بأنها خطيبته صرخت من الغيظ وأتجهت إلى "نانسي" وقالت:-
-أنا خطيبته يا نانسي
-اه
قالتها "نانسي" بخوف من مخالفة كلمته التى تشبه الأمر لتحاول "مريم" تمالك أعصابها وأغلقت قبضتها بأحكام قبل أن تجن وسألت "حنان" بنبرة مرتجفة قائلة:-
-أنا خطيبته يا حنان
-أيوة يا مريم
صرخت من الغيظ وهى تقول:-
-خطبتني منين وأمتي أنتوا عايزين تجننوني
ربتت "حنان" على كتفها بلطف ثم قالت:-
-ما دام هو قال خطيبته يبقي خطيبته وأهدئي يا مريم بدل ما يخرج من جوا ويقولك مراته وهتلاقي قسيمة جواز تثبت أنك مراته فعلًا
وضعت يديها على وجهها بصدمة مما تسمعه الآن، صعدت لغرفتها غاضبة من الجميع رغم قلبها الذي يشعر بعكس عقلها الذي يكاد يجن ويفقد صوابه، قلبها الذي يفقز على ضلوعها الصلبة من الفرح ودقاته تسبب الإزعاج إلى هذا العقل، ألقت بجسدها على الفراش مُستسلمة لهذا الصراع الذي يحدث بداخلها بين القلب والعقل....
____________________________ 
داخل الملهي الليلي وسط أصوات الموسيقي والرقص وصراخ الشباب، ولج "نادر" وترجل الدرجات الحديدية وسط الزحام لتبتسم "سارة" بمكر عندما رأته ووقفت تنهدم فستانها الذي يشبه قميص النوم من كثرة التعري فكان فستان أزرق طويل مفتوح من جهة اليمين من الفخذ ويظهر قدمها كاملة وبحمالة رفعية وعاري الظهر كليًا وترتدي حذاء أبيض بكعب عالي، بعثرت شعرها بطريقة عفوية ثم أتجهت نحوه بخطوات دلالية حتى وقع نظره عليها فتبسم بإعجاب وهو يتفحصها من الرأس حتى اخمص القدم وخطواتها المُثيرة وعندما وصلت أمامه قالت:-
-نورت المكان كله
أخذ يدها الناعمة فى راحة يده وأنحنى ليضع قبلة عليها ثم قال بلطف:-
-المكان منور بالجمال اللي فيه
تبسمت بدلال ثم قالت:-
-تحب تقعد فى الصالة ولا نطلب المشروب فوق في مكتبي في الهدوء بعيد عن الدوشة
أجابها بلطف وعينيه تتجول فى المكان قائلًا:-
-زى ما تحبي
تبسمت وسلكت الطريق أولًا إلى مكتبها لتصعد الدرج الحديدي الموجود بالخلف وهو أول مكان يكون خاليين من الزبائن فى هذا المكان المزدحم، صعدت بدلال أمامه وهي تشعر بنظراته التى تلتهمها فتبسمت بخبث وصرخت بألم بعد أن التوى كاحلها بالكعب العالي ليتشبث "نادر" بها بقلق وهو يقول:-
-حصل أيه؟
-اااه رجلي
قالتها بدلال مُفرط وعينيها لا تفارق عينيه كأنها تلقي عليه تعويذة النظرات السحرية فقال بلطف:-
-أسمحيلي
حملها على ذراعيه وصعد بقية السلالم بها لتلف ذراعيها حول عنقه حتى أصبحت على قرب كبير منه وبات يشعر بحرارة جسدها البارد من التكيف وخصيصًا فى هذا الشتاء وأنفاسها الدافئة تضرب وجهه، دخل للمكتب وأنزلها على الأريكة بلطف ثم جلس على الارض أمامها ورفع قدمها على ركبته وخلع حذاءها لتبتسم عليه فهو رجل أعمال ذو نفوذ كثيرة والآن يجلس عند قدمها برحب شديد، قالت بدلال مُصطنعة الألم:-
-اااه 
نظر إلى وجهها ثم إلى قدمها من جديد وبدأ يدلكها بلطف، راقبت "سارة" عينيه التى تعتصر جسدها بنظراته خلسًا لكنها قرأتها بمهارة عيناه التى تسعى لأكتشاف كل أنش بها وتشعر بيده تحسس قدمها بلطف فتبسمت بخبث شديد كالصقر الذي حصل على فريسته للتو وسحبت قدمها منه بلطف ثم قالت بنبرة ناعمة خافتة:-
-شكرًا تعبتك معايا
وقف من مكانه ليجلس جوارها مُبتسمًا وهو يتفحصها عن قرب لتهرب من هذه النظرات إلى المكتب ورفعت سماعة الهاتف كي تطلب زجاجة من الخمر الفاخر غالية الثمن لأجلهما وبدأت تتدلل عليه كلما سكبت إليه كأس متعمدة أن تزرع بداخله سحرها الأنثوي بضحكات رقيعة وهمسات فى الأذن ومداعبة رابطة العنق حتى تصل يدها إلى عنقه تمامًا كما فعلت مع "مُختار" وأستطاعت أن تسحبه للزواج وظلت زوجته لسنواته طويلة لأول مرة فهى الوحيدة التى أستطاعت أن تكن زوجته لسنوات فالبقية لا يكملن شهرًا واحدًا معه، ممارستها لسحرها علي هؤلاء الرجال سلس كتنفسها الهواء بسلسة دون أى مجهود، أنهوا زجاجتهما التي شربها "نادر" كاملة تقريبًا فى حين أن "سارة" لم ترتشف سوى كأسين فقط، وقفت بدلال من الأريكة وقالت:-
-هطلب واحدة تانية
مسك "نادر" ذراعها بقوة وجذبها لتسقط على قدميه جالسة وقد فاض به الأمر من دلالها المُفرط ووصل لأقصي درجات الصبر فى تذوق هذه المرأة، شعرت بيديه تداعب ظهرها العاري من الخلف والأخري تسللت إلى وجهها يلمسه بدلال وقال بحالة سُكر:-
-كفاية... أنا ...
توقف عن الحديث عندما طبع قبلته على عنقها لتبتسم بدلال ثم فرت هاربة من بين ذراعيه بمكر بعد أن زرعت بداخله الرغبة بها....
____________________________
"قصـــــر جمــــال المصــــري" 
ترجلت "مريم" من الأعلي صباحًا مُرتدية بنطلون جينز وتي شيرت أبيض اللون وفوقه بلطو باللون الازرق وترتدي حذاء رياضي بنفس لون تي شيرتها وتصفف شعرها على الجانبين بحرية دون أن تقيده بأى دبوس شعر، تحمل حقيبة ظهرها الصغيرة فى يدها وهاتفها، أخذتها "حنان" للإفطار وهناك راته يجلس على السفرة فرفضت الجلوس بخطوة للخلف لكن "حنان" دفعتها للأمام قائلة:-
-أرجوكي أقعدي أفطرى معه، مستر جمال مراحش الشركة لحد دلوقت عشان يفطر معاكي ... أقعدي 
تأففت بضيق ووضعت الكتب والحقيبة على السفرة بضيق وعصبية ليرفع نظره إليها من عصبيتها فتحاشت النظر إليه وبدأت تأكل فى صمت بتعجل حتى ترحل ليقول بنبرة حادة:-
-مش محتاج أقولك لو عرفت أنك اتكلمي معاه أو حتى عينيك جت عليه هيحصل أيه
تنهدت بضجر وتركت الشطيرة من يدها فى الطبق ثم نظرت إليه وقالت ببرود أعصاب:-
-والله أنا اللى مش محتاجة أفكرك أنك تصلح اللى بوظته أمبارح وتقولهم أنى مش خطيبتك ولا نيلة وبعدين دى عيني وانا حرة فيها تبص علي اللى عايزاه 
تبسم وهو يضع المربي بالسكين فى شطيرته دون أن ينظر إليها وقال ببرود سافر:-
-بس أنتِ خطيبتي
بروده الثلجي أشعل نيرانها كأنه يتعمد هذا الشيء ويتلذذ برؤيتها تغلي كالبركان لترفع يديها الأثنين فى وجهه وقالت بضيق:-
-أنا سنجل ومش خطيبتك ولا حضرتك مش ملاحظة أن أيدي فاضية
نظر لها بطرف عينيه نظرة مُخيفة أرعبتها ثم قال:-
-عشان كدة نزلتي أستوري على الواتس بليل مصورة أيدك الفاضية وكاتبة الحمد لله على نعمة السنجل، كنتِ بتوصلي له رسالة أنك مش خطيبتي مثلًا ولا بتطلبي منى أجبلك خاتم الخطوبة بس بشياكة 
وضعت ذراعيها على السفرة مُتكئة عليهم ببرود شديد مثله وحدقت بعينيه مباشرة وقالت:-
-بالظبط بوصل له رسالة أنى مش مخطوبة واللى قولته مجرد تخاريف ونصيحة مني متحاوليش تختبر صبري كتير لأنك متتخيلش جناني ممكن يوصلني لفين يمكن أرجعلك من الجامعة فى أيده وأقولك أنا أتجوزت
قالتها ببرود ترد له القنبلة التى قذفها بها ثم وقفت من مكانها كي تغادر لكنها لا تدرك ما فعلته بكلمتها إليه وما العواقب التى ستحل عليها نتيجة نصيحتها المعتوهة، تنهد بغضب محاولًا كبح غضبه بعد كلمتها وهى تهدده بأنها تستطيع الزواج من غيره إذا أرادت فوقف "جمال" من مكانه، سارت بخطوات سعيدة وهى تعلم بأنها أنتقمت منه للتو وانتصرت لكن سرعان ما تلاشت بسمتها عندما حملها على كتفه بسهولة لتصرخ بصدمة أحتلتها وسقطت حقيبتها وهى تضربه على ظهره بغضب وتقول:-
-أنت أتجننت يا جمال، نزلنى
صعد للدرج بها غاضبًا لينظر "شريف" إلى "حنان" فقالت بأستسلام:-
-راحت أيام الهدوء فى القصر دا، إحنا لازم نستعد للحرب
ضحك "شريف" فالقادم بين هذا الثنائي حربًا فعلًا وكل واحد منهما يفكر فى قذف التاني أولًا ليرد الأخر بالأنتقام، صعد "جمال" للردهة وهى لا تتوقف عن الصراخ ويقول بجدية صارمة:-
-أنا هوريكي أزاى تفكر فى الجواز من ورايا
فتح باب غرفتها وأنزلها فى منتصف الغرفة لتهندم شعرها المُبعثر بأنفعال وحدقت فى وجهه بغضب سافر قائلة:-
-أنت مجنون رسمي، أنت فاكرني كلبة عندك وهتحبسني هنا
لم يبالي بكلمتها ووضع يده فى جيب سترته الداخلي وأخرج منه العلبة ليفتحها بانفعال وأخرج الخاتم منها ووضعه فى بنصرها الأيمن بقوة لتتألم من فعلته وحاولت جذب يدها منه بكل قوتها ليقول بعناد وكبرياء شديد:-
-عشان أيدك متبقاش فاضية
دفع يدها بغضب أحرق كل خلايا عقله من كلمتها فكادت أن تنزع الخاتم من يدها ليقول بتهديد صريح:-
-جربي تقلعيه يا مريم وأنا هجبلك هدية ملفك من الكلية وأبقي وريني هتكلمي سنتك الأخيرة أزاى
توقفت عما تفعله وتركت الخاتم فى يدها وعينيها تحدق به فى صمت لا يخرج منها سوى صوت أنفاسها المرتفعة التى تخترق أذنيه لتخبره كم هى غاضبة وتحترق من الداخل كعقدة حاجبيها وتقوس شفتيها كل تعابير وجهها وجسدها يطلقوا العنان لهذا الغضب أمامه، تبسم على هذا الغضب وشعر بأرتياح فى داخله بعد أن رد لها جمرة الغضب التى أحترقته بها بالأسفل وأنحني قليلًا قرب رأسها وهمس فى أذنها ووجنته تلمس وجنتها المُلتهبة من الغضب:-
-قولتلك مشوفش قلم روج فى وشك بس واضح انها عجبتك
أدارت رأسها له بخجل بعد أن أزدردت لعابها الجافة فى حلقها بدهشة من تحوله المُفاجئ وهى تعلم أنه يتحدث عن قبلته لتتقابل عيونهما ويسرق منها قبلة جديدة بسرعة وهرب من أمامها قبل أن يعطيها المجال لمقاومته أو دفعه بعيدًا، ظلت محلها كالجبل المتجمد مكانه بعد أن أنصهر غضبها من قبلته كأنه أطفي النار التى بداخلها بهذه القبلة السحرية، لم تشعر بشيء سوى صوت الباب يغلق من الخارج بالمفتاح لتسرع إليه بصدمة وقالت:-
-جمال، أفتح جماااال
ضربت الباب بقدمها بضيق ثم جلست على الفراش بأستسلام للأمر ولمست شفتيها بسبابتها ببسمة رُسمت للتو عليهما لأجله وبدأ قلبها يقتل صراخ عقلها المتحجر، لمحت لمعة الخاتم وهى تمرر يدها على شفتيها فأنزلتها لتنظر إلى الخاتم بسعادة فكان رقيقًا جدًا يليق بأناملها النحيفة لتُتمتم بلطف:-
-أنا بقيت خطيبته بجد؟!
____________________________
تبسم "حمزة" وهو جالسًا فى سيارته أمام القصر بعد أن حصل على رسالة للتو تحمل بداخلها رقم "مريم" الشخصي فأنطلق بسيارته وهو لم يعد بحاجة إلى المراقبة هنا فبمجرد أن يتصل بها ستهرع إليه وتأتيه مهرولة دون تفكير، يكفيه أتصال واحد إليها، لكن سعادته تضاعفت من المُرسل الذي قبل بالتعاون معه من داخل القصر ليكون عينًا له ومساعده فى أى شيء يريد أن يفعله داخل القصر دون أن يجازف بحياته.....
___________________________ 
"شــــركــة الجمــــال جى أند أم للألكترونيات" 
فتحت "أصالة" باب المكتب وولجت بهدوء حتى وصلت إلى مكتبه وهو مُنغمس فى عمله بجد لتقاطعه لطف عندما قالت:-
-نادر الهواري متصدر الأخبار النهار دا
فتحت له الشاشة المجاورة للمكتب ليظهر له المقالات الكثيرة التى كُتبت عنه بطرق مُختلف لكن محتواها واحدًا 
(رجل أعمال صالح فى الصباح ويقدم الخدمات للشعب وفى المساء يتردد على الحانات والنوادي الليلى)
تبسم "جمال" وهو يعود بنظره إلى اللابتوب الخاص به وقال بسخرية:-
-هم كانوا فاكرين أنه صالح بجد!! ميعرفوش غير الظاهر اللى بيحصل على المسرح لكن اللى خلف الكواليس لا، اللى زينا جوا هم بس اللى عارفين قذارته وأن مفيش مشروع دخله إلا بطرق غير مشروعة ومخالفة، بس متقلقيش يا أصالة ما دام الصحافة حط عينيها عليه هتكون مسألة وقت ويعرفوا عنه كل حاجة
تبسمت بفخر شديد كونها تعمل مع هذا الرجل لسنوات وقالت بلطف:-
-فى نفس الوقت الصحفيين اللى متعاقدين معانا بدأوا ينشروا مقالات عن شركتنا وسيرتك المهنية اللي زى البرلنت
أومأ إليها بنعم ثم تذكر "مريم" ليخرج بطاقته البنكية فتبسمت "مريم" بحماس وتحدثت قبل أن يفعل:-
-أجيب أيه؟
ضحك بخفة لأول مرة على حماسها ثم قال:-
-بقيتي حافظني يا أصالة
نظر نحو الباب بأرتباك من أن يدخل "شريف" ثم قال:-
-أشتري هدية تنفع تكون هدية خطوبة وفى نفس الوقت للصلح
أتسعت عينيها على مصراعيها بدهشة من كلمة خطوبة وظلت تحدق به وفمها مفتوح من الذهول ليقول بجدية:-
-مالك يا أصالة؟
فاقت من شرودها وقالت بخوف من جديته وتحوله المفاجئ هاتفة:-
-تحت أمرك ..
____________________________ 
"قصـــــر جمـــــــال المصـــــري"
خرجت "مريم" من المرحاض بعد أن أخذت حمام دافئ وجلست أمام المرآة تجفف شعرها بمجفف الشعر الكهربائي ففتح باب الغرفة لتترك المجفف من يدها وألتفت كي تنظر للباب وكان "جمال" الذي عاد من عمله بعد يوم طويل حبسها به داخل غرفتها، دُهشت عندما رأته يحمل باقة من الورود الحمراء مصنوعة داخل صندوق أسود على شكل قلب، وقفت من مكانها مذهولة من رؤيته يأتي إليها بورد وهذا لا يليق بشخصيته التى تعرفها، رمقها بنظره صامتًا وهى تسير نحوه حافية القدمين مُرتدية بيجامتها الوردي المصنوعة من الفرو لتحميها من هذا البرد القارس فى شهر فبراير وشتاءه وشعرها مسدول على الجانبين وظهرها بفوضوية وما زال يحمل بها بعض قطرات المياه، وصلت أمامه وعينيها لا تفارق بالباقة ولمعت ببريق الحب كأي فتاة تحصل على هدية رومانسية من حبيبها، رفرف قلبها بسعادة تغمرها كليًا لتقول بهدوء:-
-أيه دا؟
حاول أن يخبرها بأن هذا لأجلها لكن الكلمات كانت صعبة عليه فى الخروج والنطق بها، تلعثم كثيرًا أمامها رغم أنه ربت كلماته أثناء طريق عودته لكن أمامها تهرب الكلمات منه ولا يقوي على فعلها، رأت "مريم" ربكته وتلعثمه لا تعلم أهذه الكلمات البسيطة صعبة عليه بهذا القدر، مُنذ دخلت لهذا القصر ولم تجده عاجزًا أمام شيء لكن اليوم عجز كليًا فى التفوه بالقليل أمامها، تسألت أتعاقب قسوته التى جعلت من قلبه مُتحجر لهذه الدرجة أم تعاقب "مُختار" وزوجته على خيانتهم له حتى صنعه منه هذا الوحش الذي يخشي الحب ولا يستطيع النطق به، تبسمت بلطف وأخذت الباقة من يده بهدوء مُتفهمة موقفة ثم قالت:-
-شكرًا 
-العفو
قالها بحرج شديد ثم ألتف كي يغادر لكنها أستوقفته بكلماتها اللطيفة عندما قالت:-
-أبقي شوفي الأستورى
أكمل طريقه للخارج وأتجه إلى غرفته ويده تخرج الهاتف من جيبه، فتح مقبض الباب ودخل وبيده الأخري يفتح تطبيق الواتس أب ليفعل كما طلبت منه، رأها حذفت حالة أمس ووضعت اليوم حالة جديدة بصورة لها جميلة وتضع يدها بين خصلات شعرها تظهر خاتمها وكتبت أسفل صورتها 
  (I got engaged) 
تبسم بعفوية بعد أن أعلنت للجميع بأنها خُطبت والآن أصبحت تملك رجل فلن يقترب منها أخر، قال بعفوية وهو يلقي بسترته والهاتف على الفراش:-
-تستاهلي الهدية
دلف للمرحاض وأخذ حمام دافئ لكنه أنهت سريعًا عندما سمع صوت صراخها من الخارج، خرج من المرحاض بروب الأستحمام ليستمع لصوت الرعد والامطار الشتوية فألتقط هاتفه وضغط على الضبط ليقول "جين" بصوته القوي الالي:-
-لقد تم تفعيل عازل الصوت
لا يعلم ماذا يحدث لها عندما تسمع صوت الرعد وأى حالة هلع تصيبها، أرتدي ملابسه سريعًا وخرج إلى حيث غرفتها ليراها مُنكمشة فى ذراتها بغرفة الملابس الوردات الجميلة منثورة على الأرض، بحث عن "نانسي" لكنه لم يجد لها أثر ليكز على أسنانه بضيق من هذه الخادمة التي أمرها بألا تفعل شيء سوى مرافقتها والأعتناء بها، أقترب منها بلطف ثم جلس على ركبتيه وكانت ترتجف وتضع يديها على أذنيها بقوة تحاول إلا تسمع شيء وتغمض عينيها التى تعود بها لهذه الليلة المُخيفة وصوت صراخها وتمزيق ملابسها يلحقها مهما ضغطت على أذنيها فهو عالق بعقلها من الداخل، منظر جثة "مُختار" والدماء المُنثورة بكل مكان لا تقوي على تحملها رغم إغلاق عينيها لكن هذه الصورة لا تفارقها، مسك "جمال"يديها بلطف ليبعدهما عن أذنيها وهى تنتفض كليًا، نجح فى إبعاد يديها عن أذنها ليُدهش عندما أنتفضت من مكانها بهلع وعانقته بخوف مُتشبثًا بعنقه، شعر بجسدها الدفء يخترق جسده الصلب ببرودته وألتصقت به كأنها تريد الأختباء داخل قفصه الصدري هاربة من هذا العالم، طوقها بذراعيه بحنان بعد أن سمعها تُتمتم بخفوت شديد:-
-دا ماضي يا مريم... دا ماضي يا مريم... دا ماضي يا مريم
همس إليها بنبرة دافئة يقول:-
-أنا هنا!!
ظل بجوارها حتى أدركت أن صوت الرعد أختفي وتوقفت هذا الأصوات الموجودة بداخلها تؤلمها، راقبها عن كثب حتى هدأت تمامًا ليقول:-
-أنتِ كويسة؟
أومأت إليه بنعم بحرج من ماضيها الذي تخفيه مُتحاشية النظر إليه، سألها بفضول:-
-أنتِ بتسمعيه أيه مع الرعد؟
وقفت من مكانها بخوف من ذكر الماضي وكيف تخبره بأنها قتلت أخاها مع أعتدائه عليها فهل سيصدقها من الأساس، صعدت لفراشها وقالت بخفوت وقلق:-
-أنا عايزة أنام
خرج من غرفتها مُتعجب لحالها دون أن يضغط عليها....
____________________________ 
وقف "حمزة" تحت الأمطار وصوت الرعد يسمعه بأستمتاع شديد وهو يعد له الذكريات مثلها تمامًا وقال:-
-الليلة دى مناسبة لشوفتك يا مريم....
أخرج هاتفه وأرسل لها رسالة تحمل صورة المسدس الخاص بـ "مختار" ومعه عنوان للقاء وقال برسالته (هستناك الساعة واحدة.. واحدة وخمسة لو مجتيش هتكون هديتي عند جمال فى المكتب).....
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ركضت "مريم" على الدرج بتعجل بسبب تأخرها فى النوم لتأخذ شيطرة من الطبق الذي تحمله الخادمة وقالت:-
-سلام يا حنان
ضحكت "حنان" على تعجلها، دخلت إلى غرفة السفرة وكان "جمال" يجلس هناك يقرأ الجريدة وتناول فطاره لتخبره بانها رحلت على عجل من أمرها، صعدت "مريم" للسيارة وتنفست بأريحية لينطلق بها "حسام"، فتحت هاتفها بهدوء بعد أن هدأت تمامًا لتري رسالة وصلتها من رقم مجهول ففتحتها لتُصدم مما رأته وكانت رسالة "حمزة" إليها، سقطت الهاتف من يدها فى أرضية السيارة من الذعر الذي أصابها وأزدردت لعابها بخوف تملكها....
___________________________________  
أتصل "حمزة" بـ "سارة" وكانت فى طريق عودتها من الملهي الليلي فى تمام الساعة العاشرة صباحًا، أخرجت الهاتف من حقيبتها وهى تصعد الدرج لتراه يتصل مرات متتالية لتتجاهل اتصله وتغلق الهاتف من التعب وهى على وشك النوم، تأفف "حمزة" بضيق شديد ثم قال بتمتمة:-
-أحسن عن اللي خلفوكي ما ردتي، أنا عايز أشوف مريم لوحدي
_____________________________ 
ظلت "مريم" شاردة طول اليوم فى الجامعة حتى سمعت أذان الظهر لترتبك بذعر كلما أقترب الوقت فتسللت من الجامعة بحذر حتى لا يراها "حسام" وأخذت سيارة أجرة إلى المكان المحدد فشعرت بالخوف مما هي ذاهبة إليه لتخرج هاتفها وتفتح الموقع ربما يحدث شيء لها فيساعدها "جمال"، تسللت من سيارة الأجرة وسارت نحو المكان بخطوات بطيئة وقدميها تزحف على الأرض حتى ظهر "حمزة" من الخلف وضربها بالعصا على رأسها بقوة تحمل كل الحقد والغل الذي يحمله بداخله طيلة هذه السنوات التى قضتها مع "جمال" فى القصر، فقدت الوعي تمامًا وسقطت حقيبتها ....
_______________________________ 
"شــــركــة الجمــــال جي أند ام للألكترونيات"
تحدث "جمال" بجدية وهو جالسًا بغرفة الأجتماعات مع المهندسين:-
-أنا عايز المدينة دي تتكلم عنها البلد كلها مش لأنها أول مدينة ذكية وبالذكاء الأصطناعي، لا كمان من حيث الأمان والسلام 
أجابه المهندس المسئول بجدية قائلًا:-
-متقلقش يا مستر جمال إحنا شغلنا على برنامج متكامل، مجرد ما ينتهي هنعرضوا على حضرتك 
أومأ "جمال" له بنعم ثم نظر إلى "شريف" فتحدث بسعادة ونجاح:-
-الساعة الجديدة حققت نسبة مبيعات فى فروعنا هائلة، كانت الأكثر أستخدامًا بين الشباب تقريبًا زى الموبايل 
نظر "جمال" إلى تقرير المبيعات فى صمت وهو يهز رأسه بالإيجاب وقال:-
-كويس جدًا دا ميزة أنك تكون مختلف وتقدم منتج مختلف وبسعر كويس
وضع يده على الطاولة بحماس من هذا النجاح الذي حققه وقال بإمتنان لعملاءه:-
-أعمل عليها خصم 50% على سعرها للي يشتريها من فروعنا والخصم ساري لمدة 15 يوم 
تبسم "شريف" بسعادة وأومأ إليه بنعم فغادر "جمال" غرفة الأجتماعات وسار فى الردهة بينما أخرج هاتفه من جيبه وقال بجدية:-
-الساعة دى بعت لمريم واحدة منها
-اه مع أول إصدار وحبيتها جدًا
قالها "شريف" بلهجة رسمية، نظر "جمال" إلى حالتها الخاصة على الواتس اب للمرة المائة من الأمس كأنه مُعجب جدًا بهذا الخاتم الموجود فى بنصرها، خطرت بباله أن يهاتفها لكن سرعان ما توقف قبل أن يتصل رغم انقبض قلبه قليلًا دون أن يعلم سبب هذا الأنقباض والقلق، دلف إلى مكتبه ليتابع عمله مُتخطي هذا القلق الذي لا أساس له، دقائق ورن هاتفه برقم مجهول، تجاهله كثيرًا لكن "جين" تحدث قائلًا:-
-لقد أتصال أربعة عشر مرة يا سيدي
تأفف "جمال" من هذا الصوت الألي بلهجته العربية الفصحي وقال بضيق:-
-أستقبل الأتصال 
وضع الهاتف على أذنه ليسمع صوتها المبحوح بصدمة ألجمته....
_______________________________ 
فتحت "مريم" عينيها بتعب وألم فى رأسها التى نزفت من قوة الضربة، لتجد نفسها جالسة على لوح خشبية فى مقدمة يجلس أحد ما وهي على حافته الأخري وأسفلها حوض زجاجي مليئة الماء، بدأت تتألم وصوت أنينها يزداد من من حركة رأسها لكن سرعان ما وضحت رؤيتها تمامًا لترى وجه "حمزة" بوضوح  يجلس على المقعد أمامها مباشرة يحدق بها فقالت بخوف:-
-حمزة!!
تبسم "حمزة" على كلمتها بسخرية وتحدث بجدية وبسمته المُستفزة تعلو وجهه:-
-حمزة!! مفتكرش أنك ناديتنى ببابا أبدًا يا مريم
أبتلعت لعابها بخوف منه وقالت:-
-معتقدش أنك جايبني هنا عشان تسمعها بعد العمر دا كله
قهقه "حمزة" ضاحكًا ونظر على الطاولة الصغيرة الموجودة جواره ليتأكد بأن "جمال" يستمع لحديثهما عبر الهاتف ولم يغلق ثم قال:-
-دا حقيقة، أنا جايبك هنا عشان أعاقبك على أفعالك، مش معقول قاتلة زيك تعيش فى الهنا والسعادة دى كلها، جالك قلب منين تعيشي مع الراجل اللى قتلتي أخوه بأيدك
أتسعت عيني "جمال" مما سمعه كأن "حمزة" ألقي عليه دلو من الثلج فى عز الشتاء، بينما صرخت "مريم" بأنهيار أمام هذا الرجل قائلة:-
-مكنش قصدي، أنت عارف أنه مكنش قصدي يا حمزة ولا كنت فى وعي، أنت واثق من دا
ضحك بأنتصار بعد أن اعترفت بجريمتها وسمعها "جمال" ليفلق قلوبهما "حمزة" بسكين حاد ويقتل سعادتهما التى رأها فى مراقبته لها بفعلته، تحدث بسخرية قائلًا:-
-أعرف أو معرفش دا مش هيغير حقيقة أنك قتلتي مُختار يا مريم، تفتكري جمال بيه ابن القصر المُتحضر والعاقل هيغفر جريمتك،مكنش لازم تسيبني يا مريم وتروحي له بعد ما وقفت معاكي وخبيت جريمتك
جهشت باكية بأنهيار وعقلها لا يتحمل هذه الذكريات التى عادت لها والأصوات المُصاحبة لهذه الليلة ضربت أذنيها وعقلها، لكن هذه المرة لم تستطيع تكميم أذنيها بيديها بسبب قيدهما، بدأت تصرخ من الألم وقالت:-
-لا، لا، أنا مكنش قصدي... مكنش قصدي.... كفاية .... كفاية..... ااااااااه 
صرختها أعادت الوعي لـ "جمال" وهو لا يفهم ماذا يحدث هناك ويسبب لها هذا الألم؟ أخذ هاتفه وخرج من الشركة كاملة بعد أن ولج إلى تطبيق "جين" ليجعله يتتبع موقع هاتفها أو ساعة يدها التى أخذتها من شركته، سمعها تتألم أكثر لينقبض قلبه أكثر ن وجودها مع هذا المُختل الذي يسعى لموتها أكثر ويتلذذ بتعذيبها...
مسكها "حمزة" من شعرها بلطف يصطنع الإشفاق على حالتها وهى بهذا الأنهيار ليقول:-
-عياطي... عياطي يا مريومة أنا واحشني صوت عياطك وصريخك، أقولك الأحسن صوتي
قالها وهو يخرج السكين المُفضل له من جيبه ومرره على عنقها لتتألم أكثر وعلى وشك فقد وعيها من الأختناق بسبب أنفاسها التى تلتقطها بصعوبة من الألم الداخلي الذي تحمله لهذه الليلة، تبسم "حمزة" إليها بسمة إنكسار وقال:-
-أنا كمان عيطت كثير على موت أغلي الناس لكن العياط مرجعش اللى راح 
أجابته بحزن قوي ممزوج بالخوف منه وهى تعلم بأنها بين يدي الحجيم ولن يتردد فى نحر عنقها بكل سهولة:-
-لو كانت أغلي الناس مكنتش عملت اللى بتعملوا فيا، هى عمرها ما هتكون مبسوطة وهى شايفاك بتعمل فى بنتها كدة
توقف قليلًا يحدق فى وجهها ثم ترك رأسها وعاد إلى مجلسه يحدق بها، تلهث بقوة وترتجف رعبًا فقال:-
-أنا عمري ما كنت مبسوط بوجودك ولا بولادتك يا مريم، ولادتك سرقتها مني!!
تنهدت بهدوء شديد وعينيها تبكي ولا تتوقف عن الألم أمامه وهتفت بخفوت:-
-أنا حتة منها سابتها ليك، كان لازم تحافظ عليا وتحمينى مش تأذيني، لو كنت بتحبها كنت حبتني معاها
أشعل سيجارته بأختناق لينفث الدخان فى وجهها عمدًا وهى يعلم بأمر حساسيتها ثم قال:-
-حبيتك معاها! أنا كارهك عشام متشاركنيش فيها ولا فى حبها، أنا مفيش حد ممكن يشاركها قلبي، قلبي ليها لوحدها
سعلت من الدخان قليلًا وقالت بغضب من كلماته:-
-أنت مريض
صفعها بقوة على وجهها فخرجت منها صرخة قوية خلعت قلب "جمال" من محله عبر الهاتف فأغلق قبضته بغضب سافر وهو يتوعد لهذا الرجل بالموت اليوم على لمسها وتجرأه على صُنع الألم لها، فتح "حمزة" صنوبر المياه ليكمل ملأ الحوض فأبتلعت لعابها بخوف شديد ليقول بغضب:-
-كان لازم تيجي معانا يوم ما خدتك من قصره لكنك أخترتيه هو يا مريم، أخترتي رجل متعرفهوش عن أبوكي
تحدثت بأنهيار ودموعها تنهمر على وجنتيها قائلة:-
-الغريب دا أنا حسيت معه بالأمان اللى عمري ما شوفته معاك
تبسم بسخرية من أمرها وقال:-
-أمان!! حسيتي بالأمان مع واحد قتلتي أخوه 
أنتفضت من مكانها وهي ترى الماء أسفلها على وشك السقوط من الحوض بسبب الأمتلاء ثم قالت:-
-أنا مكنش قصدي، أنت عارف أن وقتها مكنتش فى وعي، أنا معرفش أذي حد وألا كنت أذيتك أنت من زمان، أنا مكنش قصدي أقتله ... مكنش قصدي والله
ضحك "حمزة" بخفة علي أنهيارها مُتلذذًا هذه اللحظات التى تحمل ألمها ووجعها كالمختل عقليًا وقال:-
-دا حقيقي يا مريم لو كنتِ تقدري تأذي حد كان لازم يكون أنا...
فتح باب المكان ودلف "جمال" للمكان فأخذ "حمزة" عصا حديدية ببسمة خبيثة شيطانية وسحبها خلفه على الأرض لتتذكر "مريم" كابوسها الغامض الذي تراه فى منامها... 
(صراخها داخل مكان مُظلم لا تري فيه حتى أصابعها، صوت أستغاثتها سرعان ما تبدل الصوت بصوت أحتكاك الحديد بالحائط الصلب، ظلمة مُرعبة ومُخيفة ونيران مُشتعلة بنهاية المطاف ويد رجولية قوية ترفع عاليًا حتى سقطت بالعصا الحديدية على رأس "مختار" أسقطته أرضًا وبسمة مُخيفة وكأن الشيطان من يبتسم لمكره وفخرًا بقذارته...)
تمتمت بصدمة ألجمتها وبعد أن وضحت ذكرياتها لهذا اليوم قائلة:-
-أنت قتلته!!
ألتف "حمزة" إليها بدهشة من ذاكرة طفلته وقال بفخر هستيري:-
-أفتكرتي
ركض "جمال" إليها كالمجنون بعد أن رأها هناك لكن توقفت قدميه عن الركض بصدمة ألجمته عندما دفعها "حمزة" بقدمه للخلف لتسقط داخل الحوض، صرخ "جمال" بأسمها قائلًا:-
-مريــــــــــــــــم
تبسم "حمزة" على صرخته وأستغل بُعد "جمال" عنهم كفاية ليغلق سطح الصندوق الزجاجي بالقفل حتى لا يترك مجال لـ "جمال" لينقذها من الغرق، فر هاربًا من الباب الخلفي بعد أن أنشغل "جمال" فى إنقاذها، حاولت "مريم"  جاهدة كتم أنفاسها والصمود داخل الماء بيديها المُقيدة خلف ظهرها وتراه يلمس الصندوق بيديه وينظر إليها، تطلعت به بنظرة ضعف وخوف كأنها تخبره بعينيها بأنها ستموت هنا، عيناها تترجاه بألا يتركها هنا فى هذه المياه الباردة وهى على وشك التجمد والموت معًا، خرجت أنفاسها من بين رئتيها تصنع الفقاعات داخل الماء ونظرت إليه نظرة أخيرة بينما "جمال" يبحث حوله عن شيء يكسر به هذا الزجاج القوي بعجز لتغمض عينيها بأستسلام للغرق... 
عثر "جمال" على عصي خشبية فحاول كسر الزجاج بها لكنه فشل بسبب سُمك الزجاج ليركض للخارج مُسرعًا وداهم المكان بسيارته بسرعة جنونية ولم يتوقف إلا عندما دهس الصندوق بمقدمة السيارة وأنكسر إلى أشلاء، ترجل من سيارته ليراها جثة هامدة أمامه، قطع الحبل عن يديها وبدأ يضغط بكفيه على صدرها ينعش قلبها وأقترب من فمها يقدم لها التنفس الصناعي لكن لا جدوي من المحاولة، تنفس بصعوبة وهو يراها أمامه لا تستجيب لشيء، لمس وجهها البارد كقطعة ثلجية باردة وشفتيها الزرقاء متجمدتين فغرغرت دمعة  فى عينيه بخوف من فقدها، سمع أنذار الساعة المحاطة بيدها تطلق أنذار أحمر بسبب ضغط ضربات القلب التي على وشك الأنقطاع، حملها على ذراعيه وأنطلق كالمجنون بسيارته ولا يشعر بشي كسر العديد من أشارات المرور بلا مبالاة حتى وصل للمستشفي وبعد فحصها أخذوها للغرفة وهي غائبة عن الوعي لا تستجيب لشيء فقط تتنفس بواسطة التنفس الصناعي...
_______________________________ 
دقات كثيرة على باب شقة "سارة" أفزعتها من نومها لتفتح الباب ووجدت "حمزة" لتتحدث بأشمئزاز قائلة:-
-أيه اللى جابك هنا؟ أنت مجنون
تفوه بكلمة واحدة وكانت الصدمة تحتل كيانه قائلًا:-
-أنا قتلت مريم!!
سحبته من ذراعه بترحب شديد فى منزلها بعد أن وبخته لحضوره هنا، أدخلته للصالون بسعادة تغمرها وقالت:-
-قتلتها!! دا بجد، أزاى
تحدث بصدمة تملكه كأنه فقد حاسة الشعور بشيء بعد رؤيته لها جثة هامدة و"جمال" يحاول إفاقتها وإنعاش قلبها وهى لا تستجيب:-
-كلمتك كتير عشان اقولك أنى بنفذ الخطة ومردتيش عليا
أومأت إليه بحرج شديد وقالت:-
-كنت نايمة، أيه اللى حصل
أخبرها بما فعله اليوم لتبتسم بعفوية وسعادة تغمرها ثم وقفت من مكانها وسكبت له كوب من الخمر وأحضرت كيس صغير بداخله جرعة من المخدرات كمكافأة وقالت:-
-تستاهل مكافأة يا حمزة 
رفع نظره إليها بجدية ثم سألها بمكر:-
-هي كانت قالتلك أنها شافتني بقتل مختار
ترددت "سارة" قليلًا فى الجواب ثم قالت:-
-هتقولي كدة أزاى انت مش فهمتها أن هي اللى قتلته
أومأ إليها بنعم، أعطته الكأس وهى تجلس جواره مُلتصقة به وقالت بدلال:-
-أنا النهار دا هيخليك تنسي كل الأحزان
دفعها بعيدًا عنه بأختناق وقال:-
-أنا بحب مراتي وكرهي لمريم هو نفسه كرهي لأى ست
تأففت بضيق ووقفت من مكانها كي تعود إلى الغرفة كي تكمل نومها لكن أستوقفها سؤال "حمزة" الغير متوقع:-
-أنتِ بتكرهي مريم ليه؟
أخذت نفس عميق وأستدارت له غاضبة بوجه عابس ليتابع سؤاله بجدية:-
-ليه قررتي تكرهي مُختار فيها وتخلي يفكر فى أذيتها؟
عادت للجلوس أمامه ثم أخذت الكأس من يده وأرتشفته على جرعة واحدة ثم قالت:-
-عشان أنا ست وبفهم الرجالة كويس، مختار فى الأول قالي أنها بنت صغيرة هيتجوزها صورى وهيساعدها تكمل تعليمها وأهو تكون حجة عشان أقدر أعيش معاه فى بيت واحدة كمربية ليها، لكن مع الوقت مختار وزى أى راجل بدأ يشوف البنت الصغيرة كبرت وبقيت أنسة وعروسة جميلة، بعد عني يوم بعد يوم وبدأ يعاملها بلطف وحنية لحد ما حسيت أن نظرته اللطيفة أتغيرت وطفاسته بدأت تبان ولو كان وصل للى عايزه منها كان هيرمني ما انا لو أتحطيت فى مقارنة معها هتكسب هى الصغيرة والحلوة والجديدة..
سكبت القليل من الخمر فى كأسها لترتشفه من جديد وقالت مُتابعة بضيق:-
-حاولت أفرق بينهما معرفتش، لحد ما فيوم سمعته بيتكلم مع راغب أنه بيفكر يغير الوصية بتاعته اللى انا كنت عارفة أن كل أملاكه ليا وخوفت أكتر ليديها المال اللي خلاني أستحمل واحد زيه فى حياتي وقررت أن لازم أتصرف وبدأت أخلي يشك فى مريم وأنها على علاقة بأصحابها فى المدرسة وبتكلم ولد من المدرسة وطبعًا شخصيته الزبالة متأخرتش كثير فى التفكير وقعدها من المدرسة ومعاملته اتغيرت ناحيتها لكن مش دا اللى أنا كنت عايزاه، مختار عاقبها بالحبس فى البيت لكن بكدة بقيت مريم له لوحده وقدامه طول الوقت، وفي يوم جه ياسين ابن عمتها يزورها فى المزرعة ومريم كانت بتعامله على أنه أخوها اللى أتربت وعاشت معه العمر كله وبتتعامل بتلقائية وخذته تفرجه على إيلا وبصراحة أنا متأخرتش لما شوفت عفويتها معه وأتصلت بـ مختار مكملش ربع ساعة وكان فى الأسطبل وهناك شافها بتحضن ياسين وشك قتلته وقامت الدنيا منزلتش طرده وعاقبها وبعت الحصان على القصر كعاقب ليها..
تبسم "حمزة" بسخرية على مكر النساء الذي يستمع له وقال:-
-ويومها كلمتني وقولتي على الورث وأن لازم نخلص من مختار لأنه قرر يغير الوصية ويكتب كل حاجة باسم جمال، كدبة وأنا صدقتها 
ضحكت بعد أن أقتربت منه لتضع يدها خلف رأسه بدلال وقالت:-
-يعنى كان يرضيك أطلع من مولد بلا حمص وبنتك المصونة تجرح كبريائي كأنثي 
-لا ميصحش 
قالها بسخرية وهو يبعد يدها عنه لتقول بضيق من معاملته لها كأنها قذرة وهو العفيف:-
-محسسنيش أنك ملاك دا أنت متأخرتش يومين وقتلته حتى من قبل ما تستني أنهم يتصالحوا ومهتمتش بمرض بنتك 
وقف "حمزة" من مكانه بضيق شديد ثم قال:-
-لا أنا ولا أنتِ ملاك، أنا ماشي وأبقي حوليلي الفلوس
غادر المنزل لتبتسم "سارة" بعفوية وسعادة من نجاح خطتها ثم وقفت من مكانها تسير للداخل وقالت:-
-دورك جه يا جمال... عمري ما هنسي أن مراتك سبب فى اللي حصلي 
_______________________________ 
ظل ينظر إليها وهي فاقدة للوعي ويضم يدها فى راحة يده بقلق على حالها وهى من الأمس لم تعود لوعيها وحالتها غير مُستقرة، نظر إلى يدها التى يضمها وخاتم خطبتهما فى بنصرها، لا يعلم ماهية الشعور الذي يشعر به الآن أهو قلق عليها وخوف من فقدها أم غضب بعد أن علم بقتلها لأخاه "مُختار"، تنهد بتعب سافر بداخله وصوت بكائها وصرخاتها الأليمة تخترق أذنيه كأنها كانت تستغيث به أن ينقذها من هذا الرجل لكنه تأخر، تأخر كثيرًا حتى أوشك الآن على فقدها....
ظلت "مريم" تصارع ذكرياتها التى عادت لها، أخذها "مُختار" مع أصدقائه إلى غرفة النوم وهى تصرخ وتتألم رغم المخدر الذي يسير فى جسدها، القي بها على الفراش ومزق ملابسها فخرجت منها صرخة خافتة وبعد أن كانوا ثلاثة ورؤيتها المشوشة لم تعد ترى غير "مُختار" الذي يقف يعطيها ظهره ويتحدث مع أحد ويقول:-
-أنت أيه اللى جابك هنا؟ يلا أهى فرصة تشوف اللى هيحصل فى بنتك..
ألتف كي ينظر إلى "مريم" التى تصارع المُخدر وتحاول الوقوف حتى قذفته بالوسادة ليلقي بها أرضًا فأخذت المسدس دون وعي ليحذبها "مختار" من قدميها بقوة فخرجت رصاصة من المسدس على سهو دون قصد لكنها لم تستقر فى رأس "مختار" بل فى الحائط وسقط المسدس من يدها لتفقد قوتها تمامًا وتغمض عينيها مُستسلمة للمخدر التى تملك من جسدها تمامًا وأخر شيء سمعته صوت أحتكاك عصي المدفئة الحديدة بالجدار وعينيها تري "حمزة" يضرب "مُختار" على رأسه بقوة.... 
أستعدت وعيها لتراه جثة هامدة أمامها والدماء تسيل من رأسه والمسدس فى يدها وبدأت تصرخ بهلع شديد حتى ظهر "حمزة" وأخبرها بأنها قتلته لتفقد وعيها من الصدمة وهى لا تتحمل فكرة قتل أحد ليأخذ "حمزة" الجثة فى السجادة وسار للخارج دون أن ينتبه إلى "مريم" التى تفتح عينيها وتغلقهما بدوران شديد تمكن منها لم تكن فاقدة للوعي تمامًا.....
تسارعت نبضات قلبها بقوة ليصدر الجهاز أنذاره ليدخل الأطباء بسرعة قصوي ليفحصوها وجسدها ينتفض بتشنجات قوية أصابتها من تذكر الماضي، ذكريات هربت من عقلها بسبب صدمتها والآن عادت إليها تقتل عقلها وهى على فراش المرض تصارع الموت، ظل "جمال" يحدق بها بقلق من سوء حالتها والأطباء حولها يحاولون بجهد أنقاذها من الموت لتفتح عينيها على سهو وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة كأنها كانت تغرق للتو فى محيط ذكرياتها بعد أن نبشت فى الماضي كاملًا ورأت ليلتها الأليمة بوضوح.......
______________________________ 
أستعدت "سارة" للخروج من شقتها بسعادة تغمرها بعد أن تخلصت من "مريم" والآن حان دور "جمال" الذي ستضربه فى مقتل وتواجهه بواسطة "نادر" منافسه الأول وعدوه اللدود فهي من صنعت حادثة السيارة بمكر شديد وتخطيط حتى تتقرب منه وتجعله يعتقد بأنها صدفة جمعته بامرأة جميلة، فتحت باب الشقة لتري "نادر" يقف أمامها وكان على وشك طرق الجرس، نظرت إليه بهدوء ثم سمحت له بالدخول، وضعت البلطو جانبًا وجلست جوراه مُبتسمة فقال بضجر:-
-مُتأسف أني جيت هنا، لكن الصحافة حاطة عينيها عليا الفترة دى ومش هقدر أروح الكازينو 
تبسمت "سارة" بعفوية ثم وضعت قدم على الأخري وقالت:-
-دا البيت ينور بيك
تلاشي ضجره من الصحافة وهذه الفترة التى يعيش بها مع بسمتها ودلالها، ظلت ترمقه بنظراتها الساحرة ووقفت من محلها تتدلل فى خطواتها أمامه عمدًا، راقبها بشهوانية من الرأس لأخمص القدم ترتدي فستان أحمر قصير من الجلد اللامع الذي يزيدها إثارة ويعزز من فاتنتها بدون أكمام وسحابه موجود بجانبها الأيسر، وحذاء من الجلد الأسود ذو رقبة طويلة تصل لأعلي ركبتيها، تابعها بنظره حتى وقفت أمام البار الموجود فى زاوية بشقتها وجهزت كأسين وبدأت تسكب الخمر فى الكأس حتى شعرت به يعانقها من الخلف ويديه تعتصر خصرها بقوة ويقبل عنقها بحرارة مُتشوقًا إليها، تسللت "سارة" من بين ذراعيه وهى تقول بحنو ونبرة ناعمة مُثيرة:-
-أخس عليك مش كدة
جلست على الأريكة ليستدير لها بحرج من رفضها إليه فرفعت يدها إلى الأمام وأشارت له بسبابتها بأن يأتي، أقترب بخطواته وعينيه ترمقها فى صمت مُدركًا بأنها تتلاعب بأنوثتها وجمالها عليه لكنه يرحب بهذا التلاعب بصدر رحب ما دام سيستمتع ويتذوقها كالحلوى بنهاية المطاف، جلس جوارها لتقدم له الكأس وقالت:-
-أنا بقي النهار دا هنسيك كل اللى معكننك 
تبسم وهو يأخذ الكأس من يدها وعينيه لا تفارقها بينما تعمد لمس يدها مع الكأس لتضحك بدلال مُفرط ووقفت من محلها ورفعت قدمها واحدة تلو الأخري على الطاولة أمامه وتفتح سحاب حذاءها ببطيء شديد تُثيره بصوت هذا السحاب وتخلع الحذاء لتظهر قدميها العارتين ثم فتحت الموسيقي على هاتفها وبدأت ترقص وتتمايل بدلال لينزع "نادر" رابطة عنقه وجلس يشاهدها بإعجاب.....
_______________________________ 
عادت "مريم" إلى القصر معه بعد ليالي طويلة فى المستشفي تحاول النجاة، أخذت حمام دافي وبدلت ملابسها لترتدي بيجامتها الزرقاء ووضعت سترة عليها تحميها من البرد رغم أن "جين" يهتم بتدفئة الهواء فى القصر، خرجت من الغرفة وأتجهت إلى مكتب "جمال"، طرقت الباب برفق ليأذن بالدخول، رأها تدخل فألتزم الصمت كعادته لا يعرف ماذا يفعل معها بعد الذي سمعه؟، ازدردت لعابها بقلق ثم قالت بتلعثم قوي:-
-أنا عايزة أروح مزرعة الفيوم
نظر لها بأندهاش وهو يعلم بأن هذا المكان كأخذها للجحيم لا تملك به ذكريات جيدة، هناك لا يوجد سوى الألم والحزن والخوف وربما ذكري قتلها لـ "مختار" وقال:-
-مزرعة الفيوم!!
هزت رأسها بنعم ثم قالت بهدوء تام:-
-كنت سألتني بسمع أيه مع الرعد؟ هناك هقولك 
هز رأسه بنعم موافقًا على ذهابها وحسب حديثها فهي ستأخذه معها، خرجت من المكتب عازمة امرها على معرفة الحقيقة وأيهما يجب أن تصدق؟ أحديث "حمزة" لها أم الذكريات العالقة فى رأسها؟ يجب أن تعلم هى قاتلة أم ضحية؟ إذا وجدت أثر للرصاصة فى الحائط فهذا يعنى أن ما راته فى غيبوبتها حقيقة ولم تقتل "مختار" بل "حمزة" الجاني أم إذا لم تجد أثر لأى رصاصة فهذا يعنى أن هذه الذكريات مجرد خدعة من عقلها الباطن؟.... يجب أن تحسم الأمر لهذه الليلة .....
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قذفت "سارة" الكأس الموجود فوق المكتب فى وجه "حمزة" بأنفعال صارخة به:-
-عايشة!! 
عاد "حمزة" خطوة للخلف قبل أن يرتطم به الكأس ويجرحه ثم نظر لها بغضب سافر وأقترب ليضع يديه على المكتب وأنحني قليلًا يمقنها بنظره ثم قال:-
-أسمعي يا حية أنتِ، أنا مش شغال عندك ولا صبي من صبيانك
تأففت "سارة" بغضب يأكل عقلها من هذا الخبر الذي وقع على مسمعها كالصاعقة التي شلت كل حركاتها ثم قالت بتحدي:-
-أنت خدت الفلوس عشان تكون صبي من صبياني وتنفذ اللى أقولك عليه، مريم لازم تموت
أعتدل فى وقفته ووضع يديه فى جيوبه بأختناق ثم قال:-
-من ناحية لازم، فهو لازم أنا بس اللي مستخسر مشوفش لحظتها الأخيرة، بس أتقلي 
وقفت "سارة" من مقعدها وألتفت حول المكتب بغضب تحاول كبحه والسيطرة على أعصابها قبل أن تفقدهما وقالت:-
-مفيش وقت عشان أتقل، أنا سمعت كلامك وأستنيت السنين دى كلها ومعنديش أستعدت أستن يوم واحد، عايزة أفوق لجمال
رفع نظره بها بفضول شديد ثم سألها بمكر:-
-أنتِ مهوسة بجمال ليه؟ مريم وقلت غيرة ستات لكن جمال أنتِ متعرفهوش غير لما روحتي قصره
أشعلت سيجارتها ورائحة التفاح تخرج مع دخانها ثم قالت بهدوء شديد:-
-دا أنا أعرفه من زمان أوي، ما علينا أمشي ومشوفش وشك غيرك لما تجبلي جثتها وأشوفها بعيني المرة دي
غادر المكتب بأشمئزاز ومر فى الردهة ليري "حازم" يقف مع فتاة يقبلان بعضهما بحرارة فتبسم بسخرية على الأم وابنها ثم غادر المكان.....
______________________________ 
خرجت "مريم" من القصر بصبحة "نانسي" مُرتدية فستان أبيض بيه الكثير من الورود وفوقه سترة من الصوف زرقاء اللون وتستدل شعرها على ظهرها بحرية، نظرت للأمام لتراه واقفًا أمام سيارته مُرتدي بنطلون أسود وتي شيرت رمادي فوقه سترة جلدية سوداء صامتًا مُنذ أن أستعادت وعيها وهو صامت يتجاهلها تمامًا ويبتعد عنها، حدقت بـ "صادق" الذي يقف و يفتح لها الباب، قالت "نانسي" بلطف:-
-خلي بالك من نفسك
أومأت "مريم" لها بنعم ثم ذهبت إليه، نظرت إلى "صادق" مُطولًا وقالت بنبرة هادئة:-
-ممكن نروح لوحدنا
نظر إلى "صادق" وسيارة الحراس التى ترافق سيارته دومًا بقيادة "عاشور" وقبل أن يقرر سمعها تقول بلطف:-
-رجاءًا
أومًا إليها بنعم موافقًا على رغبتها والفضول يقتله لمعرفة ما حدث هناك، أنطلق "جمال" بسيارته إلى الفيوم حيث المزرعة بعد أن ترجته بأن يذهبان وحدهما، ظلت تنظر للطريق من النافذة وهى تستعد لمواجهة الماضي الذي هربت منه، حاولت أن تنظم أنفاسها وتظبط دقات قلبها الخافتة كأنه يرتجف من لحظة الوصول، راقبها "جمال" عن كثب بعينيه ناظرًا إليها تارة وإلى الطريق تارة، ضغطت على زر النافذة لتُفتح ورغم الهواء البارد لكنها كانت بحاجة للفحات الهواء القوية تساعدها على الصمود، ولج "جمال" بسيارته من بوابة المزرعة لتغمض عينيها بقوة كارهة النظر لهذا الطريق الداخلي، تأني بصمت من داخلها وبدأت تتذكر ضرب "حمزة" المبرح لها قبل زواجها وقسوته التى لحقتها إلي هنا، كل جزء بهذا المكان يحمل تعاستها مع فرحها لكن هذا الفرح ظل يتلاشي حتى هذه الليلة التى هرب منها الفرح ولم يبقي لها سوى الحزن والألم فقط، توقفت السيارة ونظر "جمال" لها، ترجل من سيارته أولًا وهو بداخله أضطرابات كثيرة لا يعلم ماذا يفعل أيعاقبها أم ينتظر حتى يستمع لها، أيحري به أن يدفنها هنا على جريمتها أم يعطيها الفرصة لتبرر وتدافع عن نفسها، أسرع إليه العامل بصدمة ألجمته من ظهور "جمال" وهو يعرفه جيدًا فلم يتعب حاله بالسؤال عن شخصيته وقال بتلعثم:-
-حمد الله على السلامة يابيه، متصلتش بيا ليه قبل ما تيجي كنت جبت بت شغالة تنضف لك المكان و....
بتر حديثه نزول "مريم" من السيارة وفتح فمه بصدمة أكبر كأنه رأي ملاك الموت أمامه أو جثة ميتة عادت للحياة للتو، تمتم بأسمها بذعر شديد:-
-مريم
نظرت إليه بهدوء دون أن تجيب ثم تقدمت للأمام، هرب العامل بمجرد أن تحرك "جمال" خلفها، تتبعها بالسير حتى وصلت للأسطبل بقدمي بطيئة أستغرقت نص ساعة كاملة فى الوصول إليه ثم قالت:-
-من هنا بدأت الحكاية
نظر إليه فى صمت ليراها تلمس الباب الخشبي بإمتنان ليعلم أن هذه الغرفة تعود إلى "إيلا" حصانها الجميل، دلفت للداخل وهو معها ليرى رسومات كارتونية وقلوب كثير محفورة على جدران الغرفة الخشبية كأنها حفرتهم بأداة حادة، تبسمت بحزن شديد وهى تقول:-
-عمرك شوفت حد بينام مع الحيوانات بس سعيد ومبسوط
ألتفت إليه فرأته ينظر إليها كعادته مؤخرًا بصمت، تطلعت بوجهه بحزن شديد وقالت:-
-ساكت! الأيام الأخيرة ساكت لكن تعرف أنا شوفت كل حاجة فى عينيك، الكره والغضب والشفقة والحيرة والوجع كل دا كان جوا عينيك ليا، ليه؟
نظر إلي عينيها التى على وشك البكاء ودموعها تتلألأ بداخلهما محاولة كبحهما جيدًا وأنفها الحمراء من البرد فتمتم بنبرة خافتة:-
-قتلتيه؟
أغمضت عينيها بحسرة تعتصرهما من الوجع لتتساقط الدموع منهما التى منعتهم كثيرًا ليدرك "جمال" مدي الألم الذي تحبسه بداخلها وهى تقضم شفتيها بقوة فى محاولة منها لكتم أنفاسها وشهقاتها لكنها فى نهاية الأمر لم تستطيع ذلك لتخرج منها شهقة قوية مزقت قلبه فى الحال وفتحت عينيها ترمقه بيأس وقالت:-
-معرفش! 
مرت من أمامه وخرجت من الغرفة مُتابعة الحديث بحسرة أصابتها:-
-بقيت عادة عندي مجرد ما أدخل المزرعة أجي هنا زى دلوقت، أول مكان بجري عليه هو هنا، يومها جي ياسين ابن عمتي من الجيش وفرحت أوي أني شوفته، أخويا اللى أتربت معاه من عمر خمس سنين، جبته هنا يشوف إيلا وقد أيه كانت جميلة وأنا بقيت شاطرة فى ركوبها زى العيلة الهبلة اللى فرحانة بحاجة قدرت تعملها وهدية جتلها بدأت توريها للكل، جينا وشوفنا إيلا وحممنا سوا ولعبنا لحد ما ياسين قرر يمشي عشان عنده ميعاد وحضني عادي كأخته الصغيرة وقتها لاقينا مُختار فوق رأسنا وفضل يضرب فيه وأنا مش فاهمة ليه وأتخانق معايا وضربني بوحشية كأني بشوف حمزة فى واحد تاني وقرر يحرمني من الحاجة الوحيدة اللى بحبها إيلا وبعتها للقصر
كان يستمع لحديثها ويسير خلف خطواتها حتى وصلوا للمنزل المغلق، فتحته ودلفت وكان كل شيء مليئة بالأتربة والغبار والعناكب صنعت بيوتها في هذا المنزل المهجور، صعدت للسلالم لكنها توقفت بأنقباض قلب حين تذكرت كيف أخذها "مُختار" للأعلي بهذه الليلة لتفقد قوتها فى الصمود وجلست أرضًا ترتعش، جلس "جمال" جوارها بهدوء والقلق ظهر على ملامحه بوضوح ووضع يده على وجنتها بلطف يقول:-
-أنتِ كويسة؟
نظرت إليه بخوف وتشبثت بكم سترته بأناملها، نظر إلى يدها المُتشبثة به بقلق ليعلم أن القادم هو الأسوء وعينيها تترجاه بألا يتركها وحدها تصارع الموت الداخلي الذي تعيش معه، ربت على يدها بلطف وقال:-
-أنا معاكِ
تنفست بهدوء وهى تحاول تنظيم أنفاسها وقالت:-
-من كتر الضرب وأنا مش عارفة أدافع عن نفسي أو أبعده عني مقدرتش أتكلم ودخلت فى صدمة فقدت النطق فيها، فضلت طول الوقت بعيط وساكتة وقاطعة الأكل بعدها بيومين قسوة مختار زادت وقرر أن يمشي الخدم وأنا اللي اخدمه كأنتقام منه ليا وبدل ما كنت بدلع بيقت بتذل، سارة خدت إجازة وهو رجع مع أتنين صحابه و...
أغمضت عينيها بقوة تعتصرهما والأصوات تخترق عقلها لتبدأ تنتفض وهى تقصي له جريمتهم بها وما حدث بالغرفة، أغلق قبضته بقوة يعتصر عظامه مع سماعه لطريقة أخاه فى الأعتداء عليها وتمزق قلبه مع دموعها ورؤيتها تصارع ألمها النفسي، نظرت إليه بحزن وقالت:-
-أنا مش واثقة فى ذاكرتي فى كل الأحوال أنا كنت مش فى وعي بفضل المخدرات اللى أخوك شربها ليا، مبقتش عارفة أصدق اللي حمزة قاله وعاشت فيه لسنين ولا اللى عقلي بيشوفه وهو مجرد أحلام....
توقفت عن الحديث ونظرت للخلف على الطابق العلوي ثم قالت بتلعثم وخوف تملك منها كاملًا:-
-لو لاقيت رصاصة فى الحيط يبقي أنا مقتلتوش، لكن لو ملاقتش حاجة يبقي أنا قاتلة
مسك وجهها بين راحتي يديه وقال بنبرة هادئة:-
-فى الأول حاولي تهدئي، أهدئي يا مريم أنا هنا معاكي... بصي ليا
هزت رأسها بلا بطريقة هستيرية رافضة تقبل أى حديث وقالت:-
-أرجوك 
طلبت منه أن يصعد ويتأكد وحده فهي لن تجرأ على الصعود للأعلي والدخول لهذه الغرفة نهائيًا لذا طلبت منه أن يأتي معها، أومأ إليها بنعم وصعد للأعلي وحده فبدأت تُتمتم بخفوت:-
-مقتلتوش.. مقتلتوش
عاد أدراجًا إليها فتشبثت بيديه وجسدها المُرتجف يترجاه بأن يجد الرصاصة وإذا لم يفعل فليصنع رصاصة لأجلها، أنحني قليلًا إليها ثم حملها على ذراعيه بالأكراه وهى تصرخ من الخوف وتقول:-
-جمال أرجوك، والنبي... 
لم يبالي لحديثها وصعد بها للأعلي لتخفي رأسها فى كتفه حاجبة عن عينيها رؤية هذا المكان وتشبثت بعنقه خائفة، أنزلها رغمًا عنها أرضًا لكنها لم تترك أسر عنقه محاولة أن لا ترى شيء بهذه الغرفة فرفع "جمال" رأسها بالقوة وهو يقول:-
-بصي يا مريم
أوقفها مُقابل الحائط وهى تغمض عينيها بقوة حتى سمعت صوت زجاج يكسر ففتحت هذا الزوج من العيون الباكية ورأته ألقي بالأطار الذي كان مُعلق على الحائط لترى أثر الرصاصة فتنفست بصدمة ألجمتها وظلت تحدق به لدقائق طويلة وقالت:-
-مقتلتوش... 
فقدت الوعي من وهل الصدمة التى حلت بها والكذبة الكبيرة التى كانت تعيش بها تحت رحمة "حمزة"، مسكها "جمال" وهو يقف خلفها جيدًا وحدق بوجهها الشاحب وقال بقلق:-
-مريم...
________________________________ 
خرج "نادر" من الڤيلا الخاصة به يتحدث مع مساعده ومدير أعماله "تامر" قائلًا:-
-أتصرف يا تامر أنا اللى هقولك تتصرف أزاى؟ أنا زهقت وملت من الصحافة اللى مبقاش وراها غير الكلام عني
صعد إلى سيارته بضيق ليصعد "تامر" جواره وقال:-
-متقلقش يا فندم أنا أتصرفت خلاص، وبعت لواحد من حبايبنا وقولتلك على خبر بمليون جنيه هيخلي الصحافة كلها تبعد عننا وتتكلم عن جمال المصري
نظر "نادر" إلى مساعده بفضول ليقول:-
-واحدة حبيبتك بعتتلك الكارت دا ومعاه فلاشة عجبتني جدًا وبصراحة مكدبتش خبر وبعتها لحبيبي اللى بقولك عليه
أخذ "نادر" البطاقة وكانت تحمل اللوجو الخاص بالملهي الليلي بـ "سارة" دون أى كلمات أخرى ليبتسم بإعجاب بعد معرفته بهويتها ثم قال بفضول:-
-فيها أيه الفلاشة دى
تبسم "تامر" بمكر شديد قاصدًا أثارة فضول رئيسه وقال:-
-هتعرف بكرة والخبر متصدر النت يا فندم 
تبسم "نادر" بعفوية وهو لا يبالي بما يحدث بعد أن ذكر "سارة" .....
________________________________ 
فتحت "مريم" عينيها بتعب شديد لتجد نفسها بنفس الفراش ووحدها بالغرفة، شعرت بأن يديها مُقيدة وصوتها لا يخرج من حنجرتها كلما حاولت الصراخ وأصوات ضحكات "مُختار" مع أصدقائه حولها تخترق أذنيها وترى وجهه أمامها يقترب أكثر منها ويديه تلمس عنقها وتتسلل للأسفل قليلا حتى لمس لياقة فستانها وقبل أن يمزقه هربت من الفراش صارخة بأسمه:-
-جمال ... جمااااال
ركضت على الدرج وصوت ضحكات "مُختار" فى رأسها يعذبها لتراه يأتي نحو الدرج على صوت صراخها بقلق فأسرعت فى خطواتها حتى أرتمت بحضنه مُتشبثة به، وقف محله على درجة السلم مُتجمدًا من فعلتها ليقول:-
-حصل أيه؟
-بالله عليك يا جمال أزاى قدرت تسبني هناك لوحدي
قالتها ببكاء ونبرة مُرتجفة، تنفس بأريحية بعد أن أدرك بأنها تعاني نفسيًا مما حدث لها، حرك ذراعيه ببطيء حتى أستقروا على ظهرها مُطوقًا إياها بلطف وبدأ يربت بكفه عليها بحنان لكي تهدأ، ظلت مُعلقة برقبته وتشعر بدفئه الذي لطالما أنتشلها من الوجع والخوف وأعطاها الأمان والسلام الذي فقدته..
جلست على الأريكة تنتظره بهدوء دون أن تحرك ساكنًا حتى جاء إليها بصينية الطعام الذي أعده لأجلها، جعلها تتناول الطعام بأكمله وعينيه تراقبها فى صمت حتى قطعت صمته بحديثها قائلة:-
-شكرًا
رفع رأسه بشموخ مُستفهمًا عن سبب شُكرها فقالت:-
-على حاجات كتير
هز رأسه بنعم فى هدوء تام وعقله لا يتوقف عن التفكير فما أخبرته به والآن يعلم بأن "حمزة" قاتل أخاه لكنه كذب من أجل أستغلال ابنته لجني المال، صنع المخاوف والأكاذيب المزيفة حتى تخضع له وهو لا يدرك بأنه جعل ابنته مريضة نفسية ولتتخطي هذا الألم والخوف عليها بالذهاب لطبيب نفسي، نامت "مريم" على الأريكة أمامه مُنكمشة فى ذاتها وقالت بخفوت:-
-متتحركش من هنا
نظر لها بغرور ورفع حاجبه من لهجتها وهى تأمره فقالت بخفوت خائفة من نظرته الحادة:-
-رجاءًا
تخلي عن تعابير وجهه الحاد ووضع قدم على الاخري بأسترخاء ثم نظر بهاتفه لتبتسم بطمأنينة على تلبية طلبها وأغمضت عينيها بعد أن وضعت يديها أسفل رأسها، تحدثت بوجه نائم ونبرة خافتة:-
-جمال
-أمممم 
قالها ونظره فى الهاتف لتُجيب عليه:-
-أحسنت متتحركش
رفع نظره عن الهاتف إليها متعجب كلمتها ليراها مُغمضة العينين تمامًا وعلى وشك أن يغلبها النوم لكنها تتأكد من وجوده جواره ، كررت مرة أخرى قائلة:-
-جمال 
أجابها وهو يقف بعيدًا يسكب القهوة فى الكوب حتى تساعده فى الأستيقاظ طيلة الليل لأجلها وعينيه عليها قائلًا:-
-أنا هنا، مش هروح لمكان
غاصت فى نومها بأريحية وطمأنينة لوجوده هنا بجوارها، وضع كوب القهوة على الطاولة ثم بحث حوله عن العامل ولم يجد له أثر فلم يعري أهتمام لأختفائه ونظر إليها ليراها نائمة تمامًا فتنهد بضيق من مخالفته إلى طلبها وخرج إلى السيارة وأحضر منها اللاب توب الخاص به وعاد إليها بأقل من دقيقة، وضع الغطاء عليها يحميها من برد الشتاء وجلس على الأرض جوار أريكتها وبدأ يباشر عمله على اللاب توب الخاص به حتى شروق الصباح، فتحت "مريم" عينيها لتراه مُستيقظًا وأمامه ثلاثة اكواب من القهوة الفارغة ويعمل على اللابتوب، فركت عينيها جيدًا ليقول:-
-صباح الخير
تبسمت بلطف وحرج من جعله يسهر طوال الليل لأجلها  وقالت:-
-صباح النور
وقف من مكانه يحدق بها وهى مازالت نائمة بعينيها التى ترفض فتحهما بتذمر ليقول:-
-أنا هشرب قهوة وبعدها نمشي 
ذهب للمطبخ ليصنع فنجان جديد من القهوة وبدأ هاتفه يطلق صوت إشعارات كثيرة وهكذا اللاب توب فنظرت إلى شاشة اللابتوب المفتوحة أمامها لتُصدم مما رأته ورفعت نظرها تجاه "جمال" بصدمة ألجمتها....
______________________________
وصل "نادر" إلى الملهي الليلي فى العاشرة صباحًا وكان الزبائن قلة قليلًا والموظفين يستعدون لأغلاق المكان، أوقف أحد الموظفين وسأل:-
-مدام سارة فين؟
أشار إليه على الطابق الثاني ليضع "نادر" ورقة من النقود فى جيبه بإمتنان وتبسم ثم صعد للغرفة، مر "حازم" من جواره بوجه شاحب بعد شجاره مع والدته وخرج من الملهي، أتجه "نادر" إلى مكتب "سارة" ووجد العاملة تنظفه فقال بجدية:-
-مدام سارة
-أخر اوضة على الشمال
قالتها بتعجل من أمرها حتى تنهي التنظيف وتعود لمنزلها، أتجه إلى هذه الغرفة حتى وقف أمامها وهندم ملابسه جيدًا وشعره رفعه للأعلي بيده بلطف ثم فتح الباب ودلف سمعها تتحدث فى الهاتف قائلة:-
-أنا بعتلك العنوان وهتلاقيها هناك وخلي بالك اللى معاها جمال .....
قطعت حديثها بدهشة من حضور "نادر" وأغلقت الخط، ولج للغرفة دون أن يهتم بكلماتها التى سمعها ليراها جالسة على الأريكة الدائرية التى تدور مع الغرفة وأمامها طاولة من الزجاج كبيرة دائرية وفوقها زجاجتين من الخمر وكأس، أحدهم فارغة تمامًا والأخرى ما زال بها، أغلق باب الغرفة خلفه وأتجه نحوها، رفعت نظرها للأعلي نحوه بعد أن تركت الهاتف بجوارها كان واقفًا أمامها فتبسمت بتلقائية وهى فى حالة سُكر قليلة تزال فى وعيها وعقلها غاضبًا من "مريم" وبقائها على قيد الحياة والآن ذهبت إلى المزرعة كأنها تريد أن تستعيد الذكريات، أقترب نحوها مُبتسم مُعجب بهذه المرأة التى تفاجأه دائمًا بجمالها، كانت ترتدي تنورة سوداء تصل لركبتها وبالنسبة لملابسها دائمًا فهي تعد طويلة جدًا، ومن الأعلي ترتدي قميص نسائية احمر شفاف يظهر البدي الأحمر التى ترتديه بالأسفل ذات الحمالة وتغلق أزرار القميص كاملة وشعرها الأسود مُسدولًا بحرية يحيط بوجهها بقصره وتضع مساحيق التجميل وأحمر شفايف باللون الأحمر المُثير...
تبسمت بدلال وهى تحمل فى يدها كأس وتحركه بمهارة مُقلبة الخمر بداخله بحركات دائرية وقالت:-
-عجبتك هديتي؟ مقدرتش أشوفك زعلان بسبب جمال وعمايله قولت لأزم أساعدك
رفع يده بعد أن فتح زر سترته ليجلس بأريحية وداعب خصلات شعرها الناعم مُجيبًا عليها:-
-معقول متعجبنيش وهى منك
وضع خصلات شعرها خلف أذنها وسبابته تسلل إلي عنقها وقال:-
-أنا كمان جبتلك هدية يارب تعجبك
أخرج من جيب سترته علبة قطيفة مستطيلة زرقاء وفتحها أمام عيني "سارة" لتجد بداخلها ساور لليد مصنوع من الألماظ فنظرت إليه بإعجاب شديد وتركت الكأس من يدها لتملس هذا الألماظ بجشع كأنها لا تشبع من جني المال أكثر فقالت:-
-دا رائع
أخرجه من العلبة بلطف وعينيه تحدق بهذه المرأة التى خلصته من ضغط كبير كان يعاني منه وانزلت الكارثة بعدوه اللدود وقال:-
-وهيبقي أروع لما يتحط فى أيدك
مدت يدها إليه ليغلق الساور حول رسخها ثم ختم عليه بقبلة ناعمة لتبتسم بمكر وهى تسحب يدها منه وتطلعت بالساور بأمتنان وهذا الزوج من العيون يقدس المال وقلب لا يعشق سواه فتبسم "نادر" بعد أن علم بنقطة ضعف هذه المرأة الجميلة فهى لا تريد سوى المال فقط وإذا قدم لها المزيد ستتوقف عن رفضه، سكبت الخمر فى كأسها وكأس أخر ثم حملت الكأسين بدلال لتقدم له أحدهم وقالت:-
-فى صحتك
أخذ الكأس منها وأرتشفه على جرعة واحدة لتبتسم "سارة" بخبث كبيرة بعد أن قرأت ما يفكر به فى عينيه لا يريد سواها وسيعطيها من المال ما تريد مُعتقدًا بأن هذا ما تريده حقًا لكنه يجهل تمامًا أنها تريد الأنتقام وهو ليس سوى أداة فى حربها..
سألها "نادر" بنبرة هادئة تقول:-
-كل الناس بتبعد عن شر جمال المصري، وحشيته وجبروته زي راية العلم فوق أسمه معروف بيهم جدًا زى ما هو معروف كون رجل أعمال، أخوه مُختار مستحملش العيشة معاه وسابله البيت ومراته اللى مكملتش سنة جواز معاه وأختفت، دا حتى الست الوالدة وأخته الصغيرة راحوا يعيشوا فى لندن عشان مقدروش على العيشة معاه، الخلاصة أن الكل بيترعب من جمال المصري، عملتيها أنتِ أزاى وقررتي تضربيه بالصحافة
تبسمت وهى تضع مكعبات الثلج فى الكأس وقالت بكبرياء:-
-أنا غير أى حد يا حياتي
أومأ إليها بنعم مُعجبًا بجرائتها ليقول:-
-طب بلاش عملتيها أزاى لكن مش خايفة منه؟
نظرت "سارة" له وعادت بظهرها للخلف تسترخي فى جلستها وقالت بغرور شديد وثقة بعد أن وضعت قدم على الأخري:-
-أنا لو بخاف مكنتش عملت اللى عملته، أنت بس اللي لسه متعرفنيش يا حياتي، بكرة لما تعرفني أكتر هتعرف أني غير الكل
ضربا الكأسين معًا ببرود أعصاب وسعادة تغمر الاثنين، هو من أجل هذه الهدية مُمتنًا لها وهي لنجاح خطتها الشيطانية....
_________________________________
أغلقت "مريم" الهاتف الخاص به نهائيًا بخوف من أن يعرف بهذه الكارثة وقطعت عنه كل أتصالات "شريف" وهكذا اللابتوب، أنطلق بسيارة مُغادرًا المزرعة معها، ظلت تنظر إليه بقلق مما يتصدر الأنترنت الآن عنه، لا تعلم ماذا سيفعل عندما يعلم، ربما يهدم بشركته كل الأجهزة الألكترونية فهو بارع فى الحروب الألكترونية ولديه متخصصين فى فعل ذلك، نظر "جمال" نحوها بقلق من نظراتها المُسلطة عليه وقال:-
-لسه خايفة
هزت رأسها بلا ورسمت بسمة خافتة مزيفة أمامه فعاد بنظره إلى الطريق وهو يقول:-
-الكدب بيبان عليكي يا مريم..
ضغط على المكابح فجأة عندما رأي سيارة زرقاء أمامه لترتطم رأسها بالسيارة، نظر إليها بقلق وخوف شديد من أن يكون أصابها شيء ليقول:-
-أنتِ كويسة؟
هزت رأسها بنعم بخجل شديد من قلقه عليها، تعلم بأنه يكن المشاعر لها وتسللت "مريم" إلى قلبه لكنه يفشل فى الأعتراف بهذا الحب رغم أنه يظهره بوضوح علنًا فى تصرفاته، القلق والخوف عليها، كلما أمر "جين" برنامجه الألكتروني بتفعيل عازل الصوت لأجلها فى الشتاء وتنقية الهواء من الدخان الناتج عن تدخينه، يهتم بصحتها وأكلها جيدًا، مرر سبابته على جبينتها التى أحمرت للتو بلطف ثم أنطلق فى قيادته مرة أخري ببطيء وحذر لأجلها ولم ينتبه إلى السيارة الزرقاء التى غيرت مسارها وجاءت خلفه حتى ظهرت بجواره، كانت "مريم" تراقبه بنظراتها لتصرخ بذعر عندما رأت رجل بداخل السيارة المجاورة يصوب مسدسه نحو نافذته، نظر "جمال" ليُصدم مما رأه ووضع يده فوق رأسها بقلق وقال:-
-ألبسي حزام الأمان ومتخافيش العربية مضادة للرصاص
زاد من سرعة سيارته وهذا الرجل يطلق طلقات نارية على السيارة وهى لا تتأثر، أراد "جمال" ان ينزل ويمزقهما أربًا لكنه تردد كثيرًا لأجلها حتى لا يضعها فى خطر، أستسلم الرجل لحقيقة كون السيارة مُضادة للرصاص وقرر أن يقلبها أفضل من الفشل فى مهمة قتل "مريم"، فتح "جمال" الشاشة المتصلة بسيارته الكهربائية وأدخل اسم المستخدم الخاص بتطبيق "جين" ويقود بيد واحدة وهى تبكي جواره وترتجف، أصطدمت السيارة بسيارتهم ليفقد تحكمه بالمقودة بيد واحدة، مسكها بكلتا ذراعيه وقال بغضب سافر وقلق:-
-مريم... مريم فوقي
نظرت إليه وهى تحاول التوقف عن البكاء ليقول بجدية:-
-أكتبي الباسورد اللى هقولك عليه 
أومأت إليه بنعم وبدأت تكتب كلمة السر الخاصة بـ "جين" التي لم يخبرها لأحد من قبل حتى "شريف" وقبل أن تضغط على زر تم  خرجت السيارة عن مسارها وسقطت إلي طريق أكثر وعور بين الأشجار حتي أصطدمت بشجرة قوية، تأذت رأسه ونزفت دماء لكنه لم يهتم كثيرًا، نظر إلى "مريم" بقلق وسألها:-
-مريم
نظرت إليه بخوف شديد، فتح باب السيارة وترجل منها ليحصل على رصاص فى ظهره أسقطته على مقعده من جديد وأقترب الرجال نحوهما أكثر، بينما خرجت صرخة قوية من  "مريم" باسمه بهلع وخوف:-
-جمــــــــااااااااال....... 
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أنتفضت من جلستها وفتحت حزام الأمان الخاص بها تلمس وجهه بخوف تملكها وهذا المكان اللعين الذي يجلب لها الصدمات والخوف دومًا ويسرق منها سعادتها فهل الآن سيسرق حبيبها، تساقطت دموعها بحسرة وخوف وهى تُتمتم:-
-جمال
مسك يدها الموجودة فوق لحيته بلطف ليشعر ببرودة جسدها ورجفتها فأدرك كم الخوف والمعاناة التى تحملهم بداخلها الآن من هذا المكان فقال:-
-أنا كويس، متخافيش 
 هزت رأسها بلا وهى تري الدماء على رأسه غير أصابته البالغة التى أفقدته قوته بسرعة البرق والتى جعلت جبينه يتعرق وهو يكبح ألمه، نظرت إلى الطريق لترى هؤلاء الرجال هناك يقفون بجوار سيارتهم ويستعدون للنزول إليهم، فقالت بخوف يتملكها أكتر:-
-دول جايين علينا، ساعدني أرجوك وتحمل ها 
فتحت باب السيارة ونزلت بسرعة من مكانها وألتفت لكي تأخذه، وضعت ذراعه فوق كتفيها وبذراعها حاوط خصره لتساعده فى النهوض، سارت به بعيدًا لتحاول أن تخبأ من هؤلاء حتى سمعت صوت رجل يقول:-
-متعلبيش أستغماية معانا
سقطت بيه أرضًا وسط الأشجار ليتألم فوضعت يدها سريعًا على فمه تحجب صوت ألمه وهى تتحدث بخوف وبكاء:-
-متطلعش صوت والنبي
كز على أسنانه بقوة يحاول كبح ألمه، أبتعد الرجل عنهم وهو يحاول البحث عنهم فى أرجاء المكان، بحثت فى جيبه عن الهاتف الخاص به حتى تتصل برجاله وقالت:-
-خلينا نتصل برجالتك يجوا، أنا أسفة والله أنا اللى قولتلك تسيبهم... أنا السبب
لم تجد الهاتف فى جيبه لتبكي بأنهيار تام كأنها لا تملك خيار الآن سوي الموت هنا معه بأصابته، مسك يدها التى تبحث فى سترته بهستيرية لتنظر إلى وجهه بألم وندم  يجتاحها ليقول:-
-أهدئي يا مريم، دلوقت جين هيبعت مكان العربية وحالة الضرر بهيكلها على تليفون شريف 
أزدادت فى البكاء بألم شديد من فشلها حتى فى فعل ذلك وقالت بخوف:-
-بس أنا مدخلتش الباسورد
مدد قدميه للأمام وهو يتكأ بظهره المصاب على الشجرة ثم أغمض عينيه، يحاول أن يفكر جيدًا هو مقاتل جيد ورجل رياضي لكن مع أصابته لا يعلم هل سينجح فى مواجهتهم أم لا؟ كيف يحميها من هؤلاء ويُعدها للقصر بأمان، فتح عينيه عندما سمع صوت تمزق ملابسها، رأها تجلس على ركبتها بخوف ورأسها تتجول فى المكان بهلع من أن يعود هؤلاء الرجال، مزقت فستانها من الأسفل حتى وصل لركبتها فقالت بشجاعة مُصطنعة تحاول التحلي بها من أجل إنقاذ هذا الرجل الذي تحبه:-
-أولاً خليني أوقف النزيف وألا هتخسر كل دمك، لكن اتشجع يا جمال وأستحمل عشاني أرجوك
أومأ إليها بنعم لتنزع سترتها الصوفية ووضعتها فى فمه حتى لا يصرخ من الألم وبدأت تساعده فى خلع سترته الجلدية ثم تي شيرته لتجهش فى البكاء فور رؤيتها لجرح ظهره والرصاصة التى أستقرت فى عظامه لكنها حاولت السيطرة على ألمها وخوفها وطوت التي شيرت الخاص به جيدًا ثم وضعته على الجرح وضغطت عليه ليتألم "جمال" مُحاولًا كبح صرخته ومع المه أزدادت دموعها وقلبها يتألم لأجله لكن لا يجب أن توقف هذا الألم لأجله، ثم لفت قطعة القماش حول جسده جيدًا وجلست فوق قدميه من الأمام لتعقد القماش جيدًا فتتطلع بوجهها الباكي ويشعر برجفة يديها، جعلته يرتدي سترته من البرد وقالت:-
-أنا هخرجك من هنا، متخافش أنا مش هخسرك فى المكان دا مستحيل....
جفف دموعها عن وجنتيها بحنان لكنه اوقفها عندما مسك يدها المرتعشة ثم قال بألم وجسده على وشك فقد المتبقي من طاقته:-
-أتنفسي يا مريم، أتنفسي  كله هيبقي تمام 
رفعت يدها تلمس لحيته بحنان وخوف من فقده هنا حقًا وقد تمكن الألم منه كليًا وقالت:-
-أتنفس!! أنا هموت يا جمال لو خسرتك، أنا أسفة والله أنا السبب أنا....
توقفت عن الحديث ويديها تمسح على لحيته بلطف عندما رأت الساعة فى معصمها لتقول:-
-الساعة!!
نظر للساعة بأبتسامة وسقطت رأسه على كتفها مُستسلمًا للألم، تنفست "مريم" وهى تضم رأسه بخوف وقالت:-
-خلينا نتصل بشريف!!
أتصلت بـ "شريف" عبر الساعة وليخبرها بأن تختبأ جيدًا حتى يصل رجالهم، نزعت الساعة لتضعها حول معصمه لتتمكن من قياس ضغط دمه وضربات قلبه، شعرت بأقدام قربهما فوضعت يدها على فمها تحاول إخفاء صوت أنفاسها العالية من الخوف ويدها الأخرى على فم "جمال" بالمثل، هدأت قليلًا حتى مر الرجل من خلفهم دون أن يراهما، تمتم "جمال" وهو على وشك فقد وعيه كليًا:-
-أهربي يا مريم، روحي أركبي العربية وأقفليها كويس لحد ما يجي شريف
هزت رأسها بلا وتشبثت بيه جيدًا بين ذراعيها كأنه طفلها الذي تخفيه فى عناقها من الخطر وقالت:-
-لا مستحيل أنا مش هسيبك....
مسكت ساعتها وهى تعرف أن "جين" هذا الأختراع التكنولوجي يمكنه الولوج لأي شيء ألكتروني وقالت بحزن شديد مُتمنية أن يساعدها هذا الروبوت قائلة:-
-جين!! ساعده أرجوك، أعمل أى حاجة 
تمتم "جمال" بهدوء يصارع جاهدًا فقد وعيه هنا من اجلها وأن يبقي معها حتى لا تفقد عقلها:-
-جين مبيأخدش أوامر من حد غيري
رأت الرجل يسير بعيدًا فى اتجاه معاكس لهم فنظرت للسيارة بأمل وقالت:-
-قولت أن العربية أمان مش هيقدر يكسر الأزاز صح!!
أجابها بثقة من هذا الشيء:-
-مستحيل، دى عربية جمال المصري
تبسمت وهى تمسح دموعها بكلتا يديها وقد عزمت أمرها على الأختباء جيدًا حتى يأتي رجاله وقالت:-
-جمال المصري، صح أنت جمال المصري لازم تقوي، على طول كنت قوي والكل بيعرف دا، أستحمل معايا لحد ما نوصل للعربية
ساعدته فى الوقوف وبدأت تسير بخطوات بطيئة جدًا بحذر من ألا تصدر صوت وتنظر للخلف إلى حيث الرجلين تراهما بوضوح حتى أقتربت من السيارة فنظرت إليهم مرة أخري ولم تنتبه لخطواتها التى كادت أن تفقد توازنها بسبب ثقل جسده المُحمل عليها، نظر الرجل على هذا الصوت الذي صدر من قدمها ليراها فذعرت بهلع وأسرعت فى خطواتها به جيدًا لكنها كانت أبطيء من ركضهم بسبب وزنه فوضعته فى المقعد الخلفي وأغلقت الباب بسرعة وصعدت فى مقعدها لكن قبل أن تغلق بابها مسك الرجل الباب بأنتصار وسخرية من بطئها وقال:-
-على فين يا قطة؟
صرخت بخوف وهذا الرجل يسحبها للخارج لتري "جمال" فقد وعيه وسقط جسده على الأريكة وما زالت السيارة تحتفظ بكلمة السر التى أدخلتها، سحبها الرجل بقوة لتستسلم له وتمكنت أخيرًا من الضغط على زر تم لتُمكن "جين" من الولوج لسيارته ونجحت السيارة فى الأتصال بتطبيق "جين"، ألقاها الرجل على الأرض بقوة وأستدار لكي يتأكد من موت "جمال" لكنها أسرعت برفع قدمها وضربت باب السيارة بكل عزيمتها لتغلقه وقالت بسخرية وسط دموعها:-
-بأحلامك
حاول فتح السيارة كثيرًا لكنه فشل فأستشاط غضبًا وصفعها بقوة على وجهها.....
_____________________________ 
قلب "شريف" غرفة المهندسين رأسًا على عقب بعد أن أتاه الأتصال منها، حاول الوصول إلى هاتفه أو ساعة يده ليدرك بأن الساعة محلها داخل المنزل فى المزرعة بعد أن نساها "جمال" هناك والهاتف مغلق، ظل ينظر للشاشة الكبيرة التى تحتل جدار الغرفة مُحاولًا أختراق أشارات المرور أو أى كاميرا موجودة بالقرب من المكان الذي وصفته "مريم" لكن لا جدوي حتى أختفت الصور والفيديوهات عن الشاشة وظهرت رسالة أتمام ولوج "جين" إلى السيارة وقد أصبح الآن متصل بها، بدأ بأرسال رسالة بالموقع ليتحرك "شريف" من الشركة مع "عاشور" قائد الأمان ومعه "حسام" ومجموعة من الرجال إلى الفيوم ومعهم سيارة أسعاف بالطبيب الشخصي الخاص به بسبب أصابه كما أوضحت له "مريم"
بدأ "جين" بأرسال المؤشرات الجسدية لمرتدي الساعة ومن أنخفاضها علم بأن الساعة الآن فى يد "جمال" وأخبره بعد المسح بالأشعة من السيارة أن هناك شخص واحد فقط بداخلها، أراد "شريف" تعديل الهواء فى السيارة من أجل أصابته ليقول "جين" بصوته الألي:-
-عذرًا لا يمكنك الولوج
تأفف "شريف" من عجزه فى التحكم بـ "جين" فى هذه اللحظة ليفحص "شريف" السيارة فأجابه "جين" بصوت ألي:-
-الآن السيارة تحت وضع الحماية الكاملة لن تتمكن من الدخول لها أو فتحها......
أخرج "شريف" مفتاح السيارة الأحتياطي الذي أخذه من "صادق" بطمأنينة فلولا هذا المُفتاح لمات "جمال" بداخلها، وصل إلى موقعه بعد ساعة ونصف وكانت الساعة تقريبًا الثانية ظهرًا، وفحص الطبيب الجرح وفاق "جمال" بعد محاولات عديدة، كان نائمة بغرفة الإسعاف والطبيب يحاول معالجة جرحه مبدائيًا حتى يصله للمستشفى، فتح عينيه ليرى الجميع أمامه فيما عدا هى، فتاته التى وضعته هنا من أجل حمايته، ترجل من سيارة الأسعاف ورجاله يحيطون بالمكان وتألم من أصابته التى تزداد سوء وقال بجدية:-
-مريم فين؟
هرع الجميع نحوه بينما "جمال" يكاد يستطيع الوقوف على قدميه، تنحنح "شريف" بخوف سافر من غضبه وقال:- 
-لما جينا مكنش فى حد فى العربية غيرك وهي مالهاش أثر
لم يتمالك أعصابه وصرخ بغضب سافر بعد أن مسك "شريف" من ملابسه بأنفعال:-
-يبقي تدوروا عليها، مريم لو جرالها حاجة يا شريف...
توقف عن الحديث ثم دفعه بعيدًا وأخذ الهاتف من يديه ودخل كلمة السر الخاصة به ليعلم أن تم الدخول إلى "جين" من ساعتين تقريبًا وهذا وقت كافي لكي يتخلصوا منها، فتح الكاميرا الأمامية لسيارته وأخذ منها رقم السيارة الخاصة بهذه الرجل وأنطلق بسيارته مع رجاله كالمجنون إلى موقع السيارة التى يترصدها "جين" كان بمكان قريب جدًا منهم،أعطاه الطبيب جرعة من المخدر حتى لا يشعر بألم شديد لكن لا جدوي ما زال ينزف دماء ويأني من الوجع، نظر "شريف" بقلق عليه وقال:-
-ممكن تروح المستشفى وأنا هجيبها 
-لو كنت هتجيبها كنت عملت كدة من ساعة ما وصلت، مريم مش هيرجعها غيري أممممممم
قالها بألم شديد حتى توقفت سيارته هجم رجاله على المنزل فحاول الرجلين التصدي لهم فلم يكن أمام رجاله شيء سوى قتلهم، ترجل بصعوبة من سيارته ودلف مع "عاشور" الذي يسانده يحاول التحمل بسبب جرحه والرصاصة التى لا تزال فى ظهره لكن تحمل بسبب المخدر والمسكنات التى أخذها، رأها تجلس هناك ويديها مُقيدة وعلى فمها لاصقة تبكي بخوف، لكن تبسمت بسعادة وطمأنينة فور رؤيته ووقفت من مكانها لتركض نحوه وسط بكاءها، ضمها "جمال" إليه بألم من أرتطامها بجسده المُصاب وأرتياح لعثوره عليها سالمة، قال بنبرة دافئة:-
-على مهلك شوية، أنتِ كويسة؟
أومأت إليه بنعم ليرفع عن فمها اللاصقة وقال بإمتنان على إنقاذها لحياته:-
-أحسنتي
أقترب "حسام" منها ليقطع الحبل الذي يقيد يدها وعينيها لا تفارقه وتخبره بأنها أنتظرته فقالت بخفوت:-
-كنت عارفة أنك مش هتسبني هنا
ضمها إليه بقوة لتتشبث به أمام الجميع، أستدار الرجال مُتحاشين النظر إليهم بحرج خوفًا من غضب هذا الرجل، أستنشق عبيرها ورائحتها حتى يهدأ من روعة قلبه ويطمئن عليها ثم خرجوا معًا وهى تسانده جيدًا، ساروا نحو السيارة ليسقط منها أرضًا فاقدًا للوعي لتصرخ بهلع بأسمه:-
-جمـــــاااال......
_______________________________ 
أنتشر خبر دخول "جمال المصري" رجل الأعمال للمستشفي بعد محاولة أغتيال كما وصفت الصحافة حادثته، لتضرب "سارة" الشاشة بأغتياظ قوي أحتلها لتدفع الشاشة أرضًا من الغيظ وقالت بصدمة:-
-لا.... مستحيل
نظرت إلى صورتها فى المرة فهندمت ملابسها وشعرها بهدوء وقالت متوعدة بالأنتقام:-
-ماشي يا جمال، المهم اللي يكسب فى اللى أخر....  
______________________________  
قرأت "ولاء" الأخبار عن ابنها على مواقع التواصل الأجتماعي لتقرر العودة إلى "مصر" وهذه المرة بصحبة ابنتها الصغري "جميلة" وحجزت على أول طائرة مُتوجه إلى "مصر" من أجل ابنها حتى وإذا كانت تخشاه.....
____________________________ 
دلف "شريف" إلى غرفة المستشفي بهدوء ليراه نائمًا فى فراشه بعد الجراحة الجرحة التى خاضها بسبب عناده وكثرة الدماء الذي فقدها، و"مريم" جالسة على المقعد المجاور للفراش وتضع رأسها على ذراعه تغوص فى نومها بجواره كطفلة صغيرة تأبي الذهاب بعيدًا عن والدها مُنذ أن عادت سالمة لهم وهى لا تفارقه ألا وقت الجراحة عندما أخذوه الطبيب منها، ألتف لكي يغادر لكن استوقفه صوت "جمال" يناديه قائلًا:-
-شريف
عاد "شريف" إليه ببسمة خافتة على إفاقته وأستعادت للوعي وصحته ليقول "جمال" قاطعًا هذه البسمة:-
-عرفت مين اللى بعتهم؟ مستحيل يكون حمزة، حمزة بيحب يشوفها قصاده وهى بتتوجع
تلاشت بسمته بغضب بعد أن كان على وشك فقده، وأجابه "شريف" بنبرة هادئة يخفي غضبه من أهتمامه الزائد بـ "مريم" فى حين أن هناك كارثة حلت بشركته قائلًا:-
-ممكن يا مستر جمال تبطل تفكر فى مريم والخطر اللى بيحوم حولها وتفكر شوية فى نفسك
أعتدل "جمال" فى جلسته لتستيقظ "مريم" على حركته بتعب من ألم ظهرها وطريقة نومها ليلًا، تبسمت لرؤيته بصحة جيدة أمامها وقالت بلطف:-
-أخيرًا صحيت
أومأ إليها بنعم ثم نظر إلى "شريف" الغاضب أمامه وقال:-
-ما لك؟
أعطاه التابلت ليري الأخبار التى نشرت عنه وتتحدث عن أختفي زوجته بعد أن أكتشف "جمال" علاقتها بأخاه والآن هو على علاقة بأرملة أخاه وتعيش معه فى منزل واحد ويفكر فى الأنتقام منها على ما فعله أخوه الذي مات قتيلًا، نظر للأسئلة التى طرحت فى المقال عنه وعن زوجته المُختفية وعلاقته بـ "مريم" وقتل أخاه فهل هو قتله حتى ينتقم؟ ، تأفف "جمال" بصدمة ألجمته وهو لا يُصدق بأن هناك من يتحدث عن حادثة مر عليها سنوات بالفعل، ظلت "مريم" تنظر له بقلق فوضعت يديها على ذراعه وتقول:-
-جمال......
قاطعها بغضب سافر عندما دفع يديها الأثنين بعيدًا عنه وقال بجدية:-
-أعرف الخبر دا مين اللى نشره وأحذف كل اللى أتنشر عنه مهما كلفك الأمر يا شريف، أنا مش هجاوب على أى سؤال فيهم؟
أومأ إليه بنعم بغضب مكبوح بداخله وكل شيء كارثي يأتي لهم سببه فى الأساس "مريم" ثم قال بهدوء سافر يخبره بأن الكارثة لم تتوقف فى طرح المقال بل ألحقت بعمله:-
-شركة المقاولات سحبت اتفاقها معنا بعد الخبر دا
أغمض "جمال" عينيه بأغتياظ، يريد قتل "مُختار" لو كان حيًا فالسبب الرئيسي لكل شيء هو أخاه وليس هذه الفتاة البريئة، هى مجرد ضحية مثله ، أخاه من خانه مع زوجته ومن عذب "مريم" وبسبب وصيته الحمقاء جلب "مريم" إليه والآن بسببه يتدمر عمله، قال بسخرية عكس غضبه الذي يمزق عقله:-
-فى داهية، ولو فى حد تاني عايز يفسخ عقوده معنا يتفضل، أنا عارف اللى عملها، الحركة دى مش هتطلع من حد غير نادر عايز يأخد المشروع دا مني..
غادر "شريف" الغرفة، ظلت "مريم" تنظر إليه فى صمت فنظر لها بسبب نظراتها التى تخترقه وتزعجه الآن، رآها تقف محلها بنفس ملابسها فستانها الذي مزقته من أجله مليء بالأتربة وحالتها فوضوي، قال بجدية صارمة:-
-حسام
دلف "حسام" إلى الغرفة بعد أن ترك مكانه فى حراسة الغرفة مع رجلين من الحرس أخرين، تحدث بضيق شديد:-
-خدوها على القصر ترتاح ومتطلعوش مني نهائي يا حسام ولا عشان تيجي هنا مفهوم
أشار إليه بنعم، ظلت تنظر إلي قسوته ونبرته الحادة ليقول:-
-أمشي
ذهبت مع "حسام" بحزن أصابها من قسوته وشعرت بأنه يدفعها بعيدًا بعد ما حدث وأصابته بسبب أفعالها وحديث الجميع عنها الذي أفقده جزءًا من عمله، وصلت للقصر لتستقبلها "حنان" بقلق شديد بعد ما سمعته، عانقتها "مريم" بأستياء وحزن لتربت "حنان" علي ظهرها بحنان ودفء ثم قالت:-
-حمد الله على سلامتك، خوفت عليكي أوى
جهشت فى البكاء تاركة العنان لحزنها بأن يخرج من صدرها المعبأ بألم ووجع يكفيها....
_______________________________ 
أنفجر "نادر" ضاحكًا بطريقة هستيرية بعد قراءة خبر أصابته وقال:-
-أغتيــال، لا متقولش يا تامر أن جمال المصري بجلالة قدره بقي ملطش للى رايح واللى جاي وبدأت الأعداء يتجرأوا عليه 
تبسم "تامر" بسخرية من أمره وهو يمدح فى رئيسه قائلًا:-
-طبعًا، هو حضرتك فاكر أن جمال هيفضل زى البرلنت ولا أيه، دا رجل وبشر يعنى له أخطاء وجبروته خلاص، جمال بقي ضعيف 
ضرب "نادر" المكتب بيده بحماس ثم قال:-
-ضعيف فعلًا، عمري ما توقعت أن أشوفه فى اليوم دا اللى يتجرأ عليه حد ويضربه بالنار مش كفاية الفضيحة اللى قبلها... صحيح عرفت ليا سر أختفاء مراته، نفسي أعرف وأمسك فى أيدي نقطة ضعف له
تبسم "تامر" وهو يفتح الهاتف على المقال تحديدًا على الجزء الملحق بصورته مع "مريم" وقال:-
-هنمسكها قريب يا ريس
أعطاه الهاتف ليرى صورة "جمال" معها ولكن ملامحها غير واضحة فقال بفضول:-
-هي حلوة؟
أنفجر "تامر" ضاحكًا على هذا الرجل الذي يقدس جمال المرأة وأى أنثي ثم قال:-
-حلوة بس دى فرسة تتلف فى حرير يا ريس، هى اه أحلي بكتير وأصغر منها بس خليك فى اللى معاك عشان دى مش أى تاء مربوطة دا من حريم جمال 
وقف "نادر" من مكانه وهو يسير إلى الشرفة وقال بنبرة خافتة:-
-عندي توب حرير محتاج أشوفه عليها يا تامر
فهم "تامر" ما يرمي له بطريقة غير مباشرة ورغبته بهذه الفتاة ليقول:-
-ساعة زمان ويكون عندك تقرير عنها...
غادر المكتب ليقول "نادر" بتمتم وعينيه تحدق بالطريق أسفل شركته:-
-هتستحمل خيانة تانية فى حياتك يا جمال ولا هتبقي القاضية وأخلص منك....
______________________________  
"الملهــــي الليــلي"
صرخت "سارة" بأنفعال فى الفتاة التى تقف أمامها وترتدي فستان أصفر قصير وتتزين بمساحيق التجميل قائلة:-
-خليني أشوفك مع حازم مرة تانية ونهايتك هتبقي على أيدي.... غوري
خرجت الفتاة غاضبة من معاملتها، تأففت "سارة" بضيق من هذا الكوارث التى تحل عليها لكن قاطعها رنين هاتفها فقالت:-
-أيوة
أتاها صوت فتاة بنبرة خافتة تقول:-
-نادر الصبح طلب معلومات عن مريم وبيدور وراها ودا أكيد عشان...
قاطعتها "سارة" بضيق شديد مما سمعته تقول:-
-أنها عجبته... طب أقفلي
أنهت الأتصال ووضعت الهاتف على المكتب بضيق وهى تشعر بأنها ستخسر مرة أخرى أمام "مريم" وجمالها الذي يسحر كل الرجال خصيصًا من يُقدسون جمال المرأة، كل ما فعلته مع "نادر" سيهدم إذا قابل "مريم" مرة واحدة حتى وأن كانت صدفة، خرجت من الملهي الليلي وأتجهت إلى أحد المحلات التجارية وظلت تدور فى المكان والبائعة تعرض عليها الفساتين الموجودة التى تناسبها لكنها تجاهلت كل شيء وأشارت على أحدهم وقالت:-
-عايزة دا
-أسفة لحضرتك يا فندم بس دا محجوز
قالتها بحرج من رفض طلبها لتقف "سارة" من مكانها ومسكت شارة الأسم الخاصة بهذه الفتاة بطريقة مُخيفة ثم قالت:-
-قولت دا
أبتلعت الفتاة لعابها بخوف ثم أتصلت بمديرة المكان وبعد قليل أعطته لـ "سارة" بمبلغ أكبر حتى ترد العربون الذي دفعه العميل الأخر، أتجهت إلى صالون التجميل وتزينت جيدًا ثم عادت للملهي الليلي وجلست فى مكتبها تفكير كيف تنتقم وتجبر "نادر" على طلب الزواج منها من دون أن تطلب هذا، رنت الجرس ليدخل رجل عليها بعد قليل ووضع الكأس بمشروبها المُفضل أمامها وقالت:-
-البضاعة الجديدة وصلت
-وبيجهزوها تحت والنهاردة فى السهر هنوزعها على الشباب 
قالها بجدية لتقول وهى تمد يدها إليه ببطاقة عمل "نادر":-
-كويس، خد الكارت دا وتعمل اللى هقولك عليه بالحرف الواحد
أومأ إليها بنعم لتبتسم بمكر شديد وتطرق بأظافرها الطويلة على المكتب....
_____________________________ 
"قصــر جمــــال المصــــري"
حاولت "مريم" كثيرًا الخروج من القصر لكن امره بحبسها كان محسومًا لا جدال فيه، قالت بضيق:-
-خليني أروح معاكي يا حنان وهرجع فى أيدك والله
-أسفة يا مريم مينفعش دا أمر، أرجوكي أنتِ مترضيش بالأذي لا ليا ولا حسام والناس اللى معاه وأنا كمان مرضاش بالأذي ليكي
قالتها "حنان" بلطف وهي تربت على وجنتها بدلال لتتأفف "مريم" بأختناق ونظرت للجهة الأخري فقالت "حنان" بنبرة هادئة:-
-أنا هطمنك عليه بنفسي أول ما أرجع ومتقلقيش أنا سمعت أن والدته واخته جميلة جم وموجودين معاه هناك
تمتمت بضيق شديد من هذا الحديث الذي أغضبها أكثر:-
-الكل هناك وأنا محبوسة هنا زى الكلبة الجربانة
كادت "حنان" أن تتحدث لكن "مريم" لم تعطيها المجال فصعدت الدرج مُتذمرة على هذه المعاملة التى تتلقاها منه وهو يحبسها هنا من أسبوع تقريبًا...
_____________________________ 
خرج "نادر" من شركته وصعد للسيارة ينظر فى هاتفه على صورة "مريم" التي جلبها "تامر" بوضوح وتظهر ملامحها جيدًا وتبسم بإعجاب وقال:-
-والله بتستاهل المجازفة
رن هاتفه يقاطعه عن النظر إليها وكان رقم مجهول، استقبل الأتصال وكان رجل يقول له:-
.........
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أنطلق "نادر" بسيارته إلى الملهي الليلي بجنون أصابه بعدما سمع أن هناك أفراد من العصابة أقتحموا المكان وبدأوا فى تهديد "سارة"، وصل للمكان ليستقبله الرجل الذي أتصل به وقال:-
-أول أوضة على الشمال
صعد للأعلي مُسرعًا وهو يكاد يجن جنونه بعد ان علم أن رئيس هؤلاء أخذها للغرفة، فتح باب الغرفة ورأها تجلس هناك على قدمي الرجل وتسكب له الخمر بوجه باكي وهو يحيط رأسها بذراعه وفى يده سكين حاد يضعه على عنقها، أزدرد لعابه بضيق وهو يراها تخدم هذا الرجل تحت التهديد، تبسم الرجل بسخرية وقال:-
-مش قولت محدش يزعجني
تقدم "نادر" نحوهما أكثر ببرود وينظر حوله بسخرية من هذا الرجل ثم قال:-
-جالك الجرأة ترفع عليها سلاح
نظر الرجل لها بإعجاب شديد ثم قال:-
-بصراحة هي ميترفعش عليها سلاح لكن أعمل أيه معها هى اللى عنيدة ولو كانت جت بالرضا مكنتش جت بالغصب
أومأ "نادر" له بنعم موافقًا إياه الرأي ويتحاشي النظر لهم وقبل أن يتحدث الرجل مرة أخرى صُدم بزجاجة الخمر تكسر فوق رأسه من "نادر" لتسيل الدماء من رأسه فسحبها بقوة إليه حتى جرحت السكين عنقها قليلًا بخدش صغير، غادر الغرفة بعد أن أخذها ليهجم رجال الأمن الخاصين بها بعد أن تحررت فكانوا خائفون من المجازفة كونها رهينة لدي هذا الرجل المسلح، سارت معه للخارج مبتسمة بمكر وغمزت لأحدهم بأنتصار على تنفيذ خطتها كما أمرت، وتركت الحقيبة مع النادل فتبسم بعد أن غادرت وفتحها ليجد بها مخزونًا من المال لنجاح خطتها، صعد إلى زملائه وقسم المال معهم ليبتسموا بحماس وضمدتوا جرح صديقهم ....
____________________________ 
"قصـــــر جمــــــال المصـــــري" 
ظلت غاضبة فى غرفتها حتى سمعت صوت السيارة فهرعت مُسرعة للأسفل تنادي على "حنان" حتى تطمئن عليه قائلة:-
-حنان.... حنان....
توقفت عن الحديث عندما رأته يقف أمامها بعد تسريحه من المستشفي ومعه والدته "ولاء" وفتاة أخري فى عمرها تقريبًا لتعلم أنها "جميلة" أخته الصغرى، كانت ترتدي تنورة طويلة سوداء وبلوفر من الصوف وحذاء ذو رقبة قصيرة ولديها وجه جميل به زوج من العيون الخضراء كأخاها وبشرة متوسطة البياض وأنف صغيرة جدًا وشعر أسود يصل لمنتصف ظهرها مموج، تبسمت "جميلة" عليها وهمست إلى "حنان" بعفوية فى أذنها:-
-هى دي؟
أومأت "حنان" لها بنعم ونظرت إلى "مريم" التى تحدق به بنظراتها مُطولًا تفحصه بدق أو بالأحري تشبع شوقها إليه بعد أن غاب لأسبوع كاملًا عن نظرها، ضربات قلبها تسارعت لرؤيته وصرخ هذا القلب بين ضلوعها مُتمني أن تكمل ركوضها نحوه لكنها ظلت مكانها لا تقترب أكثر وتفقد صواب قلبها العاشق، تطلع "جمال" بها فى صمت تقف أمامه بنحالتها وخفتها مُرتدية بيجامة قطنية عبارة عن بنطلون وردي فضفاض مرسوم عليه ريش باللون الأزرق وبدي وردي بحمالة وفوقه سترة طويل تصل لركبتها مفتوحة، شعرها البنية كالبندق وحبات القهوة ينسدل على الجانبين بحرية فكم تكره هذه الفتاة تقيد شعراتها بالمشبك أو دبوس الشعر، يحيط بوجهها الجميل كعتمة السماء التى تحيط القمر كل ليلة، قاطع نظرتهم الطويلة صوت "ولاء" تقول:-
-تعال عشان ترتاح
تنحنح بحرج وصعد السلالم مع والدته حتى مر من جوارها لتستنشق رائحته التى تشبه المستشفي من مكوثه هناك، رمقته عن قرب بنظرة حزينة من تجاهله لها بينما هو صعد غير مبالي لها، تتبعته بنظرها حتى قاطعها صوت "جميلة" تقول:-
-هاي، انا جميلة أخته
نظرت "مريم" بحرج لها وقالت:-
-مريم... ضيفة مؤقتًا
صعدت لغرفتها بحزن تملكها من صلتها به وهى حقًا مجرد ضيفة هنا، دخلت غرفتها لتتبعها "نانسي" ورأت دمعة هربت من عينيها لتقول بحنان:-
-الله!! ليه الدموع دى؟ مين زعل القمر بس
تمتمت بضعف وحزن يخيم على قلبها قائلة:-
-أنا عارفة أنى غلطت وعارفة أن الناس كلها بتتكلم عنه بسببي وأن اللى حصل من تحت رأسي بس هو يعنى مينفعش يغفرلي دا ولا لازم يفضل يعاقبني بقسوته
ضمتها "نانسي" بلطف وبدأت تمسح على رأسها ثم قالت:-
-أهدئي يا مريم أنا قولتلك حكاية مراته وأن الناس تتكلم عنها وعن الخيانة اللى اتعرض لها مش سهل عليه برضو هو بشر
نظرت إليه بصمت ولم تعقب على كلماتها....
__________________________  
أخذها "نادر" إلى شقتها كما طلبت منه ودلفت بصحبته تصطنع الخوف مما حدث وجلست على الأريكة ليقول:-
-أبقي خلي بالك من نفسك وهاتي حراسة كويسة لأن الأشكال دى كتير ووارد وجودهم فى مكانك
أومأت إليه بصمت لينظر إلى عنقها المجروح وقال بضيق شديد يتملكه:-
-هااا الغبي كان لازم ادب الأزازة فى رقبته مش دماغه!!
رفعت "سارة" نظرها إليه وترمقه فى صمت وهو بدأ يعقم جرحها بوجه عابس مُتذمرًا على خدشها وكأن هذا الرجل أفسد الجمال الذي يُقدسه ومزق جمالها، وضع اللاصقة على عنقها بلطف ووقف لكي يغادر لكن أستوقفته "سارة" عندما مسكت يده وقالت ببراءة مزيفة وتصطنع الخوف بعد ما حدث لها:-
-خليك معايا النهاردة، أنا خايفة
أبتلع ريقه بأرتباك ثم جلس جوارها من جديد لتقف "سارة"  وسارت نحو البار لتحضر زجاجة من الخمر وكأسين وهى تعلم أن عينيه لا تفارقها فتأففت بضيق شديد وهى لا تعرف كيف تضع المخدرات له فى الكأس مع نظره المُسلط عليها يلتهمها، نظر إليها وهى تسير نحوه وتتدلل وتتلوي كالحية خلف وجهها الجميلة، ترتدي فستان أسود طويل ومفتوح من بداية الفخذ الأيسر للأسفل مع سلاسل كثيرًا بهذه الفتحة المُثيرة لتظهر من وراءها أقدامها العارية ببشرتها البيضاء وتصدر صوتًا جذابًا كالأجراس مع خطواته وطقطق كعبها العالي على الأرض الرخامية ومن الأعلي ضيق جدًا من الصدر ومفتوح بكم واحد وذراعها اليمني عاري تمامًا وشعرها الأسود يداعب هذا العنق النحيل وعظمتين الرقبة، وضعت الزجاجة والكأسين على الطاولة وقالت ببراءة مُصطنعة:-
-هجيب الثلج
سارت مجددًا إلى البار لتدخل خلفه هذه المرة وتحجب عنه الرؤية، نظر إلى رأسها التى تظهر أمامه وسكب كأس لنفسه وأرتشفه على جرعة واحدة ثم نزع رابطة عنقه وفتح زر واحد من قميصه ويكاد أن يفقد صوابه أمام هذه المرأة، تبسمت "سارة" بأنتصار ثم نزلت للأسفل تختفي كليًا عنه وجلبت كوب صغير ووضعت به المخدر بجرعة كبيرة تكفي لثمالته كليًا وفقد عقله ثم سكبت الخمر فوقه بمكر شيطانية وقالت مُتمتمة:-
-المرة دى أنا اللى هنجح يا جمال...
نزعت فرد حذائها وكسرت الكعب بيديها ثم أرتدته وتركت الكأس على الأرض ووقفت تحمل الثلج وتبسمت إليه، تبسم إليها وهو يرتشف كأس أخر فتقدمت خطوة لتسقط أرضًا من كعبها المكسور، وقف من مكانها بذعر عليها وهرع إليها، ألتف حول البار ودخل لها ليراها جالسة على الأرض ومكعبات الثلج فوقها، جلس جوارها بهدوء وقال:-
-أنتِ كويسة؟
تألمت بشدة مصطنعة الوجع بتعابير وجهها قائلة:-
-اااااه رجلي مش قادرة
نزع لها الحذاء ونظر إلى قدمها فكانت بخير لكنها تأني من الألم أمامه فقال:-
-مش تخلي بالك وأنتِ ماشية
أجابته بنبرة خافتة ودلال مُفروط:-
-مكنتش أعرف اني هقع 
أبتلع لعابه بأرتباك وهو يبعد مكعبات الثلج عنها حتى لا تصيبها بمرض فى هذا الشتاء وقال:-
-أنتِ وقعتي على قلبي...
لم يتمالك أعصابه أكثر وسرق منها القبلة التى تمناها كثيرًا لكنها أبتعدت عنه كعادتها فنظر إليها بهدوء مُتعجبًا رفضها لترفع الكوب أمام فمه بيده وأرتشفه منها وهو يتحسس يدها يكتشف نعومته دون أن يفكر ولو قليلًا من أين جاء الكوب فى الأرض لتبتسم بمكر وسحبته من قميصه.......
_______________________________ 
"قصــــر جمـــــال المصـــــري"
خرجت "مريم" من غرفتها صباحًا لتراه ينزل الدرج بخطوات ثابتة بسبب جرحه وذراعه مُعلق فى رقبته ليتحكم بحركة لأجل أصابته، اسرعت إليه وأخذت يده كي تساعده لكنها صدمت عندما أبعد "جمال" يدها عنه بضيق شديد فنظرت له بغيظ من معاملته لها وقالت:-
-هو فى أيه؟
توقف عن النزول ووألتف "جمال" ينظر إليها بضيق ثم قال:-
-فى أيه؟ أنتِ بجد بتسألي في أيه؟ مش واخدة بالك أن كل اللى حصل واللى إحنا وصلنا له بسبب عمايلك وغبائك
-غبائي!!
رددت كلمته بدهشة من طريقته فى الحديث، تحدث بنبرة قوية غليظة قائلًا:-
-اه غبائك، مين سمح لك تقفلي تليفوني وتسيبي ساعتي فى المرزعة، ونروح لوحدنا، مين أدي لك الحق تتصرفي فى حياتي بطريقتك وعلى كيفك؟ أنتِ مين أصلًا عشان يبقي لك رأي
ضحكت بسخرية على كلمه الذي أحزنها وأوجع قلبها، قسوته لم تعد تتحملها أكثر فقالت بضيق شديد:-
-صحيح أنا مين أصلًا؟ مجرد ضيفة 
مرت من امامه ليصرخ بها بأنفعال قائلًا:-
-وضيفة تقيلة كمان
أبتلعت "حنان" ريقها من مشاهدتها لهذا الشجار ثم أخذت الخادمة للمطبخ وهى تُتمتم:-
-خلينا ندخل قبل ما الحرب تقوم فى البيت دا
جهزت الإفطار مع الخدم وجلسوا يتناولوا الطعام فى صمت و "ولاء" تراقب ابنها بنظراتها فقالت "جميلة" بنبرة هادئة:-
-وعلى كدة قاعدة هنا لحد امتي؟
رفع "جمال" نظره إلى أخته بضيق شديد من حديثها على الطعام، نظرت "حنان" إليها لتشير لها بأن تصمت رجاءًا ولا تزيد من غضبه، أدارت "جميلة" نظرها إلى اخاها بقلق وقالت بحيرة:-
-عادي يا جمال بسألها قاعدة لحد أمتى لأنها قالتلي أنها ضيفة؟
وضعت "حنان" يدها على وجهها مُستعدة للحرب التى ستقام للتو باستسلام، نظر "جمال" إلى "مريم" الجالسة بنهاية السفرة وحدها بعيدًا عنهم ليقول:-
-قالتلك ضيفة بس
تنحنحت "ولاء" بنبرة باردة وهى تتناول طعامها:-
-وأرملة أخوك! هو في ....
قاطعها صوته القوي بنبرة باردة حادة يقول:-
-خطيبتي، نسيت تقولك يا جميلة أنها خطيبتي أعذريها أصلًا بتنسي كتير
رفعت "مريم" نظرها إليه بغضب سافر من كلمته، أهو يعاملها بقسوة ويوبخها والآن يتحدث عن خطبتهم لتقول بضيق:-
-أنا موافقتش أكون خطيبة حد
رفع حاجبه لها بسخرية من كلمتها وعاد بظهره للخلف بأسترخاء وقال بنبرة أكثر بروده:-
-وكأني محتاج لموافقتك يا مريم
ضربت السفرة بقبضتيها بغضب شديد يتملكها لتقول:-
-أنا رايحة الجامعة قبل ما أرتكب جناية هنا
وقفت من مكانها ومرت من جانبه ليقول ببرود أكثر يُثير أستفزازها وغضبها:-
-مفيش خروج
ألتفت إليه وكادت أن تقترب منه وتضربه على رأسه بأنفعال من الغضب الذي تملكها للتو لتمسكها "حنان" وهم يقفوا خلف ظهره دون ان يراهما وحاولت منعها قائلة:-
-عشان خاطري ، عشان خاطري أنا يا مريم أطلعي 
عضت شفتها السفلية بأغتياظ منه و"حنان" تحيط جسدها بذراعيها تمنعها من لكمه فصرخت من الغيظ:-
-اوووووف أنا طالعة عشان خاطرك بس يا حنان
صعدت للدرج، وقف من مكانه ببسمة أنتصار خفية وقلبه يتراقص فرحًا من كرة الغضب الذي قذفها بها وقال:-
-لا وأنت الصادقة دا عشان معندكيش خيار تاني
ضربت الدرج بقدمها من الغيظ لتصرخ من الألم فتبسم أكثر ثم دخل للمكتب وكان "شريف" بأنتظاره، تطلع ببسمته بأندهاش فنادرًا ما يرى بسمة على وجه هذا الرجل ليقول:-
-خير إن شاء الله؟
تلاشت البسمة عن وجهه ليتنحنح "شريف" بحرج ثم قال:-
-التليفون اللى لاقينا مع واحد من الرجل طلع أخر رقم متصل به، رقم حد تعرفوه كويس
جلس "جمال" على مقعده خلف المكتب برفق بسبب أصابته وذراعه المُعلق فى كتفه ثم حدق بـ "شريف" وبدأ يخمن الشخص قائلًا:-
-حمزة..
هز "شريف" رأسه بلا ليتابع "جمال" التخمين بضيق:-
-نادر... أمال مين انت بتنقطني يا شريف
-سارة
قالها "شريف" بنبرة هادئة وهو يعلم بأن أسمها سيُثير غضب هذا الرجل ليقول:-
-سارة!! المربية
ضحك "شريف" بسخرية بعد أن جلس على المقعد وأتصل الهاتف بشاشة المكتب ليعرض عليه جزءًا من حياة "سارة" الآن وقال:-
-قصدك سارة ستار!! صاحبة أكبر نادي ليلي وتاجرة المخدرات، أسمها بقي أشهر من النار على العلم بين الشباب الفاسد والمتعاطين، دا مش فاتحة كازينو عادي يا مستر جمال، دا منبع للفساد ومش هتصدق دلوقت بتلف علي مين
نظر "جمال" إلى الفيديو الذى أمامه من داخل الملهي الليلي ليتابع "شريف" الحديث بعد أن مرر يديه على الشاشة ليظهر الفيديو التالي:-
-نادر الهواري 
حدق "جمال" بالفيديو الذي يجمع "سارة" و"نادر" على طاولة واحدة ويضحكون ليقول:-
-الطيور على أشكالها تقع
عاد بظهره للخلف بعد أن اغلق الشاشة وقال:-
-تتاجر فى المخدرات وتلف على نادر دا شيء ميخصنيش لكن تقرب من مريم دا اللى يخصني، أنت عارف أنى متعودتش أكون مدين لحد حتى لو بقلم واللى عملته لازم يتردلها يا شريف، مفيش أخبار عن حمزة؟
أجابه "شريف" بنبرة هادئة بحرج من فشله قائلًا:-
-للأسف من ساعة الحادثة وهو مُختفي
صرخ "جمال" بانفعال بعد أن وقف من مكانه بضيق شديد:-
-بقالي شهر بسمع نفس الجملة، حمزة لازم يدفع تمن اللى عمله فيها، لازم أخليه يدوق العذاب والالم اللى دوقه ليها طول السنين دى
أومأ "شريف" له بنعم ولا يعلم سبب هذا الغضب القوي،غادر المكتب وتركه ليجلس "جمال" مرة أخرى على مكتبه بأختناق مُنذ أن أخرجها من الصندوق غريقة كقطعة ثلج باردة وهو يبحث عنه بكل مكان سيجعله يجرب هذا الشعور والأختناق تحت الماء، سيمزق جسده أربًا بالسكين كما فعل معها وبعدد الندوب التي رأها فى جسدها، سيرد له الألم الذي رأه فى المزرعة فى وجهها وجسدها أطنان، سيجعله ينتفض خوفًا وذعرًا كما جعلها تنتفض، لن يتهون معه وسيريه كم هو وحش من داخله وأنه لا يمكن أن يكون خصمًا له..
تمتم بنبرة خافتة يقول:-
-أستحملي يا مريم والله لأقتله وأخلصك منه للأبد عشان تعيشي
وقف من مكانه بعد أن ضغط على الزر الأحمر حتى لا يجرأ أحد على الدخول إلى المكتب، فتح الباب السري ودلف للغرفة لينظر إلى هذا الحائط ووضع دائرة على صورة "سارة" وقال:-
-الوحيدة اللى أستفادت من موت مُختار... كل أملاكه راحت ليكي، من بعده ورثتي ملايين... ليه ميكونش انتِ اللى حرضت على قتله، ما هو مش معقول حمزة فجأة قرر يدافع عن بنته ويحميها من الأغتصاب،  متطلعش من واحد مريض زيه... 
بدأ "جمال" يجمع كل الخيوط ويربطها معًا من حكاية "مريم" وخصيصًا بعد أن عثر على أثر الرصاصة، وضع خط أسفل صورة "حمزة" وقال:-
-أنت اللى عارف مكان الجثة
_______________________________ 
تنهد "تامر" بهدوء محاولًا كبح غضبه مما سمعه للتو وقال:-
-أتجوزتها!!
أومأ "نادر" له ببرود شديد ثم قال:-
-اه زى ما سمعت
جلس "تامر" على المقعد المقابل له بهدوء وقال بضيق تمكن منه بسبب هذا الحديث:-
-أتجوزت رقاصة!! أنا عارف أنى مجرد موظف عند سيادتك لكن حضرتك رجل أعمال وليك وضعك وداخل على منافسة قوية مع جمال المصري والحكومة هتقرر أن واحد فيكم اللى هيأخد المشروع دا، أزاى جازفت بكل دا وأتجوزت رقاصة، أنا ما صدقت سكت الصحافة وحمدت ربنا أنهم بصوا على جمال عشان نعلى إحنا
تأفف "نادر" بضيق شديد من هذا الحديث ثم قال:-
-اللى حصل حصل بطل ندب زى النسوة، وبعدين أنا محستش بحاجة أنا فوقت النهاردة لاقيتنى ماضي على ورقة جواز عرفي، وبعدين أنا فهمتها أن الموضوع دا لازم يكون سر عشان وضعي وسارة أتفهمت دا
وقف "تامر" من مقعده بأنفعال وكاد أن ينزع شعره من محله من الغيظ وقال:-
-واحدة لفت عليك عشان تتجوزك وسوري فى اللفظ لحضرتك شربتك لحد ما أتصطلت ومضتك على ورقة جواز وحضرتك سكران دى هتحتفظ بالسر
رفع "نادر" نظره إلى مدير أعمال بغيظ ليتأفف "تامر" من الغيظ وقال:-
-أنا يا دوب أستعد لمواجهة الخبر فى الصحافة لأن الخبر مش هيستخبي عليهم كتير
خرج من المكتب مُتذمرًا ليفرك "نادر" رأسه بضيق بعد أن وقع فى الفخ وأصبحت زوجته، كأن يريد أن تكون علاقة عابرة لليلة واحدة لكن هذه المرأة أوقعت به ليقول:-
-شغل عوالم
أرتشف فنجان قهوته على جرعة واحدة.....
___________________________________ 
"قصـــر جمــــال المصــــري" 
كانت تستمتع بركوبها على ظهر "إيلا" وهى تركض بها بعيدًا بسرعة و"مريم" تتشبث بشعراتها بلطف وجلسها يصعد ويهبط مع ركوض "إيلا" لتري "نانسي" تخرج من القصر بصحبه تسانده بلطف حتى جلس على الأريكة البيضاء تحت أشعة الشمس، ظلت تنظر عليه خلسًا و"إيلا" تركض بعفوية، رمقها "جمال" ليراها كفراشة تحلق فى الهواء وشعرها يتطاير مع نسمات الهواء فطلب من "نانسي" أن تذهب إليه، أقترب "نانسي" من السياج وقالت:-
-مريم
ألتفت "مريم" إليها فأشارت إليها بانه يُريدها، تنهدت بخفوت وهى الآن لا تريد الشجار، نزلت عن ظهر "إيلا" وأعطتها إلى "حاتم" وسارت نحوه، قالت بهدوء شديد:-
-نعم!!
-أقعدي
قالها بهدوء شديد لتجلس على المقعد الموجود أمامه ناظرة إليه حتى يتحدث فقال:-
-أنا طلبت من سلمي تشوف دكتور نفسي
نظرت له بأندهاش من كلمته ليقول:-
-ليكي
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة من كلمته وقالت بتلعثم:-
-ليا أنا، ليه شايفنى مجنونة قصادك
نظر إليها بهدوء ثم قال:-
-مريم، أنتِ مُتعلمة وفاهمة ان مش كل اللى بيروح لدكتور نفسي بيكون مجنون أنا مبيشكش فى سلامة عقلك أنا بتكلم عن نفسيتك، الخوف اللى جواكي وحالة الذعر اللى موجودة عندك من الفيوم والمزرعة والأحلام الكوابيس اللى بتشوفها، الأصوات اللى بتسمعيها فى عقلك مع كل مطر ورعد، مش معقول هتكوني كل مرة جوا القصر، نفترض كنت فى الجامعة وحصل رعد دا ظاهرة طبيعية بتحصل
-هتأكد من الطقس ومش هخرج وقت المطر 
قالتها بعفوية وبسمة لا تفارق وجهها ليقول بجدية صارمة:-
-أنا مش بهزر يا مريم، طب الأحلام والكوابيس، أيه مش هتنامي كمان
صمتت بهدوء لنحني قليلًا للأمام حتى أخذ يدها فى قبضته وقال:-
-أنا عايز مصلحتك يا مريم، أنتِ كنتِ جميلة تحت المطر حرام تحرمي نفسك من دا
نظرت إليه بهدوء وتذكرت يوم ميلاده الذي أخبرته فى بحبها ولعبها تحت المطر معه، تابع حديثه قائلًا:-
-أعتبريها مجرد فضفضة مع شخص موثق منه، أنتِ مشوفتيش كنتِ بتتفضي أزاى وأنت نايمة فى المزرعة والخوف اللى جواكي، تقدري تقوليلي لو أتجوزتي فعلًا هتقدري تسمحي لجوزك يقرب منك ولا هتفضلي تشوف اللى حصلك فى اليوم دا
تنحنحت بحرج من كلماته ليقول بهدوء ونبرة دافئة:-
-أنا أسف لو بتكلم معاكي فى حاجة زي دى، بس الخوف اللى جواكي يخلي كل حاجة جايز تحصل، أرجوكي جربي جلسة واحدة مع الدكتور ولو مرتحتيش أو حستي أنك بتضغطي على نفسك قوليلي وأنا من ناحيتي أوعدك متكررش 
أومأت إليه بنعم ببسمة خافتة ثم قالت:-
-موافقة ممكن أنت بقي توافق أنى أروح الجامعة
ترك يدها وعاد بظهره للخلف بغضب وقد تلاشي دفئه وهدوئه وحل محلهم الغضب والغيظ ثم قال:-
-لا، مفيش خروج من باب القصر
أغمضت عينيها بغضب من رفضه لكنها كبحت هذا الضيق وحاولت السيطرة عليه ثم قالت:-
-عشان خاطري 
-لا 
قالها بحزم ولهجة أمرية لا مجال للنقاش فكزت على أسنانها من الغيظ ووقفت لتغادر من أمامه، تمتم بنبرة حادة قائلًا:-
-لحد ما أخلص من أى خطر صدقينى مش هقدر أخرجك من القصر
_________________________________ 
وصل "حمزة" على الملهي الليلي بعد أختفائه ليبحث عن "سارة" فقال "حازم" بسخرية:-
-أتجوزت، مش هتلاقيها فاضية اليومين دول
-أتجوزت!!
قالها "حمزة" بسخرية ليُجيب عليه "حازم" بلا مبالاة كأنه لا يهتم بما تفعله والدته:-
-اه رجل الأعمال نادر الهواري، محظوظة أمي مبتقعش غير واقفة
-محظوظة فعلًا
قالها بسخرية ثم خرج من الملهي الليلي ليعبر الطريق إلى سيارته وقبل أن يصعد ظهر مجموعة من الرجال وأختطفوه فى سيارة رباعية الدفع سوداء، تبسم "عاشور" وهو جالسًا فى المقعد الأمامي وأتصل بهاتف "جمال" ليقول:-
-حصل يا ريس ..........
__________________________________ 
"قصـــــر جمــــال المصـــــري" 
خرجت "نانسي" من المطبخ بفنجان قهوته وقبل أن تصعد الدرج نادتها "ولاء" قائلة:-
-نانسي تعالي أقولك..
نظرت على الفنجان بتردد فى الذهاب إليها أم إلي "جمال" لكن سرعان ما تبسمت عندما رأت "مريم" تنزل من الأعلي وقالت بعفوية:-
-معلش تطلعلي القهوة لجمال بيه
ترددت "مريم" فى أخذ القهوة لتشير لها على "ولاء" فأخذتها وصعدت للأعلي، دقت باب غرفته بهدوء ليقول:-
-أدخلي يا نانسي
دلفت بفنجان القهوة ووضعته على الطاولة دون أن تحدثه، لم ينتبه لوجودها وظل ينظر على نفسه فى المرآة وهو يحاول أرتدي قميصه الأسود بصعوبة من أصابته وسترته على الفراش فقالت "مريم" بقلق:-
-أنت خارج؟
ألتف على صوتها ليرى فنجان القهوة، عاد بنظره إلى المرآة بجدية وكيف لا يخرج بعد أن حصل عليه ليقول بحزم:-
-اه
-وأنت تعبان؟ أعتقد أني سمعت حنان بتقول أنك ترتاح وشريف نبه عليك متتحركش كتير
قالتها بقلق على جرحه وصحته، أجابها ببرود وهو يدخل ذراعه فى الكم بصعوبة:-
-أنا مبأخدش أوامر من حد، سيبني بقي عشان أكمل لبسي
لم يحصل على جواب منها لكنه شعر بيدها تمسك القميص ليكمل دخول ذراعه، ألتفت لتقف أمامه وبدأت تغلق الأزرار لأجله بوجه عابس فهو حقًا لن يستمع لها نهائيًا، تطلع بوجهها الغاضب منه وهو مُدرك بأن هذا الغضب بسببه، كانت ترتدي بنطلون أسود يظهر نحافة قدميها وبلوفر من الصوف أخضر اللون طويل يصل لركبتها وأكمامه طويل تخفي أصابعها النحيلة، شعرها منسدل على الجانبين ويصنع فرقًا بمنتصف رأسها، قال بنبرة خافتة:-
-شكرًا
أجابته وهى تصعد بيديها للأزرار العلوية دون أن تنظر إليه هاتفة:-
-لو عايز تشكرني فعلًا متخرجش وأنت تعبان، بس أنا عارفة أن حتى أنا مبتأخدش أوامر منها ومش هتسمع ليا
-لو مكنش الموضوع ضروري مكنتش خرجت يا مريم
قالها بحدة صارمة لتتوقف عما تفعله ونظرت إليه بعد أن تجنبت  النظر إليه مُنذ أن دخلت الغرفة لتتقابل عيونهما، عينيها الذهبية التى تتقلب فى معظم الأوقات إحيانًا يشعر بأنها صفراء وإحيانًا عسلية والآن يراهما يميلان للون الأخضر الذي يشبه ملابسها، لا يعلم أهذا سحرًا أم ماذا لكن المؤكد أنها نعمة من الرب رزقها بها، هذا الزوج من العيون الجميلتين يصاحبهم القلق والخوف عليه بوضوح وتسأله نظرتها ماذا إذا أصابه شيء فى الخارج أو تضرر الجرح فقال مُجيبًا بلسانه عليها:-
-متقلقيش أنا معايا عاشور والحرس 
خرجت منها تنهيدة قوية وجلبت رابطة العنق الذي أختارها ووضعتها حول عنقه وهى ترفع جسدها على أطراف أصابعها بلطف حتى تصل إليه بسبب قصرها وهى حافية القدمين ليتابعها بنظره، تمني أن يأتي اليوم الذي تفعل له هذه الأشياء البسيطة برغبتها ولا تكن مجبورة بسبب أصابته وإشفاقها عليه، شعرت بشيء يداعب رأسها لترفع نظرها فرأته قريبًا جدًا منها مُغمض العينين لتعتقد باأنه مريض لتقول بقلق:-
-أنت كويس؟
فتح عينيه بهدوء بعد أن مزقت لحظته وهو يحاول أستنشاق رائحة شعرها الفريدة وقال:-
-اه 
رفعت حاجبها بشك من امره وأحضرت الفيست الخاص بالبدلة وساعدته فى أرتدته ثم أغلقت الأزرار لتقول:-
-متتأخرش
رفع حاجبه إليها بجدية لتقول بتعجل وقلق:-
-مش أمر لك الحرية، هو مجرد طلب منى
أشار برأسه إليها بنعم لتبتسم على موافقته لطالما فعل ما تريده عندما تتطلبه، أحضرت السترة الرمادية من أجله ووقفت خلفه لتساعده فى أرتداها فأستدار "جمال" هذه المرة لأجلها ، وقفت تحدق به وهى تضع سبابتها بين أسنانها بطريقة عفوية ثم ضربت كفيها معًا قالت بإعجاب شديد:-
-فكرت فى الموضوع وأكتشفت أنك أوسم رجل أربعيني، لا ميصحش، مستحيل أقدمك للناس على أنك ولي أمرى محدش هيقصد أن الرجل دا ولي أمر أنسة كبيرة زي نهائيًا، أزاى أقنعهم أنك ولي أمرى، لا، لا أنت من الأفضل متحضرتش حفلة تخرجي
تبسم بلطف على كلماتها وهى تتغزل به بطريقة غير مباشرة لتتعجب إلى هذه البسمة التى رأتها للتو على شفتيه لتبستم كالبلهاء على جمال بسمته الساحرة التى تشبه التعويذة التى ألقاها على قلبها فى الحال ليخطف دقات قلبه التى ركض إليه مُهرولًا، أخذ خطوة نحوها بعفوية وقال بمكر:-
-خلاص قدميني على أنى خطيبك
توقفت عن هيامها به وأعتدلت فى وقفتها بوجه حاد وكزت على أسنانها بضيق شديد منه وتواري إعجابها لتقول:-
-مُصر تعصبني، ليكون بعلمك أنا مش خطيبتك وأحب أفكرك أن باقي من المدة ٩ شهور يا جمال، ٩شهور زى الست الحامل بالظبط وأخرج من هنا، أنا مستحيل أتجوز رجل أربعيني وأكرر الغلطة مرة تاني
أخذ خطوته الأخيرة التى تفصله عنها ليصبح على قرب شديد منها ويشعر بأنفاسها ثم قال:-
-ليكون بعلمك أنتِ يا مريم أني ٣٨ سنة مش أربعينى وأحب أوضحلك حاجة أنتِ مش هتخرجي من هنا إلا لو أنا اللى قررت دا، لكن بالنسبة لقراراتك فأنتِ عارفة مصيرها ايه هنا، ولا ليها لازمة
قضمت شفتها السفلية بأسنانها مُستشاطة غيظًا حتى جرحتهم من شدة الغضب وهو يتعامل معها بأسلوب الأكراه والجبر لم يحاول أن يفعل باللين، لو كان طلب منها أن تكن خطيبته باللين واللطف لتركت العالم أجمع لأجله، لكنه يعاملها كجاريته المُفضلة يلقي لها أوامره فقط، وهذا ما يغضبها منه دومًا، صدمت عندما أنحنى إليها سارقًا قبلة خاطفة من شفتها المجروحة ثم ابتعد عنها، قوست شفتيها بحزن كبير وقالت:-
-جمــــال...
نظر إلي عينيها بنظرة هادئة ورفع يده إلى وجهها يضع خصلات شعرها خلف أذنها الصغيرة ثم قال بجدية رغم دفء نبرته التى تسللت إلى قلبها العاشق:-
-أقسملك لأجل جمال اللي بتطلع منك لأرد لهم أطنان من الأذي اللى سببوه ليكي يا مريم
لم تفهم كلماته وعن من يتحدث؟ من الذي سيرد له أطنان من أذيتها؟ أتسعت عينيها على مصراعيها ونظرت نحوه وهو يغادر الغرفة لتهرع خلفه بصدمة ألجمتها وقالت:-
-أنت رايح فين؟ هتقابل مين يا جمال؟
-هرد دين فى رقبتي 
قالها بنبرة حادة مُخيفة، أرعبتها من الداخل وخلعت قلبها من محله وهى لا تفهم شيء سوى انه ذاهب للأنتقام من أجلها فقط حتى لا تعرف ممن سينتقم؟ لكن نبرته وطريقته فى الرحيل مع رجالة أخبرتها بأنه كالهلاك سيلتهمهم جميعًا إى أن كان من سيتلقي منه الأذي وسيقابله اليوم.......
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ظل "حمزة" يصرخ من الألم بسبب الضرب المُبرح الذي تعرض له من "عاشور" ورجاله، فتح باب المخزن ودلفت سيارة "جمال" ثم ترجل منها بعد أن فتح "حسام" الباب الخلفي له، هندم بدلته وأغلق زر سترته بغرور مُتجاهلًا ألمه الذي خف قليلًا بعد المسكن، سار نحو "عاشور" بخطوات واثقة ليقول بأختناق:-
-يا عاشور قولتلك متلمسهوش إلا لما أجي 
نزع سترته بأغتياظ وغضب مكبوح بين ضلوعه ورفع أكمام قميصه إلى ساعده ثم أخذ العصا الخشبية من يد احد الرجال أثناء سيره إلى "حمزة" المُعلق من يديه للأعلي ويكاد يفقد وعيه ليقول بينما يحدق فى وجهه:-
-ليكون فى علمك، كان ممكن يشفع لك أن مريم بنتك، لكن دا كان قبل ما تكون باردة زى قطعة الثلج فى أيدي
ضربه فى خصره بقوة بالعصا ليصرخ "حمزة" من الألم فتبسم "جمال" بغضب يجتاحه ومسك شعره بقوة ليثبت رأسه أمامه حتى تتقابل عيونهم وقال:-
-لا أجمد كدة، الدين كبير ولازم أرده كله، أنا وعدتها يكون أطنان من اللى عاشته
ظل يضرب فيه بقوة يريد أن ينفث غضبه به ويرد له جزءًا مما تعيشه هذه الفتاة من ألم ووجع وتدهور نفسي، توقف عن الضرب عندما أقترب منه "عاشور" مُحاولًا منعه فصرخ "جمال" به بأنفعال:-
-أبعد عني يا عاشور
جذبه "عاشور" بالقوة بعيدًا عنه ليقول:-
-صحتك يافندم أهدا
تنفس بهدوء وجميع الرجال مُندهشين مما يراوا وحالة الغضب والكره الذي وصل لها "جمال" يمتز بهدوئه المرعب لكن الآن غضب كالجحيم، غضبه الذي ينفثه بهذا الرجل سيقتله للتو إذا تركوا، ظل يضربه دون أن يكترث لجرحه الذي نزف وظهرت الدماء على قميصه الأسود بقعة غامقة ولوثت الفيست الرمادي لتظهر بوضوح، أشار إلى "حسام" ليأخذوا إلى صندوق زجاجي كبير ممتلي بالماء ثم قال بنبرة مُخيفة:-
-لازم تجرب اللى عملته، ما هو طباخ السم بيدوقه
دفعه بقدمه بقوة ليسقط داخل الصندوق مُقيدًا من يديه ليصارع الموت وأنفاسه كادت ان تتقطع تحت الماء، نظر "عاشور" إليه وقال:-
-كفاية كدة هموت مننا
أشار "جمال" إليه بنعم ليتنفس "حمزة" بألم بعد أن أوشك على الموت للتو وغسلت الماء الدماء التى كانت تلوث وجهه، حدق "جمال" به وهو يقول بسخرية:-
-شوف الباقي من عمرك كان ١٠ أو ٢٠ أو ٣٠ سنة أنت هتقضيهم معايا تدوق فيها العذاب اللى عيشتها فيه... فحسابك لمريم تقيل أوى عندي، فخليني فى الأهم... مُختار
نظر "حمزة" له بعينيه المتورمة من الضرب وبالكاد يري بيهما وفقال:-
-أخوك!!
-جثته فين؟
تبسم "حمزة" بسخرية كأنه لا يهب هذا الرجل مهما فعل بيه ليقول بتهكم:-
-أنت مش دفنتها وطلعت له شهادة وفاة كمان من الحكومة، ولا ناوي تعترف بتزويرك 
تبسم "جمال" بمكر أثناء وقوفه من مكانه ويشير بيده على "حمزة" مواجهًا حديثه إلى "عاشور":-
-حاولت أمنع نفسي عنه لكن هو مُصر يا عاشور
دهش الجميع عندما أخرج "جمال" سكين من خلف ظهره وطعن به خصر "حمزة" فصرخ من الألم ليقول "جمال" بوحشية باردة:-
-متجمد كدة يا راجل، دا مريم طلعت أرجل منك وكتمت صرختها قصادك
تألم "حمزة" بقوة من جرحه ونزفت الدماء على يد "جمال" تلوثها ليقول:-
-تفتكر أنا عملت أيه فى مراتي؟ لتكون فاكر أنى غبي وممكن يعدي عليا أن المعلومات دى طلعت منك أنت وأنت اللى وصلتها للصحافة
أشار إلى "حسام" ليحضر له فتاة تعمل فى قصره، نفس الفتاة التى تعاونت معه مقابل المال وكانت ترتجف خوفًا ليتابع "جمال" بسخرية من امره:-
-أنت غباءك صورلك أنك هتقدر تحط عين جوا قصر جمال المصري، وتوصلك معلومات عني كدة بسهولة وأنا مش هعرف
نظر إلى الفتاة نظرة أرعبتها من مكانها وهى تنتفض وتبكي من القادم وما ستراه على يد هذا الرجل فقال "جمال":-
-دفعلك كام؟
-خمس ألاف جنيه والله لولا الحوجة أنا ما كنت.....
ضحك "جمال" بسخرية من كلماتها وقال:-
-الحوجة يا زبالة يا رخيصة!! دا أنتِ مرتبك وأنتِ بتخدمي جمال المصري الضعف... 
أرتجفت الفتاة بخوف منه لينظر "جمال" إلي "حمزة" ببسمة شيطانية أخبرته بأن الهلاك قادم إليه....
___________________________ 
"قصــــر جمــــال المصـــــري" 
مُنذ أن أخبرها قبل رحيله بأنه سيرد الدين وهى لا تستطيع النوم، ظلت تنتظره في الصالون حتى يعود للقصر ليطمئن قلبها ويخف قلقها الذي زاد كلما مر الوقت، لا تعلم ممن سينتقم اليوم وكيف؟، سمعت صوت سيارته بالخارج لتهرع من الصالون إلى الباب فرأته يدخل مُنهكًا و"حسام" يسانده، تتطلع بوجهها والقلق يبدو عليه، سألت بقلق:-
-حصل أيه؟
تنحنح "حسام" بلطف دون أن يتفوه بكلمة بلا أمر منه وقال:-
-خليه يرتاح شوية وأنا هبعت للدكتور
هز "جمال" رأسه بلا وقال:-
-لا، متتعبش نفسك فى الوقت دا
أخذت "مريم" يده من "حسام" ليرحل، حدقت بوجهه الشاحب بقلق وقالت:-
-قولتلك متتأخرش عارف الساعة كام دلوقت ٤ الفجر وقولتلك أنك تعبان لكن شوف راجع عامل أزاى
رفع يده يلمس وجنتها بلطف ليهدأ من نيران القلق التى تحرقها وتتلألأ فى عينيها ثم قال:-
-أنا كويس يا مريم
أخذته إلى غرفته بعبوس ووجهها غاضب وتقوس شفتيها وكهذا حاجبيها الصغيرين، ساعدته للصعود فى فراشه وهى تضع يدها خلف ظهره ثم رفعتها لتضع الغطاء عليه لكنها صُدمت عندما رأت دماءه على يدها فقالت:-
-بالله عليك يا جمال، أنت عملت أيه فى نفسك؟
وقفت أمامه تنزع عنه ملابسه وقميصه ليتألم قلبها من جرحه الذي ألتهب ولا تعلم ماذا فعل حتى حدث ذلك معه، جلست خلفه على الفراش وبدأت تعقم جرحه بلطف فظل صامتًا حتى ضربته بقوة على ظهره ليتألم من ضربتها وقالت بعناد طفولي:-
-أحسن بتستاهل لأنك مبتسمعش الكلام
لم يجيب عليها فتأففت بحزن نادمة على ضربه وألمه رغم أنه يحمل من الألم القدر الكافي، ذهبت إلى غرفة الملابس الخاصة به وأحضرت له تي شيرت بكم وعادت إليه، وقفت أمامه وساعدته فى أرتداء التيشيرت بلطف وقالت:-
-براحة على مهلك
حدق بوجهها وهدأ غضبها للتو وكأنها قررت أن تترك الغضب والقلق بعد أن رأته وأطمئنت عليه، قال بنبرة جادة وعينيه تحدق بها:-
-ممكن تروحي الجامعة بكرة
نظرت إليه بأندهاش من موافقته للتو على خروجها وقالت بفضول:-
-بجد!! بالله عليك أنت كنت فين يا جمال؟
تجاهل سؤالها ورد عليه بسؤال من طرفه:-
-أنتِ بتعتبره أب؟
لم تجيبه وظلت تحدق به بغضب ظهر فور ذكره إلى "حمزة" ثم جلست جواره صامتة وهو يتابعها بنظره لتقول وعينيها تنظر إلى يديها المنكمشتين معًا بخوف أصابها:-
-أب، أنهي أب اللى يعاقب بنته لأن مراته ماتت وهى بتولدها، عارفة لو غلطت كنت أستحملت الأذي لأني غلطانة وبستاهل العقاب، لكن فين جريمتي فى واحدة ماتت لأن عمرها أنتهي، أنا كمان اتاذيت من موتها وبقيت يتيمة الأم، مش هو لوحده اللى اتوجع ومهما كان بيحبها ومجنون بيها مش سبب لكل اللى عمله فيا، لو كان بيحبها بجد كان حافظ عليا وعرف أني حتة منها، أمانة هي سبتها له قبل ما تمشي كان لازم يصونها..
كان يستمع إلى حديثها فى هدوء رغم أشتعاله من الداخل، أدرك أن ما فعله به اليوم ليس كافي لما تشعر به هذه الفتاة، رفعت نظرها إليه فرأي دموعها تتلألأ فى جفنيها بحزن وقالت:-
-أنهي أب بيجيله قلب يا جمال يحرق بنته بسكينة سخونة، أب دايمًا ماشي بسكينة فى جيبه عشان يعذبها وقت ما يحب، قولي فى أب كدة فى الدنيا، أب بتلذذ بصوت وجعها وصرختها... لا مستحيل الأب بيضم ويطبطب ويحمي، والله جوز عمتي كان أب ليا أكتر منه على الأقل بيواجه حمزة ويقف قصاده عشاني، كان بيجبلي المصاصة وهو راجع من شغله ويطبطب عليا ولو مرة غلطت فى الواجب وعمتى زعقت كان بيراضينى، دا الأب اللى أعرفه لكن حمزة مستحيل يكون أب، خايفة أوريك جسمي عشان تشوف قسوته لتقول عليا بتعري قدام الغريب وبنت وحشة زى ما قولت قبل كدة
رفع يده إلى وجنتها ليجفف دموعها بلطفها بعد أن تساقطت من جفنيها مع حديثها عن قسوته،مُعتذرًا بدفئه على هذا الحديث الذي تفوه به عنها سابقًا وقال:-
-والله ما بيستاهل دمعة منك
تبسمت بإنكسار شديد أمامه وقالت:-
-مش عليه، مستحيل دموعي تنزل عليه لكن علي نفسي وعلى الأيام اللى عشتها معه
لم تدرك نهائيًا أن حديثها يزيد من غضب هذا الرجل وسيجلب الجحيم إلى "حمزة" أكثر، جلبت منشفة مُبللة لتمسح الدماء وأثرها عن يده بلطف وهو صامتًا يراقبها عن كثب فتبتسمت على نظراته دون أن تنظر إليه وقالت بمرح:-
-قولي من غيري كنت هتعمل أيه؟
رفع نظره عنها بحرج ثم قال بغرور شديد:-
-ليكون فى علمك.. القصر فيه خدم كتير كل واحدة تتمني تخدمني 
رفعت نظرها إليه بغيرة شديدة بعد أن فهمت تلميحه والكثير من النساء يتمنون أن يجلسون أمامه أو يصنعن له القهوة، تبسم على غيرتها إليه لتقذف المنشفة فى وجهه بقوة غاضبة ثم وقفت أمامه وقالت بسخرية:-
-خليهم يخدموك ولو مبيكفوش ممكن تطلب غيرهم 
أستدارت لكي ترحل من أمامه لكنه منعها عندما مسك يدها الصغيرة فى راحة يده لتنظر إليه بهدوء وتكبح غيرتها بداخلها مع ضربات قلبها الغاضب من حديثه للتو، قال بنبرة هادئة:-
-مبيكفوش، والله مبيكفوش قصادك.... قصدي... 
تبسمت على ربكته وهو حتى لا يعرف كيف يتغزل بها أن أراد، جبروته وقسوته والغضب هؤلاء كل ما يعرف كيف يفعلهم لكن الحب والكلمات اللطيفة والأعتراف هؤلاء الأشياء لا يمكنه فعلهم ومهما حاول، تسارعت نبضات قلبها الضعيف أمام عشقه المجنون هائمة بهذا الرجل وكل شيء به، أخذت خطوة نحوه توقفه عن الحديث لينظر إليها بصمت فسحبت يدها من راحة يده ومسكت وجهه بين يديها الصغيرتين وقالت بنبرة هادئة وعينيها تلمع بالحب حادقة بهذا الزوج من العيون الخضراء العاشقة رغم تلجم لسانه لكن عينيه لا تتوقف عن الصراخ بهذه المشاعر الكامنة بداخله لأجلها:-
-قولي أزاى أبطل أحبك يا جمال
أزدرد لعابه بتوتر شديد من أعترافها بالحب للمرة الثانية، سابقًا أستقبل هذه الكلمة بصفعة على وجهها ورفضها لتهجره أربعة سنوات كاملة والآن لن يتحمل هذا الهجر مرة اخرى فقال بنرة دافئة ورأسه مرفوع للأعلي لتقابل عينيها بينما يجلس محله على الفراش أمامها:-
-حبي هيأذيك يا مريم، أنا فاضي من جوا معنديش اللى أديهولك، خربان وخرابي هيتعبك ويوجعك
تبسمت ويديها تداعب لحيته بدلال وعينيها تبسمت فرحًا قبل شفتيها وهو يخبرها بأنه يخاف عليها من الحب، لتقول بلطف:-
-والله أنا بيكفيني أنك معايا وتكون بخير 
رمقها بصمت شديد على عكس عينيه التى أعترفت للتو بأنه يريدها ويريد الخوض فى الحب معها، هذه العيون التى ضمتها بحنان وعشق لم تراهما من قبل لتبتسم "مريم" بدفء وقالت:-
-أنا قولتلك قبل كدة أنك دافىء
هز رأسه بنعم إليها فتابعت ببسمة أكبر ويدها الأخري تسللت إلى رأسه تتغلل أناملها بين خصلات شعره بحب قائلة:-
-لكن أكيد مقولتلكش أن دفئك بيحيني، والله أنا مش محتاجة دكتور نفسي، أنا محتاجة لك أنت يا جمال بس، دفئك بيحيني
أجابها بتحذير جاد ولهجة حازمة وهو يراها غارقة فى حبه لأبعد الحدود:-
-هتتعبي يا مريم، أنا متعاشرش لو قربتي هتكرهينى، أنا من قريب مش زى ما أنتِ مُتخيلة، أنا أمي اللى ولدتني بتهرب من وحشيتي وقسوتي ومفيش أغلي ولا أقرب من الأم، أنا وحش يا مريم ومعترف بدا قصادك، أنا بالنسبة لبراءتك ونقاءك جحيم...  
تبسمت بإمتنان على ظهور فى حياتها لينير قلبها وينتشلها من عتمة أيامها المُظلمة ثم قالت بنبرة ناعمة ويدها تداعب لحيته بدفء وحنان:-
-أتعب عشانك، ومستحيل أكرهك أنا مستعدة أمضيلك على كل الضمانات اللى عايزها
ضحك تلقائيًا رغم عنه على كلماتها فأى ضمانات ستقدمها لأجل الحب، لمست شفتيه مُمتنة لهذه الضحكة الخافتة التى خرجت منه، تتطلع بها وضربات قلبه تتسارع بجنون لا يحتملها فربما يفقد عقله وصوابه بهذه اللحظة لأجلها، تابع حديثه بعد أن أنزل يدها عن وجهه وأخذها فى راحة يده يضمها بحنان:-
-أنا راجل صعب وتحكماتي هتخنقك، بيغير وغيرتي مش هتستحمليها، هحبسك فى قصري عشان ميلمحكش راجل غيري، مش هقدملك الحب اللى بتتمني أى بنت، هسيبك بالأيام وأسافر عشان شغلي وهتشتكي من أهمالي ليكي وأنشغالي عنك
أومأت إليه بنعم تخبره بأنها تقبل به رغم كل شيء، تريده كما هو وقالت بمرح:-
-هروح معاك الشغل
-مريم!! بتكلم بجد أنا خايف عليكي مني ومن قسوتي
قالها بوجه عابس لتقول بجدية:-
-والله لو هتحبسني فى أوضتك مش القصر أنا معنديش مشكلة... ومتخافش عليا، جمال اللى أنا أعرف مستحيل يأذيني وممكن يهد العالم كله عشاني
نظر إلى يديها الموجودة فى يديه بحيرة من أمره وهذه الفتاة تُربكه ولا تعلم ما هي قادمة إليه وتسعي إليه جاهدة ليقول بتحذير وهو يتذكر الماضي:-
-أنا مبغفرش الخيانة يا مريم
رفعت يدها الأخرى إلى وجهه ووضعت سبابتها أسفل رأسه لترفعها حتى ينظر فى عينيها وهى تعلم بأنه يُحذرها من أن تفعل ما فعلته زوجته الأولي لتقول:-
-اللى بيحب مستحيل يخون، أنا بحبك يا جمال والله لو طلبت عمري بديهولك
أومأ إليها بنعم فى صمت مُستسلمًا لعنادها وتشبثها به لتقول بحماس من موافقته:-
-أتفقنا، بقيت خطيبي؟!
هز رأسه إليها لتبتسم وركضت إلى غرفتها كطفلة بريئة نالت اليوم هديتها الكبري، لم يتوقف قلبها عن الرقص فوق أوتار صدرها الصلب بعد أن حصل على حبيبه حتى لو لم يعترف بلسانه يكفي أنه قبل بحبها وسيأتي اليوم الذي يعترف فيه بحبه ويخبرها بأنه يعشقها، عادت إليه لينظر بأندهاش عندما رأها تحمل فى يدها خاتم الزفاف الخاص به وقالت:-
-أنا أشترته لك
وضعته فى بنصره الأيمن وقالت بنبرة جادة غليظة:-
-عشان تعرف كل الخادمات اللى يتمنوا خدمتك أن الراجل دا بتاعي 
هز رأسه بنعم إليه وصعد إلي فراشه لتساعده بلطف ونزعت عن قدميه الحذاء ثم غادرت الغرفة ليبتسم بعفوية ثم غاص فى نومه بأرتياح...
_______________________________ 
حاولت "سارة" الوصول إلى "حمزة" بعد أن أخبرها "حازم" بظهوره باحثًا عنها لكنها لم تنجح فى فعل ذلك، لم تستطيع الوصول إليه طيل الأيام الماضي، تأففت "سارة" بضيق وهو تقول:-
-لما أحتاجه ملاقهوش
نظرت للمرآة الموجودة فى غرفتها وعليها أسماء مكتوبة بأحمر الشفايف ووضعت علامة خطأ فوق أسم "نادر" بعد زواجها منه وعلامة خطأ على اسم "مُختار" بعد قتله، نظرت إلى البقية وكان اسم "مريم" و"جمال" و"حمزة" لتقول بأختناق:-
-يومك قرب يا حمزة بس تخلصني من مريم وأخلص منك نهائيًا
غادرت الغرفة وأغلقتها بالمفتاح جيدًا ثم دلفت للغرفة المجاورة فحدقت بملابسها الموجودة على الفراش وأستعدت للخروج إلى عملها، أرتدت فستان يصل لركبتها ذى اللون الزيتي وبأكتافه سلاسل مسدولة على كتفيها وذراعيها المكشوفين، وبالخصر هناك فتحتين من اليسار واليمين يظهروا نعومة خصرها وأرتدت كعب عالي ذهبي اللون وصففت شعرها على الجانب الأيسر ثم خرجت من الغرفة وأنطلقت بسيارتها إلى شركة "نادر" طلبت من السكرتيرة مقابلته ليُصدم عندما سمع بحضورها فقال "تامر" بضيق:-
-قولتلي هتحافظ على جوازكم فى السر
دلفت بهدوء ليستقبلها "نادر" بنظرات غليظة غاضبة فجلست على المقعد المقابل لمكتبها ووضعت قدم على الأخرى وقالت:-
-ممكن تطلبلي قهوة
-أيه اللى جابك هنا يا سارة؟
قالها بحدة لتجيب عليه بنبرة هادئة:-
-جاية فى شغل وحياتك يا حياتي، كنت عايزة نظام امن للمكان عندي وعايزة كاميرات مراقبة وبصراحة محبتش أروح لشركة الجمال وأنت موجود، لكن لو وجودي مضايقك أمشي
قالتها بدلال لتقف فمنعها "نادر" من الرحيل وعينيه تفترسها وتلتهم هذه الفريسة لأجله وهو يقول بإعجاب:-
-ودي تيجي، هاتلها قهوة يا تامر ومدخلش حد علينا ولا حتى أنت
تبسمت وهى تعود للجلوس مرة أخرى بهيام وعينيها تلتهمه بنظرة ساحرة، نظر "تامر" إليه بضيق وقد فهم هذه النظرات الشهوانية ليقول:-
-والقهوة أجيبها أزاى يا ريس لما مدخلش
ضحكت "سارة" بسخرية من غباء هذا الرجل وقالت:-
-يبقي بلاها قهوة يا أبو المفهومية
تأفف "تامر" بضيق من وجودها وغادر فى صمت لتقف "سارة" من مكانها وأنزلت الوشاح عن أكتافها وسارت مع المكتب وأناملها تلمس المكتب بخفة وبخطوات بطيئة تتمايل كالحية بليونة كأنها تضرب قلبه مع كل صوت يصدر من احتكاك أظافرها الطويلة بالمكتب وصوت كعبها العالي حتى وصلت جواره وقالت بنبرة ناعمة:-
-بقالي يومين مشوفتكش، وحشتني معقول موحشتكش
نظر إليها بإعجاب وهو يمرر لسانه على شفته بحب ويده لمست ركبتها الباردة تستكشف نعومتها وقال:-
-حدبرضو ميوحشهوش الجمال دا كله، بس كان عندي تجيهزات للمشروع الجديد والمنافس الوحيد اللى نازل قصدي جمال المصري فلازم استعد له
أنحنت قليلًا نحوه بعد أن سمعت أسم "جمال" ووضعت يدها على كتفه بدلال ثم قالت:-
-إذا كان كدة مفيش مانع هسامحك بس متنساش تعوضني لما تفوز فى المشروع على جمال
تبسم بحب شديد إليها مُستمتع بصوت أنفاسها وقربها منه وقال:-
-وحياتك لدلعك اخر دلع بس أخد المشروع دا ليا، أنتِ عارفة أنا بقدس الجمال والحلاوة دي قد أيه
ضحكت ضحكة رقيعة أخترقت أذنيه وقلبه لتشعل نيران الحب به وقفزت بمرونة تجلس على المكتب ووضعت قدم على الأخري، ليقول بحب:-
-بس أخلص تجهيزات والبنك يوافق على القرض ووحياتك لأغرقك ألماظ ودلع 
مسكت رابطة عنقه ولفتها على يدها بدلال لتجذبه إليها أكثر بمقعده صاحب العجلات من الأسفل بعد أن جلست على المكتب أمامه وقالت:-
-قرض وأنا موجودة يا بيبي، هو أنا مش مراتك يعنى فلوسي هى فلوسك... أنت بس تشاور وحياتك عندي تلاقي من جنية لمليون تحت رجلك
تبسم عندما ألتصق المقعد بها بعد أن سحبته ببطيء ليقول بجدية:-
هو معقول أنا معيش مليون، أنا طالب قرض ب50 مليون
ضحكت أكثر بسخرية وهو يعتقد بأنها لا تملك هذا المبلغ وأنحنت إليه لتهمس فى أذنه قائلًا:-
-وحياتك لو 100 مليون، أنا عيني ليك
نظر إليها بأندهاش من أمتلاكها لهذا المبلغ من الملهي الليلي جاهلًا حقيقة كونها تتاجر بالمخدرات والفتيات لرجل الأعمال، بل لا يوجد شيء قذرًا لم تفعله لأجل المال، طبعت قبلة على شفتيه تكسر بها صدمته وتبتسم أمام عينيه لتقول:-
-أنا أحب الراجل اللى يحسسنى بمكانتي وأنوثتي وما دام أنا حاسة بدا معاك، يبقي عيني لك
جذبها من فوق المكتب لتجلس على قدمه بعفوية ويديها تسلل إلى عنقه تفك له رابطة العنق وعينيها تحدق بعينيه، تبسم "نادر" بمكر شديد بعد أن أخبرته أنها ستقدم له المال الذي يريده مقابل دلالها ليقول:-
-دا أنا اللي عيني ليك يا روح قلبي
قهقهت ضاحكة عليه بعد أن أقترب يقبل عنقها لتقول بتحذير شديد ونبرة قوية: -
-لكن أنا مقولتكش شرطي عشان تأخد الفلوس دي
أبتعد عنها بتعجب لتقول وهى تمرر سبابتها على وجنته:-
-الفلوس تحت أمرك من دلوقت لو حبت لكن المشروع دا لازم يرسي عليك، لو جمال خده هتدفعلي المبلغ كله بفوائد 30% 
أتسعت عينيه بصدمة الجمته فهى تقرضه المال بفائدة كبير لتتابع بعد أن رأت صدمته:-
-لكن الحلو أن لو أنت اللى خدته وبقي بتاعك أنا مش هأخد منك جنيه واحد من المبلغ دا
زادت دهشته فهل ستتخلي عن مبلغ كبير كهذا فقط من أجل أن يكسب المشروع ويجني هو المال فسألها بفضول شديد:-
-مش غريبة دى، كأنك بتقرضيني المال عشان أكسب جمال بس..... 
قاطعت فضوله وأسئلته التى ستقتل عقله الغبي وربما يضر بخطتها وأوقفت هذا العقل اللعين عن التفكير بدلالها وهى تسحبه إليها ليصمت كالأحمق ويتوقف عن طرح الأسئلة....
____________________________ 
"قصـــر جمــــال المصـــــري" 
أقتربت "مريم" بتردد فى بداية الأمر من "ولاء" الجالسة فى الصالون فتجنب هذه المرأة ليس الأفضل وفى نهاية الأمر هى والدة "جمال" ويجب أن تكن على وفاق معها، جلست قربها تحدق بها وهى تحمل الهاتف تشاهد المنتجات الخاصة بالبشرة والزينة وتطلب الكثير من اجلها، قالت "مريم" بلطف وبسمة:-
-ممكن أختار مع حضرتك
نظرت "ولاء" لها بغرور وكبرياء مُشمئزة من هذه الفتاة لتقول:-
-أنتِ فاكرني غبية! ليكون فى علمك أن واحدة زيك قاعدة فى القصر الطويل العريض دا بس عشان وصية المرحوم اللى ميجوزش عليه غير الرحمة وبس، معرفش كان بيجيب البلاوي دى منين؟ بس هقول إيه أبتلاء
نظرت "مريم" لها بحرج وحزن شديد وهى تتهمها بما لا يصفها، قالت بنبرة حزينة:-
-الله يسامحك
ضحكت "ولاء" بسخرية شديدة على هذه الفتاة وقالت:-
-على فكرة أنا مبيخلش عليا دموع التماسيح والمسكنة دى، لو كنتِ بريئة وطيبة مكنتش وقعتي فى طريق مختار دا ربنا بيقول الطيبون للطيبات وعلى رأي المثل الطيور على أشكالها تقع
تساقطت دموع "مريم" بألم وحزن فهى رغبت بالتودد إليها لكنها لم تجني منها سوى الإهانة والحزن فوقفت من مكانها لتقول:-
-شكرًا وبرضو الله يسامحك 
صعدت إلى غرفتها لتراها "حنان" وهي تبكي بحسرة بعد أن أستمعت إلى حديثهما القصير وأقتربت من "ولاء" لتقول بهدوء:-
-أعذريني فى كلامي يا هانم، لكن مريم هنا بقالها سنين ومش زي ما حضرتك متخيلها، مريم بنت جميلة بجد وطيبة وأنا لو كان عندي بنت كنت أتمني تكون مريم أو حتى ربعها
تأففت "ولاء" بضيق وصرخت بأنفعال قائلة:-
-أنتِ هتعلميني أتكلم أزاى، غورى من وشي هاتلي قهوة وكوباية مياه ومعدنية يا حنان
غادرت "حنان" بضيق تكبحه من هذه السيدة التى لا تهتم لشيء سوى نفسها وأناقتها....
____________________________
"شـــركــة الجمـــال  جي أند أم للألكترونيات"
ضحك "جمال" بطريقة عفوية كأنه أنتصر فى الحرب عندما سمع حديث "عاشور" ليقول:-
-بالله عليك يا عاشور قول كلام غير دا، نادر أتجوز سارة عرفي
أومأ "عاشور" له بجدية وقال:-
-دا اللى قاله حمزة وإحنا بنعذبه
ضرب "جمال" مكتبه بعفوية وقال:-
-والله لاقين على بعض، جهز حالك يا عاشور عندنا مشوار لازم نعمل
أومأ إليه "عاشور" وغادر ليجهز السيارة، دلفت "أصالة" إلى المكتب بهدوء ثم قالت:-
-ميعاد الدكتور النفسي النهاردة الساعة 6 
نظر إليها بجدية ثم سأل بأندهاش:-
-مريم طلبت منك تحجزى ميعاد للجلسة التانية!! فكرتها هتتحجج بإمتحانات الكلية وترفض
أومأت إليه بنعم وأعطته رقم الطبيب وبطاقة عمله لتقول:-
-اه، أرتاحت المرة اللى فاتت فى الكلام معاه وطلبت جلسة تاني النهار دا بما أن معندهاش إمتحانات النهار دا
وقف من مكانه لكي يغادر المكتب ثم قال:-
-ماشي ألغي باقي مواعيدي النهار دا، أنا عندي مشوار لازم أعمله وبعدها هروح 
وافقت "أصالة على أمره ليخرج من المكتب وتعود هى إلى مكتبها، صعد إلى سيارته ونظر فى ساعة يده وكانت السادسة إلا ربع، توقفت سيارته وخلفها سيارة أخرى للحراسة أمام الملهي الليلي، ترجل وكان الملهي الليلي مُغلق ولم يُفتح بعد لكنه "جمال المصري" لن يمنعه شيء، جعل الأمن يفتحوا الأبواب له بالأكراه ودلف يتجول فى المكان حتى وصل إلى مكتب "سارة" وجلس ينتظرها....
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دخلت "سارة" إلى مكتبها وتحمل فى يدها السترة الخاصة بها وحقيبتها، رأت شخص يجلس على مقعدها ويعطيها ظهره، ألقت بسترتها والحقيبة على الأريكة المجاورة لها وتقدمت خطوة فأدار المقعد ذو العجلات لترى "جمال" أمامها جالسًا على مقعدها، تبسمت بسعادة قصوى لرؤيته وقالت:-
-معقول دا، جمال المصري بنفسه في المكان هنا؟
رمقها "جمال" بنظرة ساخطة وأشمئزاز من رؤيتها ليقول:-
-لايق عليكي المكان دا، اللى مكنش لايق عليكي بجد الحجاب والتقوي، أصل اللى زيك ميعرفهوش الإيمان، 
أقتربت بدلال نحوه حتى ألتفت حول المكتب لتبقي على قرب منه وتحدق به ثم قالت:-
-حد برضو يخبي الجمال دا كله
ضحك بسخرية عليها عندما رأها تمرر يديها على خصرها مُرتدية فستان فضي اللون لامع قصير يصل لفخذيها بدون أكمام وحذاء أحمر بكعب عالي،  أدار رأسه للجهة الأخري مُتحاشيًا النظر إليها بضيق فكيف لعينيه بأن تنظر إلى أخري الآن وبقلبه هناك فتاة سكنته وأحتلت عقله وعينيه لا تخضع إلى إليها وقال بأستفزاز:-
-أنا برضو قولت كدة واحدة زيك مهوسة بجمالها وتلوينها ميلاقش عليها خالص تكون مربية فاضلة
أنحنت "سارة"  تجاهه بدلال ورفعت يدها إلى وجهه تلمسه بنعومة وتحسس لحيته السوداء تكتشف نعومة شعراته بينما تجيب عليه قائلة:-
-أعتبر دا أعترف منك بجمالي
نظر. "جمال" إليها بغرور ثم قال بنبرة هادئة تُثير أعصابها:-
-دا حقيقة أنتِ جميلة لكن عندي هناك فى القصر فى أجمل منك تخليني مشوفش أى ست فى الدنيا جميلة غيرها، مريم 
كزت على أسنانها بأختناق سافر ثم تبسمت بدلال تخفي خلفه غضبها الذي ألتهمها من كلمته وذكر اسم "مريم" وقالت:-
-عشان كدة جتلي
تسللت يدها إلى صدره تداعب قميصه الحرير بنعومة وإثارة وعينيها تحدق فى عينيه الخضراء وقالت بنبرة هامسة مُثيرة:-
- أدفع عمري كله يا جمال مقابل ليلة واحدة أقضيها معاك وفي حضنك
أنهت جملتها لتلقي بجسدها عليه وتجلس على قدمه بسعادة ليهمس إليها بنبرة مُخيفة قائلًا:-
-من ناحية عمرك فمستعجليش هتدفعيه.. يعنى هتدفعيه، واللى بتحلمي به دا نجوم السماء أقربلك وبالمناسبة أنا جيت أبارك على جوازك وأبلغك سلام حمزة بنفسي
نظرت له بدهشة وصدمة ألجمتها بعد أن علمت أن "حمزة" لديه ومعرفته بخبر زواجها، أرتعبت خوفًا من أن يتفوه "حمزة" بكلمة إلي هذا الرجل ويهدم كل شيء تفعله، دفعها بقوة بعيدًا عنه بأشمئزاز كأنها قطعة قمامة فسقطت أرضًا لتُصدم من فعلته وأتسعت عيناها لطالما جذبها الرجال إليهم وجلسوا عند قدمها لكن هذا الرجل "جمال" دفعها أرضًا لتشعر بإهانة أكبر من كلمته عندما وقف من مكانه وقال بجدية:-
-دا مكانك الطبيعي عند الجزمة تداسي بالرجل مع التراب، قسمًا بربي وغلاوة مريم عندي لو قربتي منها من قريب أو بعيد ما هتلاقي غيري فى وشك وربنا ما يوراكي أنا ممكن أعمل أيه ولا أوصل لفين وهنروح بعيد له أبقي أسالي حمزة دا لو لاقيته، واللي عملتيه لازم تحاسبي عليه لكن كله فى وقته أحلي وأنا راجل معندوش صبر.... 
دفعها بقدمه بأشمئزاز بعد أن ترك لها تهديده وغادر المكتب بعد كلمته لتظل محلها على الأرض غاضبة وتشعر بالإهانة والذل حتى أوشك صدرها على الأنفجار من الغضب وتوعدت له بالأنتقام ورد الذل والإهانة له على ما فعله....
______________________________ 
"قصـــر جمـــال المصـــري"
تبسم  الطبيب النفسي إلى "مريم" وهما جالسان معًا فى الحديقة وقد أنتهوا للتو من الحديث لتقول:-
-أهم حاجة يا مريم أنك تستمري على العلاج وتثقي أن دى فترة وعديت وكل اللى بيحصلك تهيوات من عقلك الباطن، الأحلام والكوابيس مالهاش أثر ولا وجود
أومأت "مريم" إليه ببسمة لطيفة ليقف من مكانه ويغادر، نظرت إليه ورأت "جمال" يترجل من سيارته قبل أن تصل للباب وسار نحوها لتبتسم بعفوية وقالت:-
-متأخرتش النهار دا
حدق بها بغيرة تأكل قلبه بعد أن رأها من النافذة تبتسم مع هذا الرجل وقال:-
-أنتِ بتبتسمي للدكتور!!
ضمت شفتيها بقوة بأسنانها ثم قالت بجدية:-
-لا محصلش، قصدي يعنى أتبسمت شوية لما قالي أن في أمل الأحلام دى تختفي مع الوقت
رفع حاجبه بجدية وقال بغضب مكبوح رغمًا عنه من الغيرة:-
-والله لولا أنه عشان دكتورك ومحتاجة له كنت محيته من على الأرض
تبسمت "مريم" إليه ووقفت على الأريكة بركبتها وأتكأت بيديها على صدره حتى لا تسقط لتقول:-
-بتغار؟
تنحنح بحرج من الحديث أمامها ويخبرها كم يغار ويجن عقله عندما يراها تنظر بابتسامة لرجل غيره وأخرج شيكولاتة من جيبه ليعطيها لها دون كلمة فنظرت إليه بأستغراب صمته وقالت:-
-أيوة وبعدين
-خديها
قالها ببرود كالثلج لتقول بتذمر شديد:-
-أيوة خديها بس، على الأقل قولي جبتها عشانك أو وحشتينى مثلا طول اليوم، كنت بفكر فيك !!
رفع حاجبه إليها وجذب يده بالشيكولاتة كأنه تراجع فى تقديمها لها وقال:-
-متأخدهاش
جذبت يده سريعًا إليها ومسكته قبل أن يغادر بعبوس وقالت:-
-خلاص بلاش واحشتك، هأخدها
أخذتها منه عابسة من تجمد مشاعره وعقدة لسانه التى أخبرها بها بوضوح لكنه لا يجاهد فى التقدم نهائيًا، أكلت مكعبًا منها بتذمر وتقول ناظرة للأسفل مُتحاشي النظر له بغضب:-
-حلوة شكرًا مع أنك لو قدمتها بطريقة ألطف كانت هتبقي أحلى وأطعم....
قاطعها عندما رفع رأسها بسبابته ليسرق قبلة منها دافئة فأتسعت عينيها على مصراعيها من فعلته دائمًا يسرق منها القبلة دون أى مقدمات وعلى سهو كالماكر، أبتعد عنها وهو ينظر للحديقة مُتحاشيًا النظر لها وقال بلطف:-
-تصدقي فعلًا حلوة، ممكن أخد حتة كمان
وضعت يديها على شفتيها بأندهاش تمنعه من سرقتها مرة أخرى وهي تعلم أنه يقصد القبلة وليس الحلوي لتقول:-
-يااا، أنت لئيم والله يا جمال
مال برأسه لليسار ناظرًا إليها ثم قال ويشير بسبابته عليها:-
-البنت دي عنيدة، لو تعرفي أن فى واحدة عرضت عليا ليلة من نص ساعة ......
ألقت الشيكولاتة فى وجهه لتسقط أرضًا بأنفعال تملكها وهو يخبرها بكل هدوء أن هناك من ترغب به وتتدل عليه وقالت بصراخ بعد أن نزلت عن الأريكة:-
-والله، وأيه كمان؟
تبسم علي غيرتها وعصبيتها من أجله فقال بكبرياء يتغزل بها بطريقة غير مباشرة:-
-مفيش راجل فى الدنيا يتمنى يشوف عصبية الست بتاعته لكن أقسملك يا مريم أن عصبيتك بتحليك 
ضربته فى صدره بقبضتها الصغيرة غيظًا منه وهى تقول:-
-كفاية كدب بقي
ذهبت من أمامه غاضبة ليتابعها بنظراته حتى لحق بها وحملها على ذراعيه فصرخت به غاضبة:-
-نزلني..... قولتلك نزلني يا جمال
أحكام حركتها بيديه بقوة وعينيه تحدق بها بنبرة مُخيفة جعلتها تستكين بين يديه وقال بجدية:-
-مسألتنيش أنا قولتلها أيه؟
صمتت بهدوء ناظرة إلى عينيه وأزدردت لعابها خوفًا من أن يكون وافق على طلب هذه المرأة البغيضة التى تتودد إلى رجل يحمل فى بنصره خاتم مليكة فتاة أخري ،همس فى أذنيها قائلًا:-
-قولتلها أن عندي فى القصر أجمل بنت أتخلقت فى العالم
تبسمت كالبلهاء بعفوية مغرمة بهذه الكلمات التى يتفوه بها على غير طبيعته وتناست كل الغضب وأنطفأت نيران الغيرة كليًا بداخلها وقالت:-
-قول والله!!
-وحياة مريم
قالها بنبرة خافتة لترفع يديها تلفهم حول عنقه بدلال وكلما أخبرته أن يقسم أصبح قسمه بعزتها عنده وهذا كافي ليخبرها بكم يحبها دون أن يلفظ بهذه الكلمة ثم قالت:-
-معناه أن في أمل
نظر إليها مُستفهمًا عما تعنيه لتقول بلطف:-
-ما دام قولت أن عندك بنت جميلة معناه أن فى أمل فى يوم تقولي كلمة واحدة من أربعة حروف
تسمر مكانه وتوقفت قدميه عن الحركة وهو يفهم هذه الكلمة التى تنتظرها منه كأي فتاة تحب وتتمنى أن تسمعها فأنزلها عن ذراعيه بتوتر من هذه الكلمة وما تريده، يعلم بأنها لا تطلب الكثير منه لكنه يشبه المستحيل، شعرت "مريم" بربكته لتتشبث بذراعيه بلطف وقالت:-
-جمال
نظر إليها بصمت لتبتسم إليه مُتعمدة أن تهدأ من روعته وضربات قلبه الخافتة التى شعرت بها من ربكته وحبيبات العرق التى بدأت تظهر فى جبينه من التوتر، نظر إلى بسمتها الدافئة كأنها تنير ظلمة قلبه بلطفها وجمالها البريء لتقول:-
-خلينا نعمل خطوبتنا، أنا فاضلي إمتحان واحد ممكن نعملها بعده
أومأ إليه بنعم ثم قال:-
-ماشي أعملي اللى عايزاه
 تبسمت وهى تسير معه للداخل وقالت بعفوية:-
-هتجبلي أيه لو نجحت بتقدير كويس، كل صحباتي متوقعين أنى مش هجيب تقدير كويس بما أني أكبرها سنًا لكن أنا قولتلهم أني هجيب أمتياز عشان جمال يفتخر بيا
تبسم إليها بهدوء ثم قال:-
-أنا فخور بيكي وعارف أنك طالبة شاطرة، عايزة أيه، عربية أحدث موديل، إيفون، أعملك برنامج تقديمي كأعلامي والله لو طلبتي قناة فضائية باسمك لأجبهالك
مسكت يده توقفه عن السير لينظر إليها بأندهاش فقالت ببراءة:-
-لا أنا مش عايزة فلوسك، خلينى أسافر بصراحة عمري ما خرجت برا الفيوم والقاهرة، تخليني أشوف برج إيفيل ممكن
هز رأسه بنعم وقال:-
-موافق أخلي سلمي تحجزلك تيكت
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغيرة من هذا الفتاة رغم سفرها الكثير وعدم تواجدها بجواره لكنه يحترمها كثيرًا لتقول:-
-لا أنا عايزة أسافر معاك
نظر حوله بحيرة ويتمتم قائلًا:-
-بس أنا عندي شغل و....
قاطعته بسبابتها الذى وضعته أمام وجهه بحدة وقالت بلهجة أمر:-
-مفيش أعتراض ولا هقبل الرفض، أعتبرها هدية نجاحي وخطوبتنا معقول كل العرسان يقدموا هدايا الخطوبة لعروستهم وأنت جمال المصري بحاله ترفض
هز رأسه بنعم وقال بجدية:-
-خلصي إمتحانك بس وأنجحي وبعدين نشوف الموضوع دا
____________________________ 
جلست "سارة" فى مكتبها ترفض مقابلة أى شخص بعد تهديده لها، والتوتر والقلق أحتلوها كليًا من أخذه لـ "حمزة" وإذا تحدث عن خطتها لقتل أخاه حتى تستفيد من الوصية ماذا ستفعل؟، كيف ستواجه أنتقام "جمال"؟ ولأول مرة يظهر الخوف عليها من قوة "جمال" فهى تعلم بأنها تصدد له الضربات فى ظهره غدرًا لكنها لا تقوي على الوقوف أمامه نهائيًا وتواجهه علنًا، أتصلت بالفتاة بغضب ثم قالت:-
-متعرفيش تامر وصل لأيه عن مريم؟ او بيخطط لأيه؟
أجابتها الفتاة بهمس شديد قائلة:-
-حاولت أتجسس عليهم لكنهم كتومين جدًا لكن كل اللى اعرفه أنه بعت حد يراقب خطواتها وتحركاتها 
-ماشي لو عرفتي أى جديد كلمينى؟
قالتها بتوتر ثم أغلقت الخط وألقت بالهاتف على المكتب وتقول:-
-لازم أتصرف، فكري يا سارة فكري... 
_______________________________ 
"قصــــر جمـــال المصــــري" 
جلست "جميلة" مع "مريم" فى الحديقة، أعتدلت "مريم" فى جلستها احترامًا لهذه الفتاة وتحاشت النظر لها لتقول "جميلة":-
-أرتاحي أنا مش شايفاكي زى ماما
تنفست "مريم" بهدوء وأريحية ثم رفعت نظرها إلى "جميلة" التى تبسمت لأجلها بعفوية ومرح ثم قالت:-
-أنا بثق فى حنان بما أنها اللى ربتني طول الفترة اللى عشتها هنا، وربت جمال وأعتنت به طويلًا وما دام قالت أنها كانت تتمنى يكون عندها بنت زيك فدا معناه انك طيبة وجميلة 
-شكرًا
قالتها "مريم" بحرج وهى لا تعلم ماذا تقول أو أيحق لها الحديث مع هذه الفتاة لتقول:-
-حبتيه؟ بصراحة كل الخدم بيتكلموا عن الصراع اللى داير فى القصر لما بتتخانقوا لكن برضو بيتكلم عن حُبك لجمال؟ مستغربتش الصراع قد ما أستغربت حبك لجمال، أنتِ أول واحدة تحبه، أنا وماما مبنتحملش قسوته وأوامره عشان كدة أنا قررت أدرس الطيران وأبقي كابتن طيران أنشغل فى السفر عنه وأكون بعيدة قدر الإمكان لحد ما ماما قررت أنها تسافر ونعيش فى لندن
تبسمت "مريم" بخفة وهى تتذكر ذكرياتها معه وقلبها ينبض لأجله عاشقًا لهذا الرجل فقالت بهيام:-
-قسوته!!، أنا مشوفتهاش قسوة، رغم كرهه ليا فى أول يوم جت فيه لكن مقدرش يدوس على ضعف طفلة بتترجاه يحميها من أبوها اللي عايز يأخدوها بالغصب، رغم عدم أهتمامه وأن عمره ما رفع عينيه فيا لكن بمجرد ما عرف أني أتخطفت جي جري عشاني وطرد كل الحراس رغم أنه عارف أنهم مالهمش ذنب فى خطفي ولا تقصير منهم، خصص خادمة ليا مخصوص عشان بس مربيتي كانت بتنشغل عنى وقت نومها أو دخولها الحمام وعين ليا حارس شخصي مع أنى مبطلعش من البيت، أجبرني أن ملبسش قصير أو أحط ميك أب ولا أتعامل مع أى راجل عشان بس أهتم بدراستي وأنجح وأعوض اللى فاتني، أشتري مدرسة كاملة وهو مبيفهمش فى إدارتها عشان بس الطلاب هناك ضايقوني، غير لبس المدرسة من جيبة لبنطلون عشان كانت قصيرة، رغم أنشغاله طول الوقت لكن أول ما طلبت منه يجي معايا مشوار ساب كل حاجة وجه، مع انه مبيأخدش الأوامر من حد، مقاليش بحبك ولا لمح بيها لكن أهتم بكل حاجة فيا، حتى خوفي وطلب ليا دكتور نفسي، رغم أصابته برصاصة بسببي لكن كان بيطمني ويهدأني، فضل ماسك فى أيدي وهد المكان على اللى فيه ورفض يروح المستشفي إلا لما يرجعني، قدم لي بوكيه ورد حتى لو من غير كلمة حب، بيغير وقت أحط ميك أب وأكون جميلة ليعاكسنى أى رجل مع أنه واثق أن مفيش بنت مبتتعاكسش، بيمسحلي دموعي وقت خوفي وبيطبطب عليا بدفئه فى عز بردي، جمال يمكن مبيتكلمش لكن كل تصرفاته بتتكلم، قوليلي لو مكنش دا حب هيكون أيه
تبسمت "جميلة" على حديثها لتقف من مقعدها وتجلس بجوار "مريم" وعينيها تتلألأ فرحًا ثم قالت:-
-أنتِ بتحبيه اوى كدة؟
نظرت "مريم" إليها بإمتنان وحب ثم قالت:-
-أول واحد أحس معه بكل حاجة حلوة، أول واحد يمسح دموعي ويكون حنين عليا رغم قسوته اللى كلكم بتتكلموا عنها، أول كل حاجة حلوة حسيتها معه حتى أول مرة أقول بحبك كانت معاه، معقول محبهوش
ربتت "جميلة" على ذراعها بلطف وقالت:-
-عارفة أيه أكتر حاجة ممكن أقدمها لجمال من غير ما اخف أنه يرفضها
نظرت "مريم" إليها بصمت لتتابع بعفوية شديدة قائلة:-
-أني أقدم له رحلة طيران جميلة وأسافر به من بلد لبلد وفى أغلب الأوقات مبيكونش عارف أن أخته الصغيرة هى اللي بتطير به، لأن فعلًا أنا مبحبش أواجهه فى حاجة، عشان كدة اتمنى أنك تقدري تصلحي الخراب اللى جواه عشان أقدر اتعامل معاه من غير خوف
__________________________________ 
لكمه "جمال" بقوة فى وجهه الذي لم بقي به أنش سالمة لتتلقي الضرب، أبتعد عنه ينفث دخان سيجاته ثم أطفأها فى عنقه وهو يقول:-
-أدعي أن موتك يقرب قبل ما مريم تكون مراتي
نظر "حمزة" له بألم شديد ولم يعد يتحمل الألم من الضرب المبرح والعذاب الذي يعيشه مع "جمال" ورجالة طيلة هذه الفترة، لم يعد يعرف التوقيت ومتي يكون الصباح ومتي المساء، مُنذ أن أخذه "جمال" وهو يعاني كله ما يعرفه أن فصل الشتاء انتهي وحل الربيع وهذا الوحش البشري لا يتوقف عن تعذيبه، نفذت السجائر من "جمال" ليتأفف بضيق ثم قال:-
-خدوه من خلقتي، وأنا عند وعدي لما تقرر تقولي فين الجثة ممكن أفكر أخفف عنك الأذي شوية
أخذوه الرجال وهم يسحبوه بسبب كسر قدمه ليقول بتمتمة وبنبرة أستفزاز:-
-أنت عايزها عشان تتأكد من سبب موته صح، لسه مبتثقش فى مريم وعايز تتأكد هو موت بالمسدس وقتلته ولا أنا اللى قتلته
كز "جمال على أسنانه بأختناق وألتف كي يلكمه لكن منعه "عاشور" وهو يقول:-
-أهدا يا ريس وكفاية اللى خدوه النهار دا
ضحك "حمزة" بسخرية على أستفزازه وألقي به الرجال داخل الغرفة لينطلق "جمال" بسيارته غاضبًا من كلمته حتى بتر غضبه وشروده اتصال منها فأستقبله ووضع الهاتف على أذنه ليسمعها تصرخ بسعادة قائلة:-
-أنا نجحت يا جمال، والله نجحت بأمتياز مع مرتبة الشرف، أنا بقيت أعلامي رسمية 
تبسم لأجل فرحتها وسعادتها التى تظهر فى نبرتها مُستمعًا إلى صوت قفزتها العالية بعد أن نجحت كليًا الآن فقال:-
-مبروك يا مريم بتستاهلها
-متتأخرش النهار دا بليز
قالتها بعفوية وسعادة كأنها تسارع الوقت حتى تلتقي به وتنقل له سعادتها ولا تريد سوى مشاركته هذه الفرحة التى تغمرها فوافق على طلبها ثم أغلق الأتصال وهو يفكر بأى هدية يجب أن يشتراها مع عودته لأجلها، وصل للشركة ليستقبله "شريف" وبدأ يخبره بمواعيده اليوم ليقاطعه "جمال" بتذمر ولأول مرة يعارضه:-
-شريف!! عذرًا بس أجل مواعيد النهار دا لوقت تاني
أتسعت عيني "شريف" على مصراعيها بدهشة ألجمته لأول مرة هذا الرجل المدمن على العمل يتهرب منه ولأجل ماذا، دلف إلى مكتبه ومعه "أصالة" و"شريف" ليقول بحيرة:-
-أصالة
تبسمت بحماس شديد يصيبها كلما لفظ أسمها بهذه النبرة المُرتبكة وتعلم جيدًا أن القادم بخصوص فتاته الصغيرة ليقول:-
-عايزك تشوفي هدية تكون جميلة تنفع أنها تكون هدية تخرج مميزة
تلاشت دهشة "شريف" من وجهه وأسترخي بعد أن علم أن تهربه من العمل بسبب نجاح هذه الفتاة التى تسكن قلبه لتقول "أصالة" بحماس:-
-فى حاجة معينة تحبها أو فى بالك يا مستر جمال
هز رأسه بلا وهو يجهل هذه الأمور أى شيء ستفضله وتحبه النساء أو بالأحري فتاته ليقول:-
-مفيش حاجة بعينيها لكن مهم جدًا أنها تعجب مريم
-زى أيه مثلًا
قالتها بحيرة ليقف من مقعده وسار إلى النافذة بعد أن فتح الهاتف وخصيصًا على تطبيق الواتس أب الخاص بها لينظر إلى صورتها التى تضعها لحسابها وهو لا يملك صورة لها فقال بهيام ونبرة دافئة:-
-معرفش، لكن هديتها لازم تكون برقتها وجمالها
-أكلم شركة المجوهرات الفرنسية تبعت عقد ألماظ
سألته بحيرة من كلماته التى لا تساعدها فى أختيار الهدية ليقول وعينيه تحدق بوجه "مريم" وبسمتها:-
-لا، مبتحبش العقود بتقيد رقبتها، هي عاملة زى الفرسة البرية متكرهش قد أن حد يكتفها ويمنع حريتها، طول الوقت شعرها مفرود بحرية وتكره تقيده بدبوس واحد، ولا مرة شوفتها حاطة ماسكرا لرموشها الطويلة عشان متكتفهمش بها، رقبتها مفهاش غير سلسلة رقيقة، عمر الأساور ما لمست أيديها تقيدهما وصوابعها مستحيل تلبس فيهم خاتم، أنا عارف أنها مستحملة خاتم الخطوبة بالعافية فيهم، دايما بتجري فى القصر حافية، مريم زي الفراشة تعشق الحرية ومتكرهش قد التكتيف وأن حد يقيدها..
ظلت تستمع لغزله بها وتمنت أن تكون "مريم" هنا لتسمع كيف يوصفها بنبرته الدافئة هائمًا بعشقها حتى لو لم يعترف، تبسم "شريف" رغمًا عنه مع سماعه لهذا الحديث عنها وأخيرًا سقطت هذا الوحش فى العشق لأجلها وقريبًا سيتنازل عن قسوته وهذا الرعب الذي يبث منه بطاقته المخيفة سيتلاشوا معًا ويذيبهما الحب، تابع حديثه وهو يلمس بسمتها بأصابعه دون وعي منه:-
-واثق أنها موافقتش تكون خطيبتي طول الوقت لأني بجبرها على دا لكن باللطف واللين وافقت، أتاكدي أن الهدية تليق بحريتها يا أصالة، لو كان بأيدي لأختارت فرسة جميلة بتشبهها لكنها بتكتفي بإيلا، مش مهم الهدية أيه قد ما مهم أن مريم تحبها ومتبالغيش فيها لأنها بسيطة وبتحب البساطة
أومأت إليه بنعم ثم غادرت المكتب لتعد له هدية تليق بهذه المواصفات التى لم تقدم العون لها نهائيًا قبل أن يغادر الشركة...
أستدار كي يباشر عمله فرأي "شريف" يحدق به ببسمة خبيثة كأنه يعلم ما يدور بداخله فتنحنح بحرج ثم قال:-
-بتستاهل هدية على نجاحها
-اه طبعًا مفهوم، مفهوم 
قالها بسخرية ليرفع "جمال" حاجبه فتوقف "شريف" سريعًا عن الأبتسام والخبث خوفًا منه ثم تابع بجدية:-
-هروح اعدل الجدول عشان نأجل المواعيد عشان نجاحها بيستاهل
هرب من أمامه قبل أن يغضب من طريقته فضحك "جمال" بخفة وبدأ عمله....
_________________________________ 
أخذ "نادر" المال من "سارة" ووقع لها على إيصالات أمان بالمبلغ بالفائدة وأنطلق ليقدم الأوراق الخاصة بالمشروع بحماس وما يفيد كونه يمتلك الميزانية الكاملة لهذا المشروع وبدأ يفكر كيف ينتصر على "جمال" فى مقابلة اللجنة التى ستحكم بينهما، دلف "تامر" بحماس شديد يتمالكه وقال:-
-وصل
ألتف "نادر" إليها بسعادة لا يصدق أو يستوعب ثم قال:-
-بعتلك مخططات جمال للمشروع
اومأ "تامر" له وهو يضع الفلاشة على المكتب أمام "جمال" وقال:-
-طبعًا وبكدة بقى نستعد كويس بمخطط أفضل منه يعجب اللجنة
تبسم "نادر" بأنتصار شديد وهذه ستكون الضربة القاضية فى حربهم وسيأخذ المشروع بلا شك ما دام يعرف خطة الطرف الأخر كاملة....
________________________________ 
"قصـــر جمــــال المصـــــري" 
وصل "جمال" على القصر وهندم ملابسه قبل أن يدخل وحمل فى يده باقة الورود الوردي وأخذ نفس عميق من لقائها الآن، دلف للقصر لتستقبله "حنان" ببسمة كبيرة تحتل وجهها وهو يعلم أن الجميع الآن يشاركون هذه الفتاة سعادتها وفرحة نجاحها، بحث عنها بنظره لكنه لم يجد لها أثر، تمتمت "حنان" بلطف بعد ان انتبهت إلى بحثه الصامت عنها:-
-مريم بتلبس فوق، خمس دقايق والعشاء يكون جاهز
-ماشي، أنا هغير هدومي
قالها بجدية ثم صعد للأعلي بحرج من نظرات الجميع المُسلطة على باقة الورد التى يحملها بإعجاب من فعله ذلك، كان الطابق هادئًا كالمعتاد لم تصعد به أى خادمة طبقًا لقواعده فدلف إلى غرفته ليُدهش عندما رأها تقف هناك مُرتدية فستان أسود طويل من الدانتيل بأكمام شفاف وحول خصرها رابطة من الحرير الحمراء وتستدل بطول فستانها من الخلف وشعرها البندقي الجميل مُسدل على كتفها الأيمن وظهرها ويظهر حلق أذنها بأذنها اليسري، تقدم إليها بخطوات هادئة حادقًا بوجهها التى وضعت به مساحيق التجميل تزيدها جمالًا وتبتسم لأجله، رائحة عطرها الناعمة تعبأ الغرفة وتغتصب أنفه وعقله، وصل أمامها بإعجاب شديد ثم قال:-
-قصتي شعرك؟
تبسمت وهى تلمس شعرها الذي تخطي منتصف ظهرها بقليل بعد أن قصته وهو دائمًا ينتبه لأى تفاصيل تخصها وقالت بأرتباك:-
-طول زيادة عن اللزوم، كدة وحش؟
لمس خصلات شعرها بأنامله بلطف يتحسسهم وقال:-
-بالعكس أحلي لكنك دايمًا بتعتزي بشعرك من يوم ما شوفتك ومقصتهوش ولا مرة إلا لما رفضتك وزعلتي
أخذت خطوة نحوه بحب وعينيها تحدق بعينيه لتقول بنبرة دافئة:-
-طول أوي، كمان حبت أغير شوية
تبسم بصمت ويديه تتسلل للأسفل مع خصلات شعرها حتى وصل إلى أطرافهم ليرفعهم إلى أنفه يستنشق عبيرهما بعشق فتبسمت على فعلته الناعمة وقالت:-
-ممكن تجهز بسرعة عشان العشاء، أنا عملته بنفسي عشانك
أومأ بنظره إليها لا يستوعب كل هذا الحب الذي تقدمه إليه وجرعاته تتزايد فأقترب ليسرق قبلته المُفضلة لتضع يدها سريعًا على فمها تمنعه من هذه السرقة وقالت:-
-لو سمحت متفسدتش ميكاجي النهار دا بالذات، أنا تعبت عشان أكون جميلة 
مسكها من ذراعها بقوة وهو يجذبها إليه حتى ألتصقت بصدره وأصبح يشعر بأنفاسها وضربات قلبها ثم قال:-
-أنتِ جميلة من غير حاجة يا مريم
ضحكت بسعادة على هذا الأعتراف وقالت بهمس:-
-متتأخرش
هربت من أمامه لتتركه يستعد وسرقت منه باقة الورود ونزلت للأسفل والسعادة تغمرها لكن سعادتها لم تُدوم كثيرًا عندما رن هاتفها وسمعت صوته عبر الهاتف كالميت الذي عاد حيًا للتو مُدمرًا كل سعادتها .....
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تناول "جمال" طعامه فى صمت وعينيه تحدق فى وجهها العابس وشرودها حتى أنها لم تضع لقمة واحدة فى فمها، ترك الملعقة من يده ومسح فمه بالمنشفة الصغيرة ثم قال:-
-ما لك يا مريم؟
نظرت إليه بتوتر وحيرة ثم قالت:-
-مفيش! كمل أكلك
نظر "جمال" إلي طبقه الذي أنهاه بالفعل لكنها لم تنتبه وقال بهدوء شديد:-
-أنا كلت
وقفت "مريم" من مقعدها ببسمة مُزيفة ثم قالت:-
-هعملك القهوة
كادت أن ترحل من أمامه لكنه استوقفها عندما مسك يدها بيده القوية يمنعها من الرحيل فنظرت إليه بهدوء ليقول بجدية:-
-حنان هتعملها، أنا زعلتك فى حاجة؟
هزت رأسها بلا بسرعة تقتل أفكاره الخاطئة ثم قالت:-
-لا  محصلش
وقف من مكانه ليحدق فى عينيها الحزينتين والقلق يحتلهم، نظر إليها بحيرة من معرفة ما حدث بها، مُنذ قليلًا كانت تبتسم بسعادة وتركته بفرحة تغمرها لكن أين كل هذا ليقول:-
-الورد معجبكيش
-لا والله جميل ورائحته طيبة وجميلة
قالتها ببسمة خافتة، أستسلم لصمتها لكنه يعلم جيدًا بأن هناك شيء حدث معها فسأل من جديد:-
-أنتِ زعلانة عشان منفذتش وعدي وسفرتك، أنا عندي بكرة أجتماع مهم من لجنة من الحكومة وأخلصه وأستلم المشروع ونسافر زى ما تحبي وأنا هسيب الشغل لـ شريف لكن مقابلة بكرة ضروري أكون فيها
هزت رأسها بنعم فى صمت وهدوء على غير عادتها ثم قالت:-
-مش زعلانة، ولو عندك شغلك بلاش السفر أنا مش هحبلك الخسارة أو أسببلك أذي فى شغلك
ترك يدها بثقة من أن هناك أمر حدث بها فهى من كانت تصرخ وتأمره بالسفر معها ليقول:-
-أنا متأكد أن فيكي حاجة، أنا مش لسه بتعرف عليكي يا مريم وعمومًا براحتك، لما تحبي تتكلمي أنا موجود وهسمعك، خلي حنان تجبلي القهوة فى المكتب
تركها ودخل للمكتب مُستاءًا من صمتها وهى تخفي عنه الأشياء بينما نظرت إليه وهو يبتعد عنها بحزن، جهزت لكل شيء من الصباح لتبقي معه طيلة الليل وتصنع الذكريات الجميلة معه، أرادت أن تجعله يبتسم بقدر بسمتها التى لاحقتها مع خبر نجاحها، لكن هذا الغبي دمر كل سعادتها بأتصاله، تعجبت "حنان" من كلمتها وقالت:-
-القهوة فى المكتب!!، معلش سامحيني على تطفلي والله مش قصدي أدخل بينكم لكن ضروري أسأل عشان قبل ما أدخل أواجهه جوا... أنتوا أتخانقتوا؟
خرجت تنيهدة من "مريم" مُعبأة بالخيبة والحزن ثم قالت:-
-لا، أنا طالعة أنام
أستوقفتها "حنان" بسؤالها قبل أن تخرج من المطبخ:-
-طب والتورتة مش هتأكلوها
لم تجيب عليها "مريم" بكلمة واحدة وصعدت للأعلي حيث غرفتها وجلست مقابل المرآة تنزع حلق أذنها بشرود فى هذا الأتصال الذي جاء لها من شخص تناساها كل هذه السنوات، نظرت للمرآة على إنعكاس صورتها وبدأت تلوم نفسها على فعلتها، أخبرته أن يأتي لأجلها مُسرعًا ولا يتأخر، دخلت للمطبخ وبدأت تصنع له الطعام تحت إشراف الطباخ لأجل "جمال" وأتصلت بصالون التجميل حتى يأتوا الفتيات ويساعدوها فى التجمل حتى تظهر أمامه جميلة ومُختلفة كيومها وهى بالنهاية ماذا فعلت دمرت كل شيء بسبب توترها وخوفها من القادم فقالت بندم مُعاتبة صورتها المُنعكسة:-
-خايفة من أية وجمال معاكي يا مريم؟ 
تركت حلق الأذن على التسريحة وهرعت للأسفل حيث تجده، دلفت للمكتب دون أن تطرق الباب لتراه يجلس على الأريكة الجلدية السوداء ويرتشف قهوته وبين سبابته والوسطي سيجارته، رمقها فى صمت لا يعلم ماذا يقول لكنه غاضبًا بعد أن خاب أمله بها، طيلة اليوم وهو يفكر لماذا تنتظره وماذا ستفعل؟ إلغاء كل مواعيده وهرب من عمله الذي يُدمنه لأجلها وهى ماذا فعلت؟ دمرت كل شيء بصمتها وحزنها الغامض، أقتربت منه ليري فستانها يزحف على الأرض معها بعد أن نزعت كعبها العالي وهكذا الحُلي ليبتسم بخفة بعد أن تذكر كيف أخبر "أصالة" اليوم عن حُريتها وكرهها للتقييد، جلست جواره فى صمت ليقول:-
-قررتي تقولي مالك؟
هزت رأسها بلا لتراه يطفيء السيجارة التى أشعلها للتو لأجلها رغم غضبه لكن يهتم بصحتها، فقالت بنبرة خافتة:-
-قررت أثق فيك
أدار رأسه إليها بأندهاش من كلمتها فقال بحيرة وعدم فهم لكلمتها:-
-أنتِ حد قالك حاجة عني؟ 
أخذت يده فى راحتي يديها بلطف شديد ونظرت إليهم ثم رفعت نظرها إليه ورأت عيني "جمال" تحدق بيده التى أحتضنتها للتو بأندهاش لفعلتها ثم رمقها بحيرة وحيرتها تظهر فى عينيه بوضوح حتى لو لم يتفوه لسانه بها لتقول بنبرة خافتة:-
-أنا مُتأكدة أنك معايا ومش هتسبني صح؟
لم يُجيب على كلمتها لتتابع بنبرة هامسة رغم دفئها لكنها تحمل الخوف الذي تحمله فى طياتها:-
-متسبنيش يا جمال، أنا مطلبتش منك أى حاجة ولا أنك تضغط على نفسك عشاني ولا عايزة منك حاجة وقبلتلك وحبيتك زى ما أنت وطلبي الوحيد أنك متسبنيش مهما كان اللى هيمر علينا خليك معايا أنا بقوى وبتشجع بوجودك لكن لو سبتني مليون حاجة ممكن تدوس عليا وتقتلني، أنا ضعيفة أوى من غيرك وبشجعني بيك
ترك فنجان القهوة من يده الأخري ثم لمس وجنتها بلطف وقال:-
-بالله عليكي يا مريم قوليلي ما لك؟ مين اللي قالك أنى هسيبك أو أيه اللى مخوفك أوي كدة، أنا شايف الخوف والحيرة فى عينيك ودا مش من فراغ
حدقت بعينيه بصمت لكن عينيها أخبرته بألا يضغط عليها أو يجبرها على التحدث وهى تسعي جاهدة للشفاء من أوجاعها ليقول بضيق شديد من نظرتها التى قرأها جيدًا:-
-مريم متجبرنيش أعرف بطريقتي، أنا مسافة ما غيرت هدومي كأنك بقيتي حد تانية فى دقائق، متجبرنيش اسأل جين؟
-تحت أمرك يا سيدي
قالها "جين" فور سماع اسمه بصوته الألي ليزيد من ربكة "مريم" وهى تعلم أن هذا الأختراع الألي يملك المكبرات الصوتية ويمكنه الولوج لهاتفها وربما يملك تسجيل المكالمات أيضًا، إذا أمره "جمال" بمعرفة ما حدث سيخبره بالتفاصيل دون أن يهمل شيء لتقول:-
-جمال
-أنا مقصدش التطفل ولا أنى أضغط عليكي لكن حالتك وزعلك دول قلقوني عليكي....
تحدث بجدية صارمة بخوف عليها لكنه صمت فور أعترافه بهذا الخوف بأرتباك لتبتسم "مريم" بتلقائية وهذه المرة كانت بسمة حقيقة لا تزيفها وهو حقًا بدأ يعترف شيئًا فشيئًا ويتخلي لسانه عن عقدته لتقول:-
-قلقان عليا
تنحنح بحرج من كلمته وقال بحزم:-
-مريم متغيريش الموضوع، طب أنا زعلتلك فى حاجة فوق، مقنعنيش أن مسافة ما نزلتي السلم زعلتي لوحدك، أنا زعلتك؟
تبسمت بلطف هائمة بعشق هذا الرجل الذي يكره عبوسها وحزنها ثم تركت يده التى أحتضنتها مُطولًا ورفعت يدها إلى لحيته الناعمة تداعبها بأناملها الدافئة وقالت:-
-معقول أزعل منك! لا مُستحيل... 
-بس..
قالها مُعترضًا على حديثها لتقول بنبرة أكثر دفئًا وحنانًا وعينيها ترمق عينيه الخضراء بنظرة ثابتة كالعناق الدافيء:-
-بيسألوني أنا أزاى قدرت أحبك؟ قولي لو محبتش راجل بيكره زعلي وبيخاف يكون زعلني من غير قصد، راجل مبيهونش علي زعلي ولا سكاتي هحب مين؟، مرة قولتلي أن خرابك هيتعبني وهيوجعني، طيب أنا أزاى بلاقي سلامي وأماني فى خرابك دا يا جمال، إذا كان كل الحب اللى بتعاملني بيه وبتقدمه ليا خراب فالصلاح عامل أزاى، أنا راضية أكون فى خرابك ومعاك على أني أكون فى الجنة مع غيرك
وضع يده على يدها الموجودة على لحيته بحنان وضربات قلبه تصعق ضلوعه الصلبة المُتجحرة أمام هذا الحب الذي يتلقاه من هذه الفتاة وقال بلطف رغمًا عن قوته وجبروته:-
-أنا مستحيل أسيبك لغيري يا مريم
أندهش من رد فعلها عندما جذبت يدها من يده وعانقته بحنان وتعلقت بعنقه بقوة كأنها لا تريد الرحيل من بين ذراعيه مأواها الوحيد بهذا العالم القاسي الذي يخفي لها الكثير من الوجع وقالت:-
-ودا كفاية عليا والله يا جمال، كفاية أنك متسبنيش
طوقها بذراعيه بدفئ مُشتاقًا لهذا العناق الذي لطالمًا تمناه ولا يريد أن يترك أسرها بين ذراعيه ولو أمكنه سيشق صدره الصلبة ويخفيها بداخله حتى تظل معه للأبد، تبسمت عندما شعرت بيديه تستقر على ظهرها بحنان وهمست فى أذنيه بنبرة ناعمة كاد أن يسمعها وأنفاسها الدافئة تداعب أذنه:-
-أنا بحبك يا جمال وهفضل أحبك لحد أخر نفس فيا وهفضل أقولك بحبك بعدد أنفاسي ولو يسمح ليا العالم هصرخ لكل الناس وأقولهم أنى بحب الراجل دا 
تبسم علي دفئها وكلماتها التى أطلقت العنان لضربات قلبه حتى تهزمه وأوشك على نطق هذه الكلمة وقال بخفوت:-
-مريم... أنا بــ.... 
توقف لبرهة من الوقت وعقله الأحمق يتذكر الماضي ويضربه بقسوة أفكاره، تسللت "مريم" من بين ذراعيه وحدقت بعينيه وهي تعلم أنه اوشك على النطق بها، نظر إليها فى صمت بضيق من تلجم لسانه الذي عقده عقله وأفكاره فتبسمت بخفة من محاولته وقالت:-
-متضغطتش على نفسك يا حبيبي أنا مش عايزة أسمعها دلوقت
قبل جبينها بإمتنان لتفهمها حالته وتحجر عقله لكنه واثقًا أن "مريم" ستنتشله من تحجر عقله كما أنتشلت قلبه من تصلبه وأذبت الجليد عنه لتعيد له الشعور بالحب من جديد، تبسمت إلى هذه القبلة بأمتنان كأنها تكفيها منه ولا تطمع بالكثير الآن، وعدت قلبها بأن تكون صبورة معه حتى تحصل على جائزتها الكبري عندما ينطق بهذه الكلمة....
__________________________ 
ذهب "جمال" بصحبة "شريف" إلى مقر الحكومة التى سيتقابلا فيه وكان مُرتدي بدلة ثمينة للغاية وحذاء أسود يلمع وكأنه أراد أن يظهر قوته وهيبته فى هذا اللقاء من أجل عدوه اللدود، جلس على اليمين وبجواره "شريف" يحدقان بـ "نادر" الذي على اليسار مُقابلهم ويحدق بهما ببسمة خبيثة ليقول "شريف" بهمس:-
-فى حاجة غلط، نادر فيه حاجة غريبة النهار دا، أول مرة ميكنش قلقان وهو قاعد قصادك
-يمكن جوازه من رقاصة قوي قلبه
قالها بسخرية ليقاطعهم صوت الرجل الذي أنهي للتو تفقد العرضين من الشركتين وقال:-
-بصراحة العرض مُغري جدًا ويليق بالمشروع والخطة اللى حاطاها الوزارة وبما أنكم قدمته نفس العرض فخلينا نراجع للشئون المالي
أتسعت عيني "جمال" من كلمته وحدق إلى "نادر" الذي تبسم بمكر شيطانية وقاال بتلعثم:-
-نفس العرض
أومأ الرجل له بجدية وقال:-
-ايوة نفس العرض بنفس المميزات وحققي دا معجزة أننا نخلق شقق سكانية تساعد المُصابين بالشلل أو ذو الإعاقة كالمكفوفين والأصمة عن طريق التكنولوجيا
كز "جمال" على أسنانه بضيق شديد من سرقة عرضه وقد فهم للتو سر هذه البسمة الماكرة وقوة قلب "نادر" وجرأته أمامه فهو سرق مُخططه لصنع شقق تساعد ذو الإعاقة، خرج الرجل بالأوراق قليلًا ليقول "جمال"  بسخرية:-
-شقق لذي الإعاقة، من نادر تيجي أزاى دى
-أنا طول عمري رجل أعمال بيساعد المحتاجين يا جمال مش جديدة عليا
قالها "نادر" بسخرية من "جمال" وحالة الغضب التي تملكته للتو فقال "جمال":-
-فعلًا بس يا تري فكرة أنك ترشي حد من شركتي ويبيعلك مشروعي كانت فكرتك ولا فكرة الرقاصة مراتك، أصلها فكرة عوالم شوية
أتسعت عيني "نادر" وهكذا مساعده "تامر" بمعرفة "جمال" بخبر زواجه من "سارة" ليقول بتلعثم:-
-أنت!!
أنفجر "جمال" ضاحكًا بسخرية على تلعثمه ثم قال:-
-ههههه، أنت فاكر أن فى حاجة بتستخبي على جمال المصري، بس السؤال بقي هل اللجنة ممكن تديك مشروع زى دا بعد خبر جوازك من رقاصة
كز "نادر" على أسنانه بضيق ولا يملك جواب عليه، كاد "تامر" أن يتحدث لكن أوقفه دخول الرجل الذي يقول:-
-مُتأسف جدًا يا أستاذ جمال، بما أنكم قدمتوا نفس العرض كأن لازم نبص على المالية وشركة نت ورك الخاصة بأستاذ نادر قدمت ميزانية أقل من حضرتك ب10 مليون 
نظر "جمال" بأندهاش من قرار اللجنة وغادر غاضبًا بعد خسارته أمام "نادر" بينما تبسم "نادر" بسعادة لفوزه وأنطلق فى سيارته مع "تامر" الذي يقول:-
-مش كتر 10 مليون ندفعهم من جيبنا عشان خاطر جمال
ضحك "نادر" بعفوية ثم قال:-
-ما تصحح كدة يا تامر هو أنا هدفع حاجة من جيبي كلها فلوس سارة، متنساش أن العقد بيقول لو أنا خدت المشروع دا مش هرجع جنيه واحد من الخمسين وأنا كنت عايز أكسر مناخير جمال وأديني حققت الهدفين بضربة واحدة، أدفع الـ 10 مليون من فلوس سارة ويبقي كدة المكسب لينا 40 مليون جم كدة من الهواء وأنتصرنا على جمال دا غير المكسب اللى هيعود علينا من المشروع، أنا أستغفلت جمال وسارة واللجنة ... بذمتك مستاهلش حفلة النهار دا 
ضحك "تامر" بعفوية ونظرة خبيثة ثم قال:-
-بصراحة تستاهل على المجهود اللى عملته يا ريس، تحب أتصل بواحدة من حبايبك تيجي تسهر معاك
هز رأسه بلا ويديه تخرج هاتفه من جيبه ويتصل بـ "سارة" ثم جعله ينظر إلى أسمها وقال:-
-لا فى الوقت الحالي معايا أجملهم، لكن لو كنت تعرف النهار دا بالذات تجيبلي الفرسة البرية اللى عند جمال كنت غرقتك دلع يا تامر
وضع الهاتف على أذنه ينتظر أن تجيبه عليه فقال "تامر" بمكر شيطانية:-
-ههه بلاش النهار دا يصعب عليا يخسر شغله وخطيبته مرة واحدة
ضحك "نادر" بسخرية وسعادة تغمره حتى اجابت "سارة" عليه ليقول:-
-وحشتيني يا وش السعد.... لا بقولك أيه  مفيش شغل النهاردة أنا عندي ليكي خبر ب50 مليون جنيه...... ههههه متستعجليش يا حياتي على زرقك هبعتلك عنوان تعدي عليا بعد ساعة فيه لكن خلي بالك محدش يشوفك... سلام يا روحي
_________________________________ 
كاد أن يجن جنونه من خسارته أمام هذا الرجل الخبيث فقال بغضب سافر:-
-أعرف ليا مين اللى عملها يا شريف، أنا مش هرحم حد
أومأ "شريف" له بنعم بينما يجلس فى الأمام بجوار "صادق" فضرب "جمال" قبضته فى النافذة بضيق شديد من الغضب الذي يكمن بداخله فى الحال، قاطعه رنين هاتفه بأسم "سلمي" ليقول:-
-ألو
-مالك شايط ليه؟
قالتها بقلق بعد أن سمعت صوته ليجيب "جمال" بنبرة أكثر هدوءًا:-
-مفيش مشاكل فى الشغل، عملتي أيه؟
-حجزتلك طيارة خاصة بليل وتحت قيادتي وبعتلك الورق وجواز السفر على الشركة
قالتها بلطف ليؤمأ إليها بنعم وأغلق الهاتف وسيارته فى طريقها للمنزل لا يعلم كيف سيقابلها بهذا الغضب والآن لا يريد السفر حتى يرد المكر إلى "نادر" لكنه وعدها بأن يذهب معها اليوم ....
_________________________________ 
"قصـــــر جمـــــال المصــــري" 
كانت "مريم" جالسة فى الردهة على الأريكة تبحث فى هاتفها عن أماكن يجب أن تزورها فى فرنسا حتى قاطعها صوت "حنان" تقول:-
-فى واحد أسمه ياسين على البواب عايز يقابلك بيقول أنه ابن عمتك
رفعت نظرها عن الهاتف بصدمة ألجمتها وصمتت قليلًا تفكر ووضعت يدها على فمها بقلق ثم قالت بحيرة:-
-ماشي دخليه وأنا هطلع اغير هدومي
صعدت للأعلي بقلق وأرتدت بنطلون جينز وتي شيرت أبيض اللون وخف من الفرو ونظرت فى المرآة ثم قالت:-
-متقلقيش يا مريم أنتِ فى القصر مستحيل يأذيكي وأنتِ فى ملك جمال 
ترجلت للأسفل لتراه جالسًا فى الصالون  الموجود قرب الدرج وأمام بوابة القصر ويرتشف العصير الذي قدمته "حنان" له، كان كما هو لم يتغير به شيء رغم مرور السنوات، شاب يكبرها بثلاثة سنوات، شعره الأسود القصير وخفيف من الجانبين بدون لحية لكنه يملك شارب أسود فوق شفتيه، حاجبين كثيفين وعينيه أسفلهما باللون البني الداكن جدًا يميل للأسود، بشرته سمراء بجسده العريض رغم أنه بطولها تقريبًا، مُرتدي بنطلون جينز أزرق وتي شيرت سماوي اللون، سارت نحوه وهو يتطلع بها هذه الفتاة التى كبرت عن قبل لم يراها مُنذ خمس سنوات وعندما تشاجر مع زوجها "مُختار" تغيرات كثيرًا من فتاة مراهقة إلى فتاة شابة ناضجة، فتاة قروية فوضوية لفتاة كعارضة أزياء رغم بساطة ملابسها، زاد جمالها مع سنوات عمرها، وقف فور رؤيتها وقال:-
-أحلويتي يا مريومة
جلست أمامه دون ان تصافح يده الممدودة ليتعجب طريقتها، قبل اليوم كانت تعانقه عندما تراه فقال بسخرية:-
-لا وأتغيرتي كمان
جلس بعد جملته فسألته بجدية ولهجة صارمة تعلمتها من "جمال":-
-جيت ليه؟
-مكنش ينفع أعرف أنك أتخرجتي ونجحتي ومجيش أبارك وكمان على الخطوبة، معقول متعزمنيش
قالها بسخرية ونبرة غليظة لتضع قدم على الأخري بضيق من كلماته ثم قالت:-
-وعرفت كل دا منين بقي؟ أو خليني اسأل السؤال الصح؟ جبت رقمي منين؟
نظر لها فى صمت لتتابع بضيق شديد:-
-من حمزة!! هو اللى أدهولك مش كدة، ويا تري هتساعده فى أيه المرة دى ما هو مش جديد عليك مساعدته
نظر لها بأندهاش من كلمتها وأرتجفت يده التى تحمل كوب العصير لتتابع بحدة وضيق شديد:-
-مستغرب ليه؟ أنا عارفة أنك ساعدته فى التخلص من الجثة
سقط كوب العصير من يده بصدمة ألجمته من كلماتها فعندما ذهب للمزرعة كي يطمئن عليها بعد شجار "مُختار" وجده جثة هادمة وهى فاقدة للوعي ليخبره "حمزة" بأنه حاول أغتصاب أبنته فقتله وتخلصا من الجثة معًا لكن "مريم" كانت فاقدة للوعي حينها، على عكس "مريم" التى تبسمت بسخرية على صدمته ونظرت للعصير المسكوب على الأرض بعد أن ساعدها الطبيب النفسي فى تذكر التفاصيل المفقودة فى عقلها وربما هذا ما جعلها ترتجف خوفًا من الأمس وبعد أتصاله لتقف من مكانها بضيق شديد وقالت:-
-أمشي يا ياسين ومتجيش هنا تاني ومتحاولش أنت وحمزة تضايقوني لأن معنديش أستعداد أعاني لوحدي، وأقسملك انى ممكن أبلغ البوليس عنكوا وهو يخلصني منكم
نظرت للجهة الأخري وكادت أن تقف لكن أوقفها "ياسين" الذي هرع إليها بخوف مما تتحدث به ومسكها من ذراعيها بقلق مُحدثها:-
-مريم أنا عملت كدة عشانك مش عشان اساعد حمزة، أنتِ عارفة أني بكرهه وبكره أذيته ليكي، ساعدته عشان بس أحميكي من أذية مُختار 
صرخت به بأنفعال وهى لا تتحمل كلماته التى ألحقت بها للجحيم قائلة:-
-لو مكنتش ساعدته وبلغت البوليس كانوا قدروا يثبتوا أني أتخدرت ومكنش حمزة أبتزني ولا عذابي وأوهمني أني قاتلة، مكنتش شوفت كوابيس وشكل الدم اللي ملازمني دايمًا، مكنش كل دا حصل... لكن جاي تقولي عشاني أنت بتكدب علي نفسك الكذبة وعايزني أصدقها...
تبسم بلطف ويديه تمسح على رأسها بحنان بعد أن أهدأ من روعته وقال:-
-مريم أنا عملت دا عشان بحبك وخايفة عليكي
أتسعت عيني "مريم" على مصراعيها من الصدمة التى أحتلت عقلها للتو برؤيته أمامها، يمسكها من ذراعيها ونظرة الإعجاب تتطاير من عينيه بوضوح، دفعته "مريم" بأنفعال شديد من قربه الزائد منها وقالت:-
-أبعد عني أنت فاكراني لسه مريم الهبلة اللى اتربت فى الأسطبل، بص ليا كويس أنا أتغيرت وبقيت حد تاني يا ياسين مبقاش يضحك عليا بكلمتين
نظر إليها بدهشة بعد أن دفعته بقوة بعيدًا عنها ولأول مرة تعامله بهذه القسوة فقال بسخرية:-
-لا أزاى بقيتي مريم هانم اللى كبرت فى القصور ودخلت الكلية وشافت الناس، بقيتي إعلامية 
تأففت بضيق من سخريته لها وصمتت ليقطع صمتها صوت سيارة "جمال" التى وصلت للتو ووقفت من مكانها بذعر وقالت:-
-شوفها زى ما أنت عايز، حتى لو بقيت أنا الشريرة فى نظرك لكن ممكن تمشي من هنا، جمال لو شافك هنا هيقتلك ويقتلني 
أخذ خطوة نحوها لتبتلع لعابها بخوف من نظرات هذا الشاب وعقلها لا يصدق بأن هذه التصرفات والنظرات تخرج من أخ لأخته، لمس وجنتها بلطف مُعجبًا بجمالها الذي زاد وبزغ مع سنين عمرها التى مرت وقال:-
-خايفة على مشاعره، طب ومشاعري أنا، أنا يا مريومة، ياسين حبيبك، أغلي حاجة عندك مش أنتِ اللى قولتي كدة وقولتي أنك بتحبني، أنا كمان بحبك يا مريم 
قالها وأقترب منها على سهو مُحاولًا تقبيلها لتصرخ بذعر منه وهى تقول:-
-أنت أتجننت، أبعد عنى يا ياسين..
دفعته بعيدًا عنها بأنفعال وهى تقول بنبرة غليظة قوية:-
-أنا بحبك اه لكن..
كادت أن تخبره أن حبها له أخوي لكنها ابتلعت كلماتها عندما رأت "جمال" يقف أمامها يشاهد فى صمت وأستمع لهذه الكلمة التى تفوهت بها للتو، تبسم "ياسين" بمكر إلى "جمال" الذي يشتعل من مكانه ووجهه يظهر به الخنق، عقد حاجبيه بغل وبرزت خطوط عريضة فى جبهته وعينيه تحدق بها، أغلق قبضته بأحكام قبل أن يقتلها للتو بعد أن سمعها تلفظ بهذه الكلمة مع رجل أخر وهو لا يعرف من هذا الشاب لكنه سمع أخر كلمات حديثهم، أبتلع "ياسين" لعابه خوفًا من نظرة "جمال" إليه التى كادت أن تقتله، لو كانت النظرات تقتل لكانت نظرة "جمال" كالسهم الذي خرج من عينيه واستقر فى رأس "ياسين" فى الحال، أقترب منها ليضع قبلة على جبينها بلطف وقال:-
-هنكمل كلامنا بعدين...
ألتف لكي يغادر لكنه تلقي لكمة من "جمال" قوية أسقطته على الأريكة وتحمل الغضب الذي تملكه من "نادر" وغيرته التى أحرقته مما رأه، أقترب لكي يكمل نفاث غضبه بهذا الشاب لكن أستوقفته "مريم" بذعر وهى تقول:-
-لا يا جمال
نظر إليها بصدمة ألجمته وهى تمنعه عن معاقبة هذا الشاب على لمسها وكأنها تقبل بهذه القبلة، تابعت بنبرة خافتة:-
-عشان خاطري متأذهوش
رحل "ياسين" بخوف مُستغلة فرصة أنشغال "جمال" بالنظر إليها فصعد إلى غرفته غاضبًا منها وألقي بجوازي السفر على الفراش بضيق ويخرج تنهيدة قوية، نزع رابطة عنقه وسترته بأنفعال ثم شق قميصه شقًا لتتساقط الأزرار على الأرض ويظهر صدره العاري من كم الغضب الذي يحمله، قاطعه طرقات على الباب ثم ولجت "مريم" دون أن يأذن لها، أعطاها ظهره قبل أن يفقد أعصابه بها فقالت بنبرة خافتة:-
-دا ياسين أبن عمتي
أدرج للتو هوية هذا الرجل وتذكر حديثها عن تربيتها معه وتراه كأخًا لها فأستدار صارخًا بها وهو يقول:-
-لكنه مش أخوكي يا مريم، معقول تكوني هبلة لدرجة أنك مش شايفة الحب والإعجاب فى عينيه، نظراته ليكي نظرات رجل لست مش أخ لأخته
أومأت إليه بنعم بأسيتاء شديد ثم قالت:-
-عارفة...
توقفت عن الحديث عندما هرع إليها غاضبًا وهى تخبره بانها تعلم أن هذا الرجل يحبها ويريدها لكنها سمحت له بتقبيلها أمامه ورفع يده أمام وجهها لكي يصفعها ويعاقبها على هذا الخطأ وقال:-
-أنا قولتلك أنى مبغفرش الخيانة!!! 
نظرت بخوف إلى يده المرفوعة أمام عينيها وكاد أن يصفعها بحق لكنه لم يفعل ولم يقوي على ضربها ليصرخ بغيظ وهو يستدير إليها وقال:-
-اااااه ، للمرة التانية أعجز عن ضربك يا مريم، امشي من وشي قبل ما أعمل حاجة نندم عليها إحنا الأثنين
لم تفعل كما طلب منها لكنها أقتربت منه مخالفة أمره وألتفت حوله حتى وقفت أمام نظره ليراها ثم قالت:-
-جمال، أنا .....
صرخ بها بغضب سافر وهز صوته جدران القصر بأكمله:-
-أنتِ عارفة أنه بيحبك وعايزاك وسمحت له يلمسك لو مكنتش دى خيانة ليا تبقي أيه يا مريم، كلكم زى بعض... رغم كل اللى فيا لا كفيتها زمان ومليت عينها ولا كفيتك دلوقت ومليت عينيك، زيك زيها فأمشي من وشي قبل ما يكون مصيرك نفس مصيرها
دمعت عينيها بصدمة ألجمتها مما تسمعه وهو يصفها بالخائنة ويقارنها بزوجته التى عاشرت أخاه وهى زوجة له بكل وقاحة لتجيب عليه بحزن وسط دموعها التى تساقطت أمامه ولا تقوي على كبح:-
-أنا مش خاينة يا جمال ولا زي حد، أنا مريم وأنت عارفني كويس
مرت من أمامه بأنهيار وغضب أحتلها من كلماته وقبل أن تخرج قال بسخرية كأنه يسكب البنزين على النار القائمة بداخلها:-
-أنا برضو كنت عارف ليلي كويس
كبحت ألمها منه وغادرت جاهشة فى البكاء بأنهيار تام لينظر إلى جوازي السفر الخاصة بهما ورحلتهما التى يجب أن يذهبوا إليها مساءًا معًا لكن الآن قد حل الفراق بينهم وقطع الوصال حباله عن قلوبهما.....
زجاجتين من الخمر على الطاولة الزجاجية أمامه وكأسه يلازم يده ليقاطعه صوت جرس الباب ففتح "تامر" الباب لأجلها وبعد أن دخلت "سارة" غادر هو وأغلق الباب خلفه، سارت للداخل حتى وقع نظرها عليه ورأته جالسًا هناك فى أنتظارها بشوق لتبتسم بسعادة، رمقها "نادر" بنظرات إعجاب والفرح تغمره اليوم، تقف أمامه ببسمتها الجميلة مُرتدية عباءة سوداء وتحمل حقيبتها فى يدها، وقف من مكانه ويده تحمل الكأس بها  حتى وصل إليها وأعطاها الكأس فى يدها بعد قبلته الناعمة التى تذوق بها جمال أحمر الشفايف الخاص بها، تبسمت بسعادة تغمرها هى الأخرى وقالت:-
-أطلب أى حاجة النهار دا
ضحك بخبث شديد وعينيه تكاد تمزق عباءتها بعد أن علم أنها تسعى خلف "جمال" لسبب غير مجهول ليقول:-
-بيقولك عدو عدوي حبيبي، ما بالك لما تبقي كمان مراتي
ضحكت بعفوية وهى ترفع يديها إلى عنقه وتدلل إليه بحب ثم قالت:-
-بيعجبني فيك يا حياتي أنك مش فضولي 
ضحك بسخرية علي كلمتها وهو حقًا لا يرد سوى كرهها إلى "جمال" بغض النظر عن السر الغامض الذي تخفي بطياتها، شعرت بيده تسلل إلى عنقها لتفتح سحاب عباءتها ويبعدها عن اكتافها فسقطت أرضًا ويظهر فستانها الأحمر الذي يليق بسهرتها اليوم وأحتفالها بهزيمة "جمال" أمامهم، تتطلع بهذا الفستان المُثير الذي يظهر من جسدها أكثر مما يخفي عبارة عن مثلث ملقوب بدون أكمام ويكاد يخفي مؤخرتها، عاري الظهر كاملًا وكعبها العالي الأسود فتبسم بأعجاب وهو يحيط بيده خصرها ويستكشف نعومة ظهرها بأنامله قائلًا:-
-والله أنا قولت أن سهرتي معاكي الأجمل
تبسمت وهى تجذب رأسه بيدها إليه وتهمس بدلال مُفرط قائلة:-
-ولسه يا حياتي، أنا النهار دا هخليك تعيش ليلة بألف ليلة وليلة، ليلة تمنها 50 مليون جنيه
قالتها وهى تسحبه للداخل من لياقة قميصه حتى وصلوا للأريكة لينهل على عنقها بقبلاته لكنها أستوقفته عندما وضعت إيصالات الأمان الذي وقعها أمام عينيه وقالت:-
-بتستاهل الـ 50 مليون 
تبسم إلى هذه الاوراق بسعادة وأشعل بها النار ثم تركتها تحترق على الطاولة وأحرق هذه المرأة بقبلته لكل أنش وسعادة تغمرهما معًا لتحقيق أنتصارهما....
____________________________ 
خرجت "سلمي" من غرفة القيادة بزيها الرسمي للطيران كي ترحب بهما فى هذه الطائرة الخاصة التي ستأخذهما إلى فرنسا وأندهشت مما رأته عندما رأت "جمال" يجلس على اليسار وحده و"مريم" تجلس على اليمين حزينة وتنظر من النافذة، تنحنحت بحرج وقالت:-
-أتمني لكم رحلة سعيدة وأمانة
لم يجيب أى منهما عليها والغضب والحزن يحتل وجههما، عادت إلى غرفة القيادة لتنطلق بقيادتهما وبعد أن أستقرت الطائرة فى الجو سمعت صوت "جمال" يطرق باب غرفة القيادة ففتحت لأجله وقالت:-
-أتخانقتوا؟
تأفف بضيق وكاد أن يشعل سيجارته لتقول بحزم:-
-ممنوع التدخين، لكن فى المقابل خرج غضبك فيا وقولي حصل أيه، على حد علمي أن الرحلة دى هديتك لنجاحها وخطوبتكم يعنى مناسبة سعيدة؟ مع أني مش شايفة أى سعادة فى الموضوع
تمتم بضيق شديد مما يحدث ثم قال:-
-أنا وعدتها ولازم أوفي بوعدي
نظرت إليه بسخرية من تحجره وقالت:-
-لكن وعدك ملهوش لازمة وأنت مزعلها
حدق بهذه الفتاة وغادر الغرفة غاضبًا ليعود إلى مقعده ووقع نظره عليها، تحدق من النافذة بحزن شديد بعد أن أتهمها بالخيانة وأبكاها لكن قسوته لم تكتفي بذلك بل أجبرها على السفر معه، جلس فى مقعده بأستياء وقبلة "ياسين" لها لا تفارق مُخيلته فنظر بهاتفه لعل هذه الأفكار تتركه وترحل، نظرت "مريم" إليه بضيق من تصرفاته لم يعتذر على كلماته القاسية لها وبحقها لكنه أجبرها على الصعود على متن هذه الطائرة فقالت بتمتمة غاضبة منه:-
-فاكرني هفرح بهديتي بعد اللى عملته؟
سمع كلماتها ليقول بجدية ولهجة صارمة:-
-متفرقش يكفي أنى وفيت بالوعد اللى قطعته ولو عايزة سلمي تلف وترجع بينا مفيش مانع، مش هموت وأفضل هنا على كل حال
كزت على أسنانها منه ونظرت للنافذة لا تملك مهرب منه الآن سواها، وصلت الطائرة لأرض فرنسا فترجل "جمال" أولًا لا يعري أهتمامًا بها فسارت خلفه كي تنزل الدرجات الخاصة بـالطائرة لكن أخرهم كانت بعيدة عن الأرض لتنظر إليه وهو يصعد إلى سيارته دون أن يهتم بأمرها فتنحنحت "سلمي" بلطف ومدت يدها إلي "مريم" لتساعدها فى النزول، تنهدت بأختناق منه وذهبت خلفه بضيق حتى وصلا للفندق وهو لا يتحدث معها نهائيًا حتى وصل أمام الغرفة وفتح الباب لها فتأففت بضيق من جبروته وقالت:-
-أنا لو مخطوفة مش هتعامل كدة
دلفت للغرفة ليغلق الباب خلفها وذهب إلى الغرفة المقابلة لها ودلف حيث غرفته، دخلت "مريم" غرفتها بضيق شديد يتملكها ولا تعلم كيف أمس كان سيخبرها بحبه ويعترف لأجلها واليوم يعاملها كخائنة له، كانت الغرفة عبارة عن جناح لتدخل إلى غرفة النوم بأختناق من هذه الرحلة لها، دُهشت عندما رأت الغرفة مُزينة بالبلالين وهناك قلب مصنوع من الورود الحمراء على الفراش الأبيض فأتسعت عينيها على مصراعيها من الدهشة التى اصابتها ووضعت يديها على فمها بسعادة أغمرتها كأنه أنتشل كل هذا الغضب الذي بداخلها وأعتذر بفعلته عما قاله صباحًا، أقتربت من الفراش ووجدت دمية على شكل عروسة جميلة كبيرة تتوسطه كأنها هدية من أجلها، حملت العروسة بين ذراعيها بلطف وضمتها إليها بسعادة....
فى الغرفة المجاورة، بدل ملابسه وأخذ حمام دافئ ثم خرج على صوت هاتفه الذي يرن بأستمرار وكانت "أصالة"، وقد توقفت عن الأتصال وأرسلت له الرسائل الكثيرة وكان محتواها:-
-أتمني الهدية تكون عجبتها 
-أنا خليت المسئولين فى الفندق يبعتولي صورة السويت عشان أتاكد من كل حاجة بنفسي قبل وصولكم
لاحقت رسائلها صورة للجناح الخاص بـ "مريم" المزين لتتأفف بغضب وتذكر أنه طلب من "أصالة" أن تجهز لها الغرفة مع الحجز حين أخذ الأوراق منها، الآن ماذا ستفكر "مريم" هل ستعتقد أنه يعتذر على ما بدر منه رغم أنه لم يفعل، دق باب الغرفة ليفتح وكان موظفي الفندق جلبوا له العشاء كما طلب قبل صعودهما فرأى الصينية الأخري الخاص بها وقال الموظف باللغة الفرنسية:-
-هي لا تفتح هل نترك الطعام أم نعيده فى وقت أخر
نظر إلى غرفتها وأقترب ليدق الباب قليلًا لكنها لا تفتح فطلب منهم أن يفتحوا الباب لأجله وعندما دخل كانت غرفتها فارغة وهى لا أثر لها ليجن جنونه من إختفائها فى هذه البلد الغريبة وأخرج هاتفه وأتصل على "مريم" لكنها لم تجيب عليه..
_______________________________ 
ساءت حالة "حمزة" أكثر بسبب الإصابات الكثيرة والبالغة التى ألحقها "جمال" به فأتصل "عاشور" بالطبيب وجاء لفحصه ومعالجته وأخذ منه عينات الدم لتأكد من شيء ما ثم غادر المكان ...
______________________________ 
تجولت "مريم" فى كل مكان فى الشوارع باحثة عن هدية تقدمها له كي تعتذر هى الأخرى عما فعلته رغم أنه لم يترك لها المجال لو كان أنتظر قليلًا لرأها تصفع "ياسين" بيدها قبل أن يفعل على تقبيله لرأسها، أشترت قلم ثمين من أجله وجعلت الموظف يحفر له اسمه على القلم ثم دفعت بأموالها النقدية وغادرت، وقفت على الطريق تنتظر سيارة أجرة حتى تعود للقصر لكنه قاطعها بأتصاله فوضعت الهاتف على أذنه فسمعته يصرخ بانفعال شديد وقلق عليها واضح:-
-أنتِ فين؟
أخبرته بمكانها فأمرها بألا تتحرك من محلها وهو فى طريقه إليها، جلست على أحد المقعد تنتظره وتحمل فى يدها علبة سوداء بداخلها هديتها له، رأت سيارته التى كانت تنتظره من الفندق عند الطائرة تتوقف أمامها، ترجل "جمال" من مكانه بغيظ شديد وغضب يحتل وجهه ونظراتها المُثبتة عليه، وقفت من مكانها بصمت ليقول بضيق شديد:-
-أنتِ كويسة؟ 
أومأت إليه بنعم دون فهم لحالة قلقه الزائدة فصرخ بها بانفعال شديد هاتفًا:-
-أنتِ أزاى تخرجي لوحدك ومن غير ما تقوليلي ها؟ أنتِ غبية تعرفي أيه فى البلد دى عشان تخرجي لوحدك
دمعت عينيها بحزن شديد وضغطت بيدها على العلبة التى تحملها فى يدها من توبيخه به ونبرته القاسية التى جعلت الجميع ينظروا عليهما، تمتمت بضيق شديد:-
-غبية!! أه غبية يا جمال غبية لأني بفكر فيك 
أعطته الهدية فى يده بضيق شديد وأتجهت إلى السيارة فتأفف بأغتياظ من تصرفاتها وفتح العلبة ليري قلم أسود جميلة ويحمل أسمه ومعه بطاقة صغيرة كتبت بها بخط يدها كلمات قليلًا (ممكن نعدي الزعل ونتصالح والله ما بحب غيرك) أغمض عينيه بضيق من كلماتها ليفهم أن ما وصل إليها من تزيين غرفتها أنه يعتذر فقررت أن تعتذر هي الاخري لكنه فى الحقيقة لم يفعل، صعد إلى السيارة وأنطلق بهما السائق فظل صامتًا يحاول ترتيب الكلمات فى عقله قبل أن يتحدث ويخبرها بأنه لم يعتذر عن شيء لكنها قاطعت شروده بكلماتها الهادئة:-
-سألتني لو كنت زعلتني أمبارح؟ لا مزعلتش منك... أنا جالي أتصال من ياسين
أدار رأسه لها بغضب سافر من حديثها عنه وكاد أن يتحدث لكنها منعته من الحديث عندما قالت بخفة:-
-أنت قولتلي وقت ما أحب أحكيلك هتسمعني
أبتلع كلماته بضيق شديد حتى يستمع إليها كما وعدها فطلبت من السائق أن يتوقف جانبًا ونزلت من السيارة وفتحت الباب له هذه المرة وقالت:-
-أنزل
ترجل من السيارة وهندم ملابسه مع تنهيدة قوية تخبرها بأنه لن يستمع إليها كثيرًا وربما يفقد عقله فى أى وقت لتسير معه فى الطريق وأخذت يده فى راحة يدها ثم قالت:-
-أنا مقصدتش أجرحك يا جمال، أنت عارف كويس دا وعارف أني بحبك، أه بحب ياسين.... 
قاطعها عندما توقف عن السير وسحب يده من يدها بقوة غاضبًا منها كأنها مُصرة بكل طاقتها وأنفاسها أن يفقد أعصابه عليها ويصفعها هذه المرة لكنها وقفت أمامه ونظرت بعينيه بهدوء وقالت:-
-أنا بحبه كأخ يا جمال، أتربيت معاه سنين عمري وكنا بنهزر ونضحك مفيش حساسية فى التعامل وعمري ما أعتبرته غريب لكن لما أتصل بيا أستغربت هو جاب رقمي منين، أنت جايب لي الرقم دا بنفسك والأسماء اللى على تليفوني محدودة أنت وحنان ونانسي وأصالة وحسام وشريف وبس، أنتوا بس اللى معاكم الرقم دا لكن ياسين وصله
-يمكن أديتهوله من غير ما تحسي
قالها بسخرية لترفع حاجبها إليه بضيق شديد وقالت:-
-أنا مش بهزر دلوقت يا جمال، أنا عارفة أنك جبت ليا دكتور نفسي عشان أتعالج بأى طريقة حتى لو كانت الطريقة هى الخوض فى الماضي والذكريات لكن مكنتش أعرف أن حتى ياسين أشترك فى الجريمة
تخلي "جمال" عن غضبه بعد جملتها الأخيرة وقال:-
-الجريمة!!
أومأت بنظرها إليه وأخبرته أن "ياسين" ساعد "حمزة" فى التخلص من جثة "مُختار" ولهذا كانت خائفة عندما أتصل بها وتوترت كثيرًا من أن يكون "حمزة" من أرسله فألتزم "جمال" الصمت وهو لا يخبرها بأن مستحيل هذا ما دام "حمزة" معه وتحت رحمته وقبضته فقالت بحزن:-
-لما جالي القصر أقسمك يا جمال أني مكنتش أعرف أنه بيبصلي البصة دى لكني شوفتها فى عينيه وأترعبت من الخوف، اه خوفت... خوفت تفهمني غلط وتتهمني أني وحشة واللى خوفت منه حصل، وجعتني وأذيتني بكلامك مع أنك واثق أني مبحبش غيرك، أنا جيتلك أمبارح فى المكتب وقولتلك أنى واثقة فيك، قولتلك أنى بقوي بيك عشان أنت معايا وأنى من غيرك ضعيفة معقول محستش بصدق فى كلامي وفاكرني بكدب عليك، ما أنا مستحيل أخونك إلا لو مبحبكش لكن أنا ... أنا بحبك 
كيف لقوته إلا تنهار أمامها وعينيها تلتهمه بالحب وتعانقه بالدفء، كيف له أن يكذب ما يراه الآن فى عينيها ويشعر به فى قلبه لأجلها، كيف تكون كاذبة وخائنة وهى تسحبه لقاع الحب وعالم العشق بحديثها، رفع يده إلى وجهها وهذه الهزيمة التى لحقت به، هزم العشق عقله المتمرد وأوقف لسانه السليط، لمس شعراتها بحنان ووضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف حادقًا بها وقال:-
-المرة دي بس!! عشان مريم وغلاوتها فى قلبي
تبسمت بسعادة وهو يخبرها بأنه سيتخلي عن غضبه هذه المرة لأجلها، فقط من أجلها سيصدق حديثها ويكذب كل أفكار عقله الخبيث الذي يتألم من ذكريات الماضي ولأجل فتاته التى تسكن قلبه سيضرب الماضي بقوته ويقتله وسيكون سلاحه هو "مريم" نفسها، أومأت إليه بنعم وسعادة تغمرها وتبدل حالها عن الفتاة التى كانت تحلق معه فى الجو من قليلًا لكنها عادت كفراشته الجميلة التى تبتسم ويتطاير شعرها مع نسمات الهواء فقال بصعوبة بالغة على غير عادته:-
-خليني أقولك أني وقسمًا بحياة مريم ومعزتها عندي ما قولتها لحد قبل كدة لكن المرة دى بس يا مريم، عشانك هقولها ..... أنا أسف مع أنك عارفة قد أيه هى صعبة 
تبسمت إليه بحب شديد وهى تهز رأسها بنعم وتخبره بأن تعلم أن ليس من السهل عليه أن يعتذر لأحد ولم يفعلها من قبل لطالما كان يدهس أى شخص بقوته ويضرب الجميع بقسوته لكنه فعل لأجلها هي فقط فكيف لا تغفر له ما قاله هذه المرة وقلبها وعقلها يقدران هذه المحاولة الصعبة منه للأعتذار، قالت بنبرة خافتة سعيدة:-
-وأنا كمان أسفة.. والله لو كنت صبرت لكنت ضربته بالقلم قدامك على اللى عمله......
قاطعها عن الحديث على رجل أخري بغيرة تأكل قلبه بقبلة تسكت شفتيها عن الحديث لتبتسم بسعادة تغمرها وهى تتشبث بقميصه بحب وضربات قلبها تتسارع بجنون فى هذه اللحظة وأوشك على الأنفجار، كان الحب يغمرها بدفئه بقدر كافي جعل "جمال" لا ينتبه نهائيًا لهذا الرجل المُلثم الذي يلتقط لهما الصور فى هذه اللحظة وأنطلق بعيدًا.....
_____________________________ 
تبسم "شريف" بسعادة وهو يرد الضربة إلى "نادر" بنشر خبر زواجه من "سارة" على المواقع ومع الخبر نبذة بسيطة عن "سارة" وإدارتها إلى نادي ليلي، تمامًا كم خطط "جمال" فتبسم بسعادة وهو ينظر إلى الخبر فى التابلت ويتحدث فى الهاتف مع "شريف" الذي تحدث قائلًا:-
-دلوقت الصحافة كلها تدور وراء سارة وتعرف حقيقتها وأعمالها القذرة وميبقاش قصاده غير أنه يطلقها أو ينسحب من المشروع دا 
أجابه "جمال" بنبرة جادة بينما ينظر إلى "مريم" التى تجلس معه على الطاولة فى المطعم وتتناول طعامها قائلًا:-
-أفتكر الأحتمال الأول هو اللي هيحصل
أومأ "شريف" له بنعم ليقول "جمال" بجدية:-
-عرفت الخائن اللى جوا الشركة؟ 
-قربت أوصله
قالها "شريف" بحزم ليجيب "جمال" عليه بحدة:-
-لما تعرف كلمينى ومتتصرفش من دماغك
أومأ إليه بنعم ثم أنهي الأتصال فنظر "جمال" إليها عندما قالت بتذمر:-
-حتى هنا مبتبطلش شغل
تبسم بخفة على كلماتها ثم قال:-
-أنا حذرتك من دا
هزت رأسها بنعم فهو أخبرها عن أدمانه للعمل وربما سيهملها لأيام من أجله وهي وافقت على هذا الشيء، أنهوا طعامها وخرجوا معًا تجولوا فى الطرقات وأكلا معاًا من طعام الشارع والمثلجات وضحكاتها لا تفارقها نهائيًا بينما هو يراقبها بنظراته مُستمتعًا برؤيتها سعيدة، ذهبا معًا إلى التسوق ومنه إلي ركوب المنطاد معًا وهى تنظر للأسفل بخوف لكنها تستمتع وتتشبث بيديه من خوفها، مر اليوم كاملًا وهم فى الشارع يفعل لها كل ما تطلبه دون أى اعتراض حتى قررت الذهاب إلى برج إيفل الذي تمنت رؤيته بصحبته، سار معًا حتى وصلًا إليه لتركض "مريم" للأمام بسعادة وهى تبتسم ببراءة وطريقة طفولية لتحقيق أمنيتها، توقفت وهى تضع يديها على فمها من الفرحة حتى شعرت به يعانقها من الخلف لتكبر بسمتها أكثر وقالت:-
-شكرًا 
وضع رأسه فوق رأسها وهى أقصر منه بكثير وقال بلطف:-
-مبسوطة!!
هزت رأسها مرات متتالية من الفرحة التى تغمرها والدفء الذي تشعر به:-
-جدًا، ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ألتفت إليه بسعادة ليبعد خصلات شعرها عن وجهها بدلال ويحدق بعينيها مُنتظر أن تتحدث وتقول ما تحمله على لسانها وسريعًا ما تفوهت به قائلة:-
-أنا بحبك أوي يا جمال
هز رأسه بنعم بهدوء شديد أعتادت عليه من هذا الرجل ثم قال:-
-عارف
ضحكت بعفوية على ثقته من هذا الحب وقالت:-
-دا أغرب رد يترد بيه على كلمة بحبك
 -عارف
قالها بجدية لتنفجر ضاحكة عليه وبدأت تلتقط الصور بهاتفها لهم معًا كثيرًا حتى قالت:-
-أديني تليفونك
نظر إليها بتعجب من طلبها لترفع حاجبها بجدية فأخرجه من أجلها واعطاه لها وهو يقول:-
-فى أيه
جعلته يفتح الهاتف لها وظلت تنظر به كثيرًا وأعطته له لينظر إلى الهاتف وكان يحمل فى خلفيته صورة لهما وقالت بتهديد صريحة:-
-مش مسموح تغيرها نهائيًا إلا بأمر مني
أعجبته الصورة جدًا فقال بهدوء:-
-حاضر
تبسمت بخبث شديد ثم غمزت إليه وقالت:-
-كمان غيرت أسمي على تليفونك
فتح خانة الاتصالات بسرعة من الدهشة التى أصابته وبحث عن أسمها لكنه لم يجد له أثر لكنه وجد اسم"حبيبتي" وبجواره قلب أحمر وخاتم  فأتسعت عينيه على مصراعيها ونظر إليها:-
-برضو ممنوع نهائيًا تغيره مفهوم
وضع الهاتف فى جيبه وهو يسير بها فى الطريق ويقول:-
-حاضر على كل الأحوال محدش بيشوف تليفوني غيري
ضحكت بحماس شديد على هذا الأمر وقالت بخبث طفولي شديد:-
-لكني غيرت صورة بروفايلك بصورتنا وكتبت خطيب مريم
أندهش من أفعالها بعد أن أعلنت للجميع أنه ملك لها، كاد أن يتحدث ليقاطعه صوت أنذار الخطر يطلق من هاتفه فأخرجه من جيبه بقلق بعد أن أبتعد عنها وصدمت عندما كان الإنذار يخبره بوجود عطل فى تطبيق "جين" ليُصدم صدمة الجمته وجعلته يعود بها إلى مصر حتى أنه جعل الطائرة تهبط على سطح شركته وهي معه، طيل رحلته إلى مصر وهو مُنغمسًا فى اللابتوب الخاص به يحاول أصلاح الأمر ليعود "جين" العمل بطريقة مثالية، أنطلق بها للأسفل وأندهش الجميع من دخوله لهذا المصعد بصحبتها لطالما ذهب إلى هناك وحده بدون "شريف" حتى، ترك يدها وهو ينظر إلى شاشة التابلت الموجود فى يده والمصعد يهبط للأسفل، لم تقوي على قول كلمة واحدة أمام غضبه وقلقه وهو يحاول معرفة ما حدث، ووصل المصعد للطابق الأول بالشركة لكنها دُهشت عندما هبط طابق أخر للأسفل ثم توقف المصعد فى طابق تحت الأرض ففتح الأبواب مع الصوت الألي يقول:-
-أدخل كلمة السر
أقترب "جمال" قليلًا لهذا الباب الزجاجي وأدخل كلمة السر الخاصة به، ولج وهي تسير خلفه بأندهاش مما تراه فى باطن هذه الشركة، ردهة طويلة مظلمة رغم الإضاءات الخضراء المنبعثة من كم الأسلاك الأجهزة التى تشبه غرفة الطاقة بهذه الشركة ووصل إلى أحد الأجهزة وفصلها ثم إعاد تشغيلها وأوصل بها فلاشة صغيرة لتبدأ التحميل ببطيء شديد ثم تقدم بخطواته للأمام، سارت "مريم" معه وهى تستمع إلى حديث "جمال" يقول:-
-جدي كان من أكبر المقاولين فى البلد، رجل أبن بلد أستثمر كل فلوسه فى العقارات وكبرها، الجنية بيقي مليون وعلم أبويا المهنة وأشتغل معه كانوا أيد واحدة وعمل أبويا شركته الخاص فى العقارات وكبرها ولما جدي أتوفي ورث أملاكه وبقي من أعيان البلد كلها وكبارها وفضل يكبر فى العقارات ويشتغل فيها، أنا روحت أدرس فى أمريكا وهناك أكتشفت أن الثورة الحقيقة اللى جاية ثورة تكنولوجيا وألكترونيات ودرست الهندسة والبرمجيات وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا بأنواعها وأشتغلت فى مختبرات وشركات لصناعة الروبرتات لحد ما أتوفي أبويا وورثت شركات العقارات، وقتها من غير ما أفكر للحظة واحدة بعت كل حاجة ورثتها وأستثمرت كل الفلوس فى شركة الجمال جى اند أم للألكترونيات
تابعته "مريم" فى صمت حتى وصل للنهاية الردهة وكان هناك غرفة زجاجية ليقول:-
-تعبت فى الشركة عشان أحقق حلمي وأكون من رواد التكنولوجيا مش فى مصر بل فى العالم كله، طول عمرى راجل طموح بحط حلم قصادي ولما بحققه بخلق حلم جديد لحد ما حققت دا... جين
نظرت "مريم" إليه بينما وضع يده على بصمة اليد لتفتح الغرفة ثم قالت:-
-جين!!
أومأ إليها بنعم ثم تابع الحديث قائلًا:-
-مرايتي، جين أول روبرت ذكي من تصميمي، هنا خلقته وصنعت كل ثغرة فيه، من خلاله كأني ببص على العالم كله ومرايتي بمعني الكلمة، خلقته فى 10 سنين وقعدت فى دراسته ثلاث سنين مع متخصصين فى أمريكا وعشانه كنت مشغول عن ليلي وبشوفها مرة كل شهرين ثلاثة لحد ما خانتني لو كانت أستحملت فترة أنشغالي عنها كانت هتلاقي النتيجة فى جين، من خلاله تقدر تعمل كل حاجة، لكنها كانت طماعة بدورها عايزة كل حاجة وفى نفس الوقت...
ألتف إليها ليحدق بوجهها وهى تنظر إليه فى صمت لا تعقب عن حديثه عن زوجته ليقول:-
-جين أتكلف مليارات يا مريم ومع ذلك ميغليش عليك
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها للتو وهو يخبرها بأنه سيهديها حلمه ومستقبله الذي اخذ سنوات من عمره وأطنان من ماله فقالت:-
-أنا!!
أقترب إليها بهدوء شديد ثم أخذ يدها فى يده بلطف ونظر بعينيها المصدومتين وقال بنبرة دافئة:-
-تتجوزيني؟
هربت الدماء من جسدها والكلمات من فمها وهو يعرض عليها الزواج الآن بهذه الغرفة ودون سابق أنذار دون أن يجلب لها وردة أو يعترف بحبه لكنه يرغب بالزواج منها وقدم "جين" هدية زواج لها، قالها بوضوح دون تردد أو خوف رغم أنه يصارع عقله من الداخل الذي يحذره من خوض التجربة مرة أخري لكن قلبه يريد ذلك ويريد أن يخوض هذه التجربة والحرب معها فقالت:-
-أنت قولت أيه؟
تبسم بحرج من نظراتها وهو يتصبب عرقًا من التوتر وقال:-
-أنا مش هقولها تاني
ألتفت بغضب مُصطنع تعطيه ظهرها غاضبة من جديته وقالت:-
-يبقي مش موافقة
عانقها من الخلف بدفء لتشعر بدف جسده وأنحنى إلى مستواها حتى يضع رأسه على كتفه فشعرت بقطرات العرق من تلامس وجنتيهما معًا ليقول:-
-أنا حاولت بصعوبة أقولها مرة يا مريم، أستحمليني وفى المقابل أنا هقولها مرة تانية عشانك لأني لأجل مريم وضحكة واحدة منها أنا مستعد أعمل أى حاجة
تبسمت بعفوية إلى هذه الكلمات وظلت ساكنة بين ذراعيه التى تحيط بها وهو يقف خلفها لكنها أدارت رأسها قليلًا لتنظر إليه وتقابلت عيونهما معًا، تسارعت نبضات قلبه أمام عينيها وهو يشعر بدفئها بين ذراعيه وأنفاسها تضرب وجهه وبسمتها تقتله بل تسلب هذا الرجل قلبه أسيرًا إليها بعد أن توجها ملكة على عرشه فقال:-
-تتجوزينى؟
تبسمت إليه بسعادة تغمرها وطفولية تحتل وجهها ثم وضعت يديها على يديه التى تحيط بها وقالت بنبرة هامسة ناظرة إليه:-
-وكأن عندي خيار تاني غير أني أتجوز حبيبي
تبسم بعفوية لأجلها، مرة أخرى تري هذه البسمة تعلو وجهه من أجلها لتضع قبلة رقيقة على وجنته بدلال وقالت:-
-بحبك
كاد ان ينطق بهذه الكلمة لأجلها لكن أوقفه صوت "جين" يتحدث بصوته الألي قائلًا:-
-لقد تم التحميل ورصد خلل فى النظام لكن تم تطهير النظام من الفيروس
أبتعد عنها بحرج لينظر إلى جهاز الحاسب الألي وبدأ يُعيد برمجة "جين" ومسح الفيروس لتبتسم بسعادة وهى تجلس جواره تراقبه أثناء العمل وأنغمس فى عمله بتركيز شديد.... 
عادت "مريم" من الخارج لتفتح "حنان" لها فقبلتها "مريم" بحماس وسعادة تغمرها، قالت "حنان" ببسمة لطيفة:-
-شكلك أتوفقتي فى المقابلة
ضحكت "مريم" بسعادة وهى تسير للداخل وتقول:-
-يعنى معقول أترفض يا حنان وأنا الأولي على الدفعة ومعايا أمتياز مع الشرف
تبسمت "حنان" وهي تسير للداخل خلفها ثم قالت:-
-يعنى هشوفك على التليفزيون قريب، أبقي قوليلي هتطلعي الساعة كام لازم اتابعك ومبروك النجاح
تبسمت "مريم" لكن قبل أن تجيب عليها أوقفها صوت "ولاء" التى تقول بسخرية شديدة ونبرة تحمل الكره فى داخلها:-
-لا ومبروك كمان الجواز قدرتي توقعيه زى ما وقعتي أخوه
ألتفت "مريم" إلي تجاه الصوت وتلاشت بسمتها وهكذا "حنان" بغضب سافر من حديث هذه المرأة التى تقتل سعادتها دومًا ثم قالت:-
-أنا موقعتش حد، أنا حبيت جمال الحب اللى محدش قدر يحبهوله ولا حتى حضرتك
أقتربت "ولاء" منها بغضب سافر من تجرأ هذه الفتاة على الحديث إليها بهذه الجراءة وقالت:-
-لا مش بس رخيصة وكمان قليلة الأدب ما أنتِ لو كان عندك أم تربيكي مكنتش تتكلمي معايا كدة
تألمت "مريم" من حديثها الأليم وهى تذلها لأنها لا تملك أم لكنها لم تستطيع كبح ألمها من هذه السيدة التى تجنبتها كثيرة حتى لا تصنع المشاكل وقالت:-
-أيه المشكلة فأني معنديش أم ولو كانت الأم زي حضرتك فعدمها أحسن....
رفعت "ولاء" يدها كي تصفع "مريم" من الغيظ الذي تملكها لكنها صُدمت عندما مسكت "مريم" يدها تمنعها عن ضربها ونظرت إليها بغضب سافر ثم قالت:-
-أنا أنضربت كتير فى حياتي مش أول مرة لكن من يوم ما دخلت البيت ومحدش لمسني بسوء لأن فى ضهري راجل علمني عزة النفس وخلي ليا كرامة مستحيل أسمح لأى حد أنه يدوس عليها ولا حتى حضرتك..
دفعت يدها بعيدًا و"ولاء" فى صدمة ألجمتها وشلت عقلها عن التفكير وكيف تجرأت هذه الفتاة البريئة عليها، قبل أن يطلبها "جمال" للزواج كانت لا تصدر صوتًا لكن الآن ماذا حدث بها، أقتربت "حنان" بحرج رغم سعادتها من شخصيتها "مريم" ثم قالت:-
-تعالي يا مريم أطلعي أرتاحي
أبعدت "مريم" يدي "حنان" عنها ثم قالت بضيق شديد:-
-حضرتك قولتي أنى رخيصة وقليلة الأدب لكن نسيتي تقولي أني قوية لأن واحدة أستحملت كل اللى أستحملته ولسه عايشة وبتتنفس ومقتلتش حالها هى قوية فبعد أذنك مترهنيش على أذيتي كتير لأن اللى بتعمليه مش هكرهني ولا هيخليني أفكر أهرب من هنا لأني زى ما قولت لحضرتك أنا بحب جمال ومش هسيبه
صعدت للأعلي غاضبة وبدأت تبكي وتترك العنان لدموعها التى حبستها بداخلها من حديث هذه المرأة عن فقدها لوالدتها....
_______________________________ 
صفعها "نادر" بقوة على وجهها لتسقط "سارة" أرضًا من قوة صفعته وهو يقول بأنفعال:-
-محدش سرب موضوع جوازنا دا غيرك
وقفت بألم من صفعته وقالت بغضب سافر:-
-قولتلك مش أنا ومع ذلك كويس أنه حصل عشان يكشف ليا حقيقتك القذرة 
مسكها من عنقها بقوة وهو يقول بأنفعال شديد:-
-فوقي يا سارة لتكون فاكرة أني مُغفل وكنت لعبة فى أيدك، لا يا بت دا أنا اللى عملتك لعبة فى أيدي لحد ما أخذ اللى عايزه منك، فوقي كدة يا سارة
دفعته بعيدًا عنها بصدمة ألجمتها وقالت بسخرية من عقله الغبي:-
-لا فوق وأظبط أنت كدة، أنت كنت فردة جزمة فى رجلي لحد ما تعمل اللى أنا عايزاه 
قهقه ضاحكًا بقسوة ثم قال:-
-مش بقولك غبية
فتح درج المكتب وألقي بوجهها بعض الأوراق، نظرت "سارة" إليه بقلق ثم أنحنت للأسفل وأخذت الأوراق ناظرة بها فأتسعت عينيها على مصراعيها عندما رأت السجلات الطبية الخاصة بها فرفعت نظرها إلى "نادر" الذي قال بسخرية:-
-عرفتي أنك غبية، أنا عارف أنك عايزة تنتقم من جمال عشان اللى عملته ليلي فيكي زمان لكن لحد هنا وكفاية أنا أستكفيت منك .... أنتِ طالق
غادرت المكان بصدمة ألجمتها من هذا الرجل الذي أستغفلها وجعلها دمية حتى يصل لنقودها، صعدت بسيارتها والقت الأوراق على المقعد المجاور بصدمة ألجمتها وعقلها يعود للماضي حين أخبرت "مُختار" بحملها الثاني وكان حينها على علاقة بـ "ليلي" رفض هذا الحمل وبليلة أتصل بها وطلب رؤيتها وعندما ذهبت إلي شقتهما وعش الزوجية الخاص بهم صُدمت بوجود "ليلي" لتقول:-
-هي دى يا مختار
أومأ إليها بنعم وهو يشرب الخمر ببرود، سألت "سارة" بقلق:-
-هو في أيه؟
وقفت "ليلي" من مكانها وبدأت تدور حولها تتفحصها بنظرها ثم قالت:-
-مش بطالة يا مختار
قبل أن تحدثها "سارة" شعرت بشيء يوغز عنقها وعندما أستيقظت وجدت نفسها فى غرفة داخل عيادة و"ليلي" بجوارها تحدق بها لتشعل سيجارتها وقالت:-
-كان لازم تسمعي الكلام وتنزليه من سكات
تألمت "سارة" بتعب شديد لتتابع "ليلي" بعد أن نفثت دخانها فى وجه "سارة" ببرود شديد:-
-أديكي نزلتي غصب لا كمان أيه مش هتحملي تانية فى عمرك كله، أنا لو مكانك هتربي وأتقي ربنا وأقعد فى بيتي أربي أبني وأنا كرم مني هخلي مُختار ميطلقكش 
ضربت "سارة" المقودة بيديها بغضب سافر تملكها بعد أن فقدت أمومتها للأبد على يد "ليلي" هذه الخائنة التى تركت زوجها وركضت خلف "مُختار" وسرقته من زوجته وابنه.....
______________________________ 
"قصــــر جمــــال المصــــــري" 
أختارت "مريم" فستان زفافها وأرسلت صورته إلى "أصالة" حتى تطلبه من شركة الأزياء، عاد "جمال" من العمل وأخبرته "حنان" بشجار أمه مع "مريم"، بدل ملابسه وأرتدت بنطلون أبيض وتي شيرت أزرق ثم ترجل إلى الأسطبل كما أخبرته "حنان" عن مكان تواجدها، دخل ليراها تقف مع "إيلا" تحممها بلطف وبسمتها تنير وجهها ليقترب نحوها حتى وصل أمامها وقال:-
-مخلتيش حاتم يساعدك ليه؟
تبسمت "مريم" وهي تكمل ما تفعله:-
-أنا مبسوطة كدة
تنحنح "جمال" بحرج من ردها وهى تتحاشي النظر إليه وما زالت غاضبة من شجارها مع والدته فقال بهدوء:-
-طب هي اتخانقت معاكي ممكن أفهم أنتِ زعلانة مني ليه؟
توقفت عما تفعله ونظرت إليه بصدمة مما سمعته وكيف عرف لتتذمر على أخبار "حنان" له وقالت:-
-حنان اللى قالتلك صح؟
ألتف حول "إيلا" بهدوء شديد حتى وصل أمامها وأخذ منها خرطوم المياه يساعدها فيما تفعله وقال:-
-قالتلي أنك أتقبلتي فى البرنامج
نظرت إليه بسعادة كأنها تذكرت للتو أنها أصبحت إعلامية رسمي وقريبًا ستبدأ عملها لأول مرة فقالت:-
-اه، أصلًا أنا مستحيل أترفض
تبسم بلطف إليها ثم قال:-
-من امتى بقيتي مغرورة كدة، الغرور مش لايق عليكي يا مريم
قهقهت ضاحكة ليقول بجدية:-
-جهزتي حاجاتك للفرح
ألتفت إليه بتذمر شديد ثم قالت:-
-أنا فاكرة اني قولتلك بعد نجاحي نعمل خطوبة لكن أنتِ فجأة قررت أنه فرح
نظر إليها وترك خرطوم المياه من يده وقال بجدية:-
-الخطوبة للتعارف بما أننا مش محتاجين دا مالهش لازمة وبعدين العمر بيعدي أعملك الخطوبة سنة ولا أتنين وتيجي تقوليلي سورى مش هتجوز أربعيني 
ضحكت بعفوية على كلماته سابقًا ونظرت إليه بغرور مُصطنع ووضعت يديها فى خصرها ثم قالت ببراءة:-
-لا خلاص هتجوزك وأكسب فيك ثواب
رفع حاجبه إليها لتتابع بجدية:-
-بهزر أصلًا الفستان جهز ومش ناقص حاجة
أومأ إليها بنعم ليقول ويديه تربت على عنق "إيلا":-
-يبقي أخر الأسبوع نعمل الفرح، هخلي شريف يرتب جدولي 
أومأت إليه بنعم ليتركها تكمل ما تفعله ثم ذهب للداخل وتقابل مع والدته "ولاء" التى على وشك الخروج لكنه استوقفها قائلًا:-
-أمي؟
أستدارت "ولاء" إليه بضيق شديد ثم قالت بسخرية:-
-ايه لحقت تشتكيلك السنيوريتا ، ويا تري هتعاقبني أزاى لأجل عيونها هتحرمني من الفيزا كارت ولا هتأمر رجلك يدفنوني حية أو أقولك أطردني من بيتي وأقطع ليا تذكرة على أول رحلة للندن
تأفف بأختناق شديد وسار نحو والدته ثم قال:-
-لا لكن رجاءًا زى ما أنا محترم قراراتك ووجودك هنا أحترمي وجودي وقراري، جوازي من مريم كافي أنه يثبت لك وللعالم كله أنها إنسانة كويسة لأني جمال المصري مش مختار، لا عمري دخلت كباريه ولا صاحبت واحدة
تأففت بضيق شديد ثم قالت:-
-بس كفاية أنك تتجوز أرملة أخوك، أنت مُتأكد أنك عايزها بجد مش عايز تتجوزها عشان تبقي خدت مراته زى ما هو خد مراتك
أغلق قبضته بغضب سافر من كلماتها محاولًا التحكم فى غضبه أمام والدته قبل أن يلتهمها غضبه، لا يعلم كيف يعاقبها على هذه الكلمات وهى تعيده للماضي بهذه الكلمات الحادة التى شقت صدره لنصفين وقال:-
-أحمدي ربنا أنك أمي لأن لو حد تاني مكنتش فوت له الكلام دا
دلف إلي غرفة المكتب بغضب يتمكن منه، ظلها بها حتى رن هاتفه باسم "عاشور" يقول:-
-وصلت لبيت ياسين؟
أومأ "جمال" بنعم وصعد ليبدل ملابسه بهدوء وأنطلق للخارج....
_______________________ 
خرج "ياسين" من العمارة التى يسكن بها وظهر أمامه "عاشور" ورجل أخر وقال بجدية:-
-ممكن تيجي معانا ؟
نظر "ياسين" له بأندهاش وهو لا يعرف من هذا ولما يريده لكنه ذهب معه فأخذه إلي مطعم وكان "جمال" جالسًا هناك وحده والمطعم فارغ تمامًا ليقول:-
-أقعد
تطلع "ياسين" به بخوف من نظراته وهيبته وأزدرد لعابه فى صمت وجلس أمامه ليقول:-
-مُختار فين؟
أندهش "ياسين" من سؤاله وقال:-
-مريم اللى قالتلك
أرتشف "جمال" قهوته ببرود مُحاولًا كبح غضبه ثم قال بنبرة باردة:-
-أنا مبحبش أكرر كلمتي مرتين
تنحنح "ياسين" بصمت شديد لا يعلم كيف يتخلص من هذا الرجل المُخيف ويهرب من أمامه، أشار "جمال" إلى "عاشور" ليقترب ويضع التابلت على الطاولة وإشار بعينيه إلى التابلت بمعنى ان ينظر، أخذه "ياسين" بخوف وصُدم عندما رأى "حمزة" مُقيدًا ومشوه بشكل مُرعب ليرتعب ذعرًا وألقي بالتابلت بخوف أحتله من أن يُفعل "جمال" به المثل وقال:-
-فى المزرعة، دفناه هناك لكن والله العظيم ما قتلته حمزة هو اللى قتله أنا لما روحت كان جثة
تبسم "جمال" بعد أن وقف من مكانه وأغلق زر بدلته بغرور مُبتسم بسمة ماكرة وقال:-
-هاته يا عاشور
أنطلق "صادق" بسيارته إلى المزرعة وفى السيارة الأخرى كان رجاله يجلسون مع "ياسين" وجميعهم فى طريقهم إلى المزرعة حيث جثة أخاه الذي بحث عنها مُطولًا....
______________________ 
وصلت "سارة" إلى شقتها بغضب أصابها ودلفت لترى "حازم" جالسًا هناك معه لتبتلع لعابها بصدمة الجمتها وقالت:-
-أنت....
_____________________ 
وصل الطبيب إلى المخزن مرة اخرى وفحص جروح "حمزة" الذي فقد كل طاقته وقوته ثم أعطي نتيجة التحليل إلى "حسام" وقال:-
-عنده كانسر
أتسعت عيني "حسام" بصدمة ألجمته ونظر إلى "حمزة" ليخبره الطبيب بأنه فى حالة متأخرة من المرض وحتى الجرحة لن تساعده وربما لا يخرج منها سالمًا أو حيًا وسبب تعاطيه للمخدرات هو أخذها  لتخديره حتى لا يشعر بالألم، عاد "حسام" للقصر بحيرة من هذا الأمر ليقول:-
-جمال بيه موجود
أجابته "نانسي" بجدية قائلة:-
-لا، خرج
نظر للتحاليل بحيرة من أمره وكاد أن يذهب لكن استوقفه صوت "مريم" التى قالت:-
-حسام
أستدار "حسام" إليها بجدية مُلبيًا طلبها فنظرت للأوراق بقلق وقالت:-
-عايز جمال فى أيه؟
تردد كثيرًا فى إخبارها أم لا وهى ابنة هذا الرجل الذي يصارع الموت لطالما أبكت فى سيارتها أمامه من قسوة "حمزة" وكرهته لتعاطيه المخدرات التى تفقده عقله ويبرحها ضربًا لكن الآن يملك سببًا لمعرفة ذلك، رأته ينظر إلى التحاليل مُطولًا بحيرة لتأخذها منه فهرع خلفها بخوف من "جمال" وقال:-
- لحظة..... 
فتحت التحاليل وألقت نظرة عليها لتدمع عينيها بصدمة ألجمتها مما تقرأه وجهشت باكية وهى تقول:-
-جمال عنده كانسر
هز رأسه بالنفي بعد أن جلس يجمع الأوراق التى سقطت منها وقال:-
-لا، لا ، لا مش جمال بيه نهائيًا الله يدي طول العمر دا واحد غلبان أحتاج مساعدة وهو وصاني أعمله التحاليل
حدقت بعينيه وهى تعلم بأنه يكذب عليها فأخذ الأوراق من يدها وهرب من أمامها....
______________________ 
وصل "جمال" للمزرعة وأندهش عندما استقبله العامل بتوتر وأرتبك شديد من ظهوره فجأة ليقول:-
-خدوه البلوة دا لقحوه فى أى داهية
مسكه رجل والبقية ساروا إلي المكان الذي أرشدهم إليه "ياسين" وبدأوا بالحفر بعد أن جلس "جمال" على المقعد واضعًا قدم على الأخري حتى ينتهوا من الحفر ويظهر هذا الهيكل العظامي المُتحلل من جثة أخاه، وقف من مكانه بعد أن رأى السجادة وفتحها "عاشور" بجدية ليُصدم عندما وجدها فارغة لا أثر للجثة ولم يبقي عظمة واحدة بداخلها، ذعر "جمال" مما يراه ونظر إلى "ياسين" الذي تحجر مكانه كالصنم وقال بطريقة هستيرية بعد أن أصابه الخوف وقال:-
-مستحيل، إحنا دفناه هنا والله، كنا لفيونه فى السجادة عشان نعرف نشيل... والله كان هنا
مسكه "جمال" من لياقته بغضب سافر بعد أن جاء كل هذه المسافة وشعر بأن هذا الرجل يسخر منه وقال:-
-أنت قد دا؟
صرخ "ياسين" بصدمة ألجمته هو الأخر من هذا القبر الفارغ وقال:-
-والله دفناه هنا هكدب عليك ليك، ما السجادة أهي وعليها دمه 
تأفف "جمال" بغضب سافر ثم تركه بأغتياظ لا يعلم ماذا يفعل؟ هل يصدق هذا الرجل؟ أم "حمزة" تلاعب بالجثة، ألتف لكي يغادر المكان وأنطلق إلى حيث "حمزة" ومعه "ياسين" ليرى "حمزة" فاقدًا للوعي وأخبره "حسام" بمرضه وقال:-
-أعتقد لازم نوديه مستشفي
تأفف "جمال" وهو يشعر بأن كل شيء يسير عكسه، أقترب "عاشور" منه بهدوء وقال:-
-لازم يروح المستشفى لو مات هنا هيجيبلنا مصيبة وحضرتك مش هتوصل لحاجة منه
أومأ "جمال" له بنعم وأخذه "عاشور" للمستشفى وأخبره الطبيب أنه فى حالة حرجة وقد دخل فى غيبوبة ويحتاج الأن لعملية زرع النخاع مما صدم "عاشور" كليًا فهل يطلب هذا الطبيب أن تقدم "مريم" المساعدة له بعد كل ما ألحقه بها فوحدها من تستطيع التبرع لوالدها، عاد للقصر ولا يعلم كيف يخبر "جمال" بهذا الأمر  وظل صامتًا طويلًا لا يتفوه بكلمة ولم يسأل "جمال" عما حدث بداخل المستشفى بسبب أفكاره الشاردة فى أختفاء الجثة، ترجل من سيارته لكن أستوقفه "حسام" يقول:-
-جمال بيه
نظر "جمال" إليه فأخبره بما حدث قبل أن يعود ليستعد إلى مواجهة "مريم" التى تكاد تكون على وشك الموت من الأنتظار ولم تنم حتى بعد أن أشرقت الشمس، أومأ إليه بنعم ثم دخل فى هدوء واغلق الباب وأستدار ليُصدم  بعد أن أرتطم جسدها به بقوة تعانقه، يشعر بقلقها وخوفها فى نفضة جسدها، أبتعدت عنه تتفحصه من الرأس لأخمص القدم وقالت:-
-أنت كويس؟
أومأ إليها بنعم وقال:-
-اه كويس متقلقيش
نظرت له بقلق ليقول بجدية بينما يدخل للداخل ويأخذ يدها فى راحة يده:-
-كويس والله، أجبلك التحاليل بتاعت الشهر دا بتاعتي، اللى شوفتيها مع حسام مش ليا
جلس على الأريكة وهى بجواره، رفع يده يلمس وجنتها بأنامله مُشتاق إليها فنظرت إلى عينيه التى تحدق بها وقالت:-
-أنت كويس؟
أومأ إليها بنعم فى صمت وقال بنبرة دافئة وعينيه لا تشبع من النظر إليها وقلبه المُرتبك دومًا أمامها:-
-وحشتينى
أتسعت عينيها على مصراعيها من هذه الكلمة التى سمعتها من بين شفتيه ووضعت يديها على وجنتيها وقرصتهم بقوة لتتألم وكأنها لا تصدق ما تفوه به ليقول:-
-براحة يا مريم أنتِ مجنونة بتقرصي نفسك
مسكت وجهه بيديها الأثنين من الصدمة التى لحقت بها وقالت:-
-أنا صاحية مبحلمش، لكن أنت جمال بجد !! 
تنحنح بحرج من أفعالها التى تحرجه أكثر ثم وضع رأسه على كتفها يستكين بحضنها كطفلها الصغير من يومه المشحوم بالصدمات المتتالية فقال بصوت خافت يكتم فى حضنها:-
-أنا هو! أول مرة أحس أنى عجزت يا مريم وكبرت
رفعت يدها الأخري تربت على كتفه بلطف وتغلغل أصابعها بين خصلات شعره ثم قالت:-
-مستحيل أنت لسه شباب يا جمال، يمكن بس محتاج ترتاح شوية من الجري وراء الحياة والشغل
أبتعد عنها بحيرة من كلماتها التى أيقظت عقله ليفكر من جديد وتطلع بوجهها بحب يسكنه ثم قال:-
-أرتاح!!
أومأت إليه ببسمة عفوية تنير وجهها وتقتل ظلمة أيامه وعتمة عقله ليحدق بهذه البسمة الناعمة السحرية التى تبدل حاله وتنتشله من عتمته وقال بنبرة دافئة هائمًا بهذه الفتاة:-
-أنا مش هرتاح غير لو خدتك وهربت من العالم دا كله، أهرب بعيد... تيجي معاه؟
تبسمت وهى تلمس يده بلطف وتضمها بحب شديد ثم قالت:-
-معقول أرفض، أنا مستعدة أسيب كل حاجة والدنيا كلها وأهرب معاك لأخر العالم
تبسم بعفوية إلى هذه الفتاة ومدد جسده على الأريكة بأستسلام لتعبه وبقاءه خارج المنزل طيلة الليل حتى أشرقت الشمس ووضع رأسه على قدمها ليغمض عينيه ويغوص فى نومه وهى تمسح على شعره بحنان وقلبها يشعر الآن بالأمان وقد توقف عن قلقه لرؤيته أمامها وتحت نظرها...
__________________________
صعدت "أصالة" للأعلي بصحبة "نانسي" ولأول مرة يسمح "جمال" بصعود الغرباء للأعلي فقط من أجلها اليوم سمح بكسر قواعده، دخلت للغرفة ورأت "مريم" تقف فى منتصف الغرفة والفتاة تقف خلفها تغلق لها رباط فستانها الأبيض بعد أن أنهت وضع مساحيق التجميل وصففت شعرها جيدًا وعلى رأسها وضعت التاج المرصع بالألماظ، تبسمت "أصالة" على جمال هذه الفتاة التى أصبحت عروس لأول مرة رغم أنه زواجها الثاني، لكنها سعيدة بهذا الفستان الأبيض كأنها طير حلق للتو فى السماء، كان فستانها مصنوع من الحرير ورقيق جدًا غير كل فساتين الزفاف المُرصعة باللولو ويحيط بخصرها بوسع بسيط للأسفل وترتدي كعب عالي أبيض اللون، تبسمت "مريم" بسعادة تغمرها وقالت:-
-شكلي حلو
أومأت إليها بنعم بسعادة تغمرها وبعد أن أنتهت من التجهيزات ترجلت للأسفل معهم لتراه يقف أمام السلم ينتظرها مُرتدي بدلة ببنطلون أسود وسترة بيضاء يصفف شعره للأعلي وحول عنقه رابطته وبجواره "شريف" الذي نظر للأعلي حيث "مريم" بطلتها الجميلة فنظر "جمال" إليها وأتسعت عينيه إعجابًا بها كم جميلة هذه الحورية بالأبيض وتاجها الذي يزين شعرها المسدول مموج على ظهرها، أقترب من السلم حتى وصلت إليه فمد يده إليها ببسمة وتبسمت "مريم" إليه بسعادة تغمرها وهى لا تصدق بأنها بعد قليل ستصبح زوجة لهذا الرجل الذي أنتظرته لسنوات طويلة، متحجر القلب الآن سيصبح ملك لها وستكون زوجته وحبيبته وحده حتى لا يطمع بها أحد غيره، ستنقل خاتمها من اليمين لليسار، قبل "جمال" جبينها بحنان ثم نظر إليها وقال بهمس:-
-حذرتك تحطي قلم روج فى وشك لكني سأتغاطي عنه النهار دا بس
تبسمت بعفوية عليه وقالت:-
-شكرًا على المرة دى بس، بس من حقي أدلع أنا عروسة
وضع يدها فى ذراعه وسار معها نحو المأذون الذي ينتظرهما من فترة بسبب تأخيرها وقال:-
-اتاخرتي كتير والشيخ زهق 
ضحكت بعفوية ثم قالت:-
-عروسة ومن حقي أدلع
ضحك على كلماتها التى ترددها من الأمس تقريبًا كلما طلب منها أحد شيء، جلس مقابلها أمام المأذون ووضع يده فى يدها وعينيه تحدق بوجهها وعينيها ولا يتحمل ضربات قلبه التى على وشك الأنفجار من السعادة وبسمتها لا تفارق وجهها فتبسم لأأجلها وعينيه تعشق هذه السعادة التى تحتلها على عكس "ولاء" الغاضبة من هذا الزواج وما زالت لا تقبل بـ "مريم"، تبسمت "جميلة" وهى تجلس بجوار "مريم" والفرحة تغمرها من جمع هذا الثنائي أخيرًا  وهكذا "حنان" التى وقفت تراقب الأمر من بعيد بسعادة مع "شريف" ولا تصدق أنه يتزوج الفتاة التى طردها فور وصولها وحبسها فى القصر ليجعله زنزانتها، دمعت عينيها بسعادة وهى تسمع المأذون يقول:-
-قول ورايا يا ابني، أني أستخرت الله العظيم وتوكلت عليه.. 
ردد "جمال" كلمته وهو يحدق بهذه الفتاة ولا يرفع نظره عنها نهائيًا ودقات قلبه تهزم للتو ولا يقوي على إيقافها فتابع المأذون قوله:-
-واسألك زواجى من ......
قاطعه صوت رجولي يعرفه الجميع جيدًا يقول:-
-مريم حمزة العاصي 
ألتف الجميع على صوته ووقفت "مريم" بصدمة ألجمتها تمامًا كالجميع من رؤيته يقف أمامه ويتنفس كالميت الذي خرج من تابوته للتو، والجثة التى بحث عنها لسنوات جاءته الأن تسير على أقدامها.... حدق "جمال" بوجه "مختار" الذي يقف أمامه حي يُرزق ومعه "سارة"، أرتجفت "مريم" فزعًا وهكذا جميع الحاضرين  لتبتسم "ولاء" رغم صدمتها فظهور هذا الرجل سيمنع هذا الزواج دون جهدًا منها لأن هذه العروسة زوجة له فكيف لها بأن تتزوج من أخاه بل هذا الحب القائم بينهم سيهدم للتو وإلا سيكون معصية ...... 
وللحكــــــايــة بقيــــة......... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقف "جمال" بصدمة ألجمته للتو  داخل مكتبه مُستشاطًا غضبًا من ظهور أخاه حيًا ويحدق فى وجهه بينما يجلس أمامه وقال:-
-وما دام عايش كل السنين دى كنت فين؟ 
تبسم "مختار" بغرور شديد ثم قال:-
مش المفروض تسأل أنا جيت النهار دا ليه بالذات دونا عن كل الأيام
ألقي بصور فى وجه "جمال" صور جمعها من مراقبة "جمال" و"مريم" خلال كل هذه السنوات ورحلتهم لفرنسا، تأفف "جمال" بضيق شديد من هذه الصور وشعر بأنه كل هذه الفترة كان دمية تحت مراقبة "مختار" يفعل به ما يشاء فنظر إلى "شريف" الواقف هناك يتابعهم بصمت بقلق شديد وما تمني أن يحدث وسعادته لخلق الحب داخل قلب "جمال" دمرت للتو و"مُختار" ظهوره اليوم لا يبشر بالخير نهائيًا فتابع "مختار" بنبرة غليظة:-
-طلبت منك تساعدها تكمل تعليم لكن أنت متأخرتش عليها ومش بس خليتها تكمل تعليمها لا كمان قررت تتجوزها ... تتجوز مراتي
كز "جمال" على أسنانه بغيظ شديد من كلمته وكأن "مختار" يتهمه بالخيانة ويلحق به قذرته ليكون مثله فقال بنبرة حادة:-
-أرملتك!! أنت ميت
وقف "مختار" من مكانه ليقف أمام "جمال" وجهًا لوجه ثم قال:-
-أنت اللي موتني، أنا طلع لي شهادة وفأة بفضلك، لأنك قررت تدفن جثة مُتأكد أنها مش أنا، وزورت تحليل الدي أن أيه عشان تأكد موتي ، أنت اللى زورت موتي...لكن ليه؟ ليه جمال ؟ 
حدق "جمال" بوجه أخاه بغضب سافر لتابع "مختار" بنبرة قوية يهدم الباقي من حصون "جمال" أمامه:-
-ااااااااه يمكن عشان تتجوز مراتي، وترد لي الخيانة وتسرق مراتي
-أنا مسميش مختار
قالها "جمال" بنبرة غاضبة بعد أن رفع سبابته فى وجه "مختار"، قهقه "مختار" ضاحكًا على هذه الكلمات وقال بتهكم شديد ونبرة أستفزازية:-
-ههههه اه صح عشان كدة حتى لما روحت المزرعة وملاقتش جثة برضو عملت الفرح وقررت تتجوزها حتى وأنت بينك وبين نفسك مش واثق من موتي
مسكه "جمال" من لياقته بأنفعال شديد وقد نفدت كل طاقته وصبره فى تحمل هذا الأخ العاق وقال بتهديد واضح:-
-أنا مش زيك، متحاولش مجرد محاولة تشبهني بيك، فكر تكررها مرة تانية وأنا هقتلك بأيدي
رمقه "مختار" بعيني ثاقبة كالصقر وقال:-
-زى ما قتلت ليلي كدة وحتى مشفقتش عليها وهى حامل فى ابنك
دفعه "جمال" بأشمئزاز من هذا الرجل وقال بسخرية:-
-أبني ولا أبنك
صمت "مختار" قليلًا ثم قال:-
-هتفرق؟ اه صحيح ممكن تفرق مع مريم لما تعرف أنها بتحب قاتل
لكمه "جمال" لكمة قوية على وجهه بقوة ثم مسكه من لياقته بأنفعال وقال:-
-جرب تنطق أسمها مرة تانية وأنا هخليك جثة حقيقية المرة دى
هرع "شريف" إليه بقلق وحاول أن يبعده عن "مختار" الذي قهقه ضاحكة بطريقة أستفزازية اكثر وقال:-
-قولت أنك من زي وحتى بعد ما شايفني قصادك لسه بدافع عن مراتي، دا علي أنهي أساس
أبتعد "جمال" عنه بضيق وهو عاجزًا عن فعل شيء للتو فهندم "مختار" ملابسه بغرور بعد أن أعطاه "جمال" ظهره من الغضب ونظر إلى "شريف" الذي يحدق بهما بهدوء وقال:-
-إذا أعتقد أننا أتفقنا ومريم مراتي وأنت ومش بقذارتي 
خرج "مختار" من المكتب فلم يتحمل "جمال" أكثر من ذلك اخرج مسدسه من درج مكتبه وهرع للخارج وخلفه "شريف" مذعورًا مما يراه وما على وشك فعله هذا الرجل العاشق رغم تحجر عقله الصارم وهو مُدركًا الآن أنه عاشق لمرآة متزوجة..
كانت "مريم" جالسة مع "حنان" التى تضمها إليها بصدمة ألجمتها من هذا الميت الذي عاد حيًا، ترمقها "سارة" بنظرة باردة تمامًا كأنها لم تُدهش من معرفتها بعودة زوجها حي فقالت "ولاء" بغضب سافر وترمق "سارة" بأستفزاز:-
-وأنتِ مش كنتي أتجوزتي
تبسمت "سارة" بطريقة مُستفزة ثم وضعت قدم على الأخري  وقالت:-
-وأتطلقت ولما عرفت أن جوزي عايش مماتش زى ما أبنك قال وطلع له شهادة وفاة قال فرحت زى أى واحدة طبيعية لازم تفرح برجوع جوزها
قالتها وعينيها تلتهم "مريم" ثم قالت بلطف:-
-وأهو مختار قرر يتجوزني ولحد ما عدتي تخلص حلف عليا والله يا طنط أقعد معاه وتحت عينه أصله بغير عليا موت
ضحكت "ولاء" بسخرية من هذه المرأة ونظرت إلى "مريم" التى تبكي فى صمت شديد وقالت:-
-أختلاف شاسع
فتح باب المكتب وخرج "مختار" من المكتب لتتشبث "مريم" بخوف في يد "حنان" من خروجه ولا تعلم ماذا سيفعل معها؟ هل سيأخذها من هنا؟..
أقترب "مختار" منها ليأخذ يدها من "حنان" بغضب فصرخت بخوف منه وعقلها لا يتوقف عن النظر فى الماضي بذعر:-
-أبعد عني! أنا مستحيل أجي معاك غير على موتي
جذبها بقوة من بين ذراعي "حنان" وأستدار بينما "مريم" بصرخ بهلع شديد وتضربه على يده بقوتها حتى يترك أسرها وقبل أن يتحرك خطوة أخرى ظهر "جمال" أمامه بعيني يتطاير منها الشر والحقد، نيران الغضب تأكله والغيرة تلتهم قلبه وغير  خوفه عليها لتقول:-
-جمال متخلهوش يأخدني، أنا مش عايزك 
حدق "مختار" بوجه اخاه وترك أسر يدها لتعود إلى "حنان" خائفة وترتجف ثم قال بجدية رغم خوفه من نظرات "جمال":-
-أنت عارف أنها مراتي، شرعًا ودينًا مريم مراتي وأنا لسه حي وإذا عاد المفقود يرد له ماله وزوجته يا جمال بيه
لم يتمالك "جمال" غضبه أكثر أمام هذا الرجل الذي سلبه زوجته سابقًا وعاد اليوم حتى يسرق حبيبته كأنه يعيد الماضي من جديد، وضع المسدس فى رأس "مُختار" بغضب سافر ثم قال بنبرة مُخيفة وعينيه تحدق فى عيني "مُختار" بغضب كأنه لا يبالي لشيء سوى خسارته لـ "مريم":-
-طلقها بدل قسمًا بربي ما أطلقك أنا من الدنيا كلها برصاصة متساويش
صرخ الجميع بهلع وحاول" شريف" أخذ المسدس منه، لكنه يحكم قبضته على لياقة قميصه ولا يتحرك له ساكنًا، تبسم "مُختار" بسخرية وقال بلا مبالاة كأنه لا يبالي بهذا التهديد:-
-لو طلقتها تحت التهديد والمسدس فى رأسي هيكون الطلاق صح ولا هيكون شرعًا باطل وقصاد ربنا هتفضل مريم مراتي
تأفف "جمال" بعجز من عودة هذا الرجل الميت حيًا أمامه، أبعده "شريف" عن أخاه ليتابع "مختار" بطريقة أستفزازية قائلًا:-
-أنتِ يا مريم زى سارة بالظبط معندكيش خيار ولازم تقبلي بواقع أنك مراتي
تنهد "جمال" بعجز حتى سمع صراخها فألتف ليراه يأخذها من يدها بقوة فذعرت وهى تصرخ ويعد لها الماضي كأن ظهور "مختار" دمر كل شيء بها وكل ما فعله طبيبها النفسي فى معالجتها، سقطت من يده وهو يجذبها فاقدة للوعي، أنحنى "مختار" كي يحملها فشعر بالمسدس فى رأسه و"جمال" فقد عقله تمامًا عندما رأها فاقدة للوعي أمامه من وهل الصدمة وقال:-
-حتى لو مراتك مؤقتًا جرب تلمسها وأنا اللى هقتلك بأيدي ومش محدش هيلاقي جثتك لأن قصاد الحكومة والعالم كله أنت ميت
ابتلع "مختار" لعابه بصدمة ألجمته من الخوف من نبرة غضب أخاه التي أرعبته وأبتعد عن "مريم" بخوف قبل أن يلمسها، حدق "جمال" به بغضب مكبوح ثم قال بتهديد:-
-خديها يا حنان على أوضتي
وضعوها بالفراش ثم غادروا ليرمقها "جمال" بنظرة حزينة وإشفاق، يخاف أن يفقدها ويقتلها خوفها فالخوف إذا تمكن من عقل صاحبه سيأخذه للهلاك، لا يعلم ما تصارع الآن فى أحلامها بسبب عودة "مختار" هل ترى كوابيسها أم ليلتها المؤلمة التى فعلها "مختار" به، مسح على وجهها بيده بلطف لتفتح عينيها وهى تصرخ بذعر حتى مسكها "جمال" من أكتافها وهو يقول:-
-أهدئي يا مريم ... أهدئي 
نظرت إليه وتساقطت الدموع من عينيها بأنهيار تام وتمتمت بتلعثم شديد لجم لسانها:-
-هيأخدني، لا مستحيل، أنا مستحيل أعيش معه حتى لو حكم الأمر وموت نفسي
مسح على رأسها بدفئه وهو يشعر بنفضتها ورجفة كل أنش بها من رأسها لأخمص القدم، تألم قلبه كثيرًا على ما يحدث معها، قال بحنان ونبرة هامسة تحدث إليها ناظرًا إليها:-
-مريم... مريم أهدئي وبص ليا... بصي ليا يا مريم
نظرت إليه بخوف وشفتيها ترتجف من رجفتها وخوفها تخشي أن يأخذها "مختار" ويفعل ما فعله سابقًا بها ويسرقها من حبيبها بعد أن دمر زفافها وكسر قلبها بلا رحمة، تحدث "جمال" بنبرة هادئة:-
-أنا هنا!! ومستحيل لو أنطبقت السماء على الأرض أخليه يلمس منك شعرة، لو الطلاق بالأجبار مش حل يبقي الخلع حل ولو لازم الأمر، والله لأقتله عشانك بس أهدئي وثقي فيا 
أومأت إليه بنعم فتبسم إليها بسمة خافتة يطمئنها وأقترب لكي يقبل جبينها لكنه توقف محله بقلق وتردد من فعل هذا الأمر، غادر الغرفة وأوصد أبوابها كليًا بنظام أمن "جين" حتى يطمئن على وجودها فى غيابه.....  
__________________________________ 
"شـــــركــة الجمــــال جي أند أم"
وصل "راغب" على مكتب "جمال" بقلق شديد مما سمعه عن ظهور "مختار" وقال بنبرة هادئة:-
-اهدأ يا جمال بيه وكله له حل 
تحدث "جمال" بنبرة هادئة مُرعبة أكثر من صراخه قائلًا:-
-أنا عايزاك ترفع قضية طلاق لمريم 
نظر "راغب" إليه بقلق فهو لا يهتم لشيء سوى هذه الفتاة فقال بهدوء:-
-حضر بس قضايا الطلاق والخلع فى المحاكم بالها طويل
تأفف "جمال" بعجز عما يحدث ويشعر بيديه مُقيدة تمامًا وهو عاجزًا عن فعل شيء لأجلها والآن ستعيش أيامها تحت رحمة هذا الرجل، قال بلهجة هادئة:-
-معنديش حل غيره، إجباره على الطلاق مش حل شرعي، يبقي نرفع قضية ومريم تعيش فى مكان تاني تحت حمايتي لحد ما تكسب القضية لكن يا راغب لازم تكسب القضية مهما حصل ومن غير أحتمال واحد فى المليون أنها تخسر القضية
أومأ إليه بنعم وخرج من المكتب هادئًا لكي يلبي طلبه ويرفع قضية الطلاق لأجلها، كان "عاشور" واقفًا أمام المكتب فى أنتظار أن ينتهي من الحديث مع "جمال" ليدخل، ولج للمكتب وكان "جمال" مُستشاطًا غضبًا من الذي حدث ليقول بنبرة هادئة:-
-ممكن اتكلم مع جنابك فى موضوع مهم
تأفف "جمال" باختناق وهو ينهي سيجارته ويشعل الأخري وقال:-
-أنا مش فايق لأي مواضيع يا عاشور أجلها
تنحنح "عاشور" بنبرة خافتة وقال معارضُا أمره:-
-المستشفي أتصلت وبتقول أن حمزة حالته حرجة جدًا ومحتاج نقل نخاع..
قاطع حديثه نظرة "جمال" الذي رفع رأسه للأعلي ناظرًا إليه بدهشة وقد فهم ما سيأتي تاليًا فتابع "عاشور":-
-لما ودينا المستشفي الدكتور رجح دا وأنا تغاطيت عن الأمر لكن النهار دا حالته ساءت أكثر ولازم نعمل العملية وطبعًا حسب كلام الدكتور، مدام مريم هي الوحيدة اللى بتقدر .....
بتر حديثه تنهيدة من "جمال" الذي تسقط الكوارث علي رأسه رويدًا رويدًا وقال:-
-مش كفاية أن جوزها رجع لا كمان عايزني أقولها روحي أتبرعي وأنقذي حياة الرجل اللى عذبك عمرك كله وكان متعته الوحيدة فى الحياة هى وجعك
أبتلع "عاشور" لعابه بخوف من هذا الرجل ثم قال:-
-القرار فى النهاية برجع لحضرتك وليها لكن أنا عبد المأمور وصلت الرسالة عشان متصرفش فى حاجة من دماغي
أومأ "جمال" له بنعم وغادر من أمامه فتمتم بضيق شديد:-
-يا ربي المصايب بتقع عليها زى المطر، أعمل أيه؟ من مين ولا مين أحميها 
نفث دخان سيجارته ثم نظر إلي هاتفه وصورتهما التى وضعتها خلفية لهاتفه وظل يحدق بها، لا يُصدق أن بسمتها الجميلة تلاشت وقد دمر "مختار" ليلة عمرها التى أنتظرتها طويلًا، يؤلمه قلبه على فراقها والآن علاقتهما أصبحت حساسية جدًا بسبب زواجها، كيف سيعشقها وهو يشعر بأنه بهذا العشق سيحولها لخائنة، دلفت "أصالة" للمكتب بحزن وعلى وجهها العبوس بعد أن رأت "مختار" أمامها فى الزفاف وقالت:-
-الشركة الصينية بعتت الرد...
لم يجيب عليها بظل عينيه لا تفارق هاتفه أو تحديدًا لا تفارق وجهها وبسمتها الجميلة ليقول بتمتمة خافتة:-
-أعمل أيه يا أصالة، أبعدها عني لحد ما تكسب القضية ولا أخليها فى حضني ومعايا وتبقي فى نظر الكل ست خاينة؟
نظرت "أصالة" إليه بصمت وحيرة لا تعرف أتحكم عقلها أم قلبها الذي يرفض تفرقة هذان الأثنين وهما يعشقان بعضهما وحتى هذا الرجل الذي يصطنع الصمود والقوى لا يقوى على فراقها أو البُعد عنها، لا يتحمل رؤيتها باكية وحزينة فماذا عن حالتها الآن؟...
_______________________________ 
"قصــــر جمـــال المصــــري"
جلست "سارة" قرب "مختار" بهدوء وما زالت تلتهب كرهًا وغيظًا من "مريم" خصيصًا بعد ان رأت حب "جمال" لها وهي الآن تملك رجل يصوب المسدس فى وجه أخاه وزوجها من أجلها، تحدثت بهدوء تنشر غلها وسواد قلبها فى عقل "مختار":-
-هتسبهاله كدة يا مختار، هتسب مراتك فى أوضة راجل غريب لا وبتحبه كمان
نظر "مختار" لها بنظرة غاضبة ثم قال:-
-أهدئي يا سارة أنتِ مش شيخة، أنتوا الأثنين أزبل من بعض وكل واحدة هتحاسب على عمايلها 
نظرت إليه ببراءة مُصطنعة وقالت:-
-ليه خونتك ولا خونتك، أنا واحدة جوزها مات وفضلت على ذكره أربع سنين وأتجوزت عادي حقي، لكن الدور والباقي على أخوك اللى كان عارف أنك عايش ولف على مراتك عشان يتجوزها ويرد لك اللى عملته قبل كدة
تأفف "مختار" بغضب سافر من هذا الحديث ثم وقف من مكانه مشتعلًا من الغضب كأنه يفعل ما يريد ويسرق زوجة اخاه كما يريد لكن هو لا يجب أن ينال هذا العقاب، وصل إلى جناح نوم "جمال" وحاول فتح الباب ليتحدث الصوت الألي لـ "جين":-
-لقد تم تفعيل نظام الحماية، أدخل كلمة السر
تأفف بضيق شديد من هذا الصوت وركل الباب بقدمه بينما أنتفضت "مريم" ذعرًا مما يحدث فى الخارج وذهبت إلى زاوية الغرفة تختبي منه، ألتف "مختار" على صوت "جمال" الذي يقول:-
-حذرتك تقرب منها
نظر "مختار" إليه بغضب سافر وقال بنبرة هادئة:-
-اللى بتعمله دا مش لصالحك يا جمال
أخذ "جمال" خطوة نحوه ببرود ويضع يديه فى جيوبه بغرور ثم قال:-
-ولا لصالحك!
ربت له على قميصه بسخرية شديدة ليتابع "جمال" بنبرة مُخيفة:-
-أنا لو مكانك ألحق أشوف ليا محامي دا لو عايزها تفضل على ذمتك
نظر "مختار" إليه بصدمة ألجمته وعينيه تحدق بعيني "جمال" فتبسم إليه ببرود وجحود ثم قال:-
-فكرت فى الموضوع فعلًا وأكتشفت أن واحد بقذارتك ووساختك ميجيش بالطلاق الاجبار، لا أنت اللى يليق عليك الخلع تتخلع زى المسمار المصدي 
قالها بسخرية ومر من جابه ليفتح الباب ويدخل الغرفة بينما أستشاط "مختار" غيظًا مما سمعه ولا يصدق بأن "مريم" تلك الطفلة الصغيرة البريئة الآن تصبو للخلع...
دلف "جمال" إلى الغرفة وأندهش عندما رأها تقف فى زاوية الغرفة منكمشة فى ذاتها وتبكي بخوف لكن فور رؤيتها لوجه "جمال" ركضت إليه مُسرعة وأختبأت بين ذراعيه بذعر ثم قالت:-
-أنا خايفة، مشيني من هنا يا جمال، أنا مش هعرف أعيش هنا معه تحت سقف واحد
أبتلع لعابه بتوتر شديد ثم ضم ذراعيه ليطوقها بحنان رغم صرخ عقله الذي يقتله من الداخل فقال "جمال":-
-أهدئي يا مريم أنتِ هنا فى أمان ومستحيل يأذيكي 
أبتعدت عنه بأنهيار تام وعقلها لا يتوقف عن رؤية الماضي لتقول بأرتجاف شديد:-
-لا مش أمان، مفيش أمان هنا، مختار موجود فى كل مكان وحمزة مسابنيش طويل الليل، المكان هنا مرعب 
نظر "جمال" إليها بقلق وحالتها النفسية تسوء أكثر والخوف يتمكن من عقلها وقلبها حتى يأخذها للموت، أخذها معه إلى الخارج إلى عيادة طبيبها النفسية وأخبرته بما حدث وكانت حالتها أسوء من قبل ولأول مرة يراها هكذا، جلس مع "جمال" وحده ثم قال:-
-مريم حالتها بتسوء وبدأت تشوف هلاوس وخيالات ودا مش حاجة كويسة لحالتها، حاول تخليها تمشي على العلاج بانتظام وتكون تحت الرقابة كويس لأن ممكن تأذي نفسها
لا يعلم ماذا يفعل أيقتل "مختار" حقًا لأجلها هذه المرة، ظل ينظر إليها وهى هادئة تمامًا وتنظر إلى الطرقات، لا تشعر بشيء ولا ما يحدث حولها فى هذا العالم، أوقف سيارته وترجل منها ثم فتح باب السيارة لأجلها وقال:-
-أنزلي
أنزلها قهرًا للأسفل وسار قرب النيل ينظر إليها ونسمات الهواء تداعب وجهها ويتطاير شعرها معه، ظلت تسير صامتة ليقطع "جمال" صمتها بحديثه يقول:-
-أنا خليت راغب يجهز نفسه عشان يرفع قضية طلاق
نظرت "مريم" إليه بهدوء ثم قالت:-
-أنا أستكفيت وجع يا جمال، لو بأيدي أختار هختار الموت لأني تعبت، كلهم بيأذوني وأنا لوحدي اللى بتوجع وهم عايشين براحتهم ومستمتعين بحياتهم ، روح شوف مختار وسارة فين ولا حمزة فين....
أجابها بنبرة هادئة ناظرًا إليها بجدية:-
-حمزة خد عقابه يا مريم وقريب مختار
نظرت إليه بأندهاش لحدق بعينيها فى صمت شديد لا يعرف أيخبرها بحالة "حمزة" أم يلتزم الصمت حتى تفارق روحه جسده، ليستسلم فى نهاية الأمر بأخذها إلى المستشفي حتى تقابل هذا الرجل وصُدمت "مريم" عندما دخلت للغرفة ورأته على فراش المرض يقاوم المرض مع كل نفس يدخل ويخرج منه والأجهزة تحيط بجسده، نظرت "مريم" بعينيها المفتوحتين على مصراعيها لتقول:-
-حمزة!! دا انت فعلًا.....
________________________________ 
جلب "عاشور" ورجاله عامل المزرعة وألقي به فى الغرفة حتى يأتي "جمال" ويقرر ماذا يفعل بها؟ قال "عاشور" بنبرة خافتة:-
-أدعي أن ربنا يطول فى عمرك لكن نصيحة مني أتعاون معانا عشان تعيش وتسلم من شرنا
نظر العامل له بخوف شديد ثم قال:-
-أنا من أيدك دي لأيدك دي يا بيه
تبسم "عاشور" إليه بسعادة وسار معه للداخل وهو يقول:-
-جدع! أنا أحب الرجل العاقل اللي يحسبها صح، قولي بقي أيه اللى حصل يومها
أزدرد العامل لعابه بقلق شديد وعينيه تحدق بوجه "عاشور" ونظرته الخبيثة رغم هدوئها وأومأ إليه بنعم موافقًا على التحدث إليه.....
للحكــــــايــة بقيــــة....... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تمتمت "مريم" بنبرة خافتة مُرتجفة وعينيها تحدق بـ "حمزة" طريح الفراش:-
-أنت!!
فتح "حمزة" عينيه بتعب شديد وقد تمكن السرطان منه كليًا، رمقها بعيني مُنهكة وقلب حزين:-
-أنتِ!! أخر حد توقعت أن أشوفه هنا
تساقطت الدموع من عينها بحزن شديد وهو يسعل من الألم والدماء تخرج فمه داخل أنبوب الأكسجين، لا تعلم اتشفق عليه أم حزن قلبها عليه لرؤيته هكذا لطالما كان قويًا أمامها ويخرج قوته عليها، سألته بنبرة مُتلعثمة:-
-دا أنت بجد؟
تبسم رغم ألمه وقال بسخرية:-
-شوفتي ربنا انتقم لك مني أزاى، بس أنا مش زعلان أنا فرحان عشان هروح لها وأشوفها أخيرًا
تحدثت "مريم" بنبرة قوية ساخرة من فرحته الكبيرة رغم مرضه قائلة:-
-ولما تشوفها هتقولها أيه عن الأمانة اللى سابتها لك، هتقولها أنك صونتها ولا موتها بالحية وهى عايشة، هتقولها حمايتها ولا بسببك بقيت مريضة نفسية وبتتعالج ومفيش فى جسمها حتة سليمة، هتقولها أيه عرفني ... أنا لا يمكن أسامحك
نظر إليها بهدوء شديد ثم قال:-
-ولا أنا، أزاى أسامحك وأنا عشت 25 سنة من غيرها بسببك
جلست "مريم" على المقعد الموجود بجوارها من الحزن والوجع الذي أصابها رغم كرهها إليه لكن رؤيته هكذا يصارع الموت والمرض فى أنفاسه بصعوبة أنهكتها، جهشت باكية بحزن شديد ووضعت يدها على فمها تمنع صوت بكاءها أن يخرج منها ليقول "حمزة" بصعوبة:-
-أنتِ بتعيطي؟ ليه، عشاني... متقوليش أن رغم قسوتي وكل اللي عشتي على أيدي لسه شايفاني أب لك
مسح دموعها بحزن شديد ثم قالت:-
-تخيل رغم كل دا، دلوقت أنا الوحيدة اللى تقدر تنقذك
نظر إليها بتعب شديد وغضب ظهر فى نظراته ثم قال:-
-وأنا مش عايز منك حاجة، أياك تعمليها يا مريم أنا ما صدقت أنها جت من ربنا وموعدي قرب
أندهشت من أستماتة هذا الرجل للموت وقالت:-
-لدرجة دى
-وحشتني ومبقتش قادر على بُعدك أكتر
قالها بتعب شديد وهو يحمل فى يده صورة لزوجته المتوفية، دخل "جمال" مع الطبيب ليذهل من بكاء "مريم" وحالتها لا يصدق أن قلب هذه الفتاة التى تمتاز ببراءتها ودفئها، لطيفًا حتى على أقسي شخص ظلمها فى الحياة، قال "حمزة" بغضب شديد :-
-أنا مش عايزها تتبرع بحاجة، أنت عارف يا جمال أن أنا مستاهلش دا منها متخلهاش تديني حاجة وأهو يبقي خلصت مني نهائيًا ومتبقاش ليها فضل فى نجاتي وأنا أروح للحبيبة الغالية
أنحني "جمال" إلى تكفه ليهمس فى أذنه قائلًا:-
-يخلق من ظهر الفاسد عالم، متسألنيش أزاى دا بنتك أنتِ بس أوعدك لو على موتي مريم عمرها ما هتساعدك
تبسم "حمزة" إلى كره هذا الرجل ثم غادر بصحبتها ليعود للمنزل....
______________________________ 
"قصـــــــــــــــــر جمـــــــــــــال المصــــــــــــري"
ظلت "ولاء" جالسة على الأريكة وبجوارها "جميلة" يحدقان الأثنين فى "سارة" التي تجلس أمامها بملابس فاضحة فستانًا يكشف من جسدها اكثر ما يخفي، أغلقت "جميلة" يدها على طاقية زيها الرسمي للطيران الذي ترتيده مُستعدة لللذهاب إلى رحلة جديدة فى عملها، تمتمت بنبرة خافتة:-
-مُتأكدة انك مش عايزة ترجعي لندن
أومأت "ولاء" بضيق شديد ثم قالت:-
-أرجع وأخواتك، واحد جايبلي رقاصة فى البيت والتاني مُصر يتجوز مرات أخوه
نظرت "جميلة" إلي والدتها بقلق شديد ثم قالت بتوتر:-
-هتعيشي معها أزاى، دى مفيش من بجاحتها أثنين، كنت مش طايقة مريم لازم تشكرها على أدبها وأخلاقها 
تأففت "ولاء" بضيق شديد من هذا الحديث وعينيها تكاد تقتل "سارة" التى تضع قدم على الاخري وتهزها بأستفزاز وبفضل فستانها القصير تظهر أقدامها وأفخادها كاملة لتستشيط "ولاء" غضبًا أكثر من طريقتها وقالت:-
-عندك حق، أزاى مختار يجمع الأتنين فى عصمته، رقاصة ومتعلمة ، حسبي الله ونعم الوكيل
جاءها صوت "مختار" يقول بسخرية ونبرة باردة:-
-بتحسبني على مين ولاء؟
رفعت حاجبها إليه بأغتياظ شديد وقالت:-
-ولاء!! أيه كبرت على أنك تقولي يا ماما، بحسبن عليك يا ابن بطني، يا ريتني قعدت فوقك وخنقت وخلصت منك، مكنتش شوفت القرف دا فبيتي
رفعت "سارة" نظرها عن المجلة بأغتياظ من كلماتها ثم قالت بنبرة هادئة تكز على أسنانها:-
-أنا عاملة أقول طولي بالك يا بت وست كبيرة لكن لا الصبر له حدود
جلس "مختار" بجوارها وهو يقول:-
-أهدئي يا سارة دى أمي
وضعت يديها الأثنين على كتفه بدلال ورفعت قدم تضعها فوق ركبته بجراءة تغيظ "ولاء" أكثر وعينيها تحدق بها ثم قالت:-
-عشان خاطرك بس يا حياتي 
تنهدت "جميلة" بغضب سافر من هذه المرأة التى تفقدهم جميعهم صوابهم لتقول:-
-كان الله فى عونك يا ماما
وقفت من مكانها لكي تغادر ليحدق "مختار" بها  بعيني ثاقبة وبنبرة غليظة قال:-
-أيه يا بت قلة الأدب وعدم التربية دى، هو أنا مش قاعد 
حدقت "جميلة" به بأختناق سافر وقالت بسخرية:-
-أنا متربية غصب عنك وواحد زيك مش هو اللى هيعملنى الأدب... روح علموا لنفسك أنت والبجحة اللى قاعدة على رجلك
مرت من أمامه ليقف "مختار" غاضبًا وهو يقول:-
-نهار أبوكي أسود خدي هنا
ألتف خلفها ليرى "جمال" يدخل من القصر بصحبة "مريم" و"جميلة" تقف بجواره، ألتزم الصما لتنظر "جميلة" إليه بصمت شديد ثم قالت:-
-أيه سكت ليه، مش كنت عايز تربينى وخوفت لما لاقيته فى وشك
تحدث "جمال" بغيظ شديد يكبحه بداخله وعينيه كالصقر تفترس "مُختار":-
-روحي يا جميلة عشان متتاخريش 
نظر "مُختار" إلى "مريم" الواقفة بجوار "جمال" وتتشبث فى يده بخوف من "مختار" وتتحاشي النظر إليه فقال:-
-أحلويتي يا مريم
أبتلعت لعابها من الخوف وأختبأت خلف "جمال" أكثر، نظر "جمال" بغضب سافر إليه وهو يتغزل بهذه الفتاة لكن جملته ليست كالغزل فقط بل يريد أن يرعبها ونجح فى ذلك عندما أختبأت "مريم" وراء "جمال" ليبتعد من أمامها وقال بجدية وتهديد صريح:-
-أسبقينى يا مريم على فوق
أفسح لها الطريق بينما حدقت بالدرج و"مختار" واقفًا أمامه فلن تتمكن من الصعود أو أخذ خطوة واحدة لأمام دون "جمال" درعها الواقي وسلاحها فى مواجهة هذا الوحش، تبسم "مُختار" على خوفها وقال بسخرية وتهكم شديد زاد من خوفها:-
-تعالي أطلعي يا مريم
أومأ "جمال" لها بنعم فهزت رأسها بلا بوضوح أمام الجميع ليرتب على أكتافها بلطف بمعنى انه هنا لا تقلق، لتتقدم خطوة فتبسم "مختار" بسعادة على أقترابها حتى أصبحت أمامه تمامًا فرفع يده كي يلمس خصلات شعرها ويفقدها ما تبقي من قوتها لكن كلمات "جمال" كانت أسرع من حركة يده عندما قال:-
-جرب تلمسها 
نظر "مختار" إلى أخاه الأصغر بأندهاش ليتابع "جمال" بعد أن وضع يديه فى جيوبه بغرور شديد واثقًا من قوته وجبروته:-
-جرب تلمسها وأنا أوعدك نعملك عزاء يليق بيك
أزدرد "مختار" لعابه بخوف من نظرات "جمال" وأبعد يده التى لم تلمسها فصعدت "مريم" للأعلي ليقترب "جمال" من أخاه ويقف امامه مباشرة وقال:-
-متختبرش صبري كتير لأن الحاجة الوحيدة اللى بدور جوايا أني أطخك عيارين وبأشارة واحدة منى هيتخلصوا من الجثة عادي جدًا ومحدش هيحس بحاجة... لكن تأكد أن قتلي أنا غير حمزة خالص يعنى مش هيكون فى أحتمال أنك تتنفس بعدها
مر من امامه ليدخل إلى مكتبه غاضبًا ويباشر عمله الذي تركه مؤخرًا حتى مرت الساعات وخرج من الغرفة فوجد الجميع صعدوا لغرفهم فيما عد "سارة" التى تجلس على الأريكة المقابلة للمكتب تنظر إليه فور خروجه وتبسمت بسعادة، تأفف بضيق شديد ثم سار نحو الدرج لتركض خلفه وقالت:-
-أحضرلك العشاء
نظر "جمال" إليها من الرأس لأخمص القدم بأشمئزاز شديد وقال:-
-أنا جمال بيه أكل من أيدك أنتِ، أيد عالمة هههه
أكمل صعود الدرج ليشعر بيدها تتسلل إلي ظهره تلمسه بأناملها فتأفف بضيق من هذه المرأة ليستدير إليها:-
-مش هتجيبها لبرا، تحفر قبرك وتنكش على موتك بسرعة البرق... أنا لسه مردتش ليكي اللى عملته وبرضو بتزودي فى الحساب
أبعدت يدها عنه بخوف من نظرته وتهديده وحدقت به بوجه عابس تصطنع البراءة وبنبرة هامسة واهنة قالت:-
-أنت بتعمل كدة ليه عشان بحبك يعنى....
وصل للطابق الثاني مع كلماتها فضحك بسخرية من كلماتها وألتف إليها ليشير بيده على باب غرفة "مختار" وقال:-
-وراء الباب دا فى مغفل هيصدق التمثيل دا لكن نصيحة مني حاولي تغير المهنة عشان فاشلة فيها جدًا
بصق لعابه على الأرض قرب قدمها من الأشمئزاز الذي يشعر به والقذارة التى تفوح رأئحتها من هذه المراة وغادر لتضرب يدها فى داربزين السلم بينما توجه "جمال" إلي غرفته، فتح باب الجناح لكنه لم يجدها فى غرفة المعيشة فأتجه إلى غرفة النوم ودُهش عندما رأها تقف هناك بزاوية الغرفة وتختبي وراء الستارة من أحد، أقترب من الستارة بهدوء وأبعدها لتصرخ بذعر وبدأ تضرب صدره بقبضتها وعينيها مُغمضتين، مسك يديها بلطف وقال بنبرة دافئة:-
-مريم
فتحت عينيها بصدمة ألجمتها من وجوده وحدقت فىالغرفة جيدًا وهى تقول:-
-هو راح فين؟
نظر إلى عينيه بحزن شديد مما تشعر به وسأل بقلق:-
-هو مين؟
-حمزة كان هنا، كان عايز يموتني
قالتها بأرتجاف ليضمها غليه بحزن شديد وبدأ يربت على ظهرها ويده الأخري تمسح على شعرها بحنان وقال:-
-أهدئي يا مريم، اهدئي، حمزة فى المستشفي... أيه اللى هيجيبه هنا؟
تساقطت دموعها بحزن شديد وضعف أكبر بينما تحدثه بثقة من حديثها:-
-أنا شوفته هنا، كان هنا يا جمال، أنا شوفته كان عايز يخنقني ويموتني، دا رماني فى البانيو وكان هيغرقني
أنتبه إلى ملابسها وهى تقف بين ذراعيه شبه عاري ترتدي ملابسها الداخلية فقط وجسدها مبلل بالكامل فنزع سترته سريعًا مُتحاشيًا النظر إليها ووضعها على جسدها وأخبرته بأنها دخلت لتستحم لكن "حمزة" وحاول أن يغرقها فى حوض الأستحمام فهربت منه، أخذها إلي غرفة الملابس لترتدي ملابس تستر جسدها فسترته لن تفي بالغرض، ظلت خائفة وترتجف لا تقوي على ترك يده فقال بنبرة دافئة:-
-أنا هنا يا مريم متخافيش
أومأت إليه بنعم ودموعها تتساقطت على وجنتها، أرتدت بنطلون قطني وتي شيرت من ملابسه ثم خرجت إليه حزينة وضعيفة، نظر إليها بلطف وقال:-
-تعالي يا مريم خدي العلاج
جلست على الأريكة جواره وأخذت علاجها حتى يساعدها فى التخلص من الهلاوس والنوم بأمان فقالت بنبرة حزينة:-
-أنا هتجنن صح!!
هز رأسه بلا وعينيه تحدق بها ويمسح على رأسها بحنان ثم قال:-
-لا، متخافيش العلاج هيشفيكي وأنا هنا معاكي
ألتزمت الصمت بينما "جمال" تألم لرؤيتها تضعف كل يوم عن السابق وأوشكت على الجنون بفضل هؤلاء الحثالة، أخذ يدها فى يديه بأمان وجعلها تنظر إليه ثم قال:-
-بصيلي يا مريم أنا هنا أهو
أومأت إليه بنعم ليقول بجدية:-
-هتعدي والله فترة هتعدي بس خليكي قوية 
وضعت رأسها على كتفه تسترخي تمامًا وقالت بهدوء:-
-خلينى أنام هنا أنا حتى بقيت أخاف أنام يا جمال، أنا عملت أيه عشان تكون حياتي مُخيفة كدة
طوقها بذراعيه رغم أعتراضه على بقائها جوراه هكذا فهو ترك لها غرفة النوم كاملة ويبقي هو على الأريكة بغرفة المعيشة لكن هذه الفتاة تذبل يومًا بعد يوم وعقلها يفقد صوابه كلما تركها وحدها، لا يعلم ماذا يفعل حتى لا تأذي نفسها، قليلًا  وشعر بثقل رأسها ليعلم ان تأثير الدواء تمكن منها وقد أخذها لجولة نوم طويلة، وقف من مكانه وحملها على ذراعيه ليضعها بالفراش ثم خرج وأغلق الباب ....
_____________________________ 
وقف "مختار" فى الحديقة بعيدًا يتحدث فى الهاتف مع أحد ليقول:-
-لا متقتلش حازم دلوقت، أنا هحرق قلبها عليه بالبطيء... سارة لازم تدفع تمن كل اللى عملته فيا وتجرأها على التفكير فى قتلي، بس الأول نخلص من حمزة وكدة كدة هو مريض يعنى موته أسهل علينا ومحدش هيشك فى الموضوع... مريض سرطان فى حالة حرجة ومات بتحصل... خلي سارة دلوقت ونحصل من الفريسة السهلة الأول.. اه وحاجة تانية
نظر حوله بتردد كبير خوفًا من أن يسمعه أحد ثم قال بجدية:-
-اه وبلغ نادر الهواري أني عايز اقابله ضروري، الضربة الجاية لازم تكون لجمال عشان يعرف يهددنى كويس 
رأي "نانسي" تخرج من القصر وتسير نحوه فأغلق الأتصال ناظرًا إليها حتى وقفت امامه وقالت:-
-الورقة دى وصلت لحضرتك مع محضر
أخذها ونظر بها وكان أنذار بقضية الطلاق التى رفعتها "مريم" فأستشاط غيظًا من هذا الأمر ليقول:-
-مريم فين؟
أجابته "نانسي" ببرود شديد من هذا الحديث وسؤاله عن "مريم" لتقول:-
-خرجت ومعرفش راحت فين؟
-طب غورى من وشي
قالها بضيق شديد لتذهب "نانسي"، تابع حديثه بتمتم شديد قائلًا:-
-ماشي يا مريم أن ما وريتك
_____________________________ 
"شـــــــــــــــــــركــــة الجمــــــــــــــــــــال جسي أند أم للألكترونيات"
كان "جمال" يستمع لكل مخطط "مُختار" عبر هاتفه بفضل "جين" الذي ساعده فى أختراق الهاتف وتبسم بعد أن تحدث عن "نادر" ثم قال:-
-نفس الغباء يا شريف، مراته لما حبت تضربنى راحت لنادر وهو نفس الشيء، أتنين أغبي من بعض.. معندهمش الجراءة فى مواجهتي لكن يحبوا ييأذوني ...
-أنا مندهش، سارة فاكرة أنه دايب فيها دوب وهو أصلًا بيخطط يقتل أبنها وينتقم منها، دا عارف أن هي اللى خططت لقتله
قالها "شريف"بجدية من هذا الحديث الذي يستمع إليه فتبسم "جمال" بسعادة وهو يهز مقعده بأسترخاء:-
-أقعد أتفرج عليهم وهم بيقتلوا فى بعض ولا أخد حقي منهم وبرضو الموت هو سبيلهم .. صحيح مريم فين؟
تبسم "شريف" بسعادة لصمود هذا الفتاة وقال بجدية:-
-حست أنها بترتاح على العلاج وقررت تروح تسجل أول حلقة للبرنامج بتاعها ، حسام وأتنين تانية من الأمن أختارهم عاشور بنفسه راحوا معها... أطمن
أومأ "جمال" إليه بنعم بأرتياح شديد ثم قال:-
-ماشي خليها تروح تنشغل فى حاجة بتحبها بدل قاعدة البيت معهم اللى هتجننها 
كاد "شريف" أن يتحدث لكن قاطعه صوت رنين الهاتف، نظر "جمال" لى هاتفه وكان أتصال من "عاشور" بـ "جمال" ليخبره بأن يأتي ويستمع لهذا العامل بنفسه بعد أن حكي له كل شيء عن هذه الليلة فخرج "جمال" من الشركة بفضول قاطع وذهب إلى حيث رجاله وهناك جلس العامل أمامه بخوف شديد من لقاء هذا الرجل عديم القلب وبلا رحمة على أحد فقال بجدية:-
-والله يا جناب البيه أنا ما ليا ذنب فى حاجة، أنا كنت قاعد زى عادتي فى الجنينة ولاقيت حمزة ومع ياسين شايلين حاجة كبيرة ومشيوا بيها وراء البيت، روحت وراءهم ولاقيتهم بيدفونه وشوفت أيد بنى أدم، أول ما مشيوا خوفت من الجثة ومختار بيه لو عرف هيقتلني  ويدفني مكانها روحت طلعتها ولاقيته مختار به، ساعدته وقتها وقالي أدفن تاني وأسكت ومفتحش بوقي وسكت، كان عايش فى البيت اللى على البحيرة وأنا بخدمه لكن والله ما أعرف حاجة تانية 
نظر "جمال" إليه بصمت شديد لا يعرف أيقتل هذا الرجل على أنقاذ حياة "مختار" وهو يستحق الموت أم يتركه، تأفف بضيق شديد ثم قال:-
-أديله قرشين يا عاشور وغوره من هنا
غادر الغرفة وأنطلق إلى القصر بضيق شديد، سأل عن "مريم" لتخبره "حنان" أنها لم تأتي بعد فصعد إلى غرفته يفكر فى القادم وكيف سيتخلص من هذه المشاكل ومتى سيحل الهدوء والسلام على حياته ويستطيع العيش مع فتاته بسعادة بلا هموم ومشاكل، نزع سترته وألقي بها على الفراش ثم أتجه إلى غرفة الملابس، نزع قميصه وألقي به على الأريكة الموجودة فى غرفة الملابس خاصته، وأخذ تي شيرت وردي فى يدى وقبل أن يرتديه شعر بيدها تلمس ظهره العاري بحنان، ألتف "جمال" بوجه عابس وهادئًا ليُصدم عندما وجد "سارة" هى التى تقف أمامه وترتدي قميصه نوم أسود قصير وفوقه روب من الدانتيل القصير، دفعها بقوة مُتعجبًا دخولها إلى غرفته:-
-أنتِ دخلتى هنا أزاى؟ 
أقتربت منه من جديد ووضعت يديها على صدره بدلال وتهمس إليه بنبرتها الناعمة:-
-هكون دخلت أزاى يعنى، من الباب... جمال أنا بحبك.. بحبك ومش عايزه فى الدنيا دى غيرك
مسك ذراعيها بقوة يدفعها بعيدًا ويمنعها عن لمسه بغضب سافر تملكه؛ قال بنبرة مخيفة:-
-أنتِ مجنونة وبجحة، وفعلًا الطيور على أشكالها تقع جوزك يبص لمراتي وأنتِ تبصي لراجل.... 
قاطعته بدلالها ويدها تلمس وجنته تداعب لحيته قائلة:-
-راجل أعزب... أنت عازب وأنا كمان عازبة مش على ذمة حد... أنا جيت مع مختار بس عشانك ومستحيل ارجع له
حدق "جمال" بها بصدمة ألجمته من جرائتها فى الحديث وهذا الجنون الذي تتفوه به، تبسم "سارة" على صدمته التى جمدته وأقتربت منه أكثر وهى تحاول تقبيل وجنته فعاد برأسه للخلف سريعًا قبل أن تلمسه شفتيها القذرة وقال بحدة:-
-أنا ملك مريم بس أطلعي برا يا أرجوز أنتِ قبل ما أجرك من شعرك وأرميكي برا القصر زى كلاب الشوارع
ظلت "سارة" تحدق به بأغتياظ وغضب شديد من كلماته وتمسكه بحبه إلى هذه الفتاة حتى قاطع غضبها صوت "مريم" تقول:-
-أظن أنك سمعتيه بيقولك برا
نظر الأثنين إلى الباب و"جمال" يحدق بها بصدمة وخوف مما قد تفعله أو تسي فهمه، لم يتحرك لـ "سارة" ساكنًا فدلفت "مريم" بانفعال شديد لتبعدها عن "جمال" بقوة وصرخت:-
-مكفكيش أذي فيا، كمان جاي تلفي على راجلي، بس دا بُعدك يا سارة أنت وسي مختار بتاعك أعملوا كل اللى فى أيديكم ويجوا فى دماغكم ومش هتقدروا تفرقونا عن بعض، أجلنا الفرح شوية اه أجلنا لحد ما نخلص منكم لكن متحلموش تفرقونا عن بعض، أنا وجمال مع بعض ومش هيفرقنا غير الموت، وعشان كدة إياك تفكري تقربي منه تاني ولا حتى تلمحيه بعينيك بدل ما أدب صوابعي فيهم افقعهم لك... 
ظلت "سارة" صامتة أمام حديثها حتى أنهتوا وخرجت من الغرفة، نظر "جمال" إلى "مريم" بسعادة تغمره ويرتدي تي شيرته ويهتف بحماس قائلًا:-
-برافو عليكي.... 
قاطعته بنظرة غضب كأنها تخبره بغضبها منه وأنها لن تغفر له ما حدث ثم ذهبت من أمامه ليبتلع لعابه بقلق من القادم ورغم أنه لا يخشي شيء لكنه كأى رجل طبيعي يخف من امرأته حين تغضب، خرجت إلى الخارج فتنحنح "جمال" بلطف وقال:-
-مريم
رفع نظرها إليه بغضب سافر ليشعر بتوتر من نظرتها الغاضبة ثم جلس جوارها فى غرفة الميعشة وتفتح التلفاز، تحدث "جمال" بقلق:-
-مش أنا اللى جبتها هنا بتعاقبيني على ايه
ضربه بعنف شديد على قدمه وهى تقول:-
-لو كنت قفلت باب أوضتك كويس مكنتش دخلت الحية دى هنا، والله عال دا اللى ناقص تلف عليك
قالتها بسخرية وهى تستشيط غيظًا فضمها "جمال" إليه بلطف مُبتسمًا على غيرتها الجميلة التى تزيدها جذابية:-
-تلف براحتها أنا عندي مريم
صمتت بهدوء كأنه نجح فى أقل من ثانية أن يمتص كل غضبها ويطفيء نيران غيرتها، قالت بدفء:-
-بتكفيك مريم
نظر إليها بحب شديد وعينيه لا تقوى على البُعد عنها، ضربات قلبه تهزمه دائمًا لأجلها فقال بتذمر شديد:-
-منه لله اللى كان السبب كان زمانك مراتي دلوقتي 
ضحكت على تذمره ولأول مرة يتذمر هكذا، بدأ البرنامج الخاص بها ليشاهدها بحماس فكانت جميلة على شاشة التلفاز وواثقة أمام الكاميرا وقوية، وضع ذراعه حول أكتافها ثم قال بجدية:-
-أحسنتي يا مريم 
تبسمت إليه بعفوية وسعادة تغمرها من تحقيق حلمها ثم قالت بجدية:-
-صحيح!! أنا قررت أتبرع لحمزة بالنخاع مش هستحمل فكرة أنى ممكن أكون سبب فى موت حد 
نظر "جمال" لها بصدمة ألجمته ووقف من مكانه غاضبًا ثم قال:-
-بس أنا مش موافق يا مريم
نظر إلي بعضهم بأستياء شديد ثم غادر "جمال" غاضبًا منها....... 
____________________________ 
دخل رجل يرتدي زى الطبيب ويضع قناع طبي على وجهه إلى غرفة "حمزة"، نظر إليه وكان مُنهكًا فى المرض ووصل إلى مرحلته النهائية لا يعلم أيجب أن قيتل ميت أم لا؟ وضع حقنة فى الملحول الطبي وصنع شقًا فى أنبوب الأكسجين للتنفس الصناعي ثم غادر الغرفةنهائيًا بعد ان انهي مهتمة وقبل أن يغادر الطابق سمع صوت الأنذار وركض الأطباء إلى الغرفة الخاصة بـ "حمزة" فتبسم وهو يترجل درج الطؤاري واتصل بـ "مختار" وقال بحماس:-
-حصل
أعلن الطبيب خبر وفأة "حمزة" وسقطت من يده صورة زوجته فحملتها الممرضة عن الأرض ونظرت بها بحزن شديد وكان هناك صورة أخرى إلى "مريم" وهى طفلة رضيعة وورقة مطوية....
للحكــــــايــة بقيــــة....... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقفت "مريم" فى الردهة داخل المستشفي صامتة  وتبكي فى هدوء بعد أن وصلها خبر موت "حمزة"، انهي "جمال" الاجراءات مُجبورًا على استلم الجثمان فلم يملك "حمزة" احد غير ابنته فمهما قطعت كل علاقاتها به فهناك علاقة قوية بينهم لا يمكن قطعها مهما فعلت ولا يمكنها أنكار حقيقة كونها ابنته وهو والدها، أقتربت الممرضة من "جمال" لتعطيه الأغراض الخاصة بـ "حمزة" ثم قالت:-
-الورقة دى طلب مني أديها لحضرتك 
نظر للورقة المطوية فى يدها وأخذهما، وقف قرب "مريم" ونظر إلى هاتان الصورتان اللتان بداخلهما عائلته الصغيرة زوجته الحبيبة وابنته المعذبة، فتح الورقة ليقرأها فى هدوء ونظر إلى "مريم" بإشفاق بعد قرأته للورقة وخرج مع سيارة تكريم الإنسان وترجل من سيارته تاركها بداخلها ثم أعطاها الورقة والصورة، نظرت إلى صورتها مُتعجبة أن "حمزة" رغم كل ما فعله بها لكنه يحمل صورتها، فتحت الورقة بعينيها الدامعة وقرأت الورقة التى جعلت دموعها تسيل بأنهيار تام...
(مريم ابنتي الجميلة وزهرة عمري..تشبه أمها جدًا، أنا أسف لكل ما عيشت به معي، لم اكن أبًا صالحًا لها لكني ستركها أمانة لديك، كون لها الحبيب والزوج والأب الذي فشلت أنا في فعله، أخبرها بأني لم أقصد يومًا أذيتها ولم أكرهها لكن أيضًا لم أحبها، تركتها وحيدة حتى لا يتعلق قلبي بها وينتحب من الفراق مرة أخرى إذا فارقتني، كنت خائفًا من حبها والتعلق بها فهجرتها، أقسم لك أنى لم أعشق يومًا أحد بقدر عشقي لزوجتي التى فارقتني وسلبتني قلبي بفراقها، حاولت كثيرًا قتل مريم ثم قتلي لنجتمع معًا فى عالم أخر مع والدتها، أردت أن أخذها لامها كي تراها ونعيش سويا هناك لكن فى كل مرة كانت تنجو مريم ويتألم قلبي أنا من الفشل فى لقاء الحبيبة، أقسم لك بأني لم أكرهها نهائيًا لكني أرادت أخذها معي فقط، أصابني المرض من سنين وتعاطيت المخدرات حتى تساعدني فى تحمل الألم لكن مريم كانت تراني أب شيء مدمن للمخدرات وأنا قبلت بهذا حتى لا تشفق علي، أعلم أنك تحبها أكثر مني لذا رجاءًا من أب سيء مثلي لا تأذيها او تسبب لها الوجع يكفي ما ذاقته مع هذا الأب القاسي الذي رزقها الله به، أخبرها أن تسامحني فحب أمها كان مرضي الحقيقي يا جمال، كلما رأيت مريم ألمني قلبي من رؤية وجه حبيبتي فى وجهها، حاولت قتلها لكني لم أقبل بأن يأذيها أحد وربي يشهد أن عندما قتلت مختار كان لأنقاذ ابنتي منه وليس لطلب سارة، كيف لي أن أري رجل يغتصب أبنتى أمامي وأتركه... أخبرها أنها تملك أب سيء لكنه جبانًا كان خائف من حبه لها فهجرها والآن هو خائف من البقاء معها ولأجل هذا الجبن رفضت أن تغامر مريم بحياتها لأجلي.. أنا وأنت نعلم أنني لا أستحق هذا 
سامحيني يا أبنتي على كل مرة أردت سرقت حياتك منك لأجل قلبي المفطور ألمًا والمنتحب وجعًا من الفراق)
شهقاتها القوية ملأت السيارة وأنفاسها لم تقوي على الخروج بل تشعر بشيء يخنقها كثيرًا، ترجلت من السيارة وتحمل فى يدها الورقة ودلفت وكان قد أنتهوا من الدفن ورحل الجميع، أستدار "جمال" وصدم عندما رأي "مريم" تأتي إلى القبر باكية وترتجف، كان يعلم أن قلبها اللين سيبكي حزنًا وألم على ما ذاقه قلب أباها العاشق فى الفراق، جلست "مريم" أرضًا فوق التراب وتحدق فى القبر المُغلق ثم قالت بتلعثم شديد:-
-أسامحك! لو كان اللى وجعك الفراق فأنا وجعنى قسوتك.. كان لازم تكلمني قبل ما تمشي 
جثا "جمال" على ركبتيه وربت على كتفها بحنان ليقول:-
-أهدئي يا مريم
-خاف يحبني يا جمال، مقدرش يبص فى وشي عشان شبهها، قلبه بيصرخ من الفراق عليها... فى أب يخاف يتعلق ببنته عشان خايف يفارقها... أدينى عشت عمري معاه وهو اللى مشي، كان ضامن مننا أن أنا اللى همشي وأسيبه
قالتها بأنهيار تام ويدها مُغلقة على ورقته بأحكان كأنها تتشبث بمبرره الذي تركه حتى تغفر له كل ما فعله بها، ضمها "جمال" إليه لتجهش باكية بأنهيار تام وتُتمتم بألم ونبرة طفولية:-
-معقول حد يحب حد كدة لدرجة أنه يأذي قطعة من روحه، هو الحب مرعب كدة ولا هو اللى فهم الحب غلط يا جمال، أنا اللى أتظلمت ولا هو اللى أتظلم من قلبه.... ظلمته ولا هو اللى ظلمنى 
ربت "جمال" عليها بلطف ولا يعلم أحقًا هذا الرجل أحب زوجته لدرجة جعلته يرغب فى قتل ابنته حتى يذهبان معا إلى محبوبته، كاد أن يتحدث لكن قطعه سقوط يدي "مريم" عن صدره للأسفل فاقدة للوعي من وهلة الصدمة التى أصابتها.....
___________________________ 
"قصــــر جمـــــال المصــــري"
جلست "حنان" مع "نانسي" وبعض الخدم فى السرداب حيث غرفهم يشاهدون "مريم" على التلفاز وهو واثقة وقوية فقالت "نانسي" بعفوية:-
-حد يصدق أن دي مريم اللى جت علينا عيلة وبتعيط
تبسمت "حنان" بهدوء على قوة هذه الفتاة ثم قالت بنبرة هادئة:-
-الأيام والزمن بيغيروا
تركتهم وصعدت للأعلي بعد أن سمعت صوت سيارة "جمال" لتراه يدخل من باب القصر يحملها على ذراعيه فاقدة للوعي وترتدي فستانًا أسود اللون طويل بأكمام، صعد إلى غرفتها بهدوء ووضعها بالفراش لتنظر "حنان" عليها بحزن شديد وقالت:-
-متخليتش أنها ممكن تزعل على موته
تأفف "جمال" بضيق شديد لما يحدث معها وألتف كى يغادر ثم قال:-
-خليكي معها يا حنان 
أومأت إليه بنعم ثم غادر الغرفة غاضبًا من "حمزة" الذي يسبب لها الالم فى حياته وحتى فى مماته، ترجل للأسفل ليقابل "سارة" فى الردهة لتقول:-
-مالها مريم؟ إن شاء الله تكون بخير
تنهد بأختناق سافر من هذه المرأة ليقول:-
-كويسة، بأفضل حال بعد ما دفنت حمزة  عقبالك... متستعجليش قريب برضو حازم يدفنك
دلف إلى المكتب بعد أن ألجمها بصدمة موت "حمزة"، ظلت صامتة واقفة فى محلها من الخوف هل قتله "جمال" بعد ما اختطفته لشهور، والآن حان الدور عليها لينتقم منها فصعدت للأعلي غاضبة وخائفة من هذا الرجل الذي تعيش معه تحت سقف واحد، دق باب غرفة "مختار" ولم يجيب عليها لكنها لم تتحل بالصبر ودلفت للغرفة وكانت فارغة لتُصدم عندما رأت ورقة على الفراش أنذار من المحكة بقضية الطلاق لتبتسم بخبث شديد  وهى تترك الورقة وقالت بتمتمة:-
-والله أحلوت على الأخر
خرجت من الغرفة ليرن هاتفها وهى تسير فى الرواق وعندما رأت رقم هذه الفتاة التى تنقل لها أخبار "نادر" تبسمت بسعادة ودلفت إلى غرفتها مسرعة وقالت:-
-ألو
-مختار المصري لسه ماشي من عند نادر واللي سمعته أنه هيموله المشروع اللى داخله قصاد جمال المصري
قهقهت "سارة" بحماس شديد ثم قالت:-
-ههههههههه برافو عليكي، أبعتي ليا حد على النادي بليل يأخد الحلاوة ليكي 
أنهت الأتصال معها بسعادة تغمرها وقالت:-
-حتى مختار عايز يقضي عليك يا جمال... لكن ليه؟ لازم أعرف السر بينكم ؟ 
أستعدت للذهاب إلى الملهي الليلي وعندما وصل هناك رأت "مختار" يجلس فى مكتبها وكأنه رئيس هذا المكان فنظرت إليه ببرود شديد ثم قالت:-
-غريبة دي
تحدث بجدية إليها وهو يحرك المقعد يمين ويسار بأستفزاز شديد:-
-أيه الغريب فى أنى أجي أشوف شغلي
ضحكت "سارة" بسخرية وهى تضع حقيبتها على المكتب ثم قالت:-
-هههههههه شغلك، أنت نسيت يا حياتي ولا أيه معلش معذور ما هو اللى مرت بيه مش قليل، دا مش ملكك دا ملكي يعنى مالكش فيه 
وقف "مختار" من مكانه وألتف حول المكتب ببرود شديد ثم قال بنبرة خافتة:-
-شكلك أنتِ اللى بتنسي أن كل اللى ملكي رجع ليا 
ضحكت وهو تداعب ذقنه بسخرية وقالت:-
-مش بقولك بتنسي، دا مكنش من ضمن الوصية ولا أملاك دا أنت أشترته باسمي قبل ما تتكل على الله، ودلوقت بقي طرقنا من هنا عشان ورايا شغل
جلست على مقعدها ببرود يحتلها الخبث والمكر من هذا الرجل ثم ضحكت بعفوية وقالت:-
-وبعدين بدل ما تتشطر عليا أتشطر على مراتك اللى سايبك وغرقانة فى حب أخوك
كز "مُختار" على اسنانه بضيق شديد ثم خرج من المكتب مُلتهبًا كالجمر وهو يسعى للانتقام من "مريم".....
___________________________ 
"قصــــــــر جمـــــــال المصــــري"
تناول "جمال" طعامه مع والدته فى صمت لكن هذا المرة ولأول مرة تكسر "ولاء" صمته وبروده الجاحد عندما قالت:-
-هى عاملة أيه دلوقت؟
نظر "جمال" إلى والدته وهو يقطع شريحة اللحم بالسكين مُندهشًا من سؤال والدته عن "مريم" فقال:-
-أنتِ قصدك مريم؟
تنحنحت بحرج من كبريائها التى تخلت عنه لأول مرة أمام "مريم" وقالت:-
-اه، حنان من امبارح بتحاول تأكلها حاجة وهى رافضة، سمعت عن حكايتها ومستغربة غضبها وحزنها على موت شخص كل اللى سابه لها هو أذي وخوف
تابع تقطيع اللحم بلطف وعينيه لا تغادر الطبق وقال مُجيب عن سؤالها:-
-لأن دى طبيعتها ومش هتغيرها، مريم طيبة وبتتوجع من أقل حاجة بس فى نفس الوقت بتغفر بسهولة وتسامح، ربنا خلقها بقلب طيب لين متعرفيش دى ميزة ولا عيب فيها
صمتت "ولاء" بحرج دون أن تجيب عليه فقال بنبرة خافتة بعد أن رفع نظره إلى والدته:-
-مريم طيبة يا أمي، أتربت كويس رغم أنها كانت يتيمة الأم وتعتبر يتيمة الأب، أتجوزت بالأكراه ومع ذلك مسمحتش لحد يلمسها، ضعيفة وقد عقلة الأصبع لكن مستحيل تسمع لحد يأذيها أو يستغل ضعفها وألمها، متلومهاش على حاجة هى مختارتهاش لكن لوميها وعاتبها على حاجة هى ليها يد فيها- زى أنها ناجحة وأول ما جلها فرصة بقيت أعلامية لازم تتفرجي عليها عشان تحكمي على شاطرتها من أول محاولة
وقف من مكانه وأخذ الطبق الذي قطعه كاملًا ليصعد للأعلي حيث غرفتها لتدهش "ولاء" من فعل ابنها الي قطع الطعام لأجلها ولم يضع لقمة واحدة فى فمه حتى، فت باب الغرفة ليراها جالسة فى الفراش مُرتدية تي شيرت أسود وبنطلون أسود فضفاض من القطن وشعرها البندقي مسدول على الجانبين يحيط بوجهها الشاحب رغم أحمرار أنفها من كثرة البكاء، صامتة ولا تغادر غرفتها منذ الدفنة، جلس "جمال" أمامها وهو يحمل الطبق فى يده، تحدث بنبرة هادئة:-
-مريم
نظرت إليه بهدوء فقال بجدية:-
-ممكن تتكلمي معايا، أفهم بس دا حزن ولا غضب
بدأت تتحدث بأنهيار شديد من هذا الكم من المشاعر الذي تحمله بداخلها تجاه هذا الرجل وقال:-
-حزن !! على مين حمزة، عارف أنا كام مرة بصيت على نفسي فى المرايا عشان أفكر نفسي باللى منستهوش، مبررات... أنهي مبررات ولأيه يا جمال، لأنهي وجع وأذي يا جمال، غضب أه غضبانة لا جوايا بركان، بعد ايه جاي يقولي أنه غلطان ويقولي أسامحه، أسامح على أيه ولا أية يا جمال على قهرتي ولا وجعي وحزني، خليني أنا مجنونة وظالمة، فى واحد عاقل يحب حد الحب دا كله ويعلق كل اللى عمله دا على شماعة الحب والسبب فى الفراق.....
قاطعها عن الحديث عندما وضع قطعة من اللحم فى فمها فنظرت إليه بضيق من فعله وهى على وشك الانفجار بينما تحدث "جمال" بنبرة خافتة:-
-غضب أو حزنماشي لكن ممكن تأكلي، الأضراب عن الأكل مش حل يا مريم
أبتلعت لقمتها وهى تحدق به وتوقفت عن الحديث وهو يطعمها بيديه فى صمت، تبسم بلطف شديد إليها بعد أن أنهت طبقها وقال:-
-أحسنتي يا مريومة
نظرت إليه فهدوء شديد رغم ألمها والحزن الذي خيم على قلبها لكنها تبسمت رغمًا عنها عندما حدثها بهذا اللطف والدلال ثم قالت:-
-مريومة؟!
تحاشي النظر إليها بينما وضع الطبق على الكمودينو وهى تتابعه فى صمت هادئة، قالت بنبرة خافتة:-
-جمال
نظر إليها بصمت، سألته "مريم" بقلق شديد:-
-حمزة سابنى أمانة عندك
تبسم بغرور شديد ثم قال:-
-اه نفسي أعرف ليه كلهم بيسبوكي أمانة عندي 
أعتدلت فى جلستها ببراءة ثم وضعت خصلات شعرها خلف أذنها بلطف وقالت حادقة بعينيه:-
-عشان أنت قد الأمانة، لازم تحافظ عليها يا جمال كلهم محفظوش عليها لا مختار ولا حمزة..
تبسم إليها بلطف ثم جذب رأسها بحنان ليضع قبلة على جبينها بدلال ونظر إلى عينيها بحب ثم قال بجدية:-
-حاططها فى عيني وقلبي ويشهد عليا ربنا 
تبسمت بحماس على هذه الكلمات التى تفوه بها وقد أقترب كثيرًا إليها وعن قريب سيخبرها بالحب الكامن بداخله لأجلها، تسارعت نبضات قلبه بهذه النبضات الخافتة، نظرت إلي ربكته وتوتره الذي ظهر فى ملامحها وحبيبات العرق التى ظهرت فى جبينه لتضحك بحب شديد ثم قالت:-
-شكرًا، شكرًا لأانك معايا فى كل صعب 
أخذ يدها فى راحة يده ثم قال بهدوء:-
-أنا عايزاك تبقي قوية يا مريم، عايزاك تتغلبي على خوفك وتنجحي، أنشغلي فى شغلك وأنجحي فيه، أتوصلي مع مشاهدينك وأديهم كل وقتك، ما تكتفيش بالحياة جوا أوضتك وتسيبي الخوف يغلبك، أخرجي وأعملي كل اللى نفسك فيا وأنا قادر أحميكي من العالم كله مش مختار بس، الدكتور قال أن طول ما أنتِ مستخبية فى أوضتك مستحيل تتخطي المرحلة دى، أنا عايزاك قوية وتعدي دا زى ما عديتي اللى فاتت، شاركي فى مسابقات الخيل بإيلا والمرة دي مش همنعك، أعملي أى حاجة بتحبيها وبتبسط، المهم متسبيش دقيقة واحدة فى يومك تفكري فيها فى اللى راح وعدي
-خايفة يا جمال، خايفة أفرح، مفيش مرة فرحت وفرحتي تمت، أنت أهو شايفة فرحتي بالثانوية العامة متمتش وأتوجعت لما رفضتني وفرحتى بالتخرج متمتش وظهر ياسين وفرحتي بجوازي ويوم العمر متمتش برضو وظهر مختار، أنا فرحتي مبتكملش
قالتها بحزن شديد خيم على قلبها ونبرتها ليشير لها بنعم وهو يقول بجدية:-
-هتم المرة دى هتم، لأني معاكي.. دى أول فرحة هتم
نظرت إلي يده الممدودة إليها ببطاقة مشاركة فى سباق للخيل بشرم الشيخ ثم قال:-
-أنا عندي شغل فى شرم ثلاث أيام، هأخدك معايا وكمان هنأخد إيلا وهتشاركي هناك، أنتِ محتاجة تغيري جوا وتخرجي من حالة الحزن دي
أومأت إليه بنعم بحماس ثم قال مُتابعًا:-
-أرتاحي دلوقت والصبح أنا هروح الشركة أخلص كام حاجة وعلى الساعة 10 كدة تكوني صحيتي نتحرك علي هناك
هزت رأسها إليه بنعم ليغادر الغرفة ثم ولجت "نانسي" لتراها جالسة داخل الخزانة الكبيرة وتجمع أغراضها من أجل السفر، جمعت ملابسها والقليل من مساحيق التجميل والكثيرة من مستحضرات العناية بالبشرة والعطور، تبسمت "نانسي" على حماس هذه الفتاة التى ظهر للتو بعد أن تواري الحزن والضعف عنها فقالت بلطف:-
-أساعدك
-لا أنا خلصت.... اه ناقص المايو
قالتها وفتحت أحد الأدراج ثم قالت:-
-أخد البينك ولا الأسود
حدقت "نانسي" بهذه الملابس ثم قالت:-
-معتقديش أن الحيرة هتكون فى اللون، هو مستر جمال هيوافق تلبسي أى واحد فيهم 
تبسمت "مريم" بخبث شديد وقالت:-
-دى شرم الشيخ يا نانسي
وضعت الأثنين فى الحقيبة وأغلقتها تمامًا ثم صعدت للفراش وأخذت علاجها الذي أوصي به طبيبها النفسي وخلدت للنوم، خرجت "نانسي" من الغرفة وأغلقت الباب بعد أن أطمئنت أن "مريم" غاصت فى نومها....
جهز "حاتم" فرستها الجميلة "إيلا" من أجل السفر وحممها جيدًا وفى الصبح عندما وصلت سيارة نقل "إيلا" جاءت "مريم" إليها بسعادة ثم قالت:-
-متقلقيش يا إيلا
صعدت "إيلا" داخل سيارة النقل بهدوء فربتت "مريم" على عنقها وترجلت من السيارة ليغلق "حاتم" الباب ثم أنطلقت السيارة وخلفها سيارة خاصة للحراسة من أجل "إيلا" وهى أثمن شيء لدي "مريم" ، صعدت "مريم" إلى سيارته وكان "شريف" جالسًا فى المقعد الأمامي بجوار "صادق" وهما بالخلف، كان يتحدث مع "جمال" عن الوفد القادم من السعودية من أجل التعاقد معهم ويباشرون عملهم داخل السيارة بينما "مريم" صنعت قناة على اليوتيوب كي تتحدث مع مشاهدين بأريحية أكثر من القناة ليقول "شريف" بجدية:-
-أعتقد أنهم هيرحبوا بالمنتج لكن حملة الإعلانات هتحتاج مجهود أكبر، أنا بفكر أشوف وجه جديد من الممثلات اللي ليهم شعبية بين الناس تكون وجه الشركة 
أومأ "جمال" له بنعم وعينيه لا تفارق التابلت بأنشغال تام ثم قال:-
-مفيش مانع أختار اللى مناسبة وهاتلى العقد وأنا همضي 
-أكيد، أنا مجهز خطة متكاملة نقدر بيها نعوض المشروع اللى أخده نادر مننا
قالها "شريف" بثقة ليؤمأ "جمال" فى صمت وما زال لا يعرف من الخائن الذي سرق مخطوطته وأرسلها إلى "نادر"، وصل للفندق وأخذوا "إيلا" إلى مكان خاص أمان أختاره "جمال" من أجلها بعيدًا عن الأسطبل العام، بل كان داخل الفيلا التى أجرها "شريف" من أجل "جمال" لتظل تحت نظر "مريم" وتسهل حمايتها على "عاشور"، تحدث مسئول الفندق بجدية :-
-أبعت لحضرتك حد للعناية بالفرسة
نظر "جمال" إلى "مريم" فهزت رأسها بلا لأنها ستفعل كل شيء بنفسها وهى تتقن هذا العمل جدًا فقال بجدية:-
-لا متتعبش نفسك ولو أحتجت حاجة هبلغكم
غادر مسئول الفندق ودلف إلى الفيلا وكانت تتكون من طابقين فى الأعلى الغرف وبالطابق الأول كان غرفة معيشة والسفرة جوارها فى البهو وحديقة واسعة بداخلها حمام سباحة، تبسم بلطف ثم قال:-
-أنا عندي شغل مش هتأخر عليكي وحسام برا لو أحتجتي حاجة أطلبيها منه لكن رجاءًا متخرجيش لوحدك يا مريم
أومأت إليه بنعم ثم قالت بحماس:-
-متقلقش أنا كمان عندي شوية شغل وهسجل أول فيديو ليا على اليوتيوب 
هز رأسه بنعم ثم غادر مع "شريف" حتى يتأكد من الغرف التى حجزها من أجل الوفد القادم بعد ساعات قليلًا، جلست "مريم" على السفرة وجهزت الكاميرا والمعدات لتسجل أول فيديو لها، أخذت دواءها لكنها ما زالت تشعر بالخوف فخرجت للخارج وكان "حسام" جالسًا فى الحديقة الأمامية مع رجلين لتقول:-
-حسام
وقف مهرولًا إليها فقال:-
-تحت أمرك، أمرني
تنحنحت بحرج ثم قالت:-
-ممكن تيجوا تقعدوا جوا! أو على الأقل أنت 
نظر "حسام" إليها بحيرة فى بداية الأمر ثم دخل وترك الرجلين بالخارج لحماية مدخل الفيلا و"إيلا" حسب أوامر "جمال" جعلته يجلس على الأريكة أمامها بسبب الخوف الذي يلحقها حالما تبقي وحيدة فى مكان، لا تريد رؤية وجه "مختار" أو "حمزة" الذي يحاول جاهدًا قتلها رغم ثقتها بأنه توفي ودفنته بنفسه..
__________________________  
وصل "راغب" إلى المكان المحدد وكان "مختار" جالسًا فى أنتظاره على أحد الطاولات، جلس بهدوء أمامه ليقول:-
-تشرب أيه؟
تحدث "راغب" بنبرة جادة قائلة:-
-مش عايز وياريت متنساش أن محامي الخصم، يعنى لقاءاتنا ممنوعة
أرتشف "مختار" قليلًا من قهوته ثم قال:-
-محامي الخصم، تطلع منك أنت يا راغب، ترفع عليا قضية طلاق
تبسم "راغب" بعفوية وثقة من نجاحه ثم قال:-
-أنا محامي جمال بيه فى الأساس وخليني أنصحك نصيحة بمناسبة أنك فتحت الموضوع دا، طلقها وأرتاح من دوشة المحاكم، لأن أتخن محامي هتجيبه ومهما كان القاضي هيحكم لصالحها لأن حضرتك مش مثال على الزوج الصالح دا غير أن حضرتك الآن 53 سنة وهى شابة لسه مكملتش 25 سنة، حضرتك فاتح نوادي ليلية وبتاجر فى أقذر التجارة وسُكري وبتاع ستات ودا أنا هثبته من أول جلسه دا غير أن ممكن لو جمال بيه وافق وحب نحول القضية من قضية طلاق لقضية تجارة مخدرات ودعارة ونفتح عيون الحكومة عليك أكثر من طلاق.... وفى النهاية هتكون خسران وحضرتك عارف دا
وقف "راغب" ليغادر المكان بعد أن ألقي قنبلته المؤقتة على "مختار" فأستشاط غيظًا وغضبًا مما يسعي إليه أخاه وهو يعلم جيدًا بانه يسير فى طريق مسدود و"مريم" ستكسب القضية بمهارة "راغب" وقذارة سمعته كزوج.. 
___________________________ 
أستقبل "جمال" الوفد القادم وأوصلهم لغرفهم فى أستقبال حار ثم عاد إليها ليراها نائمة على الأريكة و"حسام" أمامها، تنحنح "حسام" بحرج من وجوده وقال:-
-حضرتها اللى أمرتني ما أتحركش من هنا إلا لما حضرتك توصل
أومأ "جمال" إليه بنعم وهو يعلم بانها أصبحت تخاف البقاء وحدها وتري هذه الهلاوس التى تأخذها للموت، غادر "حسام" من المكان للخارج فذهب "جمال" إليها وحملها على ذراعيه بلطف لتشعر به ففتحت عيونها ببطيء لترى وجهه المنهك من السفر والعمل فقالت بهدوء:-
-جمال، مش هتنام شوية قولتلي مش هتتأخر
تبسم "جمال" إليها بلطف ثم قال:-
-لسه عندي شوية حاجات محتاج اخلصها
فتح باب الغرفة وأدخلها لسريرها ثم وضع الغطاء عليها وقال:-
-تصبحي على خير
تبسمت إليه بسعادة وقالت:-
-وأنت من أهلي
ترك لها بسمة لطيفة على كلمتها ثم دخل إلى غرفته أخد حمام وأرتدت ملابس مريحة أكثر من بدلته الرسمية عبارة عن بنطلون رمادي فاتح وتي شيرت أزرق ثم نزل للأسفل وصنع كوب من القهوة وجلس على السفرة يباشر عمله فى هدوء حتى سمع صوت دقات على الباب وفتح ليجد "عاشور" فنظر إليه بقلق من توتر "عاشور" وهكذا نظرات الخوف ليقول:-
-حصل أيه؟
أجابته "عاشور" بقلق شديد من القادم وقال:-
-إيلا ......
للحكــــــايــة بقيــــة..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نظر "جمال" إليه بصمت شديد مُرعب ثم خرج معهم للخارج لينظر إلى "إيلا" التى أنقطعت على الطعام مُنذ حضورهم إلى هنا، تأفف بضيق ثم قال بجدية:-
-أطلب لها دكتور 
دلف إلى الداخل بضيق فإذا علمت "مريم" سيصيبها حزن أكبر يفتت قلبها، لكن فى نفس الآن تذكر أن "إيلا" عندما جاءت لقصره ظلت مريضة وخاملة حتى ظهرت "مريم" أمامها، صعد إلى غرفتها ونظر إلى ساعة يده وكانت الخامسة صباحًا، تنحنح بهدوء ثم دلف إلى غرفتها إيقظها بحيرة فقالت "مريم":-
-إيلا، لا مستحيل كنت كويسة الصبح 
ترجلت من الفراش ونزلت للأسفل مهرولة إلى "إيلا" رأت أمامها برجًا من التفاح الأحمر لكنها لم تأكل منه شيء، أخذت "مريم" تفاحة فى يدها وقالت:-
-إيلا
نظرت الفرسة إليها بعيني باكية تدل على حزنها، مؤخرًا هجرتها "مريم" ولم تصعد على ظهرها وتتركها دومًا مع الاغراب يهتموا بها، قدمت "مريم" التفاحة إليها لتتناولها "إيلا" فربتت "مريم" على عنقها بحنان وهى تقول بنبرة دافئة:-
-أسفة! ، زعلانة مني معلش تسامح صاحبتك السيئة ، عارفة أني سيئة لكني أسفة 
تناولت "إيلا" التفاح كاملًا من يد "مريم" وظلا يلعبون مع بعضهم وفتحت "مريم" صنوبر المياه وأخذت الخرطوم الطويلة وبدأت تطلق المياه فى كل مكان كالأمطار التى تتساقط عليهم، خرج "جمال" يرتشف قهوته ويراقبها بنظره، كم جميلة هذه الفتاة عندما تضحك ولو مجرد بسمة صغيرة فقال بتمتمة:-
-مستحيل أستني شهور للمحكمة ..
أخرج هاتفه من جيبه وجلس على المقعد فى الحديقة وعينيه لا تفارق "مريم" التى تركض خلف "إيلا" بسعادة تغمرها، أتصل بـ "راغب" وفور أستقبال الاتصال قال:-
-أستعد يا راغب، أنا مش هستني المحكمة، مختار هيطلقها وبكامل رغبته من غير أجبار
حدق بـ "مريم" وهى تلقي بجسدها النحيلة على العشب الأخضر لتقترب "إيلا" منها وتقرب وجهها أمام  وجه "مريم" لتحجب عنها رؤية السماء الصافية فقالت بلطف:-
-إيلا
داعبت فرستها وجهها برأسها لتبتسم "مريم" أكثر بسعادة تغمرها ويراقبها "جمال" فى صمت شديد ثم قال فى الهاتف:-
-جهز اللى طلبته منك وأستن لما أرجع...
أغلق "جمال" الهاتف معه ثم دلف للمنزل يبدل ملابسه وأستعد للذهاب إلى الأجتماع، خرج من غرفته ليجد "مريم" تخرج من غرفتها مُرتدية تنورة تصل لأسفل ركبتها وقميص نسائي باللون الأسود وسترة بدون أكمام موضوع على أكتافها ذات اللون الأبيض كلون تنورتها وبقدمها كعب عالي أحمر وتحمل حقيبة صغيرة حمراء فى يدها وتستدل شعرها تسريحتها المُف ضلة جزءًا منه على كتفها الأيمن للأمام والبقية خلف ظهرها وغرتها الطويلة على جانبها الأيمن تهندمها بأصابعها النحيلة، ملابسها الرسمية جدًا جعلته يتساءل بفضول:-
-أنتِ رايحة فين؟
تبسمت "مريم" بعفوية وقالت:-
-جاية معاك
أتسعت عينيه بذهول تام من كلماتها وأشار على نفسه بصدمة الجمته من قرارها وأستعدادها للذهاب دون رأيه وقال غير مُستوعبًا:-
-معايا أنا؟!!
هزت رأسها بنعم إليه وتبأطات ذراعيه بدلال وقالت:-
-أيوة يا جمال، معاك وليكون فى علمك أنا مذيعة يتمنى الكل يشوفني
رفع حاجبه بغرور شديد من حديثها ثم قال:-
-أنتِ مذيعة قدمت حلقتين من أول برنامج ليها أعتقد محدش يعرفك 
كزت على أسنانها بأغتياظ من كلماته لتقول بضيق شديد :-
-جمااال
-امري لله
قالها بأففة قوية وأخذها معه إلى مطعم الفندق ورحب بالجميع وهى تجلس جواره تشعر بملل شديد من هذا الحديث الطويل عن العملوتلعب فى الطعام بيدها بلا مبالاة أصابها ملل شديد لتسقط الشوكة منها فأنحنت لتجلبها لكن أستوقفها يده التى وضعت على حافة الطاولة حتى لا تصطدم بعنقها رغم عينيه التى ترمق الرجال ويتحدث معهم لكنه لا يغفل عنها نهائيًا ويهتم إليه، تبسمت "مريم" بحب إليه ولا تعرف كيف يفعل الأمرين معًا يعمل ويهتم بها فى آن واحد، أستاّذنت "مريم" لدخول دورة المياه وذهبت ليكمل عمله مع هؤلاء الرجال حتى بدأوا فى تناول الطعام وظهرت "مريم" لكن هذه المرة على شاشة التلفاز وفى إعلان عن برنامجها الأسبوعي لينظر الرجال بأندهاش من لقاءها فى الواقع ، جاءت "مريم" وجلست جواره بوجه عابس، قال أحدهن بنبرة قوية:-
-شرف لينا لقاءك أيتها السيدة
نظرت "مريم" إليه بهدوء لا تفهم سر أهتمامه المفاجئ بها لكنها تبسمت بعد أن نظرت إلى "جمال" الذي يشتعل غضبًا من الغيرة بعد أن سمع مدح الرجال بها وجمالها على الطبيعي أكثر من الشاشة، تنحنحت بلطف مُحرجة وخائفة فى آن واحد من نظراته المُخيفة وقالت:-
-الشرف ليا
أشار "جمال" للنادل كي يغير طبقها الذي برد وهو يعلم بأنها لن تتناول الطعام البارد نهائيًا، جاء النادل بما طلبه ووضع عصير المانجو للجميع وعندما جاء أمام "مريم" أحضر لها عصيرها المُفضل من العناب والتوت معًا لتنظر إلى "جمال" الذي يهتم بأدق تفاصيلها حتى تشعر بالراحة والسعادة فى وجبتها وتبسمت بقلب عاشق لهذا الرجل الذي يهتم بها وإلي مُفضلاتها رغم إنشغاله وفى أقصي لحظات العمل فقط لأنه يحبها، تناولت طعامها فى صمت شديد ثم رحل الجميع بينما غادرت "مريم" معه فى طريق عودتهما لتتأفف بضيق شديد:-
-ملت، أنت بتستحمل كل دا أزاى؟
تبسم "جمال" بعفوية بينما يسير للأمام فى ثابت وقال مُجيب على سؤالها:-
-مستحيل، لو كنت ملت يوم مكنتش وصلت للى أنا فيه دا
أومأت إليه بنعم وسارت على الرمال قرب الشاطي حافية القدمين وتحمل حذائها فى يدها اليسري، شعرت بيده تعانق يدها اليمني بلطف فنظرت إليه ببسمة خافتة، هز "جمال" رأسه بحيرة من نظراتها وقال:-
-كنت عايز أمسكها من بدري 
تبسمت وهى تتشابك الأصابع معه بسعادة وطمأنينة ثم قالت:-
-غيران، متنكرش كنت شامة رايحة شياطك من جوا يا جمال
رفع حاجبه إليه بصمت ونظرة باردة لتقول بتذمر شديد على حدته:-
-أنت ملل حتى الهزار معاك يخوف
تركت يده وسارت للأمام فتبسم على هذه الفتاة التى تعتقد ان المرح معه ملل لكنه غارقًا بها أخذ نفس عميق بهدوء عندما راها تدخل للفيلا وانطلق إلى محل زهور ليحضر لها باقة من الورد الأحمر وعاد إليه وكتب بداخل البطاقة كلمة واحدة أنتظرت "مريم" منه طويلًا جدًا وهو سعي إليها رويدًا رويدًا، نظر إلى كلمة (بحبك) الذي كتبها بخط يده ووقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب قليلًا، لم تجيب عليه بل تشبثت بغضبها منه بينما هو هنا يتصبب عرقًا لأجل هذه اللحظة تمامًا وهو على وشك الأعتراف بهذا الحب، أخذ نفس عميق ومسح حبيبات العرق عن جبينه بالمنديل ثم مسك مقبض الباب لكى يفتحه لكنه وجده مغلقًا من الداخل ليقول:-
-مريم أفتحي
-جمال لو سمحت روح من وشي دلوقت، أنا مش طايقة دبان وشي دلوقت
قالتها بضيق شديد من خلف الباب ليترك الباقة أمام باب غرفتها وعاد إلى غرفته، سمعت صوت أقدامه تبتعد ففتحت الباب غاضبة أكثر وهى تقول:-
-مشي بجد!! ...
كانت غاضبة بجنون لذهابه لكنها توقفت عن الغضب عندما رأت باقة الورود فحملتها بين ذراعيها بحنان ورسمت بسمة خافتة على شفتيها ونظرت للبطاقة لتتسع عينيها على مصراعيها من الدهشة والحب بعد قرأتها لهذه الكلمة وتسارعت نبضات قلبها لا تصدق بأنه فعل ذلك حقًا ....
________________________ 
جمع "راغب" كل المعلومات المطلوبة عن "مختار" وراقب كل تحركاته وألتقطت الكثير من الصور والفيديوهات له أثناء تجارة ببيع الفتيات وكأن "جمال" قرر أن ينتقم من أخاه بنفس قذارته، تبسم عندما أخذ من مساعده هذه الفيديوهات وهو مُدرك بانها كافي لتضغط على "مختار" من أجل الطلاق، والخيار سيكون له أم يتمسك بـ "مريم" ويخسر بقية حياته فى السجن أو يترك "مريم" ويحتفظ ببقية حياته حرًا ...
________________________ 
ركضت "إيلا" بحماس شديد داخل السباق وعلى ظهرها "مريم التى تبكي فرحًا وسعادة من نجاح فرستها الجميلة وقد أقتربا الأثنين معًا على قطع حبل النهاية لتتوج "مريم" بفرستها فى المركز الاولي وعادت للمنزل مُسرعة بسعادة تغمرها وهناك وجدت "شريف" يتشاجر مع "جمال" فوقت لكي تستمع إلى شجارهما بعد سماع أسمها فى الحديث... 
تحدث "شريف" بضيق شديد ثم قال بنبرة هادئة محاولًا كبح غضبه من هذا العاشق:-
-معلش تبطل غيرة شوية، العرض فعلًا بالنسبة لمريم نقل تانية فى حياتها العملية وخصوصًا أنها فى أول الطريق، ممكن تبطل عناد وتطلع الغيرة برا والحياة الشخصية على جنب وتفكر فى الموضوع من جهة العمل، أنت بنفسك كجمال رجل الأعمال عارف وواثق أنه هيكون خطوة مهمة ليها.. ولينا هتكون مكسب، مريم بنت جميلة فعلًا وعندها طاقة عفوية رهيبة وبتوصل لقلوب الناس من أول لقاء
تأفف "جمال" بانفعال شديد يكبحه قدر المستطاع وقال بحدة:-
-أختار أى عارضة تانية، بيكفيني أنها أختارت الأعلام دونا عن كل الوظائف كمان عاوز تحولها لعارضة ووجهة للشركة، مستحيل أقبل بدا
تنهد "شريف" بخنق ثم قال:-
-أنا مختارتش، حضرتك عارف أن هم اللى اختاروها، مريم خلاص دخلت المجال وهتبقي على الشاشة وحضرتك لازم تتقبل دا وهيكون لها معجبين ومعجبات
غادر "جمال" المكان غاضبًا وهو يتمتم بسخط شديد:-
-دا اللى كان ناقصني كمان معجبين...
فتح باب الغرفة ليجد "مريم" تقف خلف الباب تسترق السمع لهم بحماس فقال:-
-بتعملي ايه؟ 
تبسمت "مريم" كالبلهاء وقالت بعفوية:-
-وافق يا جمال، أرجوك.. أنا هكون وجهة لشركتك يعنى تحت عينيك عشان خاطري
كز على أسنانه بغير تأكل قلبه العاشق بعد أن طلبها هذا الرجل فور رؤيتها لتكون الوجه المسئول عن الإعلانات، تشبثت "مريم" بذراعه ثم وضعت قبلة على وجنته بلطف وقالت:-
-عشان خاطري
هز رأسه بالنفي لا يستوعب ماذا تفعل هذه الفتاة بقلبه ليرضي ويُهزم دائمًا أمامها فقال:-
-أنتِ بقيتي خطر عليا يا مريم؟ 
ضحكت بدلال من كلماته وقالت بحب:-
-لا مستحيل لكن الحب مخليك مترفضش طلبي، أقولك سر أنا مبسوطة بدا 
كز على أسنانه غيظًا منها وهي تعترف بأنها تحب أن تكن نقطة ضعفه، ضحكت على تعابير وجهه الحادة وقالت:-
-أقولك سر كمان
نظر إليها بصمت شديد لتقول بلطف:-
-أنا بحبك أكتر من روحي حتى 
-المرة دى بس 
قالها "جمال" بهدوء شديد وهو يرفع سبابته أمام وجه "مريم" بتهديد واضح بينما ينظر إلى عينيها الساحرتين بجمالهما ونبضاته تغلبه مرة أخري أمامها ولأجلها وحدها، أومأت إليه بحب شديد ليُتمتم بغيرة شديد قائلًا:-
-أنا هقفل الشركة دى على أيدك يا مريم... 
ضحكت بعفوية وسعادة على جملته وقالت بمرح:-
-مش مشكلة أنا بكسب كويس من القناة وممكن أصرف علينا 
ضحك "شريف" على كلماتها وهو يعلم أن هذا العاشق الآن فى أقصي درجات الغضب والغيرة المُلتهبة بداخله ستحرقه هو وقلبه.....
______________________ 
وصل "مختار" على باب القصر لكن لم تفتح البوابة له كالمعتاد بل ظهر "عاشور" من الداخل بقميصه الأبيض الفوضوي وبنطلون الأسود ويضع يديه فى جيوبه وفور رؤيته علم "مختار" بعودة اخاه من شرم الشيخ بصبحته، وقف "عاشور" قرب باب السيارة ليفتح "مختار" النافذة وقال:-
-أفتح الباب
هز "عاشور" رأسه بهدوء بلا ببرود شديد ثم قال بنبرة قوية يرسل له الرسالة التى يحملها:-
-أسف معنديش تعليمات بدا، الأمر الوحيد اللى عندي هو أن حضرتك غير مسموح لك بدخول القصر حتى لو على جثتي
ألتف "عاشور" كي يدخل القصر لكن أستوقفه صوت "مختار" بنبرة غاضبة جدًا يقول بأنفعال:-
-أنت اتجننت أنا محدش يقدر يمنعني من دخول بيتي، أفتح الباب بدل ما أهدوه على رؤوسكم
ألتف "عاشور" إليه بنظرة باردة جدًا تثير أستفزازه أكثر مع بسمة ساخطة أشعلت الباقي من "مختار":-
-جرب لكن متلومنيش أنا ورجالي على اللى ممكن نعملوه
أبتلع "مختار" لعابه بضيق شديد ثم أنطلق بسيارته إلى الشركة حيث "جمال" ووصل إلى المكتب فحاولت "أصالة" منعه بجدية:-
-أسفة لكن مقدرش أدخلك من غير ميعاد
كاد أن يدفعها من قوة غضبه لكن أستوقفه صوت "شريف" الذي خرج من المكتب للتو وقال:-
-أصالة، خلاص... أتفضل
دلف "مُختار" إليه بغضب سافر شديد وقال بانفعال صارخًا به:-
-أنا تمنعني من دخول بيتي
رفع "جمال" نظره إلى "مختار" ببرود شديد وهو جالسًا فى مقعده خلف المكتب بهيبته وملامحه الباردة التى تنذر بهدوء ما قبل العاصفة، كان راغب جالسًا على المقعد الموجود أمام المكتب ليقول:-
-أرتاح يا مختار بيه
جلس "مختار" مقابل "راغب" فى صمت ليُصدم عندما أدار "جمال" شاشة اللابتوب إليه وهو يقول بسخرية:-
-راغب كان بيفرجني على فيلم هيعجب موت لازم تتفرج عليه
نظر "مختار" للشاشة وهو يشاهد نفسه أثناء تسليم فتاة مُخدرة تمامًا إلى أحد الرجال فكز على أسنانه ونظر إلى "راغب" بغضب سافر بينما قال:-
-عملتها؟
-أنا قولتلك أنا عبد المأمور
قالها "راغب" ببسمة شيطانية فنظر "مختار" إلى أخاه الأصغر الذي يبتزه الآن فقط لأنه يعشق زوجته فقال بضيق:-
-وأيه كمان ياجمال؟ كل دا عشان تبرر لنفسك طمعك فى مراتي
تبسم "جمال" ببرود أعصاب وقال:-
-دا لسه دا كل دا وراغب اللى وصله ما بالك لو سألت جين عن بلاويك، اه صح نسيت أعرفك على جين
ضغط على زر على اللوحة الزجاجية المجاورة لمكتبه ليبث "جين" تسجيل المكالمات الخاصة بـ "مختار" لكن أوقفها "جمال" سريعًا وهو يقول:-
-نصيحة من مهندس برمج جين بنفسه بلاش تكون سؤال عند جين لأنه هيعرض لي حياتك من ساعة من اتولدت..
أخذ "مختار" نفس عميق وهو يشاهد المصائب الذي يرتكبها تعرض أمامه واحدة تلوي الأخري وكأنه سقط فى مستنقع قذارته ليقول بضيق:-
-أنت عايز أيه؟ لا صح المفروض اسأل السؤال الصح، أنت عايزني أطلقها صح؟ بتعمل كل دا عشان مريم
-ومستعد أعمل قده مليون مرة لأجل عيونها
قالها ببرود شديد يغيظ أخاه أكثر ليتأفف بضيق شديد بعد أن حاصره "جمال" فى أعماله السيء ليتابع بسخرية أكثر:-
-أنت لك كل الحق تتمسك بيها وأنا ليا كل الحق أني أفعسك عشانها والقرار لك من غير أى تهديد ولا أكراه
وقف من مكانه لكي يغادر الغرفة فقال "مختار" يستوقفه:-
-مريم طالق 
ألتف "جمال" بأنتصار شديد وتبسم بسمة حماسية وأنتصارية على نجاح خطته ليشير إلى "شريف" الذي فتح باب المكتب ودخل المأذون لينهي أجراءات الطلاق تمامًا وأخذ "مختار" كل الأدلة التي جمعها "جمال" ضده وغادر فتبسم "جمال" وأرسل لها صورة ألتقطها "شريف" لـ "مختار" وهو جالسًا مع المأذون ليخبرها بأنها الآن حرة وقد تخلصت من بعبع هذا الرجل .....
________________________ 
"قصـــــــــر جمـــــــــــــتال المصـــــــــــري"
جمعت "حنان" كل أغراض "سارة" من القصر وألقت بها خارجًا أمام "سارة" التى منع دخولها إلى القصر مثله تمامًا وقالت بسخرية:-
-خد يا عاشور أرمي الزبالة دى برا 
نظرت إلى "سارة" بأشمئزاز شديد وعادت للقصر، صعدت إلى الغرفة وكانت "مريم" تستعد لأستقباله وقد تحول حالها تمامًا كأنها شفيت من كل أمراضها وقد تخلص من ضغطها النفسي وعادت كالفراشة الحرة فتبسمت "حنان" إليه وسمع صوت سيارته بالأسفل لتقول:-
-هنزل لجمال بيه
أومأت "مريم" إليها بعفوية وخرجت معها بحماس للقاءه، ووقفت أمام الدرج بالأعلي ليراها "جمال" فى صعوده كانت ترتدي فستان أحمر طويل يصل لأسفل ركبتها بنصف كم ضيق من الأعلي وفضفاض من الخصر للأسفل وتستدل شعرها على ظهرها وغرتها على جانبها الأيمن، ترتدي حذاء ذو كعب عالي أسود اللون وتضع مساحيق التجميل البسيطة جدًا، تنظر إليه بسعادة تغمرها وبفضل هذا الرجل ووجوده معها أصبحت حرة الآن وتخلصت من كل ألمها ومخاوفها، ضربات قلبها العاشق تصبو إليه بل أوشكت على نزع هذا القلب من جسدها والركض إليه ليختبي بدقاته داخل ضلوع صدره الصلبة حيث وجد أمانه وسلامه وحتى العشق وجده هنا بهذا القلب المتحجر الموجود داخل صدره...
نظر "جمال" إليها وهى تقف أمامه بفستان سهرتها الأحمر الجميل وتسدل شعرها على الجانب الأيمن وظهرها، أقترب بسعادة تغمره وقال بلطف:-
-كل السعادة دى عشان مختار طلقك
تبسمت "مريم" بحب شديد ثم قالت:-
-معقول خبر زى دا مبيستاهلش أفرح، خلاص خلصت منه نهائيًا 
رفع يده إلى وجنتها يرفع خصلات شعرها للأعلي بحب ودلال ثم قال:-
-بس؟! 
زادت بسمتها سعادة وحب لأجله وأخيرًا اصبحت حرة نهائيًا ولن يمنعها شيء فى البقاء مع حبيبها للأبد ثم قالت:-
-أكيد لأن مفيش حاجة هتفرقنا تاني 
ضمها إليه بسعادة تغمر قلبه بعد أن تلاشي الحزن والغضب من أفكاره الخبيثة وتخلص من صراع عقله لأجلها، تشبثت به بدلال وحب ثم قالت:-
-أنا بحبك يا جمال، بحبك ومش باقيلي غيرك أرجوك تصون الأمانة اللى كلهم هربوا منها ورموها ليك، كلهم رموني عندك 
اخرجها من بين ذراعيه لتتقابل عيونهم بحب شديد فقال بلطف ونبرة هامسة دافئة:-
-يشهد عليا رب الكون أني هصونها وأحميها بعمري كله، أنتِ وصية رسول الله قبل ما تكوني وصية حد تاني، معقول مصونكيش يا مريم 
تبسمت بدلال إليه لتسمعه يتابع حديثه ويديه تلمس وجنتها بدلال كأنه لا يصدق بأنها حقيقة أمامه:-
-أنت عوض ربنا ليا اللى جالي بعد سنين طويلة من الوجع والقسوة، أوعدك متلاقيش معايا غير الأمان والدفء والطمأنينة يا مريم 
وضعت يديها على يديه الموضوعة على وجهها وقالت بإمتنان شديد إليه:-
-وأنا أوعدك يا جمال أديك كل الحب والسعادة، أحبك بكل أنفاسي وعمري ولحظات حياتي، أفضل معاك وجنبك فى كل لحظاتنا الحلوة والصعبة 
تبسمت لتخرج إليه البطاقة التى تركها إليها مع باقة الورد وقالت:-
-أنت اللى كتبتها يا جمال؟!
نظر للبطاقة مُطولًا بحيرة من أمره وأومأ إليها بنعم فظلت تنظر إليه فى هدوء مُنتظرة أن تسمعها منه حقًا الآن، قد تدفع عمرها كاملًا مقابل سماع هذه الكلمة الآن لتكمل سعادتها وتصل لأقصي درجات الفرح، لمس وجهها بحنان وينظر إلى عينيها بحب شديد وضربات قلبه أشعلت حرارة جسده وصدره للتو فى هذه اللحظة ثم قال بتلعثم شديد:-
-أنا بــ 
نظرت لتعلثمه بإمتنان وعينيها تتمني أن يكمل هذه الكلمة لأجلها وهو لا يفعل شيء سوى الهزيمة أمام عينيها ودف روحها أمامه ليقول:-
-بحبــــك يا مريم
تنفست بأريحية غمرتها للتو ليشعر بأنفاسها الدافئة كأنها كانت تركض لمسافة طويلة والآن وصلت للنهاية التى لطالما رغبت بها وحققتها الآن بفوزها، رفعت يديها إلى وجهه يأخذه بين راحتى يديها وجذبت رأسه للأسفل حيث طولها ووضعت قبلة ناعمة على جبينه بدلال وقالت بحب بعد أن وضعت جبينها مُتكئة على جبينه:-
-وأنا كمان بحبك يا جمال وأواعدك أحافظ على الحب دا وعلى قلبك بعمري كله...
شعرت بيده تحيط خصرها ليضمها إليه فتعلقت بعنقه بحب شديد يغمرهما واليوم لن يعرف لقلوبهم طريقًا سوى الحب والسعادة فقط.....
___________________________
رن هاتف "نادر" من رقم محفوظ جدًا فأستقبال الأتصال سريعًا بحماس وقال:-
-عندك جديد؟
-مريم هتكون وجهة الشركة للمنتج الجديد بالأتفاق مع السعوديين
قهقه "نادر" بحماس شديد ثم قال:-
-برافو عليك هو دا المطلوب وجمال عمره ما هيشك فى الموضوع نهائيًا 
أغلق الهاتف بحماس ثم ألتف لينظر إلى "مختار" الجالس فى مكتبه وقال بحماس:-
-مش بس جمال اللى خططه بتمشي زى ما هو مخطط ، إحنا كمان خطتنا ماشية زى ما قررنا بالظبط، جمال بكرة هيعلن أن مريم وجهة للشركة بعد نجاح برنامجها وقناتها على اليويتوب وأول ما يحدد ميعاد مقابلتها مع الجمهور والصحفيين هنفذ خطوتنا الجاية 
تبسم "مختار" بحماس شديد وهو يهز يده بكأس الخمر وقال بنبرة شيطانية خبيثة:-
-وبكدة يبقي كل اللى بناه مع مريم ونجاحها هيتحطم نهائيًا وترجع متساوش جنيه ودي حقيقتها، هو فاكر أنه لما أطلقها هتبقي خلصت مني نهائيًا لا...
فتح باب الغرفة ودلفت "سارة" إليها بحماس وقالت بنبرة قوية:-
-لا طبعًا الطلاق مش نهاية الكون لكن أنا جايبلك فكرة تقضي نهائيًا على مريم
نظر "مختار" إليها بشك من حديثها ثم قال:-
-متأكدة؟؟
قهقهت ضاحكة وهى تجلس على قدمه بدلال مفرط وتداعب وجنته بأنامله بإثارة وقالت:-
-عيب عليك يا حياتي أنت ناسي أنى كنت مربيتها وأقرب حد ليها لسنة ونص كاملين
أبتلع "نادر" لعابه بتوتر شديد من رؤيته لهذه المرأة تتدل على هذا الرجل على عكس "مختار" الذي تبسم بأثارة إليها ويده تسللت إلي ظهرها وبدأ يقبلها وبيده الأخري أشار إلى "نادر" بأن يغادر ويتركه وحده مع هذه المرأة المُثيرة...
خرج "نادر" من المكان غاضبًا من تركه لها فتنحنحت "سارة" بتوتر وقالت:-
-هجبلك أزازة شامبنيا تعجبك
خرجت مُسرعة من الغرفة لتجد "نادر" يسير هناك وفور رؤيتها أنقض عليها لكي يقبلها لكنها منعته بحزم شديد وقالت:-
-إياك تفكر فى دا، أنا لسه منستش اللى عملته لكن زى ما قولت عدو عدوي حبيبي، ولحد ما أنفذ خطتي مُضطر أتقبل وجودك لكن نصيحة متثقش فى مختار كثير دا واحد بيتفق معاك عشان يأذي أخوه اللى من لحمه ودمه
تبسم "نادر" إليها بسخرية ونظر إلى حيث الغرفة التى بها "مختار" وقال:-
-عندك حق لكن قصاد النصيحة دى هقدملك أنا كمان نصيحة ألحقي أرجعيله قبل ما تعجبه واحد أصغر وأحلي 
غمز إليها بسخرية من حالها وغادر لتُتمتم بضيق شديد:-
-ماشي يا نادر، أستعد للى جاي
للحكــــــايــة بقيــــة..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"شـــــــــركـــــــــــــــــة الجمـــــــال جي أند أم للألكترونيات"
جلست "مريم" على المقعد المقابل له وتحدق في وجهه العابس مدركة أنه غاضبًا جدًا بسبب هذا العمل ولا تعرف كيف تتخلص من هذا الغضب خصيصًا أنها عكسه تفضل العمل فى شركته، وقع "جمال" على العقد وأعطاه إلي "مريم" لتوقع عليه فتبسمت بحماس شديد ووقعت على العقد، أخذه "شريف" منها بسعادة وقال:-
-مبروك يا مريم... مبروك يا جمال بيه
تأفف "جمال" بضيق ثم قال مُتمتمًا:-
-مش عملتوا اللى عايزينه لازم تبارك
تبسم "شريف" ثم غادر المكتب لتنظر "مريم" إليه بضيق مُصطنع وعقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت:-
-معقول دا استقبالك ليا بدل ما تكون فرحان أننا هنشتغل سوا
أقترب "جمال" من المكتب بضيق شديد ثم قال بسخرية:-
-أحب أوضح لك يا مريم هانم أنتِ هتشتغلي مع شركتي مش معايا ولو فاكرة أنك كدة هتكوني معايا تبقي هبلة لأني رئيس الشركة دى وألاف من المؤظفين هنا أنا معرفهمش ولا عمرهم قابلوني 
-جمال!! 
قالتها بنبرة تهديد شديد ووجه عابس، تأفف بأختناق سافر ثم قال بجدية:-
-أنا عملتلك اللى عايزاه بس يا رب مندمش يا مريم
أومأت إليه بنعم شديد ثم نظرت إلى عينيه بمكر شديد وخرجت من المكتب لتقابل "أصالة" تبسمت بعفوية إلى "أصالة"وقالت:-
-هبقي أكلمك
أومأت "أصالة" لها بنعم ثم ذهبت للخارج وصلت للمصعد وضغطت على الزر لكن جاء لها مؤظف الصيانة وأخبرها أن هناك عطل ثم قال:- 
-ممكن تأخدي السلم
تأففت "مريم" بضيق شديد من نزولها على الدرج من الطابق العاشر فأخذت الدرج وأخرجت الهاتف تنظر فيه حتى سمعت صوت من الأسفل وشخص ما يتحدث فى الهاتف لكن ذكر اسم "جمال" على لسانه ما جعلها تتوقف وتسترق السمع له يقول:-
-متقلقش جمال مش هيقدر يتعقب التليفون دا، أنا مأمن نفسي كويس، المهم أن اللى حصل أنا مش هعمله تاني، أنا قربت أتكشف ومش هعرف أجيبلك مخططات تاني وإلا هكون موضوع شك
أخذت "مريم" نفس عميق وألتفت لكي تصعد للأعلي بخوف من أستكمال نزولها، أتجهت إلى الأعلي بقلق وشعرت بقلق شديد مما سمعته فأتجهت إلى مكتب "جمال" وكان جالسًا مع "شريف" ينظر إلى الأوراق وبعد أن فتح باب المكتب ورأها أمامه قال بقلق:-
-مريم!!
-ممكن أتكلم معاك شوية؟
قالتها بتوتر شديد ليغلق التابلت وطلب من "شريف" أن يتركهما، وقف من مكانه بقلق من توترها الظاهر بوضوح فى ملامحها، وصل أمامها ونظر إليها بحيرة من امرها مُنذ قليل كانت مبتسمة بسعادة لعملها فى شركته، سأل بأستغراب:-
-مالك يا مريم؟
أخبرته بما حدث وظل يستمع إليها بهدوء شديد ثم جلس على مكتبه بجدية وقال بحزم:-
-متقلقيش طيب
فتح كاميرات مراقبة الشركة وتحديدًا بهذا الطابق الذي أخبرته به ليرى وجه الخائن بنفسه فرأي وجه رجل يعرفه وهو مهندس يعمل لديه يتماز بخبرته وكفاءته، أتصل بمكتب "شريف" ليجلبه إليه ثم "حسام" الذي صعد على الفور ليقول "جمال" بهدوء:-
-خد مريم يا حسام روحها 
أومأ إليه بنعم ثم أشار إليها بأن تذهب ولا تقلق، ذهبت "مريم" وهى لا تعرف بأنه ذهب مُطولًا عن هذا الخائن، عرض الشاشة علي "شريف" ثم قال بجدية:-
-هاتلي المهندس دا، أنا عايزه
سأله "شريف" بفضول شديد لمعرفة ماذا يحدث:-
-حاضر بس ليه؟
صاح "جمال" بنبرة غاضبة مُنفعلًا من هذا الرجل يقول:-
-لأن لو حضرتك شايف شغلك كويس كنت عرفت أن البيه هو الخائن اللى وسطنا
أخذ نفس عميق بينما خرج "شريف" من مكانه بغضب سافر لا يتحمل هذه الحقيقة وفشله فى العثور على هذا الوغد، قليلًا وكان يقف أمام "جمال" الذي يرمقه بنظرات ثاقبة وصمت شديد فقط يحدق به ويرتشف سيجارته ببرود، صمت زاد من ربكة هذا الرجل وتوتره فقال:-
-فى حاجة يا مستر جمال
أخرج "جمال" دخان سيجارته ببرود ثم قال بحدة:-
-أنا اللى المفروض أسمعك، الكلام عندك أيه؟
تنحنح الرجل بهدوء مُحاولًا الصمود بثقة أمام "جمال" وهو يسمع عن غضبه وقسوته كالبقية وقال:-
-أنا مش فاهم حاجة؟ كلام أيه؟
نظر "جمال" إلى "شريف" نظرة واحدة لكنها كانت تعني الكثير فقدم "شريف" التابلت للمهندس يعرض عليه الكثير من الرسائل التى وجدت فى هاتفه فى محادثة طويلة بينه وبين "تامر" مساعد "نادر" ليقول المهندس بغضب سافر:-
-أنت بتجسس عليا، دا أنتهاك للخصوصية ويعاقب عليها القانون
تبسم "جمال" بسخرية من جراءة هذا الخائن وهو يتحدث عن القانون فى حين أنه يسرق أفكار غيره ثم قال:-
-قانون؟ أنتهاك!! والسرقة أيه؟ تحب أسمعك عقوبتها ؟ وللعلم أى موظف فى الشركة هنا مع العقد بتاعه بيمضي على إتفاقية تقريبًا من كتر ما كانت مغرية لحضرتك مقرأتهاش، حضرتك يا باشمهندس عندك خلفية ليه أى مهندس ولا مبرمج يتمني يكون من شركة الجمال جي أند أم للألكترونيات، ما تقول يا شريف
تحدث "ِشريف" بثقة كبيرة وهو يضع الأتفاقية أمام المهندس بثقة:-
-لأن فور أستلمك للوظيفة اللى مرتبها يضاعف أى مرتب ممكن تأخده فى أى شركة كمان بتستلم موبايل على أحدث طراز ولابتوب وسيارة كهربائية حديثة نصف ثمنها على الشركة والنصف التاني بتقسطه على الفترة اللى تعجبك، معتقدش أن فى مهندس لسه خريج من أول شهر فى الشغل بيسوق عربية ملكه، وحسب نص الأتفاقية اللى حضرتك تقريبًا مقرأتهاش أن التليفون وأى الكترونيات بتستلمها من الشركة بتكون تحت المراقبة للشركة ويحق للجهة العليا النظر إليها فى أى وقت لأنها تخص العمل وليست شخصية، بمعني أن إحنا لم نرتكب أى أنتهاك لخصوصية حضرتك .... 
نظر المهندس إلى اوراق الإتفاقية بصدمة ألجمته ليتابع "جمال" هذه المرة بحدة ولهجة صارمة:-
-لكن بالنسبة للسرقة اللى ثبتت عليك وبالدليل ممكن تقولي هتعمل فيها أيه؟ تحب نحولها للقانون والقانون يأخده مجراه... معاك ثمن المحامي وأتعابه وثمن كل حاجة أستلمتها من الشركة عشان ترجعها 
ترك المهندس الإتفاقية على المكتب بخوف ونظر إلى "جمال" بخوف شديد من هذه الكارثة التى تقدر بمليون تقريبًاغير السجن ليقول بقلق:-
-لا بلاش، أنا تحت أمرك فى أي حاجة؟
نظر "جمال" إليه بغرور شديد ثم رفع حاجبه بكبرياء وقال:-
-هقولك تعمل أي وأوعدك لو عملتها صح هتكون كل حاجة أخدتها من الشركة ملكك تمامًا وطبعًا مش محتاج اقولك انك هتتفصل نهائيًا ودا قرار مفهوش رجعة 
أومأ إليه بنعم ليبتسم "جمال" بأنتصار شديد ......
__________________________  
وصل "نادر" إلى مقر الحكومة ومعه "تامر" بقلق شديد من طلبهم إليه فجأة بدون سابق أنذار، قال بقلق:-
-تفتكر فى أيه؟
هز "تامر" رأسه بالنفي لعدم معرفته وقال:-
-معرفة فى الحقيقة أنا قلق صوته فى التليفون مكنش مطمني
دلفوا للمكتب المسئول وكان يشتعل غضبًا وزادت نظرات الغضب أكثر عندما دلف "نادر" ليقول:-
-صباح الخير يا فندم
ألقي المسئول الأوراق فى وجهه بغضب سافر وقال:-
-وهيجي منين الخير طول ما امثالك موجودين فى البلد
نظر "نادر" بأندهاش من غضبه وهو لا يعرف شيء عن السبب فسأل "تامر" بقلق:-
-فى أيه يا فندم؟
صاح المسئول فى وجههم بغضب شديد قائلًا:-
-فى أيه؟ بتسأل ولا بتستعبط، أزاى يا حضرة المحترم تسرق أفكار مشروع شركة الجمال وتنسبها ليك
نظر "نادر" إلى "تامر" بقلق ثم نظر للمسئول ففتح باب المكتب ودلف "جمال" معه المهندس الذي أعترف بجريمته كما امره "جمال" وبسمة "جمال" لا تفارق وجهه رغم الخبث والمكر الذي يحتله لكنه أنتصر على هذا الرجل اللعين بالضربة القاضية فقال:-
-المشروع دا أنت مش هتستلم، اللجنة قررت تسلمه للى يستحقه فعلًا واللى أجتهد فيه، باشمهندس جمال المصري
نظر "جمال" بسخرية إلى "نادر" وغادرا المكتب معًا فتبسم "جمال" أكثر وهندم رابطة عنق "نادر" بطريقة أستفزازية وقال:-
-مش تخلي بالك وأنت بتلعب معايا، أنت متقدرش تكون خصمي ولا تقدر تأخد حاجة أنا مش عايز أديهالك يا نادر... وحط الكلام دا فى دماغك كويس
ربت على كتفه بسخرية ثم غادر مُبتسم بعد أن أنتصر وأسترد هذا المشروع منه بعد أن خسره سابقًا، تمتم "تامر" بقلق شديد:-
-هى كدة سارة ممكن تطلب الفلوس اللى خدناها
صرخ "نادر" به بأغتياظ شديد:-
-لا يا غبي، أنا حرقت الورق اللى مضيت عليه بنفسي وهو دا اللى همك مش همك أنه واقف قصادي بيضحك دا.....
____________________________
أنهت "مريم" الموسم الأول من برنامجها ووقفت مع فريق العمل يصفقون ويحتفلون معًا بنجاح الموسم الأول، خرجت "مريم" من الأستوديو مُرتدية بنطلون أسود وقميص أبيض نسائي وشعرها مسدول على ظهرها، فتح "حسام" باب السيارة الخلفي لتصعد به ثم أغلق الباب وأتجه إلى مقعد السائق وصعد به ثم أنطلق بها لينتبه إلى السيارة التى تسير خلفه حتى وصل إلى باب القصر بأمان، ترجلت "مريم" من سيارتها ثم أتجهت إلى حيث المكتب غاضبة منه فقالت فور دخوله:-
-معقول أكون المذيعة وأساس البرنامج وتمنعني أني أروح العشاء مع فريقي، قولتلك مجرد أحتفال مع زمايلي
أجابها "جمال" بنبرة حادة وحزم شديد لا يسمح بالمعارضة:-
-اه معقول، مش أنا عملت كدة يبقي معقول وبيحصل
تأففت بضيق شديد من حديثه وخرجت من المكتب تضرب الأرض بقدميها بطريقة طفولية ليدخل "حسام" وقال بهدوء:-
-زى ما توقعت فى عربية بتراقب مدام مريم من أول ما بتخرج من باب القصر لحد ما بترجع، مع أختلاف العربية ولونها يوميًا لكن أنا مُتأكد أنها لنفس الشخص
جلس "جمال" على مكتبه بقلق شديد من هذا المجهول الذي يترصد لها ويراقب كل تحركاتها طيلة اليوم ثم قال:-
-الحركة دي مش هتطلع برا مختار، من بكرة تزود الحراسة على مريم
تنحنح "حسام" بهدوء ثم قال بتوتر خوفًا من أبداء رأيه أمام أمر هذا الرجل:-
-إذا سمحت لي يا جمال بيه، أنا شايف أن زيادة الحراسة عليها وعربية تمشي وراها دا هليفت الأنتباه وهيخلي اللي بيراقبها يأخد باله أننا عرفنا بوجوده
رفع "جمال" يديه للأمام بحيرة ثم قال:-
-أنا مبشكش فى قدرتك على حماية مريم لكن أنا برضو مش واثقة فى نوايا اللى بعتهم أن كان مختار أو حد تاني مجهول أنا معرفهوش ومعرفش ناوي على أيه أو وقت الهجوم هيعمل أيه؟ المفروض أعمل أيه؟
أتصل بهاتف "عاشور" كي يدخل إلى المكتب وجلس ثلاثتهما معًا يخططون لهذا الحدث من أجل حمايتها فقال "عاشور" بجدية:-
-وليه نستني هجومه ونضطر ندافع ما نكون إحنا الهجوم
نظر "جمال" إليه بعدم فهم لما يقوله فقال "عاشور" بجدية:-
-أولًا أستسمحك عذرًا تخرج تتعشي النهار دا برا مع مدام مريم لسببين، أولهما عشان زى ما حسام قال ميحسش اللي بيراقبها أنها هربت من عشاء العمل اللى المفروض أنه أنتصار لنجاح برنامجها عشان تستخبي فى القصر ودا لو كان يحمل معني فهو معني واحد... أننا عرفنا أنها متراقبة وكمان حريصين جدًا عليها لدرجة أنها من الشغل للبيت ومن البيت للشغل
نفث "جمال" دخان سيجارته بتفكير فى هذا الحديث وقال ببرود:-
-والثاني؟
-عايز أعرف هم بيراقبوها هي وهي لوحدها ولا اللي مستني أخبارها مستنيها حتى وهى مع حضرتك وبحكم وجود حضرتك معاها هتتحرك عربية الحراسة بطبيعتها من غير ما هو يشك فى اى حاجة، دا وضع طبيعي
قالها "عاشور" بهدوء ليؤمأ "جمال" إليه بنعم ثم قال بجدية:-
-تمامًا مفيش مانع عشاء برا مش أزمة لكن أنا عندي طلب، أنا عايزة بنت تكون حارسة شخصي لمريم معاك يا حسام، مش تقليل لقدرتك لكن فى أماكن أكيد مش هتقدر تدخلها مع "مريم" زى الجيم أو محلات السيدات والحمامات حاجات زى كدة هتمنع وجودك كرجل معها
أومأ إليه "عاشور" بنعم ثم قال بجدية:-
-متقلقيش يا فندم دا طلب سهل جدًا 
هز "جمال" رأسه بنعم موافقًا على ألتزام الصمت حتى يصطاد هذا القرش الذي يترصد لها بمهارة...
_________________________ 
تحدث "تامر" بضيق شديد قائلًا:-
-أعمل أيه؟ مريم مبتتحرك من غير حسام الحارس بتاعها وحسب اللى أعرفته أنه مقاتل قوى ومستحيل رجالتنا تقدر تأخد مريم منه... جمال مختاره بأحترافية 
تأفف "مختار" بغضب شديد مما يسمعه وتحدث بضيق قائلًا:-
-سيبك من جمال وقولي أنك فاشل ومش عارف تعمل أبسط حاجة
نظر "تامر" إليه بضيق شديد ثم قال:-
-والله أنا عملت اللى أقدر عليه وجمال محوط عليها كأنها بنت رئيس الجمهورية أو سلطانة زمانها، وهنروح بعيد ليه ما هي كانت مراتك وتحت ايدك وخدها منك 
ألقي "مختار" بالكأس فى وجهه بغضب شديد ليتنهد "نادر" بسخط وقال:-
-روح يا تامر أنت، أهدا يا مختار وخلينا نفكر ... كفاية اللى عايش فيه من جمال ومنافسات السوق، خليني أفكر صح وطلع الحريم من الموضوع 
رفع "مختار" حاجبه بسخرية ثم قال:-
-شوف مين بيتكلم؟ الأمام !!
تأفف "نادر" بضيق شديد من كلماته وسخريته ثم قال:-
-لا مش أمام ومبركعهاش بس معنديش وقت لمريم وقرفها أنا لازم أعوض الخسارة اللى حصلت ليا
غادر المكان غاضبًا من الأضرار التي لحقت به بعد أخذ "جمال" لمشروع ضخم كهذا منه ......
_________________________ 
كانت تتناول "مريم" طعامها فى صمت غاضبة منه ليقول "جمال" بنبرة هادئة:-
-مريم
لم تجيب عليه بل مسحت شفتيها بالمنديل ونظرت للنيل من خلف الزجاج مُتحاشية النظر إليه فناداها "جمال" مرة اخري لتقول بضيق شديد:-
-نعم فى حاجة تانية هتجبرني عليها، مش كفاية جبتني هنا غصب عني
-اه ترقصي معايا
نظرت إليه لتراه ترك مقعده ويقف جوارها ويمد يده إليها فنظرت بحرج من فعلته وقالت بنبرة خافتة تهمس إليه:-
-جمـــال
أخذ يدها رغمًا عنه لتقف معه ووقف يرقصان معًا ويديه تحيط بخصرها والأخري تعانق يدها فتأففت بضيق ثم قالت:-
-جمال أنا مش عايزة أرقص
بدأ يرقص معها مُبتسمًا بخفة إليها وهو يعلم انها لا تكره شيء بقدر كرهها للأجبار وفعل شيء رغمًا عنها فقال بنبرة دافئة:-
-كنت عايز أباركلك علي نجاحك ونحتفل مع بعض 
كانت مُتحاشية النظر إليه حتى أنهي جملته فنظرت إليه بحيرة من امره وتبسمت إليه بخفة ببراءة بعد أن تلاشي غضبها بسهولة الماء الذي يتسلل من بين الأصابع وقالت بعفوية ووجه طفولية:-
-بجد!!
أومأ إليها بنعم لتبتسم بسعادة وبدأت ترقص معه بأريحية ليقول:-
-تعرفي أن اللون الأزرق حلو فيكي
تبسمت على فستانها الأزرق الذي ترتديه طويل وبأكمام يخفي كامل جسدها فى نهاية له ذيل قصير يزحف خلفها على الأرض وترتدي كعب عالي أبيض اللون، تبسم "جمال" ليجذبها إليه بعفوية فأستكانت رأسها على كتفه ووضع رأسه على رأسها ليغمض عينيه مُستمتعًا برائحة شعرها لتكبر بسمتها أكثر عندما شعرت بحركته السحرية إليه كأنه مُدمنًا على رائحة خصلات شعرها فضحكت "مريم" وهى تقول:-
-جمال
-أمممم 
قالها هائمًا بهذه اللحظة وهى بين ذراعيه يشعر بدفئها، ضحكت "مريم" على شروده تمامًا رغم انها هنا بين ذراعيه وملك له وحده، أنهوا رقصتهما وعادوا إلى طاولتهم ليسحب المقعد لها لتجلس أولًا ثم جلس أمامها ببسمة إليها وظل يحدق بها إلى أن تحدثت سيدة جاءت إلى طاولتهم وقالت:-
-مريم العاصي
نظرت "مريم" إليها وعاد "جمال" بظهره للخلف، تبسمت السيدة بحماس شديد ثم قالت:-
-أنا مش مصدقة أني شوفت حضرتك، أنا بحبك جدًا
تبسمت "مريم" إليها ثم ألتقطت صوره معها..
___________________________ 
كانت السيارة تقف بعيدًا تنتظر خروجهم من هذا المكان فتبسم "عاشور" على نجاح خطته ثم ذهب نحو السيارة يصطنع التدخين حتى لمح من النافذة وجه أحد الرجال فألتقط صورة إليه بالهاتف دون ان يلاحظه وأخذ رقم السيارة ثم عاد إلى فريق الحراسة وعادوا بهما للقصر وأعطي صورة الرجل لـ "جمال" ورقم السيارة، تبسم "جمال" على هذا الأنجاز ثم صعد إلى غرفته.....
جاء "شريف" صباحًا لكي ينطلق معه على الشركة فأستوقفته "ولاء" تقول:-
-شريف
ألتف إليها قبل أن يدخل للمكتب فقالت بضيق:-
-متعرفش جمال هيتجوز مريم ولا لا، أنا عرفت أنه طلقها من مختار
تنهد "شريف" بهدوء شديد ثم قال ببسمة خافتة مرحبة بهذا الزواج:-
-حضرته متكلمش معايا فى الموضوع دا، بس لو سألتني عن رأي الشخصي يا فندم هقول لحضرتك أن مريم بتستاهل تكون مراته وفعلًا لو لف الدنيا مش هيلاقي بنت زيها بتحبه هو مش فلوسه ولا طمعانة فى نفوذه وسلطته وعلاقاته، معظم اللى أعترضوا طريقوا كانوا عشان فلوس أو عشان تحقق أحلامها وتلبس أغلي هدوم وتلف العالم وتعيش أو عشان تنجح بواسطته وأخرهم كان الممثلة اللى كانت عايزه تتعرف عليه عشان ينتج لها مسلسل وتكون وجهة للشركة، مريم الوحيدة اللى رغم وجودها معه فى بيت واحد ورغم أن حضرته قالها أنه مستعد يفتح قناة فضائية كاملة ليها ألا أنها أصرت تقدم فى البرنامج بمجهودها وتنجح وتكبر بنفسها، وأهو فى شهر واحد قناتها على اليوتيوب وصلت لنصف مليون وبقيت بتكسب... مريم علاقتها بجمال بيه علاقة حب عشان كدة تستاهله وهو كمان يستاهل يتحب ويفرح عشان كدة مريم أفضل حد له
تأففت "ولاء" بضيق شديد ثم قالت:-
-يعنى أخرتها يتجوز واحدة يا عالم ماضيها ايه وباعت نفسها لكام واحد غير أخوه
تنحنح "شريف" بحرج من كلماتها الحادة ثم قال بحزم قاطعًا هذه الشكوك:-
-أسف لحضرتك بس أحب أوضح لجنابك أن مريم بنت ولم يمسها رجل لا مختار ولا غيره، ماضيها الوحيد اللى يوجع هو العذاب اللى عاشت فيه من أبوها لكن غير كدة مريم بنت نقية وجميلة الروح تمامًا وحضرتك ممكن تتأكدي من دا بنفسك لو أديتها فرصة وأديتي لنفسك فرصة تتعرفي عليها... ومع ذك أول ما مستر جمال يبلغني بخبر جوازه وأستعداده هبلغ حضرتك يا فندم.... عن أذنك
دلف للمكتب بحدة قاطعًا هذا الحديث مع هذه السيدة التى تعلمت وتربت بالخارج وما زالت مُنغلقة فى فكرها وعقلها...
_________________________  
"شـــــــــركـــــــــــــــــة الجمـــــــال جي أند أم للألكترونيات"
أنهت "مريم" جلسة التصوير الأولي مع الهاتف الجديد داخل الشركة وتبسمت بحماس يُصيبها من هذا العمل فأرسلت رسالة إلى "جمال" تقول بعفوية:-
-أيه رأيك أسيب الأذاعة وأشتغل عارضة عند حبيبي بس... حبت الفكرة جدًا جهزلي عقد إحتكار أنا راضية
كتبت رسالتها وفى نهايتها وضعت قلب أحمر ثم ألتفت إلى الموظفين الذين أحبوه العمل معها جدًا لأنك عكس الممثلة التى كانت وجهة سابقة للشركة مغرورة ومتغطرسة، يكره الجميع تلك الساعات التى تأتي فيها للتصوير وتتفاخر دومًا بوجهها الجميلة الذي أعطاها الفرصة لتكون هنا، قدمت إليها الفتاة زجاجة مياه معدنية مُغلقة وشفاطة مغلفة فتبسمت "مريم" إليها وقالت:-
-أنا طلبت مياه مكنش فى داعي تتعبي نفسك وتدوري على مياه معدنية
أتسعت أعين الفتاة بأندهاش ثم أظهرت إبهامها إلى "مريم" وقالت:-
-أنتِ فعلًا رائعة، أرجوكي متتغريش علينا بعد نجاح الحملة
همست "مريم" إليها بعفوية ومرح شديد:-
-معقول نجاح الحملة دى أهم من أنى اكون خطيبة رئيس الشركة
هزت رأسها بلا فضحكت "مريم" بعفوية وعادت لألتقاط الصور بعد ان أخبرتهم بأنها خطيبته فإذا كانت تريد الغرور والتكبر عليهما لفعلت فيكفي علاقتها برئيسهم لكنها لن تفعل...
ظل ينظر إلي الهاتف وهذه الرسالة التى وصلته للتو من "مريم" جعلت قلبه يرفف فرحًا ورقصًا من السعادة بسبب كلماتها فلم يتمالك نفسه أكثر والبُعد بينهم الذي يُزيده شوقً إليها ورغبة بها فقال بنبرة دافئة وعينيه تحدق بالهاتف:-
-أنا هتجوز مريم الأسبوع دا
أتسعت عيني "شريف" على مصراعيها من حديثه المفاجيء عن الزواج وقال بلتعثم شديد:-
-وليه السرعة دى؟ 
أجابه "جمال"مُتعجبًا رده رافعًا نظره به قائلًا:- 
-سرعة إيه يا شريف، أنت ناسي أننا كنا بنتجوز أصلًا وبعدين هستني ليه، مريم مالهاش عدة شرعًا لأنه مدخلش عليها يبقي ليه أستني
تنحنح" شريف"بحرج شديد من نظرات "جمال" إليه وقال بتوتر:-
-يعنى أنا بقول تفكر كويس وتديها وقت تستعد نفسيًا
عاد "جمال" بنظره إلي الأوراق ببرود شديد ورد بدون نقاش رد قاطع لهذا الحوار ونبرة قوية:-
-أنا فكرت من أول ما قررت أتجوزها وما دام قررت يبقي خلاص الموضوع مفهوش نقاش، ولو هي عايزة تستعد نفسيًا.. تبقي تستعد وهى مراتي.. جهز أنت المطلوب بس 
خرج "شريف" من المكتب بحيرة شديد ثم أخرج هاتفه من جيبه وأتصل بأحد ليقول:-
-جمال قرر يتجوز مريم الأسبوع دا يا مدام ولاء، أستعدي 
_________________________________ 
نظرت "سارة" إلى صور "مريم" التى أنتشرت على الأنترنت بحملة إعلانية للشركة ممولة وتأففت بضيق شديد ثم ألقطت بالهاتف فى حقيبتها ودلفت للمكتب لكنها صُدمت عندما وجدت "حازم" يقف يقبل فتاته بأثارة لتصرخ بانفعال شديد قائلة:-
-يا حيوان... هى حصلت فى مكتبي
أبتعد عن الفتاة بضيق شديد من تذمر والدته، نظرت "سارة" للفتاة بضيق شديد وقالت:-
-أنا كام مرة يا زبالة أنتِ قولتلك أبعدي عن طريقه ها
كادت أن تضربها لكن منعها "حازم" بضيق وقال بتحدي:-
-وأنا كام مرة قولتلك أني بحبها ومش هبعد عنها وبطل محاولاتك دى لأن كلها فاشلة
كزت "سارة" على أسنانها بضيق شديد من حديث أبنتها وأثار غضبها أكثر بسمة هذه الفتاة كأنها تتحداه وتختبي خلف ظهر "حازم" تصطنع البراءة والضعف وقالت بهدوء شديد:-
-ماشي يا حازم.... متبقاش تلومني ... غوروا أنتوا الأثنين برا
خرج الأثنين معًا لتلقي بحقيبتها على المكتب بضيق شديد وكأن عقلها كان ينقصه هذا الابن العاق وجلست على المكتب عاقدة يديها ببعضهم وتفكر بمكر شديد ثم قالت:-
-ربنا يكفيك شر كيد العوالم..
أرسلت صورة الفتاة إلى أحدهم وبعد ساعة واحدة كان قد بدأت المراهنة على الفتاة على من يدفع أكثر، خرجت الفتاة فجرًا من النادي الليلي وأستقلت سيارة أجرة لتُصدم ببعض الرجال يقتحموا السايرة كادت أن تصرخ لكن أنطلق السائق بعد أن وضع أحد الرجال يده على فمها يمنعها من الصراخ ويقيد يديها ثم وغزها الأخري بأبرة فى ذراعها لتفقد وعيها تمامًا ....
_________________________ 
"شـــــــــركـــــــــــــــــة الجمـــــــال جي أند أم للألكترونيات"
أندهش "جمال" بصدمة ألجمته مما سمعه من "أصالة" ثم قالت بتلعثم شديد:-
-قولتي أيه؟
كررت "أصالة" كلمتها بهدوء شديد ولا تفهم بسبب صدمته:-
-بقول لحضرتك حازم أبن أخوك برا وعايز يقابلك ضروري بيقول مسألة حياة أو موت
نظر "جمال" إلى "شريف" الذي لم يقل صدمة عنه وقال بعدم أستيعاب:-
-شريف أنت سمعت اللى سمعته
-اه
قالها بتلعثم و"أًصالة" تنظر إليهما بحيرة من صدمتهم ليقول "جمال" بهدوء وفضول يقتله لمعرفة سبب قدوم هذا الفتى له:-
-خليه يدخل.....  
للحكــــــايــة بقيــــة..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قبـــــــــــــــــــــــــــــــل قليــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
وصل "حازم" إلى الملهي الليلي وسأل النادل عن فتاته ليخبره أنها ذهبت، أستدار لكي يرحل لكن أستوقفه صوت "سارة" تقول بجدية:-
-بتدور على مين يا حيلة أمك؟
ألتف إليها بتأفف شديد من هذا الحديث ليقول:-
-على تقي ما دام انتِ مُصرة تحرقي دمك ودمي
تبسمت بغرور شديد ثم قالت بخبث راقصة وامرأة برأس حية:-
-متتعبش نفسك يا روح أمك، أنا بعتها فى مكان هعجب أشكالها أوي
سار خلف والدته بغضب شديد وهو يعلم جدًا عمل والدته وماذا تفعل بالفتيات، مسك يدها بأنفعال وأدارها إليه وقال بغضب بداخله:-
-عملتي فيها أيه؟
قرصت ذقنه بسخرية وقالت بأستفزاز:-
-لراجل هيخليها تعرف قيمة كلامي، بعتها لراجل يخليها تحرم تضحك فى وشي مرة تانية دا إذا رجعت من عنده حية عشان تشوفني
تأفف بضيق شديد من والدته وتصرفاتها معه ليدفعها بقوة غاضبًا:-
-يبقي متلومنيش وعليا وعلى أعدائي ما دام أنتِ مخوفتيش على أبنك متنتظريش أن أبنك يخاف عليكي
خرج من هذا المكان المعلون ولا يعلم من أين يبدأ وكيف يعرف مكان حبيبته؟ أو كيف يساعدها ويُعيدها إليه سالمة وظل يسير بدراجته النارية فى الطرقات حتى رأى وجه "مريم" على للوحات إعلانية كثيرة على طول الطريق ليتذكر "جمال المصري" فأنطلق لرؤيته وهو مُدرك أن وحده من يستطيع مساعدته؟
وافق "جمال" على مقابلته لتسمح "أصالة" له بالدخول، دخل "حازم" بتوتر شديد رغم خوفه الواضح على محبوبته، تتبعه "جمال" بنظره الثاقب ليقرأ تصرفات جسده جدًا حتى وقف "حازم" أمام المكتب وقال:-
-أنا عارف أنك كارهني ومبتعتبرنيش أبن أخوك لأنك مش معترف بأخوك نهائيًا بس برضو عارف أنك راجل ذكى وقاعد على الكرسي دا بذكائك
تنهد "جمال" بهدوء ثم أخرج سيجارته لكي يشعلها ثم وضعها بين شفتيه بلطف وأشعل قداحته ثم قال بنبرة هادئة:-
-أنا معنديش وقت أسمع لفك ودورانك
تنحنح "حازم" بقلق شديد ثم وضع صورة لـ "تقي" على المكتب ثم قال بحرج:-
-ساعدني أوصلها وفى المقابل هقولك أمي متفقة مع مين على مريم وخطتهم ايه؟ أنا عارف أن مريم تخصك ويهمك سلامتها
بعد ذكر اسم "مريم" أهتم "جمال" بسماع هذا الحديث ثم نظر إلى الصورة وكانت فتاة فى مُقبل العمر ثم رفع نظره إلى "شريف" وقال بجدية:-
-وأنا أيه اللى يخليني أساعدك؟ أو أصدق كلامك؟ أكيد مش خايف على مريم من شر الست الوالدة، مش يمكن دى خطة من الست الحية... قصدي والدتك المصونة
جلس "حازم" على المقعد بخوف شديد تملك منه على صديقته وقال:-
-لأن يهمني أنا حياة تقي
رمقه "جمال" بنظرة قوية أرعبته وجعلته يقف من المقعد ولا يجلس دون أن يأذن "جمال" إليه فقال بتساؤل:-
-أنا أيه يخلينى أثق فيك؟
تنهد "حازم" بقلق ثم قال بتلعثم:-
-يعنى لو أثبتلك كلامى تساعدني أرجعها
عاد "جمال" بظهره للخلف مرة أخرى بكبرياء شديد، تحدث "شريف" بجدية قائلًا:-
-أثبت
أخرج "حازم" هاتفه وفتحه على تسجيل صوتي تحديدًا على حديث "سارة" التى تقول:-
-أنا شايفة أن الحل، نخطف مريم ومش محتاجة أقولكم ممكن يتعمل فيها أيه ....
أوقف "حازم" التسجيل ثم قال بجدية قائلًا:-
-باقي التسجيل ومين اللى متفق معها لما تساعدني أرجع تقي
أومأ "جمال" إليه بنعم ثم قال بجدية بعد ان وقف وهندم ملابسه:-
-شوفه عايز أيه يا شريف بالظبط وساعده
خرج "جمال" من المكتب بقلق دق على باب قلبه وأتجه إلى الأسفل حيث تصوير "مريم" وكانت تقف أمام الكاميرا والمصور يقف أمامها يلتقط الصور لبسمتها الجميلة فتبسم "جمال" عليها ووضع يديه الأثنين فى جيوبه بغرور يتابعها بعينيه حتى أنتبه إلى الموظفين وتوقفوا عما يفعلوا لتنظر "مريم" تجاهه وتبسمت بأشراق أكثر وسعادة ثم تركت الروبرت الصغير من يدها وذهبت نحوه ببسمتها ثم قالت:-
-معقول جيت عشاني
تنحنح بحرج بعد أن أطمئن عليها بقلبه وعينيه ثم قال:-
-مبسوطة بالشغل هنا
تبسمت إليه بعفوية ثم قالت:-
-أكيد
نظر إلى الجميع بإحراج شديد منهم ثم همس إليها بخفوت:-
-طب جهزي نفسك عشان تمضي على العقد
أزدادت بسمتها أكثر ثم قالت:-
-جهزت عقد إحتكار بجد
-لا عندي عقد أفضل ليكي، عقد جواز
قالها بجدية ثم غمز إليها قبل أن يغادر لتضع يديها على قلبها الذي يخفق بجنون من هذا الرجل وتمتمت بصدمة ألجمتها من فعلته:-
-دا جمال ...غمزلي ههيييييه
ألتفت للجميع حتى تكمل عملها بخجل من نظراتهم بعد أن جاء رئيسهم لرؤيتها أمام الجميع بلا حرج.....
______________________
"قصــــــــــر جمـــــــــــــــال المصــــــــــــــــــــري"
تنهدت "ولاء" بضيق شديد ثم قالت:-
-يعنى برضو هيتجوزها
تبسمت "جميلة" بعفوية ووضعت يديها على يد والدتها تربت على يدها بحنان ثم قالت:-
-وبعدين يا أمي، أفرحي لأبنك وأدعيله بالسعادة والخير ولا أنتِ بقي منفسكيش تشيلي عيل لجمال وتلعبي معه وأنتِ فى عز شبابك
سحبت "ولاء" يدها من يدي ابنتها ثم قالت بسخرية على هذا الحديث:-
-ياختى طالما خايفة أنى ملحقش أشيل عيل لجمال، أتلحلحي كدة وخلينى أشيلك عيل وأشوفك بالفستان قبل ما أموت
تبسمت "جميلة" على حديث والدتها ثم قالت:-
-أنا مبسوطة كدة مش لازم حضرتك تتبسطي.... بصي بصي مريم جت
نظر الأثنين على الدرج ليروها تنزل من الأعلي معه ترتدي فستان أبيض مليء بحبيبات اللؤلؤ البيضاء طويل وله ذيل طويل يزحف خلفها على الأرض ويظهر نحافة جسدها وبأكمام يخفي كامل جسدها فقط أصابع يدها حتى كفيها يخفيهم فستانها، كعب عالي أبيض اللون وشعرها مرفوع للأعلي بمشبك الشعر وتضع تاج من اللؤلؤ على شعرها تنير رأسها، تبتسم "مريم" بسعادة تغمرها وهى تتبأطأ ذراعه وتنزل معه مُرتديًا بدلة رمادية وقميص أسود، كان المأذون ينتظرهما بالأسفل مع "شريف" فنظر إليها بنبرة خافتة:-
-مُتأكدة أنك مش عايزة فرح
أومأت "مريم" إليه بلطف وقالت:-
-كفاية اللى شوفته قبل كدة
وصل للمأذون ليعقد قرانهما هذه المرة حتى باتت زوجته الآن ليقف "جمال" بعد أن بارك له "شريف" وكانت "مريم" تعانق "جميلة" التى تبارك إليها فقالت:-
-مباركة يا حبيبتى
تبسمت "مريم" بعد أن ألتفت إليه وحدقت به بعينيها التى تلمع ببريق السعادة والحب حتى ظهرت دقات قلبها فى نظرات عينيها وأقتربت أكثر إليه ليضمها "جمال" بحنان إليه فتشبثت به بحب كطفلة عادت للوالدها بعد غياب ولاجئة عادت لوطنها بعد غُربة كبيرة دامت لسنوات، أستنشق عبيرها بأشتياق وذراعيه تطوقها بأحكام كأنه يرفض إخراجها منه الآن بعد أن أصبحت ملكه وله وحده، تبسم الجميع على هذا العناق وكانت "جميلة" تبتسم مع تصويرها لهم فيديو توثق لهم هذه اللحظات، خرج للحديقة القصر وكان منظمين الحفلات قد أهتموا بكل شيء تمامًا لأجل الحفل وبدلوا حال الحديقة إلى مكان يليق بحفل، كان المصور فى أنتظارهما وبدأوا يلتقطوا الكثير من الصور الخاصة بزفافهما ورغم رفض "مريم" لإقامة حفل زفاف كامل إلا أن "جمال" لم يغفل أى تفصيلة عن هذا اليوم، صعدت "مريم" للأعلي ووقف "جمال" مع "شريف"  وأخذ منه تذاكر الطيران الخاصة بهما ثم صعد للأعلي ودخل غرفته ليراها بدلت ملابسها وفستانها الأبيض على الأريكة وأرتدت قميص نوم طويل وفوقه روب من الحرير أبيض اللون كلون قميصها ، أقترب "جمال" منها بسعادة تغمره من رؤيتها أمامه تقف كحورية هبطت على قلبه من السماء تضربه بالحب حتى أنفجار صارخًا هذا القلب بالعشق، وصل أمامها وتطلع بها بحب وهى تحدق به بعيني بريئة رغم الخجل الشديد التى يراهما فى نظراتها ووجنتيها، رفع يديه إلى خلف رأسها وسحب مشبك الرأس من خصلات شعرها لينسدل شعرها على ظهرها والجانبين لترفع يدها تضع خصلات شعرها خلف أذنها مُتحاشية النظر إليه بخجل من لمسته التى أثارت القشعريرة فى جسدها وأنتفض خجلًا، تبسم "جمال" على حياءها ولأول مرة تتحاشي "مريم" النظر إليه وتريد الفرار منه بسبب خجلها التى زاد من حمرتها وجمالها، لمس وجنتها بدلال هائمًا بالنظر إليها عن قرب، ما زال لا يستوعب عقله وقلبه أنها الآن أصبحت له وحده وزوجته، نظر بعينيها الذهبيتين ورائحة عطرها تغتصب أنفه وبسمتها تنير وجهها بسعادة تغمرها مثله تمامًا فقالت بنبرة هامسة:-
-جمال
تغلغلت أصابعه بين خصلات شعرها الناعمة من الأعلي حتى وصل لأطرافه وقال بنبرة خافتة لا يتحمل ضربات قلبه أكثر:-
-تعبتيني وشقتيني يا مريم
تبسمت بدلال وبطريقة طفولية أجابت عليه بحب:-
-بس بستاهل تتعب عشاني
أومأ إليها بنعم ثم اخذ يدها فى راحة يده ورفعها إلى شفتيه ليقبلها بحنان ثم رفع نظره إليها، تبسمت "مريم" على لطفه ثم قالت بهدوء:-
-أنا....
قاطعها "جمال" بقبلته التى سرقها منها على سهو ويديه تحيط خصرها يجذبها إليه أكثر لتلتصق بصدره ويشعر بيديها تستكين فوق صدره، أبتعد عنها ونظر إلي وجهها وكانت شديدة الأحمرار من الخجل من هذه القبلة الحميمية فتبسم بلطف عليها ثم حملها على ذراعيه وقال بدفء ونبرة ناعمة:-
-أنا أستنيت اللحظة دى كتير
تحاشت النظر إليه بخجل شديد فقهقه "جمال" ضاحكًا على خجلها حتى وصل للفراش وأنزلها عليه لتجذب "مريم" الغطاء ووضعته فوق جسدها بخجل منه وقالت:-
-جمال خلينا نتكلم الأول
أقترب ليقبل وجنتها المُلتهبة من الخجل كقطعة فراولة حمراء بدلال ويهمس بنبرة خافتة:-
-يعنى سبتي الأيام كلها وقفلت معاكي تتكلمى فى الدخلة يا مريم... أوعدك الصبح نتكلم براحتنا زى ما تحبي
يديه لم تتوقف محلها وأحدهم تتسلل إلى ظهرها ليجذبها إليه ويشعر بدفئها والأخري تسللت إلى الكمودينو ليغلق الأضواء تمامًا وصرخت "مريم" بعفوية باسمه....
__________________________
وصل "شريف" إلى مكان "تقي" مع رجاله ليدرك بأنها الآن مع أحد الرجال الكبار فتردد فى أخذ خطوة للأمام، صرخ "حازم" بضيق شديد قائلًا:-
-يعنى أي؟
-هنرتب أمورنا الأول
قالها "شريف" بهدوء أعصاب فتأفف "حازم" بأختناق شديد ثم قال:-
-أنا عارف أنت بارد كدة ليه عشان ميهمكش مريم، أنا ليا كلام مع اللى مشغلك هو بس اللى هاموا مريم
خرج من المكتب غاضبًا فتأفف "شريف" بأختناق وحاول الأتصال بـ "جمال"لكن هاتفه كان مغلق ليدرك بأن الطائرة تحركت الآن ولن يستطيع الوصول إليه.....
______________________
كانت "مريم" جالسة جواره فى مقعد الطائرة وتمسك هاتفها وتبتسم فى خبث شديد ليقول "جمال" بقلق:-
-أعرف أيه اللى وراء الضحكة دى؟
أدارت الهاتف إليه كي يرى ماذا تفعل، نظر إلى الهاتف وكانت تنشر صور زواجهما على صفحتها وتشاركها معه على صفحته، نظر "جمال" إليها بتذمر من فعلتها ثم قال:-
-أفهم ليه كل حاجة بتنشريها
تبسمت بسعادة على جملته حتى فتحت حسابها على الأنستجرام وأظهرت له أخر صورة نشرتها من دقائق وكانت صورة لهما فى المطار وأخر لجوازات سفرهما والاخيرة كانت لهم فى الطائرة وقالت:-
-حلوين؟
نظر "جمال" إليها بغضب سافر ثم قال:-
-هو لازم الشعب كله يعرف كل تفاصيل حياتنا
نظرت "مريم" إليه بعبوس شديد من كلماته وحدته ثم وضعت الهاتف على قدمها بعد ان أغلقته ونظرت للجهة الأخري، تنهد "جمال" بهدوء ثم أخذ يدها بلطف فى راحة يده ونظر إليه فلم تنظر إليه وظلت مُستديرة، مسك ذقنها بأنامله الأخري ثم أدار رأسها إليه لتنظر نحوه وقال:-
-متزعليش، أخر حاجة ممكن واحد يعملها أنه يزعل عروسته يوم صباحيتها
نظرت إليه بضيق ثم قالت:-
-أنا كل تصرفاتي مبتعجبكش، كل حاجة غلط قولي فى أيه بعمل بيعجبك يا جمال
نظرت مرة أخري للنافذة بضيق منه ثم رن هاتفها بإستلام رسالة جديدة، فتحت الهاتف بضيق ونظرت إليه لتجد رسالة من زوجها الجالس جوارها تحتوي على كلمة واحدة (بحبك)
نظرت إليه بصمت ليقول "جمال" بهمس بعد ان أخذ يدها فى راحة يده مرة أخرى:-
-بحبك ويعلم ربنا أن زعلك ما يهونش عليا
كادت أن تُصر على غضبها وموقفها لكن جاءت مضيفة الطيران وقالت ببسمة إليه:-
-عصير
نظرت "مريم" إليها بغيرة ضربة قلبها كالصاعقة وهذه الفتاة توجه الحديث إلى زوجها فقط كأنها شفاف أو لا تري بالعين المجردة لتقول:-
-شكرًا ولعلمك هو جوزي
نظر "جمال" إلي شراستها وتبسم خلسًا على زوجته الغيورة التى تحولت فى أقل من ثانية واحدة، ذهبت المضيفة من أمامه بحرج من رد هذه الزوجة العنيفة، نظر "جمال" إلي زوجته وقال:-
-طب ما دام زعلانة غيرانة ليه؟
جذبته "مريم" بقوة من لياقة قميصه بقوة إليها وقالت بعنف:-
-لأنك بتاعي حتى لو زعلانة
تركته وعادت للنظر إلى النافذة لكنها سرعان ما شعرت برأسه على كتفها ويتبأطأ ذراعها بحنان ثم قال:-
-لو هتفضلي زعلانة أبقي صحيني لما تقرري تتصالحي
تبسمت بخفة خلسًا علي كلماته فقال هامسًا إليه:-
-بتضحكي
تلاشت بسمتها بحرج على كلمته كأنه يراها أمامه...
_____________________
"قصـــــــر جمــــــــال المصـــــــري"
أتسعت عيني "ولاء" على مصراعيها بينما تحدق فى الهاتف مما تراه، فقط غادر بها صباحًا والآن يتحدث الجميع عن زوجته، نزلت "جميلة" من الأعلي بهلع بعد أن رأت الأخبار تتحدث عن "مريم" بالسوء وقالت:-
-ماما..
صرخت "ولاء" بغضب سافر من هذا الحدث قائلة:-
-دى عمايل مختار، ابني وأنا عارفاه مكنش هيسكت
تحدثت "جميلة" بضيق شديد من فعلة أخاها الأكبر وكأنه خُلق فقط ليدمر سعادة هذا الثنائي:-
-أبنك!! دا بيتكلم فى شرف بنت وبكلامه دا هيدمر كل اللى عملته، أبنك بقي لا يُطاق وجمال لما يرجع هيخليكي تترحمي عليه المرة دي بجد
تأففت "ولاء" بضيق شديد عاجزة تمامًا عن فعل شيء مقابل فعل ابنها القذرة لكنها واثقة من أن "جمال" لن يمر هذا بسهولة و"مختار" هو من جلب الأمر على نفسه ويستحق أن يدهسه "جمال" بقدميه بعد أن تحدث عن زوجته فأمس كانت حبيبته لكن اليوم هى زوجته ولن يسمح لأحد بالعبث معها أو التحدث عنها بكلمة واحدة، جلست على الأريكة بخوف يتملكها وعقلها مُتأكدًا أنها ستخسر أحد ابناءها فور عودة "جمال"، تأففت "جميلة" بسخط يحتل قلبها من الغيظ وقالت:-
-والله ابنك بيستاهل، بس المرة دى يا ماما مهما تعملي ومهما تترجي جمال مش هيرحمه زى ما عمل قبل كدة، جمال زمان سمع ليكي ورحمه وياريته كان قتلته ولا وداه فى داهية زى ما راحت ليلي مكنش حصل كل دا، ولا كان أتجرأ على مراته للمرة التانية
تحدثت "ولاء" بأقتضاب شديد قائلة:-
-أتأدبي يا جميلة دا مهما كان أخوكي الكبير ودى حاجة مستحيل تتغير
ضحكت "جميلة" بسخرية على كلماتها ثم قالت بتهكم شديد وعينيها تحدق بوالدتها التى تتفوه بالهراء لأجل ابنها:-
-أنا مشوفتش أقذر من كدة مرة يخطف مراته منه والثانية يشوه سمعتها ويخليها بالصورة دي يوم صباحيتها، أنا عارفة أنك أم ومهما يعلم مستحيل تكرهه لأن مفيش أم بتكره عيالها لكن معلش ممكن تحكمي بالعدل شوية أنتِ كرهتي مريم من تحت رأسه رغم إنها إنسانة كويسة ومع ذلك بتحبيه هو وهو إنسان من برا لكن من جوا شيطان، مختار سم وهيقتلنا كلنا يا ماما
خرجت "جميلة" غاضبة من القصر وأخذت سيارتها لتنطلق لكن أستوقفها "حسام" وقال:-
-عذرًا لحضرتك لكن الصحافة برا ومرجحش أن ممكن تخرجي دلوقتي
تأففت "جميلة" بضيق أكبر حتى غضبها لن تستطيع النفاث عنه وظل بداخلها تكبحه، ترجلت من السيارة وأغلقت بابها بقوة حتى تتخلص من هذا الغضب، تنحنح "حسام" يهدوء ثم جعل أحد الرجال يقود السيارة إلى المرأب مرة أخري...
________________________ 
حاول "شريف" الأتصال به كثيرًا لكن هاتفه مُغلق ولا يستطيع الوصول إليه حتى يخبره بهذه الكارثة التى حلت عليه، تأفف "شريف" بحيرة من هذا الأمر وما دام الأمر يتعلق بزوجته فلن يستطيع التصرف بدون أذن أو تلقائية من عقله، نظر  "شريف" إلى الهاتف بعد أن فجر "مختار" الإعلام بهذه القنبلة فدخلت "أصالة" للمكتب بقلق وقالت:-
-أنا مش عارفة أوصل لمستر جمال
-ولا أنا
قالها بتهكم شديد لتتابع الحديث:-
-أنا خايفة نستني لما يرجع بعد أسبوع هيكون اللى معرفش عرف والأخبار أنتشرت أكثر، الكل فى الشركة بيتكلم عن مريم وأنها خانت جوزها مع أخوه ودلوقت أتجوزت أخوه بعد ما جمال بيه أجبره على الطلاق
نظر "شريف" للمقالة المكتب وعنوانه الواضح يحتوي على كلمات (إعلامية على علاقة بأخوه زوجها أثناء زواجها والآن تحتفل بزواجها من الأخ بعد الإجبار بالطلاق)
تمتم بضيق شديد:-
-أنا مش عارف أعمل أيه؟ دا البيه كمان مصور قسيمة الطلاق بتاريخها ومنزل صور لمريم وجمال بيه بتواريخ سابقة يعنى حبكها بجد..
نظرت "أصالة" إلى حيرته بقلق ثم غادرت المكتب تتركه وحده....
__________________________ 
جلس "جمال" معها أمام الخشب المُلتهب بالنار مساءًا ويحيط بجسدها بذراعيها ويضع شال واحد حول جسدهما و"مريم" تتكأ برأسها وظهرها على صدره وتتشابك الأصابع معه، همس "جمال" إليها بلطف فى أذنها:-
-مبسوطة!
تبسمت بحب شديد ثم أدارت رأسها إليه حتى تتقابل عيونهما معًا وقالت:-
-دا شيء أكيد، معقول يعنى أكون مش مبسوطة وأنا مع حبيبي وفى حضنه 
سحب يده اليمنى من يدها ليلمس وجنتها الناعمة بحب حتى وصلت يده وأنامله إلى ذقنها بدلال وقال:-
-أنا مبسوط عشان أنتِ مبسوطة يا مريومة
ألتفت إليه أكثر بسعادة تغمرها ثم قالت:-
-مريومة! مين يصدق أن أنت جمال بيه، لو حد سمعك دلوقت مستحيل يصدق
تبسم بخفوت على كلماتها وهو يتذكر عبوسه الدائم وشخصيته الحادة فأنقر على أنفها بحب وقال:-
-أنا هو لكن خلينا متفقين أن دا بيني وبينك مش قدام حد 
ضحكت "مريم" بلطف على كلماته وتشنج عضلاته الحادة، قالت بعد أن مسكت وجهه بيديها الأثنين:-
-حاضر متقلقش يا جمي
رفع حاجبه إليها بعد كلمتها الأخيرة فضحكت "مريم" بعفوية وسعادة حتى تسللت ضحكاتها إلى قلبه يسرقه كاملًا إليها فوقف وهو يأخذها فى يده قائلًا:-
-تعالي
ضحكت "مريم" عندما وقفت فجأةمن جذبه وسقط الشال عنها أرضًا لتركض خلفه بفستانها الأبيض القصير الذي يصل لركبتيها وقالت:-
-جمال أستن لسه مأكلتش
ألتف إليها بتذمر من كلماتها ثم حملها على ذراعيه لتخرج منها ضحكة عفوية على فعله بينما قال مُتذمرًا:-
-أنتِ أكلتي النهاردة سبع مرات ويا ريت بيبان عليكي، كفايةأكل بقي   
وضعت رأسها على كتفه بينما يسير إلى المنزل الخشبي الخاص بهما ويطل على الشلال بمنظر خلاب من الطبيعة الأشجار وصوت مياه الشلال، تبسم "جمال" عندما سكنت بين ذراعيه، دلف للمنزل بها لينزلها على الفراش فقالت:-
-جمال نتصور مع الشلال أرجوك!
حد من عينيه إليها بضيق وخجلها يظهر فى ملامحها وعينيها اللامعتين من الخجل مُتحاشية النظر إليه، نزلت من الفراش وأتجهت نحو الشلال لتشعر بيه يعانقها من الخلف بدفء وقال:-
-أنا بحبك يا مريم
تبسمت وهى تضع يديها على ذراعيه المحيطين بخصرها وتمايلت على صدره بدلال ثم قالت بحب شديد:-
-وأنا بحبك يا جمال بكل لحظة فى عمري، نفسي الوقت يقف بينا هنا، وإحنا مع بعض بعيد عن كل المشاكل والشغل، بس نفضل هنا رغم أني عارفة انه مينفعش وأن محدش بيعتزل العالم وكل الحياة عشان بيحب، بس أنا نفسي نفضل هنا فى السعادة دى
أدارها "جمال" إليه حتى تتقابل عيونهما معًا ونظر بعينيها اللامعة بدفء الحب الذي تحمله بداخلها كأن قلبها صغيرًا جدًا على حمل هذا الحب ليفيض فى عينيها وحرارة جسدها، تحدث بدفء قائلًا:-
-أوعدك تفضل السعادة دى فى كل أيامك وكل دقيقة فى عمرك يا مريم
أقتربت إليه لتختبيء بين ذراعيه وتلف ذراعيها حول خصره بحب فطوقها بذراعيه ليستنشق عبيرها الذي يشبه الإدمان إليه..
نظرت إليه بخجل شديد بينما يقبل "جمال" ندوب جسدها بحنان كأنه يداوي إليها هذه القسوة التى عاشتها والألم التى شعرت بها مع كل طعنة، نظر إليها عينيها الدامعتين بحزن وأحراج من جسدها المشوه بفضل والدها المُختل عقليًا، أخذ "جمال" رأسها بين ذراعيه ليقبل دموعها وعينيها بحب ثم همس إليها بحب ونبرة دافئة:-
-ليه الدموع من الجميل 
ظلت تنظر بعيدًا عنه مُتحاشية النظر إليه ليجعلها تنظر إليه فقال بلطف وبسمة تنير وجهه:-
-والله زى القمر وفى عيني أنتِ أجمل واحدة فى العالم كله، لا أنتِ العالم كله يا مريومة
هربت دموعها من جفنيها الحزينين ليرفع يديه يجفف دموعها بأنامله ثم همس إليها بنبرة خافتة تكاد تسمعها وأنفاسهما إختلطت معًا من قربهما ويشعران بحرارة جسديهما:-
-بحبـــــــك
سقطته كل جروجها وصرخ قلبها حُبًا إلى هذا الرجل الذي يخفيها من العالم بأسره بين ذراعيه لتبادله لحظات الحب والدفء بينهما ....
__________________________
دخلت "أصالة" إلى غرفة التخطيط حيث يوجد "شريف" مع رجاله فقالت بهلع:-
-مستر شريف
ألتف "شريف" إليها ليرى ملامحها المُرتعبة كأن كارثة حلت بها أو رأت ميتًا يعود حيًا فقال بقلق من القادم وما جئت به تحمله فى طياتها:-
-خير على الصبح، أنا مش ناقص بلاوي
أعطته جوابًا من إدارة القناة التى تعمل بها "مريم" وقبل أن يفتحه ليعرف محتواه تحدثت "أصالة" تخبره بلسانها ما حدث:-
-القناة وقفت الموسم التاني من البرنامج وفسخوا عقد العمل بتاع مريم
أتسعت أعين "شريف" على مصراعيها بصدمة ألجمته من قرار الإدارة بحقها دون أن ينتظروا مبرر "مريم" أو يستمعه إليها، قال بتمتمة حادقًا بالجواب:-
-دا اللى كان ناقصني، هدم كل النجاح اللى وصلت له... 
خرج من الغرفة غاضبًا وسار فى الردهة لتقول "أصالة" وهى تسير خلفه:-
-هتعمل أيه؟
-لازم أتصرف قبل ما يرجع جمال ويهد المبني على دماغي مش كفاية أخوه مختار لا كان ناقصني القناة بالمرة عشان يقتلني مرة واحدة..
________________________ 
نظر "مختار" إلى "سارة" بعد أن ألقوا بقنبلتهم عليهم وقال بضيق:-
-يعنى جمال معرفش ولسه فى الهاني مون
تبسمت "سارة" بسخرية بعد أن نفثت دخان سيجارتها وقالت ببرود كالثلج:-
-يبقي نعرفه ونوصله الخبر لحد عنده، وطبيعي لما يعرف هيتحرك، أنا عايزاه يتحرك بس وسيب الباقي عليا 
تبسم "مختار" بجدية وقال بحماس:-
-أكيد، كفاية أنه يقع فى الفخ بس 
نظر "نادر" إليهما بقلق وهو لا يفهم ما يتحدثان عنه فسأل بفضول:-
-فخ أيه؟
أجابه "مُختار" بنبرة جادة غليظة مليئة بالشر:-
-أنت فاكر أن اللي حصل وجواز مريم والخيانة دا خطتنا، لا دا فخ نوقع فيه جمال لحد ما نحقق خطتنا الحقيقية... 
نظر "مختار" إلي "سارة" لتبتسم بمكر شيطانية فتبسم "مختار"بعد أن علم بخطتها وضرب الكأسان معًا بسعادة، كأنهم ينتظران رد فعل "جمال" ولا يخافون منه نهائيًا بل يريدونه أن يتحرك.... 
للحكــــــايــة بقيــــة..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عندما يشتعل العشق بالقلب ويتحدث الحب يُسكت العالم بأسره، سارا معًا مُتشابكين الأيادي والأصابع يغمر الحب قلوبهما معًا، أشارت "مريم" على فرقة موسيقى تقف فى شوارع البلد وأخذت يده ليشاهدان معًا وبسمتها لا تفارق وجهها من السعادة فتبسم "جمال" لبسمتها ووقف صامتًا دون أعتراض منه على الوقوف هنا لأجلها، أقتربت فتاة منها لتأخذ يدها ويرقصان معًا فتبسمت بسعادة أكبر نظرت إلى زوجها الواقف هناك يحدق بها وهى تتطاير بخفة الفراشة مع هؤلاء الفتيات، عاقدًا ذراعيه أمام صدره فى هدوء حتىتركت الفتيات وذهبت نحوه ليقول:-
-أتبسطي؟
أومأت إليه بنعم بسعادة تغمر وجهها وملامحها تمامًا كفيض قلبها وعقلها بهذه اللحظة، أخذها "جمال" إلى السوبر ماركت وأشتروا أغراض كثيرًا فقال "جمال":-
-كفاية كدة
هزت رأسها بلا وهى تأخذطبق اللحم المُغلف من البائع ثم قالت:-
-لا لسه التوابل
تأفف "جمال" بخنق من إصرارها على الطبخ له هنا فى رحلتهم، رغم أنه يرغب بإستغلال هذا الوقت معها ويمكنه شراء أى وجبة تريدها بماله، عاد للمنزل الخشبي الموجود وسط الأشجار والغابة وحدهم، صعد "جمال" ليبدل ملابسه وترجل للأسفل ليجدها تقف فى المطبخ الأمريكاني وتقلب الدقيق فى اللبن بعفوية ورفعت شعرها للأعلي بمشبك الشعر ونزعت سترتها وظلت بفستانها الأصفر بفراشاته الزرقاء ذى الحمالة، أقترب ليقف خلفها وهى تصنع الطعام ثم قال بعبوس:-
-مش كنت طلبتلك الأكل اللى عايزه
تبسمت بعفوية ثم قالت بحب:-
-لا، مش هيكون ممتع زى الأكل اللى هنعمله سوا 
طوقها من الخلف ثم وضع رأسه على كتفها مُتذمرًا على حديثها وقال:-
-أنا كنت عايزاك تشبع منى قبل ما نرجع وتشتكي من أنشغالي لكنك أنتِ اللى بتفرهدي الوقت
ضحكت بعفوية عليه ثم وضعت أصبعها بالعجين ووضعته على أنفه ليكز على أسنانه غيظًا أكثر من فعلته لترفع حاجبها إليه وقالت:-
-يلا قطع الطماطم وتكون رفيعة 
أومأ إليها بنعم ثم وقف جوارها يلبي طلبها مُتذمرًا، ذهبت للخارج وهو عينيه تبحث عنها حتى عادت بهاتفه الخاص الذي فتحته للتو وتصوره فتأفف بضيق على إدمانها على التصوير فقال:-
-هتنزليه فين المرة دي
تبسمت بسعادة بعد أن ضبطت وضعية الهاتف وجاءت إليه وتجيب على سؤاله بمكر شديد:-
-على اللاب بتاعك عشان لما أوحشك تتفرج عليه 
هز رأسه بعفوية ثم قال:-
-وماله، بس أنتِ لما توحشينى أوى يعنى هجيلك مش صعبة
أدرات رأسها له بأندهاش من كلماته وتلبد مشاعره كأن كل شيء مباح ومتاح لديه فقالت:-
-ولنفرض مُت
ترك السكين من يده بضيق شديد من كلمتها وألتف إليها وأغمض عينيه مُحاولًا كبح غضبه منها ثم حملها من خصرها وجعلها تجلس أمامه وحدق بوجهها ثم قال:-
-إذا مُتِ خدني معاكي
-بعد الشر عنك يا حبيبي
قالتها بلهفة وخوف شديد عليه ليتحدث "جمال" بنبرة أكثر جدية:-
-إذا كان بعد الشر عني فمتجبيش السيرة دى تاني قدامي
أومأت إليه بنعم ورفعت يدها إلى وجنته تلمس لحيته الكثيفة بحنان، عاشقة لهذه اللحية التى تزيده وسامة وجمالًا وتزيد من فخامته ووقاره كأنه ملك أو رئيسًا للبلاد ربما، تبسمت بخفوت وقالت بدلال تمتص هذا الغضب الوضوح فى عينيه:-
-معقول أسيبك هنا، لا مستحيل.. أنت ليا أنا وحبيبي لوحدي
نظر بعينيها التى تشبه اللون الأخضر الفاتح بهذا الفستان وعينيها الساحرتين دومًا ما تتغير وهو غارقًا بهذا السحر الذي خُلقت به، أقترب أكثر منها ليسرق قبلة من شفتيها التي تشبة الفراولتين لتبتسم أكثر بعد أن أبتعد عنها وحدقت بوجهه ثم قالت:-
-جمـــــ ....
قاطعها عندما تسللت يده إلى خلف رأسها وسحب مشبك رأسها لينسدل على كتفيها وظهرها، تحدق به فى صمت بعد أن أبتلعت كلماتها بحركته وتنظر إليه فقط، هذا الرجل يُربكها كلما أقترب أكثر من قلبها العاشق، أقل فعل يُصدر منه يُهزم قلبها ويُسكر عقلها حتى يفقده صوابه، داعب خصلات شعرها بيده اليمني وبيده اليسري يتكأ على الرخام التى تجلس عليه ثم همس إليها بنبرة خافتة ناعمة:-
-كدة أجمل، متربطهوش تاني
أومأت إليه بنعم ورأسها تتحرك بدون وعي من الأعلي للأسفل ناظرة إلى عينيه فى هيام، ترك خصلات شعرها وأحتضنت يده وجنتها الباردة بعنقها وقال:-
-قوليها!!
نظرت إليه بعدم فهم لطلبه وأى شيء يريد أن يسمعه فقالت مُتابعة حديثها التى توقفت عنه قائلة:-
-كنت هقولك خليني .....
هز رأسه بالرفض وقال بنبرة أكثر خفوت تكاد أن تسمعه وعينيه تنظر إلى شفتيها فقط مُنتظر أن تتفوه بهذه الكلمة وقال:-
-لا مش دى... قوليها يا مريم
أبتلعت لعابها بخجل شديد من نظراته وضمت  شفتيها للداخل بأسنانها أكثر من نظراته ورفعت غرتها التى تداعب وجنتيها للأعلى بيدها وقالت:-
-هى أيه؟
أشار برأسه وعينيه عليها لترفع نظرها بتعجب ثم قالت:-
-بحبك
رفع يده عن الرخامة ووضعها على خصرها ليجذبها إليه حتى ألتصقت به وقال بهدوء ونبرة مُثيرة هائمًا بهذه الفتاة التى سكنت كيانه كاملًا وليس قلبه فقط:-
-اه قوليها تاني
نظرت إلي عينيه ونبرته المُثيرة قتلت دقات قلبها للتو وسرقته من بين ضلوعها حتى شعرت بأنه سرق قلبهاوأخفاه داخل صدره الصلب وتركها هنا يسلبها روحها وفكرها كأن "جمال" عزم أمره وحسمه على أن يسرقها كاملًا من هذا العالم لتعيش بداخله وحده، داعبت لحيته بأناملها بلطف شديد ثم قالت:-
-أنا بحبك يا جمال....
أسكتها عندما وضع أنامله على شفتيها يمنعها عن الحديث بعد هذه الكلمة حتى لو كانت ستنطق أسمه ووضع جبينه على جبينها بحب وهمس إليها:-
-هشششش بالله عليكي يا مريم، أنتِ طلعتي ليا منين، لو كان القدر بيعاقبني على قسوتي طول السنين دى فأنا قبلت، ولو كان ربي رحم قلبي من عذابه وحضني بلطفه وكرمه بيك فأنا شكرته وهفضل أشكره العمر اللى جاي كله لأنه رحم قلبي الميت ورجع له النبض بيكي يا أحلى ما في حياتي.. لا أنتِ كل حياتي، قوليها مرة كمان
رفعت يدها الأخري لتضعها على وجنته الأخري وتضم رأسه بحنان كفيها ثم قالت:-
-بحبك...
أسكتها قبل أن تلفظ شيء أخر بعدها حتى لو أسمه بقبلته، حملها على ذراعيه لتتحدث بتذمر شديد:-
-الأكل هيبوظ يا جمال
نظر إليها وهو يصعد الدرج مُتجاهلًا سؤالها وعقلها البريء ترجم ما يريده فقال:-
-أنتِ نفسك فى بنت ولا ولد؟
ضحكت "مريم" بعفوية على سؤاله ثم قالت بخفة:-
-دا على أساس أنى حامل، جمال نزلني أحط الأكل فى الثلاجة على الأقل
تجاهل كلماتها بعد أن فتح باب الغرفة بقدمه وقال بحب شديد:-
-أنا عايز بنت بجمال أمها 
قهقهت ضاحكة على كلماته بينما يغلق باب الغرفة بقدمه لتنفجر ضاحكة عليه وصوت ضحكاتها يمليء المكان بأكمله كأنها تنشر سعادتها فى أرجاء المنزل كاملًا ولم يستمع إلى صوت هاتفه الذي بدأ يرن كالمجنون بأسم "شريف" الذي وصله رسالة بعد فتح الهاتف بفتحه....
________________________
"شــركــة الجمـال جي أند أم للألكترونيات
خرجت سيارة أمن من الشركة بأمر "عاشور" إلى المكان الذي وجده فيه "تقي" بعد أن أمر "شريف" بأنقاذها تمامًا كما أوصيه "جمال" قبل أن يسافر، وفى المقابل جلس مع "حازم" فى مكتبه داخل الشركة وقال:-
-فين التسجيل؟
أجابه "حازم" بهدوء ممزوج بالقلق على حبيبته قائلًا:-
-لما تقي تيجي؟
-لا يا حبيبي، أنا بعت أجبها وقدامك الرجالة خرجه، أنا أستن كتير أعرف منين أن اللى جاي تقولي عليه هو اللى حصل أصلًا وضربهم فى سمعة مريم... تبقي بتساومني على حاجة حصلت هستفاد أيه؟
قالها "شريف" بجدية حادة ثم تابع بتهديد صريح:-
-يا تسلمني دلوقت التسجيل يا أم هتصل بعاشور يرجع الرجالة... القرار ليك بس معاك دقيقة تفكر
نظر "حازم" إلى هذا الرجل الماكر ووجهه العابس تمامًا كـ "جمال" كأنها عدوى أنتقلت إليه من معاشرة "جمال" فتأفف بضيق شديد وأعطي التسجيل إلى "شريف" ليسمعه فأتسعت عيني "شريف" على مصراعيها من وهل الصدمة التى أصابته بعد سماع هذا الشيء...
_________________________ 
"قصـــــــــر جمــــــــال المصـــــــري"
تحدث "حسام" فى الهاتف بضيق شديد وصوت مُرتفع كأنه لا يشعر بشيء سوى قسوة حديث الطرف الأخر:-
-تعمل اللى هى عايزاه، أنا مش هرجع فى قراري وبنتك عندك يا حج عقلها يا أم متلومنيش .... والله انا دي ظروف شغلي وأنا مكدبتش عليكم لما دخلت البيت من بابه وأنتوا قبلته جاية دلوقت تعترض، عقلها يا حماي وخليها تشيل الطلاق من دماغها على الأقل عشان خاطر البنت اللى بينا.. الله ما طولك يا روح أعملوا اللى يعجبكم أنا كدة عداني العيب، سلام
أغلق الهاتف والتف غاضبًا ووجهه مُشتعلًا من الغضب ليُصدم بـ "جميلة" تقف خلفه مُرتدية زى الطيران وتحمل فى يدها طاقيتها الخاصة بالطيران وغاضبة هى الأخري ثم قالت:-
-ممكن تخلي رجالتك تفتحلي الباب أنا عندي شغل
تنحنح بهدوء حتى يخفف من غضبه ويفصل بين حياته الشخصية وعمله ثم قال:-
-حضرتك يا أنسة جميلة أنا مقدرش أخرجك
قضمت شفتها السفلية بضيق من كلمته وقالت بضيق أكثر أنفعالا:-
-أنا عندي شغل أكررها تاني
أومأ إليها بنعم ثم قال بضيق:-
-حاضر هتصرف ممكن تديني دقيقتين
نظرت إلى ساعة معصمها وتنهدت بهدوء ثم قالت:-
-مجرد دقيقتين بس.. أتفضل
ذهب بعيدًا ليتصل بـ "شريف" يخبره برغبتها فأجابه "شريف" بهدوء:-
-ماشي خرجها بس حد يخرج معها لأنها عنيدة زي أخوها ولو رفضت هتخرج غصب، أتأكد أنك توصلها للمطار بنفسك يا حسام من غير مشاكل
أغلق الهاتف معه ثم ذهب إلى سيارتها وفتح لها الباب الخلفي وقال:-
-أتفضلي
نظرت مُطولًا للباب ثم إلى "حسام" وقالت:-
-أيه دا؟
-هوصل حضرتك 
قالها بهدوء، تنحنحت بضيق وهى تعلم أن غير هذا لن تخرج من القصر فأغلقت الباب وجلست بالمقعد المجاور للسائق، تنحنح بحرج ثم صعد بمقعد السائق وأنطلق بها وظل هاتفه يدق رغم أنه على وضع الهزاز لكنها تستمع لأهتزازه فقالت بضيق:-
-رد 
تنحنح بحرج شديد وأخرج الهاتف من جيبه وأغلقه نهائيًا ثم قال:-
-أسف على الأزعاج
نظرت له وهو يغلق الهاتف فتأفف بضيق شديد ونظرت للنافذة ثم قالت بجدية:-
-هتطلقها؟
نظر إليها بأستغراب لسؤالها لكنه أدرك أنها سمعت حديثه من قبل، قالت بهدوء:-
-مقصدتش أتجسس عليك أكيد لكن صوتك كان عالي جدًا
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-هى متمسكة بالطلاق أو أسيب شغلي
هزت رأسها بنعم ثم قالت:-
-بالتأكيد، لو أنا مكانها مش هقبل بالوضع دا، حقها 
نظر إليها مرة أخرى ورفع حاجبه إليها ثم قال:-
-معتقدش أنه حقها لأنها لما  أتقدمت عرفتها ظروف شغلي وقبلت، زى مثلًا ما حضرتك ظروف شغلك بتحكم عليكي تسافري كتير وتغيبي أيام برا البيت، أكيد لما تتجوزي هيكون عارف دا وهيكون له الحق يقبل أو يرفض بعدها معتقدش أن يحق له يقرر يهدم البيت لظروف هو قبلها من البيت
تبسمت "جميلة" بسخرية على حديثه وعينيها تنظر من النافذة وقالت بتهكم:-
-وعشان ميتحكمش فيا ويقرر يا هو يا شغلي أنا مش هتجوز
تنحنح بحرج شديد من حديثها كأنها تلومه على زواجه وأتخاذ هذه الخطوة فى حياته ثم قال:-
-معتقدش أن الحل هو أننا منتجوزش
أوقف السيارة ثم ترجل ليفتح لها الباب لكنها لم تنتظره وأخذت حقيبتها والبلطو الخاص بها ثم وضعت الطاقية على رأسها لتنطلق فى طريقها، أخذ السيارة لكي يعود إلى القصر وعندما وصل للقصر كان "عاشور" قد عاد بعد أن أحضر "جمال" و"مريم" من المطار، كان "جمال" غاضبًا مما علم به من "شريف" وأنطلق بسيارته إلى الشركة بينما جلست "مريم" فى القصر مع "حنان" غاضبة وهي تنظر إلى هاتفها تقرأ ما كُتب عنها وقرر فصلها عن العمل من إدارة القناة تمتمت بضيق شديد:-
-كان ناقص يحولوني للتحقيق بالمرة
ربتت "حنان" على كتفها بحنان فتركتها "مريم" وصعدت للأعلي غاضبة والجميع يتهمهما بالخيانة والزنة وكيف كانت تخون زوجها "مختار" مع أخاه حتى أوقع "جمال" به وجعله يطلقها وتجوزها قبل أن تنتهي عدتها، جلست وحدها بغرفتهما تقرأ تعليقات الأشخاص عنها وكأن الجميع أجمع على كاهيتها وجعلها منبوذة فقالت:- 
-خلينا نشوف مين اللى هيدفع الثمن...
أتصلت بأحد اصدقائها فى القناة لكنه تجاهل كل مكالماتها فعلمت أن الجميع سيبتعد عنها الآن....
_______________________ 
وصل "جمال" إلى مقر القناة الفضائية وجلس في مكتب رئيس القناة وقال:-
-مدام مريم أتفصلت من القناة ودا القرار الأفضل وأنا منعت أى حد يتكلم عنها عشان السب والقذف 
مط شفته السفلية ببرود مُتعجبًا جراءة هؤلاء المُختلين ثم قال ببرود قاتل أوشك على تجميد هذا الرجل الجالس أمامه:-
-لا مش عشان السب والقذف والتشهير دا عشان أنت متقدرش، جرب بس مذيع واحد عندك يطلع يتكلم عن مراتي أو كلمة واحدة تتكتب عنها على صفحتكم بطريقة مباشرة أو غير وأنا أوريك أنت قاعد قصاد مين وبتتحدي مين؟؟
-أنا يحق لي اختار الناس اللى تشتغل عندى وتكون وجهة مشرفة لقناتي 
تبسم "جمال" بسخرية على هذا الرجل ثم قال:-
-وأنا يحق لي اللى قرب من مراتي أهرسه بجزمتي زى الحشرة
فتح باب المكتب ودلفت "مريم" غاضبة لكنها وجدت زوجها بالداخل، حدق رئيس القناة بها وهى تسير نحوه غاضبة وتقول:-
-وجهة مشرفة!! أنا هعرف أزاى أوريك الوجهة المشرفة
-مريم!! 
قالها "جمال" بهدوء لتنظر إليه وقالت:-
-انت بتعمل أيه هنا، أنا هعرف أزاى أرد عليهم وأخرسهم كلهم، أظبط ساعتك على 24 ساعة وبعدها تأكد أنك لو دفع مليون مش هدخل المكان دا تاني
-أنا أدفع مليون فمين ..فيكي أنتِ؟ أنتِ مفتحتش النت ولا ايه؟
ضرب "جمال" المكتب بقبضته بعد أن وقف فى مكانه وصرخ به قائلًا:-
-أتكلم بأدب...
قاطعه "مريم" التى مسكت يده وقالت بثقة:-
-تعالي يا جمال، متتعبش نفسك خلينا نمشي من هنا
سحبته من يده ليتأفف بضيق وخرج معها غاضبًا ثم أخذها فى سيارته وأنطلق إلى القصر بينما يعنفها بحديثه فى طريقهما:-
-مين اللى قالك تخرجي وتيجي لحد عنده ها؟ وأزاى تردي عليه ورجلك قاعد.. بتستقلي بيا
-لا مستحيل، لكن أنا فعلًا مش محتاجة غير 24 ساعة يا جمال، أنا مش محتاجة أبرر لحد حاجة أنا هخرس الكل ومن غير ما أروح لحد، مختار قرر يلعب معايا ..
نظر إليها وكاد أن يصرخ بها لتقول:-
-جمال أنا مش ناقصني خناقك، لو بجد عايز تساعدني فأنا محتاجة مساعدة واحدة منك.. تشوفلي حد يذيع بث مباشر ليا من غير ما مختار يقدر يقطعه عليا 
نظر إليها بحيرة من أمرها وما تفكر به لكنه فى نهاية المطاف وافق على مساعدتها، إذا كانوا قرروا محاربتها بالإعلام والشعب فسترد لهما المثل بنفس الطريقة...
_________________________ 
فتح "تامر" شاشة التلفاز إلى "نادر" بهلع ثم قال:-
-صاحبك أتفضح علنًا، أنا من البداية كنت ضد اللعب على الخطوة دي
نظر "نادر" إلى التلفاز وكانت "مريم" تبث حلقة مباشرة على قناتها على اليوتيوب التى تحمل أكثر من 2 مليون وتشارك البث على بعض القنوات الفضائية بفضل "جمال" وأخبرت الجميع بأنها تزوجت "مختار" بالأكراه من والدها وفضحت الكثير من علاقة "مختار" النسائية وتعاطيه للمخدرات، أثبتت للجميع وفأة "مختار" بشهادة وفاته وأصبحت أرملته لأربعة سنوات، 
سألها المُذيع الذي يشاركها الحلقة:-
-يعنى أنتِ مكنتش على علاقة بجمال أثناء جوازك بأخوه
تبسمت "مريم" بهدوء أعصاب وقالت:-
-مستحيل لأني مشوفتش جمال غير بعد الوفأة عشان فتح الوصية، أنا أرملة وفضلت أرملته أربع سنين أيه العيب فى أنى أحب وأتجوز من تاني اى أن كان هو مين..
-بس جوزك كان عايش
قالها المذيع بهدوء لتخبره "مريم" بثقة وهدوء نفسه:-
-ولما عرفت أنه عايش رفعت قضية خلع ودا يثبت كلامي عشان مكنوش خاينة، ومختار طلقني مش عشان جمال أجبره دا عشان ميبقاش مخلوع ورجولته نقحت عليه...
أثبتت حديثها عن القضية بالأوراق التى جلبها "راغب" لها وأظهرت تقرير الطبيب الذي أعطاه لـ "جمال" بعد فحصها بأنه لم يمسها ولم يدخل بها فشرعها ليس لها عدة
قهقه "نادر" ضاحكًا على مصراعيه بقوة من قوة هذه الفتاة وقال:-
-غبي، هو عارف كويس أنها مش خاينة وهتعرف تثبت دا ومع ذلك لعب كدة
تحدث "تامر" بعد أن أغلق الشاشة قائلًا:-
-مش قالك فخ
تبسم "نادر" بثقة وهو يقول:-
-وأنا بقي واثق أن خطتهم هتتقلب عليهم، جمال مش هيخسر 
___________________________ 
"قصـــــر جمـــــــال المصــــــري"
أعطاها "جمال" الكثير من الأوراق فسألت بلطف:
-أيه دا
تبسم "جمال" بهدوء بعد أن جلس أمامها على الفراش وقال:-
-دى عقود من قنوات، أختاري القاة اللى تعجبك وأبدأي شغلك من تاني، البث اللى عملتيه حقق نجاحه وبالفعل التعليقات كلها عندك بقيت إيجابية والقنوات حبين يتعاملوا معاكي
نظرت للعقود وهى تعلم أنه عمل جاهدًا لأجلها ولأجل إسعادها، معظمهم يريدون العمل معها ومعظمهم يريدونها لأجل زوجها فالآن أصبحت تملك سلطة أخر غير شهادتها ونجاحها من أجل القبول، سلطة "جمال المصري" زوجها، تبسمت بلطف وقالت:-
-مكنش في لزوم لكل دا؟ 
نظر "جمال" إليها بثقة من فعله وتبسم بلطف فى وجه زوجته وقال:-
-كان في لزوم، ما دام حاجة هتسعدك يبقي فى لزوم يا مريم، أنا وعدتك أعمل كل حاجة وأى حاجة عشان سعادتك 
أخذت يده فى يدها بدلال ولطف، ضربات قلبها لا تتوقف لحظة عن الصراخ باسمه، عقلها لا يتوقف عن التفكير به حتى فى بُعده يظل عالقًا فى عقلها، تحبه بكل جوارحها وأنفاسها، جاءت له طفلة بريئة نقية لا تعرف عن الحب شيء فقط تحمل بداخلها الكره والقسوة والحزن والخوف وكيف ترتجف لا تعلم شيء أخر، لكن معه تعلمت كيف الحب وعلمت بشعوره الدافئ ومشاعره المقدسة، رسمت بسمة تنير وجهها ثم قالت:-
-أنا سعيدة معاك ومبسوطة طول ما أنت جنبي ومعايا يا جمال، ومش عايزة حاجة تانية.. صدقني أنا مستعدة أعيش سجينة فى قصرك العمر كله ما دام أول ما هترجع أخر اليوم هتأخدني فى حضنك وتطبطب عليا 
كان يعلم "جمال" أنها تعشق عشقًا لا نهاية له ولا حدود، تكتفي بوجوده حتى تعيش وتتنفس بهذا العالم، تعلمت معه وعلى يديه كل الحب والطمأنينة والأمان، مسح على رأسها بحنان ثم قال بدفء:-
-سجينة!! أنتِ ملكة قصري وسلطانة قلبي وعمري فداكي يا مريم 
تشبثت بعنقه وهى تلف ذراعيها حول عنقه بأحكام ليطوق خصرها بذراعيه بحب حتى التصقا معًا كأنهما جسدًا واحدًا، يشعر بحرارة جسدها الدافئ وضربات قلبها المُتضاربة بداخلها، يستنشق عبيرها الساحر الذي يغتصب أنفه ويُسكر عقله بـسُكر الحب حتى أصبح فى أقصي درجات الثمالة بعشقها...
_______________________
أتصل الرجل بـ "سارة" مُطولًا لتتسلل من بين ذراعيه بجسدها العاري وأبتعدت عنه ثم فتحت الضوء فى الغرفة وألتقطت هاتفها ثم رفضت الأتصال فقال "نادر" وهو يشعل سيجارته:-
-مين مختار؟
هزت رأسها بلا وهى تعود لبين ذراعيه ثم قالت:-
-لا... دا زبون كدة
أخذت السيجارة من فمه لتضعها بين شفتيها وتأخذ نفس عميق ثم أخرجت الدخان من أنفها، تبسم عليها ثم قال:-
-زباينك كتير
نظرت إليه بضيق ثم وقفت من الفراش وترتدي الروب على جسدها الشبه عاري بقميص نومها وقالت بأختناق:-
-ميخصكش، ومتنساش أنك هنا بفلوسي اللى خدتها ولا محتاج أفكرك أن أصل الوصولات معايا وبغباءك حرقت النسخة منها
تنحنح "نادر" بحرج وضيق يكتم بداخله ثم قال:-
-لا فاكر يا سارة، أتصلتي بيا ليه؟
جلست على المقعد بهدوء وهى تحرق سيجارته بين شفتيها ووضعت قدم على الأخري ثم قالت:-
-مختار...  عايزة أخلص منه، أنت عارف أن رجوع حي رجعله كتير من أملاكي ولا كأني ورثت حاجة وبيتحشر فى كل حاجة وشغلي عطلان بسببه
نظر إليها بأندهاش من طلبها ثم قال:-
-أخلصك منه!! أنتِ مش بتحبه وبدلعي 
رفعت حاجبها إليه بسخرية وقالت بتهكم:-
-بحبه!! 
-أمال أيه اللى صبرك على العيشة معه كل السنين دى وأنتِ عارفة أنه بحب واحدة تانية وعلى علاقة بمرات أخوه وبيتجوز عليكي غير الحب
قالها وهو يقف من مكانه ببنطلونه فقط لتضحك "سارة" بسخرية بعد أن وقفت من مكانها وقالت:-
-أنت طيب أوى أو متعرفش كيد العوالم 
عانقها من الخلف بعد أن ألتفت لتطفي سيجارتها فى منفضة السجائر وقال:-
-معرفهوش
قالها وبدأ يقبل عنقها وهو يبعد خصلات شعرها عن عنقها وطريق قبلاته فأسترخت للخلف أكثر تتكأ على جسده بأستمتاع بهذه القبلات وقالت بهمس:-
-يارب ما تجربه مني
قاطع متعتها عندما رن هاتفها مرة أخري فأبتعدت عنه بضيق ثم نظرت إلى الهاتف وأستقبلت الأتصال هذه المرة ليخبرها الرجل بأن هناك من أقتحمه شقته وأخذوه "تقي" أثناء غيابه لتُصدم وهى لا تستوعب ما تسمعه والوحيد الذي يريد هذه الفتاة هو ابنها "حازم"......
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقفت "مريم" فى الساحة تصور فيديو إعلاني عن الجهاز الألي الذي يصنع القهوة وحده دون الحاجة لأيد بشرية وتحمل فى يدها كوب القهوة، تبسمت "مريم" بسعادة أمام الكاميرا ورفعت كوب القهوة لترتشفوا لكن توقفت بعد أن شعرت بغثيان من رائحة القهوة قرب أنفها ولم تستطيع تناول رشفة واحدة لتركض للمرحاض ويتوقف الجميع عن التصوير بقلق، خرجت بعد ان أستفرغت ما فى معدتها كاملًا لتري فتاة تمد لها مناديل ورقية، اخذتها "مريم" منها بلطف وخرجت لتري "عاشور" يقف أمامها فنظرت إليه بتوتر ثم قالت:-
-فى أيه؟ 
أشار على الفتاة ثم قال:-
-ميرفت الحارسة الشخصية الجديدة لحضرتك
نظرت "مريم" للفتاة ثم قالت بضيق:-
-أنا مكتفية بحسام وأساسا متقبلة وجوده معايا بالعفاية تقوم تجبلي واحدة تانية
تنحنح "عاشور" بحرج شديد من كلماتها ورفضها ثم قال:-
-أسف لحضرتك لكن دا أمر من جمال بيه وأوعدك أن حضرتك مش هتحسي بأى ضغط من وجودهم
-خدها وامشي وانا هتكلم مع جمال
قالتها بضيق شديد ثم سارت للأمام بأختناق ليسير خلفها قائلًا:-
-بعد اذنك يا مدام مريم
قاطعته "مريم" بضيق شديد يجتاحها وهؤلاء يشعروها دومًا بعدم الراحة كأنها مُقيدة رغم أن قدميها حرية، عينيهما تراقبها دومًا كأنها سجينة لديهما هتفت قائلة:-
-قولتلك مشيها، فين جمال؟
-فى الشركة
قالها "عاشور" بهدوء لتصعد بسيارتها غاضبة وأنطلق "حسام" بها إلى القصر بسبب خمول جسدها ودروان رأسها...
وصلت السيارة إلى القصر فترجلت "مريم" من سيارتها بتعب وصادفت "جميلة" تترجل من سيارة صديق لها عائدة من العمل، ذهبت إليها بقلق عندما رأت جسدها يهتز وخطواتها غير متزانة، مسكت "جميلة" يدها بلطف وقالت بقلق:-
-خير مالك؟ شكلك تعبانة..
أخذت "مريم" نفس عميق بضيق شديد يقتلها من الداخل، رفعت نظرها إلى "جميلة" ثم قالت:-
-تعبانة، وهو أنا طول ما أخوكي ورايا هرتاح
دخلت "مريم" للداخل بضيق رغم حُبها إليه لكنها أحيانا تشعر بانه يقيد حريتها ويراقبها كطفلة صغيرة أو لا يثق بخطواتها، ربما ما زال بداخله جزءًا من خيانة زوجته الاولي لذا يراقبها اكثر، هذه كانت الفكرة الوحيدة التى تقتل عقلها كليًا بداخلها، نظرت "جميلة" إلى "حسام" الذي يقف فى الخلف بجوار السيارة ثم أعطت يد "مريم" إلى "حنان" وعادت  إليه ومدت يدها بوجه حاد عابس:-
-ممكن مفتاح عربيتي
تشابكت يديه الأثنين أمامه فى هدوء وبطريقة رسمية قال دون أن ينظر إلى عينيها:-
-أسف لكن معنديش أمر بدا
تأففت بضيق شديد من كلماته وأغلقت قبضتها بأحكام قبل أن تفقد أعصابها على هذا الرجل الذي يطيع أمور أخاها بحزم كأنه إنسان الي وقالت بشجن:-
-أمر بدا، يعنى أنت ورئيسك مبسوطين وكل يوم حد من زمايلي بيوصلنى بسببكم
نظر "حسام" إلى سيارة هذا الشاب الذي تغادر القصر بعيدًا ثم أخرج ورقة من جيبه وكتب بها رقم هاتفه وقال بهدوء:-
-دا رقمي لو حضرتك بلغتينى بمواعيد رجوعك هتلاقينى فى أنتظارك ومحدش يوصلك
نظرت للورقة بأشمئزاز ثم غادرت من أمامه دون ان تأخذ الرقم منه، دلفت للقصر بانفعال شديد وصوت تنهيداتها يخترق أذنه، تبسم على تصرفاتها وتذكر طفلته الصغيرة عندما تغضب منه وذهب بعيدًا وحده وأتصال بزوجته لكي يتحدث إلى طفلته لكنه صُدم عندما وجدها رفضت الجواب عليه وأرسلت له رسالة بعد قليل تخبره بأنها غدًا سترفع قضية خلع إذا لم يطلقها اليوم ......
______________________ 
وصلت "سارة" إلى النادي الليلي بأختناق وتتحدث فى الهاتف بجدية:-
-يعنى أنا مطلوب مني أيه دلوقت؟
أجابها "نادر" على الجهة الأخري من الهاتف:-
-أنا عايز مفتاح شقة مختار
سألته بفضول شديد وتعجب لطلبه:-
-ليه؟
-يوووه أنتِ مش عايزاني أخلصك منه يبقي تساعدني
قالها بتذمر لتبتسم بجدية من قرب هدفها على التحقق ثم قالت:-
-هحاول لكن موعدكش
أغلقت الهاتف وبدأت تبحث عن أبنها فى كل أرجاء المكان أوقفت أحد العاملين بالمكان ثم قالت:-
-مشوفتش حازم؟
أجابها النادل بهدوء قائلًا:-
-لا مشوفتوش
صعدت إلى مكتبها وحاولت الأتصال به كثيرًا لكن هاتفه مُغلق وعقلها يكاد يتوقف من التفكير عاجزًا عن أستيعاب الأمر وكيف لأبنها العاجز السكير أن يحرر فتاة من قبضة رجل قوية كهذا وحده، تمتمت بقلق شديد:-
-معقول مختار يكون ساعده...
قاطعها صوت "مختار" الذي دخل المكتب على سهو دون سابق أنذار يقول:-
-هو مين اللى أنا ساعدته
رفعت نظرها إلى "مختار" ببسمة مُزيفة وليونة مُفرطة ثم قالت:-
-لا مفيش... لا في حازم مش عارفة أوصله
جلس على الأريكة ببرود شديد من حديثها ثم قال:-
-داهية تأخده أنا مش عارف أنتِ خلفتيه ليه ما أنتِ كنتِ حلوة وزى القشطة لوحدك ناقصك هم العيال
تذكرت "سارة" ماضيها وما فعله هو و"ليلي" بها بعد أن حرموها من الأنجاب تمامًا لكنها حاولت كبح غضبها أكثر بداخلها ووقفت من مقعدها بدلال مصطنعة وسارت بخطواتها نحوه بينما تهتف بدلال:-
-كنت حلوة يعنى دلوقت مش حلوة
رفع "مختار" نظره بها أكثر ليراها تسير نحوه بليونة مُفرطة ولين خطواتها يسقط على عقله ويأسر عينيه بفستانها الفضي القصير الذي يصل لأعلي ركبتيها وبأكمام رغم أنه مفتوح من الصدر على هيئة قلب وحذاء أزرق بكعب عالي وشعرها مُرفوع على الجانب الأيسر حتى وصلت أمامه وجلست على قدميه ليقول:-
-ولسه حلوة، مفيش فى حلاوتك أتنين، عمليات التجميل مخلتش لازم نديها جائزة نوبل دكاترة التجميل اللى خلوكي أصغر من مريم نفسها
قهقهت ضاحكة بصوت مرتفع لتشعر بيديه تحيط بخصرها النحيل فتبسمت بخبث وتذكرت طلب "نادر" منها لتبتسم أكثر بمكر شيطانية داخل رأس هذه المرأة الجميلة، رفعت يديها تتسلل إلى رأسه وتتغلغل أصابعها النحيلة إلى خصلات شعره وجذبته بقوة من شعره إليها وقالت:-
-تحب أوريك دكاترة التجميل عملوا أيه تاني
نظر إلى جسدها بشهوانية وتبسم بينما يمرر لسانه على شفتيه فأبتسمت "سارة ثم وقفت من مكانها وجذبته من رابطة عنقه وأنطلق من المكان وهى تقول:-
-تعالي يا حياتي....
_________________________
"قصــــــــــــر جمــــــــــال المصـــــــري" 
عاد "جمال" بنهاية اليوم من العمل بعد أن أخبره "عاشور" برفض "مريم" للحارسة الشخصية وغضبها، نظر إلى زوجته التى تتابع قناتها على اليوتيوب فى اللابتوب الخاص بها بتركيز شديد وغضبها واضحًا بملامحها وعبوسها رغم عدم وجوده لكن الغضب يحتلها وجعل عقلها كأرض مُحتلة تحت سلطته، شعرت بحضورها لكنها لم تنظر إليه ولم تتفوه بكلمة وأيضًا هو لم يلقي حتى ترحيب ودلف إلى المرحاض وبدل ملابسه بعد الأستحمام وجلس على المقعد المقابل للأريكة وقال بجدية:-
-أتكلمي بدل ما تطقي
أخرجت زفير قوي من أنفها ثم أغلقت اللابتوب ونظرت إليه ببرود شديد وقالت بحزم:-
-هو حسام مبينقلكش أخباري كويس عشان تجبلي حد تاني
نظر "جمال" إلى عنفها رغم هدوئها لكنها مُشتعلة من الداخل كالبركان فهو خير الناس معرفة بزوجته التى تربت على يديه وأكتسبت من قوته الكثير وقال:-
-ومين قال أن حسام بيراقبك؟
وقفت من مكانها بأنفعال وسارت فى الغرفة بعيدًا عنها تضحك بسخرية على كلمته وقالت:-
-مين قالي؟ أنت مش واخد بالك ولا أيه؟ أنت جاي من برا وأنت عارف أنى غضبانة ومضايقة منك، يا تري عرفت منين لو البهوات اللى ممشيهم ورايا قالولك...
وقف "جمال" من مكانه بعد أن تنحنح بهدوء مُدركًا غضبها لطالما كان يعرف بأنها لا تعشق شيء قدر حريتها ولا تكره شيء كتقييدها ومراقبتها، وضع يديه فى جيب بنطلونه القطني الأزرق وقال:-
-مريم أنا مبراقبكيش أنا .....
-أنت بتشك فيا؟
سألته بغيظ شديد فأتسعت عينيه على مصراعيها من سؤالها وكيف تتهمه بشيء كهذا ليسير نحوها وقال ساخرًا منها:-
-قولتي أيه؟ بشك! مريم أنا شكت فيك ولو واحد فى المية هطلقك أو أقتلك أيهما أقرب لأني مش هعاني تاني ولا هستني لما أتأكد من شك ويبقي خيانة...
خرجت منها شهقة ساخرة وقالت بعناد وعينيها تحدق بعينيه:-
-تطلقني أو تقتلني؟ ليه عشان شايفني ممكن أكون ليلي التانية وأخونك لدرجة دي أنتِ مش واثق فيا ولا مُصدق حُبي لك، تفتكر يا جمال أنا لو عايزة أخونك مش هعرف ولا هخاف من اللى ممشيهم ورايا....
قاطعها غضبه عندما تفوهت بجملتها الأخيرة التى أشعلت نيران غضبه ليمسك ذراعها بقوة وجذبها أليه فى حركة سريعة حتى انتفضت جسدها من محله وأرتطمت بصدره القوية وعينيه تحدق فى عينيها بعد أن تحولت للأحمر الشديد من الغضب الذي يجتاحه وعقله لا يستوعب كيف ستخونه أوكيف تفكر فى الحديث عن ماضيه بهذه السهولة وقال:-
-جربي تنطقيها مرة تانية يا مريم ومتلومنيش على اللى هعمله مش هقولك جربي تعملها ... لا جربي تقولها حتى من باب السخرية أو التهديد ومتلومنيش 
دفعها بقوة بعيدًا عنه ليرتطم جسدها بالحائط وشعرت بدوران فى رأسها من دفعته القوية لجسدها بينما تابع "جمال" حديثه بغضب سافر:-
-أوعي تستغلي حٌبي ليكي ولا تفكري أنى ضعيف قصادك عشان بحبك، أنا جمال المصري لو نسيتي أحب أفكرك ومتنسيش يا مريم أنى مسكت نفسي عن ضربك مرتين قبل كدة بلاش تفقدني أعصابي لأن المرة الجاية مش هضمن لك أني أتحكم فى غضبي....
سار نحو باب غرفة المعيشة وفتح الباب الجرار بينما "مريم" تقف محلها تحاول تنظيم أنفاسها لتسيطر على دوران رأسها وقشعريرة جسدها الباردة التى اصابتها، توقف "جمال" قبل أن يخرج من الغرفة وقال بجدية حازمًا أمره على تصحيح تفكيرها حتى وأن كان غاضبًا:-
-ولعلمك أنا لو بعمل كدة أنا بعمل كدة لحمايتك وعشان بخاف عليكي وبحبك ومقدرش أتخيل أن ممكن يحصلك أذي لكن لا براقبك ولا بشك فيكي يا حرمي المصون
خرج من الغرفة وأغلق الباب بقوة مُعبرًا عن غضبه منها وأستهانتها بالحديث عن ماضيه المؤلم وذكر أسم "ليلي" أمامه كأنها تُذكره بهذه الليلة التى تعرض للخيانة بها من زوجته وأخاه وجاءته الطعنة من أقرب الأقربون، جلست "مريم" على الفراش بتعب فى جسدها ثم تناولت القليل من الماء ووضعت الكوب على الكمودينو، فتحت الدرج وأخذت قطعة من الحلوى المُحلي ووضعتها فى فمها قليلًا وكلماته الأخيرة تضرب أذنيها وعقلها ووخزات قلبها تقتلها من الداخل..
______________________ 
وقع "حسام" على أوراق الطلاق وطلب رؤية أبنته قبل أن يغادر لكن رفضت زوجته وحتى لا يفتعل شجارًا معها غادر فى هدوء بعد ألحاح والد زوجته، عاد للقصر وكان مهمومًا وغاضبًا مما حدث، لم يدوم زواجه لخمسة سنوات وأبنته ذات الأربعة سنوات ستدفع الآن ثمن أختياراته هو وطليقته...
جلس فى الحديقة ينفث دخان سيجارته فجاء "عاشور" إليه وقال بهدوء بعد أن جلس جواره:-
-أنت بتدخن؟
هز "حسام" رأسه بلا ونظر "عاشور" بخمول كأنه لا يملك طاقة لفعل أى شيء ولا حتى الحديث فأكتفي بهز رأسه، ربت "عاشور" على قدمه بلطف ثم قال ببسمة مُتفائلة:-
-ولا يهمك بكل تتعدل وتحلوي ومتشلش هم بنتك 
أومأ "حسام" إليه بنعم ثم نظر الأثنين للأمام وكانت "جميلة" جالسة هناك تلعب مع جروها الأسود من سلسلة الروت ويلر ومعها المدرب الذي يساعدها فى تربية كلبها الصغير وتدريبها على التعامل معه، أشار "عاشور" إليه على هذا الكلب وقال:-
-حتى الكلاب بتتأقلم وتتعود، عذرًا فى الكلمة بس بنتك هتتعود وتتأقلم على الوضع دا بس المهم تفضل على صلة بها ومتختفيش من حياتها
أومأ "حسام" إليه بنعم ليذهب "عاشور" من جواره بعد أن أعطاه كوب من القهوة الساخنة فظل "حسام" يراقب هذا الجرو الصغير...
_________________________ 
فتحت "مريم" باب الغرفة الجرار ليطفي "جمال" سيجارته سريعًا لأجل حساسيتها ومرضها الصدري، جلست جواره وهو ينظر فى الهاتف ويشعل خاصية تنقية الهواء فقالت "مريم" بهدوء:-
-مش أفضل تسيبه على الأقل تعاقبني 
لم ينظر إليها وتنهد بهدوء شديد محاولًا التخلص من ذكرياته التى ضربت عقله بعد حديثها تنبش فى الماضي وتعبث به ثم قال:-
-أنا لو عايز أعاقبك مش هعاقبك بالمرض والتعب، بس أنتِ...
مسكت وجهه لتُدير رأسها إليه حتى ينظر إليه ويكفي عن التهرب من مقابلة عينيها وقالت بعد أن تلاقت أعينيها:-
-بس أنا أيه؟ مهونش عليك؟!!
حدق بها بهدوء صامتًا فقالت بندم شديد يجتاحها بسبب فعلتها وذكر الماضي فى شجارها معه:-
-أنا أسفة مكنش قصدي بس كنت متعصبة من الصبح وعمالة أفكر في سبب لتصرفاتك، أنت أكتر واحد عارف أنا بكره قد أيه التقييد وأن أفضل حاسة طول الوقت أن عليا عيون كأني متراقبة، بفضل متوترة ومرتبكة حتى لو العيون دي مش شر ولا كارهني، متزعلش منى أنا اليومين دول عصبية زيادة وخلقي فى مناخيري، أنا أسفة 
أبعد يدها عنه وأنزلهما للأسفل ثم تركهما تمامًا وقال بجدية:-
-مريم أنا مُتفهم أن مسئولية الجواز وشغلك اللى فى بدايته ومحتاج مجهود كبير منك والمشكلة اللى حصلت وفصلك من القناة وأن كل مأثر عليكي ومحسسك أنك مضغوطة لكن أرجوكي تفهمي أنتِ كمان وضعي أنا شايل جبال فوق كتافي من غير ذكر أى حاجة منهم لكن تأكدي أنى أخر حاجة ممكن أكون محتاجها لما أرجع بعد ساعات ويوم طويل يكاد يكون 16 ساعة برا البيت فى ضغط هى أني أتخانق معاكي أو أشوفك مضايقة، أنا بستني اللحظة اللى أرجع أرتمي فيها فى حضنك وأشوف ضحكتك عشان أقدر أصحي الصبح أكمل فى نفس الدايرة 
أومأت إليه بنعم وتفهم ثم فتحت ذراعيها على مصراعيهم أمامه وقالت ببسمة مُشرقة تنيروجهها وتمتص كل غضبه:-
-أتفضل، تعالي
تنهد "جمال" بهدوء ثم جذبها إليه يُضمها بقوة حتى اوشك على أعتصر عظامها بين ذراعيه يستنشق عبيرها ورائحة شعرها بهيام على عكس "مريم" التى دفعته بعيدًا بضيق من رائحة الشامبو الذي تحمم به وتفوح منه رائحة الياسمين ووضعت يدها على فمها وأنفها وقالت:-
-أيه دا....
لم تكمل كلماتها وركضت للمرحاض بالغرفة الأخري تستفرغ كل ما بأحشائها، تعجب "جمال" من تصرفها ثم حاول يستنشق رائحته بقلق من أن يكن به رائحة سيئة لكن لم يجد شيء، ذهب خلفها بقلق عليها وقال:-
-أنتِ كويسة؟
أتكأت على ذراعيه بعد أن خرجت بتعب لكن ما زالت الرائحة به فقالت بأشمئزاز بعد أن أبتعدت عنه:-
-جمال أنت رائحتك عاملة كدة ليه؟ روح أستحم أو روش أي أسبري ... أنا مش قادرة
تعجب من تصرفها كثيرًا وبدل ملابسه سريعًا، رغم أنه لم يفهم شيء ولم يشم به رائحة سيئة...
________________________ 
تسللت "سارة" صباحًا من الفراش وأخذت سترة "مختار" معها وهربت من الغرفة على أطراف أصابعها وبحثت بداخل الجيوب حتى وجدت المفتاح الخاص بالشقة وهو عبارة عن بطاقة لتُدرك أن "مختار" يضع باب إلكتروني بكلمة سر فتأففت بضيق لفشل خطتها وقررت أن تذهب اليوم إلى شقته عوضًا عن شقتها بحجة قضاء الليلة معه حتى تراه وهو يكتب كلمة السر أمامها....
أتاها صوت "مختار من الداخل يناديها فألقت بالسترة بعيدًا وأصطنعت الوقوف أمام البار، خرج "مختار" بسعادة حتى وصل إليها وقبل عنقها بسعادة وأثارة ثم قال:-
-مش أنا بعت الهدية على النيابة .. تفتكري هديتي هتعجب جمال
تحمست بسعادة وألتفت إليه بفرحة تغمرها ثم قالت:-
-بجد أحلف
نظر إلي جسدها الشبه عاري بقميص نومها الشفاف الذي يظهر ملابسها الداخلية من أسفله وقصير جدًا ثم قال مُجيب عليها بنبرة ناعمة مُثيرة ويديها تلمس قدميها حتى وصلت إلى خصرها بإغراء:-
-وشرفك... لا بلاش شرفك وجمالك اللى مفيش منه أثنين
عانقته بحب وبدأت تقبل عنقه ويديها تتسلل أسفل ذراعيه بسعادة لتحقيق رغبتها...
__________________________ 
ركضت "إيلا" بحماس فى السياج مع الكثير من الخيل داخل هذا السباق وعلي ظهرها "مريم" التى تشعر بالحرية وصعودها على "إيلا" فى المسابقات يخفف من ضغطها وتوترها التى تعيش به هذه الأيام ويُزيدها حماس من أجل الفوز، فـ "إيلا" كفيلة بأن تمتص منها كل طاقة سلبية وتشعر بالحماس والحرية التى تُريدها، شعرت "مريم" بدوران من جديد بسبب سرعة "إيلا" والحلقات الدائرية التى تركض بها، بدأت "إيلا" فى القفز فوق الحواجز الحديدية لكي تصل لخط النهاية،  لم تتحمل "مريم" الدوران أكثر فجذبت شعر "إيلا" فى يدها حتى تتوقف وبدأت عينيها فى الأغلاق وجسدها يُهزمها لكن "إيلا" لم تتوقف بل فهمت إشارتها خطأ وزادت من سرعتها مُعتقدة بان "مريم" تتشبث بها جيدًا لتعطيها تصريح بالركض أسرع من أجل الفوز، سقطت "مريم" من فوق ظهرها أرضًا فاقدة للوعي ليهرع إليها "حسام" وتوفقت "إيلا" بصدمة بعد أجتيازها لخط النهاية وتحقيقها الفوز رغم سقوط "مريم"..
أخذها "حسام" للمستشفي بخوف شديد وأتصل بـ "جمال" لكن هاتفه كان مُغلق ليتصل بـ "عاشور" حارسه الشخصي الذي يلازمه دومًا وأخبره بمرض "مريم" ولسوء حظ "مريم" كان "عاشور" بالخارج لكنه قال بجدية:-
-أنا هطلع على الشركة على طويل، عينيك متفارقش المدام نهائيًا لحد ما أجي لك أو أبلغك بأمر جمال بيه 
أومأ "حسام" له بنعم ونظر إلى الغرفة التى بها "مريم" بقلق حتى خرج الطبيب وأخبره أنها بخير ويمكنها المغادرة، تعجب لصمت الطبيب وعدم تفوهه بشيء حتى انه لم يخبره ما حدث لها فعاد بها للقصر سريعًا ولا يعرف ماذا سيقول إلى "جمال" أو ماذا أصاب زوجته فنظر إلى ساعة يده وكانت السابعة مساءًا وبكل الأحوال أقترب موعد عودته حتى لو لم يخبره "عاشور"...
أتصلت "مريم" كثيرًا لكنه لم يُجيب فظلت بفراشها صامتة تنتظره حتى جاء إليها بعد ساعة ونصف تقريبًا من الأنتظار...
دخل "جمال" إلى غرفته ليلًا بعد يوم طويل فى العمل واتصالات أكثر منها، رآها تنتظره فى فراشها وتنظر فى هاتفها بسعادة تغمرها على وبسمة لا تزول من فوق شفتيها وعينيها تلمعان ببريق جديدًا عليه ليس حبًا أو فرحًا شعور جديد يجتاحها فقال بقلق بعد أن جلس أمامها:-
-أنتِ كويسة؟ قالولي على اللى حصل؟ فى حاجة بتوجعك 
تبسمت "مريم" بحب يغمرها وتركت الهاتف من يدها ثم نظرت إليه بسعادة وشيء جديد بنظرة مُختلفة كليًا عن السابق لم يعهدًا من قبل، سألته بدلال ونبرة ناعمة:-
-أنت قولتلي كنت عايز بنت ولا ولد؟!! 
رفع حاجبه بأستغراب لسؤالها وحدق بعينيها مُطولًا فى صمت حتى يفهم ما يحدث مع هذه المرأة التى تبتسم بلا توقف رغم حادثتها وتكاد تقفز من فراشها عوضًا عن بكائها، تعجبت إلي صمته فزاد بسمتها أكثر على شفتيها وهتفت بلطف:-
-بنت!!
حاول أستيعاب بسمتها التى تغمرها ومشاعرها التى تحتلها حتى أتسعت عينيه على مصراعيها فجأة بدهشة ألجمته ثم قال بذهول:-
-أنتِ حامل؟! 
أومأت إليه بنعم بحماس شديد ثم رفعت هاتفها أمام عينيه ليرى صورة لأشعة التقطتها إلى طفلها الذي يشبه النطفة فى رحمها فى أسبوعها الخامس وقالت بحيوية:-
-اه حامل، شوفته صغنن أزاى يا روحي عليه
لم تري بسمة على وجهه بل رأت القلق والخوف وشيء أخر لا تعرف ماهيته فسألته بهدوء وخوف:-
-ما لك يا جمال؟ أنت مش فرحان؟
تنحنح بهدوء شديد ثم رفع يده إلى وجهها بلطف وحدق بعينيها ليري فرحتها على وشك الأنطفاء من رد فعله ليقول بجدية:-
-فرحان ونفسي فى بنت شبهك أنا مغيرتش كلامي بس..
صمت لتتابع "مريم" حديثه بعد أستيعاب سبب فعلته وتجمد وجهه الذي يخبرها بأنه تلقي صدمة وليس فرحة وهدية من الرب:-
-بس.. بس أيه؟ كمل أنت مش عايز تخلف؟
هز رأسه بلا ثم قال بذعر بعد أن رأي فرحتها قُتلت أمامه بسبب بروده:-
-لا عايزاه والله يحميكم ليا لكن مريم أنا مش مستعد دلوقت...
دفعت يده بعيدًا عنها بسخرية وأتسعت عينيها على مصراعيها وفتحت فمها بصدمة ألجمتها للتو من كلماته ثم قالت بتحذير شديد وغضب سافر:-
-مش مستعد... وأهو حصل أنا محملتش لوحدي ومتفكرش تطلب منى أنزله 
أخذ يديها فى قبضته بحنان ونظر إليها بحب شديد ثم قال بنبرة هادئة:-
-لا، مستحيل أقتل روح وأنزله ليه وأنا عايزاه وبحبك، دا حتة مني ومنك وبذرة حُبنا ونعمة ربنا كرمنا بيها غيرنا بيتمنى ضفرها، مستحيل أفكر أو أطلب منك دا
تنهدت بضيق شديد لا تفهم شيء مما يحدث ثم قالت:-
-أنا مش فاهمة حاجة منك
سألها بقلق شديد من هذا الخبر الذي سيدمر كل شيء وسيجعل أعدائه وأولهما أخاه يفكرنا فى أذيتها:-
-من غيري يعرف بالحمل دا؟
-محدش حتى حسام أنا طلبت من الدكتور والممرضة ميقولوش حاجة ليه؟ كنت عايزاك أول واحد تعرف
تبسم بسعادة قصوى الآن كأنها أخبرته للتو بحملها وليس من قليل ومسح على رأسها بحب شديد ثم قال بتحذير:-
-مريم، أنا ليا طلب عندك وبالله عليكي متعارضنيش ومتسألنيش ليه؟
نظرت إليه بصمت مُنتظرة أن تعرف ما طلبه منها الذي يترجاها بأستماتة هكذا لفعله دون معارضة فتابع "جمال":-
-محدش يعرف أنك حامل ولا حتى أمي ولا حنان مفيش جنس مخلوق خلقه ربنا يعرف ولا حتى وأنتِ بتتكلمي مع إيلا... شوفي إيلا نفسها اللى هى حصان متعرفش 
تعجبت كثيرًا من هذا الطلب وأستماتة زوجها لهذا الشيء وهذا الخوف الذي تراه بداخل عينيه ويحمله فى طلبه كادت أن تسأله عن السبب ليقول:-
-قولتلك يا مريم متسألنيش
أومأت إليه بنعم ثم قالت بهدوء:-
-حاضر لكن دا حمل مش هيستخبي كثير كلها شهرين ثلاثة وبطني، هتكبر أنا فى أسبوعي الأول فى الشهر الثاني
هز رأسه لها بنعم كأنه يفهم هذا الشيء لتؤمأ إليه بنعم مُطيعة لأمره فتبسم بلطف ثم قبل جبينها بحنان .....
قاطع حديثهم صوت طرقات الباب بهلع شديد ليُفتح "جمال" الباب وكانت "حنان" فسألها بقلق:-
-فى أيه؟
نظرت إليه بقلق لتخبره بان هناك من يتنظروا بالأسفل، ترجل للأسفل وكان مقدم من الشرطة يقف قرب باب القصر فنظر "جمال" إليه بهدوء ثم قال:-
-أفندم؟
تحدث المقدم بنبرة خشنة قوية لا يهب هذا الرجل ولا مكانته او سلطته قائلًا:-
-أستاذ جمال حضرتك رهن الأعتقال بتهمة قتل زوجتك المدعوة ليلي قاسم البنهاوي .....
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت "مريم" على وشك الموت وتوقف قلبها من الصدمة التى لحقت بها للتو مُنذ أن ذهبوا به ليليًا وهى لا تعرف شيء ولم يتصل "شريف" بها نهائيًا حتى يطمن قلبها، لم تستطيع التنفس تشعر بان صدرها يختنق ورئتيها توقفت عن أستقبال الأكسجين وقلبها لم يعد يضخ الدماء فى جسدها، نظرت "حنان" إليها بقلق وهى تقف أمام باب القصر وتسير دون توقف ذهابًا وإيابًا حتى يظهر زوجها الذي يبدو انه لن يعود الليل أو حتى الغد نظرت فى ساعتها التى تجاوزت الثامنة صباحًا بالفعل و"عاشور" يمنع خروجها كلما حاولت الذهاب إليه كأنه إنسان ألي لا يعرف شيء عن الرحمة ينفذ أوامر "جمال" كـ "جين" تمامًا الذي يشعر بقلبها وعقلها....
تنهدت "ولاء" بضيق أكثر وهى تري "مريم" أمامها ثم قالت:-
-قوليلها تقعد يا حنان خيلتني وأنا مش ناقصة
نظرت "حنان" إلى "مريم" بإشفاق ثم قالت:-
-تقعد!! ربنا يصبرها ويقويها.. أنا خايفة يجرالها حاجة وهى أصلًا تعبانة
رفعت "ولاء" نظرها بهذه المرأة وتأففت غيظًا من إشفاق الجميع على "مريم" رغم أنها ليست بضعيفعة كما يعتقدون، بالعكس "ولاء" تراها قوية وعنيدة تملك كل شيء تتنمي أن تملكه أى فتاة فى عمرها، تعليم وشهادة جامعية وتملك أصدقاء وامرأة كـ "حنان" و"نانسي"، يحبها كل من بالقصر، تملك الشهرة والمال وأيضًا زوج لو أنقلبت سيدات العالم أجمع رأسًا على عقب وأجتهدوا لم يملكون زوجًا كـ "جمال"، تحدثت "ولاء" بهدوء:-
-خايفة عليها، ما تفتحي عينيك كويس يا حنان وكافية تبصي للماضي وفكري تبصي للحاضر، مريم اللى جت لكم مكسورة الجناح وضعيفة ماتت فاليوم اللى دخلت فيه القصر دا، بصي للحاضر وشوية مريم دلوقت أيه وبطلي شعل الصعبنيات دا...
تحدثت "جميلة" بقلق شديد قائلة:-
-مش وقته يا ماما، نطمن على جمال بس
-ربنا يستر وميكونش الدليل الى عندهم هو الجثة نفسها
قالتها "ولاء" بضيق شديد وعينيها ترمق باب القصر وتحاول الأتصال بـ "شريف" لكنه لا يُجيب نهائيًا....
________________________ 
كان جالسًا فى صمت مع ضابط الشرطة ويحدث فى اللابتوب الموجود أمامه على المكتب وبه مقطع فيديو مُسجل بجودة رديئة ويظهر بوضوح ضرب "جمال" المبرح لـ "ليلي" حتى سقطت جثة هامدة أمامه، رفع "جمال" نظره إلى المقدم ببرود وقال:-
-حضرتك قبضت عليا عشان دا، دا دليلك الكافي عشان تقبض على جمال المصري
استشاطت المقدم غضبًا من غروره ونرجسيته وحتى طريقة حديثه الباردة أثارت غضب المقدم ليقول ببرود هو الأخر:-
-فين الجثة؟، حضرتك مُتهم بدا خصوصًا أن معظم الناس اللى سألناها قالوه انها اختفت من اليوم دا نهائيًا ولما تحرينا عن الموضوع أثبت أن المدام مخرجتش ولا دخلت مصر من يومها وكمان مستعملتش أى بطاقة فيزا ولا مالهاش أى أثر فى الوجود... أنا عايز الجثة حتى لو كانت عضم فى قوفة
تأفف "جمال" ببرود شديد ثم قال:-
-يا حضرة أنا شغال فى الالكترونيات والتكنولوجيا وأصغر مهندس عندي لو عرضت عليه الفيديو دا بالصورة الرديئة دا هيثبت أن ميقدرش يحدد أن دى جريمة قتل... ومع ذلك أنا مش هتكلم غير فى حضور المحامي بتاعي
أقترب الضابط من مكتبه بغضب سافر لكنه يكبحه ووضع يديه الأثنين على المكتب ثم قال:-
-وأنا مش محتاج أصغر مهندس عندك إحنا عندنا الخبراء بتاعتنا... يا عسكري
فتح الباب ودلف العسكري ليقول له بجدية صارمة وعينيها تخترق "جمال" بغضب كأن بينهما نار أنتقام قوية:-
-خدوه للحبس لحد ما يشرف المحامي بتاعه
وقف "جمال" من مكانه بهدوء قبل أن تلمسه يد هذا العسكري وقبل أن يغادر دلف اللواء يقول:-
-مكانك يا عسكري... بعد أذنك يا حضرة المقدم خليه يستني فى مكتب سيادة الرائد بلاش الحجز 
نظر المقدم للواء رغم أن صيغة كلمات هى الطلب لكن نظرات قائده جعلته يعلم بأنها صيغة أمر واجب تنفيذها...
خرج "جمال" مع العسكري وكان "شريف" يقف أمام المكتب فى أنتظاره ثم قال:-
-أنا بتصل بـ راغب مبيردش وتليفونه مقفول
أومأ "جمال" له بهدوء شديد ثم قال:-
-شريف، أنا عايز مريم.. مترجعش غير ومريم معاك
تعجب "شريف" من طلبه، غيره كان أمر بأن يحافظ على زوجته وألا يخرجها من القصر نهائيًا ويجلبها لهنا حتى لا تراه هكذا لكنه الآن بعد صمت طويل كل أوامره تتلخص فى إحضار زوجته، أومأ "شريف" له بنعم ثم قال:-
-حاضر، أشوفلك محامي غير راغب... تحب أكلم مين؟
هز "جمال" رأسه بهدوء شديد ثم قال:-
-لا أنا عايز راغب بس وأوعي تتصرف من دماغك يا شريف
هز "شريف" رأسه بهدوء ليذهب "جمال" للمكتب الأخر ووضعه المقدم به وقبل أن يغادر وضع الأصفاد الحديدية فى يديه وهو يقول ببرود:-
-معلش عشان متهربش ما أنت مش فى زنزانة
غادر المكتب لينظر "جمال" إلى الأصفاد بضيق وهو يعلم أن هذه الكارثة التى حلت عليه من صُنع أخاه فقال بهدوء:-
-أنت اللى بدأت يا مختار وأنا اللى هنهي....
_________________________ 
ظل "مختار" جالسًا على الأريكة ويحمل فى يده فنجان قهوة ويشاهد مقطع فيديو نُشر على الأنترنت بفضل الصحفي الذي أرسله "مختار" ليصور لحظة القبض على "جمال"، جلست "سارة" جواره وهى تحمل فى يدها شريحة من المربي تأكلها وقالت:-
-خلاص يا مختار أنت أتفرجت على الفيديو فوق العشرين مرة
أجابها وعينيه تنظر إلى الهاتف بأستماتة بعد أن أنتظر لحظة القبض علي "جمال" وتعرضه لفضيحة كهذه أمام العالم بأسره:-
-بيستاهل، مكنش لازم يتعدي حدوده معايا ولا ينسي أني الكبير،جمال كان فاكر نفسه الذكي الوحيد فى العالم 
تناولت لقمتها بعفوية ثم قالت:-
-الكبير فعلًا لكن متنساش أن أنت اللى خطفت مراته منه الأول...
قالتها وهى تقف من محلها ليمنعها "مختار" عندما مسك شعرها بقوة وجذبها لتسقط على الأريكة بغضب شديد أحتله ونظر إلى عينيها ثم قال:-
-أنا أعمل اللى عايزاه، لكن هو ميتجرأش علي حاجة مالكي، ليلي من البداية كانت ملكي
تبسمت "سارة" بسمة مُزيفة من طريقته ثم قالت:-
-كانت أحلي مني مش كدة
نظر إلى بسمتها ويدها التى تسللت إلى صدره تداعبه بدفء شعر به من فوق قميصه ليقول:-
-لا مش أحلي منك لكن كانت فى قلبي.. لو على الجمال أنتِ مفيش منك أثنين
تبسمت بخبث أكثر ثم نظرت إلى عينيه ويدها الأخري تحيط بعنقه ليرخي يديه عن شعرها حينما قالت:-
-ولا مريم..
نظر إلى عينيها الخبيثتين رغم نظراتهما الساحرتين فإذا كانت "سارة جيدة بشيء فهو بالتأكيد تمثيلها للحب بمهارة ليقول:-
-مريم ليها جمال خاص لكن أنتِ عاملة زى الإدمان.. لما الراجل يجربه مرة ميقدرش يعيش من غيره
قهقهت ضاحكة بقوة على حديثه ووصف لها.....
__________________________ 
وصلت "مريم" للقسم عصرًا مع "شريف" بعد أن أخبرها بطلب "جمال" لرؤيتها، فتح العسكري باب المكتب ودخلت، رأته جالسًا هناك ويديه محاط بها الأصفاد بملابسه من الأمس ورغم صموده لكنها رأت بعينيه التعب لم يغفو له جفن من الأمس صباحًا، كان مُنهكًا وتعب لكنه يصمد من أجل أعدائه الذين اوقعوا به... تقدمت بخطوات ثابتة غليه وعينيها تتلألأ بدموعها فقال بهدوء:-
-أنا كويس...
وصلت "مريم" أمامها بحزن شديد على ما ألت إليه الأمور، رفعت يدها غلى وجنته تلمس لحيته ليغمض عينيه بقوة من لمستها التى أشتاق إليها تطمئنه وتربت عليه بحنانها، قالت بهدوء:-
-أنا عارفة أنك مش كويس.. لو كذبت على الكل مش هتقدر تكذب عليا
فتح عينيه بهدوء ليحدق فى وجهها وعينيها التى على وشك البكاء من الحزن والخوف، قال بهدوء:-
-كويس يا مريم الموضوع كله مجرد يومين ثلاثة، عديهم علي أيدك 
هزت رأسها بالنفي وهى لا تصدق حديثه وقالت:-
-لأول مرة مش هصدقك يا جمال، إحنا لحد دلوقت مش عارفين نوصل لراغب وشريف قالي أن معاهم فيديو ليك يعنى دليل واضح..متكذبش عليا...
توقفت عن الحديث بتعب وهى أيضًا تمامًا مثله لم يغفو لها جفن من الأمس، تنفست ببطيء قليلًا ليقول "جمال":-
-أهدئي يا مريم ... أهدئي عشان صحتك
لم تجيب عليه بل نظرت إلي عينيه فتابع :-
-زى ما قولتلك بس أستحملي الموضوع هيخلص بسرعة بمجرد ما راغب يجي فأستحملي ومحدش يعرف بالحمل نهائيًا
تأففت بغضب شديد من تحذيره كالأمس ثم قالت:-
-أنت عارف حاجة ومخبيها عليا، ما هو مش طبعي تقرر أني أخبي الحمل حتى عن أمك، فهمني فى أيه ولا تحب أروح أفهم بنفسي
جذبها "جمال" بقوة إليه رغم انفعاله الحاد معها وقال:-
-أياكي يا مريم تتهوري وتنفذي اللى شريف يقولك عليه بالحرف وحسك حد يعرف بحملك أنتِ فاهمة
نظرت "مريم" إليه بعيون دامعة وهى تراه هنا فى هذه الغرفة والأصفاد الحديدة فى يديه تقيده، ما زالت لا تستوعب شيء ولا كيف تم القبض على زوجها هكذا بين ليلة وضحاها وزوجته التى يُتهم بقتل زوجته الأولي التى أختفت من الوجود، هل قتلها حقًا كما قال الجميع، قالت بتلعثم شديد:-
-أنت قتلتها؟
أغمض عينيه بنفاد صبر وطاقته أوشكت على النفاد أمامها ثم قال:-
-مريم اللى أقوله تعمليه وأنتِ ساكتة كلها أيام وأخرج من هنا ولحد ما دا يحصل متخرجيش من أوضتك..
جذب قلم من فوق المكتب الخاص بالرائد وورقة ثم كتب بها شيء وقال:-
-دا رقم ولوج جين، أحفظي يا مريم أكتر من أسمك..
نظرت للورقة بقلق شديد فإذا كان الأمر سيستغرق أيام قليلًا لما يعطيها هذا السر الذي يعرفه وحده، هتفت بسخرية من كلمته وقالت:-
-مع انه أسمي
أشار إليها بنعم ثم قال بهدوء:-
غيرت بعد حادثة العطل وتحديدًا يوم ما أخذتك هناك وقولتلك أنه ليكي
نظرت مُطولًا للورقة وكانت تحتوي على أسمها وارقام غريبة ليست بترتيب واضح... 
(Mariam 1224& 325)
قاطع نظراتها الصامتة عندما قال:-
-24/12 عيد ميلادي أول مرة قولتلي بحبك،25/3 أول مرة حست برعشة قلبي معاكي وعرفت أني بحبك
لم تتحمل هذا الشيء ولما الجميع لا يتركوهما وحدهما يعيشون معًا فى أمان دون كوارث، لما القدر قاسي علي قلوبهما هكذا؟، رفع "جمال" رأسها للأعلي بسبابته كى تتقابل عيونهما معًا وقال:-
-أوعي يا مريم حد يعرف الباسورد دا، دا عمري كله وبيدهولك لأن عمري فداكي ومن غيرك أموت.. يمكن اى حد يخمن أسمك أو تاريخ ميلادي لكن مستحيل حد يعرف أمتى قلبي حبك وعشقك.. 
هزت رأسها بنعم إليه مُطيعة لأمره كأى زوجة وتعض شفتيها بألم حتى تكبح وجعها وخوفها، تحدث بلطف شديد رغم الكارثة التى على عاتقه:-
-خلي بالك من نفسك ومن اللى بطنك ومتشليش همي أنا طالع يا مريم متخافيش
أبتلعت لعابها بقلق عليه حتى وأن قتل فهو الآن زوجها وتحمل فى رحمها طفلاً منه ويسكن قلبها، "جمال" يسكن كل عضو بجسدها وحتى رئتيها تتنفس عطره وعبيره الرجولي، أخذت يده فى يدها لتلمس هذه الأصفاد التى تحيط بمعصميه وفور لمسها تساقطت الدموع من عينيها تهدم قوة جفنيها الذي حاول أسرهما بداخله وتشبثها بالقوة والصمود أمامه هُزم تمامًا، قالت بتلعثم بين شهقاتها القوية ودموعها:-
-متخافش يا جمال أنا معاك ومش هسيبك أبدًا، بس أرجوك أرجعلي بسرعة لو حقيقي خايف عليا أنا واللى فى بطني أرجعلنا متسبناش لوحدنا برا وسط الديابة والثعالب دا
أخذ رأسها بين كفيه رغم وجود الأصفاد بهما وأحاط بوجنتيها بين قبضتيه ليشعر برجفتها وبكائها، جفف دموعها بأبهاميه ثم نظر إليها وقال بحب ونبرة مُطمئنة:-
-راجع لك يا مريم، راجع لك يا عمري كله بس وحياتي عندك تخلي بالك من نفسك ومن صحتك لحد ما أطلع من هنا، بالله عليكي متقلقينيش عليكي هنا
هزت رأسها بنعم فتبسم إليها وأقترب لكي يقبل جبينها بحنان ليسقط المُتبقي من قوتها وهى تشعر بالفراق فى قبلته ولا تستوعب أنها ستغادر وتتركه وحده هنا بين المجرمين وستفارقه بسبب هؤلاء الذئاب البشرية الذين فعلوا كل شيء جاهدين حتى يفرقهم عن بعضهم حتى انهم نبشوا فى الماضي الذي مر عليه دهرًا كاملًا، لا تعلم كيف سيبقي هنا يصارع ماضيه وحده ولن تستطيع ضمه والربت عليه حتى يطمئن، ستتركه وحده لعقله وأفكاره السرطانية الخبيثة تأكل به، أنهارت كل قوتها تمامًا من قُربه ولو كان بيديها لكسرت كل القوانين وسرقته من هذا المكان اللعين الذي سيفرقهم عن بعضهم
__________________________ 
خرج "حازم" من مبني البناية بعد أن ودع "تقي" وأطم~ن عليها ليُصدم برجلين من رجال والدته هجموا عليه وأخذوه فى السيارة بالقوة...
وصلوا إلي غرفة فى الملهي الليلي فى القبو وكانت "سارة" بأنتظار ابنها غاضبة، أشارت للرجال بان يذهبه فنظر "حازم" إليها بضيق من كل هذا الأمر ثم قال:-
-عايزة منى ايه؟
وقفت من مكانها بهدوء شديد ثم سارت نحوه حتى وصلت إليه وعينيه تراقب صمتها بخوف حتى صدمته بصفعة قوية على وجهه وقالت باختناق:-
-حتة بنت مفعوسة وعيل بيريل على أى واحدة زيك يعمل رأسه برأسي
نظر إليها بغضب سافر من صفعها له وقال بصراخ مُنفعلاً:-
-أيوة بيريل على اى واحدة من فصيلتك
رفعت يدها لتصفعه مرة أخرى لكنه اوقفها بحديثه الصارم قائلًا:-
-أيه كذبت ولا برمي بلاي عليكي، مش دى شغلتك... ما هى كمان بتشتغل نفس شغلانتك، أبعد عنها...ههههه ولما ابعد عنها يا تري هروح لمين دكتورة ومدرسة، بصي لنفسك فى المرايا أو تبصي لنفسك ليه ما تبصي ليا أنا أمي أيه وأبويا أيه، واحد بيعمل كل حاجة عشان يخلص من أخوه وخانه مع مراته يا شيخة دا اللى كان نفس أنه يلبسه عيل مش من صلبه 
أنزلت "سارة" يدها بصدمة ألجمتها من هذا الحديث ثم مسكت ذراعه بقوة تجذبه إليه وعقلها اوشك على الانفجار للتو وقالت بنبرة مُخيفة هامسة:-
-أنت عرفت منين؟
صمت "حازم" بغضب شديد لتُصرخ "سارة" وتخرج عن هدوءها قائلة:-
-بقولك عرفت منين؟ أنت بتجسس علينا
-اه وقولت لعمي جمال أنكم هتأذوا مريم عشان كدة ساعدني أرجع تقي وأبعدي عنها نهائيًا وألا .....
ضربته مرة أخرى بصدمة قاتلة ثم وضعت يدها على فمه تمنعه من الحديث بخوف من أن يسمع أحد وقالت:-
-أخرس خالص.. أنت متعرفش حاجة فاهم.. متعرفش حاجة
دفعته بقوة وخرجت من الغرفة وأمرت رجالها بحبسه ولا يعرف أحد عن وجوده هنا غيرها وحتى "مختار" والده لايجب أن يعرف....
_______________________ 
خرجت "جميلة" لمكتب الامن المجاور لبوابة القصر ولم تجد "حسام"، وقف "عاشور" من مكانه بدهشة من وجودها ثم قال:-
-أمريني يا فندم
-حسام فين؟
سألته بهدوء شديد ليُجيب عليها بهدوء:-
-فى إجازة، نفسيته تعبانة شوية من الطلاق وطلب أجازة
تأففت بضيق ثم قالت بهدوء:-
-مفتاح عربيتي معاه
نظر "عاشور" إليها بهدوء كأنه يعلم بهذا الشيء، رفعت يدها إلى رأسها ترفع شعرها للأعلي بأنفعال وقد فاض بها الامر ولم تعد تتحمل حبسها أكثر من هذا وقالت:-
-ممكن بعد أذنك تدينى مفتاح عربيتي، ول هفضل محبوسة هنا لحد ما جمال يطلع
تحدث "عاشور" برسمية وهدوء سافر يثير أعصابها وغضبها أكثر:-
-ربنا يفك سجنه ويرجع بالف سلامة لكن لحد ما دا يحصل أنا معنديش أمر بخروج أى واحدة من سيادتكم برا القصر 
كزت "جميلة" على أسنانها من الغيظ وهذا الرجل أقوي وأغلظ من "حسام" بمراحل، يليق بأن يكون الحارس الشخصي بشخص كـ "جمال"، باردًا ومستفزًا يفقد مقابله أعصابه ويجعله يشتعل غضبًا أكثر كلما تحدث، عادت للقصر بهدوء وكانت "مريم" جالسة فى الحديقة ورأت غضبها فذهبت إليها وقالت:-
-جميلة
ألتفت "جميلة" إليها بنفاذ صبر وتخرج من فمها زفير قوي مُجيبة عليها:-
-أفندم
-ما لك؟
سألتها "مريم" بقلق شديد لتقول بصراخ تراكة العنان لغضبها والطاقة السلبية التى أخذتها من حديثها مع "عاشور":-
-هطق والسبب جوزك اللى بيعاملنا على أننا أملاكه زى عربيته وجزمته وبتحكم فيا كأني بدلة عنده أوووف
ربتت "مريم" علي يدها بلطف ثم قالت:-
-طب أهدئي، جمال بيعمل كدة عشان خايف علينا ومتسألنيش من أيه لأنى معرفش لكن أنا كمان حسيت بك وأتخنقت معاه لكنه قال خايف عليكي
تنهدت "جميلة" بهدوء حتى تهدأ من روعتها وغضبها وتخمد نيرانها المُشتعلقة بعقلها، ذهبت للجلوس مع "مريم" وقالت:-
-أنا عارفة، بس خوفه زيادة، جمال من اللى عاشه والخيانة والغدر اللى حصلوا له من أقرب الناس فيه خليته يشك فى أقرب الناس ومعتقد أن الكل هيغدر به فى أى وقت لكن مُنتظر الوقت الصح، حاولت كتير معاه وأفهمه أن مش كل العالم أشرار ومش كل اللى برا القصر مستنية فرصة يهجموا عليه لكن عارفة قالي أيه...
نظرت "مريم" إليها بفضول لمعرفة رد زوجها فتبسمت "جميلة" بسخرية أكبر من وضعها وقالت مُتابعة:-
-قالي بالعكس دا حتى اللى جوا القصر ممكن يغدروا بيكي ويكونوا مستنيين الفرصة، جمال حتى مبيثقش فى الناس اللى بيأكل من أيدهم ودا السبب فى أنه حاطط جين فى كل زواية فى القصر، عشان يكون عين ليه ويراقب الكل... أنت عمرك شوفتي حد بيحط كاميرات مراقبة وميكرفونات فى أوض نوم 
تنهدت "مريم" بهدوء فى صمت لا تملك جواب على هذا الحديث فقالت بهدوء ورسمت بسمة على شفتيها بلطف:-
-لكن جمال بيتغير يا جميلة، متنكريش دا.. جمال بدأ يتغير فعلًا
-عشان بيحب يا مريم، جمال اتغير عشانك وعشان حبك 
قالتها "جميلة بعفوية وقد تخلت عن غضبها ورسمت بسمة مُتفائلة لأجل "مريم" هذه المرأة التى غيرت رجل لا يثق حتى بالأكسجين الذي يدخل رئتيه، رجل كان يعيش فى عالم وحده مُعتزل العالم البشري بأسره حتى هدمت كل حواجزه وحصونه فتاة سقطت من السماء على عالمه الخالي لتكبر معه وأمامه وبداخل قلبه حتى أحتلت هذا العالم وأصبحت سلطانة تحكمه بأسره وهو مُطيعًا إليها هائمًا بحبها وعشقها حتى فتح أبواب الحياة لقلبه، تبسمت "مريم" لأجلها بالمثل وقالت بتفائل وأمل:-
-عشان كدة بقولك أنه بيتغير، الحب غيريه ورجع له الثقة، جمال مؤخرًا بطل يسأل جين عن حالة الطقس ولا عن أختياره لهدومه الصبح حتى أنه مبقاش رجع لجين فى كل تفاصيله والخدم بطل يطردهم على أتفه الأسباب.. جمال كان محتاج الحب عشان يرجع ثقته فى نفسه من جديد ، أستحمليه قسوته مش هو جوزي ورجل العالم كله يخاف منه ويحترمه وهبيته سابقاه لكن ممكن أنا أشفع له عندك
نظرت "جميلة" لها بهدوء لتتابع "مريم" بثقة مُتمنية أن تصلح العلاقة التى فسدت بين الأخ وأخته وتعيد الأمان بينهما:-
-لفترة قليلة، أوعدك أن قريب هتلاقي فى جمال الأخ اللى بتتمنيه زى أى بنت فى الدنيا، هو بس محتاج وقت ... اه هو أخد وقت كبير على ما يقولي بحبك أو تتجوزينى خمس سنين بحالهم لكن عملها
ضحك الأثنين معاًا على هذا الرجل الصعب كأنه جبل جليدي يذيب بالتقطير، كيف يستغرق سنوات كثيرة حتى يتقدم لخطبة فتاة فكم سنة سيستغرق حتى يعتني بأخته ويعبر لها عن حبه إليها....
جاءت "نانسي" تقطع حديثهما معًا بصينية الطعام من أجل "مريم" التي طلبت طعامً من أجل طفلها حتى وان كانت تخفي الأمر عن الجميع لكن يجب أن تعتني به....
_______________________ 
كاد "شريف" أن يجن جنونه من غياب "راغب" وقد مر ثلاثة أيام تقريبًا ولم يصل له و"جمال" صامتًا غير المعتاد منه، هتفت "أصالة" بهدوء:-
-ممكن تهدأ عشان صحتك يا فندم.. أطلبلك دواء الضغط
-ضغط أنا هجيلي السكر منكم يا أصالة، واحد مختفي ومش عارف أوصله والتاني فى إجازة وسيب شغله فى القصر والثالث جناب البيه اللى ساكت
-هيعمل أيه يعنى مينفعش يتكلم من غير محامي
قالتها "أصالة" بهدوء ، جلس "شريف" على مكتبه بنفاد صبر ثم قال:-
-مينفعش يتكلم، انتِ جديدة عليه يا أصالة... سكوت جمال بيبقي وراءه مُصيبة ربنا يقوينى عليها..
قالها بتأفف شديد وقلق يجتاحه من صمت هذا الرجل وتقبله لبقاء فى السجن والجميع يتحدث عنه بالسوء فى الأخبار والأنترنت لكنه يقبل بكل هذا، قاطع حديثهما وقلق "شريف" هاتفه الذي رن باسم "راغب" لينتفض من مكانه وهو يقول:-
-أنت فين يا راغب.....
__________________________
خرجت "مريم" من القصر فى سيارتها مع رجلين لحراستها لأجل موعدها مع الطبيبة حتى تتابع حملها وتطمئن على طفلها، كانت السيارة التى تراقبها ما زالت تسير خلفها حتى قطعت الطريق على "صادق" وترجل منها الرجال مُستغلين فرصة غياب "حسام" حارسها القوي و"جمال" زوجها المسجون... تشاجره مع رجال الأمن بينما ذعرت "مريم" مما تراه وأخرجت هاتفها تتصل بـ "شريف" لكنه رفض الإجابة ولم يجيب فبحثت بفزع أصابها عن رقم "عاشور" وقبل  أن تتصل فتح رجل باب سيارتها وأخذها ليسقط الهاتف منها فى أرضية السيارة وهى تصرخ بذعر من جذبه لها......
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دلف "جمال" إلى مكتب المقدم ودُهش عندما رأي "مختار" جاء لمقابلته، أخذ نفس عميق بهدوء وأتجه نحوه وكان المكتب فارغًا ليس به سواهما، تحدث "جمال" بنبرة باردة:-
-جاي شماتة ولا عشان تثبت انها عملتك
تبسم "مُختار" بسخرية وعينيه تفتك بـ "جمال" وهو يقف أمامه بأيدي مُقيدة فى بالأصفاد ثم قال بجدية:-
-بصراحة عشان أشمت فيك شوية وأقولك على خبر عندي مش عارف هيعجبك ويرجعك للماضي والليلة أياها ولا أنت نحست ومش هيأثر فيك
جلس "جمال" على المقعد المقابل له ثم وضع قدم على الأخري بغرور فلم يعطي لـ "مختار" تلك النظرة التي يريد رؤيتها ولم يترك له فرصة حتى يراه مُنكسرًا امامه وقال:-
-أنا جمال المصري لا عاش ولا كان ولا لسه أتخلق اللى يشمت فيا ويوم ما يحصل مش هيكون نجس زيك... متطمنش أوي كدة
قهقه "مختار" ضاحكًا على غرور هذا الرجل ويخفي غضبه من هذه النظرة القوية والتحدي الذي يراه فى عيني "جمال" كأنه جبلًا لا ينحني نهائيًا، قال:-
-طب بلاش تتغر اوى كدة... ألا صحيح مريم عاملة أيه؟ 
حدق "جمال" به بوجه عابس جاد بعد أن ذكر اسم "مريم" على لسانه وقال بحزم شديد:-
-مالكش دعوة، بس أكيد بخير طول ما هي بعيد عن الشياطين اللى زيك
تبسم "مختار" بعد أن وقف من مكانه وأغلق زر سترته وحدق بوجه "جمال" الثابت لم يهتز له شعرة واحدة من رأسه وقال بأستفزاز:-
-معقول خافوا على مشاعرك لدرجة أن خافوا يقولولك أن مريم أتخطفت...
وقف "جمال" من مكانه بذعر ليتابع "مُختار" بسعادة تغمره بعد أن رأي خوف هذا الرجل أخيرًا وقد حقق مراده من هذه الزيارة يقول:-
-مراتك عندي يا جمال، فاكر زمان.... ليلي والليلة إياها... أنت خدت مريم مني عافية وأنا هأخدها وهي على ذمتك 
مسكه "جمال" من لياقة قميصه بالقوة وكاد أن يفقد أعصابه وعينيه تبث نار من وقوع زوجته فى قبضة هذا الرجل وقال بتهديد واضح:-
-جرب تلمس من مريم شعرة ...
قاطعه "مُختار" بنبرة ساخرة بعد أن أبعد يديه المكبلة بالأصفاد الحديدية قائلًا:-
-أيه هتدخل فيا السجن ما أنت فيه ... أنت خدت مني كثير يا جمال وأنا بقي هأخد مريم منك...
خرج من الغرفة تاركه هنا سجينًا لا يقوى على فعل شيء، فتح باب الغرفة ورأي "راغب" و"شريف" قد وصلا فتبسم بسخرية على محاولة أثبات براءته وجميعها ستصب فى الفشل....
____________________________  
كانت "مريم"سجينة بهذه الغرفة، غرفة نوم فاخرة فى الطابق الثاني من هذا المكان، حاولت فتح الباب لكنه كان مُغلقًا من الخارج والنوافذ محاطة بالحيط لم ترى منها شيء سوى حديقة خضراء، حاولت التماسك والثبات على هدوءها لتستطيع أن تفكر جيدًا وكيف تفر هاربًا من هنا....
فتح باب الغرفة فأستدارت "مريم" بذعر لكنها صُدمت عندما رأته أمامها وتملكها الخوف والذعر من رؤيته، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها حين رأت وجه "مُختار" أمامها، هذا الرجل الذي هربت منه كثيرًا وقتلته من داخلها عاد إليها الآن ليُذكر بتلك الليلة التى تعدي عليها به، تمتمت "مريم" بخوف مُتلعثمة فى الحديث بأقدامها التى تعود للخلف:-
-أنت عايز أيه؟
أقترب "مُختار" منها بإعجاب شديد وعينيه تتفحصها من الرأس لأخمص القدم، تقف أمامه مُرتدية بنطلون جينز فضفاض وتي شيرت أبيض اللون فوقه سترة من القطن الناعم طويلة تصل لركبتها وشعرها مُنسدل على الجانبين يصل لساعدها بطوله الحريري، مرر لسانه على شفتيه بإعجاب شديد بهذه الفتاة التى تزوجها ولم يرغب بها والآن بعد أن أصبحت زوجة لأخيه أصبح مجنونًا بها ويريدها، قال بخفوت ونبرة مُخيفة:-
-عايزك يا مريم
أبتلعت لعابها بخوف وصدمة ألجمتها من كلمته الجريئة وأغلقت سترتها بيديها  مُحاولة الأختباء من عيني هذا الرجل المُختل بخوف من كلماته وقالت مُتمتمة بصدمة:-
-أنا مرات أخوك!!
قهقه ضاحكًا من كلمتها كأن هذا السبب سيؤثر به أو يقتل رغبته بها، لم تدرك بأن شيطان مثله فى جسد بشري لن يهتم لهذا الأمر، فقط كل ما يُريده هو رغبته والحصول على ما يريده، زادت ضحكاته من خوفها وأرتجافها بعد ان أرتطم جسدها بالحائط يخبرها بأن لا مفر لها من قبضة هذا الرجل، وصل "مختار" إليها ليحيط بها مُحاصرها فى الحائط بيديه وأحدهما تتسلل إلى خصلات شعرها يلمسها بإعجاب ، دفعته "مريم" بأشمئزاز بعيدًا وقالت صارخة:-
-إياك تلمسني يا حيوان... على جثتي 
تبسم "مختار" على جراءتها ثم جذبها إليه بقوة لتبصق لعابها فى وجهه بقوة، مسح وجهه بضيق من هذا المرأة ثم صفعها على سهو دون سابق أنذار بقوة فخرجت منها صرخة قوية وهو ينهل عليها بالضرب والصفعات وكادت أن تفقد قوتها أمامه وسحب سترتها بقوة، بدأت تبكي بذعر وخوف شديد وهو يحيطها بذراعيه وأنفاسه القذرة تضرب وجهها بينما تضع يديها الأثنين أسفل رأسه تحاول أبعاده عنها، ضرب رأسها بقوة فى الحائط، توقفت "مريم" عن مقاومته من الألم الذي أصابها ونزفت رأسها بعد أن أصابها دوران قوي، تبسم "مختار" بسعادة عليها وأبتعد لتسقط "مريم" بلا قوة .. لا حول ولا قوة لها، أنحني ليحملها على ذراعيه ووضعها بالفراش وظل يتأملها وهى تحاول الصمود وتحريك جسدها للهرب من هنا قبل أن يقتلها هذا الرجل بما يريده، خلع "مختار" سترته بشهوانية وجلس على الفراش بجوارها، لمس وجنتها فأبعدت يده عنها بقوة رغم تعبها وفرت هاربة من الفراش ليبتسم "مختار" على محاولتها فى المقاومة ليبتسم وهو يقول:-
-بتحبي الفرهدة يا مريم
سار خلفها مُستمتعًا برؤيتها تهتز أمامه وتفقد توازنها فى خطواتها، وضع يديه فى جيوب بنطلونه ويسير خلفها ببطيء حتى وصلت إلي باب الغرفة وفتحت الباب وهى تهز رأسها بقوة محاولة التخلص من دوران رأسها ورؤيتها المشوشة، وصلت للدرج ونزلت به وهى تتشبث بالدرابزين بقوة حتى لا تسقط وتعرض طفلها للخطر، تمتمت بأسمه بخفوت خوفًا من هذا الرجل:-
-جمال... جمال
ظلت تُتمتم بأسمه وهى تصارع الماضي الذي يفتت عقلها القوية وتتذكر تلك الليلة الذي أخذها به ويكرر الآن فعلته، سمعت صوت "مختار" ينزل خلفها وهو يقول:-
-كفاية لعب يا حلوة
وصلت لنهاية الدرج وكادت قدميها أن تُلفت من الدرجة قبل الأخري لكنها سقطت على جسد دافئ صلب وقوي تعرفه جيدًا ورائحته تطمئن قلبها وتروض عقلها حتى تنتشله من الماضي تمتمت بأمان وطمأنينة:-
-جمال
طوقها بذراعيه بقوة حتى لا تسقط فسقطت بين ذراعيه كحورية التى هبطت على قلبه، سمع تمتمتها بأسمه وعينيه تقتل "مُختار" الذي يقف بمنتصف الدرج مُصدومة من رؤية "جمال" أمامه حرًا طليق ولا يعرف كيف خرج من السجن فهو تركه هناك منذ ساعتين سجينًا مكبل بالأصفاد، كانت عيني "جمال" كعقله وقلبه الذي يشتعلان نارًا وغضبًا من هذا الفعل، لا يصدق أنه إذا تأخر قليلًا كان سيصيبها أذي ويُعاد الماضي وربما يأذي طفله الموجود فى أحشائه، أزدرد "مختار" لعابه بصدمة من وجود "جمال" ولم يتمكن من أخفاء خوفه وذعر من "جمال" هذا الوحش الذي يقف أمامه...
كاد أن يتحرك لكنه صُدم من أرتخاء جسد "مريم" وكادت أن تفلت من يديه فاقدة للوعي ليتشبث بها أكثر بخوف عليها... 
مر رجال الشرطة من جواره للأعلي وقاموا بالقبض على "مُختار" بتهمة إختطاف "مريم"، نزلوا به ليتوقف عندما تحدث "جمال" بقوة ونبرة غاضبة:-
-أحمد ربنا أنه خدوك وألا كنت قتلتك بأيدي
حملها جيدًا على ذراعه وذهب بها للخارج حيث المُستشفي ليفحصها جيدًا ويتأكد من سلامتها هى وطفلها...
___________________________ 
"قصــــــــر جمـــــــــال المصــــــري" 
تحدثت "ولاء" بسعادة تغمرها قائلة:-
-يعنى جمال خرج؟
أومأ "حسام" إليها بنعم وعينيه تحدق إلى بوجه "جميلة" التى تنظر إليه بغضب سافرالتى تتحاشي النظر إليه من الغيظ، صعدت "ولاء" للاعلي بهدوء ثم قالت:-
-أنا هجي معاك يا حسام 
كاد أن يوقفها لكنها صعدت مُسرعًا للأعلي، قدم "حسام" يده إلى "جميلة" بمفتاح سيارتها وقال:-
-أتفضلي..
نظرت "جميلة" تجاهه بضيق ويديها متشابكين أمام صدرها لتري مفتاح سيارتها فى راحة يده ثم قالت:-
-وأخيرًا قررتوا تفرجوا عني
تنحنح بحرج ثم قال بنبرة خافتة:-
-مش إحنا اللى قررنا، دا أمر من جمال بيه وإحنا كلنا موظفين عنده ولراحتكم وحمايتكم.. أكيد حضرتك عرفتي اللي حصل لمدام مريم
مطت شفتها السفلية بتذمر على حديثه رغم أنها على ثقة بأن حديثه مُحق خصيصًا بعد وصول خبر إختطاف "مريم"، أخذت المفتاح منه بهدوء ثم قالت بضيق:-
-شكرًا..
ألتف لكي يغادر بهدوء لكن أستوقفه صوت "جميلة" تقول بهدوء:-
-ربنا يعوض عليك وخفف على قلبك
ألتف إليها بدهشة من دعوتها لأجله فقالت بحرج وهى تتحاشي النظر إليه بخجل:-
-عرفت من عاشور أنك طلقت 
أومأ إليها بنعم ناظرًا إليها رغم أنها تتحاشي النظر إليه بحياء شديد فقال:-
-شكرًا
غادر المكان لتبتسم على أستعادة مفتاح سيارتها وصعدت للأعلي لكي تستعد للخارج ...
_________________________ 
صُدمت "سارة" من خبر القبض على "مُختار" وأتسعت عينيها بصدمة ثم ألتفت إلي "نادر" الذي جاء بالخبر إليها فقالت بذعر:-
-أتقبض عليه... ليه؟ عشان مريم برضو
تبسم "نادر" إليها بهدوء ثم قال:-
-اه، مش دى كانت خطتكم برضو تخطفوها وتخلوها تحمل وتلبسوا العيل لجمـال 
جلست "سارة" على مكتبها بضيق شديد من هذا الأمر ثم قالت:-
-دا مجرد فخ عشان جمال يحس بالخطر على مريم، تفتكر أننا منعرفش أنه خد باله من الرجالة اللى بيراقبوها، خطتنا أن جمال يشوف الناس بتراقبها فيمسك فيها أكثر عشان ميشكوش فى العيل لما تحمل، لكن مكنش هنفذ... لكن هو راجل طفس زيك كدة بالظبط
تبسم "نادر" إليها بإعجاب وأقترب خطوة منها ليحيط ذراعيها وظهرها بذراعه فدفعته بعيدًا عنه بتذمر من ما يفكر به وقضاء ليلة معها فقط وقالت بضيق:-
-دا اللى فالح فين؟ قولتلك خلصني منه تقدر تقولي دلوقت هتعمل أيه؟ هتخش تقتله جوا السجن
تبسم "نادر" ويديه تلمس خصلات شعرها بدلال وقال بنبرة دافئة:-
-دا اسهل من السهولة موته جوا السجن، أنت فاكره أنه قاعد فى جامع وشيوخ مبيصبوش فرض دول قاتلين قُتلة وأسهل ما عليهم يقتلوه ويقولوا أنه أنهما كانوا بيتخانقوا يا حياتي
نظرت "سارة" إليه بإعجاب شديد لعقله وأفكاره الخبيث، تبسم "نادر" بعد أن رأي فى وجهها بسمة الإعجاب بفكرته وترحيبها به، رفعت "سارة" يدها إلى صدره تداعب زر قميصه بدلال مُفرط وقالت:-
-يعنى هتخلصني منه يا عمري
أشار علي عينيه بلطف وطاعة إليها تام بسبب أبتزازها له من أجل إيصالات الأمانة وقال:-
-من العين دى للعين دى يا حياتي
تبسمت إليه ثم فتحت يدها أمامه فنظر إليه ثم تنحنح بهدوء وأخرج من جيب سترته اوراق لتنظر إليها وكانت تذكرة طيران من أجل "حازم" وجواز سفر إليه فقالت:-
-برافو عليك 
أعطته إيصال واحد من إيصالات الأمانة التى أخذتها منه، نظر "نادر" إلي الإصال ليتأكد من أصله هذه المرة فقالت بجدية:-
-بقيت شكاك 
نظر إليها بسخرية ثم مزق الإيصال إلى إشلاء وقال بتهكم:-
-اللى أتلسع من الشوربة بينفخ فى الزبادي وأنا جربتك مرة، هتدينى الباقي أمتى
نظرت إليه ببسمة خبيثة ثم قالت:-
-لما أبطل أحتاجك وتعملي اللى عايزاه... إحنا جينا لوقت الجد
وقفت من مكانها وسارت نحو البار بهدوء وسكبت كوب من الخمر لتأخذه فى يدهان قالت بعد أن أستدارت إليه:-
-أنت متعرفش أنا أستنيت اللحظة دى قد أيه؟ لحظة لما تقابل عدوك وتوصل لهدفك الحقيقي، سنين وسنين وأنا مستنية عشان أرد الدين والقلم اللى خدته عشرة منه ... 
كان الغل والحقد والكره فقط من يحتلون عينيها ممزوجين بالألم والقسوة والدموع اللا سبيل لها من الفرار بسبب الوجع الذي يجتاح عقلها وقلبها وروحها المُقتولة بداخلها، كبركان مُلتهب وصل لأقصي درجات الغليان وحان وقت الأنفجار وحرق الجميع بناره المُشتعلة.....
____________________________ 
طمأنه الطبيب على صحتها هى وطفلها، ولج "جمال" إلى الغرفة بهدوء ليراها جالسة فى الفراش ورأسها عليها لاصقة طبية على يسار جبينها الجميل، سار نحوها بعد أن رسمت بسمة على شفتيها وما زالت "مريم" لا تستوعب أنها تراه الآن أمامها وقد خرج من سجنه، جلس "جمال" أمامها بحب يتطلع بها حتى قالت:-
-أنت خرجت بجد؟ حمدًا لله على سلامتك يا حبيبي
تبسم إليها بلطف ثم أخذ يدها إلى يده بهدوء ثم نظر إلى عينيها اللامعتين بحب وقال:-
-أنا قولتلك عديهم على أيديك يا مريم ثلاثة أيام بالعدد
لم تفهم كيف كان يعلم بيوم خروجه أعتقدت بأنه يصبر قلبها على مصيبته لكي يخفف من ضغطها وخوفها، تبسمت "مريم" إليه بحب ثم قالت:-
-وأنا صدقتك ووثقت فيك.. أزاى عرفت مكاني عند مختار؟
أأخبرها بالتسجيل الذي حصل عليه "شريف" من "حازم" مقابل إنقاذ "تقي" والذي كان يحتوي على خطتهم وبعد أن فتح الهاتف لكي تسمع جيدًا بأذنها "سارة" تقول:-
-إحنا هنأخدها لدكتور معرفة هيعملها عملية حقن ونحط العين من مختار ونلبس العيل لجمال لحد ما يجي الوقت الصح وتورث جمال بذمتك فى أكتر من كدة
 إجابها "نادر" بهدوء قائلًا:-
-وهتخطفي مريم وتعملي العملية وجمال هيقف يتفرج
ضحكت "سارة" بسخرية شديد وأجابته بخبث شديد:-
-مش بقولك غلبان، جمال دلوقت عارف أننا بنراقب مريم وإحنا تعمدنا فعلًا أننا نعرفه بدا عشان بس يحاوط عليها لحد ما ننفذ خطتنا إحنا
تسأل "نادر" ليُجيب "مختار" بهدوء:-
-جمال قتل ليلي وأنا معايا الدليل وهنقدموا للنيابة بعد شهر من جوازه ولما يتقبض عليه هنقدر نخطف مريم وهو مسجون وعاجز، عشان لما تقوله أنها حامل ميشكش فى الحمل
أتسعت عيني "مريم" على مصراعيها وهى لا تصدق قذرة هؤلاء وكم وحشيتهما فتمتمت بعيني باكية:-
-دول لو شياطين مش هيفكروا كدة، أزاى دا ممكن يكن أخ .. دا لو أبن حرام مش هيكون بالشر دا كله 
جفف "جمال" دموعها بأبهاميه بلطف  وهول الصدمة التى أصابها واضحًا فى رعشتها، قال بدفء:-
-أهدئي يا مريم أنا هنا، ومحصلش حاجة عشان كدة مكنتش عايزك تقولي لحد أنك حامل، كنت عايز أمسكهم مُتلبسين وأخلص منهم 
سألته بخوف شديد من هؤلاء وبقائهم فى الخارج أحرار:-
-طب ليه متسلمش دا للبوليس وتثبت التهمة عليهم ويقبضوا على سارة واللى معاهم 
تبسم بخبث وغضب شديد يحتل عقله من فعل هذا ثم قال:-
-دول السجن رحمة ليهم أنا لو بأيدي هخلي راغب يترافع عنه ويطلعه عشان بس أنتقم منه بأيدي 
توقفت "مريم" لحظة عن التفكير وأبعدت يد "جمال" عنها بذعر ثم قالت:-
-لحظة، لحظة... أنت كنت عارف أنهم هيسجنوك ويخطفوني وحتى محاولتش تحميني بل بالعكس سمحت ليا بالخروج عادي ... جازفت بيا وبأبني
نظر "جمال" إلى غضبها الذي ظهر وحدقت بيه بأنفعال مُغتاظة من فعلته، حاولت تهدئتها قبل أن تغضب وتسوء فهمه فقال:-
-مريم، مستحيل أجازف بيكي، أنا كنت عايز أحاول أحط حد للخوف اللى عايش فيه معاكي وأنا حاسس أن دائما حياتك معرضة للخطر..
قاطعته "مريم" بضيق شديد من كلماته وتفكيره وهى لا تقوي على سماع مبرر منه أكثر قائلة:-
-روحني
نظر "جمال" إليها بحيرة من أمرها ثم غادرا المستشفي بهدوء معًا وكلا منهما ينظر إلى النافذة مُتجاهل الأخر، سألته "مريم" بنرة حادة بعد أن قتلها التفكير وأفكار عقلها:-
-عرفت منين أنك هتطلع؟
تنحنح بحرج ولم يجيب علي سؤالها بل نظر إليها بهدوء ثم قال:-
-مريم أنا عايزك تعرفي حاجة واحدة، أنا مبحبش غيرك ولا بحب حد قدك 
شعرت بشيء غامض فى نبرته فهى لم تسأله عن مكانتها ولم تسأله إذا غُرم بغيرها، فتحت فمها بقلق ثم قالت بحيرة:-
-أنت في حاجة مخبيها عني تاني غير أنك عرضتني أنا وابنك للخطر، فى الحقيقة أنا فكرت كتير وأكتشفت أنى سألت أكثر من مرة ليه أخبي حملي وليه بتراقبي وبتزد الحراسة عليها ولا مرة قولتلي على نواياهم كأنك مش واثق فيا عشان تقولي حاجة زى دا
هز رأسه بلا بقلق أكثر وقال:-
-لا يا مريم أنا مبثقش فى حد غيرك وأنتِ عارفة دا، أنا قدمتلك قلبي وروحي وعمرى وتعب سنيني وقبلت أنك تحملي مني، أنتِ فاكرة أنه سهل أني أخذ خطو الجواز من تاني او أثق فى ست بعد اللى حصل لكني وثقت فيك لأنك مريم، خدت الخطوة دى عشان مريم وحبيتك وأتغيرت عشانك وأنتِ تشهدي على دا، مستحيل أكون مبثقش فيكي وأنتِ عارفة أكثر من أى حد أنى لو مبثقش فيكي مش هنام جنبك فى سرير واحدن أنا بأمنك على روحي وحياتي وبأخدك فى حضني عايزة أيه أكتر من دا عشان تعرفي أني بثق فيكي وبحبك 
صمتت أمام حديثه، شعرت بصدق كل كلمة يتفوه بها وعينيه التى تقسم بهذا الحب فى دفئها ونظرتها اللامعة، أفاسها ونبرته كفيلين بأن تصدق هذا القسم، تمتمت بهدوء وعينيها تنظر إلى النافذة هاربة منه:-
-على أساس أنى سألتك بتحب غيري ... لحظة لحظة أنت أتجوزت عليا
قالتها وهى تستدير كي تنظر إليه فضحك بعفوية على حديثها ثم وضع رأسه سريعًا على قدميها، خجلت من فعلته ونظرت إلى "صادق" الذي يقود السيارة بهما فقال بلطف بعد أن أخذ يدها فى قبضته ووضعها على صدره:-
-هو عارف أنك مراتي
تنحنحت بحرج وعينيها تحدق فى الطريق، قال "جمال" بنبرة ناعمة:-
-أنا هموت وأنتِ مراتي الوحيدة يا مريم مستحيل تشاركك فيا واحدة تانية أقسم لك
نظرت إليه ببسمة خافتة تحاول إخفائها والتشبث بغضبها وموقفها، قالت:-
أصلًا جرب تعمل غير كدة وأنا هقتلك أنت وهى ومتقلقيش عليا من بعدك أنا هقتلني وراكم، لتكون فاكر أني ممكن اسيبكم فى الأخرة
ضحك بعفوية أكثر عليها ليقول بحب:-
-بتعجبني غيرتك، أحمدي ربنا أن صادق موجود وإلا .....
تنحنحت بحرج من كلماته ثم وضعت يدها على فمه تمنعه من الحديث تمامًا أمام سائقه، وصلت السيارة للقصر ثم ترجل "جمال" أولًا وأخذ يدها وقبل أن يدخل القصر قال بهدوء:-
-مريم، أنتِ بتثقي فيا؟
أومأت إليه بنعم، دخلوا معًا للقصر لتستقبلهم "حنان" وكان وجهها شاحب كأنها مريضة أو تحمل حزام متفجرات حول خصرها، قبل ان يسير للداخل توقف أمام الدرج وقال بحيرة:-
-مريم أنا عايز أقولك حاجة الأول...
تبسمت "مريم" بعفوية غليه وتحدق به ناظرة إلي عينيه مباشرة مُنتظرة الحديث، كاد أن يتحدث لكنها سمعت صوت أنثوي من الجوار يقول:-
-أنت جيت يا جمال؟
ألتفت "مريم" نحو الصوت الجديد على أذنيها فأغمض "جمال" عينيه بخوف من الصدمة، حدقت "مريم" بهذه المرأة وكانت امرأة سمينة قليلًا وتحمل عيني بنية وشعر ذهب مموج يصل لمنتصف ظهرها، بشرة متوسطة البياض وحواجب رفيعة ووجهه مُمتليء بوجنتيها التى تشبه التفاحتين وتضع مساحيق التجميل، قالت بهدوء وبسمة على شفتيها بتكلف:-
-مين دي؟
لم يجيب "جمال" ووضعت "حنان يديها على وجنتها بخوف من القادم، ظلت "مريم" تنظر للجميع على أن يتحدثوا ويخبرها عن ماهية هذه المرأة الموجودة فى منزلها لتُصدم عندما قالت المرأة بنفسها:-
-أنا ليلي قاسم البنهاوي
أتسعت عيني "مريم" على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأرتجفت شفتيها من هول الفوغ الذي أصابها وقبل أن تتفوه بكلمة جاءت فتاة من الداخل طفلة بعمر الخامسة عشر عامًا وتركض نحوه قائلة :-
-بابي...
أستدارت "مريم" بصدمة إليه وقالت بتلعثم لا تستوعب شيء:-
-بابي !! .....
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مهما كانت القوة التى يمتلكها الرجل والسلطة والمكانة سيظل الشيء الوحيد الذي يخشاه فى عمره كاملًا هو نظرة غضب من امرأته،نظرت "مريم" إليه بأندهاش شديد من هذه الفتاة التى تسير نحوهما ورغم قوته وجبروته الذي شهد الجميع به إلا أنه أرتعب من نظرتها التى لفحته للتو برياح عاصفة عينيها الهلاكية، هز رأسه بلا ويديه تشير إليها بالرفض ويقول بأرتباك:-
-مش أنا، أقسم لك مش أنا..
أشار على "عاشور" الذي يقف على باب القصر خلفهما ومرت الفتاة من جوارهما لتركض إلى "عاشور"، تطلعت "مريم" به بأنفعال وكأن هذا الشيء سينقذه من غضبها، سارت نحو الفتاة وقالت:-
-أنتِ بنته؟
أومأت الفتاة ببراءة إليها بنعم فعقدت "مريم" يدها أمام صدرها بغضب وهى لا تثق بشيء الآن وقالت ببرود:-
-أثبتي!!
نظرت الفتاة بأندهاش إلى "عاشور" والدها بعدم فهم لهذه المرأة ثم أخرجت هاتفها لتظهر لها صورة الخلفية الخاصة بها لها هى ووالدها، تنحنح "جمال" بحرج شديد من فعل زوجته بينما أستدارت "مريم" إليه تحدق بـ "ليلي" ببرود وهى تحاول تهدئة أنفاسها لتسيطر على حالها قبل أن تنفجر كالمجنونة وقالت:-
-حصلني!!
صعدت للأعلي فتنحنح "جمال" بهدوء ثم همس بخفوت:-
-شوية يا مريم
ألتفت إليه وهى تقف بمنتصف الدرج بأنفعال منه ثم قالت:-
-تحب أنزل أتكلم قصادها
نظر إلى "ليلي" التى تقف هناك وصعد خلف زوجته مُتمنيًا أن ينقذه أحد من غضب زوجته الذي لم يراه من قبل بلغ هذه الدرجة، دلفت إلى جناح نومهما ووقفت صامتة حتى ولج هو الأخر وأغلق الباب ثم قال:-
-مريم.....
قاطعته بصراخ مُنفعلة كالمجنونة التى سحبت مفتاح القنبلة اليدوية لكي تنفجر للتو فى وجهه قائلة:-
-مريم!! والله أنت عايز تموتني ولا تجلطني.. لدرجة دى مبتثقش فيا يا جمال، كل مدي تثبتلي أني لسه معرفكش، ليلي وعايشة والله وأيه كمان لسه بتخانق معاك على اللى عملته وأنك خبت عليا قبل ما يعدي ساعة تصدمني بحاجة جديدة
قاطعها "جمال" بنبرة هادئة محاولًا إلا يثير غضبها اكثر:-
-أنا مقولتش أنها ماتت ولا قولتلك أنك أول واحدة فحياتي لكن أقسمت لك أنك الوحيدة، أنا ملحقتش أقولك ..
كادت أن تفقد أعصابها أكثر وقالت بسخرية:-
-ملحقتش تقولي... تنكر أنك كنت ساكت كل الأيام اللى فاتت دى عشان عارف أنها عايشة وهتخرج منها.. أنا أكيد فرحانة أنك خرجت لكن أنا بتكلم فأنك خبيت يا جمال عليا... خبيت بقصد كان ممكن تقولي أنها عايشة وأنك مستنيها تيجي تخرجك لكن متحطنيش قصاد الأمر الواقع وألاقيها فى وشي، أنا لو عندي سبب واحد يخليك تعمل كدة فهو أنك مبثقش فيا ومش قادر تستأمني على أسرارك 
أقترب "جمال" منها أكثر ثم أخذ وجهها فى يديه بهدوء وجعلها تنظر إليه مباشرة ثم قال:-
-أنا لو بثق فى حد فى حياتي كلها فهو أنتِ، أنتِ واثقة من دا متحاوليش تكذبي كذبة وتصدقيها، لو مكنتش بثق فيكي مكنتش أستأمنتك على روحي يا مريم ولا سلمتلك قلبي، أقسم لك أن السبب الوحيد اللى خلاني مقولكيش هو أنى بحبك
أبعدت يديه الأثنين عنها بقوة مُنفعلة من كلمته ثم قالت:-
-بتحبني!! أنت لو بتحبني مش هتحطني فى موقف زى دا، أه أنا مكنتش أعرف أني الاولي وخدعتني عشان كدة كان لازم تقولي أنها عايشة وأنها مراتك....
-طلقتي يا مريم
قالها بحزم كأنه قبل منها كل شيء وصراخها فى وجهها لكن هذه الكلمة غير مقبولة لديه نهائيًا، أغمضت عينيها بنفاد صبر من عناده فى الجدال معها وقالت بعد ان نظرت إليه بحزم ونبرة صارمة:-
-أى أن كان طليقتك!! كان لازم تقولي... جمال أنا حكايتك كل حاجة فى حياتي وأوجاعي ودموعي وقهرتي ووريتك اللى حمزة عمله فيا...أنا عريتنى كلي قصادك، بقيت أنا وأنت واحد لكن فى المقابل أنت عملت أيه..
ظل صامتًا أمام حديثها الذي جلب الدموع تتلألأ فى عينيها من القهرة والحزن الذي أصابها والخذلان الذي لطمها "جمال" به، تابعت "مريم" ببكاء وحسرة على حالها مُشفقة على قلبها الحزين منه:-
-سكت.. المقابل أنك سكت يا جمال كل مرة أكتشف حاجة جديدة ولا مرة جيت تحكي ليا من نفسك على حاجة، كل مرة أتحط قصاد الأمر الواقع وأقبل وأتحمل وجعي وقهرتي وأقول معلش يا بت أعذريه بكرة يتغير ويجي لك جري ويفتح لك قلبه ويعري عيوبه وأوجاعه قصادك عشان تداويها بـ حُبك لكن لا ... لحد هنا وبس يا جمال كفاية أنا تعبت وأتقهرت وأتخذلت منك
أقترب منها بحزن لا يعرف كيف يخبرها بصراعه الذي يعيش به بداخله، ما زال بها جزءًا مُنهكًا من الماضي تمامًا ومعتم، لا يعلم كيف يطلب العفو منها على شيء خارج عن أرادته ليقبل عينيها الباكية بضعف وحزن شديد، قال بلهجة واهنة:-
-يلعني ربي لو قهرتك يا مريم، عارف أنى واجعك لكن وعزة مريم عندي اللى ما في أغلي منها وقسمًا بربي اللى عمري ما أقسم به كذب لو على موتي أن ما قصدت مرة أوجعك وما يهمني أبدًا فى الدنيا غير سعادتك 
تساقطت دموعها أكثر بعد أن رأت دموعها ولأول مرة تتجمع فى جفنه لأجلها وهذه الدموع وحدها كفيلة بأن تشفع له وتعفو عنه، تمتمت بوجع لا تقوي على تحمله:-
-أنا هديكي فرصة واحدة يا جمال... واحدة وبس تمشيها من تحت وتحكيلي كل حاجة مخبيها عني 
-همشيها بس شوية لأني عايز منها حاجة
قالها بهدوء محاولًا التحكم بدموعه قبل أن تتساقط، رفعت حاجبها بغيظ منه وجففت دموعها بأناملها بانفعال وقالت:-
-حاجة أيه؟
ألتزم الصمت أمامها لتتأفف بأختناق أكبر كأنه لم يفهم شيء من حديثها وما زال يخفي عنها الأشياء فقالت بعناد وتحدٍ:-
-براحتك يا جمال... لكن أطلع برا 
نظر إليها بأندهاش من كلمتها وطردها له فتابعت بغضب يجتاحها :-
-يحق لك تحتفظ بأسرارك لكن أنا كمان يحق لي أبعد عن راجل مبيثقش فيا.. ، أطلع برا يا جمال وأوضة النوم دى إياك تدخلها طول ما أنا فيا ونومك على الكنبة برا ... ما دام أختارت سرك العظيم عني
دفعته للخارج وأغلقت باب الغرفة فى وجهه ليظل واقفًا محله سر لا يقوي علي الحديث معها....
________________________ 
أوصلت "سارة" ابنها "حاوم" على المطار تحت التهديد مع رجالها لتعطيه الأوراق ثم قالت بتحذير شديد:-
-لحد ما أطلب منك ترجع، رجلك متتحطش فى البلد دى فاهم وأنا يومين كدة أخلص ورق الحلوة بتاعتك وهبعتهالك
-هتبعتيها؟!!
قالها وهو يشير بسبابته فى وجه والدته فقالت "سارة" بضيق شديد:-
-هبعتها عشان متتجننش فى عقلك وتنط هنا تاني
أومأ إليها بنعم ليغادر من أمامها، ظلت واقفًا أمام باب الدخول حتى تأكدت من رحيله وصعدت بسيارتها مع رجلها ورحلت من المطار....
_____________________ 
"قصـــــــــر جمـــــــــــال المصـــــــري"
وصلت "جميلة" بسيارتها من الخارج مساءًا وفتحت البوابة الإلكترونية الخارجية للقر لها، ولجت بها لكن أوقفها "حسام" لتفتح النافذة بهدوء ثم قالت بتذمر:-
-خير، إن شاء الله ما تكون عايز مفاتيح عربيتي عشان تحبسني تاني
-مقدرش يا فندم إحنا فى خدمتك
قالها بهدوء فحدقت به بهدوء وفضول لمعرفة سبب إيقافه لها فحتمًا يوجد سبب، قالت بجدية وحزم:-
-أيوة فى إية؟
تنحنح بحرج ثم اخرج من جيبه شيء ومد يده إليها به، نظرت إلى يد "حسام" وكان بها هوية عملها فأخذته بذعر قائلًا:-
-أنت لاقيته فين؟
-وقع من حضرتك فى الجنينة تقريبًا
قالها بهدوء لتؤمأ إليه بنعم ثم ترجلت من سيارتها وأعطته المفتاح، نظر إلى مفتاح سيارتها بأندهاش وهو لم يطلبه فقالت بجدية:-
-خلي حد يغير العجلة اللى وراء عشان نمت ويحط بنزين عشان عندي شغل الصبح
أومأ إليها بنعم فسارت فى الحديقة قدمًا هذه المسافة الطويلة إلى القصر، نظر "حسام" عليها وهى تسير بعيدًا بتعب من يومها الطول مع أصدقائها حتى سقطت على الارض ليركض لها بهلع مذعورًا مُعتقد بانها فقدت وعيها من التعب والأرهاق وفور وصوله إليها رأها تنظر للسماء تتطلع بالنجوم والقمر، تنحنح بحرج من ركضه إليها وكاد أن يغادر لكن أستوقفه صوت "جميلة" تُتمتم:-
-خليك 
أستدار إليها يحدق بها وهى نائمة على العشب مُرتدية بنطلون أزرق من القماش فضفاض وقميص أسود اللون بأكمام مُغلق وتدخله فى البنطلون وتضع حزام عريض من الجلد الأسود حول خصرها وشعرها مسدولًا بعشوائيًا على العشب حول رأسها، تحاشي النظر إليها بحرج وأحترامًا إليها وهى حرمة هذا البيت، ظلت تحدق فى السماء على النجوم وقالت:-
-طرت قد ما طرت ولكن بتفضل النجوم بعيدة من هنا ومن فوق، لكن من هنا أجمل كأن البُعد جميل 
وقف يستمع إليها بصمت فتابعت بنبرة حزينة مُستاءة من شيء بداخلها:-
-لو واحدة صحبتي من سنى كدة 29 سنة وجاليها عريس عنده 39 سنة دكتور ورئيس قسم فى كلية الطب ومتجوزش قبل كدة وعنده، معاه شهادات كتير وله أبحاث ناجحة ومسيرة عملية وعلمية ممتازة لكنها متعرفهوش تتجوزه؟؟
طأطأ رأسه هذه المرة بهدوء ثم قال بجدية:-
-مذكرتيش غير نجاحاته وشغله وشهاداته.. هى هتتجوز شهادات متعلقة على الحيطة ولا هتتجوز الإبحاث
تركت عينيها النجوم ونظرت إلى وجه "حسام" بحيرة من أمرها وظلت مُترددة ليقول:-
-العريس دا جاي لحضرتك صح؟
صمتت ولم تجيب عليه فتابع بجدية:-
-أنا جربت ومن تجربتي بقولك أنها مش بالشهادات ولا الشغل والنجاح، اه مطلوب أنه يكون ناجح وطموح لكن كمان فى حاجة أهم زى حنيته، التفاهم بينكم وأخلاقه وقبوله الفكري بشغل حضرتك وسفرك...
أغمضت عينيها بحيرة من هذا الأمر ثم قالت بنبرة خافتة دون أن تفتح عينيها:-
-ممكن تمشي
تنحنح بحرج شديد ثم قال برسمية:-
-عن أذن حضرتك... صحيح مدام ليلي كانت طالبة مني....
توقف عن حديثه من عينيها التى فتحت على مصراعيها من الصدمة من ذكر أسم "ليلي" وقالت:-
-ليلي!!
أومأ إليها بنعم وقال:-
-اه جوا جت من النيابة معانا على هنا
أتسعت عيني "جميلة" على مصراعيها وهى تعلم جيدًا ما حدث منها ولا تستوعب فكرة وجودها هنا مع "جمال" بماكن واحدة و"مريم" ماذا عنها؟، وقفت "جميلة" من مكانها لتحدق بعينيه مباشرة وقالت:-
-نيابة أيه؟ هي عايشة؟
-اه ما أنا مكنتش فى إجازة أنا كنت مع راغب بنجيبها من أسبانيا
قالها بجدية ولهجة باردة كأنه يلقي حجر نرد على طاولة ولا يعلم بأنه يلقي قنبلة نوع فتيلتها بلسانه، صرخت "جميلة" بذعر غير مستوعبة لشيء وقالت:-
-لحظة.. لحظة.. خليني أفهم، ليلي كانت عايشة فى أسبانيا وأنت روحت جبتها من هناك مع راغب المحامي عشان تطلع جمال من السجن 
أومأ إليها بنعم لتدرك أن صمت أخاها وأختفاء "راغب" كان من تخطيطه هو، حتى ظهور "ليلي" حية وتتنفس من ترتيبه، تمتمت بصدمة تحتل كيانها وأوقفت عقلها عن التفكير:-
-صحيح دا جمال المصري.. بتوقع منه أى حاجة
سارت للداخل بخوف شديد والفضول يقتلها لرؤية وجه هذه الخائنة ومعرفة موقف "مريم" زوجته؟ التى تقابلت اليوم مع زوجته الأولي وطليقته...
نزلت "مريم" من الأعلي غاضبة مُرتدية بيجامة من الحرير الوردي بأكمام وشعرها مسدولًا على ظهرها بحرية وقبل أن تنادي على "نانسي" سمعت "ليلي" تتحدث معها قائلة:-
-نانسي.. فين جمال
أجابتها "نانسي" ببرود شديد من وجودها الذي يسبب الحزن والألم لصديقتها "مريم" :-
-فى مكتبه ومبيحبش حد يزعجه وغير مسموح لحد يدخل أو يخبط عليه غير مدام مريم
-مالكيش دعوة أنتِ
قالتها "ليلي" ببرود وأستدارت لكي تذهب إلى المكتب لكن أستوقفها صوت "مريم" تقول بضيق:-
-قالتلك غير مسموح أيه مبتفهميش يعنى ايه مش مسموح لك
لفت "ليلي" إليها لكي تقابلها هذه الزوجة التى سمعت الكثير عنها من الخدم ورأتها على التلفاز والأخبار كثيرًا معه مؤخرًا، تفحصت "مريم" بعينيها وقالت ببرود:-
-خليكي فى حالك، وجمال هو اللى سمح ليا أقعد هنا وأفتكري أنى السبب اللى طلعوه من السجن، عن أذنك بقي عشان عايزاه
ألتفت لكي تغادر لكن أوقفتها "مريم" بعد أن مسكت ذراعها بقوة وقلبها يشتعل من الغيرة الممزوجة بالغضب الناري لتحولها هذه المشاعر المختلطة لفيضان بل طوفان سيقتلها...
-أياك تفكري تقربي من جوزي وأفتكري أنى قبلتك هنا فى القصر كام يوم ودا كرم منى عشان أنت ضيفة بس ضيفة تقيلة وبجحة
قالتها "مريم" بتحدٍ قوي وعينيها لا تتوقف عن الحدق بعيني "ليلي" بثقة وكبرياء، تبسمت "ليلي" بسخرية على كلماتها ونظراتها القوية ثم قالت:-
-بجحة، أعتقد أنك أسوء مني لما تقبلي تتجوزي واحد قاتل مراته بس مش غريبة عارفة الغريب أيه أنى حاسة نفسي واقفة قصاد جمال مش مريم 
رفعت "مريم" حاجبها بغرور شديد ثم وضعت ذراعيها أمام صدرها مُتشابكين وقالت بغرور ولهجة متغطرسة:-
-لأنه راجلي وأنا قوية بيه فـ متستهونيش بقوتي، أنا اللى يقرب من جوزى أكله بسناني وافرمه تحت جزمتي... لتفكري أنى هحزن وأندب حظي فى أوضتي وأقول دا بيخوني وجايب مراته.. تؤ أنسي أنا حبت جمال وأتجوزته ودخلت حياته وأنا عارفة أن كان فى قبلي واحدة خانته بقذرتها مش مصدومة بيكي يعنى ... وجمال حبيبي ميقتلش وأنا كنت واثقة أنه رماكي فى أى داهية بنجاستك لأنه مش قاتل..
شعرت "ليلي" بضيق شديد من هذه المرأة القوية التى تقف أمامها وتتحدث عنها بهذه الطريقة المُهينة وبكل جراءة، قضمت شفتها السفلية بضيق بأسنانها ثم قالت بأشمئزاز:-
-جوزى.. حبيبي..، خلاص عرفت أنكم غرقانين فى قصة حب مش محتاجة تكرريها ألف مرة فى وشي، لكن حاولي تتكلمي معايا بأحترام شوية ومتستفزنيش أكتر لأنك قولتي أنى بجحة وقذرة وخاينة ونسيتي حاجة متعرفهاش أنى حية ممكن أتلف حواليكي لحد ما أعصرك وأفرمك 
أقترب "مريم" منها خطوة اخيرة تفصلهن عن بعض وعينيها تمقن "ليلي" بأشمئزاز ثم قالت بتحدي دون خوف من تهديد هذه المرأة وبسمت ساخرة تنير وجهها:-
-جربي تهدديني ووقتها هتعرفي مين مريم.. أنا شوفت من أمثالك كثير فى حياتي من كل صنف ولون وعشت حاجات متتخيلهاش، بلاش أرد كل دا فيكي أنتِ لأنى مش هسمح لجنس مخلوق خلقه ربنا أنه يهدم بيتى وسعادتي ولا هسمح لحية زيك تقرب من جوزي
كادت أن تتحدث لتبتسم "ليلي" بهدوء بعد أن رأت "جمال" يقترب منهما وخرج من غرفة المكتب فألتزمت الصمت، تنحنح "جمال" بخوف من وقوفهما معًا وقال بهدوء اسمها:-
-مريم 
ألتفت "مريم" أليه ببسمة خافتة مُصطنعة تخفي غضبها منه ثم قالت بدلال:-
-حبيبي!! 
تبسم "جمال" إليها بتعجب فهى هجرتهى ومنعته من الأقتراب منها، سأل بقلق:-
-فى حاجة؟ نزلتي من أوضتك.... لحظة أيه اللي لابسة دا
توقف عن القل بغيرة تقتل قلبه وهو يراها بهذه الملابس رغم أن بيجامتها لم تظهر من جسدها شيء لكنها مخصصة لغرفة نومها فقط وتابع بحدة بعد أن وضع سترته القطنية على جسدها واكتافها:-
-قولتلك متخرجيش من أوضتك بالهدوم دي... عاشور وشريف بيدخلوا القصر
تبسمت "مريم" بدلال مُصطنعة وتزيف سعادتها أمام هذه الحية ثم قالت:-
-سورى يا روحي كنت نازلة أشوفك اتاخرت ليه؟
-كنت بخلص شغل وطالع
قالها "جمال" بلطف ثم أخذها من يدها وصعدوا للأعلي فتبسمت "جميلة" بسخرية وهى تقف على باب القصر بعد أن شاهدت كل ما در بين هاتان الأثنين وبدأت تصفق بحماس وأنبهار بقوة "مريم" وقالت بأمتنان شديد بينما تسير للداخل:-
-يييييس هى دى مريومة حبيبة قلب أخويامش تقوليلي حية
قالتها بأشمئزاز ثم صعدت للأعلي لتستشيط "ليلي" غيظًا من هذا المنزل الذي كان ملكها من قبل والآن هناك امرأة تشبهه كثيرًا تتحكم بكل شيء وغيرة "جمال" عليها الآن أشعلت نيران الغضب والحقد فى قلب "ليلي"...
وصل "جمال" معها إلي غرفتهما وفور دخولهما سحبت يدها من يديه وألقت بسترته على الأريكة بغضب سافر فقال بأندهاش:-
-فى ايه مش كنتِ كويسة من دقائق؟
ألتفت إليه بغيظ شديد من هذه المرأة وما زال غضبها منه قائمًا فقالت:-
-دا بُعد، دا قدامها بس ولا عايزها تقول أنك مش سعيدة معايا ومش قادر تعيش مع واحدة غيرها... لكن هنا مكانك على الكنبة وإياك تقرب مني ولا لسانك يخاطب لساني خلي أسرارك الكثيرة تنفعك
دلفت إلي غرفة النوم وأغلقت الباب بقوة فتأفف "جمال" بضيق ثم جلس على الأريكة ومدد جسده.. 
صعدت "مريم" بفراشها حزينة من هذا الخصام الذي حدث بينهما ولأول مرة يهجرها فى فراشها وحدها، أين عناقه التى ترتمي به حتى تنام بأمان ومأواها بين ضلوعه، كيف يستجيب لحديثها ويظل بعيدًا عنها، يؤلمها موافقته على هذا الخصام عوضًا عن مُحاولته فى أحتوائها وتصحيح الأمر، أغمضت عينيها بحزن يخيم على قلبها ويربط على روحها...
أقترب "جمال" منها أكثر حتى حاصرها فى الحائط وقرب رأسه من رأسها فى هدوء ثم وقف ساكنًا يشم رائحة شعرها التى يعشقها وهمس فى اذنها:-
-موحشتكيش؟! 
تنفست ببطيء من توترها وربكتها أمامه، قلبها يخفق كالمجنون بين ذراعيه وقرب قلبه الذي يرد بضرباته كأنها سيمفونية ناعمة واحدة يعزفها القلبين معًا، يُغيم فوق سماءهما سُحب العشق، لفظت اسمه بتلعثمة مُرتبكة من هذا القرب:-
-جمال
دار رأسه إليها حتى تتقابل عيونهما تكمل لحظة العشق هذه بنظراتهما الساحرة بدفئها الذي يحتلهما بحرارة العشق، أزدردت "مريم" لعابها بربكة من النظر إليه وأنفاسه تضمها وتأخذها إلى عالم غير هذا، عالم لهما وحدهما معًا لا يسكنه سوى رجل أربعيني عاشق وفتاة مجنونة ضعيفة رغم قوتها وسجينة له رغم حريتها، "مريم" أول فتاة حرة لم يجرأ أحد على مس حريتها وفى نفس الآن هي سجينة بل أسيرة مُعتقلة داخل قلبه وعالمه، يقيدها العشق رغم حريتها المُطلقة التي جعلت لا سلطان عليها...
همست "مريم" إليه وقد خلل قوتها التى أنهارت تمامًا أمامه قائلة:-
-يا الله.. بالله عليك أزاى أخاصمك وأزعل منك..... 
بترت حديثها بنفسها عندما مسكت رأسه بكلتا يديها وسرقت منه قبلة ناعمة تُسقط معها كل المشاحنات التى بينهما وتهزم بنعومتها قوتها وغضبها التى تواري من عقلها وقلبها وتغلق بها كل أبواب الهجر التى أوشكت على أن تُفتح بينهما، ضمها "جمال" إليها من خصرها الذي أحاطه بيديه يجذبها إليه مُستسلمٌ لهذه اللمسة الدافئة التى روضته تمامًا إليها فقد جعلت الملك أسيرًا لديها مُقيدًا بأصفاد العشق..
فتحت عينيها بحزن من هذا الحلم الذي راودها يفتت قلبها حزنًا لتشعر بثقل على خصرها ودفء خلف ظهرها لتدرك بأنه جاء إليها ولم يقوى على هجرها وفراقها، ألتفت "مريم" إليه بحزن تتطلع بوجهه الملاكي أثناء نومه يتكيء برأسه على جبينها وذراعه الأيمن يحيط برأسها من الأعلي والأيسر يحيط خصرها وبطنها كأنه يضمها هى وطفلهما، ظلت تحدق به مُطولًا حزينة على قلبها ورفعت يدها تلمس لحيته بحب وقالت مُتمتمة بعتاب:-
-أمتي هترتاح يا جمال وتطمن ليا.. معقول لسه جواك حتة محبتش مريم
دفنت رأسها تمامًا بين ضلوعه وعادت لنومها بين ذراعيه الآن لكنها ستعاقبه صباحًا بقسوة على تسلله لفراشها دون أذن منها...
__________________________
خرجت "ليلي" صباحًا من الغرفة الموجودة بالطابق السفلي فلم يسمح "جمال" لها بالصعود إلى الطابق الأعلي، حاولت "ليلي" الصعود إلي الأعلي لكنها سمعت صوت "جين" الألي يقول:-
-هناك مُتطفل
توقفت محلها لتسرع "حنان" إلى الخارج ورأتها تقف على الدرج فقالت بذعر:-
-لو سمحتى مش مسموح لك تطلعي فوق
نظرت "ليلي" حولها وقالت بأندهاش مما سمعت:-
-متطفل... دا أنا
اومأت إليها بنعم لتسال بفضول مُندهشة:-
-مين اللى أتكلم
-جين
قالتها "حنان" بحدة صارمة لتُصدم "ليلي" من "جين" هذه البرنامج الصغير الذي سعي "جمال" له من قبل فى بداية زواجهما والآن أصبح مُتحكم بالقصر كاملًا...
_______________________ 
فتح "جمال" عينيه بتعب ويمطي جسده بتكاسل شديد حتى لمس ذراعه كتفها بدون قصد فدفعته بقوة، نظر "جمال" بجانبه وكانت "مريم" تجلس محلها بوجه عابس ثم قالت:-
-بتعمل أيه هنا؟ أنا حذرتك متدخلش هنا 
أعتدل فى جلسته بتعب ثم نظر إليها وكانت غاضبة حقًا، لأول مرة تغضب "مريم" منه هكذا فقال بتذمر:-
-أنت حرمتينى منك ومنعتينى عنك لكن متقدريش تمنعينش عن ابني
نظرت إلي بطنها التى تحمل بداخلها طفلهما وقالت:-
-لما أولده أبقي خده جنبك على الكنبة
تبسم بسخرية على حديثها وقال:-
-أنتِ هتفضلي منيماني على الكنبة لحد ما تولدي بعد 8 شهور، وبعدين أنا مقدرش أتحرم من ابني 8 شهور
أقتربت إليه برأسها وتتكئ بذراعيها على الفراش بقوة وقالت بتحدي وكبرياء:-
-خلاص روح أحمل فيه أنت وبما انك مش هتعرف تعمل دا فبطل تتحجج به وتقول أبنى وأحرمك منه ، بطل شغل التلزيق والتمحيك دا
نظر إلي تحديها إليه وقوتها ثم قال:-
-لو أعرف مين اللى علمك الجراءة دي يا مريم وقواكي عليا!!
تبسمت بخبث وهى تشير بعينيها عليه فهى تعلمت هذا الشيء منه ليقول:-
-متعلمتيش منى غير دي
تحدثت بقسوة وحدة صارمة:-
-قوم يا جمال وإلا أنت عارف جناني كويس أنا ممكن أسيبلك البيت وأهج وحياة ابنى ما هتعرف ليا طريق لا أنت ولا جين بتاعك 
-بتتحدينى يا مريم!!
قالها بإعجاب، رغم غضبه من حديثها وقسوتها على فراقه لكنه مُعجبة بشخصيتها وهذا الجانب الجديد الذي أكتشفه بداخلها، لم تكن "مريم" جميلة كما هى الآن بقوتها وعنادها، ظلت تحدق به بتهديد مُنتظرة أن ينفذ طلبها، أومأ إليها بنعم ثم غادر الفراش وتنهدت "مريم" بهدوء لكنها صُدمت عندما عاد مُجددًا وسرقة من قبلة خاطفة على سهو وقال بتحدي:-
-وأنا قبلت التحدي
هرب من أمامها لتستشيط غضبًا منه وبعد أن دخل المرحاض تبسمت بسعادة تغمرها رغم حزنها، هذا الرجل سيقتلها لا محل وقلبها الأحمق غارقًا بعشقه لا يقوى على خصامه أو هجره لكنها تتشبث بعقلها القوي حتى تلقنه درسًا على فعلته لذا يجب أن تخمد نيران العشق بداخلها وتترك عقلها يسيطر على الوضع أولًا فلن يكن فى صالحها مشاعرها وخفقان قلبها المجنون به.....
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

نزلت "جميلة" من الأعلي مُرتدية بنطلون ثلجي مصنوع من الجينز فضفاض وتي شيرت أسود وحول خصرها حذاء ذى اللون الجملي، تصفف شعرها للخلف مسدولًا ومرفوع من الجانبين بدبابيس الشعر، نظرت إلي والدتها بقلق خصيصًا بعد أن عرضت صديقتها الزواج من صديق زوجها، أخذت نفس عميق بتردد فى أخبار "ولاء" وهى سترحب بالفكرة كثيرًا فقالت بهدوء:-
-أنا خارجة يا ماما
أوقفتها "ولاء" بعد أن تركت كوب الشاي الأخضر من يدها على الطاولة وقالت:-
-جميلة .. أستني 
ألتفت "جميلة" إليها بهدوء شديد، نظرت لوالدتها بهدوء حتى تتحدث فقالت "ولاء" بهدوء:-
-سلمي كلمتني
أغمضت "جميلة" عينيها بضيق من تصرف "سلمي" بالتأكيد نقلت لها خبر الزواج وإذا أتصلت بـ "ولاء" فهذا يعنى أنها تحدثت مع "جمال" صديقها الصدوق والأقرب والآن أصبح خبر زواجها قرار بين عائلتها، قاطعتها "جميلة" قبل أن تكمل الحديث وقالت بغضب:-
-ماما أنا مش عايزة أتجوز
أتسعت عيني "ولاء" بصدمة ألجمتها كأى أم مُنذ أن تنجب أبنه تتمني اللحظة التى تراها تضع تاجًا على رأسها وترتدي فستان زفافها الأبيض وتذهب إلى زوجها، أنتفض قلب "ولاء" غضبًا ثم قالت بذعر:-
-قولتي أيه؟
-أنت متفاجئة ليه؟ أنا قايلة لك قبل كدة أنى مش مستعدة اتجوز 
شهقت والدتها بأندهاش تكاد تفقد عقلها من تصرفات ابنتها وعنادها فصرخت "ولاء" بنبرة عالية مُرتفعة:-
-أنتِ عايزة تجننيني يا جميلة أنتِ عندك 31 سنة وماشية فى 32 وتقوليلي مش عايزة أتجوز
جاء "جمال" على صوت صراخها من غرفة المكتب وخرجت "مريم" من غرفة السفرة وتحمل فى يدها شريحة من التركي المدخن تتناولها بعد أن سمعت صراخ "ولاء" ليقول "جمال" بجدية:-
-فى أيه يا أمى صوتك عالي ليه؟
ضربت "ولاء" يديها بفخذيها غاضبة وهى تستدير قبل أن تفقد صوابها كاملًا، ثم قالت بحدة:-
-تعال شوف الهانم أختك، والله لو ما عقلتي يا جميلة لأسيبك هنا وأرجع لندن لوحدي ولا حد فيكن يعرف لي طريق ولا تشوفوا وشي وحتى قبري مهتعرفهوش
تحدث "جمال" بهدوء بعد أن أقترب من والدته:-
-أهدئي طيب يا أمي بعد الشر عنك
تأفف "جميلة" بحزن خيم على قلبها ووالدتها تجبرها على فعل شيء ضد رغبتها وقلبها، قالت بضيق ونبرة مُرتجفة على وشك البكاء:-
-يعنى يا أما تموتني بالحياة يا ما تغضبي منى وتهجرني
أقتربت خطوتين من ابنتها بصراخ وقالت:-
-هو عشان عايزة أفرح بيكي زى أى أم وأشوفك فى بيت جوزى وأشيل عيالك قبل ما أموت يبقي بموتك بالحياة
أخذ "جمال" يد والدته المسنة فرغم أهتمامها بنفسها وأجراءها العمليات التجميل لكنها ما زالت بعمر السبعينات من عمرها وقال بهدوء:-
-أهدئي يا أمى، وأنتِ يا جميلة ممكن تهدئي... الكلام وقرار الجواز ميجوش كدة
أوشكت "جميلة" على البكاء من عناد والدتها وموافقة "جمال" على النقاش تعنى أنه يفكر بهذا القرار وربما يزوجها حقًا والجميع ينظرون إلى عمرها الذي يتقدم فقالت:-
-أنتوا بتقرروا فى حياتي ليه، دى حياتي.. عايزة تشيل عيال وأحفاد ما عندك جمال أهو خليه يجبلك بدل العيل فريق ليه أنا.. 
غادرت المنزل باكية بحزن فسارت "مريم" خلفها بقلق من تركها تغادر باكية هكذا، نظر "جمال" إلي والدته بهدوء ثم قال:-
-الكلام ميجيش كدة، مش بالضغط والأمر يا أمي.. دا جواز 
تركت "ولاء" يده غاضبة وسارت إلى الأريكة مُنفعلة وجلست بانفعال ثم قالت:-
-لا بالأمر ولو حكم الأمر أني أجوزها أغصب هعمل كدة، أنت مش واخد بالك من عمرها ولا أيه..هتتجوز أمتى وتخلف أمتي وتفرح بولادها أمتى لما تكون عجوزة ومش قادرة تتحرك، وبعدين أنا نفسي أشوف حفيد فى البيت دا مش كفاية خبيتي فيك أنت وأخوك
تنحنح "جمال" بهدوء ثم وضع يديه فى جيوب بنطلونه بوقار وقال بلهجة هادئة باردة:-
-لو مشكلتك فى الأحفاد فخلينى أقولك للعلم أن مريم حامل
رفعت رأسها تجاهه بصدمة ألجمتها، تتشاجر وتتمني حفيدًا وهى بالفعل أصبحت تملك واحدًا فى أحشاء هذه الفتاة التى تمقنها، بروده فى الحديث ولهجيته تثير غضب والدته فكيف يكون باردًا هكذا وهو يخبرها بخبر سعيد مثل هذا فقالت:-
-ايه البرود اللى أنت فيه دا، مبروك يا جمال ربنا يقومها لك بالسلامة لكن برضو جميلة هتقعد مع العريس دا ولو عجبنى وحسيت أنه كويس هجوزها له غصب عنها وعنك ولو تقدر تمنعني أعملها يا جمال
قالتها بتحدٍ كأنها لا تخشاه فهو تجبره على فعل ذلك بسبب كونها والدة له ولن يجرأ على فعل شيء إليها، تنحنح "جمال" بهدوء من قرارها وعنادها الذي ورثته "جميلة" منها فالأثنتين لا يمنع ترويض عنادهما...
خرجت "مريم" خلفها وقبل أن تستقل "جميلة" سيارتها باكية أوقفتها "مريم" وقالت:-
-جميلة!!
-مريم بعد أذنك سيبني دلوقت
قالتها بحزن شديد ودموعها تتساقط على وجنتيها خوفًا من قرار والدتها وأخاها فقالت "مريم":-
-مينفعش أسيبك لوحدك وأنتِ فى الحالة دي.. كمان هتسوقي أزاى وأنتِ بتعيطي خطر.. تعالي نخرج بعربيتي ونروح مكان ما تحبي
صعدت الأثنتين إلى سيارة "مريم" الصفراء من ماركة المرسيدس وصعد "حسام" فى مقعد السائق لينطلق بهما، تحدثت "مريم" بهدوء قائلة:-
-ممكن تهدئي يا جميلة.. محدش هيقدر يغصبك على حاجة والجواز مش بالعافية
تمتمت "جميلة" ببكاء والخوف تملك منها من عائلتها قائلة:-
-لا بالعافية! ما دام ماما قررت دا ولو جمال قرر أنه يوافقها يبقى أنا أتجوزت خلاص
هزت "مريم" رأسها بلا ثم قالت:-
-مستحيل ولو مشكلتك فى جمال سيبي عليه وأنا ما دام موجودة مستحيل أخليه يوافق على دا
نظرت "جميلة" لها بحزن شديد وجهشت فى البكاء أكثر، نظر "حسام" فى المرآة عليها بعد أن أستمع إلى حديثهما كاملًا والآن بكاؤها، كان يعلم أن الزواج والعريس الذي تحدثت عنه كان لها وليس لصديقة لها فقالت "جميلة" بضيق:-
-ماما كل اللى فارق معها سني لكن حلمي وشغلي كل دا ميفرقش معاها، أنا مُدركة أن مفيش حد هيتقبل سفري الكثير وغيابي برا البيت لا بيت أيه أنا بغيب برا البلد بأيام، وقتها هيكون الخير بين أنى أطلق أو أنى أتنازل عن شغلي اللى مقدرش أعيش من غيره
أخذت "مريم" يدها فى راحتي يديها وربتت عليها بلطف ثم رسمت بسمة مُشرقة تحمل طاقة إيجابية وتفائل على وجهها وقالت بخفة ولطف:-
-ومين قال أن كل الرجالة تكره نجاح الست اللى معهم، هى أختلف عقول وأنتِ لازم تختاري العقل الصح والراجل الصح مجرد أختيار صح مش أكتر، لكن أنك تمنعي القرار وأن أى راجل يدخل حياتك من غير ما تجربي أو حتي تقبلي تقعدي معاه تشوفي عقله دا الغلط بعينه
أومأت "جميلة" إليها بصمت شديد، أوقف "حسام" السيارة أمام أحد صالونات التجميل للسيدات ودلفت كلاهما معًا، جلست "مريم" أمام أحدهما ونظرت لصورتها المُنعكسة فى المرآة مُطولًا لتقول بعد تفكير طويل وصمت فى حيرة من هذا القرار:-
-قصيه
أنتفضت "جميلة" من مقعدها المجاور لها وحدقت بها بصدمة ألجمتها ثم قالت بذهول مُصدومة من قرار هذه المرأة:-
-مريم!! أنتِ هتقصي شعرك
أومأت "مريم" إليها بنعم فلم تستوعب "جميلة" قرار هذه المرأة خصيصًا الطول الذي تطلبه من مُصففة الشعر وقالت:-
-بس أنتِ بتحبيه..
قاطعتها "مريم" بحزن شديد يخيم على قلبها من زوجها العنيد قائلة:-
-من حزني وغلي.. الفضل يرجع لأخوكي.. 
________________________ 
"سجـــــن طـــــــــرة"
جلس "مختار" فى الساحة وحده غاضبًا من "جمال" الذي جلبوها إلى هنا وبالنهاية أنتصر عليه مرة أخري فجاء إليه العسكري وقال:-
-قوم عندك زيارة
ذهب معه إلى غرفة المأمور ودُهش عندما رأي "سارة" أمامه تجلس فى أنتظاره وقد جاءت لزيارته، ترتدي بنطلون أزرق فضفاض ومفتوح من الجانبين بدءًا من الركبة وبالأعلي ترتدي قميص أبيض نسائي بأكمام وشعرها الأسود الزيتوني الذي غيرت لونه يليق مع العدسات اللاصقة التى ترتديها باللون الأخضر فقال بهدوء:-
-أنتِ
غادر المأمور المكتب لكي يترك لهما مساحة للحديث، جلس على المقعد المقابل لها وحدق فى وجهها العابس رغم بسمتها الساخرة كأنها سعيدة بوجوده هنا فسأل بهدوء:-
-شكلك مبسوطة، وفرحانة كمان أنى هنا
وضعت قدم على أخري بغرور ثم قالت:-
-أكيد مش أنا اللى جبتك هنا..
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته، قال بنبرة صاطمة مُتلعثم ولا يستوعب ما قالته:-
-أنتِ!!
أومأت إليه بنعم بسخرية ثم قالت:-
-أمال كنت فاكر مين؟ جمال!! مش قولتلك ربنا يكفيك شر كيد العوالم وبالذات لو كانت رقاصة
قالتها وهى تهز كتفها إليه، سألها بصدمة تحتله:-
-ليه؟ وعملتيها أزاى؟
تبسمت إليه بهدوء ثم قالت بمكر:-
-هقولك،أنا أصلًا جاية عشان أقولك ... فاكر زمان لما خونتني مع ليلي مرات أخوك، قولتلك بلاش أنا أنت مش قد كيد الرقاصات وأنا مش مُدرسة دا أنا رقاصة يا حياتي ومسمعتش مني وكملت فى خيانتي وعملت عبيطة لكن أنتِ لا مسكتش كملت ودوست عليا عشان خاطر طفاستك ونجاستك اللى خلتك تخون اخوك مع مراته.. يا ريتك أستكفيت بالخيانة.. أنا عمري ما نسيت أنك السبب ولا أنك سلمتني تسليم أهالي ليها..
أقتربت برأسها نحوه أكثر وقد ظهرت فى عينيها نظرة شر وغضب بداخلها لا يحتمل ونار الأنتقام كانت تحرق قلبها وعقلها فقالت مُتابعة:-
-عمري ما نسيت لحظة أنى أتحرمت من أنى أكون أم تاني بسببك أنت وهى.. عمرى ما نسيت أبنى اللى قتلوه فى بطني يومها..
أقترب منها بغضب سافر لا يُصدق هذا الحديث وما زال لا يستوعب شيء مما يحدث فقال بضيق:-
-وأنتِ اللى زيك تكون أم ليه؟
صرخت به بأنفعال شديد قائلة:-
-مالكش دعوة أكون ام يكش أخلفهم وأبيع أعضائهم أنا حرة لكن متغدرش بيا.. يومها حلفت أنك لازم تدفع الثمن أنت وهى لكن جمال كان أسرع منى وأكتشف خيانتكم وبعدها المحروسة اختفت..ورجعت ليا زى الكلب وللأمانة أنا فضلت معاك عشان أنتقم منك بس وأخد كل فلوسك لأنها الحاجة الوحيدة اللى هتوجع واد زبالة زيك لحد ما جيت لي تقولي أنك أتجوزت مريم وقبلت عادي لأني بطلت أحبك ومبقاش ليك عندى غير الكره وبس لكن ما لاقيت أنك ممكن تديها الفلوس مكنش عندي حاجة غير أني أكرهك فيها وأخليك تشك فيها وفعلت نجحت فى دا 
أتسعت عيني "مختار" على مصراعيها بسبب هذا الحديث والصدمة لا تعطي لعقله لحظة يستوعب بها الأمر فقال بصدمة ألجمته:-
-يعنى مريم مخانتنيش
قهقهت "سارة" ضاحكة من كلمته وعادت بظهرها للخلف بهدوء:-
-هههه هى مريم دى تعرف تخون... دى عيلة هبلة وكانت زى العجينة اللينة فى أيدي أقول يمين يبقي يمين، أقول شمال يبقي شمال... أقولك على الكبيرة أنا اللى خليت حمزة يقتلك ودفعت له ما الفلوس كنت خدتها بالوصية لكن الحظ طلع فى صفك يا مختار وأهو لسه عايش، بس بصراحة حلو عشان كان بفضل غباء نفذت كل كلمة قولتلك عليها عشان كرهك لأخوك وحلمك أنك تقضي عليه خلاكي تنفذ زى العبيط لكن فى الحقيقة أنا كنت عارفة أن ليلى عايشة لكن زى الميتة، عايشة مسجونة بأمر جمال والخوف منه كان مسيطر عليها فمكنش عندي حل غير انك تبلغ عنه بتهمة قتل ليلي لأن الحل الوحيد عشان يطلع هو أنه يجيب ليلى من السجن اللى هو مخبيها فيه والحمد لله أهو رجعت وأخيرًا هحقق حلمي
فتح فمه بصدمة أكبر من خبر ظهور "ليلي" ليقف من مكانه ويمسكها من ملابسها بانفعال وقال:-
-أياك تلمسي شعرة منها، ليلي لو جرالها حاجة هقتلك وميغركش أنى هنا مش هقدر أعملها
قهقهت ضاحكة وهى تبعد يديه الأثنين عنها بقوة وقالت بتحدٍ:-
-هههههه بجد، هتعمل أيه؟ أو تقدر تعمل أيه؟ ليلي أنا بيني وبينها تار ولازم أخده لتكون فاكر أنى صبرت معاك السنين دى كلها عشان سواد عيونك، أنا اللى خلاني معاك هو أنى عارفة أنك بتحبها وكل النزوات والخمر اللى شربتها كانت بس عشان تنساها، أنا فضلت معاك عشان كان ممكن يكون فى أحتمال أنك تكون عارف طريقها، كل مرة كنت بتنام معايا وأنت سكران كنت بتناديني بأسمها وبشوف وشها فيا، حبتها حتى وأنت عارف أنها مرات أخوك شوفت نجاستك وصلتلك لفين؟
صرخ بها بأنفعال شديد من أتهامه بالخيانة وقال:-
-محصلش، أنا حبتها من قبل ما تعرف جمال، ليلي ملكي من قبل ما جمال يشوفها، وهى كمان حبتني لكن أبوها هو اللى فرض عليها تتجوز جمال رجل الأعمال الناجح اللى عنده طموح عشان بس مصلحة شركته والصفقات اللى بينهم وأجبرها تتجوز جمال، ليلي بتاعتي من قبل ما تكون مراته هو اللى سرقها مني عشان كدة كأن لازم أنتقم منه وأكرهه
قهقهت ضاحكة بسخريةوترمقه بعينيها من الرأس لأخمص القدم بأشمئزاز ثم قال:-
-فبدل ما تتجوزها عرفي حتى أو تهرب منها قررت تسرقها وهى مرات أخوك، أستغلت أنها هتعيش معاك فى القصر بصفة أنها مرات جمال وقربت منها وكلمتوا قصة الحب الرهيب بينكم... بتفتكر دا مبرر!!
تأفف بضيق شديد من حديثها ثم قال بتهديد واضح:-
-مالكيش دعوة، أياك يا سارة تقربي منها
ضحكت "سارة" بخبث ثم جذبته من لياقة ملابسه إليها وهمست فى أذنه بتهديد ونبرة مُخيفة:-
-أنا هقتلك يا مختار
أبتعدت عنه لتحدق فى عينيه وهزت رأسها بنعم من الأعلي للأسفل وقالت بمكر وغل شيطاني:-
-اه هقتلك قبل ما قتلها هقتلك وأنا جيت وحكيتلك كل دا عشان مش هيطلع عليك صبح ولا هتشوف شمس بكرة... وأديك شوفت كيد الرقاصات باقي حبيبة القلب..
غادرت "سارة" من المكتب وهو يصرخ خلفها قائلًا:-
-هقتلك يا سارة ... هقتلك...
تبسمت بينما تسير فى الردهة وتسمع صراخه من الداخل والأنتصار والقوة يحتلاها بعد أن حققت مرادها فى خطتها وظهرت "ليلي" من مخبأها وهى أنتظرت سنوات وليالي طويلة حتى عثرت عليها كى تحقق أنتقامها...
_________________________ 
"قصــــــر جمــــــــال المصــــــري"
عاد "جمال" من العمل فى نهاية اليوم، ترجل من سيارته بضيق ويتحدث فى الهاتف:-
-كان لازم تتصلي بأمي يعنى يا سلمي
تحدثت "سلمي" بهدوء وهى تقف فى المطار قبل أن تستقل الطائرة فى رحلة عمل:-
-صدقني مكنتش أعرف أن ممكن أسبب مشكلة، أنا فكرت الموضوع عادي
أومأ إليها بنعم بعد أن دلف من القصر وقال:-
-ماشي حصل خير لكن أجلي موضوع الميعاد دا، أنا محتاج أتكلم مع جميلة فى الأول قبل ما تأخدي ميعاد معاه
وافقته الرأي ثم أغلق الاتصال وصعد للأعلي، رأى "نانسي" تغادر غرفته بصينية الطعام فقال:-
-أيه دا
أجابته بضيق ونبرة خافتة ووجهها عابس:-
-مريم.. قصدك مدام مريم مأكلتش من الصبح وأنا غلبت معاه
أخذه منها الصينية وجعلها تغادر، دلف للغرفة ووضعها على الطاولة أمام الأريكة وأتجه إلى باب غرفة النوم وطرق عليه بهدوء:-
-ممكن أدخل
-لا
قالتها بحدة فقال بهدوء:-
-عايز هدوم عشان أغير ولا أدخل غصب!!
تنحنحت بهدوء وأرتباك فهو إذا أراد سيفعل بالقوة لكنه أحترم رغبتها فى البقاء بعيدة لذا وافقت على طلبه وقالت:-
-أتفضل
فتح الباب ودلف للغرفة ليراها تقف قرب الشرفة وترتدي روب من الحرير طويل باللون الزيتى الغامق بأكمام وتعطيه ظهرها، تأفف بضيق مما ألت الأمور إليه بينهما أصبح يتسأذن قبل أن يقترب من مكان هى فيه ولا تجلس معه على سفرة واحدة ولا تحدثه نهائيًا، دلف للمرحاض وأخذ حمام بارد وأرتدت روب الأستحمام الطويل وخرج فنظر إلى الفراش ولم يجد ملابس له، مُنذ أن تزوجها وهى تختار ملابسه حتى ملابس النوم تختارها وكلما دلف للأستحمام يخرج ويجدها تضع له الملابس على الفراش، كانت تعتني بأدق تفاصيله لكن الآن قد هجرته كليًا رغم بقائهما فى غرفة واحدة لكنه يشعر بأنها سافرت بعيدًا عنه وتركته وحيدًا يفتقد كثيرًا إلى تفاصيلها وأهتمامها به وحديثهما حتى البسيط، دلف إلى غرفة الملابس وأرتدي بنطلون وردي اللون وتي شيرت أبيض ثم خرج ليراها تقف قرب الفراش مُنحني تضع الكوب على الكمودينو ليرى شعرها المسدول أمامها على الجانبين وقد قصته كليًا تقريبًا أصبح يصل لأكتافها أو بعدهما بخمس سنتيمرات تقريبًا بعد أن كان يصل لنهاية ظهرها، أتسعت عينيه على مصراعيها وقال:-
-قصتيه!!
رفعت نظرها إليه ورأت الحزن فى عينيه كأنه حزينًا على شعرها أكثر منها كانت جميلة بها وفاتنة لتقول:-
-أنا حرة فى شعري
تمتم بحزن شديد من كلماتها ولا يُصدق أن غضبها أخذها لفعل هذا هاتفًا:-
-أنتِ عارفة أنا بحب شعرك الطويل قد أيه؟ حتى لو متخانقين دا مش معنى أنى بطلت أحبك ولا أنك خرجتي من حياتي 
-حب من غير ثقة أنا فى غني عنه
قالتها بحزن شديد رغم نبرتها الصارمة وصعدت للفراش فقال بضيق:-
-والله، يعنى أستغنيتي عني خلاص بطلتي تحبنى ومبقاش فارق لك بحب أيه وبكره أيه؟ مبقتيش عايزني
صمتت ولم تجيب عليه فدلف مرة أخرى للمرحاض وعاد بعد قليلًا لتُصدم عندما رأته بلا لحية وقد حلقها كاملًا ولم يترك شعرة واحدة فدمعت عينيها حزنًا من تصرفه ولم تتفوه بكلمة واحدة ليقول بهدوء وعناد:-
-أنا كمان حر فى ذقني
ولج إلى غرفة الملابس وسقطت دمعتها لتمسحها سريعًا قبل أن يخرج، خرج إليها وألقي عبلة مربعة سوداء على الفراش بضيق وقال:-
-أنا كنت جايبلك دى عشان أرضاكي وأحكيلك كل اللى عايزة تعرفيه لأن مش هين عليا زعلك ولا فراقك، مش قادرة على بُعدك وواحشني ويعز علي هجرك لكن مبقاش فارق ما دام أستغنتي عني يا مريم هانم
غادر من الغرفة حزينًا بل غاضبًا منها، فتحت العلبة ووجدت بها حلق أذن من الألماس جميلًا ومعه ورقة مطوية، فتحتها بعيني باكية وقرأت ما كتب بها:-
-يعز على هجرك وقلبي وجعنى لبُعدك، كفاية هجر يا حبيبة قلبي والله قلبي مُشتاق لكِ 
دمعت عينيها بحزن شديد وجلست كثيرًا تفكر فى فعلتها لتجفف دموعها وخرجت خلفه، رأته جالسًا على الأريكة يدخن السجائر، لم يفعل ذلم ويتجه للتدخين فى القصر ألا عندما يغضب منها كأنه ينفث غضبه بالتدخين عوضًا عن يؤذيها هذا الغضب..
أقتربت لكي تجلس جواره وتحمل الورقة فى يده ثم قالت:-
-أنا مش عايزة ألماظ ولا هدايا، أنت عارف كويس أنا عايزة أيه؟ عايزة ثقتك وحُبك
أطفي سيجارته بجدية صارمة ثم قال بخفوت:-
-أنا مبحبكيش مش كدة؟! 
نظرت إليه لتدمع عيونها بهدوء ورفعت يدها تلمس وجنتيه بعد أن نزع عنهما لحيته وأصبحوا ناعمتين كراحة يدها، أدار رأسه لها كى تتقابل عيونهما ليرى دموعها ولم يتحمل رؤية شعرها وما فعلته به ليقول:-
-بالله عليكي أزاى عملتي كدة؟
لمس خصلات شعرها بلطف مع حديثه ثم قالت:-
-موجوعة، الست لما بتتوجع بتقص شعرها كحالة نفسية، أنتِ أكتر واحد عارف أن بحب شعري وطوله قد أيه
-أنتِ بترتي طب كنتِ قصي نصه مش ثلاثة أرباعه 
قالها بضيق شديد ثم تابع بهدوء:-
-ومبتأكليش ليه؟ بتربيني يا مريم، بتأذي نفسك عشان أيه؟ عشان توجعني طب مفكرتيش فى اللى بطنك، الناس كلها بتقول بلاش الزعل فى الحمل وأنه بيتنقل للطفل لكن أنتِ ما شاء الله عليكي أنت اللى مختار الزعل
-عشان مبتثقش فيا 
قالتها بضيق بعد أن أنزلت يدها عن وجنتيه فتحدث بغضب سافر قائلًا:-
-هو يا أما تتدخلي فى شغلى يا أما أبقي مبثقش فيكي؟ قولتلك أنا عايز من ليلي شغل وبعدها مستحيل تشوفيها ولو صدفت، أنتِ يا مريم اللى المرفوض تقثي فيا وتثقي فى حبي ليكي وأنى مستحيل أعاوز من ليلي حاجة تانية وأنتِ أكتر واحدة عارفة اللى عملته فيا وحتى لو مخانتنيش كفاية تكوني واثقة أنى بحبك ومستحيل أشوف ست غيرك
تأففت بضيق من حديثه ووقفت من مكانها مُنفعلة من قسوته وغضبه الذي يطلقه بها، قالت بغضب:-
-والله قبلت الترابيزة عليا وطلعت أنا اللى مبثقش فيكي، برافو عليك طلعت شاطر فى قلب الترابيزة وأقولك على حاجة أنا مش عايزةأعرف حاجة ولا عايزة أتكلم معاك ومالكش دعوة بحملى ولا زعلي 
دلفت للغرفة غاضبة منه وأغلقت الباب بضيق شديد فتنهد بأختناق سافر ثم قال:-
-وبعدين معاكي يا مريم...
___________________________ 
أوشك "مختار" على فقد عقلها من القلق وكلما مر أحد من جواره أرتعب خوفًا من أن يكون قادم لقتله كما أخبرته "سارة"، أشرقت الشمس صباحًا وذهب مع السجناء ليهدأ من روعته بعد شروق الشمس وأعتقد أن "سارة" كانت تهدده فقط، دخل للمرحاض وأنحنى لكي يغسل وجهه بالماء ليُصدم بألم شديد عندما غرس فى خصره جزءًا من زجاج المرآة ، فتح عينيه وكان الفاعل قد هرب وسقط "مختار" أرضًا غارقًا فى بركة الدماء التى تسيل من خصره....
___________________________ 
"قصــــــر جمــال المصـــــري"
نزلت "مريم" صباحًا من الأعلي لتتوقف محلها بمنتصف الدرج عندما رأت "جمال" يجلس على السفرة يتناول فطاره قبل الذهاب إلى الشركة و"ليلي" تجلس معه هادئة علي بُعد شديد منه وبجواره تجلس "ولاء"، تأففت "مريم" بغيرة تأكل قلبها وهى هنا تهجر زوجها وهناك الأخري طليقته تحاول التودد إليه أكثر كأنه الآن أصبح فارس أحلامها بعد أن خانته سابقًا
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نزلت "مريم" صباحًا من الأعلي لتتوقف محلها بمنتصف الدرج عندما رأت "جمال" يجلس على السفرة يتناول فطاره قبل الذهاب إلى الشركة و"ليلي" تجلس معه هادئة علي بُعد شديد منه وبجواره تجلس "ولاء"، تأففت "مريم" بغيرة تأكل قلبها وهى هنا تهجر زوجها وهناك الأخري طليقته تحاول التودد إليه أكثر كأنه الآن أصبح فارس أحلامها بعد أن خانته سابقًا
نزلت بقية الدرجات فجاءت "نانسي" إليها وعينيها ترمق السفرة ثم قالت:-
-سمحينى فى الكلمة، بس أنتِ عمرك ما أتخانقتي معه ويوم ما تتخانق تكون والحية دى هنا، أنتِ كدة بسيبي لها باب تدخل منه
حدقت "مريم" بوجه "نانسي" بضيق وقلب يفتك به الألم ووجع الهجر والآن سكب عليه ألم الغيرة والخوف، قالت بغضب:-
-غورى من وشي يا نانسي أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قصادي دلوقت
-متبقيش عبيطة بدل ما هى اللى تكيدك روحي أنتِ كيدها وأحرقي دمها
قالتها "حنان" بجدية كأنها تأمر هذه الفتاة فتمتمت "مريم" بغيظ من هاتان الأثنين:-
-عبيطة، أنا اللى غلطانة أنى أخدتكم عليا عشان تيجوا دلوقت وتحرقوا دمي.. أنا من دلوقت أسمي مدام مريم ماشي
ضحكت الأثنتين علي غضبها فقالت "حنان" بخفوت:-
-حاضر يا هانم
لم تقوي على رفع نظرها عنه وتكز على أسنانها لكن قالت بغيظ:-
-لا تقيلة خليها عبيطة وأمري لله..
سارت "مريم" نحوهم ودلفت إلى غرفة السفرة وجلست على مقعدها جواره وعينيها ترمق "ليلي" بينما أندهش "جمال" من جلوسها معه على سفرة واحدة وهما مُتشاجرين فقالت "ولاء" بأندهاش من تغير "مريم" لشعرها وقالت:-
-أنتوا حلياني النهاردة كدة ليه، واحد حلق دقنه والتانية قصت شعرها
نظرت "مريم" له بغيظ شديد من فعلته وقالت:-
-والله برأيك يا طنط أنه كدة حليان يعنى وأجمل
نظر "جمال" إليها بغيظ ورفع حاجبه بينما يديه تفرد الجبن فى العيش بالسكين، أجابتها "ولاء" بضيق شديد قائلة:-
-أنا ابنى طول عمره حلو
-جمال دائما جذاب من غير الدقن
قالتها "ليلي" بهدوء فنظرت "مريم" إليها بأندهاش ثم نظرت إليه بنظرة غضب فتخلي عن غضبه مقابل نظرتها الصارمة كأنها ستقتله للتو بعد أن علمت أن "ليلي" تفضله بدون لحية وهو من حلقها بيده كأنه يريد التودد إليها، تنحنح "جمال" بخفوت خوفًا من زوجته الشرسة وأبتلع لقمته بغضب ثم قال:-
-أنا هقوم عشان أتاخرت
ضربته فى قدمه من أسفل الطاولة ونظرت إليه بألا يقف وألا ستقتله أمام الجميع وهمس إليه:-
-جذاب.. أستعد لموتك على أيدي، جرب تتحرك من جنبي وشوف أنا هعمل أيه
كانت تتحدث وهى تكز على أسنانه دون أن يسمعها أحد غيره فأبتلع لعابه ثم وقف من مقعده وقبل جنبيها بلطف مُحاولًا أظهار الحب أمام "ليلي" وينصر زوجته الغاضبة ويهدأ من روعته حتى تخمد نيران غيرتها المُلتهبة وهمس فى أذنها:-
-بتغيري
مدت يدها إلى خصره بلطف وقرصته بقوة غاضبة ثم همست إليه:-
-جرب تنصرها عليا أو تتجاهلنى قصادها وأنا وأوريك الغيرة بتعمل أيه
تبسمت رغم غضبها ليقف مُستقيمًا بألم من قرصتها وقال:-
-عن أذنك يا أمي
ضربت قدمه مرة أخرى ليتابع بلطف:-
-هتوحشيني يا روحي
تبسمت "مريم" بلطف والأنتصار واضحًا عليها وعينيها تحدق بوجه "ليلي" فغادر هربًا قبل أن تقتله بنيرانها هذه المرة، وقفت "مريم" من مقعدها وقالت:-
-عن أذنك يا طنط هطلع أطمن على جميلة
أجابتها "ولاء" بجدية صارمة:-
-أطلعي وعقليها وعرفيها أنى مش هتراجع عن قراري
أومأت "مريم" إليها بنعم ثم صعدت للأعلي ووجدت "جميلة" حزينة فى غرفتها، جلست على الفراش قربها وقالت:-
-الجميل هيفضل زعلان كتير
-مريم أنا مخنوقة وحاسة انى بضيع
قهقهت "مريم" بلطف ثم قالت:-
-بضيعي مرة واحدة، دا جواز بغض النظر عن أنى متخانقة مع أخوكي ونفسي أضربه لكن دا ميمنعش أنى عايشة أسعد أيام حياتي معاه، الجواز مش وحش يا جميلة ولا مخيف زى ما أنتِ فاكرة، الجواز حياة سعيدة وحب بتعيشي مع راجل بيحبك وبحترمك ومبيهونش عليه زعلك
نظرت "جميلة" لها بيأس شديد ثم قالت:-
-عشان أنتٍ بتحب وجمال بيحبك لكن أنا مبحبهوش ولا أعرفه أزاى أأتجوزه
عقدت "مريم" يديها أمام صدرها ورفعت حاجبها ترمق "جميلة" بعيني ثاقبة ثم قالت بضيق:-
-وهتحبه هو أو غيره أزاى، أنتِ مش سايبة فرصة لنفسك تحبي وتتحبي، أنت قافلة الباب فوش أى راجل بألف مفتاح وقفل، أزاى هتحبي، وأنا مع طنط فى حتى أن لازم تتجوزى لأن العمر بيعدي يا جميلة ومش حل أنك ترفض الجواز لكن برضو أنا رافضة فكرة أنك تتجوزي بالأكراه والأجبار
تأففت "جميلة" بضيق شديد من هذا الحديث ثم ترجلت من فراشها تسير فى الأرجاء بعقل شاردًا يفكر فى هذا الحديث جيدًا ثم قالت:-
-ماشي يا مريم أنا موافقة أقعد معاه لكن تضمني لا منين أنى لو مرتاحتش ميجبرونيش أتجوزه
وقفت "مريم" من مكانها بسعادة تغمرها من موافقة هذه الفتاة العنيدة وتخليها عن تذمرها ومواقفها الحاسم:-
-أوعدك لو قولتي أنك مرتاحتيش مش هتجوزيه، أنا أضمن لك دا وهتكلم مع جمال
عقدت "جميلة" ذراعيها أمام صدرها بغرور غير مُصدقة هذه المرأة ثم قالت:-
-هتكلمي مع جمال اللى أنتِ متخانقة معاه، أنا أصدق دا منين؟ صحيح أنتِ متخانقة معاه ليه؟
صمتت "مريم" بحرج من "جميلة"، فكت "جميلة" أسر ذراعيها بصدمة ألجمتها من التفكير وقالت صارخة:-
-ليكون بسبب ليلي
أومأت إليها بنعم وأخبرتها بكل شيء وتستمع "جميلة" وهى جالسة على حافة الفراش وتعقد ذراعيها أمام صدرها بأحكام وتضع قدم على الأخري لتصرخ "جميلة" بضيق:-
-أنتِ عبيطة... لا دا أنتِ هبلة، أولًا سيبك من كلام نانسي وحنان وأنك بتفتحى الباب لليلي، لأن كل الأبواب لليلي مقفولة بألف مفتاح فى قلب جمال وعقله، ومش ليلي بس دا أى ست على وجه الأرض كل أبوابها مقفولة جواه وفى عينيه، لأن جمال بيحبك يا مريم حتى لو هجرتي وسيبتي مش يوم لا دا سنة وحتى لو بعدتي العمر كله مستحيل يبص لغيرك أو يفكر مجرد تفكير فى أى ست غيرك لكن السؤال اللى بجد بقي أنتِ هتقدريه على البعد، ليه العذاب وتكون فى أوضة واحدة وكل واحد بعيد عن التاني مسافات
هزت "مريم" رأسها بالنفي وقالت بتذمر طفولي:-
-والله ما قادرة على بُعد وعقلي هيجنني، أنتِ مش شايفة أنا عملت فى حالى أيه من حزني وجعى
نظرت "جميلة" إلى شعرها بحزن شديد ثم قالت:-
-قصيتي شعرك من حزنك وأتخليتي عن حاجة بتحبيها وهو كمان بيحبها ودا دليل أنه زعل جامد وحلق ذقنه اللى هو عمره ما شالها كلها بالمنظر دا، لكن دا حل الموقف بينكم، بذمتك قادرة تشوفيه ومتترميش فى حضنه ولا تحكي له تفاهاتك... سورى يعنى
-لا
قالتها "مريم" بحرج من حديث هذه الفتاة ودمعت عينيها من الفراق والحزن، تابعت "جميلة" بنبرة جادة بعد أن وقفت من محلها وجلست قرب "مريم" تربت على يدها بحنان:-
-من غير عياط، مريم جمال أخويا وأنا بقولك أنه بيحبك وأتغير كتير عشانك واسألنى أنا ماما، جمال بدأ يقرب مننا وبدأ يدخل فى حياتنا، جمال عمره ما هتم بجوازى ولا أن جالي عريس ودا مش أول عريس يجيلي من طريق سلمي لكن كل مرة كانت بتقوله كان بيقولها أن الموضوع دا يخصيني لوحدى، جمال أتغير معانا ومع الكل عشانك، تقدري تقوليلي أمتى أخر مرة فصل خادمة من العمل، بلاش أمتى أخر مرة فقد أعصابه وكسر حاجة قصاده، جمال بقي أهدي وألطف عشانك، دا طبعًا معانا وأنتِ بقي أكتر واحدة عارفة هو عامل أزاى معاكي وبيحب قد أيه، من اللى فهمت أنه مجازفش بحياتك هو كان متوقع أنه هيخرج بسهولة لأنه عارف مكان ليلي والدليل أن بعت حسام من قبل ما يتقبض عليه يجيب ليلي، فمتوقعش أن هم هيخطفوكي قبل ما يتحكم عليه أو قبل ما تثبت التهمة عليه لأن كان معتمد على براءته بسهولة ولو كان فعلًا سمح لك بالخروج فدا عشان حملك وصحتك لأنه كان خايف يجبلك دكتور فى القصر وينتشر الخبر ويكون فى جاسوس فى القصر زى ما حصل مع باباكي
دمعت عيني "مريم" بحزن شديد ثم قالت بحيرة:-
-طب لو أقتنعت بالمبررات دى تقدري تقوليلي ليه مقاليش أنها عايشة وليه خبي عليه الخطط ليه كلها على الأقل كنت خدت بالي من نفسي
تبسمت "جميلة" بهدوء ثم قالت:-
-مقالكيش أنها عايشة لأن ليلي بالنسبة لجمال ماتت، وهو مكدبش عليكي لأن موتها مجرد أشاعة الخدم هم اللى بينقلوها مش هو، وخبي الخطط مش لأنه مبيثقش فيكي بل بالعكس عشان لو كنتِ عرفتي أنك معرضة للخطف كنت هتمشي تتلفتي حولكي زى المجنونة وهتعيشي فى خوف وتحبسي نفسك فى القصر.. جمال يا مريم عمره ما هيسمح أنك تعيشي فى خوف أو قلق لأن دا جمال لما بيحب مش هعرضك ولا هيعشيك غير فى السعادة والحب بس، هخلي حياتك جنة فى الأرض بمعنى الكلمة أى حاجة ممكن تقلقك أو تخوفك أو توترك هيشيلها هو عنك، هو بيشوف نفسه كدة الحيط أو الجبل اللى يشيل الهموم والقلق ومشاكل الحياة على أن حد بيحبه يشيل هم واحدة ويقلق دقيقة واحدة، خصوصًا أن سورى يعنى متزعليش منى أنتِ نفسيتك بتتأثر بسرعة وهو أكيد مش حابب أنك تعيشي فى ضغط نفسي وترجعي لدكتور نفسي تاني... أكيد كان هيقولك فى الوقت المناسب زى ما بالظبط لما جه الوقت المناسب قالك على مكان جين وأخدك هناك وزى برضو لما جه الوقت المناسب أديكي الباسورد بتاعه ولما جه الوقت المناسب قرر يعترف بحبه وطلبك للجواز، الحاجة فى وقتها المناسب أحلى وأصح..
نظرت "مريم" لها بحيرة وقد أوشكت على الأقتناع تمامًا بهذا الحديث فتنحنحت بحرج وهتفت بلطف:-
-بس دا مش هيشفع له أنه مقعدها فى بيت واحد معايا وكمان قاعدة تتغزل فيه، دى كانت مراته... أنا كل ما أفكر فى دا ببقي هتجنن
تبسمت "جميلة" بعفوية وقالت ببسمة مُشرقة:-
-يبقي العقل بيقول أيه بدل ما تجنني وتشغلي بالك فى الشغل بتاعه واللى بيعملوا تقربي من جوزك وتحبيه أكثر وتحاوطي عليه.. متبقيش عبيطة وبعدين أنا اللى هعلمك يا مريم أشحال أنك مقدمة برنامج ناجح فى العلاقة وبتوعي الستات أزاى يحافظوا على علاقتهم وأزواجهم..
تنحنحت "مريم" بهدوء ثم قالت بتوتر:-
-طب أنا عندي جلسة تصوير فى الشركة تعالي معايا
أومأت إليها بنعم ثم قالت بلطف:-
-أنا كان عندي ميعاد مع زمايلي لكن لأجل عيونك وهبلك هلبس وأجي معاكي
أومأت "مريم" إليها بنعم ثم غادرت إلى غرفتها كي تستعد....
________________________
كانت "سارة" تمر فى السرداب الخاص بالملهي الليلي تراقب وتباشر عملية تعبئة المخدرات فى الأكياس قبل التوزيع ثم قالت بجدية:-
-مفيش بيع شكك، اللى معاه يدفع ويشيل واللى معاهوش ميلزموش
أومأ إليها الرجل بنعم فخرجت من الغرفة بجدية ثم قالت:-
-البنات جاهزين
أشار إليها على باب الغرفة المجاورة وقالت:-
-أتفضلي شوفيهما بنفسك
دلفت إلى الغرفة وكان هناك سيدة مسئولة عن الفتيات، رمقتهم  "سارة" بنظرها ثم قالت:-
-تعالي
أشارت إلى فتاة لتقترب منها بخوف شديد لتجذب "سارة" قميصها تعري كتفيها ثم نظرت إلى ندبة الحرق الموجودة على كتفها وقالت:-
-أيه دا
أشارت إلى الرجل ليأخذ الفتاة للخارج وقالت بحزم:-
-مش قولتلك تتأكدي من البنات بنفسك، الرجال بتقدس الجمال فاهمة يعنى ايه الجمال ومش جمال الوش بس، مين ممكن يدفع فلوس فى واحدة جسمها مشوه كدة ها..
-أنا أسفة مش هتكرر تاني
قالتها السيدة بندم وخوف من غضب "سارة" ، خرجت "سارة" من الغرفة غاضبة وقالت:-
-كتكم القرف بتأخدوا فلوس وبرضو أغبياء
نظرت للفتاة وهى تقف مع الرجال فسارت لكى تصعد الدرج وقالت بحزم:-
-اقرأ ليها الفاتحة، شافت وعرفت عننا كتير مينفعش تتكلم 
أومأ إليها الرجل بنعم  وذهب كي يقتل الفتاة كالمعتاد وكأن الأطاحة بروح إنسان كسهولة شرب الماء لديهم، صعدت "سارة" إلى المكتب بهدوء وفتحت الباب وولجت لكنها رأت "نادر" جالسًا على الأريكة فى أنتظارها، سارت للمكتب بهدوء وقالت:-
-عملت أيه؟
تبسم بعد أن وقفت ومسك يدها قبل أن تذهب إلى المكتب، أدارها له ثم قال بلطف مٌتحمسًا:-
-تقدري تقرأي  له الفاتحة، الخبر وصل أكيد من السج.. مختار تعيشي أنتِ
قالها ويديه تحيط بخصرها العاري وهى ترتدي بنطلون أحمر فضفاض من القماش ومفتوح من الركبتين للأسفل وبدي أسود يلمع بأكمام لكنه قصير يظهر خصرها العاري، تبسمت بسعادة تغمرها من هذا الخبر وقدت حققت جزءًا من أنتقامها بعد أن فشلت فى محاولة أغتياله سابقًا لكنها أصابتها الآن، قالت بدلال ويديها تستكين على صدره الصلبة:-
-يعنى كدة شرعًا حازم هو الوريث الوحيد له
أومأ إليها "نادر" بإيجابية وقال بإعجاب أكثر:-
-وبعد ما مضيتي حازم على أوراق التنازل مقابل سفر تقي له بقي الكل ملكك يا قمري.. وأنا كمان لو تحبي أكون ملكك الليلة
قهقهت ضاحكة ثم وضعت قبلة على وجنته بلطف وقالت بدلال:-
-مش هحرمك من ليلة مقابل السعادة اللى أنا فيها دلوقت، أشوفك بعد الشغل يا حياتي
قالتها وقرصت وجنته بلطف ثم سارت للمكتب وجلست على مقعدها ثم أخرجت إيصال جديد من الإيصالات التى أخذتها عليه وقالت:-
-كدة يبقي اللى ليك عندي ثلاثة إيصالات بثلاثين مليون أخضر، تنفذ اللى الباقي وتأخدهم ويا دار ما دخلت شر 
تبسم وهو ينحني لكي يأخذ منها الغيصال وقبل يديها بلطف ثم قال:-
-هعدي عليكي بعد الشغل يا قشطتي
أومأت إليه ببسمة مُشرقة ثم غادر المكان فخرجت منها تنهيدة قوية بأرتياح ثم قالت:-
-دورك يا ليلي...
________________________ 
وصل خبر موت "مُختار" إلى "ولاء" وهكذا "جمال" لكنه لم يعري أهتمامًا لهذا الأمر فذهب "ولاء" وحدها لأستلام الجثة وأنهارت تمامًا أمام جثة ابنها رغم كل أفعاله الشينعة والقذرى لكنه ما زال ابنها الذي ولدته وحملته فى رحمها لتسعة أشهر، فقدت وعيها تمامًا فى المدافن ليأخذها "عاشور" الذي رافقها بأمر من "جمال" وعاد للقصر بعد أن طلب الطبيب لها فسألته "حنان" بقلق:-
-خير يا دكتور الهانم مالها
-هى أحسن دلوقت لكن مخبيش عليكي لازم تعمل التحاليل دى عشان نتأكد من حالتها وبعدين أقدر أقولك السبب فى تعبها
قالها بلطف لتؤمأ إليه بنعم وأخذت ورقة العلاج وطلبته من الصيدلية بعد مغادرة الطبيب...
__________________________ 
"شــركــة الجمــــــال جى أند أم للإلكترونيات"
كان "جمال" يمر فى الشركة مع المهندسين والخبراء يباشر التطورات الجديدة والأختراعات الجديدة قبل صُدورها ونزولها السوق، توقف عندما رأي "مريم" تقف هناك تبسم بسعادة أمام الكاميرا وتصور الحملة الإعلانية الجديدة، جاءت "جميلة" من خلفه تحمل كوبين من المشروبات الساخنة وقالت بهمس على سهو:-
-بتعمل أيه؟
فزع من حضروها ورمقها بأندهاش من وجودها ثم سأل بجدية:-
-أنتِ دخلتي هنا أزاى؟
أرتشفت القليل من مشروبها بغرور ثم قالت:-
-عشان أجهزة المرور والأمام متقلقش كان معايا بطاقة سحرية فتحت كل الأبواب
قالتها وعينيها تحدق بـ "مريم" ففور وصولها فتح الأمن الأبواب الإلكترونية للمرور دون بطاقة لأجلها، سألها بلطف وقلق:-
-هى اكلت؟
تأففت "جميلة" من قلق هذا الرجل رغم تشبثه بالغرور والكبرياء وقالت:-
-هششش لما هتموت من القلق عليها ومهتم أوى كدة ما تروح تسألها بنفسك
نظر لها نظرة مُخيفة أرعبتها فأزدردت لعابها بقلق من نظرته وأجابته على الفور:-
-لا مأكلتش 
أقترب خطوة من أخته كأن الموت يخطو نحوها وقال بتهديد:-
-أياك تشربيها رشفة واحدة من القهوة دى قبل ما تأكل، خلصي تصوير وهاتيها على مكتبي بأى حجة 
غادر من أمامها غاضبًا لتبتلع لعابها بخوف منه، نظرت للقهوة برعبة منه، وقفت قرب "حسام" الذي يحدق بـ "مريم" يراقبها جيدًا فمدت يدها إليه بالقهوة الخاصة بـ "مريم" وقالت:-
-أشربها
نظر لها بأندهاش من تصرفها لتتحدث ببرود وعينيها تحدق بوجه "مريم" مُتحاشية النظر إليه بإحراج من فعلتها:-
-بسرعة قبل ما مريم تخلص، لو مش عايزه يعلقني أنا وأنت
نظر إلى "جمال" الذي يسير بعيدًا بعد أن نظرت "جميلة" عليه كأنها تخبره أنه أمر من هذا الوحش فأخذ القهوة منها وبعد أول رشفة كاد أن يبصقها وقال:-
-دى سادة!!
رفعت نظرها به بغرور وقالت:-
-لتكون فاكر أنى جايبها لك تحت رغبتها، أشربها وأنت ساكت
أبتلع لعابه بضيق من هذه الفتاة التى تأمره بحدة زكبرياء وأرتشفها رغمًا عنه لتبتسم بعفوية وقالت بعد أن ربتت على ظهره:-
-برافو عليك
شعر بتوتر شديد من لمسها له وبسمتها التى ترسلها للجميع فى وجهها وأبتعد خطوة لليسار عنها، أنهت "مريم" من التصوير وذهبت نحو "جميلة" قائلة:-
-فين قهوتي؟
-اه صحيح .. نسيت شوفتي؟
قالتها وهى تضرب يدها كف على كف فتذمرت "مريم" بضيق من هذه الفتاة وقالت:-
-والله.. ماشي يلا نمشي
أوقفتها "جميلة" بقلق من أن تذهب ولا تفعل ما أمر به "جمال" لتقول:-
-تمشي فين؟ مش أنا شوفت ليلي طالعة فوق أكيد رايح المكتب لجمال هتسيبها كدة
أشتعلت نيران الغيرة فى قلب "مريم" وكزت على أسنانها بغيظ شديد ثم قالت:-
-شوفتي بقي، قولتلك تقوليلي شغل، يلا نطلع
هزت "جميلة" يديها الأثنين بالرفض أمام وجه "مريم" بخوف من أخاها تملكها وقالت:-
-لا حبيبتى أنا مبحبش أصطدم بجوزك العزيز أطلعي لوحدك
صعدت "مريم" لتقول "جميلة":-
-تعالي روحني
نظر إلى "مريم" بقلق فقالت "جميلة" بحدة:-
-متقلقش على مريم.. جمال هيجيبها هتيجي تروحنى ولا أروح أخد تاكسي
أومأ "حسام" إليها بنعم وقالت:-
-مقدرش يا فندم، أتفضلي
ذهبت معه ليأخذها بسيارة "مريم" وأرسل رسالة إلى "جمال" يخبره بصعود "مريم" إليه ورحيله مع "جميلة"، تبسم "جمال" بعد رسالته وأستعد لحضور زوجته، دلفت "أصالة" للمكتب فقال "جمال" بهدوء:-
-أطلبي الغداء يا أصالة
-تحبي تأكل أيه النهار دا يا مستر جمال
قالتها بلطف ليتابع حديثه قائلًا:-
-ممكن بيتزا بفواكة البحر وتكون كبيرة
أندهشت "أصالة" من وجبته فدائمًا ما يأكل أكل صحي مناسب لجسده الرياضي وممارسة للرياضة ووجبته بسيطة جدًا على أن يطلب الحجم الأكبر، تابع حديثه قائلًا:-
-وأطلبي سوشي  وطاجن رز بالجمبري وعصير فريش يفضل توت 
بعد أن أخبرها بالتوت علمت أن هذا الطلب ليس لأجله بل لزوجته فهى عاشقة للتوت بينما زوجها يملك حساسية منه، أومأت إليه بنعم ثم خرجت بعد أن فتحت الباب رأت "مريم" أمامها، تبسمت لأجلها بينما "مريم" كانت غاضبة جدًا وقالت:-
-جمال جوا
أومأت إليها بنعم ثم قالت بفضول وغيرة تأكل قلبها:-
-معه حد
هزت رأسها بالنفي، دفعتها "مريم" بضيق مُتمتمة بغيظ:-
-خليكي بتداري عليه
دلفت للمكتب وكان حقًا وحده، بحثت فى أرجاء المكتب عن هذه الفتاة ولم تجد لها أثر وسرعان ما فهمت أن "جميلة" فعل هذا وكذبت عليها، رمقها "جمال" بهدوء ثم قال:-
-وواا مراتي الغيورة هنا، لكن ممكن أسأل نظرة الغيرة دى ليه؟
وقف من مكانه وسار نحوها بينما "مريم" أجابته بكبرياء غاضبة من تصرف "جميلة":-
-غيرة، مش غيرانة
وقف أمامها ببسمة خافتة وعينيه تحدق بها جيدًا كأنه يقرأ كل تفاصيلها وتعابير وجهها ثم قال:-
-غيرانة!! هو أنا لسه هتعرف عليكي.. 
نظرت "مريم" إلى قميصه الأسود وصدره الذي يظهر من أزرار القميص المفتوح بالأعلي، لترفع يدها إلى صدره غيظًا من "جميلة" وأغلقت أزرار القميص بضيق وفمها يتحدث قائلًا:-
-والله عال بتعرف تفتح القميص
تبسم بعفوية على غيرة امرأته وقال بعينيه الحادقة بها عن قرب ويشعر بأنفاسها:-
-يعنى بتغيري
رفعت "مريم" نظرها إليه فتقابلت عيونهما معًا فى نظرة طويلة صامتة، يشعر كلاهما بضربات قلب الأخر كأنه قلبه هو الموجود بصدرها وقلبها هى بداخل صدره الصلب المتحجر، أبتلعت لعابها بتوتر من وسامته فلم تخطأ "ليلي" عندما قالت أنه أوسم بكثير بدون لحية بل أصغر وكأنه صغر أعوام بحلق لحيته لكنها ما زالت مغرمة بلمس هذه اللحية ورؤيته بها، أقترب "جمال" أكثر منها وحاول أن ينال قبلته المُفضلة من بين شفتيها لكنها أبتعد عنه بتوتر قبل أن تفقد صوابها أمامه وذهبت نحو الأريكة ليغمض عينيه بضيق شديد منها وسار نحوها مُتأففًا ثم قال:-
-يا تري الغيرة دى كلها ليه؟ عينيك بتقول أنك زى اللى قفشتني بخونك
جلس قربها لتجذبه من قميصه بغضب نحوها ونظرت بعينيه بتحدي وجراءة ثم قالت:-
-فكر تعملها يا جمال مجرد تفكير..
تبسم على قربهما هكذا وعنفها معه دون أن تخشاه ونظر إلى عينيها بنظرة هائمة تربكها أكثر وقال بنبرة دافئة:-
-معقول أبص للنجوم وأنا معايا القمر كله، أنا سمائي مفهاش غير قمري وحتى النجوم مختفية منها
أبتلعت لعابها بأرتباك منه وقالت بتوتر:-
-مبأخدش منك غير كلام
دفعته بقوة تاركة أسر قميصه لكنها صُدمت عندما أقترب ونال هذه القبلة بالقوة منها فلم يتحمل قلبه بُعدها أكثر من هذا، رفعت يديها إلى صدره مُحاولة أبعاده لكنه تشبث بيديها بأحكام ولم تقوي بقوتها الضئيلة مقاومته..
فتح باب المكتب ودلف "شريف" ينظر فى التابلت ويتحدث بجدية:-
-أنا وصلت لهما.....
توقف عن الحديث عندما رأهما هكذا، غادر مُسرعًا وأبتعد "جمال" عنها بعد أن سمع صوتها، تذمرت بغضب منه وقالا:-
-عجبك كدة؟ هيقول علي أيه دلوقت
نظر إلى عينيها ويديه تطوق خصرها بحب شديد وقال:-
-أيه هيقول عليكي ايه دى، أنتِ مراتي هو أنا شاقطتك
نكزت فى صدره بغيظ من كلمته وقالت بتذمر طفولي:-
-إيه شاقطتك دى حسن ملافظك!!
تبسم بعفوية بعد أن جذبها من خصرها نحوه أكثر وحدق بها عن قُرب بشغف يحرق قلبه مُشتاقًا إليها وقال بحب:-
-طب ما تعلميني أحسنها أزاى؟ كدة
قالها ووضع قبلة على وجنتها ليتابع القول:-
-كدة
قالها وقبل وجنتها الأخري وظل يكررها وقبلاته تختم على وجهها بكل أنش، ضربته على صدره بخفة وقالت:-
-جمال أنا لازم زعلانة منك لو سمحت متضعفش موقفي وتستغلي حُبي ليك
طرقت "أصالة" الباب قبل أن تدخل كما أمرها "شريف" بعد ما رأه فأذن لها بالدخول لتضع الطعام على الطاولة أمامهم وغادرت بينما نظر "جمال" لها وقال بحب:-
-أنا اللى بستغل حُبك، ولا أنتِ اللى بتسغلي أنى بحبك وبتعاندي معايا عشان عارفة أنى بحبك
تبسمت بعفوية ونظرة الأنتصار كأنها بالفعل تعترف بجريمتها وقبولها لهذه التهمة الذي ألحقها بها وقالت بدلال:-
-وأن كان عاجبك يا حبيبي
أقترب أكثر منها لتبتلع لعابها بعد أن حاصرها فى الأريكة ولم يترك لها مهرب منه ثم قال:-
-أنتِ اللى بتضعفي موقفي وقلبي أهو، مخاصمنى بتقولي حبيبي ليه 
تنحنحت بخفوت وحاولت تحاشي النظر إليه لكن قلبها لا يقوي على الهرب من حبيبه الذي أشتاق إليه وقالت بعبوس طفولية:-
-زلة لسان مش قصدي
-ولا قلبك اللى مش قادر على فراقي
قالها بحب ويديه تضع خصلات شعرها خلف أذنيها وكأنه يفقدها المُتبقي من صمودها بحنانه ودلاله إليها، يعلم أنها لا تقوي على مقاومة دفئه الذي أسقطها فى عشقه من البداية ويستغل هذا كنقطة ضعف لها حتى تذوب وتلين وتتخلي عن عنادها، أبتلعت لعابها من خفقان قلبها بل ليس مجرد خفق بل ضربات كالسطو تلطمها حتى تتالم من الفراق وتذوب من العشق بين ذراعيه ثم قالت:-
-جمال أنا....
أسكتها بقبلته فور نطقها لأسمه بهمسها ونبرتها الناعمة وربكتها التى تقشعرت قلبه وصدره كليًا، لم تقاومه أو تدفعه بل ظلت ساكنة بين ذراعيه وأبتعد ليقول:-
-كفايكي بُعد يا روحي 
أعتدلت فى جلستها بين ذراعيه وتحدثت بجدية قائلة:-
-أوعدني الأول، أنك تحكيلي مش هضغط عليك دلوقت لكن لما تحس أن الوقت مناسب تحكيلي يا جمال كل حاجة
تبسم إليه ثم هز رأسه بهدوء وقال:-
-أوعدك يا حبيبتي
تنحنحت بهدوء قبل أن تتحدث من جديد ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
-وليا طلب، ممكن تمشيها من القصر
-موافق تقعد فى أى فندق لكن أنا خليتها فى القصر عشان لما أضطر أتكلم معاها فى الشغل تكوني موجودة وتحت عينيك بدل ما أضطر أروح أقابلها برا وتفكري حاجة تانية
صمتت قليلًا تفكر فى حديثه ثم قالت:-
-خلاص خليها بس رجاءًا تخلص شغلك معاها بسرعة لأني ست وعندي قلب ومشاعر ومش هتحمل وجودها فى حياتنا حتى لو عشان شغل وقت كتير
-أوعدك أسبوع بالكثير
قالها بجدية من أجل "مريم" لتؤمأ إليه بنعم فى صمت، سألها بقلق ونبرة هادئة:-
-خلاص أتصالحنا
تبسمت بغرور بعد ان عقدت ذراعيها أمام صدرها بكبرياء وقالت:-
-أساس أنا مقدرش أخاصمك ومصالحك على طول
تبسم إليه بحب وقبل رأسها بحب ثم بدأ يطعمها بيديه ويُدللها مُشتاقًا لهذه الفتاة التى تسكنه كالممسوس بعشقها بسحرًا أسود لا خلاص منه ولا سبيل لفكه والتخلص من تعويذته .....
___________________________ 
صُدم الجميع بعد أن وصلت التحاليل الخاص بـ "ولاء" وأنهارت "جميلة" من البكاء بحزن وخوف على والدتها .........
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
خرج "جمال" من الشركة بصحبتها ويحتضن يدها فى قبضة يده الدافئة والجميع ينظرون عليهما، البعض مُندهشًا من رؤية رئيسهم هكذا والبعض يبتسم لرؤية الحب فى عيونهما، فتح "صادق" الباب لأجلها لتصعد ثم ألتف "جمال" وصعد جوارها، أنطلق بهما ولأول مرة من زمان لم يستغل وقت عودته فى النظر إلى التابلت ومباشرة عمله حتى داخل سيارته، كان ينظر إلي وجهها ببسمة خافتة لتبتسم "مريم" قليلًا بلطف ثم قالت:-
-ممكن أطلب منك طلب؟ 
أومأ إليها بنعم ورحب شديد فنظرت إلى "صادق" وقالت:-
-معلش على جنب يا عم صادق
أوقف السيارة بهدوء و"جمال" يحدق بزوجته دون فهم، ترجلت من السيارة ليفعل المثل، فتحت يدها إليه وبسمة تنير وجهها بلطف فتقدم وتشابكا الأيادي، سار "جمال" معها بخفة وهى تقود الطريق حتى سبحت يدها من قبضته وتبأطأت ذراعه كاملًا وبدأت "مريم" تتحدث بخفة:-
-من زمان متمشناش سوا يا جمال، ممكن خمس دقائق بس
أشار إليها بنعم وبدأ يسيران معًا بخطوات ثابتة بطيئة كأنهما يريدان للوقت أن يبطئ مثل قدميهما، تنفست بأسترخاء كأنها تتخلص من كل الطاقة السلبية التى بداخلها والغضب الذي كان يحتلها وهكذا الخصام تخرج أثره مع زفيرها القوي يتبعثر فى الهواء حتى يأخذه بعيدًا عنها نهائيًا، تحدثت "مريم" بنبرة خافتة:-
-عارف الجواز دا شيء صعب أوى لكنه أسهل وأجمل مع حد بتحبه ويحبك، أنا مُدركة تمامًا أن أى أثنين بتخانقوا كتير ويقابلوا مشاكل أكتر فى حياتهم لكن بفضل شريك حياتهم بيعدوا ويقدروا يكملوا
أومأ إليها بنعم فحولت نظرها إليه بقلق:-
-عشان كدة مينفعش تجبر جميلة على الجواز بحد هى مبتحبهوش، الحد دا يمكن بالنسبة لك مناسب لكن بالنسبة ليها عمره ما كان ولا هيكون مناسب يا جمال
توقفت قدميه عن السير يفهم الأمر ويستوعب عقله أن سبب فعلتها وسيرهما معًا الآن هو "جميلة" فتساءل بقلق:-
-وأنتِ جايباني هنا عشان توصليلي المعلومة دى صح!! 
-عايزاك زى ما قدرت تحبني تحباها يا جمال
قالتها "مريم" بهدوء وعينيها ترمق عينيه مباشرة فقال بجدية صارمة:-
-أنا عمرى ما كرهت جميلة، جميلة كانت أخت ليا وبعد ما بابا مات بقيت بنتى اللى مخلفتهاش، طول عمرى سند وضهر ليها وعمري ما سمحت لحد يأذيها ولا سمحت أن نفسها تكون فى حاجة ومجبتهاش، جميلة أختي وبنتي اللى مخلفتهاش اللى شيلت مسئوليتها على كتافي من وهى فى اللفة، كنت لها أخ بمعنى الكلمة...
ألتفت "مريم" لتقف أمامه بجدية وبوجع عابس جدًا من صارمته وقالت بضيق:-
-دى المشكلة يا جمال، صرامتك وحدتك فى التعامل، جميلة مش محتاج أخ يكون سند ويجيبلها اللى تتمناه، جميلة محتاجة أخ يعبر عن حبه ليها ويفخر بيها، أخ يطبطب ويأخدها فى حضنه لما الدنيا تضيق بيها لكن أنت بتتعامل معها على طريقة الشغل والرسمية... مش بقول أنك أخ وحش لكن لو هى محتاجة حاجة ينفذ شريف وتجيب أصالة فى مراسيل بينكم، والعلاقة اللى بينكم أطهر وأجمل من أن يكون فيها مراسيل
تأفف "جمال" بعبوس لا يفهم ماذا تريد منه زوجته؟ لماذا تلح على تقربه من اخته فجأة؟ فقال مُتذمرًا على حديثها:-
-بالعكس يا مريم أنا طول الوقت فخور بيها، معظم رحلاتي كنت بسأل عن وقت طيرانها عشان تطير بيا، كل مرة كنت ببقي فى طيارتها كنت ببقي فخور أن أختى الصغيرة وصلت لـ دا، أحترمت كل أحلامها وحتى بُعادها وسفرها مع أمى فى لندن أحترمت دا
أخذت "مريم" نفس عميق ثم أقتربت منه لتأخذ يده فى راحة يديها وقالت بلطف وعينيها تطمئنه وتهدأ من صرامته:-
-جمال، أنا مقولتش أنك وحش ولا أنك أخ سيء أنا بقول أنك محتاج تعبر عن حُبك ليها، محتاج توصلها الحب اللى جواك فعلًا بدل ما أنت مخبيه عنها، ورجاءًا متحاولش تجبرها فى موضوع الجواز، أنا بالفعل أتكلمت معاها وهى موافقة تقعد معاه لكن أوعدني لو قالت أنها مش مرتاحة أو مفيش قبول متجبرهاش على الجواز أو الخطوبة لأن هى اللى هتجوز وهتعيش وهى اللى هتنام فى حضن الراجل دا مش إحنا ولا قراراتنا
أخذ نفس عميق فى هدوء وقد نجحت "مريم" فى ترويض صرامته بلطف وحنانها، حركت "مريم" يديهما بترجي، هتفت قائلة:-
-أرجوك أوعدني
-أوعدك يا مريم أنا مش سيء ولا وحش لدرجة أنى أجوزها غصب عنها
قالها بجدية صارمة، تبسمت "مريم" بلطف على وعده وقالت:-
-هو دا حبيبي، أنا مُتأكدة انها هتكون فى أمان ما دام أنت وعدتني، لأن عمرك ما وعدتني بحاجة وكسرت الوعد دا
أشار إليها بنعم ليكملا سيرهما معًا قليلًا ثم أنطلق لطريق عودتهما إلى القصر، دلفا للقصر معًا وكانت "جميلة" حزينة وتحمل فى يدها ورق تحاليل والدتها، أسرعت "مريم" لها بقلق بينما "جمال" وقف محله لتخبره "حنان" بنبرة خافتة:-
-الهانم الكبيرة تعبت شوية فى الدفنة وعملنا التحاليل مستعجل وطلع عندها السُكر والدكتور حذرنا من الزعل وبمجرد ما أتكلم عن أن أى زعل ممكن يجيلها غيبوبة سكر وأنسة جميلة مُنهارة، حضرتك عارف هي متعلقة بوالدتها قد أيه
تأفف بضيق شديد ثم قال:-
-مؤذي حتى فى مماته، جابلها المرض... أمى فين؟
-فى أوضتها تعبانة والممرضة معاها، سامحنى أني طلعتها يا مستر جمال لكن كنت مضطرة
قالتها "حنان" بقلق شديد من سماحها للغريب بالصعود فأومأ إليها بنعم وصعد للأعلي، جلست "مريم" مع "جميلة" بعد أن ضمتها لتكمل نوبة بكائها وقالت:-
-أهدئي ممكن تهدئي، صدقينى هتكون بخير وإحنا هنخلي بالنا منها ومش هتوصل لمرحلة غيبوبة السكر دى نهائيًا إن شاء الله
أومأت "جميلة" لها بنعم وصعد الأثنين معا إلى الغرفة، كان "جمال" جالسًا على الفراش أمام والدته بهدوء وقال:-
-المهم تخلي بالك من صحتك ومتقلقيش من حاجة
نظرت "ولاء" إلى "جميلة" بضيق وقالت بسخرية:-
-صحتى!! وأنا هيجي الصحة منين طول ما أنا مخلفاكم، واحد مات مقتول ومسجون بفضل أعماله والثانية راكبة دماغها وهتعنس جنبي.. أنا لو حد جابلي المرض فهو أنتوا.. أطلعوا برا وسيبوني فى حالي
تساقطت الدموع من "جميلة" وقالت بحزن:-
-ماما أنا....
-أطلعي برا
قالتها "ولاء" بضيق وبدأت تسعل لتخرج "جميلة" بسرعة وقلق على والدتها فنظر "جمال" على زوجته لكي تذهب خلفها وقال:-
-ممكن تهدئي يا أمى، الزعل مش حلو عشانك وأنك تجبريها على الجواز مش حلو ليها
تأففت بضيق شديد وقالت بغضب ولهجة غليظة:-
-لا أجبرها يا جمال ما دام هى راكبة دماغها ورغم سنها دا مش عارفة مصلحتها فين؟، أعمل فى حسابك تكلم سلمي وتخليها تحدد ميعاد معاه وأخر الأسبوع دا وإلا والله متشوفوش وشي تانى ولا تعرفوا ليا طريق وتكونوا السبب فى موتي
أخذ "جمال" نفس عميق حائرًا بين ضغط والدته وتهديدها وبين وعده الذي قطعه إلى زوجته مُنذ قليل، وأخته التى تنهار بسبب مُستقبلها الذي على وشك الدمار...
__________________________ 
ركضت "مريم" على الدرج خلف "جميلة" تناديها لتصرخ "جميلة" بغضب قائلة:-
-مريم لو سمحتي أنا محتاجة أكون لوحدي، ومتخافيش أنا هقعد فى الجنينة لكن أرجوكي سيبيني لوحدي ومتضغطيش عليا
توقفت "مريم" بمنتصف الدرج بحيرة أمام رغبتها ثم تركتها تذهب وحدها، خرجت "جميلة" للحديقة وظلت تسير وحدها باكية وتضع يديها على فمها بحزن تكتم شهقاتها الحزينة وقلبها يتمزق من أتهام والدتها لها بأنها سبب مرضها، كيف ترمي على عاتقها تهمة كهذه تفتت قلب ابنتها وتدمرها، كيف لأبنة أن تقبل بأن تُمرض والدتها؟ ظلت تبكي وترتجف بجزن شديد ويديها تجفف الدموع التى تسيل كالفيضان على وجنتيها بذعر..
كان "حسام" جالسًا مع "عاشور" على المقاعد الخشبية تحت ضوء القمر و"عاشور" يدخن سجائره و"حسام" يشرب القهوة بأستمتاع مُبتسمًا عليها فور تذكره كيف أجبرته على شرب القهوة صباحًا بمرارتها، سأله "عاشور" بحيرة:-
-خير أيه الأبتسامة السعيدة دى، اللى يشوفك ميقولش أنك مطلق مكملتش شهر لتكون بتحب جديد
قهقه "حسام" ضاحكًا على هذا الأمر وقال بسخرية:-
-حب أيه هو اللى يتسلع مرة بيجرب تاني دا يبقي مخبول لا مؤاخذة أو فقد عقله
ربت "عاشور" على قدمه وبيده الأخري يمد له علبة السجائر، يقول بنبرة هادئة:-
-أيه هتعتزل الستات ولا أيه، مش عشان خابت مرة يبقي هتخيب تاني، بكرة تحب وتتجوز تاني وثالث وعاشر عادي يا بنى
قهقه "حسام" ضاحكًا بقوة على كلمته ورفض أخذ السجائر وقال:-
-أيه يا عاشور عاوز تجوزني عشر مرات، ليه هدخل موسوعة جينيس، طب دا مفيش راجل عاقل يعملها ولو عملها ألا بقي لو عايز تقضي عليا
ضحك "عاشور" بقوة على هذا الحديث، أرتشف "حسام" رشفته الأخيرة من القهوة ليقع نظره عليها وهى تغادر القصر باكية وترتجف، أدرك بكائها من بُعدها بسبب يديها التى تحيط بوجهها وتجفف الدموع تارة وتكتم فمها وشهقاتها تارة أخرى، ظل يراقبها بنظره فى صمت حتى رن هاتف "عاشور" باسم ابنته وذهب بعيدًا يحدثها، ترك "حسام" كوب قهوته الزجاجية أرضًا وذهب خلفها مُصطنع النظر فى الهاتف ويسير بخطوات بطيئة مُختلس النظر إليها من طرف عينيه، وصلت "جميلة" أمام منزل كلبها الخشبي وظلت تنظر إليه مطولًا، خرج الكلب من المنزل لأجلها لكنها جلست أرضًا كالقرفصاء تُحدثه ببكاءها و"حسام" يراقبها من بُعد ....
__________________________ 
صرخت "مريم" بانفعال فى زوجها قائلة:-
-يعني أيه جاي النهاردة، جمال أنت وعدتني
تحدث "جمال" وهو يعقد رابطة عنقه فى المرآة قائلًا:-
-وعند وعدي يا مريم، لكن جميلة قالت أنها هتقعد معاه، أنا مجبرتهاش
تأففت "مريم" بضيق من هذا الحديث والسرعة قائلة:-
-لكن أنت عارف من جواك ومُتأكد أنها مجبورة ومضغوط عليها من مامتك
ألتف "جمال" بهدوء ثم أخذ سترته من يد زوجته وقال بهدوء:-
-ممكن تهدئي يا مريم وتسيبها عليا، جميلة مش هتتجوزه غير لو هى اللى قالت أنها موافقة لكن لو رافضة والله وحياة مريم عندي لو أنطبقت السما على الأرض ما هتجوزه
تأففت "مريم" بضيق حائرة فى موقف "جميلة" وقالت بضيق:-
-ما هى دي المُشكلة، أنا خايفة توافق بسبب تهديد مامتك ليها بالمرض كأن المرض دا جالها عشان تضغط على جميلة وهى بتستغله كويس أوى
ربت "جمال" عليها بلطف ثم قال بعفوية:-
-أنا هنا يا مريم متقلقيش ممكن
أومأت إليه بنعم بعد تنهيدة قوية فتبسم إليها بحب وغادر من أجل العمل، خرجت "مريم" خلفه ونزلا الدرج معًا ألتف بنهاية الدرج وقبل جبينها بحنان ثم همس إليها بلطف:-
-هتوحشينى وخلى بالك من نفسك
كادت أن تجيب عليه لترى "ليلي" تخرج من غرفتها بالطابق السفلي فتبسمت "مريم" بدلال مفرطة ورفعت يدها إلى صدره بحب وعينيها تحدق بعينيه بعفوية ثم قالت:-
-وأنت كمان يا حبيبي هتوحشنى، خلي بالك من نفسك ومتتأخرش عليا
أومأ إليها بحب مُبتسمًا بسعادة لأجلها ثم نظر بجواره قليلًا ولم يجد أحد دون أن ينتبه لـ "ليلي" التى تقف فى الخلف وأخذ خطوة نحو "مريم" بأعجاب ثم قال:-
-طب أيه مفيش حاجة كدة على الطاير
تبسمت بحب إليه ورفعت يديها أكثر لتحيط بعنقه بعفويتها وبراءتها التى تحمل خبثًا للتو من أجل هذه المرأة الخائنة وقالت بدلل ونبرة مُثيرة:-
-أنا كلي لك يا جيمي
وضعت قبلة على وجنته بلطف وتحسستها بخفوت بأناملها وقد بدأت لحيته فى الظهور قليلًا ثم قالت:-
-خلي بالك من روحك
تذمر على هذه القبلة وقال بعبوس:-
-دى تديها لجميلة وأنتِ بتودعيها قبل ما تسافر
ضحكت ببراءة علي تذمره ونكزته فى صدره بخفوت:-
-جمال!! من أمتى وأنت قليل الأدب
غمز لها ويديه تحيط بخصرها كى يجذبها إليه وقال بلطف:-
-من زمان فاكرة ولا أفكرك
قهقهت ضاحكة على قبلاتها التى كان يسرقها بالقوة منها، أقترب أكثر وقبل أن يفعل جاءته "حنان" تقول:-
-العربية جاهزة....
ألتفت بحرج من وضعتيهما ليكز على أسنانه بغيظ من ظهور "حنان" فى هذه اللحظة وقال:-
-مش هتأخر عليك ..
ألتف إلي "حنان" بغيظ وسار خطوتين بضيق من قبلته التى لم ينالها و"مريم" لم تتوقف عن الأبتسامة من أجل غيظه وأمله الذي ضرب بالسقف وسقط، توقف عن التقدم أكثر وقال:-
-أبقي فكريني أديكي إجازة أبدية يا حنان
أنفجرت "مريم" ضاحكة على قراره ووضعت يديها على وجنتيها تكتم ضحكات، مثلها كانت "حنان" التى فهمت تذمره وأنها منعته من أخذ قبلة الصباح وهذا الرجل الذي تحول لعاشق لم يستطيع البقاء بعيدًا عنها وقريبًا سيتذمر على العمل للبقاء معها، سمع ضحكاتها وألتف مرة أخرى لتضم شفتيها بأسنانها للداخل خوفًا من غضبه مُحاولة كبح ضحكاتها ليقول بينما قدمه تسرع إلى "مريم":-
-أمشي من وشي يا حنان
أسرعت فى الهرب من أمامه قبل أن يقتلها هذه المرة وأوشك على الأقتراب لكي ينال مراده لكن هذه المرة أوقفه صوت "ليلي" تقول:-
-جمال
توقف على بُعد خطوة واحدة من "مريم" التى تذمرت مثله من هذه المرأة، تأفف بقوة فى وجه "مريم" من هؤلاء وقال:-
-أبقي فكرني أخدك ونطفش من هنا... أفندم
قالها وهو يلتف إلي "ليلي" بينما "مريم" وقفت خلفه وعانقه من الخلف بسهولة بسبب وقوفها على الدرج ووضعت رأسها على كتفه، سألته "ليلي" بهدوء قائلة:-
-ممكن أعرف أنت حابسني هنا ليه؟ 
-صح كان لازم أسمح لك تروحي دفنته، أزاى حرمتك من دا
قالها بسخرية كأنه يذكرها بخيانتها له، تابع حديثه بضيق شديد وأشمئزاز من رؤيتها قائلًا:-
-خلي حنان تلم حاجاتها وتمشيها يا مريم اللى كنت عايزها عشان تعمله مبقاش ينفع أصله بقي من الأموات
أومأت "مريم" إليه بنعم وسعادة تغمرها بعد قراره بطرد هذه المرأة من حياتهم نهائيًا، ألتف إلي "مريم" بعبوس خجلًا من فعل ما يريده أمام أحد وقال بخفوت:-
-فكريني أختطفك وأطفش بيكي من هنا
قالها بوجه عابس ثم قبل جبينها لتبتسم بسعادة تغرق قلبها تمامًا، غادر "جمال" فنظرت "مريم" إلي "ليلي" ببسمة ساخرة بينما "ليلي" شعرت بضيق شديد مما تعيشه فى هذا القصر ورؤيته هنا يعيش بحرية ويُحب ويملك كل شيء من السعادة لكنه ينفيها هى فى بلاد أخرى وفرقها عن حبيبها "مُختار" لتقرر أن تنتقم منه وتسلبه سعادته كما سلبها سعادتها وحُريتها...
_________________________ 
"شــــــركــة الجمـــــال جي أند أم للإلكترونيات"
دلف "شريف" إلى المكتب بهدوء وقال:-
-أخبار رائعة
ترك "جمال" القلم الإلكتروني من يده وتوقف عن النظر لهذه الشاشة، رفع نظره إلى "شريف" وقال:-
-أيه؟
تبسم "شريف" بحماس وقد جلس على الأريكة المقابلة لـ "جمال" وقال:-
-الراجل اللى زرعنا فى الملهي الليلي أتصل وقال أن سارة بتحضر لعملية بيع بنات لناس أجانب حولي عشرين بنت لكن مش بيشتغلوا معاها دى خلت الرجالة يخطفوهما من أنحناء الدولة 
عاد "جمال" بظهره للخلف بأسترخاء يفكر فى هذا الخبر ثم قال:-
-تفتكر جه الوقت للضرب القاضية يا شريف
-أكيد لازم تقطع الشر من جذوره عشان ميبقاش فى حاجة بتهدد حياة مدام مريم ولا ابنك
قالها "شريف" بجدية صارمة ثم تابع بحدة قائلًا:-
-ثم إحنا لينا تار عندها وضرب النار اللى حصل عليك، إحنا أستنينا اللحظة دى من بدري عشان توقع قانوني والضربة تكون بموتة ومالهاش قومة
أومأ "جمال" إليه بنعم ثم قال بجدية:-
-فعلًا لازم تكون الضربة بموتة ولازم نقطع الشر من جذوره زى ما قولت عشان كدة فتح مخك معايا لأن مش سارة لوحدها اللى حسابها تقل عندنا
نظر "شريف" إلى نظراته القوية المُخيفة ثم قال بجدية:-
-أيه؟ قصدك نادر
تبسم "جمال" بحزم وبسمته مُخيفة أكثر من صمته وقال:-
-لازم يدفع ثمن شراكته لخطتهم فى أذيت مريم
أومأ "شريف" له بنعم وجلس يستمع إلى خطته كاملة وأمره...
_______________________ 
"قصــــــر جمــــــال المصــــــري" 
عادت "مريم" من الخارج بعد أن أنهت تسجيل أول حلقاتها فى تقديم برنامج جديد للمرأة يتهم بكل شيء بها خلال فقرات متنوعة، صعدت أول شيء إلى غرفة "جميلة" ورأتها قد أستعدت لأستقبال العريس الذي تقدم لخطبتها، ترتدي تنورة طويلة تصل لأسفل ركبتيها سوداء وقميص نسائي بأكمام مُغلق تمامًا ساترًا نصفها العلوي أحمر اللون، شعرها المموج مرفوع على الجانب الأيسر وتضع مساحيق التجميل، نظرت "مريم" لها بحزن وهى تقرأ تعابير وجهها جيدًا فى بداية الأمر قد وافقت على مقابلته لكن الآن تشعر أن هذا سيأخذها لمنزله بالأكراه بسبب والدتها، تمتمت "مريم" بهدوء:-
-جميلة!! أنا..
قاطعتها "جميلة" ببسمة مُزيفة وقالت بحزن:-
-متقلقيش عليا أنا عند وعدي لو مرتاحتش هرفضه 
أومأت "مريم" لها ببسمة خافتة وقالت:-
-انا هروح أغير هدومي بسرعة وأرجعلك
اومأت إليها بنعم وذهبت إلى غرفتها بحزن مما ألت الأمور إليه وهذا الغضب والحزن الذي تراه فى عيني "جميلة" كفيلًا بأن يخبرا العالم بأسره أنها مجبورة كالمُعتقلة بأيدي مكبلة لا تستطيع فعل شيء سوى الأمتثال لأوامر والدتها....
علم "حسام" بخبر قدوم الرجل الذي تقدم لخطبتها فأدرك سبب بكائها طيلة الأسبوع وحزنها حتى أنها لم تذهب للعمل رغما عشقها للطيران، أستقبله على البوابة أولًا وأندهش مما يراه رغم أنه يكبرها بسبع سنوات بالعمر لكن شكلًا يكاد يجزم بأنه يكبرها بضعفهما، لكنه وقوره ويهتم بهيئته كرئيس قسم وطبيب ويركب بسيارة فاخرة ولديه سائق خاص، فتح له الأبواب ودلف الرجل بسيارته، أستقبله "عاشور" أمام باب القصر وأخذه للصالون ثم قال:-
-جمال بيه نازل حالًا
تبسم الرجل له بهدوء ونزلت "ولاء" له أولًا تبتسم برحب شديد له وسعادة مُفرطة وجلست تتحدث معه فى كل شيء يخصه كأنها ستقدم ابنتها له حتى يعقد قرآنه عليها اليوم...
________________________ 
دفعته "مريم" بعيدًا عنها برفق تفصل قبلتهما وقالت بخجل:-
-أنزل يا جمال الرجل وصل
هندم ملابسه بضيق بعد أن أبتعد عنها وقال:-
-يا دي البيت اللى الواحد مش عارف يرتاح فيه دا 
تبسمت بعد أن أخذت خطوة نحوه ومسحت فمه بالمناديل المبلل بلطف حتى ترفع عنه أثر أحمر الشفايف الخاص بها بدلال وقالت:-
-الموضوع كله مش هيأخد ساعة يا حبيبي 
حدق بها بهيام وقلبه غارقًا بها فى هذه اللحظة لا يقوى على مُغادرتها أو رفع نظره عنها ليقول بهمس:-
-ونسفر بعد الساعة دى، تعالي أخدك وأشتري جزيرة مفهاش جنس بشر ونعيش سوى هناك لوحدينا
تبسمت بلطف على كلماته ثم رفعت نظرها إلى عينيه وقالت بحب:-
-موافقة طبعًا 
دق باب غرفته بواسطة "حنان" تخبره بوصول الضيف فتأفف بغيظ شديد مما يعيشه فى هذا المنزل وغادر الغرفة مُتمتمًا بضيق:-
-حتى يا رب وهى مراتي مش عارف أستفرد بيها
فتح باب الغرفة ووجد "حنان" فى أنتظاره ليصرخ غيظًا بها وهى دائمًا تأتى فى اللحظات الحرجة:-
-أنا مش قولتلك فكريني أديكى إجازة أبدية... أبقي فكريني أهج من هنا .. غورى من وشي 
قهقهت ضاحكة عليه بينما مر "جمال" أمامها لكي ينزل للأسفل تاركًا زوجته تضحك بقوة علي تذمره اليوم، نزلت "مريم" أولًا للأسفل مُرتدية بنطلون أبيض فضفاض من القماش وقميص نسائي أسود اللون وفوقه سترة بدون أكمام بيضاء وتسدل شعرها على ظهرها بحرية وتضع القليل من مساحيق التجميل، رحبت به بلطف ثم جلست بجوار زوجها الذي يتحدث بجدية:-
-مريم مراتي ، جميلة كمان زيك مدمنة على العمل وبتحب الطيران
تبسم الطبيب لأجلها بلطف ثم قال:-
-بصراحة أنا بحترم جدًا المرأة الناجحة ودا اللى عجبنى فى أنسة جميلة من قبل ما أعرفها أو أشوفها، الكلام اللى سمعته عنها وعن حبها للعمل... حضرتك برضو عارف أنا دكتور وليا وضعي يهمنى جدًا أن مراتي يكون لها وضعها فى المجتمع اللى يخلينى أتشرف بها قدم الناس والمعارف
نظر "جمال" إليه بهدوء ثم إلى زوجته وهكذا والدته التى تستمع لهذا الحديث فكل ما اعجبه بـ "جميلة" كونها وجهة مُشرفة لمكانته الأجتماعية كأنه يكمل بقية وجهته بعد السيارة والمنزل الفاخر الآن زوجة تكمل مثاليته، قائدة طيران ومن عائلة مرموقة وجميلة الوجه ماذا سيريد أكثر؟...
وقفت "جميلة" مع "حنان" فى المطبخ بقلق من الخروج و"ليلي" تتناول الطعام قبل مُغادرتها، وعينيها ترمقهما بحذر تارة وتنظر إلى صينية المشروبات تارة بقلق، وقفت من مكانها وأخذت كوب الماء تصطنع الشرب وأخرجت من كم ملابسها قطارة صغيرة وأفرغت ما بها فى كوب عصير التوت وهى تعلم بأنه يخص "مريم" وحدها، تركت المطبخ بسرعة قبل أن تخرج "جميلة" بالعصير وأخذت حقيبتها ومع خروجها من الغرفة رأت "نانسي" تقدم المشروبات وكوب عصير التوت كان من نصيب "مريم" حقًا فتمتمت "ليلي" مع مغادرة:-
-بالشفاء دا ثمن موت مختار وحريتي 
خرجت لترى سيارة فى أنتظارها من رجال "جمال" ليأخذوها إلى حيث جاءت، جلست "جميلة" بضيق بعيدًا عنه بصدمة ألجمتها من شكله فحقًا يبدو عليه الكبر رغم أنه بعمر أخاها لكن "جمال" أمامه كأنه يصغره بسنوات، أرتشفت "مريم" العصير ببسمة لطيفة وصامتة تتابع حديث زوجها مع هذا الرجل وقد علمت أن "جمال" لا يرحب به ولن يقبل به كزوج لأخته من جديته وتحفظه الشديد فى الحديث، بينما بدأت تشعر بألم فى بطنها من الأسفل لكنها حاولت كبح هذا الألم أمام الضيف لكنه يزداد سوا ، نظرت على "جميلة" التى جلست تتحدث معه على بُعد وهمست فى أذن "جمال" بتعب محاولة كبح أنينها:-
-أنا هطلع شوية
نظر "جمال" لها بعد أن سمع أنينها التى تكبحه فسأل بقلق:-
-أنتِ كويسة؟
-تعبانة شوية، أنت عارف أنى نزلت الشغل النهاردة واليوم كان طويل
قالتها بتعب تحاول تحمله فأومأ إليها بنعم وأشار إلى "نانسي" بأن تأخذها إلى غرفتها حتى تستريح، وقفت "مريم" معها وسارت إلى الأمام لكنها صرخت بألم لم تتحمله وسقطت أرضًا على الأرض، ذعر الجميع وهرع "جمال" إليها ليُصدم عندما رأى بنطلونها الأبيض به بركة من الدماء تكبر رويدًا رويدًا مع النزيف وهى تصرخ من ألم رحمها الذي يتمزق لأشلاء بداخلها وكأن طفلها سيخرج للتو قبل أن يُكمل ولم يُدرك أن الأنتقام جاءه عن طريق سرقة طفله من أحشائها قبل أن يولد..... 
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لحسن حظ "مريم" كان هذا الطبيب موجودًا بالقصر حينها وتخصصه هو النسا والتوليد، فحصها جيدًا حتى وصلت سيارة الإسعاف بمعداتها الطبية وأكمل معالجتها فى الطريق، كانت ترتجف وتنتفض من الألم وتتشبث بيد "جمال" وهو يغلق قبضتيه الأثنين على يدها بأستماتة خوفًا من أى شيء قد يُصيبها، وصلوا للمستشفي ليفرقهم الاطباء ويأخذون "مريم" منه نهائيًا، ظل مجنونًا من القلق لكنه يكبح هذا الجنون مُحاولًا التماسك من أجل زوجته وطفله، جاءت "ولاء" له وقالت بهدوء:-
-إن شاء الله خير يا جمال ومتشوفتش حاجة وحشة فى ابنك
صرخ بغضب شديد وقلق يحتل عقله على زوجته التى كانت تتلوي وجعًا بين ذراعيه:-
-وأن شوفت دا قدر ربنا لكن المهم مريم يا أمى .. مريم
خرج الطبيب من غرفة الفحص فأسرع "جمال" إليه بقلق شديد وقال:-
-طمني يا دكتور مريم عاملة أيه؟
تنحنح الطبيب بقلق قبل أن يتحدث ثم قال بهدوء:-
-للأسف مدام مريم أتعرضت لتسمم أو بالمعنى الأدق والأصح أن حد حاول يقضي على الطفل
أتسعت عيني "جمال" على مصراعيها بصدمة الجمته وقال بتلعثم:-
-لا مستحيل!! أنت متأكد
أومأ الطبيب له بنعم ثم قال بثقة من خبرته:-
-إحنا لاقينا فى دمها مادة للإجهاض وأكيد هى مش هتعوز تجهض فى الشهر الثالث بعد ما الجنين اتكون فى رحمها، بس الحمد لله أطمن لحسن حظها أني كنت موجود وعرفت الأعراض بسرعة والإسعافات الأولية اللى عملتها ساعدتها كثير ودلوقت هى والطفل بخير، إحنا هنخلص وممكن بعدها تدخل تطمن عليها أنا قولت أطمنك بس 
عاد الطبيب للغرفة حتى يكمل فحصها ومعالجتها، أغمض "جمال" عينيه بغضب سافر مما سمعه للتو ثم قال بتمتمة:-
-ليلي!! مفيش غيرها.. عاااااااشور
أقترب "عاشور" منه بسرعة بعد ما سمع ما حدث للتو وقال:-
-أمرك
-خليهم يرجعوها، ليلي متطلعش على الطيارة لازم أرد لها الدين
قالها "جمال" بمكر وغضب سافر منها، من قبل قدمت له الخيانة وعفى عنها لكن اليوم تجرأت على "مريم" حبيبته وطفله لذا سيقتلها حتمًا اليوم دون تردد، أنطلق "عاشور" يلبي طلبه بينما نظر "جمال" إلى "حسام" وقال بهدوء:-
-حسام، خد الهانم وجميلة روحهم
تحدثت "ولاء" بغضب شديد قائلة:-
-لا أنا مش هروح، أنا قاعدة معاك هنا
لم يقوي على الدخول فى جدال معها وعينيه تنظر إلى راحة يديها المُلوثة بدمها بعد أن حملها غارقة فى دمائها وتتألم، ذهبت "جميلة" بأمر أخاها مع "حسام" للخارج، فتح لها باب السيارة الخلفي فصعدت به بحزن شديد دون أن تجادله كعادتها أو تشاجره، أنطلق بها للقصر وطيلة الطريق كان ينظر إليها فى المرآة تارة وإلى الطريق تارة، كانت شاردة وحزينة حتى دموعها تتلألأ فى عينيها  لكنها تكبحها جيدًا، مُتكئة بجسدها ورأسها على مقعدها من الخلف وتنظر فى الشارع رغم أنه يكاد يجزم بأنها لن تعرف ماذا ترى الآن؟، تنحنح "حسام" بخفة وقال بهدوء:-
-إن شاء الله تكون مدام مريم بخير
نظرت للمرآة عليه فى صمت ثم قالت بخفة:-
-إن شاء الله شكرًا
قالتها بحرج والجميع لا يهتموا إلا لـ "مريم" لكن هى وألمها لا يعرف أحد عنهما شيء، رن هاتفه برقم طليقته كثيرًا ولكنه لم يجيب فقالت "جميلة" بضيق:-
-رد 
نظر للمرآة عليها ثم أجابه على الهاتف، ظلت تفكر كيف تخبرهم بأنها لم تجد القبول فى هذا الشخص بل حتى فى حديثه وشخصيته النرجسية يقدس نفسه تمامًا، أشعرها بأنها سلعة ستكمل مثاليته الأجتماعية لتدمع عينيها بخوف من والدتها وعليها من الرفض، فاقت من شرودها وألمها على صراخ "حسام" يقول:-
-أنتِ فين يعنى؟..... خلاص أنا جايلك متتحركيش من مكانك
نظر إلى "جميلة" بحرج بعد ان أغلق الخط ثم قال:-
-أسف، لكن ممكن أروح المستشفي.. بنتى تعبانة 
أومأت إليه بنعم ليغير طريق سيارته وأتجه إلى مستشفى فى المعادي، ترجل من السيارة وركض للداخل بذعر وقلق يجتاحه على ابنته، لم يعري أنتباه إلى "جميلة" التى تسير خلفه حتى وصل إلى سرير ابنته فى قسم الطؤاري وكانت مريضة بالحمي جدًا ودرجة حرارتها 41 وعلى وشك الموت، وضعوها بحوض مليء بالثلج ليصرخ "حسام" فى طليقته بانفعال قائلًا:-
-أنتِ السبب قولتلك لو مش هتقدري ترعيها أديهالي
كزت المرأة على أسنانها بضيق شديد ثم قالت:-
-ولما أديهالك هترعيها أزاى هتأخدها الشغل ولا هتقعد من الشغل وتشتغل بيبي سيتر
كاد أن يفقد عقله أمامها من برودها وأستفزازها ورفع يده أمام وجهها وقبل أن يلطمها أوقفه صوت "جميلة" تناديه بحدة قائلة:-
-حســـــــاااااام
توقف قبل أن يفعل لتنتبه هذه المرأة إلى "جميلة" التى لفظت اسمه وتقدمت إليهما، أنزلت "جميلة" يده للأسفل بهدوء وقالت:-
-إحنا فى مستشفي، أحترم المكان اللى إحنا فيه
ألتف "حسام" بغيظ شديد من هذه المرأة ورؤيتها تفقده عقله، ضحكت طليقته بسخرية وعينيها ترمق "جميلة" من الرأس لأخمص القدم وقالت بسخرية:-
-لاحقت بالسرعة دى تلف على واحدة ولا أنت من الأساس كنت بتخوني منها وبتتلكك فى الشغل، وببجاحتك جايبلي عيشقتك هنا، أحب أقولك أنه هيضحك عليكي بكلمتين ويرسم عليكي الحب وأول ما يملكك هيرميكي زى الكرسي فى شقته 
أستدار "حسام" إليها وقبل أن يقتلها للتو وقفت "جميلة" أمامه بقوة وتحدق فى وجه المرأة الغليظة هذه وهى تشبه كثيرًا هذا الرجل الذي تركه من قليل وتحمل فى وجهها نفس طاقته السلبية والنرجسية ثم قالت ببسمة مُستفزة:-
-أكون زى الكرسي معاه أحسن ما اكون ملكة من غيره
أتسعت عيني "حسام" على مصراعيها من جوابه وتبسم بلطف على جراءة هذه الفتاة التى لا تقبل بالهزيمة نهائيًا، تحولت ألوان طليقته من الغيظ بسبب ما تسمع و"جميلة" تفوقها جراءة وجمال حقًا فقالت بضيق:-
-بكرة تندمي لما قلبك يتكسر من الوحدة 
-أنا وحدتي معاه أحسن من جنتي فى بعده
قالتها "جميلة" بطريقة مُثيرة تثير أستفزاز هذه المرأة أنتقامًا لما قالته عليها للتو ونعتها بعشيقته وجعلتها خائنة وخطفت زوجها منها، تنحنح "حسام" بلطف من خلفها لتبتسم "جميلة" بعفوية وأستدارت إليه بخفة ثم قالت:-
-تعال يا حسام نستني الدكتور فى مكان تاني لأحسن الهواء هنا مكتوم وطابق على نفسي
أخذته من يده بالقوة وخرجا معًا، أبتعدت عنه ببرود فور خروجهما وقالت بضيق:-
-سورى لكن أنا متعودتش حد يغلط فيا ومردش القلم وقتي
ظل صامتًا لم يُعقب على حديثها وهى تتحاشي النظر له بحرج من كلماتها التى قالتها دون قصد وتتغزل به...
________________________ 
قاد السائق السيارة فى طريقها للمطار بـ "ليلي" لكن قاطع طريقه سيارات فان سوداء، ترجل منها الكثير من الرجال كأنهم فى حرب أمام سيارة رجال "جمال" وبدأوا فى معركة قوية هجومية والعدد الذي يفوق رجال "جمال" نجح فى هزيمتهم وأخذوه "ليلي" بالقوة من السيارة وبعد أنطلقهم تبسم "تامر" الذي يراقب من بعيد وقال فى الهاتف الذي وضعه على أذنه:-
-كله تمام يا ريس ليلي بقيت معانا...
_________________________ 
وصل الخبر لـ "عاشور" بعد أن نقل رجاله بأصابتهم للمستشفي فصرخ بهم بغضب سافر:-
-أنتوا رجالة أنتوا
تحدث أحدهم بتعب شديد قائلًا:-
-يا ريس عاشور دول خدونا غدر وكانوا فوق الست عربيات محملين رجالة كأنهم داخلين حرب، دى مقصودة واللى عملها عارف إحنا مين عشان كدة جاب العدد دا كله عشان ميبقاش فى مجال أننا نهزمهم
تأفف "عاشور" بضيق شديد ثم قال بغيظ من فقده لها وفشله الذي لحق به بسبب رجاله:-
-دا اللى فالح فيه أنت وهو، أبقوا فكروني أخلي جمال بيه يضحي بيكم فى العيد كتكم القرف
غادر المستشفي غاضبًا لا يعلم كيف يخبر "جمال" بهذا الخبر وخصيصًا بعد ما فعلته "ليلي"، سيقتله "جمال" مقابل غضبه الذي يحرقه للتو على زوجته وينتقم منه هو....
___________________________
دخل "جمال" إلى غرفة "مريم" بقلق بعد أن سمح الطبيب له برؤيتها، رأها نائمة على الفراش وفى يدها المحلول الطبي المالح وترتدي ملابس المستشفي، جلس جوارها ومسح على رأسها بلطف، فتحت "مريم" عينيها بتعب بعد أن شعرت به وتبسمت إليه رغم تعبها الشديد وقالت بلطف:-
-جمال
تبسم إليه بعفوية وأخذ يدها فى راحة يده وقال:-
-عيونى وقلبي وروحي يا مريم
قبل يدها بأريحية بعد أن تحدثت معه وأطمن قلبه على سلامتها وتوقف عن القلق من أجلها ثم رفع رأسه إليه وقال بخفة هامسًا إليها:-
-ألف سلامة عليكي يا حبيبة قلبي، إن شاء الله ....
قاطعته "مريم" بهدوء وعينيها تعانقه عوضًا عن ذراعيها المُنهكة من التعب تقول:-
-متكملش يا جمال، ربنا ما يورينى فيك حاجة وحشة أبدًا يا حبيبي.. ومتخافش عليا أنا قوية وبستحمل وألا كان زماني مُت من أول ضربة من حمزة
وقف من مكانه بذعر من كلمتها ليقبل جبينها بدفء وقال ناظرًا إلي عينها:-
-ألف بعد الشر عليكي يا مريم، أنا ماليش غيرك 
أومأت إليه بلطف وبسمتها تنير وجهها الشاحب وتمتص كل غضبه وقلقه من أجلها، قالت بدفء:-
-ولا أنا ليا غيرك يا حبيبي
دق باب الغرفة لتدخل "ولاء" بعد أن أستقام فى وقفته، حدقت بـ "مريم" بتوتر رغم غضبها من هذه الفتاة لكنها أشفقت حقًا عليها من كم المصائب التى تقع عليها وقالت بهدوء:-
-حمد الله على السلامة
تبسمت "مريم" إليه برحب ثم قالت بنبرة خافتة:-
-الله يسلم حضرتك 
جلست "ولاء" على الأريكة بهدوء ثم قالت:-
-أنا موجودة معاكي لو أحتجتي حاجة أطلبها مسموح لك بيوم واحد ودا عشان خاطر ابنى وحفيدي
تبسمت "مريم" إليها بلطف وقالت:-
-دا كرم من حضرتك، شكرًا 
غادر "جمال" الغرفة بعد أن رن هاتفه وكان "عاشور" ينتظره أمام الغرفة ليخبره بما حدث فأتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته، لا يُصدق نهائيًا أن هناك من يسعى خلف "ليلي"، هذه المرأة لم تأذي أحدًا من قبل سواه بخيانته مع "مختار" وكاد أن يفقد عقله فهل فعلت هذا من تلقاء نفسها حتى تهرب من سيطرته ....
_______________________ 
فتحت "ليلي" عينيها المعصومتين مُنذ أن خُطفت لتُصدم عندما رأت "سارة" أمامها تجلس على مقعد من الجلد الأسود وتضع قدم على الأخري مُرتدية تنورة بيضاء قصيرة تصل لأعلي فخذيها وبلوزة من الدانتيل بطبقات كثيرة بقط ومفتوحة من الصدر وتصفف شعرها خلف مؤخرة رأسها بدبابيس الشعر وترتدي كعب عالي أحمر اللون وتضع مساحيق التجميل..
أبتلعت "ليلي" لعابها بقلق من "سارة" ورؤيتها ثم قالت:-
-أنتِ!!
تبسمت "سارة" بعد أن وقفت من مكانها وسارت نحوها بخطوات ثابتة وتحمل فى يدها كأس من الخمر ذات اللون الأحمر وتُديرها بمهارة ثم قالت بهدوء شديد مُخيف:-
-كويس أنك فاكراني، أنا كنت خايفة متعرفنيش أو تنكري دا
تنحنحت "ليلي" بخوف لكنها تصطنع الجراءة أمام هذه المرأة ثم قالت:-
-أحم! وعايزة منى أيه؟ لتكوني جايبني هنا عشان تنتقمي مني لأنه حبني أنا وأنتِ كنت مجرد وسيلة نسيان
قهقهت "سارة" ضاحكة على هذه المرأة الساذجة ثم قالت بغرور:-
-وسيلة نسيان... تفتكري كل اللى بيني وبينك مجرد مشاعر تافهة فى واحد زبالة زى مختار
مسكت "سارة" شعرها بقوة لتصرخ "ليلي" من الألم بينما وضعت "سارة" يدها على رحم "ليلي" وقالت بنبرة مُخيفة وعيني يتطاير من الشر:-
-أنا بينى وبينك دا، اللى سرقتي مني. فاكرة عاملتيها أزاى
أرتعبت "ليلي" بذعر من "سارة" ونظرات الشر تتطاير منها، أبتلعت لعابها بخوف ثم قالت:-
-ولما تأخديه هتكوني أم، أنتِ مستحيل تكوني أم تاني .. أنتِ السبب فى اللى حصلك
دفعتها "سارة" بقوة ثم قالت بسخرية مما ستفعله بها:-
-وأنتِ كمان السبب فى اللى هيحصلك
سكبت كأس الخمر على ملابس "ليلي" ببطيء شديد ترعبها أكثر مع بطئها وتتحدث بنبرة مُرعبة حادة:-
-أنا هخليكي تتمني الموت ومش هتحصل عليه... عارفة أنك كنت هخدرك بالكأس دا وأهو كفاية الصدمة اللى هتعيش فيها لما تفوقي زى ما عملتي معايا بس بعد ما شوفتك جالي فكرة أحلى... أنتِ لازم تعيشي الوجع كله وصوت صرختك عجبني ممكن يطفي نارى
سكبت الكأس كاملًا و"ليلي" ترتجف ذعرًا لتقترب "سارة" منها ومزقت بلوزتها بقوة لتسقط الأزرار أرضًا وتظهر ملابسها الداخلية وقالت:-
-وجبة هنية يا ولاد
غادرت الغرفة وبدأت "ليلي" تصرخ بألم بعد أن تركتها لهؤلاء الوحوش ينتهكوها بقسوة وألم، تبسمت "سارة" بحماس وسعادة مع سماعها لصراخ "ليلي" الذي يعبأ المكان ويملؤه بأستغاثة تتمني أن ينجدها أحدًا من هؤلاء الوحوش، صعدت "سارة" للأعلي ووجدت "نادر" فى أنتظارها بعد أن أحضر لها "ليلي" كما طلبت فقال بحماس:-
-الشيكات
فتح يده إليها كي تعطيه الإيصالات ويتخلص من سيطرتها وأبتزازها له، لكنه صُدم عندما هرعت إليه تنهل عليه بقبلاتها من سعادتها بسبب تحقيق هدفها وأنتقامها من هؤلاء كل من تجرأ على أذيتها تحملت لسنوات حتى أصبحت بهذه القوة لتنتقم وتتمكن من الوقوف أمامهم، لولا مالها وسيطرتها ما كانت جعلت "نادر" تحت أمرها ورحمتها ليساعدها رغمًا عنه فى أنتقامها، لم يقاومها بل بادلها القبلات وبدأ فى نزع ملابسها بيديه كالمجنون بها، مُدمنًا وحصل للتو على جرعته من السُكر والمخدرات، صوت صراخ "ليلي" لم يتوقف للحظة وكلما سمعته "سارة" كلما أرتفع الأدرينالين بها أكثر من السعادة وزادت من لحظتها الحميمية معه.....
________________________ 
عاد "حسام" للقصر صباحًا بها بعد قضاء الليل فى المستشفي حتى أطمن على ابنته الصغيرة، أستعدت "جميلة" للسفر فى رحلة عمل ربما يهدأ عقلها عن التفكير ويخفف الطيران من قيود عقلها وضغطها الذي تعيش به الآن هنا، أنطلقت فى رحلة عملها وعادت "مريم" للقصر بعد أصرار "جمال" على خروجها وكثف الحماية عليها أكثر، بحث "عاشور" عن "ليلي" بكل مكان وقد مر الكثير من الوقت ولم تظهر نهائيًا، نزل "جمال" من الأعلي صباحًا وكان "عاشور" فى أنتظاره بصدمة كبيرة، فرك "جمال" عينيه بتعب وهو يقول:-
-خير يا عاشور على الصبح... لا صبح أيه دا الفجر لسه بيأذن 
أعطاه "عاشور" الهاتف فنظر به وكان به مقالة مكتوبة عن العثور على جثة أنثي مُحرقة فى الطريق الزراعي بعد تعرضها للإغتصاب الشديد وبطنها مفتوحة بوحشية قاتلة دون رحمة وأنتزاع الفاعل رحمها وترك بطنها بأعضاءها واضحة كأنه كان ينتقم لأخذ الرحم منها فقط وبجواره حقيبة صغيرة تحمل أغراضها وبطاقة هويتها التى تخبرهما بهوية الضحية "ليلي"، كان هذا الخبر كفيل بأن يقظه تمامًا من نومه ورفع رأسه للأعلي بصدمة ألجمته حادقًا بـ "عاشور" لا يُصدق هذا وقال:-
-أيه دا؟
-فى واحد كان قاعد جنب الجثة وأعترف بالجريمة أنه أغتصبها وقتلها بعد ما طلع الرحم منها لأنها عملت فى مراته الأولى كدة وقتلتها زمان
قالها "عاشور" بجدية ليُصدم "جمال" من تلقي هذا الخبر ليتابع "عاشور" الحديث:-
-لكن لما دورت وراء طلع شغال عند سارة فى الملهي الليلي وساب الشغل من شهر تحديدًا فى اليوم اللى ظهرت فيه ليلي يوم الأفراج عن حضرتك، ولما روحنا بيته لاقينا مراته وعياله عزلوا من حي شعبي لمنتجع سكني من أسبوع فى اليوم اللى اتخطفت فيه ليلي
تنهد "جمال" بهدوء شديد ثم قال:-
-جريمة متركبة صح، الواد دا شال التهمة مقابل الفلوس واللى عملها سارة
أومأ "عاشور" له بنعم ثم قال:-
-دا حقيقي لأن لما اتحرت عن القصة دى أكتشفت أن سارة أتفقت مع دكتور تحت السلم أنه يخرج الرحم من جسم ليلي وهى عايشة ولما هددنا قال أنه استئصل رحم سارة زمان وكانت حامل بأمر من مختار وليلي وهددته لو معملش فى ليلي كدة هتبلغ عنه وتسجنه
وقف "جمال" من مكانه بصدمة ألجمته تمامًا مما يسمعه وبدأ يستوعب الأمر كليًا وقال:-
-يعنى سارة كل اللى عملته دا عشان توصل لليلي وأنا جبتها لحد عندها مقشرة
تحدث "عاشور" بهدوء شديد قائلًا:-
-متلومش نفسك يا جمال بيه، أنت مفيش أى ذنب فى رقبتك لأنك بنى أدم مش شيطان زيها، مين ممكن يتخيل أن فى حد بالوحشية دى... دا إحنا كرجالة عمرنا ما نفكر ننتقم من حد بالطريقة الوحشية دى
تنهد "جمال" بهدوء ثم قال:-
-دى شيطانة ولازم تأخد جزاءها وقريب، عملت اللى شريف قالك عليه
أومأ إليه بنعم فتنهد "جمال" بضيق ثم أعطي الهاتف لـ "عاشور" وصعد إلى غرفته مُجددًا، دخل للفراش بجوار "مريم" التى فتحت عينيها بوجه شبه نائم وقالت بعبوس:-
-كنت فين؟
-تحت
قالها بهدوء، أقتربت "مريم" تضع رأسها على صدره بلطف ليطوقها "جمال" بدفء وعقله لا يتوقف عن التفكير فى النهاية التى نالتها "ليلي" هل حقًا أستحقت نهاية بشعة ووحشية كهذا؟ ....
_______________________ 
سارت "جميلة" فى الحديقة بتوتر نحو "حسام" ورأته يمزح مع صديق له ويلف ذراعه حول عنق صديقه ويضغط عليه بقوة وصوت ضحكاتهم عالي، وقفت خلفه وقالت بتوتر:-
-حسام
ترك زميله وألتف إليها مُسرعًا كانت مُرتدية فستان بلون اللافندر بقط ويصل لأسفل ركبتها وحذاء بكعب عالي أسود اللون وتحمل حقيبة يد صغيرة سوداء وتصفف شعرها المفرود بمكواة الشعر على الجانب الأيسر وخلف ظهرها وتضع مساحيق تجميل باللون البني الهادي، أخذ خطوة نحوها ثم قال:-
-تحت أمرك
تحدثت بحرج دون أن تنظر إليه وعينيها تتجول فى العدم:-
-ممكن تجي معايا مشوار
هز رأسه لليسار بحيرة لا يفهم شيء فتابعت بخفة:-
-عندي ميعاد ومش عايزة أروح لوحدي لو مش فاضي ممكن تبعت معايا حد من الرجال دول
تنحنح بهدوء ثم قال:-
-تحت أمرك
سارت مسرعة كأنها تهرب من حرجها أمامه، أخذ سترته وأنطلق خلفها ليقود بها السيارة إلى المطعم ثم ترجل أولًا وفتح باب السيارة لها لكنها ظلت محلها مُتوترة وخائفة فقال بقلق:-
-حضرتك كويسة؟
نظرت له بحزن شديد ثم أومأت بنعم وترجلت من السيارة ليغلق الباب ووقف خلفها، قادت الطريق للداخل وفور دخولهما رأي الطبيب هذا الرجل الذي تقدم لخطبتها فى أنتظارها ليُصدم من وجوده وعلم سبب طلبها للقدوم معه فهى تخشي البقاء مع هذا الرجل وحدها، نظر إليها بأندهاش لصمتها وقبولها للأكراه لكنه مُدرك أنها تفعل هذا بسبب ضغط والدتها عليها مُستغلة المرض..
جلست "جميلة" على الطاولة معه وجلس "حسام" على طاولة مجاورة ينتظر أنتهاء هذا الموعد بملل وطلب قهوته، تحدث الطبيب بجدية:-
-أنا بقول أتكلم مع جمال ونحدد ميعاد الخطوبة على الأسبوع الجاي ونتفق على الفرح بعد شهرين ثلاثة
حاولت "جميلة" كبح غضبها مما تفعله لكنها صُدمت من جملته ورفعت نظرها إليه بصدمة إلجمتها وقالت:-
-شهرين ثلاثة.. وأسبوع أيه.. أنت مش شايف أنك مستعجل شوية
نظر الطبيب لها بسخرية وقال ببرود مع بسمة مُستفزة:-
-مستعجل أزاى، أنتِ عايزة خطوبة قد أيه سنتين ثلاثة، أنا ماليش فى المياعة وبعدين أنتِ مش واخدة بالك من سنك أنا دكتور نسا يعنى اللى زيك فرص الحمل بتبقي خطر كل ما تكبر
أتسعت عيني "جميلة" على مصراعيها من إهانته ومسكت كوب الماء بقبضتها وأرتشفت القليل منه ثم قالت:-
-اللى زي اللى هم مين
-اللى دخلوا الثلاثين لما نعمل خطوبة سنتين ثلاثة هتكون داخلة على الكام الخمسة وثلاثين
قالها بسخرية شديد فكزت على أسنانها وهى تسمعه يتابع قائلًا:-
-هتتجوزى وتخلفي أمتي... صحيح ياريت تعدي عليا فى المستشفي أعملك أشعة نطمن عليك برضو 
قالها ببرود شديد كأنه لم يفهم ما يقول أو لا يشعر بحجم الإهانة الذي يُقدمها لها فلم تتحمل نرجسيته وإهانته أكثر، رفعت يدها بكوب الماء وقبل أن تلقي به فى وجهه، شعرت بيد "حسام" تمنعها، رفعت نظرها إليه وهى تكز على شفتها السفلية من الألم الذي يجتاحها وعينيها تتلألأ بها الدموع كأنها تترجاه أن يتركها تلقن هذا الغبي درسًا حتى يعرف كيف يتحدث،نظر "حسام"إليه بغضب مكبوح وقال:-
-أعتقد أنك لازم تعتذر
نظر الطبيب له بأندهاش ثم قال:-
-أفندم.. ثم أنت نسيت نفسك أنت مجرد بودي جرد هنا مين أدك الحق تمسك أيدها
تأفف "حسام" بغيظ شديد منه وخصيصًا أنه سمع بكل شيء دار فى حديثهما، ترك يدها وبسرعة البرق أخرج مسدسه وسحب بيده الأخري هذا الرجل من لياقته يوقفه بالقوة وقال بغضب سافر:-
-أفكرك أنا بمكانتي، أنا مستحيل أسمح لحد يهينها طول ما أنا موجود... أعتذر 
أبتلع الطبيب لعابه بخوف من غضب هذا الرجل الذي يضع المسدس على عنقه موجهه إلى رأسه ونظر إلى "جميلة" التى ظلت مكانها لم تتفوه بكلمة أو تنظر إليه بل كل نظرها مُثبت على "حسام" والجميع ذعروا وهربوا من المكان فور إخراجه للمسدس، تحدث الطبيب بخفوت:-
-أنا أسف
دفعه "حسام" بقوة على المقعد وهو يقول:-
-نصيحة متخلينش أشوف وشك مرة تاني دا لو خايف على روحك
ألتف إليها وأخذ يدها بلطف فى راحة يده وغادر بها المكان لتدمع عينيها بألم وتتساقط الدموع، دفع باب المطعم بغضب أمامه وخرج بها من هذا المكان اللعين غاضبًا وبداخله بركان من الغضب لا يتحمله لتكمل "جميلة" عليه الغضب بصاعقة ألقتها عليه حين قالت بحزن:-
-تتجوزني؟
ألتف إليها قبل أن يفتح باب السيارة من أجلها وحدق بها كانت دموعها تسيل على وجنتيها كالفيضان ويدها تنتفض بين يده لكنه سرعان ما تركها بعد كلمتها وقال بصدمة:-
-ايه؟
كررت كلمتها بجدية دون مزاح وعينيها تحدق به رغم بكائها وأنكسارها بهذه اللحظة قائلة:-
-تتجوزني يا حسام؟....  
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا

أندهشت "مريم" مما تقرأه فى الأخبار عن حادثة "ليلي"، مُنذ مرضها و"جمال" يحذر عنها الخبر قدر المُستطاع، تركت الهاتف من يدها ورفعت نظرها للأمام حيث يقف "جمال" يصفف شعره المبلل بعد الأستحمام أمام المرآة فقالت بهدوء:-
-أنت عرفت باللى حصل لليلي؟
أجابها بنبرة باردة دون أن يستدير ويكمل ما يفعله:-
-قرأت فى الاخبار
-غريب مين ممكن يعمل فى حد كدة، أيه كمية الغل والحقد والوحشية دى... دا معندوش قلب
قالتها بتذمر رغم كرهها لهذه المرأة وما فعلته بزوجها سابقًا لكنها تشفق على نهايتها القاسية وما تعرضت له، ترك "جمال" فرشة الشعر من يده وأستدار بلا مبالاة لا يهتم أو يشفق لو قليل عليها، جلس جوار "مريم" على الأريكة وقال بهدوء:-
-كل واحد بيأخد على قد أعماله يا مريم... الوحشية دى هى عملت زيها، لو كانت أتقت ربنا في الناس وفى تعاملها معهم مكنش أبدًا ممكن تكون دى نهايتها
نظرت "مريم" له بهدوء رغم غضبها من قسوة زوجها وقالت بتمتمة:-
-مش معنى أنها خانتك أو وجعت أنها تستاهل دا يا جمال، مين ممكن تستاهل أنها تموت عشان أى غلط دى روح بنى أدم، ما بالك بقي تموت بالطريقة البشعة دى وحد يفتح بطنها ويسرق عضو من جسدها، مين ممكن يكون بالقسوة والوحشية دى.. مستحيل يكون بنى أدم دا أكيد شيطان وحتى أبليس زمانه بيصقف له وبيتعلم منه
تبسم "جمال" بسخرية على براءة زوجته ونقاءها، رغم كل ما حدث ما زالت تشفق على امرأة مثل "ليلي" قبلت أن تخون زوجها ولم تكتفي بالزنة بل أرتكبته مع اخاه، تحدث "جمال" بهدوء أكثر بعد أن نظر فى عيني "مريم" بسخرية وقال:-
-أنتِ جايبة البراءة دى منين، معقول رغم كل اللى عيشتي وشوفتيه لسه قلبك بيشفق على الناس من الفصيلة دى، فى الحقيقة مش هستغرب بعد ما شوفت حزنك ووجعك على موت حمزة اللى هو أساسًا دمر حياتك
تذمرت "مريم" على سخرية زوجها منها أو عدم أستيعابه لتسامحها كأنها تغفر لأى شخص يأذيها بسهولة، قالت بجدية رحيمة:-
-لأني إنسانة يا جمال، ربنا غفور رحيم... أنا مش شيطانة ولو ليا حق فأنا مش عايزاه فى الدنيا كفاية أن ربنا بينصرني فى الدنيا وهجيبلي حقي لحد عندي وأن مكنش فى الدنيا هيكون فى الأخرة لأنه عادل وميرضاش بالظلم وأكيد ليلي مهما عملت متستاهلش دا
تحدث بنبرة قوية قائلًا:-
-طب قبل ما دفعى عنها كدة، أنتِ عارفة أنها حطت لك دواء فى العصير عشان تقتل أبنك!! مريم متتخدعيش فى الناس 
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها لا تصدق كم الغل والكره الذي كان بداخلها ليجعلها ترغب فى قتل طفل داخل رحم والدته قبل أن يولد، تابع "جمال" بهدوء بعد أن رأى دموعها تتلألأ فى عينيها الذهبيتين كأشعة الشمس:-
-ليلي عملت اللى اتعمل فيها يا مريم عشان كدة اللى أنتقم منها ردلها اللى عملته
بدأ يخبرها بكل شيء عن "ليلي" وماضيها مع "سارة" وأن "سارة" هي الشيطان الذي أنتقم منها بهذه القسوة، أخبرها أنه كان يريد من "ليلي" أن تساعده فى القضاء على "مختار" كليًا حتى لا يجد سبيلًا للخلاص من السجن لكنه قُتل بالداخل، أخبرها بكل شيء كان يخفيه عنها كما وعدها وهى تستمع إليه فى هدوء دون أن تتفوه بكلمة واحدة أو تقاطعه حتى أنتهي، نظر إليها بهدوء فى صمت مُنتظر جوابها لكنها فتحت ذراعيها على مصراعيها وأقتربت منه أكثر لتعانقه بوجه عابس ثم قالت بهمس:-
-أنت شايل كل دا لوحدك
طوقها "جمال" بذراعيه بحنان رغم ثُقل الحياة على عاتقه لكن بعناق واحدًا منها تعطيه قوة حتى يُغلب هذه الحياة، شعرت بذراعيه التى تحيط بظهرها أنها على وشك أعتصر كل عظامها بينه وبأحكامه عليها أوشكت على شق صدره والدخول لضلوعه يخفيها من العالم بداخله ويحملها بخفة الريشة على قلبه، تبسمت بلطف أكثر ثم قالت:-
-جمال أنا معاك!!
همس إليها بعد أن دفن رأسه فى كتفها وتكاد تسمع صوتها المدفون بجسدها الدافئ:-
-ودا اللى مقوينى ومخلينى مكمل
حركت رأسها لليمين قليلًا حتى تتمكن من تقبيل جبينه بحنان وقالت بحُب :-
-أنا حبيبي قوي طول الوقت، ربنا يحميك ليا ويحرسك 
أخرج رأسه من كتفها حتى تتقابل عيونهما ونظر إليها فى صمت لتقول بلطف وبسمة تنير وجهها المتوج بالعشق:-
-أنا بحبك يا جمال، بحبك عشان كل وعد بتوعده ليا بتوفيه، وأسفة عشان زعلتك وخصمتك، كان لازم أستن لما تيجي وتحكي ليا كل حاجة براحة من غير ضغط زى ما عملت دلوقت كدة، مكنش لازم أبعد عنك وأنت أقرب ليا من قلبي اللى جوايا وروحي اللى بتتنفس فيا
رفع يده يلمس وجنتها بحب يحتضنها وهي على قُرب شديد منه كأنهما جسد واحد وأنفاسهما مُختلطة معًا لا يمكن تفرقتها كضربات قلبهما التى كونت سيمفونية ساحرة معًا، تحدث بنبرة ناعمة وعينيه تعانق عينيها فى نظرات عاشقة هائمة:-
-متعتذريش يا مريم أنت أقرب وأغلي من أنك تعتذري ليا، أنتِ روحي وقلبي وعمرى كله، أنا لو هعاتبك على حاجة هيكون على بُعدك عنى متبعديش يا مريم عن حضني ولا تختفي عن عيني لحظة، حتى لو زعلانة  منى تعالي أزعلى وعيطي وأتعصبي وزعقي وأعملي كل اللى نفسك فيه بس جوا حضنى وصدقنى مش هطلعك منه غير وأنتِ متراضية ومبسوطة ومُطمنة، محدش هيجبلك حقك مني غير دا.. 
قالها وهى يضع يدها فوق قلبه باللين، تبسمت بحب وكلماته الدافئة تغمرها وتغلب قلبها وعقلها أمامه، كلماته جعلت من قلبها أسيرة إليه لا مهرب لها من زنزانته قلبه لكن زنزانته كالجنة إليها، تابع كلماته بلطف شديد ولهجة عاشق بلغ أقصي درجات الهوى:-
-يعلم ربنا أزاى بيكون حال قلبي فى بُعدك يا مريم، كأن الدنيا فى بعدك جحيم وضلمة 
سحبت "مريم" يدها من فوق قلبه ووضعت رأسها تستكين على هذه الدقات وصوتها المُتسارعة، ما زال قلبه يرتجف فى حضرتها وأمامها يراقص على أوتار العشق..
-وأنا مش عايزة من الدنيا كلها غير حضنك يا جمال، مش أعيط فيه لكن أطمن به وأحبه..
قبل جبينها بحب لتغمض عينيها مُستسلمة للحظتهما الدافئة المليئة بالحب...
___________________________ 
نظرت "سارة" إلى هذا الرجل الذي يتحدث أمامها بغضب يجتاحها ثم قالت:-
-نادر قالك كدة
أعطها مقطع فيديو فى الهاتف، مدت يدها إلى المكتب تلتقط الهاتف ورأت فيديو مُصور لها مع "نادر" فى لحظة حميمية لتستشيط غضبًا منه فنظرت إلى الرجل وقالت:-
-بيصورني
-النهار دا طلب منى أرفع الفيديو على مواقع لا مؤاخذة 
قالها بحذر شديد فى الحديث ثم أخرج لها رسالة تثبت لها حديثه فقالت بغل وبخنق:-
-الواطي!! بعد ما صرفت عليه ونصرته 
تنحنح الرجل وهو يحدق بها بعيني ثاقبة كالصقر الذي يتلذذ برؤية فريسته وقال:-
-كمان طلب مني أبلغه بميعاد العملية إياها عشان بيخطط يبلغ البوليس
أومأت إليه بنعم ثم أشارت له بأن يذهب من أمامها وقليلًا ودلف رجلها ومساعدها فألقت على المكتب إيصالات الأمانة الخاصة بـ "نادر" وقالت:-
-أطلع على النيابة وأرفع قضية على نادر بالمبلغ دا خلي وروينى هيسد مننا 30 مليون دولار 
أومأ إليها بنعم ثم أخذ الأوراق وغادر لتقول:-
-ماشي يا نادر الكلب...
____________________________ 
"قصــــــــر جمـــــال المصـــري" 
صرخت "ولاء" كانت جالسة على الأريكة فى الصالون تستمع لحديث ابنتها ثم قالت صارخة:-
-يعنى رفضته؟ 
-هو حضرتك مشوفتيش بيتكلم أزاى، دا بيتكلم على أنى سلعة جاي يشتريها عشان يكمل مثاليته الاجتماعية قصاد الناس، بلاش دا مأخدتش بالك أنه بيهين فيا، ماما دا قالها فى وشي أنتِ عانس.. لدرجة دى أنا ومشاعر وكرامتى عندك رخيصين كدة
ضربت "ولاء" قدميها بيديها الأثنين وقالت:-
-ما أنتِ اللى عملتي فى نفسك كدة، كل ما افتح معاكي موضوع الجواز تقوليلي لا يا ماما انا مش هتجوز، أنا مش مستعدة لحد ما بقيت ..
صمتت بضيق شديد قبل أن تتحدث لتقول "جميلة" بضيق وحزن:-
-لحد ما بقيت عانس مش دى الكلمة اللى حضرتك كنتِ هتقوليها
-يا جميلة أنا ...
قالتها "ولاء" بهدوء شديد لتقول "جميلة" بنبرة هادئة:-
-متخافيش يا ماما أنا هتجوز لكن مش الحيوان المتخلف دا، أنا طلبت من حسام يتجوزني ...
وقفت "ولاء" من محلها بصدمة ألجمتها من حديث أبنتها ثم قالت بعنف شديد:-
 -أنتِ عايزة تجلطيني، أنا ولاء هانم أجوز بنتي لواحد شغال عندنا 
تأففت "جميلة" بغضب سافر من حديث والدتها ثم صرخت مُنفعلة تاركة العنان لحزنها وسخطها:-
-أهو اللى شغال عندك دا رفض يتجوز بنت الهانم اللى أتربت فى القصور، شوفي رغم كل دا شايف أني قليلة عليه، وبعدين تنجلطي ليه مش حضرتك كل اللى يهمك أنى أتجوز أديني هجبلك عريس ولو حسام موافقش... فى غيره هيوافق، حتى لو حكم الأمر أنى أشتري عريس بفلوسي ما دام حضرتك شايفة أنى سلعة ممكن تتباع
لم تتحمل "ولاء" أكثر من هذه الفتاة العنيدة، ابنتها المتمردة لتصفعها بقوة على وجنتها وتصيح بوجهها:-
-الظاهر أنى مربتكيش كفاية يا جميلة... ولازم أرابيكي من الأول وجديد، أنا بنتى وبنت عائلة المصري وأخت جمال بيه المصري على سن ورمح تطلب من راجل يتجوزها شفقة... ليه رخيصة؟! 
وضعت "جميلة" يدها على وجنتها بصدمة ألجمتها من لطم والدتها لوجهها وقالت بحزن ونبرة يأس مُستاءة مما تعيشه:-
-اه وحتى لو اضطرت اشحت راجل أو أدفع كل ما أملك مقابل عقد جواز يكش يطلقنى تاني يوم هعمل كدة لأن حضرتك اللى عايزة كدة ووصلتنى للرخص دا 
غادرت من القصر باكية بأنهيار وسارت فى الحديقة تجاه المرأب لكي تأخذ سيارتها وتغادر، ترتجف وتبكي بألم وحزن خيم على قلبها كغيمة سوداء على سماءها العتمة تمنع رؤيتها تمامًا، فقدت وعيها من الحزن وسقطت فوق العشب بجسد هزيل، رأها "حسام" وهى تغادر القصر مُنهارة وظل يتتبعها بنظره حتى فقدت الوعي أمامه فهرع إليها مُسرعًا كالمجنون بقلق وخوف، وصل إليها وكانت فاقدة للوعي وجسدها هزيل خامل، رفع رأسها على ذراعه ليرى وجهها الشاحب جدًا يحمل أصابع يد يخبره بصفع والدتها لها، أنتفض قلبه رعبًا مما تعاني منه بسبب تأخرها فى الزواج وتمسكها بحلمها فى الطيران، حملها على ذراعيه بجسدها النحيل من الحزن وقد فقدت الكثير من الوزن من الضغط والبكاء وحالتها التعيسة التى تعيش بها، أخذها للقصر بخوف وذعر من أن يكون أصابها شي، وضعها على الأريكة وظل واقفًا و"حنان" تحاول جاهدة فى إفاقتها، فتحت "جميلة" عينيها بتتعب ورؤيتها مشوشة لكنها ترى ظله حتى وضحت الرؤية أمامها ورأت وجهه بوضوح شديد، أعتدلت فى جلستها بحزن لا تعلم أتغضب منه أم من حالها على طلبها ورفضه، قالت بهدوء:-
-خدوني أوضتي يا حنان
أشارت "حنان" لـ "نانسي" بأن تساعدها وصعدوا بها ثم غادر "حسام القصر وهو يتذكر أمس عندما طلبت منه الزواج..
جلس معها فى مطعم هادئًا وطلب مشروبًا لها حتى تهدأ من روعتها وحزنها بسبب هذا الطبيب اللعين، تحدثت "جميلة" بهدوء:-
-أنا مش قصدي جواز جواز... مجرد صفقة جواز صورى تكتب عليا حتى لو شهر واحد وطلقني وفى المقابل أنا مستعدة أديك اللى أنت عايزاه أو المبلغ اللى تطلبه
تنحنح "حسام" بهدوء وهو يستمع لعرض زواجها ثم قال بغضب مكبوح بداخله:-
-سامحنى فى ردي لكن أحمدي ربنا أن حضرتك أخت جمال بيه لأن لو واحدة تانية اللى قالت ليا كدة كنت طختها، حضرتك مش قليلة أو ناقص حاجة عشان تلجأي للجواز بطريقة رخيصة زى دي.. بتشتري راجل بفلوسك 
تنحنحت بهدوء بعد أن تحاشت النظر إليه بحرج من فعلتها ثم قالت:-
-لو شوفيه رخص تمام، لكن أنا مش شايفة أن عيب أنى أشتري سعادتي وراحتى 
كز على أسنانه بغيظ شديد، قد بدأ يعجب بهذه الفتاة حقًا لكن بهذا الحديث أغضبته تمنى لو كان يستطيع صفعها للتو لفعل حتى تعود لوعيها وتعلم انها كالجوهرة الثمينة التى يجب أن تصان وتلمع فى السماء ليس أن تدهس بنفسها بالأرض تحت أقدام المارة، تحدث "حسام" بحدة وعينيه ترمقها كالصقر يقتلها بهذه النظرات:-
-العيب أنك مش شايفة نفسك غلطانة فى اللى بتعمليه، ونصيحة من راجل متطلبهاش من حد تاني لأنك متعرفيش الرجالة ممكن تعمل أيه 
وقف من مكانه بغضب ثم قال بعصبية مُنفعلة وقد تخلي عن رسميته معها وتخلي عن مكانتها أمامه:-
-أتفضلي خلينى أروحك لقصرك
رفعت نظرها إليه بضيق شديد من رفضه، وقفت بانفعال وسارت أمامه غاضبة وغضبها واضحًا فى خطواتها المُتسرعة، فتحت باب السيارة وصعدت بها أولًا دون أن تنتظر أن يفعل لأجلها، تأفف بضيق شديد من حديثها ولا يُصدق أن فتاة القصر وصلت لهذا الوضع، ألتف وصعد بمقعد السائق وينظر إليها فى المرآة تارة وللطريق تارة، كانت غاضبة وتتحاشي النظر إليه بنار بركانية بداخلها، سألها بنبرة خافتة:-
-أسمحيلي واحدة حلوة زي حضرتك وزي القمر وناجحة فى شغلها وبنت عائلة مش أى عائلة وعندك فلوس لو حطتيها فوق بعض ووقفتي هتشوفي برج إيفيل من هنا، أيه اللى يوصلك لـ دا؟
نظرت إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-وانت مفاكر نفسك مين عشان تتدخل فى حياتي ومين اللى اداك الحق فى أنك تتحرش فى اللى ما يخصكش
نظر للطريق مُتحاشية النظر إليها بهدوء ثم قال:-
-حضرتك اللى أديتنى الحق دا لما طلبتي منى اللى طلبته؟
-كنت فاكراك راجل
قالتها بسخرية وعينيها تنظر فى الطريق ليقول بهدوء:-
-أنا عشان راجل مقبلش أن واحدة ست تشترينى بفلوسها، حضرتك مش عايزة راجل حضرتك عايز دكر ميعرفش عن الرجولة حاجة
أستشاطت غيظًا من حديثه وظلت صامتة حتى وصلت للقصر، ترجلت من السيارة وضربت الباب بقوة وهى تسرع فى الدخول ركضًا وعينيها متورمًا من البكاء، رأها "عاشور" وهو يخرج من القصر وقال:-
-فى أيه
هندم "حسام" سترته بغيظ شديد وعينيه ترمقها من الخلف وقال بعصبية واضحة كوضوح الشمس:-
-مفيش....
جاء "عاشور" إليه حتى يقطع شروده فى يوم الامس وجلس جواره بعد أن ربت على ظهره وقال:-
-ما لك؟
تأفف "حسام" بضيق ثم قال:-
-مفيش!! بقولك.. ولا أقولك خلاص... أنا ماشي
كادت أن تقتله حيرته فى تصرفاتها، كانت كاللؤلؤة الجوهرية لا يجرأ على النظر إليها أو أن يطمع فى الحصول عليها والآن حين جاءت إليه برغبتها رفضها، طلبها طعن رجولته كأنها ردت له الإهانة التى فعلها الطبيب بها..
__________________________ 
دق باب منزل "نادر" وفتحت الخادمة وكانت "سارة"، دفعتها بسبابتها بلطف وهى تسير للداخل وقالت:-
-نادر هنا؟
أومأت الخادمة إليها بنعم ثم قالت بجدية:-
-اه ثواني أبلغه
أوقفتها "سارة" عندما قالت بهدوء:-
-لا خليكي أنتِ
سارت نحو باب المكتب بنفسها، فتحت الباب وكان "نادر" غارقًا فى العمل مع "تامر" وفور رؤيتها وقف "تامر" بضيق من هذه المرأة وقال:-
-هسيبكم وأجيلك بعدين يا ريس
غادر "تامر" الغرفة وأغلق الباب، حدق "نادر" بها وهو جالسًا على مقعده خلف المكتب، مُرتدية فستان أسود طويل بكم واحد وذراعها الأخر عاري بصدرها وعنقها، مفتوحًا من الفخذ الأيسر للأسفل.. ضيقًا يظهر فاتنة جسدها وراشقته كالعود الاسيوي بنحافتها، ترتدي كعب عالي رفيع كالمسمار يطقطق مع خطواتها على الأرض الرخامية السوداء، تبتسم بوجهها الحسن ومساحيق التجميل تزيدها جمالًا كالقناع الذي تخفي به مكرها وشرها، قالت بعفوية وأصابعها النحيل تداعب سطح مكتبه مع خطواتها:-
-جايبلك هدية غالية وأستثنائية مكنش ينفع أبعتها مع حد تاني
وقفت أمامه ليبتسم إليها بإعجاب شديد بها وسأل بفضول:-
-أيه؟ جبيتى الشيكات
هزت رأسها بلطف وهى تجلس على المكتب أمامه وقالت:-
-لا نسيتهم أبقي أبعت معايا حد يأخدهم، هديتي هدية عمرك ما هتنساها العمر كله
قالتها وهى ترفع قدميها تضعها على الأخري ومع رفعها ترفع فستانها حتى تظهر أقدامها العارية أمام نظره، تطلع بها بشهوانية ثم سأل ويديه تلمس أخمص قدميها وتتسلل رويدًا رويدًا للأعلي:-
-أيه؟!
أنحنت إليه بدلال لتداعب أزرار قميصه بأناملها وقالت بهمس خافت مُثير بعد أن أختلطت أنفاسهما من قربهما:-
-تؤ مينفعش هنا.. الهدية دي تتأخد فوق
وقف من محله ويديه تحيط بخصرها ينزلها عن الفراش وجسدهما مُلتصقتين ليقول:-
-هو قصاد الجمال دا كله بيبقي في وقت للكلام..
لفت ذراعيها حول عنقه وقالت بدلال:-
-هيكون فيه لكن...
أسكتها بقبلته لتبتسم بأنتصار وهو لا يعلم أنه بين يدي الشيطان ولن يجد سبيل للنجاة منها، صعد بها للأعلي ولم يتوقف برهة عن تقبيلها حتى دلف للغرفة ويديه تتسلل لسحاب فستانها حتى سقط عنها أرضًا....
___________________________ 
"قصــــــر جمــــــال المصـــــري"
لم تصدق "مريم" ما تراه و"جميلة" تجمع أغراضها من أجل الرحيل نهائيًا من هذه البلد وحدهان هذه المرة ستترك الجميع ووالدتها وترحل، تحدث "مريم" بهدوء:-
-أهدئي يا جميلة وكل مشكلة وليها حل
-أنا مش عايزة حلول أنا همشي وأسيبهالكم 
قالتها وهى تضع الملابس فى حقيبتها لتقول "مريم" التى تخرج ما تضع "جميلة" فى الحقيبة من جديد:-
-الهرب عمره ما كان حل
نظرت "جميلة" لها بضيق وعلى وشك البكاء من الوجع الذي يفتك بها وقالت:-
-يا مريم أنا مقدرش أقعد هنا، مش بس عشان ماما والمشكلة اللى بينا لكن بعد اللى عملته مش هقدر حتى أقعد فى مكان واحد حسام فيه، كل مرة هشوفه هفتكر قد أيه أنا كنت رخيصة رغم أني بنت القصور زى ما قال
مسكت "مريم" كتفيها بهدوء وقالت:-
-أنتِ مستحيل تكوني رخيصة، حسام راجل عاقل وأكيد هيعرف أن اللى عملتيه كان بدون وعى من الزعل اللى جواكي بعد المقابلة مع الرجل المختل دا
جهشت "جميلة" باكية بحزن شديد وجلست على الفراش بأنهيار تام وقالت:-
-مريم أنا مش عايزة أتوجع، أنا موجعتش حد ولا كسرت قلب حد عشان يتكسر قلبى وروحي بالشكل دا، أنا بنت طبيعية بتحلم ولا أنا مش من حقي أحلم وأنجح وأبقي زى الناس اللى بتقول أن البنت مالهاش ألا بيتها وجوزها وأقعد أربي العيل بس
جلست "مريم" جوارها ببسمة تفائلة تنير القلوب وتمد السعادة للجميع ثم قالت:-
-بالعكس من حقك تحلمي وتنجحي لكن برضو من حقك تحبي وتتحبي وتتجوزى وتكوني أم، ما انا أهو قصادك بشتغل وبنجح ومتجوزة رجل بحبه وبيحبنى وكلها كام شهر وأبقي أم وأربي ابنى او بنتى برضو لأن دى سُنة الحياة، ليه تقررى أنك تأخدي حاجة واحدة وتقفي ما تأخدي كل حقوقك من الحياة غصب عنها وعن أى حد...
بدأت "جميلة" تهدأ وتتوقف عن البكاء رويدًا رويدًا وقالت:-
-أزاى؟ هنزل أدور فى الشارع على حد بيحبنى أو عاوز يحبنى؟
تبسمت "مريم" بلطف ثم قالت:-
-وليه تدوري وهو موجود
أندهشت "جميلة" من كلمتها وعينيها تحدق بـ "مريم" التى تبتسم بخبث شديد وسألت بفضول:-
-قصدك أيه؟
تبسمت "مريم" ويديها تحتضن يد "جميلة" وقالت بجدية واثقة من كلماتها:-
-أنا حسام معايا بقاله أكثر من خمس سنين، عمره ما سابنى لحظة وتقريبًا بقي قريب منى بحكم وظيفته، كنت موجودة وياه أيام خطوبته وجوازه وحتى لما كان اب، كنت بشوف فرحته بالأيام دى وحتى وقت غضبه كنت بعرف أنه متخانق معها، أتعرضت للخطر كتير وعلى يدك لكن عارفة ولا مرة كنت فى خطر وحسام سحب مسدسه عشان يحمينى، مع أنه شايل المسدس دا من الأساس لحمايتى ومعملهاش لكن عملها لمجرد أن واحد اتكلم معاكي بأسلوب زعلك، لما شوفته وهو مرعب عليكي الصبح لما وقعتي فى الجنينة حسيت أني شايفة جمال فى خوفه عليه، كان عايز يهد الدنيا عشان يطمن عليكي ومعرفش يسيطر على خوفه ولا يخبيه مع أنه شاطر جدًا فى أنه يخبي غضبه ووجعه ودا من خلال معاشرتي له، تفتكر السنين دى كلها عمره ما أتعصب ولا حصل حاجة تضايقه بالعكس كتير لكنه كان هادي جدًا لكن عندك بفقد أعصابه، اليوم اللى كان جاي المتخلف دا عشان يتقدم لك كان أول يوم للتصوير وقتها حسام كان واحد تاني غير اللى عرفه مكنتش أعرف السبب لكني عرفت بعدين... حسام بيحبك يا جميلة أو على الأقل معجب بيكي ومش عارف ماهية مشاعر تمامًا زى جمال فى أول علاقتنا
كانت تستمع لها بصدمة الجمتها لا تصدق ما تسمعه، تمتمت بتلعثم شديد:-
-مستحيل... لو بيحبنى او مهتم حتى بقي مكنش رفض
-طبيعي يرفض لأنه مهتم بيكي أزاى يديكي مشاعره مقابل الفلوس، أزاى تسمحي له يقرب منك ويتعلق بيكي أكتر وتكبر مشاعره وبعد شهر يكون مجبر على البعد، ورجولته متسمحلوش أنه يقلل منك ويأخدك بالطريقة دى كأنك سلعة مقابل فلوس... أنتِ نفسك كرهت الرجل اللى جه يأخدك على انك سلعة أزاى بقي عايزاه يأخدك هو مقابل الفلوس
ظلت "جميلة" صامتة ولا تستوعب ما سمعته من "مريم"، تبسمت "مريم" بإشراق على هذه الفتاة التى جاءها الحب فى الوقت التى تهرب منه، تنحنحت "مريم" بعفوية بعد أن رأت بسمة "جميلة" الخافتة وقالت بعفوية:-
-أيه بنحب؟
نظرت "جميلة" لها بخجل شديد ثم قالت:-
-أعمل أيه؟
ضحكت "مريم" بلطف ثم قالت:-
-أولًا تفضي الشنطة دى وتبطلي جنان، ثانيًا أنا عندي تصوير وطبيعي حسام رايح معايا ، قومي ألبسي وخليكي شيك جدًا وأنيقة وجميلة زى أسمك بالظبط، وبعد التصوير هنخلي حسام يوصلنا لمطعم بحجة أنى جايبالك عريس زميلي فى القناة، خلينا نتأكد من مشاعره فعلًا وهيغير أو هيخاف تروحي لغيره ولا لا
أومأت "جميلة" إليها بنعم وهرعت إلى خزانة ملابسهاحتى تختار أكثر الملابس جمالًا فتبسمت "مريم" وذهبت إلى غرفتها لكي تستعد هى الأخري....
_______________________
تبسم "نادر" بعفوية وهو نائمًا بالفراش يراقبها وهى ترتدي ملابسها لتغادر ثم قال:-
-خلي تامر يروح معاكي وأديله الإيصالات
ألتفت "سارة" إليه بعد أن أرتدت كعبها العالي وقالت ببسمة خبيثة :-
-صحيح أنا مقولتلكش الهدية بتاعتي.. مش أنا رفعت عليك قضية بالشيكات والنيابة على وصل للقبض عليك يا حياتي
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من هذا الحديث لتبتسم بمكر أكبر ثم قالت:-
-لا دا مش كدة وبس أنا كمان سلمت المباحث فيديو لرجالتك وهم بيخطفوا ليلي وخليت الواد اللى أتمسك يعترف أنك قتلت ليلي والدكتور دلوقتي زمانه داخل النيابة ويعترف أنك أنت اللى امرته يستئصل الرحم وسلمت وصل من البنك أن المبلغ اللى اتحول على حساب السجين اللى قتل مختار من حسابك أنت
لم يُصدق ما يسمعه وكم الصدمات التى تتفوه بها وبعد أن فعل كل هذا لأجلها ألقت به فى الجحيم لتقترب منه ووضعت قبلة على شفتيه بقوة ثم أبتعدت عنه ويديها تتغلغل بين خصلات شعره وقالت:-
-مش قولتلك بلاش تكسب عدوتى، مصدقتنيش لما قولت ربنا يكفيك شر كيد الرقاصات وخصوصُا لو كانت سارة ..
وضع يديه الأثنين على عنقها لكي يخنقها فتبسمت بسعادة رغم أنها على وشك الموت بين قبضته وصوت ضحكاتها يملأ الغرفة، أحمر وجهها من شدة الخنق ويُتمتم قائلًا:-
-هقتلك يا سارة... هقتلك
كادت أن تفقد روحها بين ذاعيه لكن فُتح الباب على سهو ودلف رجال الشرطة ليأخذه من أمامها ويخلصوها من الموت بين يديه ..
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فُتح باب القصر وخرجت "مريم" منه مُرتدية بنطلون فضفاض باللون الفضي وقميص نسائي أسود بأكمام وكعب عالي، فتح "حسام" باب السيارة الخلفي مُستعدًا لأخذها إلى العمل ليُدهش عندما خرجت "جميلة" خلفها ترتدي فستان أحمر يصل لأعلي ركبتها بأكمام ويحيط عنقها تمامًا وتصفف شعرها على الجانب الأيمن وترتدي حلق أذن طويل يداعب أكتافها وتضع مساحيق التجميل، نزلت الدرجات الأمامية للقصر مع "مريم" عابسة وعينيها تتحاشي اللقاء مع عينيه بحرج من فعلتها ومُرتبكة دون أن يعلم السبب، تبسمت "مريم" إليه بلطف وصعدت للسيارة فأغلق الباب مُحاولًا التحاشي عن النظر إليها، ألتفت "جميلة" لكي تصعد جوارها وهكذا هو، فتح باب السائق وأنتظر حتى صعدت ثم أغلق الباب لها وصعد، أنطلق بالسيارة فنظرت "مريم" إليه فى المرآة خلسًا وهى تراقب هذه النظرات التى يخطفها على سهو فى المرآة على "جميلة" بينما هى تتحاشي النظر إليه كليًا وتغمس عينيها فى النافذة، تنحنحت "مريم" بخبث ثم قالت:-
-ممكن تفردي وشك! مش معقول هتقابل الناس بالبوز دا
ألتفت "جميلة" إليها بأندهاش لتضرب "مريم" قدمها بلطف دون أن ينتبه "حسام" الذي بدأ يسترق السمع لهما، تحدثت "جميلة" بحرج وربكتها واضحة:-
-أنتِ مُتأكدة يا مريم
تبسمت "مريم" إليها بعفوية ثم قالت بجدية:-
-أكيد طبعًا سيبك من الدكتور المُتخلف دا، أنما  راجل دا إعلامي يا جميلة ومثقف جدًا مؤمن بقضية المرأة وعارف كويس أن مفيش حاجة أسمها عانس لكن فى واحدة لسه نصيبها مجاش
رفع "حسام" نظره فى المرآة بصدمة ألجمته بعد أن علم بأنها ذاهبة إلى رجل أخر تقابله من أن أجل الزواج، ضغط على المكابح فجأة من صدمته لتصرخ "مريم" و"جميلة" بخوف، ألتف إليها بقلق بعد أن صرخا الأثنتين وقال:-
-أنا أسف
تبسمت "مريم" بحرج وقد أعطاها رد فعله المتوقع تأكيد على مشاعره وقالت:-
-ولا يهمك يا حسام بس خلي بالك
أومأ إليها بنعم ونظر إلى قدمي "جميلة" بضيق من فستانها القصير لكنه لا يملك الحق فى الأعتراض ثم عاد بالنظر إلى الأمام وأنطلق بالسيارة مُجددًا، أشارت "مريم" عليه برأسها إلى "جميلة" فكزت على أسنانها بحرج وخوف من فعل شيء أخر، وصلا للأستوديو وترجلوا معًا وبدأ "حسام" يسير خلفهما بخطوتين، ألتفت "مريم" إليهم وقالت بلطف:-
-ممكن تتجولي فى المكان لحد ما أجهز 
أومأت "جميلة" إليها بهدوء مع بسمة خافتة بينما نظرت "مريم" إلى "حسام" وقالت:-
-خلي بالك منها يا حسام عشان متوهش فى المكان
هز رأسه بنعم إليها فدلفت "مريم" إلى غرفتها وبدأت تستعد للتصوير، سارت "جميلة" بعيدًا عنه وكانت هادئة لم تخاطبه بلسانها بكلمة واحدة، بينما نظر "حسام" لم يفارقها، يشعر بثقل فى قلبه وهذه الفتاة تجملت من أجل رجل أخر حتى تنال إعجابه وفستانها القصير يكاد يصرخ بها عليه، وصلت للكافتريا وطلبت قهوتها ثم ألتفت إليه وقالت ببرود:-
-تشرب حاجة
رمقها بأغتياظ شديد ثم قال برسمية:-
-شكرًا يا فندم
أخذت قهوتها وخرجت تجلس فى الحديقة ومددت قدميها إلى الأمام بهدوء وظل واقفًا جوارها، أشعة الشمس تزعجها كثيرًا لكنها تستمتع بالبقاء تحتها، شعرت بشيء يحجب الشمس عنها فرفعت نظرها إلى الأعلي، كان "حسام" وضع يده فى تجاه عينيها يحجب عنها الشمس لتتأفف بضيق وأخرجت نظارة الشمس من حقيبتها وقالت بحدة:-
-متعملش حاجة أنا مطلبتهاش
وضع يديه فى جيوبه بأحراج وقبل أن يتحدث جاء رجل فى عمره تقريبًا وقال ببسمة:-
-حضرتك أنسة جميلة
أومأت "جميلة" إليه بنعم فى صمت فقال:-
-أنا مصطفي 
وقفت "جميلة" بأندهاش من خطة "مريم" ومدت يدها إليه بلطف ورسمت بسمة خافتة:-
-nice to meet you (تشرفت بلقائك)
تبسم إليها بعد أن صافح يدها ووضع قبلة عليها بلطف، كز "حسام" على أسنانه بأغتياظ وغضب سافر من هذه القبلة وأراد ضرب هذا الرجل للتو، بدأ يسيران معًا و"حسام" خلفهما يشتعل من الداخل وعلى وشك سحب مسدسه من خصره وضرب طلقة واحدة فى رأس هذا الرجل حتى ينهى حياته تمامًا، ضحكاتها العفوية وبسمتها معه كفيلين بنزع فتيلة قنبلة قلبه عليهما معًا، توقفت "جميلة" عن السير وقالت:-
-أن شاء الله أتابع البرنامج بتاعك 
تبسم "مصطفي" لها بلطف وقال بسعادة تغمره ويديه موضوعتين على قلبه برحب شديد:-
-دا شرف كبير ليا 
تبسمت "جميلة" إليه بلطف وقالت بخجل:-
-مش لدرجة دي 
رفعت يدها تفرك عينيها بلطف، أخذ "مصطفي" خطوة نحوها وحاول مداعبة عينيها قصدًا بعد أن أخبرته "مريم" فى مساعدتها حتى يتحرك هذا الساكن ويثير غيرته، لكنه صدم من "حسام" الذي ظهر من العدم بينهما ولا يعرف كيف أصبح فى المنتصف ويحدق فى وجهه بغضب سافر ثم قالت:-
-من بعيد
تنحنحت "جميلة" بغضب مُصطنع من "حسام" رغم قلبها الذي يتراقص للتو على أوتار الحب وقد تأكدت بأنه يغار عليها ثم قالت:-
-حسام! أبعد
نظر لها بأندهاش من تقبلها للأمر فأغمضت عينيها إليه بحرج حتى أبتعد عنها وقالت بلطف مُحرج:-
-أنا أسفة 
تبسم "مصطفي" إليها بلطف وعينيه تحدق بـ "حسام" مُندهشًا من رد فعله السريع،أعتقد من حديث "مريم" أنه سيستغرق سنة حتى يتلحلح فى البوح، جاء إليه مساعده يخبره بأن "مريم" قد أنتهت من التسجيل وأقترب موعده فأومأ إليه بنعم ثم مد يده لكي يصافح "جميلة" وقال:-
-طيب فرصة سعيدة وأن شاء الله مش أخر فرصة
أومأت إليه بنعم فنظر إلى "حسام" وأرتعب من تقبيل يدها مرة أخرى ثم عاد بنظره إلى "جميلة" وقال بعفوية:-
-ممكن رقمك يعنى عشان نتقابل تاني 
أعطته رقمها ثم ألتفت إلى "حسام" الذي يشتعل بجوارها فشعرت بخوف من نظراته كأنه سيتخلي عن وظيفته للتو ويقتلها، عادت بنظرها إلى "مصطفي" وقالت:-
-لو لاقيته خارج الخدمة يبقي هكون برا مصر بحكم شغلي
أومأ إليها بنعم ثم قال بغزل:-
-جميلة، أنتِ فعلًا جميلة مش اسم بس وحقيقي مبسوط أن أتعرف على إنسانة جميلة زيك
أكتفت بالإبتسامة دون أن تجيب ثم ذهب "مصطفي" من أمامها، ألتفت لكي تغادر ورغمًا عنها تقابلت معه، توارت بسمتها وتحول وجهها للجدية ثم مرت من جواره مُصطنعة القوية ومحاولة كبح خوفها من غيرته وغضبه، سار خلفها ثم قال بسخرية:-
-عرفتيه منين بالسرعة دى
تأففت "جميلة" بإغتياظ من بروده ثم ألتفت إليه وقالت بحدة:-
-وأنت مالك؟ بتدخل فى اللى ميخصكش ليه؟ لتكون ولي أمري وأنا مش واخدة بالي 
ضحك ساخرًا من غيظه لكن ضحكته الساخرة أشعلت نيرانها وأغلقت قبضتها بأحكام قبل أن تلكمه فى قلبه وقالت:-
-والله وبتضحك كمان، يا تري أيه اللى بيضحك معاليك
نظر إليها بجدية وقال:-
-مستحيل يكون على جنابك، أنا بضحك على واحدة من يومين عرضت عليا الجواز والنهار دا جالها عريس أفضل مني
رفعت سبابتها فى وجهه بتحذير وقالت بغضب سافر:-
-أوعي تتخطي حدودك معايا يا حسام ولا تنسي مكانتك، أنت هنا عشان تعمل اللى أنا عايزاه وتحمينى غير كدة لا وإياك تدي لنفسك مكانة أو مساحة انا مدتهالكش
نظر إلى سبابتها ببرود شديد ووضع يديه الأثنين فى جيوبه بغرور، قال بنبرة غليظة:-
-الحدود!! مستحيل أتخطيها بس أعذريني حضرتك من يومين عرضتي عليا الجواز مقابل الفلوس والنهاردة مقابل واحد أول مرة تشوفي تأنقتي لا ولبست قصير كمان
كادت أن تصفعه لكنها تشبثت بالهدوء وعقدت ذراعيها أمام وجهها ببرود يقتله هو كأنها تصفعه دون أن تلمسه حتى وقالت:-
-والله أنا حرة ألبس قصير أحط ميكاج يكش أمشي بالمايوه فى الشارع أنت مالكش حكم عليا
مرت من أمامه ببرود ليرفع يديه على وشك قتلها من الغيرة ثم سار خلفها وعندما أقترب من السيارة مر من جواره مُسرعًا، يقول بتحذير:-
-جربي تعمليها وتمشي بالمايوه!!
توقفت قدميها عن الحركة بصدمة الجمتها وشعرت بتهديد فى نبرته، رمقته وهو يفتح باب السيارة من أجلها وأبتلعت لعابها بلطف خائفة من هذا الرجل أو التقدم خطوة، أدار رأسه إليها حتى تتقابل عيونهما فى نظرة طويلة صامتة لكنها تحدثت بالكثير وأخبرتها كم يغار ولا يقوى على رؤيتها ترتدي هذه الفستان الذي يظهر جمالها بلونه الأحمر ومساحيق التجميل التى زادتها جمالًا، كانت جميلة حقًا وليس أسمًا لها فقط بل زاد هذا الجمال ربكتها وتوترها منه، رجفتها من قشعريرة قلبها أمام نظرة عينيه كفيلان بأن يُهزم عرش هذا الرجل المتحجر، قاطع نظرتهما وصول "مريم" التى قالت:-
-واقفة كدة ليه؟
فاقت "جميلة" من شرودها على صوت "مريم" ونظرت إليها بحرج وقالت:-
-مفيش، خلينا نمشي
صعدوا الأثنين للسيارة وأنطلق "حسام" بهما، رمقتهما "مريم" بعينيها وكانت تعلم أن هناك شيء حديث الأثنين عابسان والغضب يحتلهما، تنحنحت بلطف وقالت:-
-ها أحكيلي عملتي أيه؟ مصطفي إنسان كويس صح؟
أومأت "جميلة" لها بنعم وعينيها تنظر على المرآة نحوه ثم قالت:-
-كويس بس عصبي وأنا مبحبش العصبية، مبتجيش معايا
رفع "حسام" نظره إلي المرآة بعد أن سمع جملتها ويعلم بأنها تتحدث عنه، رأها تحدق به وسمع "مريم" تقول:-
-عصبي!! هو اتعصب عليكي
-متأخديش فى بالك يا مريم
قالتها "جميلة" بعد أن أدارت رأسها للنافذة فسألت "مريم" بعفوية:-
-أتفقتوا هتتقابلوا تاني؟
تحدثت "جميلة" بهدوء شديد قائلة:-
-هنتكلم لكن لما أرجع أنا عندي سفر كمان ساعتين
أومأت "مريم" إليها بنعم....
_______________________ 
"شــركــة الجمــــال جى أند أم للإلكترونيات" 
قهقه "جمال" ضاحكًا وهو يسير نحو المكتب بعفوية وقال:-
-مش قولتلك يا شريف أسهل طريق للخلاص منهم أنك توقعهم فى بعض، أنت بس أزرع الشك وهم هيلاقوا ألف طريقة يخلصوا فيها على بعض بالضربة القاضية
جلس على المكتب بينما تابع "شريف" بحماس شديد قائلًا:-
-أنا كمان متأخرش خليت كل الصحفيين ينزلوا الأخبار عن نادر والجديد فى التحقيقات كمان بلغتهم بيه عشان تبقي الضربة ملهاش قومة
ضحك "جمال" بعفوية وحماس بأنتصار وقال:-
-ههههه برافو عليك، قولي صحيح الواد رجع من عندها ولا لا.. امنه كويس يا شريف دى حية وممكن تقتله لو عرفت أن أنا اللى بعته ليها
أومأ "شريف" بعفوية وقال:-
-بعته فى الفندق اللى فى دهب هيشتغل عنك وخليها تدور عليه من الأول أصلًا وإحنا عاملينه أوراق مضروبة يعنى مهما لفت ودورت على اسمه مش هتلاقي غير فى الأموات 
هز "جمال" رأسه بلطف ثم قال:-
-كويس
سأل "شريف" بفضول وهذا الرجل الغامض ما زال يتحفظ بشيء له :-
-كدة خلصنا من نادر، هتعمل أيه مع سارة؟
صمت "جمال" قليلًا ثم قال:-
-هقولك فى وقتها يا شريف، أخبار السمارت سيتي أيه؟ 
-خلصنا جزء كبير منها، متنساش أن المهندسين بدأوا فيها من ثلاثة شهور فاللى وصلنا له فى الوقت دا أنجاز فى حد ذاته
أومأ "شريف" له بنعم ثم قال بجدية:-
-مش عايزين الوزارة تحس أنهم غلطوا لما أخذوا المشروع من نادر وسلموا ليا، عايزها تطلع أحسن من اللى أنا متوقعه
-أكيد يا مستر جمال
_________________________ 
 "قصــــــــر جمـــــــــال المصـــــــري"
كانت "إيلا" تركض بعفويتها ومهارتها، بحرية مُطلقة و"مريم" فوق ظهرها تفتح ذراعيها بجانبها بحماس مُستمتعة بهذه اللحظة وتستنشق الهواء البارد الذي يضرب وجهها ويتطاير معه شعرها البندقية، بدأت "إيلا" تهدأ فى خطواتها لتنظر "مريم" ورأت "جمال" يقترب منها على الأرض، تبسمت بلطف على فرستها الجميلة التى علمت حُب "جمال" لها وحُبها له، لم تتوقف "إيلا" مرة عن الركض إلا فى حضرته، كأنها تعلم بأنه جاء حتى يتقاسمها فى محبوبته ويأخذها عن ظهرها، توقفت "إيلا" أمامه ليرفع ذراعيه بلطف ينزل محبوبته عن ظهر "إيلا"،  نزلت "مريم" بين ذراعيه كالحورية التى تهبط عليه من الأعلي، تفحصها بنظرة وعينيه تضمها تمامًا كذراعيه التى تطوق خاصرتها، سارت "إيلا" بعيدًا مُدركة أن وقتها قد انتهي هنا، تمتمت "مريم" بحب وعينيها ترمقه بل تضمه بأشتياق وقالت:-
-وحشتني
رفع يده اليمني وتغلغلت أصابعه فى خصلات شعرها الفوضوية ثم قال بدلال:-
-وأنتِ أكثر، كُنتِ زى القمر على الشاشة النهاردة
-شوفتها!!
سألته بلطف وحماس يغمرها فأومأ إليها بنعم وقال بحب:-
-بالتأكيد، جين بقي بيعرضها بالأكراه على شاشة الشركة، ملاحظ أن من ساعة ما دخلتي عليه بالباسورد وبقي ينحز الروبرت دا ليكي
قهقهت ضاحكة عليه ثم قالت بلطف:-
-بصراحة انا اللى أجبرته يعمل كدة
تبسم بعفوية إليها ثم أخذ يدها ليسيران معًا خارج السياج وقال:-
-عارف لأنه روبرت بيطيع الأمور اللى بيأخدها مبيفكرش من نفسه
أومأت إليه بنعم ثم تبسمت بخبث وتركت يده، نظر إليها وهى تسير أمامه تبتعد عنه بأندهاش حتى وقفت على بُعد منه وقالت بعفوية:-
-جمال أقولك على حاجة عملتها بس أوعدني متتعصبش عليا
تقدم نحوها بخطواته الثابتة وعينيه ترمقها تبتسم بعفوية رغم أنها على وشك أن تخبره بشيء سيغضبه وكأن بسمتها هى سلاحها أمامه لدافع عن نفسها من غضبه، تابعت "مريم" وهى تسير بظهرها للخلف وتحدق به:-
-أنا قولت لها باسورد جين
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من هذه التى أخبرتها بسره الوحيد، قهقهت ضاحكة ثم وضعت يديها على بطنها بحنان وقالت:-
-أتمني تفتكره لما تجي
تبسم بعفوية على زوجته التى تكتم أنفاسه بمكر، هل أخبرت طفلها الموجود بداخلها عن سر والده، ركض خلفها لتصرخ بهلع وهى تركض منه بسعادة تغمرها، تحدث بجدية قائلًا:-
-تعالي هنا!! والله لأعاقبك يا مريم
كانت "ولاء" تراقبهما من النافذة ولم تتخيل ما تراه ، ابن العابس المتحجر يركض ويلعب وبسمته لا تفارق وجهه، لا تعرف ماذا فعلت "مريم" به حتى جعلته على ما هو عليه الآن، تذكرت حديث "مريم" السابق حين أخبرتها أن كل ما فعلته هو أنها أعطته الحب الذي لم يستطيع أحد تقديمه له حتى هى كأمه لم تحبه كـ "مريم" أو بالأحري لم تعبر عن حبها وتقدمه كما فعلت "مريم" ، دلفت للغرفة بهدوء وهما ما زال يركضان وصوت ضحكاتهما تمليء المكان حتى أمسكها "جمال" بقوة من خصرها بسبب ركضها الخفيف من حملها، طوقها بذراعيه من الخلف ووضع رأسه على كتفها يحكم حركاتها كليًا وقال:-
-تخيل العقاب اللى هتنالي مني يا مريم
حاولت التخلص من قبضته القوية وقالت بتذمر:-
-جمال أنت بتغش، أنت بتستغل أنى حامل كان المفروض متجريش بسرعة كدة
أحكم قبضته عليها أكثر حتى لا تستطيع المقاومة أو الحركة فدفعته بقوة للخلف مُحاولة التخلص من ذراعيه ليسقط أرضًا على ظهره وهى فوقه، هدأت تمامًا بهذه اللحظة ليفك أسر خصرها لكنها ظلت قربه على الأرض فوق العشب الأخضر، نظر للسماء والقمر الذي يضيء بيها ويلمع كزوجته تمامًا التى تنير حياته العتمة بل حولتها لحياة وردية ببسمتها وعفويتها ثم قال:-
-مريم!!
رفعت نظرها إليه ورأسها تستكين فوق صدره ليقول مُتابعًا الحديث بحب:-
-أنا بحبك، لأنك زى القمر دا نورتي حياتى وجملتيها بضحكتك الحلوة وروحك البريئة، بحبك لأن بسببك حياتي بقي ليها طعم، بقي عندي سبب يحمسنى أرجع للبيت بعد يوم طويل من الشغل، بقي عندي قلب يحب ويتجنن على حبيبه لو بس يوحشه
لمست لحيته بأناملها تداعبها ومُستمعة بهذا الحب، أقسمت بأن هذه اللحظة ستأتى مُنذ أن قابلته وتسلل حُبه إلى قلبها، أقسمت أن يعشقها وتحملت الكثير بأمل أن يتفوه بهذا الحب والآن قد فعل وسكنه العشق، تمتمت بنبرة دافئة:-
-وأنا بحبك يا جمال
تركت عينيه السماء ونظر إلى وجه "مريم" التى تنم بين ذراعيه وتحدق به بحب لم يراه فى عين أحد غيرها من قبل، رفع يده الأخري يلمس وجنتها بحنان ثم قال:-
-قوليها..
تبسمت بهيام إليه وقالت ببطيء شديد كأنها تنطقها حرف تلو الأخر:-
-بـــ ـــحــ ـــبــــــ ـــــك يا عمري كله
أهداها قبلة دافئة كجائزة على هذا الحب الذي تحمله له بداخلها، تبسمت بخفوت ثم قالت بدلال:-
-أنا هجيب بنت
تبسم بعفوية أكثر ثم قال:-
-معناها انك حققتي ليا أمنيتي وهتكون بنت بجمال أمها وروحها الحلوة
أعتدل فى الجلوس معًا وهو يمدد قدمًا أمامه والأخري خلف ظهرها تتكأ عليها بلطف ويديه تحيط بها بحذر، أومأت إليه بنعم ثم قالت:-
-دا من فضل ربنا وكرمه علينا يا جمال
أومأ إليها بنعم ثم قال:-
-ألف حمد وشكر له على أحلى هدايا بعتها ليا، حبيبة قلبي وبنت قلبي
تذمرت بعبوس مصطنع وغيرة سكنته من كلماته وقالت:-
-معناها أنك هتحبيها أكثر مني
قهقه ضاحكًا عليها ثم قال:-
-هههههه معقول هتغيري من بنتك
وضعت يديها على صدره بحب وقالت بنبرة دافئة:-
-أنا بغير عليك من أنفاسك يا جمال، لكن ممكن أتغاطت عن الأمر بما انها بنتى الجميلة 
أومأ إليها بنعم ويده تداعب وجنتها بحب ووضع خصلات شعرها خلف أذنها بعفوية، أقترب منها أكثر حتى يطبع ملكيته على شفتيها لكن قاطعته صوت "حنان" الذي جاء من خلفه تقول:-
-مستر جمال
ضرب الأرض بيديه بتذمر ثم ألتف إليها وقال:-
-مواعيدك الزفت يا حنان.. عايزة أيه؟ أكيد جاي تفكرينى أرفدك 
ضحكت "مريم" عليه بعفوية ونكزته فى صدره بحرج من افعاله...
تأفف بضيق من ظهور "حنان" وذهب معها إلي والدته...
_______________________ 
-يعنى أيه مش لاقي له أثر
قالتها "سارة" بانفعال شديد بعد أختفاء هذا الرجل الذي يحمل معه فيديوهات لها، أجابها الرجل بنبرة قوية:-
-يعنى أختفي فص ملح وذاب 
-مفيش حاجة أسمها فص ملح وذاب، أرجع ألاقيك جبته من تحت الأرض حتى لو فى بطن الحوت تجيبه وألا تجهز عمرك المقابل
قالتها بغضب سافر ثم خرجت من الملهي الليلي وصعدت بسيارتها لينطلق السائق بها إلى أحد المواني البحرية وكانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ظلت تراقب الرجل وهم ينقلون الصناديق وبداخل كل صندوق فتاة مُخدرة تمامًا لن تستيقظ ألا بعد وصول السفينة لوجهتها، كان الأمر طبيعي ويسير كخطتها تمامًا حتى ظهرت الشرطة من العدم وعمت المكان فهرعت "سارة" بذعر وبدأت تهرب من الشرطة بسيارتها وهم يطاردوها، رغم أنها غيرت موعد التسليم الذي يعرفه "نادر" لكن ظهرت الشرطة لتدرك أن هناك خائن أخر، سقطت السيارة فى البحر وبدأت الشرطة تبحث عنها حتى بزوغ الفجر، صعدت "سارة" من الجهة الأخر دون أن يراها أحد وساعدتها ظلمة الليل، ذهبت إلى أحد الزقاق وأتصلت برجلها حتى يأتي ويساعدها...
________________________ 
"قصــــــــــــــــــــــر جمـــــــــال المصـــــــــــري"
أستعد "جمال" للرحيل إلى العمل صباحًا و"مريم" تتابعه حتى سيارته فقالت:-
-لا النهاردة معنديش تصوير لكن هخرج شوية أروح للدكتورة
أومأ إليها بنعم ووقف أمام سيارته قبل أن يصعد و"عاشور" يفتح له الباب ثم قال:-
-ماشي خلي بالك من نفسك وأنا هحاول أخلص بدري وأجيلك على هناك
أومأت إليه بنعم ليضع قبلة على جبينها بلطف وغادر القصر...
_______________________ 
كانت تختبي فى نزل ضيافة رديء حتى جاء لها رجلها وأخبرها أن من قدم البلاغ عنها كان "جمال المصري" لتُتمتم بصدمة ألجمتها قائلة:-
-جمال!!
أومأ إليها بنعم وتابع حديثه:-
-والواد اللى بندور عليه طلع كان شغال عنده ظهر فى كاميرات المراقبة من حوالي ثلاثة شهور 
كزت على أسنانها بصدمة ألجمتها وقالت بتلعثم:-
-يعنى جمال هو اللى عمل فيا كدة مش نادر
هز رأسه بنعم لتستشيط غضبًا مما تسمعه وقد دفعت بـ "نادر" للسجن بعد أن ساعدها فى كل شيء وكانت تسير على خطة "جمال"، لم ترى أحد بذكاءه من قبل فضربت المرآة بكأسها بغضب سافر وتوعدت له بالانتقام...
__________________________ 
قرأ "جمال" الأخبار فى طريقه ليُصدم عندما علم بأن "سارة" هربت من الشرطة، تأفف بغيظ من هذا الفشل الذي حصل عليه، رن هاتفه برقم مجهول ولم يجيب.. قليلًا وجاء له رسالة من نفس الرقم فتحها ليُصدم بصورة لـ "مريم" وهى تسير فى أحد المراكز التجارية، رن الرقم مرة أخر ليجيب بذعر قائلًا:-
-الو
سمع صوت ضحكاتها القوية ثم أجابت عليه بسخرية قائلة:-
-هو لازم يعنى أبعت لك صورة البرنسيسة عشان أسمع صوتك
-سارة!!
قالها بصدمة ألجمته وربت على كتف "صادق" حتى يوقف السيارة، أجابته ببرود شديد قائلة:-
-اه سارة اللى لعبت بيها ودمرتها، بس نسيت أن قبل ما تلعب معايا تخاف على اللى عندك مني... معقول متعلمتش حاجة من موت ليلي
تحدث بتهديد واضح ويكز على أسنانه بقلق:-
-إياك تفكري تقربي من مريم، أنا المرة دى لعبتها معاكي بالقانون بلاش تشوفي وشي التاني
-هههههه تصدق ضحكتني، قانون ما هو القانون دا بقي اللى انت لجأت له أنا كمان هلجأ له لما أخد روحها، أوعدك أخد روحها وأحرق قلبك وبعدها أسلم نفسي
قالتها بسخرية ليغلق قبضته بأحكام شديد قائلًا:-
-أنتِ بس جربي تعترضي طريقها وهتشوفي جمال المصري يقدر يعمل أيه
أغلقت "سارة" الهاتف دون أن تجيب عليه، رن على هاتف "مريم" بذعر أصابه ولم تجيب فأتصل بـ "حسام" وأخبره بمكان تواجدهما فى المركز التجارى، ترجل "جمال" من سيارته بقلق وخوف عليها... يقول بتحذير:-
-سارة عندك يا حسام، أوعي مريم تغيب عنك ولا حد يمسها بسوء لحد ما أجيلك
فتح باب السيارة وأنزل "صادق" ثم صعد هو وأنطلق كالمجنون بسيارته تخطي كل الأشارات وخوفه عليها يسيطر على عقله وأفقده صوابه تمامًا، يتذكر ما حدث لـ "ليلي" ليرتعب قلبه ذعرًا على "مريم" إذا مستها هذه الشيطانة بسوء...
___________________________ 
أغلق "حسام" الهاتف معه ونظر إلى "مريم" التى أسرعت فى خطواتها نحو محل الأطفال وقالت:-
-تعال يا حسام 
دلفت للداخل وبدأت تتجول فى المكان وأغراض المواليد والأطفال تخطف قلبها كأى أم تنتظر طفلتها حتى تراها وتلمس أناملها بحب، بدأت تشتري الكثير من الأغراض وتضعها فى عربة التسوق، تأفف "حسام" بقلق ثم قال:-
-ممكن نمشي دلوقت، أوعدك يافندم أننا نيجي تانى لكن دلوقت حصل ظرف ولازم نرجع القصر
لم تجيب علي طلبه وتابعت ما تفعله ثم تحدثت بحدة:-
-مش قبل ما أخلص وعلى فكرة أنت هنا عشان راحتى مش راحتك أنت
أشترت كل الأغراض وطلبت من المحل أن يرسلهم على منزلها فى بداية الأمر رفضوا التوصيل لكن عندما أخبرتهم بالعنوان وأنه قصر "جمال المصري" فورًا قبلوا بتوصيل الأغراض، خرجت من المحل وهى تمسك الهاتف فى يدها فأصطدمت بها امرأة وسقط الهاتف منها، أوشكت "مريم" على الأنحناء لكن جذبها "حسام" بقلق للخلف وجلب الهاتف لها فتبسمت المرأة وهى تنزع القبعة عن رأسها وقالت:-
-مريم!!
أتسعت عيني "مريم" من الصدمة وهى تراها أمامها وهكذا "حسام" الذي يقف فى المُنتصف و"مريم" خلفه تُتمتم باسم هذه المرأة بخوف بعد أن أخبرها "جمال" بما فعلته فى "ليلي":-
-سارة!! ......
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وصل "جمال" على المركز التجاري بصدمة لم يتحملها وخوف تمكن من قلبه على زوجته وطفله من هذه الحية، ركض مُسرعًا كالمجنون ووجد "حسام" على الأرض بعد أن ساعدوه المارة فى أستعادة وعيه بعد أن خدره أحد الرجال من الخلف وأخذ "مريم" منه وكان أخر ما رأه هو سحب "سارة" لها بالقوة وتضع مسدسًا على بطنها تهددها بالقتل وقتل طفلها إذا لم تذهب معها...
أنتفض "جمال" من الخوف بعد أن أخذتها "سارة"، ذهب إلى غرفة التحكم بالمركز التجاري وعرض عليه الأمن كاميرات المراقبة لكن "جمال" دفع الرجل بعيدًا عن الجهاز بغضب والخوف يكاد يفقده صوابه، أوصل هاتفه بهذا الجهاز وأستعان بـ "جين" الذي ولج إلى المركز التجاري بسرعة البرق وفى أقل من خمس ثواني وأنطلق "جمال" كالمجنون للخارج وعينيه لا تفارق الهاتف بعد أن طلب من "جين" أن يعثر على "مريم" بالكاميرات، نزل للطابق الأسفل بهرع وعينه لا تفارق المارة يبحث فى كل مكان ورجاله بقيادة "عاشور" يبحثون فى أرجاء المركز التجاري كاملًا وحتى دوره مياه السيدات أقتحموها بلا خجل من أجل "مريم" فقط ثلاثة دقائق من ولوج "جين" وصدر أنذار فى الهاتف لينظر "جمال" إلى الهاتف بقلق وكان "جين" يرصد "مريم" على أحد السلالم الكهربائي وأوشكت على الوصول للطابق الأول حتى تغادر المكان، أغلق "جمال" جميع الأبواب الإلكترونية للمركز التجاري بهاتفه وأسرع للأسفل كالمجنون...
نزلت "سارة" من السلم الكهربائي وتضع المسدس أسفل قبعتها على خصر "مريم" التى تسير معها فقالت:-
-أنتِ بتعملي كدة ليه؟ أنا مأذتكيش فى حاجة
-لكن جوزك أذاني واللى يقهره بجد هى حياتك يا مريم
قالتها "سارة" بغيظ شديد وهما يسيران لتُصدم عندما أتاها صوته يقول:-
-بُبعدك
ألتفت إليه لتصدم عندما وضع يديه على عنقها يخنقها بغضب سافر ويلتف بها بعيدًا عن "مريم" التى هرعت نحوه تختبي خلفه وتبكي بخوف، نظر فى عيني "سارة" بتحدٍ وقال بجدية:-
-تفتكري لو ليلي كانت تخصني كُنتِ قدرتي تحط أيدك عليها، مريم!!... مستحيل مبقاش جمال المصري
كادت أن تفقد أنفاسها من قبضته، دفعها بقوة أرضًا وتوقف الجميع بهلع بعد أن سقطت وسقط المسدس بعيدًا وظهر للجميع وبدأوا فى الصراخ بخوف من وجود قاتل فى هذا المكان وسلاح يهدد به، ألتف "جمال" إلى "مريم" بقلق يضم رأسها فى يديه بأريحية وقال:-
-أنتِ كويسة؟
أومأت إليه بنعم ولم تتوقف عن البكاء، حتى نظرت خلفه بذعر و"سارة" تقف تصوب المُسدس نحوه فأبتلعت لعابها بخوف من أن يُصيب "جمال" شيء ويصل له غضب هذه المرأة، دفعته بعيدًا عن طريق المُسدس باللحظة التى خرجت بها الطلقة ليُصدم "جمال" بخوف ونظر إلى "مريم" التى وقفت أمامه تتلقي الطلقة عنه بلا خوف لكنها تخاف أن يصيب محبوبها شيء فقالت بصدمة:-
-أنا كويسة!! 
رفع نظره إلى "سارة" ليُصدم عندما وجد "حسام" يقف أمامها والمسدس فى جسده وقد تلقي الرصاص عوضًا عنهما، سقط "حسام" أرضًا ولم ترتجف "سارة" نهائيًا بل ما زالت تصوب المُسدس عليهما، جذبها "جمال" إليه يخفيها فى جسده خوفًا عليها ولا يخشي هذه الرصاصة، سمع الجميع صوت رصاصة أخرى ولكن لم تكن من مسدس "سارة" بل من رجال أمن المكان، أستقرت فى قدم "سارة" التى أسقطتها أرضًا وما زالت تتصر على قتل "مريم" رغم ألمها وأنتفض جسدها من الألم لتستقبل رصاصة أخري فى يدها وأجتمع عليها رجال الأمن يعتقلوها حتى تصل الشرطة..
ضمها "جمال" بقوة بين ذراعيه وهى تنتفض ويخفي رأسها فى صدره حتى لا ترى هذه الحادثة البشعة بعيونها، نُقل "حسام" إلى المستشفي  وأخذت الشرطة "سارة" لكنها كانت قد فقد عقلها تمامًا ظلت تُتمتم بأسم "جمال" الذي أنتصر عليها دونًا عن جميع الرجال، أمامها كانت ضعفاء لشهواتهم ونجاستهم لكن "جمال" الوحيد الذي رفضها كليًا ووضع نهايتها بيده... 
________________________ 
صُدمت "جميلة" عندما علمت بأصابته فور نزولها من الطائرة وفتح هاتفها، ليكون خبر حادثة المركز التجاري يعم الأخبار لكن كل ما أرعبها هو إصابة "حسام"، هرعت للمستشفي حيث هو وكان "جمال" هناك ومعه "عاشور" بعد أن عادت "مريم" للقصر، أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة الجمته من رؤية أخته تبكي بأنهيار على هذا الرجل وقال بتلعثم:-
-جميلة!!
حاولت تمالك أعصابها والسيطرة على قلبها الحزين لأجله أمام أخاها ثم قالت:-
-حصل أيه؟ 
-متقلقيش مريم كويسة، حسام أتصاب لكن الحمد لله اصابة خفيفة فى الكتف
قالها بجدية مُعتقدًا بأنها تبكي لأجل "مريم" وهذا الخوف لها لكنه يجهل تمامًا أن اخته على وشك الأنهيار تمامًا بسبب هذا الرجل ، جعل أحد الرجال يأخذوها للقصر دون أن ترى "حسام" وهى لم تجرأ على طلب رؤيته من أخاها، ربتت "مريم" على كتفها بلطف وقالت:-
-متقلقيش يا جميلة هو كويس والله وجمال لسه قافل معايا وقالي أنه فاق وكمان ساعتين كدة هيقعد تحت الملاحظة وهيجي معاهم لأنه مُصر يخرج
جففت "جميلة" دموعها بألم وخوف يحتلها كالأرض المُحتل وهى بمثابة الشعب المنهك قلبه وحقه فى هذا الأحتلال، قالت بعبوس:-
-أول ما قرأت الخبر كنت هتجنن حسيت أنى هموت من كتر الخنقة ومش قادرة اتنفس، مع أن كل مرة كنا بنتقابل كنا بنتخانق عمري ما تخيلت أنى هوصل للمرحلة دى مع أى راجل كان
ربتت "مريم" على كتفها بحب ثم قالت:-
-عشان بتحبيه يا جميلة، الخناق دا كان محبة يمكن لأنكم مش طايلين بعض ومعندوكش المساحة تقربوا فبتتخانقوا
ظلت تبكي بهدوء حتى رن هاتف "مريم" باسم حبيبها، خرجت من الغرفة تُحدثه ليخبره بانه قادم فسألته بقلق من أجل "جميلة:-
-وحسام عامل أيه؟
-الحمد لله كويس أصر يخرج بعت عاشور يروحه البيت 
قالها بهدوء لتنحنح بقلق بعد أن ذهب لمنزله وهنا فتاة تكاد تموت من القلق عليه، سألها "جمال" بلطف:-
-أنتِ عاملة أيه دلوقت؟ لسه مخضوضة
-شوية!!
قالتها بلطف بعد أن وقفت على الدرابزين من الأعلي تتكأ عليه وتحدق فى بهو المنزل فى الأسفل، تبسم "جمال" بلطف وقال:-
-اطمني يا حبيبتي أنا هنا، عمومًا أنا جاي فى الطريق 
أومأت إليه بنعم وعينيها ترى "ولاء" تسير فى الأسفل بتعب مٌنهكة والإرهاق واضح عليها فقالت بخفة:-
-ماشي مستنياك يا حبيبي
كاد أن يتحدث لكن قاطعه صوت صراخ "مريم" باسم والدته التى رأتها تسقط مُغمي عليها، ركضت "مريم" للأسفل بذعر وهى تنادي على "حنان" التى خرجت لأجلها للتو، حملوا "ولاء" لأقرب أريكة وجلبت "حنان" دواء السكر لأجلها، أعطته "مريم" لها وظلت تدلك يديها بحنان، فتحت "ولاء" عينيها بتعب لترى "مريم" جوارها تعتني بها ومذعورة من أجلها فقالت بهدوء:-
-مريم!!
أومأت "مريم" لها بنعم وقالت بلطف:-
-أه أنا هنا، حضرتك كويسة
رفعت "ولاء" يدها إلى وجه "مريم" تلمسه بحنان ودفء ثم قالت:-
-رغم كل دا بتقلقي عليا
تبسمت "مريم" بعفوية إليها ثم قالت:-
-أكيد بيشفعلك أنك والدة جمال فأى حاجة تعمليها ، كفاية أنك أمه 
تبسمت "ولاء" هى تتنفس بهدوء قائلة:-
-بالعكس أنتِ اللى يشفع لك أى حاجة يا مريم مقابل حُبك لأبنى وسعادته اللى عايشها معاكي، والله لو كنتِ أسوء الناس على الأرض لقبلتك عشان سعادة جمال
تبسمت "مريم" بلطف وهى تضم يدي "ولاء"  بين راحتي يديها وقالت بعفوية بريئة:-
-أنا هفضل أحبه عمرى كله، وأطلبي مني أى حاجة ممكن أعملها لك عشان جمال، أنا مكنتش فاهمة كرهك ليا ورفضك الشديد لجوازنا لكن بعد ما بقيت حامل بقيت فاهمة قد أيه الأم بتخاف على ابنها، أنا لسه مشوفتش بنتى ولا كبرتها زى ما أنتِ كبرتيه لكن مقدرش أتخيل أن ممكن يجي واحد غريب فى الأخر يأخدها منى، عشان كدة أنا مقدرة دا منك ومش زعلانة ولا جوايا حاجة ليكي غير كل الخير والحب وكفاية أنك السبب فى أن جمال موجود هنا وبفضلك بعد ربنا سبحانه وتعالي هو اتولد عشان أحبه
ربتت "ولاء" على قدمها بلطف ثم قالت:-
-يا ريتك جيتي لحياته من زمان يا مريم مكنش حصل اللى حصل ولا كان قلبه أتوجع وحصل الفجوة اللى بينا لكن الحمد لله بفضلك الفجوة دى أختفت وابني بدأ يعيش ويضحك ويحب 
أكتفت "مريم" ببسمة خافتة إليها، دلف "جمال" بهلع وخوف بعد أن سمع صراخها فى الهاتف لكنه رأهما يضحكان معًا على غير المعتاد من والدته فقال بقلق:-
-حضرتك كويسة؟!! 
ربتت على قدم "مريم" بهدوء وقالت:-
-بفضل مريم أه كويسة متقلقش
أقترب منها بهدوء وقبل جبينها بلطف ثم قال:-
-مش قولنا تخلي بالك من صحتك يا أمي
تبسمت "ولاء" إليه بلطف، أتجه نحو "مريم" بعفوية وقبل رأسها هى الأخري كوالدته تمامًا فتبسمت زوجته على هذه القبلة التى تنتظرها دومًا بعد عودته، تحدثت "ولاء" بضيق مُصطنع:-
-خد مراتك وأمشي من قصدي يا جمال
تبسمت "مريم" بخجل وقالت:-
-مش هتطلعي ترتاحي؟
-لا خدي جوزك وعصافير الحب اللى حواليكم دى من قدامي
قالتها بتذمر مُصطنع لتبتسم "مريم" وذهبا الأثنين معًا فتبسمت "ولاء" بلطف عليهما وقالت:-
-عقبال ما أطمن عليكي يا جميلة انتِ كمان
_________________________ 
أندهش "جمال" من قرار زوجته الذي قالته وخرج من غرفة الملابس ويحمل تي شيرته فى يده من الدهشة وقال:-
-سفر!! قررتي من نفسك يا مريم
تحدثت وهى جالسة على الفراش بجدية:-
-فيها أيه يا جمال دى رحلة يومين بس وبصراحة نفسي أجرب فكرة التخييم وكمان جميلة حالتها النفسية تعبانة بسبب موضوع الجواز ومحتاجة الرحلة دي
جلس "جمال" على الفراش جوارها وقال بأندهاش:-
-كمان جميلة!! أنتِ حتى مسألتنيش وشغلي
تبسمت "مريم" بعفوية وخبث بريء يليق بهذه الفتاة الجميلة وقالت:-
-أنا أتصلت بأصالة وقالتي أن الأسبوع دا معندكش مقابلات كتير ولا حاجة مهم غير متابعة الشغل
تنهد بضيق مُتذمرًا من سكرتاريته التى تنقل أخباره دومًا لزوجته ويرتدي تي شيرته، قال:-
-أدي أخرت اللى مراته تصاحب سكرتاريته، أبقي فكرني أفصل أصالة
قهقهت ضاحكة على تذمره وأقتربت منه ووضعت رأسها على ظهره بدلال وقالت:-
-كدة يا جمال، أهون عليك أنا وأميرتك الصغنن تحرمنا من الفسحة والله محتاجين نغير جوا
ألتف إليها بهدوء وحدق بوجهها الدافئ، بسمتها التى تنير حياته وعينيها اللامعتين بالعشق، مُندهشً من حديثها فقال بلطف باسمًا إليها:-
-أنتِ أتفقتي مع بنتك عليا من قبل ما تيجي، والله عال
زادت بسمتها أكثر ثم رفعت يدها إلى وجنته وتداعب لحيته بأناملها التى تتحسسها بدفء كم تعشق هذا الرجل وتتمنى لو استطاعت أن تخطفه من الحياة كاملة وتخباه بداخلها أو توقف الوقت بهذه اللحظة من أجلهما، رفعت نظرها إلى عينيه بحب ثم قالت بدلال:-
-حبيبي يكره!!
رفع ذراعه إلى خلف ظهرها يطوقها وبيده الأخري يلمس عنقها البارد بحب، لم يصمد قلبه العاشق أمام دلالها كثيرًا وبسمتها تقتل عقله وتمنعه عن التمرد أو الرفض، تحدث بهمس دافيء:-
-بالعكس يعشق
-هنروح؟
سألته بلطف وعينيها لا تفارقه هاتان العينين الخضراء بجمالهما الخلاب كجمال الطبيعة والعشب الأخضر، جذبها ببطيء شديد ولطف أكثر نحوه وعينيه تحدق بهاتان الشفتين اللامعتين:-
-على حسب الرشوة!!
تبسمت بخجل شديد من نظراته وأرتفعت حرارة جسدها من قربهما، تبسم حينما توردت وجنتيها من خجلها وأنفاسها بدأت تفقد أنتظامها أمامه وتنتفض من قشعريرة جسدها كصعقات الحب التى تضربها للتو بهذه اللحظة، تسللت يده عن عنقها إلى وجنتيها وأنفه تشم رائحة شعرها الذي أدمنها ومعه أدمنت "مريم" هذه الداعبة الساحرة لقلبها وقال:-
-بيكفينى أنك تقوليها... والله أجبلك العالم كله وقت تقوليها يا مريم
أجابته بهمس شديد يكاد يصل لأذنيه رغم رأسه المُلتصقة برأسها:-
-بحبك... 
توقف عن الحديث وأنهي مجال النقاش المباح بينهما بقبلته الدافئة تقتل المُتبقي من صمود قلوبهما بهذه اللحظة......
__________________________ 
حاولت "جميلة" أن تعثر على رقمه حتى تتصل وتطمئن عليه، أخذته من هاتف "مريم" خلسًا لكنها لم تجرأ على الأتصال به، نظرت لصورتها المُنعكسة فى المرآة وهى ترتدي زي عملها للطيران وتستعد للسفر من جديد دون أن يهدأ قلبها من روعته وتخمد نيران قلقه، تنهدت بحزن من جُبنها على الأتصال وأخذت حقيبتها وغادرت القصر، صعدت بسيارتها لكي تذهب للعمل، قادت فى هذا الطريق الطويل الذي يقودها للبوابة الخارجية للقصر لكنها صُدمت عندما رأت "حسام" يجلس هناك بذراعه المُعلق على كتفه وقد جاء للعمل رغم أصابته، ضغطت على المكابح بصدمة من رؤيته لكنها أرتطمت بالمزهرية الرخامية الموجودة على الجانبين من الطريق، توقف الحرس بقلق من أصطدم السيارة وأنكسر المزهرية، وقف "حسام" بذعر من أن يكن أصابها شيء والجميع يعرفون أن هذه سيارتها، ذهب الجميع إلى السيارة وفتح أحد الرجال الباب ليراها بالداخل ، ترجلت من السيارة بهدوء وقالت:-
-أنا أسفة سرحت شوية
تنهد الجميع بهدوء وعادوا إلى أماكنهم بعد أن أطمنوا على سلامتها بينما ظل "حسام" يقف على الجهة الأخري يحدق بها بقلق كأنه يتفحصها جيدًا حتى يتأكد من سلامتها بنفسه، تحدثت بحرج شديد من نظراته:-
-عامل أيه دلوقت؟
لم يجيب على سؤالها بل سأل بجدية والقلق يقتله:-
-حضرتك كويسة؟
أومأت إليه بنعم فأشار بنعم بأريحية ثم ألتف حول السيارة ووقف أمامها يقول:-
-خلينى أوصل حضرتك لأحسن تسرحي فى الطريق ويحصل حاجة لأقدر الله
تنحنحت بقلق عليه وكيف سيقود بأصابته وبذراعه واحد وقالت بجدية:-
-شكرًا أنا هعرف أسوق لنفسي
كادت أن تصعد بمقعد السائق ليمسك ذراعها بقوة لأول مرة دون أن يخشي مكانتها ومن تكون؟ لكنه يخشي شيئًا واحدًا أن تقود وحدها الآن ويحدث شيء، نظرت "جميلة" له بصدمة من تجرأه على لمسها واستمعت له يقول:-
-دا مش أختيار!!
فتح باب السيارة الخلفي بذراعه المُصاب ثم أدخلها بالقوة وأغلق الباب ثم صعد بمقعد السائق، أنطلق بها يقود بذراع واحد وهى بالخلف تحدق به بوضوح فى صمت لا تعرف ماذا تفعل؟ او ماذا تقول؟ حتى رن هاتفها فنظر "حسام" إلى الهاتف الموجود بجانبه مع طاقيتها وكان اسم "مصطفي" ليقول بغضب:-
-لسه بتتواصلي معه؟
أخذت "جميلة" الهاتف من المقعد الأمامي وقالت بحدة من لهجته القوية:-
-وأنت مالك؟ مش ملاحظ أنك بقيت تتخطي كل الحدود النهار دا، واضح أن الرصاصة أصابت رأسك مش كتفك
تأفف بضيق شديد من هذا الحديث وأغلق قبضته بأحكام على المقود عندما أستقبلت الأتصال الوارد من "مصطفي" وبدأت تتحدث معه وبين كل جملة تنطق بها تضحك بسعادة تغمرها، أوصلها للمطار بينما هى تتحدث مع هذا الرجل وترجلت دون أن تودعه وأخذت حقيبتها ورحلت بالهاتف على أذنها، دلفت للصالة وقالت بتوتر:-
-مريم!! أنا مرعبة، حسام كان هضربني لو سنحت له الفرصة
تبسمت "مريم" بمكر طفولي وقالت:-
-شوفتي أن فكرة إنك تسجلي رقمي باسم مصطفي كانت فكرة جهنمية، مرتين كمان وأما هيضربك فعلًا أو هيعترف بجد
تبسمت "جميلة" بعفوية وقالت بنبرة عابسة:-
-بس أنا مشيت من غير ما أبص له حتى
-أحسن، خلي يفهم أنك ممكن تروحي لغيره ومش هتقفي عليه
قالتها "مريم" بعفوية لتبتسم "جميلة" وبعد أن رأت طاقمها وفريقها فى الرحلة أغلقت الخط معها وأتجهت إلى حيث الطائرة حتى تقودها....
__________________________ 
أنهي "جمال" جولته فى متابعة العمل داخل المدينة الذكية مع "شريف" ثم أنطلق إلى الشركة ووصل، كلما مر على أحد وقف أحترامًا إليه وألقي الصباح، تبسم بعد أن خرج من المصعد بالطابق الخاص بمكتبه و"شريف"يخبره أن "سارة" نقلت لمستشفي الأمراض العقلية بسبب فقد عقلها تمامًا، فتحت "أصالة" باب المكتب مع وصوله بينما يتحدث "جمال" بجدية:-
-خليهم يشدوا حيلهم شوية يا شريف أنا عايز التسليم يكون فى ميعاده
أومأ إليه بنعم ، دخل للمكتب وكانت "أصالة" ترتب الأوراق على المكتب من أجله ليقول بجدية صارمة وعينيه تحدق بها:-
-بالمناسبة يا شريف أبقي فكرني أنزل إعلان للبحث عن سكرتارية جديدة
رفعت "أصالة" نظرها إلى "جمال" بصدمة بينما "شريف" أتسعت عينيه على مصراعيها بأندهاش فهو مُتفهم جدًا مع "أصالة" وهى معه مُنذ 10 أعوام تقريبًا وأكثر شخص يفهمه، تمتمت "أصالة" بخفوت خوفًا منه:-
-والله هى اللى جرجرتنى فى الكلام
-أبقي حط من الشروط أنها متجرجرش فى الكلام
قالها "جمال" بوجه حاد عابس بسبب هذه المرأة التى تنقل أخباره إلى زوجته المجنونة، تنحنحت "أصالة" بلطف وقالت بترجي:-
-أخر مرة همسحها رقمها من عندي لا هعملها بلوك... أرجوك يا مستر جمال
تبسم "شريف" بعد أن فهم أن "أصالة" نقلت خبرًا ما إلى "مريم" ، تبسم "جمال" بسخرية وقال:-
-دى نفس الجملة اللى قولتيها الشهر اللى فات لما قولتلها أن جه ممثلة جديدة للحملة الإعلانية وبسببك مريم طبت علينا وكانت هتجيب الست من شعرها... فاكرة ولا نسيتي، فكرها يا شريف
تنحنحت بحرج من هذا الأمر، تحدث "شريف" بجدية صارمة  رغم ضحكاته التى يحاول كتمها وعينيه تنظر إلى "أصالة":-
-حصل وبسببها رفضت الممثلة تشتغل معانا ودفعنا الشرط الجزائي ال100ألف جنيه عشان متنزلش اللى حصل على الأنترنت وتحط مدام مريم كإعلامية فى وضع حرج
أغمضت "أصالة" عينيها إلى "شريف" بغضب تتوعد له بالأنتقام كأنه يسكب البنزين على النار، رفع "جمال" حاجبه بغضب مصطنع من هذا الفتاة، ففي واقع الأمر يعشق زوجته ويستمتع بهذا لكنه حزم  فى عمله حتى أن كان يقبل بهذا، قال:-
-شوفتي... أتمنى تكوني أفتكرتي
-أخر مرة والله هغير رقمي كله
قالتها "أصالة" بعبوس تترجاه ألا يفعل، فتح باب المكتب على سهو دون سابق أنذار ودلفت "مريم"، وحدها من تجرأ على فعل هذا وأقتحام مكتبه، رأت "أصالة" عابسة وتترجاه فقالت:-
-فى أيه
ألتفت "أصالة" إليها بعبوس وقالت بحزن:-
-تعالي يا مريم قوليله ميطردنيش ويقطع عيشي وأنا مش هقولك حاجة تاني
كز "جمال" على أسنانه غيظًا من هذه الفتاة وقال بحدة:-
-شوفت يا شريف لسه مخلصتش الكلمة.... بتجرجرك برضو! ولا أنتِ أول ما بتشوفي بتطلعي كل حاجة
وقفت "مريم" جوار "أصالة" تربت علي أكتافها بلطف وتبسمت بعفوية إليه وقالت:-
-جمال، حرام البنت بقالها معاك سنين معقول تطردها لأنها صاحبتها
تنحنح "شريف" بلطف ثم قال:-
-طيب نسيبكم دلوقت
أخذ "أصالة" معه للخارج فغمزت "مريم" لها بأن تطمئن فهى هنا ولن تتدعه يفعل شيء، ألتفت "مريم" حول المكتب حتى وقفت أمامه وقالت:-
-جمال
-مريم بطلي تتدخلي فى شغلي
قالها بجدية لتنظر إليه بعبوس شديد وقالت:-
-أمتى أدخلت أنا؟ انا كل اللى عملت سألت أن كنت مشغول ولا لا لأني حابة أغير جوا معاك فين الجريمة اللى عملتها
تنهد بهدوء شديد ثم قال:-
-أسالني أنا ولا انا هكدب عليكي مثلًا
أتكأت على المكتب بذراعيها وعينيها تستشيط غضبًا من حديثه وقالت:-
-والله عن جد، أنا غلطانة يا جمال أنى عايزة أقعد معاك شوية بعيد عن الشغل ودوشته وكمان غلطانة أنى جيت عشان نتغدا سوا برا لما قالتي أصالة أنك فاضي وقت الغدا و....
توقفت عن الحديث فجأة عندما أدركت ما تتفوه به، وضع قدم على الأخري بجدية بعد أن أخبرته دون وعي منها بأن "أصالة" نقلت خبرًا جديد لها، قال بضيق:-
-أصالة!!
تنحنحت "مريم" بحرج منه وقالت:-
-جمال عشان خاطري وبعدين أنت المفروض تكافئها مش تطردها
أندهش من كلمتها  ووقف من مقعده أمامها مباشرة وقال بسخرية:-
-أكفاها !! على أيه إن شاء الله؟
تبسمت "مريم" بخجل شديد ويديها تداعب يده الموجودة على المكتب مُتحاشية النظر إليه وقالت بدلال:-
-لأن بفضلها أنتِ قضيت ليلة جميلة أمبارح 
أغمض عينيه بهدوء ثم نظر إليها بلطف وقال بحزم:-
-مريم متلعبيش على أوتار قلبي، الشغل شغل... أصالة لو نقلت لك خبر تاني عني هيكون أخر يوم ليها، أنا المرة دى أكتفيت بالتنبيه بس
رفعت "مريم" حاجبها إليه ولا تعري أهتمام إلى تهديده ثم قالت:-
-بتهددني مثلًا، مش عايزة أعرف منها حاجة، أساسًا ليه أحتاج لأصالة وأنا معايا جين
قهقه ضاحكًا عليها وهى الآن بعد ان أصبحت تملك كلمة السر الخاصة بـ "جين" يمكنها فعل كل شيء ومعرفة أى شيء ليس أخبار عن جدوله اليومي بل عدد ضربات قلبه ستصل لها عن طريقة ساعة يده المُتصلة بـ "جين" ، تحدثت بقوة وجراءة:-
-يلا خلينا نروح نتغدا نفسي أوى فى سمك وإستكاوزا
ضحك عليها لا يعلم كيف جاءت إليه هذه الفتاة التى تتحداه دومًا وتُهزمه وما هو إلا مُرحبًا بهزيمته امامها، غادر معها كي يلبي طلبها ....
_______________________ 
رن هاتف "حسام" وكان بمنزله، خرج من المرحاض ويلف المنشفة حول نصفه السفلي بسبب هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين، كان رقم مجهول فأجاب بهدوء:-
-ألو
أتاها صوتها تصرخ فى الهاتف بغضب شديد قائلة:-
-عربيتى فين؟
-جميلة... قصدى أنسة جميلة
قالها بأرتباك لا يعرف كيف جلبت رقمه، صرخت بانفعال شديد قائلة:-
-حسام فين عربيتى؟ أروح أزاى دلوقت 
نظر إلى ساعة الحائط وكانت الرابعة فجرًا لا يُصدق بأنها الآن تقف فى الشارع وحدها بعد وصول طائرتها، تذكر أنه إعاد سيارتها للقصر بعد أن أوصلها ليغمض عينيه بغضب شديد من فعلته وقبل أن يتحدث سمعها تقول:-
-أنت ساكت ليه؟ أروح أزاى ولا أبات فى الشارع، أستعد لموتك بس أشوفك يا حسام...
للحكــــــايــة بقيــــة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ظلت جالسة على المقعد الحديدي الموجود أمام صالة الوصول غاضبة وتعقد ذراعيها أمام صدرها فى أنتظار أن يأتى أحد من القصر ويأخذها، وقفت أمامها سيارة رباعية الدفع من ماركة الجيب سوداء وترجل منها "حسام"، ظلت تحدق به بأغتياظ من فعلته، سار إليها بقلق عليها والخوف تملكه من تركها وحدها هنا لا يعرف ماذا يوجد فى الطرقات بهذا الوقت، توقف أمامها وقال بهدوء:-
-أنا أسف
ضربت قدمه برجلها أثناء جلوسها وقالت بغضب:-
-أصرفها منين؟ عندك فكرة قد أيه كنت خايفة وأنا قاعدة لوحدي هنا
تنحنح بحرج وقال بأسف شديد:-
-أسف مكنتش أعرف أن حضرتك هترجعي دلوقت
وقفت من مكانها وسارت نحو السيارة لتضرب كتفه بكتفها عندما مرت من جواره ليتألم برفق، عادت إليه بخوف وقالت:-
-أنت كويس... أنا أسفة؟
نظر إلى عينيها مباشرة بجراءة وكانت تحدق به بقلق ويديها الأثنين يمسكان ذراعيه بقلق، خجلت من نظراته فأبتعدت مُسرعة عنه وقالت:-
-أنا أسفة
راقبها وهى تضع خصلات شعرها خلف أذنها بحرج وحياء، فتح لها باب السيارة لتصعد جواره ووضع الحقيبة فى الخلف، أنطلق بسيارته إلى القصر وبدأت "جميلة" تفقد طاقتها بعد سفر من أستراليا إلى مصر الذي أستغرق منها 23 ساعة طيران ولم تغفو عينيها للحظة بهم، أغمضت عينيها بتعب شديد ليوقف "حسام" السيارة جانبًا وأقترب منها برفق حتى لا تستيقظ وضغط على زر المقعد حتى يسترخي للخلف وتستطيع النوم بأريحية، فتحت "جميلة" عينيها بتعب من حركة المقعد لتراه أمامها مباشرة ويتكأ بذراعه على النافذة وأنفاسه تضرب وجهها، أبتلعت لعابها بتوتر شديد وتمتمت بخفوت:-
-أنا لسه مخلصتش خناق لكن خلينا نأجله لبكرة عشان مش قادرة أفتح عيني
أومأ إليها بنعم ولم يعترض على شجارهما فى سبيل أن تنام وتستريح الآن، أبتعد عنها بعد أن أغمضت عينيها من جديد يعود لمقعده وأنطلق بها إلى القصر، وصل للقصر وظل يحدق بوجهها المُنهك من التعب لا يعلم أيقظها بعد أن غفت فى نومها بسبات أم يتركها نائمة هكذا، أتصل على "جمال" الذي أستيقظ من نومه على صوت الهاتف ونزل للأسفل، رأى "حسام" يقف خارج السيارة وقال:-
-أنا أسف أن صحيت جنابك
نظر "جمال" إلى السيارة وأخته النائمة بتعب شديد، أومأ إليه بهدوء ثم فتح باب السيارة وحملها على ذراعيه، كان سيقظها لكنه فهم من أتصل "حسام" به أنه يخشي أن يقظ هذه الفتاة المُتعبة، ألتف "جمال" كي يدخل القصر بها لكن توقف محله وأستدار إلى "حسام" وقال:-
-أنت عرفت منين أنها وصلت المطار؟ 
-حضرتها اتصلت بيا
 قالها بجدية رسمية ليؤمأ "جمال" إليه بنعم ثم قال:-
-معناه أن معاها رقمك
دخل بها للقصر بينما تذكر "حسام" أتصالها وكيف حصلت على رقمه؟، عاد إلى المنزل بسيارته...
______________________________ 
وافق "جمال" على رحلتها للتخييم وجلس على الفراش مُنهك من إيقاظها له صباحًا وتمليء الغرفة بحيويتها ونشاطها، تجمع كل الأغراض فى الحقيبة وتتحدث مع نفسها بحماس شديد منذ شهر العسل لم تسافر معه، ترجل من الفراش ودلف إلى الشرفة بعلبة سجائره وأشعل واحدة لتأتي "مريم" وتأخذها من بين شفتيه وقالت:-
-مش على الريق يا جمال، يعنى خايف عليا وداخل هنا ومش خايف على صحتك
نظر إليها بعبوس ثم قال:-
-مريم...
-عشان خاطري مفيش أعتراض ولا سجائر على الريق.. تعال عشان تفطر
قالتها بعفوية ثم أخذت يده ودلفت به للغرفة، وجد صينية الإفطار على الفراش بها شرائح من اللانشون والجبن والعيش ومعها كوب من عصير البرتقال، جلست تصنع له شطيرة و قالت:-
-أنا مُتحمسة جدًا وفرحانة.. صحيح خلتهم يجهزوا الخيم
أومأ إليها بنعم ثم قال بجدية:-
-اه وخليتهم ميركبوش الخيمة عشان أنتِ عايزة تعملها بنفسك مع انى معرفش أزاى واحدة حامل فى الخامس هتعمل كدة بس تمام
تبسمت "مريم" وهى تضع الطعام فى فمه بلطف ثم قالت:-
-حجزت خيمة لجميلة
هز رأسه بنعم مع تناول لقمته فتبسمت "مريم" بخبث شديد:-
-أختارت حد يجي معانا يخلي باله مننا 
-عاشور طبعًا
قالها ببرود لتقاطعه "مريم" بجدية صارمة بعد أن سحبت منه الطعام بغضب كأنها تعاقبه على اختياره:-
-عاشور مين.. أنت هتأخد حد يخلي باله منى ومن جميلة مش منك، أنا مبتعاملش مع عاشور وتقيل على قلبي.. كلم حسام يجي
رفع حاجبه بأندهاش من طلبها لحضور "حسام" هذا الرجل الذي يحتل تفكيره مؤخرًا بسبب أخته والآن ليس مجرد صدفة أن تريد "مريم" أخذ "جميلة" معهم وتطالب بوجود "حسام" فى رحلة يذهبون فيها لقضاء وقت خاص بينهما، تمتم بفضول مُتعجبًا:-
-حسام!! 
تنحنحت "مريم" بحرج من نظراته كأنه فهم ما تخفيه ولا تبوح به فقالت بجدية:-
-اه يعنى أنا واخدة عليه وعارف أنا بحب أيه وبكره أيه وأزاى يحرسنى من غير ما أحس أنى متراقبة.. أنا أتعودت عليه خلاص
هز رأسه بنعم موافقًا رغم عدم أقتناعه بأسبابها وعقله يخبره بأن هذه الفتاة وراءها شيء أخر...
أستعدوا للذهاب وأختارت "مريم" سيارة رباعية الدفع من أجل رحلتهم وجلس "جمال" فى المقعد المجاور إلى السائق و"حسام" يقود بهم بينما جلست الفتاتان فى الخلف، كان "جمال" يراقبهما فى المرآة الجانبية له بشك من امرهما لكنهم كانوا حذرين جدًا فى وجوده، "جميلة" لم ترفع نظرها من الهاتف و"مريم" كعادتها مُنشغلة بتصوير الطريق وتوثيق كل شيء برحلتها، وصلوا إلى مكان التخييم أمام البُحيرة والشلال الذي يصب بها، وقفت "مريم" تراقبه وهو يصنع الخيمة بنفسه بسعادة ليُتمتم "جمال" بجدية:-
-أنتِ كان قصدك تشوفينى وأنا بعملها
أومأت إليه بنعم ثم قالت بحماس و أصابع يديها العشرة مُتشابكين أمام صدرها:-
-اه، شكلك يأخد العقل يا حبيبي وأنت بتضرب بالشاكوش فى الأرض ومليان عرق وناقصك شوية تراب
تبسم بعفوية على هذه الفتاة المجنونة وقال بسخرية من أحلامها العابسة:-
-عرق!! وماله 
أقتربت نحوه بعفوية وتحمل فى يدها منديلًا لتمسح حبيبات العرق عن جبينه بلطف وقالت بحب:-
-أنت رجولي أوى وخطفت قلبي يا روحي يلا كمل وأنا هروح اساعد جميلة فى الغداء
أسرعت نحو "جميلة" التى تقف أمام شواية الفحم وتشوى اللحم على الفحم و "حسام" يصنع الخيمة الأخري من أجل "جميلة" بتركيز ليسمع الجميع صراخ "جميلة" فى "مريم" بأنفعال:-
-كفاية بقي؟ والله ولو جيتي هنا تاني لأحرقك يا مريم
ركضت "مريم" نحوه وفى كلتا يديها قطع من اللحمة وأختبأت به ليقول:-
-فى أيه؟
-كل دا عشان بأكل... فيها أيه يعنى ما أنا حامل والريحة بتعذبنى
قالتها بتذمر مصطنع ووجه بريء كأنها لم تفعل شيء، نظر "جمال" إلى أخته وقال بجدية:-
-ما تسيبها تأكل يا جميلة، حامل معلش !!
رفعت "جميلة" يدها بشوكة الشوي تهددهم بغضب سافر، قالت:-
-خليها تيجي هنا وأنا أوريها.... بتتحامي فيه، أكلت كل اللى عملته يا جمال
تبسم "حسام" بخفة على غضبها الطفولي دون أن يرفع نظره بها، نظر "جمال" إلى زوجته لتبتسم ببراءة وهى تأكل قطعة اللحمة الموجودة فى يدها فتبسم بعفوية عليها ولا تلبي لشيء هى وطفلتها الموجودة بداخلها سوى طعامها فقال بلطف:-
-عجبتك!!
أومأت إليه بحب شديد وسعادة تغمرها هى وطفلتها التى أعجبت بالرائحة من أول قطعة:-
-جدًا يا جمال وطعمها رائع
قالتها وأعطته القطعة الأخري ليتذوقها فتبسم أكثر إليها وقال:-
-ألف هنا وصحة على قلبك يا قلبي
ضمته بسعادة، وحده من يتقبل جنانها وبراءتها حتى وقت عبوسها يتقبلها ويتحملها اكثر وأكثر ..
أنهت "جميلة" تحضير الطعام وأنتهوا من تركب الخيم وتجهيزها، جلسوا معًا لتناول الطعام.. كانت "مريم" تتكأ على كتفه بهدوء بعد أن فقدت كل قوتها من الصباح، تستمع بالنسيم الهاديء فقال بلطف:-
-تخشي ترتاحي
-لا شوية
قالتها "مريم" بهدوء، وقفت "جميلة" من مكانها وقالت:-
-أنا هروح أعمل تليفون
أجابها "جمال" بجدية صارمة قائلًا:-
-مفيش شبكة ألا على بُعد كليو.. خليكي لبكرة الشمس قربت تغيب
تحدثت بجدية ووجه عابس أكثر من أخاها الذي يصطف مع زوجته وهذا الرجل المتحجر بجانبها قائلة:-
-معلش تليفون ضروري
أومأ إليها بنعم ثم نظر إلي "حسام" وأشار له بأن يذهب معها مُضطرًا لهذا، ذهب الأثنين معًا، أخذ "جمال" يدها فى يديه بحنان يحاول أن يدفئهما من البرد ثم قال:-
-مش هتقوليلي؟
رفعت "مريم" نظرها إليه بعدم فهم وقالت بأستغراب:-
-أقولك أيه؟
-اللى مخبياه أنتِ وجميلة؟ وراكم حاجة... تقوليها ولا أعرفها بنفسي؟! 
قالها "جمال" بهدوء يحمل تهديدًا صغيرًا إليها، تنحنحت "مريم" بهدوء خوفًا من رد فعله فإذا علم "جمال" سيكون الأمر برمته فى يدي "حسام" لأن "جمال" كرجل لن يقبل بهذا، أبتلعت لعابها بهدوء ثم قالت بلطف:-
-أقولك وتوعدنى متتعصبش عليا
نظر لها بجدية وقلق ضرب باب عقله وقلبه من هذا الشيء الذي تخفيه فقال:-
-يبقي فى حاجة وكبيرة، قولي!!
أخبرته بعرض "جميلة" للزواج من "حسام" ورفضه ليستشيط غضبًا مما سمعه ووقف من محله بأنفعال قائلًا:-
-أخت جمال المصري تطلب من واحد يتجوزها... 
كاد أن يذهب خلفهما حتى يقتل هذه الفتاة التى أنزلت من نفسها للأرض وهى كأميرة فى قصره، أوقفته "مريم" عندما مسكت يده وقالت بذعر يقابل غضبه:-
-أهدا يا جمال وأسمعني، حسام رفض والموضوع أنتهي، هى غلطت ودا كان فى لحظة خوف وضعف من الكلام اللى قاله الدكتور المتخلف دا ليها، لكن الوضع دلوقت مختلف أقسم لك بحياة بنتى 
-مختلف!! 
قالها بسخرية وعينيه تحدق فى عيني "مريم" بغضب سافر من تكتمها على أفعال أخته، تابعت "مريم" بلطف قائلة:-
-اه مختلف، حسام معجب بيها فعلًا وهى كمان يمكن فى الأول طلبت منه دا بدافع الخوف ومقابل المال لكنها دلوقت بتحبه فعلًا، أنت شوفت دا بعينك وقت ما أتصاب كانت هتروح فيها من الخوف... 
أقترب خطوة من زوجته بغيظ شديد وقال بتحدي ونبرة قوية مُرعبة:-
-لو بيحبها كان دخل البيت من بابه يا مريم
أبعد يدها عنه وسار بعيدًا،أرتعبت "مريم"من غضب زوجها الشرس وهى تراه يغادر كالجمر المُلتهب وسيقتلها الآن أذا رأها حقًا فصرخت تستوقفه بحديثها القوي حين قالت:-
-خايف يا جمال، خايف يترفض وتبعده عن القصر وتحرمه منها، مامتك لما عرفت ضربت جميلة وقالتها أنها مستحيل تجوز بنتها وأخت جمال المصري لواحد شغال عندهم، طبيعي يخاف هو مجرد رجل من رجالتك وشوف أنت ايه.. أزاى يتجرأ ويطلب أنه يناسبك ويأخد أختك
ألتف "جمال" إليها بدهشة من حديث زوجته ثم أقترب أليها مُعارضًا هذا الحديث بقوة حين قال:-
-كمان أمى عارفة والله عال كلكم بتستغفلوني وبعدين أنتِ يا مريم اللى بتقولي كدة، من أمتى وأنا يهمنى المال والسلطة .. أنا لو فكرت فى المال يبقي مش هلاقي حد يستحق جميلة لأنك أكتر واحدة عارفة أنا عندي أيه لكن من امتى وأنا ببص للمال وهحتاجه ليه ما دام عندي من خير ربنا اللى يكفينى أنا وعائلتي وعيالى وحتى احفادي لسنين قدام
أقتربت "مريم" منه بهدوء شديد وتشبثت بذراعيه بحنان وعينيها تترجاه قبل لسانها بأن يهدأ من غضبه ثم قالت:-
-أنا عارفة دا لكن حسام ميعرفش، حسام كل اللى يعرفه أن ولاء هانم مستحيل تجوز بنتها لواحد شغال عندها وباصة لمكانتك ومالك!! 
تأفف "جمال" بضيق شديد من هذا الحديث ثم مسك ذراعها بغضب وجذبها إليه بعنف وقال:-
-وعشان كدة رسمتى خطتك تجيبنا هنا عشان تخليلهم الجو مش كدة؟! 
هزت رأسها بلا بلطف رغم عنفه كأنها تحتوي هذا العنف والغضب بلطفها ودفئها ثم قالت بنبرة خافتة:-
-لا عشان تشوف أنت الحب وتتأكد أنه يستاهل أختك فعلًا، أنا عارفة أنك لو أتأكدت أنه بيحبها فعلًا وبيخاف عليها هتطمن وتسمح له يدخل البيت من بابه فعلًا ويتجرأ يطلبها منك
ترك يدها بضيق شديد وأستدار غاضبًا من هذا الأمر ويفكر فى حديثها قليلًا فى صمته وهى تراقبه بعينيها حتى تنهد بقسوة وقال:-
-أنا كنت عارف أن في حاجة بينهما، حسام أتغير كتير، كنت عارف ان التغيير دا وراء حُب لأني جربته لكن مكنتش أعرف أن أختى هي اللى دخلت قلبه وبتستغفلوني
ربتت "مريم" على ذراعه بعد أن ألتفت لتقف أمامه تنظر فى عينيه مباشرة بلطف كأنها تخبره بأنه أيضا عاشق ومُتيمًا بها،  قالت بلطف حتى لا تثير غضبه أكثر:-
-صدقينى يا جمال هو بيحبها فعلًا ويستاهلها وهيحافظ عليها، أختبره زى ما أنت عايز وأشرط عليه زى ما تحب لكن متكسرش قلب أختك، جميلة طبية ومتستاهلش يتكسر قلبها، اللى خلى مامتك توافق على الدكتور المُتخلف دا اللى فقعدتني أتنين إهانها وداس على كرامتها ورفضت حسام اللى بيحافظ عليها وعلى كرامتها بس لأنه شغال عندكم أكيد كفاية أنه يخوفوه يقرب ويخوفني أقولك...
رفعت يدها إلى وجنته وتبسمت بحب إليه ثم تابعت بنبرة دافئة:-
- لكن أنا وثقت فيك زى كل مرة كنت بثق فيك وعمرك ما خذلتني، جمال أنا مش هقولك تعمل أيه لكن بلاش تكسر بقلبها، أنت بتحب وعارف كسرة القلب ممكن تموت أزاى وربنا ما يكتبها على قلبك يا حبيبي
ظل واقفًا محله فى صمت شديد ينظر إليها مُستمعًا إلى حديثها ثم قال بجدية ساخرًا مما يسمعه:-
-أعمل أيه؟!  أقوله تعالي أجوزك أختى مش كفاية هي عملتها
-على الأقل توصله فكرة أنك مش مهتم بحاجة غير أن حد يحبها ويخاف عليها ويصونها وبعدها سيب له القرار يتجرأ ويسترجل ويطلبها منك أو يضحي بحبه.. القرار يرجع له وقتها وصدقنى محدش هيلومك ولا هتكون سبب فى كسرة قلبها 
قالتها "مريم" بجدية وعينيها ترمق هذا الرجل الذي على وشك قتل الأثنين معًا بسبب تخطيهما له ولمس رجولته كرجل لن يسمح بفعل ذلك من أخته...
________________________ 
ظلت "جميلة" تسير على الرمال بعفوية وتنظر فى الهاتف مُحاولة العثور على شبكة وهو يسير خلفها صامتًا يتابع خطواتها، تكاد أن تدهس بقدمها على عصي حديدية فمسك ذراعها يوقفها، رفعت "جميلة" نظرها عن الهاتف إليه، أنحنى يرفع العصا عن طريقها ثم نظر إليها فتبسمت بلطف وهو يخشي أن تدهس بقدميها على عصا فتؤلمها أو تتسبب فى سقوطها، تسارعت ضربات قلبها من فعله لكنها حاولت التحكم فى ذلك وتابعت سيرها ، نظر "حسام" إلى العصا وألقي بها بعيدًا عن الطريق باسمًا عليها وتابعها، رن هاتفها مُعلن عن الوصول للشبكة وكان "مصطفي" حقًا هذه المرة، نظرت إليه بقلق ثم للهاتف ليعلم "حسام" بأن المُتصل هذا الرجل فقال بسخرية وغيرة تأكل قلبه:-
-أنا مش قادر أصدقك
نظرت "جميلة" إليه بأندهاش من كلمته وقد دمر سعادتها للتو ثم قالت بتساؤل مُندهشة منه:-
-نعم!!
-عرضتي عليه كام؟
سألها "حسام" بغضب سافر وغيرة احترقت قلبه من تقربها من رجل غيره، أتسعت عيني "جميلة" على مصراعيها من كلمته وتجمعت الدموع فى عينيها بحزن من هذه الكلمة المُهينة لها كأنه يراها بهذا الرخص وقالت بحسرة مُستاءة منه:-
-أنت حيوان!! أنت شايفني كدة؟ شايف أن مينفعش حد يعجب بيا أو يحبنى وأنى بدفع مقابل الحب، مستاهلش أتحب فى نظرك لكن أتباع بالفلوس
نظر إلى دموعها بأندهاش وحزنها الذي ترك الغصات تقتل قلبه للتو وهو سبب هذا، كاد أن يتحدث لتضربه "جميلة" على صدره بقبضتها غاضبة منه وقالت:-
-أنا بكرهك سامع بكرهك يا حسام
سارت من أمامه باكية ليمسح بيده على رأسه الصلعاء بحيرة  ثم ركض مُسرعًا ومسك ذراعها بلطف ثم قال:-
-أنا أسف مكنش قصدي 
دفعته بعيدًا عنها بغيظ شديد فكاد أن يسقط على الرمال وعينيه تحدق بدموعها التى تنهمر على وجنتيها بسببه بعد أن كانت تبتسم بسعادة من قليل وتقول صارخة وسط بكاءها:-
-متتكلمش معايا؟ أصلًا أنا اللى غلطانة أنى أمنت لواحد زيك وفكرتك راجل.. 
ألتفت إليه ورفعت سبابتها فى وجهه بغضب وتحدي شديد ثم قالت بعنف:-
-لكن لا، أياك تتكلم معايا تاني بطريقة متعجبنيش ولا تتخطي حدود وظيفتك معايا يا حسام وألا وقتها اللى هيقف لك هو جمال، أنت فاكرني أيه ولا فاكر نفسك مين؟ حتى لو بتكرهني دا ميدكش الحق أنك توجعنى بكلامك كل شوية، أكرهني لكن .....
رمقها وهى تتحدث بحزن خيم على ملامحها وعينيها وتنتفض مع شهقاتها، تحدثه عن الكره وهو لا يملك لها سوى الحب فكيف تتهمه بجريمة كهذه، لم يتمالك نفسه وهى تخبره بأن يكرهها كما يريد وهو لا يريد سوى عشقها وضمها فأسكتها بقبلة دافئة، أتسعت عيني "جميلة" على مصراعيها بصدمة ألجمتها وشلت كل أطرافها من مكانها، لم تشعر بشيء سوي قبلته وصدمتها التى أحتلتها أفقدتها وعيها كليًا ولم تدفعه بعيدًا من هول الصدمة، ضربات قلبها تكمل تجمدها الآن، أبتعد "حسام" عنها ونظر بعينيها مباشرة وقالت:-
-أنا بحبك
ظلت تحدق به كالتمثال المُجمد أمامه لا تشعر بشيء وكادت أن تقفد وعيها من هول الصدمة التى ضربت قلبها وعقلها فى الحال، رن هاتفها مرة أخري باسم "مصطفي" يعيدها إلى وعيها عندها أخذه "حسام" من يدها وقذفه من فوق التل بغضب شديد وألتف إليها قائلًا:-
-مفيش غير حسام.. تتجوزينى؟ 
نظرت إليه بأندهاش أكبر وكم الصدمات التى يلقيها عليها واحدة تلو الأخري تفقدها عقلها فجلس على ركبتيه أمامها وقال بلطف:-
-تتجوزينى لكن جواز بجد مش كدة وكدة ومفيش طلاق
أومأت إليه بنعم بسعادة ودموعها تسيل من عينيها لكن هذه المرة فرحًا، وقف من مكانه وعانقها بحب يحتله ولا يعرف كيف تسللت إليه هذه الفتاة وسرقت منه قلبه....
__________________________
عاد "جمال" بهما للقصر فى اليوم التالي غاضبًا ويفكر فيما يجب أن يفعله، حاول أن يمهد نفسه فى التحدث إلى "جميلة" التى رأها فى سعادة لا مثيل لها وسعادتها أخبرته أن "حسام" أعترف لها بحبه، وجهها وبسمتها تمامًا كالليلة التى أعترف "جمال" بحبه إلى "مريم" وقبل بها فى حياته، تلك الليلة التى وضعت خاتم الخطبة فى بنصره تعلن ملكيتها له أمام العالم أجمع... 
ظل يراقبهما فى صمت حتى دق باب مكتبه بعد شهرًا واحدًا من هذه الرحلة ودلف "حسام"، حدق "جمال" به بهدوء وقال:-
-خير يا حسام؟
تنحنح "حسام" بهدوء وتوتر شديد خائفًا من رد فعل "جمال" لكنه لا يملك خيار أمامه سوى التقدم لطلبها للزواج منه، قال بنبرة خافتة:-
-حضرتك فاضي خمس دقائق؟ أنا ممكن اجي وقت تاني؟
رفع "جمال" نظره بجدية وقرأ جسد هذا الرجل والتوتر يحتل كله أطرافه ليعلم جيدًا بما جاء إليه دون أن يتحدث فقال:-
-أقعد
جلس "حسام" على المقعد المقابل للمكتب ونظر إلى "جمال" بتوتر لا يجرأ على التفوه بكلمة واحدة،تبسم "جمال" خلسًا على ربكته وقال بجدية:-
-أنا سامعك
-أحم بصراحة أنا .. يعنى مش عارف أبدأ أزاى.. يعنى كنت طالب من حضرتك
بدأ يتحدث بتلعثم شديد أمام "جمال" فتبسم هذا الرجل وهو يتذكر كيف تقدم لطلب الزواج من محبوبته "مريم" وقال:-
-أيه يا حسام أطلبلك ليمون يهدأك طيب
-شربات، أطلب ليا شربات لو ينفع؟! 
قالها "حسام" بعفوية لينظر "جمال" إليه بأندهاش فتابع "حسام" قائلًا:-
-أنا جاي أطلب أيد أنسة جميلة من حضرتك
رمقه "جمال" بنظرة ثاقبة فقد أستغرق شهرًا كاملًا حتى يجمع شجاعته للقدوم إليه، نقل الخبر إلى والدته "ولاء" التى رفضت رفض قاطع هذا الزواج لكن رفضها لا يعنى شيء أمام رغبة ابنتها فعادت إلى "لندن" بعد الزواج مباشرة غاضبة من "جميلة".... 
__________________________ 
خرجت "جميلة" من المطار بعد عودتها من العمل لتراه يقف هناك بجوار سيارته فى أنتظارها وفور رؤيته تركت حقيبتها وركضت إليه ليعانقها "حسام" بحب شديد ثم قال:-
-وحشتيني
تبسمت إليه بسعادة تغمرها وشوق احتل قلبها إليه خلال رحلتها وعملها الذي يسرقها منه وقالت بحب:-
-وأنت كمان يا حبيبي
أخذها فى يده وسار إلى حيث حقيبتها ليسحبها خلفه ويده متشابكة بيد "جميلة"، سألته بعفوية قائلة:-
-يوسف عامل أيه؟
أجابها بلطف شديد ويرفع يدها بيده تتبأطأ ذراعيه:-
-قاعد يعيط فى البيت، وحشته أمها لكن أكيد مش قدي
تبسمت "جميلة" وهى تصعد للسيارة وتفتح هاتفها لتضي صورة تجمعها مع "حسام" وطفلهما الرضيع "يوسف"، فتح "حسام" باب السيارة وصعد بمقعد السائق فأنطلق بها لتتشتبك ذراعه الأخري ووضعت رأسها على كتفه ليقول:-
-ليكون فى علمك أنا أتحملت رحلتين وراء بعض مفيش خروج من البيت قبل أسبوع 
تبسمت "جميلة" بعفوية وقالت:-
-أسبوعين لو حبت يا حبيبي لأنكم وحشتوني جدًا وكمان ماما بعتلكم هدايا حلوة معايا وكالعادة بتقولك أياك تزعلني
-مستحيل أزعلك، قوليلها ترجع عشان تشهد على معاملتى ليكي وتبطل تقلق
قالها بلطف لتبتسم "جميلة" عندما قالت:-
-هى مرتاح هناك، خليها على راحتها...  أحكيلي يوسف غلبك!! 
بدأ يخبرها كم طفلهما لا يتركه ينام ليلًا من البكاء ويهتم به بنفسه بطعامه وملابسه، ظلت تستمع له فى طريقهم للقصر حيث يسكنا معًا من أجل "جميلة" وطفلهما التى تتركه كثيرًا بسبب عملها وبسبب وجود "حسام" فى القصر من أجل عمله، صعدا الأثنين معًا للأعلي حيث غرفتهما وسألت "جميلة" :-
-جمال لسه مجاش
-على وصول
قالها بعد أن فتح باب الغرفة لتدخل "جميلة" وتركض بسعادة إلى طفلها الذي لم يكمل 8 أشهر من عمره وبدأت تقبله بحنان وأشتياق إليه فى كل أنش فى وجهه ويديه الصغيرتين، شعرت بـ "حسام" وذراعيه تطوقها من الخلف بينما تحمل طفلهما بين ذراعيها وقال بلطف:-
-وحشتينى 
تبسمت "جميلة" بعفوية وقالت:-
-وأنت كمان يا حبيبي وحشتنى أوى 
وضعت طفلهما فى الفراش وألتفت إلى "حسام" تنظر إليه وتأخذ وجهه بين يديه بحب ثم قالت:-
-أنا بحبك أوى يا حسام
-كل مرة ترجعي من الشغل تقوليها بنفس النبرة والشوق 
قالها بدفء ويديه ما زالت تحيط بها بعد أن فارقته لأسبوع مُتصل بسبب عملها وزيارة والدتها، تابعت بنبرة دافئة مُمتنة لوجوده معها قائلة:-
-لأنك أعظم وأحلي وأحن راجل فى الدنيا، كل مرة بطير فى السماء بشكر ربنا أنه بعتك ليا، أنا كنت فاكرة أن الأحسن عشان أفضل أطير أني أكون لوحدي ولو حبت أتجوز وأعيش زى باقي البنات لازم أضحي بالطيران لكنك جيت كسرت كل مخاوفي وأنتشلتني من الضياع بـ حُبك ليا ووجودك معايا، كل مرة بطير ببقي عايزة أشكرك أنك متحمل ظروف شغلي عشاني وأنك قبلت تعيش هنا عشان خاطري 
- أنا عشت هنا عشان متحسيش بضغط من مسئولية البيت والشغل وتربية ابننا كمان مكنتش أقدر أسيبك فى بيت لوحدك وقت حملك، أنا عشان أعمل أى حاجة فى الدنيا وعشان بحبك ومقدرش أحرمك من حاجة أنتِ روحك فيها
قالها بدفء ويده وصلت إلى وجهها يداعب وجنتها لتقول بحب شديد:-
-أنا روحي فيك أنت يا حسام
ضمها إليه بسعادة يشم رائحتها ويشعر بدفئها بين ذراعيه  التي أشتاق لها بينما يقول بعفوية:-
-الله كان واحشنى الحضن دا يا بنت الأيه 
قهقهت ضاحكة وهى تلف ذراعيها حول عنقه بسعادة....
_______________________
كانت "مريم" تجلس أمام المرآة و"نانسي" تصفف شعرها بلطف حتى قاطعهما صوت "جين" يقول:-
-لقد وصلت سيارة السيد جمال
تبسمت "مريم" بسعادة تغمرها من وصوله بعد رحلة سفر دامت لشهرًا كاملًا دون أن تلقاه، وقفت من مكانها بسعادة وقالت:-
-أحسنت يا جين أخيرا طلعت مُفيد ومُطيع
-أنا مُفيد أكثر منك يا سيدتي
قالها "جين" بمزاح فقالت "مريم" بغضب من هذه الداعبة:-
-فكرني أفصلك يا جين علي لسانك دا
ركضت للخارج بسعادة تغمرها بعد أن أمرت "جين" أن يخبرها فور رصد الكاميرات لسيارة "جمال"، حبيبها الذي طال غيابه عنها وعن طفلتهما "مكة" التى تحمل من العمر عامًا ونصف، لا تصدق أن "جين" هذا النظام الألي الذي حبسها بداخل القصر سابقًا فور مجيئها ولم يستجيب لندائها الآن أصبحت تأمره وتتحدث معه كـ "جمال" تمامًا حتى أنه أضاف حس الفكاهة إليه ليكون لطيفًا معها، دلف "جمال" إلى القصر وأخذت "حنان" البلطو عنه والخادمة خرجت لكى تحضر  الحقائب من سيارته، تقدم للأمام وهو يسأل عنها:-
-مريم فين؟ 
كان مُشتاقًا إليها مثلها تمامًا وهو مُتيمًا وهائمًا بها وبعشقها،  كادت أن تجيبه "حنان" لكن جاءه الجواب وحده عندما سمع صوت خطواتها بل ركضها على الدرج وهى تناديه:-
-جمال
وقف أمام الدرج يستقبلها بعد أن فتح ذراعيه لتلقي بجسدها بينهما، تشبثت بعنقه بقوة وطوقها بسعادة مُشتاقًا إليها وبدأ يدور بها مرات مُتتالية ربما يشبع بهذا العناق نيران الشوق بداخله، تمتمت بعفوية وسعادة:-
-وحشتني ... وحشتني أوى يا حبيبي
أنزلها أرضًا ونظر إليها، وجهها الذي أخذه بين راحتى يديه حتى تشبع عينيه من النظر إليها، تحدث بحب باسمًا إليها:-
-وأنتِ كمان يا مريم وحشتينى .. هى فين؟
أشارت إليه بالأعلي ليصعد إلى غرفتهما ووجد طفلته تجلس بالفراش تلعب بالألعاب وفور رؤيتها لوالدها رفعت "مكة" ذراعيها بسعادة حتى يحملها، أقترب منها بحب مُشتاقًا لهذه الصغيرة التى تشبه والدتها تمامًا بنفس جمالها لكنها أخذت عيني والدها الخضراء ، حملها بين ذراعيه وأستلقي على الفراش يعانقها ويقبلها بأشتياق و"مكة" تداعب وجهه وتناديه ببراءة طفولة:-
-با.. با ... با 
ضحك على نطقها إليه وهى ما زالت لا تنطق أو تتحدث لكنها تفضله كثيرًا عن والدتها التى لم تنطق اسمها نهائيًا، تذمرت "مريم" من هذا الحب الذي تراه بينهما وقالت بعبوس:-
-أيوة هو قوليله با لكن أنا ولا حتى ما ولا حرف ميم بيطلع منك
تركها "جمال" بالفراش وأشار إلى "نانسي" بأن تأخذ الطفلة، أقتربت منه وحملت "مكة" ثم غادرت، أقترب من "مريم" بسعادة وطوقها بحب شديد هائمًا بها وقال:-
-أممم وحشتينى يا مريومة، لو تعرفي نار الشوق ليكي جوايا عاملة أزاى
تبسمت وقد تخلت عن عبوسها أمامه ورفعت ذراعيها تطوق خصره بسعادة وحب ثم قالت:-
-متسافرش تاني يا جمال، أنت بتوحشنى أما تأخدني معاك
هز رأسه بنعم ثم قال:-
-هأخدك معايا لأن قلبي مبيقدرش على بُعدك
أبتعد عنها يتفحصها وهى تقف بين ذراعيه وتلف ذراعيها بأحكام حول خصره، ما زال حُبها يضرب بقلبه كلما رأها ولم يعتدي يومًا على ضرباته القوية كأن "مريم" بداخله تتجدد يوميًا بتلقائية بحب جديد، عينيها العسليتين كالذهب ولون العسل الفاتح، شعرها البنى الطويل الذي زاد طوله أكثر مع ولادتها وفترة الرضاعة ليعود كما كان أول مرة رأها، ما زالت بنحافتها وتضع مساحيق التجميل على وجهها من أجل زينتها لأجله وترتدي فستان أصفر اللون من الحرير بقط، نظر إلى شفتيها وقال:-
-أنا كام مرة قولتلك متخلنيش أشوف قلم روج فى وشك..
-دا بالبطيخ
قالتها بمكر شديد ليتذكر عندما قبلها من زمن وأخبرها بأنه يفضل البطيخ، تبسم بعفوية وهو يقترب منها ويدمر زينها بشفتيه فتبسمت بحب عليه...
 أستلق على الفراش عاريًا الصدر ويضع رأسه على قدميها أثناء جلوسها مُرتدية روب أسود اللون من الحرير وشعرها مُنسدل على الجانب الأيسر ويديها تتغلغل فى شعره بحب ليقول:-
-طول الطريق من المطار لحد هنا وصورك والدعايا الإعلانية فى كل مكان، مكنتش مصدق أن اللى قصدي بالنجاح دا مريم البنت القروية اللى جت القصر هنا وأتحمت فيا عشان محدش يأخدها
تبسمت "مريم" ونظرت إليه بسعادة وقالت:-
-وأنت مسبتش حد يأخدها يا جمال، بقيت بتاعتك لوحدك ولك أنت بس، نجحت وكبرت عشان أنت كنت وما زلت ضهرها وسندها، البنت البريئة اللى جتلك شايفة الدنيا باللون الأسود كبرت وحبت وعشقت علي أيدك بالعكس أنت علمتها أن حتى الأسود له جماله الخاص، البنت اللى شافت جمال الأسود على ايدك بقيت بتاعتك أنت، أنا مُمتنة للحظة اللى أترجيتك فيها متسبنيش لحمزة وخلينى ليك بالأكراه حتى لما خطبتني بالقوة مُمتنة لقوتك وإكراهك يا جمال
أعتدل فى جلسته وهو يقترب منها بحب شديد ناظرًا إلى عينيها وكلماتها التى لمست قلبه تشعل الشوق به فهمس بهيام قائلًا:-
-وهتفضل ليا العمر كله، أنا بحبك لا بعشقك وبتنفسك يا مريم...  قوليها!! 
رمقت عينيه العاشقتين إليها ونظراتها الدافئة التى تخدرها وتغيبها عن الوعي كأن هذا الزوج من العيون يأخذها لعالم أخر لا يعرف طريقه سوى العاشقين فهمهمت بخفوت هامسة إلية بنبرة دافئة وبسمة تنيرها وهى تعلم أن بعد كلمتها ستنال قبلة بالعالم كله منه:-
-بحبك!!!! 
أسكتها عن الكلام المباح وسرق منها أنفاسها بالعشق المُشتعل بداخله..... 
النهــــــــــــــــايــــــة .....♥♥

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا