رواية زواج محبوبتي رسلان وتيا من الفصل الاول للاخير بقلم ساره الحلفاوي

رواية زواج محبوبتي رسلان وتيا من الفصل الاول للاخير بقلم ساره الحلفاوي


رواية زواج محبوبتي رسلان وتيا من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة ساره الحلفاوي رواية زواج محبوبتي رسلان وتيا من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية زواج محبوبتي رسلان وتيا من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية زواج محبوبتي رسلان وتيا من الفصل الاول للاخير

رواية زواج محبوبتي رسلان وتيا  بقلم ساره الحلفاوي

رواية زواج محبوبتي رسلان وتيا من الفصل الاول للاخير

- طب إتجوزتني ليه وإنت بتحب واحده غيري؟
جس.مها كلُه بيترعش، و عينيها لأول مرة تتملي دموع قُدامه، لسانها مربوط .. متلجِّم، معرفتش تنطق غير الجملة دي، بصت لملامحُه الباردة، وعينيه اللي إتنزعت منها الرحمة، عينيه مخدتش لون البحر و بس .. دي خدت قسوة و غدر موجُه!، عينيه اللي مكانتش بتعرف تبصلها من كُتر جاذبيتها، بقت تخوفها!! بصتلُه و هي بتحاول تمسك أعصابها عشان متنهارش بس مقدرتش، قربت خطوتين منه فـ غطَّى عليها بج.سمه العريض و الطويل بـ هيبة متلِقش غير عليه، محستش بنفسها غير و هي بتصرَّخ في وشه و دموعها خدت مجراها:
- رد عليا إتجوزتني ليه!!! رد عليا بقى برودك بيقتلني!! ليه إتجوزتني و إنت كارهني كدا! ليه دمرت حياتي!!! 
بصلها بنفس البرود و كإن إنهيارها ده ولا حاجه بالنسبة ليه، و حتى كلامها مأثرش فيه، إبتسم بهدوء و قال بنفس بروده:
- متعليش صوتك .. نسيتي نفسك؟ إنتِ ليكِ الشرف إنك واخده إسمي يا حرَم رُسلان الجارحي!!! 
إبتسمت بسُخرية مريرة، و قرّبت منه خطوتين و جمعت كل قوتها، وبعدين بصت لعينيه و قال بإبتسامة باردة:
- طُز!!! 
دراعها كان هيتكسر لما مسكها منه و لفُه على ضهرها و قربها منه بعنف وهو بيقول بعصبيه جحيمية:
- لسانك .. هقطعهولك!! و ربي أقطعهولك!!! 
بنفس البرود إبتسمت رغم الوجع اللي غزى دراعها، بس الوجع إتحول من دراعها لقلبها لما قال بقذارة و هو بيتأملها من راسها لـ رجليها:
- عايزه تعرفي إتجوزتك ليه؟ ج.سمك، شكلك، عجبتيني مش أكتر، و محترمة، يعني إنتِ اللي ينفع تربي العيال، إنما اللي برا دول لاء، كل واحده عارفة إن مش هيجمعنا غير السرير و هما أصلًا مينفعوش غير للمهمة دي، أومال إنتِ فاكرة إيه؟! فاكرة إني هقولك إني متجوزك عشان بحبك مثلًا؟ أنا مبحبش حد، الحب ده للعيال الهِتية مش ليا!! أنا راجل و الحب مش في قاموسي!!! 
كانت بتبصله بصدمة رهيبة، مش مستوعبة إن الكلام ده طالع منه، هي عارفة كويس إنه مش ملاك بس مش شيطان، بس اللي قاله دلوقتي خلاها تعرف إنها متجوزة إبليس، مقدرتش تسكت و صرخت في وشه و هي بتقول:
- إنت قذر!!!! إيه القرف ده!!!! 
دفعها بقسوة و هو بيقول بصوت خلاها تترعش وعصبية حقيقية:
- هو أنا مش قولت لسانك يتعدل يا بنت عزام!!! قسمًا بربي قلة أدب منك كمان و هطلعلك رُسلان الشوارعي اللي جوايا!!! 
قربت منه بتحدي هي عارفة إنه غباء منها:
- هتضربني؟ إضربني يلا!!! 
قرب منها خطوة فـ بعدت ضعفها بخوف و هي فاكرة إنه هيمد إيده فعلًا، فـ إبتسم بسخرية و ميل عليها وهمس بإبتسامة كلها برود:
- أنا فـ قلة أدبي مافيش، بس أمد إيدي على على نسوان لاء!!! 
- نسوان؟ إنت مش ممكن تكون business man، إنت عربجي!!!! 
مسك دقنها و قربها منه و هو بيهمس قدام شفايفها:
- جدًا!! 
بصتله بضيق و حاولت تبعد عنه بس هو فضل محاوطها بإحكام غريب، مركز على شفايفها و هو بيقول بخبث رهيب:
- عربجي جدًا، تحبي تجربي عربجتي؟!! 
شهقت بصدمة و ضربته على صدره و هي بتصرخ فيه:
- ما تحترم نفسك شوية إيه أسلوبك ده، إنت فاكر إني ممكن أقعد على ذمتك ساعة واحده بعد ما شوفت الصور المُقرفة اللي مبعوتالك من واحده رخيصة زي دي!! روحلها يلا .. روح و سيبني في حالي!!
بعد خصلة من شعرها الغجري عن وشها، و قال و هو مركز في تفاصيل وشها:
- أديكي قولتي رخيصة، و أنا مبحبش الرُخص!!! 
ضربت إيديه اللي لمست شعرها فإبتسم و قال وهو قاصد يستفزها:
- شراستك عجباني، كلهم مبيعرفوش يرفعوا عينهم في عيني إلا أنتِ، بتقفي قدامي و بتبجحي!!! و أنا بحب أعلم البجحين الأدب .. بنفسي ..!!! 
همست بضيق:
- مش لما تتعلمه إنت الأول!!! 
سمعها و ضحك من قلبه لأول مرة، وبعدين قال و هو بيلف خصلة من شعرها حوالين صباعه:
- ممم وجهة نظر بردو، بس أنا مش حابب أتعلمه بصراحة، قلة الأدب بتجري في دمي، مبستغناش عنها!!! 
حاولت تبعد عنه و هي شبه في حضنه أصلًا غصب عنها، فضلت تغمغم بضيق:
- إبعد عني بقى أنا آآآ!!! 
و من غير مقدمات إتقطع التيار الكهربي، صرخت برعب و محستش بنفسها غير و هي بتلزق جسمها في جسمه برعب حقيقي و بتمسك في قميصه كإنها طفلة مكملتش الأربع سنين، إستغرب ردة فعلها بس إبتسم بخبث كالعادة و لف دراع المعضَّل على خصرها، و هو بيقول بهدوء مبتسم:
- إهدي .. هييجي دلوقتي!!! 
قالت بهيستيريه و هي بتدفن نفسها جوا صدره أكتر:
- ليه قطع طيب ليه!!! مبيقطش النور في القصر .. أنا .. أنا خايفة!!! 
إتنهد و ضم راسها لصدره و مسح على ضهرها بهدوء، كان عارف من قبل ما يتجوزها فوبيا الضلمة اللي عندها، بس مجربش قبل كدا يشوفها خايفة بالشكل ده، جسمها بيترعش بين إيديه و وشها مدفون في صدره زي الطفلة، لأول مرة تجذبه حركات بنت، يمكن عشان عارف إنها طبيعية جدًا، طبيعية وسط البلاستيك اللي متحاوط بيه، قرر يستغل الفرصة كعادته، فـ نزل راسه عشان يوصل لودنها و همس بخبث:
- ده يارب النور يفضل قاطع على طول عشان تترمي في حضني كدا!! 
فاقت على كلامه اللي مافيهوش ذرة خجل كالعاده، وبعدت عنه خطوتين و هي يتغمغم بضيق:
- إنت قليل الأدب إبعد!!! 
فرد إيديه جنبه و قال بمكر و الضلمة محاوطة الأوضة كلها:
- بعدت!! 
وفعلًا بعد خطوتين ورا ف بلعت ريقها بخوف و قلبها إتملى رعب، و رغم إنها فعلًا نفسها تترمي في حضنه دلوقتي و تعيط من كل قلبها بس مستحيل هتعمل كدا، وعشان تطمن نفسها قعدت ع الأرض مكانها و حضنت رجلها لصدرها و دفنت وشها في ركبتها، بينما هو واقف مستغرب هي راحت فين و ليه سكتت كدا فجأة لحد م سمع صوت عياط خفيف خالص، قلبُه إتهز على غير العاده، و إرتبك من عياطها اللي بيسمعه للمرة الأولى، و من إرتباكه خرجت منه الحروف مهزوزه و هو بيدور عليها بعنيه بس م شايف غير ضلمة:
- أنتِ فين؟!! تعالي هنا يا تيَّا!!!! 
تيَّا وقفت عياط ورفعت راسها و بصتله بضيق و غمغمت ببراءة:
- سيبني ف حالي!! 
إتأفف بضيق وقلق و خرّج موبايله من جيب بنطلون وفتح الفلاش، وإتصدم لما لاقاها قاعده على الأرض بوضع جنيني، فـ قرب منها ومال عليها و هو بيقول بهدوء:
- قاعده كدا ليه! قومي!!! 
مسك إيديها عشان يقومها ف صرخت فيه بعصبيه:
- إبعد إيدك عني و سيبني في حالي قولتلك 
بصلها بصة خلتها تتجمد في مكانها و لعنت الفلاش اللي هو مشغله عشان مبين عنيه اللي بترعبها:
- صوتك .. يوطى، ولسانك يتعدل وأول وآخر مرة تتكلمي معايا بالشكل ده..!! 
- حاضر
مسكها من إيديها عشان تقوم فقامت معاه، قعدها على السرير و خلاها تمسك موبايله تنور بيه و كان هيمشي هو فمسكت في دراعه بتلقائية وقالت بخوف طفله:
- رايح فين؟ 
- هطلع البلكونة أشرب سيجارة! 
- ماشي
قالت بحزن فـ سابها ومشي و خرج للبلكونة في نفس الجناح، مددت تيَّا على السرير و فضلت تفكر في حياتها معاه، هي مبتحبوش، هي بتعشقه، و لو بعد العشق غرام فهي مُغرمة بيه، رغم كل مساوئه و تعدد علاقاته إلا إنها بتحبه مش عارفه تكرهه، و رغم إنها مش بتبينلُه ده إلا إنها مستعده تفديه بروحها، قامت تيَّا ومشيت نحية البلكونة بخوف، بصت على ضهره العريض و هو ماسك سيجارة بني، وقفت جنبه و قفلت الكشاف و إتنهدت و هي بتقول:
- إتجوزتني ليه يا رسلان!! 
- اللي هنعيده هنزيده ولا إيه؟! سألتيني السؤال ده و جاوبتك!! 
- يعني متجوزني عشان مصلحتك مني بس؟ 
إبتسم ببرود وقال:
- ممم حاجه زي كدا، زعلانه ليه م إنتِ كمان متجوزاني مصلحه!!! 
جسمها إتنفض و هي بتقول بصدمة:
- متجوزاك مصلحه؟! طب وأنا إيه مصلحتي منك؟!! 
قال بغرور رهيب:
- أي حد يتمنى يبقى في مكانك دلوقتي! متجوزه رسلان الجارحي و بتنامي كل يوم جنبه على السرير، في بنات كتير حاسدينك على النعمه دي، عايشه في عزي و خيري اللي مكنتيش تحلمي بيه، فلوسي اللي تكفيكي عمر على عمرك، كل دي مش مصالح فكرتي فيها قبل م تتجوزيني؟! 
مقدرتش تمسك نفسها من الضحك، ف إستغرب وبصلها بتركيز، ف إسترسلت بإبتسامة مريرة:
- اللي هيحسدوني ييجوا يشوفوا اللي أنا عايشه فيه، رسلان الجارحي اللي بيرمرم و كل يوم مع واحده شكل، رسلان الجارحي اللي معاه فلوس كتير بس ميعرفش ربنا، و بعدين ده النور قاطع عندك في القصر، إيه مش دافع فاتورة الكهريا الشهر ده ولا إيه؟! 
بصلها بصدمة من كلامها، و إبتسم و هو بيحرك راسه بقلة حيلة من المجنونة اللي متجوزها، فـ إتنهدت تيَّا وبصت قدامها بحزن:
- ياريتك كنت حد عادي، مش غني ولا معاك فلوس تكفيني عمر على عمري، أنا مكنتش عايزاك غني كنت عايزاك عندك قلب بس!! 
تأفف رسلان بضيق وقال بتذمر:
- القلب ده هو اللي بيجيبنا لورا، العقل هو اللي كسبان دلوقتي! 
بصتلُه بحزن و قالت:
- إنت بشع!!! 
إبتسم ببرود وبصلها و هو بيقول:
- م أنا عارف!!! 
- هييييه!!!
صرَّخت بفرحة لما النور جيه و سقفت، إبتسم على حركة الأطفال اللي كان بيعملها و هو صغير، و سرَح فجأة في ملامحها، ملكة جمال واقفة جنبه، شعرها كيرلي و لونه بني فاتح، بيعشق شعرها مع إنه عمره ما لمّحلها بـ ده، بالعكس دايمًا يناديها بـ "المنكوشة"، مع إن بيعشق كونه بيدفن وشه في شعرها و هي نايمة من غير ما تحِس، عينيها عسلي نفس لون شعرها و بشرتها مايلة للبياض، ميقدرش يقول إنه بيحبها لإنه مبيعرفش يحب، بس اللي واقفة قدامه دي هي الوحيده اللي تستاهل إنها تشيل إسمه!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دخلت تيَّا الجناح و غيرت هدومها لمنامية حرير خفيفة عشان تنام و تنفذ خطتها في نفس الوقت، بصت لنفسها في المرايا بثقة و ظبطت شعرها و هي بترجع نصه على ورا وسابت غُرة نازلة على وشها بتمرُد، المنامية كان لونها إسود زي ما بيحب، هي عارفة كويس أوي إنه بيضعف قدام اللون ده عليها  فـ إبتسمت بـ شر، وراحت تنام على السرير و هي ماسكة كتاب بتقرأُه ممدده رجليها البيضا قدامها، دخل رسلان و هو شايف كتلة أنوثة قاعده على سريره، هو عارف إن دي مش عادتها، و إنها بتتكسف منه جدًا، و أول مرة تبقى قدامه بالجراءة دي، إبتسم نص إبتسامة و راح قعد جنبها ع السرير، و فلحظة شد منها الكتاب وقال بخبثُه المعتاد:
- يعني ينفع القمر ده يادوبك يقعد يمسك كتاب؟ تؤتؤ، القمر ده يقعد في حضني! 
بصتله من فوق لتحت، و شدت الغطا من على جسمها و هي بتقول ببرود:
- تصبح على خير يا رُسلان! 
إتصدم! تيَّا بتحبه و الموضوع ده باينله زي الشمس، و عمرها ما رفضته، أول مرة ترفضه بالشكل ده، قال بإستغراب واضح على ملامحه:
- تصبح على خير؟؟! ده ليه!!! 
إدته ضهرها و قالت بهدوء:
- عادي .. 
مسك دراعها بهدوء ولفها ليه و قال بنفس الثبات:
- يعني إيه عادي مش فاهم؟! أنا عايزك!!! 
بصتلُه في عينيه للحظات و بعدين شالت عنيها و هي بتفكر إن حضنه ده ممكن تشاركها فيه واحده تانية و تالتة ورابعة، حست يـ عصرة في قلبها مش طبيعية و مقدرتش تنطق غير بـ:
- ممكن تسيبني النهاردة؟ 
- عايز أعرف السبب وهسيبك معنديش مشكله..!!
همس و هو بيبُص لعنيها بجمود، فـ قالت بكبرياء و هي بتبص في عينيه اللي بتقتلها:
- تقدر تقول إني قرفانه! 
إتغيرت ملامحه مية وتمانين درجة، من هدوء لعصبية مُفرطة! و من عصبيته مسك دراعها من فوق وشدها ليه ف إتنفض جسمها بخوف من ردة فعله ميّل عليها بوشه و سند إيديه جنب وشها وقال بحدة و صوته خلَّى كب خلية في جسمها تترعش!:
- إنتِ قولتي إيه؟!! سمعيني كدا تاني؟؟ 
بلعت ريقها و مقدرتش تتكلم، ف صرَّخ فيها بصوت خلَّاها تترعش:
- مـ تــنــطــقـي!!!! 
عينيها إتملت دموع بعد ما أدركت غلطتها، هي فعلًا أول مرة تطاول عليه بالشكل ده، و أول مرة في حياتها تقوله كلمة زي دي، هي عارفة كويس إنه عصبي، رسلان لما بيتعصب بيبقى واحد تاني وياما أبوها حذرها من شخصيته، شفايفها إترعشت و هي مش قادرة تتكلم من الخوف، فـ إتعصب أكتر و لسه هيزعق لاقاها بتقول بصوت عالي مُختلط ببحة عياط: 
- قرفت يا رُسلان قرفت، قرفت من إنك كل يوم مع واحده، كل يوم بتجيلي وأنا عارفة إن حضنك كانت نايمة فيه واحده غيري يا رُسلان، قرفت من إنك متحاوط ببنات كتير و ياريتك بتصدُهم إحترامًا ليا و إني في حياتك، بس لاء إنت مبتسيبش فرصة، ده إنت بترحب بيهم أحسن ترحيب، أنا خلاص تعبت و حقيقي جيبت أخري!!! 
محستش بنفسها و هي بتنهار بالعياط و بتخبي وشها منه، خايفة ليضربها مع إنه عمره ما عملها .. يمكن لإنها عمرها ما عصبته للدرجة دي، بص لوشها المتغطي بإيديها، بِعد عنها و طفى النور بهدوء، إداها ضهره و سابها، كتمت عياطها في المخده عشان ميسمعوش، بس هو كان سامع كل شهقة و كل رعشة في جسمها واصلاله، غمض عينيه و هو عارف نفسه مش هيقدر ينام غير لما تبطل عياط و تهدى، و فعلًا ده اللي حصل، بعد أكتر من ساعة لما حَس إنها نامت، لفلها و لاقاها نايمة ضامة رجليها لص.درها و حظه إنها كانت نايمة و وشها في مواجهته، بص لرموشها اللي الدموع لسة عالقة فيها، إتنهد و مسحهم و سند راسه على راسها و إيديه بتمشي على وشها، و بعد دقايق فاق على نفسه و على اللي بيعمله، بعد عنها بسرعه، وبصلها و مسح على وشه بعنف و هو بيقول بضيق:
- بتعمل إيه يا رُسلان يا جارحي!! مراتك اللي أصغر منك بـ عشر سنين هترجعك عيّل ولا إيه، م بتصدق تنام عشان تعرف تلمسها!!! 
غمض عينيه و هو بيردد:
- مبحبهاش .. ولا بطيقها أصلًا، دي مجرد شهوه، و هثبت ده لنفسي!!! 
شهقت تيَّا و هي نايمة زي الأطفال من آثار عياطها، فـ بصلها و سرح في ملامحها اللي واخده حتة من الطفولية، و الحتة دي م بيلاقيها غير عندها هي بس، إبتم و هو بيتحسس شفاي.فها بإبهامه، و بعد دقيقتين بِعد تاني و غمغم بضيق من نفسه:
- نام يا رُسلان عشان متتهورش! 
و رغم إن رُسلان مش بالسهل يضعف قدام واحدة أيًا كانت ملكة جمال، لإنه بيبقى مع أي واحده بمزاجه هو مش بمزاجها، إلا إن تيَّا الوحيدة اللي بيطلبها مع إن الباقي هُما اللي بيعرضوا نفسهم عليه و هو يختار، بس تيَّا بالنسباله مُختلفه تمامًا، عمرها ما عرضت نفسها عليه .. دي كمان رفضته!!! لما وصل تفكيره لحقيقة إنه إترفض منها قلبه كان هيقف من العصبيه، و غمض عينيه عشان ينام بسرعه قبل مـ يجراله حاجه من الغضب!!! 
• • • • • 
- تـــيـــَّا!!!
إتنفضت تيَّا اللي كانت واقفه في المطبخ بتحضر الفطار، و بصت وراها بإستغراب و طلعت برا المطبخ لقته واقف شعره منعكش و أد إيه بتحب شعره أول ما يقوم من النوم، وشه أحمر وشكله خلَّاها تكتم الضحكة بالعافيه، أول ما شافها زعَّق بعصبيه:
- ساعة عشان تردي، إيه واقعة على ودانك وإنتِ صغيرة!! 
بصتله بتعجب، مش من عادته يتعصب بالشكل ده، فقالت بإستغراب:
- إنت لسه نادِه دلوقتي، في إيه؟! 
- يعني أنا كداب!!!
قالها بغضب و هو نازلها على السلم، كان فاكر إنها هتخاف منه بس على العكس لاقاها قربت منه و حطت إيديها الناعمة على وشه و هي بتقول بنعومة مكانتش قصداها و صوتها كله قلق:
- إنت كويس؟ فيك إيه! إنت جسمك دافي فعلًا، طب إطلع وأنا هحضر الفطار وأطلعهولك!!! 
جسمه كله إتشل، لمسة إيديها اللي بنعومة الأطفال دي خلت جسمه يسخن بجد!! غمض عينيه و مش عارف إيه تفسير إنه هِدي فجأة، ولثواني إستشعر فيهم لمسة إيديها، رجع إتعصب تاني و هو بيدرك حجم تأثيرها عليه، و بعنف زاح إيديها ف إتخضت تيَّا:
- شيلي إيدك!! 
بِعدت عنه خطوتين ووقفت بكبرياء و بصتله في عينيه وبعدين لفت عشان تسيبه وتمشي، إتعصب أكتر و مسك إيديها و هو بيشدها ناحيته و بيصرخ في وشها:
- أول وآخر مرة تسيبيني وتمشي وأنا بكلمك، فاهمه ولا تحبي أفهمك بطريقتي!!! 
فقدت تيَّا أعصابها و قالت بغضب:
- في إيه يا رسلان إنت عايز تتخانق ولا عايز إيه بالظبط!!!! 
- شششش صوتك يــوطــى!!!!
قال بنبرة خلتها تترعب، فبصتلُه بضيق و هي بتحاول تبعد عنه ألا إنه كان محاوط خصرها، و بيقربها منه أكتر، بص لشفايـ.فها بجوع حقيقي، و ميّل عليها بس محسش غير برجلها بتضرب رجله بعنف فغمَّض عينيه من غير ما يدي أي ردة فعل، فـ بعدت عنه و هي بتبصله بغضب و قالت بحده:
- إيه الجنان ده، يعني بتتعصب عليا و عايز آآ .. أنا ماشية!!! 
قال بخجل و هي بتتحرك عشان تمشي فـ شدها ليه تاني بحدة، و المرة دي زقَّها على الحيطة و حاوطها من الجانبين بإيديه اللي إتسندوا على الحيطة، و قال بهدوذ مخيف:
- إتأسفي على الحركة اللي عملتيها! عشان مخليش ليلتك سودا على دماغك! 
كتفت إيديها على صد.رها و قال بعِند:
- لاء مش هتأسف يا رُسلان!!! 
و بدون أي مقدمات كان بيلتهم شف.ايفها في قُبلة ضارية أنِّت على أثرها، ضربته على صدره عشان يبعد لكن مافيش فايده، كان على وشك إنه يطلع غضبه كله عليها بتاع إمبارح و النهارده لكن لما داق طعم دموعها بِعد عنها لقَّى وشها متلطَّخ بالدموع و شفايفها ورمت، بصتله بـ كُره و مقالتش غير:
- أنا بكرهك، ربنا ياخدني عشان أرتاح و أريحك!!!! 
قلبه إتنفض!! ربنا ياخدها؟!! لاء، مينفعش! مينفعش!! رددها جواه بصدمة و هو بيتخيل حياته من غيرها، و رغم ده بصلها بجمود رهيب عكس اللي جواه، و قال و كإنه قاصد يوجعها و يضربها في مقتل:
- يارب!!!! 
مكانش مستوعب حجم الكلمة على قلبها و إزاي كان ليها أثر اللكمة على قلبها، و كإنه مسك قلبها و فضل يضرب فيه!!! و بصمت إنهمرت دموعها على وجنتيها، و بصتله بحزن رهيب و سابته و مشيت، فضل باصص على أثرها و هو بيسترجع نظرتها ليه، فـ ضرب الحيطة بضيق و هو بيهمس:
- بعد الشر .. بعد الشر عليها، أنا يارب و هي لاء!!!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
واقفة قُدام مرايتها، لابسة فُستان أبيض أي بنت بتحلم بيه، فستان بارز رشاقة جسمها، و حجاب أبيض ملفوف بإحكام، على وشها أجود أنواع مستحضرات التجميل اللي برزت ملامحها من غير ما تخفي براءة وشها، كانت باصة لنفسها بعد ما خرجوا المتخصصات اللي رُسلان جايبهم مخصوص ليوم زي ده، و الفستان ده كمان هو اللي جايبه و معمول مخصوص عشانها، حطت إيديها على قلبها و هي بتحاول تهدي دقات قلبها المجنونة، الشخص الوحيد اللي قلبها دقِلُه طالع دلوقتي وهياخدها من إيديها عشان يكتبوا الكتاب، غمضت عينيها و هي حاسة إن هيجيلها سكتة قلبيه من فرحتها، و بعد ثانية بالظبط الباب إتفتح من غير ما يخبط فـ إتنفض جسمها و هي بتبصلُه في المرايت، و من غير تحكُم في نفسها شهقت!! طالع من رواية! ده اللي قالته لنفسها و هي شايفة بـ بدلة تحتها چليه و كالعاده مش حالق دقنه و يمكن دقنه دي اللي بتحليه بالشكل ده!  لفتلُه و عينيها كلها حُب، بصت لعينيه اللي بتجري على كل إنش صغير فيها لدرجة إن جسمها إنكمش بخجل، عينيه جريئة و نظراته كلها رغبة عكس عينيها اللي بتنقط حُب، بمنتهى العفويه و البراءة سألتُه:
- شكلي حلو يا رُسلان؟ 
- هنكتب الكتاب و نقعد شوية و بعدين نطلع على القصر، الفرح مش هيطول!!
قال بهدوء و تغاضى عن سؤالها، إرتعشت نبرتها و هي بتقول بحزن:
- ليه؟ ده فرحي .. عايزه أقعد شوية و آآ!! 
- مش حابب أفرَّج أُمة لا إله إلا الله على مراتي يا تيَّا!!
قال بحدة، و مسك إيديها بهدوء وخرجوا من الجناح فـ إتنهدت بحزن وهي بتحاول تصبّر نفسها، بصت لإيديه اللي حاضنه إيديها فـ شددت على كفُه كإنها بتستشعر لمسته و مشيت وراه، نزل تحت عند أبوها والمأذون و كله متجمع، قعَد و قعدت جنبه و هي بتوزع إبتسامات على صحابها و أبوها، بدأت مراسم كتب الكتاب لحد ما إنت بـ (بارك الله لكما و بارك عليكما وجمع بينكما في خير!) 
غمضت عينيها و قلبها هيقف، بقت حرَم رُسلان الجارحي بشكل رسمي!! فتحت عينها اللي إتملت دموع وبصتلُه، مكانش واخد بالُه منها و كان بيسلم على أبوها و صحابه، كانت بتبصلُه كإنه حلم و إتحقق، صحابها جم سلموا عليها فـ سلمت عليهم بشرود و هي مبتسمة كإنها في عالم تاني! بعد سلامات كتير مسك إيديها و قال بـ هيبته المعهودة:
- طب يا جماعة أنا هاخد مراتي و نروح بيتنا بقى!! 
- الله يسهلو!!
هتفوا صحابه بإيحاء فهمُه فـ شتَمهم بـ جرأه:
- بس يا ولاد الو***!!! 
ضحكوا كلهم فـ شهقت تيَّا بخفوت من شتيمته و وشها إحمر بخجل، باباها راح ناحيتها و بدون مقدمات حضنها بحنان فـ سابت إيد رُسلان و حضنت أبوها بكل قوتها تحت نظرات رُسلان اللي مكنش عاجبُه الوضع، بِعد أبوها بعد شويه وباس راسها و قال بحنان:
- أي حاجه إبن الجارحي يعملهالك تكلميني يا تيَّا فاهمه!!! 
إبتسمت و باست إيده بحنان و هي بتومأ براسها، فـ إبتسم رُسلان بسُخرية و هو بيقول بهدوء:
- مقبولة منك يا حمايا!! يلا ولا إيه؟! 
قال لـ تيَّا اللي قالت بهدوء:
- يلا!! 
مسك إيديها و إتحركوا برا قصر أبوها و الزغاريط بتلاحقهم، فتحلها باب عربيتُه موديل السنة، فـ ركبت و هي بتحلف إن كل خليه في جسمها بتترعش، رِكب و ساق هو بعد ما صمم إن مافيش سواق هيوصَّلهم، و إتحرك بالعربية و تيَّا عينيها على باباها و صحابها بتشاورلهم و عينيها مليانه دموع، و أول ما بعدوا عن نظرها سندت راسها ع الإزاز بحُزن و قال بصوت خافت برئ:
- كنت عايزه أفضل معاهم شويه عشان أشبع منهم .. أنا ملحقتش! 
بصلها بجَنب عينيه و مقالش غير:
- أنا أهم ولا صحابك؟ 
إتنفض قلبها، بيسألها؟ ده مافيش حد واخد المكان اللي هو واخده في قلبها، و بـ براءة و حنان قالت:
- إنت يا رُسلان!!! 
إبتسم بغرور ملاحظتوش، كإنه بيقول لنفسه إن أجابتها طبيعية، مين ممكن يضاهيه في الأهميه!! تيَّا بصتلُه بإبتسامة حنونة و مسكن إيده و فردتها على مكان قلبها فـ بصلها بهدوء، لاقاها بتقول بنبرة حنونو فكرتُه بأمُه!:
- حاسس بدقات قلبي؟ أنا قلبي هيُقف من الفرحة!! 
إستشعر دقات قلبها السريعة جدًا فـ إبتسم لبراءتها، حاوط كتفها و قرَّبها لصدرُه بهدوء، إحساس إنها بتحبه بالشكل ده بيرضي حاجه جواه هو نفسه مش فاهمها، حضنت خصره و ريَّحت راسها على صدره و غمضت عينيها و هي مش مصدقة إنها في حضنه فعليًا!!! دفنت أنفها في صدره و ربتت على ضهره بحنان، إستغرب رُسلان من حُضنها! ياما بنات ناموا في حضنُه إشمعنا هي اللي حضنها دافي بالشكل ده؟ إشمعنا هي اللي يتحضنه بكمية حُب متحضنش بيها قبل كدا غير من أمه؟، إشمعنا هي اللي مش عايز يخرجها من حضنه؟ بلَع ريقه و دماغه هتتشل من التفكير، لمساتها وتَّرتُه!! عُمر ما واحده في الدنيا عِرفت تبعثر رسلان الجارحي إشمعنا هي؟ 
وصلوا القصر فـ قال بهدوء:
- يلا يا تيَّا وصلنا!! 
طلعت من حضنه و نزلت من العربية، فـ إتصدم رُسلان من البروده اللي لفحته لما بِعدت عنُه، لدرجة إنه كان عايز يمسك إيديها و يشدها لحضنه تاني بسرعه و مبيعدهاش عنه تاني، نزل من العربية و هو مستغرب نفسه و مضايق من تأثيرها عليه، لدرجة إن من ضيقُه مسك إيديها بعنف لأول مرة و شدها و هما ماشيين ناحية القصر، إستغربت تيَّا بس معلّقتش، و أول ما شافت الجنينه سابت إيده و جريت على الورد المتفتح و قال بفرحة:
- إستنى يا رُسلان!! الله الورد حلو أوي، إنتَ اللي بتسقيهُم!!! 
قال و هي حاضنة وردة بإديها و بتميل عليها تشمها، فـ قال بملل:
- يلا يا تيَّا! 
- حاضر ثواني!
قال و هي بتنثر قُبلة على وردة بيضا و بتضحك ببراءة، إبتسم غصب عنه على طفوليتها، جريت عليه و مسكت إيده و بقت هي اللي تشدُه للقصر!! إتصدم من حركتها، رُسلان الجارحي بيتجَر ورا بنت و بمزاجه؟!! كان بتضحك و هي بتشده وراها لحد ما وصلوا لباب القصر ف خبطت كإنها بتطبل على الباب، فقال بضيق و هو بيطلع مفاتيحه:
- محدش جوا إستني 
لفتله و قالت بإستغراب:
- محدش جوا خالص خالص؟ 
حاوط خصرها و بعدها بلُطف من قدام الباب عشان يفتحُه فـ بلعت لسانها خصوصًا لما قال:
- خالص، إديت للخدم أجازه!! 
كانت قريبة جدًا منه و ده لإنه مقربها من صدره، فـ بَص لملامحها المتوترة و قال يخبث عشان يزود توترها:
- النهاردة مينفعش يبقى في حد غيري أنا وإنتِ في القصر!!! 
وفعلًا نجح في إنه يوترها لدرجة إنه إبتسم بمكر لما وشها قلَب ألوان بالشكل ده، فتح الباب فـ بعدت عنه بسرعه و دخلت، إتوقع إنها تنبهر بالقصر إلا إنه إتصدم لما لاقاها مش واخده بالها و عادي مدتش ردة فعل، فـ سألها بجدية:
- عجبك القصر؟ 
بصت حواليها بهدوء و زمت شفتيها و هي بترفع كتفها:
- عادي .. كويس!!! 
رفع حاجبُه!! كويس!!، القصر اللي الناس بتتمنى بس تقف قدامه من برا و تتصور جنبه هي بتقول عليه عادي، إتنهد من ردات فعلها اللي عُمره ما فهمها، إلا إنه مسك إيديها و شدّها بهدوء وراه و طلعوا على السلام، إبتدت خطواتها تتقل و هي عارفة كويس إنهم رايحين لجناحه، قلبها دق كالعاده بعنف لما دخلوا الجناح، إتوترت جدًا و هو بيمشي بيها ناحية أوضة نومهم، بس حاولت تطمن نفسها، وقفوا في نص الأوضة، لفلها و هي باصة في الأرض، حاسس برعشة إيديها، و رغم إن رُسلان مبيحبش الدلع، و شايف إن اللي هيحصل طبيعي و مش المفروض تخاف إلا إنه حَس إن اللي واقفه قدامه دلوقتي مش زي أي واحده عِرفها، لأول مرة يحِس إنه خايف على حد .. خايف يإذيها من غير ما يقصد، خايف عليها و عايز يطمنها، و عشان يخليها تاخد عليه قرَّب منها و رفع إيديه و إبتدى يفُك دبابيس طرحتها، إترعبت تيَّا ف ـ هدَّاها:
- ششش إهدي .. عايز أشوف شعرك بس..!! 
بلعت ريقها و هي بتومأ برهبة، فـ إبتدى يفُك الدبابيس و زاح الحجاب برفق، صفَّر بإعجاب لما لقى شعرها بني فاتح و نوعه كيرلي طويل واصل لآخر ضهرها، إتكسفت تيَّا فـ قال هو بإبتسامة:
- شعرك كيرلي طبيعي؟!! 
أومأت و رفعت وشها و قالت بغضب طفولي:
- أيوا يا رُسلان كيرلي، و بحبه أوي و مش ناويه أفردُه أبدًا، البنت الغبيه الـ هير ستايسلت اللي جيبتهالي قالتلي هعملهولك ليس وقعدت تقول إن الرجالة مبيحبوش الشعر الكيرلي! هي مالها يعني!!! 
لأول مرة يضحك بصوت من زمان، ضحك لدرجة إن راسه رجعت لورا، فـ بصتله بإبتسامة على ضحكته، مسك وشها بإيديه و مسك شعرها و قال بإبتسامة سرقت قلبها:
- سيبك منها دي مبتفهمش، أنا بعشق الكيرلي أساسًا!!! 
إبتسمت و قالت في سرها ( وأنا بعشقك)، سكتت و هي بتبص في عينيه، آه من عيناه، بصلها فهد برغبة حقيقية، و ميّل على شفايفها فـ إتخضت تيَّا و بعفويه وقفت على أطراف أصابعها و حاوطت رقبته و حضنته، حضنتُه كإنها بتستخبى منه .. فيه!!
إتصدم رُسلان، غمض عينيه و هو بيستشعر حضنها، حضنها اللي بيهدم حصونه و بيفتت كل ذرة عقل فيه! حُضنها اللي بيضعف كل قوتُه و بيبقى زي الطفل في إيديها، الخوف اللي كان متملك قلبها راح أول ما حضنتُه، فـ إتحول من حضن برئ لحُضن كله مشاعر، إبتسمت تيَّا و مسحت على خصلات شعر من ورا بحنان و هي بتطبطي على ضهرُه العريض برفق، غمض عينيه و حاوط خصرها بقوة، دفن وشه في شعرها الكثيف بيشِم ريحته اللي كلها ياسمين، إيه حضنها ده؟ فِضل يسأل نفسه و هو بيشدد على حضنها، لدرجة إنه نطق إسمها بضعف لأول مرة يتملك منه:
- تيَّا!!! 
رُسلان الجارحي بقى زي الطفل في إيديها لمجرد حضن بسيط؟ غمغمت تيّا بنبرتها الحنونة:
- عيون تيَّا!!! 
غمض عينيه و إبتسم و هو بيبعد شعرها عن رقبتها وميَّل قبَّلها بلُطف، إرتعشت تيّا و حاولت تبعد عنه إلا إنه شدد على حضنها و قربها منه زياده و قال بسرعه زي الطفل:
- رايحة فين! لاء خليكي شويه!!!
إبتسمت و إتنهدت و هي بتحضنه بحنان و بتمسح على شعرُه كإنه إبنها، مقدرش يقوم لمساتها و رغبته فيها بتزيد، فـ بِعد بوشه عنها و إنقَض على شفايفها بشوق و رغبة جامحه لدرجة إنها مقدرتش تقاوم رغبته المتزايده فيها ولا قدرت تقاوم مشاعرها ليه و حبها اللي بيزيد في كل دقيقه!!! 
يُتبع!♥
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صحيت من النوم و هي شِبه عارية، مش مغطيها غير غطا تقيل و إيدُه اللي محاوطة خِصرها بتملُك، جسمه مغطيها و هو واخدها في حضنه، اللي يشوف من بعيد يفتكر إنه بيعشقها، بس محدش عارف إن ده حُضن شهواني مش أكتر، بصتلُه تيَّا بحُزن، مسدت على دقنُه و هي بتفتكر اللي حصل، رغم إنه لا أذاها ولا وجعها، إلا إن طريقته كانت (شهوانية بحتة)، للحظة حسِت إنها واحدة من الشارع مش مراته، حسِت إنه بيقضي ليلة جامحة مع واحده و هيرميها عادي، لمساته ليه كانت خالية من المشاعر، خالية من الحُب، غمضت عينيها و حاولت تتغاضى عن اللي حصل و كفاية إنه كان حنين و مأذاهاش، بصتلُه بـ حُب برئ، و قربت بوشها من وشه و طبعت قبلة حنونة على دقنه لإنها الحاجة الوحيده اللي عرفت توصلها من وشه، فتح رُسلان عنيه فـ إتخضت تيَّا وكانت هترجع لورا لولا إنه شدد على خصرها و همس بصوت متحشرج أثر نومه:
- رايحة فين؟! 
إتوترت وقالت و هي بتشاور على وراءة ببراءة:
- هقوم أحضر الفطار.. 
فتح عينيه اللي سرَحت فيهم وقال بسُخرية:
- فطار؟ فطار إيه دلوقتي حد قالك إني جعان؟ 
- بس أنا جعانه و آآآ
قالت بنفس التوتر فقاطعها بـ لا مُبالاة:
- مش وقتُه أكل يا تيَّا دلوقتي! 
كشرِت و ضاقت صفة جديده ليه في قائمة صفاته (أناني)، غمضت عينيها بحُزن لما قرَّب منها مُتجاهل تمامًا رغبتها في أي حاجه تانيه و كإن الكون ده كله بيدور حواليه هو وبس!!! 
• • • • • 
****نهاية الفلاش باك***** 
لسه دُعاءُه عليها بالموت بيرِن في ودنها و هي واقفة في المطبخ و بتفتكر أول يوم في جوازهم، و من شرودها مسكت الحلَّة بإيديها الإتنين و هي سخنة عشان تشيلها من ع النار و مخدتش بالها خالص، صوت صراخها وصلُه لإنه كان لسة مطلعش الجناح فـ جري عليها في المطبخ لاقاها مايلة بجشمها لقدام ماشكة إيديها و بتعيط بحُرقة، و كإن إيديها كانت فُرصتها عشان تعيط بعُذر، رُسلان جري عليها و ملامحه كلها قلق، ميل براسه و مسك إيديها ضهر إيديها و هو يردف بصوت كله قلق:
- في إيه إيه اللي حصل!! إتلسعتي؟ طب إهدي تعالي!!! 
قال و هو بيبُص لباطن إيديها اللي كله أحمر، بصتلُه بعيون نافرة منه و في لحظة زقته من صدره و هي بتقول وسط عياطها:
- إبعدي عني متلمسنيش!!! 
إتصدم! تيَّا اللي كانت بتخاف تطول في النظر لعينيه بقت بتزُقه!، تيَّا اللي عمرها ما إطاولت عليه حتى بالهزار بتزُقه كدا عادي، ولإنه رُسلان الجارحي اللي مينفعش حد يتطاول عليه مسكها من دراعها بعنف وقربها لصدره وقال بحدة و صوت عالي:
- إيدك متتمدش عليا تاني!! إنـــتِ ســـامــعــة؟!!! 
جسمها إتنفض لما صرَّخ في وشها، فأسبلت بعينيها بحُزن و دموعها جريت على خدها و هي بتبُص للأرض، بسُرعة مسك دقنها و رفع وشها ليه و هو بيقول بنفس الحدة:
- متنزليش عينك بُصيلي! بطَّلي تتهربي من عينيا!! 
قال بضيق حقيقي و هو بيسأل نفسه إن إشمعنا هي الوحيده اللي مبتسرحش في عينيه زي باقي البنات، دي كمان بتتجنب تبصلُه كإنه مشوَّه دميم!! حاول يبعد الأفكار دي عنه رغم إنه شايف إن بؤبؤ عينيها بيبُص على أي حاجه عداه، إتنهد بضيق و خدها بهدوء من دراعها و فتح الفريزر، مسك كفيها و فتحهم فـ لقى فعلًا إن لونهم أحمر بشكل مش طبيعي، بلُطف حاوط كتفهل بدراعه و هو لسة ماسك إيديها الإتنين وقال:
- هتتوجعي شوية بس عشان ميورموش!!! 
- لاء لاء مش عايزه!
قال بذعر و هي عارفة إحساس التلج لما يتحط على مكان بيطلُّع حرارة!!! هداها برفق:
- ششش متخافيش!!
و فعلًا حط إيديها الإتنين على سطح الفريز، فـ صرّخت و هي بتحاول تبعد إيديها عن إيده إلا إنه كان ماسك كفيها بقوة، لحد ما ساب إيديها بعد دقيقة بالظبط، طلعت كل وجعها فيه و هي بتصرخ فيه بعياط:
- إنت ليه مصمم توجعني!!! أنا مكنتش عايزه أحط إيدي في الفريزر 
و إنفجرت في العياط بحُرقة، بَصلها بتعجب ليبتسم و هو بيحرك راسه على الطفلة دي، و في لحظة مِسك دراعها و شدَّها على صدره و مسك إيديها عشان يُقبل باطنها، إتصدمت و من صدمتها بطلت عياط، من إمتى الحنيه دي؟!، رغم كدا لسة كلامه وإنه دعى عليها بيرن في ودانها، فـ خرجت من حضنه بهدوء و هي بتمسح دموعها و قالت بقوة زائفة:
- خلاص أنا كويسة، متشكرة!! 
- إنت بتخرجي من حضني؟!!
قال بإستنكار و سُخرية، وكإنه بيقولها إنت إتجننتي! إزاي واحده تبقى في حضن رسلان الجارحي وتطلع منه؟! بصتلُه بتحدي فكان عليز يمسك دماغها يكس.رها في أقرب حيطة، خصوصًا لما قالت ببرود:
- إيه المشكلة، مش حابة حُضنك أصلًا!! 
رفع حواجبه بصدمة فإبتسمت و هي عارفة إنها بتضرب غرورُه في مقتل، سابته غرقان في الحيرة والصدمة ومشيت، راحت تيَّا جناحهم و هي بتبتسم بإنتصار و بتدندن:
- أنا مش مبينالُه أنا ناوياله على إيه!!! 
• • • • • • • 
طلعت من الحمام لافة بشكير نبيتي على جسمها و شعرها الإسود مُتدلي من وراها، كانت فاكرة إنه راح شغله إلا إنه كان لسه واقف بيظبط نفسُه قدام التسريحة، رغم كسوفها إنه موجود إلا إنها إتصرفت عادي و لسة بتدندن بـ روقان:
- غلبان أوي .. غـــلــبــان!!! 
بصلها في المراية و هو رافع حاجب من حواجبه، لِبس ساعته و شمَّر أكمام قميصه فظهرت عروق إيده، وقفت تيَّا جنبه و هي بتسرح شعرها، بصلها و هي يادوبك جاية عند كتفُه، خلَّص و خد مفاتيح عربيته و موبايله و لفِلها و قال بضيق:
- أنا همشي، عايزه حاجه من برا؟ 
قالت منتهى البرود و من غير م تبصلُه:
- سلامتك!!! 
وقف لثواني مستني الحُضن اللي بتدهولُه دايمًا قبل ما يروح شغلُه، الحضن اللي بيغرق جوَّاه و بيديه باور لباقي اليوم، و رغم إنه على طول لما تحضنه قبل ما يمشي كان بيقولها ( بطَّلي يا تيا شغل عيال) إلا إنه واقف دلوقتي زي العيل الصغير اللي مستتي مكافأة من أمه بفارغ الصبر!! 
بصتلُه بإستغراب وقالت:
- لسة واقف ليه؟ 
- إنت مش ناسية حاجه؟
قال بعصبية، فـ كشرت بدهشة و قالت و هي بتهز كتفها:
- حاجه زي إيه يعني؟! 
إتأفف و ضرب على التسريحة بكفه فإتتفض جسمها و هي بتكتم بصعوبة ضحكتها و رجعت بصِت للمرايه ببرود و هي بتحُط الكريم بتاعها على إيديها، فِضل واقف زي الطفل، رُشلان الجارحي واقف مستني حضن من مراته عشان يعرف يكمل باقي يومه و هي ولا هي هنا!!! سابها و مشي بعد مـ مسك علبة الكريم بتاعها و رماها على الأرض بغِل، أول ما خرج من الجناح إنفجرت في الضحك و هي حاسه إني قلبها هيقف م الضحك، حريت وراه بسرعه قبل ما يمشي و هي بتنادي إسمه بلهفة:
- رُسلان إستنى!!! 
وقف رسلان في بهو الڤيلا و لفلها و هو مبتسم ببراءة بتظهر على وشه لأول مرة، فتح إيديه عشان يتلقاها في حضنه و هي بتجري قظامه على السلم، فبصتلُه بإستغراب و هي بتنزل على السلام جري و وقفت قدامه وبتبص لإيديه المفتوحة بإستغراب زائف و قالت ببرود:
- إبه ده إنت دراعك واجعك ولا إيه فاتحه ليه كدا؟ أنا كنت نازلة أقولك إني رايحة للكوافير النهاردة! 
نزل إيديه و الصدمة متملكة منه، لحد ما إستوعب إنها مش هتحضنه فـ صرَّخ فيها بحدة:
- روحي مع السواق متروحيش لوحدك سامعة؟! 
- إتفقنا تفوقه!!
قالت بحماس و هي بتجري على الجناح فـ بص لأثرها وقال بجنون:
- تفوقه؟ لاء أنا تعبت!!!
يُتبع♥
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قاعده على الكنبة قُدام الشاشة مرّكزة على مُسلسلها التركي،  لابسة شورت إسود قُصير و بـادي حمالاتُه رُفيعة بلون أحمر غامق ناسب بشرتها البيضا، شعرها الطويل مفرود على أكتافها بعد ما فردت تموجاته عند الكوافير، حاطة ميكب جريء وراسمة عينيها بكُحل إسود داكن و الروچ أحمر، إتفتح باب الڤيلا فـ عرفت إنه جِه، إبتسمت بخبث و فردت رجليها قدامها على الطرابيزة و هي بتبص للمسلسل بتركيز رهيب، دخل رُسلان و أول ما شافها صفَّر بإعجاب و قف قدامها و رمى المفاتيح على الطرابيزة وقال بمكر:
- إيه الأحمر اللي قاعد عندي في الڤيلا ده؟ تصدقي طول عمري بيقولوا عليا وطني وبحب أشجع بلَدي .. و علم بلَدي ..  و مُزز بلَدي!! 
قال و هو بيميِّل عليها وبيحاصرها بإيديه ساندهم جنب راسها فـ بصتله بضيق و قالت بصوت خافت:
- سرسجي!! 
ضحك بصوت عالي ضحكة رجولية و بصلها و عينيه بتاكلها و هو بيرجَّع شعرها لـ ورا:
- ماشي هعديهالك!! 
و ميَّل عليها أكتر و كل اللي في دماغها يبوظ الروچ الناري اللي حطاه ده، فـ حطت إيديها على كتفه بسرعه و هي بتقول ببرود:
- رُسلان، عايزه أتفرج على حلقة المسلسل التركي بتاعتي إبعد شويه لو سمحت!! 
بصلها بصدمة و ميل براسه و هو بيقول:
- نعم يا روح أم.ك؟ مسلسل تركي إيه دلوقتي ده أنا اللي عايش في مسلسل تركي!!! 
- مش بهزر بجد إبعد مش شايفة البطل منك!!
قالت بنرفزة طفولية، فـ قال و هو بيتشرَّب ملامحها:
- طب والله ما في بطل غيرك!!! 
- وبعدين بقى في قلة الأدب دي!! تعالى بس أقعد إتفرج!!
قالت و هي بتمسكُه من دراعه، و بتقعده جنبها فـ قعد فعلًا بقلة حيلة و هو بيغمغم:
- ماشي يا بنت عزَّام خليني وراكِ للآخر!! 
لسه مش عارف يستوعب إنه بيجاري مراتُه عشان ينول رضاها بس و تحِن عليه! إبتسم بسخرية و بصلها و تاه في ملامحها، و بينما هي مركزة في المسلسل كان هو مركز عليها، فـ بصتلُه تيَّا بإبتسامة مش بريئة إطلاقًا، و ميّلت عليه فـ إتوسعت عينيه و هو بيقول:
- يا فرج الله!! 
كان فاكر إنها هتحضنُه بس راحت كل أحلامه على الأرض لما مدت إيديها و را ضهره و خدت الريموت و علِت على المسلسل و هي بتحاول بصعوبة تكتم ضحكتها، مسح على وشُه بمنتهى العنف و هو عايز يمسكها و يكسَّرها في بعض، فقد كل صبره و مسك دراعها و هو بيقرَّبها لصدره فـ شهقت بدلع مقصود جدًا، فقال بعصبية:
- ورحمة أبويا و أمي هتهور عليكي!! 
- مالك يا رُسلان إنتَ كويس؟!
قالت بقلق زائف و هي بتمسِد على خدُه فـ غمَّض عينيه و عقلها البرئ مش هيعرف هي بتعمل في إيه بلمستها دي،  حاوط خصرها و هو بيقول بمنتهى الجدية:
- أُحضُنيني!! 
بصتلُه بصدمة حقيقية، لو كان حد من المستقبل جِه و قالها رُسلان الجارحي هيطلب منك بلسانه حضن بس مكنتش هتصدق،و رغم كدا إبتسمت بمكر و هي بتمسح على دقنه الخشنة:
- رُسلان، بلاش شُغل عيال بقى!
قالت بإبتسامة مستفزة و هي قاصده ترُدهاله زي ما كانت بتترمي في حضني و هو اللي يقولها بلاش شغل عيال، فـ ضيق عينيه و هو بيقول بضيق:
- يعني بترُديهالي؟ 
- برُدلك إيه بس؟
قالت و هي بتشيل إيده من على خصرها و بتقول بإبتسامة:
- هقوم أحضرلك الأكل يا حبيبي!! 
رجَّع راسه لورا و غمض عينيه لما مشيت من قدامه بيحاول بصعوبة يسيطر على أعصابه، و هو سامعها في المطبخ بتدندن بصوتها العذب:
- أنا هـعـمل فيك جِميلة .. عارفاك قليل الحيلة .. وبجد صــعــبــت عـلـيـا!!! 
• • • • 
- يعني إيه كلتي؟! إنتِ مكنتيش بتتغدي غير لما آجي!!
قال و هو قاعد على السُفره و هي واقفة بتبرُد ضوافر بالمبرد و هو بيبصلها بعصبيه زي الطفل الصغير، فـ سابت المبرد على السُفرة و راحت ناحيته و ميّلت عليه و هي بتحاوط ضهر كرسيه بإيديها زي ما بيعمل معاها، رفع رُسلان حاجبه و إبتسم نُص إبتسامة و هو بيبُصلها برغبة حقيقية:
- مش كنت بتقعد تقولي كُلي إنتِ و ملكيش دعوه بيا؟ عملت بنصيحتك يا رُسرُس!! 
- رُسرُس؟ رُسلان الجارحي يتقالُه رُسرُس!!
همس بصدمة، فـ ضحكت و كانت هتمشي من قدامه لولا إنه مسك دراعها و بالعافيه قعدها على رجلُه و هو بيحاوط خصرها بتملُك رهيب، شهقت تيَّا بذُعر و حاولت تقوم و هي بتقول برُعب:
- رُسلان سيبني!! 
قال بخبث:
- وقعتي ومحدش سمَّى عليكي!! 
- رُسلان إبعد!!
قال و هي بتزُقه بعصبيه من صدره، فـ قال بعصبية:
- تيَّا في إيه؟! ده إنتِ كنتِ بتقعدي في حضني بالساعات لدرجة إني كنت بحسِك بنتي مش مراتي!! مالك اليومين دول؟!! 
قال بنرفزة:
- مبقتش أحب أقعد في حضنك أنا حُرة هو بالعافية!!! 
- يعني إيــه يعني!!! ده في مليون واحدة غيرك تتمنى القعده اللي إنتِ قاعداها دي!! ده أنا رُسلان الجارحي يا تيا مالك!!!
قال و غروره رافض كلامها، رافض كون جس.مها بيبعد عن جسمه بالشكل ده، رافض إن تيَّا بالذات بتبعد عنه بعد ما كانت بتتمنى قُربه، بصلها و هي بتبتسم بسُخرية، بَص لصُباعها اللي إتغرز في صدره بضُفرهاو قالت بتحدي .. عجَبُه مش هينكر: 
- أنا متقارنش بشوية الزبال.ة اللي بتعرفهُم، أنا تيَّا .. تيَّا عزَّام يا رُسلان!! 
و قامت من على رجلُه و طلعت لجناحهم و هي سايباه بيشيط حرفيًا، ضرب المعلقة على السفرة بإنفعال و قام من على الأكل لإنه متعودش ياكل لوحده، خصوصًا إنها عاملة سمك و هو مبيعرفش ياكله غير لما هي تفصصهوله، بَص حواليه كإنه تايه و قعد على الكنبة و هو بيفتح زراير قميصُه بضيق و حاسس إنه مخنوق، فـ سمع صوت خلخالها بعد دقايق و هي نازلة على السلم، فـ إضايق أكتر، لاقاها واقفة جنبه بتقول ببرود:
- مكلتش ليه؟! 
قال بضيق و نبرة شِبه حزينة:
- إنتِ عارفة كويس إني مبعرفش أكُل السمك غير لما سيادتك تفصصهولي، هبعت أجيب دليڤري 
إبتسمت و صِعب عليها المرة دي، فـ مسكت دراعه و قالت بهدوء:
- طيب تعالى!!
قام معاها بإبتسامة و هو فرحان إنها و أخيرًا هتحن عليها، قعد على الكرسي مُترأس السفره و قعدت هي جنبه، فقال بخبث:
- طب ما تيجي على حِجري!!! 
- بس بقى بدل ما أقوم!
قالت و هي بتبصله بجنب عنيها وبتبدأ تفصصلُه السمك، فـ قال بلهفة:
- لاء خلاص و على إيه!! 
فصصتلُه السمك كله و حطِته على الرُز و ملِت المعلقة و إبتدت تأكلُه، و لأول مرة يفرح إنه بياكل من إيدها رغم إنها ياما كانت بتأكلُه في بوقُه، بس يمكن من كتر ما ألَف النعمة اللي كانت بين إيديه بقى يجحد بيها، و أول ما حَس إن تيَّا بتبعد عنه إتجنن! 
خلَّص أكل و شكرها بإبتسامة طالعة من قلبُه:
- تسلم إيدك، م تجيبي حُضن طيب!! 
ضحكت من قلبها و هي مش مصدقة إنه بيشحت الحضن منها، فقالت بهدوء:
- إيه حكايتك مع الأحضان النهارده؟! 
- محتاجلك! 
قال و هو بيتنهد و بيفتح لها دراعاتُه و بيترجَّاها بعينيه، فـ إبتسمت بسُخرية مريره، و ربتت على كتفه و هي بتقول:
- ياما إحتاجتك و ملقتكش، تصبح على خير يا رُسلان!! 
و سابتُه ومشيت و مسمعتش بعدها غير صوت تكسير خلَّى جسمها يترعش بس كملت و طلعت على جناحها و هي بتبتسم بألم حقيقي!!
يُتبع♥
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ضامة رُكبتها لصدرها و قلبها بينبُض بعُنف و خوفها عليه بيتزايد أكتر، و ده لإنه بعد ما وصلة تكسيرُه تحت خِلصت ساب الڤيلا و مشي، لما طلعت البلكونة لقِتُه بيطلع بعربيتُه بأقصى سُرعة لِيه، و بصعوبة تماسكت عشان متتصلش بيه، و لحد دلوقتي مرجعش، صاحية و النوم طاير من عينيها، هتنام إزاي و هي متعرفش حاجه عنُه، إتنفض جسمها لما سِمعت صوت عربيتُه في جنينة الڤيلا، جريت على الشباك ووقفت ورا الستارة الخفيفة عشان تشوفه من غير ما يشوفها ولما إتأكد إنه جِه و بينزل من العربية، قفلت أنوار الجناح بسرعه و راحت على سريرها و غمضت عينيها و هي بتمثل النوم عشان ميعرفش إنها  صاحية لحد دلوقتي و مستنياه، لملمت شتاتها لما باب الجناح إتفتح و ريحة برفانه اللي بتعشقها إبتدت تدغدغ معدتها، سمعت صوت رمي المفاتيح على التسريحة، وقلبها إتقبض لما سمعت صوته و هو بيقول بقسوة:
- تيا ..تــيــا!!! 
قامت من النوم الزائف ودعكت عينيها وهي بتقول بإنزعاج:
- في إيه؟! حد يصحي حد من نومة حلوه كدا!! 
فقد كل أعصابه من برودها و إتجه ناحيتها و بمنتهى العنف مسك دراعها و قومها من على السرير و هو بيشدها عليه فشهقت بخضة من مسكتُه ليها و رفعت عينيها ليه و بداية راسها واصلة يادوبك لدقنه، لقِت في عينيه شر غريب، ضيقت عينيها بتحدي مكانش في وقتُه، فـ إعتصر دراعها بين إيديه و هو بيقرب منها و بيهمس بقسوة:
- أنا عايزك!!! 
إبتسمت بسُخرية و رغم ألم دراعها إلا إن قلبها إتقسم نصين و هي كل مرة بتكتشف إن حبه ليها شهوه مش أكتر، دارت ألمها و حزنها وقالت بهدوء:
- بس أنا تعبانة و عايزه أنآآآ!!! 
قطع جملتها و هو بيهدر في وشها بصوت عالي خلَّاها تترعش برهبة:
- مـــبـــاخــدش رأيـــك!!!! 
بصتلُه بصدمة حقيقية، خصوصًا لما زقَّها على السرير و إبتدى يفتح زراير قميصُه، سندت على كوعها و عينيها بتتوسع و قالت بصدمة:
- إنت .. إنت هتعمل إيه؟ إنت بتهزر صح؟!! 
إبتسم بسُخرية و هو بيرمي قميصُه على الأرض و لسة هيميّل عليها قامت بسرعه في وشه و هي مقرره تواجهه وإن كانت مواجهته نهايتها موتها، و بـ صريخ ضربت صدرُه و هي بتزعق فيه:
- إنت إتـجـننت!!!! بـتـعـمل إيـه!! فـوق يا رُسلان بدل ما قسمًا بربي أقتلك و أقتل نفسي وراك، أنا تــيــا عزام يا رُسلان .. أنا مراتك مش واحدة من الزبالة اللي بت.نام معاهم!!!! 
مسك إيديها و لواها ورا ضهرها و هو بيقربها منه و بيصرَّخ فيها بنفس العصبية:
- إخـرسـي!!! 
إتلوت بين إيديه و هي بتصرَّخ وقلبها بينزف:
- مش هـخرس!! إنت فاكر إني هستسلم وأعيط و أسيبك تعمل اللي عايز تعملُه ده! طب جرب يا رُسلان و وعد على رقبتي مش هتشوف وشي تاني!!! 
- إنتِ مــراتــي!!!
قالها بعنف و هو بيشدد على إيديها اللي لاففها ورا ضهرها، فقالت بصوت مبحوح من الصُراخ و الصدمة اللي هي فيها:
- آديك قولت مراتك مش عابده ليك! إنت فاكر نفسك مين؟! أي حاجه تعوزها لازم تحصل حتى لو على حساب اللي قدامك! إنت أناني و عُمرك ما هتتغير! أهم حاجه رُسلان الجارحي و مزاجُه إنما أنا .. أنا مش مهم تدوس عليا عادي عشان تتبسط، أراهنك إنك لسة جاي من حضن واحده دلوقتي!!! 
قالت آخر جملة و هي بتصرخ في وشه، بصلها بهدوء و هو بيبتسم بسخرية، عايز يقولها إنه معرفش يلمس غيرها، و لا قِدر يحضن غيرها، بس لإنه رُسلان الجارحي اللي عُمره ما يبين ضعفه، قال و هو قاصد يوجعها زي ما وجعته، و قال بتحدي وبنبرة خالية من الشفقة:
- شاطرة .. عرفتي لوحدك؟ أنا فعلًا لسة كنت جاي من حضن واحده دلوقتي بس بصراحة معجبتنيش .. متمزجتش!!! فـ جاي لمراتي عشان عارف إن إنتِ اللي هتعدليلي مزاجي، إنت فاكرة نفسك مين يا بنت عزام، أنا أصلًا متجوزك عشان تعدليلي مزاجي مش أكتر!! 
دموعها نزلت من عينيها و إبتسمت، إبتسامة لخَّصت كل مشاعر الألم اللي في قلبها، إبتسامة خلِت قلبه يتنفض من مكانه و هو شايف دموعها الغالية عليه مع إبتسامة وجع عارفها كويس، هو قال إيه! ليه قال كدا، أول ما شاف دموعها كان عايز ياخدها في حضنه و يقولها إنه غبي، و إن اللي قاله محصلش رُبعه حتى، رقِت ملامحه لما شاف دموعها فـ ساب إيديها اللي إزرقِّت و إتنهد و لسة هيتكلم، لاقاها بتقول بمُنتهى الهدوء:
- بكرة الصبح هروح لبابا، ورقتي توصَلي على هناك!!! 
- ورقتك؟!!
قال بصدمة فـ لفِت عشان تسيبه و تمشي إلا إنه مسك إيديها وشدها عليه بصوت مهزوز مُنفعل:
- ورقة إيه إنتِ إتجننتي! ده بُعدك يا تيا مش هطلقك!!! إنت حرَم رُسلان الجارحي و هتفضي على ذمتي لحد ما واحد فينا يدفن التاني!!! 
- يبقى جهِز دفنتي من دلوقتي!!
قالت بإبتسامة هادية و هي بتبصله، إتقبض قلبه و إتنفض جوا قفصُه الصدري، و محسش بنفسه غير و هو بيشدها لحضنه بيحضنها بكُل قوته كإن الموت على بعد خطوات منها فـ غمض عينيه و هو بيقول بلوعة:
- بعد الشر .. بلاش جنان بعد الشر عليكي!! 
و همس في سرُه:
- يارب يومي قبل يومها .. آآه يارب .. يارب هي ملهاش دعوه بالذنوب اللي بعملها، يارب أرجوك متنتقمش مني فيها!!! 
شدد على حُضنها بيضُمها ليه أكتر، بينما هي كانت متبلدة لا بتبادله الحضن و لا بتبعد، كإن جسمها مش قادر يِدي إستجابة واحده بس ليه، بهدوء بعّدت نفسها عنه و بصتلُه للحظات، و إبتسمت إبتسامة شرخت قلبه و قالت بصوتها اللي فيه بحة و اللي بيعشقه:
- هتعيش .. طول عمرك تندم .. على اللي قولته، مش هسامحك و هقول لربنا لما أروحله إنه ميغفرلكش اللي عملته فيا!! 
و شاورت على قلبها و هي بتقول بنفس الهدوء اللي خلَّاه يترعب من فكرة إنها متبقاش موجوده:
- بحق كل وجع سببتهولي هِنا، بحق كسرتي و أنا في حضنك كل مرة و إنت بتاخد مني اللي عايزه كإنه بتعامل واحده من الشارع، بحق اللي قولتهولي ده أنا مش مسامحاك يا رُسلان! 
- ششش!!!
قال و هو بيميل عليها و حاوط وشها بين إيديه و غصب عنه كل خلية في جسمه بتترعش، عبنبه بتتهزى و هي بتجري على ملامحها برعب حقيقي و كإنه بيقولها بعنيه " متسيبينيش .. متعمليش فيا كدا!" بعدت إيديه و بعدت عنه و هي بتتجه ناحية السرير و بهدوء حطت راسها على المخده و غمضت عينيها! بصلها و قلبه هيُقف من الخوف، رُسلان الجارحي خايف .. مرعوب!! مرعوب إنها تمشي وتسيبه، هيعيش إزاي؟ هيتنفس إزاي في أوضة هي مش بتتنفس فيها؟ هيكمل أزاي ف حياة هي مش فيها؟!! و لأول مرة في حياته يخاف .. و من خوفه معرفش ينام، فِضل صاحي طول الليل يقاوم النوم عشان خايف ينام و يصحى ميلاقيهاش، لما حَس إنها نامت من إنتظام أنفاسها قرب منها و حضنها من ضهرها، حضنها بقوة و حاصر خصرها كإنه خايف تهرب منه، كإنه طفل خايف أمه تسيبه وتمشي، دفن أنفه في رقبتها و هو يقبلها مرات مُتتالية بحنان، و غصب عنُه راح في النوم!!
يُتبع♥
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صرَّخ و هو واقف في وسط الڤيلا بيبُص حواليه بصدمة بعد ما إستوعب إنها مش حواليه، بعد ما صحي من النوم ومالقاهاش جنبُه، قلبُه إتنفض من مكانُه و جري على برا و مسك واحد من حُراس ڤيلته من ياقة قميصُه و هو بيصرخ فيه بعنف:
- المدام فين يا بـهـيـم!!! 
قال الأخير بصدمة و خوف من الوَحش اللي قدامه:
- خرجت يا بيه من الصبح، حتى .. راحت بعربيتها مش بالسواق!!! 
محسِش رُسلان بنفسه غير و هو بينهال عليه باللكمات و الحرس بيبصوله بصدمة حقيقية و مش عارفين يتدخلوا! هيتدخلوا إزاي ده رُسلان الجارحي! سابُه رُسلان بعد م هدر بصوته الجهوري:
- و رحمة أبويا لهعرَّفك إزاي تشوف شغلك كويس بعد كدا!!! 
و في ثواني كان بلبس اللي جِه في طريقه و بياخد عربيته و هو عارف إنها عند أبوها، و هو في الطريق حاول بتصل عليها أكتر من مرة إلا إن تليفونها كان مقفول، وصل و هو حاسس إن عفاريت الدُنيا كلها بتتنطت قدام عينيه، خبَّط على باب الڤيلا بعُنف فـ فتحتلُه الخادمة اللي خدت نصيب من عصبيته لما سألها:
- تيّا فين؟! 
قالت بتوتر من هيئتُه:
- تيَّا هانم في أوضتها فوق و عزَّام بيه في شغله!!! 
موقفش يسمعها و طلع على جناح مراته و هو بيتوعدلها، مش قادر يتخيل إنها خرجت من غير إذنه و ساقت لوحدها! مش قادر يستوعب إنها إتحركت خطوة من غيرُه!!! و بتهور رهيب دفع الباب برجلُه فـ إتنفض جسم تيَّا اللي كانت قاعده على السرير بتبرُد ضوافها، بصتلُه بخوف مش هتقدر تنكره، ملامحه لوحدها رعَبتها، بصتله و هو جاي عليها زي القضا المستعجل، فـ وقفت على السرير و هي بتشاور بالمبرد في وشُه و بتتكلم برعب و لو مكانش في قمة عصبيته كان زمانه واقع من الضحك على شكلها:
- إنت .. إنت إيه اللي جابك، لاء بقولك إيه إرجع لورا إوعى تفتكر يعني إني هخاف من دخلتك عليا دي و عضلاتك، أنا في بيت بابا مش هتعرف تعملي حاجه .. يا بـــابــا!!! 
صرخت برعب لما شدَّها من دراعها عليه فـ وقعت في حضنه، حاوط خصرها عشان متُقعش و في ثانية كان بيرميها على السرير وراها و طل عليها بجسمه الضخم و ثبِت دراعاتها على الناحيتين إتلوت بجسمها بخوف حقيقي فـ سند ركبته على السرير و قرب منها و هو بيهمس قدام شفايفها بنبرة خلِتها تُدرك اللي عملته:
- قسمًا بربي .. لولا إني مش عايز أمِد إيدي عليكي أنا كنت جيبتك من شعرك و جريتك لحد بيتنا، لولا إن رُسلان ابجارحي بيمدِش إيده على نسوان وخصوصًا مراته كُنتي هتاخدي مني كام قلم يفوقوكي!! 
أنفاسها العالية من الخوف كانت بتضرب في وشُه، بصِت لعينيه اللي زي الدم من العصبية و إترعشت لما صرخ في وشها:
- بــتــمــشــي مـن غير مــا تقوليلي!!!!!!! 
مقدرتش تتكلم، أي كلمة هتقولها دلوقتي مش هتبقى في صالحها خالص بحالتُه دي، بصِت في عينيه ولمحت لأقل من ثانية حُزن .. كإنه خايف تسيبه و تمشي للأبد، بس رجع جبروته تاني في عينيه كإنه بينفي إنه ممكن يحزن أو يتأثر، فـ إتكلمت بصوتها الهادي:
- عايزة أتطلق!!! 
غمَّض عينيه و هو بيحاول يهدى و يكتم غضبه اللي لو طلع عليها هينسفها، و بعنف مستوعبوش مسك دراعها و غرز ضوافره فيها و هو بيهزها بعنف و بيقول بجبروت:
- إنتِ فاكرة إن دي نُقضة ضعفي؟ ده أنا أطلقك دلوقتي قبل بكرة لو عايز، مش رُسلان الجارحي اللي يتلويلُه دراع يا بنت عزَّام!! 
كبحت ألم ضوافر على إيديها، و بصتلُه بنفس الهدوء و هي بتبتسم نص إبتسامة:
- طب جميل، مدام مش نُقطة ضعفك يلا .. يلا طلقني يا إبن الجارحي!!! 
إستفزتُه لأقصى حد، فـ قال بحدة شديدة:
- مــش بـمـزاجـك!!! أنا اللي أقول إمتى تفضلي على ذمتي و إمتى أطلقك!!! 
قالت بنفس الهدوء وقلبها بيتقطَّ.ع:
- و أنا عند بابا و مستنية ورقة طلاقي توصلي!! 
قرَّبلها لدرجة خطيرة و قال بتحدي:
- مش هتباتي لحظة برا بيتي، و مش هتنامي على سرير غير على سريري، و لو وصلت إني أشيلك على ضهري زي العيال المعفصة هعمل كدا!!! 
رفعت حواجبها و هي بتقول بصدمة:
- عيال معفصة!! أنا معفصة؟!! 
إبتسم و هو بيبُص لملامح وشها البريئة:
- آه معفصة، و شكل تربيتك هتبقى على إيد العبد لله!!! 
و مسح على وشها بهدوء و هو بيقول بتوعد:
- هعرفك إزاي تقومي من جنبي و تاخدي عربيتك و تمشي من غير ما تقوليلي!! 
قالت ببرود:
- شاغل نفسك بيا ليه؟! ما تروح للهانم اللي كنت بايت في حضنها إمبارح! 
شتم في سرُه على غبائها، و غبائُه قبلها إنه وصلها للمرحلة دي من غير أصلًا ما يعمل حاجه، بصلها بهدوء و إتأمل عينيها الحزينة و هي بتحاول متبُصولوش، بعَّد إيدُه عن دراعها فـ إتآوهت بخوفت من الالام اللي سببه بضوافر، بَص للنغزات اللي في إيديها و هي بتفركهم بألم، فـ مسِد على موضع الألم بإبهامُه و قال بصوت شِبه حنون:
- بلاش هبل ع الصبح، أنا لا كنت عند واحدة و لا نيلة أنا معرفتش أبُص لواحدة غيرك يا هبلة إنتِ!!! 
كشرِت بإستغراب و قالت:
- يعني إيه؟! إنت اللي إعترفتلي بنفسك إمبارح!! 
- عشان غبي!!
قال و هو بيلثِم جبينها، فـ إتوترت و هي بتحاول تبعده برفق:
- رُسلان إبعد!! 
مسح على خصلاتها بحنان و قال:
- بردو؟ مبصعبش عليكي طيب؟ 
بصتلُه بحُزن .. نِفسها تاخدُه في حضنها، و نِفسها تستخبى في حضنه في نفس الوقت، إلا إنها داست على قلبها برجليها و هي بتقول بجمود رهيب:
- لاء!! 
إتصدم، هي دي تيَّا اللي كانت بتترمي في حضنه من أقل حاجه؟، هي دي تيَّا اللي كانت بتعشقه؟ مقدرش يتكلم فـ قالت هي بحدة:
- زي مـ أنا مكُنتش بصعب عليك بالظبط يا رُسلان!!! 
- إنتِ جايبة الجبروت ده مــنـيـن؟!!
صرخ في وشها بقسوة و هو بيشدد على دراعها فـ صرخت في وشه في المقابل بحدة:
- مــنــك!!!! 
مسكت ياقة قميصُه و كملت بإنهيار:
- كل مرة كُنت بتروح لواحدة زبالة من اللي تعرفهم وتسيبني .. كل مرة كُنت بحضُنك و إنت حتى مبترضاش تحضني، كل مرة كنت بقولك إني بحبك و مسمعهاش منك و كل مرة كنت بتحسسني إني ولا حاجه عندك، كُل دة  ومش عايزني أقسى و أبقى جبروت؟ أنا مش عايزاك يا رُسلان! لأول مرة أبقى مش عايزاك! إمشي .. إمشي يا رُسلان مش عايزه أشوفك تاني!! 
قالت و هي بتعيط بحُرقة في آخر كلامها، فـ بصلها بصدمة حقيقية و هو حاسس إن قلبه ملكوم، للدرجة دي كان ضامن وجودها .. لدرجة إنه مكانش شايفها أصلًا ولا واخد باله! مسح على وشه بعنف و قام و إتعدل في وقفته و هي بتغطي وشها في الملاية و بتعيط، و مسمعتش بعدها غير باب أوضتها بيترزع بعنف فـ إنهارت في العياط أكتر، كان نفسها ياخدها في حضنه و يقولها إنه آسف على الأقل، بس كالعادة متجوزة واحد أناني مبيشوفش غير نفسه و بس، فضلت ساعتين على نفس الحال بتعيط و هي مقررة إنها هتطلق و مافيش رجعة!! مسكت تليفونها و فتحتُه و أول ما إتفتح إنهالت عليها المكالمات بإسمه، إستغربت و فتحت الخط و هي بتقول بحدة:
- نعم يا رُسلان!! 
سمعت صوت راجل غريب بيقول و هو بيتنفس بصعوبة:
- حضرتك تعرفي صاحب الموبايل ده؟ 
إتنفضت من مكانها و إتقبض قلبها و هي بتقول:
- أيوا جوزي!! إنت مين!! 
قال الآخير بأسف:
- أنا أسف يا مدام بس زوج حضرتك لقينا عربيتُه مقلوبة على الدائري!!!!! 
• • • • • • 
يُتبع!! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- أنا أسف يا مدام بس زوج حضرتك لقينا عربيتُه مقل.وبة على الدائري!!!!!
واقفة قُدام أوضة العمليات رجليها شايلاها بالعافية ساندة على إزاز الأوضة و هي شايفه جسمه على السرير زي الج.ثة الهامدة كل مكان في جسمه متوصل بأسلاك و طَقم كامل من الأطباء واقفين قدام سريرُه، وشُه .. وشُه كلُه جروح و ندوب و منظرُه خلاها تنهار أكتر في العياط، قلبها هيُقف من الخضة و الخوف عليه، واقفة على الحال ده بقال 12 ساعة كاملين لدرجة إنها قالت لباباها يمشي و هي هتفضل معاه، مافيش دكتور بيطلع من العملية عشان حتى يطمنها، غمضت عينيها و سندت على الإزاز براسها و قالت بألم:
- يارب .. يارب يقوم بالسلامة، يارب أنا ماليش غيرُه بلاش تاخدُه مني أرجوك!! 
شددت على الحجاب اللي فوق راسها و راحت إتوضت و صلت في طُرقة المستشفى و هي بتدعي و بتنتحب من عياطها، و لما خلصت قعدت على الكرسي بتدلك رجليها اللي فضلت واقفة عليها 12 ساعة لحد ما ورمت! إتفتح الباب فـ بسرعة قامت تجري على الدكتور بتقول و عينيها بتترجاه إنه يقولها إن جوزها كويس:
- جوزي .. عامل .. إيه؟!!! 
بعَّد الطبيب الكمامه عن وشه و مسحه بمنديل و هو بيقول بضيق:
- رُسلان بيه كان هيحصله ك.سر في العمود الفقري لولا إن ربنا ستر، بس في رضوض عن.يفة في إيدُه اليمين و ج.زع في رقبته بس الخوف إنه لما يفوق لازم نتأكد من كل مؤشراته الحيوية، و متقلقيش يا مدام إحنا شِبه خلَّصنا! 
قالت بسرعة:
- طب هيفوق إمتى؟ 
- هننقلُه لغرفة عادية وبعدها بساعة هيفوق! عن إذنك يا هانم!
ليتركها و يذهب فـ رفعت يدها تنظر لأعلى بخشوعٍ:
- أحمدك يارب أحمدك و أشكر فضلك!!! 
• • • • • 
بعد مرور ساعتين، و بعد مـ الكبيب سمحلها تدخلُه و تستناه يفوق، كانت قاعدة على كرسي جنب سريرُه بتبُص لأيدُه المتجبسة و وشه اللي كله ندوب و رقبته اللي ملفوفة، ميَّلت عليه و مسكت إيدُه بحنان وإنهالت على وشُه بالقبلات و هي بتمسح على شعرُه برفق، و كأنها بعملتها خلِته يفوق، فعلًا رمش بعينيه و هو بيحاول يفتحهم لكن ضوء الغرفة ضرب في عينه فـ بسرعه لاحظت تيَّا و حطت إيديها قدام عينيه و هي بتقول بإرتجاف:
- رُسلان! سامعني؟ 
فتح عينيه و بصلها و أول ما إتقابلت عيونهم إنهارت في العياط و هي بتمسح على وشه بحنان فـ رفع إيده و قرَّب راسها من صدرُه و هو بيهمس بصوت متحشرج مُرهق:
- ششش أنا كويس .. متعيطيش، مش مرات رُسلان الجارحي اللي تعيط كدا!! 
- قـ .. قـلـبي كان هيُقف والله العظيم!!!
قالت و هي بتدفن راسها في صدره محاوطة كتفُه بحذر فـ إبتسم و هو يبقول و إيده بتمشي على ضهرها في محاولة للتخفيف عنها:
- بعد الشر .. إهدي!!! 
إنتفض جسمها لما الباب خبط فـ سمح رُسلان بالدخول و دخل الطبيب و هو متعصب و قال:
- مينفعش كدا يا مدام إبعدي عنه! 
فعلًا تيَّا بعدت عنه و كانت هتسيب إيده لولا إنه شدد على كفها و بَص للطبيب بعيون مشتعلة و قال بحدة:
- بتزعق كدا لمين يا روح أمك دة أنا هط.ربق المستشفى دي على راسك!!!! 
بصله الطبيب بتوتر و قال:
- يا رُسلان بيه مش القصد بس أنا خايف على حضرتك و هي آآآ!! 
شاورله رُسلان براسه بحدة:
- إطلع برا مش عايز أشوف خِلقتك و هات بهيم تاني يشوف حالتي!!! 
بصله الطبيب بضيق و مشي فعلًا فـ قالت تيَّا بدهشة:
- ليه ده كلُه يا رُسلان، هو فعلًا مقالش حاجه غلط أنا كنت مقربة منك زيادة عن اللزوم و ده غلط عليك و آآ!! 
شدد على إيدها و شدَّها بلُطف عشان تقعد جنبه تاني و قال بهدوء:
- إنتِ تقربي زي مـ إنتِ عايزه و في الوقت اللي تحبيه!!! 
إبتسم و قالت بخجل:
- ماشي!! 
دخل طبيب تاني و إبتدى يكشف عليه و يتأكد من مؤشراته الحيوية و إتأكدوا إنهم بخير، سأل رُسلان الدكتور هيخرج إمتى من المستشفى فقاله بهدوء:
- مش قبل أسبوع يا رُسلان باشا نتأكد إن كلُه تمام و تقدر تمشي! 
- طيب
قال بضيق فـ خرج الطبيب و قعدت تيَّا قدامه و بصت لإيده المتجبسة وقال بحُزن:
- إيدك .. 
- أنا كويس!!
قال بحنان و هو بيمسح على خدَّها برقة، فـ دعكت عينيها بتعب لاحظه فورًا، و بهدوء زاح جسمه شوية و شدها من إيديها بهدوء و قال:
- تعالي .. تعالي نامي في حضني!! 
قالت بخوف و تردد:
- لاء لاء إحنا في المستشفى إفرض حد دخل!! 
- محدش يستجرى يدخل غير بإذن مني!
قال بهدوء فـ إستلقت جنبُه و هو حط إيده الشمال تحت ضهرها و غطاها كويس بالملاية النضيفة اللي متغطي بيها كانت خايفة تحط راسها على صدرها عشان ميتوجعش إلا إنه بنفسه ريَّح راسها على صدرُه و قال بحنان:
- ريَّحي راسك عليا!!! 
حطت راسها على صدره و حاوطت خصره فإبتسم و هو بيتنهد كإن روحه رجعلته:
- أخيرًا .. أخيرًا يا تيَّا حضنتيني!! 
بصتله بصدمة، للدرجة دي حضنها فارق معاه؟ جاوبها كإنه سمع سؤالها و هو بيبصلها:
- مش هتتخيلي كنت محتاج لحضنك إزاي!! 
كان بيتكلم بكل شفافية ولأول مرة يصارحها بالشكل ده، فـ همست و هي بتقبل دقنُه بحنان:
- أنا جنبك!!! 
- ده اللي رد فيا الروح أصلًا!
قال بصدق، و إبتسم بحنان و قال:
- تخيلي إن دي أحلى طريقة أصحى بيها من النوم، صحيت على مراتي بتبوس كل حتة في وشي زي الأمهات بالظبط!! 
إبتسمت بخجل و قالت:
- حسيت بيا؟ 
قال بلُطف و هو بيشدد على خصرها و بيقربها منه:
- مممم..!! 
و كمل برجاء:
- تيَّا ممكن طلب؟ 
أسرعت بتقول بلهفة:
- طبعًا قول!!. 
- إعمليها تاني!!
قال وعينيه بتترجاها فـ قالت بخجل:
- بس إحنا في المستشفى و ممكن حد يشوفنا و آآ!! 
قاطعها بهدوء:
- لاء خالص محدش هيشوفنا، أنا بس حسيت إحساس حلو وقتها و عايز أحسُه تاني، حسيت إن أمي اللي قدامي و إنتِ عارفه إن أمي ميتة من و أنا صغير .. بس لو مش حابة طبعًا مش هقدر أجبرك و لا آآ 
سِكت تمامًا لما حَس بشفايفها على وشُه، إبتسم إبتسامة عريضة و غمَّض عينيه مُتلذذ بالإحساس، بِعدت بعد شويه بخجل وقالت:
- لولا بس اللي إنت فيه و الخرشمة دي مكُنتش عملت كدا!!! 
ضحك بصوت عالي و قال:
- يا بنتي بقى سيبيني عايش في المود شوية لازم تفصليني يا بنت عزَّام، وبعدين خلي بالك هستغل إني على سرير و أطلب منك حاجات أكتر من كدا!! 
كشَّرت و قالت بتوجس:
- ششش سرير الموت إيه بعد الشر، و بعدين بلاش قلة أدب  إنت أصلًا مافيش فيك حتة سليمة!! 
- عيب عليكي دة أنا رُسلان الجارحي!!
قال و هو بيغمز لها فضربت كف على كف و هي بتقول وباصة للجبيرة اللي في إيده:
- رُسلان الجارحي المتجبس!! 
- عادي التانية شغالة و بتعمل شغل عالي!
قال بخبث فـ شهقت و هي بتقول:
- يخربيت قلة الأدب!! م هي العربية متقلبتش بيك من الفاضي! 
ضحك بصوت أعلى فـ قالت بحُزن:
- رُسلان العربية إتقلبت إزاي؟ 
قال و هو بيمسح على وشها بأنامله و بيتأمل ملامحها:
- كنت ماشي على سرعة 220!!! 
- يا نهار إسود!
هتفت بتفاجؤ و إرتعش جسمها و هي بتقول بصوت مرتجف:
- حرام عليك! ليه كدا يا رُسلان إنت مستغني عن حياتك؟ لو إنت مستغني أنا لاء مش مستغنيه عنك!!! 
إبتسم لإعترافها وقال و هو بيمسح على شفايفها بإبهامه:
- خوفتي عليا؟ 
قالت ببراءة:
- أكيد يعني، بقولك قلبي وِقع في رجلي و كلمت بابا بسرعة عشان نيجي و آآ.. 
قاطعها و هو بيتشوق أكتر لكلامها:
- بتحبيني أد إيه؟! 
إتوترت من سؤاله اللي زمان كانت بتجاوب ببلاهة عليه ( أد البحر و السما) طب و دلوقتي هتقوله إيه؟ أخدت نفس و قالت بهدوء و رزانة:
- مين قالك إني بحبك؟ 
إتصدم:
- يعني إيه؟ 
و كمل و قلبه بيدق بسرعه:
- مبتحبنيش؟ أومال خوفتي عليا ليه؟ 
قالت ببساطة:
- مش جوزي! طبيعي أخاف عليك عشان جوزي و عشرة بس ده مش معناه إني بحبك و دايبة فيك!! 
قال و هو بيحاول يكدبها و يكدب نفسه:
- لاء! كدابه! إنتِ بتموتب فيا يا تيَّا!!! 
إبتسمت بسُخرية وقالت بهدوء:
- بموت فيك مرة واحدة؟ رُسلان .. فوق شوية إنت مش محور الكون .. و لا محور حياتي! 
- ده أنا همحورلك حياتك دلوقتي!!
قال و هو بيشدها من إيديها بإيدُه السليمة، فقالت ببرود:
- هي كدا دايمًا كلمة الحق تزعَّل!!! 
إتعصب لدرجة إنه فقد أعصابها و قال بصوت عالي:
- تـيَّــا!! إستعباط مش عايز!!! أومال مين اللي كانت معايا من شوية دي و حاضناني و نازلة بوس فيا!!! 
بسرعة غطت فمه بإيدها و هي بتقول و عينيها مبرقة:
- رُسلان ششش إحنا في المستشفى!!! 
زاح إيدها وقال بعصبية:
- م إنتِ هتجننيني يا بنت عزام!!! 
قالت بدلع:
- أنا؟! يا بابا لا هجننك و لا حاجه .. أنا بس بفوَّقك من الوهم، إنت موهوم شوية يا رُسلان مش أكتر! 
- موهوم!!
قال بصدمة، فأومأت بهدوء، فـ إبتسم بسُخرية مريرة وقال:
- عندك حق! أنا فعلًا موهوم وشكرًا إنك بتحاولي تفوقيني!! 
أنا تعبان و عايز أنام!!! 
و إستلقى على ضهره بشكل صح و غمض عينيه، فـ قالت بحُزن:
- يعني أقوم؟! 
مردّش عليها و غطَّى عينيه بإيده السليمة، فـ كانت هتقوم لولا إنه رجع مشكها و قال بحدة:
- رايحة فين إترزعي هنا جنبي!!! 
كتمت ضحكتها و قالت ببراءة حزينة:
- مش إنت اللي بتقول تعبان و عايز تنام .. يعني أنا قلقاك!!! 
- تــيَّـا!! نامي!!
قال بحدة و هو بيبصلها بعيون حمرا من شدة غضبُه، فتنهدت و نامت فعلًا جنبه و حطت راسها جنب كتفه مش عليه، فـ قال بضيق و هو حاسس إنه مش مرتاح عشان هي مش في حضنه:
- نامي هنا!! 
قال و هو بيشير على صدرُه، فإبتسمت بخبث و مثِلت الطاعة و هي بتقول:
- حاضر 
و نامت على صدرُه فعلًا بوداعه، فـ غمض عينيه و هو عارف إن النوم مش هيعرفلُه طريق من كلامها اللي خلَّاه .. هيتجنن!!! 
• • • • •  •
يُتبع!! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فتَّحت عينيها على ملامحُه، ملامحُه اللي لو فضلت عُمر على عُمرها بتتأملها مش هتزهق، ملامحُه اللي بتعشق أصغر تفصيلة فيها، عينيه القاسية دي و الشقية في أحيان كتير، دقنُه و آه من دقنه، شعرُه .. كل حاجه فيه، إبتسمت ببراءة و هي بتمسد على دقنه مرورًا بـ خدُه بحنان مُستغله إنه نايم، إبتسمت بسخرية لما قالتله إنها مش بتحبه .. مين اللي مش بتحبه؟! دي بتعشق كل حاجه فيه!! إزاي صدّقها و هي كل حاجه بتعملها بتقول إنها بتحبه، دفنت وشها في صدرُه و هي بتتمنى لو يعمل نص اللي هي بتعمله، إنتفضت بخوف لما الباب خبَّط فـ عدلت طرحتها و قامت بشرعة و هي بتعدل هدومها و فتحت، لقِت الممرضة بتقول بإبتسامة صفرا:
- عن إذنك يا هانم ميعاد فطار البيه!!! 
رفعتلها حاجبها و رفعت إيديها بتحطها على إطار الباب و هي بتقول بإبتسامة نفس الصفار:
- آه يا عسل مُتشكرة .. هاتي!! 
قالت و هي بتاخد منها الأكل اللي كان عبارة عن شوربة و فراخ، فـ قالت الممرضة بحدة:
- بس دي مهمتي مش مهمتك ده شغلي! 
بصتلها تيَّا من فوق لتحت و قالت ببرود:
- شغلك لما تبقى مراته حبيبتُه مش معاه، إنما أنا مدام موجوده يبقى شغلك ده تبليه .. و تشربي مايتُه!! 
و قفلت الباب في وشها، ورجعت لـ رُسلان اللي كان صحي و مبتسم و هو بيقول:
- مراتُه حبيبته؟! 
إتخضت تيَّا و قرب منه و قالت بتوتر:
- لازم أوقفها عند حدها!! 
- بتغيري يعني؟!
قال بلهفة طفل، فأخدت نفس عميق و قالت بهدوء:
- لاء عادي .. بس مبحبش حد ياخد مكاني، ولا يتطاول عليا!! يلا عشان تاكل!! 
وقلِبت الشوربة بهدوء فقال بضيق حقيقي:
- تيَّا مش عابز لف و دوران .. إنتِ بتحبيني و بتغير عليا و آآآ 
إبتسمت ببرود و هي بتحط المعلقة في بُقه عشان يسكُت و مقالتش ولا كلمة، إتعصب و علَّى و هو بيقول: 
- ناوليني الطبق .. مش عابز منك حاجه متشكر!!! 
قربت الطبق منها و هي بتضمه لصدرها ببراءة:
- لاء أنا اللي هأكلك مليش دعوه!! 
وبصت لإيده و قالت بشفقة:
- وبعدين يا بابا إيدك متجبسة و رقبتك متشلفطة .. هتاكل إنت إزاي بس!! 
رفع حواجبه و هو بيقول:
- متشلفطة؟ متشلفطة يا بيئة!!! أنا شكلي إختارت غلط!!! 
ضحكت بدلع و قالت و هي بتقرب وشها منه:
- ششش أنا أصَّح إختيار في حياتك أساسٌا!!! 
شرد في عينيها و بدون وعي قال:
- عندك حق!!! 
بصتلُه بإبتسامة و إبتدت تأكلُه تاني، خبط الباب فـ عدل رُسلان من حجاب تيَّا و قال بصوت عالي متدايق من اللي بيقطع لحظاته على مراته:
- إدخل!! 
دخلت الممرضة من جديد فـ بصتلها تيَّا بحدة و بادلتها الممرضة بنظرات متدايقة و بصت لـ رُسلان و قالت بإبتسامة معجبة:
- رُسلان بيه .. هستأذن حضرتك أغيرلك على جرح ضهرك!! 
رزعت تيَّا الطبق على الكومدينو جنب السرير و قالتلها بهدوء و جواها نار وبراكين:
- هاتي الشاش و الميكروكروم!! 
بصتلها الممرضة بضيق وقالت بحدة:
- مش هتعرفي .. قولتلك قبل كدا ده شغلي يا هانم!! 
قال رُسلان بصوت عالي:
- ششش إنتِ هتكتري معاها في الكلام ولا إيه؟! وإيه إسلوبك في الكلام ده إنتِ بتكلمي حرَم رُسلان الجارحي .. يعني تفوقي لكلامك!!! 
بصت الممرضة للأرض بحزن و قالت بحرج:
- أسفة يا باشا!!! 
كمِل بضيق:
- إسمعي كلامها وهاتي اللي بتقولهولك .. محدش هيغير على الجرح غير مراتي!!! 
إدت الممرضة الأدوات اللازمة لـ تيَّا اللي بصتلها بتحدي، وخرجت، فـ إتنهدت تيَّا و قعدت قدام رُسلان و قالتله بعملية:
- إقلع!!! 
ضحك من قلبُه و قال بـ خبث:
- معنديش مانع خالص .. هي تكة المفتاح بتاعت الباب ونقفل الستارة و نقلع كلنا!!! 
شهقت تيَّا بصدمة و قالت و وشها إحمر:
- يا رُسلان إنت فهمت إيه؟!! أنا قصدي تقلع القميص عشان أغيرلك على الجرح!! 
- و ماله يا قلب رُسلان! يلا قلَّعيني .. أنا إيدي متجبسة و رقبتي متشلفطة زي ما قولتي من شوية!!!
قال و هو بيستغل الفرصة، فـ دق قلبها لما قال (قلب رسلان) و إبتسمت غصب عنها، و إبتدت فعلًا تفُك زراير قميصُه و هو بيتأملها ..  بعدت القميص عن جسمُه اللي كله عضلات فـ شهقت لما لقِت كمية الجروح اللي في جسمه و بدون وعي قالت و هي بتبصله بقلق حقيقي:
- يا عُمري أنا!! جسمك كله جروح يا رُسلان! 
إبتسم بإتساع لما قالت عُمري، و إتنحنح و هو حاسس نفسه رجع مراهق قدام كلمة صغيرة منه فقال بمكر:
- قولي عمري كدا تاني؟ 
بتلقائية حطت إيديها على خدُه و قال بعطف:
- بيوجعوك يا رُسلان؟!! 
إتنهد و قال بصدق:
- مافيش حاجه و جعاني غيرك!! 
بصتلُه بصدمة، و قالت بحزن:
- أنا بوجعك؟! 
قال بهدوء:
- جدًا!! 
- طب .. طب أنا مش قصدي!! 
قال برجفة، فـ قال بحُزن:
- يلا طيب غيريلي على الجرح!! 
قالت بلهفة:
- عيوني حاضر!! 
و إبتدت فعلًا تغير على الجرح مكان قطعة الأزاز اللي كانت في ضهره، و للغريبة إنه متوجَّعش لحظة واحدة، و لما خلصت لفِتله و قالت بلُطف:
- أحسن؟ 
أومأ بإرهاق و ملامح وشه كلها تعب، فـ حاوطت وشُه بحنان و قالت:
- تعبان؟ 
- ممم
قال بإرهاق و سنَد جبينُه على صدرها و هو محاوط خصرها بإيده السليمة، فـ إتصدمت تيَّا و جسمها إتشنج و مبقتش عارفة تعمل إيه .. إيديها لسه جنبها و نفسها تحضنه، فـ قال بألم:
- تيَّا .. أحضنيني يا تيَّا و بلاش قسوه!!! 
غمضت عينيها و فعلًا رفعت إيديها و ضمته لصدرها فـ أخد نفس .. نفس عميق كإنه كان محروم من الأكسچين و إتنفس أخيرًا، ضغط على خصرها و هو بيقربها منه و حرفيًا بيغرق في حضنها، مسحت على شعره بحنان و قلبها بيدق بعنف، فـ قال بدون وعي:
- آآآه يا تيَّا!!! تعبتيني معاكي يا بنت عزَّام عشان حضن!! 
إبتسمت بهدوء و جسمها إرتعش لما قبَّل رقبتها بحنو، و قال كإنه متخدر:
- إطفي بقى النور، و خليني في حضنك كدا يوم .. إتنين .. تلاتة .. سنة .. عُمري كلُه!!! 
إبتسمت و هي مبسوطة إنه أخيرًا عِرف قيمة الحضن اللي كان متاح ليه طول الوقت، إحتوتُه بكل الحنان اللي في الدنيا و همست بصوتها العذب:
- رُسلان .. 
- قلب رُسلان!!
غمغم بهمس، فـ إبتسمت وقالت ببراءة و حنان:
- أنا قلبك يعني؟ 
- وعمري .. و روحي!!! 
جسمها إرتعش فـ قالت بحزن:
- و ياترى بتقول الكلام ده لكام بنت!! 
إتنهد و قال بمصداقية:
- هتصدقيني لو قولتلك ولا واحدة؟ محدش حرَّك فيا شعرة غيرك! 
- طب و ليه من الأول؟ لبه توجعني و تغضب ربنا بـ علاقة مُحرمة؟!
قال و عينيها بتتملي دموع، فـ رفع راسه ليها و باس كل إنش في وشها و قال بحنان:
- ششش عياط لاء .. مش عايز دمعة تنزل منك، أنا عشان غبي كنت بعمل كدا و خلاص بطَّلت!! كانت فراغة عين مش أكتر!!! 
- عُمرك ما هتعمل القرف ده تاني؟
قال بحُزن فـ قال بنبرة قاطعة:
- و غلاوتك عندي .. ورحمة أبويا أبدًا!!! 
أخدت نفس عميق وقالت:
- ماشي يا رُسلان .. بتمنى!! 
سند راسه على صدرها و قال بإبتسامة:
- وعد با حبيب رُسلان!!! 
قالت بلهفة و حُب:
- بتحبني؟! 
- جدًا!!
قال بصدق فـ شهقت و قالت بعدم تصديق:
- إحلف؟!!! 
- و رحمة أمي!!
قال و هو بيشدها عليه و بيوزع قبلاته على وشها فـ إبتسمت و هي بتحاوط وشُه بحُب، فـ بادلها نفس الإبتسامة المُحبة و قال بخبث:
- أنا شكلي هتهور والله على سرير المستشفى!! 
قالت بسرعه:
- لاء لاء عيب يا رُسلان إعقل شوية!!! 
- هضطر أستنى لحد ما نروح بيتنا عشانك إنتِ بس يا عيون رُسلان!!
يُتبع!! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
واقفة قدام مرايتها و هي لابسه فُستان نبيتي كُمامه مفتوحة من النُص و إتقفلت في الآخر، شعرها كيرلي زي ما هو بيحب، و حطت البرفان اللي بيعشقُه عليها، كُل حاجه كانت بيرفكت .. فاضل بس .. وجودُه، قالها إنه هيروح مشوار وراجع على طول بعد خروجهم من المستشفى بيومين، و آديها قاعدة مستنياه عشان تترمي في حُضنه و تقولُه أد إيه بتحبُه، أد إيه محتاجاه، ولَّعت الشموع على السُفرة و مسكت أطباق مليانة بأشهى الأكل و رصِتهُم، و خلِت النور هادي مع الشموع، إبتسمت برضا لشكلها وشكل الديكور، إتنهدت وقعدت على الكنبة و هي بتفكر هتستقبلُه إزاي، بحُضن؟ إبتسمت بلُطف و جسمها إرتعش محرد ما إفتكرت إن أول حاجه كانت بتعملها لما يرجع من شغله إنها كانت بتحضُنه!، فجأة رن تليفونها بصوت مسدچات ورا بعض، إستغربت ومسكت تليفونها بقلق و هي حاسة بـ قَبضة في قلبها، لقِت رقم غريب بعتلها بس مش دي المُشكلة، المُشكلة إنها لقِت صور جوزها .. حبيبها و أغلى حد في حياتها نايم مع واحدة على السرير ولابس قميص إسود مفتوح لحد نُص صدرُه، نفس القميص اللي لبسُه النهاردة! إترعشت إيديها و قرأت الكلام اللي تحت الصورة بعينيها اللي بتترعش:
- صعبانه عليا أوي، جوزك في حضني دلوقتي!!
كل خلية في جسمها بدأت ترتجف، أنفاسها بتتعالى و كإن روحها بتتسحب من جسمها بالبطئ، حطت إيدها على رقبتها وهي بتشهق و كإنها بتغرق في محيط واسع هيبلعها! قلبها هيقف من الوجع بتحاول تسند نفسها و تمسك في الكنبة عشان تقف بس إنهارت على الأرض فجأة و بدأت تبكي .. تبكي و كإنها مبكتش قبل كدا، تبكي و تصوَّت بهيستيرية، تبكي على عُمر ضاع هدَر معاه، تبكي على قلبها اللي بيتعصر من الوجع، تبكي على كل اللي إستحملته منه، عيطت لحد ما خلصوا دموعها و نشفوا، أكتر من ساعة عياط هيستيري .. لحد ما بقت تتنفس بالعافية و كان شِبه هيُغمى عليها، بس قاطعها دخول رُسلان اللي كانت الإبتسامة مزينة وشُه عشان تتحول فجأة لصدمة! إتصدم لما لاقاها واقعة على الأرض ساندة بكفيها بتتنفس بصعوبة و وشها متلطخ بالدموع، رمَى المفاتيح و الچاكيت من إيده و جِري عليها و قعد قدامها، رفع وشها ليه فـ إتصدم بعينيها الحمرا، مقدرش يسيطر على نفسه و صرَّخ بقلق:
- فــي إيــه؟! إيــه الحالة اللي إنت فيها دي!!!!
بصتلُه بقهر .. قهر حقيقي و قالت و هي حاسة بقلبها بيتقسم نُصين:
- طلَّقني!!!
إتصدم و بصلها للحظات و بص للي لابساه و لـ المكان المتجهز حواليه، رجع يبُصلها تاني و قال بسُخرية مريرة:
- مـ هو إنتِ يا مجنونة يا أنا اللي مغفل، عايزة تطلقي و مجهزة الديكور بالشكل ده؟ و يا ترى هنحتفل بإيه ؟ بطلاقنا؟
كإنها مسمعتش حرف، رددت و هي بتبُص في عينيه:
- عايزه .. أطلَّق!!
- في إيه يا تيَّا!!
صرخ في وشها بحدة و هو فاكرها بتهزر، بصتلُه و إبتدت أنفاسها تعلى، حطت إيديها على ودنها و بقت تخبَّط بكل قوتها كإنها بتنتقم لنفسها من نفسها .. و بتردد بهيستيرية:
- طـــلَّــقــني!!!! طـــلَّــقــني بقى حرام عــلــيــك أنا تــعــبــت آآه!!!!!
قلبه هيُقف من الخوف عليه مسك دراعها بسرعة و شدها لصدره و هو بيحاوط راسها مكان ض.ربها و بيقول بلهفة و قلق رهيب:
- شششش بس بس إهدي! هعملك اللي إنتِ عايزاه بس إهدي
حاولت تطلع من حضنه و هي بتضرب صدره بكل قوتها و لأول مرة تمد إيديها، خربشت صدرُه من شدة الإنفعال و هو مدَّاش ردة فعل واحدة سابها تخرَّج كل مشاعرها المكبوتة فيه هو أحسن ما تخرجها في نفسها، عيَّطت .. صرَّخت في حضنه و هي بتقول بصوت مد.بوح:
- يتعمل فيا كدا ليه؟ قولي آذيتك في إيه؟ طب قولي بتحس بإيه و أنا قلبي بيت.قطَّع؟ بتتبسط صح؟ الإحساس ده بيرضيك؟
مسك وشها و دفنه في صدرُه و قال بصدق، حاسس بكُل خلية في جسمه بتترعش:
- بحس إني بتقطَّ.ع قبلك، كل الوجع فيكي بيتنقل عندي في ثواني!!! 
- كدااااب كفــاية بـقـا!!!!
صرَّخت و هي بتضربه في صدرُه فـ حاول يحتويها و هو متأكد إن في مصيبة، ضم وشها بإيديه و هو بيميل راسه ليها و بيقول:
- طب قوليلي في إيه؟ إيه اللي حصل!!!
زاحت إيده بعنف و مسكت تليفونها و فتحت الصور وقالت و هي بتبصله بإشمئزاز:
- في إنك عُمرك ما هتتغير، و إني مغفله عشان صدقت كدبك، في إني بقيت كارهاك و قرفانة منك!!!
بص للصور بصدمة و كلامها اللي وجعه أكتر، و إتوعد للي كان معانا وقتها و شتمها في سرُه بأفظع الشتايم، رفع عينه ليها و قال بهدوء:
- كل دة عشان واحدة بنت و*** بعتالك صور قديمة؟!
هدرت بعصبية:
- مش قديمة!!! دي النهاردة و من ساعة!! كفاية كدب!!
مسح على وشُه بتعب و قال بضيق:
- من ساعة إزاي يا تيَّا الصور دي من أكتر من 3 شهور!
- كداب!!
قالت و هي بتبصلُه بقرف، و مسكت ياقة القميص بتاعته وقالت بحدة:
- نفس لبسك في الصورة، و نفس كل حاجه!!
مسك إيديها و بعدها عن ياقة قميصه و هو بيقول بتعب:
- و رحمة أبويا الصور دي قديمة، كنت وقتها لابس نفس القميص مش أكتر، تيَّا أنا وعدتك إني هتغير ليه مش عايزة تصدقيني!
بصِت لعينيه الزيتونية للحظات بتتتأكد من صدقهم، و حقيقي شافت في عينيه صدق، فإنهارت في العياط و هي بتبعد نفسها عنه و بتسند ضهرها على رِجل الكنبة و بتضم رجلها لصدرها، وجعُه منظرها فـ قرَّب منها و خدها في حضنه بيحتويها بدراعُه و بيمسح على شعرها، إتشبثت في قميصه و هي بتعيط، باس راسها و قال بعطف:
- بس يا حبيبي إهدي خلاص .. حصل خير إنتِ آه مرمطتيني و بوظتي ليلتنا عشان حيوانة زي دي بس مش مهم، بقى أنا يا تيَّا هسيبك و أروح لواحدة تانيه؟
نفت براسها و هي بتقول بحُزن:
- بس إنت عملتها قبل كدا كتير!!
رفع وشها ليه و قبَّل جفونها بحنان و هو بيقول:
- عشان كنت غبي و مبفهمش!
بصتلُه للحظات، سرَحت فيه فـ همس بهدوء و هو بيقرَّب منها:
- سرحتي في إيه يا عيون رُسلان؟
همَّ بتقبيلها إلا إنها حطت إيديها على صدرُه و هي بتقول برجفة:
- رُسلان أنا .. أنا مش قادرة .. أسامحك!! مش قادرة والله!!!
غمَّض عينيه و مسح على وشُه بعصبية حقيقية، مقدرش يتحكم في نفسُه و قام من قدامها و هو عامل زي التور الهايج من شدة عصبيتُه، لدرجة إنه مسِك الفازة و كسرها بعِزم ما فيه فـ حطت إيديها على ودانها بخوف، و عينيها بتهتز و هي شايفاه في أسوأ حالاتُه، أنفاسُه عالية و بيروح وبييجي و هو بيشد خصلات شعره لورا و بيخبط على السفرة بقوتُه لدرجة إن إيده اللي كانت متج.بسة بدأت تو.جعُه وجع لا يُحتمل، شفقت تيَّا على الحالة اللي هو فيها و جريت عليه و مسكت دراعه بتمنعُه من ضر.ب السُفرة خوفًا عليه، مخافتش على نفسها و هي في مواجهة إعصار تسونامي و حاوطت وشُه بإيديها و هي بتحاول تهديه مُستخدمة أسل.حتها الأنثوية و صوتها الناعم بيترجاه:
- ششش بس .. بس إهدى .. بُصلي، بُص في عينيا و إهدى!!
كإنه طفل بيطيع أمُه! بَص في عينيها و أنفاسُه بتتعالى و فكُه بينبُض من العصبية، وقفت على أطراف صوابعها و مسدت على خصلاته الناعمة و هي بتقول بحنان:
- إهدى .. أنا جنبك!!!
إتصدمت .. لاء صُعقت لما لقِته مال و سند راسه على كتفها بتعب و قال و صوته كله حُزن:
- مش جنبي .. إنتِ مش جنبي، إنت بتتعبيني و بس و دي حاجة بتخليكي مبسوطة! 
مين اللي بيتكلم؟، مين اللي ساند عليها؟ مين الطفل اللي في حضنها ده؟ ده جوزها ؟ ده يبقى رُسلان الجارحي اللي عُمره ما ضعِف لحظة؟ رغم عنها إبتسمت .. مش لإنها شريرة، بس يمكن لإنها فعلًا مبسوطة و هي بتدوقُه من نفس الكاس اللي شريت منه قبل كدا! مسحت على شعرُه من ورا و الإبتسامة مزينة شفايفها و سكتت خالص عشان تطلع منه كلام أكتر، و فعلًا حاوط خصرها و قال بـ تعب حقيقي:
- تيَّا!! متمشيش .. مينفعش تمشي!! أنا بجد محتاجلك!!
خدت نفس عميق و هي بتبُص لفوق مغمضة عينيها و إحساس من السعادة بيغزو كل جوارحها، سعادة إنها قِدرت توصل جوزها اللي كان بـ صلابة الجبل و قسوة موج البحر .. إنه يبقى بالإستكانة دي في حضنها وكمان بيترجاها متمشيش!! بعدت وشُه عن كتفها و حاوطته و هي بتتأمل ملامحُه المُرهقة من اللي بيحصل، مسدت على وشُه بهدوء و قالت بنفس الهدوء:
- عايزني؟
بصلها بلهفة و قال بحُب حقيقي:
- جدًا!!
إبتسمت بإنتصار حقيقي و لو تطول هتسقَّف لنفسها، قرَّبت منه و خدته في حضنها و هي بتقول بعد تنهيدة عميقة:
- و أنا موافقة!
و كإنها بتفتحله طاقة القدر قُدامه! كانت كلمة بسيطة منها هي الشرارة اللي خلِتُه يندفع عليها بلهفة وشوق و حُب مش بيخلصوا!!!    
 يُتبع!! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قامت من النوم جسمها متخدّّر من الألم، لقِت نفسها شِبه ع.ريانة و نايمة في حُضنه! دعكت عينيها بنعاس ورفعت وشها ليه لقتُه صاحي مفتَّح عينيه و صوابعُه إبتدت تتغلغل جوا شعرها، و بإبتسامة هادية قال:
- صباح الجمال! 
بلَعت ريقها و ضمت الغطاء لحد فوق راسها بتستخبى منه بخجل، فـ ضحك بصوت عالي و برجولية و أقبَل عليها و هو ساند إيده جنب راسها و بإيدُه التانية بيشيل الغطا فطسان على نفسُه من الضحك من وشها الأحمر:
- يا مجنونة هتتخنقي! بقى في واحدة تتكسف من جوزها اللي متجوزاه بقالها أربع سنين؟ 
بصتلُه بعينيها الواسعة فـ إتنهد و هو بيمّشي إيدُه على خدها و بيميل عليها عشان يدفن وشُه في رقبتها و يشم ريحتها اللي أقوى من أي مُخدِّر بيحاوط خصرها من فوق الغطا فـ بتتكلم بصوت مُهتز و شفايف بتترعش:
- رُ .. رُسلان!! 
غمغم و هو مغمض عينيه و بيقبِل رقبتها بحُب:
- قلب رُسلان! 
إبتسمت و حاسه بـ فراشات في معدتها، دي نفس الفراشات اللي حسِت بيها أول جوازهم و بعدها بقت ترجَّعها دم!!
غمضت عينيها و قلبها إبتدى ينبض بعُنف .. خايف .. خايف تتكرر نفس التجربة وبعد ما يخلقلها جناحات تطير بيها لسابع سما .. يبتُ.رها!!! عبَّرت عن اللي جواها بصوت حزين:
- خايفة!! 
إتوقَّف عن اللي كان بيعمل و رفَع وشُه ليها بـ قلق و بيبُص لعنيها اللي إتملت دموع:
- مني؟ 
من غير تردد أومأت براسها و هي بتبُص لعينيه اللي شبَه موج البحر الغدار بحزن، فـ مسح على شعرها لورا و هو بيقول بلهفة و قلق حقيقيين:
- ليه يا حبيبتي؟ قوليلي .. قولي اللي جواكي!! 
قالت و هي بتبُص لعينيه بألم:
- خايفة أنزل على جدور رقبتي!!! 
إتأمل كلامها فـ كمِلت بنفس النبرة الحزينة:
- خايفة أندم إني إديتك فُرصة تانية تكسرني بيها! 
مسك إيديها اللي كانت بتفركها ببعض فإتحولت للون الأحمر، و قبَّل باطن إيديها بـ حنان وقال:
- ده لا عاش ولا كان اللي يكسرك .. أكسرله رقبتُه، مش هتندمي يا تيَّا .. وعد، وعد رُسلان الجارحي!! 
و كمِل:
- إفتحيلي قلبك اللي قفلتيه بـ مية ترباس ده، و سيبي نفسك ليا، أنا رُسلان يا تيَّا .. رُسلان اللي عيشتي الأربع سينين في حُضنه و بين إيديه، رُسلان اللي مكنتيش تستحملي عليه هفوَه، رُسلان اللي كنتِ بتمشي معاه و إنتِ مغمضة عينك!! 
هنا إنسابت دموعها و قالت و جسمها بيترعش و هي على وشك العياط:
- تخيل بعد كل ده تيجي الأذية منك إنت! أذيتني و أنا مكنتش بستحمل فيك حاجه .. 
- ششش!!
ضم راسها لصدره و إيدُه بتمشي على ضهرها و قلبه بيتفطر عليها مش مصدق إنه وصلها للمرحلة دي!! بعدها عنه و نزل بشفايفه بيمسح دموعها و طبع قبلة حنونة فوق شفايفها و قال بصدق:
- عملتي كتير يا تيَّا .. الدور عليا المرة دي! ممكن بس تثقي فيا المرة دي؟، و لو مطلعتش أد الثقة دي أنا اللي هقولك سيبيني و إمشي لأني حقيقي أبقى مستاهلكيش!! ممكن يا تيَّا؟ 
- ممكن!
قالت بهمس فـ إبتسم و قال بحنان:
- بحبك!!! 
بقِت تسمع الكلمة دي منه بسهولة، و هي زمان كانت هتموت و ينطقها، إدتُه إبتسامة من غير ما تقولُه و أنا كمان فـ إدايق لأنه عايز يسمعها بس متكلمش و إحترم رغبتها، و عشان يكسر حتة الخجل اللي لسة عندها قام من على السرير و ميل عليها وحط إيده تحت ركبتها من ورا و التانية تحت ضهرها من فوق الغطا و شالها بالغطا فـ شهقت و هي بتلف الغطا عليها و ماسكة في رقبته بتصرَّخ فيه بذُعر:
- رُسلان إنت هتعمل إيه!!! 
قال بخبث و هو بيغمز لها:
- هنستحمى يا قلب رُسلان!! 
شهقت و ضربته على صدره العاري و هي شايفاه رايح فعلًا ناحية الحمام فـ رك.لت الهواء برجليها برعب و بتقول:
- لالالالالا رُسلان نزلني و حياتي عندك نزلني!!! 
- ششش!!!
قال و هو بيدفع باب الحمام برجليه فـ مسكت في رقبته بتترجاه:
- رُسلان بلاش سفالة و قلة أدب و نزلني و حياتي يا رُسلان!! 
بصلها و قال بمكر:
- يا روح رُسلان إنتِ عارفاني .. سفالة و قلة أدب equal رُسلان!!!! 
قالت و هي بتحاول تهاودُه و بتمسد على دقنه:
- لاء لاء مين قال كدا ده إنت رمز للأدب و الإحترام، نزلني بقى يسترك ربنا!!! 
- يسترني ربنا؟ هو أنا بشحت بيكي في السيدة!!!
قال بسُخرية و بص على إيديها الناعمة على دقنه وقال بخبث:
- و بعدين إيدك دي بتزود الموضوع سوءًا و مش في مصلحتك خالص! 
شالت إيديها بسرعة و قالت بلهفة:
- شيلتها خلاص نزلني يلا يا عسليه إنت!! 
- والله ما في عسليه غيرك!!
قال و هو بينزلها على رجلها فـ مسكت الغطاء بإحكام و هي بتبتسم بفرحة إنه نزلها، و لسه هتجري منُه مسك وسطَها بإحكام و قرّبها منُه و هو بيقول بشُخرية:
- تؤتؤ رايحة فين .. فاكرة دخول الحمام زي خروجُه!! 
حطت إيديها على صدره بتحاول تبعده و هي بتترجاه بعيونها البريئة:
- يا رُسلان بقى!! 
- شششش
غمغم و هو بيحط إيده على الغطا عشان يشيله فـ إتصدم لما لاقاها بتصرخ بعلو صوتها:
- لالالالالا!!! 
ضحك من قلبه و هو بيبصلها بدهشة:
- يخربيتك هو أنا هغتص.بك!!! تيَّا إنتِ بجد لسة بتتكسفي مني؟
أومأت بسرعه و صرّخت فيه:
- أيوا! بتكسف مش عايزه! 
و تابعت و هي شايفة عينيه بتبتسم:
- أنا .. أنا هعرف أستحمى لوحدي أنا شاطرة و بعرف، معنديش سبع سنين ولا طفلة  عشان تسحمني إنت ولا هي قلة أدب و خلاص!!! 
ميّل عليها و قال بحنان:
- مين قالك إنك كبرتي بالنسبالي، لسة طفلة عندها خمس سنين يتمشي مع أبوها في كل حتة و بتتنطت هنا و هنا، مش هتفتكري بس أنا فاكر يوم ما جيت مع أبويا شركة أبوكي وشوفتك، حسيت و قتها إني مسئول عنك وإني عايز أخدك في حضني و أطبطب عليكي مش عارف ليه! 
بصتلُه بصدمة و إبتسمت بعدها و قالت ببراءة:
- هو أنا مش فاكرة أوي، بس بابا كان على طول يحكيلي عنك و إنك شايل المسئولية من صغرك! 
إتنهد و قال مغيرًا مجرى الحديث بيبُص للغطا اللي ماسكة فيه:
- طب إقلعي بقى!!! 
- يادي النيلة عليا! بس بابا للأسف نسي يحكيلي إنك قليل الأدب من صغرك بردو! 
- طب يلا!
قال و هو بيضحك، فقالت بتوتر:
- طب هوإنت ليه عايز تسحمني يعني؟ 
قال بهدوء:
- يا ستي أنا حُر مراتي و عايز أسحمها أنا فيها إيه! متحسسينيش إني شاقطك يا تيَّا!! 
قرّبت منه وخبِت نفسها في حُضنه و هي بتقول بخجل:
- بس مراتك بتتكسف!! 
حضنها و قال بحنان:
- خلاص إديني فرصة أخليكي تاخدي عليا! 
و تابع بإستغراب:
- الغريبة إني مكنتش ملاحظ كمية الكسوف دي! خدت بالي منها دلوقتي!! 
سكت و مردتش عليه، فإتنهد .. بيحسد نفسه على الجوهرة اللي بين إيديه، في حين إن مراته بتتكسف منه و هي حلاله، الستات اللي برا مكنوش بيتكسفوا و هما معاه أبدًا و الفرق .. شاسع!!!
يُتبع!! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- أنا حامل يا رُسلان!
وِقفت قُدامه و الدموع مالية عينيها، بتشَدد على إختبار الحمل المنزلي اللي في إيديها، جسمها بيترعِش كإنها واقفة في مهَب الريح، ملاحظتش كَم الفرحة اللي إتشكلت على ملامحه، قرَّب منها بلهفة و حاوط دراعها وقال و قلبه طاير من الفرحة:
- يا قلب رُسلان!! هيبقى عندي حتة منِك يا تيَّا!!!
غمَّضت عينيها لثواني و إبتسمت بحُزن، فتحتهم تاني و بصتلُه بكل قوة، و قالت بـ جمود غريب:
- هنزلُه!!!!
- إيه؟!
قال بعدم إستيعاب، كدِّب وِدنه، مستحيل، اللي سمعُه دلوقتي مستحيل يبقى حقيقي! ساب دراعها و قال وهو بيميل جنب راسُه ليها و السخرية ظاهرة في نبرة صوته:
- إنت قولتي إيه؟ سمعيني كدا تاني!!
- هينزل يا رُسلان، مش قابلة بوجودُه!!
قالت بـ جبروت، فـ ضِحك ضحكة مافيهاش ذرة مرح، لتتحول الضحكة دي لملامح مُستوحشة و عينين مليانة غضب، لو فضلت واقفة قدامة للدقيقة الجاية هيعمل حاجه يعيش ندمان عليها طول عمرُه، فـ قال و صوته بدأ يبقى مخيف:
- إمشي من قدامي، إمشي يا تيَّا دلوقتي!
قالها و هو خايف فعلًا من ردة فعلُه عليها، ومش هتنكر هي كمان خوفها بس قالت بعِند جايز يكلفها حياتها معاه:
- لاء .. مش همشي .. لازم نتكلم!
- تـــــيَّــــا!!!!
صرَّخ فيها فـ إتنفض جسمها و رجعت لورا بخوف، بصت للأرض و قلبها بينبض بعُنف من الخوف، و رجعت قعدت على السرير و حطت راسها بين إيديها و هي بتحاول تسيطر على دموعها اللي إبتدت تنهمر، بصلها رُسلان و صدره بيعلى و يهبط من فرط عصبيتُه، و عشان يخرج شُحنة الغضب اللي جواه مسِك مزهرية و خبطها في الحيطة بكل قوتُه، فـ إتنفض جسمها أكتر و هنا مقدرتش تسيطر على عياطها من خوفها منه، كانت شهقات بكائها زي القلم اللي نزل على وشُه عشان يفوقُه، فـ بصلها و هو شايفها بتترعش و محاوطة نفسها كإنه هيإذيها، مشي ناحيتها و ميَّل عليها فـ غطت وشها بإيديها و هي بتمتم بصوت باكي:
- رُسلان ..متضر.بنيش!!!
جزع قلبه و حس بـ غصة في حلقُه، و في ثواني كان راكع قدامها على رجليه و ماسك إيديها بيبعدها عن وشها فـ لاقاه أحمر و مليان دموع، قال بـ حنان خرج منه غصب عنه و هو بيرجع شعرها لورا بعيد عن مقدمة جبينها:
- أض.ربك؟! عُمري عملتها؟ تتق.طع إيدي لو فكرت أمدها عليكي!
بصتلُه برهبة بتزود من ألم قلبه عليها، مسح على وشُه بعنف بيقول ولسه كلامها زي الطنين في ودانه:
- اللي قولتيه ده .. ليه؟ عايزة تنزليه ليه؟ 
فركت صوابعها ببعض و قالت بصوت خافت:
- مش عايزاه!
حاول يتحكم في أعصابه بصعوبة و هاودها و هو بيقول:
- ليه؟ مش عايزه تبقي أم و عندك طفل تراعيه و تاخدي بالك منه؟
قالت بحُزن و هي بتحاول متبصش في عينيه!:
- مش عايزه!!!
- بس أنا عــايــز!!!! و اللي في بطنك على جث.تي ينزل!!! أقت.لك يا تيَّا و أقت.ل نفسي وراكي!!!!
قال و هو ماسك دراعها بيهزها بعنف فـ صرَّخت في وشه بقسوة:
- قولتلك لاء يعني لاء و هنزلُه و مش هتشوفُه أبدًا فاهم ولا لاء!!!!
- طب إعمليها يا تيَّا و أنا قسمًا بربي أمحيكي خالص!!!
قالها بتهديد صريح فـ بصتله بسخرية وقالت:
- إيه هتق.تلني؟
قال بحدة:
- لاء هطلقك يا بنت عزَّام!!!
- و أنا موافقة!!
قالت ببرود، فـ إتصدم أكتر و حَس بقلبه إتقسم و بحُب إختلط بحُزن رهيب حاوط وشها بإيديه و قال:
- فيكي إيه يا تيَّا؟ مالك؟
إتأثرت بـ لمسته و نظراته الضايعة، بس داست على قلبها ومسكت إيديه و قالت بهدوء ظاهري:
- ماليش يا رُسلان، مش إنت اللي بتقولي هطلقك؟ و أنا كرامتي متسمحليش أعيش مع واحد باعني لمجرد إنه عايز حاجه أنا مش عايزاها!!
قان وقف وشدها من دراعها و قرَّبها ليه و هو بيهدى في وشها:
- الحاجه اللي بتتكلمي عليها دي تبقى ضناكي!!!
- مش عايزاه يا رُسلان!!!
قالت بعِند رهيب، فـ نفى براسُه و هو بيقول بجنون:
- لاء أنا مش مصدق حقيقي!! أن هبعت لأبوكي ييجي يشوف جنانك ده لإني حقيقي تعبت!!!
- براحتك!! بردو مش هتراجع عن قراري!!!
قالت و هي بتقعد على السرير و ضامة رجليها لصدرها فـ بصلها بغضب و خرج من الأوضة و رزع الباب وراه بقسوة!!
•  • • • • • 
- إنتِ أكيد إتجننتي يا تيَّا! عايزة تنزلي اللي في بطنك يا بنتي؟ عايزة تقتلي روح؟! عايزة تحرمي أب من إبنُه؟
إتكلم أبوها عزَّام بصوت عالي فـ بصتلُه تيَّا بحُزن و هي واقفة قدام أبوها بتفرك في إيديها و رُسلان واقف على مقربة منهم حاطت إيده في جيبه بيتابع حديثهم بنظرات تشبه الصقر! بصتلُه تيَّا بضيق لأنه دخَّل أبوها في الموضوع و هي بتحبه جدًا و مبتحبش تكسرله كلمة، ورغم كدا وقفت قدام باباها وقالت بضيق عارم:
- إنتوا مالكوا بيا وبيه؟ ده إبني و أنا من حقي أحِب وجوده أو لاء و أنا مش عايزاه مـــش عــايــزاه!!!!!!
محستش غير بـ قلم بينزل على وشها و إيدين بتحاوطها بحماية و هو مقرَّب و شها من صدره و بيقول بعصبية:
- عـــزَّام!!!! 
إتعود رُسلان يناديه بإسمه من زمان بعد إلحاح كبير من عزَّام نفسه، تابع رُسلان و هو بيشدد عليها جوا حضنه و هي متشبثة بقميصه زي الطفلة منهارة من العياط:
- أنا مش جايبك عشان تضربها و لو كنت أعرف إنك هتعمل كدا مكنتش دخَّلتك من الأساس!!!
مسح عزَّام على وشُه بعنف و هدر بحدة:
- مش شايف قلة أدبها و صوتها العالي!! أنا شكلي معرفتش أربيكي يا تيَّا!!!
و مسك دراعها بعنف و هو بيشدها من حضنه:
- هاتها يا رُسلان أنا هاخدها عندي أربيها من جديد و أجيبهالك!!!
مسك رُسلان إيد عزَّام و بعدها عن إيد مراتُه بهدوء و تيَّا بتعيط بإنهيار فـ قال رُسلان و هو بيحاول يكبح غضبه:
- طب إمشي دلوقتي يا عزَّام، خلاص أنا ومراتي هنتفاهم مع بعض!!
لسه عزَّام هيتكلم بحدة قاطعه رُسلان بحدة أكبر و هو بيقول:
- إمشي يا عزَّام قولت!!!
بص عزَّام لبنته اللي إتحامت في رُسلان بغضب، و سابهم و مشي، ربَّت على شعرها بحنان بيهديها و هو بيقول:
- خلاص إهدي! مالوش لازمة العياط ده!!
بِعدت عنه بحزن و قالتله بقهر وسط عياطها!!:
- إنت السبب في كل ده!!! إنت اللي خليت بابا يضربني ويقول عليا مش متربية!!!
بَص لخدها الأحمر و ميَّل عليه بحنان وباس مكان القلم برفق و قال بحنو:
- و غلاوتك عندي مكُنت أعرف إن أبوكي هيعمل كدا!! 
و إتنهد بحزن و هو بيضمها لصدره و بيقول بحيرة:
- ليه يا تيَّا!!! ليه مش عايزاه؟ ليه عايزة تحرميني و تحرمي نفسك من إحساس زي ده!!!
- أنا حُرة يا رُسلان!
قالت بنفس الجبروت فـ بعدها عن حضنه و قال بعصبية:
- حُرة على نفسك مين دي االي حُرة؟! تيَّا إتعدلي! إتــعــدلـي عشان قسمًا بالله جِبت آخري خلاص!!!
سابته و قعدت على السرير من غير ما تنطق! فـ راح ناحيتها و قال بإنفعال:
- هحبسك هنا يا تيَّا و وريني هتسقطي إزاي!!!
بصتله بإبتسامة باردة  قالت بسخرية:
- مبتشوفش مسلسلات ولا إيه؟ بسيطة خالص هفضل إنط من على السرير لحد مـ أسقطُه و أخلص منُه!!!
إتجنن أكتر فـ ضرب الحيطة بإيده و هو بيصرخ بإنفلات أعصاب:
- لـــيــه!!! رُدي عليا لــيــه!!!!!
صرخت فيه في المُقابل:
- عشان مش عايزة أجيب بنت يترَد اللي كنت بتعملُه في بنات الناس فيها!!! و لا عايزة أجيب ولد يبقى نسخة من أبوه!!!
حَس بـ قلبُه بيتعصر جواه، و من صدمتُه اللي تجلت على وشُه قام وقف و رجع خطوة لورا و بصوت مصدوم قال:
- إيه الهبل اللي بتقوليه ده!!
قامت وقف في وشه و قالت بإنهيار:
- ده مش هبل!!! دي الحقيقة اللي إنت مش مستوعبها، إنت فاكر إيه؟ فاكر إن ربنا اللي إسمه العدل هيسيبك تفلِت بعمايلك القديمة؟ مش هيعاقبك ولا هياخد حق البنات اللي كنت بتعمل معاهم علاقات مُحرَّمة و بتزني؟ فاكر إن الدنيا دي ماشية على مزاجك يا رُسلان؟ هييجي اللي يعمل في بنتك كدا و ساعتها هتبكي بدل الدموع دم!!
خرج صوتُه ضعيف لأول مرة في حياته و كلامها خلّى قلبه يرتعش بصدمة:
- بس أنا .. توبت!!!
إبتسمت بسُخرية و قالت بمرارة:
- توبت؟ إنت فاكر التوبة إيه؟ إنك تقول بلسانك كدا أنا توبت؟ بذمتك إنت بتصلي؟ بتزكي؟ بتعمل فروض ربنا؟ بتدعيله يسامحك و يغفرلك؟ طب بتراعيه في أي حاجه بتعملها؟ 
قرَّبت منه و هي شايفة عينيه بتغيم بالحُزن، فـ قررت توجعه يمكن تفوقه، فـ قالت بقسوة:
- قولي إنت بقى إزاي هتبقى أب؟ إزاي هتربي إبنك على الصح و الغلط؟ هتعلمُه إيه؟ هتعلمُه يصلي إزاي و إنت مبتركعهاش؟ هتعمله إزاي يغُض بصرُه عن اللي مش ليه؟ هتعلمُه إزاي و إنت كنت بتن.ام مع اللي تيجي في طريقك!!! إنت مينفعش تبقى أب يا رُسلان!!! مينفعش!!!
مكنتش عارفة مقدار قسوة كلامها على قلبه، و لا كانت شايفة ملامحه و هي بتتحول من قسوة وبرود لـ حزن و صدمة و .. رعشة، عينيه بصتلها بـ عتاب هيفضل محفور في ذاكرتها العمر كلُه، قلبها وقع في رجليها لما لقتُه بيبعد عنها و بيخرج من الجناح كلُه، إترعبت و هي شايفاه بيمشي و مش عارفة ليه قلبها إتقبض، حسِت إنه لو طلع من باب القصر ده مش هيرجع تاني، هنا جريت وراه و مسكت في دراعه و صدرها بيعلى و بينزل .. بتقول بأنفاس مُتقطعة:
- رُسلان .. إستنى .. رايح فين!!!
- إبعدي .. إيدك!!
قال و هو بيبُص قدامه بكل جمود، غصب عنها قلبها وجعها عليه، فـ قالت بـ إرتجاف:
- مينفعش تسيبني كدا و أنا بتكلم، تعالى طيب نتناقش .. نتكلم، أنا .. أنا عارفة إنك كويس من جواك و عايز تقرب من ربنا، تعالى أنا هاخدك من إيدك و هبقى في عونك عشان تقربلُه أكتر!!
بصلها بسُخرية مريرة، وقال:
- يآآه .. بعد كل اللي قولتيه ده و جاية بتقوليلي أنا هساعدك؟! تفتكري همدلك إيدي أصلًا يا تيَّا!! 
وقفت قُدامه و مسدت على وشُه بتقول بحنان:
- طبعًا .. أنا تيَّا يا رُسلان، حبيبتك، مِدلي إيدك وأنا عمري ما هسيبها!!!!
مبصِش لعينيها و قال بنبرة خلِت قلبها يتعصر من برودها، و هي بتقسم إن رُسلان القديم عُمره ما هيرجع:
- بس إنتِ فعلًا كان عندك حق، أنا مينفعش أبقى أب، عشان كدا .. هاخدك من إيدك دلوقتي و هننزل العيّل ده!!!!
يُتبع!! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
شَد على دراعها بعُنف و هو بيسحبها وراه بقسوة فـ ثبتت تيَّا في الأرض و هي بتقول بعيون مُتسعة:
- رُسلان .. هتعمل إيه!!!!
- هنروح لدكتورة تنزل العيل يا عيون رُسلان!!
قالها بسُخرية مريرة و هو بيشدها وراه و بيصرَّخ فيها بكل عنف:
- يــــلا!!!!
إتنفض جسمها و حاولت تبعد إيدُه عن دراعها بتترجاه بصوت باكي:
- لاء يا رُسلان عشان خاطري إسمعني!!!
شدَّها لصدرُه و هو بيصرَّخ في وشها:
- سمعت .. سمعت كتير أوي يا هانم!!!
نفت براسها و هي بتقول بحزن:
- طب أنا أسفه!!!
و حاوطت وشُه و هي بتقول بحنان:
- أسفة إني وجعتك بكلامي بس والله كنت بحاول أفوَّقك!!!
- وأنا فعلًا فوقت!!
قالها و هو بيبعد إيدها عن وشه، و قال بهدوء:
- يلا يا تيَّا، اللي في بطنك ده مينفعش ييجي عشان ميبقاش نُسخة مني!!
أجهشت بعياط و قهر، و قالت و هي بتمتم بندم:
- رُسلان!!!
- قـــولـــت يـــلا!!!!!!
هدر بقسوة حقيقية، و مسك دراعها و هو بيشدد عليها و بيقول بتهديد:
- بدل مـ قسمًا بـ ربي .. أنزلُه أنا بمعرفتي!!!!
برَّقت بخوف، و مقدرتش تنطق .. مشيت معاه بإستسلام و دموعها بتنهمر على خدَّها و هو بيشدها وراه و خرجوا من القصر، ركبت العربية بشرود رهيب، ساق على سرعة عالية و هي مش قادرة تتحكم في إنتفاضات جسمها، حاوطت نفسها و بصتلُه بحُزن إمتزج بالخوف، رُسلان إتكسر فيه حاجه عُمرها ما هترجع تاني!!! أنبت نفسها على كلامها معاه اللي خلَّاه يتحول تمامًا، طب هي دلوقتي نفسها تترمي في حضنه و تتحامى فيه، نفسها تتحامى فيه من خوفها منه!!! وصل قُدام مستشفى فـ بصتله برهبة و هو بينزل و بيرزع الباب وراه، دفنت نفسها جوا الكرسي مش عايزه تنزل فـ فتح الباب بتاعها و مسك إيديها بحدة و شدها، و لسوء حظها إتكعبلت و كانت هتقع على وشها لولا إنه حاوط خصرها بلهفة مقدرش يداريها و مشيت عينيه على جسمها بيتفحصها إذا كانت إتأذت ولا لاء، بصتلُه بحُزن و هي بتترجاه بعينيها فـ إتحولت عينيه من خوف وقلق لـ جمود، و شدها من إيديها بس بالراحة المرة دي، و مشي بيها لحد المستشفى، سأل موظفة الإستقبال بصوت بارد و ملامح مافيهاش حياة:
- عايزة دكتورة نسا، دكتورة مش دكتور!!
شدد على جملته الأخير بحدة كإنه بيحذرها، فـ قالت موظفة الإستقبال بتوتر:
- حاضر يا فندم، إطلعوا للدور التاني أول عيادة على إيدك الشمال!!
شدها وراه بهدوء فـ مسكت في دراعه برجاء بتحاول توقفُه:
- يا رُسلان متعملش فيا كدا!!!
إتكلم بجمود من غير ما بيبصلها و بياخد خطوات واسعة:
- أنا معملتش حاجه، مش ده كان قرارك من الأول؟!!
نفت براسها و قالت و صوتها بيترعش:
- خلاص .. رجعت فـ كلامي!!!
بصلها بحدة و لمسكها من كتفها و هو ببهزها بعنف و صوته جاب المستشفى كلها:
- و أنــا مـش لعـبة فـ إيـدك .. فـــاهمة؟!!!
بصتلُه بألم رهيب، غمغمت بإسمه بصوت حزين يخلي الحجر يلين و هي مش مصدّقة إن اللي قدامها رُسلان اللي بيعشق تُراب رجليها:
- رُسلان!!!
بصلها بغضب و جرَّها وراه و طلعوا في الأسانسير، و في ثواني كانوا واقفين قدام باب الدكتورة، خبَّط و دخل مكتبها و هي معاه، و قال بهدوء:
- دكتورة، عايزك تنزلي العيل اللي في بطنها!!!
• • • • • 
قاعدة جنبُه في العربية، كُل خلية في جسمها بتتنفض و عينيها مش مبطلة دموع، بتبكي من قلبها و هي حاطة إيديها على بطنها، و بصتلُه وسط دموعها ملقتش على ملامحه أي تعبير! تنهدت بألم و نطقت بصوت بيرجف:
- رُسلان .. شكرًا!!!
بَص قُدامه من غير ما ينطق و إيده بتشِد على الدريكسيون،  إفتكر اللي حصل في المستشفى !!!
Flash back***★***
نايمة على السرير في المستشفى مش مبطلة عياط و الدكتورة بتبصلها بكُل جمود كإنها متفقة معاه على وجعها، و هو واقف برا الأوضة بيروح و ييجي و قلبه بينبض بشكل عنيف، غمضت تيَّا عنيها و من فرط خوفها و تعبها النفسي أغمى عليها، فـ زفرت الدكتورة بضيق و سابت المش.رط من إيديها و طلعت من أوضة العمليات و قالت لـ رُسلان اللي لفِلها بلهفة:
- المدام أُغمى عليها!!!
عينيه إتوسعت بخضة و من غير ما يتكلم كان بيجري و بيفتح أوضة العمليات برجله بهمجيتُه المُعتادة، لقاها نايمة على السرير شبه الأموات وشها شاحب جدًا، قرَّب منها و هو مرعوب عليها، ربت على وشها بلهفة بيتكلم و صوته كله قلق:
- تيَّا ... سامعاني؟ تيَّا!!
جات الدكتورة من وراها و هي ماسكة كوباية ماية و بغيظ كانت هتدلقها عليها عشان تفوق و هي بتقول:
- سيبني أنا هفوقها!!!
و في لحظة كان بيزُق الكوباية اللي كانت هتترمي في وشها بعيد و قال و غضب الدنيا كلها فيه:
- إنتِ إتجننتي ده أنا هطلع عين أمك دلوقتي!!!
تناثرت قطرات ميا على وش تيَّا فـ رمشت بعينيها و هي بتفوق، صحيت على زعيقه في الدكتورة و اللي تراجعت بخوف من غضبه، و أول ما تيَّا شافتُه ندهت عليه بصوت ضعيف:
- رُسلان!!!
أول ما سمع صوتها بصلها بلهفة و هو بيقعد قدامها وبيمسح على طرحتها من قدام بحنان:
- إنتِ كويسة؟
من غير إدراك رمِت نفسها في حضنه و حاوطت رقبته بخوف و هي بتقول بذُعر:
- إبني .. إبني راح يا رُسلان؟
غمض عينيها و ربت على ضهرها و قال بصوت هادي:
- لاء .. إبنك لسه موجود!!!
كل إنش في وشها ضحك و بعدت عنه و هي بتحاوط وشه بسعادة:
- بجد!!! يعني أنا حامل لسه؟!
و تابعت برجاء حزين:
- رُسلان عشان خاطري .. عشان خاطري بلاش!!!
إتوحشت عينيه و هو بيفتكر كلامها اللي لسه سايب أثر عميق في قلبه:
- مش ده اللي كنتِ عايزاه!!
نفت براسها و عينيها بتتملي دموع و بتقول:
- أنا أسفة يا حبيبي .. أسفة إني وجعتك!!! والله أسفة!!
بصلها بجمود و خدها من إيديها و هو بيقول بحدة:
- يـلا!!!
مشيت وراه تحت أنظار الدكتورة و مشيوا في ممر المستشفى فْقالت بألم:
- رُسلان!! هننزل البيبي!!!
- قال بصوت قاطع:
- لاء!!!
إبتسكت بفرحة و هي ماشية جنبه و ماسك إيديها بعنف، بس رجعت قالت بحزن:
- طب لسه زعلان؟
مردِش عليها فـ غص قلبها بعياط حزين و قالت بأسف:
- رُسلان .. سامحني أنا آآ!!!
هدر بصوت عالي و هو  بيشدد على إيديها:
- إخـرسي!!!!
*****★******
و لحد دلوقتي من ساعة ما صرّخ في وشها و هي منزوية على نفسها و بتدمع بحزن، باصص هو قدامه بنفس الجمود، بس تراخى وشُه لما سمعها بتقول و صوتها يفطر القلب:
- حبيبي متخافش!! بابي عُمره ما هيتخلَّى عنك .. عُمره ما هيسيبك .. عندك أحسن أب في الدنيا!! 
لانت مِحياه و هو بيبص قدامه فـ كمِلت و هي بتطبطب على بطنها:
- و عندك أم بتموت فيك، متزعلش يا عُمري مني إنت .. و بابي!!
و بصِت لـ رُسلان اللي وقف بالعربية قُدام القصر و لسه هينزل مسكت إيده بلهفة و هي بتقول بحنان:
- بابي مش هيزعل مننا .. أنا عارفه إنه حنين و بيحبنا أوي!!
بصلها بضيق و بعد إيديها عن إيده بحدة و نزل و رزع الباب وراه لدرجة إن جسمه إتنفض، مشي بخطوات سريعة ناحية باب القصر فـ نزلت وراه بسرعه و جريت وراه و هي بتقول بلهفة:
- رُسلان إستنى!!!
لما حَس إنها بتجري وراه لفلها بحدة و قال بصوت عالي خوِفها:
- مــتــجــريــش!!!!
وقفت مكانها بخوف بس إبتسمت لما أدركت إنه خايف على البيبي، و بدلع رهيب فتحت إيديها و قالت بإبتسامة أنثوية:
- طب ممكن تيجي تشيلني؟!!!
- لاء!! 
قال بحدة و هو لافف وشه بعيد عنها و بينهم أمتار، فـ نكست راسها بحزن و حطت إيديها جنبها و تمتمت بحُزن:
- طيب!!!
إتأفف بضيق و في ثانية كان بيمشي ناحيتها و بيميل عليها و شالها بين إيديه فـ حاوطت رقبتُه و السعادة إترسمت على وشها سندت راسها في جوف رقبته و هو بيمشي بيها بيحاول يسيطر على نفسُه من نفَسها السُخن اللي بيضرب في بشرة عنقُه، طلع على السلم و وقف فجأة لما حَس بـ شفايفها بتبوس رقبتُه بحنان و قالت برفق: 
- بحبك!!!!
غمَّض عينيه و شدد عليها و بعدين فتح عينيه و كمل مشي ناحية جناحهم، دخل و حطها على السرير بحرص، و قال بجمود:
- أنا رايح شُغلي، الخدم عندك إحتاجتي حاجه قوللهم، متعمليش زفت مجهود هما يعملوا اللي إنتِ عايزاه، و لو حاجه حصلت كلميني!!!
- حاضر!!
قالتها بلُطف و هي بتُقف قدامه و رفعت إيديها عشان تديلُه الحضن اللي قبل ما يمشي واللي كانت زمان معوداه عليه، حضنتُه فعلًا و باست خدُه برقة، فـ بصلها للحظات بتعابير غامضة و سابها و مشي!! 
• ••  • ••• • ••••
دخل الجناح في وقت متأخر، لاقاها قاعدة على سجادة الصلاة و لابسة إسدالها و بتسبَّح على باطن صوابعها، بصلها بحزن للحظات و رجع بصلها بجمود لما خدت بالها إنُه دخل الأوضة، فـ قالت بإبتسامة منوّرة:
- حمدلله على سلامتك!! 
و فتحت إيديها و قالت برفق:
- تعالى!!
و رغم غضبه منها .. و زعله على نفسه منها إلا إنه مشي ناحيتها بعد ما قلع جزمته عشان سجادة الصلاة، قعد قداها و بتنهيدة كان بيدخُل جوا حضنها، بيحاوط خصرها و هي بتحاوط راسه ليها و بتمسح على شعرُه بحنان، ميّلت وباست راسه بلُطف و قالت بإهتمام:
- إنت كويس؟
نفى براسه من غير ما يتكلم، فـ إتنهدت و قالت:
- إيه اللي واجعك؟
- قلبي!
قال بهدوء، فـ تمتم بتأثر:
- أنا السبب..؟
- إنتِ و الدنيا عليا!!
قال و هو بيتنهد جوا حضنها، فـ ضمتُه ليها أكتر و عينيها دمَّعت و هي بتقول:
- أسفة يا روح تيَّا!! أوعدك عُمري ما هاجي عليك تاني!!!
سأل زي الطفل التايه:
- تيَّا .. هو ربنا بيحبك أكتر مني؟
شهقت بصدمة، مش متخيلة إن كلامها أثر فيه للدرجة دي، فـ قالت:
- ليه بتقول كدا؟!
- أصلك قريبة منه .. و أنا لاء!!!
بِعد عنها و هو شايف عينيها بتتملي دموع فقال بشرود:
- هو هيحبني إزاي و أنا كنت بغضبُه؟ كنت بز.ني .. بشرب .. مبصليش، بعمل كل اللي يغضبُه و يزعله مني .. هيحبني ليه و إزاي؟ كان عندك حق يا تيَّا! أنا فعلًا مستاهلش أبقى أب!!!
بسرعة حاوطت وشُه و عينيها متوسعة و هي بتقول بسرعة بتبُص لعينيه الحزينة:
- ششش رُسلان إسمعني يا حبيبي .. باب التوبة مفتوح قدامنا على طول و نقدر نرجعلُه في أي وقت و نتوب، إنت متخيل إنك عملت ذنوب الدنيا و إن ربنا مش هيغفرلك بس ربنا غفور .. عارف يعني إيه غفور؟ يعني كثير المغفرة على عبادُه، و إنت لو توبت هيغفرلك، و بعدين موضوع إنك متستاهلش إنك تبقى أب ده غلط يا رُسلان و أنا ورحمة ماما مكنش قصدي يا رُسلان، إنت هتبقى أجمل و أحن أب في الدنيا!!!
إبتسم بهدوء وبص لوشها المنور و قال:
- يعني هيسامحني؟!!!
- هيسامحك!!
قالت بيقين و حضنتُه بحنان، فـ حضنها هو كمان بهدوء، وبحماس مسكت إيدُه و قالتله ببراءة:
- تعالى معايا!!
قام معاها بإستغراب، فـ شدته ناحية الإسدال و  زقته براحة لجوا، و قالت بهدوء:
- بُص يا حبيبي هعلمك إزاي تتوضى، بس هقف برا الحمام عشان لابسة الإسدال، إعمل اللي هقولك عليه تمام؟
أومأ لها ببراءة فـ قالتلُه بإبتسامة:
- شمَّر القميص، و سمي في قلبك، و خلي في نيتك الوضوء!!
علمتُه الوضوء، خلَّص و طلع فـ عدلت طرحة الإسدال على و قالت بإبتسامة:
- حافظ الفاتحة؟
بصلها بخجل و لأول مرة في حياته كلها يوطي راسه، و قال بأسف:
- لاء!!!
 رغم صدمتها إلا إنها مبينتلوش، و قالت بحنان:
- طيب يا حبيبي .. قول ورايا!!!
• ••••• •••••••
علمتُه الصلاة، و حطت راسه على رجلها و حكِتلُه عن الرسول صلَّى الله عليه و سلَّم، مسحت على شعرُه بحنان و و هو مغمض عينيه مستمتع بصوتها و إيديها اللي في شعرُه، فتح عينيه و بصلها، إبتسم و حاوط خدها بإيد واحدة و جذبها برفق ناحيتُه و باس راسها، و قال بهدوء:
- ربنا يخليكي ليا يا عُمر رُسلان و دنيتُه!!!! 
إبتسمت و قالت:
- و يخليك لينا يا حبيبي!!!
يُتبَع♥
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
إبتهج قلبها و هي واقفة على عتبة الباب و شايفاه قاعد على سجادة الصلاة بعد ما صلَّى و ماسك سبحة في إيديه، إبتسمت و هو شاورلها بهدوء وقال:
– تعالي يا حبيبتي!!
فورًا .. جريت عليه و قعدت جنبُه فـ خدها في حضنه و مسِّد على شعرها، غمضت عينيها و قالت بإبتسامة:
– بحبك!!!
باس راسها و قال بحنان:
– مش أكتر مني!!
• • • • • • • • • •
بعد مرور ثمانية أشهُر، صُراخ مستمر خلَّاه يتنفض من نومُه بفزع، لقاها جنبه ماسكة بطها المنتفخة و بتصوَّت، صرخ بصوت مجزوع:
– تــيَّــا!!!!
– بــولــد يا رُسلان الـحـقـنـي آآآآه!!!!
في ثواني معدودة كان بيلبسها الإسدال وبيلف الطرحة حوالين راسها بعشوائية عشان يداري شعرها، و شالها بين إيديه و جري على عربيتُه!!
واقف قُدام باب غرفة العناية قلبة هيتقسم نُصين من صوت صريخها المستمر لدرجة إنه مسك في الدكتورة بيطلب منها بكل عنف تريَّحها عشان تبطل صريخ، و الدكتورة إتخضت و قالتله إنها هتعمل اللي تقدر عليه، بعد ساعات حط إيدُه على قلبه لما سمع صوت صريخ إبنُه، و بلهفة أب جري على الممرضة اللي طلعت ماسكة الطفل بحرص و هي بتقول بإبتسامة بريئة:
– خليه معاك لحد ما ننقلها لأوضة عادية!!!
مِسكُه بين إيديه برُعب بس الإبتسامة مفارقتش وشُه، ميَّل باس راسه و إبتدى يهمس في ودنُه:
– الله أكبر .. الله أكبر!!!
إتنفض أول ما شافها خارجة من العمليات نايمة على سرير فـ قرب من التروللي و قال بقلق و هو بيلمس وشها الشاحب:
– هي كويسة صح؟
قال الممرضة بهدوء:
– آه كويسة هي بس ن.زفت د..م كتير شوية!!
قال بقلق:
– نز.فت؟! طب هتفوق إمتى؟
– على طول .. عن إذنك!!
و إتحركوا بيها، مشي وراها و هو شايل إبنه و بيقول بإبتسامة:
– متخافش!! هتبقى كويسة! سمعت الولية دي قالت إيه؟ قالت إنتا نز.فت كتير .. عشان بس تجيبك كان ممكن يجرالها حاجه ألف يهد الشر عليها!! على الله يطمر فيك ف الآخر يابن الجارحي!!!
• • • •
– زيــن!!! ولا!!! تعالى هنا!!!
قال و هو بيجري ورا الشبر و نص اللي بيتحرك بشكل مضحك و بيضحك ضحكات تنعش القلب إختلطت مع ضحكات تيَّا، اللي قالت بشماتة:
– عشان تبقى تقولي بعد كدا إن سهل الشبر و نص ده ياكل!! ده عامل زي فُرقع لوز!!!
حط الطبق على الطرابيزة و قعد و هو بينهج:
– يابن الهبلة!! ده أنا ضغطي عِلي!!
– أنا هبلة يا رُسلان!!
قالت بإستنكار و هي بتشاور على نفسه و بتيجي ناحيتُه، شدَّها من وسطها فـ قعدت على رجلُه، و قال بخبث:
– تؤتؤ ده إنت ست العاقلين .. و ست البنات!!
و تابع بمكر:
– ما تجيبي بـ.وسة من الشـ.فايف الطِعمة دي!!
شهقت و قالت و هي بتبُص على زين اللي مسك لعبة و بيضرب بيها على الأرض:
– رُسـلان!! إبنك!!
– ششش!!
• • • • • •
تمت بحمد الله♥

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا