رواية غيرت مظهري في المسار الصحيح من الفصل الاول للاخير بقلم روان الحاكم

رواية غيرت مظهري في المسار الصحيح من الفصل الاول للاخير بقلم روان الحاكم


رواية غيرت مظهري في المسار الصحيح من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة روان الحاكم رواية غيرت مظهري في المسار الصحيح من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غيرت مظهري في المسار الصحيح من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غيرت مظهري في المسار الصحيح من الفصل الاول للاخير
رواية غيرت مظهري في المسار الصحيح بقلم روان الحاكم

رواية غيرت مظهري في المسار الصحيح من الفصل الاول للاخير

رشيت البرفان على لبسي كله وانا مبسوطه 
لسه جايباه جديد وريحته جذابه واللي على اخر الشارع هيشم ريحته رجعت الطرحه لروا وبينت نص شعري 
قصرت البلوزه شويه عشان ابين الحزام بتاع البنطلون 
بصيت لنفسي برضى اكيد الكل هينبهر بجمالي كالعاده
نزلت على السلم وقابلت عيال عمي 
نفخت بضيق وانا بستعد لاني اسمع محاضره ملهاش اول من اخر عن اللبس والاخلاق 
فاكرين نفسهم مشايخ وملايكه وهم اسوء مني بس بيظهروا نفسهم كدا اصلا مفيش حد كدا 
لقيت ياسمين بنت عمي بتسلم عليا
بصيت للبس اللي هي لابساه 
لابسه ملحفه زي الشوال عاملاها زي اللي عندها خمسين سنه 
بصيت لزين اخوها وهو نازل وغاضض بصره وماسك السبحه 
نفخت بضيق منه هو الوحيد اللي ف العيله عمره ما بصلي 
ولا حتى بيطيق يكلمني زي ما باقى ولاد عمي ما بيصدقوا لما اتكلم معاهم
اول ما شم ريحه البرفان بتاعي لقيته بصلي وشه احمر 
بدا يزعقلي ويعرفني ان اى حد هيشم يحتي هبقى زانيه 
زعلقي على لبسي وبعدين طلب مني بهدوء اني اغيره 
لما عندت معاه زعق فيا جامد 
طلعت غيرت هدومي وانا بشتم فيهم واحد واحد وبشتم حظي اللي خلاه هو ولي امري غيرت ب لبس احسن شويه بس برضو ضيق 
لقيته لسه واقف بصلي بعصبيه ونزل
لقيت ياسمين بتطلب مني اركب معاهم يوصلوني 
اعتذرت منها ببرود ومشيت وسبتهم
روحت الجامعه وحضرت نص المحاضره والدكتور ادى بريك ماصدقت وخرجت كنت ماشيه مخنوقه بسبب إن محدش من الشله جه النهارده
فجأه وانا ماشيه فى الجامعه لقيت بنت منتقبه ولابسه اسود ف اسود. حتى عيونها مش باينه اغمى عليها وهي لوحدها
اترددت اروحلها ولا لا عشان انا مبكرهش فى حياتي اد الناس المنتقبه والمتشدده اذا كنت بتخنق من لبس بنت عمري بالك دي حتى عنيها مش باينه! 
كان فيه شويه شباب رايحين ناحتها رحتلها بسرعه قبلهم 
ولما واحد منهم عرض انه يشيلها يوديها المستشفي لقتني رفضت بشده وقولت انا هفوقها ومشيتهم 
لقيت بنت تانيه جات علينا وطلبت مني نشيلها ونوديها جامع الكليه 
كنت متردده ف الاول الجامع اللي بعدى عليه كل يوم وعمري حتى ما فكرت اني ادخله! 
وهدخله ازاي بلبسي دا
لقيت البنت بتنادي عليا وبتطلب مني تاني اساعدها عشان ندخلها المسجد
وبالفعل شلناها ودخلنا المسجد
اول ما دخلت حسيت برهبه ودقات قلبي ذادت 
المكان فيه راحه رهبيه بس ف النفس الوقت مخيف بالنسبه لشخص زيي 
بصيت للبنات حواليا كانوا اغلبهم منتقبين وشويه مختمرين 
قاعدين بيضحكوا ويهزروا مع بعض ومنهم اللي بيصلي ومنهم اللي بيقرأ قران 
لما شافونا قاموا جرى ناحيتنا وبدأو يفوقوا ف البنت 
لحد ما فاقت 
لما فاقت اول حاجه نطقتها 
_مين اللي شالني وجابني هنا 
البنات ردوا عليها وشاورا عليا انا والبنت اللي كانت معايا 
فجأه لقيتها ملامحها ارتاحت وبدأت تعيط وتقول الحمد لله 
مكنتش فاهمه هي بتقول الحمد لله على اى ولما سألتها ردت رد صدمني 
_عشان كنت خايفه ليكون شاب هو اللي شالني وجابني 
رديت عليها بعصبيه من اوفرتها الذايده
_وفيها اى لما شاب يشيلك مهو انتي مغمى عليكي ودي حاجه ضروريه ولا حتى ف دي كمان انتوا متشددين 
إبتسمتلي بعد ما خدت نفسها وإتكلمت 
_مفيش اجمل من إن اول حد يشيلك يكون زوجك واول حد يمسك إيدك يكون زوجك عشان ببساطه هو الوحيد اللي ليه الحق إنه يلمسك 
عارفه إنك هتشوفي كلامي تشدد بس حقيقي مش هتعرفي معني شعوري دا غير لما تكوني مكاني
كلامها صدمني وهزني 
كانت بتعيط عشان خايفه ليكون ولد هو اللي شالها وهي مغمي عليها؟ ولا عايزه حتى حد يمسك ايدها 
وانا بهزر مع ولاد خالتي بالايد عادي وبسلم على اى حد ب إيدي 
لما جيت عشان اخرج بعد ما اطمنت عليها لقيتها بتقولي استني الضهر باقى عليه خمس دقايق ويأذن استني لما نصلي جماعه اتحججت ب إنه مينفعش اصلي ب لبسي قالتلي إنه فيه إسدال هنا اقدر اصلي بيه
حاولت اهرب بس معرفتش حاولت اعترض واقولها لا مقدرتش اتكلم 
قعدت معاهم وانا مغصوبه وللغريب لقيتهم بيضحكوا ويهزروا عادي وزينا بس من غير ما يجيبوا سيره حد. 
ضحك حلال زي ما بيقولوا 
يعني مش لازم عشان اضحك واهزر اغضب ربنا! 
والبنت اللي كان مغمى عليها قاعده بتهزر وبتحكي مواقف ليها بالنقاب مضحكه بعد ما عرفتني عليه اسمها حور وكل واحده فيهم عرفتني إسمها إندمجت معاهم وبدأت أضحك زيهم 
دول طلعوا غير ما انا كنت فاكره 
الضهر اذن وحور بدأت تصلي بينا جماعه 
اتوضيت ولبست الاسدال وبدأت صلاه معاهم 
بلاقي سنين مصلتش 
كانت الصلاه تقيله على قلبي فى الاول بس بعدها بدأت احس براحه 
حسيت براحه عمري ما حسيت بيها شعور غريب بس جميل لما سجدت مكنتش عارفه اقول اى 
فجأه لقيتني بدمع وانا بقول يارب اهديني يارب اهديني
لدرجه صوت شهقاتي كان عالي 
خلصنا صلاه ولقتيهم بداو يقولوا اذكار الصلاه 
عملت زيهم وبعدين لقيت حوار بتقول بما إننا خلصنا محاضرات كل واحده هتحكي قصه لنبي او صحابي هي بتحبه 
لقيتهم فرحوا واتحمسوا واتضح ليا إن كلهم شله صحاب مع بعض وعلى طول بيعملوا كدا وكل واحده بدأت تحكي 
كنت مبسوطه معاهم اوي ومش عايزه الوقت يخلص نسيت نفسي ونسيت كل حاجه وانا معاهم 
لحد ما جه الدور عليا اني احكي 
اتوترت واتكسفت انا يادوب عارفه بعض اسامي الانبياء بالعافيه 
قولتلهم اني مصدعه ومش قادره اقول دلوقتي 
لقيت حور بتقولي اني اجهز المره الجايه عشان انا اللي هحكي وطلبوا رقمي وإني اكون صاحبتهم وإنهم حبوني
المره الجايه؟ هو انا هاجي هنا تاني؟ 
لقيت صوت جوايا بيقولي وليه لأ انتِ كنتِ مبسوطه وانتِ معاهم 
صوت تاني بيرد ويقولي إني مش شبهم وانا حاجه وهم حاجه ولو صاحبتهم هيخلوني زيهم وانا مش عايزه اكون زيهم 
لحظه وانا ليه مش عايزه اكون زيهم؟ 
يمكن لان دا هيخليني امنع اللبس بتاعي واللي بيخليني جميله والناس تعجب بيا 
يمكن عشان لو لبست زيهم كدا محدش هيشوف جمالي. هدفن نفسي 
اصوات كتير جوايا اللي بيقولي اجرب اكون زيهم واللي بيقولي ابعد عنهم واخليني زي ما انا 
بعد مناهده كبيره مع نفسي ادتهم رقمي وخدت ارقامهم 
ومشيت وركبت عشان اروح
كنت شويه اكون مبسوطه لما افتكر ضحكهم وهزارهم وشويه اتخنق لما افتكر إنا اى وهم اى 
طلعت الهاند فرى عشان اشغل اغاني زي ما انا متعوده 
وشغلت الاغنيه اللي بحبها 
بس حستني مش عايزه اسمع ومخنوقه منها 
طفتها ورجعته تاني ف الشنطه 
لقيت خاتم التسبيح اللي ادتهوني حور 
طلعته وبدأت اسبح بيه 
واحده واحده لقتني ببتسم 
طلع حلو اوي رغم اني مكنتش بحبه ولا عمري لبسته
لحد ما وصلت 
جيت اطلع لقيت عمر إبن خالتي اللي كان مسافر من سنين رجع 
مكنتش مصدقه نفسي جريت وحضنته 
_حيااااااه
فجأه لقيت زين إبن عمى بيشد عمر جامد وهو بيزعق ب إسمي 
بصيت له وقلبي وقع 
كان بيبصلي وعيونه بتطلع شرار ووشه احمر 
وفجأه.... يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
زين بعصبيه:إنتِ ازاي تسمحي لنفسك إنك تحضنيه بالشكل دا 
حاولت اتلاشى خوفي منه ورديت بنبره حاولت اخليها هاديه 
_وفيها اى يعني دا عمر ابن خالتي ومتربيين سوا 
إتكلم عمر وهو بيحاول يهدي الموقف 
_إهدى يا زين محصلش حاجه لكل دا روان تبقى اخ
_هتقولي زي اختي والكلام دا برضو ميدلكش الحق انك تحضنها 
وانتِ اطلعي فوق يلا 
_انت ازاي بتزعقلي كد.. 
_روااان
 قولت اطلعي حالا وإلا قسما بربي مش ضامن رد فعلي هتكون اى 
خوفت لا إترعبت بمعني اصح وسمعت كلامه وطلعت 
انا اصلا اوامر ماشيه على الارض 
زين دا كائن غريب 
بعدها بشويه عمر طلع 
اول ما شافني إنفجرنا ضحك
إتكلم وهو بيحاول ياخد نفسه  
_لسه برضو مُصره متقوليش ليه إننا إخوات فى الرضاعه 
عدى وقت كتير اوي وانتِ برضو لسه بتفكير الاطفال بتاعك اموت وافهم انتِ مش عايزه تعرفيه ليه 
_لما كنا صغيرين كنت متعلقه ب زين وبحبه اكتر من اى حد وبحب حبه ليا 
ويمكن دي حاجه هتستغربها بس للغريب اني كنت بحب تملكه ليا لما كنا نلعب سوا كنت بكون مبسوطه اوي لما يمسكك يعجنك ضرب ويهزقني عشان بس بلعب معاك
_تصدقي انك مهزأه بصحيح كنتي بتفرحي فيا لما هولاكو دا بياكلني ضرب وتصري برضو مقولش ليه انك اختي 
_اللاه ياعمر فيها اى لما تضرب عشان اختك 
_طب يستي وانتوا صغيرين عرفت انتِ مكنتيش عايزاه يعرف ليه طب ودلوقتي 
إتوترت ومعرفتش اقوله اى
_ددلوقتي اى!؟ 
_مش عايزاه يعرف ليه دلوقتي إننا اخوات 
_مش عارفه يا عمر يمكن كنت عايزه اشوف رد فعله 
كنت عايزه اشوف زين بتاع زمان اللي انا افتقدته 
_انتِ بتحبي زين يا حياه؟ 
رديت عليه بصدمه
_اييه لا طبعاا مستحيل احبه او افكر فيه وهو بالشكل دا 
زين مبقاش زي زمان بقى واحد معقد ومتشدد وكل حاجه عنده قال الله وقال الرسول 
عايزني اخد واحد زيه عشان يكرهني فى حياتي 
_يابنتي زين مش كدا هو عشان بعد عندك ومبقاش يكلمك ولا ياخدك معاه عشان كبرتي يبقى وحش 
زين بيحافظ عليكي رغم انك لحمه ودمه لكن بيحافظ عليكي من نفسه حتى 
زين بيح... 
عمر ياحبيبي انت هنا
دخلت ماما وهي بتحضنه وبتعيط 
عمر إبنها اللي مخلفتوش 
طول عمرها بتعتبره زيي بالظبط ويمكن اكتر
اكتر واحده إتاثرت زيي لما سافر 
بقاله عشر سنين واخيرا رجع وبعد شويه كلام وترحيب قامت تجهز الغدا ليه
اتكلمت وانا مبسوطه
_هات حضن بقى عشان ملحقتش احضنك بضمير تحت 
قربت عشان احضنه لقيته زاحني 
_لا يستي انا مش مستغني عن نفسي انتِ عايزه زين يقتلني المرادي 
انتِ مشوفتيش زغرلي ازاي بعد ما طلعتي لولا انه عمره ما مد ايده على حد وزين ميعملهاش كان ضربني 😂
_واى يعني لما تضرب عشاني استاهل انا ولا ماستهلش
_تستاهلي يستي بس قوليلي ناويه تطولي فى اللعبه لحد امتى انا مش مستغني عن روحي 
إبتسمت بخبث وانا فى دماغي قاعد إبليس بنفسه بيهديني 
يبختك المايل يازين يابن ام زين إن ما جننتك مبقاش انا
_كل خير ناويه على كل خيري 
بعد ما قعدت مع عمر شويه مشي دخلت اوضتي 
لقيت حور بترن عليا إستغربت هي بترن ليه دلوقتي 
رديت عليها
_هاى حور ازيك
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ررديت عليها السلام بضيق شويه 
_ازيك يا روان عساكي بخير ان شاء الله 
_ايوه زي الفل 
_طب الحمد لله انا كنت بس برن عليكي عشان اذكرك بصلاه العصر
رديت عليها بحرج وانا بقولها اني هروح اصلي 
وقفلت معاها 
قعدت متردده مش عارفه اصلي ولا لا 
قولت ف نفسي هبدا صلاه من بكره وبعدين صوت جوايا بيقولي لا صلي دلوقتي
خدت القرار اني هبدا صلاه من بكره 
مسكت الفون العب فيه عشان مفكرش فى موضوع الصلاه وانا حاسه بخنقه 
لقيت الباب بيخبط ودخلت ياسمين بنت عمي 
نفخت بضيق ودخلتها 
إتكلمت بمرح
_انا لقتني ياستي زهقانه ومخنوقه وقولت اجي اقعد معاكي وجبت شويه تسالي وقولت الحقك عشان نصلي العصر سوا 
_طب صلي انتِ وانا هبقى اصلي بعدين
_ونضيع اجر الجماعه؟ 
بعد إصرارها قومت صليت 
من جوايا كنت فرحانه عشان صليت اينعم الصلاه كانت تقيله عليا بس لما إندمجت حسيت بخشوع 
حسيت براحه كبيره اوي 
راحه محستش بيها من لما بابا اتوفى
خلصنا صلاه وقعدنا 
_انا عارفه انك مش بتحبيني ولا انا ولا زين 
بس اى رأيك نكون صحاب صدقيني انا بحبك جدا ياروان حتى لو انتِ مش بتحبيني وكمان مش عندي صحاب 
تقبلي نكون صحاب ونحكي لبعض كل حاجه؟ 
مدت إيدها ليا مكنتش عارفه اقولها اى 
انا مش بكرها هي بس بكرها شخصيتها واسلوبها 
رغم إن الكل بيحبها وشايفينها احلى مني 
لما إتاخرت ومردتش عليها لقتيها سحبت ايدها ب إحراج 
ولمعه حزن شوفتها ف عيونها 
إتكلمت وهي بتعتذر وجات عشان تقوم 
شدتها وحضنتها وإتكلمت وانا بعيط
_عارفه لو مكنتش جيتي مكنتش هصلي رغم اني كنت عايزه بس مش قادره 
انا مش وحشه  يا ياسمين زي ما الكل فاكر 
انا بس مش عايزه اكون زيكم وادفن نفسي انا عايزه اعيش سني واخرج والبس براحتي 
خدتني ف حضنها وهي فرحانه وبتعيط
_اخيرا يا روان بقالنا كتير اوي وانتِ مش بترضي تتكلمي معايا وبعدين مين قالك إنك كدا بتدفني نفسك بالعكس مفيش احلى من لذه القرب من ربنا انتِ بس بتسمعي لشيطانك هتتغيري وتكوني احسن مني كمان ونمشي خطوه خطوه 
إبتسمت ليها براحه وبعدين فضلنا نتكلم ونهزر شويه 
وهي مشيت وسابتني بعد ما إتفقت معايا انها هتجيلي على طول 
______
عند زين 
_ها يا ياسمين كلمتيها؟ 
_هتديني كام وانا اقولك 
_ماتخلصي يابت بقى وتبطلي رخامه 
_خلاص ياعم متزقش كدا اهل الحب صحيح مساكين 
_كدا طب تعالي بقى 
_خلاص ياعم متزقش كدا هحكيلك 
*وحكت ليه كل اللي حصل
_يارب يا ياسمين ربنا يجعل هدايتها على إيدك 
_انا نفسي افهم طالما بتحبها اوي كدا ما تتقدملها وتريح نفسك وبعدين ابقى شجعها انت ع الالتزام
_ياريت كان ينفع يا ياسمين بس هى روان مش بطيقني
وبعدين انتِ عارفه السبب التاني 
_طب ما انت بتعاملها بجفاء اوي وعارف ان روان الاسلوب دا مينفعش معاها وهي كانت متعوده عليك انت بالذات اكتر واحد حنين عليها
_انتِ يا ياسمين اللي بتقولي الكلام دا؟ وعارفه اني ميفعش اتكلم معاها غير بحدود ولازم احافظ عليها حتى من نفسي 
_ربنا يريح قلبك ياحبيبي انا عارفه انه مينفعش بس عشان انت صعبان عليا 
_ادعيلي انتِ بس 
_ربنا يجمعك بيها على خير يارب 
____________
صحيت من النوم على نغمه الفون وانا مستغربه مين اللي هيرن دلوقتي بصيت لقتيها حور 
قفلت الفون وكملت نوم او حاولت اكمل 
اكيد بترن عشان تصحيني للفجر 
قولت ف نفسي هبقى اصليه لما اصحى (وضيعت على نفسها نعمه صلاه الفجر زي ما بنات كتير بتعمل دلوقتي) 
عند زين صحي اول واحد بعد ما كان ظابط المنبه 
راح يصحي ياسمين اخته لقاها صاحيه كانت بتصلي القيام وقاعده بتقرأ قرآن
حضنها وباس راسها وخرج يصحي امه وابوه 
ونزل المسجد عشان يصلي بالناس جماعه 
وبعد ما خلص فضل قاعد فى المسجد شويه يقرأ قرآن 
وبعدها قام روح 
صحيت روان الصبح متأخر لبست بسرعه ولكن طبعا لازم تظبط الميك اب بتاعها الاول ونزلت جرى عشان تلحق محاضراتها بعد ما إطمنت إن شكلها كويس 
حمدت ربنا انها متأخره وزين مشفهاش 
إستغربت انه مشي من غير ما يشوفها ويزعقلها على لبسها 
وصلت الجامعه ودخلت المحاضره وهي بتنهج 
وقعدت جنب صحابها وسمعت منهم إن فيه دكتور جديد هو اللي هيديهم 
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
اهلا يا شباب انا الدكتور الجديد اللي هيديكم بدل دكتور حازم عشان مسافر 
روان بصدمه
_زيييين!!!! دا باينه هيبقى مرار طاااافح
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_زييين     دا باينه هيبقى مرار طافح 
لقيته بيبصلي بشر ووشه احمر وبدا يقرب مني 
_يالهوي يالهوي جاى عليا هيموتني هيموتني 
حاولت انزل تحت البينج وانا بحاول افتكر هبتت اى عشان يتعصب ويحمر بالشكل دا 
وقف قصاد البينج بتاعي وبيبص للي قاعد جنبي
بصيت لقيته ولد 
_ياوقعتك المهببه ياروان حاولت انزل تحت البينج اكتر وانا ببعد عنه قدر إلامكان وعايزه الارض تنشق وتبلعني 
رجع مكانه وهو بيتكلم بصوت إلى حد ما حاول يخليه هادى 
_اولا انا دكتور زين هديكم ماده دكتور حازم 
ثانيا اهم حاجه عندي الالتزام اللي مش هيلتزم ميحضريلش ومش هاخد غياب 
ثالثا ودا الاهم مش عايز اشوف ولد قاعد جنب بنت 
هتنقسموا صفين البينچ الاول والاخير بنات 
والاتنين اللي ف النص هيكونوا ولاد مش عايز البنات تكون قصادي 
لقيت بنت وقفت إتكلمت بدلع وهي بتعدل خصلت شعرها اللي طالعه من الحجاب 
_سوري يا دكتور بس دا شغل حضانه واظن ان احنا كبرنا على الجو دا 
_مش معني انكو كبرتوا يبقى تنسوا اللي اتربيتوا عليه 
اغلبكم من قرى وارياف ومنموع عندكم الاختلاط والكلام بيكون بحدود لكن مجرد ما البنت تخرج من بيتها وتيجي هنا تنسى كل اللي هى اتربت عليها لمجرد إن محدش من اهلها شايفاها ونسيت إن ربنا مطلع عليها وعلى افعالها 
انا هنا اخوكم الكبير وهحافظ علي كل واحده فيكم كأنها اختى 
الشباب يكلموني فى اى وقت عادي وتعتبروني اخوكم 
لكن البنات ممنوع الكلام معايا إلا فى حاله الضروري وبحدود
وفى محاضرتي مش عايز اى إختلاط 
اتمني اكون شخص خفيف عليكم وتفهموا منى 
ودلوقتي إتفضلوا يلا اتقسموا زي ما قولت 
الكل بدا يقوم فيه اللي كان فرحان وشايف انها خطوه كويسه وفيه اللي كان مدايق وشايف إنه مأفور وملوش الحق يعمل كدا ولكن طبعا محدش يقدر يعترض 
بعد ما المكان اتظبط وكل واحد قعد مكانه زين بدا يشرح 
مكنتش مركزه فى ولا حرف من اللي هو قاله 
فكره وجوده ف نفس المكان بيوترني 
كنت مخنوقه يعني انا مابصدق اخرج من البيت واكون على راحتي يقوم ياجيلي هنا 
المحاضره خلصت 
اول ما جيت عشان اخرج زين وقفني 
إتكلم وهو بيجز على اسنانه وبيضغط على ايده 
_قسما بالله يا روان لو لمحتك قاعده جنب ولاد تاني او حتى قريبه من البينج بتاعهم متلوميش غير نفسك 
_ولو قعدت هتعمل اى؟ 
_يبقي تنسي إنك تروحي جامعتك او تشوفي الشارع حتى
وطلع وسابني 
بدأت اشك إن زين دا محتاج مصحه 
ازاي شخص زيه يكون هادي جدا ومسالم ومش من طبعه العصبيه 
لكن معايا انا بيتحول شخص تاني معرفوش 
كل يوم بيخليني اكرهه اكتر 
 خرجت وانا مخنوقه وطلعت اتمشي شويه لوحدي 
لقيت تلفوني بيرن وكانت حور 
مردتش عليها 
مكنتش ناقصاها هي كمان 
الاتصال وقف وبعدين رن تاني 
نفخت بضيق وقفلت تلفوني خالص 
مكنتش فى مزاج يسمحلي إني اتكلم مع حد 
روحت قعدت تحت شجره سندت دماغي وانا بتنهد 
غمضت عيوني وانا بحاول انسي اى حاجه مدايقاني
_روان ياروااان 
_هاا ياسمين بتعملي اى هنا 
_كنت فى المكتبه بجيب حاجات وبعدين لقيتك قاعده هنا مالك شكلك زعلان ليه
_لا ابدا مفيش حاجه انا بس كنت زهقانه شويه 
_طب اى رأيك تيجي معايا المسجد وهعرفك على صحابي هتجبيهم اووي وكمان فيه درس ديني هنحضره 
_معلش يا ياسمين انا مش فى مزاج لطيف اني احضر 
_إنسي مش هسيبك تقعدي لوحدك زعلانه هتيجي يعني هتيجي 
شدتني بالعافيه وخدتني معاها 
للحظه فرحت انها أخدتني ومسبتنيش لوحدي
دخلنا المسجد وكان اغلب اللي هناك بنات انا شوفتهم من المره اللي فاتت 
كانوا قاعدين فى نظام دايره وحور قاعده فى النص 
دخلت ياسمين بعد ما رمت السلام وهي بتعتذر عن التأخير بعد ما سلمت على الكل  
بصيت لحور وانا بسألها بعد ما سلمت عليها
_مسألتنيش يعني مردتيش عليكي لما رنيتي ليه؟ 
_لاني ببساطه مش بحد اسأل حد لانه ممكن يضطر انه يكدب عشان ميزعلش اللي قدامه
الحقيقة ان احيانا بتيجي على الإنسان لحظات  نفسية بيكون ملوش رغبة للرد على أي إتصال، مش كراهيةً بالمتصل لا لأن حالته النفسية متسمحلوش بدا 
عليك أن تتذكر قول الله عزوجل ..
{ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا } سورة النور
وليس من الأدب أن تُعيد الإتصال بشخص لم يرد عليك بعد المكالمة الأولى أو الثانية أو الثالثة بحد أقصى. 
قال ﷺ: الاستئذان ثلاثًا فإن أذن لك وإلا فارجع.
أحسنوا الظن دائمًا
سكت مكنتش عارفه اقول اى 
هي بالفعل لو سألتني كنت هكدب واقول مشوفتوش 
لقيت حور إبتسملتي زي ما تكون عارفه اللي انا بفكر فيه وقاصده توصلي رساله 
وبدأت الدرس 
_هنكمل بقى الدرس بتاعنا النهارده وهو عن اللبس 
ودي اكتر حاجه ممكن تجلب للبنت ذنوب 
إنتِ متخيله ان طول ما انتي ماشيه بتاخدي فى ذنوب بس!  كل ولد بيبصلك انتي بتاخدي ذنبه صحيح هو بيتحاسب على غص بصره بس انتي كمان هتتحاسبي على عدم سترك لجسمك 
هييجي يوم القيامه واحد انتي عمرك ما شوفتيه اصلا جاى ينقض منك هتقوليله يارب بس انا عمري ما شوفته هيقولك بس انا شوفتك يوم كذا وكنتي لابسه كذا وافتتنت بيكي 
متخيله بقى كام واحد بيشوفك وكام واحد بيبصلك ف اليوم بس 
يعني تكوني رايحه مشوارك او جامعتك وانتي بتاخدي ف ذنوب بس لمجرد انك ماشيه وعارضه جسمك 
لو سيدنا محمد شاف بنات امة دلوقتي باللبس دا هيكون اى رد فعله
انتي متخيله إنك حفيده عائشه وخديجه
وانتي لابسه ايشرب مبين نص شعرك بس اسمها محجبه 
انا عارفه ان كلامي صعب وتقيل عليكم بس عشان انا خايفه عليكم يابنات انا فى يوم من الايام كنت زيكم واكتر💔
ولكن الله هداني وتاب عليا وبعتني ليكم لعلى اكون سبب هدايه حد فيكم بعد ربنا سبحانه وتعالي 
كل اللي عايزه اوصله ليكم إن الجنه تستاهل 
تستاهل إنك تضحى بلبسك وشياكتك 
طبيعي اننا كلنا ك بنات بنحب نهتم ب نفسنا وشكلنا ونكون حلوين والناس تعجب بينا 
بس جمالك دا محدش يستحق يشوفه غير اللي يستحقه 
انتِ جميله ولازم تحافظي على جمالك 
يلا يابنات غيروا من نفسكم وابداو صفحه جديده مع ربنا 
بلاش الشيطان يضحك عليكي ويقنعك انك لسه صغيره الموت مش بيستنى حد 
بلاش تخسروا الجنه عشان شويه لبس 
الجنه تستاهل اننا نضحى عشانها 
الجنه اللي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر 
الجنه اللي فيها الرسول والصحابه 
الجنه اللي هنشوف فيها ربنا 
انتوا مستوعبين الجمال اللي هنكون فيه
هنكون ف الجنه ومش عايزين حاجه غير ننعم عنينا برؤيه الله عز وجل 
يااالله🥺
فى الجنه هنقول ياليتنا لم نعص الله قط 
هنندم على كل لحظه عدت من غير ما نقرب فيها من ربنا 
هنندم على كل بنطلون لبساه 💔
هتندمي على كل خصله بانت من شعرك 
مستنين اى يلا كل واحده فيكم تعزم فى نيتها انها هتتغير 
روحي افتحي دولابك وشوفي اللبس بتاعك يرضى ربنا ولا لا اللبس بتاعك يليق انك تكوني حفيده عائشه وخديجه ولا لا 
مش حابه اطول عليكم اكتر من كدا 
بس ارجوكم يا بنات تفوقوا من الغفله اللي انتوا فيها وتلحقوا نفسكم قبل فوات الاوان
هداني الله واياكم
كانت بتتكلم وهي بتعيط وكل حرف قالته كان بيخلى جسمي يقشعر 
حسيت نفسي رخيصه اوي وحور معاها حق فى كل كلمه قالتها 
انا هتغير فعلا بس ياترى هقدر؟ 
هجرب 
لقيت حور جايه عليا وبتحضني وبتشكرني وفرحانه اني جيت 
وسلمت على ياسمين وطلعوا صحاب 
 مهو اكيد اللي زي ياسمين مش هتصاحب غير ناس زيها
وبعد ما قعدنا شويه مع بعض كلنا روحنا
عند زين 
بعد ما خلص محاضراته روح 
بعد ما اتنقل جامعه روان 
مكنتش عايز يروح مش عايز طول الوقت تفضل تحت عنيه 
كدا الموضوع هيكون صعب 
هو بيحاول ويجاهد نفسه يغض بصره عنها ويكون هادى
لكن تصرفاتها بتخليه يخرج عن شعوره 
هى الوحيده اللي بتخرج اسوا مافيه
يمكن اكتر حاجه تعباه انه عارف انه مينفعش يفكر فيها 
كان غصب عنه 
هو كبر وروان قدامه وتحت عنيه 
من صغره وهو مسئول عنها
نفض كل الافكار من دماغه ودخل المسجد 
كان باقى نص ساعه على الاذان 
دخل صلى ركعتين تحيه المسجد ومسك المصحف وبدا يقرا بخشوع 
صوته يخلي اللي قدامه يقشعر 
لحد ما الاذان أذن 
صلي بالناس جماعه بحكم انه إمام المسجد 
بعد ما خلص خرج وجاى عشان يمشي 
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ازيك يا شيخ زين 
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله فى زحام من النعم 
_ربنا يديم عليك نعمه يارب 
انا كنت عايز حضرتك فى موضوع بس متردد شويه واتمني متفهمنيش غلط 
_اتفضل 
_انا بصراحه كدا بحب روان وجاى اطلب ايدك منها حكم انك ولي امرها 
#يتبع 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_انا طالب ايد الانسه روان 
_طالب ايد مين ياعنيا 
_فيه حاجه غلطت قولتها يا شيخنا 
هي مش الانسه مش مخطوبه برضو؟ 
_لا ومش هتخطب
_نعم؟ 
_لسه هتكمل تعليمها وانا مش موافق دلوقتي 
_انا ممكن استن... 
رديت عليه بعصبيه وصوت عالى
_وانا قولت مش موافق دلوقتي وياريت تقفل ع الموضوع بقى 
_انا اسف بس هو الموضوع مش محتاج للعصبيه دي كلها دا غير اني اول مره اشوف حضرتك متعصب بالشكل 
طول عمرك هادي ومتفهم ومعتقدش اني قولت حاجه فى كلامي غلط ولا اى يا دكتور
كلامه صح انا إنفعلت واتعصبت 
بقيت عصبي ومبقتش عارف اتحكم فى غضبي رغم اني مش كدا 
يمكن عشان اللي بيطلبه مني مستحيل 
جاى يطلب مني روحي؟ 
حاولت اهدي نفسي وانا بعتذرله عرفته انها لسه هتكمل تعليمها وانا رافض المبدأ حاليا 
ومشيت وسبته اقبل ما اديله فرصه اني افهمه 
_مالك يا زين شكلك تعبان ومرهق ليه كدا
_مفيش حاجه ياحبيبتي ادخلي ارتاحي انتِ 
_مفيش ازاي بس وانت حالتك بالشكل دا مش احنا واخدين عهدك اننا هنحكي كل حاجه لبعض ومش هنخبي على بعض حاجه؟ 
وبعدين انا واثقه إن الموضوع يخص روان 
صح ولا لا
_احمد جارنا اتقدملها وقال بيحبها 
سمعت الاسم من هنا وانا بحاول اكدب اللي سمعته 
_بتقول مين اللي اتقدملها 
_المهندس احمد اللي فى العماره اللي جنبنا 
اكاد أُجزم إني فى اللحظه دي سمعت صوت تكسير 
زي ما يكون حد مسك كبايه إزاز ورماها ف الارض 
بس صوت التكسير مكنش للازاز كان لقلبي 
ضحكت فى نفسي بسخريه اواسي اخويا الوحيد على الحاله اللي هو فيها
ولا اواسي قلبي المسكين؟ 
طبطت عليه وانا بحاول اتحكم فى دموعي 
حاولت اتكلم بس حتى الكلام مش بيخرج مني
ملقتش قدامي غير إني احضنه 
يمكن الحضن دا الحاجه الوحيده المريحه لينا احنا الاتنين
كنت محتاجه الحضن دا يمكن اكتر منه 
هديت شويه وبعدها اتكلمت 
_انا عارفه يازين إن اللي هقوله دا صعب عليك 
بس روان كبرت ولو انت رفضت دا هييجي بعده 
وكدا انت بتظلمها وبتظلم نفسك 
ياما تتشجع وتتقدملها سواء وافقت او رفضن يا تسيبها تشوف حياتها وتشوف انت كمان حياتك
_معاكي حق يا ياسمين
ربنا يقدم اللي فيه الخير 
_بابا مالك ياحبيبتي انت كويس
_ايوه انا كويس يا حور الحمد لله 
_شكلك تعبان اووي انت خدت الدو 
_ايوه ياحبيبت.. 
_مش دي العبله هي خلصت؟ 
ليه مقولتليش يابابا سايب نفسك لحد ما تتعب بالشكل دا 
_يبنتي مش كفايه اني مش قادر اشتغل واصرف عليكي 
هشيلك هم علاجي كمان 
حضنته وانا بعيط
_متقولش كدا ياحبيبي متقولش كدا ياعمري 
انا لو هقطع من جسمي عشان دا انت كل اللي ليا 
وبعدين ما حضرتك طول عمرك بتصرف عليا
_انا اسف ليكي ياحور مكنتش الاب اللي تستحقيه 
بس اديكي زي ما انتي شايفه غصب عني ومنقدرش نعترض على قضاء ربنا الحمد لله على كل حال بس عارف انك ملكيش ذنب برضو 
_انت بالنسبالي احلى اب فى العالم يابابا واكتر نعمه لو فضلت اوفي ربنا عليها مش هيكفي 
مش كفايه انك عملتني وكبرتني 
ربتني على قال الله وقال الرسول 
انا بمشي وسط الناس افتخر انك ابويا 
ودلوقتي كفايه كلام وانا هنزل اجيب الدوا
_بس انتي ممعكيش فل.. 
_متشغلش بالك سبيها لله 
يلا هنزل على طول ومش هتاخر عليك 
أستوعدك الله الذى لا يضيع ودائعه 
نزلت وانا مش عارفه هجيب فلوس منين 
بس كل اللي اعرفه اني مينفعش ارجع غير ومعايا العلاج 
نزلت الصيدلة اللي فى الحاره وانا بغمض عيوني وبحاول اتنفس بشكل كويس من اللي انا مقبله عليه 
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
لقيته رفع وشه من على المكتب وإبتسامه إترسمت على وشه وبيبصلي بنظره كلها خبث
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
اتفضلي يا حوري قصدي يا آنسه حور 
سكت مكنتش عارفه اقول اى العن الظروف اللي خلتني اروح لواحد زي دا 
يمكن عشان مفيش قدامي غيره 
اتكلمت وانا عيوني فى الارض وبحاول اتلاشي نظراته 
_انا انا بس يعني كنت عايزه 
_عايزه الدوا بتاع ابوكي بس مش معاكي فلوس صح 
غمضت عيوني وضغط على ايدي وانا بحاول اتنفس من تحت النقاب 
_هديك حسابهم اخر الشهر
_ولو قولتك اني هديهم ليكي ومش عايز فلوس 
_انا مبشحتش وقولت لحضرتك هديك حسابهم اخر الشهر ياما اروح واشوف صيدله تاني
_بس انتِ عارفه إن مفيش حد هيديكي ويستني عليكي ف الفلوس بس عشان جدع هديكي 
راح جاب الدوا المطلوب إستنيت يسيبه على الرف عشان اخده بس فضل ماسكه مصمم يخليني امد ايده اخده 
مديت ايدي ومسكت طرف الدوا 
ساب الدوا ومسك ايدي فجأه 
_وافقي يا حور وافقي وسيبك من الفقر وعيشه ابوكي اللي مش جايبه همها دي وانا هعشيك ملكه 
جسمي كله اتنفض حاولت اسحب ايدي منه فضل ماسكها 
شدتها وبكل قوتي رفعت ايدي وضربته بالقلم 
على ما هو إستوعب اللي انا عملته كنت مشيت من قدامه 
_اااه يابنت ال***"
والله لندمك تمن القلم دا واخليكي تبكي بدل الدموع دم 
كنت ماشيه فى الشارع بعيط 
بعيط بسبب الظروف اللي خلتني اتذل لواحد زي دا 
الظروف اللي خليته يتجرأ ويمسك إيدي 
روحت البيت واول حاجه عملتها دخلت فضلت اغسل إيدي 
رغم إني كنت لابسه جوانتي 
إلا إن لسه حاسه بمسكه ايده ليا
فضلت اغسل فيها جامد وانا بعيط 
قومت صليت ركعتين علشان ارتاح 
هديت شويه وقومت خدت الدو وروحت لبابا
_الدوا ياحلى اب فى الدنيا 
_عايزه اى يا حور
_ياحجوج هعوز اى يعني غير وجودك
_الدخله دي قلقاني 
_حقك بصراحه عايزه الخلاصه؟ 
_بحبها
_فيه شركه لسه فاتحه جديد ومنزلين اعلان عايزين موظفين
_تاني ياحور مش اتفقنا نقفل الموضوع دا وهنستكفي بالمعاش؟ 
_عشان خاطري يابابا وافق المرادي واوعدك والله هخلي بالي من دراستي وتقديري مش هينزل 
_وهتسبيني لوحدي؟ 
_متصعبهاش عليا يابابا بقى عشان خاطري واوعدك مش هاخر عليك بس عشان خاطري وافق 
_خلاص ياحور طالما دا هيريحك موافق 
_هات حضن يا احلى بابا فى الدنيا ربنا مايحرمني منك ابدا
حضنته واتنهدت براحه بعد ما كنت شايله هم إقناعه 
ربنا يسرلي الامر الحمد لله 
قومت صليت الضحى وقرأت الورد بتاعي 
ورتبت البيت قبل ما اجهز 
لبست الملحفه بتاعتي السوده والجوانتي 
وقفت عند لفه النقاب 
هخفي عيوني زي كل مره؟ 
بس كدا ممكن ميقبلونيش 
طب واى يعني مش هتخلي عن حاجه عشان يقبلوني 
بس محتاجه الشغل عشان بابا ومتذلش لحد 
قررت إني هبين عيوني بس النهارده فى المقابله وبعد كدا ان شاء الله هغطيها 
وبالفعل لفيته ولاول مره من 3 سنين ابين عيوني 
كنت زعلانه ومخنوقه بس مفيش فى ايدي حاجه 
كنت لسه هخرج ولقيت فوني بيرن وكانت ياسمين
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ازيك يا سينا 
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله بخير 
الناس اللي عندها مقابله بقى ورايحه الشركه
_ادعيلي يا ياسمين عشان انا اصلا مخنوقه 
_ليه كدا
_مخفتيش عيوني زي ما بعمل بينتها 
لاني لو خفتيها مش هيقبلوني اذا كنت انا خايفه بسبب النقاب اقوم اخبي ليهم عيوني وانتِ عارفه اني محتاجه الشغل ومصدقت لقيت 
_بصي يا حور مش عارفه ازاي الكلام دا يطلع منك 
انتِ دايما بتفضلي تقولي لينا إن حاجتا وطلبنا عند ربنا وهو بيوكل عبده ليكي 
يعني الشغل مش بين ايدين صاحب الشركه لا 
دا بيد الله لو ليكي نصيب فيه هتشغلي حتى لو لابسه شوال 
ولو ملكيش نصيب مش هتشتغلي حتى لو لابسه لبس محدش لابس زيه 
وانتِ دايما اللي بتقولي الكلام دا
انا عارفه انك عملتي كدا عشان محتاجه للشغل بس برضو النقاب عمره ما هيمنعك منه 
مفيش رزق بيمنع رزق 
الفي نقابك زي ما بتلفيه وتوكلي على الله 
_ياااه يا ياسمين متتصوريش مكالمتك ريحتني ازاي 
معاكي حق ف كل كلمه قولتيها وربنا بعتك ليا 
هخلعه والفه تاني وهسلم اموري لله 
_الله يختارلك اللي فيه الخير يارب 
قفلت معاها وغيرت اللفه وخبيت عيوني زي الاول وانا حاسه براحه كبيره 
خرجت وانا طول الطريق بستغفر وبسبح ربنا بنيه اني اتقبل فى الشغل 
وبعد ما ركبت كذا مواصله وصلت 
الشركه كانت كبيره وجميله 
وباين عليها فخمه وجديده 
اول ما دخلت وبصيت قدامي اتصدمت من اللي شوفته
_________
_ها ياروان اخلصي بقى وافقي
_قولت لأ يعني لا
_يبنتي بلاش تعقيد بقى هنخرج كلنا مع بعض وبعدين دا ميرو بذات نفسه طالب يقابلك 
اللي الشله كلها هتموت عليه
_انتِ عارفه يا علياء إني مبحبش كدا دا غير ان زين لو عرف مش بعيد يقلتني 
_قولي بقى إنك خايفه خليكي كدا ضعيفه وملكيش معاه كلمه وهو لاغى شخصيتك 
_متتكلميش عنه كدا زين ابن عمي وبيخاف عليا 
_عموما انا نصحتك 
ميرو هيتجنن عليكي وهيموت ويكلمك انتي لو قابلتيه بس بنات الجامعه كلهم هيحسدوكي عليه 
دا كفايه القصر اللي عايش فيه ولا العربيه اللي راكبها واو بجد ياريتني كنت انا 
كلامها بدأ يرن فى وداني وقبل ما اضعف واوافق
قومت مشيت 
_طب سلام ياعلياء عشان اخرت وهبقى اكلمك بعدين 
_ماشي ومتنسيش اللي اتفقنا عليه 
_اوك باى
_وبعدين يافالحه اديها رفضت تقابله وعملت فيها الخضره الشريفه
_اصبرك عليا بس إن ما جريت رجلها وخلتها أسوء منا كمان 
_هتعملي
بصتلها بخبث وانا ببتسم 
_هعمل اللي يخلي زين ابن عمها يدفنها صاحيه
_ناويه على اى
إتكلمت بشر وحقد 
_بكره هتشوفي بنفسك
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دخلت الشركه وانا مصدومه 
لما شوفت لبس البنات تلقائي اول حاجه غضيت بصري عنهم مكنتش مستوعبه المنظر 
(اصبحنا نغض بصرنا عن النساء ونحن نساء مثلهن💔) 
دخلت وانا بحاول استغفر فى سري 
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
لو سمحتِ انا كنت مقدمه على وظيفه هنا
_افندم مقدمه على وظيفه هنا؟ 
_ايوه فيه حاجه؟ 
_هههه وكمان بتسألي لو فيه حاجه فكرك إن شركه زي دي هتشغل ناس زيك كدا ارهابيين 
_لو سمحتي مسمحلكيش انا قدمت واتقبل وحاليا جايه اعمل الانترفيو 
لبسي دا اعتقد ملوش علاقه ب اى حاجه تانيه 
زي ما برضو حضراتكم سامحين لباقى البنات اللي باين من جسمهم اكتر من اللي ساتر 
_حيلك حيلك هتديني درس فى المواعظ والاخلاق انا حبيت انصحك مش اكتر 
لكن مدام مُصره خليكي بقى لما مدير الشركه ييجي يشوفك وتكوني عبره للشركه كلها 
مرضتش عليها وسبتها وقعدت 
وانا كلي يقين إن ربنا مش هيغزلني 
حاولت اتلاشي نظرات البنات ليا 
كانوا بيبصولي كاني نكره
كأن انا اللي لابسه لبس كاشف مش هم 
لو كان ينفع اسجد حمد وشكر لله فى اللحظه دي كنت عملت
كان ممكن اكون زيهم لو إتربيت فى بيئتهم
كان ممكن اكون مكانهم💔
عيوني دمعت وانا بحمد ربنا ومش عارفه اوفى حقه عليا ازاي 
وعلى نعمه انه سترني 
يمكن انا مليش فى حياتي غير بابا وظروفي صعبه 
بس لو خيروني اكون مكانهم او مكان اى حد هرفض 
يكفي نعمه النقاب اللي انا لابساه 
فضلت استغفر واسبح ربنا لحد ما دوري ييجي 
سمعتها وهي بتنادي إسمي بتعالى وبتبصلي ب إبتسامه غريبه كدا 
إستجمعت شجاعتي وقومت دخلت 
كنت خايفه لاول مره اخاف بالشكل دا 
المدير كان قاعد وباصص فى الورقه اتكلم من غير ما يرفع عيونه 
_ادخلي واقفلي الباب وراكي 
دخلت وسبت الباب مفتوح 
_هو انا مش قولت اقفل.... 
لحظه كدا هو من امتى الشحاتين بيدخلوا مكتبي؟ 
حسيت كأن الدنيا بتلف بيا 
بقى وصلت أنه يوصفي بالشحاته لمجرد اني منتقبه
مش هلومه من حقه بعد ما يشوف المنظر اللي بره دا يقول عليا كدا 
بلعت الشتيمه واتكلمت 
_انا جايه اقدم على الوظيفه حضرتك 
_اممم ومين قالك بقى اننا هنسمح لامثالك يدخلوا الشركه
عشان تأثري عليهم بفكرك المتخلف مش كدا 
_اعتقد لبسي لو هيدل ع حاجه ف هو هيدل على إني طالعه من بيت رجاله 
اما بالنسبه لفكري ف حضرتك لسه متعرفنيش عشان تحكم عليا 
_انتِ هتردي عليا يابت انتي الكلمه بكلمتها ولا اى
انتي نستي نفسك انتي متعرفيش انا مين 
هقول اى وانتي تعرفي مين باللي لابساه ع وشك دا 
رديت عليه وانا منفعله ومتعصبه من غير ما اخد بالي إن الناس بدات تتلم على الصوت
_لا منستش نفسي بس حضرتك اللي نسيت نفسك 
ومش بس كدا لا نسيت دينك وعقيدتك فكره انك تحكم عليا بشيء معين لمجرد اني لابسه نقاب يبقى حضرتك اللي محتاج تراجع نفسك ومش اسفه ف اللفظ بس حضرتك اللي عندك تخلف فى تفكيرك
بقينا بنقلد الغرب فى كل حاجه
مش عاجبك شكلي
لكن عاجبك منظر البنات وهي عارضين جسمهم ومخلييم اللي يسوى واللي ميسواش يتفرج عليهم
لكن انا مش عاجبك لمجرد اني ساتره نفسي ومحافظه على نفسي عشان هو شخص واحد بس اللي ليه الحق يشوفني واللي هيكون حلالي 
_بس كفايه اخرسي اطلعي برررره 
كل كلمه قالتها صح وكل كلمه قالتها أثرت فيا 
اكتر حاجه جننتني انها فكرتني ب امي 
نفس طريقه الكلام ونفس الاسلوب 
هي ازاي كدا ملقتش قدامي غير اني بزعق فيها وبطردها
مكنتش متقبل اني اسمع كلمه كمان 
رديت عليها بهدوء 
_بالرغم من اني محتاجه الشغل دا اكتر من اى حاجه لكن ميشرفنيش اني اشتغل هنا 
وبرضو هفضل مفتخره بنقابي وهمشي ب راس مرفوعه 
خرجت ولقيت كل اللي فى الشركه واقف وسمع اللي حصل
لقيت موظفه الاستقبال واقفه بتبصلي بشماته
ومعظم البنات بيبصولي بقرف 
طلعت من الشركه كلها وانا من جوايا ببكي 
ببكي على الحال اللي وصلنا ليه 
بقى كل دا عشان بس منتقبه؟ 
عشان بعمل اللي ربنا أمرني بيه
كنت ماشيه سرحانه ومش مركزه ودموعي نازله لدرجه محستش بالعربيه اللي جات عليا
_حااااااسب
__________
بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله 
هنبدا حلقه النهارده ان شاء الله بقصه كدا هحكيلها ليكم 
زمان وانا صغير كان عندي ابن خالتي على طول امه بتجبله لعب كتير اوي ف مره شوفت عنده لعبه جميله جدا لدرجه اني روحت لامي عيطت عشان تجبلي واحده زيها 
وساعتها هي قالتلي مش انا اللي هجبهالك لا ربنا اللي هيجبهالك 
سألتها وانا بقولها ازاي قالتي إني ادعي فى كل صلاه اصليها باللعبه دي 
كنت انا لسه عندي خمس سنين ويادوب بدات اتعلم الصلاه ف كنت بقطع فيها 
لكن بحكم اني كنت طفل بقى ونفسي فى اللعبه 
بدات التزم بالصلاه وكل سجده بدعي ربنا باللعبه لمده شهر 
اخر الشهر لقيت امي جايبه ليا شطنه وبتقولي لعبتك اهي ياعم 
كنت طاير من الفرحه خدتها منها بلهفه وانا بحضنها 
وبقوله انا بحبك اوي يارب وكل حاجه هعوزها هطلبها منك 
لكن فرحتي دي إتبخرت لما فتحت ولقتيها لعبه تاني غير اللي كنت عايزه 
بصيت لامي بدموع طفل كدا وإتكلمت بإنكسار زي اللي امه ماتت مشنوقه😂
وانا بقولها دي مش اللعبه اللي انا عايزها 
انا زعلان منك يارب ومش هطلب منك حاجه تاني
ساعتها امي فضلت تحايل فيا وتقنعني إن العبه دي احلى وان دي اللي ربنا اختارها ليا 
مسمعتش ليها ومرضتش العب اللعبه لان شكلها مكنش حلو زي لعبه ابن خالتي ولا حتى بقيت بصلي 
لحد ما فى مره كنت عند ابن خالتي ولقيته قاعد زعلان 
لما سألته قالي إن اللعبه اللي بيحبها باظت خالص ومعدتش تنفع 
وزعلان عشان امه جابتهاله من الاول 
ودي نفس اللعبه اللي كنت هموت عليها 
يومها روحت البيت ومسكب اللعبه وفتحتها تاني 
وبدأت العب بيها عشان اشوف هتبوظ ولا لا 
يوم ورا يوم وانا بلعب بيها وبرضو مباظتش 
هتصدقوا لو قولت ليكم إن اللعبه دي لسه موجوده عندي لحد دلوقتي؟ 😅
طلعت امي قاصده انها تجبلي لعبه غير اللي انا طلبتها 
عشان تعرفني ان مش كل حاجه انا بحبها هتكون خير ليا 
يعني اللعبه اللي كنت انا عايزها وشكلها جميل وانا هموت عليها لو كنت جبتها كانت هتبوظ
لكن اللي كانت اختيار ربنا لحد الان لسه سليمه 
يومها رجعت اصلي تاني 
ف لما كنت بدعي ربنا بحاجه وتيجي كنت بفرح 
ولما ادعي ربنا بحاجه ومتجيش بفرح اكتر لان الجاى إختيار ربنا ليا
وللحقيقه انا ممتن لوالدتي جدا انها عملتني كدا 
لو كانت جابتلي العبه اللي كنت عايزها 
لما اكبر واعوز حاجه ومخدهاش مكنتش هقتنع انها خير ليا 
ربوا عيالكم على كدا 
وفهموهم ان مش كل حاجه بيحبوها هياخدوها
هداني الله وإياكم 
_ربنا يفتح عليك يا شيخ زين 
كنت عايز أسالك حضرتك حاجه واحد صاحبي كان بيحب قريبته وهي اتخطبت وهو تعبان ومش عارف اعمله اى 
_هو تعبان عشان بيتحمل نتيجه غلطه 
عشان راح حب واحده مش حلاله وفكر فيها وقد يكون كلمها 
اده مشاعره للشخص الغلط 
يقفل على قلبه ويقرب من ربنا وميعلقش قلبه بحد غير الله وربنا يريح قلبه 
هداني الله واياكم 
رديت علي سؤاله وكنت بقول كل كلمه لنفسي قبل ما اقولها ليه
_ياشيخ طب هو انا ممكن انصح حد بحاجه وانا بعملها؟ 
_الناس فاكره المشايخ دول ملايكه ماشيين على الارض 
لما بنصح حد بحاجه بيكون فاكر اني مستحيل اعمل كدا 
رغم اننا ممكن نكون بنعمل نفس الذنب
لكن بننصح الناس لعلى الله يتوب علينا منه 
ف حتى لو بتعمل الذنب متبطلش تنصح الناس بيه 
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
__________________
وقفت قدام الدولاب وانا بحاول اختار لبس 
بصيت بحزن وانا مش لاقيه اى حاجه مناسبه البسها تكون ساتره جسمي 
كل ما بفتكر كلام حور عن اللبس الواسع بحبه 
يبقى معقول الدولاب دا كله مفيش ولو طقم يرضي ربنا💔
(ودا حال بنات كتير لما كنت بتكلم مع بنات واشجعهم ع اللبس الواسع واقولهم النهارده يلا البسي دريس او جيب كانت تقولي مش عندي 💔) 
وقفت وانا مش عارفه اعمل اى 
وبعدين جه ف بالي ياسمين هي اللي هتنفعني 
قررت اني اطلع ليها 
اكيد بتجهز دلوقتي عشان جامعتها 
لبست وطلعت الدور اللي فوق وخبطت 
كنت بدعي فى سري إن ياسمين اللي تفتح مش زين 
والحمد لله هي اللي فتحت 
اول ما شافتني اتفاجئت 
_روان بذات نفسها هنا ادخلي ادخلي 
_ازيك يا ياسمين عامله اى
_الحمد لله فى زحام من النعم اخبارك انتِ 
_كويسه 
_مالك شكلك عايزه تقولي حاجه
_بصراحه كنت جايه اطلب منك حاجه تكون يعني كويسه البسها عشان يعني لبسي
_حيلك حيلك الكسوف دا كله عشان تاخدي طقم 
الدولاب كله تحت قمرك 
انا فرحانه بيكي اوووي يا روان 
_شكرك جدا يا ياسمين انا كنت خايفه لتزعلى بس مقلتش حد غيرك 
_يابنتي متقوليش كدا انتي اختي 
ومين عارف مش يمكن تكوني مرات اخويا😉
رديت بكسوف ووشي احمر وانا بحاول اغير الموضوع
_طب انا هقوم اشوف اللبس 
_اهربي اهربي مصيرك تقع ياجميل 
فتحت الدولاب 
كان اغلب اللبس اسود وكبير مش هيكون حلو عليا 
_عارفه اللي انتي بتفكري فيه 
عندي يستي دريس ملون وحلو وكمان مش بلبسه استني هجبهولك 
اهو يستي 
_الله دا حلو اوي ازاي مش بتلبسيه
_يعني عشان هو ملون بس وانا بحب الغوامق
_هي الالوان حرام هي كمان؟ 
_لا مش حرام طالما اللون مش ملفت عادي 
_طب مهي اغلب الالوان ملفته
_بصي يا روان عندنا هنا فى مصر الالوان مش ملفته اوي لان الغلبيه كدا بنحسبها ازاي 
يعني مثلا عندك السعوديه كلهم بيلسبوا اسود ف لو جيتي انتي لبستي ملون هتكوني ملفته 
على العكس عندك الدول الاوربيه بيلسبوا اصلا لبس مش ساتر وملون 
ف لما تيجي انتي تلبسي اسود هتكوني ملفته 
هنا بقى الالوان وسط 
البسي اللون اللي هيكون هادي بس ميكنش ملفت ولو منتقبه يبقى الافضل غوامق
_بس انتي اغلب لبسك اسود مش غوامق 
_عشان انا برتاح فيه اكتر حاجه يكفي ان الاسود ملك الالوان 
وقومي يلا البسي الدريس بسرعه عشان منتاخرش
خدي البسيه فى اوضه زين على منا اكون لبست 
متقلقيش هو مش موجود 
كنت متردده فى الاول بس كان عندي فضول ادخل الاوضه 
خدته منها ودخلت 
كانت لسه زي ما هي من واحنا صغيرين بس فيه بعض التغيرات 
لفت انتباهي صوره كبيره على الحيطه لولد صغير وشايل طفله صغيره وهو ماسكها جامد وحاضنها وهي مخبيه وشها 
الولد كان زين ملامحه متغيرتش كتير 
لكن مين البنت اللي شايلاها دي وكمان عامل صوره كبيره وحاطها يمكن تكون ياسمين 
لحظه كدا انا كنت سمعت ان تعليق الصور حرام 
ازاي زين حاطط الصوره فى اوضته؟ 
خدت الدريس وقومت لبسته ووقفت قدام المرايه 
كان شكله جميل اووي كنت حاسه نفسي زي الفراشه
انا مش باين مني حاجه ولبسي ساتر اكيد ربنا هيكون مبسوط مني 
فضلت اضحك والف حوالين نفسي 
لقيت حد بيفتح الباب وبيدخل 
_تعالي يا ياسمين شوفي انا حلو... 
_روان!!!! 
كان زين 
فضل واقف شويه وهو مصدوم 
بصلي بنظره غريبه
نفس النظره اللي كان بيبصلي بيها واحنا صغيرين 
مقدرتش اتكلم وفضلت ساكته 
فضل واقف باصصلي وفجأه انتفض كأن عقربه لدغته 
وطلع بسرعه  
نزل من الشقه وهو بيرزع الباب جامد
لقيت ياسمين جات
_هو زين كان هنا
_انتي مش قولتيلي انه نزل
_هو كان نزل بس شكله نسي حاجه ورجعلها
اى اللي حصل خلاه ينزل ويرزع الباب كدا
_ممش عارفه هو لما جه وشافني هنا وقف دقيقه وبعدين وشه احمر ونزل بسرعه 
هو للدرجه دي بقى يكرهني ومش عايز يشوفني؟ 
_لا طبعا اى اللي بتقوليه دا زين بيحبك زي ما بيحبني 
هو بس يمكن عشان اتفاجئ بيكي 
بس اى الحلاوه دي قمر عليكي اووي 
وكمان مش مبينه شعرك 
يعني انتي لابسه واسع عشان يخفي جمالك يقوم يذيدك جمال 
لا حول ولا قوة الا بالله 
_هههه متكبريش الموضوع اوي 
يلا عشان منتاخرش 
صح انتي ممشتيش مع زين زي كل يوم ليه
_انا قولته يمشي هو وانا كنت هعدي عليكي نمشي سوا
حسيت بكسوف من نفسي 
ياسمين طلعت كويسه وانا طول عمري بعاملها وحش
لقتها بصتلي وإبتسمت ومسكت ايدي 
ونزلنا انا هي ومشينا سوا. 
لما ركبنا لقيت ياسمين بطلع المصحف بتاعها وبتقرأ منه 
_تحبي تاخدي تقرأي معايا
_لا عادي اقراي انتي انا هتفرج على الطريق
_نفس الطريق دا هيشهد ليكي يوم القيامه على كل حرف قراتي فيه قران وسبحتي فيه ربنا
كلامها شجعني وفرحني 
خدت منها المصحف وبدا اقرا فيه وهي طلعت تليفوها وبدات تقرا منه 
لحد ما وصلنا 
هي راحت كليتها وانا رحت كليتي 
كنت متحسمه اشوف رد فعل صحابي لما يشوفوني باللبس دا
واخيرا وصلت لقيتهم قاعدين فى الكافتيريا روحتلهم 
_هاي يا بنات
_رواااان
_اى رأيكم؟ 
اى القر'ف اللي انتي لابساه دا
حااااسب 
وقف العربيه على اخر لحظه بعد ما خبطت رجلي بحاجه بسيطه 
وقعت على الارض 
حمدت ربنا اني لابسه جيب تحت الملحفه ومفيش حاجه بانت مني 
لقيت السواق نزل يزعق فيا ويقولي اني انا اللي قطعت عليه الطريق 
_وبعدين هتشوفي ازاي بالاسود اللي لابساه على وشك دا
_محمووود 
لقيت راجل كبير نزل من العربيه وساند على عكاز 
قرب مني ولقيته بيبتسم 
_انا اسف ليكي يابنتي حقك عليا
_لا ياحاج متعتذرش انا اللي غلطانه
_ططب تعالي اوديكي المستشفي اطمن على رجلك 
_لا مش مستاهله سليمه ان شاء الله 
_انتي رايحه فين اوصلك 
_لا شكرا مش هينفع انا هروح لوحدي
_لا مش هسيبك تروحي وانتي تعبانه كدا 
_ربنا يبارك فيك بس انا اتاخرت على والدي ولازم اروح 
_تعرفي انك بتفكريني بمراتي الله يرحمها 
كانت بتلبس زيك كدا برضو ربنا يبارك فى اللي رباكي 
_ربنا يرحمها يارب وشكرا لحضرتك جدا 
ليث: بابا انت بتعمل اى هنا 
لفيت وشي عشان اشوفه واتصدمت 
_انت
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
انت! 
_انتِ تاني انا مش قولت مش عايز اشوف وشك هنا تاني؟ 
_ليييث صوتك ميعلاش وانا موجوده وبعدين تعرفها منين وبتكلمها بالشكل دا ليه
_هو حضرتك ياحاج تعرفه
_دا ليث ابني
_ايييه دا ابنك انت
_ايوه
_حقيقي مش عارفه اقولك اى يبقى حد زي حضرتك كدا ودا ابنك 
_متتكملي عدل يابت انتي متخلنيش اتصعب عليكي
_كلمه كمان ياليث وهنسى انك ابني 
وعايز افهم حالا تعرفها منين وبتتكلم معاها كدا ليه
_مفيش ياوالدي كانت واحده مقدمه على وظيفه واترفضت
_ورفضتها ليه
سكت هو ومردش وقبل ما يتكلم اتكملت انا 
_مكنتش مناسبه للشغلانه وعن اذنكم بقى عشان همشي 
لقيت ليث بصلي ب استغراب وهو مصدوم اني مستغلتش الموقف وحكيت اللي حصل
اتكلم والده
_استني مش هتمشي تعالي معايا الشركه يلا وانا هحكم اذا كنتِ مناسبه او لا
_بس حضرتك.. 
_انا مبحبش اعيد كلامي قدامي يلا
لقيت ليث بيبصلي بغضب ونظراته كأنه بيتوعدلي لو وافقت 
عديت من قدامه بكل هدوء ودخلت الشركه
لو النظرات كانت بتحرق كنت اتحرقت 
_كليتك اى؟ 
_حاسبات ومعلومات
_وريني ال CF بتاعك 
_اتفضل 
مسكه مني وقراه فضل شويه وبعدين اتكلم
_ماشاء الله ممتازه وباين عليكي شاطره كمان
واسمك حور كمان اسمى على مسمى فعلا
_شكرا جزاك الله خيرا 
_من النهارده انتِ اتقبلتي 
بصتله بدموع وانا مش مصدقه 
_انا كنت واثقه اني ربنا مش هيضيعني 
وحتى لو مكنتش قبلت كنت واثقه انه هيعوضني غيره
شكرا جدا لحضرتك
_ربنا يبارك فيكي يبنتي 
_شكرا كدا انا هكون تبع قسم الاستقبال ولا الحسابات
_لا دا ولا دا هتكوني السكرتيره الشخصيه ليا
وبما اني مش باجي كتير وليث هو اللي ماسك الشركه ف هتكوني انتي مساعده ليه
_انا اسفه لحضرتك بس مش موافقه
اتكلم ليث بهدوء بعد ما كان واقف ساكت
_انا اسف ليك يابابا بس المفروض السكرتريه بتاعتي انا اللي اختارها وتكون مناسبه ليا ودي متنفعش خالص 
_دي اكتر واحده تنفع انت ناسي طردت اللي قبلها ليه؟ 
عشان مكنتش امينه ومش هتلاقي واحده امينه اكتر من حور
_وحضرتك تعرفها عشان تثق فيها ولا هي عشان لابسه البتاع اللي على وشها دا تبقى امينه
_انا نظرتي متخبيش فى حد ابدا وانت عارف كدا
_اعمل اللي حضرتك تشوفه مناسب 
عن اذنك هروح اكمل شغلي 
_حقك عليا يابنتي متزعليش 
_لا طبعا حضرتك ملكش ذنب بس انا فعلا مش عايزه الشغلانه دي مش هينفع ودي هتخليني اختلط بالرجال كتير وانا مش حابه
_اى شغل يبنتي هتخطلتي فيه برجاله 
بس دا بقى هيرجع لتعاملك انتي لازم تخلي فيه حدود والكلام بالصرورى فقط
_منا عارفه دا بس احنا كلنا بشر وبنغلط وانا عايزه ابعد نفسي عن اى فتن
_يبقى متشتغليش خالص واقعدي فى البيت
_غصب عني محتاجه الشغل جداا ياريت كان ينفع
_بصي ياحور انتي زي بنتي 
لو الشغل دا وحش ليكي مكنتش هخليكي تقدمي فيه وبخصوص التعامل ف انتي اى شغل هتلاقي فيه تعامل احفظي انتي نفسك واتعاملي بحدود واللي يذود معاكي اديله على دماغه حتى لو ليث ابني 
اما بقى بخصوص ليث ف هو مش وحش زي ما انتي شايفاه وع فكره انا عارف انه مقبلكيش عشان النقاب
بس هو فيه سبب خلاه يعمل كدا هتعرفيه بعدين 
كل اللي اقدر اقوهولك حافظي على نفسك وخليكي طول عمرك عفيفه كدا 
ومن النهارده هتبدأي شغل
_____
_اى القر'ف اللي انتِ لابساه دا؟ 
_ماله لبسي؟ 
_من امتى وانتِ بتلبسي لبس الفلاحين دا 
طول عمرك لبسك شيك وجميل ومن اشيك بنات الجامعه
اتكلمت سهير صاحبتنا
_فعلا ياروان اى عبايه ستك اللي لبساها دي 
شكلك وحش اوي ولبسك الاول كان جميل
_ايوه بس لبسي كان ضيق وانا حابه ابدا التزم 
_يبنتي فين لبسك اللي ضيق دا 
روحي شوفي باقى البنات بتلبس اى دلوقتي احنا احسن من غيرهم كتير وكمان لابسين حجاب
احنا ماشيين وسط لا لبسنا وحش اوي ولا حلو اوي
عايزه تلبسي جلاليب زي بتاعه ستي وستك؟ 
وتسيبي لبسك كله عادي
_حسيتها معاها حق فى كلامها بس مش هضعف بسهوله 
رديت عليها وانا بحاول اتناقش براحه
_علياء انا بحاول احسن من لبسي عارفه اني مش شيخه 
بس لبسي دا بيجبلي ذنوب كتير
_لا بقى دا باين كدا ابن عمك دا طفح عليكي 
ولا يكونش بتعملي كدا عشان تعجبيه ويبصلك
مهو اكيد مش هيبصلك بلبس القديم
_عليياااااء احترمي نفسك وانا غلطانه اني جيت اتكلمت معاكم اساسا
مشيت وسبتهم بعد ما سهير فضلت تنادي عليا كتير 
ودخلت المحاضره قعدت على جنب لوحدي وكنت حزينه 
كنت منتظره منهم يقولولي إن شكلي حلو 
اتقفلت من اللبس اللي انا لابساه وهاين عليا اروح اغير دلوقتي 
بس انا صح مش هسمح لحد يحبطني من الاول كدا 
_اى دا روان؟ 
_عمرو؟ خير فيه حاجه
_لا انا بس استغربت اللبس اللي انتي لابساه
_وماله لبسي هو كمان؟ 
_يعني مش شايفه ماله انا كنت معجب بشياكتك جدا
_وانت ما
كنت لسه هكمل كلامي واخانق فيه لقيت زين دخل 
سكت
كان داخل باصص فى الارض اول ما رفع عيونه جات علينا
بص لعمرو جامد 
قومت انا من مكاني ورحت قعدت بعيد قبل ما يعمل مشاكل 
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
هنكمل ان شاء الله المحاضره النهارده 
كان بيتكلم وكل شويه يبصلي 
كنت مستغربه لان زين بطبعه غاضض بصره 
حتى فى الشرح مخلي الولاد قدامه عشان عيونه متترفعش على بنت بالغلط
كان كل ما عيونه تقع عليا يتوتر وهو بيشرح 
لحد ما الضهر اذن 
اتنفس براحه وقال هنصلي الضهر ونرجع نكمل 
خرج وهو متعصب وبيضغط على ايده 
دخل المسجد واتوضى وصلي ركعتين تحيه المسجد 
فضل قاعد لحد الاقامه وهو بيستغفر 
غلط
وغلط غلطه كبيره كمان 
زين اللي طول عمره غاضض بصره ومش بيرفع عيونه على بنت 
اتكلم وهو بيحاول يتحكم فى دموعه
_انت اسف يارب انا عارف اني غلطان انا ضعفت 
يارب اغفرلي ذنوبي يارب يارب توب عليا وارحمني 
يارب ريح قلبي واعصمني من الفتن 
اللهم باعد بيني وبين خطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقني من خطايا كما ينقى الثوب الابيض مم الدنس واغسل خطايا بالماء والثلج والبرد 
__________
طلعت عشان اصلى الضهر 
روحت المسجد هو دا المكان اللي هرتاح فيه 
لما دخلت دورت على حور ملقتهاش 
لقيت ياسمين دخلت بعد ما دخلت على طول
_روان كويس كنت لسه هرن عليكي 
_سبقتك يستي مشوفتش حور
_لا حور راحت تقدم فى شغل النهارده
_بجد ربنا يوفقها 
_هنبقى نروح نشوفها لما ترجع ونطمن عليها
_ياريت عشان وحشتني وعايزه اشوفها
_طب يلا نصلي عشان نلحق الدرس
خلصنا صلاه وقعدنا دايره حولين بعض 
وكان فيه بنوته هي اللي هتدينا 
بدأت تتكلم 
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
ازيكم ياحلوين انا اختكم فى الله خديجه وهديكم الدرس النهارده بدل حور عشان هي مش موجوده 
وهنبدا درس النهارده وهنتكلم عن حاجه مهمه جداا وكتير من البنات بيقع فيها وخصوصا الملتزمين
والموضوع عن متابعه الرجال على مواقع التواصل الاجتماعي
" مُتابعة الرجال تلزم الصمت، تلزم الأدب، تلزم التريُّث.
تابعي وكإنك لستِ موجودة، انتفعي دون فِتنة
وإن فُتنتي فالخير في تركِك للصفحة وحظرها. 
التعليق الذي ليس له داعي لا يُكتَب، كِتابة التعليق تكون للضرورة فقط كـ سُؤال، استفسار، وإن كان لكِ بديل كإسلام ويب او الإسلام سؤال وجواب أو النساء الصالحات فاسأليه والتزمي الصمت في صفحة الأخ أو الشيخ.
ضعي لايك أزرق في المنشور النّافِع فقط ونيّتك أن ترفعي المنشور لينتفع به غيرك ، إيّاكِ والتفاعُل بـ ريأكت اللاف
في صفحة أيّ صفحة رَجُل.
لا دخل لنا بمناسباتهم الشخصيّة،
لا دخل لنا بحياتهم وأولادهم وصورهم،
لا دخل لنا بمزاحهم مع أصدقائهم.
تأدبن واصمتن.
"الوُرود والقرود ونفع اللّٰهﷻ بك يا شيخ وبجانبها قلب" تُنقِص مِن قدرِك أنتِ، وتُنقِص مِن وقارِك وقبل ذلك لا تُرضي اللّٰهﷻ.
الصفحات مُختلطة والخضوع بالقول يشمل الواقِع المواقِع.
مَن صمت نجا. "
_
لو قولت الكلام دا فى مكان تاني هتلاقي الاغلب شايف كلامي اوفر جدا واني مكبره الموضوع
والحقيقع ان دا بيكون باب لمدخل الشيطان وبدايه فتنه ليكِ وخصوصا البنات الصالحات اللي بتدور على شاب ملتزم 
 واغلب اللي بينصحوا حاليا شباب 
ف انتي تشوفيه شاب كويس وعلى خلق وبينصح 
ف تبداي تشوفيه ان هو دا الشخص اللي انا عايزه زيه
ويبدا قلبك الرهيف يتعلق بيه وتبني احلام ورديه فى دماغك لشخص ميعرفش اصلا انك عايشه لحد ما هوب تلاقيه خطب
ف تحزني وتكتئبي وليه اتعلق بيه من الاول 
ارجوا من الله يابنات تحافظوا على قلوبكم من الفتنه
هننهي الحلقه ب إن هنختار المره الجايه بنت منكم تبدا تحكي اكتر قصه أثرت فيها او تحكي قصه لنبي من الانبياء عشان نفيد بعض 
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم 
خلصنا وقومت عشان ارجع اكمل محاضراتي
كنت لسه هدخل المدرج ولقيت علياء بتوقفني
_روان استني
_عايزه اى يا علياء
_انا اسفه مكنتش اقصد اقول ليكي كدا
_مش قابله اعتذارك انتي هنتيني جامد وانا مسمحش لحد انه يهيني بكلامه 
_خلاص بقى ياروان متكبريش الموضوع 
انتي عارفه اني عملت كدا عشان بحبك ويهمني مصلحتك وبعدين لو هتفكري بعقلك انا هيفيدني اى لبسك غير اني عايزاكي تكوني حلوه دايما وشيك 
_خلاص ياعلياء حصل خير بس اتمني دا ميتكررش
_ايوه كدا وبالمناسبه بقى احنا عايزين نخرج
هنخرج نروح فين
بصيت بغموض وبإبتسامه شرت وحقد إترسمت على وشها وهي بتتكلم 
_هقولك بعد المحاضره هنروح فين 
_______
فهمت الشغل والمطلوب مني 
ومش فاضل غير اني ادخل اديله الملف 
اتنهدت بهدوء وانا بحاول اهدي من نفسي لاى كلام هقوله 
انا محتاجه للشغل ومش هلاقي زيه 
خبطت على الباب سمحلي بالدخول 
دخلت وسبت الباب مقفول 
_اقفلي الباب
_مش هينفع اقفله
_ودا ليه ان شاء الله
_عشان دي هتكون خلوه ومينفعش اكون انا وحضرتك فى مكان واحد والباب مقفول 
_ههههه والشيطان تالتنا والجو دا
متخافيش مستحيل ابص لوحده زيك
_اتفضل الملف
_اقفلي الباب الاول
_قولت لحضرتك مش هقفله 
_ماشي صبرك بقى على اللي هتشوفيه مني
ومتفتكريش عشان مقولتيش لبابا على سبب رفضي ليكي 
هتعامل معاكي عادي لا انا فاهم كويس اووي انك عملتي كدا عشان تظهري نفسك ملاك
_بعد اذن حضرتك مش عايزه اتكلم فى اى حاجه بره الشغل
اتنفس بغضب وهو بيحاول يتحكم فى اعصابه
مش مديه فرصه ليه انه يتكلم فى اى حاجه 
عايزها تتعصب عايزها تغضب وتزعق وتقوله انها مش كدا وعكس اللي قاله 
خد منها الملف كل حاجه مظبوطه كان بيدور على اى غلطه ليها
_تمام كدا 
بس خليكي عارفه إن الغلطه عندي بفوره والكل بيتحاسب 
_وانا عارفه شغلي عن اذنك بقى عشان هروح
_انا سمحت ليكي تروحي؟ 
_بس دا ميعاد مرواحي
_انتي هنا السكرتريه بتاعتي يعني متمشيش الا لما انا امشي 
_بس.. 
_مبحبش اعيد كلامي اتفضلي روحي كملي شغل لحد ما انا اسمحلك تروحي
_ماشي 
سكت رغم اني مش من طبعي اني اسكت لو معايا الحق
هو هيصمم على رايه 
وكلامنا هيكتر ودا مش هسمح بيه 
روحت كملت باقى الملفات وهو بحاول انجز عشان مأخرش على بابا ميعاد الدوا بتاعه قرب
بعد ساعه ونص خلصته 
خبطت على الباب ودخلت وسبته مفتوح
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 
انا خلصت حضرتك 
_بالسرعه دي
_ليك ان الشغل يكون خلص 
_اما اشوف الاول
_اتفضل
_تمام كل حاجه مظبوطه
_اقدر امشي كدا
_هسيبك تمشي عشان بس تلحقي تروحي 
الوقت اخر وانتي ممعكيش عربيه وهتتبهدي فى المواصلات والشباب بقى وانتي عارفه 
بصلي وهو بيبتسم بخبث 
_ولا تحبي اوصلك بعربيتي
بيحاول يهيني بكلامه كل مره بلعن الظروف اللي حطتني فى الموقف دا
_انا محدش يتجرأ يلمسني ولا حد يقدر ييجي جنبي ومش معني اني منتقبه ابقى ضعيفه لا انا اعرف اخلي بالي من نفسي كويس شكرك لحضرتك
خرجت ومدتش ليه فرصه انه يرد 
مش عارفه افرح اني اخيرا لقيت شغل مناسب ولا ازعل بسبب الشغل اللي انا بقيت فيه 
هستحمل اى حاجه عشان بابا هو تعب عشاني كتير وجه الوقت اللي اردله فيه الجميل 
المغرب اذن عليا فى الطريق
حاولت ادور على اى مسجد اصلي فيه ملقتش 
كان المفروض استني فى الشركه لما المغرب ياذن واصلي الاول 
بعد ساعه كامله مواصلات روحت 
كان الجو بدا يضلم اخرت على بابا وزمانه قلق عليا
كنت ماشيه خايفه ومتوتره وحاسه ان فيه شيء مش كويس هيحصل 
حاولت اتستغفر واستعيذ بالله من الشيطان
تفائلوا بالخير تجدوه
واخيرا وصلت فتحت الباب وانا بتنهد براحه 
دخلت واول ما شوفت المنظر صرخت
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
*بابا*
صرخت بها حور وهي تهرول تجاه والدها 
حيث كان ملقى على الارض والدماء تنفطر من فمه
جثت على ركبتيها وهي تتفحصه بخضه 
اخذت تناديه ولكن لا رد
*بابا رد عليا ياحبيبي فوق*
*متقلقنيش عليك عشان خاطري قوم انا مليش غيرك بعد ربنا*
حاولت افاقته ولكن لا حياه لمن تنادي 
تاكدت من انه مازال على قيد الحياه 
تاكدت من ان ملابسها لا تُظهر من جسدها شيئا 
ثم هرولت الي الخارج تبحث عن من يساعدها لم تجد سو ذلك المقيت التى تبغضه 
ولكنها فى اشد الحاجه اليه ف حياه والدها فى خطر
ذهبت تجاه الصيدليه التي يملكها
تحدثت وهي تحاول إلتقاط انفاسها 
*لو سمحت يا دكتور ياسر الحق بابا بسرعه مغمي عليه وتعبان اوي بالله عليك تلحقه
إنتظرت رده ظل دقيقه كامله ينظر امامه 
كان سيهم بالرفض او المرواغه عليها ولكنه وجدها فرصه للتقرب منها اكثر 
لذا رسم على ملامحه القلق وهو يجيبها 
*انا جاى معاكي حالا متقلقيش هيكون بخير*
خرجا سوا من الصيدليه 
نظرت حور امامها لتجد ان الطريق سيأحذ مسافه ثلاثه دقائق لتصل إلى المنزل 
ولا يجوز لها السير جوراه
تحدثت وهي تشيح نظرها 
*ممكن حضرتك تسبقني عشان مينفعش نمشي سوا*
رد عليها بمراوغه
*انا مش فاكر البيت وبعدين هو دا وقته ابوكي بيموت 
كانت تعلم أنه يكذب فهو يحفظ بيتها عن ظهر قلب 
ولكن لن تسمح له تحت اى ظرف ولا ان تتخلى عن مبادئها 
تحدثت وبدا القلق يظهر على ملامحها ودموعها تتساقط
*الاعمار بيد الله وحياه بابا بين ايدين ربنا *
وبعد اذن حضرتك لو مش هتساعديني قولي اشوف حد غيرك
لم يجد مفر امامه حيث انه لم يدع فرصه للتقرب ليها الا واستغلها 
حاول انا يجعلها تثق بيه لذا تحدث 
*معاكي حق مينفعش نمشي سوا
اوصفيلي الطريق بسرعه خلينا نلحق عمي محمد
فى البدايه قلقت من طريقته 
يتحدث بطريقه مهذبه لم يستغل مرض ابيها ويجبرها على شيء
لكن لا وقت للتفكير ف حياه ابيها فى خطر
وصفت له طريق منزلها حيث يقطن فى الشارع المجاور بعد اول منزلين على الشمال
*تمام هسبق انا وانتي تعالي ورايا بسرعه ومتقفيش هنا كتير لوحدك*
انتظرت حتى مر هو اولا 
ثم ذهبت هي الاخرى
هل بحديثها اخطأت ام اخطأت منذ البدايه انها لجئت إليه
لكنها لم تجد غيره
هل سيتمادى معها 
حاولت ان لا تفكر فى شيء حاليا سوى ابيها
ذهبت الى المنزل كانت ستخطو ولكن تذكرت انها ستكون معه بمفردها
لذا ذهبت الى جارتها وطرقت المنزل وانتظرت الرد 
طرقت المره الاولى ولا رد
المره التانيه وايضا لا رد
عزمت على ان تكون هذه المره الاخيره
حيث لا يجوز لها ان تطرق اكتر من 3 طرقات اى ان كان الامر
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم 
(  الاستئذانُ ثَلاثٌ ، فإن أذنَ لَكَ وإلَّا فارج 
أبو موسى الأشعري ; | المحدث : الألباني ; ) 
طرقت المره الاخيره وايضا لا رد
 كانت ستهم بالخروج ولكنها وجدت الباب يُفتح
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
ازيك ياخالتي ام سماح*
*وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك ياحور يبنتي 
ادخلي تعالى*
*لا مش هينفع انا كنت جايه بس استئذن حضرتك تيجي معايا البيت خمس دقايق عشان بابا تعب وجبتله الدكتور ومش هينفع اكون موجوده معاه لوحدي فى البيت 
*جدعه يابنتي ربنا يحفظك ويقوم ابوكي بالسلامه 
يلا يام نروحله
دخلت حور اولا ثم تبعتها الحجه ام سماح الى الداخل
وجدت ياسر قام بوضعه على السرير ويقوم بفحصه
ظلت تدعو الله داخلها ان يشفي والدها
لم يبقى لها احد سواه 
فقدت امها واخيها ولم يكن لها سواهم 
هل ستفقد ابيها ايضا؟ 
عند هذا الحد انقبض قلبها واتجف جسدها هي لا تتخيل حياتها دونه
هي حتى لا تملك المال ل تعالجه فى المشفى
تهدت واخذت تدعو الله له
فهي لا تملك سوا الدعاء
*ماله بابا يادكتور هو كويس*
*دخل فى غيبوبه سكر*
استيقظت روان متاخره على جامعتها
بدات فى تجهيز ملابسها اولا 
وبسبب انها لم تعتاد على الملابس الفضفاضه 
نسيت انها قررت اردات الفضفاض متغافله عن صلاه الصبح (لم تتذكر الفجر من الاساس) 
ارتدت تلك الملابس التي كانت ترتديها
والتي تظهر تفاصيل جسدها
سامحه للجميع برؤيه جسدها والتمعن به
سامحه لنفسها ان تصبح سلعه للجميع
(رخصت نفسها عشان شويه لبس وناسيه جبال السيئات اللي هتاخدها بسبب لبسها وكل واحد هيبصلها بس هتاخد ذنبه) 
وكأنها نست كل ما سمعته عن الحجاب 
الشيطان سهل لها هذا
ارتدت ذلك الايشارب والتى تسميه حجاب
والذى يظهر نصف شعرها
سامحه لخصلاتها تنزلق خارج الحجاب💔
دخلت المبنى الجامعى وهي تبحث عن اصدقائها 
الى أن وجدتهم
نظروا لها مصدومين من تغيرها 
تحدثت بعفويه
*هاى يابنات عاملين اى*
*رواان شكلك قمرر النهارده اخيرا يبنتي*
نظرت الى ملابسها لتتذكر كل وعودها
عزمت على تركها لتلك الملابس ولكن ماذا
عادت لهم بكل سهوله الا ان كيد الشيطان ضعيف؟ 
لمَ له تأثير عليها بهذا الشكل
لم يعطي لها اصدقائها التفكير
*روان انا فرحانه انك رجعتي لينا تاني*
*شايفه الكل عمال يبصلك ازاي من كتر جمالك*
ليبدا شعور السعاده يتسلل داخلها
حيث انها افتقدته منذ ارتدت الفضفاض
تحدث بسعاده واضحه
*يعني شكلي حلو بجد*
*جدااا*
*صح ياروان مش امبارح اتفقنا اننا هنخرج*
*معلش يا علياء كنت اتاخرت ومشيت*
تحدثت بمروغاه وحقد
*طب يلا نخرج النهارده بقى*
تحدثت روان فى تساؤل
*هنروح فين*
*خليها مفأجاه*
تحدثت بضحك وهي تمزح
*مش مرتاحه لمفاجآتك*
*هههه هتحكمي بعد ما تشوفي بنفسك*
*ماشي يستي اما نشوف همشي انا بقى الحق المحاضره*
*ونتقابل بعد المحاضره*
*الو*
*هنفذ النهارده وهجيبها ليك لحد عندك*
كانت ياسمين تسير وهي شارده الذهن تفكر فى امر ذلك الاحمد 
التي احبته منذ صغرها كان
قلبها اللعين هو من احبه لا هي 
لقد كُتب على قلبها الحزن التعاسه
لا لوم عليه فهو مغفل يحب من لا يعرفه من الاساس 
كانت تسير بلا هواده وهي شارده لم تلاحظ ذلك الشارع 
الخالي من الماره
حيث كان الهدوء يعم المكان 
لم تنبه الا وهي تنظر حولها لتجد المكان خالي
حاولت تذكر الطريق ولكن علقها لم يسعفها
لتجد شابان يقتربان منها
حاولت ان تُسرع من خطواتها ليُسرعا معاها
بدا القلق يتسرب داخلها 
اصبحت خطواتها اسرع ف اسرع الى ان بدأت فى الهروله
لتجد انهم يلاحقوها ايضا 
تساقطت دموعها 
ليسبقا خطواتها 
اقترب منها احدهما وهو يتحدث بخبث
*على فين العزم ياقمر*
حاولت ان تتحدث وهي تستجمع قواها حتى لا يظنوها ضعيفه
*ابعد عني بدل ما اصوت والم عليك الناس*
*ههه وهو فين الناس دي *
*محدش هينجدك من ايدينا*
ابتعدت عنه مجددا وهمت لتهرب 
ولكن كان هو اسرع منها حيث قام بشد معصم يدها ليتمزق والاخر قام بشد خمارها
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قام بشد معصم يدها ليمزقه والاخر شد خمارها
اغمضت عيناها وهي تصرخ
*لا بالله عليكم سبوني انا معملتش حاجه*
لم يعيرها اى انتباه واكملا ما يفعلانه 
حاول الاخر لمس جسدها حيث قام الثاني بتكتيف يدها
حاولت التملص من بين ايدهم بشتى الطرق
لكن كانت هي الطرف الاضعف مقارنه باحجامهم
تحدثت وهي على وشك فقد وعيها
*عشان خاطر ربنا سبوني هكون خصيمتكم يوم القيامه ابعدوا عني
كانت تتحدث وهي تبكي وتتلوى بين ايدهم الي انا قام الاخر بشد اكمام ملحفتها ليزمقها
نظرت الى حيث قام بتمزيق ملابسها 
حيث اظهر جزء من ملابسها 
لم تعي شيئا الا وكف يدها يهبط على وجهه بكل ما أُويت من قوه 
ليستشيط الاخر غضبا وهو يتوعدها
ليقترب منها وهو يسبها ب ابشع الالفاظ 
رفع كفه ليرد لها القلم ذاته 
اغمضت عيناها وهى تتنفس بعنف 
ليمر ثانيه.. اثنان  ... ثلاثه
لا شيء
فتحت عيناها مجددا بهدوء لتجد من يمسك يد ذلك اللعين وينظر له والنار تشتعل فى عيناه
لم تتضح لها رؤية وجهه فى البدايه بسبب كم الدموع التي زرفتها
دققت الرؤيه اكثر 
انه عمر ابنه خاله روان
لم تستوعب الامر الا على صوت تكسير عظامه
حيث قام عمر بضربه بكل ما أوتي من قوه
كان يضربهم وهو لا يعى شيئا 
كان الامر غريب لها بعض الشيء ف عمر الذي تعرفه شخص هادئ ومسالم وليس عنيفا
تحدث عمر وهو يضربهم بو'حشيه 
"بقى كنت عايز تقرب منها يا*****
دا انا هندمك على اليوم اللي اتولدت فيه
*خلاص ياعمر بالله عليك كفايه هيموت فى ايدك
نطقت بها ياسمين فى خوف حين شعرت بأنه سوف يموت تحت يديه
ف كان شبه فاقد لوعيه 
حيث كان ضعيف البنيان مقارنه بجسد عمر
ليقوم الاخر على حين غفله بالاقتراب منه 
_يعمرر حاااسب
تحدثت ياسمين فى نفس اللحظه التي قام بها الاخر بغزر 
تلك الاله وما تسمى ب (مطوه)  فى زراعه
ليبتعد عنه وزراعه ينزف 
ليستغل الشابان الموقف ويهربا
هم عمر ليلاحقهم 
*كفايه ياعمر بالله عليك خلاص*
تنهد بغضب وهو ينظر لها 
حيث كان جزء من اكتافها ظاهر بسبب تمزقيه لها
ومعصم يدها ايضا 
حين لاحظت نظراته اخفضت بصرها فى حرج 
ووتساقطت دموعها مره اخرى
نظر لها عمر بحزن ثم خلع الجاكت الخاص به 
واعطاه لها
*خدي البسي دا 
للحظه ترددت هل تاخذه 
ولكن ليس لديها حل اخر لذا اخذته وهي تشيح بصرها 
وضعتها على جسدها ليخفي ما ظهر منها
تحدث مره اخرى هو مازال يمعن النظر بها
" تعالي نروح اى محل اجبلك لبس غير دا
مينفعش تروحي البيت كدا عشان ميقلقوش
"لا شكرا انا... 
" ياسمين مش وقته مينفعش تمشي كدا
قدامي يلا نشوف اقرب محل نشترى منه
رفعت بصرها لتنظر اليه فوجدت يده تنزف
تحدثت بحزن 
_بس ايدك بت... 
_دي بسيطه هبقى اشوفها بعدين 
لم تعترض وسارت بجواره 
وللحقيقه انها لم تكن تريده ان يذهب ويتركها
مازال لو عادوا إليها مجدداا فهي مازلت تشعر بالخوف 
ووجود عمر يطمئنها ولكن هل يجوز لها السير جواره؟ 
لا هي لم تخطىء وعمر ليس سيء وحين تعود سوف تخبر اخيها 
ماذا لو لم يأتي عمر فى هذا الوقت
ماذا كان سيحدث ليها 
لقد ارسل لها الله من ينقذها من بين انياب هؤلاء الوحوش 
هل هذا بسبب صلاتها للفجر والقيام ام مواظبتها على الاذكار 
كل ما تعرفه انها الان فى ذمه الله
كم اردات ان تصرخ وتبكي على ما عانته فى تلك الفتره العصبيه من خوف والم كانت على ثقه تماما ان الله سينجيها منهم ف مازالت دعوات والدتها فى الصباح تلاحقها
هل هذا بسبب تفكيرها فى ذلك الاحمد
هل الله يعاقبها بهذا الذنب
كانت تسير وهي شادره الذهن بجوار عمر 
ولم تنتبه الا على صوت عمر
_وصلنا
________
خرج من الشركه وهو يتنهد بضيق 
استحوذت على تفكيره منذ أن وطئت قدميها مكتبه
لم يظهر منها شيء ولا حتى عيناها 
وهذا ما يغضبه 
كم يأكله الفضول لرؤيه وجهها
هل هي جميله لتخفي نفسها هكذا 
بالطبع لا ف لو كانت جميله لمَ اخفت جمالها
(مسكين لا يعلم أننا نرتدي ما يخفي جسدنا لنخفي جمالنا وهذا ما امرنا الله به) 
ترجل من سيارته ودخل المنزل 
كان سيهم بالصعود إلى اعلى ولكن وجد ابيه اسفل
ذهب اتجاه وهو يقبل يده
_اى اللي مصحيك لحد دلوقتي بابا
_ما انت عارف مبعرفش انام غير لما تيجي 
_يابابا انا بقى عندي ٢٨ سنه ومبقتش صغير
رد عليه وهو ينظر له بحنين
_هتفضل برضو صغير بالنسبالي
_ماشي ياسيدي 
_ممكن اعرف اى اللي عملته مع حور دا
_عملت اى 
رد ابيه وهو ينظر له بنظره ذات معنى ليفهمها ليث على الفور 
_انت عارف كويس اوي ياليث انا بتكلم على اى
_بابا لو سمحت ممكن حضرتك متتكلمش معايا فى الموضوع دا
_دي غيرها ياليث
_واى اللي مأكدلك 
_نظرتي متخيبش
_مهي خيب قبل كدا
_لييث 
_اسف ياولدي
_صوابعك كلها مش زي بعض 
وبلاش تعمل اللي تندم عليه بعدين
_متقلقيش مش انا اللي اعمل حاجه واندم عليها
عن اذنك هطلع ارتاح
كان يقصد بكلامته ابيه
فهو لايزال غاضب منه بسبب قبوله لتلك الحور
وبالكلام عنها فهو غاضب ايضا من نفسه بسبب تفكيره بها
فهي لها يوم واحد فقط ولم يستطيع منع ذاته من التفكير بها
تسطح على الفراش 
اغمض عيونه بألم 
تشبهه 
تشبهه في كل شىء منذ ان رأها وهو تذكرها على الفور
لذا اخرج غضبه به
ليس من طبعه أن يهين من امامه ولكن اراد أن يخرج غضبه فيها هي 
ظل يفكر إلى أن ذهب فى سبات عميق
_____
جسلت حور جانب والدها تبكي
ف بعدما أخبرها ياسر أنه دخل فى غيبوبه سكر 
ولا يعلم متى سيفيق
إنهارت 
كان ابيها ملجئها ومأمنها
قامت جارتها بمواستها ثم إنتظرت حتى رحل ياسر ثم غادرت هي الاخرى
لتمر عده دقايق وتسمع الجرس
ذهبت لترى الطارق 
لتجده ياسر
تحدثت بغلظه بعض الشيء
_خير يادكتور فيه حاجه
_انا جيت اجبلك الدوا عشان عمي محمد
وهقولك تعمليليه اى 
ثم دلف دون أن تسمح له بالدخول 
_لو سمحت مينفعش حضرتك تدخل ومفيش حد
_انا هقولك بس تعمليله اى بدل ما قدر الله يحصله حاجه
_اتفضل
تحدث بخبث وهو يملي عليها ما تفعله 
كان يشعر بالسعاده
ها هو بدا يقترب منها ويتحدث معها ايضا 
شكر الظروف التي وضعته هنا وشكر ابيها ايضا
رحل بعدها اخبرها التعليمات
وها هي تجلس جوار ابيها 
بعدما صلت ركعتين لله وتدعو الله أن يشفى ابيها
قرأت له سوره البقره بنيه الشفاء فهي تعلم أنها تحقق المعجزات وتفك الكرب 
إنتهت منها 
تحدثت الى ابيها وكأنه يسمعها
_تعرف من يوم موت ماما وعبدو فى الحادثه 
وانت بقيت كل حاجه ليا 
عملت كل حاجه تقدر تعملها تبسطني وتسعدني
ورفضت حتى تتجوز عشاني
ضعيت حياتك كلها عليا وبقيت تشتغل ليل نهار عشان بس تجيبلي اللي انا عايزاه
لما مرضت انا كنت بسمع عياطك وانت بتدعي ربنا يشفيك بس عشان متسبنيش لوحدي ودايما بتقاوم
ليه استسلمت انا عارفه انك تعبان 
بس عشان انا يبابا 
عشان حور حبيبتك ملهاش غيرك بعد ربنا
قوم بالله عليك متوجعش قلبي عليك 
انت مش عارف انا حاسه ب اى دلوقتي
تمددت على الفراش بجانبه واحتضنته وهي تبكي بحرقه
_شايف حورك بقت ضعيفه وحزينه ازاي
مش دايما بتقولي مش بحب اشوفك بتعيطي
انا قويه بيك انت وعشانك
مستحمله كل دا عشان انت معايا 
هتسيبني دلوقتي 
قوم ياحبيبي قوم يابابا
يااااااارب 
صرخت بيها وهي تبكي بألم 
تتذكر كل ما عانته منذ صغرها 
وها هو ابيها يهددها بالرحيل ايضا
______
عند روان 
دلفت لمحاضرتها 
لقد تأخر الدكتور لذا اخرجت هاتفها 
لتكمل قراءه الروايه 
ظلت تقرأ بحالميه فهي تعشق نوعيه هذه الروايات 
والتي برعايه"بير السلم"
حيث البطل فهد الفهود الذى يبلغ طوله طول عمود الاناره
ووسيم حد اللعنه بعيونه الزيتونيه 
وشعره الذى يذيده جاذبيه 
والغني غناء فاحش 
والبطله القصيره حد اللعنه والجميله حد اللعنه 
وبشرتها الصافيه مثل بشره الاطفال وعيونها بلون السماء
والبريئه براءه الاطفال والتي ريحتها بالفروله
وشخصيتها هشه
ولكن حين تقابل البطل ويقوم بإهانتها فجأه تتحول الى المرأه الحديديه وتقوم (بلطشه قلم لم يجراؤ احد على لطشه من قبل) 
ليتوعدها هو
لتمرض امها ثاني يوم وتحتاج عمليه بعشروميت الف جنيها 
لتلجأ الي البطل ليساعدها فيشرط عليها الزواج اولا لينتقم منها
ثم تموت امها ثاني يوم برضو 😂
يقوم البطل بجلدها وسلخها ولكنه يحبها
ويغار عليها من اخيها وابيها وثيابها
حين تقرأ تلك الاحداث المعاقه تتخيل نفسها مكان البطله
تبتسم بحالميه وهي ترى البطل يقوم بجر البطله من شعرها لانها ابتسمت لاخيها 
وكيف تبتسم لغيره وهي له وحده فقط
كانت تلك هي اقصى درجات الرومانسيه بالنسبه لها
وهي تتمنى لو تحصل على قصه حب(معاقه) مثل هذه
إنتبهت على صوت دخول دكتور ماده 
ركزت معه وبدا هو بالشرح
لتشعر بالملل 
 تود ان تنتهي المحاضره لتخرج مع علياء فهي متحمسه بشده أين سيذهبا معا
إنتهت المحاضره 
تنهدت بإرتياح خرجت لتجد اصدقائها بإنتظارها
تحدثت علياء بضيق
_نفسي افهم بتفضلي لاخر المحاضره ليه وانتِ اصلا مبتفهميش حاجه ولا بتركزي
_ضميري ياوختشي 
_طب يلا يام ضمير عشان نمشي
_هنروح فين بقى 
_قولتك مفجأه
_طب يلا عشان منأخرش
همت للذهاب ولكن وجدت زين يقترب منهم 
وقف على بعد عده خطوات منهم وتحدث وهو يغض بصره
_تعالى ياروان دقيقه عايزاك
توترت فى البدايه 
ف زين لا يُحادثها فى المنزل الا للضرورى
هل الامر هام للدرجه أن يأتي لها وسط أصدقائها
بعد تردد إبتعدت عن الفتيات واقتربت منه
تحدثت بتوتر 
_نعم 
_مشوفتيش ياسمين برن عليها من بدري ومش بترد
_لا مشوفتهاش النهارده خالص
ذاد قلقه عليها وهو يشعر ان بها شيء
_اهدى هتكون بخير اكيد 
همشي انا بقى عشان صحابي مستنيني 
نظر لاصدقائها والذين كانوا يبتابعونهم بحقد 
_انا مش قولتلك ياروان تبعدي عن صحابك دول
_ومالهم صحابي كمان
_ انا قولتك تبعدي عنهم ياروان عشان سمع... 
بتر الجمله قبل إكمالها فكهذا سوف يتحدث عن اعراضهم
وهذا لا يجوز
هو يسمع الشباب وهم يتحدثون عنهم بسوء 
لذا نصحها اكثر من مره بالابتعاد عنهم 
_بصي يا روان انا مش هقولك ع حاجه الا وفيها مصلحتك
وعشان مينفعش وقفتنا دي اسمعي الكلام ومتجادليش
ودلوقتي يلا روحي وملكيش دعوه بيهم 
_لا بقى.. 
_رواااان مش هعيد كلامي تاني 
 زمجرت بغضب 
تكرهه وتكره تحكمه بها
ردت عليه بغضب
_اسمع بقى انت ملكش حكم عليا انت فاكر نفسك مين
روح شوف اختك اللي انت مش عارف هي فين بدل ما انت شاطر تزعلقي وتهددني 
وهعمل اللي انا عايزاه وهمشي مع اللي انا عايزاه 
وياريت ملكش دعوه بيا 
افهم بقى انا 
وقبل ان تعطي له فرصه للرد كانت إنصرفت من امامه تجاههم 
والذين كانوا يتابعون الحوار بتشفي 
حيث كانوا دائما ما يخبروها أنه هيتحكم بها وهي من تسمح له بذلك
اردات ان تثبت لهم انها حره ولا احد يتحكم بها
نظر لها زين بغضب يريد ان يكسر لها عقلها
كم آلمه كلامها هل تكرهه بالفعل؟ 
هل هو يتحكم بها لهذه الدرجه ايتركها ويبتعد عنها كما قال
ذهب ليبحث عن ياسمين اولا ثم يتفرغ لتلك الروان التي تحتاج تربيه من جديد
ذهبت هي لهم وهم يطالعونها بسعاده
_جدعه يابت اول مره اعرف انك قويه كدا
_كويس انك عملتي كدا عشان ميتمادش معاكي هو ابن عمك مش اخوكي
_من النهارده مش هسكتله تاني ولا هسمحله يتحكم فيا
يلا عشان نمشي
ذهبت معهم وهي متغافله عن تلك العيون التي تراقبهم بخبث 
ركبوا جميعا سياره "سهير" 
قاموا بشتغيل الاغاني وهم يضحكون ويتسامرون
كانت روان سعيده بالاجواء 
حسنا فى البدايه كانت تشعر ببعض الضيق
هي تمادت اليوم فى كل شيء
وعادت الى حياتها القديمه بل واسوء 
ولكن اندمجت مع تلك الاجواء ومحت اى شعور بتأنيب الضمير 
إلى أن وصلوا ترجلوا من السياره امام عماره
وقفوا امامها 
تحدثت روان ب إستغراب 
_احنا جايين هنا نعمل اى
_يلا بس وهنقولك فوق
لم يعطوا لها اى فرصه للتفكير وقاموا بجذبها معهم
لاحظت نظرات بواب تلك العماره وهو ينظر لهم ب حقاره
شعرت ببعض الريبه وشعور داخلها يحثها على الرجوع 
شيئ ما يخبرها ان تعود 
_يبنتي يلا فيه اى
_انا عايزه ارجع
_بعد ما جينا لحد هنا هترجعي
براحتك انا عملت اللي عليا وانتي حره
ضيعي عليكي الفرصه بقى
_خلاص هطلع اهو
خطت درجات السلالم ب إستسلام وهي تدعو الله أن يكون كل شيء على مايرام
لا تعلم لما هذا الشعور 
هي مع اصدقائها وبالتأكيد انهم لم يأذوها
لم تعلم المسكينه أن الغدر يأتي من اقرب الناس
وصلوا امام باب الشقه
لتضغط علياء على الجرس 
وبعد ثواني فُتح الباب 
تنظر امامها بصدمه فى نفس الوقت التي قامت علياء فيه برميها داخل الشقه 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"عمرو" 
نطقت بها روان وهي تنظر امامها بصدمه
وهى ترى عمرو امامها 
شعرت بدقات قلبها تذداد والخوف بدا يتسرب إليها
هل الامر مخطط له من قبل ام ماذا
ف عمرو زميلها فى الكليه وقد حاول بشتى الطرق التقرب اليها واحيانا كان يتمادي معها فهو مهووس بها
تحدثت بتوتر وهي تنظر لهم
"احنا جايين هنا ليه وعمرو هنا" 
اقترب منها عده خطوات
ونطق وهو ينظر لها بخبث
"عشان بحبك" 
إبتعدت عنه مسرعه وهرولت تجاه 
"علياء وسهير" 
امسكت بدراع كلا منهما وهي تتحدث برجا
_يلا نمشي من هنا
نفضت علياء ذراعها منها 
ونظرت لها بتشفى وهي تتمتم
_هنمشي فعلا بس من غيرك هنسيبك تنسبطي هنا 
مع عمرو
_علياء بلاش هزار انا عارفه انه مقلب بس انا محبتوش يلا نمشي بقى
_ههههه طول عمرك غبيه فعلا 
طول الوقت شايفه نفسك احلى مننا وعامله فيها الخضره الشريفه وانا عارفه انك نفسك تمشي ف الطريق دا بس ابن عمك مانعك 
ادينا يستي سهلنا عليكي الموضوع ومحدش هيعرف
_ليه
بتعملي فيا كدا ليه
تمتت بها روان وهي بتكي ومازال علقها لا ستوعب ان اصدقائها هم من وضعوها هنا 
_عشان انتي غبيه
وعندك حاجات كتير بس برضو مش بتعرفى تستغلي الامور صح شايفه نفسك احلى مننا وبعيده عن الطريق بتاعنا حتى ابن عمك اللي متستهلوش ضيعتيه من ايدك 
بس من النهارده خلاص كلنا هنكون زي بعض
كانت تنظر لهم بصدمه ولم تقدر على النطق 
كان عمرو جالسا واضعا قدما فوق الاخرى وهو يتابع الحوار بصمت
_يلا ياسهير عشان نمشي ومنضيعش عليهم الوقت اكتر من كدا
لم تستفيق من صدمتها الا على صوتها 
هل بالفعل سيتركوها هنا 
همو بالانصراف فهرولت تجاههم وهي تترجاهم الا يفعلوا
لم تستجب علياء لتوسلاتها 
_سهير عشان خاطري انتي مش زي علياء بلاش تعملي فيا كدا 
كانت سهير بالفعل لم تقتنع بتلك الفكره
نظرت لروان بحزن وهي تشعر بالاسيء
لم تعطي ليها علياء فرصه للتفكير واخذتها وانصرفوا
حين حاولت روان الحاق بهم وجدت من يجذبها للخلف 
كانت تصرخ بالم 
هل من كانت تطلق عليهم اصدقائها هم من فعلوا بها هذا؟ 
من اهانت ابن عمها لاجلهم 
هل هذا جزاء ثقتها بهم
تركها عمرو بعدما اذداد صراخها
_بصي اهدي عشان كدا كدا محدش هينجدك مني 
ف الافضل تكوني هاديه 
انتي عارفه اني بحبك من زمان رغم كدا كنتي بتتجاهليني 
انا مكنتش عايز اعمل كدا بس انتي اللي اضطرتيني لكدا
_هصرخ والم عليك الناس
_ بجد حلو صرخي يلا صرخي وريني مين هيسمعك
زين هيلحقني صدقني مش هيرحمك لو قربت مني
نطقت بها وهي تحاول ان تهدئ من روعها بأن زين سوف ينقذها
_هههه دا فى الافلام بس 
تفتكري زين ممكن يعرف مكانك منين 
شقه فى عماره فى اخر الدنيا ممكن يعرف يوصلك
هو حتى لو لاحظ غيابك ف برضو مش هيقدر يوصلك
كان يتحدث وهو يقترب منها 
صرخت وهي تبتعد عنه 
من سينقذها وحتى زين لم تخبره مكانها ولا والداتها
تذكرت ياسمين حين اخبرتها بأنها لا تذهب مكان الا لو اخبرت ابيها او اخيها 
اما هي فلم تخبر احد وها هي تدفع نتيجه اخطائها 
لم تجد غيره هو من قادر على إنقذاها
هو الوحيد الذي ينقذها كل مره 
"يااااارب" 
صرخت بها حين اقترب عمرو منها وبدا فى نزع حجابها ولاول مره تستشعر معنى الكلمه 
شعرت بالدوار يحتك بها وبدأت تغيب عن الوعي 
واخر ما رأته طيف زين
هل تتخيله ام اتي بالفعل لينقذها
لتغيب بعدها عن الوعي وتقع مغشي عليها
_______
" وصلنا
تفوه بها عمر وهو امام ذلك المول الكبير 
دلفوا اللى الداخل 
تحدث عمر بهدوء وهو يحبث عن قسم المحجات
_لو سمحتي فين قسم المحجبين هنا 
اجابته برقه ذائده
_اسفه يا فندم بس هنا مفيش لبس حجابي
_يعني المول الكبير دا كله مفهوش لبس حجابي؟؟ 
بصق بها عمر فى استياء 
_طب ممكن نلاقي فين لبس زي اللبس اللي الانسه لابساه دا
_مش عارفه بس ممكن تشوف فى مكان***
ممكن تلاقي هناك عن اذنك 
كانت ياسمين تشعر بالتوتر من وجود عمر جوارها
تحدثت فى حرج
_خلاص يا عم..قصدي يا بشمهندس عمر هنا صعب نلاقي لبس شرعي 
_مينفعش تمشي كدا تعالي معايا هنشوف مكان غيره
تفوه بها عمر فى غضب
وبعدين ازاي مكان زي دا مفهوش المفروض يبقى اللبس كله هنا حجابي اصلا 
_مفيش غير محلات بسيطه بس اللي بتبيع هنا
كان عمر يتحدث بإعتقاد قديم أن هنا اللبس شرعي فقط والقليل هو من لا يرتديه
حيث انه اقضى شبابه فى الخارج كان نادرا ما يجد من ترتدي الحجاب ويصعب تواجد تلك المحلات وهذا لانها دول اجنبيه والقليل السلم فقط
لكن هنا ماذا؟ 
على الرغم من أن عمر ليس بالشخص الملتزم إلا ان الامر اثار ريبته 
_فيه محل هنا تعالي ندخله
نطق بها عمر وهم يدلفوا الى داخل المحل
ف كان محل صغير بعض الشيء 
طلب عمر من صاحبه المحل أن تاتي بثياب
مثل التي ترتديها "ياسمين" 
وبالفعل اتت لها بعض قليل واعطتهم لها 
إنتظر "عمر" فى الخارج إلى حين ترتدي ياسمين
بعد عده دقايق خرجت 
نظر لها عمر بإعجاب كم تبدو جميله تلك الياسمين
ترتدي ملحفه سوداء ووشاحِ اسود 
تبدو كفتنه متحركه
على الرغم من أن عمر معتاد رؤيه الفتيات بملابس تكشف اكثر ما تخفي
الا ان رؤيته لياسمين أسرت قلبه
حين لاحظت ياسمين نظراته حمحمت 
إنزعجت من تحديقه بها وعدم غض بصره 
اتت لتدفع ثمنهم ولكن سبقها عمر بعدما وبخها 
وانه هو من يجب أن يدفع 
ثم خرجا من المحل 
كان عمر سعيد بجوراها ويشعر شعور غريب
وكأنه مسؤله منه هو ويجب عليه حمايتها 
توقفت ياسمين وتحدثت بإمتنان
_شكرا جدا يابشمهندس مش عارفه اقولك اى بجد
ولو مجتش فى الوقت دا ياعالم كان حصلي اى
_لا دا واجبي وبعدين انتي زي روان
يلا عشان اوصلك قبل دا يقلقوا عليكِ
_لا شكرا بجد مش هينفع انا هروح لوحدي
_يبنتي العربيه بتاعتي موجوده هوصلك على طويل
_مينفعش اركب مع حضرتك لوحدي 
عن اذنك همشي انا
_مهو هتروحي مواصلات وتركبي مع حد غريب
واظن تركبي مع اللي تعرفيه اولى
_اني اركب معاك لوحدي ف دي خلوه ولا يجوز 
تاني حاجه اهلي ميعرفوش اني معاك 
تالت حاجه لو مت وانا فى عربيتك هيقولوا كانت راكبه معاه ليه مليون سبب مينفعش يخليني اركب معاك
وبالحديث عن اهلها بدا القلق يتسرب اليها
ف هاتفها نفذ شحنه وبالطبع سيقلقون عليها
إستئذنت منه ورحلت على عجاله بعدما شكرته مره اخرى
كان عمر فى البدايه يرى رفضها تشدد منها
الا أنه اعجب بطريقه تفكيرها فهي متخلفه عن غيرها من الفتيات 
إبتسم وهو يتذكر إحراجها منه وإحمرار وجنتاها 
توسعت إبتسامته شيئا فشيئا إلى ان لاحظ الماره حوله ينظرون اليه
ركب سيارته وانطلق الى قبلته
_____
إستيقظت حور وجدت نفسها مازلت  داخل احضان ابيها
تنهدت بحزن ثم قبلت جبينه بحب 
يجب الا تسستلم لاجله
صلت فريضتها ودعت ربها أن يشفي أبيها 
ثم قرأت وردها والاذكار
ثم ودعت ابيها مره اخرجت وخرجت 
ذهبت الى جارتها "ام سماح" 
وإنتظرت حتى تجيب 
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
ازيك ياخالتي
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله يبنتي 
تعالى ادخلي
_لا معلش مره تانيه انا بس ماشيه عشان عندي شغل وكنت بس يعني عايزاكي تبقى تروحي كل فتره تطمني علي بابا 
_يبنتي شغل اى وابوكي تعبان كدا خليكي جنبه وانا هديكي الفلوس اللي تحتاجيها ويستي لما ربنا يفرجها عليكي ابقى رجعيهم عشان عارفه ان دماغك ناشفه ومش هترضى تاخدي
كانت تعلم ان معها حق فلا يجيب ان تترك ابيها فى مثل هذه الظروف ولكن ايضا لا فائده من الجلوس وهي لا تمتلك ما تعالج بيه ابيها 
_بابا فى رعايه الله وانا واثقه فى ربنا 
وكتر خيرك ياخالتي بجد ربنا يبارك فيكي 
ومتسوره الحمد لله انا بس لو مش هتعبك تخلي بالك منه
_ربنا يوفقك يبنتي ويرزقك ويشفي ابوكي
يارب اللهم امين 
عن اذنك همشي بقى عشان متاخرش على الشغل
خطت خارج المنزل الى ان وصلت الى الشارع 
_يا حور
إلتفت الى مصدر الصوت 
كان ذلك البغيض ياسر 
تحدث مصححا لها
_اسف قصدي يا انسه حور انا بس كنت عايز اطمن منك على عمى محمد
تاففت حور ردت مجيبه عليه بصوت عالي بعض الشيء
_كويس يا دكتور ولو سمحت ممكن حضرتك متوقفنيش تاني كدا ف الشارع عشان مينفعش 
كان سيهم بالرد عليها موضحا موقفه ولكنها لم تدع له فرصه لذلك وانصرفت من امامه 
لعنها من بين اسنانه وتنهد بغضب
اتى صديقه وهو ينادى باسمه
_فيه اى ياعم مالك عمال بنادي عليك
نظر الى حيث ينظر 
_انت لسه برضو حاطط البت دي فى دماغك
يعم ماتفكك منها مش عارف اى اللي عاجبك فيها
_وهفضل حاططها فى دماغي لحد مااحقق اللي انا عايزه
واكسرلها منخيرها اللي طالعه بيها فى السما دي
_يعني افهم من كدا انك مبتحبهاش وعايز تتسلى
_مش بالظبط مش هنكر اني معجب بيها 
هي غير كل البنات اللي عرفتهم 
_يبني سيبك منها وشوف البنات اللي بيتمنوا بص انك تبصلهم
_عارف انت مثل "الممنوع مرغوب" 
اهي حور بالنسبالي كدا كل ما بتصدني وبتمنع نفسها عني كل ما بتمسك بيها اكتر
_ايوه يعم الجامد انت ربنا معاك
(عايزه اقول حاجه فيه شباب كتير تفكيرها زي تفكير ياسر كدا بيفضلوا يلفوا حوالين البنت وكل ما بتصده كل ما بيمسك فيها اكتر وبيفضل يفهمها انه بيحبها وهيتجوزها
لكن مجرد ما بيكلمها وبتحبه وبتقى زيها زي باقى البنات بالنسباله بيسيبها وهي تتعت وتكتئب 
حافظوا على نفسكم ومشاعركم يابنات وبلاش تدخلوا فى علاقات محرمه) 
______
دلفت حور الى الشركه وهي تسرع من خطواتها 
حيث مازال ثاني يوم لها وتاخرت وبالتاكيد سيستغل ذلك الليث الموقف وينهرها بشده
دلفت الى المكتب وهي تنفس بعنف 
وجدته فارغ تنهدت براحه وهي تتحدث بخفوت
_الحمد لله انه لسه مجاش والا كان زمانه معلقني على الحيطه دي ههه مقنون ويعملها والله
هيقف يشخط فيا وهو بيقول: انتتشيي ازاااي تيجي متاخر خمس دجايييج وهو يادوب لسه تاني يوم ليكي انتي متعرفيش ان دشي شركه محترمههه ولا هقول اى مهو هتيجي بدري ازاي بالبتاع اللي لابساه على وش.... عاااا 
كانت تتحدث باريحه ثم إستدرات لتجلس فوجدته امامها
نظرت له وهي تتمني ان تنشق الارض وتبتلعها 
بالتأكيد سمع كلامها السخيف ف عاده حور انها تفكر بصوت عالي 
كان ليث يجاهد الا يبتسم فهو تخيل امتعاص وجهها من تحت ذلك النقاب 
تحدث وهو يتصنع الجديه 
_اقعدي يلا عشان تبداي شغل
نظرت له بصدمه وفم مفتوح لم يوبخها لا على كلامها ولا انها تأخرت 
_هتفضلي مصدومه كدا كتير يلا
نبت بها ليث بصوت مرتفع لتنتفض حور ثم تذهب لتجلس على المكتب المجوار له والذي مينفصل عنه بعد الشيء 
حمدت ربها انه يوجد عازل بينهم 
جلست على ذلك الكرسي وبدأت فى تنهي الاعمال الذي كلفها بيها 
مرت حوالي ساعتين الى ان شعرت بالملل
اخرجت المصليه من حقيبتها وقامت لتصلي ركعتين
_ هاتيلي الورق اللي خلصتيه 
_!!! 
_يا انسه حور هاتي الورق 
تفوه بها بصوت مرتفع كي يصل اليها ولكن ايضا لا رد
قام من مقعده بغضب وهو يتحدث
_مش سامعاني وانا...
بتر جملته وهو يراها تصلي 
تصنم مكانه فهو لا يتذكر متى صلى 
دق قلبه بعنف وهو يراها فى هذه الحاله 
كانت تبدوا وكأن هائله إمانيه محاطه بها 
ظل ينظر اليها ود لو لم تتنهي 
اراد فقط ان يريح بصرها بذالك المشهد
تبدوا كحوريه بحق 
إنتهت هي من صلاتها لينتبه هو لنفسه 
إعتدل فى وقفته وحمحم وهو يطلب منها الملف
اعطته له دون ان تتحدث 
_بتصلي اى اعتقد لسه الضهر ماذنش
_ كنت بصلي ركعتين لله عادي عشان حسيت بملل هو لازم اصلي الفرض بس
وبعدين دا وقت صلاه الضحى ودي ليها اجر عظيم جدا 
صلاه الضحى دي بتصليها كأنك إتصدقت عن ٣٦٠ مفصل من جسمك وكمان صلاه الاوابين 
و.. 
كانت ستكمل كلامها إلى ان انتبهت 
فلا يجوز لها التطرق للحديث معه
حتى ولو تتحدث معه فى الدين فهذا مدخل من مداخل الشيطان حيث يبرر لنا ان الكلام فى الدين وبغرض النصيحه ثم شيئا فشيئا يذداد الحديث 
لذا كانت تعلم انها لا يجيب التحدث معه الا فى حدود العمل وللضرورى ايضا لكى لا تسمح للشيطان أن يوقعها فى فخه حيث يقنعها أنه فقط ستنصحه وتاخذ بيه الى الجنه وتكون سبب هدايته
لكن هذا لا يجوز ف إن اردات له الهدايه تدعو له
غريبه هي بل وغامضه ايضا 
اخذ منها الملف ومازال ينظر اليها تحدث بشرود
_كانت شبهك اوي
_هي مين
_________
"لا لا ابعد عني" 
صرخت بها روان وهي تستيقظ بفزع 
لتجد الجميع حولها 
والدتها وياسمين وزوجه عمها 
وعلى صوت صراخها هرول زين وعمر اليها 
نظرت لهم وهي تحاول إستيعاب كيف اتت الي هنا 
فهي اخر ما تتذكره هو عمرو وهو يحاول فك حجابها 
تحدثت والدتها وهي تبكي 
_متخافيش ياحبيبتي انتي كويسه مفيش حاجه
قامت ياسمين بإحتضانها وهي تحاول تهدئتها 
كان زين يقف والقلق ينهش قلبه وعمر الذي 
بات على وجهه الحزن
نظرت هي حولها بضيع وهي تتحدث 
_اى اللي حصل ومين اللي جابني هنا
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ى اللي حصل وانا اى اللي جابني هنا
نطقت بها روان وهي تبكي وتذكر اخر شيء 
_محصليش حاجه صح؟ 
كان الجميع صامت 
_حد يرد علياا
صرخت بها روان وهي تبكي 
_ولو قولت انه عملك حاجه هتعملي اى؟ 
تفوه بها زين وهو ينظر لها ويترقب رده فعلها
_يعني اى الكلام دا انت بضحك عليا صح 
رد عليا انتي ياماما محدش عملي حاجه صح
انتوا ساكتين ليييه حد يرد عليا انطقوا
_لا ياروان محدش عملك حاجه عشان لحقتك على اخر لحظه بس الله اعلم المره الجايه لو اتكررت حد هيلحقك ولا لا 
اجابها زين بملامح خاليه من التعبير وهو يتذكر كل ما عنه فى تلك الفتره العصبيه من خوف ورعب بسبب تتورها
ان كان حدث لها مكروه ماذا كان سيفعل بالتأكيد لن يسامح نفسه
_اطلعوا كلكم بره وسبوني لوحدي شويه
اقترب منها عمر محاوله تهدئتها ولكنها رفضت بشده
_قولت كله يطلع بره وسبوني لوحدي شويه
صرخت بها وفزع كلا من فى الغرفه 
طلب منهم زين الخروج فى البدايه البعض منهم رفض ولكنهم وافقوا فى النهايه 
كان زين يعلم ما تشعر بيه الان 
لذا اراد ان تختلي بنفسها حتى تعيد حسابتها 
خرج الجميع من الغرفه وبقيت هي 
مازلت لا تعى كيف انقذها زين 
لا ليس زين من انقذها بل الله من ارسله لها 
بعد كل تلك الذنوب التي ارتكبتها فى حقه 
وكم من المعاصي التي فعلتها 
تشعر بالخزى هي حتى لا تملك الجرأه لتقف امام الله
هل سيتقبلها بعد كل تلك الذنوب والمعاصي
تحاملت على نفسها ثم قامت وتوضأت كانت تشعر بثقل شديد فى جسدها كانت تشعر وكأن مياه الوضوء تطهر قلبها قبل جسدها
تستشعر بكل نقطه مياه تسقط على وجهها
تغسل فمها وهي تتذكر كل كلمه تفوهت بها فيما لا يرضي الله تطهره وكأنها بذلك تزيل الذنوب التي خرجت منه
تسقط الماء على عيونها لتطهرها على كل مره نظرت فيها على حرمات الله
لاول مره تستشعر معنى الوضوء كانت تشعر وكأن ذنوبها تتساقط مع قطرات المياه 
(ودا الوضوء اللي المفروض نتوضاه نستعشر بكل حاجه فيها وكانه بيسقط معانا ذنوبنا مش شويه ميه بنسقطهم على وشنا وخلاص) 
إنتهت من وضوئها ثم خرجت وافترشت مصليتها 
وبدأت فى الصلاه 
"الله اكبر" 
مجرد أن نطقت بها أجهشت فى البكاء 
الله اكبر والله فوق كل شيء 
بدأت فى قراءه الفاتحه ولكنها لم تستطع إكمالها 
حيث سقطت ساجده وهي تبكي بشده
تحمده تاره وتعتذر منه تاره 
مشاعر كثيره متعدده تشعر بها 
ظلت ساجده تبكي لا تدري ماذا تقول 
لكن ما يريح قلبها أن الله عليم بها وبحالها
سبحانه وتعالى عليم بكل ما يعجز لسانها عن التفوه به 
ظلت تبكي وتبكي الى ان شعرت بأن انفاسها ستتوقف 
هي ليست سيئه لكنها ضحيه اصدقاء فاسده ومجتمع فاسد ولكن هذا لن يشفع لها 
كانت تشعر مع كل دمعه تسقط منها بأنها تغسل روحها 
يالله 
(متخيلين لو ليكم حد بتحبوه بس انتوا طول الوقت بتعملوا اللي يغضبه منكم واسوء كمان وبتغلطوا فى حقه
لو جيتوا تعتذوا منه ولقتوه سامحكم رغم كل اللي عملتوه فى حقه ومع ان اصلا مفيش حد بيسامح بالدرجه دي
اى هيكون شعوركم تجاه 
ولله المثل الاعلى شعورك بعد ما عملت كل حاجه تغضب ربنا ورغم ذلك مازال بينقذك وبيسترك) 
_____
خرج زين من المنزل وهو يتنهد بضيق
كان يسير بشرود وهو يتذكر ما حدث ماذا لو تاخر خمسه دقائق فقط 
اغمض عيناه وهو يتذكر ما حد 
حيث كان يسير بعدما تشاجر مع روان ظل يبحث عن ياسمين ولكن لا فائده وهاتفها مازال مغلق توجه إلى المسجد وجلس هناك واخذ يدعوا لاخته
وبدون تردد وجد روان تقفز الى ذهنه اخذ يدعو الله أن يحفظها يشعر وكأن مكروه سيحدث
هل هذا القلق لاجل روان ام اخته ياسمين تنهد وهو يدعوا الله 
وجد من يدخل الي المسجد ويبحث عن شخص ما إلى ان وجده ثم هرول إليه 
_دكتور زين كنت متاكد اني هلاقي حضرتك هنا
كان يتحدث وهو ينهج وعلامات التوتر بدايه على وجهه 
مما اصاب زين بالقلق 
رد عليه وهو يدعوا الله أن يكون كل شيء على مايرام
_خير يا كريم فيه حاجه
_هو بصراحه يعني اصل
_متخلص يا كريم اتكلم
تحدث بها زين وقد ذاد شكوكه 
_هو الموضوع يخص روان 
_مالها حصلها حاجه انطق
امسك زين بملابسه وهو يتحدث بعصبيه وقد جن جنونه
فقلبه يشعر انها ليست بخير
_بصراحه كدا سمعت صاحبها وهم بيتفقوا عليها انهم هيلعبوا عليها لعبه وو.
قص عليه كل شيء سمعه 
_فين المكان
اجاب بها زين بهدوء غريب على عكس تلك النيران التي تشتعل داخله
_فى شقه **عماره** بس مش... 
لم يعطي له زين الفرصه ليكمل فقد هرول الى سيارته 
وساق بسرعه جنونيه 
كان سيتفعل اكثر من حادثه كان يشعر وكأن قلبه سوف يخرج من مكانه 
ولاول مره يشعر بهذا الخوف فى حياته
لو يعلم هذا لمَ تركها تخرج من البيت حتى ولو وصل الامر لكسر دماغها
وصل اخيرا امام تلك العماره هرول من السياره تجاه بواب العماره وطلب منه مفتاح الشقه 
فى البدايه رفض لانه غريب 
كان زين قد فقد عقله لكنه حاول السيطره عليه 
ليخبره الموضوع على عجاله 
تذكر الرجل الفتاه التي اتت منذ قليل مع باقى الفتيات
اعطاه المفاتيح 
دلف زين الى الاعلى صعودا على السلالم 
لم ينتظر المصعد كانت تلك الشقه هي الوحيده 
المسكونه فى العماره سمع صراخها 
سقط قلبه وجن جنونه
لم ينتظر ان يتفح بالمفتاح بل كسر الباب بكل قوته 
دلف فى نفس اللحظه التي وقعت روان مغشى عليها وعمر قد قام بفك حجابها
ذهب اليه زين ومسكه من ملابسه وهو ييفرغ به غضبه 
ولاول مره يرفع زين يده على شخص بل وابرحه ضربا 
كان فى البدايه اتفاجيء عمرو ثم بدا فى رد الضربات له
على الرغم من ان زين ذو جسد ضخم وبنيه قويه
الا ان عمرو ليس بالخصم الهين فهو ايضا ذو جسد رياضي 
لم يعي زين من اين اتى لها بكل هذه القوه فهو طوال حياته لم يرفع يده على احد 
ولكن الامر يتعلق بروحه هذه المره 
ظل زين يسدد له الضربات وبعدما ابرحه ضربا 
امسك بالحبل الذى اتي به من السياره وقام بربطه 
حاول عمرو التملص منه ولكنه فشل حيث كان زين شخص ابعد ما يكون عن الدكتور زين الهادئ والمسالم
ربطه زين بشده وتركه 
ثم ذهب الى روان ووضع لها حجابها مره اخرى ثم حاول إفاقتها ولكن دون جدوى 
نظر لها بتوتر وبعد تردد شديد قام بحملها 
كان يشعر بضيق من حمله لها هل كان يجب عليه حملها ام ماذا يفعل ولكنه لا يريد ان تستيقظ وهي هنا
نظر الى الدرج وفؤجي بعمر فقد هاتفه وابلغه ان يحلقه ولكنه لم يحكي له اى شيء
نظر عمر بهلع الى روان 
_فيه اى يازين اى اللي حصل
_هحكيلك بعدين روح خلي بالك من الواد اللي فوق دا
حاول عمر اخذ روان منه ولكن رفض بشده 
اراد عمر حينها يخبره انه اخيها وهو احق بها لولا ذلك الوعد السخيف الذي قطعته روان غليه 
ف على الرغم من ان عمر امضى شبابه فى الخارج الا انه مازال يملك ذلك العرق الصعيدي 
انفعل بسبب رؤيه لزين يحمل روان وانصدم فى نفس الوقت 
حاول تهديه روعه حاول الاقتراب منها ولكن منعه زين 
كان سنقض عليه لكن لا وقت لذلك 
صعد هو لاعلى حيث يمكث ذلك المقيت 
وذهب زين الي منزل وهناك ارتعب الجميع من رؤيته لزين يحمل روان 
استفاق من ذكراه ع صوت شجار 
نظر حوله وجد رجل كبير السن غاضب وهو ينهر ابنه
_انت فاكر انك مش بتصلي عشان انت مش عايز لا 
عشان ربنا اللي مش عايزاك 
فوق بقى هتفضل طول عمرك صايع وفاشل 
دا حتى غضب ربنا باين عليك 
_وانت فاكر بالكلمتين بتوعك دول هتخليني اصلي 
طب مش هصلي بقى ولا هركعها 
_متصليش وهو يعني انت هتصلي ليا 
كان زين يتابع الحوار بصمت الي ان غادر الابن ثم اقترب من الرجل وجده يبكي
حاول تهدئه ف اذداد فى البكاء 
_اهدى ياحج بس
_مانت شوفت يابني والله ما اثرت فى تربيته مش عارف عملت اى فى حياتي بس عشان ابني يطلع كدا 
ررد زين وهو يحاول تصليح الموقف
_شوف ياحج انت زي ولدي انا هقولك ع حاجه عارف انك كل نيتك انه ربنا يهديه بس النصيحه مش كدا
احيانا النصيحه لو مكنتش صح بتجيب العكس
ينفع تقول لواحد مش بيصلي فاكرك انك مش بتصلي عشان انت مش عايزه والحقيقه ان ربنا هو مبقاش يحب لقائك
كدا هو لو كان عايز يصلي مش هيصلي ولزمتها اى بقى مدام كدا كدا ربنا مبقاش عايزه
انصحه براحه وحببه فى الصلاه
وان احنا بنصلي عشان احنا اللي محتاجين للصلاه 
وان اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامه الصلاه 
اتمني تفهمه براحه وتدعيله بالهدايه
رد العجوز وهو يبكي
_ياريته كان ربعك يابني 💔
_وهيبقى احسن مني كمان انت بس ادعيله وادعيلي انا كمان 
_ربنا يسعدك يابني ويرزقك ببنت الحلال
بعدما ودعه زين وقد شعر ببعض الراحه من حديثه معه 
ثم وجد مسجد بالقرب منه كان قد ابتعد عن المنزل مسافه لا بأس بها لذا وبدون تردد دخله 
كان يظن انه سرتاح هنا ترك لنفسه العنان 
ولكن انكمشت ملامحه ونظر امامه بريبه!! 
______
_كانت شهبك اووي
_هي مين؟ 
استفاق زين وبخ نفسه
_ولا حاجه ارجعي كملي شغلك 
لعنت حور فضولها من بين انفاسها 
هي بالاساس لا بجوز لها التحدث معه 
عادت تكمل عملها وبعد عده ساعتان من العمل ذهبت اليه واعطته الملفات طلب منها ليث ان تذهب وتجلب له بعض الاوراق من الاسفل 
وبالفعل دلفت حور الا الاسفل 
كانت تسير وهي ممسكه بالاوراق الى ان دفعها احدهم 
كانت على وشك السقوط الى ان تماسكت على ذاتها 
نظرت راته رجل عمره يقارب الخمسون
نظر لها بحقاره وهو يتحدث
_مش تفتحتي ياعاميه انتي ولا اقول اى هتشوفي ازاي بالبتاع اللي لابساه على وشك دا
كانت حور تشعر وكأنه ملامحه مألوفه بالنسبه لها 
كأنه راته من قبل لكن لا تتذكر
احترمت كبر سنه لذا همت لتغادر دون إفتعال مشكله معه 
كان هناك من يشاهد هذا الحوار من الكاميرا وهو يشتعل غضبا 
_حصل خير عديني لو سمحت 
_ممش قبل ما تعتذري 
ردت عليه حور وقد بدا صبرها ينفذ 
_واعتذر ليه حضرتك اللي خبطت فيا اصلا 
_انتي هتردي كمان على اسيادك 
ثم قام بدفعها كانت ستسقط الى ان وجدت من يمسك بيها
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قام بدفعها بقوه 
كانت ستسقط إلى أن يد ليث الحقتها 
مجرد لمس يد ليث لها شعرت ب إنتفاضه فى جسدها 
وابتعدت عنه مسرعه 
كانت ستوبخه ولكن لم يعطى ليث لها الفرصه 
حيث قام بإمساك ذلك الرجل من ثيابه وهو يتحدث بغضب
_اى اللي رجعك تاني!؟ 
نظر لها ذلك الرجل ب إبتسامه خبيثه وهو يتحدث 
_وحشتيني يا ابو الليوث قولت اجيب اشوفك
نقل بصره إلى حور وهو يتفوه
_بس من امتى وذوقك انحدر كدا عشان تشغل عندك الاشكال دي
_حاااااامد احترم نفسك واللي بتتكلم عليها دي اشرف منك و... ومن. مر. مراتك
_تؤ تؤ عيب كدا هي مش مراتي دي تبق.. 
_قولت اطلع بررررره انا لحد دلوقتي ماسك نفسي عنك عشان انت راجل كبير
ياحمددد تعالوا طعلوا بره ولو دخل تاني مش هيحصل كويس 
_ههه براحه على نفسك كدا ياوحش 
انا خارج قولت بس ميصحش اجي من السفر ومجيش اسلم عليك 
نطق بها ببرود وإبتسامه سخيفه
خرج وهو ينظر لحور بنظرات غامضه 
كان ليث يشعر بغضب عارم يود لو قام بكسر راسه حتى يهدأ هو السبب فى كل ما هو عليه الان 
دخل المكتب وهي يزفر بعنف 
دلفت حور بهدوء وقفت على بعد مسافه منه وهي تحدثت
_انا عارفه انه مش وقته كلامي بس عايزه اقول لحضرتك على كلمتين 
اولا حضرتك مكنش ينفع انك تمسكني وا... 
_المفروض كنت اسيبك تقعي يعني؟ 
تفوه بها ليث وهو يطالعها ب استياء شديد
_اني اقع اهون عندي من انك تمسكني 
_للدرجه دي بتكرهيني؟ 
_الموضوع مش مسأله اكرهك او مكرهش 
الفكره كلها انه مينفعش تلمسني حتى لو كنت هتسيبني اقع وبعدين انا معرفكش عشان احكم علي حضرتك اه اول موقف مكنش لطيف بس دا برضو ميخلنيش احكم عليك بحاجه
_وليه مينفعش امسك اظن مش حرام عشان هنا ضرورى؟ 
لما تقعي كان هيبقى انيل ويمكن لبسك يترفع والموظفين يشوفوكي
_اولا حتى ولو لبسي اترفع ف انا لابسه تحت الملحفه دريس وجيب كمان تحسبا لا ظرف ولو وقعت برضو مكنش هيبان مني حاجه 
ثانيا انا عارفه انه ان شاء الله مش هيكون عليا وزر عشان الموضوع غصب عني لكن انا برضو مش حابه فكره ان اى حد يلمسني 
كانت تتحدث ببعض من العصبيه والضيق
نظر لها ليث ببعض من الدهشه هل هى حريصه لهذه الدرجه الا يلسمها احد 
مما خُلقتي انتي ايها الحور 
البنات اصبحت هي من ترتمي فى احضان الشباب ويخرجن ويتسامرن 
_واى الشىء التاني اللي عايزه تقوليه
نبت بها ليث وهو ينظر إليها وينتظر ردها
_هو الموضوع ميخصنيش لكن انا هقوله نصيحه لحضرتك واتمنى تعمل بيها 
مينفعش تعلى صوتك على حد اكبر منك حتى لو كان غلطان
هو غلط وغلط كبير كمان وانا مكنتش هسيب حقى 
ولكن هاخده بكل ادب 
_االناس دي مينفعش معاها تاخدي حقك بادب 
_يبقى هاخده عند ربنا وصدقني دا احسن ليا كتير 
_انت متعرفيش هو عمل ليا اى
_من غير ما اعرف تقدر تاخد حقك منه عند ربنا
كل اللي عمله فيك دا محسوب عند ربنا 
ومش كل الناس هنقدر ناخد حقنا منهم يوم القيامه 
عشان كدا وعند الله تلتقي الخصوم 
حاول بس حضرتك تتحكم 
كان ليث ينظر لها بشعور غريب 
هل هي محقه؟ هذا نفس كلام ابيه ونفس ما يفعله
يا لكِ من حوريه بحق الله تجاهل ليث هذا الشعور 
_مش كل الناس ملايكه زيك 
وبعدين بتقولي كدا عشان انتي لسه مشوفتيش حاجه فى الدنيا 
هتتعرضي لحاجات تجبرك على التعامل بالشكل دا
يالله يقول لم تتعرض لشيء؟ 
كل هذا ولم تتعرض لشىء هي التى فقدت امها واخيها دفعه واحده ومرض ابيها لم تتعرض لشيء
تخاف ان تستيقظ كل صباح خشيه ان يكون مكروه حدث لأبيها؟ في تخاف الفقد 
ليس معها ما تنفقه على ولدها لتعالجه وهى تراه بهذا الضعف بعدما افنى عمره لاجلها وهي لم تقدم له شيء 
ملك فقط حق الطعام وان جئنا اليه لا يكفي ايضا 
هل يقول هذا لانها لم تشتكي وتعترض؟ 
هل لانها راضيه بحق الله 
كانت ستجيبه الا انها لاحظت انها لا يجب انه تحدثه ولا تطيل معه فى الحديث
ذهبت من امامه ولم تنطق بشيء 
جلست على المقعد وارجعت رأسها للوراء
هل اخطأت حينما نصحته 
رد شيء داخلها بأنها لم تخطأ وكانت تفعل هذا من باب النصيحه ولم تحدثه فى شىء آخر وهي فعلت الصواب 
كان هذا الصوت الذي بداخلها صوت شيطانها 
لا تستعجبون هي بالفعل نصحته ولعلى يستجيب لها ولم تتحدث بشىء اخر
ولكن شخصيه مثل حور يدخل لها الشيطان من هذا الباب 
يجعلها تعتقد انها يجب عليها نصحيته 
لكي تتحدث معه حتى وان كانت النصحيه فى الدين 
شيئا فشيئا يجعلها تعتاد حديثه ومن ثم تتحدث معه فى الدين وغير الدين 
كان هذا ما يدور فى عقل حور وهي توبخ نفسها 
لن تدع الشيطان يهزمها ولا تقع فى فخه 
اخذت تستغفر ربها وهي تدعوا الله داخلها ان يهديها ويبعد عنها وساوس الشيطان
_________
دلفت ياسمين الى غرفه روان بعدما طرقت الباب عده طرقات 
وجدت روان مازلت جالسه على سجاده الصلاه 
إبتسمت لها فى حنان واقتربت منها وبدون مقدمات قامت ياسمين ب إحتضانها لتجهش روان فى البكاء مره اخرى 
تركتها ياسمين تبكي لتخرج ما بداخلها 
سقطت دموع ياسمين هى الاخر
تشعر بكل ما تشعر به روان فهى حدث معها ذلك حينما انقذها عمر
لكن الفارق ان ياسمين قويه بصلاتها وقرآنها 
كانت تعلم أن الله لن يتركها وسينقذها كما يفعل معها دائما 
تعلم إن ما مرت به إبتلاء ليقربها اكثر الى الله 
لذلك لم تنهار ياسمين كما فعلت روان 
_حاسه اني وحشه اووي يا ياسمين انا عملت حاجات كتير وحشه تغضب ربنا ورغم كدا سترني فضلت اعصيه رغم انه بعتلك انتي وحور ليا وعصيته برضو 
انقذني رغم اني مستاهلش 
تفوهت روان وهي تبكي تاره وتبتسم تاره اخرى
احتضنتها ياسمين مجددا وهي تحاول تهدئتها
_هششش اهدى يا حبيبتي خلاص دي كانت اشاره من ربنا عشان تفوقي وتلحقي نفسك قبل فوات الاوآن
إن ربنا ميقبضش روحك قبل ما تتوبي دي فى حد ذاتها نعمه تحمديه عليها
_طب هو ربنا هيسامحني؟ 
تفوهت بها روان وهي تنتظر رد فعل ياسمين وتنظر لها بأعين دامعه وهو تترجى ان تقول لها نعم
_ربنا اسمه الغفور الرحيم بيغفر التوبه عن عباده
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له 
وشوفي الاحلى كمان اللي بيتوب ربنا ربنا بيبدل سيئاته حسنات
وربنا بيفرح جدا بتوبه العبد خصوصا فى فتره الشباب 
يعني لما تتوبي من قليك مش متخيله فرحه ربنا بيكي ازاي 
المهم تكون توبتك صادقه ونابعه من قلبك 
وتعهدي نفسك انك مش هترجعي للذنب دا تاني 
وتستغفري ربنا 
ربنا جميل اووي ياروان 
هو الملجـأ الوحـيد وأقرب الينا من حـبل الوريد يرۍ ذلاتنا ولا يفضحـنا يسترنا ويغـفر لنا ويردنا اليُه ردا جــميلا 🤍
الل بيسترك رغم غلطاتك الل بيغفرلك رغم كل الغلط الل بنعمله الل مهما نغلط يقولك انا غفور رحيم
احن علينا من اي حد 
احب لينا من اي حاجه 
ربنا احنا الل محتاجينه ف كل وقت 
ربنا الحاجه الوحيده اللي لما تلاقي الدنيا مضلمه وخلاص انتي منهاره هو الل بيهدي قلبنا ويطمنا ♥️
ليس كمثله شئ♥️ربنا النور وسط عتمة ربنا الخير بلا حدود ربنا السند والعفو والمغفرة والرحمة لما تضيق بيك دنيتك وتجيلك الطبطبة من فوق يبقى ربنا لما تفكر فى حاجه مستحيلة وتلاقيها اتحققت يبقى ربنا لما تبقى نضيف من جواك ومستور وعندك ضمير يبقى انت فى رعاية ربنا وحافظك من نفسك ومن كل شر لما تبقى محبوب من الناس ومحترم وعليك الهيبة يبقى انت من صنع الله يبقى ربنا 
ربنا عظيم وحليم وكريم ومن وجد الله فماذا فقد ومن فقد االله فماذا وجد ❤هو ملجأ الإنسان ف اي وقت آخر فترة دي حاسة ان ربنا مش سيبني مهما الإنسان يشتكي ل بني ادم زيه مش هيرتاح اد ما بيشتكي لربنا تبقى عارفة وأنتِ بتشتكي أن لو ليكي حق هيرجع و أن ربنا هيعوضك عن أي زعل مجرد ما بتعمل حاجة صغيرة لوجه الله بترجعلك أضعاف اجمل احساس ممكن الإنسان يحس بيه أنه يبقى قريب من ربنا  تحسي أن اي عقبة ف حياتك ليها حل طول ما ربنا موجود وان المستحيل ع الله هين ❤️
شوفي نعمه عليكي اد اى 
انك تصحى كل يوم وجسمك سليم دي فى حد ذاتها نعمه
غيرم مرمى فى المستشفيات 
بتتنفسي من غير اكسجين غيرك مش بيتنفس غير بجهاز 
بتمشي على رجلك غيرك مش بيمشي غير بكرسي 
غيرك بيغسل كلى وعندهم كانسر يتمنوا بس خمس دقايق راحه يعيشوها غيرنا مش بيقدر ينام من الوجع
عندنا بيت بيآوينا غير ملوش بيت ومرمى فى الملجأ بدون اهل
عندنا اكل غيرنا بينام من الجوع 
دي حاجه بسيطه بس من نعم ربنا علينا
ها مش ناويه ترجعي ليه بقى
كانت روان تستشعر كل كلمه تفوهت بها ياسمين 
ولاول مره تشعر بهذه الراحه الله سيسامحها 
ستبدأ من جديد وحياه جديده مع الله 
_مش متخيله يا ياسمين كلامك ريحني ازاي 
ربنا يخليكي ليا
_انتي تستاهلي كل خير كنتي فى غفله وربنا فوقك منها 
دخل عليهم عمر وهو يمسك بعض الحقائب فى يده
_روووونيي
نطق بها عمر وهو يهرول تجاه روان ويحضتنها ثم قبلها رأسها ثم اعطاها الاكياس التي يحملها
_جبتلك كل الحاجات اللي بتحبيها ابسطي ياستي
إبتسمت له روان فى هدوء 
_ربنا يخيلك ليا يا عمر
نظر لهم ياسمين فى صدمه ف منذ عاد عمر لم تراه ياسمين مع روان
_ازاي تحضنها بالشكل دا؟ 
كانت ستهم روان بالرد لتوضح لها الامر فسبقها عمر
_وفيها اى يعني روان بنت خالتي
_بس حرام ومينفعش تحضنها كدا لانها تحل لك
_يبنتي قولي انك غيرانه😉😂
نظرت له ياسمين وهي تحاول إستيعاب ما قاله
_اغير اى هو انا اعرفك اصلا ياعم انت 
انا بقولك انه مينفعش تحضنها 
_ياسمين عمر يبق... 
قطع عمر جملتها وهو يقترب منها ويهمس لها
"لو قولتي ليها اني اخوكي هقول لزين انك اختى" 
_ياعمر بطل رخامه بقى هتقول عليا اى دلوقتي وهي
 شايفاك بتحضني وبعدين استني كدا انت مالك ب ياسمين اصلا
همست بها روان لزين ب إستغراب 
_انتوا مقربين من بعض ليه كدا وبتتوشوشوا على اى 
وانتي ياروان ابعدي مينفعش كدا احنا كنا لسه بنتكلم 
تفوهت بها ياسمين ببعض الغضب 
نظرت روان إلى عمر بغيط لتجده يرقص لها حواجبه 
شعرت حينها بشعوره حينما تجبره على عدم معرفه زين بالامر 
يالهم من سخفاء 
_خلاص يانسه ياسمين انا مش عارفه بصراحه متعصبه كدا ليه روان زي اختى وعموما يستي هبعد عنها مرعاه لقلبك الغيور
_انت اهبل يلا اغير اى وهبل اى 
_اهبل بقى انا بشمهندش عمر اللي مجنن البنات بعد العمر دا كله يتقالي اهبل 
_مجنن البنات؟ 
اكيد مش مستحملين بشاعه شكلك
نظر لها عمر لثواني ثم إنفجر ضاحكا تبدو لطيفه وهي غاضبه 
سحرت ياسمين فى ضحكته كم هو وسيم هذا العمر 
فاقت لنفسها هي تجاوزت حدودها معه
كان يجب عليها المغادره منذ ان دلف
_طب انا اطمنت عليكي بقى يا روان هطلع انا بقى 
_ماديكي قاعده منورانا
_انا طالعه ياروان وياريت متقعديش معاه لوحدك والا هقول لزين 
_لا لا زين لا انا مش مستغني عن روحي 
نطقها عمر بدراميه وهو يضع يده حول رقبته 
_طب بالسلامه انت يفرج يخويا 
تفوهت بها روان وهي تمازحه 
غادرت ياسمين وهمت لتصعد لتجد عمر يهاتفها
_ياسمين استني عايزاك
_______
دخل زين المسجد 
وجد رجل كبير السن يجلس ويجلس حوله العديد من الاشخاص وهو يعطي لهم الخطبه صُدم مما سمع 
كان الرجل يتحدث بصوت مرتفع والجميع منتبه له
_من ترك الصلاه فقد كفررر 
عارفين يعني اى؟؟؟ 
يعني خرج من المله يا شباب يعني لو مات لا يجوز ان يدفن فى مقابر المسلمين ولا يتصلى عليه يعني هيخلد فى النار 
انتوا عارفين حجم الكارثه اللي بقينا فيها
صلواا والحقوا نفسكم قبل فوات الاوان اى اللي مانعكم عن الصلاه هاا شوفتوا من ربنا اى عشان متصلوش وانتوا بتفضلوا على النت بالساعات
كان يتحدث بغلظه وقف زين ينظر إلى حديثه بإستياء شديد وضيق
ف طريقته لا تصلح للحديث وثانيا كلامه غير صحيح
يفسر الكلام خطأ
إنتظر زين الى أن انهى العجوز كلامه ثم تقدم منه وهو يقول تحيه الاسلام
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ربنا يبارك فى حضرتك يارب انا بس كنت عايز اقول حاجه
توقف عن الحديث وهو لا يدري بما يبدا فى النصيحه يحاول إيجاد الكلميات المناسبه حتى لا يغضب الرجل منه 
_لما كنت بروح دار التحفيظ فيه اللي بيحفظنا بيقولنا إن من ترك الصلاه فقد كفر وخرج عن المله وكل الكلام اللي حضرتك قولته 
يومها قلبي انقبض وعزمت على اني مش هضيع فرض عشان خوفت لكن فى نفس الوقت واحد صاحبي كان بيقطع فى الصلاه مبقاش يصلي خوفه اثر عليه بالسلب 
لما روحت البيت وسألت والدي عرفني ان تفسير الحديث مس صحيح واصلا الحديث نفسه ضعيف وان كلام شيخي خاطئ
ترك الصلاه من الكبائر وعليها اثم كبير لكن من تركها ليس بالكافر 
لما رجعت قولت لشيخي الكلام دا قالي انا عارف انا بس بقول كدا عشان اخليكم تصلوا 
انا طبعا مقتنعتش بكلامه فى مليون طريقه يقدر ينصحنا بيها ولما جيت اعرفه ان كدا غلط زعقلي جامد 
واني ازاي انا لسه عيل صغير هكون فاهم اكتر منه
وان اللي بيعمله دا هو الصح 
سكت عشان مكنش فى ايدي حاجه اعملها ومرضتش اكمل عنده
بعدها بفتره قابلت صاحبي اللي مبقاش يصلي ولقيته لسه فعلا مش بيصلي لانه مش عارف يلتزم وطالما من تركها فقد كفر يبقى يصلي ليه؟ 
نصحته براحه وحببته فى الصلاه ومشيت معاه خطوه خطوه لحد ما بقى ملتزم 
لولا ولدي ربنا يبارك فيه عرفني المعلومه مكنتش هعرفها وربنا بعتني ليكم عشان اعرفكم واسف على الاطاله
كان الجميع ينصت لزين بإهتمام شاب لم يبلغ الثلاثين من عمره بعد ينصح من هم فى سن الستون 
ولكن مهلا ليس بالسن وإنما بالعلم
شكروا زين ودعوا له انتظر حتى اذن العصر وطلبوا منه أن يصلي بيهم وبالفعل صلى بيهم زين وقرأ الاذكار ثم غادر متجها الي المنزل 
كانت روان تنتظره فى شرفه المنزل حين وجدته هرولت تجاه 
_زين لحظه لو سمحت 
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
زين لحظه لو سمحت
نطقت بها روان وهي تهرول تجاه زين 
وقف الاخير على بعد مسافه وهو ينظر الى الاسفل 
يحاول تلاشي النظر إليها 
وقفت هي ولا تدرى ماذا تقول لقد هربت الكلمات منها
فلم تجد ما تقوله
حاولت اتستجماع كلامتها ثم تحدثت
"زين انا اسفه"
"اسفه على اى بالظبط!؟" 
أردف زين بهدوء وهو يُجيبها
لم تتحدث ظلت لبضع ثواني واقفه لا تدري ما تقول
أغمضت عيونها وهو تُجيبه
"انا غلطت وندمانه" 
"وندمك دا على الكلام اللي قولتيه ليا ولا على اللي عملتيه من ورايا وانك روحتي معاهم من غير ما تقولي لحد ولا عشان كل مره بتتعمدي تكسري كلامي وتعاندي فيا رغم انك عارفه ومتأكده اني عايز مصلحتك 
لكن ازاي روان هانم تسمع الكلام من اول مره" 
كان زين يُحادثها ببعض الحده 
هو سامحها فلا يقوى قلبه على خِصامها 
لكن لا يجب أن يتهاون فى ذلك بل يجب أن يكون شديد الحرص عليها ويجعلها تُدرك حجم الكارثه التى كانت ستحدث لها لولا أن الله ارسله لها 
كم عاني فى تلك الفتره العصبيه كلما تذكرها
حيث ظل عقله يتخيل أبشع السنيورهات 
اخذ يدعوا الله أن يحميها 
"اسفه على كل حاجه عملتها وأوعدك مش هعمل كدا تاني" 
"أسفك لربنا ياروان قبل ما يكون ليا عشان انتِ غلطتي فى حق ربنا عليكِ" 
تفوه بها زين ثم غادر 
كان يشعر بالحزن شديد لأجلها حتى وإن اخطأت
سيسامحها
ولكنه فعل ذلك لأجلها لأجل ان تشعر بحجم ما كان سيحدث لها بسبب عنادها 
يجب عليه أن ياخذ منها رد فعل قويه
ف أكثر ما كان يزعج روان فى صغرها هي أن يتجنبها زين
____
إستيقظت حور على تمام الرابعه صباحا 
حيث مازال يتبقى على الفجر ساعه اخرى
قامت وتوضأت ثم ذهبت الى حجرت أبيها قبلت رأسه 
وإفترشت سجاره الصلاه بجانبه كي تشعر بوجوده معها 
فهو كان يستيقظ معها ايضا بل كان هو من يُقظها
شرعت فى الصلاه كبرت ثم بدأت اولا فى دعاء الاستفتاح
"اللهم باعد بيني وبين خطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقى من خطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وأغسل خطايا بالماء والثلج والبرد" 
ثم بدأت فى قراءه الفاتحه 
"سمع الله لمن حمده" 
يالله سمع الله لمن حمده الله يسمع لكن من يحمده 
حين قالت هذه الجمله شعرت بها بكل حواسها 
ثم إستقامت للسجود 
"ربنا ولك الحمد حمدا طيبا مُباركا فيه
(*ملحوظه لا يجب قول ربنا ولك الحمد والشكر 
بل الصحيح قول ربنا ولك الحمد حمدا طيبا مُباركا فيه) 
" الله أكبر
سجدت لله راكعا وكم أتمنت أن تبقى ساجده دائما 
يالها من راحه يفقتدها الكثير 
أن تستيقظ فى منتصف الليل والجميع نيام 
وحده الله هو من يراك 
تشعر بيه وكأنه موجود معك تشعر براحه لا مثيل لها 
الا يكفي قوله"إن الله ليضحك إلى رجلا قام من نومه ثم توضئ وصلى ركعتين لله"
الا يكفى أن الله ينزل الى السماء السبع ويقول"أدعوني استجب لكم"
وفى السجود دعت بأحب الادعيه إليها
"اللهم أغفر لي والولدي وللمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات" 
وقبل أن تُسلم قالت دعاء نهايه الصلاه
"اللهم إني اعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار 
وأعوذ بك من فتنه المحيا والممات ومن شر فتنه المسيح الدجال" 
إنتهت من صلاتها 
وأخذت الاذكار من مصحفها لتقرأها
على الرغم من أنها تحفظ الاذكار عن ظهر قلب
إلا انها ارادت أن اقرأها كي تعطي ثواب لمن اعطتها تلك الاذكار
(ياريت يابنات لما حد يديكم ورقه اذكار تقرأوها عشان تديله الثواب حتى لو حافظينها) 
قالت آيه الكرسي حيث تجعل بينك وبين الجنه الموت فقط ثمأمسكت مصحفها وهي مازالت تجلس على ملصتيها 
حيث الملايكه تدعي ليها 
ف حين تنهي صلاتك لا تستعجل وتقوم بل اجلس كى تدعى الملائكه لك طوال فتره جلوسك
قرأتها وردها اليومي ثم ذهبت جوار أبيها وقامت بإحتضانه 
مسحت دمعه سقطت على وجها 
هي عاهدت نفسها الا تبكي ستكون كما واعدت أبيها قويه لاجله 
ظلت تدعوا الله له
تتنفس رائحته كي تمدها بالقوه 
حتى حل الصباح قامت لإرتداء ملابسها لتذهب لجامعتها اليوم فهو يوم عطلتها من العمل
اردت تلك الملحفه الفضفاضه وأسفل منها جيب 
ودريس ايضا خوفا من حدوث اى شيء تتعرض له يظهر ملابسها 
يالله كم شديده الحرص انِت يا حور 
حيث الفتيات يتعمدن أن يلبسن ما يُصف أجسادهن ويظرهن بعض من أقدامهن تعمدا للفت الانتباه 
جاهلين عن كل الذنوب التي يأخذوها بسبب بعض الملابس التي لا قيمه لها 
اما عن ياسمين فمازالت جالسه على فراشها تتذكر كلام عمر حينما أستوقفها أمس
"استني يا ياسمين عايزاك" 
"خير يا بشمهندس عمر فى حاجه" 
"كنت يعني بس هعتذرلك لو رخمت عليكي جوه شويه انا بس كنت بهزر معاكي انتِ زيك زي روان 
أردف عمر تلك الكلمات فى توتر 
لمَ توتر وهو الذي حادث مئات الفتيات من جميع الفئات 
ما بها تلك الياسمين تؤثر عليه 
" مفيش حاجه اسمها زي روان لانه لازم يكون فيه حدود فى الكلام 
حتى مع روان نفسها لازم يكون فيه حدود فى الكلام
انت بتشوف بنفسك تعامل زين مع روان ازاي مش بيكملها الا للضرورى وكمان اغلب الوقت بيبعتني انا ليها رغم انهم متربيين سوا وزين بيخاف عليها من الهوا 
"مش شايفه أن دا تشدد شويه 
يعني فيها اى لما تكون بنت خالي واكلمها
او حتى زميلتي فى الشغل طالما الكلام ب أدب؟" 
"مهو بالفعل فى البدايه الكلام بيكون ب أدب كلام بعد كدا يتغير اصل الشيطان من هيغيرلك من يوم وليله 
هو بيمشي معاك واحده واحده لحد ما يضيعك 
وتلاقي نفسك بتحب زميلتك وبتحب كلامك معاها وهي لا وانت تتعب بقى وتحزن وكان ليه احبها من الاول طالما مش هتكون ليا" 
" انا راجل واعرف كويس أتحكم فى مشاعري"
"كلنا بشر والإنسان بطبعه ضعيف بيضعف قدام شهواته
لما ربنا حظر سيدنا آدم من أكل الشجره قبل ما يقوله متآكلش قاله متقربش منها ليه؟ 
لأن سبحانه وتعالى عليم إن ادم لما يقرب من الشجره هيضعف وياكل منها وبالفعل لما قرب منها أكل
يبقى احنا لازم نبعد عن مصدر الذنب قبل ما نبعد عن الذنب نفسه" 
إقتنع عُمر بحديثها إبتسم لها بلطف
" ماشاء الله عليكِ يا ياسمين بجد كلامك جميل انا فاكرك لما كنتي صغيره وبنلعب سوا كنتي لسه طفله
دلوقتي كبرتي وبقيتي بتعرفي تردي كويس"
شعرت ياسمين بالحرج وأنها اطالت فى الوقف معه إستئذنت منه ودلفت لاعلى
كانت تشعر بمشاعر عديده ف ياسمين قليلا ما تتحدث مع الرجال 
والسؤال الاهم هل اخطأت؟ 
إن نظرنا نظره سطحيه فى كلامها لا فهي لم تخطئ هي فقط نصحته
ولكن إن تطرفنا الى الموضوع فهي أخطئت
ف إن ارادت نصحه كان يجب عليها إخبار زين هو من يرشده مثلما يفعل هو مع روان 
لكن ياسمين لم تشعر أنها اخطأت بل على العكس 
كانت تشعر بالسعاده لانها إستطاعت إقناع عمر وتغير فكره
وتحسمت أيضا 
ولكن يبقى السؤال هل تخبر زين بما حدث معها ام لا
هي لم تعتاد إخفاء شيء عنه
ولكن بسبب ماحدث مع روان لم تخبره حيث كان يبدو عليه التعب والإرهاق ولم ترد ان تتعبه أكثر 
ف حين سألها عن تأخيرها وعدم الرد على إتصالاته
أخبرته انها ذهبت لشراء بعض الاوراق المهمه ولم يكن هناك شبكه واعتذرت منه على عدم إخبارها الا 
شعر زين أنها تخفى شيء ما ولكن لم يرد الضغط عليها فهو يثق بها ويعلم أنها بالتأكيد لم تخطيء
قامت لارتداء ملابسها على عجاله ثم نزلت لاسفل 
عند روان وجدتها لم ترتدي ملابسها بعد
_روان انتِ لسه ملبستيش؟ 
تفوهت بها ياسمين بإستغراب 
_مش هقدر اروح النهارده 
اجابتها روان بكل هدوء 
لتنظر لها ياسمين ببعض الحزن وهي تُجيبها
"روان مش إتفقنا هتنسي اللي حصل 
ونبدأ من جديد مينفعش تكوني ضعيفه كدا لازم تكوني قويه ومتستسلميش بسهوله؛ عارفه إن الموضوع كان صعب عليكي لكن ربنا سترها وانتي الحمد لله زي الفل ومينفعش تبيني ليهم انك ضعيفه عرفيهم إنك قويه ومفيش حاجه تكسرك" 
وكأن روان كانت بحاجه لتلك الكلمات كى تجدد ثقتها بنفسها من جديد وتشجعها أيضا؛ وياسمين مُحقه لا يجب أن تستسلم 
قامت واردت ملابسها تلك التي اهدتها ياسمين لها من قبل 
تسآلت روان ببعض من التوتر
"ياسمين هو.. هو. زين.. يعني...
" ههه متقلقيش يستي سبقنا ليه التوتر دا كله"
نزلوا إلى الاسفل حيث ملتقى العربيات ما يُسمى (الموقف) ولكن لحظهم لم يكن يوجد عربيات 
وقفوا ما يُقارب النصف ساعه وحان وقت المُحاضرات
زفروا بضيق 
إقتربت سياره منهم ولم يكن سوا عمر 
نزل من السياره وهو يتقرب منهم بإبتسامه
"واقفين كدا ليه وضاربين بوز شكلكم يقطع الخميره من البيت" 
"وهي دي عايزه ذكاء يا عمر مفيش عربيات واخرنا على المحاضره يلا وصلنا بسرعه
نظر عمر إلى ياسمين الواقفه وهي غاضضه بصرها ثم إبتسم 
"فعلا ياروان معاكي حق لازم اوصلكم مينفعش اسيبكم هنا تقفوا لوحدكم" 
نطق بها عمر بلطف شديد 
نظرت له روان بدهشه هل هذا عمر 
لم يجادلها وما هذا اللطف الذى حل به
"انا اسفه مش هينفع نركب مع حضرتك" 
قالتها ياسمين فى حرج وهي مازلت تنظر اسفل
"ياسمين مفيش وقت وانتِ بنفسك قولتي متأخره وعندك محاضره مهمه وبعدين عمر مش غريب واحنا سوا واحنا فى العربيه برضو هنركب مع راجل وكمان غريب" 
نظرت لها ياسمين بتردد هل تركب؟ 
هي بالفعل تأخرت ولا يوجد مواصلات
"هكلم زين أستاذنه الاول" 
"دي كملت اذا كان زين مش طايقني بسبب روان هتبقوا انتوا الاتنين دلوقتي" 
تحدث عمر بحسره وطريقه دراميه 
قامت ياسمين بالاتصال عليه لم يجب؛ 
أعادت الاتصال مره اخرى وايضا لا رد 
زفرت بضيق ماذا تفعل الان
"يبنتي يلا بقى وهنبقى نقوله لما نيجي وهو عارف عمر ومش هيقول حاجه" 
"مهو المشكله انه عارف عمر" 
اجابها عمر وهو ينظر لها 
وبعد تردد ركبا سويا 
لم تسمح ياسمين لروان الركوب بجانب عمر 
حيث جلسوا فى الخلف وبقى عمر على كرسي السائق
"سواق الهوانم انا"
ضحكت روان بصوت مرتفع وإبتسمت ياسمين 
إستغلت ياسمين الطريق وقامت بتشغل بودكست ل علاء حامد "الداء والدواء" 
كان يتحدث فيها عن غض البصر 
كم كلامه جميل ومبسط فى البدايه تافف عمر فهو لا يحبذا هذا النوع من المشايخ ولكن حين استمع راق له كلامه كان يتحدث بهدوء وكلامه يدخل الطمأنينه على قلبك (اسمعوا سلسله الداء والدواء لعلاء حامد اللهم بارك جميله جداا الله يبارك فيه يارب) 
ظلوا طوال الطريق منصتون 
الي أن اقتربوا من بوابه الجامعه. 
"نزلنا هنا لو سمحت" 
"بس لسه فاضل شويه" 
"لا نزلنا هنا عشان مينفعش حد يشوفنا واحنا نازلين عشان محدش يعرفك ومش حابه حد يقول علينا حاجه
" يبنتي محدش ليه دعوه ولو حد قالكم كلمه انا مش هخليه يعرف ينطق تاني
"مش كل الناس هتتكلم بس هيشوفوا ويسكتوا
ثانيا الرسول صلى الله عليه وسلّم قال" اجتنبوا الشبهوات" ف مش موضوع اني عامله حساب لحد ولكن محطش نفسي فى موضع شبه 
رغم إن كتير عارف إن زين اخويا بحكم انه دكتور الا انه مش بيتكلم معايا فى الجامعه عشان محدش يتكلم عليا لان اكيد مش كل اللي هناك يعرفوا انه اخويا
تفهم عمر وجه نظرها وتوقف ونزلوا هم وإنصرف بعدما ودعهم 
دخلوا من بوابه الجامعه وإتجهت كلا منهما إلى مدرجها بعدما إتفقوا أن يلتقوا فى المسجد
دخلت روان بتوتر وهي تشعر بأن ضربات قلبها تذداد 
ستراهم مجددا وتخشي المقابله 
دخلت وإعتذرت على التأخير؛ سمح لها الدكتور بالدخول
جلست فى مكان بعيد بعض الشيء فى هدوء حاولت تلاشي اى افكار فى عقلها وتصب تركيزها فقط على المحاضره وبعد مرور ساعه ونصف إنتهى من الشرح ثم غادر 
مر خمس دقايق وهي صامته لا تفعل شيء لاحظت نظرات إتجاها رفعت رأسها لتجد كلا من علياء وسهير ينظرون لها
كانت علياء تنظر لها بتشفى ولا تعلم ما حدث معها
وسهير تنظر لها ببعض الحزن والخزى
تجمعت الدموع فى عيناها وهي تقاوم الا يسقطوا 
وشعرت بقبلها يتمزق ها هم من كانت تطلق عليهم لقب"أصدقاء"
دخل زين فى نفس اللحظه ووقعت عيناه عليها كان ملامح الحزن باديه على وجهها نظر الى سهير وعلياء بغض 
ثم تحدث
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا يا شباب عاملين اى؛ 
ثم نظر يا سهير وعلياء 
" الانسه سهير احمد والانسه علياء طارق متحولين للتحقيق "
نظر كلاهما للبعض بخوف كيف عرف زين ف بالتأكيد روان لم تخبره 
تحدثت سهير برعب
"انا مليش دعوه معملتش حاجه هي اللي أجبرتي
_الكلام دا مش هنا هتقولوا فى التحقيق 
نظر بعيناه بحثا عن عمرو فلم يكن موجود
والطالب" عمرو جميل" إتفصل بشكل نهائي من الكليه 
واتعمل فيه محضر ياريت تبلغوه 
نظرت روان الى زين بصدمه كيف فعل كل هذا ومتى 
ولكن بداخلها كانت تشعر بالسعاده ها هو زين يأخذ حقها مثلما كان يفعل معها قديما 
_____
إنتهت حور من محاضراتها ثم توجهت نحو المسجد
كم إشتاق قلبها له فهو أكثر مكان تشعر فيه براحه 
دلفت إلى الداخل بعدما ألقت عليهم تحيه الإسلام 
لينقض الجميع عليها وهم يحتضنوها بإشتياق؛ 
فالجميع بلا إستثناء يُحب حور؛ إن الله اذا احب عبد وضع محبه فى قلوب عباده 
جسلت معهم واخبرتهم سبب غيابهم مرض ابيها وإنشغالها فى العمل؛ بعد قليل دلف كلا من روان وياسمين جاهلين وجود حور 
اول ما راوها هرولوا ليها بفرحه وخصوصا روان 
ظلت تحتضنها بشده لتدفعها ياسمين
"كفايه بقى خليني احضن انا كمان" 
"لا خلاص دي بقت بتاعتي محدش يحضنها غيري"
رأدفت بها روان وهي تضع يدها أمام ياسمين مانعه اياها إحتضان حور 
لتقوم ياسمين بدفعها وهي تضحك 
لتنظر لها روان بغيظ وتقوم بدفعها هي الاخرى
ليضحكا معا على تصرفاتهم الطفوليه 
وبعد مرور بعض الوقت بدأت حور فى الدرس
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عايزه اقولكم انكم كلكم وحشتوني جداا ووحشني كلامي معايا وعارفه انا وحشتكم طبعا ودا غرور عادشي 
جتلكم النهارده بحاجه جميله جداا وهي" النقاب"
مش عارفة لو مكنتش لابسة النقاب كنت همنع نفسي من حجات كتير ازاى ؟؟
كنت أزاى همنع نفسي أنى أحط  مرطب أو روج قبل م أنزل على شفايفى البهتانه ؟
كنت أزاى همنع نفسي أنى أقصر خمارى شوية وأنا رايحه أى مناسبه وأحط ميكياج خفيف عشان وشي ميبنش مجهد وتعبان؟
كنت أزاى همنع نفسي من أنى أكون حابه  الناس تشوفى جميلة وشيك ولبسي رغم إنه واسع إلا إنه بيلفت الأنتباه بألوانه الزاهيه ونقشاته الجميلة 
كنت همنع نفسى ازاى مسلمش ع اى راجل لمجرد أنه كسفنى 
كنت همنع نفسى ازاى أعلى صوتى وسط الناس عشان ملفتش النظر 🌸
حقيقى النقاب مربينى ،، أنا بتخبى فى النقاب من نفسي💜
وعارفة أن جهادى فيه أسهل مليون مرة من جهادى لو قلعته إنى أفضل بالبس الشرعى وأبتعد عن التبرج والتنازل خطوة بخطوة ....
الجنه تستاهل اننا نضحي عشانها 
لازم تتشجعي وتاخدي الخطوه دي وصدقيني هتكون احلى خطوه ف حياتك 
مفيش اجمل من اللبس الواسع الفضفاض اللي ربنا امرنا بيه 
ربنا خلقك جميله يبقى لازم تخافظي علي جمالك من عيون اللي حواليكي لو عرفتي نظره الشباب ليكي هتغطي نفسك بلباس من حديد 
الجنه اللي فيها مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطرا علي قلب بشر تستاهل اننا نضحي عشانها 
يكفي انك وانتِ خارجه من بيتك مطمنه انك لابسه لبس ساترك 
اللبس دا اكتر حاجه ممكن تجبلك ذنوب كل ما واحد يبصلك هتاخدي ذنبه طول ما انتِ بتاخدي ف ذنوب بس
 كدا كدا الكفن هيسترك 
اتشجعي وخدي الخطوه محدش ضامن عمره
يارب ثبتنا عليه حتى نلقاك وزدنا حبا للستر وأعنا على هوانا وأنفسنا والشيطان 🌸
"بس الاهل معتقدين إن النقاب مينفعش نلبسه قبل الزواج عشان كدا مش هنتجوز؟ " 
"عمره ما هيكون فيه رزق يمنع رزق والنقاب عمره ما هيمنع رزقك من الزواج بالعكس دا هيجبلك راجل ومحترم  كمان" 
"طب ازاي نقنع اهلنا؟" 
"اول حاجه كدا تنقي يوم هو يكون رايق فيه ومزاجه كويس ومفيش حاجه شاغلاه تدخلي تعمليله كوبايه شاي وترزعيه حته بوسه تحمر خده زي البطاطس وقوليله وحشتيني ياحلي اب ف الدنيا واي يا راجل الحلاوه دي دا انا معرفتكش يبخت الوليه امي بيك دا انت مش ناقصك غير العروسه 
ف هو هنبسط بقي ويتغر وكدا 
تاني خطوه تقوليله الا بقولك يا شبح كدا كنت عايزاك ف موضوع فيقولك خير وهو اصلا شاكك فيكي فتقوليله خير يخويا انا بس نفسي ادخل الجنه ومش بس كدا لا انا نفسي ف الفردوس الاعلي ابقي مع الرسول والصحابه 
هقولك ايوه يعني هو انا كان معايا مفتاح الجنه مكان القرد نفع نفسه قوليله لا معاك مفتاح يقربني للجنه وهو النقاب 
هيقولك مش فرض وندخل ف سين وجيم وحوارات قوليله مش هختلف معاك واعتبره انه مش فرض طب تخيل لما اضحي ب حاجه زي دي وهي مش فرض اصلا عشان ارضي ربنا ف زمن البنات كل همها البس والموضه المفروض تكون فرحان ب بنتك وبعدين هو عليه اختلاف وانا عايزه اطمن سيدنا ابراهيم قاله يارب ارني كيف تحي الموتي 
قاله أولم تؤمن قاله بلي ولكن ليطمئن قلبي 
انا كمان عايزه قلبي يطمن لو العمر مره وحده ف جهنم عمري كله ليه يكون قدامي الجنه اللي فيها الرسول والصحابه واسيبها عشان دنيا فانيه 
هيبدا قلبه يحن شويه وبعدين هيرجع يفتكر انه دا ممكن يوقف حالك ومتجوزيش فهيقوم قايلك لا برضو 
تالت حاجه بعد ماقالك لا تيجي تفضلي بقي تعيطي وتقري وعياط وشحتفه يقطعوا القلب والبطن والصباع الصغير ف هو هيبصلك من فوق لتحت كدا وانتِ هتفرحي وتقولي هيوافق ف هو هيقولك انتي حره بس انا مش راضي عنه 
رابعا بعد كل المحاولات الفاشله دي تيجي جايبه النقاب وتلبسيه بره مع صحابك وترجعي البيت تقطعي خلفهم بيه وتقوليلهم دا قراري ومش هتراجع عنه وانا هدخل القبر لوحدي وتيجي مشوحه ب ايدك زي الجاموسه كدا 
وهنا مش عقوق عشان لا طاعه لمخلوق في معصيه الخالق 
فاما ابوكي يجيب طبنجه ويطخك عيارين وتبقي ميته شهيده ياما هيتقبل الوضوع ويرضي بيه 
وف كلا الحاليتن انتي الكسبانه♥
كانت حور تمتاز بقدره فى إقناع من امامها 
كانت ستُكمل كلامها ولكن هاتفها رن
لم يكن الرقم متسجل لديها لذلك لم تُجيب 
ولكن رن مره آخرى
لتجيب على المكالمه ولكن إنتظرت لتسمع صوت الطرف الاخر إن كانت انثى ستجيب اما راجل فستقفل المكالمه 
"انسه حور تيجي الشركه فورا 
تيتت 
كان هذا صوت قفل المكالمه ولم يكن هذا الصوت الا ليث!! 
_____
" وحشتيني اوووي يابابا كل دي غيبه! "
"الشغل بقى ياحبيبي مانت عارف" 
"وهو الشغل ياخدك مننا كدا" 
"مين قالك انه خدني منكم انا كل حركه ليك كنت عارفاها وبتوصلي يا ياسر حتى كمان.... 
صمت والده وهو يترقب رد فعله 
صُدم الاخير وهربت الدماء من وجهه؛ هل ابيه يعلم حور! 
هو بالتأكيد لن يوافق عليها
" تقصد اى يابابا؟ "
"انت عارف قصدي كويس يا ياسر" 
صمت لا يدري بما يُجيب 
تحدث والده وهو ينظر له بخبث 
"وكمان عرفت انها رافضاك ومش مدياك وش" 
"هو الموضوع يعن.. 
" مش محتاج انك تبرر موقفك معنديش مانع انك تتجوزها"
نظر له ياسر بصدمه هل ابيه موافق على علاقته بها 
ابيه من يبحث عن المظاهر والسلطه والغناء الفاحش ويكره من مثل حور يوافق بهذه البساطه؟ 
الامر مريب حقا
"بس هي مش موافقه زي ما حضرتك شايف هى شيخه وانا. 
" وهي مين دي عشان ترفضك
نظر امامه وتحدث بشر: 
"حور... هتكون لك.. سواء برضاها.. او... غصب عنها" 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
انسه حور تيجي الشركه حالا
كان هذا الصوت لليث حيث لم يعطي لها فرصه الرد وقام بإغلاق المكالمه زفر بضيق وظل يدور ذهابا وإيابا 
منذ متى وهو يشعر بالفراغ إن تركه احد 
فهو منذ تركه والدته لم يشعر بهذا الشعور
عدم وجودها معه جعلته يشعر وكأن شيء ينقصه 
ينقصه طيفها فى المكان 
اسلوبها الحازم معه، رائحتها على الرغم من انها لا تضع العطر، إلا انه يستطيع تمييز رائحتها 
شعر بالضيق من تفكيره الذائد بها لذا تحجج بجود العمل ليجعلها تأتي
خرجت حور من الجامعه بعدما ودعت أصدقائها 
كانت تشعر بالحزن لعدم مكوثها وقت اكثر معهم 
توجهت لتصعد على السياره التي ستقوم بإصالها 
اخرجت النوت الخاصه بها لتدون ما تشعر به فقد مر وقت على عدم كتابتها به
"إلى عزيزي المستقبلي 
اعتذر لك عن غيابي كل هذه المده اعلم كم اشتاقت إلي 
وانا ايضا اشتقت إليك؛ لقد انشغلت ولم اخبرك انني التحقك بعمل عند ذلك المدير الابله انه يرى نفسه فوق الجميع ومغرور ايضا لكن هو احيانا يكون لطيف
اعتذر اقسم لم اكن اقصد مغازلته انا فقط اخبرك طباعه، على اى حال اتمنى ان اترك هذا العمل واعود الى حياتي القديمه ولكي لا انشغل عن إخبارك بكل جديد،  مرض ابي ايضا 
لم اكن يوما احبذا العمل ولكن حاجتي غلبت رغبني، 
انتظرك بفارغ الصبر، كم الحياه شاقه يا عزيزي، اعلم ايضا ان وجودك سيخفف عني متاعب الحياه
يجب عليا المغارده الان وسآعود لك لاحقا
"أنتظرك" 
"عزيزتك حُور" 
أنتهت حور كتابتها العديد سيتعجب منها 
تُحادثه وكأنه يراها وكأنه تعلمه 
لكن هذه عاده حور فهي لم تتعود البوح بما تشعر به الا بتدوينه فى تلك النوت الى زوجها المستقبلي 
تُخرج طاقتها فى الحديث معه لتشعر بوجوده
كم حافظت على مشاعرها لاجله لم تفتح قلبها لاحد قط
ليكون هو اول من يسكن قلبها واول من يدق قلبه لاجلها
توقفت السياره نزلت هي ثم مشيت بعض الوقت إلى ان وصلت امام بوابه الشركه
دلفت إلى الداخل وهي تتنفس بعمق 
لم تصعد الى المصعد بل صعدت الى الدرج كي تكون بالتكبير وهي صاعده لاعلى والتسبيح وهي عائده لاسفل 
وصلت امامه باب مكتبه ثم طرقت الباب عده طرقات 
لتسمع صوته يسمح لها بالدخول
دخلت ثم القت تحيه الاسلام
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" 
كان هذا صوت ليث وهو يتصنع الانشغال 
نظرت له حور بتعجب لأول مره يرد عليها ليث السلام 
"حياك الله"
"حضرتك طلبتني ليه؟ 
المفروض النهارده يوم اجازتي 
" فيه اجتماع ضروري تحضريه بما انك مساعدتي الشخصيه وبعدين انا اطلبك فى اى وقت وراكي اى يعني"
"من بدايه الشغل وانا قولت لحضرتك اني هاخد يوم اجازه وتخصمه من مرتبي، اما بخصوص ورايا اى ف اعتقد دي حاجه متخصش حضرتك" 
"ولزمتها اى حضرتك بقى" 
قالها ليث بسخريه وهو ينظر لها ببعض الغضب
كيف لها تُحادثه هكذا 
"اى الشغل اللي هعمله؟ " 
تفوهت بها حور فى جديه متجاهله سُخريته تلك
"هتاخدي الملفات دي تظبطيها عشان فيه ثفقه هتم بعد نص ساعه وانتِ هتستقبلي الناس معايا" 
"تمام عن اذنك" 
اردفت بها حور وهي تغادر تجاه مكتبها كانت ستهم لتخبره انها ليس لها دخل بهم ولا أن تقابلهم ولكنها لم تُرد الخوض فى الحديث معه لذا إنصاعت لكلامه 
____
كانت تقف روان مع مجموعه من البنات يتسامرن ويضحكن تأففت وهى تشعر بالضيق بسبب تجاهل زين لها 
فى العاده زين لا يُحادثها إلا أن فعلت شيء خطأ 
حسنا ستفعل شيئا احمق ليكي يوبخها ويفصل رأسها عن جسدها، وها هي الفرصه اتت لها على طبق من ذهب حيث رأيت زين يمشي بالقرب منهم ومعه شخص آخر
لم ينظر تجاها ماذا تفعل، إبتسمت بخبث بعدما لمعت فى عيونها فكره 
إنتظرت حينما اقترب زين اكثر ثم تنصعنت انها مهتمه لحديث الفتيات وقامت بالضحك بصوتِ عالِ 
نظر لها الفتيات بتعجب فهى منذ وقوفها معهم وهي لا تبتسم حتى شعرت هي بالحرج بعدما نظر لها الجميع 
كانت ضحكتها مُصتنعه وغريبه ايضا وبصوت مرتفع حتى ان بعض الماره من الشباب نظروا لها 
نظر لها زين بغضب وعيون مشتعله وهو يجد بعض الشباب ينظرون لها
نظرت هي له بخوف وتوتر، الم يكن هذا ما تريده
اذا لم الخوف الان 
شعرت بانها اخطئت 
ليس لانه تريد ان يحادثها زين تقوم بفعل اشياء خاطئه تجذب نظر الشباب نحوها، تقسم انها لم تقصد ف هى فعلت هذا بتلقائيه ودون تفكير وبخت نفسها بشده واخذت تستغفر
(ملحوظه بنات كتير بتضحك بصوت عالى فى الطريق ومبتكنش واخده بالها من نظرات الشباب ليها وخصوصا فى الجامعه، رجاءا يابنات وطوا صوتكم واعملوا حساب انكم مش فى البيت ومش افوره ولكن ممكن ضحكتك دي تكون سبب فى فتنه حد)
___
دلف زين إلى الداخل ومجرد أن دلف وجد والدته تناديه
كانت نبره والداته حازمه بعض الشىء
شعر زين بالتوتر حيث نبره والدته لا تُوحي بالخير 
ظل يدعو الله ان لا تتحدث والدته عن هذا الموضوع 
إقترب منها ثم قبل يدها وتحدث بهدوء
"نعم يا امي" 
"عايزاك فى موضوع ضروري" 
قالتها والدته بحزم علم حينها الموضوع التي تود الحديث عن ذلك الموضوع تنهد بضيق لم يدري ماذا يفعل
تحدث وهو يحاول الهرب منها
"حاضر هطلع بس.. 
" دلوقتي يازين هنتكلم حالا، مش كل مره هتهرب مني 
مش ناوي تفرح قلبي بيك بقى قبل ما اموت؟ "
"ربنا يطول فى عمرك يارب انتي عارفه اني لسه مش.. 
" لسه اى يا زين؟ مش جاهز دلوقتي!! "
"لما اطمن على ياسمين و ور.. روان" 
"ياسمين اختك متقلقش عليها انا وابوك لسه عايشين
، لكن الدور والباقى بقى على ست الحسن والجمال هتطمن عليها ولا... ولا مستنى لما هي تتكرم وتوافق عليك
نظر لها زين بصدمه، هل والدته تعلم بالامر الهذا الحد الجميع ملاحظ 
توتر ولم يعرف ماذا يقول لها
" يابني البت دي مش ليك انت مش شايف لبسها واسلوبها 
كفايه انها بنت مديحه يعني هي هتجيبه من بره 
دي بت طالعه لامها انت محتاج واحده كويسه تعيش وتربي عيالك وتشيل اسمك مش دي"
أردفت والدته مجددا وهي تحاول إقناعه 
"بعد أذنك يأمي انتِ عارفه اني مش بكسرلك كلمه ودايما بعمل اللي عايزاه لكن دي حياتي ودي هتكون شريكه حياتي وانا من حقي اني اختار اللي هعيش معاها" 
"هتكسر كلمه امك عشانها يازين وانت عمري ما رفضتلي طلب؟" 
"ياماما الموضوع مش بيها او غيرها الفكره فى الموضوع نفسه انا من حقي اختار اللي اعيش" 
"هو دا الدين اللي إتربيت عليه؟ وعامل فيها شيخ ودقنك لحد كتفك والشيخ راح والشيخ جه!؟" 
"دي مش عقوق يا امي ولو رفضت اللي حضرتك تجبيها وإختارت اللي انا عايزاها مش عليا إثم لان دي حياتي 
عن اذنك" 
"طب لو اتجوزتها يازين لا انت ابني ولا انا اعرفك" 
كانت هذه اخر جمله سمعها زين وهو يغادر 
الامر يصبح اسوا ولم يعرف ماذا يفعل يسمع كلامه والدته ويتجوز من إختارتها له ام يتزوج بمن سكنت قلبه وفؤاده
هو لم يتخيل حياته دونها 
ماذا ان تزوج هو سوف تتزوج هي ايضا والسؤال الاهم هل سيتحمل رؤيه رجل معها هو مجرد التخيل فقط شعر بضربات قلبه تنبض بعنف وكأن سكاكين فى تنغز فى قلبه
كم غضب وغضب وهو من لا يغضب
وجودها يُشتته يجب أن يضع حد لهذا الموضوع
ولكن ماذا إن رفضته، ايجبرها على موافقته؟ 
تنهد بضيق ثم ذهب وتوضىء
لمَ يشغل تفكيره فى الامر وهو بيد الله! 
هل ييأس والله اكبر من اى شيء وكل شيء 
سيطلب ما يريده من الله فإن اتى سيفرح 
وإن لم يأتي سيحزن ويمرض قلبه 
لكن من داخله يعلم أن هذا هو الخير له وإختار الله 
وسيحزن لمده قصيره ثم يعلم ان هذا هو الخير له 
____
كان عمر يسير وهو يشعر بالضجر إلى أن وجد 
قاعه افراح بالنهار لقد اشتاق لتلك الافراح بشده وخصوصا 
طعام الافراح كم يكون لذيذ 
 دخل قاعة الافراح وهو يشعر بالحماس الشديد جلس على اول مقعد قابله ، وهو ينظر الى وجوه الناس فرحه ثم اتى له رجل كبير فى السن تقدم منه وهو يسأله
" أنا مش عارفك أنت مين أو إبن مين".؟؟
"حضرتك تبع العريس ولا العروسه"؟؟
اردف عمر وهو يتناول الطعام الذي قاموا بوضعه وهو يتلذذ به بشده ويشعر وكأن الليله ليه زفافه
نظر له العجوز بإبتسامه وهو يُجيبه
" تبع العروسه."
"حلو أنا من أهل العريس" 
أردف عمر ببساطه وهو يُكمل طعامه
ضحك العجوز بشده الى ان اظهرت انيابه 
 "كُل يبني كُل  عقيقة بنت بنتي." 
اجابه العجوز بضحك وهو يترقب رد فعله 
وقف الطعام فى حلقه وسعل بشده 
شعر وكأن دلو ماء انسكب عليه يُريد أن تنشق الارض وتبتلعه 
طبطب العجوز على كِتفه وهو مازال يضحك
"ولا يهمك ياعم كل كنا شباب وبنعمل الحركات دي" 
إبتسم عمر فى إحراج ثم شيئا فشيئا توسعت إبتسامته
ثم إنفجر ضاحكا ما هذا الذى وضع نفسه به 
طلب له العجوز المذيد من الطعام
ظل عمر ياكل وكأنه لم ياكل منذ زمن
انتهي من طعامه ثم طلب من العجوز أن يرى المولود
وبالفعل اخذه لكي يراه فكانت فتاه فى غايه البراءه 
اراد عمر فى هذه الوقت أن ياكلها هي ايضا 
هل سياتي عليه وقت يكون هو ايضا لديه طفل 
اخرج من جيبه العديد من الوريقات الورقه تحمل مائتان جنيها حين هم العجوز بالرفض اصر عمر بشده ويخبره انها هديه الصغيره واخذ عمر هاتف العجوز واخبره انه سيقوم بدعوته فى زفافه 
كان سيتجه الى منزله ولكنه غير اتجاه الى منزل روان
دلف الى الداخل وهي يطرق على باباها بشده
"ياااروااااان الحقي اصحي بات" 
كانت هي نائمه بسبات عميق ثم إستيقظت بفزع
"ااييه اىييه في اى مين اللي مات!! 
" محدش يابيبي وحشتيني قولت بس اجي اطمن عليكي
لم يشعر عمر بشىء الا وتلك الوساده تلتصق بوجهه بشده 
"بقى كدا طب تعالي بقى" 
قام عمر بحملها ثم قام برميها اسفل 
لتصرخ بشده من الالم ولكن قامت مسرعه وامسكت يده ثم وضعتها اسفل اسنانها 
ليصرخ عمر وهو يُمسك بشعرها وهو يحاول نزع يده من تلك الانياب المتوشحه
"ابعدي يابنت العضاضه اى مبتاكليش لحمه" 
*بعد مرور خمسه عشر دقيقه كانت روان تقف مع عمر فى المطبخ وهو تحضر طعام له ويضحكن سويا 
وكانهم لم يقوموا بطحن بعض منذ قليل 
الى ان انتهوا ثم تناولوا الطعام
_طب انا هطلع بقى يا عمر اقعد مع ياسمين شويه
_وانا هطلع اقعد مع زين شويه 
_هتطلع لزين برضو😉
_على اساس انك انتِ اللي طالعه لياسمين اووي😉
_بما إننا فاهمين بعض احنا الاتنين ف بينا نطلع 
_اشطا يلا.... لا استني 
_اى يا بني
_مش هينفع نطلع سوا زين اصلا مبيطقنيش لوحده بسببك
وكدا مش هيرضى يجوزني اخته 
ف كل واحد يطلع لوحده 
_لا منا قاصده اطلع معاك عشان اجننه😉
_ابعدي عني يابت انتي انا مش مستغني عن روحي 
وبعدين زين دا اصلا خساره فيكي 
_دا على اساس انك تستاهل ياسمين اوي 
_خلاص مش وقته ننشر غسيلنا 
يلا نطلع 
_يلا ياعمر خبط انت 
_لا مينفعش دول عيال عمك خبطي انتي 
_وهو صاحبك واخو مراتك المستقبليه
_قولت انتي اللي هتخبطي
_لا انا بؤحرج
_ماتخلصي يابت بقى خبطي 
_يووو خلاص متزقش
وبعدين مش مريبه فكره اننا طالعين مع بعض ف نفس الوقت 
_متقولي لنفسك مش دي افكارك الهباب.
_اقولك يلا نرجع 
لسه هنتحرك الباب اتفتح 
________
عند حور مازلت مُنهمكه فى العمل وهى تسب ذلك الليث الذي يرفض ذهابها
مر بعض الوقت ثم اتي من كان ينتظرهم 
كان رجل فى العقد الثالث من عمره ويبدو انه اجنبي 
ومعه امراه ترتدي ملابس تكشف اكثر ما تستر تبدو فى العقد الثاني من عمرها 
تقدموا من ليث وقاموا بمصافحته كلاهما 
وبعد التراحيب نادى ليث على حور 
ومجرد ان دلفت فزع كلاهما 
فكانت حور ترتدي رداء اسود ووشاح اسود وتخفي عيونها 
"يالهي هل يوجد هنا اشباح؟
شعر ليث ببعض الغضب ولكن حاول التحدث بطريقه مهدبه وهو يجيبها 
" عفوا ولكن هذه مساعدتي الشخصيه "
"منذ متى والسيد ليث يوظف تلك الفئه فى شركته؟" 
الا ترى ان هذه سيجعل سمعه الشركه فى الانحدار؟ 
"اعتقد ان ملابس موظفيني تخص شركتي 
وهذا هو لباس المسلمين والذي امرنا بيه الله تعالى 
ويجب على الجميع إرتدائه ولكن نحن من نسينا هذا واصبح من يرتديه وهو المختلف بوجهنا نظرنا" 
اردف ليث بهدوء وهو يحاول توضيح الامر لها 
"ولكن من مثلها يكن جاهل ولا يعى شيء 
اليس كذلك 
اووه عفوا نسيت انكي لا تعي الانجليزيه
اقسم انك بالتأكيد لم تفهمي حرفا واحدا مني" 
غضب ليث وكان سيهم بالرد ولكن سبقته حور 
"ومن قال أن من يرتدى الحجاب يجب أن يكون جاهل؟ 
اردفت حور باللغه الانجليزيه المتقنه
نظر لها الجميع بصدمه واولهم ليث 
" الله امرنا بإرتداء الحجاب وايضا امرنا بالعلم 
واول آيه نزلت على رسولنا الكريم "(إقرا بسم ربك الذى خلق) ف الله امرنا بكلا الامرين وحجابي يدل على حبي لله وللجنه وليس على جهلي" 
"اوه يالكي من جميله جلعتي لدي الفضول لارى وجهكِ ف بالتأكيد سيكون جميل مثل عقلك 
قالها ذلك الرجل الجالس 
ثم قدم يديه من حاول محاوله مصافحتها 
إبتعدت حور وهو تشعر بالاحراج
'اسفه سيدي ولكن ديني لا يسمح لي بمصافحه الرجال" 
"ولكن انتِ ترتدي قفاز!؟ 
تحدث وهو ينظر إلى" الجوانتي "الذي ترتديه
" ولكن هذا ليس مبرر لمصافحتي لك ايضا 
هل يجوز أن احتضن شخص يحل لى لمجرد انني ارتدي ملابس، بالتاكيد لا هكذا الامر ايضا"
"ولم ترتدي ذلك الذى يخفى وجهك؟" 
" هكذا امرها الله ولانها لي فقط" 
نطق بها ليث وهو لم يشعر 
نظر له الجميع بصدمه ليشعر هو بما قاله
ليتحدث وهو يحاول تعديل ما قاله 
"اقصد انها هكذا لتخفي وجهها عن الجميع ولا يراها الا من يستحقها" 
"جوون هل يروق لك الامر؟  انا ذاهبه" 
"مهلا ميرا انتظري 
عفوا سيد ليث سوف اتى لك وقتا آخر 
تشرفت بيكي انستي ولم ينتهي كلامنا بعد
رحلوا ثم نظر ليث الى حور بغضب
" عجبك اووي بتتكملي معاه ليه"؟ 
"افندم؟ انا اتكلمت معاه بحدود ومغلطش فى حرف" 
"ولا حدود ولا غير حدود متتكلميش مع حد خالص
" وحضرتك مالك ان شاء الله"؟ 
"حووور" 
قالها ليث بصوت مرتفع لتنتفض حور على اثرها
لم تجيبه ثم إنصرفت من امامه كى تعود منزلها 
وبعد مده وصلت اخيرا
دلفت الى الداخل عند والدها اولا 
لتجده مستيقظ لم تشعر حور بنفسها الا وهو تهرول تجاه وتحضتنه وبتكي بشده 
ظلت مده داخل احضانه وهي تحمد الله ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن 
فقد دق جرس المنزل 
توترت حور فمن سياتي فى هذا الوقت 
قامت لترى من وكانت الصدمه
"انت"؟؟ 
" مادخلنا ولا هتسبينا نتكلم ع الباب يا.. ياعروسه
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"ماتدخلينا ولا هتسبينا نقف ع الباب... يا.. ياعروسه" 
تصنمت حور مكانها ولم تقدر على الحركه 
ما الذى اتى به الى هنا والسؤال الاهم من هو 
إنه نفس الشخص الذى رأته فى الشركه 
"مش عارفاني صح معلش اعذريني محلقتش اعرفك بيا المره اللي فاتت" 
ثم دلف إلى الداخل دون ان تسمح له بذلك 
ظلت حور متجمده مكانها من هذا والاهم ماذا يريد منها، 
تحدثت وهي تحاول إستجماع كلماتها
"لو سمحت مينفعش حضرتك تدخل كدا اتفضل اخرج بره" 
"تؤتؤ عيب لما تكلمي حماكِ المستقبلي بالإسلوب دا" 
صُعقت حور وهربت الدماء من وجهها 
ماذا يقول؟ حماها، شعرت بإرتجافه تسرى فى جسدها وتسارعت دقات قلبها
"طب بقول كفايه كدا واعرفك بنفسي 
انا يستي ابقى والد ياسر وهو نفسه اللي شوفتيه فى شركه ليث" 
"لم تُجيبه حور وظلت بضع دقائق صامته بعدما إرتسمت على ملامحها الصدمه،يبدو أنه أبيه رجل ذو هيبه ولا يغشى احد" 
"مين اللي.. على الباب... دا يا حور" 
اردف بها والدها فى صوت ضعيف بعدما تأخرت حور فى الخارج إبتسم هو فى خبث وهو يتقدم تجاه غرفه والد حور وهو متشوق لرد فعله حين يراه 
"ازيك يا محمد ليك وحشه والله" 
نظر له بتشويه وهو يشعر أن ملامحه مألوفه بالنسبه له 
"لا لا مش معقول المرض يخليك تنسى.. صاحبك" 
"حامد"!! 
تمتم بها والد حور فى صدمه وهو يمعن النظر فى ملامح الواقف امامه، ما الذى اتى به بعد كل هذه المده
" عجبتك المفجأه مش كدا، لأ وشوف الاحلى بقى جاي عشان نرجع الود بينا تاني و.. ونطلب... ايد بنتك.. حور..! "
نطقها ببطء شديد وهو يترقب رد فعله، إمتعض وجه الاخير وظهر الاستياء على وجهه 
اردف وهو يحاول جعل نبرته قويه
"ابعد عن بنتي يا حامد لا انت ولا ابنك تستاهلوها" 
"وانا اللي قولت هتفرح انك لقيت لبنتك عريس زي ابني 
وبعدين انا مش مستنى موافقتك" 
"طول ما انا عايش مش هسمحلك تمس شعره من بنتي" 
أردف بغل وهو ينظر للراقد امامه بأستياء
"حامد اللي بيعوزه بيعمله من غير ما يستأذن حد، والماضى يفكرك بكدا، ولا.. ولا نسيت... محمود!؟ " 
"هتفضل طول عمرك اناني ومبتحبش غير نفسك.. وبخصوص انك عايز بنتي لأبنك.. ف انا واثق أنك ليك مصلحه فى دا... انت حتى ابنك طلعته مقعد زيك" 
"بص كدا لينا احنا التلاته شوف مين اللي بقى ناجح فينا 
انت مرمى على السرير ومراتك وابنك ماتوا ومحمود مراته سابته وعايش هو وابنه فى محزنه.. لكن شوف انا
انا اللي فلحت فيكم ونجحت"
"بس عمرك ما هتشوف سعاده فى حياتك 
عمرك ما هتحس براحه ياحامد طول ما انا ماشي ورا شيطانك وشهواتك، هتفضل لوحدك هتعيش وتموت لوحدك" 
"بس اخرررس، مش عايز اسمع صوتك انا كدا مبسوط ومرتاح شوفوا حياتكم انتوا، وبخصوص السنيوره ف بصراحه كدا داخله دماغ ابني، زي ما تقول كدا عايز يجرب حاجه جديده وانت عارف طبعا اني مقدرش اكسر بخاطره" 
"زي ما انا شايف انا عاجز ومقدرش اقوم من مكاني لكن هقدر احمى بنتي منك، معايا ربنا هو اقوى منى ومنك وقادر انه يحميها منك ومن اللي زيك" 
"هنشوف يامحمد، وعلى كل حال انا جاى اقولك عشان تجهز نفسك لاخطوبتهم سوا" 
قال جملته الاخيره تلك ثم غادر وهو بيتسم بثقه 
لم تنطق حور ببنت شفه، ظلت واجمه مكانها الى أن غادر ثم دلفت الى والدها، تصرفت وكأن شيئا لم يحدث
اتت تجاه ابيها ثم تسطحت جواره الى الفراش، قام ابيها بضمها الى صدره، تنهدت براحه وهي تستشعر رائحته
أغمضت عيوانها، هل يوجد راحه فى العالم اكثر من التى تشعر بها الان وهي داخل احضان ابيها، تساقطت دمواعها عنوه، لكن ازالتها على الفور قبل ان يلاحظ ابيها
شدد هو من ضمه لها، اراد أن يجعلها تشعر بوجوده، وكأن بضمه لها يرسل لها رساله"هو معها ولن يتركها"
تقبلت حور رسالته بصدر رحب 
أغمضت عيوانها وهي تحمد ربنا على وجوده جوارها 
كل شيء سيكون بخير
_____
"روان وعمر!!" 
"فيه حاجه ولا اى" 
"لا ابدا مفيش انا بس كنت جاى اقعد معاك
 وروان جايه للانسه ياسمين" 
"وانت طالع معاها ليه؟" 
اردف بها زين فى غضب 
"هاا لا دا دا انا كنت جايلك واتقابلنا على السلم" 
تمتم عمر بتوتر وهو يتلاشي النظر نحو زين
"طب ادخلي انتي جوه لياسمين ودا ميتكررش تاني 
وانت تعالى يا عمر ننزل نقعد تحت عشان البنات ياخدوا راحتهم" 
"لا لا مش قادر انزل تاني 
تعالى بس نقعد فى اوضه الصالون شويه وبعدين نبقى ننزل" 
أردف عمر وهو يمثل الاعياء ثم دلف الى الداخل
مع زين بعدما دلفت روان
"رواااان" 
"وحشتيني وقولت اجي اقعد معاكي شويه" 
"انا مبسوطه اووي انك جيتي هو انتي شوفتي زين بره" 
"اه هو اللي فتح" 
"ومقالش ليكي حاجه؟" 
تمتمت ياسمين بتوتر وهي تترقب رد فعلها
"لا مقاليش حاجه اى" 
اجابتها روان بتعجب
"اصل يعني هو" 
"متخلصي يابنتي فيه اى" 
"زين قالي اقولك متضحكيش تاني فى الجامعه بصوت عالي"
تفوهت بها ياسمين فى عجاله وهى تترقب رد فعلها
"وهو البطه مقاليش انا ليه ولا بيتكسف" 
ثم تابعت حديثها وقد ارتفعت نبره صوتها
"لا بقى هو مش هيتحكم فيا حتى الضحك هيمنعني منه دي مبقتش عيشه وعند فيه بقى همشي اكركر فى الجامعه ومش كدا بس لا دا انا هصاحب ولاد كمان" 
"روااااااان" 
"يالهوي يالهوي سمعني وجاي عليا" 
هرولت روان خارج الشقه قبل أن يلحق بها زين 
ثم دلفت الى غرفتها وهي تتنفس الصعداءب
"هعهعهعع هربت منيهم" 
مر اليوم بعدها بسلام لينام الجميع ثم يأتي الصباح، إتجهت كل واحده منهن إلى محاضراتها، وحين إنتهوا 
اتجهن الى مسجد الجامعه
دلفت حور اولا ثم روان والحقت بهم ياسمين 
بداو فى الصلاه وفى السجود سمع الجميع صوت بكاء فتاه وهى تتوسل فى الدعاء وتلح به
وحين انتهوا وجدوا تلك فتاه ملامحها لست مألوفه 
بالنسبه لهم إتجهوا إلها ليطمئنوا على حالها
ليكتشفوا انها فلسطينيه 🇵🇸
فرح الجميع بها وهموا للحديث معها ولكن قطعهم رنين هاتفها هرولت الفتاه بفرحه وهي تُجيب
"مرحبا ياخي العزيز أشقت لك" 
"اهلا بالحبيبه رغد، كيف حال ضغيرتي" 
"الحمد لله فى نعمه ولكن ينقصني وجودك، الم يأتي الوقت بعد لوعدني للوطن" 
"قريبا ستستقر الاوضاع وننتصر ويسعود كل شيء بخير 
أحبك عزيزتي رغد وسو... 
قطع حديثه صوت الإنفجار الذى دوى فى المكان 
وقع الهاتف ارضا، تجمدت رغد مكانها ولا تسمع شيء سوى ذلك الإنفجار، اخر ما رأته اشلاء اخيها المتناثره ارضا نتيجه الانفجار
جثت رغد على ركبتيها وهى مازالت لا تستوعب الامر بعد
هل رحل اخيها ايضا!؟ اخر من تبقى لها رحل، 
تركها وحيده بعدما سبقته عائلتها..!! 
" لااااا ياخي بترچااااك لا تتركني يأخيي... دخيلك يالله
لا تتركني وحدي ياخيي... لا ترحل مثل ما فعل الجميع... يالله صبرني يالله... إنتظرني ياخي سوف أتي معك... 
مشاان الله لا تتركني لوحديي يااااخييي... 
يالله صبرنيي يالله... ااااه ياخيي"
كانت تصرخ بنهيار ومازلت لا تستوعب بعد رحيل اخيها والاسوء انها رأت جسده اصبح اشلاء!! 
كان الجميع يتابع الموقف بدموع والم 
الجميع يسمع عن ما يحدث فى فلسطين ولكن لم يشعر احد بحجم ما يعانوه . 
"ابلغ سلامي لابي وامي ياخي... ودانه ايضا اخبرهم انني إشتقت إليهم... سوف الحق بكم بعدما احارب العدو 
دخيلك ياالله صبرنييي..." 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نطقتها رغد وهي تحاول إستيعاب الامر وتكرر الجمله 
كان الصمت يعم المكان والجميع ينظر لها بحزن، حاولوا مواساتها ولكن هربت الكلمات، اى مواساه تلك التى تصلح فى موقف هكذا
مسحت رغد دموعها ثم إبتسمت واردفت بقوه اذهلت الجميع
"لك الجنه يا اخي هنيئا لك الجنه" 
تفوهت بها وهي تضحك وتبكي فى الوقت ذاته 
نهضت من مكانها ثم توجهت الى القبله وبدات فى الصلاه 
حين سجدت أجهشت فى بكاء مرير وهي تدعو الله 
تدعو لغزه أن ينصرها الله من بطش الاعداء، حين إنتهت من صلاتها توجهت إليهم مره اخرى وعلى وجهها إبتسامه مشرقه غير الحاله التى كانت عليها منذ قليل 
تحدثت وهي تحاول تهدئيه روعها 
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسفه على اللي حصل من شويه كنت اتمنى نتقابل فى ظروف احسن من كدا بس اللي حصل، انا رغد من فلسطين متعرفتش بيكم" 
نظرن إليها الفتيات بصدمه، كيف لها ان تتحول بهذه السرعه 
الجميع ظن انها ستنهار ولها الحق فهو أخيها 
إبتسمت رغد فى هدوء ومسحت دمعه اوشكت على النزول وهي تردف
"مصدومين مني صح،مش هقول عشان اتعودنا لأ 
عشان احنا مؤمنين بربنا وراضيين بقضائه المفروض افرح ليهم عشان كلهم سبقوني للجنه، هي دي مش حاجه تفرح برضو!! 
على الاقل ارتاحوا بعد ما عانوا سنين، ولو هتمنى حاجه هتمنى اني اموت نفس الموته دي وهفضل اقاوم وادافع عن ارضى ووطني يكفى اننا بنموت شهداء دفاعا عن الوطن" 
كانت تتحدث وهي تبكي تاره وتبتسم تاره
والجميع ينظر لها ومازلوا لم يستوعبوا الامر 
هل هذه الرغد حقيقه ام ماذا كيف لها أنها تكون بهذا الصبر، انها فقدت اخيها للتو 
لم يعلموا أبناء فلسطين بعد 
وكأن رغد اتت لتلقنهم درس، حين المر الشخص بمشكله ما يظن أنه اكثر شخص مبتلى، الى أن يرى حال غيره
إن نظرنا الى حال فلسطين، ستجدهم فى رعب دائما
ماذا إن فقدت الامان؟ كيف ستعيش؟ كيف ياخلد الاب للنوم وهو غير قادر على حمايه اطفاله ففى اى لحظه معرضيش للبطش من العدو،ترى الام اطفالها يُقتلوا امام عينها، يحمل الاب اشلاء ابنائه لكِ الله يا فلسطين
ولنحمد الله على ما نحن عليه من نعم وندعوه للحبيبه فلسطين، 
قاموا الفتيات بضمها بقوه الواحده تلو الاخرى وتعرفوا على بعضهم البعض
ظلوا يتحدثون ويتسامرون معها كمحاله فى مواساتها مساكين ام يعلموا أن هم من بحاجه الى المواساه وليست هي،  
كانت هي فتاه لطيفه مؤمنه بالله، صابره 
تحدثت إحدى الفتيات بتعجب: 
"بس انتِ بتتكلمي مصري كويس" 
"انا دراستي كلها فى مصر وليا اربع سنين بدرس هنا وبرجع فى الاجازات" 
ثم تابعت حديثها وهي تقاوم الا تبكي 
"كان أبي يُصر على جعل كلا منا فى مكان مختلف، لكى لا يختفى نسلنا ولا يتبقى منا احد، لذا أصر على أن اكمل دراستي هنا فى مصر ارض الامان 
"انتِ عايشه لوحدك يارغد؟" 
أردفت حور فى تساؤل 
"ايوه" 
"هاخدك تعيشي معايا انا عايشه انا ووالدي لوحدنا وكمان هو مريض مش بيتحرك"
"لا طبعا ميمفعش اجي معاكي مستحيل" 
تمتمت رغد بصوت حازم
*فى الطريق تجاه منزل حور 
"لا بس انتِ ماشاء الله يارغد كلمتك مبتنزلش الارض" 
تفوهت بها حور بسخريه وهي تبتسم بإنتصار بعدما أصرت على اخذ رغد معها وفرح الجميع بذلك
"اهم حاجه عندي الثبات على المبدأ" 
اردفت رغد وهي تتحدث بثقه زائفه وتعدل من ياقه ملابسها
" وصلنا بصي بقى ياست رغد هتقعدي هنا وخدي راحتك بابا نايم ومش بيصحى دلوقتي وانا هروح الشغل واجي على طول اعرفكم ببعض"
وافقت رغد ودخلت على استيحاء طرقت الباب عده خطوات، لم يجب أحد علمت أن والدها نائم بالفعل، 
جلست على اقرب اريكه لها، 
مجرد أن تنفست الصعداء اجهشت فى البكاء 
فقدت اخيها وسندها وآخر من تبقى لها، ظلت بضع دقائق تبكى بآلم،كانت تحاول مقاومه دموعها امام الفتيات كي لا يعملوا كم هي ضعيفه هشه،ولكن هو أخيها 
إن لم تبكى عليه فعلى من تبكى اذا؟
 سمعت صوت رجل يأتي من الحجره وهو ينادى بصوتِ ضعيف علمت انه والد حور، هندمت ملابسها ثم إتجهت إليه
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا يابنتي عامله اى" 
"اى دا مش هتسأليني انا مين مش يمكن اكون حراميه؟" 
أجابته رغد بإبتسامه واسعه على ما يبدو أنه رجل لطيف
"حراميه اى بس انتِ شكلك عامل زي الاطفال، هنتعرف بعدين المهم قوليلي كنتي بتعيطي ليه انا سبتك شويه تخرجي طاقتك بس كفايه عياط كدا" 
"هقولك يسيدي انا كنت ماشيه فى المول وكان معايا عيال واحده جيراني بنجيب ليهم لبس بس هي سبقتني وكان فيه واحد عمال يعاكس فيا وماشي ورايا وبدا يذيد لحد ما وقفت وزعقت وزعقت فيه جامد وانا متعصبه، الناس بدأت. تتلم لقيته اتوتر وبعدين قرب مني وقام لطشني بالقلم وراح قايلي انتى طالق يامدام ومشي وسابني، فضلت مصدومه شويه وبدأت اعيط والناس فضلت تحايل فيا ويقولولي معلش تلافيكي انتي اللي عصبيه 
كانت رغد تتحدث بدراميه وهي تشرح له وتمثل الامر بيدها، إنفجر الاخير ضحكا ليس على حديثها اكثر من كونه على تعبير وجهها
" شكلك دمك خفيف"
"الله يسترك يارب" 
اردفت حور وهي تضع يدها على صدرها 
"انا بس عايز اقولك على حاجه، انا عارف انك بتهزري عشان تضحكيني بس مينفعش نقول موقف تأليف او كدب حتى ولو على سبيل اننا نضحك اللي قدامنا
فيه حديث للرسول عليه افضل الصلاة والسلام بيقول" 
ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ثم ويل له
"انا مكنتش اعرف الحديث دا اول مره اسمعه" 
"واديكي عرفتي وهتتحاسبي من وقت ما عرفتي وان شاء الله اللي فات ربنا يغفره ليكي" 
"بس انا مكنتش بكدب دا حصل معايا بالفعل اول ما جيت مصر، انتوا المصريين كتير ظرااف" 
"هو انتِ مش مصريه، انا برضو قولت الملامح دي مش مصريه" 
"لا انا من فلسطين" 
"لا دا انتِ حكايتك طويله بقى" 
"استني هروح اعملنا كوبايتن شاى وارجعلك 
تمتمت بها رغد وهي تهرول تجاه المطبخ بحماس، ضحك عليها الاخير كم يبدو انها مازالت طفله، حاول أن يجعلها تأنس وجوده، فقد قامت حور بمهاتفته وأستئذانه اولا، فلا يجب لها جلب احد دون إخباره، تعلم أن ابيها لن يمانع
ولكن يجب ايضا اخباره ورحب ابيها بالفكره
ولكن السؤال الاهم هل اخطأت حور حين اتت برغد فى منزلها؟ إن جئنا للحق فهي اخطأت 
حور فكرت فى الامر بشكل سطحي أن رغد سوف تعيش وحيده وهي كرهت هذه، وايضا حور تذهب للعمل وتترك ابيها وحده، لذا كانت فكره انها تاتي برغد ضربت عصفورين بحجر ولكن السؤال الاهم هل يجوز؟ 
_________
" ممكن تاخدي ترسمي ليا عيوني زي بتاعتك كدا شكله حلو عليكي اووي! "
كان هذا الصوت خارج من تلك الفتاه الواقفه وهى تنظر لروان بإعجاب، على الرغم أن روان اردت فضفاض الا انها مازالت تسول لها نفسها وتضع البعض من مساحيق التجميل، إبتسمت روان وهمت لتضع لها ولكن إستوقفتها ياسمين اقتربت منها وهي تخفض صوتها
"روان مينفعش تحطي لحد عشان كدا هتاخدي سيئات جاريه" 
نظرت روان لها بدهشه، لمَ ستأخذ ذنبها هي؟ 
"بس انا مالي بيها انا بس هحطلها!" 
"كونك ساعدتيها فى الذنب هتاخدي ذنب
وكمان خدتى ذنب... ذنب انها هتقلدك" 
صُعقت روان من الامر وإنقبض قلبها،هل الامر وصل لهذه الدرجه سوف تأخذ ذنب كل من يفعل مثلها 
إقتربت من الفتاه وأردفت بلطف
"انتِ مش محتاجه انك تحطي حاجه انتِ جميله خليكي كدا" 
"ما انتِ جميله واجمل مني كمان وحاطه" 
اجابتها الفتاه بصدق
"ادعيلي ربنا يهديني" 
خرجوا سويا من المرحاض
تحدثت روان بدموع
"ربنا زعلان مني صح، انا مش وحشه والله يا ياسمين بس مش قادره انا نفسي اكون زيك انتِ وحور وبرضو مش عارفه" 
"طب بصي اى رأيك نقنع بعض قوليلي الاول بتحطي ميك اب ليه" 
"بحس شكلي من غير الميك اب مطفى، وبعدين انا مش بحطه كامل انا بحط بس اللي يظهر ملامحي" 
"مفيش حاجه اسمها يظهر ملامحي يبقى اللبس لبس ضيق عشان يببن تفاصيل جسمك ينفع؟ 
انا مش هقولك انتِ من غير الميكاج احلى، لأ هو فعلا بيحليكي وعشان كدا مينفعش نحطه، شكلك بشعرك احلى من شكلك بالخمار والطرحه، والا مكناش لبسناهم
احنا لابسين الواسع عشان نخفي بيه جمالنا مش عشان نبينه، قبل ما تشوفي اللبس محليكي ولا لا شوفي هو يرضى ربنا او لا" 
"ايوه بس لما البسه من دلوقتي لما اكبر هتعقد منه المفروض اعيش سني" 
"طب وانتِ ضامنه انك تعيشي لحد ما تكبري!؟ 
مش ممكن نموت دلوقتي" 
صمتت روان ولم تجب، ياسمين محقه ماذا لو قبض الله روحها، اليس منذ قليل انقذها، هاهي تعود مره اخري وتسول لها نفسها بالمنكرات، 
أخرجت منديل ورقي من حقيبتها ثم قامت بنزع تلك الزينه من وجهها، نظرت لها ياسمين بفرحه وقامت بإحتضانها
أخرجت المراه ونظرت الى وجهها، يالله كم تبدو ملامحها بريئه بدون تلك الادوات الصناعيه، 
أستوقفتهم فتاه ترتدي الخمار ويبدو على ملامحها الفرحه
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" 
"جايه أبشرك يا ياسمين واقولك اني لبست الخمار بفضل ربنا ثم انتِ، انا عارفه انك هتستغربي كلامي لانك متعرفنيش، لكن كل مره بشوفك بالخمار بحبه جدا ورغم ان اهلى مكنوش موافقين الا اني فضلت مصممه على رأيي لحد ما وافقوا، جايه ابشرك أن كل الحسنات دي راجعه ليكي انتِ وكل واحده هتشوفني وتلبسه الاجر راجع ليكي انتِ، اسفه اني طولت عليكي بس انا بحبك من زمان وكان نفسي اجي اتكلم معاكي" 
وقفت ياسمين تنظر لها بدموع،كم اسعدتها كلمات هذه تلك الفتاه الغريبه، إحضتنها ياسمين بفرحه وهي تشكرها بحرج
ثم اكملت طريقها مع روان الى المنزل 
كانت روان شارده الذهن طوال الوقت ظلت تقارن بين موقفها وموقف ياسمين، ف الفتاه كانت ستقلدها فيما تفعله ويكون سيئات جاريه لها، اما ياسمين ف إحدى الفتيات إردت الخمار بتفضل الله ثم هى
صحيح من قال اننا نحن من نختار الدرب الذى نسير فيه 
___
دخل زين الى المسجد بعد إنتهاء المحاضره 
جلس يستريح اولا وهو يستغفر ربه 
إقترب منه شابا ما وهو يلقى عليه تحيه الاسلام بحرج
شعر زين انه يود أن يسأله عن شيئا ما. 
تحدث الشاب ف حرج
"انا بقطع فى الصلاه ومش عارف التزم 
وكل ما بحاول مش بقدر وكمان طول الوقت ببقى خايف" 
" هحكيلك قصه جميله خالص بحبها 
قصه سميه بنت الخياط ودي اول شهيده في الاسلام 
لما اسلمت مكنش لسه فيه من الناس اسلم واللي بيعلن إسلامه معروف إن الكفار بيفضلوا يعذبوا فيه لحد اما يموت 
المهم لما الرسول بدأ يدعي الناس لعباده الله وحده وللدين هي اسملت هي وجوزها وعيالها 
فلما الكفار عِرفوا بإسلامهم خدوهم عشان يعذوبهم 
وربطوهم في صخر علي رمال شديده السخونه من شده الشمس وفضلوا يعذبوا فيهم عشان يرجعوا ولكن هي مترددتش لحظه وحده 
لدرجه كل ما الرسول والصحابه يعدوا ويشوفها بيتأثروا جداا والرسول طلب منها إنها تمثل انها ارتدت عشان يسيبوها ادالها الرخصه لكدا وطلب منها انها تسبوا لما أمروها انها تسب الرسول 
تخيلو كان رد فعلها اي؟ 
قالت واللهِ اللسان الذي ينطق بإشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد عبده ورسوله لا يسب الرسول ابدا 
تخيلو الرسول اعطاها رخصه انها تسبوا قدامهم عشان يتركوها هي وعيالها ولكنها رفضت؟  شافت العذاب اشكال والوان وبرضو فضلت ثابته علي موقفها 
ولما ابو جهل سب الرسول قدامها بصقت في وشه قام شاقها نصين؟ 
متخلين فضلت تتحمل العذاب وتشوف جوزها واولادها بيتعذوا علي حاجه لو عملتها كمان مكنتش هتاخد ذنب عليها ولكنها فضلت مُصره علي موقفها 
طب احنا ضحينا ب اي؟ 
عملنا اي عشان إسلامنا ودينا؟ 
مش قاردين نقضي فريضه ربنا آمرنا بيها مقابل إن دول كانوا بيتعذبوا عشان ينصروا دينهم؟ 
شوفت اى من ربنا عشان متحبش تقف قدامه
دا هو اللي سترك وسقاك واطعمك
ربنا رزقك بكل حاجه 
طب انت عملت اي بقي 
تخيل إن اول مايُحاسب عليه العبد يوم القيامه الصلاه؟ 
طب لو موت هتقول لربنا اي 
احنا جاين الدنيا عشان نبني لنفسنا مكان في الجنه 
بل احنا مش عايزين الجنه بس احنا طمعانين في الفردوس الأعلى نبقي جيران الرسول والصحابه 
تخيل كدا تبقى عايش مع الرسول والصحابه وفي الجنه كمان 
اللي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر 
طب تفتكر الجمال دا كله هيكون بالساهل؟ مش لازم نتعب عشان نوصل للي احنا عايزينه؟ 
جاهد نفسك وجهاد النفس اصعب من اي جهاد تاني 
مجرد ما الاذان يأذن سيب اللي ف ايدك وقوم صلي 
تخيل ربنا بيناديك وانت متلبيش النداء؟ 
الصلاه دي اللي الرسول كان بيقول عليها 
"ارحنا بها يا بلال" 
عن أنس بن مالك وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل- قال: «إذا تَقَرَّبَ العبدُ إليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا، وإذا تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وإذا أتاني يمشي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
خوفك دا امر طبيعي عشان طول ما الانسان بعيد عن ربنا هيفضل قلبه ضعيف"
_____
صعدت حور السياره التى ستقوم بإصالها الى الشركه، بعدما تركت رغد وغادرت هي الى عملها
أخرجت مصحفها تقرأ فيه حتى يشهد الطريق عليها
قام السائق بتشغل الكاست باغاني بصوت صاخب 
زفرت حور بضيق واستعدت للخناق
"بعد اذنك ممكن تطفي الاغاني" 
"انا مشغلها ليا انا مش ليكي انتي" 
"بس الصوت واصل لحد عندي" 
"استغفر الله العظيم ناقصين احنا" 
اردف بها السائق وهو يقوم بخفض الصوت بعض الشيء
ليقوم من يجلس بجوار السائق برفعه مره اخرى 
تحدتث امراه فى اواخر الخمسينات من العمر
"زي بعضه يابنتي انتي معلكيش ذنب" 
"لا طبعا يخاله عليا،  إني اسكت معناها اني شاركت فى الذنب" 
"مهو غضب عنك مش انتي اللي مشغله وهو ابسط حاجه ممكن يقولك انزلي" 
"انزل ولا اني اقعد فى مكان فيه اغاني، وارد العربيه تتقلب بينا فى لحظه، هروح لربنا على اغاني؟" 
"يبنتي الشباب كلها بقت بتسمع" 
"فيه فرق ياخاله بين اني بسمع اغنيه لوحدي وباخد ذنبي لوحدي، وبين اني مشغله اغنيه فى عربيه وباخد ذنب كل اللي بيسمع 
كانت حور تتحدث بصوت وصل للشاب الذى بجوار السائق 
كان كل حين واخر ينظر لها يبتسم بإستفزار 
لتنفجر حور غيظا وهبت واقفه مره واحده وصرخت لينتفض كل من فى العربيه
"لو سمحت ممكن تطفي الاغااني ديي او تسمع على ادك دا احنا حتى فى طريق لو اتقبلنا دلوقتي هنقابل ربنا ازاي" 
لم يجب السائق عليها وقام بطفي الاغاني 
أخرجت سبحتها الالكترونيه وقامت بالصلاه الابراهيميه 
فكم سمعت عنها انها تحقق المعجزات 
(الصلاه الابراهيميه: اللهم صل على محمد وعلى الل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد) 
ظلت ترددها الى ان وصلت ومجرد أن دلفت الشركه 
نتظرت امامها بتعجب
"انت؟" 
____
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مين معايا" 
" نسيت صوتي يا محمود؟" 
تمتم بها محمد بإشتياق
"محمد مش معقول" 
اردف محمود بفرحه 
"عايزاك فى موضوع ضرورى اوي" 
"خير ان شاء الله" 
"هتيجي بكره وتجيب ابنك تطلبوا ايد حور بنتي" 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"لقد رحل اخي" 
نطقتها رغد وهي تحاول إستيعاب الامر وتكرر الجمله 
كان الصمت يعم المكان والجميع ينظر لها بحزن، حاولوا مواساتها ولكن هربت الكلمات، اى مواساه تلك التى تصلح فى موقف هكذا
مسحت رغد دموعها ثم إبتسمت واردفت بقوه اذهلت الجميع
"لك الجنه يا اخي هنيئا لك الجنه" 
تفوهت بها وهي تضحك وتبكي فى الوقت ذاته 
نهضت من مكانها ثم توجهت الى القبله وبدات فى الصلاه 
حين سجدت أجهشت فى بكاء مرير وهي تدعو الله 
تدعو لغزه أن ينصرها الله من بطش الاعداء، حين إنتهت من صلاتها توجهت إليهم مره اخرى وعلى وجهها إبتسامه مشرقه غير الحاله التى كانت عليها منذ قليل 
تحدثت وهي تحاول تهدئيه روعها 
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسفه على اللي حصل من شويه كنت اتمنى نتقابل فى ظروف احسن من كدا بس اللي حصل، انا رغد من فلسطين متعرفتش بيكم" 
نظرن إليها الفتيات بصدمه، كيف لها ان تتحول بهذه السرعه 
الجميع ظن انها ستنهار ولها الحق فهو أخيها 
إبتسمت رغد فى هدوء ومسحت دمعه اوشكت على النزول وهي تردف
"مصدومين مني صح،مش هقول عشان اتعودنا لأ 
عشان احنا مؤمنين بربنا وراضيين بقضائه المفروض افرح ليهم عشان كلهم سبقوني للجنه، هي دي مش حاجه تفرح برضو!! 
على الاقل ارتاحوا بعد ما عانوا سنين، ولو هتمنى حاجه هتمنى اني اموت نفس الموته دي وهفضل اقاوم وادافع عن ارضى ووطني يكفى اننا بنموت شهداء دفاعا عن الوطن" 
كانت تتحدث وهي تبكي تاره وتبتسم تاره
والجميع ينظر لها ومازلوا لم يستوعبوا الامر 
هل هذه الرغد حقيقه ام ماذا كيف لها أنها تكون بهذا الصبر، انها فقدت اخيها للتو 
لم يعلموا أبناء فلسطين بعد 
وكأن رغد اتت لتلقنهم درس، حين المر الشخص بمشكله ما يظن أنه اكثر شخص مبتلى، الى أن يرى حال غيره
إن نظرنا الى حال فلسطين، ستجدهم فى رعب دائما
ماذا إن فقدت الامان؟ كيف ستعيش؟ كيف ياخلد الاب للنوم وهو غير قادر على حمايه اطفاله ففى اى لحظه معرضيش للبطش من العدو،ترى الام اطفالها يُقتلوا امام عينها، يحمل الاب اشلاء ابنائه لكِ الله يا فلسطين
ولنحمد الله على ما نحن عليه من نعم وندعوه للحبيبه فلسطين، 
قاموا الفتيات بضمها بقوه الواحده تلو الاخرى وتعرفوا على بعضهم البعض
ظلوا يتحدثون ويتسامرون معها كمحاله فى مواساتها مساكين ام يعلموا أن هم من بحاجه الى المواساه وليست هي،  
كانت هي فتاه لطيفه مؤمنه بالله، صابره 
تحدثت إحدى الفتيات بتعجب: 
"بس انتِ بتتكلمي مصري كويس" 
"انا دراستي كلها فى مصر وليا اربع سنين بدرس هنا وبرجع فى الاجازات" 
ثم تابعت حديثها وهي تقاوم الا تبكي 
"كان أبي يُصر على جعل كلا منا فى مكان مختلف، لكى لا يختفى نسلنا ولا يتبقى منا احد، لذا أصر على أن اكمل دراستي هنا فى مصر ارض الامان 
"انتِ عايشه لوحدك يارغد؟" 
أردفت حور فى تساؤل 
"ايوه" 
"هاخدك تعيشي معايا انا عايشه انا ووالدي لوحدنا وكمان هو مريض مش بيتحرك"
"لا طبعا ميمفعش اجي معاكي مستحيل" 
تمتمت رغد بصوت حازم
*فى الطريق تجاه منزل حور 
"لا بس انتِ ماشاء الله يارغد كلمتك مبتنزلش الارض" 
تفوهت بها حور بسخريه وهي تبتسم بإنتصار بعدما أصرت على اخذ رغد معها وفرح الجميع بذلك
"اهم حاجه عندي الثبات على المبدأ" 
اردفت رغد وهي تتحدث بثقه زائفه وتعدل من ياقه ملابسها
" وصلنا بصي بقى ياست رغد هتقعدي هنا وخدي راحتك بابا نايم ومش بيصحى دلوقتي وانا هروح الشغل واجي على طول اعرفكم ببعض"
وافقت رغد ودخلت على استيحاء طرقت الباب عده خطوات، لم يجب أحد علمت أن والدها نائم بالفعل، 
جلست على اقرب اريكه لها، 
مجرد أن تنفست الصعداء اجهشت فى البكاء 
فقدت اخيها وسندها وآخر من تبقى لها، ظلت بضع دقائق تبكى بآلم،كانت تحاول مقاومه دموعها امام الفتيات كي لا يعملوا كم هي ضعيفه هشه،ولكن هو أخيها 
إن لم تبكى عليه فعلى من تبكى اذا؟
 سمعت صوت رجل يأتي من الحجره وهو ينادى بصوتِ ضعيف علمت انه والد حور، هندمت ملابسها ثم إتجهت إليه
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا يابنتي عامله اى" 
"اى دا مش هتسأليني انا مين مش يمكن اكون حراميه؟" 
أجابته رغد بإبتسامه واسعه على ما يبدو أنه رجل لطيف
"حراميه اى بس انتِ شكلك عامل زي الاطفال، هنتعرف بعدين المهم قوليلي كنتي بتعيطي ليه انا سبتك شويه تخرجي طاقتك بس كفايه عياط كدا" 
"هقولك يسيدي انا كنت ماشيه فى المول وكان معايا عيال واحده جيراني بنجيب ليهم لبس بس هي سبقتني وكان فيه واحد عمال يعاكس فيا وماشي ورايا وبدا يذيد لحد ما وقفت وزعقت وزعقت فيه جامد وانا متعصبه، الناس بدأت. تتلم لقيته اتوتر وبعدين قرب مني وقام لطشني بالقلم وراح قايلي انتى طالق يامدام ومشي وسابني، فضلت مصدومه شويه وبدأت اعيط والناس فضلت تحايل فيا ويقولولي معلش تلافيكي انتي اللي عصبيه 
كانت رغد تتحدث بدراميه وهي تشرح له وتمثل الامر بيدها، إنفجر الاخير ضحكا ليس على حديثها اكثر من كونه على تعبير وجهها
" شكلك دمك خفيف"
"الله يسترك يارب" 
اردفت حور وهي تضع يدها على صدرها 
"انا بس عايز اقولك على حاجه، انا عارف انك بتهزري عشان تضحكيني بس مينفعش نقول موقف تأليف او كدب حتى ولو على سبيل اننا نضحك اللي قدامنا
فيه حديث للرسول عليه افضل الصلاة والسلام بيقول" 
ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ثم ويل له
"انا مكنتش اعرف الحديث دا اول مره اسمعه" 
"واديكي عرفتي وهتتحاسبي من وقت ما عرفتي وان شاء الله اللي فات ربنا يغفره ليكي" 
"بس انا مكنتش بكدب دا حصل معايا بالفعل اول ما جيت مصر، انتوا المصريين كتير ظرااف" 
"هو انتِ مش مصريه، انا برضو قولت الملامح دي مش مصريه" 
"لا انا من فلسطين" 
"لا دا انتِ حكايتك طويله بقى" 
"استني هروح اعملنا كوبايتن شاى وارجعلك 
تمتمت بها رغد وهي تهرول تجاه المطبخ بحماس، ضحك عليها الاخير كم يبدو انها مازالت طفله، حاول أن يجعلها تأنس وجوده، فقد قامت حور بمهاتفته وأستئذانه اولا، فلا يجب لها جلب احد دون إخباره، تعلم أن ابيها لن يمانع
ولكن يجب ايضا اخباره ورحب ابيها بالفكره
ولكن السؤال الاهم هل اخطأت حور حين اتت برغد فى منزلها؟ إن جئنا للحق فهي اخطأت 
حور فكرت فى الامر بشكل سطحي أن رغد سوف تعيش وحيده وهي كرهت هذه، وايضا حور تذهب للعمل وتترك ابيها وحده، لذا كانت فكره انها تاتي برغد ضربت عصفورين بحجر ولكن السؤال الاهم هل يجوز؟ 
_________
" ممكن تاخدي ترسمي ليا عيوني زي بتاعتك كدا شكله حلو عليكي اووي! "
كان هذا الصوت خارج من تلك الفتاه الواقفه وهى تنظر لروان بإعجاب، على الرغم أن روان اردت فضفاض الا انها مازالت تسول لها نفسها وتضع البعض من مساحيق التجميل، إبتسمت روان وهمت لتضع لها ولكن إستوقفتها ياسمين اقتربت منها وهي تخفض صوتها
"روان مينفعش تحطي لحد عشان كدا هتاخدي سيئات جاريه" 
نظرت روان لها بدهشه، لمَ ستأخذ ذنبها هي؟ 
"بس انا مالي بيها انا بس هحطلها!" 
"كونك ساعدتيها فى الذنب هتاخدي ذنب
وكمان خدتى ذنب... ذنب انها هتقلدك" 
صُعقت روان من الامر وإنقبض قلبها،هل الامر وصل لهذه الدرجه سوف تأخذ ذنب كل من يفعل مثلها 
إقتربت من الفتاه وأردفت بلطف
"انتِ مش محتاجه انك تحطي حاجه انتِ جميله خليكي كدا" 
"ما انتِ جميله واجمل مني كمان وحاطه" 
اجابتها الفتاه بصدق
"ادعيلي ربنا يهديني" 
خرجوا سويا من المرحاض
تحدثت روان بدموع
"ربنا زعلان مني صح، انا مش وحشه والله يا ياسمين بس مش قادره انا نفسي اكون زيك انتِ وحور وبرضو مش عارفه" 
"طب بصي اى رأيك نقنع بعض قوليلي الاول بتحطي ميك اب ليه" 
"بحس شكلي من غير الميك اب مطفى، وبعدين انا مش بحطه كامل انا بحط بس اللي يظهر ملامحي" 
"مفيش حاجه اسمها يظهر ملامحي يبقى اللبس لبس ضيق عشان يببن تفاصيل جسمك ينفع؟ 
انا مش هقولك انتِ من غير الميكاج احلى، لأ هو فعلا بيحليكي وعشان كدا مينفعش نحطه، شكلك بشعرك احلى من شكلك بالخمار والطرحه، والا مكناش لبسناهم
احنا لابسين الواسع عشان نخفي بيه جمالنا مش عشان نبينه، قبل ما تشوفي اللبس محليكي ولا لا شوفي هو يرضى ربنا او لا" 
"ايوه بس لما البسه من دلوقتي لما اكبر هتعقد منه المفروض اعيش سني" 
"طب وانتِ ضامنه انك تعيشي لحد ما تكبري!؟ 
مش ممكن نموت دلوقتي" 
صمتت روان ولم تجب، ياسمين محقه ماذا لو قبض الله روحها، اليس منذ قليل انقذها، هاهي تعود مره اخري وتسول لها نفسها بالمنكرات، 
أخرجت منديل ورقي من حقيبتها ثم قامت بنزع تلك الزينه من وجهها، نظرت لها ياسمين بفرحه وقامت بإحتضانها
أخرجت المراه ونظرت الى وجهها، يالله كم تبدو ملامحها بريئه بدون تلك الادوات الصناعيه، 
أستوقفتهم فتاه ترتدي الخمار ويبدو على ملامحها الفرحه
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" 
"جايه أبشرك يا ياسمين واقولك اني لبست الخمار بفضل ربنا ثم انتِ، انا عارفه انك هتستغربي كلامي لانك متعرفنيش، لكن كل مره بشوفك بالخمار بحبه جدا ورغم ان اهلى مكنوش موافقين الا اني فضلت مصممه على رأيي لحد ما وافقوا، جايه ابشرك أن كل الحسنات دي راجعه ليكي انتِ وكل واحده هتشوفني وتلبسه الاجر راجع ليكي انتِ، اسفه اني طولت عليكي بس انا بحبك من زمان وكان نفسي اجي اتكلم معاكي" 
وقفت ياسمين تنظر لها بدموع،كم اسعدتها كلمات هذه تلك الفتاه الغريبه، إحضتنها ياسمين بفرحه وهي تشكرها بحرج
ثم اكملت طريقها مع روان الى المنزل 
كانت روان شارده الذهن طوال الوقت ظلت تقارن بين موقفها وموقف ياسمين، ف الفتاه كانت ستقلدها فيما تفعله ويكون سيئات جاريه لها، اما ياسمين ف إحدى الفتيات إردت الخمار بتفضل الله ثم هى
صحيح من قال اننا نحن من نختار الدرب الذى نسير فيه 
___
دخل زين الى المسجد بعد إنتهاء المحاضره 
جلس يستريح اولا وهو يستغفر ربه 
إقترب منه شابا ما وهو يلقى عليه تحيه الاسلام بحرج
شعر زين انه يود أن يسأله عن شيئا ما. 
تحدث الشاب ف حرج
"انا بقطع فى الصلاه ومش عارف التزم 
وكل ما بحاول مش بقدر وكمان طول الوقت ببقى خايف" 
" هحكيلك قصه جميله خالص بحبها 
قصه سميه بنت الخياط ودي اول شهيده في الاسلام 
لما اسلمت مكنش لسه فيه من الناس اسلم واللي بيعلن إسلامه معروف إن الكفار بيفضلوا يعذبوا فيه لحد اما يموت 
المهم لما الرسول بدأ يدعي الناس لعباده الله وحده وللدين هي اسملت هي وجوزها وعيالها 
فلما الكفار عِرفوا بإسلامهم خدوهم عشان يعذوبهم 
وربطوهم في صخر علي رمال شديده السخونه من شده الشمس وفضلوا يعذبوا فيهم عشان يرجعوا ولكن هي مترددتش لحظه وحده 
لدرجه كل ما الرسول والصحابه يعدوا ويشوفها بيتأثروا جداا والرسول طلب منها إنها تمثل انها ارتدت عشان يسيبوها ادالها الرخصه لكدا وطلب منها انها تسبوا لما أمروها انها تسب الرسول 
تخيلو كان رد فعلها اي؟ 
قالت واللهِ اللسان الذي ينطق بإشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد عبده ورسوله لا يسب الرسول ابدا 
تخيلو الرسول اعطاها رخصه انها تسبوا قدامهم عشان يتركوها هي وعيالها ولكنها رفضت؟  شافت العذاب اشكال والوان وبرضو فضلت ثابته علي موقفها 
ولما ابو جهل سب الرسول قدامها بصقت في وشه قام شاقها نصين؟ 
متخلين فضلت تتحمل العذاب وتشوف جوزها واولادها بيتعذوا علي حاجه لو عملتها كمان مكنتش هتاخد ذنب عليها ولكنها فضلت مُصره علي موقفها 
طب احنا ضحينا ب اي؟ 
عملنا اي عشان إسلامنا ودينا؟ 
مش قاردين نقضي فريضه ربنا آمرنا بيها مقابل إن دول كانوا بيتعذبوا عشان ينصروا دينهم؟ 
شوفت اى من ربنا عشان متحبش تقف قدامه
دا هو اللي سترك وسقاك واطعمك
ربنا رزقك بكل حاجه 
طب انت عملت اي بقي 
تخيل إن اول مايُحاسب عليه العبد يوم القيامه الصلاه؟ 
طب لو موت هتقول لربنا اي 
احنا جاين الدنيا عشان نبني لنفسنا مكان في الجنه 
بل احنا مش عايزين الجنه بس احنا طمعانين في الفردوس الأعلى نبقي جيران الرسول والصحابه 
تخيل كدا تبقى عايش مع الرسول والصحابه وفي الجنه كمان 
اللي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر 
طب تفتكر الجمال دا كله هيكون بالساهل؟ مش لازم نتعب عشان نوصل للي احنا عايزينه؟ 
جاهد نفسك وجهاد النفس اصعب من اي جهاد تاني 
مجرد ما الاذان يأذن سيب اللي ف ايدك وقوم صلي 
تخيل ربنا بيناديك وانت متلبيش النداء؟ 
الصلاه دي اللي الرسول كان بيقول عليها 
"ارحنا بها يا بلال" 
عن أنس بن مالك وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل- قال: «إذا تَقَرَّبَ العبدُ إليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا، وإذا تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وإذا أتاني يمشي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
خوفك دا امر طبيعي عشان طول ما الانسان بعيد عن ربنا هيفضل قلبه ضعيف"
_____
صعدت حور السياره التى ستقوم بإصالها الى الشركه، بعدما تركت رغد وغادرت هي الى عملها
أخرجت مصحفها تقرأ فيه حتى يشهد الطريق عليها
قام السائق بتشغل الكاست باغاني بصوت صاخب 
زفرت حور بضيق واستعدت للخناق
"بعد اذنك ممكن تطفي الاغاني" 
"انا مشغلها ليا انا مش ليكي انتي" 
"بس الصوت واصل لحد عندي" 
"استغفر الله العظيم ناقصين احنا" 
اردف بها السائق وهو يقوم بخفض الصوت بعض الشيء
ليقوم من يجلس بجوار السائق برفعه مره اخرى 
تحدتث امراه فى اواخر الخمسينات من العمر
"زي بعضه يابنتي انتي معلكيش ذنب" 
"لا طبعا يخاله عليا،  إني اسكت معناها اني شاركت فى الذنب" 
"مهو غضب عنك مش انتي اللي مشغله وهو ابسط حاجه ممكن يقولك انزلي" 
"انزل ولا اني اقعد فى مكان فيه اغاني، وارد العربيه تتقلب بينا فى لحظه، هروح لربنا على اغاني؟" 
"يبنتي الشباب كلها بقت بتسمع" 
"فيه فرق ياخاله بين اني بسمع اغنيه لوحدي وباخد ذنبي لوحدي، وبين اني مشغله اغنيه فى عربيه وباخد ذنب كل اللي بيسمع 
كانت حور تتحدث بصوت وصل للشاب الذى بجوار السائق 
كان كل حين واخر ينظر لها يبتسم بإستفزار 
لتنفجر حور غيظا وهبت واقفه مره واحده وصرخت لينتفض كل من فى العربيه
"لو سمحت ممكن تطفي الاغااني ديي او تسمع على ادك دا احنا حتى فى طريق لو اتقبلنا دلوقتي هنقابل ربنا ازاي" 
لم يجب السائق عليها وقام بطفي الاغاني 
أخرجت سبحتها الالكترونيه وقامت بالصلاه الابراهيميه 
فكم سمعت عنها انها تحقق المعجزات 
(الصلاه الابراهيميه: اللهم صل على محمد وعلى الل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد) 
ظلت ترددها الى ان وصلت ومجرد أن دلفت الشركه 
نتظرت امامها بتعجب
"انت؟" 
____
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مين معايا" 
" نسيت صوتي يا محمود؟" 
تمتم بها محمد بإشتياق
"محمد مش معقول" 
اردف محمود بفرحه 
"عايزاك فى موضوع ضرورى اوي" 
"خير ان شاء الله" 
"هتيجي بكره وتجيب ابنك تطلبوا ايد حور بنتي" 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دلفت حور الى الشركه وجدت امامها جون 
مجرد أن رأها توسعت إبتسامته بشده وهو يقدم يده لها 
إبتعدت حور على الفور وضعت يدها على صدرها
"معذره سيد جون، انا لا اصافح الرجال" 
 سحب يده على الفور وهو يبتسم فى حرج
" لا بأس،سعدت برؤيتك هوري" 
"*آنسه حور... اسمها آنسه حور يا جون" 
أردف بها ليث بغضب وهو يضع يده على كِتف جون
انكمش جسد جون بسبب يد ليث القويه وابتعد عنه قليلا
، شعرت حور بالحرج ودلفت للداخل، كانت ستوبخ جون على منادته لها بهذا الاسم ولكن سبقها ليث 
دلف بعدها كلا من جون وليث للمكتب
لاحظت حور أن جون صديق ليث منذ زمن 
ظلوا مده منشغلون فى العمل الى ان إنتهوا 
نظر جون الى حور واردف إليها 
"حور.. معذره انسه هور حتى لا يقتلع هذا الليث رأسي، 
أردت أن اسال لمَ لا تصافحى الرجال؟ اعنى لا ارى أن الوضع به شيئا الامر مجرد لمس يد فقط" 
تسآل جون وهو يجه نظره ناحيه حور
"قد يبدو لك الامر انها مجرد لمس يد، لكن الامر له ابعاد اخرى كثيره،حيث وصانا رسولنا الكريم عن عدم مصافحه الاجانب وهذا ما ورد فى حديثه الشريف(
 لأن يُطعن أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن تمس يده يد امرأة لا تحل له)، 
فإن كانت النظرة حرام فمن باب أولى المصافحة. هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي آخر ممن يصافح فيقول: أنا أصافح ولكن قلبي أبيض، وهذا لا يجوز أيضا" 
"انا اتفهم ما تقوليه لان هذا ما وصاكم به رسولكم، لكن اعني لمَ منعه لم أقتنع بالجواب حقا" 
"ساوضح لك الامر اكثر، نفوس الشباب اصبحت مريضه 
من الممكن أن يصافحني احد بحسنه نيه ولكن هل الجميع يفعل؟، بالطبع لا ولمس اليد التى تستهين بها قد تتسبب فى بدء غريزه الشهوه لدى الرجال  وتجعلهم يفكروا بشكل خاطئ امام الواقفه امامه، لذلك عن عائشة -رضي الله عنها-: «والله ما مست يدي رسول الله ﷺ يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام، ولو الامر لم يكن به ضرر ما نهانا عنه رسولنا" 
"حسنا الامر بدا يتضح لى، لكن لدي سؤال اخر
لمَ نبره صوتكِ خَشنه دائما؟ من المفترض انك فتاه ويجب أن يتسم صوتكِ بالرقه واللين، لمَ نبرتك اشبه لنبره الرجال؟" 
"إننا نساء مع رجالنا، ورجال مع غيرنا، رقه الصوت تشعل غريزه ايضا لدى الرجال وتجعل فيهم رغبه لدى الفتاه 
ف الرجل بطبعه ضعيف امام شهواته" 
"ولكنى لا افكر فى الفتيات بهذا الشكل؟" 
"ليس الجميع مثلك سيد جون، وإن كان يوجد مثلك فهم اقله جدا، عكس البقيه اصبح تفكيرهم خاطئ، الهواتف اصبحت متاحه للصغير قبل الكبير والكثير يستخدمها بشكل خاطئ مما جعل شباب هذا الزمن اكثر فسادا" 
"اووه انتِ حقا رائعه" هور انا اود الزواج بفتاه مثلك، تربي ابنائي تربيه جيده هكذا مثلك"
"جوون الا ترى انك تتعدى حدودك فى الحديث؟" 
أردف بها ليث بغضب 
"وما شانك انت يا رجل، انا اود الزواج منها هي وليس منك، اخبريني هوري ما هو رأيك" 
"ديننا لا يسمح لها بالزواج من يهودي؟"
"سوف ادخل الاسلام" 
"اعتذر منك سيد جون ولكن لا يجوز لك الدخول للاسلام من اجل شخص، يجب أن يكون عن إقتناع وبعد البحث عن الدين الاسلامي ومعرفه الله،وإن اردت الدخول فى الاسلام فيكون من اجل الله فقط" 
"الا يكفى حديث عن هذا جون" 
تفوه بها ليث بغيره وهو يود الفتك بهذا الجون
نظر له جون بخبث وهو يردف
"اووه يا فتى كنت امزح، اعلم انك معجب بهذه الهور،
حقا هور هو يكن لكِ بعض المشاعر ولكنه مازال لا يعرفها بعد، هو لم يخبرني ولكن يظهر على ملامحه هذا الابله" 
القى جون قنبلته وهو يبتسم بغباء، يشعر وكأنه قام بعمل بطولي بتفوه لهذه الكلمات، اما ليث توتر وهربت الدماء من وجهه ولا يدري ماذا يقول! 
شعرت حور بالضيق وهمت للخارج مسرعه دون التفوه بحرف
نظر جون لها ثم لليث وهو يردف بغباء
"هل ازعجها حديثي ليث؟"
اردف جون بغباء ليقوم ليث برمى كل الاشياء التى امامه عليه
___
انتهى زين من صلاته وكان سيهم بالخروج، وجد رجل عجوز فى اواخر الخمسينات من عمره يبكى بشده
وكأنه طفل صغير اضل والدته، جلس زين جواره وهو يحاول مواساه 
 وكأن شيئا ما يخبره "متسيبهوش غير لما تعرف حكايته بدا الرجل فى الصلاه ثم انتهى واخذ المصحف وبدا تلاوه
ثم فتحه على خواتيم سوره البقره 
" هي الآيات دي بتعمل إيه للإنسان! "
اردف العجوز وهو ينظر لزين بترقب 
تعجب زين فى بدايه الامر ولكن اجابه
" اشمعنا الآيات دي! "
: " أنا هحكيلك بس متستغربش! "
أنا كان عندي بنتي كانت مريضة سكر من وهي عمرها سنة واحدة ده غير إن مامتها ماتت بحُمّى الولادة. 
ولما كملت ست سنين جالها الضغط.. كبرت وكانت صبورة بشكل مش طبيعي، كنت ساعات بخاف تكون كاتمة جواها حزن يأثر على نفسيتها وتموت من السكوت فكنت بقرب منها وأقولها: 
" طيب عيطي، أو أصرخي، قولي أي حاجة "
كانت تمسح على شعري وكأني ابنها وترد وتقولي: 
" بس أنا كويسة ومفيش أي حاجة تعباني! "
كنت وقتها ببصلها وعيوني مليانة دموع وأقولها لا انتي بتكدبي!
كانت تضحك بصوت عالي وتقولي: " ايوه بكدب بس مخبيش عليك انا صابرة عشان الجنة تستاهل "
في مرة كنت سهرانة وبعيط يابابا فلاقيت شيخ بيقول في محاضرة جزاء أهل البلاء ووقتها ذكر حديث للنبي صلى الله عليه وسلم وكان الحديث بيقول: 
" يوَدُّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ حينَ يُعطَى أهلُ البلاءِ الثَّوابَ لو أنَّ جُلودَهم كانت قُرِضَت في الدُّنيا بمقاريضَ".
وفي الحديثِ: فضلُ البلاءِ وأثَرُه في تكفيرِ الذُّنوبِ، وبيانُ أنَّه مِن شأنِ الصَّالحين "
يعني يوم القيامة لما الناس اللي كانت صحتها كويسة في الدنيا تشوف جزاء أهل المرض والبلاء يوم القيامة وتشوف جمال مكانتهم في الجنة هيتمنوا لو جلدهم كان يتقطع بمقص في الدنيا مقابل إنهم ينالوا الجزاء ده! 
وعاوزني انا بضعفي وغبائي أقول لربنا لا على قضائه؟ 
يمكن بلائي يبقى سبب نعيمي بعد كدا الحكاية كلها في الصبر بس.
والله ياشيخ من بعدها عمري ما شوفتها بتعيط على حاجة. 
هتصدقني لو قولتلك إنها اتجوزت وحصلها جرح في رجليها كان سبب في بترها وزوجها طلقها وكانت برضو بتقول الحمد لله! 
وكنت كل ما بفوت على غرفتها أسمعها بتقرأ خواتيم سورة البقرة وتنام.. أنا سخرت حياتي ليها، ودفنتها بإيدي بعد ما المرض هلك جسمها انا مكنتش زعلان إني بخدمها.. ياريتها كانت دامت. 
كان يتحدث وجسده ينتفض وصدره يعلو ويهبط، ظل بضع دقائق ياخذ انفاسه ثم اردف
" انا جاي أعرف منك فضل سورة البقرة ياشيخ عشان من يوم ما بنتي ماتت وانا بشوفها كل يوم على السرير بتقراها وكأنها عايشة وكل يوم بشوفها في الحلم لابسة تاج ورد أبيض وجنبها أنهار مية وبتقولي إنها مسبوطة "
انتهى الرجل من حديثه لقوم زين على الفور بجذبه داخل احضانه، اجهش الرجل فى البكاء مره اخرى وهو يشدد من احضان زين وكأنه يود بأن يستشعر وجوده إبنته
"حديث عبد الله بن عباس وفيه: أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
" الدنيا دي متسواش جناح بعوضه
وأحقر من إن حد يستنى منها صحة أو فلوس أو سعادة. 
أزرع صبر وحسنات عشان تعرف تسكن في مكان كويس بعد كدا"
شكره الرجل وظل يدعوا له، كم كان زين بحاجه ال كلامه لكي يعيد ترتيب ذاته 
كم الدنيا اصبحت صغيره فى عينيه، نحن من نحزن لأجل شيء لا يذكر ويغيرنا انهكه المرض ومازال صابرا يحمد ربه. 
______
"انا بحبك اووي اووي، مبقتش متخيله حياتي من غيرك" 
"وانا بحبك اكتر يا روحي ونفسي نتجمع فى بيت واحد" 
"مش قولتي انك هتيجي تتقدملي!!" 
اردف بخبث وهو يجيبها
"مانتي عارفه الظروف اللي انا فيها اول ما اجهز صدقيني هاجي اتقدملك على طول"
ظلوا ما يقارب الساعتين هكذا وكانت احديثاهم فيما يغضب الله، وكلامهم تجاوز الحدود، فهو واعدها بالزواج ويتحدث معها وكأنها زوجته
كان هذا شات بين المدعو ياسر و كانت الفتاه هي... 
إبتسم بسخريه عليها، هل هي تظن انه حقا سيتقدم إليها
هو فقط يتسلى، فإن فكر فى الزواج فسيتزوج بمن مثل حور، زوجه صالحه تصونه وتحفظ بيته وتربي اولاده، لكن ما المانع مع بعض العبث الى حين يحصل على ما يريد
حيث اصبح جميع الشباب مثل ياسر إلا من رحم ربي 
يخبرها انها يحبها وسوف يتزوجها وهي كالمغلفه تكون على تمام الثقه به، ثم يغدر بها بأنه لن يتزوجها، ولمَ يتزوجها وهو حصل منها على مبتغاه 
هو رجل ولن يضره شيئا من العبث مع الفتيات وهي الجانيه على نفسها، 
ولكن هل هذا سيدوم طويلا؟ 
__
اخرجت روان هاتفها لتكمل الروايه فقد مر وقت طويل ولم تقرأ كانت الروايه ممتعه بالنسبه لها وشيقه ايضا، كانت سعيده بسبب إعتراف البطل بحبه للبطله وكأنه اخبرها هي، اكيد نطقها هذا اللعين 
كانت تقرأ بشغف الى أن اتى مشهد رومانسي بين البطل والبطله كان الموقف اشبه ب "قبله" ثم تطور الامر بعض الشيء، صُدمت فىى البدايه فهي اول مره يحدث أن تقرأ مثل هذه المشاهد
شعرت بتسارع دقات قلبها، تخيلت الموقف وكأنها تراه 
توقفت عن القراءه، شعرت بالضيق هل هذه الروايات حرام؟ 
تركت الروايه ولم تكمل قراءتها حاولت الانشغال بقدر الامكان ولكن لا فائده، ظل الفضول يأكلها لمعرفه 
بقيه الاحداث
تسآلت هل هي حرام؟ 
جاء الرد فى عقلها على الفور "بالطبع لا" في مجرد كتابات وليست مشاهد متجسده على الحقيقه، القت نظره على المتابعين كانت الروايه تصل الى المليون مشاهده!! 
حسنا الجميع يقرأ هذه المشاهد، هذا يعني أن الامر معتاد
وسولت لها نفسها بتكمله الروايه 
كانت بقيه الاحداث طبيبعه الى أن جاء مشهد اخر يشبه الاول ولكن على اسوء بدأت تعتاد على الامر ذاته توقفت، ثم عادت المشهد مره اخرى وهي تتخيل نفسها مكان البطله اعجبت الروايه وظلت ساعات هكذا 
ما يشغل تفكيري هو أن الكاتبه ستأخذ ذنوب كل فتاه افسدتها تلك الكلمات الغير اخلاقيه، تهدف هذه الفئه من الروايات بجعل الفتيات يدخلن علاقه محرمه 
والاسوء وهو كم المشاهدات التي تحصل عليها هذه الروايات
(رجاءا يابنات الروايات اللي من النوع دا وحشه جدا وبلاش اقرأوها إن الروايات مكنتش هتفربكم لربنا متقرأوهاش ودا نادرا ما بيحصل، ولو قرأتوا روايه دينيه جددوا النيه وأقراوها بنيه التقرب الى الله وتشجيعكم على الالتزام) 
____
كانت ياسمين جالسه على هاتفها تتصفح بعض مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تقوم بنشر كل ما هو مفيد ويجلب لها حسنات وقد يفيد الفتيات 
تدعوا الفتيات الى الملابس الفضفاض وتتحدث معهم عن الله، تقوم بنصح هذا وإرشاد ذاك 
البعض يتقبل منها، والبعض الاخر يتجاهل "منشوراتها الدينيه" 
كان الامر طبيعي الى أن وجدت طلب مراسله 
فتحته وكانت الصدمه! 
___
عادت حور من عملها بعدما انتهت منه وهو تزفر بالضيق 
بسبب ما حدث اليوم من جون وكلامه عن ليث،هل هذا الليث معجب بها حقا؟ شعرت بالضيق والغضب فهي لا تحبذا من مثل ليث ولا ترغب بهم ك شخص للزواج منها 
تريده شخص حنونا، زوجا صالحا واب لأطفالها، تبني احلام ورديه وصفات معينه لفارس احلامها
دلفت الى المنزل وجدت رغد وابيها مازالوا يتحدثون القت عليهم السلام وجسلت بجوراهم بعدما قامت بتعرفيهم على بعضهم البعض
(مش محتاجه ياحور يختي رغد قامت بالواجب😂) 
صمت كلا من ابوها ورغد حتى شعرت حور بالريبه منهم
"فيه حاجه حصلت ولا اى؟" 
تمتمت حور وهي مازالت تنظر لهم بتعجب 
"بصراحه كدا جيالك عريس" 
تفوهت بها رغد بسرعه 
"نعممم" 
"ومش بس كدا دا جاى عشان تقعدي معاه بكره" 
القى العم محمد قنبلته فى وجهها بتوتر وهو يترقب رد فعلها
لم توافق حور ورفضت الامر بشده، هي لن تترك ابيها ماذا إن كان عريس الغفله هذا رفض أن تأخذ ابيها للعيش جواره، لم يسمع ابيها الى كل تلك المحاولات الفاشله للرفض، وصمم هو على رأيه وافقت حور حينما بدا بالسعال الشديد وتغيرت ملامح وجهه، خافت عليه بشده واضطرت آسفه للموافقه، 
مر اليوم سريعا ولم تذهب للعمل بسبب توترها وإستعدادها، تجهز له كم الأسآله التى ستسأله بها
جاء الوقت المنشود وسمعت صوت أبيها يناديها، رفضت أن تخرج بدون نقابها معلله انها إن تمت الخطبه فسوف تريه وجهها المره القادمه 
دلفت وجسلت جوار أبيها على إستحياء
شعرت حور أن الصوت مألوفا بالنسبه لها 
رفعت بصرها لترى من فكانت الصدمه
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
چوون!؟؟" 
ظلت حور بضع دقائق تُحاول إستيعاب الامر
نظر لها چون بدهشه وهو لا يعي من الامر شيئا 
قبل قليل
(فلاش بالك) 
دلف ليث الى المنزل ومعه چون، حيث طوال فتره تواجد جون فى مصر يمكث معهم، فهو صديق ليث منذ زمن
قام والد ليث بالترحاب به بشده فهو يعتبره بمثابه إبنا له، جلسو سوا وبعد قليل تحدث محمود 
"ليث عايزك فى موضوع مهم" 
"خير يابابا ان شاء الله" اجابه ليث وهو يشعر بالريبه من نبره والده، 
"فيه عروسه بنت واحد صاحبي هتقعد معاها بكره" 
"تاني يا بابا، مش حضرتك عارف ان الموضوع دا مقفول واني مش مستعد اتج...." 
"هتكسر كلمتي يا ليث، اقعد مع البنت وإن معجبتكش متكملش معاها" 
"من غير ما اقعد معاها مش هتعجبني" 
"بص يا ليث يابني ابوها يعز عليا جدا، وفيه واحد يعرفهم مصمم انه يتجوزها بالعافيه وهو مش كويس 
هي وابوها لا حول ليهم ولا قوه، كنت هجيبهم يعيشوا معانا وهو رفض، مفيش حل غير انك تتجوزها، ويسدي لو معجبتكش ابقى طلقها تاني" 
تمتم محمود وهو يجعل نبرته حزينه بعض الشىء لكى يوافق ليث ويرق قلبه
"وهو عشان بنت صاجبتك تضيع مستقبلي انا يا بابا؟" 
"اضيع مستقبلك اى بس هو انا هجبلك اى حد وخلاص، إن مكنتش واثق فيها مكنتيش جبتهالك....ولا انت بقى مبقتش واثق فى إحتياري!" اردف بحزن وهو يترقب رد فعله. 
"بس انا مش هقعد مع واحده معرفهاش" 
" مهو انت هتروح تقعد معاها عشان تعرفها" تمتم محمود بحديث مقنع، اما بالنسبه لليث يحاول الهرب من تلك الزيجه، ولكن فى نفس الوقت لا يريد حزن ابيه. 
"بابا انت عارف اني عمري ما كسرتلك كلمه بس المرادي مش هقدر و.." 
"لو مقعدتش معاها لا انت ابني ولا انا اعرفك" 
اردف محمود بصوت حازم وهو يجبره ويعلم أن ليث على استعداد أن يضحى باى شيء لاجله
نظر له ليث بصدمه، هل وصل الامر لهذا الدرجه يبدو أن ابيه مُصر على تلك الفتاه، كان سيهم بالصراخ ولكن لمعت فى عيناه فكره، اقترب من ابيه ومثل الطاعه وقبل يديه ثم تحدث بخضوع
"ماشي يابابا انت عارف اني مقدرش اكسرلك كلمه وهقعد معاها مخصوص عشانك، بس بشرط" 
"اى هو؟" 
"هروح لوحدي اول مره اقعد معاها واشوفها الاول ولو عجبتني هتيجي معايا المره الجايه، لو معجبتنيش مش هخطبها" 
"لييث" نطقها والده وهو ينظر إليه بشك. 
"يسدي متخفش هروح والله" 
"وانا واثق فيك، اقعدوا انتوا براحتكم بقى وانا هطلع اريحلي شويه" 
"لييث ماذا قولت، هل ستذهب الى رؤيه الفتاه بالفعل وانت لا تعرفها؟ هل فقدت عقلك ام ماذا" 
"بالتأكيد لن افعل" 
"ااذا كيف أخبرت والدك انك ستذهب؟" 
"لست أنا من سيذهب يا عزيزي إنه انت" 
تمتم ليث بخبث وهو ينظر لچون
"اه حسن... ماذااا، ماذا تفوهت واللعنه ليث" 
"انت من سيذهب چون، لست على استعداد للدخول فى مشاكل مع ابي، لذا انت من ستذهب وتتعامل بشكل طبيعي ثم اخبر ابي بانها لا تناسبني" 
"ولمَ لا تفعل انت هذا؟" 
"چوون قولت لن اذهب وانت من سيذهب" 
"اقتلني الاول لكي افعل، لم يحدث هذا الا على جثتي. 
" اخبرني ما رأيك بهذا الثوب ايهم كان اوسم عليّ! "
زفر ليث بحنق وهو ينظر له بغضب
"چون هذا الثوب الثاني عشر التى تقوم بقياسه، كل هذا وانت غير موافق، اخبرني ماذا ستفعل لو كنت موافق؟" 
"اووه ليث، من الممكن أن اعجب بالفتاه واتزوجها" 
لطم ليث على خده من كم الغباء الواقف امامه
اقترب منه وربت على كتفه
"جون حبيبي الم أخبرك انه لا يجوز لك الزواج من مسلمه؟" 
"اووه نسيت حقا... حسنا لا بأس هيا بنا" 
"بربك حقا؟ هل سنذهب لرؤيه الفتاه الساعه الثانيه بعد منتصف الليل؟" 
"اوو صحيح.. كان يجب علينا الذهاب فى الحاديه عشر.. لا بأس سننتظر الى الصباح الباكر
مر اليوم سريعا ولكن لم يخلو من غباء چون والذى جعل ليث يخرج عن شعوره، حان وقت الرؤيه، قام چون هو بقياده ثم توقف امام محل للحلويات
" لمَ توقفت؟ "
"بربك ليث هل سنذهب الى الفتاه ويدنا فارغه!" 
"لمَ أشعر وكأنك عريس بحق" 
"لانني بالفعل عريس" تمتم چون بلطف وهو يترجل من السياره ويقوم بهندمه ملابسه، دلف الى المحل وظل ما يقري النصف ساعه يختار نوعا من الحلويات، واخيرا انتهي قبل ان يُصاب ليث بجلطه
وبعد مرور ساعه من البحث وعلى وصف محمود وصلوا اخيرا 
"ستترك الهاتف على التسجيل، وستفعل كما قولت بالحرف، اقسم چون أن فعلت شيء احمق مثلك سوف اقتلع رأسك، والان هيا عزيزي اتمنى لك حظ موقف مع عروستك" 
اردف ليث وهو يلقى تحذيراته على چون والذى لم يكن معه من الاساس، كان يهندم ملابسه ويستعد للحوار فى عقله، دلف من السياره وهو يشعر بالسعاده وكأنه عريس بحق وظل ليث داخل السياره
وصل چون الشارع على الوصف، كان امامه منزلين ولا يدرى اي منهما منزل حور، وجد رجل يسير امامه هرول مسروعا الى نظر له الرجل بتعجب ليحمم چون ويتحدث بلغه عربيه فصحه
"هل لى بأن اعرف منزل العم محمد؟" 
"انت حقيقي ولا بجد!!" 
نطقها الرجل بدهشه وهو ينظر لملامح چون والذى يظهر منها انه ليس مصرى، وايضا نطقه للغه العربيه بطريقه غريبه
"لا افهمك، ولكني اريد منزل العم محمد" 
"ماعلينا اسمه اى عمك محمد دا عشان فيه كذا حد هنا اسمه محمد" 
"ماذا.. لا اعلم ما اعلمه فقط أن اسمه محمد" 
"والمفروض اني اشم على ضهر ايدي يعني" اردف الرجل بنفاذ صبر، وقف چون وهو يفكر فى الامر ثم تحدث مسرعا وكأنه وجد كنز. 
"انتظر انه والد الفتاه التى اريد خطبتها" تمتم چون ببلاهه وهو يبتسم وكأنه انتصر للتو نظر له الرجل بريبه ثم تركه ورحل وهو يتمتم ببضع الكلمات الغير مفهومه
"لا حول ولا قوة إلا بالله الشباب باينها اتجننت ربنا يشفى" 
"لمَ رحل هل قولت شيء خاطئ؟ سأذهب انا للبحث بنفسي" اقترب من احد المنازل ثم قام بالطرق على باب عده مرات، ليفتح له شاب فى الثلاثين من عمره 
إبتسم چون ببلاهه وهو يردف
"هل انت العم محمد؟" 
"لا انا والدته" اجابه الشاب بسخريه وإستهزاء، هل يبدو كبير للحد الذى يجعله عم، إن تغاضينا عن طريقه حديث چون. 
"معذره... لم افهم" 
"لأ ياعم دا مش بيت العم محمد بتاعك.. البيت اللي جنبنا دا" 
شكره چون ثم توجه للمنزل التى اشار عليه الشاب
قام بالطرق على الباب فلم يُجب احد، لعيد الطرق اكثر وبضربات قويه على الباب
"جايه ياحيو'ان اللي على الباب اييه حد قالك اننا قاعدين جنبه" 
كان هذا صوت رغد وهي تتوجه تجاه الباب بعدما ارتدت حجابها، قامت بفتحه لتجد چون امامها، إبتسم لها چون ببلاهه وهو يظنها العروس 
"مرحبا، هذا بيت العم محمد اليس كذلك؟" 
طالعته رغد بصدمه وملامح الاستياء ظاهره عليها
"اى دا انت مدبلج؟" نطقتها رغد بريبه
"لا لست كذلك، اعني انا احب اتحدث هكذا" 
اجابها چون بتوتر لتنظر له رغد من الاعلى لاسفل
"ادخل ادخل دا انت حور هتعمل منك كفته" 
تمتمت رغد بصوت منخفض وهي تفصح له الطريق 
دخل وجلس على اقرب مقعد له، ثم اتى والد حور وهو جالس على كرسى متحرك ورغد تقوم بمساعدته
رحب بچون وهو ينظر له بتعجب، واضح من ملامحه أنه ليس مصرى. 
"اهلا بالعم محمد، سعيد جدا لرؤيتك، لقد أتيت لخطبه فتاتك تلك" كان يتحدث وهو ينظر لرغد. 
"أنت فتاه جميله للغايه، لا بل انتِ الاجمل على الاطلاق، انتِ اجمل فتاه رأتها عيني" 
كان كل هذا تحت مسامع ليث الذى سبه وهو يلعنه من بين انفاسه 
"اه يا چون ال***
نظر له والد حور ورغد بدهشه، ف رغد اقل ما يُقال عنها "عاديه الملامح" ذو بشره قمحاويه وملامح بسيطه، ما يميزها هي تلك "الغمازات" الثى تزين تغرها، وعيونها الواسعه ورموشها الكثيفه بعض الشىء
"بغض النظر عن كل الافوره اللي قولتها دي، بس انا مش العروسه اصلا" 
"ماذا، الست العروس..هذا جيد.. انتِ فتاه قبيحه ولا تروقى لى" 
"بقى انا قبيحه يعديم النظر يلى مبتفهمش يابن رباط الجذمه" اردفت رغد وهى تقوم بسبه، ليتفاجيء چون منها
"الا يكفيكي أنكِ قبيحه وايضا سليطه اللسان!!" 
كانت ستنقض عليه ولكن منها والد حور وهو يضحك بشده عليه وعلم أن هذا صديق ليث كما اخبره محمود...حيث كان على تمام الثقه بأن ليث لن يذهب
"انت اسمك اى يابني" 
"چون" أجابه چون بتلقائيه 
"بس اللي اعرفه أن محمود إبنه اسمه ليث مش چون" 
نظر له چون بتوتر وإبتلع ريقه وهو يسمع سب ليث له وهو يتوعده بعدما يعود على كم الغباء الذى يمتلكه
لم ينقذه من الموقف سوى حور الذى دلفت وهي خافضه بصرها، لم يتعرف عليها چون فى البدايه، ف حور لم تقوم بتغطيه عينها كعادتها،وترتدي فستانا بسيطا فضفاضا باللون البني عكس تلك الملحفه التي ترتديها دائما 
ومجرد أن رأت چون علت ملامحها الصدمه
"چون؟؟"
ظلت حور بضع دقائق تُحاول إستيعاب الامر
نظر لها چون بدهشه وهو لا يعي من الامر شيئا 
"هور ماذا تفعلي هنا.." 
"هذا بيتي، ماذا تفعل انت؟" 
كان ليث يستمع للحديث بصدمه وعلى وجهه علامات الدهشه، هل الفتاه التى اراد ابيه أن يخطبها ليه هي نفسها حور؟؟ فتح ليث بابا السياره وهرول منها دون حتى أن يغلقه تجاه بيت حور... 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ازيك يا ياسمين" 
قام بإرسالها على تطبيق"الفيس بوك"
إنتظر دقيقه واحده ثم قام بحذفها، شعر انها غير مناسبه 
تصفحت ياسمين "طلبات المراسله لتجد رساله من حاسوب عمر محذوفه، شعرت بالفضول لمعرفه ما الذى جعله يحادثها، تجاهلت الرساله ثم بدا الفضول يأكلها لتصفح حسابه، نجحت فى ذلك وقامت بإغلاق الهاتف كي لا تتصفح حسابه، شعرت بالسعاده لكونها إنتصرت على ذاتها، ولم تسول لها نفسها هذه المره بفعل المعاصى وإتباع شيطانها
اما عن عمر فظل يشعر بالتوتر، هل رأت رسالته قبل أن يقوم بحذفها، هو يريد محادثها، يشعر بإلانجذاب نحوها فهي مختلفه عن غيرها من الفتيات
يعلم أنه لن حادثه ولكن هو فقط يريد التعرف عليها كي يعرف طباعها، فإن كانت تناسبه سوف يتقدم لها، هو لا يحبذ فكره ما يسمى" بزواج الصالونات" كيف سيعيش معها بدون حب، ف اساس الزواج الصحيح هو القائم على الحب والناجح من وجه نظره،ما المشكله فى أن يحادثها كي يعرفوا بعضهم البعض وإن راقت له سيوف يتقدم لخطبتها، ولكن ياسمين معقده بعض الشىء
مسكين لا يعلم قوله تعالى"ولا متخذان أخدان" وقوله تعالى"ولا تواعدهن سرا"
سيحاول معها مره آخرى ولكن كيف،هو لا يعلم نوعيه ياسمين لمعت فى عيناه فكره وهو يبتسم بخبث
فتحت حسابه مجداا ثم قال بكتابه بعض الرسايل لها
"السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، ازيك يا آنسه ياسمين 
انا مش داخل اكلمك عشان اتسلى او حاجه غلط، عارف انك ملتزمه ومش بتكلمى ولاد وكمان بتقيمي الليل وبتصومي اتنين وخميس ماشاء الله عليكِ، انا بس هبعتلك فديوهات دينيه تشجعك ومنها اخد ثواب ومش هكلمك فى اى حاجه خالص وآسف على الإطاله" 
قام عمر بإرسالها الى "ياسمين وهو ينتظر رد فعلها على احر من الجمر،بالطبع ستقتنع بحديثه وستسعد لاجل ذلك أيضا
وجدت ياسمين إشعار" لطلب مراسله "قامت بفتحه لتجده من عمر أيضا، قرأت الرساله عده مرات للتأكد منها، هل يظنها هذا مغفله لهذا الحد،هل يظن انها فتاه سهله لهذا الحد، إنفعلت ستهم بالرد عليه هذه المره
"هو حضرتك فاكرني مغلفه لدرجه دي،وفديوهات اى اللي هتبعتهالي، هعجز اني اجيب فديوهات من على النت اى 
ياريت حضرتك متبعتليش تاني والا هقول لزين ووفر محاولاتك دي لحد تاني" 
قرأ عمر كلماتها بفاع فارغ، صُدم من رد فعلها، لو كانت فتاه اخرى غير ياسمين لقبلت الامر بصدر رحب،شعر بالانجذاب اكثر نحولها فكما يقولون "الممنوع مرغوب" 
ياسمين فتاه محافظه على ذاتها وهو ما يميزها وما تفتقده كتير من الفتيات، ولكن ذلك لم يمنع فكره انه مازال يريد محادثتها، سوف يحاول مررار وتكرارا الى أن تقع فيه حبه تلك الياسمين، يقسم انه لن ياحدثها فى شيء ضار هو فقط يريد التعرف عليها اكثر 
اما عن ياسمين بقت تنظر الى ما قامت بإرساله، هى لم تخطئ وفعلت الصواب وإن كان سوف يحادثها فى الدين فى البدايه فلن يستمر كلامهما كثيرا وسوف يذداد الامر سوء، وجدت رساله من عمر مره اخرى، قامت بفتحها
"انا آسف مش هبعت ليكي حاجه تانيه، مكنتيش اقصد ونيتي كانت خير،لكن انتِ كنتي ممكن تردي برد الطف من كدا عشان انا نيتي مكنتش وحشه، بشوفك بتنزلي فديوهات وحاجات دينيه قولت اساعدك واشارك معاكي، بس تمام حصل خير وشكرا جدا على ردك💔" 
شعرت ياسمين بأنها اخطأت، كان يجب عليها أن ترفض بذوق وشعرت ان عمر نيته صادقه،فإن كان يريد محادثه فتاه والتسلى بها لمَ كان سيذهب لياسمين وهو يعلم انها لم تفعل، هذا ما كان يدور فى عقل ياسمين، لا تعلم أن الشباب يحاولون محادثه الفتيات التى لا يحادثن احد وانها تكون لهم فقط ك تحدى لا أكثر 
"انا آسفه على كلامي بس انا طريقتي كدا عموما حصل خير وانا مش محتاجه حاجه عشان مينفعش كلامنا سوا ، واسفه اني آسات فهمك، عن أذنك عشان هقفل ومينفعش كلامنا اكتر من كدا" 
"كلمات بسيطه ولكن كان لها اثر على عمر حيث شعر ببدايه الانتصار إبتسم بخبث واردف بفرحه عارمه
" شكرا ليكي يا آنسه ياسمين على تفهمك ليا، وبراحتك وانا عموما مش هكلمك تاني "
قرأت ياسمين رسالته وشعرت بالإرتاح من كونه لن ياحادثها، وإن حادثها لن تُجب عليه مره اخرى. 
(عايزه اقول حاجه اغلبكم هيشوف رد ياسمين كويس، لكن اللي عايزه اقوله إن ياسمين غلطت مكنش المفروض انها ترد عليه خالص او تعمل بلوك لان دا كان سبب انه ترد عليه وبدايه كلام ليهم، اتمنى تنتبهوا يابنات من تفكير الشباب، لو عمر شاب كويس ونيته خير مكنش بعتلها من الاول بس احنا بتسول لنا نفسنا بالمعصيه وبنعملها) 
_____
دلف ليث الى المنزل بسرعه كبيره ولم ينتظر أن يطرقه وفتح الباب على مصرعيه
نظر له الجميع بدهشه وخاصا حور
نظرت له رغد بغضب وهو تردف: 
"انت مين ياجدع انت داخل زي الطور الهايج ليه كدا حد قالك انها زريبه من غير بواب؟" 
"اعتقد تسمى بمثال شعبى" بوابه من غير بواب؟ 
قالها چون وهو يعدل من نظارته
"اسكت انت ياض ياملون لما نشوف البلاوى اللي بتتحدف علينا دي" 
"باااس استكوا انتوا الاتنين، وانت ادخل يابني اقعد ارتاح" 
كان كل هذا تحت انظار حور التى الجمتها الصدمه، ماذا يفعل ليث هنا، لم يترجم عقلها سبب وجوده بعد، 
اما عن ليث وقف مصدوم امامها، فقط كانت حور ترتدي فستانا بسيطا باللون الغامق وهذه اول مره يراها بهذه الملابس، وكانت تكشف عيوتها، عيونها زرقاء بشده فحور ورثت عيونها عن والدتها 
وعلى الرغم من انها ترتدي النقاب وملابس فضفاض الا أنها بدت فاتنه للغايه، شعر حور بالغيره تعصفه هل رآي چون عيناها الفاتنه تلك، لا بأس سوف يقتلع لجون عيناه هو لن يسمح لاحد مجددا رؤيه عيناها حتى إن حُرم هو ايضا منها، الى أن تصبح له فقط!! عند هذا الحد توقف عقل ليث عن العمل، هل هو بالفعل سيوافق على الزواج 
هو بالتأكيد لن يسمح لاحد بإلاقتراب منها ولكن هل هذا يعني انه سوف يوافق عليها
"انت ليث صح" 
نطقها والد حور وهو ينظر له بتمعن
"اايوه انا' رادف ليث بغرور شديد لا يناسب هرولته منذ قليل
" اى ياض التقل والغتاته اللى ليك دي"
تمتمت رغد بصوت حانق لينظر لها ليث بنظرات حارقه 
"ممكن افهم اى اللي بيحصل، وحضرتك يا استاذ ليث بتعمل اى هنا وكمان استاذ چون" 
"استني يابت انتِ عارفه الاشكال النضيفه دي منين"
أجابتها رغد بصوت منخفض وهو تقترب منها
"سوف اشرح لكِ هور الحقيق..." 
"انا العريس وچون كان جاى معايا بس سبقني" 
اردف ليث بهدوء شديد وهو يتحدث بثقه
"بس انا مش موافقه" 
اجابت حور بحنق وهى مازالت لا تستوعب بعد،هل مديرها المغرور تقدم لخطبتها
"مش مهم توافقي او لا" 
اجابها ليث بهدوء وثقه وهو مازال على نفس وضعيته تلك
ولا كأنها لم تقم برفضه منذ قليل. 
"تصدق وتؤمن إنت متفرقش كتير عن الكرسى اللي انت مرزوع عليه دا، وهارى بوتر اللي متلقح هناك دا ومكنتش طايقاه طلع عنده دم عنك" 
"احم اشكركِ" قالها چون بلطف شديد وهو يعدل من ياقته 
"رغدد عيب كدا قوموا يلا خلينا نسيبهم لوحدهم شويه، وانتِ يا حور مينفعش كدا اقعدى مع الراجل شوفيه من امتى واحنا بنتعامل مع الناس كدا؟'
" اسفه يابابا"
"قوموا يولاد نقعد بعيد شويه عشان ياخدوا راحتهم
قامت رغد بحنق وهو تنظر لليث بتوعد وهى تساعد والد حور وبقى چون جالس مكانه
" وانت يا چون ياحبيبي مش هتقوم معاهم ولا اى"
"ولكني اود السماع الى حديثكم" 
نظر له ليث بطرف عينه بنظرات حارقه ليقوم چون هو الاخر
"اه حسنا سوف اقوم فقد تذكرت شيئا، هذه الفتاه سليطه اللسان لا اتذكر اسمها نسيت أن اخبرها شيئا،خذوا راحتكم
" ليه انا؟ 
كان هذا اول سؤال وجهته حور لليث 
_______
" قولولى ايه اللي انتوا عملتوه النهارده يدُل على أنكم لاتقدموت على الله عز وجل في قلبكوا أحد ؟
كان هذا السؤال صادر من ليث وهو يجلس حول بعض مجموعه من الشباب بعدما انتهي من محاضرته
قام احدهما برفع يده
"انا بخلص كليه يومياً الساعه 6 وعلي ما بوصل بيتي بتكون الساعه بقت 8 بنام وبصحي الساعه 11 عشان ابدأ مذاكره و بفضل مطبق لتاني يوم عشان حاجه واحده بس عشان صلاه الفجر متضيعش عليا وأصليها في وقتها بالظبط ، فبنام يومياً 3 ساعات بكون مرهق جامد بس مش مهم المهم هو يكون بيحبني ..." 
_رفع شاب اخر يده
" أنا عندي 23 سنه ، بحبها من وانا عندي 13 سنه ، بقالي 10 سنين ، بقالي 10 سنين هموت وأكلمها ، وبالفعل جات فرص كتير اني اكلمها واعترفلها بحبي بس كنت بقول لنفسي هحبها ازاي اكتر من ربنا ماهو لو كلمتها وقولت ليها هكون حبيتها اكتر لان كده هكون عصيته مستنيها في الحلال
وعذابي في إني ابعد عن الحرام واللي بيغضبه عشان يحبني دا بالنسبالي حاجه عذبة والله"
تحدث شاب آخر
" والدي متوفي ووالدتي مريضه كانسر ،وانا الابن الوحيد ليهم انا في 2 هندسه بخلص كليتي وبروح اشتغل في المطاعم او سواق علي تاكسي طول الليل عشان اصرف عليها ومش اخد من معاش بابا اي حاجه عشان بحوشه عشان اطلعها العمرة اللي هي نفسها فيها كنت 90 كيلو وخسيت ل55 كيلو من قله النوم والتعب والارهاق بس مش مهم كل دا المهم رضاها عني عشان مجرد مابترضي عني بحس برضاه عني ..."
كان هذا حديث البعض منهم، شعر زين بالفخر منهم، احس بأن ثمره مجهوده لن تضيع 
ظل يتحدث معهم لبعض الوقت ثم إستئذن منهم ورحل
وقبل أن يدلف الى المنزل توجه الى محل البقاله اولا لكي يشترى بعض الحلوى ل "ياسمين" 
وقف لكى يشترى ولكن لفت إنتباهه ولد لا يتخطى الشعر سنوات يتذمر وبجانبه رجل كبير وكان الحوار ك الاتي
" بنت رفعت ايدها "
-انا بختم القران بقالي 3 سنين كل 15 يوم مره مش رياء بس  حبيت افهمكم انكم تقدروا ، مفيش حاجه صعبه ... بقالي 3 سنين يعني بقالي 36 شهر مع القران مفرقتوش ..
" شاب رفع إيده "
-ليا ميعاد معاه كل يوم الساعه 1 الصبح  بروح ابكي بين ايده زي الطفل اللي عنده 5 سنين  وبترجاه يرزقني الفردوس مش بس الجنه ، انا بالنسبالي قيام الليل فرض سادس
" بنت رفعت إيدها " 
- انا مش مهم ايه اللي بعمله بالظبط بس والله وبالله وتالله لن أتنازل عن حُسن الخاتمه  وهيجي اليوم اللي هيتقال فيه فازت ورب الكعبة.
- انا سألت نفسي وقتها نفس السؤال ، ملاقيتش إجابه مقنعه ليه ،حسيت ان لسه كتير اوي عن الجنه ،فمبالك باللي باصص على الفردوس 
 كيف تزعم حُبه ! ان المُحب لمن يُحب مُطيع " 
ناس بتدور على أي منزله من الجنة، وناس تانية بتقسم إنها مش هتتنازل عن الفردوس. 
عارفين ايه الفرق ؟
 إن إحنا بنبص على اللي بيعملوا معاصي، وبنقارن نفسنا بيهم، وبنقول إحنا أحسن من غيرنا، بس دول باصين على الصحابة وبيتحدوا نفسهم عشان يبقوا زيهم. 
الفرق كبير أوي والله..
شعر زين بالفخر الشديد منهم وقد جنى ثمره مجهوده
ثحدث هو معهم بعدما قام بمدحهم والثنى عليهم
"هقولكم انا بقى ع بعض الامور الذياده صدقونى حياتكم هتتغير تماما
هقولكم على 10 حاجات خلوهم في يومكم لمدة 21 يوم، وإن شاء الله حياتكم هتتغير للأحسن صدقنوني زي ما بقولكم هتتغير تماما 
1. الفروض الـ 5 في وقتها وسنن الصلاة. 
2. ورد قراءة القرآن على الاقل 10 صفح في اليوم، كدا هتختم الجزء في اليومين ولو الورد زاد يبقي جميل
3. قيام الليل وسورة الملك وآخر آيتين من سورة البقرة
 وتنام على وضوء عشان في ملك هيفضل يدعيلك. 
4. صلاة الضحى عشان تاخد ثواب 360 صدقة
5. الصلاة على النبي مش أقل من 200 مرة 
6. لا حول ولا قوة إلا بالله مش أقل من 100 مرة.
7. الباقيات الصالحات، سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر، مش أقل من 100 مرة.
8. ورد استغفار يومي مش أقل من 1000 مرة. 
9. سورة الإخلاص 3 مرات عشان تاخد ثواب القرآن 
10. أذكار الصباح والمساء، وأذكار بعد كل صلاة. 
خليهم على صفحتك علشان تفتكر وتكون صدقة جارية ليك بالمرة..
صدقني حياتك هتتغير تماما.." 
جلس بعد إنتهاء المحاضره يتسامر معهم ويضحك مع هذا ويشاكس هذا كي يالفوا وجوده، وبعد قليل قادر 
كان سيتوجه الى المنزل ولكن اتجه اولا الى محل البقاله كى يجلب بعض الحلوى ل ياسمين
لفت إنتباهه حديث ولد لم يتخطى العشر سنوات بعد برفقه رجل عجور ظهر الشيب على رأسه وكان الحوار ك الاتي
"بس انا عايز اللعبه دي يا بابا" 
"ياحبيبي دي ب 10 جنيه وانا مش معايا غيرها هنجيب بيها علبه جبنه لاكل بكره" 
"مليش دعوه انا عايزها" 
ظل الصغير مصمم على موقفه وهو متمسك بتلك اللعبه بشده، وقف الرجل وهو لا يدرى ماذا يفعل
"الارزاق بيد الله، وكل رزقك على الله وهو هيجبلك لعبتك لحد عندك" 
"طب ما توكل انت رزقك على الله وتجبلي اللعبه وهو هيجبلك اكلك بكره" 
ظل العجوز واقف مكانه، كلام الصغير صحيح، وافق لانه ليس امامه خيار اخر، فالولد كان حديثه مقنع وهو من اقنعه بهذا
قام الصغير بشراء تلك اللعبه، والذى من فرحته بها لم ينتظر أن يصل الى المنزل وقام بفتحها ليجد بها ورقه ب 100جنيها، صرخ الولد بفرحه وهو يضحك بشده
"شوف ياسيدي كنت محتاج عشره جنيه ربنا بعتلك 100،كل العيال وللي بتشترى اللعبه دي بيكسبوا لبانه ولا مصاصه، اول مره حد يكسب 100جنيه" 
اقترب زين منهم وهو يردف.. 
_____
كانت روان تجلس وهي تقرأ روايه اخرى بعدما انتهت من تلك الروايه، الصبح الامر روتيني بالنسبه لها، اصبحت تلك المشاهد الجريئه مألوفا لها
كانت تقرأ بإستمتاع شديد وتسليه، فقد أملت فراغها تلك الروايات، الى أن توقفت عن القراءه بصدمه عند هذا المشهد، فقد تخطى هذا المشهد ما سبقه، فكان يصف ما يحدث بين الزوجين بشكل مفصل بحجه انه مشهد رومانسي، 
بقيت متصنمه مكانها ودقات قلبها تذداد، هل وصل الامر الى هذا الحد،ظل جسدها يرتعش
وبقيت تتخيل بعض من هذا المشهد الذى لم تكمله
شعرت وكأن قراءتها له افقدها براءه عقلها
سقطت دمعه حارقه منها وهي تشعر الذنب
قام احدهم بالطرق على باب غرفتها، لينتفض جسدها 
وتركت الهاتف من يدها مسرعه وقامت بمسح دموعها
دلفت ياسمين الى غرفتها، لاحظت ياسمين بعض من الدموع على وجهها، لتسألها بحيره
"مالك يا روان اى اللي حصل؟!" 
______
كان يجلس بجوار بعض من اصدقائه وهو ممسك بهاتفه ويقوم بمراستلها ويتغزل فى جمالها بعدما أصر عليها أن ترسل له صورها بملابس كاشفه بعض الشىء
"ايوه ياعم بقى الله يسهلك قاعد تكلم القطه وسايبنا، شكلك وقعت" 
قالها أحد اصدقاء ياسر وهو يرتشف من مشروبه
"وقت اى ياعم انت انا قاعد بتسلى واحده ر'خيصه قدامي وحلوه، اضيعها ليه من ايدي" 
"ممش سهل انت يا ياسر" 
"انا يوم ما افكر فى الجواز مش هتجوز غير حور" 
نظر له احد اصدقائه بتوتر وهو يتحدث
"انا سمعت كدا يا ياسر ان فيه عريس عندهم دلوقتي" 
وقع الكلام على ياسر كالصاعقه ليقوم بكسر تلك المنضده التى امامه وهو يردف بشر بعدما قام من مكانه...
"لو الكلام دا صح يبقى هم اللي جنوا على نفسهم" 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ليه انا؟" 
كان هذا اول سؤال سألته حور لليث
لم يجب ليث وظل بعد الوقت صامت،ثم أردف
أراد ليث أن يخبرها أنها هي من لفتت إنتباه، من إستطاعت أن تفعل من فشل فيه الكثير، بالرغم من تحفظ حور فى حديثها من اى شخص وملابسها الا انها أستطاعت ان تجعله متيم بها
"لقيتك بنت مناسبه الى حد ما ليا" 
اجابها ليث بتلك الكلمات واخفى ما يشعر به
فهو من الاشخاص الذين يعتقدوا أن الحب قد قلل من شأنهم
"بس حضرتك متعرفنيش" 
"الخطوبه اتعملت عشان نعرف بعض" 
"بس انا مش موافقه!" 
"اوبشن الموافقه او الرفض مش متاح ليكي، مش هسيبك لحد غيري" 
"كان ممكن توصل نفس الكلام بس بطريقه تانيه، لكن غرورك اللي مطلعك السما ميسمحلكش" 
اردفت حور بغضب وهى تجيبه بحنق
"معاكي حق لكن انا طريقتي كدا" 
"وانا مش مجبرك اتحملك ولو وافقت هسيبك عادي" 
قد تبدو جمله عاديه مكونه من بضع كلمات لكن كان تأثيرها قوى على ليث، هل ستتركه هى الاخرى؟ لا لن يسمح بها حتى إن ارادت هى، لن يكرر نفس الغلط ويشعر بذلك الشعور مره اخرى
تحدث ليث ببرود
"مش بمزاجك ياحور، ليث بتاع زمان كان ممكن يسمحلك لكن ليث اللي قاعد قدامك مبيكررش غلطه مرتين" 
لم تفهم حور من حديثه شيئا كان يتحدث بغموض وعيونه تطلق شرار،كانت حور من داخلها تشعر بالحزن، هي لا تريد ليث زوج لها ولا اب لاطفالها ومجبره على الجلوس معه أيضا
"اظن دي رؤيه شرعيه، يعني نسأل بعض وكدا وكمان...من حقى اشوف وشك.." 
عند هذا الحد توقف عقل حور هل سيرى هذا المغرور وجهها، من أخفته لسنين ستريه بتلك البساطه وهي فى الاساس سوف تقوم برفضه، حسنا هي تعلم أنها رؤيه شرعيه ومن حقه وليس حرام، لكن هى غير متقبله للفكره
فهى تريد أن لا يرى أحد وجهها غير من سيكون زوجها
"اتفضل حضرتك أسال، وبخصوص انك تشوفني لو حصل نصيب ان شاء الله هتشوفني" 
تعجب ليث من حديثها، منذ قليل كانت ترفضه والان تتحدث بشكل طبيعي، حاولت حور أن تعطيه فرصه اخرى كشخص لا تعرفه حتى لا تندم فيما بعد او يكن هو الشخص المناسب وعوضها وهي ترفضه.. هكذا فكرت على الرغم من أن ليث لا يبدو عليه الالتزام، الا أن حور اعطته فرصه اخرى لاثبات نفسه 
"زي ما انتي عارفه انا ليث العمرى.. عندي مجموعه شركات تبع والدي وانا اللي بديرها.. عايش انا ووالدي بس و... ووالدتي.. متوفيه.. بس"
"بتصلى؟" 
"اعتقد دي حاجه بيني وبين ربنا متخصنيش!؟" 
"اللي بسأله ممكن يكون زوجي ودا هيخصني..انت مش هتكون مجرد زوج بس.. هتكون اب لأولادي، لما اقول لابني قوم صلى وهو شايف ابوه مش بيصلى الابن طبيعي بيكون واخد ابوه قدوه ليه طبيعي مش هيصلى،هيقولى ما بابا مش بيصلى، وانا هدفى الاول من الزواج اني اطلع ذريه صالحه" 
كان حديث حور مقنع لحد كبير، شعر ليث بأن هناك فارق كبير بينها وبينه، هي ملتزمه، وهو ابعد ما يكون عن الالتزام رغم كون أبيه رجل ملتزم ليس له حجه
"مش هتكوني غير ليا يا حور" 
_____#روان_الحاكم__________
قام چون بأكل اخر قطعه حلوى تبقت فى العبله بتلذذ 
"إنها حقا اكثر من رائعه.. أشعر بأنني أريد المذيد" 
"قوم كلني احسن.. كلت الحلويات اللي جبتها معاك يا معفن" 
"لا بأس سوف اشترى المذيد من الحلوى القادمه لكِ المره القادمه" 
"وهو انت ناوي تيجي تاني انت وصاحبك واللي جوه دا؟لولا عمى محمد منبه عليا كنت طردتكم" 
"لا وانتِ ماشاء الله عامله إعتبار لعمك محمد.. امال لو مكنتش منبه عليكي.. كنتي عملتي فى الناس اى" 
أردف والد حور بسخريه على حديث رغد
نظرت له رغد ثم هبت واقفه
"مهو انت شايف بنفسك البلاوى اللي بتتحدف علينا.. رايح تحيب للبت واحد مناخيره فى السما والتاني طالعلنا من كرتون وطفح كل الحلويات اللي جابها" 
"عيب يا رغد اقعدي واتكلمي بصوت واطي.. والناس ضيوفنا مينفعش" 
شعرت رغد بالحرج لان صوتها مرتفع بعض الشى
ولكن، فهي شخصيه جريئه لا تخشى احد وأيضا سليطه اللسان مثلما قال چون وتقول دائما إن إعترض أحد على حديثها "اللي فى قلبي على لساني" وهذا خطأ يجب أن نفكر دائما قبل أن نتحدث، فلا تدرى ماذا تفعل كلمتك على من امامك لذا إنتبه دائما على كل كلمه تخرج منك قبل أن تنطقها
خرج ليث من الحجره وهو يقترب منهم ببرود
"أن شاء الله هاجي بكره انا ووالدي ياعم محمد نقرأ الفاتحه" 
"هو حد قالك انها جا'موسه وجاى تشتريها.. مش لما البت توافق عليك الاول" 
تمتمت رغد بحنق وصوت مرتفع ليصل الى ليث الذى أخذ يطالعها ببرود ولم يعيرها اى إنتباه ليجن جنون رغد أكتر
 "هستأذن أنا بقى وزي ما قولت لحضرتك هنيجي بكره" 
________#روان_الحاكم________
"مالك ياروان انتِ عايطه؟"
توترت روان ولم تدرى، أتخبرها سبب بكائها ام لا
حاولت إستجماع شجاعتها ثم تحدثت
"انا بعيده اوي يا ياسمين، كل مره بقول هرجع وهلتزم مش بقدر، انا ضعيفه اوي قدام شهواتي، وكل مره بحلف اني مش هرجع للذنب برجع ليه تاني، حاسه ربنا مش بيحبني يا ياسمين... انا بحاول.. بس مش قادره 
الالتزام طلع صعب اوي.. خايفه اموت وانا بعيده عنه" 
"مين قال انه مبيحبكيش، لو مبيحبكيش مكنتيش زمانك قاعده بتعيطي دلوقتي، دموع الندم ع الذنب دي فى حد ذاتها حاجه حلوه...جاهدي نفسك وابقى عن المصدر اللي بيخليكي تعملي الذنب، ربنا قبل ما يقول لسيدنا آدم متاكلش من الشجره قاله متقربش منها، لان سبحانه وتعالى عليم انه لو كان قرب من الشجره كان كل منها عشان الانسان ضعيف قدام شهواته مش حجر
عشان كدا ابعدي عن مصدر الذنب قبل ما تفكري تبعدي عن الذنب نفسه، متحطيش نفسك قدامه وتقولي مش هعمله.. مستحيل تقدري تقاومي وطول ما هو قدامك هتضعفي وتعمليه" 
كان حديث ياسمين يبث الطمأنينة على قلب روان
ف ياسمين من الاشخاص اللينه، ف إن كانت فتاه اخرى غير ياسمين حديثها معقد ومشدد لم تكن روان للتأثر بحديثها، 
"طب وابعد ازاي عن مصدر الذنب!؟" 
"على حسب الذنب اللي انتِ بتعمليه دا اى، يعني مثلا لو كان غيبه ونميمه يبقى مقعدش مع صحابي اللي بيغتابوا الناس وابعد عنهم، لو الذنب دا على الموبايل يبقى اسيبه او اقفله لو تطبيق على فديوهات وحشه اشيله، تطبيق زي الواتباد بقى عليه روايات مش كويسه الا من رحم ربي يبقى احذفه لو انا مش هقدر امنع نفسي من اني اقراهم، 
لو الذنب دا لما تقعدي لوحدك يبقى متقعديش لوحدك، وكمان متخليش عندك وقت فراغ لان الفراغ هيخليكي تفكري فى المعاصى وشيطانك يوسوسلك" 
"طب ولو ضعفت وعملت الذنب تاني.. ربنا مش هيسامحني؟" 
"إن مقدرتيش تمنعني نفسك من الذنب متمنعيش نفسك من التوبه، متتهزميش مرتين، كل ما تذنبي استغفري وقومي صلي ركعتين توبه، هقولك على قصه بسيطه، الوحيد اللي الشيطان مكنش بيقدر يقرب منه ولا يوسوسله هو سيدنا عمر، لان المعادله معاه كانت خسرانه، لو الشيطان بس وسوسله بذنب معين، من قبل ما يفكر يعمله كان بيعمل اضعافه حسنات وهكذا وكل ما الشيطان يوسوسله سيدنا عمر يجهتد اكتر لحد ما الشيطان يأس منه خالص وبقى لو شافه فى طريق بيلف من الجنب التاني عشان هيخسر معاه، احنا كمان لازم نعمل كدا إن عملتى ذنب اعملى ضعفه حسنات فهمتيني كدا!" 
"ايوه.. خليكي شويه وهرجعلك" 
تركتها روان ثم ذهبت الى المرحاض توضأت ثم صلت ركعتين توبه لله عزمت فيهم على عدم الرجول تلك المعصيه، فرحت ياسمين بها بشده، روان مثل كثير من الفتيات تحاول وتجاهد نفسها، تنتصر تاره... وينتصر الشيطان تاره اخرى، ولكن يبقى الاهم من سيفوز بالنهايه ومن سيصمد الى الابد!؟ 
"هي الروايات حرام؟" 
تسآلت روان بهدوء لياسمين بعدما إنتهت من صلاتها
"بصي يا روان كل حاجه فى الدنيا هتلاقى منها الحلال والحرام، مينفعش احكم على حاجه معينه كدا واقولك كلها حرام او اقولك كلها حلال، زي التلفيون مثلا، مينفعش احكم عليه حلال ولا حرام لانه هيتوقف على حسب استخدامك ليه، ممكن تجيبي عليه فيديوهات دينيه وتستفيدي ويكون سبب التزامك.. وممكن يبكون سبب بعدك عن ربنا لو استخدمته غلط" 
"انا فاهمه دا، بس مفهمتش كدا الروايات حرام ولا حلال!؟ 
اردفت روان وهى تعيد السؤال ذاتها، كانت ياسمين تحاول بقدر الامكان شرح الموضوع له بشكل مبسط حتى تفهمه ولا تبدو ياسمين معقده كى لا تنفر روان منها، خصوصا أن روان مازلت لم تلتزم بالشكل الصحيح بعد. 
"بصي ياروان مقدرش احكم ع حاجه حرام فى المجمل وممكن يكون منها حلال بس لو هنتكلم عن الروايات اللي موجوده حاليا ف دي متنفعش وزيها زي الافلام والمسلسلات بالظبط، وفيها مشاهد كتير اوي غلط والكاتبه هتتحاسب على كل حرف بنت قرأته، وكمان بتفسد بنات كتير وبتخليها عايزه تحت وتتحب زي البطله ولو المشهد رومانسي بتخليها تبدا تتخيله فى دماغها، ولو متزوجه بيحصل مشاكل لانها بتشوف حياتها مش زي الروايات ولا زوجها بيعاملها زي ما البطل بيعامل البطله وبتبدأ تشوف حياتها تعيسه، على العكس ممكن تلاقى روايه الكاتبه حريصه على انها متكتبش حرف ممكن تاخد عليه ذنب وهدفها من الروايه تشجيع البنات على الالتزام وكل واحده هتعمل زي الروايه الحسنات دي راجعه للكاتبه، بس دا طبعا نادرا ما بتلاقى روايات كدا، لان اللي بيكتب النوع دا مش بيكون عليها إقبال زي الروايات التانيه اللي بتكون جايبه الآف اللايكات عشان بتناسب هواهم" 
تفهمت روان راى ياسمين واعجبت به بشده فحديث ياسمين مقنع
ودلوقتي قومي البسي عشان نطلع نقعد فوق السطح شويه
_________#روان_الحاكم___________
"يعني اى مش موافقه يا حور؟" 
"يابابا مش دا الشخص اللي انا عايزاه.. مش مناسب ليا" 
"اتخطبي ليه الاول.. من امتى واحنا بنحكم على حد بالمظاهر... الراجل شاريكي وافقي عليه وانا لو مش واثق فى تربيه محمود مكنتش هخليه يدخل البيت حتى" 
"ايوه بس يابابا دا حتى مش بيصلى!! انا اللي طول عمري بقول مش هاخد اقل من إمام مسجد.. اخد واحد مش بيصلى، مش بس كدا دا كمان بيسلم بالايد وبيتكلم مع البنات عادي وكل حاجه عنده متاحه، يعني انا افضل محافظه على نفسي عمري كله وعمري ما كلمت حد ومحافظه على مشاعرى عشان اخد واحد زي ليث فى الاخر؟" 
"حور.. مش معني انك لابسه نقاب وبتصلي يبقى نبص للى لسه موصلوش كدا؟" 
"انا مش قصدي كدا، وانا مش ملتزمه بالشكل الكافى ولكني بحاول، بس هو حتى موضوع الالتزام مش فى دماغه!" 
"ومين اللي قال انه مش فى دماغه؟ ممش يمكن بيحاول مع نفسه بينه وبين ربنا.. دخلتي انتِ جوه نيته؟ مايمكن تاخدي واحد ماشي بقال الله وقال الرسول ويكون بيعمل دا رياء ويتعبك وميريحكيش... ولا استنى لما الاقى ياسر وابوه داخلين عليا وجايين ياخدوكي مني، وانا مفيش ف ايدي حاجه اعملها، انتِ عارفه اني عمرى ما اعمل حاجه تضرك ثقى فيا المرادي ياحور عشان خاطرى.. عايزه تكسرى بخاطر ابوكي؟" 
صمتت حور ولم تجيب، ماذا تقول بعد هذا الحديث
والدها يعلم أنها محقه، وأن ليث ليس بالشخص الملتزم الذي يناسب حور، ولكن يثق بأنها يستطيع حمايتها، هو يخشى عليها وليس امامه خيار اخر 
"حاضر يابابا اللي حضرتك تشوفه" 
اردفت حور ثم دلفت الى غرفتها، جلست على الفراش ثم قامت فتح تلك النوت الخاصه بها على تلك الصفحه والتي دونت بها مواصفات زوجها المستقبلي
"عزيزي المستقبلي، إنتظرك منذ زمن، أعلم أن وجودك سيوف يكون لى سند، اعلم انك ستكن حنونا، أريدك اب لاطفالى قبل أن تكن زوجى، سنستقظ جميعا صلاه الفجر
انت تأم بنا وبجانبنا أطفالنا يصلون معنا، سنحفظ القران سويا، سنقوم انا وانت بتعليمهم دينهم، اعلم انك ستكون ابا حنونا لهم، انتظرتك" 
"عزيزتك حور" 
مسحت حور دموعها وهي تقرأ تلك الكلمات
توجهت للمرحاض ثم توضأت وصلت ركعتين لله، ثم صلت إستخاره وهي تدعو الله ان كان خيرا يقربه لها وان كان شرا يبعده عنها، انتهت من صلاتها ثم خلت للنوم
فى صباح اليوم التالى خرجت من المنزل مسرعه لتلحق بعملها ومجرد أن خطت خارج الشارع وجدت من يقف امامها يسد طريقها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
استنى يا حور" 
وقف"ياسر"امامها يعترض طريقها، لتبتعد حور عنه بضع خطوات وهى تسير باتجاه آخر، ليلحقها الاخير وهو يقف امامها، وقفت حينما عملت أن لا مفر منه ثم تحدثت
"لو سمحت ابعد عن طريقي احسنلك" 
"ولو مبعدتش ياحور؟" 
"اولا اسمى دا مطنقوش على لسانك" 
أردفت حور بغضب، ليجبيها ياسر بخبث
"هو الباشا الجديد بيغير ولا لا" 
، 
صُدمت حور من معرفته بموضوع خطبتها
ولكن تجاهلت الموضوع وهي تجبيه
"حاجه متخصكش.. وابعد عنى بقى لو سمحت" 
اقترب منها اكثر وهو يمسك يديها
"اديني فرصه واحده واوعدك هتغير عشانك و.." 
لم يستطع تكميل جملته.. لتقوم حور بنزع يدها منه 
وقامت بضربه على وجهه بشده والدماء تغلى منها
ثم تركته ورحلت قبل أن تردف جملته
آخر ما سمعته هو توعد ياسر لها، سقطت دمعه حارقه على وجهها، ليس خوفا من هذا الياسر، ولكن لمَ الجميع يريدها؟ إن كانت فتاه اخرى غير حور لكانت ستفرح بذلك لكن حور لا.. هو لا يعرفها بشكل شحصى ولا يحبها لذاتها، فقط يراه فتاه محافظه على ذاتها ستصون بيته وتحفظ سره، وأيضا لانها منعت نفسها منه ذاد تعلقه بها
وماذا عن ليث! هل يحبها هو الاخر.. ام يرديها كما يريدها ياسر.. حسنا على الاقل هى تثق ب "ليث" وإن كانت شخصيته لا تناسبها، ولكن ستكون فى امان معه لا شك فى ذلك، فيكفي ابيه الحنون 
ولكن تغضبها فكره كون الجميع يتنازعن عليها، هي تريد الشعور بأن شخص يحبها لذاتها.. حسنا هى لا تعطي فرصه لأحد بالتعرف عليها وهذا ما يجعل الجميع يتنازعن عليها ف المعروف أن"الممنوع مرغوب"
صعدت لتلك الحافله التى ستقوم بتوصيلها
ثم رن هاتفها وكان الرقم ل "ياسمين" 
أجابت حور وهي تخفض من صوتها حتى لا يسمعها من يركب معها 
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ازيك يا ياسمين" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وحشتينا ياست حور.. إن مكنتش انا اتصل متتصليش انتِ" 
حاولت حو أنجاز المكالمه معها وايضا نبره صوتها ليست بالرقيقه كما تفعل مع ياسمين وهذا لانها فى "مواصله عامه" فكما يقولون للحيطان آذان، وأيضا هنا
فالجميع يظن أنه يجوز أن نتحدث بأى حديث والضحك أيضا وهذا لا يجوز، فالشاب الذى معك فى المواصله مثله مثل الذى معك فى الشارع مثل الذى معك فى الجامعه
لذا إنتبهي دائما على حديثك فى الخارج وامام الاجانب حتى وإن كنتِ فى المواصله
"هنجيلك انا وروان النهارده نقعد معاكِ بعد ما تيجي من الشغل وعشان نطمن على رغد" 
سعدت حور بشده وفرصه لتخبرهم عن "ليث" 
أغلقت المكالمه ثم اخرجت مصحفها من الحقبيه وبدأت فى قراءه سوره البقره، فهي تستغل مواصلاتها فى قراءاتها يوميا، حيث تقرأ النصف الاول فى طريق الذهاب والنصف الاخر وهي عائده، لذلك لا تشعر بالطريق وهي مستمتعه بالقراءه، 
"بس يا ستى وبعد ما كتبنا الكتاب شدنا خناقه مع بعض لرب السما، يومها اتعصبت وقولتله لو راجل طلقني قام بالفعل قايلالي انتِ طالق" 
"يالهوي.. واطلقتوا فعلا.." 
"لا الحمد لله جه بليل صالحني ورجعنا لبعض من غير ما اقول لاهلى عشان ميحصلش مشاكل" 
"ايوه جدعه انك عملتي كدا ولمتى الموضوع قبل ما يكبر" 
كان هذا الحديث بين فتاتين بجانب حور تركت حور المصحف من يدها ثم رفعت انظارها للفتاه التى تتحدث
"ينفع أقولك حاجه!" 
"قولي" 
اجابتها الفتاه بتعجب، نظرت لها حور واخذت نفس عميق وهى تُحاول تزصيل الامر لها بشكل مبسط
"بصي انا والله سمعت كلامكم غضب عني.. يعني عشان صوتكم كان عالي شويه ف انا سمعت.. انتِ بتقولى إن يعني خطيبك اللي هو المفترض بقى زوجك قالك انتِ طالق بعد كتب الكتاب صح.. وانتوا رجعتوا لبعض من غير ما تقولي لاهلك" 
"ايوه مظبوط" 
"انا بس عايزه اعرفك حاجه، إنه لو زوجك طلقك من قبل ما يدخل بيكي مينفعش انه يرجعك لان كدا ملكيش رجعه، ولازم عقد جديد اللي هو كتب كتاب من تاني" 
"يعني انا كدا مش مراته!!" 
"للاسف لأ.. لازم تعقدوا من جديد" 
كانت ملامح الصدمه جاليه على وجه كلا منهما
فالكثير لا يعرفن بهذا الموضوع رغم خطورته، ويخافن من الاهل لذلك لايخبرن اهلهن 
*(بنات الموضوع دا فى غايه الخطوره ومش كتير يعرفوا عشان كدا حبيت اذكره هنا، الطلاق قبل الدخول ملوش رجعه حتى لو كانوا عملوا فرح، لازم بعقد ومهر جديد) 
وصلت حور أخيرا الى الشركه دلفت لاعلى وجدت الكثير ينظرن لها، ويُطالعها بنظرات بدت لها غريبه بعض الشىء، تجاهلت الامر ثم دلفت للمكتب لتجد چون امامها وهو يهتف بصوت مرتفع
"هلا بالعروس" 
#_______روان_الحاكم___________
كانت روان جالسه تدرس بعض المواد الذى اهملتها فى الاوانه الاخيره، ظلت ما يُقارب الساعتان الى أن شعرت بالملل تركت الكتاب من يدها، ثم أخذت تتصفح بعض مواقع التواصل الاجتماعي ما يُقارب النص ساعه بملل لا شيء جديد،اتى على ذاكرتها تلك الروايه مجددا 
نفضت عقلها منها ثم حاولت أشغال عقلها باى شيء آخر 
تركت الهاتف من يدها ثم عادت للمذاكره مره اخرى،لم يستوعب عقلها شيء وظل يدور حول احداث الروايه مره اخرى، تركت الكتاب ثم أمسكت بالهاتف، سولت لها نفسها بقراءه الروايه، سوف تتخطي المشاهد الرومانسيه، غلبها شيطانها ياكلها فضولها لمعرفه ماذا سيحدث فى باقيه الروايه فتحت وإندمجت فى القراءه، نست كل تلك الوعود التى وعدتها لنفسها، لقد أقسمت مرارا وتكرارا على الابتعاد عنها وعدم الرجوع لها
كم عاهدت الله أن تستقيم!؟؛ ولم تستقِم
كم عاهدته ألا تعود للذنوب؛؟ وعدت...
تذكُر يوم بكيت، وتذللت له أن يتوب عليك؛ وقد تاب..
فلما استجاب لك مضيت كأنك لم تدعه إلى شيء قط!!..
يا عبد السوء إلى متى ستظل هكذا، أما آن أن تصدُق مع ربك ولو مرة..
ولو مرة يطلع على قلبك فيراك صادقًا في توبتك!!..
تُب قبل أن تندم.
كانت تلك الاصوات داخل عقل روان وهي تقرأ فجأه
وكأن شخص ما يُحادثها، تركت الهاتف مره اخرى ولم تكمل تلك الروايه، سوف تتاخذ القرار الان، فالمره السابقه لم تقم بحذف التطبيق مدعيه بأنها لن تقرأها مجددا ولكن ضعفت امام شهواتها لذا ستفعل كما قالت لها ياسمين وستبتعد عن مصدر الذنب
لتقوم بحذف التطبيق مره واحد دون أن يغمض لها طرف عين، ياللهي كما تشعر بالسعاده، تغبلت على شيطانها وعلى شهواتها، كم الامر سعيد حقا، أن تنتصر انت هذه المره وتفوز، قامت من مكانها وهي تصفق بسعاده وتضحك بشده وتشعر بالحماس، ستتوب نعم ستتوب وتقترب منه ستكون مثل "ياسمين" و "حور"  ستجعل هدفها الجنه
قد يبدو الامر بسيط بالنسبه لك،ولكنها الجنه!! 
ماذا إن كان مقابل كل هذا الجنه!، وهل يوجد اجمل من هذا!؟ 
إرتدت ملابسها لكى تصعد الى ياسمين فى الاعلى
______
جسلت رغد بعدما إنتهت من صلاه الضحى 
ظلت على مصليتها تبكى، هي تجاهد كى تكمل حياتها ولكنها غير قادره، لم يتبقى لها احد، تشعر بالغربه كون بجانبها الكثير، ولكن ليس دمها، ستظل غريبه عنهم
تضحك وتمرح ولكن داخلها غير ذلك 
سمع والد حور بكائها، ذهب بالكرسي المتحرك نحوها
"ممكن اعرف الجميل بيعيط ليه؟" 
"ابدا اللي ما يتسمى اللي اسمه چون، طفح علبه الحلويات كلها ومسبش ليا فتوته حتى" 
"هههه هتفضلى كدا دايما، متكتميش جواكي يارغد، عارف إنتِ بتعيطي ليه، بس رغم كدا سألت عشان تفضفى، وعارف برضو انك مش دبش ولسانك طويل، انتِ بتحاولى تعملي كدا عشان تباني قويه، لكن يابنتي مش صح، اظهري حزنك وفرحك عادي" 
"انا عشت هنا لوحدي كتير،مينفعش اكون ضعيفه، اتربيت اني اكون قويه دايما،كان لازم اكون قويه عشان احافظ على نفسي، بخصوص اني دبش، ف انا مكنتش كدا.. الظروف والحياه هنا اجبروني اكون كدا لحد ما اتعودت" 
"لكن الظروف دلوقتي إتغيرت، بقى ليكي اب زي القمر زيي اهو، وعندك البت حور اهي، احنا مش كافيين ليكي يستي؟ لازم تبدأي تغيري طباعك يا رغد عشان محدش هيقول دي عاشت ظروف كذا، هيقولوا دي لسانها طويل 
ودبش، وانا مش عايز حد يجيب سيرتك بحاجه وحشه ولا حد يزعل منك؛ وكمان عايز لما تزعلى تيجي تحكيلي" 
"انت طيب اوي يا عمى محمد، صدقنى هحاول اعمل كل اللي قولت عليه
#______روان_الحاكم______#
كان زين يقوم بتحضير بعض المحاضرات القادمه
ويضع مصحفه ومصليته جاتبا، حيث بعد كل نصف ساعه يقوم بقراءه جزء كامل، ويكمل تحضير وبعد نص ساعه اخرى يمسك السبحه ثم يسبح الف تسبيحه وهكذا
يشعر أن بهذه الطريقه تبارك فى وقته
سمع جرس المنزل يطرق، ظن أن ياسمين اخته هى من تترك الباب، ترك ما فى يده ثم ذهب وفتح الباب
كانت روان، صُدم من رؤيتها وتوتر، فهى قليلا ما تأتى لهم
كانت روان ترتدى فستانا بسيطا به بعض النقوش وحجاب لا يظهر اى من خصلات شعرها 
وللعجيب لم تضع اى من مساحيق التجميل
نظر لها زين بفرحه من التغيير البادى عليها 
وظل ينظر لها بقلب ينبض بشده، لاحظت هى نظراته 
أخفضت بصرها وتوردت وجنتاها خجلا 
فاق زين من نظراته وهو يلعن نفسه، افصح لها الطريق وكان سيهم للدخول ولكن نادته هى 
"لسه زعلان منى؟" 
كان زين واقف وهو يدير ظهره لها 
ظل هكذا لمده دقيقه ثم تحدث دون أن ينظر لها
"لأ، مبقتش زعلان" 
ثم رحل، سعدت روان بشده وهى تهرول تجاه غرفه "ياسمين"، اما عن زين دلف للغرفه مره اخرى وصدره يعلو ويهبط بشده، نظر لها وظل مطولا، هو لو كان يعلم أنها الطارق لمَ رفع عينه عنها منذ البدايه
حسنا فهو يعلم أن النظره الاولى لك والثانيه عليك
ولكنه ظل مطول النظر إليها، هو من ينصح الشباب بغض البصر، هو من ينصحهم دائما بعدم النظر إلى الفتيات حتى ولو كانت خطبيته، ينظر هو!! اى إنتقاض هذا 
الجميع يتخذه قدوه وهو لا يستحق ذلك
أخذ يستغفر ربه، لم ينظر لها مجددا 
زين ليس بملاك إنه بشر يخطئ ويصيب ولكن ما يجعله مميز عن غيره إنه مجرد أن يخطأ يتوب
الملتزم ليس من لا يخطأ، ولكنه من يخطأ ويتوب 
دلفت روان الى حجره" ياسمين " بعدما طرقت الباب 
قامت ياسمين بإحتضناها بشده 
"شكلك قمررر بجد تجننى" 
إبتسمت روان لها وشكرتها، كانت روان تشعر بالسعاده
هاهي بدأت بالتقرب من ربها، وزين سامحها ولها صحبه صالحه، ماذا تريد أكثر من هذا، ولكن هل سيدوم هذا طويلا!؟ 
"ها يستي كنتِ بتعملي اى؟" 
"كنت بقرأ سوره البقره ويادوب لسه مخلصاها اهو" 
"معقول.. بتقرأيها كلها!؟" 
تسآلت روان بتعجب، يتجيبها ياسمين بضحك
"وكل يوم كمان" 
"وليه بقى؟'
" عشان سوره البقره دي بتحقق المعجزات.. اسمها اصلا سوره المعجزات، مقدرش اعدى يوم من غير ما أقرها ولما بحب انصح حد عنده مشاكل بنصحه بسوره البقره، 
من حوالي ٣ سنين شوفت بنت علاقتي بيها شبه سطحيه حزينه اوي ف ابتسمتلها كدا وبسألها مالك قالتلي اخويا طلع البيت ومرجعش لحد دلوقتي بقاله كام يوم واحنا قلقانين عليه اووي حاولت اطمنها وقولتها اقراي سوره البقره بنيه انه يرجع وصدقيني هيرجع خليكي واثقه فى ربنا ومتليش هم كل ما تحسي ان الدنيا ضاقت بيكي روحي لربنا وفضلت اتكلم معاها شويه المهم انا مشوفتهاش تاني بعد الموقف دا غير ف صلاه التراويح 
اول ما شافتني جات حضتني جامد وقالتلي انا بحبك اووي ولحد دلوقتي مش ناسيه كلامك ليا وكل ما ببقى زعلانه بفتكر كلامك وبعمل بيه وبالمناسبه اخويا رجع بعدها ع طول لما قرأت السوره زي ما قولتيلي ومش عارفه اشكرك ازاي 
حقيقي كان من اجمل المواقف اللي مريت بيها 
وحرفيا سوره البقره دي بتحقق المعجزات متلجئوش لحد ف ضيقتكم روحوا لربنا 
عشان كدا دايما لما تكوني فى ضيقه الجئ لربنا مش لحد غيره وصدقيني مش هيخذلك"
"انا بحبك اوي يا ياسمين، وبحبك ربنا اووي، ومش هعمل اى حاجه تغضبه" 
"ربنا يهديكي ياروان ويهدينا جميعا"
#_____روان_الحاكم_______
"هلا بالعروس" 
نطقها چون مجرد أن راى حور 
زفرت حور بحنق ولم تجيبه، ليكمل چون حديثه
"كم أنا سعيد لكوني ستصبحي زوجه أخى هور" 
"خِف يا چون احسنلك" 
كان هذا صوت ليث وهو يقترب منهم، 
نظر لحور بغضب ثم أردف
"جتي الشغل ليه؟" 
"افندم؟" المفروض اني شغلي هن.. "
"دا كان قبل ما اتقدملك.. لكن دلوقتي الوضع مختلف وانا مقبلش مدام اسمك اتربط بإسمى انك تشتغلى هنا" 
"اولا أنا لسه إسمى متربتطش بإسمك انا لسه حره.. دا غير اني برضو لسه موافقتش على حضرتك، ولو وافقت برضو طول فتره الخطوبه حضرتك ملكش حكم عليا غير لما اكون زوجتك ولحد ما الوقت دا ييجي انا هكمل شغلى عادي ولو مش عندك هيكون عند حد تاني ولو حضرتك ممانع تقدر ترجع هن الخطوه دي، لسه محدش يعرف" 
"لا هور الجميع يعلم، انا أخبرتهم بذلك بعدما اعطيتهم الحلوى" 
نظرت له حور بغضب، اذا الجميع يعلم لذلك كان الجميع يُطالعها بتلك النظرات منذ أن دلفت
"تمام ياحور، لحد ما تكوني ملكِ هسمحلك بالشغل عشان عارف بس انك مش هتتخطي حدودك مع حد والا ساعتها انا هيكون ليا رد فعل تاني" 
"ليه واخد الحياه بالشكل دا! الدنيا مش كدا، لازم تتقبل فكره إن مش كل حاجه هتكون زي ما انت عايزها
لازم تشوف الموضوع من وجهه نظر اللي قدامك، مش يمكن تكون حضرتك غلطان؟ االحياه مش إنك لازم تمشي كلامك على اللي قدامك، اتمنى تراجع نفسك تاني، ولو حصل نصيب من هنا لحد الفرح ارجو حضرتك متتكملش معايا فى الموضوع هنا، انا جايه هنا اشتغل وبس" 
تركته حور ثم دلفت للمرحاض لتقوم بتعديل نقابلها، فقد كانت متأخره لذلك رحلت سريعا
حاولت عدله ولكن لم يظبط معها فكان يحتاج أن تعقده من جديد، كان يقف معها مجموعه من الفتيات يضعن الكثير من مساحيق التجميل 
نظرت اهم حور بحزن كم حمدت الله على هذه النعمه، كان من المحتمل أن تكون هي مكانهم، لكن الله أختارها ورزقها بحجاب امهات المؤمنين، كان الفتيات ينظرن لها بإذدراء
قامت حور بخلع نقابها وهي مضطره لذلك كى لا ينفك منها بالخارج، نظر جميع الفتيات لها بصدمه، تضع القليل من" احمر الشفاه" والذى ذادها جمالا فوق جمالها، وتضع ايضا "احمر خدود" 
اضاف لبشرتها البيضاء لمسه، كانت حوريه بحق
"انتِ ازاي بالجمال دا ولابسه نقاب؟!" 
أسالتها إحدى الفتيات بدهشه
"مش يمكن عشان انا بالجمال دا لابساه!! ربنا رزقني جمال يبقى لازم احافظ عليه" 
"طب على الاقل بيني عيونك الزرقا دي!" 
"عيوني دي بالذات مينفعش تبان، لانها لو بانت هكون ملفته أكتر، وضيعت السبب اللي انا لابسه النقاب عشانه" 
"طب انا شكلى عادي، مش جميله.. يبقى كدا انا مش واجب عليا لبسه؟" 
"ومين قال إنك مش جميله، بالعكس مفيش بنت مش جميله، احنا بس درجات جمالنا بتختلف، لكن ربنا حاشا لله مش بيخلق حاجه وحشه، عشان كدا كلنا جمال وكلنا مُطالبين نحافظ على جمالنا" 
"كان عنده حق لما إختارك من بين كل اللي فى الشركه" 
شعرت حور بالحرج وشكرتها بعدما خرجت ثم ذهبت لتكمل عملها، وبعدما إنتهت همت لترحل ولكن اوقفها ليث
"إستنى انا هوصلك.. مش هسيبك تمشي لوحدك فى المواصلات" 
#________#روان_االحاكم_____
إقترب من السرير الخاص بها، كانت هي متسطحه على الفراش تنظر للسقف بلامبالاه وملامح وجه خاليه من التعبير، إقترب هو منها أكثر ثم قام بتقبيل يدها بحب شديد، ظهر الاشمئزاز على ملامحها ودت لو تستطيع  التقيأ، كم تكرهه وتكرهه قربه جانبها،نظر هو الى التغير البادي على ملامحها وهو يردف"
"تؤ تؤ، بدل ما تفرحي إنك شوفتيني، كدا بتزعليني منك، بس متقلقيش انتِ مهما تعملي مش هزعل منك، لانك ببساطه عباره عن الهوا اللي أنا بتنفسه" 
قال جملته تلك وجلس جانبها، تحدث بحزن
"الكل بيلومني أنا، أغبيه، انا معملتش كدا عشان الفلوس لا، انا عملت كدا عشانك، عشان بحبك ولو رجع بيا الزمن هعمل كدا ومش ندمان لأ، كان نفسي احس بحبك ليا، انا عارف انك بتكرهيني بس مش مهم المهم انك جنبي، صحيح.. نسيت أقولك آخر الاخبار، الواد ليث اتقدم للي اسمها حور
وطبعا زي ما انتِ عارفه ياسر عايزها.... 
تفتكرى هيحصل اى لما يعرفوا إنهم.... اخوات.. وبيحبوا.. نفس البنت!!"
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
إستني انا هوصلك.. مش هسيبك تمشي لوحدك فى المواصلات" 
أردف ليث وهو وهو يقف امام حور 
إبتعدت هى عنه بضع خطوات وهى تجيبه
"وحضرتك هتوصلنى بصفتك اى!" 
"اني خطيبك" تمتم ليث بنفاذ صبر، فهو اكثر ما يكرهه أن يعترض احد على حديثه، 
"اولا حضرتك لسه مبقتش خطيبي، وحتى لو خطيبي مينفعش توصلنى برضو" 
"حوور، انا مبحبش اكرر كلامى كتير، قولت مش هسيبك تمشى لوحدك فى المواصلات، إفرض حد دايقك؟.. قدامي يلا" 
"طول عمري بركب مواصلات واقدر اخلى بالى من نفسى كويس، وعايزه اقول لحضرتك على حاجه بس لو حصل نصيب اتمنى حضرتك تقرأ عن ضوابط الخطوبه، عشان طول فتره الخطوبه هيكون الكلام بحدود وفى حاله الضرورى، ومفيش اى تجاوزات" 
القت كلماتها فى وجه ليث وهى تنتظر صراخه وأن يرفض، 
وهى تتمنى ذلك وتريد أن يتركها، فضوابط الخطوبه قادره كما يقولون على "تطفيش" اى شخص غير ملتزم، وهذا ما تريده حور
"ماشي ياحور.. معاكي حق فعلا، مينفعش انى اوصلك
اتفضلي امشي انتِ عشان متأخريش" 
نظرت له حور بشك، هل وافق على كلامها بهذه السهوله!؟ 
شكرته ثم إنصرفت مسرعه
خرجت من الشركه وهى تتحه نحو موقف الحافلات
استغلت الذهاب للطريق وهى تستغفر 
تراجع يومها منذ أن استيقظت، هل فعلت شيئ خاطئ
هل ارتكبت ذنب؟ اخذت تستغفر الى أن وصلت
كان المكان مذدحم بشده، ويوجد الكثير هناك لانه موعد إنتهاء العمل لدى الجميع
كلما اتت سياره هرول نحوها الشباب، لتبتعد حور وهى تعود للخلف لكلى لا يلامس جسدها أحد
"مش كنت ركبت معاه بدل ما انا عملت فيها الخضرا الشريفه كدا" 
ضحكت برضا لكونها لم تقبل بتوصيله لها، لم تسول لها نفسها بذلك رغم ما تعانيه من صعوبه فى المواصلات
ظلت هكذا مده، اخذت تحوقل بنيه تيسر المواصله
وبعد مرور بضع دقائق اتت سياره 
صدعتها على الفور وجلست على احد المقاعد جوار النافذه، إمتلئت جميع المقاعد وبقى فقط مقعد حور
جاء شاب ليركب جوارها ولكن رفضت 
"ياما تخليه يركب يا ابله يا تدفعي انتي مكان النفر" 
زفرت حور بضيق،لم يكن معها مال يكفى لفردين، فالمال الذى بحوذتها يكفى لمواصلاتها هي فقط... ستضطر للنزول وإنتظار سياره اخرى، وقت تأخر الوقت همت بالنزول وهي تردف: 
"خلاص هنزل انا" 
"اطلع وانا اللي هدفع مكان النفر" 
نظرت حور خلفها لمصدر الصوت بصدمه، فكان آخر شخص تتوقع أن يكون معها فى هذا المكان
"لييث" 
نطقتها بصوت منخفض 
وهى لا تزال تستوعب وجوده بعد
غمز لها ليث بطرف عيناه وهو يبتسم بخبث
#_______روان_الحاكم__________
"عمر انا بحبك" 
تفاجئ عمر بهذه هذه الرساله من حاسوب إحدى صديقاته فى العمل
"منا عارف انك بتحبيني، انا اتحب الصراحه" اجابها عمر بمزاح وهو يظنها تمزح عمر، 
"عمر انا مش بهزر، انا بحبك بجد" ارسلت له تلك الرساله
صُدم عمر من صراحتها وهو يعتبرها صديقه له لا أكثر
"منال احنا اللي بينا صداقه وبس، انا بحبك بس حب اخوى مش اى حاجه تانيه، واتمنى تشيلي اى مواضيع من دي ف دماغك" 
"وليه ميكنش حب، احنا بنتكلم دايما وبناخد راى بعض فى حاجات كتير، وشايفه انك شخص مناسب ليا لحد ما اتعلقت بيك وبقيت بحبك" 
"بس انا موعدتكيش بحاجه، وبتعامل معاكي ع انك صديقتي مش اكتر، ربنا يرزقك بالاحسن منى، واتمنى تعاملنا يكون فى حدود الصداقه فقط" 
ارسل لها "عمر" هذه الكلمات، ثم قام بقفل حسابه وهو يزفر بضيق، كان عمر يشعر بتأنيب الضمير هو لم يُحادثها فى شيء خاطيء ولكنه ايضا لم يوعدها بشيء!! 
تذكر كلام ياسمين عن الصداقه والحديث بين الشاب والفتاه، هل هذا ما كانت تعنيه بخصوص هذا الموضوع
هل هي محقه فعلا؟ولكنه يقسم انه لم يقصد ذلك وكان يحادثها بحسن نيه هي من اخطأت حين فكرت به بهذا الشكل، هي من احبته وهى تعلم انه صديقها فقط
ولكن هل يوجد سلطان على القلب! 
اخذ عمر يراجع نفسه ويعيد حسابته مره اخرى، كلام ياسمين يتجدد فى عقله ويخبره أن هذا هو الصواب، وخير دليل ما حدث منذ قليل
"ياسمين، ممكن اتكلم معاكِ فى حاجه ضرورى!" 
قام عمر بإرسالها الى "ياسمين" عبر حسابه وهو ينتظر ردها على احر من الجمر، ولكن الاهم 
هل ستجيب "ياسمين على رسايله؟ 
____________
دلفت روان الى تلك" الصيدليه" لتقوم بشراء بعض الاشياء لها، اعطت لها الفتاه ما تريده ثم دفعت لها روان الحساب
كانت ستهم بالخروج ولكن استوقفتها فتاه لم تتخطى العشر سنوات بعد
كانت الفتاه قصيره القامه ذو ملامح وجهه طفوليه بريئه
اقتربت منها الفتاه وهي تهمس بجانب اذنها
"ممكن يا طنط تدي دول لعمو الصيدلى وتقوليله يجيب بيهم علاج للناس اللي مش معاها فلوس تجيب!!" 
فى البدايه إبتسمت روان على لطافه تلك الفتاه ولكن تعجبت من حديثها وهى بهذا العمر
"طب وانتِ مدتلهوش بنفسك ليه" 
"عشان انا اول مره وهتكسف" ضحكت الصغيره بخجل وهى تضع يدها على وجهها، ارادت روان فى هذه اللحظه تقبيلها، وبالفعل إقتربت من الفتاه وقامت بتقبيلها بشده وهي تدعو الله أن تنجب فتاه مثلها
"طبعا انتِ اخدتي الفلوس من بابا عشان تدفعيها" 
"لأ لأ والله يا طنط، انا اللى فضلت احوش منهم، كل يوم من مصروفى كنت بشيل شويه لحد ما جمدتهم، بابا هو اللي قالى اعمل كدا" 
اقترب والد الصغيره والذى كان يقف على بعد خطوات يتابع الحوار بصمت 
"انا اللي علمتها من صغرها تحوش من مصروفها وتطلع منه لله، عشان لما تكبر تتعود على كدا، زي ما والدي علمني اعمل كدا انا واخواتي" 
هل مازال يوجد إناس عكذا!.. مالزال يوجد الكثير من الناس الصالحه، كانت تظن أن "زين" يبالغ فى تدينه، ولا يوجد شخص مثله ولكن إكتشفت انه يوجد الكثير مثل زين، شكرت والد الصغيره على تربيته لها واخبرت الصغيره بأن تذهب هي وتعطي الاموال بنفسها
وبعد تردد من الفتاه فعلت 
خرجت من المكان وهى تشعر براحه كبيره وسعاده
ليس الجميع سيء ويوجد الكثير مالزال يتصف ببعض الصفات الحسنه،ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
كانت تسير وهي شارده الذهن لتجد من يصطدم بجسدها مع تعمده للمس جسدها حتى كانت على وشك الوقوع!!! 
كان الموقف شبه تح'رش
#_______روان_الحاكم_______
بدأ زين فى الحديث بعدما إجتمع الجميع فى المسجد وطلبوا منه المره السابقه بأن يتحدث عن "يوم القيامه" 
وعلى الرغم من أن زين يعلم الكثير عن اهوال يوم القيامه، الا انه قام بالتحضير اولا وقرأ العديد من الكتب
عنها حتى يتحدث بشكل اوسع، ولكى يتجنب الوقوع فى اى معلومه خطأه
بعد ما آخر شخص هيموت علي الكوكب، وبعد ما كل العلامات تنتهي، هييجي ملك الموت يقبض روح كل الملايكه! كل الملايكه هتموت؛ حَمَلَة العرش، إسرافيل، جبريل. 
كل الملايكه مش هيتبقي غير ربنا وملَك الموت بس، فربنا يأمر ملك الموت بأنه يموت فيموت.
بعدها الكون كله هيكون فاضي لمدة ٤٠ سنة! ٤٠ سنة ربنا بينادي يقول أين الملوك! أين الجبابرة! أين الطواغيت!، أين القاسيةُ قلوبهُم! ، أين المتكبرون! ، محدش يرد ومحدش موجود خلاص كلنا بقينا تراب.
كل إللي انت شايفهم حواليك دول بقوتهم ونفوذهم وفلوسهم وصحتهم وعظمتهم هيموتوا! .. ربنا هيقول: لمن المُلكُ اليومَ ! لَمنِ الملكُ اليومَ ؟! محدش يرد ! 
فربنا هيرد علي نفسه : لِلهِ الواحد القهار.
إيه اللي حصل وإيه الصوت ده !
وفجأة هما من غير علمهم هيتجمعوا في أرض المَحشَر، كل الأحاديث بتقول أنها هتكون فلسطين .. كلنا هنتجمع الفقير والغني، الصحيح والمريض، العالم والجاهل، المسلم والكافر، 
كله هيقف قدام ربنا كلنا هنقف، كلنا عرايا وفوقنا الشمس! 
الشمس فوقنا بدرجه غير طبيعيه !  مش هيتمتع بالظل غير سبعة، السبعة دول هما اللي مش هتزعلهم حراره الشمس، لكن هول الموقف هيكون ع الكل حتي الأنبياء
 وقتها مافيش فرعون اللي قال انا ربكم الأعلي  مافيش قارون اللي كان معاه أموال لا حصرَ لها ! 
الأنبياء نفسهم بكل عظمتهم مش موجودين! لملايكه اللي مأذنبوش ذنب واحد !  الدنيا كلها فراغ حرفيًا، فين كل اللي قالوا مفيش حاجه تقدر علينا !
وإحنا واقفين، مش هنبص علي بعض، كل واحد مُتاح له المكان اللي هو واقف فيه، وإللي عليه العَرض نشوف اللي عليه الدور يُِقف! 
هتشوف هيقول إيه لربنا، هنموت من الحر، من الشمس، من الوقفه الطويلة إللي هتكون خمسين ألف سنه من إللي بنعدّهم، خمسين ألف سنه واقف! فوقك الشمس مباشرة
مرعوب، مش عارف هتكون في الجنة ولا النار، وفجأة ربنا يظهر وتشوف الملائكه بيشدوا شيء غريب وجايين!  إيه دة؟ 
دي النار، هيجُرّها الملايكه من سبعين ألف لِجام.
كل لِجام عليه سبعين ألف مَلَك، متخيل العدد !! كل ده بيجرّوا النار. ولكنّنا بجهلنا هنكون نفسنا نخرج من مكان الحَشر أن شاء الله لو ع النار ! علي أساس أن النار اخَف
فجأه، تلاقي السما شكلها بقت زي الوردة الحمراء، شكل الدم والشمس فوق راسنا، والكُتُب بتَتَساقَط علينا ، كل واحد له كتاب بأسمه، مكتوب فيه كل حرف عملته، كل مكان روحته، كل بصه شوفتها، كل كلمة قولتها، كل حاجه سمعتها، كل حاجة حرفياً .. مفيش شيء هيتساب وكل واحد أدري بنفسه ! 
" وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ".
هتترعب من شكل الكُتُب، هتلاقي ناس مسكت كتابها بيمينها، وناس تانيه العكس!
في ناس هتكون مفكرة إنهم من أهل اليمين ولكن العكس وفي هياخد كتابه من وراء ظهره والعياذ بالله، و وقتها الحساب غير حساب الدُنيا، والميزان غير والقاضي هو ربنا.
مفيش نبي هيقف جمبك غيره، يقف سيدنا النبي عند ربنا يطلب منه إن كلنا ندخل الجنة ويرحمنا ويعافينا من جهنم ، ولكن أمر الله نافذ، ربنا مش هيرحم أمة زي أمتنا، وهيَّ الأمة الوحيدة إللي كلها في الجنة حتي آخر واحد منها فيه ذرة إيمان بس في قلبة، هيدخل الجنه.
خلاص كلنا رجعنا مكانا تاني، مستنين دورنا.
وفجأة ربنا بيكشف عن ساقِة ! .. وساق ربنا مش زينا، دي حاجه بس هو اللي يعلمها و ساعتها هو ده الإذان إن كلنا نسجد .. اللي مننا مقصر في صلواته هيحاول يسجد مش هيقدر ، واللي مبيصليش خالص الله يكون في عونه هيحاول وهيبكي ونفسه يسجد، لكن مش هيقدر .. مش هيقدر غير اللي كانوا بيسجدوا دايماً في الدنيا ، ومعطلهمش شغل ولا محاضرات ولا صحاب ولا أي حاجه تافهه ملهاش لازمه.
فجأة في ناس بتصرّخ .. مش شايفين حاجه .. إيه اللي حصل ! 
وناس تانيه زي ما هما سامعين صراخهم .. دول كانوا في الدنيا عُمي ، يسمعوا الإذان قلبهم ميتهزش ولا يروحوا يصلوا ! .. يبقوا قاعدين مع صحابهم ميرضوش يسيبوا اصحابهم عشان يصلوا ليزعلوا ويسيبوا الصلاة عادي ! ... كلنا كده للأسف
هتلاقي شخص عمل كتير جدا ، وتشوفه الأيام دي تقول عليه ملاك ومفيش منه اتنين ، وييجي يومها يقف قدام ربنا .. تلاقي جبال حسناته أتخسف بيها الأرض .. اللي بيتظاهر بعلمه ، اللي بيتعلم علم أو لغة أو أي شىء ؛ حُباً في التظاهر قدام الناس ويبيّن أد إيه مفيش منه !! .. واللي بيتظاهر بصدقاته ، بصلاته وبحاجات كتير .. وهو ده الشخص المُفلِس، وكم بيننا من مُفلِسين.
تلاقي ربنا بيفكرك بذنب معين ، ف من خجلك وكسوفك قدامه لحم وشك يقع ، وبعد ما يعرض عليك ذنوب معينه ، مش كل ذنوبك، تلاقي إن في كبائر لسه متعرضتش لسه ، وانت مرعوب و مفكّر إن ربنا نسيها .. تلاقي ربنا مبدّلّك ذنوبك الصغيره دي حسنات ! وف وقتها انت تطمع .. يارب انا عندي كبائر نفسي يتحولوا حسنات بردو ! .. شوف كرم ربنا حتي وإنت مُذنب 
الموقف صعب لحد ما تيجي اللقطه الحاسمه ، وقت ما تقف قدام ربنا ومفيش بينك وبينه حاجز أو حائل .. هي دي أصعب لحظه فعلاً .. وقت ما تقف بين إيديه .. 
إنت فاكر ذنوب كتير عملتها ، وخايف منها ، خايف ربنا يظهرها وتتعرض قدام الخلق كلهم، وكل البشر شايفينك وخايف تتفضح، خايف حد يعرف كنت بتعمل إيه في الدُنيا .. عرفت وقتها إن الدنيا فانيه فعلا ، أد إيه كانت حقيرة، أد إيه كانت تافهه وغير مُجزية في أي شيء ! .. أد إيه كنا مديينها فوق قيمتها !
خلاص هنعدي علي الصراط، والصراط هيكون أحمي من السيف ، رُفيع زي الشعرة .. وتحته جهنم .. وعلي الطرف الآخر منه سيدنا النبي مستنينا وبيشجعنا نعدي الصراط .. في مننا اللي هيعدي بسرعه الريح ، وفي مننا اللي هياخده جري ، واللي هيمشي واللي هيزحف علي بطنه واللي هيقع في النار .. كل واحد حسب عمله
وخلاص عدينا ! . نقف عند حوض النبي يسقينا كلنا ، نشرب شربة واحدة ومنحتاجش نشرب بعدها تاني أبداً .. من كُتر البركه والطُهر اللي فيها .. ما إحنا تعبنا من الوقفه والصراط ..
خلاص بقي هنتجمع مع سيدنا النبي ، عاوزين ندخل الجنة بقي 
يكون  بواب الجنة مستنينا كلنا .. ف سيدنا النبي يدخل أول واحد وكلنا وراه .. كل واحد في الجنة له ملكه .. ومش هنتساوي !
المشكله مش في دخول الجنة ، كل حد في قلبه إيمان هيدخل الجنة ، حتي لو دخل النار في الأول .. لكن مصيره الجنة بعد كده .. الفكره فعلاً إن مفيش وقت تعوض فيه اللي خسرته !
انتهى زين من محاضرته، كان الجميع ينصت له بإهتمام شديد، بكى زين وهو يتحدث، كان زين له قدره على تجسيد المشهد من حديثه، يجعلك تشعر وكأنك تشاهد ما يحكيه 
نقض عليه الشباب يحتضنوه، فالجميع يحب زين بلا إستثناء، يساعد الجميع بلا مقابل، ولا يتاخر عن احد، فهو خير اخ وصديق لهم، رحل زين بعدما ودعهم 
خرج من المنزل بإتجاه البيت كان يسير وهو ينظر للارض 
فمن عاده زين انه دائما يسير وهو غاضض بصره، لكى لا تقع عيناه على فتاه حتى ولو بالخطأ، 
اقترب من العماره التى يقطن بها، راى مشهد جعل الدماء تغلى فى عروقه، شاب اصطدم فى الفتاه عن طريق القصد مع تعمده للمس مفا'تنها 
لم يرى زين وجهه الفتاه من شده غضبه 
اقترب من الشاب وامسكه من ملابسه وهو يتحدث بغضب، 
"ياخى اتقِ الله ترضى حد يعمل كدا فى اختك" 
نفض الشاب يد زين عنه وهو يتبجح فى زين ويخبره ان لا دخل له وبهذا وانه لم يقصد، لم يتمالك زين ليقوم بلكمه بقوه 
كانت روان تشاهد الموقف بصمت وجسدها مازال يتنفض بعد، لأنها ولاول مره تتعرض لمثل هذا الموقف فى الشارع! 
ادار زين وجهه للفتاه لكى يطمأن عليها ولكن كان الصدمه حين رآها بهذه الحاله
"روان"!! 
#_______روان_الحاكم_______
غمز لها ليث مع إبتسامه خبيثه إرتسمت على شفتيه
صُدمت برؤيته هنا هذا المغرور قام بالركوب مع فى المواصلات العامه!؟ وهو من كان يشعر بالضيق لكونها تركبها
زفرت بحنق أكثر،لمَ لحقها الى هنا ايضا، يبدو أن لا فرار من هذا الليث 
دفع ليث ثمن اجره المكان الذى بجانبها، ولم يرد دفع الاجره لها، لكى لا يتسبب لها فى حرج وهو يعلم أن حور من المستحيل أن تقبل بهذا ولأن ليس بينهم رابط شرعى بعد، كان ليث يشعر بالفخر منها، فهو ترقب رد فعلها حين اتى الشاب للمكوث بجانبها توقع انها ستقبل وخصوصا بسبب ذلك الاذدحام والذى من الصعب أن تجد مكان آخر لها غير هذا، كان من الممكن أن تجلس جواره وتضع حقيبتها فاصلا بينهم، ولكن حور فضلت النزول خير من ان يجلس أحد جوارها
توقفت السياره فى المكان المنشود، ترجل منها الجميع
إنتظرت حور أن ينزل الشباب اولا ثم تنزل هي بعدهم 
وهذا افضل لكى لا يشاهد احد انحنائها وهى تميل على الرغم من أن ملابسها لن تظهر شيئا 
مشيت فى ذلك الشارع الذى يوصلها الى بيتها، وكان ليث يسير بالقرب منها ايضا، توقف حور بغضب وهي توجه حديثها له
" لو سمحت مينفعش كدا، حضرتك ماشي ورايا ليه؟
ومتقولش خايف عليا، انا مش صغيره واقدر اخذ بالى من نفسي كويس"
تحدثت حور بغضب وهى تحاول اخذ انفاسها من تحت نقابها
"ومين قال اني ماشي وراكي يا آنسه! هو انا اعرفك اصلا؟ 
انا رايح بيت عمى محمد عشان عندي معاه ميعاد، حضرتك اللي وقفتيني!؟ 
اجابها ليث بثقه وهو يردف بهدوء شديد، يحاول كبح ضحكته وهو يتخيل إمتعاض وجهها اسفل النقاب
شعرت حور بالغباء ولعنت نفسها، لم يكن عليها أن توقفه وتتحدث معه، هم لترحل هي ولكن إستوقفها اخر شخص تتمنى رؤيته مع ليث تحديدا
" وعامله عليا انا الخضرا الشريفه! "
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"وعامله عليا انا الخضرا الشريفه" 
نطقها ياسر بسخريه وهو ينظر لليث بغضب
ظلت حور متصنمه مكانها ولم تنطق حرف واحدا على الاقل، بينما كان ليث ينصت لحديثه بهدوء شديد، وعلى وجهه اجتمعت كل علامات الشر
إقترب منه ثم قام بلكمه بعنف حتى تلون وجهه 
نهض ياسر ثم وجهه له ضربه فلم يكن ياسر بالخصم الهين وجهه له لكمه آخرى ولكن تفادها ليث وهو يلكمه مره اخرى،ثم إقترب من إذانه وهو يهمس 
" من حسن حظك انها معايا، والا كان زمانك مدفون مكانك، وهندمك على كل حرف نطقته.. دي اشرف منك " 
لم ينطق ياسر، مثل الطاعه وعلى وجهه ترتسم علامات الخبث، فهاها هو نجح فى اول مخطط له
"مش مهم هي هتتخطب لمين دلوقتي، المهم.. هي هتكون لمين فى الاخر" 
نظر له ليث ولم يتمالك اعصابه، كان يعلم انه تفوه بهذا الكلام ليثير إستفزازه، وعلى الرغم من أن ليث ليس بالخصم السهل إستفزازه، الا أنه لم يتمالك نفسه كيف يتحكم باعصابه وهو يتحدث عن حور خاصته!! 
حاول كبح غضبه وتحدث بثقه وبرود
" مستنى اشوف هتكون لمين فى الاخر"
 تركه ليث ثم اقترب من حور وهم ليمسك يدها ولكن نفضتها حور وهى تبتعد عنه
"لو مش ليا صدقني مش هخليها لا ليا ولا ليك" 
تجاهله ليث واقترب من حور مره اخرى وهذه المره امسك يدها عنوه وسار معها، حاولت سحب يدها بشتى الطرق ولكن فشلت، بعدما ابتعدوا مسافه ليست بقليله، توقفت حور بغضب وهى تحاول نزع يدها ولكن فشلت، كان ليث يقبض علي يدها بكل قوته
"لو سمحت سيب ايدي" 
أردفت حور بغضب وهى مازالت تحاول سحب يدها منه
"عايز اعرف مين دا حالا" 
"كفايه لحد كدا بقى، مش مكفيك انه بسببك اتكلم عليا وانا عمر ما حد جاب سيرتى" 
"متغيريش الموضوع وقوليلي مين دا حالا ويعرفك منين" 
حاولت حور التحكم فى غضبها، مازالوا فى الشارع بعد وليث لن يتركها دون أن تخبره، فهى اصبحت تحفظه عن ظهر قلب
"طب ممكن حضرتك تسبيني امشى وبعدين ابقى اقولك هو مين دا، مينفعش اقف معاك فى الطريق كدا" 
"ماشي ياحور امشى قدامى وانا هبقى وراكي" 
لم تجيبه حور وتركته ورحلت
سقطت دمعه من عيون حور، كم كرهت ذاتها
هل وصل الامر للخناق عليها؟ والسؤال الاهم
لمَ هي، لم تخطئ فى شيئا، تقسم انها طوال عمرها تتحدث بحدود وفى الضرورى فقط، اذا ما الذى اخطأت به
اخذت تراجع نفسها وهى تبكى، إن كانت فتاه غيرها كانت ستفرح بذلك عكس حور، اخذت تتذكر وتراجع ذاتها، هل فعلت شيء خطأ ليتنازع عليها الاثنان؟، هل هى السبب! 
ام لانها متحفظه وتتعامل هكذا، الشاب يبحث عن الفتاه التى تحفظ بيته وتصون عرضه، اذا ليس حبا 
وصلت الى المنزل 
كان ليث يسير خلفها وهو يتنفس بعنف، يشعر بالغيره تأكله، من هذا الشاب وما علاقته بها 
هى كانت على علاقه به؟!! طب هل تحبه! 
هل تقدم لخطبتها ورفض ابيها!! أساله كثيره تدور فى ذهنه بخصوص هذا الشاب
توقف عقله عن التفكير وهو يتذكر كلام ابيه
حين عرض عليه والده الزواج منها قبل أن يخبره انها حور، اخبره أن هناك من يريد الزواج منها عنوه 
اذا هذا هو 
لعن نفسه لانه شك بها، حور ليست مثلها بل لا يوجد مثيل منها، نظر امامه وجد حور تدلف للمنزل 
كان سيهم للدخول ولكن فضل انتظار والده وچون
____________
"روان!!" 
نظر زين لها بصدمه، هل هذه الفتاه هي نفسها روان خاصته!! كانت تضع رأسها اسفل بحزن، سقطت دمعه من عيناها وسقط معها قلب زين
نظر للشاب مره اخرى ثم قام بلكمه عده مرات بشده تجمع جميع الماره فى الشارع والذين خمنوا ضرب زين له، فالجميع يعلم هذا الشاب وتصرفاته مع الفتيات
"اضربه يابنى اضربه خليه يعلم إن الله حق بدل اللي بيعملوا فى بنات الناس دا" 
"تستاهل اللي بيحصلك يا تربيه***" 
اقترب شاب آخر من زين وظل يضربه معه حتى اصبح الشاب وجهه ملىء بالدماء، تنفس زين بعنف، شكره الجميع وظلوا يدعوا له، فهذا الشاب إبن لرجل معروف ولم يجرؤ أحد على ضربه سوى زين 
نظر خلفه لم يجد روان، ظل يبحث عنها ك المجنون لم يجدها، رحلت هي بهدوء دون التفوه بحرف واحد، كان زين يشعر بالخوف نحوها، فهي من الشخصيات الحساسيه التى لا تتجاوز الموقف بسهوله
هرول تجاه منزلها وطرق الباب بشده فتحت له والداتها بتعجب من شده طرقه للباب بهذه الطريقه
"انا آسف يا مرات عمي، هى.. هى.. روان جات!؟" 
"لا يابنى خرجت من شويه واخرت لسه مرجعتش، فيه حاجه ولا اى ومال وشك مخطوف كدا" 
"هاا.. لا ابدا انا بس كنت جاى اطمن عليكم، هطلع انا بقى ولما تيجي ابقى عرفيني" 
تركها زين بعدما ظلت تلح عليه بالدخول ولكنه رفض معللا انه مشغول، صعد لاعلى وهو يدعو الله أن تكون مع "ياسمين" اخته، وكما توقع، طرق باب حجرتها فسمحت له بالدخول، وجد روان تجلس داخل احضانها وهي تبكى 
"انا... انا.. والله ك. كنت.. لابس لابسه.. واسع" 
تحدثت روان من بين شهقاتها، نظر لها زين بحزن، يود الفتك بهذا الشاب مره اخرى 
"خلاص يا روان.. استهدى بالله 
تفوه زين جملته وهو يحاول مواستها 
ظلت ياسمين تشدد من أحضانها وهى تتفوه ببعض الكلمات لكى تهدئ من روعها ثم تحدثت مازحه
" خلاص يستى كفايه دراما.. امال انا اعمل اى اللي اتثبت من اتنين وكانوا هيقطعوني ههههه"
"امتى الكلام دا حصل!!"
توقفت عن الحديث وهى توبخ نفسها، تذكرت أنها لم تخبر زين... نظرت له ثم تحدثت بتوتر 
"اصل يعنى... هو" 
اقترب زين منها بهدوء وهو يترقب رد فعلها 
"اى اللي حصل يا ياسمين انتِ عمرك ما خبيتي عليا حاجه" 
كانت ياسمين على وشك البكاء من كم الغباء الذى بها 
لم تجد مفر سوى من اخباره بالامر، قصت عليه كل شيء من بدايه مرورها بالشارع ومقابله الشبابين وإنقاذ عمر لها واخذها لشراء ملابس اخرى"
ظل زين دقيقه صامت وهو يتتفس بعنف وضربات قلبه تذداد، اقترب منها ثم شدها لاحضانه، ادمعت عين ياسمين وهى تتذكر ذلك المشهد حتى أجهشت فى البكاء كم كانت تحتاجه حضنه حينها ولكن لم ترد إخباره حتى لا يقلق عليها،بكت روان معها هى الاخرى، 
"ازاي متقوليش ليا حاجه  زي دي يا ياسمين، كتمتى جواكى كل دا ليه" 
"مكنتش حابه اقلقك يا زين" 
"طب والله الواد عمر دا طلع رجوله" 
تفوهت روان بضحك من بين شهقاتها حتى نظر لها زين بطرف عيناه بغضب، التزمت الصمت وهى ترى تغير ملامحه وجهه، تحدث زين بعدها
"من هنا ورايح مشوفش واحده فيكم تخرج لوحدها، انا هوصلكم معايا للجامعه وهجيبكم، ومشوفتش واحده تخرج لوحدها،وإن احتاجتوا اى حاجه تقولولى" 
اقتربت ياسمين من روان وهى تهمس فى اذنها
"الواد زين اخويا دا طلع حمش اوي، مش بس كدا.. لا دا حضنه طلع حلو اوى.. وافقى عليه بقى لما يتقدملك عشان تاخدي حضن زيه.." 
تلون وجهه روان، وهربت الدماء منه وهى تنظر بخجل بسبب حديثها، والذى حمدت ربها أن صوتها منخفض ولم يسمعه زين،
اخبرت ياسمين زين عن ذهابهم لرؤيه صديقتها فى المنزل، رفض فى البدايه ولكن مع الحاحها مخبرا اياها بأنه هو من سيقوم بإصالهم 
نزلت روان اسفل لتستعد للذهاب وهى تخبر ياسمين بأن تجهز وتاتي لها 
إرتدت ياسمين ثيابها وهى تجدد نيتها بإرتداء ملابسها الفضفاضه ثم خرجت من المنزل وهى تتوجه لمنزل روان 
دخلت بعدما طرقت الباب نظرت لروان ب إبتسامه 
ضحكت روان وهي تدور حول نفسها وتشعر وكأنها فراشه بهذا الفستان الواسع البسيط
"لبسي كدا حلو!؟ 
"قمرر 
لبسك ماشاء الله جميل ولكن فيه الاجمل
ربنا آمرنا بالخمار وهو فرض لا خلاف عليه 
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ
فساتينك واسعه ودي حاجه كويسه بس عايزين ناخد خطوه لقدام بقي مش هنفضل عند نفس النقطه الحلوه عايزين الاحلي عشان ربنا يرضي عنا 
" بس انا حاساها خطوه صعبه، وحاسه هشوف لبسي مش حلو ،يعني هل انتِ كدا شايفه لبسك شيك وحلو،اكيد لأ"
"بالعكس مين قالك كدا، إن ربنا ينعم عليكِ باللبس الفضفاض دى نعمة.
أما إنك تشوفى فى لبسك الفضفاض شياكة وجمال مبتشوفيهاش فى البناطيل واللبس الضيق ، دى نعمة أخرى وفضل عظيم ، بعد فضل توفيقك للطاعة نفسها.
وانا بشوف لبسي جميل وشيك كمان
"ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم"
وما الفضفاض إلا قرار نَبع مِن القلب قبل أن يتزين بهِ الجسد ، فَـ أضيئي قلبكِ بِـ حُب الستر.💛"
"انتِ جميله اوي يا ياسمين، وزعلانه اني مكنتش مصاحباكي من زمان انتِ وحور" 
"وادينا يستى بقينا معاكي اهو" 
"انا حقيقي في أشد الحاجة لحد ياخدني ويقعدني في بيئة إيمانية !
نقعد فترة في المسجد ننعزل فيه عن الناس وعن السوشيال و عن أي شيء يغضب ربنا و الإكتفاء بصحبة صالحة لا يشقي في صُحبَتِهم احد 
مش بنعمل حاجة غير اننا بنتدارس آيات القرءان و بنتكلم عن ربنا و نشحن قلوبنا من تاني عشان نقدر نواجه الدنيا و الفتن اللي بنتعرض لها" 
"فعلا يا روان معاكِ حق، يلا نلحق نمشي عشان مناخرش على حور، ولما نرجع هقولك على حاجه حلوه نعملها
خرجا من المنزل وكان زين بإنتظارهم، ركبت ياسمين بجوار زين، وجلست روان فى الخلف 
قام زين بتشغيل بودكست ل" عمرو منير" يسمى "فين المشكله، كانت روان تنصت له باهتمام شديد وهى تستشعر كل حرف تسمعه حتى وصلوا
اخبرهم زين بأن يقوموا بالاتصال به حين ينتهوا وسوف ينتظرهم فى المسجد المجوار 
ترجلوا من السياره ثم قاموا بالطرق على منزل حور، حيث كانت ياسمين تعرف منزلها لانها سبق واتت لها من قبل 
فتحت لهم المنزل لتنظر روان للواقفه امامها بصدمه
سار زين بإتجاه ذلك المسجد لكى يستريح هناك، كم يشعر بالتعب، فوجودها جانبه سوف يرهقه، لم يستطع التقدم للزواج منها دون أن يطمئن على شقيقته، وفى الوقت ذاته وجودها جانبه كأنه الدخول للنار بقدميه، فهي تمثل نقطه ضعفه، وهو ليس بحجر لكى لا يضعف امامها
ولكنه ايضا بمثابه الاب لها ولا يجوز تركها بمفردها
خصوصا وهي فتاه وحيده
دخل زين المسجد وصلى ركعتين تحيه المسجد ثم وجد من يضع يده على كتفه ويهتف بإسمه!! 
نظر له فكان صديق قديم له، إحضتنه زين بحراره 
وقاموا بالتحدث معا فى امور شتى، 
" بس انت بتعمل اى هنا، انت مش عايش هنا يابني
"انا خارج هنا فى سبيل الله انا ومجموعه شباب معايا
، وبالمناسبه كنا هندي دريس، هنسبلك انت الطلعه دي يا شيخ زين، رفض زين ولكنه اصر عليه وقد تجمع من فى المسجد عليه حتى وجد أن لا مفر
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بيكم، بما إن أحمد اصر عليا اني ادي انا الدريس وانا مش محضر لاى حاجه الحقيقه، فهقولكم على قصه بحبها
دكتور في الجامعه متعين جديد بيقول
نزلت اتمشى شويه في حرم الجامعه ، لقيت طالب بيقولي ممكن حضرتك ناخد البريك وقت الصلاة !
كان اول مرة اسمع الطلب ده ووافقت لانه قريب من وقت البريك اللى انا محدده !
مرة بعد مرة حبيت الولد ده جدًا هو واتنين صحابه ، وسننا كان لسة قريب جدًا من بعض !
عجبنى جدا روحهم الحلوه وابتسامتهم علطول ، بقيت فى البريك بنزل اصلى معاهم ونرجع المحاضره !
فى اخر الترم واحد منهم جيه قالى اطلع معانا عمره ، حبيت الفكرة وقولتله اشطا ، قالي بس هنطلع برى ! قولتله ليه مفيش طيران !
قالى في بس احنا هناخدها رحلة نستمتع بالصحبة والثواب باذن الله اكبر !
بصراحة انا مكنتش فاهم صحبة اي واحنا رايحين عمره ، اي هنقعد فى الاتوبيس نغنى ونرقص ونعمل مقالب فى بعض ونلعب افلام يعنى وننزل الماية !
المهم وافقت
ركبنا الاتوبيس ؛ بعد شوية واحد مسك الميكروفون وعرفنا بنفسه بعدين قال انشوده وكان صوته تحفه ، بعدها كذا واحد يطلع يعرفنا بنفسه
اللى قرأ قران واللى قال اذكار واللى هزر شويه واللى بص على الجبال وقالنا "خواطر" لما بيتأمل فى خلق الله
انا كنت قاعد مش فاهم ؛ اي ده فين التسقيف والرقص طيب
كنت بتفرج على اللى بيتكلم وعلى الناس اللى قاعدين كلهم كنت مستغرب نفسى وسط الناس دى ، بس مش عارف ليه كنت حاسس انى مبسوط جدًا !
وصلنا الميناء ، صاحبى خدنى يعرفنى على واحد قاعد على الارض مع سواق الاتوبيس واتنين كمان بياكلوا ، قالى ده صاحب شركة السياحة اللى طالعين معاها !
استغربت وقولتله هو مطلعش مع رحلة الطيران ! قالي لا هو بيحب يطلع البرى علشان لو الناس احتاجوا حاجة !
مش هعرف اقول حسيت ب إيه ولا الراجل ده بابتسامته وتواضعه اثر فيا ازاى !
ركبنا العباره ، لا الكباين صالحة للنوم ولا السطح ينفع حتى نفرد ضهرنا عليه لان كان فيه طبقة غريبة لزجة شوية مغطية السطح كنا بنعانى حرفيا ، بس الناس دى فى كوكب تانى ؛ بيتكلمو ويضحكو ويهزروا !
واحد منهم مره واحده بص للسما وقال بصوت عالي
"احنا متبهدلين اهو، مش عارفين نمدد جسمنا حتى، كان ممكن نطلع طيارة، الثواب يارب !"
انا لسه فى حالة اللاوعى اللى انا فيها ، حاجات كتير مش مستوعبها ولا شوفتها قبل كده
هو بيكلم ربنا ؟ بحب كده ؟ بهزار محترم اوي كده ؟
كانت لحظة غريبة عليا جدا !
وصلنا بعد يومين معاناه تامه ، دخلنا فندق المدينة بعد نص الليل ؛ طبعاً جريت على السرير هموت وانام ؛ لقيت صاحبى بيقولى يلا ! فبقوله يلا اي !
قالي ننزل نسلم على الرسول ونصلى قيام عند الحرم !
يا عم انت مش طبيعى انا هنام شويه علشان افوق كده وبعدين اعمل كل ده ، انزلوا انتو !
فعلا نزلو هما وانا نمت ؛ كنت تقريبا بقعد في الاوضه لوحدي كل فتره وهما يرجعوا يناموا ساعة ولا اتنين وينزلو الحرم يكملو !
صاحبى ده كان نايم مره ، سمعت صوت بصيتله لقيته فى سابع نومه بيتكلم وهو نايم بيقول:
لا يا " عمر"... "ابو بكر" ذهب الى ....!
انت بتحلم ب إيه ياعم انت ؟ انت بتكلم مين طيب ؟
بالله عليك دخلنى معاك فى الحلم ده يا اخى !
واحنا فى الحرم قبل الصلاه واحد منهم قال
النهارده اخر يوم فى المدينه والامام ده بعشق صوته ؛ يارب يقرأ سورة الرحمن !
إبتدينا الصلاه وبعد الفاتحه ؛ بدأ الامام"الرحمن علم القران.." !
انا فى اللحظة دى بكيت على نفسى جدًا ! هما ازاى الشباب دول كده ! إزاى وصلوا لكده مع ربنا ! إزاى ربنا مراضيهم كده والفرحه وابتسامة الرضا مش بتروح من على وشهم ! طب هو ليه انا مكنش صحابى زى دول؛ كانت حاجات كتير اتغيرت !
انا كنت فاكر إنى عايش كويس ومبسوط ؛ بس معاهم فهمت الفرق بين انى "اعيش" وانى "احيا" !
 "مَنْ عمل صالحًا مِّن ذكَرٍ أَوْ أُنثَي وَهوَ مؤْمنٌ فَلَنُحْيِيَنهُ حياةً طيبَة وَلنجزِينهمْ أَجرهم بِأَحسنِ مَا كانوا يعملون" !
" وَمَنْ أَعرض عن ذِكْرِي فَإِنَّ لَه معِيشَةً ضَنكًا ..."❤️
ودي من اجمل القصص اللي بحبها.. "
________
نظرت روان لها بصدمه وهى تردف
" انتِ مين!! "
ضحكت عليها ياسمين وحور بشده
كانت ياسمين ترتدى بيجامه ورديه باللون البينك وتاركه لشعرها العنان وتضع احمر الشفاه، فكانت اقل ما يُقال عنها فاتنه، 
"انتِ طلعتي بتلبسي وتحطي زينا بقى كانت مخفيه فين الحلاوه دي" 
"مخفيه لقره عيني" تفوهت حور وهى تضع يدها على وجهها وتمثل الخجل، ليضحكوا عليها بشده
"طلعتى مش سهله ياحور" 
"مش معنى اني بلبس بره كدا اني متزوقش والبس لبس زي البنات، مفيش بنت يا روان مش بتحب اللبس والزينه والميك اب، لان دي فطرتنا اللي اتخلقنا عليها، لكن الصح هو امتى نتزين ولمين، مفيش حد ليه الحق يشوفنر كدا غير اللي يستحقنى بس، لكن مروحش اتزين للناس كلها وانا هاخد شخص واحد بس!!" 
"رووان.. ياسمين، وحشتوني يعيال" 
صرحت رغد وهى تهرول تجاهم وهى تضحك بشده
احضتنت كلا منهما وبعد الترحاب جلسوا سويا، لتتحدث حور
"انا جايلى عريس"
قاموا بالصراخ بفرحه وهم يحتضنوها وكأنها أخبرتهم للتوا بانه موعد زفافها، نظرت لهم رغد بدهشه من رد الفعل المبالغ، ولكن فرحتهم بحور كانت طاغيه عليهم، أخبرتهم حور بأنه مديرها فى العمل وقصت عليهم بعض من التفاصيل 
ظلوا يمرحوا سويا، حاولت حور تناسى امر خطبتها والاستمتاع مع أصدقائها 
_____
"يابابا يلا بقى أخرنا" وقت ليث يشعر بالضجر بسبب تأخر والده ضحك والده عليه بشده وهو يخرج من غرفته بعدما ارتدى ثيابه، وقف ليث بتذمر كان ينتظر وكأن الليله عيدا له، أصبحت تصرفاته صبيانيه بعض الشىء 
"شايفك فرحان يعني وهتتجن عشان نروح.. مش كنت مش موافق؟" 
"يعني انت كنت عارف انها حور من الاول ومرضتش تقولى!!" 
"انا افتكرته مش هيفرق معاك، عموما لو مش موافق سيبها وانا اجوز..." 
"يلا يابابا عشان منتأخرش على الناس" 
قطع ليث حديثه، فكان والده يتحدث بمراوغاه
صعد لاعلى وجذب چون من ثايبه ولم يجعله يكمل ملابسه واخذها معه ليكمل فى السياره
ركبوا ثلاثتهم ثم توجهوا لمنزل حور وليث يسوق بسرعه عاليه وهو يشعر بالحماس الشديد
وصلوا اخيرا، ترجلوا من السياره وتوجهوا لمنزل حور
فتحت لهم رغد ورحبت بهم بإمتعاض
كان والد حور بإنتظارهم رحب بمحمود بشده وهو يحتضنه بحراره، جلسوا وهم يتحدثوا فى بعض المواضيع 
حتى نطق محمود
"امال فين عروستنا يا محمد" نظر له ليث بشكر وارد أن يحتضنه 
نادى محمد عليها حتى اتت حور وهى ترتدي فستان باللون الكحلى بعدما رفض الفتيات ارتدائها للاسود، فهي مازالت رؤيه شرعيه ومن حقه رؤيته لها
قام محمود ومد يدها لها لتضع حور يدها على صدرها وهى تردف
"آسفه يا عمو مش بسلم" 
نظر لها محمود بفخر ثم إقترب منها وقبل جبينها 
"ربنا يبارك فيكي وفى تربيتك دي" 
نظرت له حور بفاه فارغ! تخبره أنها لا تسلم ليقبل رأسها!! 
إنفجر چون من الضحك، اما ليث شعر بالغيره من اقتراب والده منها 
جلسوا جميعهم بالحجره المجاوره لهم لكى يتركوا لهم مساحه الحديث وكانا الحجره مطله على حجرتهم
اى بالقرب منهم
جلست حور ونظر لها ليث مطولا ثم أردف
"اظن كدا من حقى اشوف وشك" 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
إنّه الشخص الذي تقوم من عنده وأنت تنوي خيرًا تفعلُه..
أكثروا من صحبة الصالحين.
_____________
أظن من حقى إنى.. أشوف وشك"
نظرت له حور بضيق، لا مفر امامها.. فهو من حقه رؤيه وجهها، ولكنها مازالت لا تريد بعد، ليس ليث من بقيت تنتظره وتراسله كل تلك المده، وتكتب له ما فى جوفها على الرغم من أنه شاب ثرى ووسيم أيضا واى فتاه تتمناه، ولكن حور تختلف عنهن جميعا
رفعت يدها بتوتر لكى تفك رابطه نقابها، كان ليث ينتظر رؤيه وجهها بفارغ الصدر، ويأكله الفضول، فأخيرا سوف يرى وجهها بعد تلك المده، نزعت حور رابطه نقابها 
نظر ليث لها بصدمه، ياللهي!! ماهذا الجمال، للحظه تخيل لو أنها لم ترتدى هذا الذى يخفى وجهها، كيف كان سيتقبل أن يراها الجميع، لم يدرى هل هي بهذا الجمال، ام هو من يراها هكذا، ظل يحمد ربه على نعمه تلك الحجاب الذى يُخفى جمالها، سوف يُخفيها عن أعين الجميع ولن يسمح لأحد رؤيه وجهها الملاكى هذا، هو فقط من يحق له برؤيتها
ظل مطولا النظر لها، لاحظت حور نظراته المنصدمه نحوها حتى أمسكت نقابها وارتدته مره أخرى، زفر ليث بحنق فهو مازال لم يشبع من ملامحها بعد
قام ليث من مكانه، وتوجه ناحيه ابيها، فهو لم يعد يُطيق الإنتظار بعد يُريد أن تكن له الان
وعلى الطرف الاخر قدمت أمسك چون بُعبله الحلوى وهو يُقدمها إلى رغد 
"جلبتُ لكِ تلك الحلوى خصيصا لاجلكِ يا قبيحه" قالها چون بلطف شديد ليس وكأنه لم ينعتها منذ قليل، نظرت له رغد بغضب وهى تردف
"شايف يا عم محمد، عشان لم اغلط فيه متزعلش" 
ضحك على مزاحهم، تقدمت رغد ثم أخذت الحلوى من يده وهى تتصنع الخجل، حتى انفجر چون عليها ضحكا
، خرج لهم ليث وهو يتحدث بجديه
"ممكن بعد اذنك يا عمى نلبس الدبل النهارده ونقرأ الفاتحه، وانا عايز كتب الكتاب على طول عشان نكون على راحتنا" 
صُدم الجميع من حديثه وخاصه والده، تصرفاته أصبحت صبيانيه ولم يعد يفكر بالحديث اولا
"ولمَ الاستعجال يا رجل الم نتفق بأننا سنتزوج معا.. ماذا فعلتى به هور؟!" 
تفوه جون بكلماته تلك لينظر له ليث نظرات اخرسته
تحدث والد حور اولا
"لسه بدرى يابنى مش لما تتعرفوا على بعض الاول، احنا حتى لسه منتفقناش" 
"مش محتاجين اتفاق انا هاخدها بشطنه هدومها، وقبل ما تعترض دا اللي المفروض يحصل شرعا، تاني حاجه مش محتاجين نعرض بعض الآنسه حور شغاله عندي من فتره ونعرف بعض كفايه" 
كانوا الفتيات يتابعن الحوار من خلف تلك "الستاره" وهم سعداء لاجل صديقتهم، حتى تقدمت "ياسمين" من "حور" وهي تردف
"هنمشي احنا بقى يا حور عشان زين اخويا مستنيا تحت" 
رفضت حور بشده أن تجعلهم يذهبوا، تريد أن يكونوا معها وأقتنعتهم بأن تجعل أخيها ينتظرهم هنا، رفضت هي ولكن "حور" أصرت على موقفها وذهبت لليث وهى تردف ببعض الضيق منه
"لو سمحت اخو ياسمين وروان منتظر تحت، ممكن تنزل تجيبه هنا عشان مينفعش يقف تحت" 
"لأ" 
كلمه من حرفان، جعلت حور تنظر له بصدمه وخجل من رده الوقح، ماذا إن كان المنزل منزله!! كان ليث يشعر بالغيره من أن يأتى رجل آخر ويراها، ولكن الاهم هل هذه غيره عليها ام شك!! 
"يابنى لو كان بيت ابوكم عرفنا" وبالطبع لم نكن بحاجه لمعرفه المتحدث
أقتربت حور منهم وهي تردف بصوت مازح
"معلش هو دايما بيحب يهزر كدا، كلميه يا ياسمين وعرفيه أن بشمهندس ليث هينزل ياخده"
"ادخلى غطي عيونك الاول" 
تحدث ليث بغيره من رؤيه أحد لعيناها
"كنت هدخل من غير ما تقول"
تحدثت "ياسمين" مع زين وأصرت عليه بالمجئ بعدما شرحت له الامر ولكنه رفض، تحدث معه ليث ليقنعه ولكنه رفض ايضا أصر عليه ليث ولم يوافق زين أيضا إحتراما لحرمه المنزل، حتى عرض عليه زين بأن يأتي ليث لهم ويجلس معه فى المسجد ويحتفلون به على طريقتهم الخاصه، وافق ليث على إمتعاض
نزل كلا من چون وليث اسفل بإنتظار زين 
حتى اتى زين بالقرب من منزل حور ومجرد أن رأهم توقع انهم هم اقترب منهم وهو يتحدث ببسمه: 
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا يا شباب ازيكم" 
ردوا عليه التحيه وبعد قليل من التعارف اخذهم زين للمسجد، كان قد أخبر الشباب بالامر 
رحبوا بيهم بشده ثم تحدث أحمد
"بصراحه انا كنت زهقان جدا، بس طالما معانا عريس يبقى نستغل الفرصه دي وننبسط.. اول فقره هنعملها هنغنى ونرقص وبعدين تاني فقره هنعملها هناخد خطبه جميله اوى من اخ لينا وتالته فقره خلوها مفجأه" 
صاح جميع الشباب بمرح وهم يستعدون، كان ليث يشعر بالضجر من هذا الجو، كيف لهؤلاء المشايخ أن يفرحوا بتلك البساطه!! بالطبع سيكون الامر ممل 
اما عن چون كان يشعر بالربي وخرج من المسجد، غاب بعض الدقائق ثم عاد وهو يحمل ما يسمى "بالطبله"
ثم بدأ بالطرق عليها بشده وهو يغني 
"الليالدي نورك بادي وقلبي ينادى بالفرحادي دا انت القمر الليله........ نورتي..... 
نور الليله نور مش عادي بيخطف قلب الناس ع الهادي ويحبسها تملى.... نورتى 
دا عريسنا قمر قلب سكه الاشواك.. دا ناداه ياقمر انزلى انا مشتاق.... دا عريسنا قمر قلب سكته الاشواك... دا ناداه ياقمر انزلي انا مشتاق..... غنى وقول... على طول... ياحسد وليي
ياسلام يابشر بصوا على الحلوين ازاي... مقصور وقصر بالشبكه اللي ملهاش ذاد... صلوا عليه. وادعولى... ياحسد ولى... 
ظل احمد ينشد بفرحه مع الطرق على الطبله مع رقص الشباب وچون يرقص معهم بفرحه شديده 
كان زين يحرك يده ببعض الرقصات مع الشباب ثم اقتربوا من ليث وجعلوه يفعل مثلهم عنوه بعدما رفض، ظل ليث يزفر فى البدايه حتى اندمج معهم 
وهو مازال لم يستوعب الامر بعد لقد نسى نفسه وهو معهم، اخذ يضحك عليهم بشده، كيف يتكونوا بتلك البساطه والمرح
وعلى الجانب الاخر كانت تقف رغد على طرف المقعد وهى تُمسك" غطا الحله" وتقوم بالطرق عليه بشده، في
 حين تقوم "ياسمين هى الانشاد وحور تردد معها، وروان تضحك بشده وتكتفى بالتصفيق لانهم لم تحفظ تلك الانشودات بعد
انتهت ياسمين من الانشوده حتى طالبها الفتيات ب آخرى غيرها، وافقت ثم بدأت بالغناء مره اخرى مع تصفيق روان وطرق رغد وحور تتوسط الدائره وهى تحرك يدها وتقوم بالرقص ثم تدور حول نفسها والفتيات يقمن بالدوار معها 
تناست حور أمر ليث وحاولت الشعور بأنها عروس واليوم خطبتها، فكم تمنت ذلك اليوم، حتى ولو كان ليث ليس الشخص الذى تتمناه ولكنها تثق بإختيارات الله له
" جمع ووافق... بنت الاصووول لابن الاصووول.. جمع ووفق....طيب ونول طيبه وكنوور.... عيله ونسب.. وجمال وحسب.... جمع ووفق.... وكفايه لتنين عندهم
 الديين...ويارب ووفق.. جمع ووفق..... 
من بين بنااات وبنااات وبنااات حبها هي الوحيييده.... وان شاله يجيبوا صبيان وبنااات... ويعشيوا دنيا سعيده... دنيا سعيده... جمع ووفق... بنت الاصوول لابن الاصووول.... عيله ونسب... وجمال وحسب...جمع ووفق... وكفايه لتنين عندهم الدين.. ويارب ووفق
هتعدي ايام واياام واياام والحب هيكبر فيهم... ويحققوا كل الاحلام وتحلى وتحلى لياليهم.. جمع ووفق.. جمع ووفق
اخذوا يمرحون ويضحكون، كانت روان سعيده بتلك الاجواء، لم تتخيل أنها من الممكن أن تفرح بتلك الاجواء، فالملتزمون ليسوا متشددين كما ترى، بل يضحكون ويمرحون ولكن فى ما لا يغضب الله
عند العوده الى الشباب، كانوا قد توقفوا عن الرقص وهم يأخذوا انفاسهم بصعوبه، عدا چون الذى مازال يرقص ويقوم بتقلد الشباب بطريقه مضحكه، إنفجروا ضحكا عليه
"وكدا خلصنا أول فقره، هنبدأ تاني فقره اولا زين زين هيكلمنا عن الجنه، وبعدها جابر هيشرحلنا قصه، أعتذر چون معللا أنه ذاهب لعمل ضرورى ثم رحل وبقى ليث معهم
، جلسوا هم جميعهم دائره حول بعضهم البعض وتوسطهم زين 
ثم بدأ بالحديث
" فجأة واحنا في الجنة هنلاقي ملائكة بتنادي في طرقات الجنة "يا اهل الجنة ، ان الله يستزيركم ! فحيّ علي زيارة الرحمن "
تخيل ربنا جل جلاله يدعونا لزيارته! 
يحكيلنا حبيبنا النبي ﷺ اننا ساعتها هنخرج ونلاقي قدام قصورنا حاجة اسمها النجائب ، وهي ركوبة ربنا خلقها مخصوص عشان يركبها اهل الجنة وهما رايحين يزوروه ﷻ
فنركب النجائب ، و نوصل للوادي اللي هنزور فيه رب العزة
وفجاة .. هنسمع صوت عذب يُنادي: "يا اهل الجنة سلام عليكم"
فنرد كلنا في نفس اللحظة وقلبنا طاير من الفرحة ونقول : "اللهم انت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والاكرام"
فيقول الله ﷻ : "يا اهل الجنة هل رضيتهم؟"
فنقوله يارب وكيف لا نرضي وقد غفرت ذنوبنا وادخلتنا الجنة
فيقول الرب ﷻ :" يا اهل الجنة اسألوني ما شئتم..
فنقول له يارب ارض عنا..
فيقول ﷻ : يا اهل الجنة لو لم ارض عنكم لما ادخلتكم جنتي ، فسألوني شيئا اخر..
فنجتمع علي كلمة واحدة..
يارب ارنا وجهك ننظر اليك..
فيقول سيدنا النبي ﷺ :" فتُكشف الحُجُب ، فما أُعطوا لذّة احب اليهم من النظر الي وجه الله الكريم"
كنا دايما في الدنيا لما بنشوف حاجة جميلة اوي نقول : الله ! بس يومها هتبقي اول مرة نقولها بجد .. الله!
 ومن شدة سعادتنا تفضل وجوهنا ناضرة مستبشرة : 
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبها نَاظِرَةٌ ﴾ 
فاللهم ارزقنا هذه اللحظة ولا تحرمنا لذه النظر لوجهك الكريم  "
كان ليث يشعر بشعور غريب... ياللهى كيف يكونوا هكذا
كانوا يمرحون ويضحكون منذ قليل دون أن يفعلوا شيء حرام... وهاهم نفسهم يتحدثون عن الجنه، كان يشعر بقشعريره تسرى فى جسده مع كل كلمه تخرج من فم زين
، كان زين له تأثير خاص وهو يتحدث، لذلك حينما يتجمعوا الشباب يجعلوا زين هو من يعطي لهم الدريس
انتهى زين ثم قام صديقهم جابر بالحديث 
"قبل ما اتكلم عن الدريس الاساسى حابب اقولكم قصه حصلت معايا انا شخصيه
مره  كنت في محافظة تانيه بزور صديق مريض وساعتها كنت لسه متزوج من فتره بسيطه والحال مش متسير معايا اوي
وتكلفه مواصلاتي لرجوع بيتي حوالي اربعين جنيه
وكان معايا في محفظتي اخر خمسين جنيه 
ركبت اول مواصله وبدفع الاجره اتفاجئت بصديق ماشوفتوش من خمس سنين
اصر يدفعلي الاجره
خدنا بعض بالاحضان واتكلمنا في امور الحياة لحد مانزلت
ولما نزلت علشان اركب تاني مواصله من الموقف
لقيت حد واقف بعربيته وبيزمرلي
ببص لقيته جاري اللي ساكن في الشقه اللي فوقيا
ركبت معاه وانا مذهول من الصدفه
جاري يدوب نزلني تحت البيت وسابني علشان يركن العربيه
لقيت زوجتي بتكلمني ان الدوا بتاعها خلص ومحتاجه منه ضروري
زعلت وبصيت لربنا في السماء  بقوله يارب انت عالم ظروفي ، كنت اجلت موضوع الدوا كم يوم بس ، ده انا ممعيش غير يادوب خمسين جنيه
رحت الصيدلية اجيبه لقيت العلبه ب ٢٠٠ جنيه اربع شرايط
قولتله اديني شريط
جيبتهولها وانا بسأل نفسي
لو دفعت فلوس المواصلات كنت هاتصرف ازاي !
معقول يارب مرتب الاحداث بالشكل ده !
كده ايقنت انها مابقتش صدفه ، ده سيناريو الهي مكتوب بعنايه
رغم فرحتي ب اني جيبتلها الدوا 
الا اني بسأل نفسي ، بكره هناكل ايه واخر خمسين جنيه اتصرفت
مكملتش نص السلالم لقيت تليفوني بيرن ان الشغلانه اللي كنت هاعملها لحد من ٣ شهور واتلغت ، قرر يكملها وهايبعتلي الصبح اول عربون ليها
مراتي بتفتحلي الباب وبتقولي " ايه ده ! انت بتعيط ليه !! "
مالقتش رد على لساني اقوله غير ده شريط الدوا ، وبكره هايجيلك العلبه كامله ❤️
كل امور حياتنا سيناريو الهي 
وارد يحصل مواقف نحس ان السيناريو درامي وحزين
لكن دايما الحلقه الاخيره بتكون نهاية اي الم ووجع
انتظر الحلقه الاخيره في كل موقف تمر بيه 
اكيد هاتبكي من الفرحه اكتر من البكا اللي بكيته من صدمة الاحداث ❤️
ربنا زي ماعارف ايه اللي جاي عارف كمان ايه اللي معاك
هايدبرها بشكل لا تتوقعه وهاتبهرك الاحداث 🙏❤️
انتهى من سرد قصته ثم بدأ بالدرس الاساسى 
حتى انتهى، 
"كدا خلصنا اول فقرتين... وباقى اخر فقره ودي هتكون بره المسجد... تعالوا معايا" 
كان يتحدث وعلى وجهه ترتسم علامات الخبث والعبث 
وهو يستعد، شعر الشباب بالريبه منه فهم يعرفون افكار احمد
خرجوا جميعا من المسجد فى الشارع، غاب عنهم احمد ثم عاد وهو يُمسك لفه كبيره من "سلك المواعين!!  ويهرول لهم بسعاده، اخذ يعطي لكل واحد منهم جزء ثم قاموا بتشغيله وهم يلقوه على بعضهم البعض ويهرولوت فى الشارع، لم يشارك ليث وظل يتصنع التقل ولكنه يود حقا من داخله تجربه الامر، حتى قرر التخلى اليوم عن شخصيه ليث الجامده وتجربه العبث معهم 
اخذء جزء من احمد وقام بتشغيله وهو يفعل مثلهم 
كان صوتهم مرتفع حتى جذبوا انتباه من حولهم
سمع الفتيات صوتهم من الخارج حتى خرجوا من الشرفه يروا ماذا يحدث وكان الامر غايه فى الضحك 
ولكن امرتهم حور 
أمرتهم حور بغض البصر واغلقت النافذه ، ظلوا يهرولون وراء بعضهم البعض حتى اتى لهم من عكر مزاجهم وهو يهتف بقوه
" اى اللي بيحصل هنا دااا"
....يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"اى اللي بيحصل هنا دا.." 
التفتوا جميعا الى مصدر الصوت ولم يكن هذا سوا المدعو ياسر، اقترب منه أحمد ثم تحدث بمزاح 
"اى اللي بيحصل... بنلعب ياعم، لو عايز تيجي تلعب معانا تعالى.."
"ليه وهو انا عيل زيكم، حتى عيب على دقنكم دي وعاملين فيها مشايخ" تحدث ياسر بسخريه واستهزاء
نظر له ليث بغضب، اقتربه من زين وهو يردف ببسمه وهدوء
"مش معني اننا مشايخ منضحكش ونهزر، يمكن اه المكان مكنش مناسب اننا ناخد راحتنا هنا، بس دا ميمنعش اننا نستمتع بحياتنا، الالتزام مش البعد عن الحياه، الالتزام البعد عن الحرام" 
"كل اللي قولته دا مدخلش دماغي، انتوا بتحاولوا تقنعوا نفسكم انكم عايشين حياتكم بس دا محصلش، وعمركم ما هتعيشوا حياتكم وانتوا معقدين كدا" توقف عن الحديث ثم اقترب من ليث وهو يردف
 "وسعتك اللي عاملي فيها نجيب سويريس ومحدش قدك بتلعب معاهم كدا عادى!!" 
"ياخي من تواضع لله رفعه" قالها أحمد بمزاح بينما ظل ليث ينظر له بتجاهل 
" ليث انت طلعت غني ولا اى....واد يا زين تعرف الاشكال النضيفه دي منين"
تحدث أحمد بمزاح وهو يحاول تلطيف الاجواء
أقترب زين من أحمد واخذ منه الطبله ليقوم هو بالغناء هذه المره
"لا لا تحسب أن الدين بعيدا عن حب وحياه... وبهجرك للدين ستحيا.. تعشق ما قلبك يهواك.... او ان الدنيا ستحلو... وترى الدنيا شق نجاه..." 
أقتربوا الشباب من زين وأخذوا ينشدوا معه انضم چون مجددا بعدما عاد وهو يقوم بالرقص مثلما كانوا يفعلوا بالداخل، بينه قام أحمد برقص حاجبه لياسى الذى ظل يتابعهم بغيظ وغضب، اما عن ليث كان صامت، يشعر بشعور غريب تجاهه لا يعلمه، لو كان شخص آخر كان سيبرحه ضربا، اذا ما الذى منعه من فعل ذلك 
غادر ياسر بغضب وبعد قليل توقفوا ليهموا بالمغادره كلا الى منزله حتى انتهي اليوم بسلام
#______روان_الحاكم__________
اتى صباح جديد على الجميع، منهم من أدرك الفجر واذكاره وورده، ومنهم من أستيقظ وخاب وخسر فجره، ذهب زين وأخذ معه الفتايات، وطوال الطريق لم يُحادث روان بشيء بل قام بتشغيل بودكست لهم والذى اصبحت روان تعتاد عليه 
وصلا الجامعه، ودلفت كلا واحده منهن لمحاضراتها وعلى الجهه الاخرى خرجت حور مع رغد لجامعه ايضا
انتهين من محاضراتهم وذهبوا للمسجد لكى يلحقوا صلاه الجماعه مع الامام حيث مسجد الرجال به مسجد متصل به صغير للنساء 
انتهت روان ورغد اولا ثم توجهوا الى المسجد وكان الامام  يأم، شرعوا للصلاه، وفي منتصف الصلاه اتت حور لتكمل معهم اما ياسمين فقد تأخرت عنهم 
جلسوا ك العاده ليسمعوا درس ما بعد الصلاه
وقد أتت ياسمين، بعدما انتهوا اتجهت حور لعملها، وعادت رغد للمنزل، بينما بقيت روان وياسمين ينتظروا زين
دلفت حور للشركه وهى تود أن لا تراه، بدأت فى العمل ثم انتبهت على صوت ليث وهو يجمع الموظفين 
"النهارده طبعا زي ما انتوا عارفين يوم تجميع الاقتراحات، كل واحد منكم جواه حاجه ممكن تفيد الشركه، الاقتراحات اللي هنلاقيها مناسبه هنفذها" 
بدأ الجميع بكتابه اقتراحه فى ورقه صغيره مطويه، ثم وضعوها فى ذلك الصندوق، وبعد مرور الوقت انتهى الجميع من الكتابه، 
شرع ليث فى قراءه الاقترحات وكانت معظمها اقتراحات ليس بها شيء مميز، الى ان توقف عن الرساله قرأها مره.. مرتان... ثلاثه... رُسم شبح إبتسامه على شفتيه وهو يعلم من صاحب الرساله، ثم قرأها بصوت عالِ
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، انا هقول اقتراحي زي اى حد، وعارفه انه مش هيجب كتير لكن هعمل اللي عليا واقول، بما إن حضرتك مسؤل عن كل موظف وموظفه هنا، يبقى مسؤل برضو انك تحميهم وتحافظ عليهم، الشركه منظمه جدا ومنضبطه الا حاجه واحده فيها وهي لبس البنات، حضرتك مش هتقدر تمنع نظر الشباب ليهم، بس تقدر تمنعهم من لبسهم دا، ياريت حضرتك لو تصدر قرار بمنع الملابسه المكشوفه وتوحد زي معين يكون محتشم، حتى لو بره مش هيلسبوا كدا، بس على الاقل تكون حافظ عليهم داخل شركتك وآسفه على الاطاله" 
كان ليث يقرأ كلماتها وعلى وجهه نبتت إبتسامه لم يستطيع إخفائها وفخره بها يذيد
نظر جميع الموظفين لحور بغضب، من غيرها، فهي الوحيده التي ترتدي تلك الملابس الغريبه بالنسبه ليهم والبقيه بدون وحجاب،عدا عدد بسيط منهم من يرتدى حجاب يظهر أكثر ما يُخفى 
"بس اللبس دا حريه شخصيه، أظن الشركه مش هتتقدم لما اغير لبسي، ياريت اللي ينصح ينصح على حساب نفسه مش غيره" تحدثت إحدى الفتيات وهى تنظر لحور بغضب
"حريتك الشخصيه دي تكون فى بيتك مش فى شركتى، وانا ممتن جداا لصاحبه الرساله" كان يتحدث وهو ينظر لحور بفخر
"وكمان صاحب الرساله دي هيترقى لانه افضل اقتراح بالبنسالى، وهنبدأ ننفذه ومن النهارده هبعت زي محدد لمصنع الشركه ينفذه"
"اكيد لازم يتنفذ طالما أقتراح ست الشيخه...مش عارفه كان عقله فين وهو بيخطبها" 
"بقى يسيب كل بنات الشركه ويبص لدي!؟" 
كان هذا حديث احدى الفتيات لصديقتها وهى تهمس ليها، والذى سمعته حور لانهم كانت قريبه منه
تجاهلت حور حديثهم وعاد كلا لعمله، ذهبت للمرحاض لكى تتأكد من ضبط نقابها، وجدت الكثير من الفتيات يضعن "ميك اب" على وجههم، أقتربت منهم حور وهى تتوى فعل شيء
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اهلا يابنات.. استنوا حطولى معاااكم..." 
قالتها حور بمزاح وهى تضخك مما جعل الفتيات يتعجبن منها
"اى دا انتِ بتحطي الحاجات دي زينا عادي" 
"ليه لأ احنا كلنا ك بنات بنحب الزينه وبنحب نبان شكلنا حلو، وسعوا كدا خليني احط..."
نزعت حور النقاب من على وجهها بعدما تأكدت من إغلاق الباب من الداخل وأخذت "الروچ"  التى اعطته لها إحدى الفتيات، ظل الفتيات ينظرون لها بصدمه، كانت حور تفوقهم جمال وبرءه ولا تضيع اى من مساحيق التجميع، تبدو بريئه مثل الاطفال 
"يعني الميكاچ مش حرام!" لأ طبعا مش حرام، مين قالك انه حرام، عندك انا قدامك اهو حاطه، وعلى طول مش بخرج الا بيه بس النهارده خرجت متاخره ملحقتش احط"
"يعني انا احط ميكاچ واطلع بيه عادي؟" 
"لأ طبعا حرام" 
"مانتِ لسه قايله مش حرام؟" 
"مهو فعلا مش حرام، الحرام بيتوفق على حسب استخدامنا ليه، هل لو انا دلوقتي جبت لبس ضيق ولبسته فى البيت حرام!!  لأ طبعا  كذالك الامر برضو بالنسبه للميك اب، حطوا زي ما انتوا عايزين فى البيت، بس بره لأ اغلسوا وشكم قبل ما تخرجوا، او البسوا النقاب زيي وحطوا اللي انتوا عايزينه وانحرفوا براحتكم وههيههييي" 
نتهت حور حديثها بضحكه تشبه الر'اقصات، ضحك على اثرها الفتيات
"كلامك حلو اووي زيك، انا مش هحط ميك اب بره تاني" 
"وانا كمان هعمل زي لمياء ومش هيحط ميك اب بره" 
"يااه اد اى انتِ مثاليه، عرفنا أنك ملاك واحنا وحشين" تحدثت أحدى الفتيات وهى تنظر لحور بق'رف"
"ومين اللي قال اني كلامي دا مثاليه، عارفه الاسوء من المعاصي اى؟ أن الانسان يشوف اللي بينصح الصح يبقى مثالى، انا مش بنصحك بحاجات سنه تعمليها، اللي بقولك عليه دا فرض ربنا آمرنا بيه، امرنا اننا منتزينش غير لمحارمنا، معلش ليه اطلع اتزين للرجاله كلها ف مقابل اني احفظ نفسي واصونها للى يستحقها، ربنا غلاني ليه انا ارخص نفسي واخلى شكلى وجمالي مباحين للكل؟ ف حين اني هكون مش حق شخص واحد بس" 
"ومين اللي هيتقدملك اصلا بلبسك دا؟ بغض النظر عن مستر ليه، انتِ مجرد واحده جديده بالنسباله مش اكتر وشويه وهيسيبك" 
"مش هيتقدملى غير راجل عايزه واحده ليه لواحده بس تربي عياله تربيه صالحه وتصون بيته وعرضه، اما اللي بياخدها بلبسها وشكلها وهي متاحه للجميع دا ديوث، والديوث دا ربنا حرم عليه ريحه الجنه" 
"اني اضحى بحاجه كبيره زي دي اني اتخلى عن شكلى ولبسي عشان ارضى ربنا صدقيني دي اجرها كبير اوي، بس انا عايزه الجنه وبجاهد عشانها، وكلكم تقدروا تكونوا زيي واحسن كمان... هاا مين عايز يدخل الجنه؟" 
ابتسم لها الفتيات وشكروها ومنهم من تقبل نصحيتها ومنهم من ظل على رأيه، نظرت حور لوجهها فى المرآه وهى تردف
"وبعدين بقى ف حواجبي اللي محتاجه قرار ازاله دا هههه" 
"طب ماتعمليها يابنتي شكلها فعلا تقيل ومش حلو" 
"لا طبعا مستحيل.. حرام،( لعن الله النامصه والمتنمصه) 
والحديث صحيح لا اختلاف عليه، اخسر جنتي واتلعن عشان حواجبي!!" 
"طب ما تعمليها تنضيف، انا سمعت انها مش حرام... انتِ بس بتشيلي الذوايد" 
"حرام برضو، مفيش حاجه اسمها تنضيف طالما بنشيل من الحاجب، كتير جدا بيستهزأ وبيستقل فى الموضوع دت، ولكنه ضروري جدا يابنات وحرام، بلاش تخسروا الجنه عشان حاجه زي دي، حبوا شكلكم كدا، شايفين حواجبي تقيله ازاي!! إلا إني حابه شكلى بيها وراضيه عنها كمان" 
"آنسه حور... مستر ليث عايزك" تحدثت إحدي الفتيات بعدما دلفت للداخل تبحث عن حور
"يالهوي يالهوي هينفخي عشان اخرت، هفوتكم بعافيه انا بقى يا بنات وادعولى بالرحمه" 
#________روان_الحاكم____________
كانت ياسمين جالسه تتصفح حسابها الذى لم تفتحته منذ ايام، وجدت الكثير من الرسائل من أصدقائها على الموقع
قامت بالرد عليهن، ثم وجدت رساله من عمر!! 
كان محتوى الرساله انه يريدها فى شيء هام، توترت ياسمين ولم تردى أتجيبه ام لا!! ماذا إن كان شيء هام للغايه.. حسنا ستجيبه لتعرف ماذا يريد فقط ثم تقفل الحديث معه وبالفعل أجابت
كان عمر يتصفح حسابه أيضا بملل ومن الحين والاخر ينظر هل قامت ياسمين بالرد عليه ام لا 
حتى وصله إشعار منها، هب واقفا من مقعده بفرحه 
"انتِ كنتي قولتيلي إن مينفعش الصداقه بين الولد والبنت؛ وفرضا انه حصل وانهم صحاب وطرف حب التاني رغم انه موعدوش بحاجه واللي بينهم صداقه فقط هل كدا الشخص دا غلطان عشان مش بيبادله الشعور!!" 
كان عمر يقصد بحديثه صديقته التى اعترفت بحبها له منذ مده قليله
"لما ربنا حرم الكلام بين الولد والبنت، سبحانه عليم إن دا اللي هيحصل، ربنا مش بيحرم حاجه الا وليها سبب" 
"حتى لو كان الكلام بحدود ومن باب الصداقه فقط" 
"اايوه، مفيش مبرر ومينفعش، مفيش حاجه اسمها بحدود لانها لو دلوقتي بحدود بعدين هياخدوا على بعض والكلام هيكون مباح، وطرف يحب التاني والتاني هيفضل شايفه صديق، دا غير انه بيستنزف جزء من طاقته ومشاعره للشخص الغلط" 
كتبت ياسمين تلك الرساله، ولكنها قامت بحذفها،تذكرت انها لا يجب أن تحادثه، حتى لو بالنصح
"مينفعش اتكلم من حضرتك اكتر من كدا، تقدر تبحث بنفسك عن حكم الصداقه، ودا آخر كلام هرد بيه لاني هعمل بلوك" 
قامت بإرسال تلك الرساله له ثم قامت بحظره وهي تشعر بالضيق، تركت الهاتف من يدها ثم ذهب لغرفه أخيها ودلفت للداخل بعدما طرقت الباب
"زين... كنت عايزه اقولك... على حاجه" كانت تتحدث بالتوتر وهى تبتلع ريقها
"خير يا ياسمين فيه حاجه... انتِ كويسه؟" 
نظرت له ياسمين بخجل وحزن ثم قصته له مراسله عمر لها وهى تغمض عيناها وتنتظر غضب زين منها
"بس والله يا زين هم مرتين بس والمرتين رديت فيهم بحدود، عارفه انه ميكنش ينفع ارد من الاول، وانا ندمانه وزعلانه عشان مقولتلكش من الاول" 
"لولا اني واثق فيكِ كان هيبقى ليكي رد فعل تاني يا ياسمين، مكنش لازم تردى حتى لو انتِ عارفه انه نيته خير وكويس...لو كدا بقى هنمشي نتعامل بمبدأ دا كويس يبقى ارد عليه وانصحه" 
بقيت ياسمين صامته وتضع رأسها ارضا بخجل إقترب منها زين ثم رفع وجهها لاعلى 
"اوعى توطى راسك يا ياسمين، انا واثق فيكي لو هزعل منك ف دا عشان محكتليش ليا من الاول، وخلاص الموضوع خلص وانتِ عملتيله بلوك واتمنى دا يعلمك لبعدين" 
نظرت له بإبتسامه ثم أحضتنه بشده وهى تشكر الله على نعمه اخيها
"المهم كنت هسنى انا جيالك ليه، هروح انا وروان المقرأه اللي هنا نحفظ فيها قرآن، بالرغم اني متعوده اني اسمعلك، بس عشان اخلى روان تحفظ معايا هنروح المقرأه" 
سعد زين بالخبر وشجعها، نزلت ياسمين عند روان لكى يذهبوا وفى الطريق سألت روان عن سبب إصرار ياسمين على ذهابهم
"هقولك يستى..... في مره روحت درس القرآن كنت لسه صغيره ومكنتس بحب اروح، مكنتش حافظه اللي عليا فقررت أخدع الشيخ قررت اسيب الكراسه بتاعت المُتابعه في البيت واروح اقوله نسيتها عشان اسمع اي حاجه حفظاها وخلاص المهم عندي مش اغيب عشان مش اتعاقب تاني يوم وبالفعل عملت كده ...
روحت الدرس وانا مش حافظه وقعدت قدامه قالي عليكِ ايه تسميع يا إسراء قولتله عليا سورة القيامه ... طبيعي كان لازم اقول سورة القيامه عشان هي سورتي المُفضله المهم سمعتها وخلصت وقالي كرستك عشان اكتب الدرجه فسكت شويه كده ...وبعدين قولتله مش معايا ، قالي نستيها يعني ؟ قولتله لا سيباها قصد ، قالي ليه ؟ 
للحظه جه ف بالي ان كده كده بكرة هيمسك كراستي ويعرف اني كنت بكذب )
فقولتله عشان عليا تسميع سورة النحل ودي كلماتها صعبه وكان لازم اكذب بسبب حضرتك ... وقتها زعق فيا وبعد كده هدي وقالي :
" انتِ مش طفله عشان اقولك بُصي للسما طب شايفه ربنا ! هو دلوقت باصص عليكِ وزعلان منك ،ولا طفله عشان افتح موبايلي واطلع صورة اي تاج شكله حلو واقولك مش عاوزة تلبسي تاج زي دا يوم القيامه ؟ واحاول اقنعك ان ربنا فرحان بيكِ 
بس انتِ دلوقت ذنبك عظيم ، قوليلي يا ياسمين هل انتِ أُميه؟
- لا 
= يعني بتعرفي تقرأي وتكتبي ... طيب هل كفيفه ؟
- لا الحمدلله 
= يعني ربنا انعم عليكِ بنعمه البصر طب هل مثلا صم ، بكم !
- لا الحمدلله
= طيب هتعملي ايه لما ربنا يعاتبك يوم القيامه ويقولك عبدي لماذا لم تحفظ كتابي ! انتِ ليه حفظتي الاغاني ومحفظتيش كتابي ! انتِ كنتي بتشوفي ليه كسلتي تقرأي أياتي !انتِ كنتِ بتسمعي ليه مسمعتيش كلماتي ! عبدي الم تكن تعلم أنه ينير القبر ! الم تكن تعلم ان حافظ القرآن هو الوحيد الذي لايفر من اهله يوم القيامه ؟ 
- ازاي ياشيخ وربنا قال
( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ • وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ  • وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )
= إلا حامل القرآن فإنه يلبس والديه تاج الوقار ويجيء القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة  "))
- ياشيخ بس بيكون في حاجات صعبه او بنساها بسهوله 
= كلمات ربنا مش صعبه ...طبيعي تنسي لان القرآن زي الحبر كده بالظبط ، انا بنسي والله العظيم بنسي عشان كده اغلب الاوقات وانتي بتسمعي تلاقيني فتحت المصحف فجأه طب بلاش كل دا لو في سورة انتي مش عارفه تحفظيها اقرأيها لو مش عارفه تقرأيها ! اسمعيها ! بس اياكِ تهجريها  يوم القيامه تُقسم الجنه طبقات لحفظه القرآن لازم تفهمي إن حفظ القرآن عبادة يبتغي به صاحبه وجه الله والثواب في الآخرة مش درجه تتكتب في الكراسه وخلاص لو انتي خدعتيني صعب تخدعي ربنا ... هبسطهالك خالص  وقت رمي الصُحف هل تقدري تاخدي كتابك بعكس ما الله يُريد ؟
- مش فاهمه 
= يعني هل لو مكتوب انك تاخدي كتابك بشمالك هل تقدري تغيريه من غير ما حد ياخد باله؟
- لا 
- بالظبط ودا اللي اقصده ... ولازم تفهمي قول الرسول صلي الله عليه وسلم
( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران ) 
شيفاه صعب اقرأيه واسمعيه انا لسه بتلغبط في سورة البينه يا إسراء وبسمعها يومياً ...لو في سورة صعب تحفظيها ! اسمعيها من شيخك المُفضل بس اياكِ تهجري سورة بحجه انها صعبه لان كلام ربنا مش صعب غير علي اللي قلبه غافل ، خاب وخسر من ترك القرآن وقال صعب عليّ حفظه ، من عاش بالقرآن فقد فاز ، من شق عليه حفظ سورة فسمعها وكرر سماعها مره تلوي أخري تلوي أخري أقسم لكِ انه سيحفظها ...
لو خدعتيني صعب تخدعي ربنا وقت العتاب ليكِ ...
 كلام ربنا زي الحبر ان ترك طار من قلبك عقوبه من مسك كتاب الله وجاهد لحفظه ثم هجره عقوبته شديده والله فلا يوجد أشد حسرة يوم القيامه منه 
الآن الاعمي حافظ لكتاب الله والمُبصر لا !!!!
لا تظني أن القرآن يتفلت فجأة ودفعة واحدة بل مع الأيام والسنوات يتفلت درجة درجة حتى تجد نفسك صفراً والقرآن يهجرك كما هجرته ... 
علي فكرة مش لازم تموتي وانتي ختماه كله يكفي انك تموتي وانتي بتحفظيه والله ... بس اياكِ تهجري سورة فيه كلمه صعب دي ممكن تعقد غيرك فيه ... 
 ⁧ 
اياكِ ثم إياكِ ان يتجمع التراب ليس علي مُصحفك بل علي آيات اي سورة بحجه ان كلامها صعب .. فوالله كلام الله ليس بصعب ولكن اصبحت القلوب قاسيه "))
وصلا الى دار التحفيظ،دلفت روان اولا وهى تنظر للفتيات صغارا وكبيرا بإعجاب، كانوا يجلسون دوائر حول بعضهم البعض
جلست روان بجانب ياسمين والذى أخذت تعرفها على الجميع، أحبت المكان والاشخاص حتى انتهوا وغادروا
تقدم شاب لخطبه ياسمين، أخذ والدها ميعاد منه ليأتي كى يروا بعضهم، مر اليوم ليأتي صباح جديد دون حدوث شيء جديد  سوى جلوس ياسمين من هذا الشاب
كانت تشعر بالتوتر الشديد وجسدها يتنفض
كانت روان تقوم بإرتداء ملابسها كى تصعد لياسمين وتكون جوارها هذا اليوم 
" روااان" كان صوت عمر ويدلف للمنزل ويمسك حقبيه فى يدي
"عمر.. اى الشنطه اللي معاك دي" 
"لا ابدا خالتك سافرت هى وجوزها شهر عسل قولت مبدهاش بقى ف لميت عزالى وجيت اقعد معاكم، عشان مبحبش اقعد لوحدي" 
"الله بجد فرحتيني اوي، اقعد استناني هنا هطلع فوق لياسمين ضرورى وارجعلك تاني" 
"ليه فى حاجه ولا اى"
"لا ابدا دي بس جايلها عريس وقاعده معاه" 
"اااه.... نعمممم عررريس اى" 
"فيه اى ياعمر اهدي" 
"اهدي اى دا انا هطلع اكسر العماره على دماغهم هم الاتنين" 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"اهدي اى دا انا هطلع اكسر العماره على دماغهم هم الاتنين"
 القى "عمر جملته عليها وهو يهرول لاعلى، لم تعى روان من الامر شيئا، هل اخيها جاد مشاعره تجاه" ياسمين"! كانت تظنه فقط يمزح، هرولت هى الاخرى كى تلحقه من أن يفعل اى شيء خاطئ
كانت "ياسمين تجلس بتوتر والخجل يكتسى وجهها وهى تنظر اسفل، اما عنه فكان يجلس بالمقعد المقابل لها، كان شاب فى منتصف العقد الثانى، ذو لحيه كثيفه بعض الشىء، 
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أزيك يا آنسه ياسمين، انا اسمى وائل عندي 26 سنه، شغال فى شركه، عايش مع والداتي، تقدمت لخطبتك لما سمعت عنكِ خيرا "
رفعت ياسمين بصرها وهمت لتعرفه هى الاخرى عن نفسها ولكنه قاطعها مكملا حديثه
"اول حاجه عندي شويه شروط لازم اقولك عليها، لبسك حلو اه بس انا عايزاك تلبسي النقاب، مقبلش مراتي كدا" 
كانت ياسمين بالفعل تنوى إرتداء النقاب، لكن تشعر بالغلظه فى حديثه وكأنه يأمرها
"ايوه انا فعلا بفكر البس النقاب... مش عشان حضرتك قولت... انا عشان حاباه، دا غير ان النقاب متقدرش تحكم عليه هو فرض ولا سنه لان مفيش دليل قاطع اذا كان فرض، وبرضو مفيش دليل قاطع انه سنه" 
"لا طبعا النقاب فرض، وحتى لو مش فرض لو حصل نصيب هلبسهولك.... تاني نقطه مفيش شغل، انا كفيل اني ادير بيتي واصرف عليه ومراتي منتنزلش تشتغل، اكتفى بكليتك، تالت حاجه والاهم والداتي هتكون معانا وانتِ طبعا هتخدميها لانها ست كبيره ودا واجبك تجاها" 
"مين قال إني من الواجب عليا أخدم حماتي...انا فعلا طالما هي ست كبيره هساعدها على عيني، بس دا إكراما منى مش فرض عليا" 
"بالنسالى انا فرض، انا السبب الاساسي لزواجي إنى اجيب واحده تخدم والداتي"
"طب ما تجبلها خدامه اسهل"  كان هذا صوت عمر وهو يدخل الغرفه وتتبعه روان وزين والتى لم يستيطع أحد منعه
"مين حضرتك"  تمتم وائل بتسآئل لعمر الواقف امامه يطالعه بنظرات حارقه، اما عن ياسمين توترت بشده هو تتعجب من وجوده فى هذا الوقت
اقترب منه "عمر" ثم قام بمصافحته وهو يضغط على يده بشده حتى تآلم الاخر ونزع يده منه، جلس عمر على المقعد وهو يضع قدما فوق الاخرى
"انا صديق العيله المقرب وفى مقام اخوها كدا.... يعني تقدر تقول مواقفي من موافقه زين" 
كان يتحدث بغرور مما جعل الجميع يتعحب تصرفاته، حاولت روان كبح ضحكاته، وزين يطالعه باستغراب وهو لا يفهم شيء من تصرفاته الصبياتيه تلك
"المهم كمل بقى...حصرتك بتقول انك عايز تاخدها خدامه لامك... واى كمان" 
"اى الطريقه الهجوميه اللي بتتكلم بيها دي، وبعدين اظن دا شيء خاص بيا انا وخطيبتي.. او اللي هتكون خطبيتي يعني.." 
شعر "عمر" بالغضب يعصف به حين نطق جملته الاخر تلك وكان على وشك ان يشب عراك معه
"ماتقول حاجه يا دكتور زين" 
"اولا أنا ساكت احتراما لوجودك فى بيتي، لكن أختى أنا متروحش تخدم عند حد" حاول زين التحكم فى غضبه وهو يجيبه بهدوء
"يعني دا كلامك يا شيخ زين!! اروح اجيب واحده غريبه تخدم امى ومراتي موجوده؟" 
"وحضرتك متخدمهاش ليه انت؟ هي ام حضرتك ولا امها هي؟ وكمان سمعت إن عندك اخوات بنات.. ميخدوم هم مهم ليه؟" 
"انا حقيقي مصدوم فيك، وعامل فيها شيخ، دا بدل ما تنصح اختك وتعلقها بتقف ل صفها" 
"عشان اختى مش غلطانه، انا عارف وواثق إنها كانت هتساعدك والدتك وتخدمها بعنيها بكل حب ورضا... بس وهى بتعمل دا برضاها وعشان هي عايزه تاخد الاجر، مش عشان هو واجب عليها لانه مش فرض عليها تخدم والدتك ولا عشان حضرتك أمرتها بكدا" 
"انا دلوقتي مبقتش مستغرب من كلامها بعد ما سمعت كلامك... انا كنت فاكرك ماشي بالدين، لكن الواضح اني كنت غلطان....انا همشى" 
وقف وهم بالرحيل ولكن استوقفه "عمر" 
وقف الاخير على إمتعاض وهو يظن انه سوف يقنعه بالجلوس ولكنه صُدم من حديثه
"أمانه عليك يا وائل يا خويا تبلغ سلامى للحجه والداتك.. وتديها علبه الحلويات اللي انت جايباها دي،عشان متروحلهاش بأديك فاضيه.." 
نظر له وائل بغضب ولم يجيبه وخرج 
قام زين من مكانه وهو يقترب منه
"ينفع اللي قولته للراجل دا يا عمر... حتى لو هو غلط، مهما كان هو فى بيتنا ولازم نحترمه" 
"مش لما يحترم نفسه هو...احمد ربنا اني معملتش اكتر من كدا.." 
زفر زين بملل وهو يعلم أن عمر لا فائده من الحديث معه 
هو بالنهايه كان سيرفضه بالتأكيد فهو مش الاشخاص المعقده والمتذمده، حتى ولو كان البعض من كلامه صحيح ولكن طريقته خطأه وتجعل الجميع ينفر منه ولا احد يتقبل منه النصيحه....، 
خرج عمر وزين ونزلا اسفل بعدما اخبره عمر بأنه يريده فى امر هام
"خير يا" عمر "فيه اى" 
"انا بحب ياسمين اختك" أردف عمر بتوتر وهو ينتظر ضرب زين له بعد تلك الجمله
#_______روان_الحاكم________
كانت تسير وهى عائده من جامعتها وهى تزفر بضجر بسبب شده الحراره، ذاد الامر سوءا إرتدائها لتلك الملابس السوادء الفضفاضه، وذلك الوشاح الذى يخفى وجهها
أخذت تستغفر وهى تسير حتى أستوقفها شاب محدثا إياها
"ممكن رقم والدك لو سمحتِ" توقفت عن السير وهى تنظر للواقف أمامها بصدمه، هى لا تعرفه اذا لماذا يسأل عن هاتف والداها، تحدثت بحزم وجديه
"وحضرتك عايز رقم والدي لييه؟" 
"عشان اتقدملك مش محتاجه يعني.." أردف الشاب الواقف امامها بمزاح، بينما هي وقفت تنظر لو بتوتر حتى إنصرفت من امامه مسرعه وهى لا تدرى ماذا تفعل فهي لأول مره تتعرض لمثل هذا الموقف، 
"آنسه استني... طب قوليلي أسمك حتى" 
لم تعطيه فرصه للرد وهرولت مسرعه من أمامه وهى تلتقط أنفاسها بصعوبه، هل تقدم الشاب لخطبتها بهذه السهوله، عادت لمنزلها وهى طوال الطريق يشغل عقلها هذا الشاب، كيف يتقدم لخطبتها وهو لا يعرفها... هل من الممكن أنه كان يُمازحها لا اكثر
حسنا ستنظر وتعلم هو جاد ام لا، فإن كان جاد سوف يتقدم لخطبتها، ولكنها لم تعطيه هاتف والدها كيف سيأتي لها، لامت نفسها بشده على الاقل كانت اعطته الهاتف، ولكن سبب توترها فرت من أمامه هاربه مثل اللصوص 
مر أسبوع كان لا يكف فيه"محمود" عن إنتظارها فى نفس المكان، من سلبت عقله بهيئتها الجميله تلك، يشعر فيها أن هى من تستحقه، سوف تربيه أبنائه تربيه صالحه، يشعر نحوها بمشاعر عديده، الى أن رأها اخيرا، وهذه المره عزم على عدم تركها الا وهو حاصل منها على ما يريد
أقترب منها وهو يطلب منها هاتف والدها مجددا، وهذه المره أخرجت "تهاني" ورقه مطويه من حقيبتها واعطتها له وكأنها كانت تعلم انها ستراه مجددا
"شايلالى الرقم معاكي... دا انتِ واقعه انتِ كمان بقى"  تمتم "محمود" بخفوت وهو يضحك عليها، توترت هى ثم فرت من أمامه مره اخرى وهى تسمع لصوت ضحكاته العاليه، لتبتسم هى الاخرى اسفل نقابها
مر يوم واثنان تنتظره ولكن لم يأتى، هل كان يُخادعها؟ 
لم يتركها لعقلها كثير وتقدم فى اليوم الثالث لخطبتها 
جسلت معه فى "رؤيه شرعيه" راى فيها محمود وجهها وعلم منها أسمها وبعض التفاصيل عنها، 
وافق والدها عليه وتمت الخطبه، وبعد سته اشهر تم عقد قرآنهما وذاد تعلق "محمود" بها
لم يكف صديقه المقرب الذى يدعى "حامد" طوال تلك المده عن مضايقتها وتغزله بها، يخبرها أنه أفضل من "محمود" ويجب عليها تركه والتزوج منه، ولكنها رفضت بشده وفضلت عدم إخبار محمود بالامر، ولكن بعدما ذاد فى تصرفاته معها أخبرته، قام محمود بقطع الصداقه بينهما بعدما ابرحه ضربا
رفضت "تهاني" ان يقيم لها فرح وتم زواجهما بعد زفه بسيطه، تأخرت فى الانجاب وقد مر ثلاث سنوات 
حتى حملت باول طفل لها، علمت بعد مرور بضع اشهر أنها تحمل فى جوفها توأم، كانت تشعر وكأنها أسعد شخص فى الكون ومحمود لا يجعلها تفعل شيئا سوى الراحه ويقوم هو بفعل كل شيء لها حتى اتى موعد والدتها
وضعت التوأم ولكن لم تكتمل فرحتها بسبب موت أحد طفليها واخبرها الطبيب أنها لا تستطيع الانجاب مره اخرى، حزنت علي طفلها بشده ولكنها أكتفت بالاخر وقد اسمته "ليث" 
كبر الصغير حتى صار ذو عشر سنوات وهو شديد التعلق بوالدته، كانت حياتهم هادئه وسعيده تقوم على طاعه الله 
لم ينسوا واجبهم تجاه ربهم، 
حتى اتى ذلك اليوم المنشود الذى قلب حياتهم رأسا على عقب، طفلها الاخر الذى اخبرها الطبيب بأنه توفى مازال على قيد الحياه!! استفاقت من ذكرها على صوت طرق على باب ودخول شخص ما لها
#________روان_الحاكم_________
كانت رغد تسير وهى تقوم بشراء بعض الاشياء للمنزل 
مرت بمحل "حلوى" تذكرت تلك التى جلبها لها چون 
إبتسمت وهى تتذكر مزاحه اللطيف معها وهو يذمها بالقبيحه، نظرت للحلوى مره اخرى بجوع، فهي من عشاق الحلوى ولكن ليس معها ما يكفى لشرائها فالمحل يبدو عليه أنه باهظ الثمن، ابتعدت عنه واكملت طريقها ولكنها وجدت من يوقفها نظرت وجدته طفل صغير يعطي لها عُبله كبيره ممتلئه بتلك الحلوى التى يجلبها لها چون، 
تعجبت أكثر وهى تسأل الصغير عن تلك الحلوى ولكنه اعطاها لها ثم إنصرف 
تعجبت أكثر وأمسكت العُلبه وهمت بفتحها ولكنها وجدت ورقه مطويه عليها فتحت بفضول لترى ماذا بها
"جلبتُ تلك الحلوى من أجلك يا قبيحه" ظلت رغد تقرأ الجمله وتعيدها، هل چون من جبلها لها تلك الحلوه ومازال ينعتها بالقبيحه!! ضحكت رغد بشده وهى تنظر حولها ولكن لم تجده، كم لطيف هذا الچون ولكن لطفه لا يهم 
الاهم الان أنها ستأكل تلك الحلوى
اما عن حور فكانت منهمكه فى عملها وهى تشعر بالإجهاد
وقد تأخر ليث اليوم على غير عادته، اثار الامر ريبتها ولكنها لم تهتم، وبعد قليل دلف ليث للمكتب وهو يتركه مفتوح بعدما القى عليها تحيه الاسلام
ردت عليه التحيه وهى سعيده فهذه اول مره يفعلها ليث، اما هو فكان يشعر بمشاعر عديده كلما اقترب منها
يشعر بأنه لا يستحقها، كيف له أن يأخذ تلك الحوريه بحق الله!! ولكنه أناني بحبه لها وسوف يتغير... لاجل ربه اولا قبل ان يكون لاجلها.... سوف يكون الشخص الذى تفتخر به حور، يعلم انها لا تحبه ولا تريده كزوج لها...ولكنه لن يياس 
#______روان_الحاكم_______
استفاقت من ذاكرتها على صوت طرق على الباب ثم دلف "ياسر" لها وهو عابس الوجه، اقترب من فراشها ثم تحدث وكأنه ليس فى وعيه
"ممش ناويه تقومي وترجعي ليا بقى يا ماما زي زمان... انا تعبان اووي ومش مرتاح من غيرك، حتى بابا مش سائل فيا ولا كأنه عنده اب...شاطر بس يقول ابني الدكتور راح ابني الدكتور جه لكن عمره ماحسسنى انى ابنه
حتى... حتى البنت الوحيده اللي كنت عايزاه... هتتخطب يا ماما... عارف اني وحش ومستحقهاش... بس انا كنت هتغير عشانها...مفيش حاجه ياماما عايزها بتيجي.. حتى انتِ استستلمتى لمرضك وسبتيني لوحدي.. 
مسح دموعه ثم اكمل حديثه وهو ينظر امامه بشر وقد تمكن شيطانه منه
" بس انا بقى مش هستسلم، مش هسيبهاله... لو مكنتش ليا مش هتكون ليه....وهعرفه ازاي يتكلم معايا انا كدا.. اوعدك يا امي... "
تساقطت دموعها وهى عاجره عن الحديث، وعن منع ابنها من إيذاء أخيه... تركها ياسر وخرج وهو يتوعد لليث 
وبقيت هي تناجي ربنا وتدعيه بأن يحفظ تلك المسكينه حور من بطش والدها...اخذ تتدعى على "حامد"هو من وصله لتلك الحاله وجعل طفلها الصغير اللطيف شاب معقد 
ترى ماذا سيفعل!! 
"هههههه.. مش قادره عمر دا مسخره بجد.... انا كنت خايفه على الراجل منه والله" 
نظرت لها ياسمين بغيظ ثم أردفت
"بغض النظر عن اللي هو عمله دا بس انا كدا كدا مكنتش هوافق... انا عايزه شخص ملتزم يا روان، مش واحد مقعد وعايزاني خدامه لامه... مش كل واحد مربي دقنه يبقى شيخ... ولا كل واحده لابسه نقاب تبقى ملتزمه" 
"بالمناسبه الموضوع دا.. انا كنت حابه اعرف اذا كان النقاب فرض فعلا ولا لا" 
"بصي هو الخمار كدا كدا فرض لا خلاف عليه ودا مذكور فى القران (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ") 
 لكن النقاب عليه اختلاف.... لو جيتي سألتى حد فى الموضوع دا... مفيش حد هيقدر يديكي رد قاطع هو النقاب دا فرض ولا سنه، 
وكمان جاء فى الايه الكريمه 
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾
والايه دي فيه اللي فسرها على ان المقصود بيها امهات المؤمنين... واللي قال إن المقصود بيها جميع النساء
وطبعا فى اقويل كتير اووي، انا مقدرش احكم واحدد... لكن لو هقول رأيي انا ك ياسمين... شايفه انه فرض
اصل الاشد فتنه شعرك ولا وشك؟ الفتنه بتبدا منين 
اكيد بتبدأ بالوجه عشان كدا شايفه اننا نخفى وشنا دا شيىء ضرورى، وعشان كدا قررت هرتدي النقاب.. ان كان فرض فقد نجونا.. وإن كان سنه فقد غنمنا" 
نظرت لها روان بتوتر وصمتت بعض الدقائق ثم تحدثت 
"وانا كمان... قررت هلبس معاكِ النقاب" 
(روان اتشجعت وهتاخد الخطوه... العقبه لكم) 
كانت تسير ليلا وهي تشعر ببعض الخوف 
حيث كان الظلام الدامس يعم المكان وهي تسير بمفردها 
شعرت أن شخص ما يتابعها 
توقفت ثم نظرت خلفها لم تجد احد
اكملت سير وهي تشعر مره اخره أن هناك من يتبعها
حاولت تلاشي ذلك الشعور وهي تُسرع من خطواتها 
لتدخل ذلك الشارع ذو الممر الضيق 
ولكن فجأه شعرت بمن يضع يده على فمها 
حاولت التملص من بين يديه ولكن فشلت
همس من جانب اذنها بفحيح
*مش قولتلك محدش هينجدك من ايدي*
بس انتي فضلتي ممصمه على رأيك 
وريني بقى هتروحي مني ازاي
وبالرغم من انها ليست ضعيفه الا انها لم تنجح فى ابعاده عنها 
حيث نست كل ما تذكرته من مقاومه والدفاع عن النفس
قام بتكتيف يديها واليد الاخرى مازال يضعها على فمها 
وسحبها تجاه سيارته 
ثم قام بوضعها فى السياره من الخلف ما يسمى (شنطه العربيه) وقام بإغلاقها
كان فى حاله لم تجعله ينتبه انها سوف تخنتق 
ان استمرت عشر دقايق فقط
حيث ان علقه لم يعد يفكر الا وفى نقطه واحده 
الا وهي انها اصبحت ملكه وبين يديه
عمته شهواته وغلبه شيطانه
تركها وذهب هو ليجلس فى مقعد السائق
ثم قام بتشغيل السياره ليمر مايذيد عن النص ساعه
الي ان وصل الى مكان بعيد عن البشر يشبه الصحراء 
والهدوء يعم المكان
لم يعي ان هذه المده كفيله لتجعلها تفقد انفاسها 
إما رعبا او إختناقا 
ذهب ليفتح ذلك الباب وهو يكاد يموت من كثر السعاده
ف ها هو نجح فى مخططاته 
وهنا كانت الصدمه
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اقترب "ياسر" من مقود السياره الخاصه به وهو 
يكاد يموت من كثر السعاده، هاهو نجح فى مخططاته
فتح الباب وكانت الصدمه
الباب لا يُفتح!! 
أخذ يكرر الامر مرار وتكرارا وأيضا لا جديد، الباب لا يُفح 
وكأن أحد موصده بسلاسل من حديد
جن جنونه، هنا فقط أدرك انها إن إستمرت خمس دقائق  فقط سوف تختنق، إن لم تكن قد إختنقت بالفعل 
أخذ يحاول مره اخرى بشتى الطرق ولكن لا فائده، صعد سيارته مره اخرى وهرول تجاه أقرب "مكانيكي" بالقرب منه
بعد مرور بعض الوقت وصل أخيرا، دلف من سيارته
واقترب من الشاب الواقف 
"افتحي الشنطه دي بسرعه" تحدث بصوت مرتفع وهو ينهج بشده ويُمسك الشاب من ثيابه يحثه على السرعه، وافقت الشاب واقترب من السياره يحاول فتحها ولكن لا فائده 
"مش عارف مالها دي مش راضيه تتفتح، ممكن تستنى...."
 لم ينتظر "ياسر" أن يكمل كلامه وصعد السياره مره اخرى
تجاه مغفر الشرطه!! حتى ولو وصل الامر لحبسه!! 
كان ليث على وشك المغارده وهو يلملم أشيائه ولكن قطع هذا رنين هاتفه برقم غريب، لم يهتم ليث واكمل ما كان يفعله ولكن تكرر الاتصال مره اخرى ثم بعدها حتى ثار الامر ريبته، أخذ الهاتف واجاب على المتصل ولم تكن سوى "رغد" 
"السلام عليكم.. استاذ ليث انا رغد... هو حور لسه عندك" 
"هي موصلتش البيت لحد دلوقتي!!" اجابها ليث بصوت مرتفع وهو قلق عليها
"لا لسه مرجعتش، حتى تلفونها مغلق.. وانا خايفه عليها اووي" 
"متقلقيش وطمني عمي محمد... انا هنزل اشوفها" 
اشتعل جسد ليث رعبا، ولاول مره فى حياته منذ أن تركته والدته يشعر بالخوف هكذا، لقد رحلت منذ ما يُقارب ثلاث ساعات، وطريقها للمنزل يأخذ ساعه واحده فى المواصلات 
اذا ماذا حدث لها، عند هذا الحد توقف عقل ليث عن الخفقان وهرول خارج الشركه، سيقلب الدنيا رأسا على عقب حتى يجدها
مرت عليه ساعه من البحث ولا شيء جديد، قد اخبر جميع المستشفيات القريبه منهم اذا كانت هناك، وقد ابلغ الشرطه والتى رفضت اخذ اى اجراء دون مرور اربعه وعشرون ساعه، قام بإنفاق الكثير من الاموال للمحتاحين بنيه أن يجدها
يشعر بالعجز حتى وجد مسجد امامه، نظر له ثم تذكر حينما رآها تصلى فى مكتبه، وبدون تردد نزل من سيارته ثم دلف للمسجد، توضأ ثم صلى
ومجرد أن سجد تساقطت دموعه وهو يدعو الله أن يحفظها
كم كنتَ تحتاج لهذه السجده يا مسكين، طول فى سجوده وهو يدعو الله وتتساقط دموعه، لا يدرى خشوعا ام خوفا
ولكنه يشعر بشعور غريب يسكنه، يشعر بالراحه ايضا
يود لو يظل بقيه حياته هكذا بعيدا عن ضجيج الحياه
كم يحتاج الانسان لتلك السجده التى تنسيه متاعب الحياه، 
إنتهى من صلاته وجلس مكانه وهو يشعر بهدوء وسكينه تغمره..اتى رجل عجوز جلس بجانبه 
"يعني تبقى قاعد فى بيت ربنا وشايل هموم!؟" نظر له ليث بضع دقائق ولم ينطق بشىء، ظل صامت حتى تحدث العجوز مجددا
اى ان كان الامر اللي شاغك، ادعي ربنا وهو هيحلهولك
مفيش يابنى حاجه مستحيله عليه، قول لا حول ولا قوة إلا بالله 
‏الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله عبادة عظيمة فإذا لزِمتَها أنارَ الله بصيرتك، وألهمَك رُشدك، وثبَّت قلبك، وسدَّد رأيك، وقوّى عزيمتك، وأعزَّ نفسك، وجمع أمرك، وفرّج همّك، وسدَّ فاقتك، وشرَح صدرك، وفتَحَ لك وأعانَك إننا نقوى بالله، ونتعافى بالله، ونطمئن بالله
نحن لا قوة لنا إلا بالله فلا حول ولا قوة إلا بالله 🤲🏻
ارتاح قلب ليث بعد سماعه لحديث العجوز، والذى اخرج من جيبه بضع اموال لينفقها على المجسد وأخذ يفعل كما قال له
.لم يمر أكثر من خمسه عشر دقائق، حتى وجل هاتفه يرن
قام بالرد مسرعا وجائه الرد
"بشمنهدس... الانسه حور موجوده فى مغفر الشرطه" 
#________روان_الحاكم____________
"انا بحب اختك" نبس عمر بتوتر وهو ينتظر ان ينقض عليه زين، وللحقيقه هذا اقل رد فعل، نظر له زين وهو يحاول تمالك اعصابه وهو يردف
"وانت ملقتش لفظ افضل من كدا تقوله؟ جاى تقولى بحبك اختك فى وشي كدا" 
"الله... مش أحسن من ما اقول من وراك..!؟ 
" اهي كدا معقوله شويه..، " ضحك الاخر وهو يُجيبه 
"وحشني هزارك ياعم زين من واحنا صغيرين... بس بقيت الشيخ زين خلاص وواحد معقد " 
"ومين قال اني مبقتش بهزر...مش معنى اني بجاهد نفسي وبحاول مغضبش ربنا يبقى معش حياتي.." 
"انتوا كملتزمين حياتكم متشدده يا زين... وعموما دا مش موضوعي، انا جاى اكلمك عشان" ياسمين"
كان زين يشعر بالغضب والضيق كلما ذكر اسم اخته، حيث أن زين من الاشخاص الشديده الغيره على كل محارمه.، 
"طب وبعد ما تحبها..." 
"عايز اتجوزها طبعا"  أجابه "عمر" بتلقائيه  وقد توتر بشده مع الحديث معه... او أن يرفضه..، 
"بس ياسمين مش هتوافق...ياسمين عايزه شخص ملتزم وبيجاهد نفسه وكل همه الاخره وياخد بأديها للجنه...انت هتقدملها اى من كل دا..!؟ 
صمت" عمر" ولم يُجيبه، وتوترت معالم وجهه... انتظر بعض الوقت ثم أردف، 
"انا مش ملتزم زيكم اه... لكن برضو انا مش وحش يازين
وهسعدها برضو وعمرى ما هزعلها... مهي ممكن تاخد واحد ملتزم ومتبقاش سعيده معاه ويكون شخص مش كويس، واقرب مثال اللي كان لسه متقدملها دا، شخص معقد. متشدد وعايز يتجوزها عشان خليها خدامه لامه" 
كان زين يُنصت لحديثه بإهتمام، يحاول تنقيه كلامه حتى لا ينفر عمر ما كلامه، فمن مثل زين يأخذه الجميع قدوه، 
"شوف يا عمر... اولا متجبش سيرته عشان حرام وغيبه وهو كدا كدا راح لحاله... تاني حاجه 
الإنسان لما بيحاول يلتزم بيبقى كل همه الاخره بس، والدنيا كلها زنوب ومعاصى وبيكون صعب على الانسان انه يبعد عنهم...ولما الانسان بيتجوز بينشغل فى حياته، ف لو  مكنش معاه شريك همه الاخر ايضا وشجعوا بعض، بيبقى صعب عليه يكمل وخصوصا الفتن بتذيد وانشغاله بيذيد، 
ومفيش شخص بيفضل عمره كله ملتزم، عشان كدا لما تختار صح وتيجي تقع، تلاقى اللي يقومك على طول
فهمت ليه المتلزمه بتدور على ملتزم..والعكس؟ 
وعايز اوضحك نقطه مهمه.. مش لازم المتلزم يكون مربي دقنه للاخر ولا المنتقبه لابسه نقاب...ممكن تلاقى شخص عادي ملتزم اكتر منهم، بس مش دايما هي بتلبس النقاب عشان تقرب من ربنا وتجاهد نفسها، بس طبعا مش كل اللي بلبسه دلوقتي عشان كدا، ممكن تلبسه ك موضه والشاب ايضا يطول دقنه موضه
العبره بإن المتلزم هو همه الاخره وبيجاهد عشانها حتى لو لسه موصلش للالتزام الكافى" 
"عارف يا زين لما قولتلك اني بحب اختك..رغم اني عشت حياتي بره الى اني هفضل اغير على اهل بيتي، لو كان حد تاني قالى كدا انا مش متوقع رد فعلى هيكون اى...! 
بس انت تمالكت اعصابك ورديت عليا بكل هدوء ويمكن دا حببني فى الالتزام، على عكس مبشوف مشايخ تانيه بتكرهني فيه... اوعدك اني هحاول اتغير" 
"عمر... انت هتحاول تتغير عشان ياسمين، مش عشان انت عايز تتغير... ممكن اللي انت فيه دا اعجاب ويروح بعدين، مش لازم تحكم انه حب، انت متعرفهاش اصلا"  
صمت عمر قليلا وهو يفكر فى حديثه، هل هو فعلا كما قال زين، ولكنه حينما علم أمر خطبتها، شعر بأن نيران تحترق بقلبه، 
"انا واثق من حبي ليها، ياسمين مختلفه عن اى حد شوفته ومحترمه ومحافظه على نفسها، وكمان هتشجعني اقرب من ربنا وواثق من تربيتها لاولادي... وانا اوعدك اني هحاول اتغير" 
"ماشي يا عمر، هنشوف، لكن مفيش جواز من ياسمين لحد ما تتغير... وساعتها إن مكنتش تستاهلها مش هوافق" 
وافق عمر وبعد مرور بعض الوقت رحل وصعد هو لاخته
اقترب منها ثم قبل رأسها 
"ياسمينتي عامله اى" 
أحضتنته ياسمين وهى تُجيبه بمرح
"بقى بذمتك دا عريس تجيبه.. عايز يعقدني من حياتى" 
ضحك زين على مزاحها ثم أردف
"انتِ مش فاكراه ولا اى... دا وائل اللي كان معايا فى المدرسه، كان كويس ومحترم والكل بيحبه
مش عارف اى اللي خلاه يتغير كدا، عموما يستى اهو خلاص راح لحاله، ربنا يزرقه خيرا منكِ، ويرزقك خير منه
ومفيش جواز غير لما تخلصي سنه رابعه بقى" 
"طب وانت يا زين... مش ناوى تخطب بقى نفسي افرح بيك اووى" 
"أنتِ هتقلبي على ماما ولا اى" 
"زين مينفعش كدا معلق نفسك كدا، يا تشوف روان وتتقدملها... ياتشوف غيرها وتسيبها هي كمان تشوف حالها ووتجوز غيرك" 
"صدقيني مش عارف يا ياسمين، لو اتجوزتها خايف تفضل زي ما هي، وانا عايزه واحده تربي اولادي تربيه صالحه وتعرفهم دينهم، محتاجهم يطلعوا اقل مني، مش عايز اكون اناني واختار ام ليها بس عشان انا بحبها ومتكنش هي دي اللي انا عايزاها لأولادي، وف نفس الوقت لو اتجوزت غيرها مش هقدر احبها، روان بحسها بنتى انا اللي مربيها ومش هقدر اتخيل انها ممكن تكون مع حد تاني 
ف انا بقيت محتار اووي يا ياسمين"
"جرب يا زين، روان بدات تتغير جدا واتحسنت كتير عن الاول، صدقني محتاجه بس للي يشجعها، سيبك من تصرفاتها زمان، بس روان بقت كويسه دلوقتي صدقني وبتجاهد نفسها، هي مكنش فيه حد يقولها الصح من الغلط، لما بدأتوا تكبروا وانت بعدت عنها هي كانت بتعاند
وعرفت انها غلط، اديها فرصه" 
شعر زين بأنها محقه فى حديثها، وهو ايضا سيساعدها فى الالتزام دام أنها تريد ذلك... 
"وبالمناسبه.. انا قررت البس النقاب
#_______روان_الحاكم_________
كان يجلس چون فى منزل حور بأمر من ليث الذى أخبره ان يبقى معهم لحين أن تعود حور 
كان والدها جالس يقرأ لها قرآن ويناجى ربه كي يحفظها
ورغد جالسه تبكى، فلم يحادثهم ليث بعد وهذا ذاد خوفهم أكثر، نظر چون لرغد الجالسه تبكى بصمت بحزن، اقترب منها وهو يحاول أن يخفف عنها
" هذه الهور قويه، لم يُصيبها شيء انا اثق فى ذلك، وذلك الوغد ليث لن يأتي إلا وهى معه "
لم تُجيبه رغد وظلت صامته، حاول چون مشاكستها وهو يردف
"لا تبكى... تصبحين قبيحه اكثر من قبحك حين تبكين" 
نظرت له رغد بغضب وقد نسيت حزنها وهى تجيبه
"ولاا اتمسى وقول يامسا عشان مزعلكش، قبيحه مين يلى مبتشوفش هو انا فيه فى جمالى اصلا"
ضحك چون، هاهو نجح فى إعاده تلك القط الشرسه بداخلها، 
"تروقى لي وانتِ شرسه هكذا"
نظرت له رغد بتوتر، ماذا يقصد بحديثه هذا، شعرت بأنها لا يجب الجلوس معه بمفردها، چون يهودي ولا يعلم عادات دينهم، ولكن ماذا عنها هى؟ 
قامت من مكانها وذهبت تجاه والد حور وهى تجلس جواره، أمسكت مصحفا آخر وأخذت تقرأ فيه
دلف ياسر لمغرفه الشرطه وهو يقص لذلك الضابط الواقف امامه ما حدث وهو يتنهج، كان حديثه غير مرتب ومتخبط، نظر له الضابط وهو يظنه مجنون، ولكن هيئته لا توحى بذلك، خرج ومعه بعض من العساكر للسياره وحاول فتحها ولكن لا فائده، طلب بأن يأتي شخص مخصص لتلك الاشياء، 
"اسمها اى البنت دي" سألها بغضب، توتر ياسر ولكنه اجابه عن أسمها، شعر بأن الاسم ليس غريبا بالنسبه له
حتى تذكر بأنها الفتاه المفقوده التى ابلغه ليث عنها
قام بالاتصال به وإخباره
وبعد قليل اتى الشخص المطلوب واخذ يحاول فتحها بطريقته المتمكنه حتى نجح فى ذلك، فى نفس الوقت الذى وصل فيه ليث، حيث كان المجسد الذى به ليس بعيدا عن مغفر الشرطه
فتح الرجل شنطه السياره حتى وجد حور منكمشه على ذاتها وهى تردد شيء فى سرها ولكن صوتها مسموع بعض الشىء
هرول ليث لها كى يطمئن عليها وهى مازلت تردد تلك الجمله "لا حول ولا قوة إلا بالله..... لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا،  لا حول ولا قوة الا بالله... لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين" 
نظر لها ليث وقلبه يخفق بشده، حاول مساعدتها وإخراجها وهو يمد يده لها 
خرجت حور ولكنها ترنحت فى وقفتها اجلسها ليث على المقعد وهو يحاول الاطمئنان بأن لا شيء اصابها، كان ياسر يقف بصدمه، لا يصدق كيف بقيت كل تلك المده دون أن تختنق
"اى اللي حصل" تسآل ليث بغضب وهو ينظر لياسر بتوعد
قص عليه الضابط ما اخبره به ياسر عن تفاصيل خطفها
تركها ثم انقض علي ياسر يضربه بشده ولم يأبى بانه داخل مقر الشرطه حتى ابعده بعض العساكر 
اخذه الضابط لعمل محضر له، ولكن ياسر فى عالم اخر حتى لم يقاوم ضرب ليث له
"يلا عشان نمشي..."  تحدث ليث بحنيه وهو يقترب منها
وقفت حور وحاولت المشى ولكن خذلت اقدامها ولم تقوى على السير، تركها ليث ثم عاد بعد قليل ومعاه فتاه كى تساندها 
امتثلت الفتاه لاوامره وقامت بتوصيل حور لسيارته واجلستها بالخلف،صعد ليث سيارته وساق باقصى سرعه حتى وصل للمنزل، وجد رغد وچون بإنتظارهم بعدما هاتف چون وأخبره
هرولت رغد تجاها وهى تساعدها ودلفوا للمنزل 
جسلت حور وهى تتنفس بشده وتنهج 
"ازاي فضلتى المده دي كلها بدون ما تتخنقي؟!" 
كان هذا اول سؤال واجهه ليث لها 
"لسان متوقفش عن قول'لا حول ولا قوة الا بالله'من اول ما خطفني"
وجه ليث بصره لوالد حور وهو يردف 
"انا عارف انه مش وقته.... بس انا هكتب بكره كتابي على حور" 
(قصه حور مش عارفه ازاي كان حد منكم سمعها قبل كدا او لأ، لكن القصه حقيقه ودا يعلمكم إنكم اى موقف تتحطوا فيه متبطلوش عن الحوقله) 
#_________روان_الحاكم__________
كان زين يجلس وحوله مجموعه من الشباب الذى يدرس لهم بالجامعه، وبعد القليل من الاحاديث بدأ زين درسه 
"هكلمكم النهارده عن حاجه مهمه جداا
التعبّد في الخلوات، ولو بتسبيحة" 
فإن الخلوات إما مُنجيات أو مُهلكات..
ألم تسمع بحديث ثوبان رضي الله عنه "لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا". قال ثوبان: يا رسول الله! صِفهم لنا، جلِّهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال:"أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها"!!
وكما أنّ عِقاب ذنوب الخلوات شديد، فإن أجر طاعات الخفاء كبير جدًا..
قال ابن القيم رحمه الله: "الذنوب الخفيات أسباب الانتكاسات، وعبادة الخفاء أصل الثبات".
قال الشيخ الطريفي -فك الله أسره- " فكلما زاد خفاء الطاعات كلما زاد ثباتك، كالوتد المنصوب يثبت ظاهره بقدر خفاء أسفله في الأرض، فيقتلع الوتد العظيم، ويعجز عن قلع الصغير.. والسر فيما خفي.
وقال بعض الصالحين : "من أكثر عبادة السر أصلح الله له قلبه شاء العبد أم أبى"
وقال ابن المبارك: "ما رأيت أحدًا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون السريرة".
فالله الله في خلواتكم؛ فإن ميزان القلب خلوته..
ولن ينفعكم مديح الناس على تقواكم في العلن، وفساد خلواتكم..
فالإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.
#فإنه_يراك.
__________
وقفت ياسمين بإنتظار روان تنتهي من إرتداء ملابسها
خرجت روان وهى تدور حول نفسها بفرحه وقد قامت بإرتداء فستان اسود اللون فضفاض وفوقه خمار علمتها ياسمين كيف ترتديه
" لبست الخمار ادارى جمال فقام ذادني جمالا.. لا حول ولا قوة إلا بالله "
ضحكت عليها ياسمين وهى تقوم بإحضتانها بشده 
"معاكِ حق والله... شكلك قمر اووي اللهم بارك، يلا عشان منتأخرش" 
"جبتي الانقبه معاكي.." 
"طبعا ياباشا ودي تتنسى برضو" اجابتها ياسمين بمرح
"بت انتِ الفاظك بقت سوقيه" 
"سوقيه ولا غربيه.... هههييههيي"  
نظرت لها روان بريبه وتشنج وهى تبتعد عنها مما جعل ياسمين تضحك اكثر
"متهزريش تاني يا ياسمين، يلا عشان انا متحمسه اووي" 
خرجا سويا تجاه دار التحفيظ والذى أقترحت ياسمين أن يقوموا بإرتداء النقاب هناك كي يكون تشجيع لجميع الفتيات 
"ياسمين عندي سؤال محيرني... انتِ ماشاء الله عليكِ ملتزمه جدا... ازاي ملبستيش النقاب من زمان" 
"بصي يا روان، الانسان مهما يبلغ من الالتزام والايمان هيفضل نقطه فى بحر علم، بس للاسف انا مفهمتش دا غير متأخر... كنت بقول لنفسي مينفعش البس النقاب غير وانا ملتزمه كفايه انى البسه عشان مسأش ليه
لكن عرفت بعدين انه النقاب ممكن يكون هو السبب اني اقرب لربنا، وزي ما حور قالت، النقاب هيخليني امنع حاجات كتير اوي كنت بعملها عشان انا بقيت لابساه ومينفعش اعملها
فيه بنات كتير اعرفها مكنتش ملتزمه اوي وبتجاهد ولبست النقاب فيه بدايه التزامهم... ودلوقتي اللهم بارك عليهم بقوا ملتزمين جدا
لو رجع بيا الزمن كنت لبسته من زمان، ولكن الحمد لله إن ربنا ألهمني لبسه قبل ما اموت" 
كانت روان تحتاج لحديث ياسمين كي يبث فى قلبها الامان أكثر ويشجعها
وصلا الى دار التحفظ وقاموا بتوزيع حلوى بمناسبه إرتدائهم للنقاب 
قامت المعلمه بإرتداء ياسمين اولا ثم بعدها روان
وقامت إحدى الفتيات برمى بعض الورود التى جلبتها ياسمين عليهم وبعض الاشياء الاخرى التى ذات الجو حماس 
ثم أخذوا ينشدون ويصفقون بفرحه والجميع يبارك لهم
كانت روان تشعر فرحه عارمه وشعور غريب لم تشعر به من قبل حتى بكت بشده من كثره التأثر وبكت معها ياسمين ايضا
وبعد التهاني والاحتفال بهم رحلا 
وصلوا اسفل العماره ولكن أخبرت ياسمين روان بأن تنتظر 
، سوف تجلب بعض الاشياء وتعود لها 
وقفت روان بإنتظار فى الوقت ذاته التى اتى به زين
نظر لها زين بفرحه وهو يظنها ياسمين لانها قامت بإخباره أنها سوف ترتدي النقاب
ذهب إليها مسرعا لكي يقوم بإحضتانها فى الوقت الذى عادت فيه ياسمين
.... يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"‏و خدعته نفسهُ بأنه كبيرٌ على الفِتن، فَفُتن"💔
____________
اقترب زين منها لكى يحتضنها وهو يظنها أخته، فى الوقت ذاته التى أتت بيه "ياسمين" 
إبتعدت روان عنه مسرعه مجرد أن وضع يده على كتفها وهى تنتفض بعنف ولم تتوقع رد فعله، نظر لها زين بتعجب 
"زين... بتعمل اى"  تحدثت ياسمين بإستغراب شديد من رد فعله، هل كان سيحتضن روان منذ قليل!؟ 
"ياسمين..."  نطقها زين بصدمه وهو يمعن النظر بها ثم اكمل"لما انتِ هنا... امال مين دي"
أعاد زين بصره مره اخرى 
تجاه تلك الواقفه امامه ولم تنطق حرف حتى توسعت عيناه بصدمه وهو يردف
"روااان!!!؟"
ظل زين ينظر لها بصدمه،هل الواقفه امامه هي نفسها روان إبنه عمه!! تلك الفتاه الطائشه والتى كانت تبغض أن يعلق أحد فقط على ملابسها قد مٌن الله عليها بإرتداء النقاب!! 
عند هذا الحد توقف عقله عن التفكير وقلبه يخفق بشده
ظل ينظر إليها وهو يشعر بشعور غريب، هل عادت روان الصغيره إليه مره آخرى، شعرت روان بنظراته نحوها حتى أخفضت بصرها بخجل
أشاح زين بصرها عنها ثم رحل ولم ينطق بحرف
دخل المنزل وبداخله مشاعر عديده، يشعر وكأنه أسعد شخص بالعالم، هاهي صغيرته بدأت للتقرب من الله مره اخرى منذ أن كان يُعلمها وهى معه، أخذ يستغفر ربه على عدم غض بصره، مهما كان الامر ليس مبررا أن يطيل النظر إليها 
صلى ركعتين توبه لله بسبب إطلاق بصره وأخذ يستغفر ربه وهو يعاهد نفسه على عدم النظر إليها مره اخرى إلى أن تُصبح من نصيبه، ثم صلى ركعتين شكر لله، فقد أستجاب الله لدعواته الدائمه بأن يهديها، 
(عايزه اقولكم حاجه، زين غلط طبعا لما نظر لروان، لكنه برضو مش مثالى ولا ملاك ومعصوم من الغلط لان كلنا بنغلط، بس الفرق إن زين ادرك غلطه واستغفر وتاب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له... طب مش ناويين تتوبوا زى زين ع اى ذنب عملتوه؟!) 
أما عند روان، كانت تشعر بالتوتر من قرب زين لها، تعجبت حالها، لمَ خافت أن يلمسها شخص حتى ولو كان زين دام أنه ليس من محارمها؟ إن كانت روان القديمه لم تكن لتبالى بالامر، أما الآن تشعر بالسعاده لتغيرها هكذا
دلفت للداخل لتجد عمر أمامها، هرولت وهي تحتضنه بسعاده 
"ميين... ياما... ابعدي عني يا ست انتِ" 
"ست ف عينك يا أعمى... انا روان" نظر لها الاخير بصدمه من هذا الذى ترتديه
"اى اللي عاملاه فى نفسك دا..!؟ 
" مالى ياخويا عامله اى... لبست النقاب، دا بدل ما تباركلى... وياسمين كمان لبست معايا"
"الله... دي كملت بقى"  شعر عمر بالضيق بسبب إرتداء ياسمين للنقاب، هكذا يصعب الوصول إليها أكثر، هو بعيد كل البعد وهى تقترب أكثر، والاهم كيف سيرها وجهها بعد الان؟ 
"انا توقعت انك هتفرحلى، يعني خطوه النقاب صعبه ومش اى حد يقدر ياخدها، كفايه كلام الناس اللي بيفضلوا يقولوا مش هتتجوزوا بسبب النقاب، ميعرفوش إن عمر رزق ما يمنع رزق" 
"لحظه اى علاقه الجواز بالنقاب" 
"انه شايفه انه ملوش علاقه، بس هم بيقولوا قال يعني محدش هيشوفنا كدا، عشان كدا محدش هيتقدملنا"
"بجد.. يعني كدا محدش هيتقدملها"  أردف عمر بفرحه عارمه وهو يشد روان لأحضانه بمزاح
نظرت له الاخرى بريبه وهى تجيبه"هي مين دي اللي محدش هيتقدملها" 
"مش مهم خليكي بس انتِ هنا، هروح اجبلنا شويه تسالى واجى فرحيه بالنقاب" 
هرول عمر ولم يعطي لها فرصه، نظرت روان فى اثره بتعجب"الواد باينه اتجنن"
خرج عمر لمحل البقاله ثم اشترى بعض الاشياء التى تحبها روان، ثم تذكر شيء هام كان سينساه 
"لو سمحت عايز لبن ناديه"  نطقها عمر بفرحه لكونه تذكر هذه المره، فهو يريد أن يشرب هذا اللبن الذى قد سمع عنه ولكنه في كل مره ينسى، هاهو تذكر
نظر له الرجل بغضب ثم تحدث بصرامه وغلظه بلكنه صعيديه
"وانت عايز اى من مرتى!؟" 
"لا بقولك عايز لبن ناديه"  أعاد عمر سؤاله مجددا وهو يُجيبه بتوتر
"بتعيدها تاني جِدامى"  خرجت فى هذه اللحظه ناديه
"داخرى جوه يا مره... وانت بقى تعالالي" تحدث الرجل وهو يمسك بعصا ويقترب من عمر بغضب والذى تركه وأخذ يهرول والرجل خلفه
"خلاص مش عايز لبن نادي، هاتلى ذباااادو... منكم لله يا بتوع السوشال ميديا" 
اما عن روان دلفت وهى تنادى والدتها بسعاده شديده
وهي مشتاقه لرد فعلها، خرجت والدتها ثم نظرت لها بضيق وعن رضا
"اى اللي انتِ لابساه دا!"  إنطفئت فرحتها وبهت وجهها، اقرب شخص لها والمفترض الداعم لها لم تشجعها، بل وتفرضه ايضا
"اى يا ماما دا، بدل ما تشجعيني" 
"اشجعك على اى، انتِ لسه صغيره وانا مش راضيه عنه" 
"وانا لبسته خلاص يا ماما مش هخلعه"  تركت والدتها ودلفت حجرتها وهى تبكى
فى الوقت ذاته التى كان اهل ياسمين يحتفلون بها لارتدائها النقاب وهم يُباركون ليها ويشجعوها، كانت تشعر بالسعاده الشديده لذلك
(عايزه اقول حاجه مهمه جدا، اللي حصل مع روان بيحصل مع اغلبنا، بس تفتكروا اجر ياسمين زي روان؟ رغم إن الاتنين لبسوا زي بعض، ولكن جهاد روان أصعب، لان ياسمين اهلها ملتزمين وشجعوها وهم سبب كبير لالتزامها، على عكس روان اللي محدش كان بينصحها ووالدتها غضبت عليها بسببه، تفتكروا هيكونوا نفس الاجر؟ 
#__________روان_الحاكم__________
"انا هكتب كتابي على حور بكره" تحدث ليث امام الجميع 
بعدما اتى والده
"وهو دا وقته يابنى" أجابه والد حور بعدما طال الصمت
"ليث معاه حق يا محمد....حور هتكون فى امان اكتر لما تكون على ذمته ومحدش هيقدر يتعرضلها تاني" 
صمت والدها يفكر فى الامر، والد ليث محق، ستكون هكذا فى امان أكثر ولكنه لا يريد الضغط عليها
"لما اشوف رأى حور الاول مقدرش اجبرها على حاجه... رأيك اى يا بنتي؟" 
"اى حضرتك تشوفه يا بابا أعمله... عن اذنكم هدخل ارتاح شويه" 
وقفت حور ولكنها شعرت بالدوار، اقتربت منها رغد وقامت بمساعدتها حتى دلفت لحجرتها، جلست حور على السرير ثم طلبت من رغد تركها بمفردها بعض الوقت، حين رفضت رغد تركها أصرت عليها حتي جعلتها تغادر 
خرجت رغد من الحجره، تحاملت على ذاتها ونزلت ثيابها ثم توضأت وإرتدت إسدالها وشرعت فى الصلاه، كانت تشعر بالاجهاد الشديد وغير قادره على الوقفه، ولكنها ضغطت على نفسها وظلت تصلى وهي واقفه
حتى سجدت، وهنا اجهشت فى بكاء مرير، كم من آلم التى تحملته فى تلك اللحظه العصيبه، ما حدث معها اشبه بمعجزه، منذ أن وضعها ياسر فى سيارته، كانت تعلم أن لا مفر منه، ولكنها كانت تثق أن الله سينجيها منه، لم يتوقف لسانها عن الذكر، لم تفكر فى امر إختناقها، ولا ماذا سيفغل لها، بل كل ما تذكرته أمر سيدنا يونس حينما كان فى بطن الحوت، من أنقذ يونس من بطن الحوت قادر على إنقاذها
إن الله عند حسن ظن عبده بيه، كانت تذكر الله بكل حواسها ولم تفكر سوى فى شيء واحد، أن الله سينقذها كما يفعل معها دائما
ماذا عنك انت عزيزي؟ الم توكل امورك وهمومك لله عز وچل، من اخرج يونس من بطن الحوت بقادر على إخراجك من كربك
انتهت حور من صلاتها بعدما صلت ركعتين شكر لله، دلفت بعدها رغد وهى تقول بمرح
"ودلوقتي تحكيلي كل اللي حصل معاكي من اول ما خطفك اللي ما يتسمى دا لحد ما أنقذك اللي ما يتسمى التاني" 
ضحكت حور على طريقه حديثها 
"انتِ محدش عاجبك خالص كدا يا رغد" 
"اقول اى... انتِ اللي زيك تتجوز شيخ... امام مسجد.. اما يتخانق عليكي اتنين زي ليث وياسر جديده دي"
ضحكت حور من اخرى على مزاحها، رغد معها حق، فحور دائما ما تقول بأنها لن توافق إلا على إمام مسجد "
"محدش عارف النصيب فين...انا اه لحد دلوقتي مش موافقه على ليث، ولا عايزاه... لكن برضو انا واثقه فى إختيار ربنا ليا، انا من يوم ما ليث اتقدملى وانا بصلى إستخاره" 
"طب وبعد ما تصليها، بتحلمى ب اى ولا بتحسى بتحسى ب اى" 
"الإستخاره يا رغد مش معناها أحس بحاجه او أحلم بحاجه، الاستخاره هى إني بستخير ربنا فى امر ليا
بدعيه لو خير يهيئه ليا، ولو شر يبعده عنى...ودا بيخليني مرتاحه حتى لو مش عايزه الموضوع، لاني ببقى واثقه فى إختيار ربنا ليا
لكن مش هكدب واقول اني ببقى فرحانه، لأ ببقى زعلانه لانه امر طبيعي منا بشر ومن حقى ازعل، لكن زعلى حاجه عشان دا مش ب ايدي وإني اكون راضيه حاجه تانيه، 
انا راضيه عشان عارفه انه الخير ليا، لكن ميمنعش اني اكون حزينه لانه أمر غصب عني" 
اخذت رغد تُفكر فى حديثها وهى تتذكر اهلها، هي بالفعل راضيه، ولكنها تشعر بالحزن لأجلهم، كم تشتاق لهم 
"طب انا عايزه اسالك سؤال، اى رأيك فى شغل النساء؟" 
أخذت حور نفس عميق وذفرت بهدوء وهى تُجيبها 
"بصى موضوع الشغل بالنسبالى انا لأ، يمكن ليا رأى غريب شويه، بس انا ليه اطلع اتبهدل واتحمل ضغط الشغل وارجع تعبانه واهمل بيتي وعيالي، 
عيالي وزوجي اولى بالوقت اللي هقضيه فى شغلى 
انا حاليا بشتغل لاني محتاجه للشغل،لكن لو كان حالى متيسر،الوقت دا افضل كنت اقضيه فى علم شرعى،أحفظ الاطفال قرآن،أقر كتب، اتعلم ازاي اكون زوجه صالحه وأم صالحه تعرف تربي اولادها تربيه كويسه 
فيه حاجات كتير اوي اولى اني اعملها فى سنى دا 
اعليهم دينهم واحفظهم قرآن، اقعد اصنع ليهم اكل وحلويات واهتم بيهم، دا فى حال إن زوجي حاله متيسر
" طب وطالما انتِ مش هتشتغلى... بتتعلمي ليه من الاول"
"عشان العلم ضرورى يا رغد، ربنا أمرنا نتعلم، وبعدين العلم هيفيدني فى حياتي أنا، ووقت ما احب اشتغل اعرف، انا مش عايزه لكن ممكن الظروف تفرض عليا زي زوجي لقدر الله يتوفى او يمرض، وقتها أقدر اشتغل عشان اساعدهم ومحتاجش لحد 
ولكن دا ميمنعش إن فى حاجات كتير اوي لازم النساء تشتغل فيها، زي الطبيبه لان انا ك حور لو عايزه اكشف لو هموت مش هكشف عند دكتور وواحد غريب يلمسنى، عارفه انه حلال مدام للضرورى، بس دا طبعا لو مفيش طبيبه"
"بصراحه انا مش معاكي فى كلامك، شايفه انه افضل البنت تعمل لنفسها كيان وشخصيه، ومش هتعرف تعمل دول غير لما تشتغل، تصرف على نفسها وتجيب لنفسها اللي هي عايزاه ومتحجتش لحد، كفايه أنها هتتعلم حاجات كتير اوي وتكتسب صفات وهتبقى قويه وليها كلمه، الرجاله فى زمنا دا ملهمش أمان يا حور لازم تبقى ناجحه فى حياتك" 
"كل واحد وليه رأى، وانا نجاحي إني انجب ذريه صالحه اربيهم على قال الله وقال الرسول، أعيش فى هدوء وحياه بسيطه، وهي دي السعاده بالنسبالى
وعايزه اقولك على حاجه جميله جدا
لو الزوج أو الزوجة أو الأولاد في درجات مختلفة من الجنة إيه اللي هيحصل ؟ 
ازاي هيتجمعوا مع بعض ؟ 
  " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ "
قال ابن كثير أي : ساوينا بين الكل في المنزلة لتقر أعينهم وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني بل رفعنا ناقص العمل ، فساويناه بكثير العمل تفضلا منا ومنة
و هنا نعرف قيمة الزوج الصالح و الزوجة الصالحة و الأولاد الصالحين ❤️
و إن زي ما بنكون حريصين على أمر أزواجنا و أولادنا بالمعروف و نهيهم عن المنكر ، نكون كذلك أكثر حرصا على عملنا الصالح و المسارعة فيه و الاستزادة منه لعل الله يلحقهم بنا في جنات النعيم ❤️
"ربنا يرزقنا الجنه يارب 
يلا نرن على روان وياسمين ونعرفهم إن بكره كتب الكتاب عشان ميزعلوش" 
"ايوه كويس إنك فكرتيني" 
قاموا بالإتصال عليهم وإخبارهم بالامر بشكل سريع كما فعل ليث من بعض اصدقائه، ثم قام بالاتصال بزين وأصدقائه ودعوتهم
#______روان_الحاكم________
اتى صباح جديد منهم من ذهب لعمله ومنهم من ذهب لدراسته، كان زين جالسا فى المسجد ينتظر إقامه الصلاه 
وجد شاب يجلس جواره وهو يتحدث معه
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازيك يا شيخ زين" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... الحمد لله فى زحام من النعم" 
"ربنا يديمها عليك ويثبتك ونكون ربعك بس" تحدث الشاب بمزاح ولكن نبرته صادقه، شعر زين بالخجل كيفه يراه الناس، وهو يخطىء مثلهم لولا ستر الله له 💔
يظنه الجميع لا يخطأ وياخذونه قدوه،
"لو أغتبت حد اعمل اى" 
"*لو اغتبت حد ف مرة  خليك عارف ان فيه حاجة اسمها القنطرة ودي اللي بيتجمع فيها الخصوم أمام الله عزّ وجل ، ووقتها ربنا بيخلص حقوق الناس من بعضها يأما يسامحك الشخص اللي اغتبته .. يأما ياخد من حسناتك*
*ف خلي دايما الدعاء ده على لسانك وفي كل صلاة*
*" اللهم اغفر لي ولمنَ اغتبته ولمنَ اغتابني واعفُ عني وعنه يا الله "*
*عايز تبعد عن الغيبة والنميمة ؟* 
*" ردد دايما : اللهم اجعل كتابي في عليين واحفظ لساني عن العالمين "*
*ومتقولش انا عمري ما جبت سيرة حد ، لان الشيطان بيغوينا كلنا وبيخلينا نعمل كدة حتى لو بهزار :"*
 *الدعاء ده لو كل الناس قالته هيعم السلام بنا ، وهنكون كلنا مسامحين بعض يوم القيامة وبندعي لبعض💚" 
شكره الشاب بشده ورحل، انتهي زين ثم غادر لكى يلحق 
ليث بعدما اخبر الشباب 
اما عن روان وياسمين فقد ذهبا مبكرا لحور بعدما انتهوا من دراستهم 
اتى ميعاد كتب الكتاب ، كان زين يقف وهو ينتظر بفارغ الصبر وحور تشعر ببعض التوتر وحولها بعض الفتايات 
والشباب فى الخارج مع ليث يهنئونه 
كان الماذون سيهم لبدء مراسم العقد حتى اوقفه آخر شخص يتمنى ليث أن يراه الان
قطع عليهم وهو يقترب من ليث ويردف
"بقى انت هنا بتتجوز... وسايب... سايب أخوك محبوس!!" 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"يعنى انت هنا بتتجوز... وسايب أخوك محبوس.." 
"حاامد" خرجت هذه العباره من فم محمود والد ليث بصدمه، اما ليث بقى ينظر له بتوهان، بالطبع يمزح
"ازيك يا محمود، ليك وحشه...انا طبعا بعتذر ليكم عشان قطعت عليكم الاجواء، لكن أظن مينفعش يقعد هنا يفرح و.. واخوه محبوس" 
، قام محمود والد ليث وهو يقترب منه 
"اى الكلام اللي بتقوله دا، واى اللي رجعك بعد كل دا" 
"جاى اقول لليث إبنك إن أخوه محبوس بسببه" ظل ليث واقف وهو ينظر تجاه بغضب
"بس انا مليش أخوات" 
"لأ ليك... ياسر...ياسر حامد يبقى أخوك"  بضع كلمات، فقط بضع كلمات قليله جعلت جسد ليث يتنفض بعنف، هل هذا الشاب هو نفسه أخوه؟؟ مستحيل، بالطبع هو يكذب، تذكر أنه كلما رآه يشعر تجاه بمشاعر عديده، ودائما يشعر وكانه مسؤل منه وهو يتجاهل شعوره ٢
"انت مبتخلفش يا حامد"  تحدث محمود بصرامه وهو ينظر له بجديه
"ربنا كرمني وخلفت، ما انت عارف اني اتجوزت تهاني بعد ما انت طلقتها"
إقترب منه ليث بنيه ضربه ولكن منعه زين وهو يحاول تهدئه
"انا مليش اخوات، ومليش.. أم" 
اما عن حور كانت متصنمه، هل ياسر اخو ليث 
والاهم تهاني تكون والدته؟ 
"لييث... روح شوف أخوك" أجابه والده بصرامه 
نظر له ليث بغضب ثم خرج ولم يتحدث بشيء 
حاول الشباب اللحاق به ولكنه رفض أن يحادثه احد 
رحل حامد بعدما أتم مهمته، أما عند محمود جلس على اقرب كرسى له، كيف حدث هذا، محمود لا ينجب هو متأكد من هذا، اذا كيف يكون لديه طفل من زوجته..معذره بل طليقته و.. وحبيبته أيضا
بقيت حور تنظر امامها بتوهان، ما كل هذا الذى يحدث معها، اليس لها حق بالفرح مثل اى فتاه الا يكفى انها لم ترتدى فستان وتُزف مثل اى فتاه
هل كُتب عليها العيش حزينه دائما، لمَ هى تحديدا يحدث معها هكذا، حتى ابسط الامور التي تحدث مع اى فتاه لا تحدث معها، هل الخطأ بها ام ماذا
كانت كل تلك الاسأله تدور بعقل حور، افاقت من تفكيرها وهى توبخ نفسها، كيف تسمح لشيطانها أن يوسوس لها
إقتربت منها ياسمين وهى تعلم ما يدور بداخلها، مهما تكن حور تحمل قدرا من الالتزام تبقى بشر ضعيف يوسوس لها شيطانها فى لحظه ضعف هكذا
"حور....عارفه إن كل حاجه بتحصل ورا بعض من غير ما احنا عايزين، لكن هنعرف بعدين الخير لينا فينا
في سورة الكهف آية عظيمه بتقول: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}.
حقيقي بيبقا صعب على الإنسان بنظرته الدنيوية المحدوده إنه يفهم كل اللي بيحصل حواليه أو يفهم الحكمة المستخبيه وراء الإبتلاء..
فيارب الهمنا الصبر على ما لم نحط و ارضنا بقضائك حتى تظهر حكمتك في كل شيء انا عارفه ان مش دا الموقف اللي هيزعلك، اللي مزعلك إنك حاسه إن مفيش حاجه بتم زي ما انتِ عايزه ف حسيتي بزعل جواكِ
طول عمرك انتِ اللي بتدينا النصايح، لكن دا ميمنعش إن يمر عليكي اوقات تكوني محتاجه اللي يشجعك... افضلى قويه يا حور" 
لم تتحدث حور بشيء وإقتربت منها وأحتضنتها، من قال أن الانسان مهما بلغ تدينه سوف يبقى دائما راضى، سوف يمر عليه اوقات يشعر بالضجر وأن لا شيء يحدث كما تمنى، لذا عليك دائما بالصحبه الصالحه حتى يشدوا عزمك
#________روان_الحاكم_____________
جلس ليث بعيدا وهو يشعر بالضجر من كل شيء
يشعر وكأن الحياه تعانده وتُصر دائما أن تأخذ منه كل شيء، وجد زين يجلس جواره والشباب يلتفون حوله 
اخذوا يتشاكسون معه ويتاحدثون كى يخرجوا ليث من حالته تلك
ثم شرع زين فى الحديث
"هحكي ليكم قصه يمكن من أجمل ما قرأت 
يقول إحدي اصدقائي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻲ زوجتي ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، رأيتها غريبة الوجه متوترة الملامح، ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ؟
قالت بصوت مضطرب:
-الولد .
أسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً فوجدته فوق السرير منزوياً في انكسار وفي عينيه بقايا دموع.
احتضنته وكررت سؤالي .. ماذا حدث ؟!
لم تجبني .. وضعتُ يدي على جبهته .. لم يك هناك ما يوحي بأنه مريض .
سألتها ثانية : ماذا حدث ؟!
أصرت على الصمت .. فأدركت أنها لا تريد أن تتحدث أمام الطفل الصغير .. فأومأت إليها أن تذهب لغرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربت فوق ظهر صغيري .
عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث له أيضاً هذا الصباح بدأت أدرك .
فالقصة لها بداية لا تعرفها زوجتي .. هي شاهدت فقط نصفها الثاني .. فرحت أروي لها أنا شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث ويحدث.
القصة باختصار أني أعشق النوم بين أطفالي الثلاثة أسماء وعائشة وهذا الصبي الصغير ، وكثيراً ما كنت أهرب من غرفة نومي لأحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير.. كانوا يسعدون بذلك وكنت في الحقيقة أكثر سعادة منهم بذاك .
بالطبع كان لابد من حكايات أسلي بها صغاري .. كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً بأن أحكي لها قصة سيدنا يوسف ، وأما فاطمة فمن تحب سماع قصة موسي وفرعون أو الرجل الطيب والرجل الشرير كما كانت تسميهما هي.
وأما صغيري فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها سواء عن سيدنا يوسف أو عن سيدنا موسي .
ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم سيدنا موسي.. صاحت كل واحدة منها تطالب بالحكاية التي تحبها .. فوجئت به هو يصيح مقاطعاً الجميع : "عمر بن الخطاب"! 
تعجبت من هذا الطلب الغريب.. فأنا لم أقص عليه من قبل أي قصة لسيدنا عمر.. بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب.. فكيف عرف به.. وكيف يطالب بقصته .
لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة : حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم تضع على النار قدراً به ماء وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم.
حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً .. ثم عاد وقد حمل جوال دقيق على ظهره وصنع بنفسه طعاماً للصبية .. فما تركهم حتى شبعوا وناموا .
نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية .. في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب
قلت له مستهزئاً : أتعرف ؟
أجاب في تحد : نعم
لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته.
في ليلة أخرى أحب أن يسمع حكايات ثانية لعمر بن الخطاب..
حكيت له حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص .. وكيف أن عمر بن الخطاب وضع السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص .
في الليلة التالية أعاد على مسامعي حكايتي .. كان قد حفظها هي الأخرى.
وهكذا أمضينا قرابة شهر .. في ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر .. أو عن تقواه .. أو عن قوته في الحق.. فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية..
في إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب فقال : هل مات عمر بن الخطاب؟
كدت أن أقول له – نعم مات !! ..
لكني صمت في اللحظة الأخيرة فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب..
وأنه ربما يصدم صدمة شديدة لو علم أنه قد مات .. تهربت من الإجابة.
في الليلة التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.
بعدها بدأت أتهرب من النوم مع أطفالي كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال ..
صباح اليوم خرج مع والدته..
في الطريق لقي امرأة وعلى كتفها صبي يبكي كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها، فوجئ الجميع بصغيري يصيح بها : لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب بطعام لك ولصغيرك
جذبته أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود.
بعد خطوات قليلة وجد شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشيه ..
صاح صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب ليمنع هذا الظلم.
فوجئت أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري ..
قررت أن تعود إلى المنزل بسرعة..
لكن قبل أن تصل إلى المنزل اعترض طريقها شحاذ رث الهيئة وطلب منها مساعدة .
دست في يده هو الآخر بعض النقود وأسرعت نحو باب المنزل لكنها لم تكد تصعد درجتين من السلم
حتى استوقفها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وأنها تريد مساعدة.
هنا صاح صغيري بها مكررا سؤاله : هل مات عمر بن الخطاب؟!
عندما دخلت الشقة كان صوت التلفاز عالياً كان مذيع النشرة يحكي ما فعله اليـ. ـ8ـود بأطفالنا في غـ. ـ. ـز.  ة، كانت الصور مُروعة ومقاطع الفيديو تُبكي الكبير فينا قبل الصغير.. شاهد الولد البيوت وهي تنـ. ـهدم على رؤوس الأبرياء.. والرجال العزل وهما يحفرون لاستخراج أشـ. ـلا.ء ذويهم دون أن يُحرك العالم شيئًا. 
أسرع صغيري نحو التلفاز وراح يحملق في صور النساء والأطفال وهم ينزفون د.مًا ، والرجال وهم يبكون قهـ. ـرًا والبيوت والمدارس والمساجد وقد صارت ترابًا على أجساد المُصلين فيها. 
التفت نحو أمه وهو يقول جزعًا : مات إذن عمر بن الخطاب.. مات إذن عمر بن الخطاب! 
راح يبكي ويكرر : مات عمر بن الخطاب .. مات عمر بن الخطاب .. مات عمر بن الخطاب. 
دفع صغيري باب الغرفة .. صمتت أمه ولم تكمل الحكاية.. لم أك محتاجاً لأن تكملها فقد انتهت.
توجه صغيري نحوي بخطوات بطيئة وفي عينية نظرة عتاب : مات عمر بن الخطاب؟
رفعته بيدي حتى إذا صار وجهه قبالة وجهي رسمت على شفتي ابتسامه وقلت له
أمك حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد عمر ..
صاح في فرح : عمر بن الخطاب
قلت له : نعم.. نعم ستلد عمر
ضحك بصوت عالٍ وألقي نفسه في حضني وهو يكرر
عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب. 
حبست دموعي وأنا أترحم على عمر بن الخطاب
ﻧﻌﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻋﻤﺮ. 
ﻧﻌﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ. 
ﻧﻌﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺨﻮﻩ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺛﺖ ﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ. 
ﻧﻌﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻋﻤﺮ.
القصه( ل خالد ال حكواتي) 
انتهى زين من حديثه حتى وجد عربه مثلجات، تبادل هو واحمد النظرات بخبث ثم غمز له الاخر وهم يقتربون من تلك العربه 
قاموا بشراء العديد من المثلجات للجميع
رفض ليث فى البدايه ولكنه أخذ بعد إصرارهم 
يشعر بالالفه معهم، كيف لهم أن يكونوا بكل تلك البساطه 
كان عمر يجلس معهم بعدما حادثه زين
تحدث عمر بمزاح: 
"تعالوا احكيلكم قصه(نُكته) بتموتني من الضحك
مره واحد اشتغل ف سيرك وقرر يعمل حاجه مختلفه وجديده راح جاب نمله وقعد يدربها 10 سنين عشان تقف علي رجل واحده قام رايح لولد صغير ف الشارع وقاله بص النمله بتقف علي رجل واحده الواد مسك النمله فعصها بايده وقاله دي نمله يعمو .فعاد التجربه وقال هوري التجربه لناس كبيره مش عيال صغيره جاب نمله تاني ودربها 10 سنين وراح لواحد كبير وقاله بص النمله بتقف علي رجل واحده ازاي قام ماسك النمله وفعصها 
وقاله دي نمله يعمو.. اصله راح لنفس الواد بعد ما كبر ههههههههه" 
انتهى عمر من حديثه وهو يقع ارضا من كثر الضحك
بينما بقى الشباب يُطالعوه بإذدراء، توقف الاخير عن الضحك بعدما وجد جميع الانظار موجه حوله وهم ينظرون له بإشئمزاز
"انتوا مش بتضحكوا ليه... غريبه مع انها بتضحكني على طول، طب خدوا النك...." 
قطع أحمد حديثه وهو يضع يده على فمه ويتحدث
"لأ ابوس أيدك كفايه دي بتضحك اووي.. اضحكوا يشباب" 
ضحكوا على تعابير وجه عمر حتى تحدث أحمد مجددا
"حظر فظر انا جايبالكم معايا اى.." 
انتهي من حديثه وهو يُخرج الكثير من علب الصواريخ
حتى صاح الشباب بشده
"انا كنت شايلهم بعد كتب كتاب الواد ليث بس بما انه فقر، فقولت نلعب بيهم هنا" 
قام بتوزيعهم على جميع الشباب 
اخذوا يجرون وراء بعضهم البعض وهم يقوموا بيتشغل "الصواريخ" كمل فعل معهم ليث ايضا ونسى كل ما حدث او تناسى، اراد أن يفرح ويرى الحياه بعينهم لعله يشعر بالسعاده مثلهم، لا يدرى المسكين أنهم فقط يشعروا بالرضا فمن منا ليس مبتلى؟ فإن الله اذا احب عبد ابتلاه
‏فقد تُصاب بمرض لأنَّ الله اختار لك المغفرة، وتُصاب بابتلاء لأنَّ الله أراد لك الرحمة، وتُصاب بالحزن لأنَّ الله سيجعلك تشعر بلذّة الفرح، رحمة الله لا تجفّ، لا تجفّ أبدًا.لذا لا تحزن واحتسب أجرك عند الله تعالى"
انتهوا من لعبهم ثم اخذ زين ليث بمفرده لكي يحادثه
"بص يا ليث، إنا متفهم شعورك، مش هقولك حاسس بيك لاني مجربتش اكون مكانك، ولا حببت افضل اديك فى مواعظ ف وقت انت مش قادر تعمل فيه حاجه، حبيت اننا نهزر ونلعب لعلى دا يخفف عنك جزء
كل حاجه بتحصل فى حياتنا وليها سبب، انا معرفش حاجه عن حياتك، انت دلوقتي بتفكر إن ممكن يكون الراجل دا بيكدب، بغض النظر عن نظراته اللي مكنتش مريحه.. بس انا التمست من كلامه الصدق
قد يكون الشاب اللي هو قال عليه دا اخوك، اعرف الحقيقه بهدوء وبلاش تخلى غضبك يعميك، حاول تتحكم فى عصبيتك شويه، لما تلاقى نفسك بتغضب استغفر ربنا وتمالك اعصابك، احنا هنمشي دلوقتي، لكن انا متأكد انك هتعمل الصح..،" 
نظر له ليث بتردد، يشعر بأن زين معه حق فى حديثه، ولكن ماذا لو أنه اخاه بالفعل؟؟ 
رحل الشباب وبقى ليث يفكر فى الامر، ثم قام من مكانه  
وذهب الى الجه المحدده وهو ينوى فعل شىء ما
#_________روان_الحاكم__________
"وبس يا ستى لقيته مره واحده مسك ايدي وبيقولى معلش اصل دا حكم عليا ف لعبه وعينك ما تشوف الا النور، نزلت بكف ايدي على وشه وانا بشتمه" تحدثت رغد بغضب وهى تتذكر ما حدث معها فى الجامعه امس اليوم
نظرن لها الفتيات بصدمه
"معقول... لعبه اى دي، اى الجنان دا" اجابتها حور بتعجب
" ايوه انا فعلا سمعت عن اللعبه دي، لعبه كدا بيكون عليها احكام حاجات زي كدا، الاسوء من كدا إن البنات بقت بتلعبها وهم اللي بقوا يعملوا كدا مع الشباب" أردفت ياسمين وهى توضح لهم أمر تلك اللعبه
"تعرفوا، يمكن لو مكنتش قربت منكم والتزمت كان زماني بعمل كدا معاهم، انا دلوقتي مصدومه وبقول ازاي يعملوا كدا ومستغربه جدا، لكن لو كنت روان القديمه كنت هشوف الموضوع من باب الروشنه والتغيير وانه عادي دا هزار 
الانسان بيشوف الامر حسب حياته وتفكيره، انا طبعا مش ببرر ليهم، لكن بتكلم إن الانسان لما بيتغير ويقرب من ربنا بيدا يشوف الحاجات اللي كان بيقول عليها عادي دي مصيبه، انا كل يوم بحمد ربنا على نعمه الصحبه الصالحه 
انتوا متخيلين انه بفضل ربنا ثم انتوا انا بدأت اتغير كليا وبشوف الحياه بشكل تاني بقى كل همي الجنه والاخره بس، الحمد لله بجد
واللي بالمناسبه لسه سامعه شيخ بيقول "انت المفروض تحمد ربنا علي نعمة الحمد" ففي شخص بيسأله ازاي يعني مش فاهم! فقاله ربنا سبحانه وتعالي قال في كتابه العزيز "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ "
يعني لو شكرت ربنا وحمدته هيزيدك وده وعد من ربنا وربنا مبيخلفش وعده يعني لو حمدته هتلاقي زيادة في "الصحة، المال، العمر، الاطفال، البركة، الحسنات، حب الناس، نعيم الآخرة" تخيل ان ربنا اصطفاك من بين ملايين الناس علشان تحمده وتقول جملة "الحمد لله" فأنت المفروض تحمد ربنا انه الهمك الحمد، والحمد لله انك قاعد تسمع كلامي دلوقت علشان تحمد ربنا..
"الحمد لله علي نعمة حمده، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه".
نظرن الفتيات لروان بصدمه، كيف حل عليها هذا التغير
" متبصوليش كدا، ع فكره انا من فتره حتى قبل ما اغير لبسي وانا بدأت التزم واسمع شيوخ كمان، لكن مكنتش قادره اخد الخطوه، والحمد لله اتشجعت وخدتها"
ظل الفتيات يُطالعنها بفرحه شديده من التغير الذى طرأ عليها، سبحانه وتعالى يهدى من يشاء
وصل زين اسفل المنزل وهو ينتظرهم حتى اتوا 
وقع بصر زين على روان وهى تقترب تجاه 
كانت ترتدى ملابس فضفاضه وفوقها نقابها الذى ذادها جمالا فوق جمالها، خطفت قلبه بهيئتها الفضفاضه تلك
ابعد زين بصره عنها بصعوبه وهو يستغفر ربه، تحرك بسيارته بعدما ركبوا معه وزين عقله شارد بتلك التى خطفت انفاسه منذ قليل رغم أنها لا تُظهر شيء، إلا أنها بدت جميله للغايه، يجب أن يضع حدا لهذا الموضوع
وصلا اخيرا الى العماره التى يقطنوا بها وترجلوا من السياره
نزلت روان ودلفت الى منزلها وهى تنزع نقابها وتشعر بالفرح الشديد هاهي بدأت أن تقترب وتصبح مثل حور وياسمين، تذكرت كيف كانوا يُطالعنه بفخر وفرحه لتغيرها
تشعر بالسعاده الشديده، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن.. امسكت هاتفها بنيه تصفحه ولكنها توقفت عن التقلب وهى ترى ما جعل الهاتف يُسقط من يدها من شده صدمتها!!! 
دخل زين مع ياسمين شقتهم ثم توجه نحو أبيه وتحدث بعدما قبل يده
"انا هطلب ايد روان بكره بعد اذنك يا والدي" 
#________روان_الحاكم___________
"انا بحبك اووي اووي ياماما...
صمت عن حديثه ثم أقترب من اذنها وهو يتحدث بصوت خافض" تعرفي كمان.... حتي بحبك اكتر من بابا... واكتر من اى حد"
تعالت صوت ضحكات ابيه وهو يُمسكه من أذنه 
"بقى كدا بتحبها أكتر مني، وانا اللي بجبلك كل حاجه ياناكر الجميل" 
نظر له الصغير ببراءه واجابه
"لا... منا بحبك انت كمان يا بابا، بس ماما بحبها اد الدنيا دي كلها" 
امسكته والداته من خدوده وهى تقبله بشده
"وماما بتحبك اكتر من اى حد ومتقدرش تعيش لحظه من غيرك" 
"وانا كمان ياماما مقدرش اعيش ثانيه واحده بس من غيرك، لما بروح المدرسه بكون زعلان عشان مش بتكوني معايا" 
"حقك عليا، هبقى اجيلك يعم فى المدرسه عشان بتوحشنى اوي، ومش بقدر اقعد الكام ساعه اللي بتغيب عني فيهم" 
فاق ليث من ذكرياته وهو يمسح دموعه التي خانته فى النزول
"بس انتي سبتيني سنين مش ساعات... يا... ياماما" 
نظر امامه ليجد نفسه امام مغفر الشرطه، دخل المكان ثم تصنم مكانه
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"انا هطلب ايد روان بكره بعد أذنك يا والدي" 
"مره واحده كدا، ممكن اعرف السبب.." 
نظر زين لوالدته بتوتر، ابيه اقرب شخص له ودائما يعتبره صديقه
"يعني... شايفاها إنسانه مناسبه" 
"يعني مش عشان بتحبها....!" صمت زين ولم يُجيبه، ابيه معه حق ولكن هذا ليس بسبب كافِ
"لو عشان بحبها ف كنت أقدر اتقدملها من زمان، الحب مش شيء كافى يا بابا ولو اختارتها عشان بحبها من غير ما اختارها عشان دينها واخلاقها ابقى بظلم ولادي وبظلم نفسي قبلهم" 
"طب لو هي مكنتش اتغيرت وفضلت زي ما هى، كنت هتعمل اى، كنت هتتقدملها برضو... ولا هتسيبها تتجوز حد غيرك!!" 
"مش عارف، صدقني مش عارف...انا مش ملاك عشان اقولك لا مش هتقدملها، مكنتش هتحمل فكره انها تكون لحد تاني، مكنش قدامي غير اني ادعى ربنا يجعلها من نصيبي" 
"طب ولو مكنتش اتجوزها" 
"كنت هبقى واثق انها مش نصيبي ومش الخير ليا، وزى ما ربنا وضع حبها ف قلبي سبحانه قادر انه ينزعه من قلبي، اصله مينفعش اعاند مع ربنا فى حاجه ممكن تكون سبب هلاكي.. لازم ابقى مقتنع انها مش خير ليا ولحد ما اقتنع مش هقدر امنع نفسي اني ازعل عشانها" 
وقف والده وهو ينظر له بفخر، كون إبنه يفكر بتلك العقليه، ليس مثل شباب هذه الايام
"دي ست روان محظوظه بيك ياعم" 
"بجد... يعنى انت موافق يابابا، يعني هي هتكون حرم زين احمد رشدى أخيرااا" 
اقترب منه زين وهو يحضتنه والاخر يضحك عليه بشده
"دا انت واقع اوي باين عليك" 
"اووى اووى يا رشدي، بس.. بس ماما مش هت.." 
"لأ سيب امك الحيزبونه دي عليا انا" 
#_________روان_الحاكم___________
دلف ليث مغفر الشرطه ولكن تصنم مكانه حين وجد حامد امامه والذى يبدو أنه كان ينتظره إقترب منه حامد وهو يردف
"جاى بعد اى بعد، انا خرجت إبنى مش مستنيك تيجي تخرجه، انا قولت بس اعرفك انك ليك اخ.." 
كان يتحدث وعلى وجهه ترتسم كل علامات الخبث 
رفع ليث يده لكى يبرحه ضربا، فقد طفح الكيل منه 
ولكنه تمالك اعصابه، حاول أن يتحكم فى غضبه مثل ما أخبره زين، أخذت نفسا عميقا وهو يستغفر وقبل أن يرحل وجه حديثه للاخير
"فيه حاجات كتير اوي انا مش عارفها، لكن من هنا لحد ما اعرفها لو قربت من حور... او اى حد يخصنى، صدقني مش هرحمك" 
خرج وهو يشعر بالغضب الشديد، توجه الى منزل حور مره اخرى بعدما حادث والده وأخبره بشيئا ما
وصل الى هناك واول من تحدث معه كان ابيه
"اى يا ليث الجنان دا، كتب كتاب اى اللي عايز تكتبه دلوقتي مش تست...." 
"انا هكتب كتابي حالا على حور، مش هآمن عليها غير وهى معايا، وانا مش عايز اتخطي حدودي غير وهي مراتي" 
"سيبه يا محمود، اللي هو بيقول عليه الصح"  تحدث والد حور بجديه وهو يُطالعه بنظرات ذات معنى حتى وافق محمود
اما حور لم تنطق بشيء ولو تفق إلى على صوت المأذون وهو يقول "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير" 
هل انتهي كل شيء واصبحت زوجته!!، اما عن ليث اخذ نفسا عميقا وهو يزفر براحه، 
اخذ ﺟون يصفر بفرحه ورغد التى اطلقت الزغاريد ولكن وبختها حور، اما چون فقظ فُزع منها وهو يظنها تصرخ حتى ضحك عليه الجميع
"بعد أذنك يا عمي، هاخد حور نخرج انا وهي شويه" 
ثم نظر لها بخبث ومرح وهو يردف
"اظن دلوقتي بقيتي مراتي... يعني ملكيش حجه" 
#________روان_الحاكم____________
(لا إله إلا أنت سبحانك.. اني كنت من الظالمين) 
"اى اللبس اللي هتخرجي بيه دا ياهانم" 
"وماله لبسي، مهو حلو وشيك اهو" 
نظر اخيها إلى ملابسها التى تلتصق بجسدها، وخُصلات شعرها الخارجه من حجابها... او ما تطلق عليه حجاب!! 
تفوح منها رائحه عطر شديده
"هو حلو، بس هيدخلك النار... يرضيكي تدخلي النار عشان شويه لبس!!" 
"والله مش انت اللي هتحكم هدخل النار ولا لأ، ولبسي حلو... على الاقل أحسن من لبس ناس كتير اووي، تعالى عندنا الجامعه وشوف بنفسك" 
"بس انتِ هتتحاسبي لوحدك، مش هتقولى لربنا لبسي احسن من ناس كتير، وكلهم آتيه يوم القيامه فردا" 
"بقولك اى خليك ف حالك... انا لسه صغيره مش هخنق نفسي من دلوقتي، لما اكبر هبقى التزم، ولا انت عايزاني احرم نفسي من كل حاجه زيك!!" 
"وانتِ ضامنه إنك تعيشي لما تكبرى، مش يمكن تموتِ دلوقتي!!" 
تأففت علياء بضجر من حديثه الذى يُمليه عليها كل يوم
تبغض حديثه المتشدد والذى يريد أن تكون مثله
"انت عايزني يعني اعمل اى، البس شوال زي ما المتشددين أمثالك ما بيعملوا، وماله لبسي... على الاقل انا لابسه حجاب برضو ومش لابسه قصير، فكك مني بقى وخليك ف حالك" 
"عاجبك يا أمي اللي هي بتعمله دا!؟" 
"يووسف، كفايه لحد كدا، مش تحمد ربنا اني ساكته على تصرفاتك المعقده دي.. وكمان عايز تعقد اختك معاك..خليك ف نفسك وملكش دعوه بيها"  
نظر لهم يوسف بغضب ثم رحل، ماذا سيفعل سيظل هو اخيها الصغير ولا يجوز له إجبارها على شيء او هكذا يظن 
، نظرت هي فى اثره بإنتصار ثم خرجت منتظره صديقتها
"اى يا سهير.. كل دا تأخير؟؟" 
نظرت لها الاخره ولم تُجيبها، 
"مالك شكلك دبلان ليه... استنى اوعى يكون بسبب البيه ياسر بتاعك" 
"بقاله يومين ببعتله مش بيرد، انا قلقانه عليه اووي" 
"يبنتي متكبرى دماغك منه بقى، فكي كدا وفرفشي واجبلك سيد سيده ترتبطي بيه ولا ازعلى" 
"بس... بس انا بحبه" 
"بطلى تعقيد بقى يبنتي وفكيها كدا هو لا اول ولا اخر واحد، تعالي اقعدي بس معانا هنتجمع الشله كلنا النهارده وهم هينسوكي ياسر دا خالص" 
"تاني يا علياء، انتِ عارفه اني مبقتش بحب اصاحب ولاد واني توبت وبحاول اتغ... " 
"لا بجد؟؟، فوقي يا سهير الطريق دا مش طريقنا وانا وانتِ عارفين بعض كويس... فبلاش بقى تعملي فيها شريفه عشان مهما تحاولى تتغيري هتفضلي زي ما انتِ، فكرك ربنا هيقبلك بذنوبك دي كلها.. ههه تبقى بتضحكى على نفسك... ف عشيها وخلاص بقى" 
صمتت سهير بحزن، كلما تخبر صديقتها بأنها تريد التغير تُجيبها بأنها ليست هي من لها التوبه، ولن تُقبل توبتها
جلسوا مع اصدقائهم والذى كان معظمهم شباب، ظلوا يصحكون ويتسامرون فى ما يغضب الله، متناسين عاداتهم وتقاليدهم، والاهم، متناسين أن الله ينظر إليهم!! 
وفجأه صمتت علياء وهى تشخص بصرها بشده 
نظر لها البقيه وهم يظنوها تمزح وظلوا يهزونها وهي لا تستجيب وبدا جسدها ينتفض
حاولوا إفاقتها ولكنها ظلت تتراجع الى الخلف وهى شاخصه بصرها وتنظر امامها برعب مع تغير لون وجهها وكأنها ترى ملك الموت امامها، هل مثال تقوله دائما حينما ينصدم الشخص من رؤيه شيء امامه ونقول هل رأيت ملك الموت
ولكن ماذا إن كان ملك الموت امامها بالفعل!! 
هل ستقابل ربها بتلك الملابس، والادهى اين قبض روحها؟ 
وهي تجلس وسط مجموعه من الشباب!! هل ماتت علياء؟ 
بالطبع لم تمت، كيف تمت وهى كانت سليمه تماما، الموت بالنسبه ليهم إما مرضا او حادثه او اى شيء آخر يؤدى الى الموت، لكن أن تموت امامهم بدون اى شيء وهى سليمه هذا ما يصدمهم بشده
وقعت علياء ارضا والجميع ينظر لها برعب ولا احد يستوعب ما حد معها هل ماتت بالفعل؟ الجميع يرفض تلك الفكره ويُحاولون تكذيبها،
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) ۞ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)
(قصه موت علياء حصلت بالفعل قدام ناس اعرفها حكولي شخصيا، لسه بتقولى برضو هلتزم لما أكبر وانا لسه صغيره؟؟) 
#__________روان_الحاكم___________
سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم
دلفت ياسمين الى روان فقد نسيت معها بعض الاشياء 
"رواان... مالك بتعيطي ليه كدا، اى اللي حصل" 
ظلت روان تبكي مما جعل القلق يتسرب الى قلب ياسمين 
إقتربت منها وهى تحضتنها بشده 
"استهدى بالله بس وقوليلي مالك" 
لم تجيبها روان وظلت تبكى حتى هدئت، ثم رفعت هاتفها فى وجه ياسمين، اخذت الاخره منها الهاتف وهى تنظر له بتعجب، حتى توسعت عينها بصدمه
"ازاي دا حصل، انتِ... انتِ كنتِ حاله كويس ف الامتحان دا ازاي يسقطوكي فيه.." 
تحدثت ياسمين بتوتر وتلعثم وهى لا تعلم بماذا تجيبها، فقد رسبت فى إحدى مواد الترم الاول
"ممش عارفه، انا والله يا ياسمين حليت كويس، بس الدكتور دا كان مستقصدني" 
"اهدي يا حبيبي، انا عارفه انك حليتي كويس، لا الدكتور ولا الف دكتوره زيه هيمنعه توفيقك، طالما انتِ عملتي اللي عليكي متزعليش وسبيها لله، مش يمكن دا إختبار من ربنا ليكي عشان يشوفك هتعملي اى؟ من اولها كدا هنفشل وبعدين ياستى دا مجرد امتحان،مكنش امتحان الاخره عشان تزعلى عليه!!" 
هدئت روان اكثر وقد طمانتها بعد كلمات ياسمين، ولكنها مازالت تشعر بالحزن بعد
"اهدي كدا واطمني وقومي صلى ركعتين" 
"بس.. بس انا مبصليش، اقصد مكنتش بصلى وهطهر النهارده... هبقى اصلى من الفجر بقى" 
"ازاي، مينفعش طالما طهرتي بليل يبقى لازم تصلي المغرب والعشاء، ولو العصر مثلا يبقى تصلي الضهر والعصر" 
"انا اول مره اعرف المعلومه دي، طب ولو طهرت المغرب، يبقى اصلى الضهر والعصر برضو؟" 
"لأ لو طهرتي بالنهار يبقى تصلي الضهر والعصر، لكن لو بليل حتي لو من اول المغرب يبقى تصلي المغرب والعشاء بس ودا مهم جدا عشان عرفت ان فيه بنات كتير متعرفش دا" 
"يمكن عشان ملقوش حد يقولهم، مش كل الناس يا ياسمين اتربت ف البيئه اللي انتِ اتربيتي عليها، وانا واحده منهم واول مره اسمع الكلام دا" 
"معاكِ حق، لكن دا ميمنعش اننا لازم نبحث ونتعلم لو ملقناش اللي يقولنا، دا علم لوحده يا روان مينفعش نستهون بيه، تخيلي لقيت قبل ما بنت متعرفش انها لازم تغتسل من الجنابه بحجه انها محدش قالها؟ 
ليه تستنى حد يقولك، ادخلي دورات وروحي علم شرعى وادرسي ماده الفقه باب الطهاره، والموضوع مفهوش اى خجل، دا علم ولا حياء فى العلم وعشان نعرف نعلم بناتنا بعد كدا كل اللي اهلنا مقالوش لينا عليه" 
"يااه، انا حاسه اني لسه داخله الاسلام جديد، فيه حاجات كتير اوي مكنتش اعرفها يا ياسمين، ربنا يجازيكي خير يارب" 
"قولتلك يا روان محدش بيتولد ملتزم، كلنا بنجاهد نفسنا وطبعا لازم نختار بيئه صالحه تساعدنا، تعرفي فى بدايه الجامعه كنت لسه شاريه دريس ليا جديد ب اكمام واسعه جدا، عشان كدا قصرت الخمار وقولت كدا كدا الدريس واسع، لما روحت الجامعه صحابي كلهم فضلوا يشكروا ف شكلى وان الخمار شكله حلو كدا طبعا انا إنبسطت جدا، لكن لما روحت المسجد شوفت البنات هناك والله إني استحييت من نفسي، البنات اللهم بارك لابسيين اسود ف اسود ومخبيين عيونهم ولابسين ملحفه ورغم كدا مطولين الخمار جدا ومقالوش احنا لابسين ملحفه ونقصر الخمار!! 
لقتني تلقائي بفك الخمار وبلفه من جديد بعد ما طولته عن ما كنت بلفه الاول، يومها عرفت إن البيئه اللي احنا بنختارها بتأثر علينا" 
"ياااه كلامك حلو اووي يا ياسمين، بجد انا بحبك اوي
وبما إنك بتنصحيني ف انا هقولك ع حاجه حلوه نعملها سوا، بكره صيام الخميس واحنا فى الشتاء النهار قصير 
يلا نستغله ونصوم، انا عرفت إن اللي بيصوم يوم فى سبيل الله ربنا بيباعد بيه وبين النار سبعين خريفا
وكمان سنه عن النبى اى رأيك نصوم ونشجع بعض؟" 
"تعرفي اني عارفه كل الكلام دا رغم كدا كنت ناسيه إن بكره صيام ومكنتش هصوم، شوفى فايده" فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين" ربنا يجمعنا سوا فى الجنه يارب"
خرجت ياسمين بعدما جسلت معها قليلا ولكن وجدت عمر امامها يدلف الى منزل روان، تعجبت وجوده 
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازيك يا أخت ياسمين" 
كان عمر يتحدث وهو يغض بصره وينظر اسفل مما جعل ياسمين تنظر له بصدمه من تغيره المفاجئ بل تشعر وكأنه (مافور😂)  
ردت ياسمين السلام بإقتضاب وهمت للخروج ولكن أستوقفها حديثه مره اخرى
"ماشاء الله تبارك الله، ربنا يجعل جميع بنات المسلمين زيك كدا"
رُسم شبح إبتسامه على وجهه ياسمين ولم تجيبه خرجت مسرعه وهى تشعر بضربات قلبها تذداد، ولكن اتى على بالها سبب وجود عمر بهذا الوقت فى منزلهم
سوف تتحدث غدا مع روان فى هذا الشأن
(سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) 
جلس ليث على المقعد وجلست حور امامه 
"احمم زعلانه اننا اتجوزنا بالسرعه دي؟"  حاول ليث الاعتذار ولكن هربت الكلمات منه 
"ممش هنكر اني كان نفسي اعمل كتب كتاب والبس فستان وو..."  قطعت حديثها حيث نست انها أصبحت الان زوجته ومالزالت تحادثه بحده بعض الشيء، حتى وإن كانت لا تريده هذا لا يمنع كونه أصبح زوجهه ويجب أن تعامله بلطف
حاولت ترقيق نبره صوتها وتحدثت برقه بعض الشىء
"احمم اكيد دا خير لينا يعني وانا مش زعلانه يا ليث" 
نظرت لها بصدمه وفاه فارغ، هي تحادثه برقه؟ والاحرى تناديه بأسمه!!  كيف لحروف أسمه ان تخرج منها بهذا الجمال!! 
"انتِ مين"  سالها ليث وهو مازال متعجب من تغيير نبرتها مره واحده
ضحكت حور برقه وهى تضع يدها على وجهها مما جعل الاخير يفقد عقله معها
ولاول مره منذ أن عرفها يسمع صوت ضحكاتها، يقسم بأنه اجمل ضحكه سمعها على الاطلاق ،سيرى الجميع انه يبالغ
ولكن أن يسمع صوت ضحكاتها وتحادثه برقه بعدما كانت تعامله بحده وجفاء لانه اصبحت زوجته، هل يوجد شعور 
اجمل من هذا، ما يطمئن قلبه بأنه يثق أن لا يحد سوف يرى وجها او يسمع ضحكاتها لانه تحافظ على نفسها
مثلما فعلت معه ستفعل مع غيره وتصون نفسها 
تحفظ مشاعرها لمن يستحقها
لا يدرى ماذا فعل لكى يرزقه الله بتلك الحوريه، يريد أن يقوم ويرقص الان فحوره لن يراها احد سواه، سوف تكون له وحده فقط!! 
 يريد فى هذه اللحظه ان يرى يشبع عيناه من ملامح وجهها 
مر اليوم واتى صباح جديد استيقظ فيه الجميع 
ومنهم من هرب النوم من عينيه
كان زين طوال اليوم يشعر بالتوتر والفرحه فى نفس الوقت، هاهو سوف يتقدم لها
انتهى من إرتداء ملابسه وهو يمسك الورد بتوتر حتى دلفت ياسمين حجرته
"هروحلها بالورد؟؟ حاسس شكلى اهبل كدا، المفروض ندخل عليهم بالموطأ ولا بتفسير إبن سيرين" 
إنفجرت عليه ياسمين ضاحكا"ناقص تقولى والبس جلابيه قصيره وعمه"
"عرفتي منين اني كنت عايز اعمل كدا؟" 
"لا مش للدرجه يا يابا، انت رايح تتقدملها مش تديها خطبه" 
"طب يلا عشان منتأخرش، انا عرفت مرات عمي وعمر بالموضوع وطلبت منهم محدش يجبلها سيره" 
"ربنا يستر، يلا بينا" 
خرج هو وياسمين ونزلوا اسفل الى منزل روان طرق الباب 
كانت روان تقف فى الصاله بتذمر بسبب إصرار عمر عليها، سمعت طرقت على الباب ذهبت والدتها لكي تفتح وهى تظنها ياسمين، 
فى نفس اللحظه التى اقترب منها عمر يحضتنها وهو يبتسم بخبث 
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
سمع "عمر" صوت طرق على الباب إبتسم بخبث 
سوف يريه هذا الزين كيف يرفضه إقترب من روان يحضتنها فى الوقت الذى فتحت به والده روان الباب وهى ترحب بهم
نظر زين لهم بصدمه والشرر يتطاير من عيناه، نسي من هو ونسي كل ما تعلمه من هدوء وصبر وطرق التحكم بالذات، ابتعدت روان عنه مسرعه وهى مازالت لا تعى ما يحدث، فقد فاجأها عمر وهو يحتضنها فى الوقت الذى دلف به زين
بلع عمر ريقه بتوتر وهو يرى زين يقترب منه بتوعد، فقد توقع أن يغضب قليلا ويعطيه درس فى الدين
 ترك زين باقه الزهور من يده امسكه زين من ثايبه وهو يهزه بعنف وهم ليضربه فى الوقت الذى صرخت فيه روان توقفه
"زين اهدى اهدى... عمر يبقى اخويا فى الرضاعه" 
ضربه زين وكأنه لم يسمع لحديثها حتى امسكته ياسمين ووالده روان وهم يحاولون منعه، وكأنه نسي من هو 
"يازين والله عمر يبقى اخويا" توقف زين اخيرا وهو يبتعد عنه ويتنفس بعنف، فقط أدرك ما كان يفعله آلان 
نظر زين لها فكانت ترتدي نقابلها وملابس فضفاضه 
بدت جميله رغم غضبه منه ابعد نظره عنها وخرج مسرعا
نظرت روان للورد المقلى ارضا ونظرت لهم بتشتت
"ممكن افهم اى اللي بيحصل دا؟" 
"زين كان جاى يتقدملك" أردفت ياسمين وهو تنظر لعمر بغضب ثم رحلت هى الاخره تلحق بأخيها
"ينفع اللي عملته دا ياعمر، وانت عارف إن زين جاى النهارده" تحدثت والده روان بعتاب 
"يعني انت كنت عارف ياعمر إن زين جاى يتقدملى.. استنى لحظه عشان كدا خلتني البس النقاب وصممت اننا نخرج! لييه ياعمر لييه" 
"انا كنت بهزر معاه معرفش انه هيكبر الموضوع كدا، بعدين هو دايما بيفضل يتكلم عن الهدوء واننا لازم نتحكم ف غضبنا لما نتعصب، معملش هو كدا ليه زي ما بينصح الناس....صحيح يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم" 
"ااسكت بقى ياعمرر اسكت... ياريتك انت زيه" 
جلست روان أرضا تبكى بشده وهى تردف"انت ضيعت عليا فرحتي...انا اصلا مستاهلش زين هو يستاهل حد احسن مني مش واحده وحشه زيي"
اقترب منها عمر وهو يحتضنها 
"والله ياروان كنت بهزر ومش قصدى، بس هو زين شايفني وحش حبيت ابينله إني مش وحش كدا ولما الانسان بيحب حد مش بيشوف قدامه، مكنتش متخيل رد فعله هتكون بالشكل دا" 
"انت اناني يا عمر... انا بكرهك ابعد عني وملكش دعوه بيا" تفوهت روان بهذا الحديث، ف عادتها حينما تغضب تتفوه باى حديث ولأن عمر يعلم ذلك لم يحزنه حديثها
"خلاص يا روان متكبريش الموضوع بقى، وانا هكلم سي زين بتاعك دا اصالحه...بس يجوزني اخته الاول وانا أجوزك ليه" 
تحدث عمر بمزاح، ضحكت روان من بين شهقاتها 
حتى ضحك عمر معها، 
♕سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ♕
كان زين يقف وهو يشعر بالغضب الشديد من نفسه
كيف يفعل كل هذا، لقد اصبح مجنون وشديد الغيره، هو بطبعه هادئ ومسالم، ولكن حين يتعلق الامر بروان يتحول لشخص آخر لا يعرفه هو بتلك الطريقه سيجعل الجميع ينفر منه ويسىء لدينه، فالجميع يراه قدوه وهو بهذا السوء، اصبح لا يستطيع التحكم بغضبه، كم كره ذاته فى هذه اللحظه
حتى ولو لم يكن عمر أخيها ما كان يجب أن يفعل كل هذا 
بطريقته العنيفه تلك سوف يسيء للاسلام
خرجت ياسمين تبحث عنه حتى وجدته يقف بعيدا وتعابير وجهه جامده، اقتربت منه ياسمين وهى تربت على كتفه
"اهدى يا زين، محصلش حاجه لكل دا...يلا نرجع عشان مينفعش نأخر عليهم كدا" 
"مش هتجوز روان" 
"انت بتقول اى يا زين، روان معملتش حاجه
عمر... قصدي بشمهندس عمر اخوها ف الرضاعه وكان بيهزر معاك"
"لا يا ياسمين مش بسبب كدا، يمكن اللي حصل دا إشاره من ربنا، انا مش هينفع اتجوز روان" 
نظرت له ياسمين بصدمه من حديثه ثم تحدثت بغضب بعض الشىء
"يعني اى يعني مش هينفع، هو لعب عيال يا زين" 
"ياسمين، انا لو اتجوزت روان هتكون السبب اني ابعد عن ربنا، انتِ متخيله ولاول مره من سنين يفوتني الفجر!! 
من كتر ما انت كنت فرحان اني خلاص هتقدملها مكنتش قادر انام من الفرحه وطول الليل بفكر فيها لدرجه نمت قبل الفجر بشويه ومقدرتش اقوم للفجر! 
مش عايز اتعلق بيها اكتر من كدا وربنا يعاقبني بيها 
ومش عايز برضو حبي ليها يكون سبب يبعدني عن ربنا" 
"زييين... اى الكلام اللي بتقوله دا، ؟؟
مستوعب انت بتقول اى!! دي روان، اللي طول عمرك بتحبها من اول يوم اتولدت فيه، انت ف وعيك؟" 
"انا عشان فى وعيي بيقول الكلام دا، هبعد عنها خالص و.. وهسيبها تشوف حياتها وكم... وكمان عمر اخوها ف الرضاعه هو... هو هيبقى يوصلها ويخلى باله منها، وجودها جنبي فى حد ذاته واني اكون مسؤل منها غلط" 
كانت ياسمين تنظر له بدهشه، هل فقد أخيها عقله كى يتفوه بهذا الحديث
"طب ولو اتقدملها حد، هتسيبها تتجوز حد غيرك؟؟" 
صمت زين ولم يُجيبها، يشعر بالضياع هو بالفعل لن يستطع رؤيتها مع شخص آخر، ولكنه ايضا لن يجعل حبها سبب لهلاكه
"يازين صدقني روان إتغيرت كتير... بالعكس دي يمكن هى اللى تقربك لربنا أكتر"
"المشكله مش فيها ، انا عارف انها اتغيرت والتزمت، المشكله فيا انا يا ياسمين، حبي ليها هيكون سبب لبعدي عن ربنا، فكرك انه هين عليا اضيع صلاه الفجر ودا بس عشان صابح اتقدملها، انا اللي طول عمرى مش برفع عيني على بنت، لما بشوفها مش ببقى قادر اشيل عني من عليها" 
تنهدت ياسمين بحزن وهى لا تدرى بماذا تجيبه، تشعر به ولكنها تراه يبالغ ف الامر، الالتزام البعد عن الحرام وليس البعد عن الحياه وعن من نحب 
ولكن هل زين محق فى حديثه ام ماذا!! 
"ادى لنفسك فرصه كمان يا زين" 
"ربنا يختارلنا اللي فيه الخير... بلغيها..." توقف عن الحديث وهو يبتلع غصه مريره فى حلقه ثم اكمل حديثه
"بلغيها إن كل شيء نصيب، اكيد هي عرفت اني كنت رايح اتقدملها" 
تركها زين ورحل تجاه المسجد، أكثر مكان هو بحاجه إليه بيت الله، كم يشعر بالراحه هناك بعيدا عن ضجيج الحياه
لا يعلم إن كان ما فعله صواب ام لا، لكنه لا يريد أن يخسر الجنه ويغضب ربه، هو اتى الدنيا ليبنى لنفسه مكان فى الجنه لا يريد أن يبعده شىء عن ربه 
جلس فى المسجد بعدما صلى ركعتين تحيه المسجد
هنا تذكرت  قول الله تعالى: "حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت".. 
سبحان الله هو ده الإحساس اللي عندي لكن مكنتش عارفة أوصفه، الأرض دي كلها رغم كبرها واتساعها كأنها ضاقت فعلًا.
ثم قوله"وضاقت عليهم أنفسهم"، نعم يا رب نعم ضاقت  
ثم اقرأ : 
"وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا" 
اللهم توبة، اللهم توبة.
#روان_الحاكم
عادت ياسمين إلى روان وهى تشعر بالتوتر ولا تدرى بماذا تجيبها، دلفت إليها وجدتها جالسه بمفردها بعدما رحل عمر
"تعالي يا ياسمين، انا زعلانه منك، بقى كدا... يبقى زين جاى يتقدملى ومتقوليش ليا... مكنش العشم لأ" 
قالت آخر حديثها بمزاح وهى تلطف الاجواء بينما بقيت ياسمين صامته ولا تدرى بماذا تجيبها
"اللى حصل بقى يا روان" 
"امال شكلك متغير ليه.. و.. وزين راح فين؟؟" 
"هو... يعني بصراحه.. بصي ياروان كل شيء نصيب، وانتوا ملكوش نصيب ف بعض" 
"اى الكلام دا يا ياسمين، كل دا عشان عمر حضني، مهو عرف انه اخويا عادي" 
"لا مش بسبب كدا...ربنا يرزقك بالاحسن منه" 
صمتت روان ولم تجب ثم ضحكت بشده مما آثار ريبه ياسمين
"تعرفي.. قبل ما التزم حياتي كلها كانت ماشيه تمام اينعم مكنتش حاسه بالراحه، لكن الدنيا كانت ماشيه كويس معايا.... من ساعه بقى ما بدأت التزم، وانا كل حاجه بخسرها وبيحصل معايا حاجات كتير وحشه ومفيش حاجه بتم...مجتش على زين يعني.. " 
انهت حديثها وهى تضحك مره آخرى حتى أمتلئت عيونها بالدموع، تركتها ياسمين تخرج ما بداخلها
"كنت فاكره لما التزم حياتي هتبقى احسن، انا اه بقيت احس بالراحه، لكن حياتي مبقتش حلوه زي زمان
هل دا جزاتي إني التزمت؟؟ من لما كنت بعيده عن ربنا كنت عايشه كويس ليييه كدا يا ياسمين... ليه بيحصل معايا كدا... انا حاسه إن ربنا مش بيحبني عشان كنت بعمل ذنوب كتير ومهما اتغير هفضل وحشه" 
لان الله اذا أحب عبد إبتلاه يا روان، الانبياء كانوا أشد الناس ابتلاءا، هتلاقى العبد المؤمن دايما فى ابتلاء ولكن هتلاقيه برضو راضى وصابر
ليه بتفكرى بالشكل دا، ليه متقوليش إن ربنا بيبتنلي عشان يخفف من ذنوبي اللي فاتت 
تعرفي إن الابتلاء دا بيفكر عن ذنوبنا، ولو سيئاتنا اللي عملناها خلصت، ربنا هيبدأ يرفعنا درجه من درجاته لحد من نوصل للفردوس الاعلى 
ولو الانسان مات قبل ما يكفر عن باقى ذنوبه ربنا بيشدد عليه سكرات الموت حتى يلاقاه كما ولدته أمه
دايما الانسان فى بدايه التزامه بيبقى فاكر إنه هيحصل على كل حاجه هو عايزها، ولما يحصل معاه ابتلاء يزعل ويتعصب ويبدأ ينتكس، مبيفهمش إن الابتلاء دا عشان يخفف ذنوبنا، وكمان اختبار لينا من ربنا عشان يختبر صبرنا وكمان عشان سبحانه وتعالى يشوف توبته والتزامه دا من قلبه وصادق فيه ولا لأ"
"واى اللي ممكن يصبرنا على الابتلاء؟ الحياه صعبه يا ياسمين وانا لسه ف بدايه التزامي وقربى من ربنا" 
"الواحد بيمَرّ بمواقف من صعوبتها لو كان اتقالّه قبلها إنه هيمُر بيها، أقل شيء كان هيصيبه هلع وفزع مالوش وصف.. ومع ذلك تجاوزها!
الإنسان مننا ما يعرفش قدراته، ما يعرفش سعة نفسه.
بمجرَّد دخول الإنسان في محنته، يظن أنها هلاكه، ولكن يصدق قول الله عز وجل: "لا يُكلِّف الله نفسًا إلا وسعها"، فيلاقي جواه ثبات وقوة وصبر ما يعرفش مصدرهم! ولكنهم لطف ويُسر مَن كتب عليه المحنة.
لا يُكلِّف الله نفسًا إلا ما آتاها
كنت أعتقد أنها لن تمرّ؛ ولكنها -بفضل الله- مرَّت
وَليَعلم المُبتَلي أنّهُ لمّ يُبتليٰ لهَوانهُ علي الله، بلّ لِمَعزّته.
‏"تُصاب بمرض لأنَّ الله اختار لك المغفرة، وتُصاب بابتلاء لأنَّ الله أراد لك الرحمة، وتُصاب بالحزن لأنَّ الله سيجعلك تشعر بلذّة الفرح، رحمة الله لا تجفّ، لا تجفّ أبدًا."
شوفتي بقى إلابتلاء اللي مش عاجبك دا حلو ازاي؟؟"
ظلت روان صامته وهى تستعشر حديث ياسمين 
هل الله يبتليها لانه يحبها؟ 
ظلت ياسمين تتسامر معها بعض الوقت ثم تركتها ورحلت
#________روان_الحاكم___________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
إستقيظت حور قبل الفجر بساعه، نهضت من فراشها 
ثم توضأت وشرعت فى الصلاه فهي دائما ما تستيقظ فى هذا الوقت تحديدا كي تصلى قيام الليل، فهو فرضها السادس، فى البدايه كانت تصليه قبل النوم خشيه أن يفوتها، اما الانسان فهي تستيقظ خصيصا له 
امسكت مصحفها وصلت القيام بصوره البقره كامله 
يالله..لقد ضربت عصفورين بحجر، صلت القيام وقرأت سوره البقره، فهي قد تعودت على هذا 
قد ترى الامر صعب وكثير ولكنه يامسكين من يدرك القيام مع البقره يستحيل أن يتركها، من العاقل الذى يترك كل تلك الحسنات
كانت حور تصلى ركعتان بركعتان، تقرأ ما تيسر من القران، ففي البدايه كانت تصلى بركعتين قيام فقط، ثم بدأت أن تكثر من الصلاه حتي اصبحت تصلى بالبقره كامله، لذا ستجدها دائما قويه، واثقه من ذاتها ومؤمنه بربها، 
فكان النبي يصلى حتى تنفطر قدماه وتورم
كانت تضع فاصل بين كل ركعتان تمسك السبحه وتسبح 1000 مره، ثم الفاصل الاخر تستغفر وبعده تصلى على والاخر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فهما كلمتان ثقيلاتان فى الميزان خفيفتان على اللسان
إنتهت من الصلاه ثم أخذت تدعو الله لكل من تعرفه ومن لا تعرفه وتدعي لجميع شباب وبنات المسلمين بالهدايه
يجلس ملك يجيبها على كل دعاء تدعيه لاحد(ولكِ بالمثل) 
أستيقظ زين هو الاخر يصلى قيام اللليل، يدعى ربه بأن يهديه ويبعد عنه كل سوء، يدعيه بأن يختار له ما فيه الصالح
انتهى من صلاته ثم ذهب الى المسجد كي يصلى بالناس إماما، كانت روان مستيقظه تقف فى شرفه المنزل تتأمل النجوم ولم تنتبه له
بدأ زين فى الصلاه وهو يكبر 
تتسارعت دقات قلبها وهى تسمعه يصلى، تشعر بشعور غريب عليها 
كان زين صوته عذب وكأن حنجرته من ذهب، صوته يبث الامان فى قلبك ويجعلك تشعر بالراحه
("وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) 
عند هذه الآيه أجهشت روان فى البكاء، كم لامست قلبها وهى تستشعر معاني آيات الله، 
"الله أكبر"  
تساقطت دموعها أكثر، فالله اكبر فوق كل شيء
"سمع الله لمن حمد" 
الله يسمع من يحمده، الله يرانا ويسمعنا 
هدئت وتبدل حالها، انتهي زين من صلاته  
دخلت توضأت ثم صلت واخذت تدعوا الله كثيرا 
حتى إنتهت وقرأت الاذكار مثلما أخبرتها ياسمين
اما عن زين لم يستطيع هو إعطاء درس اليوم وطلب من صديقه يعطيه هو، يريد أن يستمع هذه المره لا أن يقول فهو بحاجه الى حديث يجدد طاقته من جديد حتى ولو كان يعلمه(فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين) 
جلس صدقه ثم بدأ فى الحديث
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته🤍
حابب اتكلم معاكم عن موضوع مهم ألا وهو الصدقه والتطوع
كلنا عارفين أن الزكاة ركن من أركان الاسلام بس معظمنا لسه بندرس لسه مش معانا فلوسنا الخاصه ف بالتالي اللي بنقدر نعمله اننا نطلع صدقه...بس اللي لازم نعرفه ان الصدقه مش فلوس بس لا في صور كتير اوي للصدقه....
وأفضل الصور هو التطوع والتطوع له انواع كتير نقدر اننا نتبرع بفلوس او بلبس لجمعيات خيرية او نقدر نعمل هدايا ونوزعها ف العيد او في الجامعه او حتى ف الشارع....
واحنا كمسلمين عارفين ان الصدقه شيئ مهم جدا في ديننا وفي ايات قرأنيه وأحاديث كتير اتكلمت عن الصدقه والتطوع قال الله تعالى: (أَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أن يَأْتِى أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)🤍
 انتهي الاخر من حديثه،وقف زين كي يرحل ولكن وجد من يقف خلفه مباشرا وهو يجاهد لكي يراه زين ولم يكن سوى عمر 
تعجب زين وجوده فى صلاه الفجر، هذه اول مره يراه هنا وفى الفجر ايضا، إقترب منه الاخير وهو يجيبه
"زين... محتاج اتكلم معاك فى امر ضرورى"
♡لا إلا إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين♡
إنتهت حور من إرتداء ملابسها الفضفاضه والتى لا تظهر منها شيء تاركه غيرها يتسارعن على الموضه واللبس الضيق
تَرتَدِي بِنطَـال ضَيـق وثِيَاب مُخَصـرة مُلونَّـة ومُتبَـرِجَة تَبـرُج فاحِـش ثُمَ تَقـول .. 
لا أُريـد أحَد يُعاكِسنِـي!!
عجبًا؛ تَفعـل هذا ولا تُـرِيد أحد يُعاكِسهـا .! 
ليسَ تَبريرًا للرِجَـال لكِـن نَلـوم ايضًا مَن فَتحـت باب الفِتنَّة وعَصـت أمر رَبِهَا عَزّ وجَلّ. 
إلتَزمِـي بـ الحِجَاب الشَرعِـي الواسِـع الفِضْفَاض ولن يَتعـرض لكِ رَجُـل. 
إبتَعدِي عـن مواطِـن تواجـد جُمـوع الرِجَال مع الإلتـزام بالحِجاب الشَرعِي ولن يَتجرأ عليكِ رَجُـل.
إن لَم تَستُـري جَسَـدِك فِي حَياتِـك فَسيستُـركِ الكَفـن رغمًا عنكِ فِي مَمّاتِـك، ولن يَنفـع حينَها النَــدم!
حـرامٌ أن تُظهِـري ولو ظُفـرًا واحِدًا مِن أظافِـرك لـ رِجال لَيسـوا من مَحارِمـك.
تُرِيـدي أن لا تُلاحِقـكِ عُيـون الرِجَال؛ إرتَدِي الحِجَاب الشَرعِـي الواسِـع الفِضفَاض، إرتَدي ما يَستُـر جسدِك لا ما يُفَصِلـهُ ويُخَصِـره. 
ءَأتُظهـري مفاتِنـك وجمَالِك ودَلعِك ثُمَ تُطالِبي الرِجَال بِغـض أبصَارهـم عنكِ ..! 
كُلمّا زادت حِشمَة النِّساء وعَفافهـنَّ، كُلمّا زادَ خَجلُ العَيـن من النَظـر إليهَا.
نَسألُ اللّٰـه السَـلامّة والعَافيَة.
نزلت حور أسفل حتى تصنمت مكانها بصدمه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
يظلّ الرّجل مهيباً حتى يمازح من لا يخصه من النساء ويتلطف لهنّ بغير داع، فتسقط هيبته..
_______________________
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 
وقفت حور مكانها وهى تنظر امامها بصدمه، فكان ليث ينتظرها وهو يقف أمام سيارته وُيمسك بيده باقه زهور 
إقترب منها وهو يقدم لها الورود
"الورد دا عشانك"  اردف ليث وهو ينظر لها بحب ثم امسك يدها وتقدم ناحيه سيارته مره اخرى
"يلا عشان اوصلك" لم تجب حور وصارت معه 
ركبت جواره وهى ممسكه بالورود تتأملها
"تعرف إن دي اول مره حد يجبلي فيها ورد!! اول مره حد يفاجئني بهديه" كانت حور سعيده بشده فهذه اول مره تُهدى بها واول مره يهتم أحد لأمرها
نظر ليث لها بحزن، سوف يبذل قصارى جهده لاسعادها
أخرج من جيبه عُلبه ثم فتحها واخرج منها خاتم
امسك يدها ثم نزع منها قفاز اليد الذى ترتديه "الجوانتي" 
البسها الخاتم تحت تعجبها
نظرت حور للخاتم الذى زين أصبعها بإبنهار، فكان خاتم رقيق يُشبهها 
"ولو إن كانت عايز البسهولك فوق الجوانتي دا...هعرفوا منين إنك متجوزه كدا....عارفه يا حور لو حد إتقدملك هعمل فيه اى، عايز اللي يرمى السلام عليكِ تردى تقوليله انا متجوزه" 
ضحكت حور برقه اوقعت قلب هذا المسكين جوارها
يسمع ضحكاتها لمره ثانيه وهى حلاله 
"لا متقلقش انا الناس بتقولي ياحجه ويامدام محدش بيفكرني آنسه إطلاقا" 
"ودي من اكتر مزايا النقاب إن محدش هيشوفك غيرى ولا حد هيسمع ضحكتك غيرى لانك ببساطه ليا انا وبس" 
خجلت حور من حديثه وأخفضت بصرها
"شكرا ليك يا ليث"  
"قولتى اى... قولى ليث تاني كدا"
"لأ هي بتطلع مره واحده بس.... ويلا بقى عشان منأخرش عشان متنفعش وقفتنا بالعربيه هنا" 
"يلا انا كدا كدا استاذنت من عمى محمد، وكمان وزعت حلويات هنا عشان اعرف الكل إنك بقيتي زوجتي عشان لو حد شافنا من بعض ميتكلمنش...اخيرا هوصلك ونمشي لوحدنا عا...." 
للم يكمل كلامه حتى وجد من يفتح باب السياره ويغلقه مره اخرى ولم تكن سوى رغد
"خلص ياعم ليث خلينا نوصل عشان متأخره على المحاضره"  تفوهت رغد بجديه وهو تتثاءب مما جعل ليث ينظر لها بإنزعاج
"لأ انتِ فهمتي غلط... انا قولت لعمي محمد حور بس، مجبتش سيرتك خالص" 
"معندناش بنات تركب مع رجاله غير بعد ما يعملوا فرح يا اخينا، ويلا بقى عشان مستجعله" 
نظر لها ليث بضيق وقام بتشغيل السياره ثم إقترب من حور"انا كنت حاسس إنه هيطلعي خازوق فى النص، مش معقول هنفرح من غير ما يحصل حاجه"
تعالت صوت ضحكات حور وهى تردف
"الحصول عليا ليس بالهين ياعم ليث" 
(اغلبكم هيستغرب تعامل حور وازاي قدرت تاخد عليه بسرعه كدا، حور جريئه مش من الشخصيات اللي بتتكسف بسرعه، لكنها عارفه حدودها ومحافظه على نفسها وبتتعامل مع الكل بحدود عشان هو دا الصح مش عشان بتتكسف، وعشان كل لما ليث اصبح زوجها بقت بتتعامل عادي بطبيعتها ومبقتش بتتكلم بحدود) 
♕سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم♕
وقف عمر ينتظر روان بالخارج لكي يقوم بإصالها للجامعه وهو يتذكر حديث زين معه فجرا
"زين.. عايزك فى موضوع ضرورى... لكن بعتذر ليك الاول عن اللي حصل امبارح انا بس كنت بهزر معاك وروان تبقى اختى فى الرضاعه" 
"حصل خير يا عمر، وانا مش زعلان" 
نظر له عمر بتعجب لمسامحته بهذه السرعه،فقد توقع أن يثور عليه
"بس عايز اسال ع حاجه، ازاي روان اختك ف الرضاعه وانت أكبر منها بخمس سنين؟" 
"عشان انا كان ليا اخ فى سن روان وكانوا راضعين على بعض وروان راضعه من والدتي لأن خالتي كانت تعبانه وبتسيها مع محمد اخويا اللي توفى وهو صغير
"ربنا يرحمه، وطالما روان أختك يبقى انت احق أنك تبقى توصلها وتجيبها كل يوم وتخلى بالك منها" 
"وانت رحت فين ياعم، وبعدين مانت هتبقى زوجها" 
"انا مش هتجوز روان، انا وهى مننفعش لبعض" 
"انت بتقول الكلام دا؟؟ انا عارف انك بتحبها من لما كنتوت صغيرين هتتخلى عنها بسهوله كدا... اى السبب" 
"كل شيء نصيب وانا هي مش لبعض" 
"بس روان بتح..." 
"عمر...ممكن تقفل الموضوع على كدا؟ وياريت تخلى بالك منها" 
"ماشي يا زين...ومن النهارده انت ملكش دعوه بيها وانا هقدر اخلى بالى من أختي كويس" 
القى عليه عمر كلماته بغضب ثم رحل 
فاق عمر من ذكرياته على صوت روان وهى تناديه
امسك يديها ثم صار معها ليوصلها إلى جامعتها
"روان..زين يع.." 
"ياسمين قالتلى يا عمر، مش محتاح تعرفني" 
"انا آسف يا روان حقك عليا" 
"لا يا عمر انت ملكش ذنب، ومتجبليش سيرتي الموضوع تاني" 
نظر لها عمر بحزن 
"متزعليش، هو اصلا ميستاهكيش... هو حتى ميعرفش هو عايز اى" 
"خلاص ياعمر الموضوع انتهى، ربنا يصلح حاله" 
صمت عمر وهو يشعر بالضيق من زين وبشده
يراه متشدد فى كل شىء ولا يستحق أخته ايضا 
ركبا سويا السياره، هم عمر بتشغيل الاغاني ولكن رفضت روان
"انتِ بقيتي متشدده زيهم ولا اى يا روان" 
"دا مش تشدد ياعمر...الاغاني حرام، احنا اه ممكن نموت ف اى مكان، لكن الطريق بالذات انا بقيت اخاف منه اوي، ممكن ف لحظه العربيه تتقلب بينا.. هنموت على معصيه زى دي؟" 
ختمت روان حديثها وهى تقوم بتشغيل بودكست على هاتفها، لم يعترض عمر وتركها على راحتها
كان بودكست عن التشجيع والهمه وبدأت تنصت له
نعلم أن من صلى أربع قبل الظهر وبعد الظهر حرمه الله على النار.
 ولم نصلها ..للأسف!
نعلم أن من زار مريضًا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له.
ولم نعملها ..للأسف!
نعلم أن من صلى صلاة الضحى فاز بأجر 360 صدقه، رغم أن اقلها ركعتين يعني تأخذ من وقتنا خمس دقائق فقط.
ولم نصلها ..للأسف!
 نعلم أن من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بينه وبين جهنم مسيره "مائه عام".
 ولم نصم يوما واحدًا في سبيل الله.. للأسف!
نعلم أن من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله بعد ذلك ولم يغادر مصلاه حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين فاز بأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة
ولم نعملها.. للأسف!
نعلم أن من قرأ حرفًا واحدًا من القرآن فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.. وكم أيامًا هجرنا القرآن.
ولم نقرأ حرفًا واحدًا.. للأسف!
نعلم أن من يقرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت.
 ولم نقرأها.. للأسف!
 نعلم أنه من قال قبل أن ينصرف ويثني رجليه من صلاه المغرب والصبح "لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" كتب الله له بكل واحدة عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، وكانت حرزًا من منكر، وحفظًا من الشيطان الرجيم، ولم يحل لذنب أن يدركه إلا الشرك، وكان من أفضل الناس عملًا إلا رجلًا يفضله"يقول افضل مما قال".
 ولم نقلها.. للأسف!
 نعلم.. ونعلم.. ونعلم..  ولكن!
قلوبنا في غفلة، وأوقاتنا تضيع بين أمور تكاد تكون تافهة أحيانًا.
ربنا لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.🧡
انتهى التسجيل وكانوا قد وصلا أخيرا، نزلت روان بعدما ودعها عمر وقد اخبرها بأنه سوف يأتي لها عندما تنتهي من محاضراتها 
♕اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ال إبراهيم إنك حميدا مچيدا♕
أوقف ليث سيارته امام بوابه الجامعه، نزلت رغد 
ثم وجه ليث بصره لحور وهو يردف
"يلا انتِ كمان يا حور روحي جامعتك" 
"اى دا.. المفروض النهارده اروح الشغل" 
"لا بعد كدا مفيش غياب هتحضرى محاضراتك وبعد ما تخلصي هبعتلك حد ييجي ياخدك للشركه وانا هبقى اوصلك" 
نزلت حور بعدما أودعته وهى من داخلها تشعر بسعاده لم تشعر بها منذ زمن.. يا إللهي ما هذه الراحه
تعشر وكأن الحياه أخيرا تبتسم لها
هي لم تكن تريد ليث، لكنه شخص حنون وغير الذى كانت تراه وايضا سوف تحاول معه كي يلتزم ويصبح شخص أفضل 
سارت مع رغد وهى تبتسم أسفل نقابها ببلاهه وتضحك بداخلها إن رأها أحد بدون النقاب لظنها مجنونه
اليوم لطيف بالنسبه لها، لم تتخيل بأن ليث سوف يفعل هذا لاجلها ظلت تحمد ربها كثير
ولكن هل سيدوم الحال؟؟ 
دلفت روان إلى محاضراتها تنتظر الدكتور 
إنتهت من المحاضره الاولى ثم دلف بعدها زين لكي يعطي محاضرته
دق قلبها بشده، ظل تنظر له وضربات قلبها تذداد حتى اخفضت بصرها، اما هو وكانه لم يراها.. لم ينظر تجاها قد
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اهلا يا شباب ازيكم، يؤسفني إني اقولكم إن دي آخر محاضره هديها ليكم وفيه دكتور غيرى هيكمل ليكم" 
نظرت له روان بصدمه، هل فعل هذا لاجلها؟ لكى لا يراها!! 
هل اصبح يكرها لهذه الدرجه..!! هي لا تدرى ماذا فعلت لكى ينفر منها زين بهذه الدرجه، كانت تظن انه سيسعد لاجل إلتزامها ولكن حدث العكس!! 
حزن الجميع بسبب ذلك الخبر، شرح لهم زين المحاضره والتى لم تفهم روان منها حرف واحدا وعقلها مشتت
إنتهى زين من محاضرته ثم خرج من المدرج، ذهبت له روان وهى تود أن تعلم سبب تغيره المفاجئ نحوها
"زيين... لحظه لو سمحت" وقف زين وتعابير وجه جامده
سيحاول الا يرق قلبه لها
" هو انت زعلان مني... انا عملت حاجه دايقتك؟؟ "
وكأن سؤالها كخنجر غُرز فى قلبه، بماذا يجيبها..لا لن يضعف ولن يتراجع عن قراره، لن يفعل شيء يغضبه عن ربه، يعلم أن ليس لها ذنب، ولكن هذا افضل وهو لم يعدها بشىء
"لأ ياروان انا مش زعلان منك، ركزي على حياتك ومستقبلك وربنا يوفقك..وعمر هيخلي باله منك وهو اللي هيوصلك عشان مينفعش اني انا اللي اوصلك.. عن اذنك" 
القى حديثه المؤلم فى وجهها ورحل، كانت روان لا تعي شيئا مما يحدث حولها
سقطت دموعها بحزن
عاد الشيطان يوسوس لها من جديد الله لا يحبها، هو يعاقبها بسبب ما كانت ترتكبه من معاصي، حتى زين اصبح لا يريد أن يراها حتى!! هو من كان متيم بها
فقدت ابيها هى صغيره مجرد طفله وأصبحت يتيمه، قد تخلى عنها أصدقائها بعدما القوها للهلاك رسبت فى امتحاناتها، وهاهي تخسر الشخص الذى اصبحت تتمناه
كانت تظن بأن زين ليس مهما بالنسبه لها، ولكن لمَ تشعر بكل هذا الالم داخل صدرها؟؟
سمعت آلاذان لم تتجه نحو المسجد ولم تصلى ولم تلتزم مجددا، ستعود لحياتها القديمه لعلى كل شيء يعود مثلما كان
اتجهت لتخرج من البوابه ولكنت توقفت وصوت داخل عقلها يتردد
"وَليَعلم المُبتَلي أنّهُ لمّ يُبتليٰ لهَوانهُ علي الله، بلّ لِمَعزّته" 
حاولت إيقاف ذلك الصوت ولكنها لم تستطيع وظل يتردد داخل اذنها 
عادت ادراجها للمسجد مره أخرى وهى تجبر ذاتها 
دلفت للمسجد والقت السلام وهى تنظر ارضا ولم ترفع عيناها للتفقد الفتيات اتوا ام لا
جلست تستمع الى درس اليوم والذى كانت تلقيه معلمه ما
كانت قد أعطت نص الدرس وهى اتت متأخره
جلست تنصت لها
"في سورة الكهف آية عظيمه بتقول: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}.
حقيقي بيبقا صعب على الإنسان بنظرته الدنيوية المحدوده إنه يفهم كل اللي بيحصل حواليه أو يفهم الحكمة المستخبيه وراء الإبتلاء." 
وهل يوجد حكمه وراء تلك الابتلاءات التي تتعرض لها
ترى ما الحكمه من رسوبها؟ وما الحكمه من نفور زين منها
وغدر اصدقائها!! 
تابعت المعلمه حديثها وهى تختتم بقصه لصحابي جليل سمعته في بودكاست صحبة " أشكو إلى الله مني".. وبالمناسبه دا جميل جدا اسمعيه بما إن كتير منكم بيسألني عن بودكست
إبراهيم محمد كان بيحكي عن كعب بن مالك عندما تخلف عن غزوة تبوك بيقول.. 
إنه كعب كان عنده شجرة واللي عنده شجرة وهو في المدينة فهي غنيمة لأنه الجو حااار جدًا فيها وعندما نودي للجهاد والخروج لغزوة تبوك الناس كلها طلعت إلا كعب كل شوية كان يأجل خروجه 
وعندما خرجوا رأى النبي أن كعب قد تخلف عن الغزوة وتساءل لما؟! لأنه كعب نحسبه من الصالحين وعندما رجع النبي سأل كعب لما تخلفت قال له والله بدون عذر معنديش عذر فقال له النبي إذهب فليحكم الله فيك، اللي هو ياربي بجد، فذهب كعب والناس قالت لكعب إنه كان ممكن يقول عنده عذر وغيره فسأل كعب هل أنا فقط من قال لهم هكذا قال لهم لا وإنما وإثنين معك يعني تلاتة وقال النبي إنه مفيش حد يكلم كعب خالص ولا يتعامل معاه كل يوم كعب كان ينزل في الأسواق والشوارع والناس والصحابة كأنهم لا يرونه يسأل محدش يرد عليه وهكذا وعندما كان يعود كان يبكي بشدة وفي يوم ذهب إلى قتادة وعشان عارف إنه لو خبط على بابه مش هيرد لأنه أمر من الله ورسوله فصعد الحائط ونزل في بيته وسأله يعني ربنا ورسول بيحبوني راح قتادة قاله الله ورسوله أعلم وقتها كعب حزن بشدة وقال له يا قتادة ألا تعلمني يعني أنتَ مش عارفني.. وبعدها خرج كعب ولما علم غسان وهو ملك من الملوك أمر كعب بعث له رسول وقرأ الرسالة فوجد ترحيبًا من من الملك غسان وإنه يروحله ويكون في جواره الكثير من الأفكار طرأت على عقل كعب كان الأمر بمثابة اختبار من ربنا لكن كعب قد نجح فيه وبعدها أمر النبي زوجة كعب ألا يقربها كعب خاالص  اشتد الحزن على كعب أمر صعيب على شخص قريب من النبي والله يحبه ويحبه الناس والصحابة إلى هذا الوضع فصعد إلى الجبل ويبكي بشدة ويرجو الله بقاله خمسين يوم على هذا الحال إلى أن نزلت آية... 
"ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم"
بذنب واحد، ضاقت عليهم الأرض وضاقت عليهم أنفسهم، بذنب واحد!!ليهم". الشاهد من الأمر إننا محتاجين نراجع نفسنا.
الصحابة فرحوا وهللوا لأنهم بيحبوا كعب جدًا فمنهم من أخذ خيله وذهب ليبشر كعب ومنهم من خرج وصاحب أبشر يا كعب أبشر فقد تاب الله عليك كعب يا لفرحته في هذا الوقت..
إنتهت المعلمه من الحديث بعدما حان وقت الصلاه 
وقفوا صفوفا لكى يصلوا الجماعه
وقفت روان تصلى معاهم وهى تشعر براحه، لو لم تأتي إلى هنا وإتبعت شيطانها وسولت لها نفسها بعد دخول المسجد كانت ستخسر الكثير
سجدت ومجرد أن لمس جبينها الارض بكت مره آخرى ولكن هذه المره تبكي بسبب سوء ظنها بالله
الله يبتليها لأنه يحبها ولكن هى من سمحت لشيطانها بأن يوسوس لها، الله يريد أن يطهرها من ذنوبها ولكنها لم تفهم هذا 
ظلت تستغفر ربها وهى تشعر بالخجل من كان يسترها دائما ويحميها، من يبتليها لانه يحبها 
ظلت تستغفر وصوت شهقاتها يعلو
إنتهت من الصلاه ورأت الفتيات قد اتوا للصلاه ولكنها لم تكن فى حاله تسمح لها بالحديث مع احد، لذا رحلت دون أن ينتبه أحد لها
كانت تشعر بالصداع الشديد فى راسها والدوار يعصف بها
منذ مده وهى تشعر أنها ليست على ما يرام،تجاهلت شعورها وهي تطمأن نفسها أن هذا بسبب حزنها ليس أكثر 
خرجت ثم وجدت عمر ينتظرها كما أخبرته 
حتى يقوم بإيصالها
#______روان_الحاكم___________
♕لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير♕
انهت رغد محاضرتها وكانت تسير فى الجامعه حتى وجدت آخر شخص تتوقعه امامها
"چون....انت بتعمل اى هنا!!  ودخلت ازاي أصلا؟" 
"جئت بطلب من ليث لأتفقد بعض الاوراق الخاصه بحور، ولكن بخصوص كيف دخلت... ف أنا استطيع الدخول لاى مكان اريده" 
"ليه ابن نجيب سويرس وانا معرفش؟" 
"لا اعلم من هذا السريس... ولكني سعيد لرؤيتك.... ظللت اتلفت النظر عنكِ كى اراكي وها انا وجدتك"  
تحدث چون بلطف كعادته، شعرت رغد بالتوتر من حديثه وهى تردف
"بس بقى عشان بؤحرج"  نظر لها الاخير بتشنج
"ماذا؟؟"  ضحكت رغد على تعابير وجهه ثم همت للرحيل ولكنه اوقفها مره اخرى
"لحظه رغد... إنتظرى، جلبت لكِ الحلوى التى تفضليها" 
نظرت له رغد بسعاده وهى تلتقط منه عُلبه الحلويات بفرحه ثم رحلت مسرعه دون حتى ان تشكره 
ضحك چون عليها بشده فهو من الاساس قد اتى لها خصيصا 
عادت ياسمين هى الاخرى منزلها بعدما اوصلها زين ورحل 
جات لتصعد الدرج ولكن وجدت عمر يعترض طريقها؟؟ 
دلفت حور إلى الشركه ثم طرقت الباب واذن لها ليث بالدخول، القت عليه التحيه وجلست
"ارفعي نقابك يا حور...مفيش حد بيدخل هنا غير بإذني" 
"هرفعه ازاي وانت موجود مينفعش" تحدثت حور بجديه 
"انا جوزك يا ماما ولا نسيتي.... وانا بحثت فى المسأله وعرفت إنه عادي اشوف وشك طالما كتبنا كتابنا" 
سعدت حور بشده، فكانت قد نسيت امر عقدها لانها لم ترفع امامه النقاب منذ عقدهما
"فتح الله عليك يا شيخ ليث...ابقى فكرني بقى كل شويه إننا كاتبين كتابنا عشان انا بنسى" 
قامت حور برفع نقابها، ترك ليث عمله وظل ينظر إليها 
"كمل شغلك ولا هتفضل طول اليوم باصصلى!" 
ضحك عليها ليث وهو مازال يتنظر لملامحها، لا يدرى هل هى بهذا الجمال ام هي جميله هكذا
إن كان قد أخبره أحد من قبل بأنه سوف يتزوج من منتقبه وتخفي عيناها ايضا ماكان ليصدق
كان يريد فتاه معينه وتثق بنفسها وتظهر امام الجميع 
لا فتاه تخفي نفسها هكذا
بل لا يدرى لو لم تكن حور هكذا كيف كان سيتحمل فكره أن يرآها أحد غيره، سوف ينظر إليها دون ان يمنعه أحد فهي اصبحت حلاله
من حافظت على نفسها ومشاعرها فى وقت الفتيات اصبحن بلا شرف
عاد ليث لعمله وحور ايضا حتى سمعوا الاذان
"يلا يا حور عشان نصلى... انا اديت للكل بريك وقت الصلاه" 
نظرت له الاخيره بصدمه.... ماذا قال؟ هل استجاب الله بدعوتها الدائمه... فاليوم يوم عيد بالنسبه لها
هل هذا ثمره صبرها كل تلك السنين 
كيف ليوم واحد أن يجعلها تشعر بتلك السعاده
تقسم بأن اليوم اسعد يوم لها
خرجت للصلاه هي الاخره 
انتهت من صلاتها ثم همت للعوده ولكن اوقتها إحدى الفتيات
"انتِ جميله اوي، ينفع احضنك!" 
ادمعت عين حور بفرحه وإقتربت منها تحتضنها بشده حتى وجدت اصدقاء الفتاه يطلبون من حور حضن ايضا
أحضتنهم حور وهى تشكرهم تحدثت معهم بعض الوقت ثم عادت لعملها
دلفت المكتب ولكنها وجدت ليث ينظر امامه وعيونه  مشتعله ووجوه احمر بشده وهو يمسك اوارق بيده
خافت حور من مظهره وهى تتراجع للخلف، ولاول مره منذ أن عرفت ليث تراه بهذا الشكل
ماذا رأى يا ترى؟؟ 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
سترفض يوم القيامة إعطاء والدتك حسنة، بينما سُتعطي حسناتك رغمًا عن أنفك لشخص تكرهه كنت قد أغتبته في الدنيا، فأمسك عليك لسانك
_________________
اللهم صل على محمد
وقت حور تنظر له بخوف من ملامح وجه، ولأول مره تراه بتلك الهيئه
"ليث....أنت كويس!؟؟"  نطقتها حور بتوتر وهى تقترب منه، لم يُجيبها وظل على تلك الحاله، 
أمسكت يديه ولكنه نفضها وهو يبتعد عنها
"سبيني لوحدي يا حور شويه" 
"بس انت..." 
"قولت سبيني لوحدي...مش عايز اشوف حد قدامي" صرخ بها ليث مما جعل الاخيره تنتفض بزعر من نبرته، غضبه بها ذكرها بأول يوم عمل لها حين أهانها أمام الجميع، 
غضبت منه بسبب صراخه، إبتعدت عنه وهمت لتغادر ولكنها توقفت وهى ترى تكون الدموع فى عينيه... لا لن تتركه بتلك الحاله وستتحمل غضبه
"ليث انت بتعيط!!"  اردفت حور بعدما رأت دمعه تسقط من عينه وهو يحاول إخفائها، إقتربت منه حور مجددا ثم وعلى حين غلفه أحتضنته، أخذت تربط على كتفه وهى تقرأ له بعض آيات الله لعلها تريحه
شدد ليث من إحضتانها ولأول مره يبكى أمام أحد ولكن فاق الامر تحمله، إبتعدت عنه حور وهى تتفصح وجه
"بقيت أحسن!!؟" تسآلت حور فى قلق أخذت هو نفس عميق وهو يُجيبها
"أيوه... انا كويس، محتاج اقعد لوحدي شويه" 
"مش هينفع، نسيت أقولك إنك عازمني النهارده على آيس كريم" 
 أردفت حور كلماتها ولم تُعطي له فرصه للرد وهى تسحبه من يده خارج الشركه تحت ذهول ليث
خرجا من الشركه وحور ممسكه بيده وكأنه طفل صغير
"بص ياسيدي...، هنروح الاول هناكل وهأكلك أكلتي المفضله ومش عايزه اى إعتراض وصدقني مش هتندم...ولو ندمت.. مش مشكله" 
ضحك ليث عليها وهو مازال مندهش، فقد رأى جانب آخر من شحصيه حور عكس تلك التى كان يعرفها، قرر أن يقضى معها اليوم ويفعل مثلما قالت
"مش مرتحلك.. بس خلينا نخرب..شكرا ياحور، تعرفي إن دي اول مره حد يهتم لامرى!! اتعودت لما أكون زعلان بقعد لوحدي، اول مره حد يفضل معايا ويصمم انه ميسبنيش" 
"تصدق إننا طلع فينا حاجات من بعض، وهى إن كل واحد فينا محدش كان معبره، احنا مخلوقين لبعض ياض ياليث" 
ضحك ليث مره اخرى بشده وهو منصدم من التغيير المفاجئ لحور، يشعر وكأنها فتاه آخرى لا يعرفها
"انتِ مين... فين حور.... أنطقي وديتي مراتي فين" 
ضحكت حور بخفه أسفل نقابها، ولكن ضحكتها بدون صوت لأنها بالشارع
"مراتك عندها إنفصام مش هتحتاج تتجوز اربعه وتعدد يعني، وحاليا الشخصيه الروشه اللي بتكلمك" 
"لأ دا انا ربنا يكون فى عوني" 
كان ليث يسير جوارها وهو متوقع أن حور ستأخذه الى مطعم، وبعد مده من المشي توقفا أمام مكان معين وحور تردف بحماس
"ها اى رأيك"  نظر ليث لما تنظر حتى توسعت عيناه بصدمه...!! 
♕سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله ♕
كانت روان جالسه بحجرتها، مازالت تشعر بالحزن لما يحدث معها من احداث لا تفهم بعد سببها 
ظلت تُفكر بزين وعقلها يكاد يشت، ما السبب وراء كرهه لها بهذا الشكل؟ هل لأنها كانت سيئه! تعلم أنها لم تكن تستحقه ولكن تُقسم بأنها تغيرت 
كانت تظن بأنه سوف يكون اول المشجعين لها ولكنها وجدت العكس، تنهدت بحزن وهى تمسح دموعها
تشعر بالاختناق من كل شيء، 
شعرت بالصداع يعود لها من جديده بشده، أمسكت رأسها بألم وتناولت حبه مسكن، 
وفجأه تردد على عقلها قراءه روايه كي تشغلها عن التفكير، ولكنها ستختارها هذه المره بعنايه، ستكون روايه كوميديه لا أكثر، ولن تقرأ هذه النوعيه من الروايات السيئه
قامت بتحميلها وهي متشوقه، فمنذ مده لم تقرأ 
وها قد عادت ريما إلى عادتها القديمه، بدت بقراءه الروايه وهى مندمجه بشده، كانت احداث الروايه مضحكه وشيقه أيضا مما جعلها تضحك بشده وقد نسيت كل ما كان يحزنها وهذا ما تريده، 
بقيت ساعات وهى جالسه هكذا،
سمعت آلاذن ولكنها لم تنتبه او تعمدت عدم الانتباه
حسنا ستقرأ تلك الجزئيه فقط وتقوم...إنتهت ثم فصل يجلب الآخر وهى متناسيه صلاتها وبعد مرور الكثير من الوقت تركت الهاتف على جزئيه شيقه جدا بالنسبه لها
ولكنها جاهدت لكى تقوم تصلى فرضها ثم تعود لها مجددا
كانت قد تأخرت عن الصلاه ساعتان حتى إقترب آذان المغرب، توضأت ثم صلت ولكن لم يكن عقلها فى الصلاه بل تُفكر فى أحداث الروايه التي كانت تقرأها 
ترى ماذا سيحدث للبطل بعد معرفه السر الذى خبأته عنه البطله؟ 
إنشغل قلبها بغير الله كانت تقرأ الفاتحه بإعتياد دون إستشعار كلماتها، تصلى دون قلب!!  
توقفت فجأه فى الصلاه وهى لا تعلم كم ركعه صلت بسبب عدم تركيزها، حاولت التذكر ولكن لم يسعفها عقلها الى اى عدد ركعات صلت، لا تدرى ماذا تفعل!! 
لم تجد أمامها سوى أنها تقطع الصلاه ثم تصلى من جديد
، شرعت فى الصلاه مره أخرى من جديد وهي تحاول جاهده بعدم الإنشغال بأى شيء، اصبحت أكثر إنتباها وتركيزا ولكن هذا لا يمنع من السرحان بعض اللحظات
إنتهت أخيرا من صلاتها وهى تشعر براحه،ها قد إنتهت من صلاتها التى كانت تشعر بأنها حِمل عليها...بعدما كانت تهرول هى للصلاه لأنها بحاجه إليها
عاودت القراءه مره آخرى وهى مندمجه مع الاحداث.. حتى اتى مشهد سيء غير لائق فى الروايه
تذكرت وعدها لذاتها بأنها لن تقرأها.. تخطت تلك الجزئيه دون أن تقرأها وهى تشعر بإنتصار عظيم لكونها جاهدت نفسها وبقيت تشعر بالفرحه الشديده
أكملت قراءه بعدما تخطتها إندمجت فى الاحداث مره آخرى حتى وُضعت فى إختبار آخر ومشهد اكثر سوءا 
توقفت عن القراءه ولم تكمل ولكن يوسوس لها عقلها وتسول لها نفسها بالتكمله ولم يحدث شىء وضميرها وخوفها من الله يأبى... ترى ماذا ستفعل!! 
#________روان_الحاكم___________
كان ياسمين ستصعد الدرج ولكن أوقفها عمر وهو يعترض طريقها
"لحظه يا ياسمين لو سمحتي" 
إبتعدت ياسمين عنه بضع خطوات وهى تردف بضيق
"خير... يابشمهندش، حضرتك عايز اى مينفعش توقفني كدا" 
"آسف... لكن محتاج أتكلم معاكِ فى موضوع مهم، 
ممكن أفهم اى اللي زين اخوكي بيعمله دا... أختي مش لعبه فى أيديه عشان يتقدملها وقت ما يحب ويرفضها وقت ما يحب"
"أولا دي حياته هو وانا مليش إني أدخل... ثانيا والاهم زين موعدش روان بحاجه هو كان لسه هيتقدم ولكن محصلش نصيب وهو ملعبش بأختك ولا مشي معاها... ولا حاول حتى يكملها زي ناس تانيه 
وروان قبل ما تكون أختك فهى بنت عمنا وأكيد عمرنا ما نضرها" 
"بتلفي ودروى وبرضو معرفتش اى اللي خلاه يغير رأيه!! 
وهو عارف إن روان بقت عايزاه، زي ما انا متأكد أن هو كمان عايزها" 
"هو ليه اسبابه الخاصه انا مليش دعوه بيها ومفيش فى ايدي إني اعمل حاجه... عن أذنك بقى عشان مينفعش وقفتنا دي" 
تركته ياسمين وغادرت، وقف عمر يشعر بالغضب ولا مازال لا يفهم سبب تغير زين!! 
♡لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ♡
كان زين لايزال فى الجامعه بعد لم ينتهى من محاضرات
#_________روان_الحاكم___________
أمسكت ياسمين هاتفها وهى تتصفح رسائلها
حتى وجدت رسائل على تطبيق"الصراحه " والتى غالب ما يستخدمه الفتيات فى إرسال مشاكلهم واى شيء يريدونه معرفته وتقوم هي بالرن عليهن
"هو لازم البس خمار؟ يعني انا لبسب واسع وبلبس فساتين بس مش لابسه خمار... وكمان حاجه عادي لو بحط ميك اب خفيف خالص مش بيبان؟" 
أخذت ياسمين نفسا عميقا وهى تسأل الله أن يلهما التوفيق فى الرد وتكون سببا لتغير البعض
"بصي هقولك علي علي اللبس 
لبسك ماشاء الله جميل ولكن فيه الاجمل 
ربنا آمرنا بالخمار وهو فرض لا خلاف عليه 
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ
فساتينك واسعه ودي حاجه كويسه بس عايزين ناخد خطوه لقدام بقي مش هنفضل عند نفس النقطه الحلوه عايزين الاحلي عشان ربنا يرضي عنا 
بخصوص الزينه ف لا يجوز حطي ف البيت اللي انتِ عايزاه والبسي اللي انتِ عايزاه ولكن بره تعملي زي ما ربنا امرك
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنََّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا 
او حل تاني اعملي زيي 
اللبسي النقاب وحطي ميك زي ما انتِ عايزه 😂💜
هداكِ الله وايانا" 
إنتهت من الرساله الاولى حتى وجدت ساله آخرى
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... ازيك يا ياسمين، عساكِ بخير... انا عايزه اقرب من ربنا والتزم...ممكن تقوليلي اعمل اى؟"
"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته 
القُرب من ربنا جميل جدا
 اولهم انه يكون قلبك مليان بالايمان هتقولي ازاي هقولك بالعبادات هنتكلم علي اول حاجه الصلاه 
الصلاه هي اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامه مينفعش يكون فيه مسلم مش بيصلى لو موتي دلوقتي هتقابلي ربنا ازاي طب هتقوليله اي اللي اطعمكِ واسقاكِ والبسكِ واداكي صحه واهل ونعم كتير لا تحصي مقابلها عملتي اي؟ 
افتكري دايما انك وانتِ رايحه تصلي رايحه تقابلي ربنا شوفتي اي بقي عشان متحبيش تقابلي ربنا؟ 
نزلي برنامج الاذان ع الفون ومجرد ما آلاذان ياذن سيبي اي حاجه ف ايدك وقومي صلي وشوفي صاحبه ليكي تكون ملتزمه بالصلاه واطلبي منها تتابع معاكي وتشجعك لحد ما تلتزمي ولو نسيتي فرض صليه اول ما تفتكري لحد ما هتلاقي نفسك اتعوديتي
تاني خطوه
لبسك مينفعش تكوني بنت مسلمه حفيده عائشه وعايزه الجنه تكون بتلبس بناطيل ولبس ضيق الخمار فرض لا خلاف عليه اكتر حاجه ممكن تجبلك ذنوب هو لبسك خلي لبسك واسع فصفاض يليق بوحده غياتها الجنه كل واحد هيبصلك بصه هتاخدي ذنبه هو اه هيتحاسب ع عدم غض بصره بس انتي كمان هتتحاسبي ع لبسك وفتنتك ليه هتقولي ما لو لبست واسع هيبص برضو هقولك فعلا بس ساعتها مش هيكون عليكي ذنوب عشان انتِ عملتي اللي ربنا امرك بيه 
الخطوه التالته لازم يكون عندك حسن خلق واسلوبك كويس مع اللي حواليكي ربنا هيحبك وهيحبب فيكي خلقه 
وحده وحده هتلاقي نفسك قربتي من ربنا وكل ما تثبتي ع خطوه تاخدي خطوه جديده 
محدش اتولد لقي نفسه ملتزم بس هي كلها خطوات 
شويه وابداي اعرفي فضل قيام الليل والتزمي بيه وبعد فضل صيام اتنين وخميس
وربنا بيقول لايزال العبد يتقرب لي بالنوافل حتي احبه
وادعي ربنا دايما يهديكي ويثبتك والاهم من دا كله بقي الصحه الصالحه دوري ع ناس صالحه وصاحبيهم ادخلي في جروبات دينيه 
وهنصحك بروايه تقرأيها هتغير منك كتير
ملتزمه تزوجت من رجل اعمال جميله جدا
هداكِ الله وايانا"
"ازاي احب اللبس الفضفاض؟" 
"إن ربنا ينعم عليكِ باللبس الفضفاض دى نعمة.
أتك تكوني ماشيه وساتره نفسك ومش خايفه إنك تكوني سبب لفتنه حد لأنه ببساطه محدش شايف منك حاجه، 
إنك تشوفى فى لبسك الفضفاض شياكة وجمال مبتشوفيهاش فى البناطيل واللبس الضيق ، دى نعمة أخرى وفضل عظيم ، بعد فضل توفيقك للطاعة نفسها.
"ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه فى قلوبكم"
وما الفضفاض إلا قرار نَبع مِن القلب قبل أن يتزين بهِ الجسد ، فَـ أضيئي قلبكِ بِـ حُب الستر."
♡لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير♡
جلس زين فى المسجد وهو يتنهد بضيق، يشعر بالتوهان 
ولا يعلم اذا كان ما يفعله صواب أم خطأ، لكن ما يعلمه الان أنه تائه
وجد من يجلس جواره وهو يضع يده على كتفه 
"هون على نفسك يا بنى...اخرتها متر فى متر" 
رفع زين بصره يُطالعه بإستغراب وهو يُشبه على ملامحه.. يشعر وكأنه شخص ليس بغريب عنه...كان رجل كبير السن ولحيته بيضاء وقد تساقط معظم شعره بفعل الشيب
دقق زين النظر به حتى توسعت عيناه بصدمه"
"شيييخ توفييق"  نطقها زين بفرحه وهو يحتضنه بشده مما جعل العجور يضحك بخفه عليه... 
"لسه شقى زى ما انت... براحه هتكسر عضمي" 
"انت مش متخيل وحشتني اد اى، اى الغيبه دي كلها" 
تحدث زين وهو مازال ممسك به وكأنه يخشى مغادرته
"اديني رجعت ليك ياسيدي... بس شكلك مش عاجبني، فين زين البشوش المتفائل اللي اعرفه؟" 
"وهى الدنيا بتخلى حد على حاله ياشيخنا" تفوه زين بضحك مما جعل الاخير ينظر له بتعجب
"احكيلي.... انا سماعك اهو، ولا عشان انا عجزت معتش هتحكيلي زي زمان" 
"انا متعودتش احكي لحد غير ليك... وحقيقي كنت مفتقدك جدا، حاسس ربنا بعتك ليا مخصوص فى الوقت دا... حاسس إني تايه وضايع ومش عارف الصح من الغلط
اول مره أكون بالحاله دي، 
خايف اللي بعمله دا أندم عليه بعدين، وخايف لو مكنتش عملت كدا أندم، عارف شعور لما الناس تكون بتاخدك قدوه وربنا مديك القدره أنك تحل مشاكلهم ببساطه ومنوره بصيرتك إنك ترشدهم للصواب
لكن لما الامر يتعلق بيك... تحس إنك مش عارف تاخد القرار، انا حتى مبقتش عارف ازاي أفرق مابين 
إني لازم اسعى عشان اوصل للي انا عايزه... ومابين إن اللي انا عايزه مش نصيبي ومش خير ليا ولازم اتقبل دا
انا عارف إن كلامي متلغبط ومش مرتب بس عارف إنك الوحيد اللي هتفهمني، يمكن عشان كدا مكنتش قادر اتكلمع حد لان محدش هيفهم اللي حاسس بيه
، انت فاهمني ياعم توفيق صح؟" 
كان الاخير يُنصت لحديثه بإهتمام شديد كى يُجيبه بالحل ألامثل، 
"شوف يا زين... مهما تبلغ من العلم والايمان هتفضل محتاج للى يوجهك، انت مش عايز تحكي لحد على مشاكلك مش عشان محدش هيفهمك، يمكن اه دا سبب من الاسباب، لكن السبب الاقوى إنك مينفعش تحكى لحد وانت الشيخ زين والناس هي اللي بتيجي تستشيرك، 
عايزه اقولك حاجه مهمه، ممكن شخص يكون واقع فى مشكله كبيره وانت تقدر تحلها، رغم انه لو نفس المشكله انت اللي بتواجها مش هتقدر تحلها
الانسان اللي جوه الدايره غير اللي براها، اتعود إنك تحكي وتفضفض وتستشير اللي قدامك كمان حتى ولو اصغر منك، لان كلنا محتاجين لدا وانا اولكم.. 
نيجي بقى للنقطه الاهم، وهى أنك مش عارف اذا كنت اللي بتعمله دا صح ولا غلط
شوف يابني الصح والغلط دا منقدرش نحكم عليه كدا 
الاصل انه فيه حاجات ثوابت معروفه من الاول انها غلط
لكن فيه إستثناءات بتتوقف على إستخدام الشخص وتعامله معاها... فاهمني؟" 
"طب لو هو مش عارف يتصرف بالطريقه الصح.. بيحب حاجه ونفسه فيها من زمان... بس خايف الحاجه دي تكون سبب لبعده عن ربنا" 
"ولا عشان خايف ليتحرم من الحاجه دي بسبب تعلقه
 بيها!!"
 تحدث وهو يقصد بحديثه شيء معين فهمه زين توتر زين ولم يجب
"خايف لربنا يعاقبك بيها يا زين من كتر حبك فيها مش كدا؟ 
" هو يعني دا سبب من الاسباب، بس برضو مش عايز تكون سبب اني ابعد من ربنا.... لحظه هو عرفت يعن... "
قطع الاخير حديثه وهو يبتسم بخفه
"عارف إنها بنت عمك اللي بتحبها من وانت صغير
عايزك اقول حاجه مهمه اوي وانا حافظك اكتر من نفسك
انت بتقنع نفسك انك مش عايزاها عشان هتبعتك عن الالتزام
لكن من جواك عشان انت مش عايز تتعاقب بها او ربنا يبتليك فيها وتخسرها، ودا ميصحش يازين
الاقدار مكتوبه يابنى واحنا منقدرش نعترض على قضاء ربنا واللي انت عملته دا مش صح يازين
انا لو قولتلك انها لقدر الله هتموت بكره المفروض انت تستغل النهارده معاها مش تبعد عنها؟ انت فاهم اللي انا عايز اقوله؟ 
" معاك حق فى كل حرف قولته، وانا غلطان  وهحاول اصلح غلطتي... هعتذر منها ووهت... "
"قبل ما تتقدملها شوف انت بتحبها الاول ولا لأ" 
"ودا سؤال... اكيد طبعا بحبها" 
"ممكن تكون مجرد تعلق يازين عشان هي طول عمرها قدامك، هتقول حتى لو مش بحبها مش لازم آخد على الحب
لكن فى وضعك انت لو مش بتحبها ومجرد تعلق وخدتها عشان فاكر نفسك بتحبها وبعدين إكتشفت إنك مبتحبهاش هتتعب
ادي لنفسك فرصه شهر تشوف نفسك هتحس بيه وتديها انت كمان فرصه" 
اخذت زين نفس وهو يزفر براحه اسند رأسه على حجر شيخه كعادته حينما كان صغير 
"مش متخيل كلامك فرحني اد اى..وهعمل زي ما قولتلي بالظبط.... وقريب هاجي اعزمك على فرحنا"  قال جملته الاخيره بمزاح مما جعل الاخير يقهقه عليه
"مستنيك ياعم زين" 
#_______روان_الحاكم_____________
"اى دا" 
وقف ليث ينظر بصدمه للعربه التى يقفون امامها
"دي عربه كبده حميرى لكن اى مقولش تحفهه وعندهم كبده كلابى برضو لا عايز" 
نظر لها ليث بإستياء وهو لا يدرى هل تمزح معه ام تتحدث بجديه ولا يرى من وجهها شيء ليستشف صدق حديثها
"انتِ عايزاني أنا آكل من عربيه كبده!! دا على جثتي" 
*بعد قليل فى مكانِ خالى"
"قولتيلي دي كبده اى"  تحدث ليث وهو يأكل بشراهه
"على حسب، لو هوهوت بعد ما كلت يبقى كلابي، لو نهقت تبقى حميرى" 
تعالت صوت ضحكات ليث بشده حتى أدمعت عيناه
"حاسس إني اتخدعت فيكي، عايز زوجتي لو سمحتِ" 
"خلاص بقى إدبست.. اى دا" صرخت حور بإنزعاج
"فيه اى" اجابه ليث بخضه وهو يرى إن حدث لها شيء
"انت خلصت السندوتشات كلها ومش فاضل غير واحد!!" 
نظر لها ليث بغضب
"يشيخه قطعتيلي الخلف" 
"واضح إنك مستحيل تآكل من على عربيه فعلا" 
♕سبحان الله وبحمده....سبحان الله العظيم♕
كانت رغد جالسه تشعر بالملل وهى تتصفح حاسوبها 
حتى وجدت أمامها صفحه چون على "الفيس بوك"  سولت لها نفسها باخذ جوله فى صفحته
اخذت تقلب فى صفحته بملل فحديثه بالاجنبيه 
ولكنها بقيت تنظر إلى صوره بإبتسامة 
ومن دون قصد فعلت له ريأكت دون أن تنتبه
لم يمر الكثير حتى تلقت إشعارا منه
"يبدو أن احدهم معجب بوسامتي!!" 
♡و كُتِبتَ عند ربك صابرًا حين 
حمدتهُ و قلبك يبكي ، قُل دائماً الحمدلله ♡
جلست حور على مكتبها بعدما عادوا من الخارج
"ممكن تقولى بقى اى اللي حصل يعني لو مش هيدايقك؟" 
"ياسر طلع أخويا التوأم."  
صُعقت حور من الخبر وهى تضع يدها على فمها
"ط.. طب.. و.. وانت عرفت أزاى؟" 
"لانه مولود فى نفس اليوم اللي اتولدت فيه، وفيه حاجات تانيه بتثبت إنه اخويا اللي الدكتور قالهم انه توفى" 
"طب هو عرف؟" 
"ممش عارف... من يوم ما خرج من الحبس وهو اختفى هو وابوه، مش لاقي ليهم آثر فيه حاجات كتير مش مفهومه...وانا مش فاهم اى حاجه، ازاي هو لسه عايش
واى اللي خلى... اى اللي خلى ام.. قصدي تهاني تروح لحامد" 
همت حور للتحدث بشىء هام ولكنها بترت كلماتها، لا يجب أن تتحدث بما تعرفه، سوف تتركه يعرف هو الحقيقه بنفسه
"فرحنا هيكون بعد شهر يا حور... ومن هنا لوقتها هدور عليه" 
#______روان_الحاكم________
مر الشهر سريعا دون أحداث تُذكر، تم تحديد فرح كلا من حور وليث، 
أصبح چون يحادث رغد بإستمرار وقد تقربا لبعضهم البعض
أجتهد ليث فى بحثه عن اخيه ولم يجد له أثر، وكأن الارض إبتلعته، رفض إخبار أبيه حتى يجده
تحسنت حاله والد حور بشده مما ذاد سرورها
، تقربت حور من ليث اكثر فى هذه المده
لم ترى روان طوال الشهر زين، قد اشتاق قلبها لرؤيته وتعلقت به أكثر.. لا يعرف الانسان قيمه الشىء إلا حين يفقده، توقفت عن الروايات بعدما بقيت مده تقرأها
ولكنها عادت لرشدها من جديد
اما عن زين فعل مثل ما أخبره شيخه ولم يراها طوال هذا الشهر، وها قد إنتهى الشهر وقد قرر شيئا ما، 
كان عمر يسترق النظر من ياسمين ويتعمد تواجده فى الاماكن التى تكون بها... كانت تنزعج فى البدايه حتى بدأت تعتاد وجوده
وها قد اتى اليوم المنشود... يوم زفاف حور وليث
تم إختار قاعه زفاف منفصله بناءا على طلب حور
وقفت حور امام المرآه تنظر لذاتها بإعجاب
كانت ترتدى فستانا ابيضا بسيطا بغير ذيل لانها تعلم أن الذيل حرام
واخفت عيناها مثلما تفعل، رُغم أن اليوم زفافها، إلا انها لم تظهر ظفرا واحدا من أظافرها، بدت كحوريه 
إقتربن منها الفتيات وهم يُطالعنها بذهول، لم يتوقعوا أن تكن بتلك الجمال، هيئتها تخطف قلب كل من يراها
اخذوا يحضتنوها واحده تلو الاخرى
حتى اتى ليث لاخذها
مجرد أن رآها حتى توقف الزمن حوله، ياللهي كيف لها أن تكن بتلك الجمال وهى لا تظهر منها شيء!! 
محافظه على نفسها حتى بيوم زفافها
اليوم الذى يتسارعن فى الفتيات على التبرچ حجه أنها ليله بالعمر، وهى لم تفرط حتى فى إظهار عيونها! 
إقترب منها ليث بمشاعر عديده، يكاد يقسم بأنها أجمل شيء وقعت عيناه عليها على الاطلاق
اخذها ليث وركبا السياره، 
وصل الجميع امام القاعه المنشوده وهم ينزلون من سيارتهم
دخلها ليث قاعه النساء وذهب هو الجزء الاخر قاعه الرجال، كانت القاعه صغيره جدا تكفى لعدد محدود 
نزعت حور نقابها حيث ان المكان لا يوجد به كاميرات
ويتم تسليم الهواتف فى الخارج
قاموا بتشغيل الاناشيد الدينيه وهم يرقصون بمرح وحور 
تقوم ببعض الرقصات المضحكه مما جعل الجميع يضحك عليها بشده 
وقفت روان تشعر بالدوار وصداع رأسها هاجمها بشده من جديد، 
خرجت من المكان بعيدا عن الضجيج دون أن ينتبه لها أحد
أخذت تخطو للخارج بترنح وهى تشعر بثقل فى خطواتها حتى توقفت عن الحركه
فى نفس الوقت الذى خرج به زين حيث نسى هاتفه فى السياره ولكنه توقف حينما رآها
وقع بصره عليها، كانت ترتدى فستانا بسيطا فضفاضا، بدت كحوريه بالنسبه له 
أخذ ينظر لها بإشتياق ولم ينتبه لحالتها
حاولت السير مره آخرى واخذت تترنح فى مشيتها، لاحظ زين تعبها وهو ينظر لها بقلق، إقترب منها كي يطمئن عليها وقد فات الاوان
وقعت روان مغشى عليها
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ترنحت روان فى وقفتها وهى تشعر بأن الارض تدور من حوله، ا حاولت جاهده أن تحافظ على إتزانها ولكنها فشلت حتى سقطت فاقده للوعى
إقترب منها زين بهلع وهو لا يدرى ماذا حل بها
هم ليحملها ولكنه توقف... لا يجوز له حملها
أخذ يبحث عن هاتفه ولكنه لم يجده، تذكر بأنه نسى هاتفه فى السياره كان سيضعف ويحملها ولكنه تذكر وعده لنفسه
لا يجب أن يلمسها مهما بلغ الأمر إقتربت منهم إمره كبيره فى السن
" مالها يابني.... شيلها تعالى وهاتها فى بيتي نفوقها مينفعش نسيبها كدا"
كان سيهم بالرفض ولكنه وجد مجموعه شباب آتيه، لذا لا مفر يجب عليه حملها
قام بحملها وسار مع العجوز الى بيتها وقلبه يكاد يتوقف من خوفه عليها، اخذ يستغفر وهو يحملها ويدعو الله داخله أن تكون بخير
قام بوضعها على الفراش مثلما أخبرته تلك السيده
نظر لها بقلق وهو يردف
"انا هخرج انتظر بره ممكن حضرتك تفكيلها النقاب وتفوقيها!! 
"خلاص اخرج انت ومتشغلش بالك انا هفوقها.."  شكرها زين ثم خرج، بينما هى أقتربت من روان وهى تنزع عنها رابطه نقابها ، ثم جلبت العطر ووضعته على أنفها وبعد عده محاولات بدأت تفيق، نظرت حولها بوهن وهى لا تعلم كيف جاءت إلى هنا
"حمدلله على سلامتك يابنتي... جوزك واقف بره قلقان عليكِ اوى" 
"اى اللي جابني هنا، وبعدين جوزي مين دا انا مش متجوزه" 
"يعني الجدع الحليوه اللي بره دا اللي ينفك من حوالين المشنقه دا مش جوزك... خساره، لو عندي بنات مكنتش سبته" 
"مين دا اللي جابني هنا" تفوهت روان بتعجب وعلى بالها أنه زين ولكنها إستبعدت تلك الفكر
"البسي نقابك طيب وانا هدخله" 
كانت روان الرؤيه مشوشه لها بعد، أقتربت منها السيده مره آخرى ثم وضعت لها نقابها وخرجت تنادي زين
دخل الاخير بلهفه وهو يردف
"ررواان انتِ كويسه!! اى اللي حصلك"  كان زين ينهج وهو يتحدث، بينما بقيت روان تنظر حولها بضياع ولا تدرى كيف جاء بها إلى هنا، لكنها شعرت بالفرحه حينما وجدت نظرات الخوف فيه عينه، ف آخر ما تتذكره بأنها فقدت الوعى
"انا كويسه...يمكن شويه إرهاق عشان مأكلتش" تحدثت روان بهدوء وهى مازلت تشعر بالصداع الشديد فى رأسها
"بعد كدا متخرجيش من البيت غير لما تآكلي" 
سعدت لانها شعرت بخوفه عليها، ولكنها تذكرت ما فعله معه حتى شعرت بالغضب منه، لم تجبه ثم قامت من مكانها حتى تخرج، ساعدتها تلك السيده فى الوقوف
"يابنتي طب استني لما تخفِ شويه وتفوقي" 
"شكرا ليكي ياخاله ربنا يجازيكي خير، همشي عشان محدش يقلق عليا"  
خرجت روان وزين خلفها ولكنها توقفت فجأه وكأنها تذكرت شيء للتو
"انا آخر حاجه فاكراها اني اغمى عليا.. مين اللي شالني وجابني هنا؟؟"
 تسآلت روان وهى تنتظر رده وتخشى أن يكون هو من حملها، 
"انا، لانه مكنش فيه حد تاني غيرى" أردف زين بتوتر وهو يترقب رد فعلها
بينما وقفت روان وهى تشعر بشعور غريب، أنه لم يكن عليه حملها... لا هو ولا اى رجل آخر.. تشعر بالغيره على ذاتها
هنا فقط تذكرت حديث حور منذ اول مقابله لهم 
حينما فقدت وعيها 
"مين اللي شالني وجابني هنا"  كان هذا اول سؤال يصدر من حور حينما عادت لوعيها مره أخرى، اشار الفتيات الى روان والفتاه التى ساعدتها معها
إرتاحت ملامح حور واخذت تحمد لله وهى سعيده بشده، مما جعل الاخيره تنظر لها بتعجب
"انتِ فرحانه عشان طلعتي كويسه؟ " 
" لأ... عشان كنت خايفه ليكون شاب هو اللي شالني وجابني" 
شعرت روان بالغضب من حديثها فهي تراها متشدده من حديثها
"وفيها اى لما شاب يشيلك مهو انتي مغمى عليكي ودي حاجه ضروريه ولا حتى ف دي كمان انتوا متشددين" 
أخذت حور زفيرا وهى تردف بإبتسامه
"مفيش اجمل من إن اول حد يشيلك يكون زوجك واول حد يمسك إيدك يكون زوجك عشان ببساطه هو الوحيد اللي ليه الحق إنه يلمسك 
عارفه إنك هتشوفي كلامي تشدد بس حقيقي مش هتعرفي معني شعوري دا غير لما تكوني مكاني"
إستفاقت روان وهى تشتشعر كلام حور، وقتها كانت تراها متشدده لكن لان تشعر بحديث حور، فهي اول ما اتى على بالها من حملها... يالله، كيف للشخص أن يتغير حديثه هكذا
"ليه بتشيلني، كنت رنيت على عمر او ياسمين، كنت خليت اى حد يشلني او كنت تسيبني على الاقل....انت ملكش الحق فى دا ولا اى يا شيخ زين؟؟ 
نظر لها زين بصدمه من حديثها، فكان يظن بأنها لم تفكر فى الامر من الاساس، هل تغيرت روان لتلك الدرجه،لم يدرى زين هل عضبها بسبب أنه حملها لانه ليس محارمها ام لأنها مازالت غاضبه منه؟ 
" مكنش فيه حد غيرى ومكنش ينفع أسيبك فى الشارع.. 
وو وانا هصلح غلطتي وواتجوزك"
صُدمت هى من رده، همت لتجيب ولكنه سبقها
"عرفي مرات عمى إني جاى اتقدم لك بكره والمرادي بجد" 
هم ليرحل ولكنه توقف مره إخرى وهو يبتسم"وبخصوص اني شيلتك ف دي مش اول مره.. لو من واحنا كبار ف دي تاني مره... ولو من واحنا صغيرين ف دي حوالى المره 105"
رحل زين وهو يضحك ويشعر بالسعاده، وقفت روان غاضبه منه حتى رُسم شبح إبتسامه على وجهها مالبثت أن تتحول الى ضحكات متتاليه هل الذى امامه منذ قليل هو نفسه زين إبن عمها!! ام أنها كانت تتخيل وفقدت عقلها
عادت للداخل مره اخرى، اما عن زين فكان يسير وهو يضحك ببلاهه، صوت ما يحداثه داخل عقله ولم يكن سوى ضميره
"اى اللي انت عملته دا ياعم زين، هنخيب بقى من اولها ولا اى، اتظبط واتعدل ولم نفسك بدل ما احرمك منها" 
صوت ما داخله يتحدث ولم يكن سوى قلبه"مقولتش حاجه انا بس كنت بعرفها الحقيقه... وبعدين ياخي معرفش افرح غير لما تنكد عليا"
اجابه ضميره مره اخرى"افرح بس بإحترام.. ولم نفسك لحد ما تكتب كتابك وبعدين ابقى افرح براحتك"
"حاضر كدا كدا هتقدملها وهنتجوز على طول، اسكت انت بقى" 
اصوات كثيره داخل عقله ولكنه اسكتها فى النهايه وهو يعود للزفاف مره اخرى وقلبه يتراقص بشده
اما فى الداخل اوقفت حور الاناشيد ثم تحدثت
"شكرا ليكم كلكم.. حابه إني اتكلم عن حاجه مهمه جدا
- الفرح الإسلامي أيوا مش بيهيص زي الافراح التانية ..
- ولا بي شحط محط ولا يبنات حلوين و استك بلاستك الي آخر هذا الاسفاف ..
- وكلمات اناشيد الأفراح الاسلاميه مافيهاش "هلس" زي الأفراح التانيه !
- والضرب على الدف عمره ماهيكون زي صوت 50 آله موسيقيه شغالين مع بعض ! 
- والناس في الأفراح الاسلاميه مش بتكون بنفس حالة السُكْر والإنبهار والهيصة الل بتكون فيها ف الأفراح التانيه ..
- والعروسه من غير حجاب شرعي بتكون احلى كتير من أي حاجه تانيه ..( شكلا )
- والأفراح الاسلاميه مش بتعجب غير الناس الل عندها نفس التفكير تقريبا ...
- واتقالتلي *والله وربنا لو عملته اسلامي محدش هيحضر وأصحابي هيتريقوا عليا و بركاتك ي ست الشيخه ووووووووو إلخ ! 
- معاكي والله في كل ده .. 
- ليه أما تلاقوا حد عاوز فرحته تبقا ف طاعة بتتريقوا عليه وتبقوا سبب ف انتكاسة  .. !
- تفتكروا الفرح ال مليان رقص وهري دا لو حضرة النبي هيقول إي ؟! 
-  تفتكروا ربنا من فوق سبع سماوات هينظر إلينا ازاي ؟ 
 - وانتي قوليلي بقا هو انت عايزه كل حاجه في الدنيا !!
 يعني عايزه الجنه ...
 ورضا ربنا ..
وصحبة النبي ...
 ورضا الناس !
ورضا الل حواليك ! 
وشكلك يبقى واااااو !
و ..... و .... ليه ؟! ... احنا في الدنيا على فكره .. يعني مش هناخد كل حاجه .. !  
- وال عاوز يفرحلك هيفرحلك عشانك انتي بالطريقة اللي علي مزاجك وتربيتك انتي .. مش عشان انتي شغلتي إي وفرحك مش هايص ومهبب .. 
ف تولع الناس والمهم رضا رب الناس )
- وفي النهايه كل واحد له الاختيار ... يبدأ حياته بالشكل الل يعجبه ...
عايز يبدأها على رضا ربنا عزوجل وطاعته ... ف خيرا بها ونعمت ...
عايز يبدأها على شئ آخر ... فله ما شاء !
'' أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ''
"مش كل الرجاله ياحور بتوافق إنه يكون إسلامي" 
"إن لم يكن عفيفا غيورا فلا حاجه لكم به" 
واخيرا انا بعتذر لاى واحده قدرتني وحضرت فرحي اني مش هحضر فرحها إن مكنش إسلامي، مش هروح اشارك فى الذنب العظيم اللي احنا بنستهون بيه
وحجتنا اى... أنه يوم فى العمر؟ طب انتِ ضامنه أنك متموتيش فى اليوم دا؟  والله العظيم يابنات إني لسه شايفه بنت من كام يوم ماتت يوم فرحها قبل ما تخلع فستانها حتى
مستعدين بقى تخسروا دينكم وجنتكم عشان ليله فى العمر هتجبلكم جبال من السيئات؟؟ 
اتمنى تراجعوا نفسكم وكل واحده تعزم النيه بأنها مش هتعمل فرحها غير إسلامي... وكمان مش هتحضر غير فرح إسلامي شكرا ليكم
هداني الله وإياكم.... ودلوقتي يلا زغرطولي وخلونا نرجع نكمل"
أنهت حور حديثها ثم عادوا للرقص مره آخرى بأناشيد اسلاميه ليس بها موسيقي وإنما بالدُف شاركها الفتيات بالرقص وهم يضحكون ويمرحون 
كانت حور تعمل جاهده بأن تضيف بهجه للاجواء حتى تحبب الفتيات فى الافراح الاسلاميه
اما عند الشباب كانوا يجلوس على المقاعد وهم ينظرون لبعضهم البعض بملل وكل واحدا منهم يضع يده أسفل خده فى منظر مضحك للغايه حتى تفوه أحمد
"وبعدين... هنفضل قاعدين زي المطلقين كدا؟" 
"حاسس إني قاعد فى جنازه مش جوازه ياولاد الكئيبه"  
إقترب منهم زين وهو يردف"وهي دي أول مره نحضر فرح اسلامي ولا اى يا رجاله... قوموا بينا نهيص يلا
وفور إنتهاء زين من جملته حتى وقف الجميع إستعدادا 
اخذوا ليث عنوه وبدأوا بالرقص بطريقه مضحكه على اناشيد دون موسيقي
"عايزك تتخيل الاغنيه فى دماغك وترقص عليها" نطق أحمد وهو يراقص ليث بضحك والاخير يحاول الإفلات منه والجميع يضحك عليهم، تركه وخرج ثم عاد بعد مده
"شوفتوا جبتلكم اى... حبيبنا كلنا"  نظر له الجميع لما يمسك بيده فكانت"صواريخ" مما جعلهم بتحمسون بشده
"كنت هجبكلم سلك نولعه، بس خفت يبهدل القاعه والراجل يلبسنا الليله، فقولت نكتفى الصواريخ" 
وزع على الجميع ثم قاموا بالجرى تجاه بعضهم البعض 
فى جو من المرح وبعد قليل توقفوا وهم يأخذون انفسهم بشده، حتى الحفل فى الانتهاء
خرج ليث بعدما هاتف حور يخبرها إنتهاء الحفل 
وقف بإنتظارها
إردت حور نقابها مره آخرى والجوانتي الخاص بها 
ثم خرجت تجاه زوجها 
ومن الناحيه الاخرى كانت رغد تقف تشعر بالحزن لرحيل حور، حيث رفضت طلب رغد بأن تقيم معها هي وابيها
معللا بأنها ستقيم مع والد حور 
إقترب منها چون وهو يتأملها بإنبهار، رغم كونها عاديه الملامح، إلا أنها بدت جميله للغايه
"كيف لقبحك أن يكون بهذا الجمال رغد!!"  القى چون كلماته فى وجهها وهو يظن بأن هكذا يغازلها، تشنجت ملامح رغد ثم هتفت
"چون... هو أنت اتخبطت فى دماغك وانت صغير ولا حاجه؟ مبتعرفش تقول كلمتين على بعض عدلين!!" 
"أردت فقط أن اعبر عن إعجابي بكِ، الم يعجبك؟" 
"لا متعربش تاني"  قالتها رغد بضحك.. صمت قليلا ثم أردفت مره آخرى قبل أن تفر هاربه من أمامه
"بالمناسبه... انت كمان شكلك حلو"  تعالت صوت ضحكاته عليها بينما هى فرت من أمامه مسرعه، يشعر نحوها بشعر غريب لأول مره يطرأ عليه، 
إقتربت حور من ابيها وهى تحضتنه وتبكى
"مش كنت رضيت تيجي تعيش معانا... هقعد ازاي انا من غيرك دلوقتي" طبطب والدها على كتفها بحنو وهو يردد
"الحمد لله إني أطمنت عليكِ... عقبال ما اطمن غلى رغد هي كمان، ومش هكون عايز من الدنيا حاجه تانيه" 
"ربنا يباركلنا فى عمرك ياحبيبي" 
ودعته حور ثم ركبت مع ليث السياره وبعدها تحرك الجميع، وصلا الى ليت ليث نزل هو اولا وبعدها اتبعته حور 
دلفت المنزل وهى تسمى الله، وتدعو داخلها أن يكون بيتها هادئ ومريح تدعو الله أن تنبي فيه بيت ملىء بحب الله وطاعه رسوله،
قامت بتبديل ثيباها وثوضأت وفعل ليث المثل دون ان تخبره هي بذلك 
وقفت خلفه وشرعوا فى الصلاه.. تشعر بالسكينه تغمر روحها وهى تصلى خلفه وتدعوا الله بحياه هادئه وتدعوه أن يعينها على طاعه زوجها
انتهوا من الصلاه ثم إقترب منها ليث وهو يضع يده على راسها ويقول: 
"اللهم إنِّي أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرِّها وشر ما جبلتها عليه"
نظر لها بتردد على ما يريد فعله ولكنه حزم امره بأن يفعل، 
امسك يدها بتوتر مما جعل حور تنظر له بتعجب
وأخذ يسبح على اصابعها 
"لما كنت صغير.. كانت.. كانت أم... أمي بتعمل معايا كدا انا وبابا، وعدتها إني لما أكبر واتجوز هعمل كدا مع زوجتي عشان ابقى زيها بس هي مستنتنيش لما أكبر واقولها إني عملت زي ما وعدتها"  
كان يتحدث وهو يبتلع غصه مريره فى حلقه ثم تابع حديثه" رغم إني زعلان منها، إلا إنه كان نفسي تكون معايا حتى.. حتى ياسر دورت عليه فى كل مكان ملقتوش فرحتي كانت هتكمل بوجودهم"
امسكت حور يده تحاول بث الامان داخله
"ان شاء الله هتلاقيه، كل حاجه وفيه وراها حكمه من سببها.. خليك واثق من ربنا إن كل اللي بيحصل دا خير ليك هتعرف حكمته بعدين.." 
"الحمد لله... كفايه عليا إن ربنا رزقني بيكِ" 
#__________روان_الحاكم___________
وقف عمر بغضب بعدما علم خبر تقدم زين مره آخرى
"انتوا ازاي موافقين.. هو لعب عيال وانتِ يا ست روان هانم موافقه عليه بعد اللي عمله دا؟؟ 
"عمل اى يا عمر...مفيش حاجه مستاهله لكل دا، وانا واثقه إن زين فيه سبب كبير خلاه يعمل كدا، انا عارفه زين كويس انت بس عشان بتكره" 
"يعني بعد ما عشمك انه عايزك وجاى يتقدملك وفجأه يقولك لأ اصل كل شيء نصيب ودلوقتي جاى عايز ياقدملك تاني وانتِ شايفه انه عادي!!" 
"خلاص ياعمر... روان معاها حق، الراجل اكيد معاه عذره، وزين أنا مربياه من وهو صغير وعارفه إنه ميعملش كدا غير وفيه سبب" أردفت والده روان هذه المره، بينما وقف عمر يشعر بالغضب ثم تفوه
"ماشي...بس خليكم عارفين إن الجوازه دي تمت انا مش راضي عنها، وكمان هش هحضر الفرح" 
القى عمر جملته ثم غادر وهو يشعر بالغضب بينما نظرت روان فى اثره بحزن
"متزعليش، مانتِ عارفه عمر عقله زي الاطفال... هيزعل شويه وهيدئ هو بس خايف عليكي" 
أومأت هي بهدوء ثم دخلت حجرتها وقفت فى شرفه الحجره وهى ترى زين يسير بالقرب من العماره
تحول بصرها او تخفضه وهى من قلبها تنظر
حتى دلفت للداخل وهى تغلق النافذه وتتنفس بعنف،
♕سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم
جلست روان فى المسجد بعدما إنتهت من محاضرتها 
بينما وقفت أمامها فتاه ترتدى السواد ولا يُظهر منها شيء 
ولكنها المره الاولى التي تراها هنا، فهي تعرف جميع من فى المسجد، إقتربت منها الفتاه ثم جلست جوارها وهى تلقى عليها تحيه السلام
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" دققت روان فى الصوت، هى تعرف هذا الصوت جيدا ولكن بالطبع مستحيل، ردت التحيه وهى مازالت تطالعها بإستغراب
"روان... انتِ مش عارفاني؟" هنا تأكدت بأنه نفس الصوت
ولكن كيييف!!  هل الفتاه التى أمامها هي ذاتها صديقتها القديمه!! 
لن تتكرها الفتاه لتفكيرها كثيرا ثم رفعت النقاب عن وجهها والذى أصبح اكثر نورا وبياضا، زُهلت روان منها وهى تردف بصدمه
"سهير!!!"  
"أيوه انا... الحمد لله إنك لسه فاكراني" 
"وانا انا اقدر انساكم بعد اللي عملته فيا" 
"روان انا آسفه، انا جايه عشان اعتذر ليكِ عن اللي عملته... رجاءا سامحيني" 
"انتِ اسفه.. بالسهوله دي، بعد كل اللي عملتوه فيا وخلتوني أنخدع فيكم جايه تقوليلي إنك آسفه، والمفروض إني اسامحك بالبساطه دي" 
"انا أتغيرت والله يا روان بالله عليكِ تسامحيني" 
"تعرفي إني كل يوم بصحى على كوابيس بسببكم! كل يوم بتخيل إني حصلى حاجه بسببكم ومش قادره اتخطى اللي عملتوه فيا" 
"حتى لو قولتلك إن علياء ماتت!!"  توسعت عيناها بصدمه
هل ماتت علياء؟ كيف هى مازلت صغيره بعد
والاحرى بأنها تعرف علياء وملابسها، هل ماتت وهى بنفس تلك الهيئه؟ وقفت أمام ربها بتلك الثياب؟؟ 
"اتوفت قبل ما تتوب وهى بنفس الحال، كان ممكن ربنا يختارني انا اكون مكانها، لكن سبحانه وتعالى امد فى عمرى عشان اتوب، يومها روحت البيت وسجدت وفضلت ابكى، دعيت ربنا مقومش من السجود غير وانا حد تاني وربنا غافر ليا كل ذنوبي
تاني يوم كنت لبست النقاب وبقيت واحده تانيه خالص غير بتاع زمان وبعدت عن كل حاجه كنت بعملها بس طول الوقت حاسه بالذنب بسبب اللي كنا هنعمله فيكي" 
"دلوقتي بس فوقتي لنفسك وعرفتي إن الله حق، مش عارفه اقول اى بس انا مش قادره اسامح فى حقى وخصوصا علياء لاني عارفه انها كانت السبب الاكبر
انا آسفه يا سهير بس انا قادره انسى اللي عملتوه ولا قادره اسامحكم" 
تركتها روان ثم غادرت وهى تمسح دموعها، لا تعلم إن كانت ما تفعله خطأ ام صواب، لكنها غير قادره على مسامحتهم
عادت لمنزلها مره آخرى، اليوم زين سوف يتقدم لها مره آخرى تشعر بالفرح الشديد، اتت لها ياسمين ثم وضعت لها بعض الماسكات كى يشعروا بالفرحه
"يابنتي كفايه ماسكات بقى"
"ولو لازم تطلعي زي القمر عشان تعجبني اخويا" 
نظرت لها الاخيره بتشنج "على اساس اني مش قمر من غير حاجه؟؟" 
"لأ قمرين.. انا بهزر معاكِ خلينا نحس بالفرحه"  
وبعد قليل تركتها ياسمين ترتدى ثيابها ثم غادرت لكى تأتي مع اخيها
بينما فى الخارج كان عمر ينتظره ويشعر بالضيق ووالده روان تجلس معه
طرق زين باب منزلهم وهو يشعر بالفرحه الشديده هاهو إقترب من محبوبته، فتح له عمر الباب وهو غاضب منه
لاحظ زين نظراته.. سوف يراضيه فيما بعد ولكن الان هو يريد رؤيتها
جلس زين بينما وقفت ياسمين 
"هروح انا انادي لروان" 
إبتسم لها زين وهو ينتظرها، غابت ياسمين للحظات ثم عادت وهى تنهج وعلى وجهها علامات القلق
"روان مش جوه... دورت عليها فى كل حته ملقتهاش" 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"روان مش موجوده.... دورت عليها فى البيت كله ملقتهاش" تحدثت ياسمين بتوتر وعلى وجهها علامات القلق،
"دورى كويس يا ياسمين هتروح فين يعني"  اردف زين يحاول أن يطمئنهم ومن داخله يشعر بالقلق هو الاخر
دلفت والدتها وعمر يبحثون عنها ولكن لم يجدوها
"هتكون راحت فين، هي عمرها ما راحت مكان من غير ما تبلغني"  جلست والدتها على المقعد وقد دب القلق فى قلبها، قام عمر بإلاتصال عليها عده مرات ولكن كان الهاتف غير متاح
"وبعدين برن عليها تلفونها مغلق.." 
"أهدوا ياجماعه، يمكن نزلت تجيب حاجه وجايه... نستنى شويه لحد ما تيجي" تفوهت ياسمين محاوله طمأنتهم 
"لأ.. انا قلبي بيقولى إنه بنتي فيها حاجه" بدأت والداتها فى النحيب مما ذاد قلقهم أكثر، هب زين واقفا وهو يردف
"انا هنزل ادور عليها..." 
"وانا كمان هنزل ادور عليها" أجابه عمر هو الاخر وهو يلحق به بينما جلست ياسمين جوار والدتها وهى تحاول مواساتها
"أهدي يامرات عمي.. صدقيني مش هيكون فيها غير كل خير، أحنا نقعد ندعيلها...." أنتهت كلماتها وهى ثم جلبت المصحف وفتحته على سوره بالبقره وهى تقرأها بنيه أن تعود رفقيتها بخير
بينما أخذ كلا من زين وعمر يبحثون عنها فى كل مكان وكل واحد اخذ جهه معينه يبحث عنها، حتى مر ساعتان ولم يجدوها ومازال هاتفها غير متاح
تنهد زين وهو لا يعلم أين هي وذاذ قلقه عليها
أخذ يردد"ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لى شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفه عين"
فكان الرسول ﷺ إن ضاقت دنياه يُردّد ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"
يقول الله سبحانه وتعالى"اذكروني اذكركم" 
أخذ زين يسبح الله وهو يحاول تهدئه ذاته، يدعو الله أن يحفظها، امسك هاتفه ثم حادث أخته ولكن أخبرته بأنها لم تعد بعد، وهذا ما أخبره به عمر أيضا 
تنهد بحزن وهو لا يعلم ماذا يفعل، إلى أن وجد مسجد جواره.. هنا فقط علم ماذا يفعل
دخل المسجد ثم توضأ وصلى ركعتين، ظل يدعو الله لها
أخذ يستودعها عند الله، إنتهى حتى وجد رجلا عجوز يتحدث.. إقترب منه لعلى حديثه يريح قلبه
"ربنا من حبه ليك كل شويه يقربك منه، يحط فى طريقك مرض مره، و ياخد منك حاجه مشغول بيها عنه مره، يسمعك آيه تقشعر منها و تحس إنها ليك، يبعد عنك شخص كان قريب منك فتعرف إنه أقربلك من أى حد ، هو غنى عن عبادتك، بس بيرجعك له لسبب واحد، إنه بيحبك.فاللهم حبك" 
كان زين يشعر وكأن كل كلمه موجه له هو تحديدا وكأن الله يخاطبه هو... 
خرج من المسجد وفى الطريق وجد طفل صغير ثايبه متهرتلا ويبدو على جسده الضعف، إقترب منه زين ثم أعطاه الكثير من الاموال دون عدها 
نظر له الصغير بسعاده بالغه ثم أخذ يبكى بشده 
"تعرف يا عمو إن أختي الصغيره تعبانه والعلاج بتاعها خلص وابويا وأمي متوفين....انا حتى مكنش معايا فلوس أجبلها آكل عشان اقدر اجبلها العلاج...والراجل اللي انا شغال معاه مرضيش يديني جزء من مرتبي غير آخر الشهر انا والله ياعمو مكنتش زعلان عشان كنت عارف واثق إن ربنا مش هيضعينا"  نظر له زين بآلم طفل صغير لا يتجاوز الخمسه عشر عاما 
من دبر لهذا الطفل الاموال بقادر على أن يدبر لك امورك
إقترب منه زين ثم أحضتنه وهو يمسح على رأسه بحنو
"تعرف إنك بطل وانا اللي كبير اهو وكنت محتاج اسمع الكلمتين دول.."  أعطاه زين ما تبقى معه من أموال ثم غادر
‏ارخي يدك بالصَّدقة تُرخی حبال المصائب من علی عاتقك، واعلم أن حاجتك إلى الصَّدقة أشدُّ من حاجة من تتصدق عَليه .
تصدَّق بما تجُود بهِ نفسك.
(ولا تستهينوا بأمرِ الصَّدقة حتى وإن كانت قليلة، فالقليل عندَ الله كثير)
عاد للمنزل مره آخرى ووجد عمر قد عاد، لم يمر الكثير من الوقت حتى عادت روان بهئيه لا يثرى لها، كانت هذه المره تُخفى عيناها بالنقاب، حتى لا يلاحظ أحد أثر البكاء
نهض الجميع واقتربوا منها 
"روحتي فين كل دا وقلقتينا عليكِ، وانتِ عارفه إن زين جاى يتقدملك" 
نظرت لهم بهدوء، أخذت نفسها ثم تحدثت بجمود.... 
____________________
"اى اللي بتقوليه دا يارغد انتِ إتجننتي" تحدثت حور بغضب لرغد الجالسه أمامها 
"مش عارفه بقى يا حور معرفش، أنا فجأه لقيت نفسي بحبه... معرفش حصل امتى بس حسيته أكتر حد بيحاول يسعدني ويطبطب عليا" 
"رغد... انتوا كنتوا بتكلموا بعض!!؟"  سألتها حور مباشرا ولكن الاخيره لم تُجبها بل صممت وهي تشعر بالذنب
"كان عقلك فين وانتِ بتكلميه يارغد هاا مكنتيش خايفه من ربنا وهو بينظر ليكي نظره غضب... مكنتش زعلانه إنك خونتي ثقه اهلك فيكِ حتى لو مبقوش موجودين....رخصتي نفسك بالسهوله دي؟؟ والادهى لمين 
واحد يهودي، يعني حتى لو هو كمان حبك وقرر يتجوزك مينفعش ردي جاوبيني" 
"كان غضب عني والله ياحور...طول عمرى لوحدي وعايشه وحيده.. انا اه قاعده معاكم ومعوضني عن حاجات كتير، لكن برضو انا لوحدي، مفيش حد عمره اهتم لامرى ولا اى اللي بيبسطني ولا اى اللي بيسعدني غير چون، كان أول حد احس إنه بيحتويني، بيسمعني وبيفهمني فى وقت محدش حاسس بيا فيه... عارفه إني غلطت، لكن الظروف اللي كنت فيها أجبرتني أعمل كدا" 
"لو كل بنت حست أنها وحيده وعملت كدا يبقى كلنا هنضيع يارغد،ومفيش حاجه أسمها الظروف أجبرتك تعملي كدا... انا معاكي إنك حزينه على اهلك لكن ربنا بعتنا ليكي.. بدل ما تشكريه على النعمه دي تقومي تغضبيه؟ 
احنا لو هنحسب نعم ربنا علينا مش هنقدر نوفيه حقه لان نعم ربنا لا تعد ولا تُحصى
كفايه نعمه الصحه اللي احنا فيها دي وغيرنا مرمى فى المستشفيات مش بيتنفس غير بأكسجين
بنقدر نمشي على رجلينا وغيرنا مش بيمشي على على كرسى متحرك
ربنا معافينا من أمراض كتير غيرنا مش بيقدر ينام من كتر الوجع، ربنا رزقك بصحاب وأهل وبيت وغيرك مرمى فى الشوارع معندهمش مكان يناموا فيه ولا حتى أكل ياكلوه
انا لو هقعد من هنا لبكره اذكرك بنعم ربنا عليكِ مش هخلصها، بدل ما تحمديه على كل دا رايحه تغضبيه يارغد وترخصي من نفسك؟؟" 
صمتت رغد ثم أجشهت فى البكاء وهى تردد
"انا عارفه إني غلطت يا حور ومش هكلمه تاني" 
أحتضنتها حور وهى تهدئي من روعها ثم أردفت
"الاهم من الغلط هو إن انتِ تعرفي إنك غلطتي وتوبي لربنا وتستغفرى واحمدي ربنا انه مقبضش روحك وانتِ بتعصيه... حافظي على نفسك ومشاعرك 
خلى اول حب فى حياتك واول واحد تكلميه يكون زوجك
خلى دايما مشاعرك مكبوته عشان لما ييجي الشخص الصح وهو حلاله تقدرى تديه المشاعر دي، 
على عكس العلاقات المحرمه اللي بتستنزف فيها كل طاقتك ومشاعرك بطريقه غلط، ولما ييجي زوجك مش هتقدرى تديه نفس المشاعر تاني لأنك أدتيها للشخص الغلط.. فهمتيني يارغد؟" 
أومأت لها رغد وهى تمسح دموعها، ثم أمسكت هاتفها ووضعت چون فى قائمه الحظر.. وبعد قليل ودعت حور ثم غادرت واعده إياها بزياره آخرى... 
وعلى الجهه آلاخرى كان يقف ليث وهو يوبخ چون بعدما علم بأمر محادثته لرغد
"صدقني ليث لم أكن أقصد ذلك، انا فقط كنت اشعر نحوها بشيء غريب، وكأنها شخص مسؤل مني... الان أشعر انني... انني أحبها" 
"انت عارف ياچون من الاول أنه مينفعش تتجوزها وانا نبهتك كتير تبعد عن رغد صح...كلمتها ليه" 
"انا آسف ليث،لا أعلم ماذا يجب عليٌ فعله الان" 
"عندك إستعداد تأسلم يا چون؟؟"  سأله ليث بهدوء، صمت چون يفكر فى حديثه حتى أجابه
"لا أعلم ليث، انا اشعر بالضياع الان" 
"اى أن كان القرار اللي هتاخده يا چون انك لو دخلت الاسلام تدخل عشان هو الدين الصح، مش عشان رغد" 
"احتاج الوقت للتفكير ليث، تغيير عقيدتي الذى انا عليها طوال حياتي ليث بالامر الهين...." 
صمت بضع وقت ثم تابع حديثه
"سوف أعود إلى وطني ليث" 
#__________روان_الحاكم___________
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
وقفت روان تنظر لهم بجمود ثم تحدثت "كنت محتاجه انزل اتمشي شويه واقعد لوحدي... وافكر فى موضوع جوازي من زين... والحقيقه إني مش موافقه
انا مش لعبه فى ايده يتقدملها وقت مايحب ويسيبها وقت ما يحب، وهو اصلا مش عارف وهو عايز اى" 
"روان... اى الكلام اللي بتقوليه دا، زين كان حاصل بس مع..."  قاطعت روان حديث ياسمين دون أن تجعلها تكمل
"مش محتاجه إن تبرري ليه حاجه يا ياسمين، زي ما هو كان ليه الحق إنه يسيبني، انا كمان ليا الحق فى دا" 
نظر لها عمر بفرحه وفخر هاهو قد نحج فى حديثه معها 
ثم أردف
"للاسف يا زين كل شيء إثمه ونصيب ربنا يزرقك باللى أحسن منها" 
"اى الجنان ولعب العيال اللي بتعمله دا، وانتِ يا روان... إظهار إني دلعتلك كتير لدرجه بقيتي تتصرفي من دماغك" 
لم تُجبها روان وظلت مُصره على رأيها حتى تحدث زين أخيرا
"ممكن أفهم اى اللي غير رأيك فجأه، كل الكلام اللي قولتيه دا ماقنعنيش..."  توقف عن الحديث وهو ينظر لها حتى تابع كلامه بنبره حنونه "شوفتي مني حاجه زعلتك يا روان خليتك غيرتي رأيك؟" 
هنا ولم تعد تحتمل، نبره صوته الحنونه جعلتها تود الصراخ، سقطت دموعها والتى لم يلاحظها أحد بسبب نقابها، وكم هي شاكره لهذا النقاب الآن
أخذت نفسا طويلا ثم تحدثت بجمود مره آخرى
"انا كنت رفضاك من البدايه، حبيت بس اجيبك هنا وارد اللي انت عمتله مش اكتر، معنديش اسباب اقولهالك"
لم يقتنع زين بحديثه، نبره صوتها المهزوز تخبره بأنها تكذب وتخفي شيء عليه، لم يرد أن يضغط عليها الان 
"انا مش هضغط عليكي ياروان وعمرى ما أجبرك عليا 
هسيبك تفكرى بعقلك ومنتظر ردك واتمنى تفكرى صح وتشيلي اى افكار من دماغك" 
رحل زين بهدوء على عكس قلبه الذى يشتعل
لا يدرى ما الذى يحدث معه، فكلما يقترب منها خطوه يجد نفسه يبتعد عنها خطوات، هل هذه إشاره بأنها ليست نصيبه؟ 
اما عن روان إعتذرت منهم ثم دخلت غرفتها واغلقت الباب من الداخل، نزعت النقاب والذى أظهر عيناها المتورمه من أثر البكاء
إرتمت على الفراش وهى تأن بالبكاء بصوتِ منخفض حتى لا يسمعها أحد، أخذت تبكى إلى أن شعرت بأن أنفاسها سوف تتوقف... قلبها مجروح بشده
لا تعلم إن كان ما فعلته خطأ ام صواب
لكنها الان فى حاجه أن تبقى وحدها بعيده عن الجميع
سؤال واحد يتردد داخل عقلها... لمَ؟  لمَ يحدث معها كل هذا...كلما تقترب خطوه تجد نفسها فى إبتلاء أشد
اليس من المفترض العكس؟ لا تعلم ما الحكمه من كل هذا الذى يحدث معها... يكاد قلبها أن ينخلع من مكانه لمَ هى عليه الان
قررت أن تعيش الحزن بمفردها دون أن تكون ثقيله على أحد
اشغلت القرآن بجانبها، لعله يُريحه ويصمت ضجيج عقلها حتى نامت مكانها وهى تود من داخلها الا تستيقظ
♕اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وعلى إل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم إنك حميدا مچيد♕
مر إسبوعان لم يكف فيهم زين عن طلب يدها مره آخرى، وفيه كل مره كانت ترفض.. لقد فقدت الكثير من الوزن وذبل وجهها ولم تغادر حجرتها قط!! 
كانت حور تقف تتأمل السماء بهدوء بعيدا عن ضجيج الحياه وهى تسمع آيات الله بصوتِ عذب، حتى اقترب منها ليث
"لما ملقتيكش جوه عرفت إنك بتتأملى السماء، مبتزهقيش يابنتي؟" 
"وهو حد يزهق من الجمال دا كله؟ التأمُل في السَمَا عِبادة ربنا بيحبها ..
اسمها "سجود العين" .. 
تخيل بمُجرد ما تبُص للسَمَا وتتأمل فيها ربنا يرضيك ويحققلك اللي بتتمناه من غير ما تنطق بيه حتى ! 
أهو ده اللي حصل مع سيدنا مُحمد ﷺ 
"قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ"
نرىٰ علىٰ وجهك ما يُؤلمك، ونرىٰ علىٰ وجهك ما تحبه وعجزَ لسانك عن طلبه، فَلجأت إلىٰ عبادة التأمل في جو السماء، وكأنّ في عينك شفتان تكلمان ربهما بما في قلبك ..
ولأنها عبادة يحبها الله، وعلامة علىٰ تعب العبد وكثرة حيرته ومواجعه ومخاوفه، تأتي الاستجابة التي ترضيه، ويأتي الرد الذي يهديه"فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا" وذلك بعد صبرٍ مَلأَ وجدانه حتىٰ أتعبه، فَرحمه الله بجمالِ العطية، واللهُ كريمٌ مجيب 
لو كل الناس أدركت فعلا فضل التأمل فى السماء مش هتشيل عيونها عنها، دا كفايه إنها بتريح اعصابك وبتخليك تحس إن كل مشاكلك دي لا تذكر مقابل قدره ربنا سبحانه وتعالى 
اللي قادر إنه يخلق الكون بالجمال دا حاشا لله مش هيقدر يحل همومك؟ هو بس بيبتليك عشان بيحبك وتقرب منه"
"تعرفي إني كل مره بعرف منك معلومه شكل.. حاسس.. اني رجعت طفل صغير ايام ما كانت.. ماما بتحكيلي قصص وبتعلمني الصلاه
انا كنت صغير لسه وبصلى عشان بس هي تكون مبسوطه
كنت ساعتها لسه مش بعرف حتى اتكلم اوي
لما كنت بروح المدرسه وأغيب عنها كنت برجع الاقيها واقفه مستنياني بره، اول ما تشوفني تجرى عليا وتاخدني فى حضنها وتقولى إنى وحشتها فى الكام ساعه دول ومكنتش قادره تعقد من غيري
مقدرتش تقعد كام ساعه من غيرى بس قدرت تقعد عمر كامل من غيري" 
"ربنا يرحمها يازين، من كلامها عنك أكيد فيه حاجه كبيره اوي خلتها تعمل كدا، لو هتفكر بعقلك مفيش ام ممكن تسيب إبنها بالساهل كدا" 
"انا سمعتها يا حور... سمعتها بودني وهى بتقول لبابا انها مش عايزاه ومش عايزه تعيش معانا، يومها انا فضلت اعيط واتحايل عليها إنها متسبنيش، لكن سابتني"
"انا متأكده إن فيه حاجه حصلت أجبرتها تعمل كدا، حامد دا هو اللي عنده رد على كل الاسئله اللي فى دماغك" 
"اختفى، قلبت عليه الدنيا هو وياسر ملقتش ليهم آثر ولسه بدور" أمسكت حور يده ثم نظرت للسماء مره آخرى وهى تردف 
"ادعي ربنا ياليث، سبحانه وتعالى قادر إنه يجمعك بيه مره تانيه... وحاليا يلا عشان تسمع الورد بتاعك متهربش، انا جهزت العصايه على فكره" 
_________________
كانت روان جالسه بحجرتها حتى سمعت صوت طرقات على الباب ثم دلفت ياسمين
"الهانم اللي مبتردش عليا ولا عارفه حتى أكلمها؟" أقتربت منها ياسمين وهى تحضتنها بقوه 
"انا زعلانه منك ياروان، هان عليكي الاسبوعين دول تبعدني عنا كدا؟ وكل ما أجيلك مرات عمي تقولى إنك نايمه، ارن عليكي تلفونك مغلق" 
"حقك عليا يا ياسمين، كنت محتاجه افضل لوحدي شويه" 
"واديكي فضلتي لوحدك اهو، بس مش ناويه توافقي بقى" 
"ياسمين لو سمحتى متفتحيش معايا الموضوع، لانه إنتهى بالنسبالى" 
"هتفضلى منشفه راسك كدا كتير؟" 
"لأ بس هو دا قرارى النهائي واتمنى الموضوع يتقفل على كدا"  صمتت ياسمين بحزن ولم تجب،
"ياسمين هو لو حد آذاني؛ وبعدين طلب مني أسامحه.. بس انا غضب عني مش قادره... انا كدا عليا ذنب؟.." 
"لا مش عليكِ ذنب ودا حقك وهتاخديه منه يوم القيامه 
تعرفى إنك لو قولتي لشخص "الله لا يسامحك لأنك اذيتني" وحسبي الله ونعم الوكيل. 
فتأكدي إنك حتى لو كان بيصلي ليل ونهار وكان بينه وبين الجنه  خطوة مش هيخشلها
هيقولك رب العالمين " لن تدخل الجنة حتى يسامحك من ظلمته، أو تسببت بآذيته "..
بس عايزه اقولك نقطه مهمه.... احنا مش ملايكه ياروان كلنا بنغلط واكيد غلطنا فى حق ناس كتير اوي من غير ما ناخد بالنا، لانه حتى الطرف الشرير لو اتكلم هتلاقى هو المظلوم بالنسباله
الشيطان ميعرفش انه شيطان وكذلك احنا، دايما شايفين اننا المظلومين، معمرناش فركنا فى مره اننا ممكن نكون احنا الظالمين؟ احنا اللي أذينا؟ 
لازم نسامح عشان ربنا يسامحنا وكمان نلاقى اللي يسامحنا، 
ولازم نحظر احنا كمان من أننا نكون ظالمين،، 
فاللهم أنا نعوذ بك أن نكون من الظالمين
" معاكِ يا ياسمين، اكيد انا كمان ظلمت ناس كتير من غير ماعرف وعشان كدا مسامح لعلى ربنا يسامحنى
#________روان_الحاكم__________
 "وعصيتم من بعد ما أراكم ماتحبون.....
‏أشد عتابات القرآن وجعًا و إيلامًا !
انتِ عصيتيه يارغد بعد ما ربنا أنعم عليكِ بحاجات كتير 
توبي وارجعي ربنا
إن الله يغفر الذنوب جميعا، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.. شوفى انتِ دلوقتي قلبك مكسور وحزين ازاي وخصوصا بعد ما عرفتي إنه سافر
عرفتي ليه ربنا حرم العلاقات الغير شرعيه؟ عشان نهايتها بتكسر القلوب" 
"معاك حق يا عمي محمد، انا فعلا غلط... ربنا يسامحني على اللي عملته بقى
♕سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم♕
إنهي زين محاضرته وهو يشعر بالإرهاق الشديد لقله نومه فى الاونه الاخيره بسبب تفكيره لرفض روان له
لا يدرى لماذا تفعل به هكذا ورفضها المفاجئ 
فاق على صوت أحد الطلبه وهو يقول
" حضرتك يادكتور كنت قولتلنا المحاضره اللي فاتت إنك هتحكيلنا عن قصه  هتغير حياتنا زي ما غيرت حياه ناس كتير "
تنهد زين وهو يأخذ نفسه ثم بدأ بالحديث
"كان فيه أربع شباب صحاب جدا والاربعه بيحبوا بعض ومستعدين كل واحد يفدي روحه للتاني 
بس كان عندهم مشكله كبيره انهم مكانوش ملتزمين 
كانوا شباب عاصين ربنا وبيعملوا كل حاجه تخطر على بالكم تغضب ربنا 
بنات وبيكلموا كبريهات وبيروحوها اغاني وبيسمعوها 
عاقين لاهلهم يعني مفيش ذنب كان بيجي على بالهم إلا ويعملوه 
كان فيه منهم شاب اهله ملتزمين لكن هو وسط صحبه سيئه ف كان زيهم رغم إن ضميره كان دايما بيأنبه وبيقوله إن كل اللي انت فيه دا غلط 
لكن صحابه مكنوش مديين ليه فرصه انه يسمع صوت ضميره لما كان يقولهم إن اللي بيعملوه دا غلط كانوا يردوا ويقولوا إن لسه شباب والمفروض يعيشوا حياتهم ولما يكبروا هيتوبوا
لحد ما ف مره قرروا انهم يجيبوا بنات فى شقه واحد صاحبهم اللي اهله سافروا لما صاحبنا دا حاول انه يمنعهم خانقوا معاه وقالوله إن دي فرصه وجاتلنا ولما انت مش عايز خلاص ما تمشيش معانا وطبعا عشان وهو بيحبهم وافق (فضل حبهم على طاعه ربنا ولله المثل الاعلى) 
المهم وهم ماشيين بالعربيه ومشغلين طبعا اغاني ومعاهم الخمره ورايحين الشقه اللي فيها البنات 
فجأه لقوا كساحه قطعت عليهم الطريق 
لما اللي سايق العربيه جه يدوس فرامل لقى العربيه مفهاش فرامل 
وهوب الكساحه دخلت فيهم!! 
لحظه صمت كدا 
الكساحه دخلت فيهم وفرمت العربيه!! 
اللي الشباب كانوا مشغلين اغاني وفى طريقهم لانهم يزنوا! 
انتوا مستوعبين المصيبه اللي هم فيها 
ملك الموت مستناش لما يتوبوا 
ملك الموت خد روحهم فجأه وهم مش عاملين حسابهم 
وهم ميتين على معصيه ورايحين يعملوا معصيه أكبر! 
متخيلين حجم الكارثه اللي هم بقى فيها 
الاسعاف والشرطه جات 
العربيه مدغدغه واللي فيها كلهم ميتين 
بس لو ركزنا كدا هنلاقي اخونا اللي كان بيحاول يمنعهم مرمي على الارض بعيد عن العربيه وجسمه فيه جروح 
لما قربوا منه لقيوا لسه فيه نفس 
خدوه وجريوا على المستشفى دا الوحيد اللي طلع عايش فيهم 
طلع عنده نزيف على المخ ودخل فى غيبوبه وفضل فتره فيها 
واخواتنا اللي كانوا معاه فى العربيه اندفنوا💔
بعد ما عدى حوالي شهر صاحبنا بدأ يفوق لما افتكر كل حاجه دخلت فى حاله هيستريا وهو مش مصدق نفسه صحابه وعشره عمره ماتوا 
ماتوا وهم بيعصوا ربنا 
وكان هيموت معاهم لولا انه فى اللحظه الاخيره نط من العربيه 
كان زمانه دلوقتي بيتحاسب 
كان هيخسر اخرته بسبب شهواته وصحبه السوء اللي كان ماشي معاهم 
فضل فتره كبيره وهو نفسيته صعبه ومش بيتكلم مع حد
اول حاجه قالها لما اتكلم انه عايز يروح المسجد
لما قالوله إن صحته متسمحش صمم انه يروح 
وبالفعل شالوه وراحوا بيه المسجد 
اول حاجه عملها سجد على الارض وفضل يبكي 
يبكي بكاء يقطع قلب اى حد يسمعه 
فضل نص ساعه كامله ساجد وهو بيبكي وبيشكر ربنا 
بيحمده انه أطال فى عمره وبيدعيه انه يرحم صحابه 
مرضيش يخرج من المسجد قضى اليوم كله هناك وهو بيحمد ربنا بس 
هو مش عارف يوفى حق ربنا ازاي 
ولا يقوله اى واقف مكسوف من ربنا 
رغم كل الذنوب اللي عملها دي ربنا إختاره من بين صحابه 
ومد فى عمره عشان يتوب 
اول حاجه عملها إنه واظب على الصلاه والقران واغلب يومه بيقضيه فى المسجد وهو مش عارف يوفى حق ربنا ازاي
بدأ يطلع صدقات على روح صحابه 
بدأ يحفظ القران وختمه بسرعه رهبيه مكنش حد مصدق 
كان مخلي وقته كله لربنا 
بدا يحضر دروس دينيه والتحق بمعهد علوم شرعيه 
فضل حوالي سنتين كاملين على كدا 
لحد ما ف مره لقي مجموعه شباب خارجين فى سبيل الله وقرر يخرج معاهم 
فضل شهر كامل معاهم وهنا عرف طعم الصحبه الصالحه 
كانوا بيعينوا بعض على طاعه ربنا وكمان بيعملوا مسابقات على مين اكتر حد عمل كذا 
كان مبسوط معاهم وهو بيبكي وبيتفكر لو كان صحابه معاه دلوقتي
لما رجع قرر يكون إمام مسجد القريه اللي هو قاعد فيها 
ربنا كرمه واتجوز ب بنت عفيفه كدا ومنتقبه بتحفظ الاطفال قرآن 
ربنا مأردلوش إنه يخلف وعاني كتير ولف على دكاتره كتير وبرضو مفيش سبب لمنع الخلفه وبعد سنين كتيره من الحرمان ربنا رزقه ب اول مولود ليه
قرر إنه يطلع هو وزجته عمره 
لما طلعوا وهم بيطوفوا حوالين الكعبه هناك زوجته توفاه الله 
رغم انها مكنتش مريضه 
كانت دايما تقوله أنا أمنيه حياتي إني اموت وانا بطوف حواليا الكعبه 
وربنا حققلها امنتيها 
رغم إنه كان متعلق بيها جدا وحزن عليها حزن شديد 
إلا انه كان فرحان ليها جدا عشان ماتت وهي على حُسن ختام ماتت زي ما كانت بتتمني 
قرر انه ميتجوزش تاني وهيستناها فى الجنه 
كانت ونعمه الزوجه ليه 
ربى إبنه حسن تربيه وافني حياته فى تربيه إبنه وفى الدعوه فى سبيل الله 
واول ما ربنا كرمه بني مسجد 
بناه صدقه جاريه على روح صحابه 
وبني مدرسه قرآن زي ما زوجته كان نفسها فيها 
وسماها ب إسمها وخلاها صدقه جاريه ليها 
لحد ما كان فى مره بيصلي بالناس فى رمضان 
وساعتها طول فى السجود 
لدرجه إن الناس قلقت 
لما راحوا شافوه لقيوه مات! 
انتوا متخلين مات على اى
مات فى المسجد وهو ساجد فى رمضان وهو صايم 
وبيصلي بالناس 
متخيلين فيه أحسن من دي موته؟ 
شوفوا الاول لو كان مات فى الحادثه كان مات على اى 
ودلوقتي ربنا توفاه على اى.. فوقوا إنتوا كمان لنفسكم قبل فوات الاوان"
كان زين طوال حديثه وهاتفه لم يصمت عن الرنين، حتى أخذ ليكي يُجيب... ضغط على زر الرد حتى سمع صوت الطرف الاخر..... يخبره بشيء ما،
 وقع الهاتف من يديه بصدمه
يُقسم بأن الموت أهون عليه من سماع هذا الخبر
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وصل زين أخيرا الى المنزل وهو يطرقه بابه بشده، لا يدرى كيف وصل الى هنا فى هذه المده القصيره، لقد كاد إم يفتعل أكثر من حادث فى الطريق فكان يسوق بسرعه جنونيه،لقد أوشك قلبه على التوقف
فتحت له والدتها الباب 
"تعالى يا زين ادخل عامل ا...مالك يازين عنيك حمرا ليه كدا .. فيه اى؟؟" 
لم يُجيبها زين ودخل وهو يلتقط أنفاسه بعنف 
فى الداخل كانت تجلس روان وياسمين.. مجرد أن سمعا صوت الطرق الشديد أنتفضا من مكانهما 
"فيه اى... مين اللي بيخبط كدا؟ خرجت روان بإعياء لترى من، تصنمت مكانها حينما طالعت زين بهئته تلك، كانت حالته يثرى لها، عيناه حمراء بشده ووجهه يُحاكي الموتى
إرتعبت روان من هيئته
" ززين.. خير .. ف.. فيه حاجه؟ " تحدثت بتوتر، هل علم زين بالامر الذى تُخفيه!! إقترب منها الأخير وهو ينظر لها 
خطى تجاها بخطوات ثابته حتى تحدث
"رفضتيني لييه يا روان" سألها بجمود وملامح وجه لا تبشر بالخبر، كانت نبرته أشبه بالصراخ، ليست نبرته الحنونه، بينما هي لا تعلم ماذا تُجيبه، تشعر بنهايتها قد إقتربت
"من.. منا قو... قولتلك.. السبب" خرجت كلماتها مرتجفه فكانت تتحدث بتلعثم، إنتفض جسدها حين صرخ بها زين
"انتِ كداااابه.. رفضتيني عشان طلع عندك كااانسر" صرخ زين بها... صمت عم المكان، لم يستوعب أحد حديثه، لم ينطق أحد، فقد ألجمت الصدمه لسانهم
اول من فاقت من صدمتها كانت ياسمين وهي تقترب منهم ببطء
"زين انت بتهزر صح.... روان بخير مفهاش حاجه"  تحدثت بصوتِ متحجرش لم تنظر لهم هي، تساقطت دموعها بحرقه 
إقتربت منه والداتها وهى مازالت لم تستوعب بعد
"بنتي بخير يا زين صح، بلاش الهزار البايخ دا يازين" 
سألته وهى تحاول تصديق الامر حتى بدأت بالصراخ
"انت بتكدب عليا يازييين حرام عليك"  جلست ارضا وهي تبكي وتصرخ حتى كاد صوتها أن يتوقف
كانت روان تقف جامده كالحجر، إقتربت ياسمين من روان وهي تهزها بعنف "انتِ ساكته ليييه يارواااان، قولى إن هو بيكدب.. انطقي يااروااان قولىيي" 
"لا مبيكدش يا يااااسمين مبيكدبشش... انا عندي.. عندي كاانسر فى المخ"  أجابته ببكاء فقد فاق الامر قدرتها
تحدث زين هذه الامر"لييه ازاااي تخبي عني حاجه زي دي..عايزه تبعديني عنك!! "
لم تنطق ظلت صامته مكانها.. إذداد صراخ والداتها حتى كانت على وشك فقد أنفاسها من شده النحيب، إقتربت منها ياسمين وهى تعطي لها كوب الماء
تركتهم روان ثم دلفت حجرتها، لم تعد تحتمل، ها قد كُشف أمرها، لحق بها زين وهو يردف ولكن كانت نبرته حنونه تلك المره
"عملتي كدا ليه يا روان..رفضتيني عشان كدا بدل ما كانت المفروض اول واحد أكون عارف عشان اساعدك" 
"هتساعدني تعملي اى، مش عايزه شفقتكم ولا اكون حمل على حد... كلها ايام وهم..." 
امسكها زين من أكتافها وهو ويتحدث بجنون
"اوعي تكمليها يا روان...مسمعش سيره الموت على لسانك، هتتعالجي وهتخفي وهكون معاكي ومش هسيبك"
إبتعدت عنه وهي تنزع يده"مش هتعالج ومش هخف.. هو.. هو قال إن حالتي مدهوره.. و.. و حتى العلاج. م.. ممكن ميجبش نتيجه.وو"
"لا هتخفي وهترجعي احسن من الاول هنروح احسن احسن الدكاتره حتى لو هنسافر بره" 
"مش هتعاااالج يازين ابعد عني وملكش دعوه بيا.." 
"حتى لو قولتلك اتعالجي عشاني!! لو جرالك حاجه انا هموت وراكي يا روان، انا مستعد اعمل اى حاجه عشانك، متموتنيش معاكي" صمت يأخذ انفاسه
"هنكتب كتابنا اول حاجه عشان اقدر اكون معاكِ بدون ذنب" 
صمت روان ثم ضحكت بألم" هتتجوز واحده مريضه... فاضلها ايام وتودع الحياه؟؟ "
"حتى لو باقيلك يوم واحد... هعيشه معاكِ"  
"عشان خاطرى يازين سبني انا مش عايزه اتعالج، والله ماهقدر اتحمل وجع الكيماوي... انا.. انا لما بيجيلي شويه برد مببقاش قادره اتحمل... عايزاني استحمل الكيماوي؟؟" 
"هتتحملي عشاني وعشانك مش هسيبك ياروان مش هسيبك هنعدي الفتره دي سوا وهتقدرى، هتخفي وتكوني كويسه" 
تحدثت هذه المره بهستريا "لا يا زين مش هقدر لا...وو.. وكمان.. ش. ششعرى هيوقع.. وهيبقى شكلى وحش..انا مش هقدر لا وكدا كدا هموت... انا بس مكنش عايزه اموت دلوقتي.. ف. فيه حاجات كتير لسه معملتهاش يازين، مش عايزه اقابل ربنا كدا" 
جلست أرضا تبكي بإنهيار
تساقطت دموع زين هو الاخر،جثى على ركبتيه يبكى كطفل صغير فقد والدته، الامر يفوق تحمله كان سيهم ليحضتنها ولكنه تراجع عن الفكره
"لا لا مش هيحصلك حاجه، هتخفي وهتكوني بخير" يطمئنها وهو يريد لمن يطمئنه هو.. لا لا يجب أن يضعف الان، يجب أن يكون قوي لكى يتخطوا تلك الفتره العصبيه
"قاومي ياروان، دا إبتلاء من ربنا عشان يختبر توبتك، ربنا لما بيحب حد بيبتليه، كل ما الابتلاء بيكون كبير كل ما بيكون فى ميزان حسناتك..ربنا بيبتلينا عشان يغفرلنا ذنوبنا اللي كنا بنعملها ولو سيائتنا خلصت ربنا بيدأ رفعنا درجه من درجاته لحد ما نوصل للفردوس الاعلى" 
صمت يأخذ أنفاسه وهو يرى تأثير حديثه عليها، توقفت هي عن البكاء وبدأت تستمع له، تابع زين حديثه بتشجيع
"تسمعي عن مثال ياصبر أيوب!! 
اي حكايه بقي سيدنا أيوب 
سيدنا ايوب كان عبد صالح ربنا رزقه بكل حاجه اي حد يتمناها كان عنده اولاد كتير اوووي ومال وخير كتير وزوجه صالحه ومطيعه 
كان عنده كل حاجه اي حد يتمناها لدرجه الناس كانت بتقول دا ايوب بيعبد ربه عشان ربنا مديله كل حاجه 
تخيلي ربنا ابتلاه في كل حاجه كانت عنده 
ربنا ابتلاه بمرض ولا حد قبله ولا حد بعده ابتلى بيه لدرجه جلد جسمه كان بيقع من كُتر اللي كان فيه ومكنش فيه ولا عضو سليم غير لسانه وقلبه عشان يذكر ربه
وبعدها اولاده كلهم توفاهم الله شيئا فشيئا 
وبعدها امواله وبيته وكل حاجه اتهلكت وراحت 
والناس طردوه من القريه هو وزوجته 
تخيلي رغم كل دا كان قادر إنه يدعي ربنا لو كان عارف انه لو دعي ربنا كان هيشفيه 
لما زوجته قالتله يا ايوب ادعي ربنا قالها اللي شفاني سبعين سنه مش قادر اصبر سبعين ادهم 
متخيله الصبر اللي كان فيه؟ 
زوجته كانت صالحه كانت بتشتغل في البيوت عشان تطعمه 
وبعدين الناس خافوا إنه يكون مرض زوجها مُعدي ف طردوها 
راحت قصت ضفيره شعرها وباعتها 
لما سيدنا آيوب عرف هنا دعه ربه انه يشفيه 
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾
الماء بدأ يتدفق من تحت قدمه وماء غسل جسمه كله منه وبعدها شرب من الماء وربنا شافاه بل ورد صحته ورجع شاب من تاني
لما زوجته رجعت وشافته معرفتوش 
وربنا رد لزوجته صحتها ورجعت شابه من تاني 
وبعدها ربنا رزقه بالاولاد مثل اولاده وكتير ورزقه المال وكل حاجه كانت عنده 
دي اكتر حاجه توريكي إن بعد العسر يسر 
ربنا ابتلاه يختبره وهو صبر ونجح في الاختبار 
الانبياء كانوا اشد الناس ابتلاءا 
ربنا ارحم بيكي من اى حد
اصبري واحتسبي كل اللي انتِ فيه دا عند ربنا وخليكي صبوره 
الجنه جميله اوووي صدقيني ربنا بيحبك عشان كدا ابتلاكي يرفع درجه من درجاته 
إن الله اذا احب عبدا ابتلاه 
مش نفسك تبقي جيران الرسول والصحابه في الجنه اللي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر 
طب شوفي هم تعبوا اد اي وشافوا اي في حياتهم؟ 
الجنه جميله اووي وتستاهل والله اننا نتعب ونستحمل عشانها 
بلاش تخلي الشيطان يوسوسلك ليه بدل ما تفكري بشكل سلبى فكري في ابتلاءات الانبياء والصحابه واقراي مسيرتهم وشوفي واتعلمي من صبرهم"
لقد كانت حاجه الى حديثه الطيب لكي يصبرها على هذا الابتلاء.. وقفت روان وهى تمسح دموعها 
"هقاوم ومش هيأس.. انا كنت خايفه يكون ربنا إبتلاني عشان كنت بعمل ذنوب كتير.. لو المرض هيكون شفيع ليا يوم القيامه ف.. انا راضيه بيه"  طالعها زين بدموع وهو يبتسم لها بتشجيع 
"وانا هفضل معاكي ومش هسيبك وواثق انك اد الخطوه دي." 
أخذت نفسا عميقا ثم خرجت لهم كانت والداتها مازالت تبكي وياسمين تحاول مواساتها على الرغم من بكائها هي الاخرى، إقتربت منها روان ثم أحتضنتها
"اهدي ياماما عشان خاطرى، والله انا خبيت عنك عشان متزعلش.. صدقيني هكون كويسه وبخير" 
دخل عمر وهو ينادي بإسمها
"رروني.. بت ياروان تعالى شوفى جبتلك اى...عشان تفكى كدا وتبكلي زعل على دكر البط بتا..."  قطع عمر حديثه وهو يجد الجميع بهيتهم تلك.. ترك عمر ما في يده وهو يقترب منها بلهفه
"فيه ايه، اى اللي حصل مالكم" لم يجب عليه أحد، مما ذاد قلقه.. الجميع يعلم تعلق عمر بها هو الاخر ولا أحد يتوقع رد فعله، عاد سؤاله مجددا بغضب
"قولولي فيييه اى، حد حصله حاجه" مجددا لم يجبه أحد حتى جن جنونه،
"هتفضلوا ساااكتين... حد يرد عليياا" 
"رو..روان.. ع..طلع عندها كانسر" 
#________روان الحاكم__________
"حمايا العزير قاعد لوحده زعلان ليه" تقدمت منه حور ثم قبلت يديه برضا، إبتسم لها الاخير ثم قبل رأسها
"انا مش قولتلك يا أخ محمود ملكش دعوه بمراتي، ابعد عنها ياعم... وانتِ ياهانم مش انا محظرك متحضنيش حد؟؟"  تحدث ليث وهو يشدها من احضان ابيه بغيره
"دا ابوك؟؟"  
"مش مبرر..القانون بيمشي على الكل" ضحك والده على ثم وعلى حين غلفه جذب حور منه وأحضتنها مره اخرى 
"لا بقى كدا كتير... قومي ياحووور"  غضب ليث هذه المره وقد إرتفع نبره صوته
"لييث، متعليش صوتك عليها وانا موجود والا مش هخليها تقعد معاك خالص اصلا" 
لم يجب عليه ليث ثم تركهم ودلف للداخل، وجهت حور بصرها لوالده وهى تردف
"إبنك دا يا حاج؟" سألته بمزاح وهى غاضبه من ليث
"ولا أعرفه"  اجابها الاخير ببساطه مما جعلها تضحك، أكمل حديثه
"متزعلش من طريقه، ليث بيغير من صغره ومكنش بيحب حد يقرب من حاجته"  تفهمت حور حديثه وأومأت له برأسها
"حاضر، عن اذنك هدخل اشوفه" 
"روحي يابنتي.. ربنا يهدي سركم" 
دخلت حور لها الغرفه وهى تقترب منه
"جرا اى ياعم الغيور... انا آسفه"  
نظر لها ليث مطولا.. هل هى إعتذرت منه؟ ظن بأنها سوف تكون غاضبه منه
"انا اللي آسف... حقيقي مش عايز اكون شخص متحكم واخنقك، لكن فعلا ياحور مش بتحكم فى غيرتى عارف انها حاجه وحش... " قاطعت حور حديثه وهى تجيبه
"مين قال إنها حاجه وحشه؟ الصحابه كانوا أشد الناس غيره على زوجاتهم، عندك سيدنا عثمان كان شديد الغيره جدا، لما كانوا فى سكرات الموت بعد ما طُعن بالسيف إنكشف خمار زوجته امام الرجال... تخيل واحد بيموت يسيب كل اللي هو فيه دا ويقول لزوجته" شدي خِمارك.. والله لإنكشافك  أشد مما أنا عليه الان" متخيل غيرته وصلت لفين على زوجته؟ سيدنا علي بن أبي طالب كان شديد الغيرة على زوجته إذا أنه كان يقول لفاطمة رضي الله عنها: ” ما خير للمرأة؟ قالتْ: ألاَّ ترى الرجال ولا يروها”، وكان سيدنا علي يقول للرجال الذين فقدوا غيرتهم على نسائهم: ألا تستحيون؟ ألا تغارون؟، يترك أحدُكم امرأته تخرج بين الرجال، تنظر إليهم وينظرون إليها”، وقال أيضًا: “بلغَني أنَّ نساءَكم يُزَاحِمْنَ العلوج في الأسواق، أما تغارون؟! إنه لا خيرَ فيمَن لا يَغار”.
من المواقف الجميلة لسيدنا علي بن أبي طالب مع زوجته فاطمة أنه في يوم من الأيام دخل على زوجته فاطمة فوجدها تستاك ومعنى تستاك أي تستعمل السواك، فقال لها وهو يمزح وكأن السواك هو رجل يخاطبه:
ظَفِرْتَ يَا عُودَ الأَرَاكِ بِثَغْرِهَا.. مَا خِفْتَ يَا عُودَ الأَرَاكِ أَرَاكَا
لَوْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْقِتَالِ قَتَلْتُكَ.. مَا فَازَ مِنِّي يَا سُوَاكُ سِوَاكَا
قصة عن الغيرة
ومره سيدنا محمد أمر الرجال أنهم ميمنعوش زوجاتهم من الطلوع للمسجد، زوجه سيدنا عمر قالته ياعمر إن نهيتي فلن أذهب... ساعتها هو مقدرش يمنعها رغم غيرته الشديده جدا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ذهب، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لرجل من قريش، فظننت أنه لي فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك يا أبا حفص، فبكى عمر، وقال: أما عليك في أغار" 
"انتِ نعمه فى حياه اى حد ياحور لو واحده غيرك كانت اتعصبت وخانقت وعملت مشكله" 
"مينفعش ياليث نقف لبعض على الواحده، لازم كل زوجين يتقبلوا بعض" 
كان ليث سيهم للرد عليها ولكنه سمع طرق على الباب، تركها ثم ذهب ليرى من
نظر ليث للواقف امامه بصدمه وهو يردف
"چون!!" 
انا مسلم يا ليث انا مسلم... لم أكن يوما يهوديا"
كانت اول جمله ينطقها جون، ترك چون الحقيبه من يده ثم ركض تجاهه يحتضنه
أحتنضه ليث بقوه وهو مازال لا يستوعب وجوده بعد.. 
"ازاي مكنتش يهودي وبقيت مسلم ازاي... چون انت أسلمت عشان رغد!!" 
"لم افعل... لانني مسلم منذ مولدى" 
اجابه چون بفرحه عارمه مما جعل ليث يعقد حاجبه
"امال ازاي كنت عايش عمرك كله ع أنك يهودي!!" أردف ليث بتسآئل وهو مازال لم يفهم بعد
"حين تركتكم وعُدت للموطن، أردت البحث عن الدين الاسلامى، حسنا فى البدايه كان لاجل المحبوبه رغد، لكن أقسم لك بعدها اردت البحث لكى اعرف الصواب، شعور داخلى يخبرني بأنني لست بيهودي، عدت لعائلتى ومكثت معهم حتى عملت بأننى لست إبنهم، وهم فقط تبنوني" 
"بس هم مينفعش يتبنوا طفل مسلم وهم مش مسلمين" 
"لان ليس هم من تبنوني، تبنتى آمراه جارتهم مسلمه لانها كانت وحيده، ولكنها توفت وأوصتهم قبل موتي بأخذى،ولكنهم اخفوا علىّ أمر ديانتي، وجعلوني واحدا منهم.. حزنت فى البدايه لانهم ليس بعائلتى، وانا على ديانه اخرى، لم اتقبل الامر فى البدايه حتى ظللت ابحث عن الدين الاسلامى واصبحت احبه، كنت اعلم البعض من الدين الاسلامى منكم ولكن ذاد علقى به حين تعمقت به أكثر، ثم نطقت الشهاده كي اجدد دخولى به" 
"واى سبب دخولك للدين الاسلامى واى اللي خلاك تحبه وانت طول عمرك عايش على اساس أنك يهودي؟ " 
"أريد الجنه يا ليث اريد الجنه يا صديقى، اريد ايضا رؤيه الرسول.. قرأت عنه الكثير حتى اصبحت متيم برؤيته..بداخلى مشاعر عديده يا ليث، ماذا لو قبض الله روحى حينها..انا سعيد جدا يا صديقي، سوف أنفق اموالى كلها للفقراء حمدا لله على رجوعى للاسلام" 
اقترب منه ليث ثم ضمه مره اخرى وهو سعيد لاجل صديقه، 
"انا فرحان جدا ياچون"
"انا ايضا سعيد جدا ليث، دعنا نتحدث فى الاهم، لا اريد أحد أن يخبر رغد، سوف اذهب اليوم لخطبتها دون معرفتها بالامر، اُريد مفاجئتها بالامر" 
وافق زين ولم يعترض دام أن الامر سوف يسعد كلاهما، وخصوصا رغد التى تبدل حالها منذ سفر چون، 
سعدت حور حينما علمت بالامر وذهب لرغد دون إخبارها
ام عن چون وليث نزلا سويا لشراء بدله ثمينه له لاجل خطبته، وقام بشراء الحلوى التى تحبها رغد، وقف امام المرآه يهند ملابسه، كان اليوم أسعد يوم بالنسبه له 
"هيا ليث، لم اعد اطيق صبرا، اريد الذهاب لها الان ومعانقتها" 
"ولا اتلم، مفيش الكلام دا غير بعد كتب الكتاب" اردف ليث بغيره اخويه، فرغد يعتبرها بمثانه اختا له
وعلى الطرف الاخر عند رغد، كانت تجلس حزينه بعض الشيء حتى وجدت من يطرق الباب، ذهبت لترى من حتى وجدتها حور، إحتضنتها بفرحه 
"حورر أخيرا جيتي" دلفت حور وذهبت للاطمئنان على والداها اولا ثم عادت لرغد مره آخرى وهي تطعيها فستانا
"خدي البسي دا" 
"اى دا.. وجبتيه لييه وبمناسبه اى وعشان اى البسه" 
"اىى كل الاسئله دي البسيه وخلاص وبعدين هقولك ليه
اصرت حور على رغد بإرتداء ذلك الفستان، وبعد اصرار حور إرتدته وهي لا ترتدى لماذا، كان چون هو من جلبه لها واعطاه لحور لكى تجعل رغد ترتديه
إرتدت رغد الفستان وظلت تدور حول نفسها، اخذ تتذكر چون.. تتخيل لو يراها بهذا الفستان ماذا ستكون رد فعله!!  
" االلهم بااارك جميل اووي يارغد.. متخيلتش هيكون بالجمال دا "
"ششكرا ياحوور، مقولتليش برضو سببه اى و.."  قطعت حديثها حين سمعت صوت يأتي من الخارج، نظرت من الشرفه حتى توسعت عيناها بصدمه
، چون يقف امامها وهو يرتدى بدلته ويمسك بيد عُلبه حلوى، واليد الاخرى يُمسك بها باقه من الزهور والكثير من البلاليين 
نظر لها ثم غمز بطرف عيناه وقال بجنون وصوت مرتفع
"انا مُسلم يا رغد.. اُقسم انني مسلم.. لم اكن يهوديا يوما" 
♕سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم"
"روان عندها كانسر" كان زين اول من تحدث، صمت عمر ولم يُجيبه.. وقعت حقيبه الحلوى من يده 
لقد فقد القدره على النطق، بالتأكيد يكذب.. كيف هذا.. روان مُصابه بهذا المرض اللعين؟؟ 
لم ينطق عمر وتركهم وذهب لغرفته وأغلق الباب غلفه
لم يمر كثير حتى سمع الجميع صوت تحشيم كبير فى الغرفه مما جعل الجميع ينتفض على آثرها.. ثم بعدها صوت صراخ عمر بشده وهو يحطم كل شيء حوله
قامت روان مسرعه وهى تتطرق الباب وتناديه
"عمر... عمر عشان خاطررري متعملش فى نفسك كداا بالله عليك.. صدقني والله هكون كويسه.." 
لم يستمع لها وهو مازال يحطم كل شيء أمامه بكت روان معه وهى تشعر بالعجز
"متعملش فيا كدا ياعمر عشان خاطرى، دا بدل ما تكون انت قوتي تضعف انت بالشكل دا؟ والله هكون كويسه متخفش افتح ياعمررر متوجعش قلبي ذياده" 
فتح لها اخيرا الباب، كانت عيناه حمراء بشده 
جذبها لاحضانه وهو يبكى بقوه ويشدد من احضانه، كانت تبكى معه هي الاخرى 
"عارف إنه مش وقته...بس كفايه احضان عشان كل دا هيطلعه على دماغك بعدين..."  ضحكت روان من بين شهقاتها وهى تبتعد عنه، بينما نظر له عمر ثم اردف وهو يمسح دموعه
"دا لو وافقت عليك أصلا.."  
"كتب كتابي انا وروان بكره" 
♡سبحان الله، والحمد لله، والله اكبر
نظرت من الشرفه حتى توسعت عيناها بصدمه
، چون يقف امامها وهو يرتدى بدلته ويمسك بيد عُلبه حلوى، واليد الاخرى يُمسك بها باقه من الزهور والكثير من البلاليين الحمراء 
نظر لها ثم غمز بطرف عيناه وقال بجنون وصوت مرتفع
"انا مُسلم يا رغد.. اُقسم انني مسلم.. لم اكن يهوديا يوما" 
وقع الخبر بصدمه عليها وهى تنظر له ومالزالت لم تستوعب وجوده امامها بعد حتى إستفاقت وهى تركض اسفل تجاه بسعاده
إقترب چون وهو يهرول تجاها ايضا ومن سعادته لم يُنتبه لتلك السياره التى تسير تجاهه بسرعه شديده
مرت السياره داهسه إياه امام عيناها بقوه مما جعل جسده يطير بعيدا والدماء تفور منه
صمت عم المكان...
هل مات چون؟؟ 
تصنمت مكانها بعض الوقت
، ثم أخذت تقترب منه بخطوات مترنحه، مشهد الدماء يُعاد لها من جديد.. فى الاول ابيها وامها... ثم باقى عائلها
واخرى أخيها.... وها هي تفقد آخر شخص لها
أخذت تتذكر مزاحاته معها
"أنت فتاه جميله للغايه، لا بل انتِ الاجمل على الاطلاق، انتِ اجمل فتاه رأتها عيني" 
ماذا، الست العروس..هذا جيد.. انتِ فتاه قبيحه ولا تروقى
"لا بأس سوف اشترى المذيد من الحلوى المره القادمه لكِ" 
"تروقى لي وانتِ شرسه هكذا" 
"كيف لقبحك أن يكون بهذا الجمال رغد" 
تذكرت آخر حديث له قبل أن يسافر
"إعلمي أنك اجمل من رأيت رغد.." 
جثت رغد على ركبتيها جواره وهى مازلت لا تستوعب ما حدث بالتأكيد هي تحلم، اتى ليث راكضا نحوه 
أغمضت رغد عيناها وهى تتمنى أن لا تفتحهم مجددا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
إقترب ليث منه بفزع وهو يهزه بجنون، صديقه وأخيه على وشك أن يفقده!! 
"چوون اصحى ياچون.. ياقوم ياصاحبي لسه فاضل حاجات كتير هنعملها سوا"  أخذ يتصفحه فكانت الدماء تُغطي جميع أنحاء جسده 
بينما حور اخذت تحتنض رغد الجالسه جواره دون حراك
لاحظت حور تحريك يد چون ببطء، نظرت له بصدمه
"لييث ش.. شوف مامتش حرك ايده والله انا شوفته" قالتها حور بفرحه مما جعل ليث يلتفت له وقد بدأ الامل يدب فى قلبه 
  اخذ ليث هزه ودموعه تتساقط كطفل اوشك على فقد والداته تأكد من أنه مازال قلبه ينبض، لم ينتظر الاسعاف أن تأتي حتى حمله وذهب تجاه سيارته باقصى سرعه، ومعه حور وهى تسند رغد
وصلا الى المشفى بسرعه جنونيه، نزل ليث من السياره وهو يحمله ويركض به للداخل
"دكتوووور بسررعه" صرخ بهم ليث حتى اتوا ليأخذوا منه ثم دخل العنايه المركزه حاله الطوارئ
وقف الجميع ينتظره فى الخارج وهم يدعون له 
اتي والد ليث بخطوات مسرعه
"لييث... ماله چون هو كويس!!" قالها بخوف شديد وكأن چون إبنه الذى انجبه، طالعه ليث بدموع وهو يردد
"أدعيله يابابا... تعبان اوي" أحتضنته والده فهو يعلم تعلق ليث به، وأيضا هو، الجميع يحبه بشده، لقد كان چون برئ يُشبه الاطفال فى طيبته مزحاته اللطيفه.. رقه قلبه
حاولت حور بث بعض الطمأنينة داخل قلب رغد وهي تلقى عليها بعض الكلمات لطمأنتها،.بينما رغد لم تكن معها من الاساس... مشهده والدماء تغطي جسده وهو مُلقى ارضا لا تستطيع إخراجه من عقله
لقد كان هول الفقد داخلها أكبر من أن تهدئة الكلمات
هل كُتب عليها الفقد؟ كلما احبت شخص فقدته كان يجب عليها منذ البدايه أن تعلم بأنها لا يجب أن تتعلق بأحد 
لقد خسرت الجميع
أمسكت حور المصحف واقتربت من ليث وهي تضع يدها على كتفه"أمسك يا ليث... اقرله قرآن واستهدى بالله، إن شاء الله هيكون كويس" أخذه منها بيد مرتجفه وهو يتحاشي النظر مع الجميع
مر ساعتان وقد بدأ القلق ينهش قلبهم حتى خرج لهم الطبيب أخيرا، هرول الجميع نحوه وتحدث محمود والد ليث أولا
"طمنا يادكتور هو كويس؟"  نظر لهم الطبيب بحزن وهو يُجيبه
"البقاء لله.. احنا عملنا اللي قدرنا عليه"  القى الطبيب كلماته فى وجهم ثم رحل
خرجت شهقه صغيره من فم حور وهى تضع يدها على فمها، بينما ليث شعر وكأن الدنيا تدور من حوله.... هل فقد صديقه؟  بهذه السهوله.. قبل أن يفرح به
اخذ يتذكر لحظاته معا ومزحاته، آخر لقاء بينهم وهو سعيد لأجل انه أصبح مسلم
جلس محمود على اقرب كرسى له فقدماه لم تعد تحتملانه
اما عن رغد، كأنها إنعزلت عن العالم، لقد شهدت وفاه كل من أحبتهم... كانت فى كل مره تقاوم وتحاول تخطي الامر حتى اصبحت غير قادره، موت آخر شخص لها جعلها تشعر بأن عائلتها توفوا مجددا، لم تبكي حينها وتخرج ما داخلها 
ظلت تراكم الامر داخلها حتى لم تعد قادره
بكت حور وهى تحاول أن تجعلها تستفيق
"اصحي يارغد فوقى.. چون مات يارغد ماات.. عيطي او صرخي" لم تستجب لها وظلت صامته وكأنها لم تسمعها 
حتى بدأت تضحك بهستريا اقلقت الجميع عليها
"ههههههه.... ههههههه..ههههه... انا اللي غلطانه، كان لازم أعرف من الاول إن مينفعش احب حد، انا حاسه إني السبب فى موته عشان انا اى حد فى حياتي لازم يموت
ه.. هو مكنش يستحق ياحور انا السبب.. انا السببببب" 
هنا وظلت تصرخ وتبكي بشده وتتذكر كل شخص توفى، والاسوء أن جميع من فقدت كان أمام عينيها، اذا أصبحت على تمام الثقه بأنها السبب 
إقتربت حور وهى تحضتنها وتبكى، لا تدرى ماذا تفعل فهي تعلم مراره الفقد، فقد سبق لها بأن توفت والداتها واخيها
تساقطت دموع ليث بآلم، لقد رحل صديقه
وقف أبيه بتعب وهو يردف
"يلا عشان نجهز الدفن
♕سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم♕
وقف الشيخ يقرأ دعاء الميت بعدما صلوا عليه
يقف ليث ويشعر بأن قلبه سوف يتوقف من هول الموقف أمام القبر
هل سيجلس رفيقه هنا وحده فى ظلمات القبر؟ ماذا عن سؤال الملكين وعذاب القبر، كيف لهذه الدنيا أن تكون صغيره هكذا، بلحظه فقط غادر الحياه
كان يشعر بأن الموت بعيدا عنه ولا يفكر به مثلما نفعل أيضا، ولكن ها هي الحياه
اقترب الرجال ليضعوا چون داخل القبر وهنا فزع ليث وحاول منعهم، صديقه يخشي الظلام ويخشى الجلوس وحده
" لا لا مش هيدفن حتى بالليل.. ه..هو بيخاف من الضلمه.. خليها الصبح حتى" تحدث ليث مترجيا إياهم فقد حل الظلام وهو سوف يكون وحده
"القبر يابني مفهوش ليل ونهار، لو هو أعماله صالحه هتنر وله قبره، ولو لقدر الله وحشه..." صمت الرجل ولم يقوى على تكمله حديثه، ها هو أكثر سبب يستحق الحزن حقا 
أن لا يعمل العبد لهذا اليوم ويستعد له وكأنه غدا
تم وضع چون داخل القبر، يشعر ليث بأن صديقه يناديه يترجاه الا يفعل به هذا، هل هو ايضا سوف يأتي لهذا المكان، فالقبر مرعب حقا
ها هم الجميع يرحلون ويبقى الميت وحده فقط، هاهي الدنيا التى نغضب الله من أجلها.. فانيه ورب الكون فانيه
صرخت رغد صرخه أخرجت كل ما بداخلها من آلم ثم أغمضت عيناها، لم تعد ترغب بالحياه بعدما خسرت الجميع، سوف تلحق بهم شعرت بالسوداء يحيط لها
مالبث حتى سمعت صوته الحنون ونور امامها
"هيا رغد أستيقظي.. انا هنا أمامك"  لم ترد رغد بفتح عيناها خشيه أن تعود للواقع ويرحل سوف تكتفي بصوته داخل علقها، حتى تردد الصوت مره آخرى
هنا فتحت عيناها حتى وجدته أمامها بهئته التى رأته بها قبل الحادثه ونفس الملابس ولكنها غير ملطخه بالدماء 
لا تعلم هل هى تحلم أم أنها اصبحت تتوهم، كل ما يهم الان أنه أمامها
نهضت من الفراش وهى تحتضنه بقوه حتى شعرت بأن أحد يجذها تتشبث فى ملابسه أكثر، لا تريد لهذا الحلم أن ينتهي وتعود للواقع 
"ماتتلمي يابت وتبعدي عنه بقى"  كان هذا صوت ليث وهو يجذبها بقوه إبتعدت رغد وهى تنظر للجميع حولها بصدمه
فچون يقف أمامها بهئته قبل الحادثه وليس به شيء 
وحور ايضا وعمها محمد 
"كل هذا لأجل مفجأتك؟ لم أفاجئكِ بعد الان"  تحدث چون بضيق طفولى، ظلت رغد تنظر لهم بصدمه وهى لا تفهم شيئا
"ان.. انت ازاي كويس .. انا مش فاهمه حاجه، هو اى اللي حصل " 
#_________روان_الحاكم__________
"كتب كتابي أنا وروان بكره"  أردف زين أمام الجميع عن موعد كتب كتابه صمت قليلا ثم تابع حديثه
"وفرحنا هيكون بعد علاج روان لما تخف"  نظرت له روان بدموع "يازين بس..." 
"من غير بس ياروان، لازم نكتب الكتاب عشان اعرف أكون معاكِ...هنقدر نتخطي الفتره دي سوا، دا إبتلاء من ربنا وانتِ أده" 
إقترب منه عمر وهو يضع يده على كتفه"أنت هتاخد أغلى جوهره على قلبي عارف لو زعلتها" تحدث عمر بمزاح وهو يضيق عيناه ممثلا الحِده
نزع زين يده وهو ينظر له مُجيبا إياه"مجرد ما تبقى روان مراتي هخليها تقطع علاقتها بيك أصلا"
إبتسمت هي بهدوء من مزاحه، إقتربت ياسمين محضتنه إياها بقوه وهى تقول"أخيرا هتبقى مرات اخوياا "
سرت قشعريره فى جسدها... هل ستصبح زوجته حقا غدا؟؟ تتشعر بشعور غريب، لم تتخيل بأن غدا زين سيصبح زوجها، 
إقتربت منها والداتها هي الاخرى بدموع... أحتضنتها ألاخيره وهى حزينه لأجل والدتها"متعيطيش ياماما... انا هكون بخير، دا إبتلاء من ربنا ولازم أكون اده، كفايه عليا إنكم حواليا ودي نعمه فى حد ذاتها"
فرح الجميع لأجل ثباتها.. لم يتصوروا بأن تكون روان بهذا الصبر وتحديدا زين
"هطلع عشان أعرفهم بكره بخبر كتب الكتاب ونلحق نستعد... يلا يا ياسمين"  وقبل أن يخرج إقترب من روان وهو يهمس بجانب أذنها دون أن يسمعه أحد
" فاضل يوم واحد كلها بكره... ساعات قليله وهتكوني....ح. لا.. لى " نطق جملته الاخيره ببطء شديد 
ثم رحل وهو يبتسم.. يتخيل إحمرار وجهها من حديثه، 
دلفت روان حجرتها وهى تتنفس براحه كبيره وخوف من القادم، جلست على الفراش وهى تسند رأسها وتتذكر هذا اليوم.... والذى قلب حياتها رأسا على عقب 
كانت تقف تستعد لمقابله زين اليوم، هاهو أتى لخطبتها
قاطعها رنين الهاتف... إلتقطته لترى من...؟ 
فكان المركز الاشعه، تذكرت أمر تلك التحاليل التى طلبتها منها الطبيبه، آجابت مسرعه لتعلم نتيجه التحاليل
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... نتيجه التحاليل طلعت يافندم، والدكتوره طالبه حضورك" 
دق قلبها بشده وهى تتخيل أسوء النتائج
"ط.. طب.. هي نتيجه.. الت.. التحاليل كويسه...؟؟"  سألتها بتوتر ونبره مرتجفه وهى تشعر بالخوف الشديد ولا تعلم مصدره
"الدكتوره طالبه حضورك وهتعرفى النتيجه هناك"  
"تمام.. انا جايه إن شاء الله.، جزاك الله خيرا" أغلقت المكالمه معها وهى خائفه، كانت ستؤجل ذياره الطبيبعه ولكنها لم تستطع، قلبها يُخبرها بأن هناك خطب ما..؛
خرجت بعدما إرتدت الباقى من ثيابها دون إخبار والداتها كي لا تقلقها، معلله بأنها ستذهب مسرعه ثم تعود دون أن يُلاحظ أحد.. مسكينه لا تعلم ما ينتظرها..؛ 
وقفت تنتظر سياره لكي تقوم بإيصالها، أخذت تستغفر إلى أن أتت، ركبت السياره قاصده مركز الطبيبه، تابعت تسبيحها 
"ماما ماما شوفى.. أشجار.. وك.. وكمان فيه عصافير 
وبصى ياماما كمان دا فيه عربيات كتير، الحقي ياماما دي العربيات بتمشي" إلتفت جميع الركاب إلى مصدر الصوت
كان لولد فى التاسعه من عمره... ضحك الجميع عليه بسخريه، نظرت والداته بخجل ثم أردفت
"معلش... اصله مكنش بيشوف ولسه عامل عمليه وفتح... عشان كان مستغرب" حاولت والداته تبرير موقف طفله كى لا يسخر عليه أحد، فالجميع يسىء الظن بمن يراه ولا يعلم حقيقه من أمامه، إبتسمت له روان وكم سعدت بشده لأجله ثم طالعته وهى تردف
"أنت جميل اووي... وانا فرحانه عشان، مُبارك ليك يا بطل" 
ضحك لها وهو يشكرها، توقفت السياره ونزلت هي
مشيت قليلا حتى وصلت، دخلت إلى العياده
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... لو سمحتِ أنا ليا ميعاد مع الدكتوره" 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إسمك اى"
"إسمي... روان" أجابتها روان بتوتر وهى تُفرك فى يدها
طالعت الفتاه الكشف أمامها وهى تُجيبها
"أول... اتفضلي استريحي نص ساعه وهتدخلي" 
"كتير اووي النص ساعه انا مستعجله" 
"آسفه يافندم بس الدكتوره عندها حاله جوه"  تأففت روان بضيق.. سوف تضطر للإنتظار نص ساعه كامله هي هكذا سوف تتأخر وأيضا أكثر ما يُغضبها هو إلانتظار.. 
"تمام شكرا ليكي" تركتها ثم ذهبت لتجلس على مقعد ما 
وهى تشعر بالضيق الشديد ولم تطق صبرا لمعرفه نتيجه التحاليل، أمسكت هاتفها تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي حتي توقفت عند منشور ما "اقضى على فراغك بالقران"  يالله كيف فاتتها تلك
أمسكت حقيبتها لتخرج المصحف ولكنها لم تجده، 
تذكرت بأنها نسيته فى المنزل لأنها خرجت على عجاله، 
حسنا لا بأس سوف تقرأ من الهاتف.. قد قامت بتحميل تطبيقي "أنا مسلم"،" والطريق إلى الجنه" وكلاهما يحتي على القرآن وايضا قصص الصحابه والانبياء.. الخ
فتحت واحدا منهما وأخذت تقرأ بخشوع حتى مر ما يذيد عن النص ساعه دون أن تشعر.. إن لم تكن تقرأ لكانت إشتعلت غضبا من كثره إلانتظار ولكنها لم تشعر بالوقت وهي مندمجه فى القراءه...؛ 
"آنسه روان... ميعاد حضرتك جه، الدكتوره بإنتظارك جوه"
توقفت عن القراءه وقلبها ينبض بشده، عاد لها الشعور بالقلق مره آخرى ولكنها تحاول طمأنيه ذاتها
"بس اهديي اهدي مش هيكون فيكي غير كل خير.. ايوه هبقى كويسه" أخذت تردد هذا الكلام داخلها حتى دخلت عن الطبيبه، طرقت الباب فسمحت لها الاخيره بالدخول 
"تعالي يا روان اقعدي استريحي"  حدثتها الطبيبه بلطف شديد، جلست وهى تشكرها، طالعتها الطبيبعه قليلا ثم أردفت بهدوء
"أنتِ جايه لوحدك! .. مفيش حد معاكِ؟؟"  سألتها الطبيبعه مباشره، إبتلعت روان ريقها بخوق وقد تسرب لها القلق أكثر
"لأ... محبتش أقلق حد معايا"  أجابتها بصدق، بينما صمتت الطبيبه ولا تدرى ماذا تفعل، لا يجب أن تخبرها خبر هكذا وهي وحدها.. ولكنها أيضا لا تستطيع إخفاء ألامر عليها..! 
"شكلك ملتزمه.. وأكيد بترضى بقضاء الله وعارفه إن كل شيء بيحصل خير لينا"  هنا وقد تأكدتت من جميع شكوكها، شحب وجهها وتسارعت دقات قلبها...صمتت قليلا ثم أجابت بنبره مرتجفه
"ااك.. أكيد يا د.. دكتوره"
"إنتِ عندك ورم على المخ" لم تجد الطبيبه مفر من أن تخبرها، وقع الخبر عليها كالصاعقه على الرغم من أنها كانت قد تنبأت بالامر، ولكنها كانت تحتاج ليكذب لها الخبر، 
هل قالت الطبيبه بأنها مُصابه بالكانسر؟؟ هذا المرض اللعين الذى لم يُشفى منه أحد؟ بالطبع تمزح معها
"حضرتك بتقولى اى.. أكيد فيه حاجه غلط، راجعي بس التحاليل تاني من فضلك" حاولت التماسك وتحدثت وهى تعطي لنفسها بصيص من الامل لكن إنقطع داخلها حين اتي رد الطبيبه لها
"للاسف ياروان... التحاليل صحيحه" أكدت لها الطبيبه الامر وهى تُعطيها نتيجه التحاليل 
أمسكت روان التحاليل بيد مرتجفه ودموعها تتساقط، طالعت التحاليل فكانت النتيجه إيجابيه
"متزعليش أكيد خير وهنقدر نلح..." قاطعتها روان وهى تقوم بغضب وتُلقى التحاليل ارضا
"كدب... التحاليل دي كدب وانا مش مصدقه انا كويسه مفياش حاجه" خرجت مسرعه دون سماع نداء الطبيبه لها، ترفض تصديق الامر هي مُصابه بهذا المرض اللعين الذى يم ينجو منه أحد، ومن تعابير وجه الطبيبه إستشفت بأنها فى مراحل متأخره منه
هل ستموت بكل تلك البساطه..!! يوجد اشياء كثيره لم تفعلها ولم تحققها بعد، لم تتزوج ولم تنجب الاطفال 
ستموت دون أن تكون أم، والاحرى لم تلتزم بشكل كافى
توقفت عن تلك النقطه.. منذ أن بدأت فى طريق الهدايه وهى أصبحت دائما فى إبتلاءات، لم يحدث معها كل هذه حينما كانت بعيده عن الله، كان تظن بأنها حين تلتزم سوف تستقيم حياتها وستصبح سعيده أكثر مثلما ترى الملتزمين.. اذا ماسبب الذى يحدث معها اليس المفترض العكس، هي التزمت وتقربت من الله ما كل تلك الابتلاءات
لقد نسيت كل ما تعلمته من صبر.. نسيت بأن الله اذا أحب عبدأ آبتلاه ليطهره من ذنوبه، الله يريد لها الچنه لذا يبتلها 
وسوس لها شيطانها وسولت لها نفسها بأن كل الذى تعاني الان بسبب التزامها.. حسنا لقد أتخذت قرارها ولن تتراجع فيه، سوف تعود لكل ما كانت عليه فى حياتها السابقه، وسوف تخلع هذه النقاب الذى لم يجلب لها سوى الابتلاءات لعلها تستريح قليلا.. شعرت بالدوار يعصف بها وصداع شديد كاد بأن يفتك رآسها وكان أول كلمه تخرج من فمها "ياااارب"  تحدثت وهى تضع يدها على رأسها
لحظه هل قالت يارب!! هل لجأت الى الله؟ هي تعلم بأنه الوحيد القادر على شفائها ولكن صدمتها من معرفه خبر مرضها جعلتها غير قادره على التفكير بشكل صحيح 
هي فقط تريد أن تستريح قليلا، وضعت يدها على آذنها وهي تصرخ من كثره الاصوات داخل عقلها"بس بقى كفايه... انا تعبت"
جلست ارضا فى تلك الحديقه تبكي بآلم، نظرت حولها للجميع فرأت كل من حولها سعيد ويضحك مع من معه 
لا تعلم بأن الجميع مبتلى ومنهم أكثر منها، ولكن الانسان حينما يكون حزينا يرى الجميع سعيد عدا هو
"خلاص يابابا عشان خاطرى متعيطيش بقى... دا بدل ما انت اللي تحايلني" 
جثت الفتاه الصغيره على ركبتيها وهى تمسح دموع أبيها وتحضتن وجهه بكفها الصغير
"مش احنا أتفقنا إننا هنصبر عشان ندخل الجنه ولا انت مش عايزلي الجنه بقى..."  صمتت قليلا تتابع تعابير وجهه ثم تابعت حديثها
"ماما الله يرحمها قالتلي إن ربنا لما بيحب حد بيبتليه.. وكل ما الابتلاء كان كبير كل ما بيدل على حبُ ربنا لينا" 
كانت روان تتابع حديثها بوهن، لا تفهم منها عن ماذا تتحدث تلك الصغيره، عمر الفتاه لا يتجاوز الرابعه عشرا 
يبدو أن أبيها مريض وهي تواسيه 
مسحت الصغيره رأس أبيها وهى تُكمل.. 
"الدكتوره قالت ليا إن فيه إحتمال إني أخف من الكا'نسر
وإن ماما حالتها كانت متأخره عشان كانت تعبانه، اما انا لسه فى الاول" 
صُعقت روان من حديثها.. هل تلك الصغيره مُصابه بنفس مرضها، كيف لها بأن تكون بهذا الصبر والثبات.. فهي حتى لا تبكي
تُقسم لو أن أحد حكي لها هذا الموقف ماكانت لتصدقه لولا أنها سمعته بآذانها 
"مش يمكن المرض اللي عندي ومش عاجبك هو سبب دخولي للجنه... وكمان عشان اشفع ليك يابابا، أول ما ادخل الجنه اول حاجه هطلبها من ربنا انت 
بس توعدني إنك متزعلش لو انا جرالى حاجه" 
هنا ولم يعد يحتمل والداها الامر، شدها لداخل احضانه وهو يبكي بقوه.. كأن هو الطفل وليس هي.. 
شعرت روان بالخجل من نفسها... كيف لفتاه صغيره مثلها بأن تُعطيها هذا الدرس، وكأنها آفاقتها مما كانت على وشك فعله
هل الله أرسل لها تلك الفتاه لتكون سبب فى صبرها؟ إبتسمت روان بدموع واخذت تستغفر بسبب تفكيرها، سوف تصبر على هذا الابتلاء وأيضا لم تُخبر أحد، ستتحمل لوحدها لكي تأخذ الاجر، سوف تقترب من الله أكثر ولكنها يجب عليها فعل شيء هام الان
مسحت دموعها وهي تقرر العوده ولكنها ستكون برفض زين، لا ذنب له لكي يتزوج بفتاه مريضه مثلها، قررت بأن تتصدى هى لمرضها بمفردها.. دون إخبار أحد
إستفاقت من ذاكرتها وهى تمسح دمعه فرت من عيناها 
اخذت تردد الحمد، أغمضت عيناها براحه... هاهي غدا سوف تُصبح زوجته.. حلاله
♡اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ال إبراهيم إنك حميدا مچيد.. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أنك حميدا مچيد♡
كان محمود يجلس وهو يتذكر زوجته بآلم 
قاطع شروده رنين هاتفه، كان المتصل رقم مجهول... لم يُجب عليها حتي إنقطع الاتصال، ثم عاود المتصل مره آخرى.. أخذ محمود الهاتف وهو يجيب
"إبنك لسه عايش مامتش... لو عايز تيجي تلحقه تعالالي على المكان دا***"  
إنقطع الاتصال مع وقع الهاتف من يده
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_________________
"ان.. انت ازاي كويس .. انا مش فاهمه حاجه، هو اى اللي حصل " تسآلت رغد وهى مازلت لا تدرى بعد كيف يقف أمامها سليم مُعافا..، 
"لا أعلم ماذا حدث لكِ، مجرد أن نظرتي لى من الشرفه ركضتي نحوى ثم وقعتِ مغشيه عليكِ" 
"انتِ كويسه يا رغد،أول ما شوفتيه اغمى عليكِ.. احنا قلقنا عليكِ"  صمتت رغد ولم تُجب هل يتصور أن يكون هذا حُلم..!! تُقسم بأنه كان حقيقه بالنسبه لها
هي تتذكر تفاصيل ذلك الحُلم بشده.. اذا كيف يحدث هذا
"الم تسعدك رؤيتي رغد؟؟، لقد سننظت بأنكِ ستكونين أكثر سعاده مثلي" وآخرى لم تُجبه رغد وهى مازلت شارده فيما حدث معها، ضغطت عليها يديها بشده وهى تُحاول تنظيم أنفاسها، فكانت تتنفس بعنف ولا تصدق بعد أن ما مرت به كان حُلم..، 
"از.. ازاي انت مكنش يهودي يا چون"  أردفت بعد صمت دام عده لحظات وهى تنظر لهم بوهن
"سوف أقص ليكِ من البدايه يا صغيره لقد تبنتي آمراه مسلمه ثم توفت، حين إشتد عليها المرض وإقترب الاجل منها طلبت من جيرآنها أخذي والاعتناء بي لان ليس لديها أحد ولكنهم أخفوا عليا أمر ديانتي.... حتى عملت الحقيقه" 
" يعني انت مسلم دلوقتي يا چون؟"
"لم يعد إسمى چون... لقد غيرت إسمي إلى" يونس"
لقد أحببت قصته بشده، هذا الذى إبتلعه الحوت ومكث فى بطنه ثلاثه أيام، إلى الان لا اصدق كيف استطاع أن يجلس كل تلك المده دون خوف او يأس.. علمت أنه ظل يردد حينها "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" 
لقد صبر صبرا عظيما، وعلمت أيضا أنه حين عاد أسلم جميع قومه، لذا اسميت اسمى الجديد مثله"
"مُبارك ليك يابني على دخولك للاسلامي من جديد" تحدث العم محمد والد حور، باركت له حور ايضا وأحتضنه ليث مجددا، بينما مازالت رغد صامته..، 
"لمَ لم تقولين شيء رغد؟ الم تفرحي لى؟" تنهدت رغد لا تعلم بما تُجيبه هى مازلت فى صدمتها من هذا الحلم بعد هل كان إشاره لها بأن تبتعد؟ حتى لا تفقده هو الآخر؟ "
"لأ مبروك يا جو.. قصدي يا يونس، عن اذنك هدخل ارتاح شويه" نظر لها الجميع بتفاجئ من تغيرها هكذا.. لقد ظنوا بأنها ستصبح أكثر سعاده
"هدخل اشوف مالها" قالتها حور وهى تهم لتذهب إليها ولكن قاطعها ابيها وهو يُجيب
"خليكِ يا حور، انا هتكلم معاها" أومات له حور وهى تذهب بكرسيه المتحرك إلى غرفه رغد ثم خرجت
حمحم الاخر ثم تحدث
"مش مبسوطه ليه؟ انتِ كنتِ هتتجني من لما سافر، ودلوقتي لما رجع وبقى مسلم مش موافقه؟" 
صمتت، لا تعلم بما تُجيبه.. أخذت تفرك يدها بتوتر كيف تخبره بما تشعر به.. لا أحد سيفهم ما بداخلها وإن أمضت عمرها كله تحكي، هي لا تعلم تحديدا ما بها سوى أنها متعبه
فقد يُدرك المرء أنه مُتعَب لكنه يجهل ما الذي يتعبه، إنها الهزائم المكبوته 
"مش عارفه... بس حاسه إننا مننفعش لبعض" 
"ولا عشان خايفه عليه؟ لما اغمى عليكِ حلمتي إنه مات صح؟"  دُهشت رغد من حديثه، كيف علم بالأمر فهي لم تُخبر أحد بعد
"مستغربه أنا عرفت منين!! نظرات الخوف فى عنيكِ 
، عقلك الباطن صورلك إنك هتفقديه هو كمان زي اهلك 
عشان كدا بقيتي خايفه ومتردده..." صمت بعد اللحظات يرى تعابير وجهها وتأثير حديثه عليها والتى بدا مقنعا بالنسبه لها، أخذت نفسا عميقا ثم زفرته على مهل وهي تردف
"حسيت الحلم كان إشاره عشان تفوقني، لو جو.. قصدي يونس لو بعد انا ممكن اقدر اتخطاه لكن... لكن لو كان مات كنت هفضل عمرى كله مش هقدر اتخطاه
هو مش اغلى من اللي راحوا بس.. المشكله إني كنت أطمنت لوجده.." إبتلعت غُصه مريره فى حلقها ثم تابعت
"نسيت إنه مينفعش أطمن لحد"  
"تعرف كمان.. من لما دخل حياتي وانتوا كمان بدأت احس نفسي ضعيفه، انا عمرى ما كنت ضعيفه وطول عمرى كنت قويه لكن.. لكن معاكم ومعاه بحس إني طفله صغيره متعرفش يعني اى قوه" صمتت تلتقط أنفاسها بصعوبه وجبينها متعرق بشده وكأنها كانت فى حرب للتو ثم تابعت
"لو تفتكر اول يوم جيت هنا كانت وفاه اخويا.. شوفت كنت قويه يومها ازاي، حاليا انا بقيت هشه وضعيفه وعايزه افضل عمرى كله أعيط... معدتش فاهمه مالي واى اللي بيحصل" 
"يمكن عشان اخيرا لقيتي اللي يحتويكي ويطبطب عليكِ.. انتِ الاول كنتِ بتحاولى تباني قويه عشان عارفه إنك لو وقعتي مش هتلاقي اللي يسندك ويقومك، لكن دلوقتي لما لقيتي اللي يساندك حسيتي إن عايزه تخرجي كل الكبت اللي جواكي ومعدش فيه داعي لإنك تباني قويه وتقاومي" 
"ط.. طب وازاي الواحد يقدر يتخطي حزنه؟" 
"بالصبر، من أعلى درجات الجهاد؛ جهاد الحزن، جهادكِ في التَّقبُل، جهادكِ في الحمد والشكر وأنتِ في شدة، وأنت ما محدش حاسس بعصرة قلبك ولا الأيام بتمرّ عليك ازاي؟! 
إنك تسلّمي أمرك لله حتى لو مش فاهمه الحكمة ولا مستوعبه الأحداث، إنك تلجأي وأنتِ متيقنه أن لا ملجأ من الله إلا إليه، إنك تستسلمه وترضى حتى وإن خالف هواك، 
صبرك وشكرك وتقبلك جهاد
فالابتلاءات في الحياة يبنتي مش اختبار لقدرتك الذاتية بس دا اختبار لقوة استعانتك بالله.
هقولك على قصه يارغد حقيقي بحبها اوى
سيدنا يوسف كان معاه ف السجن شابين 
والشابين خرجوا قبله من السجن 
وهو خرج بعدهم ببضع سنين كمان مش بسنه ولا اتنين
وهو نبي الله كمان وهم اتنين عاديين 
واحد منهم خرج عشان يُقتل 
والتاني خرج عشان يخدم 
وسيدنا يوسف خرج عشان يكون الولى على خزائن مصر 
شوفتي الفرق بيهم اى 
احيانا المنع بيكون قمه العطاء، فأوعي تيآسي". 
يالله، الله لا ينسى أحد، حين يُرسل لك الابتلاء.. يُرسل معه من يُصبرك عليه حتى تحمد الله على هذا الابتلاء
" اقعدي بكره رؤيه شرعيه مع يونس.. وادي لنفسك فرصه بعيده عن كل الهواجس اللي فى دماغك"
♕سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم♕
"يبنتي اخلصي بقى اتاخرنا، ورانا حاجات كتير" 
وقفت روان تُعدل من نقابها وتتأكد بأن ملابسها على مايرام "خلاص خلصت اهو يلا" 
خرجت روان ومعها ياسمين لشراء الفستان، وبعد لف طولا وصلا أخيرا الى المكان المنشود، أبصرت روان الفستان الذى أمامها بإنبهار شديد وعيون لامعه
"الله يا ياسمين، الفستان دا حلو اووي"  طالعت ياسمين الفستان الذى تُشير إليه الاخرى بتفحص فكان الفستان جميل بحق ولكن له ذيل طويل
"بس دا حرام يا روان، مينفعش تلبسيه" تعجبت روان من حديثها، الفستان يبدو رقيقا وغير ضيق
"ليه.. دا واسع وشكله حلو" 
لانه لا يجوز لمسلمة أنها تلبس فستان طول ذيله أكثر من ذراع ...!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ "
 فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : " فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ ؟
 قَالَ : " يُرْخِينَ شِبْرًا "
فَقَالَتْ : " إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ " 
 قَالَ : " فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا ، لاَ يَزِدْنَ عَلَيْهِ "
"معنى كلامك إنه مينفعش نلبس فستان بديل طويل؟" سألتها روان لتأكد حديثها، فأومات لها ياسمين
نظرت روان للفستان بحزن، فكان الفستان رائع بالنسبه لها
"من ترك شىء لله.. عوضه خيرا منه، صدقيني هنلاقي أحلى منه"  تحدثت ياسمين مجددا حين لاحظت نظرات الحزن على وجهها، إبتسمت لها الاخيره ثم سارت معها للبحث عن آخر وخرجا من المحل بأكمله
وصلا إلى مكان آخر مخصص للفستاين
"تعالي كدا يا روان شوفى الفستان دا" أشارت لها ياسمين على فستانا ما، نظرت له روان ولكنه لم يعجبها ايضا مثل الاخر"مش حلو زي التاني" تحدثت بضيق طفولى 
إبتسمت لها ياسمين ثم أمسكت يدها وخرجا من هذا المول أيضا
"ولا يهمك..لسه معانا اليوم طويل، بينا نشوف غيره" 
إنصاعت روان لحديثها وسارت معها وأيضا لم يلفت إنتباها شيء
"انا تعبت من اللف يا ياسمين مفيش حاج..."  بترت جملتها وهى ترى فستانا ما أمامها، إقتربت منه بإعجابِ شديد
كان الفستان أجمل ما رأت على الاطلاق 
"شوفى يا ياسمين دا" أردفت روان بفرحه عارمه وكأنها وجدت كنز أمامها.. فكأن الفستان شديد الجمال والرقه
"حلو اووي... شوفتى يا ستي، صبرنا ونولنا" أجابتها ياسمين وهى تنظر للفستان وقد نال إعجابها ايضا
"انا خايفه على اخويا منك لما يشوفك بيه من جماله" تحدثت ياسمين مازحه، وضعت روان يدها على خدها بكسوف وقد توردت وجنتيها.. تتخيل رد فعله حين يراها مثلما قالت ياسمين
"هدخل اقيسه واشوفه عليا" 
"بلاش يا روان تقسيه هنا، ابقى قيسيه فى البيت افضل لانه مينفعش تقيسي هنا وتخلعي هدومك ولو لبستيه فوق لبسك مش هيكون ظاهر، الافضل تقيسيه فى البيت ولو مظبطتش نبقى نبدله" 
إقتنعت روان بحديثها، لا يجوز أن تبدل ملابسها خارج بيتها حتى ولو فى محل الملابس
قاما بشراء الفستان ثم عادوا للمنزل مره آخرى 
ومجرد أن وضعت روان قدميها داخل المنزل حتى توسعت عيناها بذهول
#_______روان_الحاكم__________
كان يسير ليث بسيارته ومعه حور فى الطريق الى الشركه بعدما أصرت عليه الذهاب معه
  كان ليث منشغل فى السواقه حتى أوقفه صراخ حور
"استنى يالييث استنى" أوقف ليث السياره بفزع وهو لا يفهم سبب صراخها المفاجئ
"لحظه هنزل دقيقه وهرجع"  نزلت حور من السياره دون إنتظار رده مما جعله يعقد حاجبيه بشده وآثار الأمر ربيته، حتى نزل هو الآخر خلفها، بحث ببصره عنها حتى توسعت عيناه بصدمه، إقترب منها وعلى وجهه علامات الغضب
"بقى منزلانا فى نص الطريق واتاخرت على الأجتماع عشان عربيه شربات؟؟"  تحدث ليث بضيق وغضب
كتمت حور ضحكتها أسفل النقاب وهى تضع يدها على وجهها كى لا تثير غضبه، 
"الشربات اللي مش عاجبك دي التلاته بعشرره.."  قطعت حديثها وهى تُمسك العديد من الشربات فى يدها ثم أكملت "هاخد دول ياعم ربيع" 
نظر المدعو ربيع نحو زين وطالعه بطيبه "جوزك دا يابنتي اللي قولتيلي عليه!!؟" 
همت حور لتجيبه ولكن قاطعها ليث مسرعا"قالتلك عليا..؟ انتِ تعرفيه منين يا حوور" تحدث بغضب ونبره صوت مرتفعه جعلت حور تشعر بالحرج منه، ولكنها تحكمت بغضبها وهى تردف بهدوء
"دا عمى ربيع اعرفه من شوأنا صغيره ويعتبر مربيني" ضحك العم ربيع وهو يضع يده على كتف ليث ثم قال
"حور دي بنتي اللي مخلفتهاش يابني، أنت واخد جوهره، رغم إنها كانت بتجيلي من وهي اد كدا إلا أنها بتتعامل معايا بحدود ومقالتش دا راجل كبير ويعرفني من وانا صغيره، محافظه علي نفسها ومحدش يقدر يقربلها" 
حاول ألا يسبب لها مشاكل فقد إلتمس غيره زوجها على حتى ولو رجل كبير، تقبل ليث حديثه ولم يجب 
أعطته حور الأموال وأخذتهم ثم عادت للسياره مره آخرى
ركب ليث جوارها وهو يشعر بالضيق "كل اللي قاله دا مش مبرر إنك تتكملي معاه حتى ولو راجل كبير، المفروض إنك ملتزمه والكل بياخدك قدوه، ازاى بيتكلم معاكِ بأريحيه كدا؟؟" 
أخذت حور نفسا عميقا وهى تزفره بضيق، إستغفرت ربها كي لا تغضب عليه وهى تُحاول التحكم بذاتها، مهما بلغ الامر هو زوجها ويُغار عليها
"انا مش هبررلك الاول علاقتي بيه، إعتبرتني غلط واتكملت معاه بحسن نيه وبإعتبراه راجل كبير حتى لو غلط... حد قالك ياليث إني ملاك مش بيغلط؟ مفيش حد مهما بلغ إلتزامه معصوم من الغلط ومش معني إني بجاهد نفسي وانصح الناس يبقى مبغلطش خالص؟ هنا بقى ييجي دورك انت إنك تنصحني، ممكن انا اعمل الغلط وماخدش بالي إنه غلط غير لما حد ينبهني لأن كلنا بشر وبنغلط
نيجي بقى للموضوع الاساسى أولا عمي ربيع أعرفه من وانا صغيره، كان عنده بنت وتوفاها الله وكانت نفس اسمى، لما شافني قالي إني بفكره بيها.. مش هنكر إني كنت بتعامل معاه عادي وكنت بجيله على طول اسلم عليه لأنه كان بيفرح لما يشوفني، لكن لما كبرت حاولت إني اخفف تعاملي معاه بس برضو مش بعامله زي الغرب، 
وللعلم اول واحد حكتله عنك وخدت رأيه وهو اللي خلاني اوافق، 
انا معرفش اذا كان صح ولا غلط، لكن هنرجع لنقطه إني بشر مش ملاك ووارد إني اغلط ياليث.. بحس الناس مبتصدق حد بيحاول يتلزم إنه يغلط 
لما تلاقيني غلطت إنصحني ياليث مش تزعقلي وتش.." بترت كلمتها ألاخيره، هى دائما تشعر بأن ليث شخص شكاك أكثر من كونه غيور ولكنها تحاول جاهده بأن لا تفتعل مشاكل بينهم، ومجددا شعر ليث بالغضب من ذاته.. كيف تجعله كل مره هو الخاطىء بحديثها المقنع الهادي؟ 
تنهد ليث وهو يغمض عيناه، ثم أمسك يدها وقال
"كل مره اسلوبك بيخليني احس بالذنب من نفسي وإني غلط حتى لو مش غلط.. أنا آسف بس رجاءا ياحور راعي إني لما بغير مش بتحكم فى غضبي" 
"حاضر ياليث.. خلينا فى المهم شوف الشربات اللي جبتها!!؟" 
"رايحه تيجي شربات التلاته بعشره من على العربيه؟ يبنتي هو انا حارمك من حاجه ولا مجوعك" 
"اسكت انت متعرفش الشربات اللي التلاته بعشره دول بالنسبالي اى، من يوم ما عملت فيها بنت ناس وبقيت بجيب من الواحد بعشره دول وهو كل يوم يضيعلي واحد، عندك دول بقى يفضلوا معايا طول السنه ومستحيل يضيع
.. كمان جبتلك شربات خد شوفها"  نظر لها ليث بتشنج وعلامات الاستعياء باديه على وجهه
"انتِ عايزاني انا البس شربات من على العربيه؟ تعرفي تمن الشراب الواحد بس اللي بجيبه بكام!" 
"ومالها دي.. مش بتقضى الغرض وخلاص؟ جرب كدا تجبلك منها وباقى الفلوس اللي كنت هتدفعها فى الشراب البراند تديها لحد محتاج؟" 
"منا ممكن اجيب البراند وادي لحد محتاج برضو مدام ربنا رازقني، لكن مينفعش اروح اجيب حاجات من دي الناس تقول عليا اى" 
"مهي دي المشكله يا ليث، الناس
احنا بنروح نجيب الماركات عشان بس الناس.. الساعه ام 1000 جنيه هتقضى نفس غرض الساعه ام 100 
والعربيه ام خمسين الف هتقضى نفس غرض العربيه ام مليون جنيه دي بتسوق ودي بتسوق، لكن احنا اهم حاجه اننا نجيب اعلى حاجه ونقلد الغرب
جرب كدا تجيب حاجه اقل من اللي كنت بتجيبها وباقى الفلوس اديها لحد محتاج؟ ربنا سبحانه وتعالى قال إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
ومش معني كدا انك تحرم نفسك او تمشي مبهدل لا اهتم بنفسك واللبس حلو وشيك بس في حدود المعقول 
ونتعود نوفر دايما مادام دا هيدينا نفس الغرض" 
لم يقتنع ليث بحديثها كله، يرى بأن الإنسان من حقه أن يتفاخر بأمواله وأن يُظهر غناه، فقد تعود ليث على حب المظاهر وليس العيش ببساطه، ولكنه لم يرد أن يُجادلها كثيرا ويوافقها فى الرأى
"اتأخرنا على الاجتماعك.. عاجبك كدا؟" 
"قولهم إننا أتاخرنا عشان كنا بنجيب تلات شربات بعشره.. هتلاقيهم سابوا الاجتماع وراحوا كلهم يجيبوا" ضحك عليها ليث وهو يجذلها لتسير جواره
"انتِ مفيش فايده فيكي ابدا" 
♕لا إلا إلا أنت سبحانك... إني كنت من الظالمين♕
وصل محمود إلى المكان الذى ابلغه به المتصل، فكان مكانِ مهجور، دخله وهو يزيح الاتربه حتى ابصر محمود أمامه، وقف ينظر له بجمود وهو يتحدث
"فين آبني يا حامد"  كانت تعابيره وجهه جامده.. عيناه حمراء بشده ولده كان على قيد الحياه كل تلك المده وهو لا يدرى؟ 
"طب مش تسلم عليا الاول ياخي؟ جاى مستعجل كدا ليه" 
تحدث ببرود وبإبتسامه مستفزه "
"قولتلك فيين ابني يا حامد" كرر سؤاله وهو يُمسكه من ثايبه بعنف تعكس طبيعته الهادئه، أبعده الاخير عنه بهدوء 
"تؤ تؤ براحه على أعصابك.." قطع حديثه وهو ينظر له يخبث ثم تابع"انت مش متخيل أنت صعبان عليا اد اى 
يعني ياعيني بعد العمر دا كله ابنك يطلع عايش.. مش دي المشكله، المشكله انه بقى مريض نفسي ومقعد.. طلعت عقدي كلها اللي عملتها فيا زمان على أبنك"
نظر له محمود بصدمه، هو لم يفعل له شىء بتاتا.. بل حامد هو من استمر بإذائه
"بس انا عمرى ما آذيتك يا حامد وانت عارف كدا، طول عمرك اللي مبتحبش الخير لحد وانت اللي آذتني، انت دمرتلي حياتي مش بس آذتني"
"مهو كل دا بسببكك.. انا بكرهك وعمرى ما حبيتك يا محمود ولا اعتبرتك صاحبي، كل حاجه كنت انت اللي بتاخدها، دايما عامل نفسك الكل فى الكل وانك الواد اللي مفيش منه، انت خدت كل حاجه ليك لوحدك، حتى صحابنا كانوا بيحبوك انت وانا لأ
كنت بنمشي معاك والكل بيقف هزر ويضحك معاكم ماصدقوا شافوك، وانا ولا كأني موجود كأن حامد دا هوا
حت.. حتي البنت الوحيده اللي حبتها لقيتك جاى تقولى إنك خطبتها وانا كنت بحبها من قبل ما انت تشوفها حتى 
لكن هي كمان اختارتك انت لكن شوف انا خدت منك كل حاجه" 
توقف عن الحديث وهو يضحك بهستريا تُشبه المجانين جعلت محمود يتأكد بأنه مريض نفسي
"خدتها منك.. وخدت ابنك منك، ودمرت حياتكم... وعيشتك فى وهم إنها هي اللي سابتك، بس الحقيقه انا اللي أجبرتها تعمل كدا" 
طالعه بخبث حين وحد نظرات الصدمه باديه على وجهه 
إقترب منه محمود ليضربه ولكن سبقه الاخر وهو يضربه على رأسه 
"بابا" كان هذا آخر صوت يسمعه محمود قبل أن يقع أرضا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
توقفت روان تُطالع المكان أمامها بإنبهار، المنزل منزين بطريقه جميله، لقد سُرق قلبها حقا 
بحثت بعنيها عنه حتى وجدته.. كان زين يقف يُعلق ماتبقى من البلالين
رُسم شبح إبتسامه خفيفه على ثغرها مالبست حتى توسعت إبتسامتها بشده.. ثم أخذت تضحك بفرحه
هل فعل زين كل هذا لأجلها؟ لم يكن زين من الأشخاص الجيدين فى فعل المفآجات ولكنه فعل لأجلها
ظلت تتابعه بحب لا تدرى هل المكان زُين بشكل جميل لدرجه خطف قلبها ام لأن هو من فعل هذا؟ 
إنتهى زين من العمل ثم إستدار حتى وجدها أمامه تنظر له.. حمحمت روان بإحراج بينما إبتسم لها زين وهو يقترب منها ثم قال
"عجبك المكان؟" نظرت روان لم اشار عليه... فكان زين قد قام بكتابه إسمها جوار إسمه على الحائط والمنزل مليء بلاليين باللون البنفسجي والتى تحبه روان بشده
لا تعلم كيف إستطاع أن يفعل ذلك بهذا الوقت القصير 
أومات له روان برأسها وهى تُجيبه
"جدا... عجبني اوي"  فرح زين وإبتسم حتى ظهرت غمازات وجهه، سوف يفعل اى شيء لأجل سعادتها..، 
"انت عملت كل دا لوحدك ازاى" أردفت روان مره آخرى هم زين ليُجيبها ولكن سبقه عمر وهو يقول 
"انا اللي عملت.. اصلا هو مكنش عارف يعمل حاجه وانا بخبرتي كمهندس انا اللي صممت الديكور"  تحدث عمر بفخر وهو يُعدل من ياقه ثيابه.. نظرت له روان بشك وهى تضيق عيناها وقالت
"بس انت مهندس مدني ياعمر مش ديكور؟" سألته روان 
بينما توتر عمر وهو يجيبها
"بس فى النهايه مهندس!!" وضع زين يده خلف رأس عمر وهو يضربه برفق
"انت مش هتتغير خالص كدا ياعمر؟" 
"لأ... ولو مش عاجبك طلقني" ضحكت عليه روان، كان كلا من عمر وزين يبذلوا قصارى جهدهم لأجل إسعادها.. فا ماهي مُقبله عليه ليس بهينِ
تابع عمر حديثه مره آخرى
"انا بهزر.. الحقيقه إن زين أصر إن هو اللي عمل كل حاجه، انا يدوب ساعدته فى بعض الحاجات"  كانت روان تعلم بأن زين هو من فعل هذا، 
"هطلع انا علشان الحق أجهز لكتب الكتاب.. يلا ياعمر" أخذ زين عُمر معه فهو يعلم بأن ياسمين أخته سوف تبقى مع روان لتساعدها فى إرتداء ثيابها، لذا أخذه معه لأعلى
ولم يعترض عمر حتى يسمح لياسمين بأخذ راحته مع أخته
دخلت ياسمين المنزل وهى تُمسك بما قاموا بشرائه فى يدها، فقد تأخرت بالخارج لانها نسيت بعض الاشياء وسبقتها الأخيره، طالعت هي الاخرى المكان حولها بإنبهار
"لأ... متقوليش إن زين أخويا هو اللي زين البيت كدا؟" سألتها ياسمين بذهول لا تصدق بأن اخيها من فعل هذا
، هزت روان رأسها بإيجاب وهى تضحك
"هو بعينه" أجابتها روان بفرحه لأجل إهتمام زين بها
"ايوه يستي بقى الله يسهلك... طلع مش سهل برضو.. ربنا يوعدنا بحد زيه بقى" ضحكت ياسمين وهى تمزح معها بينما نظرت لها روان بخبث ثم تحدثت
"عمر هو كمان شاطر فى الحاجات دي عشان مهندس
يبخت اللى هتكون نصيبه بقى... هيدلعها"  حمحمت ياسمين بتوتر ثم أجابتها وهى تفر هاربه من أمامها، تعلم بأن روان تقصدها بحديثها
"ه.. هروح انا اشوف ورانا اى"  تعالت ضحكات روان على خجلها وقد تأكدت بأن ياسمين هي الاخرى مُعجبه بأخيها
لحقت بها لكي تقوم بإرتداء فستانها، 
عند زين دخل شقتهم وهو ينتظر عمر الذى ذهب لجلب البدله من المكوجي نادي على والداته فآتاه الرد من غرفتها
دخل لها وهو يطرق الباب أولا.. سمع صوتها بعد لحظات سامحه له بالدخول 
وقف زين أمامها وهو يطرق رأسه ارضا كطفل صغير مذنب، يبدو أن والدته مازلت غاضبه منه، 
تذكر مشاجرته معها حينما أخبرها بأمر زواجه من روان.. هاجت وغضبت ورفضت الامر بشده 
حتى أخبرها بأنها مريض، لا ينكر أنها حزنت ولكنها ظلت مُصره على رأيها
إقترب زين منها وهو يُقبل يدها ورأسها ثم قال
"من لما كنت صغير وانتِ وبابا علمتوني مسبش حد محتاجني إلا واساعده... اى أن كان هو مين تخيلي بقى لما يكون الشخص اللي محتاج مني المساعده المرادي اكتر إنسانه حبيتها وإن جينا للحق.. فأنا محتاجلها أكتر ما هي محتجاني.."  
صمت يرى تعابير وجهها والتى لم يبدو عليها التأثر بحديثه، فوالداته كاى أم مصريه تريد سعاده إبنها وترى بأن روان لا تناسبه.. فهي فتاه مُدلله منذ صغرها ولا تُحب والداتها 
كانت فى البدايه ترفضها لهذا الاسباب.. الآن ذاد الامر سوء حينما علمت مرضها، لقد حزنت عليها ولكن ذلك لم يشفع لها بأن تجعل إبنها الوحيد أن يتزوجها
هل توافق على زواجه منها وهى فى اى لحظه مُعرضه للموت وترك إبنها؟ 
عاطفه الامومه داخلها أنستها بأننا مُعرضون للموت فى اى لحظه دون مرض، ولكن نحن من نظن بأن الموت يسقبه سبب كمرض او حادثه وما شابه
تابع زين حديثه مره آخرى
"لو كانت ياسمين مكانها ياماما... كنتِ هترضى لو هي مخطوبه خطيبها يسيبها؟؟" خفق قلبها بشده ثم أجابته بخوف
"بعد الشر عليها طبعا.. متقولش على أختك كدا"  
"شوفتي مقدرتيش تتخيلي الموقف حتى ازاي؟ يرضيكي بقى أسيبها وانتِ عارفه أنها ملهاش حد غيرنا!!؟" 
كانت تعلم بأنه مُحق، ولكنها تُكابر، فلا تُريد لها حياه تعيسه بسبب مرضها
"انت بتحاول تقنعني ب اى يا زين.. على اساس إني لو رفضت انت مش هتتجوزها حتى لو بغير رضايا؟" 
قالت والداته بعتاب، اما زين لا يعلم بماذا يُجيبها فلا يريد أن تحزن منه.. أخذ نفسا عميقا ثم زفره وهو يقول: 
"حتى لو عملت كدا يا ماما زي ما بتقولى... صدقيني مش هكون مبسوط وانتِ مش معايا، انا فرحتي بتكمل بيكي ياماما عشان متعود إن اول واحده بتشجعيني على كل حاجه... عشان خاطرى ياماما خليكي معايا المرادي ثقِ فى إختيارى، جربي تحبي روان كأنها بنتك وتحتويها" 
ظل زين يتوسلها حتى رق قلبها له ثم تحدث
"ماشي يا زين.. انا موافقه مادام دا هيبسطك" 
توسعت عين زين بفرحه وهب لأحتنضانها بقوه وهو يضحك كطفل صغير أعطته أُمه حلوته المُفضله، فأخيرا نال رضاء والدته، بإبتسمت هي بحنان وهى تطبطب على كتفه، كيف كانت ستسمح لنفسها بأن تحرمه من السعاده الباديه على وجهه الآن؟ 
"انتِ أجمل أم فى الدنيا كلها..هروح البس بقى زمان عمر جاب البدله"  قال زين جملته ثم قبل رأسها وخرج مسرعا 
 مما جعل والداته تبتسم له بحنو، تشعر بأن زين الهادئ الرزين عاد طفل مره آخرى، حتى وإن كانت لا تتقبل روان ولا ترضى بها له.. يكفى فرحته تلك..؛ 
♕سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم♕
وقع محمود ارضا وهو يضع يده على رأسه بآلم أثر تلك الضربه التى تلقاها من حامد سمع صوت يُنادي بضعف ولم يكن هذا الصوت سوى ياسر
إلتفت له الأخير وهو يُشبع عيناه منه ولده مازال على قيد الحياه لم يمت كما قال له الطبيب، 
نظر له ياسر بضعف وهو غير قادر على مساندته 
يتذكر كل ما عاناه فى تلك الفتره منذ أن خرج من السجن 
هاهو أبيه أمامه وغير قادر حتى على إحتضانه.. 
"تؤتؤ...صعبتوا عليا اووي، حاسس إني شوفت المشهد دا فى فيلم قبل كدا" 
ظل ينظر لهم بتشفى وهو سعيد من داخله لرؤيتهم هكذا 
امضى حياته يربى من كان يعتبره ابيه تربيه سيئه يرزع داخله حقده وكرهه للبشر..جعل منه شخص مريض نفسي وها هو قد نجح وهو يطلع عليه.. 
"لما وصلني خبر إنك خلفت تؤام.. هنا كرهي ليك ذاد أكتر من الاول، سبق وعرفت إني مبخلفش 
انت خدت كل حاجه وانا مخدتش اى حاجه خلاص.. حتى الخلفه لما اتحرمت منها، هنا بس حلفت إني من اللحظه دي مش هخليك سعيد، خطفت إبنك وخليت الدكتور يفهمك منه مات وجاب طفل ميت مكانه وانت عشت كل دا فاكره ميت... طبعا انت مستغرب ازاى تهاني قدرت بعد العمر دا كله تتخلى عنك بالسهوله دي.. 
ضحك حامد بجنون وهو يعود بذاكرته إلى الوراء ويقص له ما حدث
كانت تهاني تنتظر قدوم ليث من مدرسته فقد إشتاقت له وبشده، أضاء هاتفها مُعلنا عن وصل فديو لها
فتحته بتعجب وهى ترى ما يحتويه.. كان الفديو لطفل صغير يلعب طفل يُشبها هي كثيرا وكأنها نسخه منها هى 
فياسر يُشبه والدته كثيرا عكس ليث الذى يُشبه اباه
لم تصدق تهاني عيناها... يبدو أنها تتوهم الشبه فقط..، 
مالبثت تنظر للفديو حتى بصرت من يضع مسدس على رأس الصغير.. وقع قلبها بخوف عليه ولا تدرى هويته بعد
إنتهى الفديو فى نفس اللحظه التى رن بها هاتفها...ضغط على زر الرد بقلبِ يرتجف
" لو عايزه إبنك يفضل عايش... 
هتجيلي على مكان***** ولو قولتي لحد إنسى إنك تشوفيه تاني ايوه ياتهاني.. إبنك ياسر لسه عايش"
أغلق المكالمه دون إنتظار ردها، بينما هي وقع الهاتف من يدها مازلت لم تستوعب ماقاله بعد.. كيف لطفلها أن يكن مازال على قيد الحياه!! 
لم تصدق ولكن قلبها يُخبرها بأنه إبنها بحق.. تشعر به
خافت عليه بشده لذا نهضت مسرعه إلى العنوان التى أخبرها به بعدما أرتدت ملابسها وثيابها على عجاله، طوال الطريق وهى تبكي وتدعو الله بأن يحفظه.. 
وصلت إلى المكان الذى أخبرها به حامد اخيرا، دلفت للداخل حتى وجدت ولد صغير يجلس وهو نفسه الذى رأته فى الفديو، إنتفض جسدها بعنف ثم إقتربت منه وقدماه لم تعد تحملاها
جثت على ركبتيها جواره ثم أمسكت يده حتى وجدت تلك العلامه فيى يده والتى كان قد وُلد بها هو واخيه ليث هنا فقط تأكدت بانه هو
مالبثت أن جذبته لأحضانها بحب شديد وهى تبكي.. قد تيقنت بأنه ولدها فقلبها يشعر به، 
"ان.. إنتِ ماما؟" نطق الصغير وهو ينظر لها ببراءه
" ايوه ياعمرى انا ماما انا ماما ياحبيب قلبي انا اسفه.. اسفه ياعمرى مش هبعدك عني تاني" 
ظلت تحتضنه وتنهمر عليه بقبلاتها وهى تشعر وكأنها بحلم وسوف تستيقظ منه
آتي فى هذه اللحظه حامد وهو يبعد الصغير ويأخذه منها
ظلت متشبثه به وغير قادره على تركه، وضع المسدس على رأسه ثم قال
"لو عايزه إبنك يعيش يبقى هتسمعي اللي هقولك عليه" 
اومأت هي مسرعه بخوف شديد، فهي تعلم بجنونه ويسطتيع إيذاء صغيرها بحق 
"هتروحي تقولى لمحمود إنك مش عايزاه وهتخليه يطلقك  وتقوليه إنك كنتِ متجوزاه عشان فلوسه وانا بقيت اغنى منه" 
"لا طبعا انا مستحيل اعمل كدا" هزت رأسها برفض فما يقوله ماهو إلا جنون بالنسبه لها.. 
"يبقى تودعي إبنك اللي ملحقتيش تفرحي بيه" 
"لا لا.. بالله عليك متعملش كدا هسمع اللي هتقوله عليه بس متآذيهوش"
"ايوه كدا شاطره.. هتروحي تقوليله زي ما قولتلك، وإن جه فى بالك بس إنك تلمحيه ليه بالموضوع فانسي إبنك خالص، البيت متراقب وكل خطوه هتعمليها متقرابه.. يعني إن عملتي اى حاجه هعرف" 
"وبس ياسيدي إنت طبعا عارف الباقى... كنت عارف انها غبيه ومش هتقدر تقولك عشان خايفه عليه، هي طبعا زهقتني كتير وكانت كل شويه بتحاول تهرب لحد... لحد ما بدأت أديها أدويه تخليها تنسى اللي بيحصل معاها" 
وهنا ولم يعد محمود يحتمل الامر طوال تلك السنين يعيش على فكره أنها رحلت وتركته؟ لم يُكلف نفسه بالبحث عنها لظنه بأنها هي من أرادت الرحيل وهي طوال تلك المده تُعاني دونه.. 
سقطت دموعه بآلم عليها، وعلى النقيض الاخر كان ليث يستمع لكل كلمه تفوها حامد، فقد قام بإرسال التسجيل له..، 
"طبعا المكان كمان شويه هيولع كله.. انا عملت معروف وبعت لابنك التاني يلحقكم، بس انتوا وحظكم بقى ياما يلحقكم ياما يلحقوكش... 
هروح بقى انا عشان الحق تهاني اصلى مبحبش اسيبها لوحدها"  قال جملته وهو يرحل تحت نظرات الصدمه من محمود... هل تهاني مازالت على قيد الحياه؟ 
"اااه مهو انا نسيت أقولك.. تهاني لسه عايشه، خبر موتها كان كذبه مني" 
"حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حامد... روح الله لا يوفقك... ربنا ينتقم منك دنيا واخره
كان هذا آخر ما سمعه حامد قبل خروجه ولكنه لم يُبالي، مجرد أن خرج حتى بدأت النيران تشتعل فى المكان وهو يضحك بطريقه تُشبه المجانين.. "
قاد حامد سيارته وهو يشعر بفرحه شديده وقد نجح فى كل ما فعله ووصل لمَ يُريده، أخذ يضحك بشده كالمختل 
ولم ينتبه لتلك الحافله الماره جواره، فاق على قرب إصطدامها منه، حاول السيطره علي السياره والإبتعاد ولكنه فشل.. 
حتى دعسته تلك الحافله الكبيره مُحطمه سيارته
هل إقتربت نهايته بهذا السهوله؟ لا.. لا يستحيل، مازال الموت بعيدا عنه كان مازال به النفس ولكن جسده قد شُل 
حاول الخروج من السياره مالبث حتى إشتعلت السياره بإنيران حارقه إياه
ظل يصرخ على أمل أن يلحقه أحد ولكن كان قد فات الآوان، أحرقته نيران الدنيا ولم يستطع تحملها
اذا ماذا عن نيران الآخره
ها قد فقد آخرته لأجل دنيا فقدها فى ثوانِ معدوده
لو أن أحد أخبره بأنه سوف يموت الآن يظل ساجدا لله
فالميت لا يعلم بأنه سيموت الآن، ملك الموت لا يستأذن أحد، 
ماذا عنك عزيزي القارئ؟ امازلت تشعر بأن الموت بعيد عنك؟ الم يحن وقت التوبه بعد؟ الا تُريد الفوز بالجنه والنجاه من النار؟ 
فقِ.. بربك أفقك من غفلتك تلك، أمازلت تستمع للاغاني؟ 
امازلتِ ترتدي تلك الثياب الضيقه؟ 
اتعضبون الله لأجل دنيا فانيه؟ افيقوا قبل أن يدركم الموت، لقد بعثني الله لأجل تنبيهم لعلى انا القادمه إليه لا أحد يعلم على من سياته الموت
#_______روان_الحاكم_____________
إنتهت روان من إرتداء فستانها وهى تدور حول نفسها بسعاده.. هاهي اصبحت عروس، حتى وإن كان الامر اتى بعجاله ولم تستعد له، ولكن اليوم سوف تصبح زوجته وأخيرا، إلتفت إليها ياسمين وهى تُطالعها بحب شديد ودموع
"اى الجمال دا ياروان....شكلك يخطف القلب اوي"  أحضتنها ياسمين بشده هاهي صديقتها اصبحت عروس ولمن؟ لأخيها حبيب قلبها
"بجد يا ياسمين شكلي حلو..! ولفه الخمار حلوه؟"  نظرت ياسمين لخمارها فكانت روان قد قامت بتقصير الخمار عن المعتاد وجعلته يصل لأول أكتافها فقط.. 
"الخمار جميل جداا وانتِ قمر.. بس قصير حبه، مش معني اننا نفرح يبقى نتخلي عن شىء كنا بنعمله يا روان" 
"بس انا بشوف بنات كتيره اوي لافه الخمار كدا لحد اكتافها"  
"دا ميتقالش عليها خمار يا روان، احنا كدا بنضحك على نفسنا، الخمار المفروض يغطي كتفنا ويعدي ما بعد البطن واسفل الظهر، لكن اللي البنات بتلبسه يادوب مغطي من فوق ومش واصل لكتفها دا مش خمار
هو اه افضل شويه من الطرحه لكن مش خمار
احنا بنلبس الواسع اللي يرضى ربنا مش اللبس اللي على هوانا احنا لكن احنا نفسنا بتسولنا بإننا كدا لابسين واسع وراضيين ربنا وللاسف دا غلط
بزعل جدا لما بشوف البنات مقصيرين الخمار جدا مش مغطي شىء ولكن بالنسبه لهم إنهم كدا لابسين الخمار وعاملين باللي ربنا أمرهم بيه" 
"معاكِ حق يا ياسمين.. خلاص انا هفكه وهلفه زي ما كنت بعمل الاول، ومش هقصره تاني ابدا.. مش معنى إن عندي مناسبه يبقى اتخلى عن شىء ثابت عندي كنت بعمله" 
قامت روان بنزع الحجاب ولفه مجددا، وهذه المره بدت أجمل بثياب العروس، كانت رقيقه بحق
سمعوا طرق على الباب ودخلت كلا من رغد وحور 
تفآجات بهم روان وهم يركضون حولها لأحضتناها 
كانت ياسمين هي من قامت بإخبارهم بالامر
"شكلك جميل اووي يا روان اللهم بارك" تحدثت حور بدموع وهي تحاول التماسك، لقد علمت بأمر مرضها 
"مبسوطه إني لقيتك قويه وصابره... لما ياسمين قالتلي توقعت اجي الاقيكي منهاره لكن اللي حصل العكس وفرحتيني جدا، ربنا فعلا لما بينزل الابتلاء على العبد بينزل معاه الصبر
لما حد بيدعي ربنا بشيء شايفه بعيد أوي أو مستحيل ، و قول أصله مش منطقي .. ما الظروف كلها باينة 
‏يفتكر بس قول الله ..
‏" قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا "
‏كل مستحيل هيـن علي ربك القدير  ..أقولك كمان على سر عظيم بيخليني أتقبّل أي خسارة بعيشها في حياتي؟ السر في إنّي بعد أي مِحنة أو خُسارة بقول لنفسي ربنا هو اللي اراد كدا وبعدها ببص للسما وبقول يا رب أنا رضيت ومش مُعترضه وعارفه إن سُبحانك ما بتحملش مخلوق فوق طاقته وأكيد رحمتك شايفة إن الشخص دا والسكة دي مش خير ليا فحميتني .. وبعدها بحمد ربنا وبشكُره.
ووالله ولا مرة قبلت بقضاء ربنا وقدره إلا وسُبحانه عوّضني وفرّج همي وطبطب على روحي.كنت قاعده من حد فبيقولي اطلع عمره وادعي هناك ، انا رحت دعيت بالاسم اني اتجوز وحده كان نفسي اتجوزها ، ومفيش شهر وكنت كاتب عليها ، 
قلته جميل.. 
قالي لا جميل ولا نيله دي بهدلتني وخلتني اشوف المر ، مكنش لازم احدد الاسم، كان لازم اقول اللهم اخترلي فإني لا احسن الاختيار ودبرلي فإني لا احسن التدبير ، 
وختم كلامه بقول الله "
 ويدعو الانسان بالشر دعائه بالخير وكان الانسان عجولا."
إبتسمت لها روان برضى وهى تشعر بالسعاده لكون الله إختار لها هذا البلاء وسوف تصمد... 
خرجت بعدما نادتها والداتها مُعلنه وصول زين
وجدت زين أمامها ببدلته والتى ذاداته وسامه على وسامته.. سرق قلبها بطلته تلك، اما عن زين بفكان قلبه يخفق بشده بدت جميله جدا بالنسبه له هو دايما يراها جميله، ولكن ثياب عرسها جعلتها أجمل
ابعد زين بصره عنها،لا يجب أن ينظر لها هكذا حتى يعقد قرآنه
"يلا بقى ياعم الشيخ جوزنا" ققالها زين بسعاده جعلت الجميع يضحك عليه، اقترب المآذون منهم لكي يعقد القران
كان زين يشعر وكأنه يحلم... صغيرته سوف تصبح حلاله بعد لحظات.. من ظل يعاني لاجلها.. من كان يبعد نفسه عنها كي لا يغضب ربه، فكانت امامه طوال الوقت ولكنها بعيده ايضا ولا يجوز له التخطي معها رغم كونها أمامها
مامر به ليس بالهين وهاهو يجني ثمار صبره
لم يفق إلا على صوت المأذون وهو يقول: 
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم على خير" 
إنتهى المأذون من جملته حتى صُدم الجميع من فعله زين...!! 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
__________________
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير" نطق المأذون جملته الشهيره ما إن إنتهى حتى أمتلى المنزل بالتسفيق، فقد أمرهم زين بأن لا يذغردوا رُغم أن الجميع هنا نساء، ولكن حتى لا يسمع صوتهم الرجال بالخارج
تجمعت الدموع بعيون زين وهو يُقاوم ألا يبكى.. ها هي اصبحت زوجته، إقترب منها ثم قدم يده لها لكى يلبسها ختام الزواج، مدت الاخيره يدها بتوتر حاول زين إمساك يدها ولكنه مازال لم يستوعب الامر بعد، أخذ يقنع نفسه بأنها اصبحت زوجته وحلاله
وبيدِ مرتجفه أمسك يدها... ولأول مره منذ أن كبُر يُمسك يد فتاه.. وألاجمل أن تلك الفتاه زوجته، ومن أحبها قلبه
شعور جميل يغمره ماكان ليشعر به لولا تحفظه دائما حتى مع محبوبته، من قال بأن الحبيب لا يستطيع من نفسه عن محبوبته؟ ها هو فعل ولم يغضب ربه
ألبسها زين الخاتم بسعاده كبيره، كان يُريد فى هذه اللحظه أحتضانها بشده ولكنه منع نفسه أمام الجميع،يعلم بأنه يجوز له إحتضانها ولكن حياءََ منه وحفاظا عليها أمام الجميع لم يفعل فهو لا يحبذ من يحتضن زوجته أمام الكل، إكتفى فقط بتقبيل رأسها مع تصفيق الجميع مره آخرى...، 
إقترب عمر منها وهو سعيد لأجلها هم ليحتضنها ولكن اوقفته يد زين قائلا: 
"بتعمل اى...اذا كان أنا جوزها معملتهاش؟" أردف زين بغيره وهو مانعا إياه من إحتضناها
"لأ مش هنبتديها تحكمات من أولها بقى" قال عمر حديثه وهو يحضتنها عنوه رُغم إعتراض زين ولكنه لم يُرد أن ينزع فرحتها 
إقتربت ياسمين تحضتن زين بفرحه وهى تُبارك له
نظر لها عمر ثم إبتلع ريقه وهو يقول
"هو اللي بنعمله فى الناس هيطلع علينا ولا اييه" إنفجرت روان ضاحكه عليه بينما شدد زين من إحتضانه لها قاصدا إثاره غيظه...أردف عمر مره آخرى
"خلاص يا أخ زين، مش لازم يبىقى عندك ضمير اوي كدا" إبتعد زين عنها أخيرا...، 
إقترب عمر من زين وهو يهمس
"بما إن المأذون هنا... ماتكسب فينا ثواب وتوافق تجوزني أختك وتخلي المأذون يكتب كتابنا بالمره واهو زيتنا فى دقيقنا"  تحدث عمر بتوسل له وهو ينظر لزين برجاء، صمت زين لحظات جعلت عمر يتوقع موافقته ثم أردف: 
"لأ.."
 رفض طلبه ببساطه شديده ثم أمسك يد روان ورحل مع تذمر عمر، 
"طب جوزني أمك حتى.. اى حد طيب" 
لم يجب عليه زين واكتفى بإبتسامه فقط
وقفت روان أمام والده زين وهى تنظر لها بتردد، فهي تعلم بأن زوجه عمها لا تحبها 
طالعتها الأخيره بضيق مالبثت أن تذكرت خبر مرضها وبأنها أصبحت زوجه أبنها، لم تسمع لوساوس شيطانها هذه المره،ولم تسمح لنفسها بأن تسول لها... حتى رق قلبها لها ثم إبتسمت فاتحه زراعيها لأحتضانها، توسعت عين روان بفرحه وهى لا تصدق ثم إرتمت داخل أحضانها
فاليوم من بدايه مفآجات بالنسبهِ لها، أخذت تدعوا الله بأن يديم عليها سعادتها، قبل زين يد والداته فرحه لأجل تعاملها الحسن مع زوجته، ثم أمسك يدها وذهب بها تجاه الشرفه والتى هى خاليه عن أنظار الجميع
أمسك يدها برفق ثم تحدث: 
"مُبارك عليا انتِ... حاسس إني بحلم وهصحى من الحلم" 
إن كان قد أحبره أحد سابقا بأن الحلال له مذاق حلو هذا ماكان ليصدق، يشعر وكأن الدنيا لا تسع فرحته وهكذا روان
"انا كمان مش مصدقه يازين... انا عمرى ما كرهتك يازين زي ما كنت مبينه، بالعكس انا كنت بعاملك وحش عشان انت بعدت مره واحده لانه حرام وانا مكنتش قادره استوعب دا ومعرفتش انه صح غير دلوقتي" 
"انتِ أجمل حاجه حصلت فى حياتي ياروان، من لما اتولدتي وانا طول الوقت حاسس إنك مسؤله مني 
وحاليا بقيتي مسؤله رسمي" 
صمتت روان ولم تُجب، ظلت تنظر لها بحب مثلما فعل زين، لا يوجد كلمات تصف ما بداخله، سوف ينظر لها دون خوف ولن يُجبر نفسها على غض البصر عنها لانها اصبحت زوجته، سوف يُحادثها ويهتم لأمرها دون خوف من إستباحه الحديث معها
فمن آداب التحدث مع الاجنبي 
اذا كان لا بد من الاختلاط لضرورة ... أن لا تُطل النظر، ولا تستَبِح الحديث، وكُفّ عن المزاح، والزم الكُلفة، واجتنب حدوث الألفة، وإياك والخلوة، والكلام الذي له معنيان، واترك مسافة كافية.. وإلا فاحفظ نفسك ونفوس من حولك ولا تختلط.والاختلاط في الحقيقة مثله مثل الاختلاط على منصات التواصل . فلا تتهاون واتق الله حتى يجعل لك مخرجا
وهذا ما كان زين حريص عليه مع الجميع حتى اقاربه 
فاقت روان من شرودها على صوته وهو يقول: 
"بكره هنروح للدكتوره، أول يوم فى جلسات الكيماوى"
♕سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم♕
اهي ياماما.. هي دي البنت اللي قولتلك إني عايز اتجوزها"
إلتفت سميره لما يُشير إليها أبنها بفرحه شديده حتى توسعت عيناها بصدمه
"هي دي اللي رافض كل البنات اللي جبتهم عشانها؟ انت اتجننت ياعمر... عايز تتجوز المعقده دي، دي تلاقيها هي اللي اثرت على روان وغيرتها كدا.. احنا ناقصين تخلف" 
غضب عمر من حديث والداتها عن ياسمينه...كان خائفا من رد فعل والداته لأنها متأثره بالخارج
"ومالها دي يا ماما.. مش عاجباكي عشان محترمه ومحافظه على نفسها، هي الوحيده اللي وقفت قصادي ومسمحتليش اتخطى حدودي معاها، مش اللي حضرتك بتتكملي عنهم وكانوا بيترموا تحت رجلي.. 
انا اه عشت بره كتير بس لسه عندي مبادئ، اللي انتِ بتقولى عليهم دول آخرى اصاحبهم مش اكتر، لكن يوم ما اتجوز هتجوز اللي تحفظ بيتي وتصوني فى غيابي
اللي تربي عيالي تربيه صالحه وتعلمهم دينهم" 
صُدمت والدته من تغييره المفاجئ هكذا هل اصبح ولدها مُعقد مثلهم؟؟ 
كانت تخشى بقائه معهم لأجل الا تتغير أفكاره، وتعجبون من تفكير والدته وتظنوه يحدث فى الافلام فقط، لكن أؤكد لكم وبشده أن هناك الكثير من الاهل يكرهون إلتزام ابنائهم، يرون التحضر بالتفاخر والتظاهر والملابس القصيره.. 
"لأ دا انت بقيت زيهم بقى ومستحيل اسمحلك تتجوز واحده زيها" 
"وانا مش هتجوز غيرها ياماما حتى لو مش هتجوز خالص" 
#________روان_الحاكم_______________
عادت رغد المنزل بعدما استئذنت الجميع 
دلفت للداخل حتى وجدت والد حور ينتظرها ألقت عليه تحيه الاسلام اولا وأطمئنت على صحته 
ثم تحدث: 
"يونس جاى يتقدملك يارغد.. قاعد مستنيكِ بره.."  صُدمت رغد من وجوده، فهي غير مستعده آلان لمقابلته
اومأت له بهدوء ثم ذهبت تجاهه ومعها والد حور 
"اقعدوا هنا... وانا هقعد هنا بعيد عنكم شويه عشان تاخدوا راحتكم"  تحدث والد حور ثم إبتعد عنهم سامحا لهم بالحديث لكي يأخذ كلا منهم راحته، فهي رؤيه شرعيه ويحق لهم الحديث بأرياحيه
حمحم يونس بحرج وهو يقدم لها عُلبه الحلوى التى تُفضلها رغد "هذه لأجلك صغيرتي"  اخذتها منه وهى تشكره ثم وضعت العُبله بجانبها، كان يونس يشعر بتغيرها نحوه ولكنه لا يدرى السبب 
"جئت لخطبتك اليوم رغد، منذ أول يوم رأيتك حين اتيت هنا وانا لا استطيع إخراجك من عقلى، تمنيت حينها لو أن هذه الخطبه جديا وانتِ هى العروس.. حسنا يوجد كلام كثير بداخلي ولكن ليث أخبرني بأنه لا يجب أن اتحدث به إلا بعد العقد.. والاهم الان هل توافقين الزواج بي؟" 
"اى السبب اللي يخليني اوافق؟" سألته رغد مباشرا مما جعل الاخير يعقد حاجبيه بتعجب فقد ظن بأنها ستفرح 
"لأجل أنكِ تُحِبينني مثلا..!!؟"  أجاب يونس على سؤالها، وهذه أفضل إجابه بالنسبهِ له.. وهل يوجد سبب أكبر من كونها تحبه لتوافق عليه..؟ 
"هتعرف تطمني؟" أردفت رغد بعد لحظات من الصمت بينما لم يفهم يونس حديثها.. حتى تابعت حديثها مُوضحه: 
"الحب مش شيء كافى يخليني أوافق عليك يا يونس.. فيه حاجات كتير اهم من الحب" 
"أيوجد شىء أهم من الحب!؟" سألها يونس وهو يستنكر حديثها بشده، فهو مازال عند رأيه بأن الحب اهم شىء
"الامان...الأمان اهم بكتير من الحب، سهل إنت تحب.. بس صعب إنك تأمن وجود حد بتحبه، انت تقدر تحب اى حد بس صعب إنك تلاقى معاه الأمان 
وللاسف انا بحب.. بس فاقده الأمان"
"انا فقدت الامان فى كل حاجه يايونس، طول ما انا معاك او مع اى حد تاني مش هقدر احس بالامان وطول الوقت هكون حاسه إني ممكن اخسرك فى اى لحظه ومش هكون مبسوطه
والخوف دا هيقتل اى حب جوايا، وانت متستاهلش كل دا" 
  صمتت تأخذ أنفاسها بصعوبه وتُفرك فى يدها والتى تعرقت بشده أثر توترها.... وبثقل شديد وأنفاسِ لاهثه تابعت حديثها: 
"انا آسفه يا يونس بس أنا مش موافقه"
لم تُعطي له فرصه للرد ثم هبت واقفه من امامه ورحلت
بقى يونس ينظر لأثرها بحزن شديد، هو يشعر بها لأنه اصبح وحيد مثلها، ولكن هذا لا يعطي لها الحق بالرفض 
والتحكم بمصير علاقتهما، فهى الوحيده التى آنس رفقتها
من أحبها لتكون زوجته وأم اطفاله، رحل هو الأخير وهو يشعر بالحزن الشديد..، 
♡سبحان الله... والحمد لله.. ولا إله إلا الله ♡
نزل ليث من السياره مسرعا وهو لا يعلم كيف وصل بتلك السرعه، فكان لا يرى أمامه شيئا، ولكن كان قد فات الآوان
المنزل مفحم بشده وكل شىء داخله محترق ويقف بعض الماره أمامه بأسف 
توقف ليث عن الحراك وجثى على ركبتيه بصدمه
لا.. لا، لن يفقد آخر من تبقى له.. أبيه وأخيه بالداخل
هل تركوه ورحلوا بهذه السهوله؟ 
الا يوجد شىء واحد فى هذه الحياه يُسعده؟ 
تساقطت دموعه بآلم تحامل على نفسه وذهب تجاه النيران، سوف يدخل لهم ويُخرجهم ولكن معنه بعض الرجال، ظل ليث يصرخ بهم بأن يتركوه مُعلالا بأن أبيه وأخيه بالداخل حتى تحدث أحدهم
"هو.. الحاج الكبير اللي كان جوه عايش بس.."  توقق ليث عما يفعله بصدمه ابيه مازال عايش أخذ يردد الحمد
"بس اى.. أنطق بسرعه"  سأله ليث بلهفه وهو يُمسكه من ثيابه"
"اللى كان معاه ما'ت" وقع قلب ليث وتساقطت دموعه 
لم يستطع الفرحه بوجود أخيه حتى توفى دون حتى أن يودعه..، يشعر بالضياع الشديد كان يريد أن يحتضنه ولو لمره واحده حتى، لم يشبع منه ولم يعامله بطريقه حسنه
ماذا ستكون حاله أبيه؟ 
بحث ليث بعنيه عن ابيه حتى وجده بعيدا مع أحد الرجال، ركض له ليث مسرعا وهو يُمسكه بلهفه يطمئن عليه
"بابا... حبيبي انت كويس؟" سأله ليث وهو يتفحص جسده لكي يطمئن بأنه لم يحدث له شىء
"أيوه يا ليث انا كويس.. روحني البيت عشان عايز أرتاح" 
تحدث ابيه بتعب شديد، لم يُرد ليث الضغط عليه وإخباره بما حدث.. أسنده تجاه السياره ثم أدخله وسار تجاه المنزل 
لم يتحدث أى منهما طوال الطريق فلم يقدر أحد على التحدث حتى وصلا إلى المنزل أخيرا بعد عِناء..، 
أنزله ليث وسانده ودلفلا إلى الداخل، جلس محمود على أقرب كرسى له وهو يتذكر ما حدث
خرج حامد والنيران تشتعل فى المكان تاركا إياهم بالداخل
"ياسر.. ياسر ياحبيبي قوم قاوم عشان نخرج من هنا" 
ظل محمود يحثه على المُقاومه بينما لم يكن معه الاخير، يشعر بقرب أجله ظل يُشبع عيناه من ملامح وجه أبيه وهو يبتسم ثم قال: 
"كنت هزعل أوي لو مت قبل ما اشوفك كدا هموت وانا فرحان" تحدث ياسر بوهن شديد، فُزع أبيه من حديثه وهو يرفض رحيله
"لا ياحبيبي قوم متقولش كدا فيه حاجات كتير لسه معشنهاش سوا" 
"كان نفسي اكون معاكم، انا عشت مع واحد طول عمره بيزرع جوايا حقد وغل، عايزك تعتذر لحور على اللي عملته معاها انا ندمت وتوبت لربنا بعدها... انا.. انا فرحان إن ربنا مد فى عمرى لحد ما أتوب، عايزك تحضنلي لليث وتعتذر 
قوله إني كان نفسي اشوفه بس محصلش نصيب
ه.. هنبقى نتقابل فى الجنه" 
تساقطت دموع محمود وهو يرى إحمرار وجهه بشده وهو يسعل 
"ابقى أسال عليا فى الجنه يابابا لو ملقتنيش"  
نطق ليث جملته ثم إبتسم بتعب وكان آخر ما يقوله
"أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله" 
نطق الشهاده ثم رحل وهو مازال على وجهه تلك الابتسامه، بكى محمود عليه بشده وأغمض عنيه بألم 
مالبث حتى شعر بمن يأتي للداخل وينقذه ويُخرج معه جثمان إبنه
إستفاق من شروده على صوت ياسر وهو يربت على كتفه وحور تقف جواره بعدما أخبرها ليث بالامر
لم تتحدث حور عن الامر شىء با جلست جور محمود وهو تمسك يده برفق ثم تحدثت
"انا مشوفتش فى حياتي حد بيحب التاني زي ما سيدنا أبو بكر كان كان بيحب النبي، كان بيحبه بطريقه متتخيلوهاش لدرجه كانت مستعد يعمل اى حاجه عشانه
كان بيمشى معاه يفضل يلتفت يمين وشمال خوفا من أن حد يأذى النبي فى الطريق من شده حبه ليه
وكان أول واحد يأسلم لما سيدنا محمد نزل عليه الوحى
واول واحد صدقه لما حكى ليه عن رحله الاسراء والمعراج
لما فى مره سأله سيدنا على مين أقوى الرجال وكانوا يفتكروا إنه هيقول انا لانه خلع باب خيبر بيد واحده رغم كدا قال أبو بكر
الكل تعجب لانه نحيف وكمان ضعيف
بدأ يحكي لهم إنه مره كان صغير وشاف الكفار عايزين يأذوا النبي ويقتلوه وكانوا بيضربوه
سيدنا أبو بكر اول ما شافهم كدا جرى عليه وحضن وتلقى هو كل الضرب وهو بيصرخ فيهم وبيقول" أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله"
يومها اضرب جامد لدرجه افتكروه مات والكل فضل يهتف  ويقول مات أبو بكر ومكنش باين حاجه من ملامحه من شده الضرب
شاله وراحوا بيه عند أمه وأول ما فاق قال أين رسول الله
أمه حاولت تخليه ياكل وتعالجه بس هو رفض وفضل مصمم على موقفه ويقول أين رسول الله
والله لن أضع شىء حتى ارى رسول الله
كان خايف النبي يكون جراله حاجه وفضل يبكى ويتوسل لهم عشان يشوف النبي وبالفعل خدوه وراحوا بيه للنبي
أول ما شافه حضنه وفضل يبكى بشده ويقول"فداك أبي وأمي يا رسول الله "
وفضل فى حضن النبي... يالله فى حضن النبي مستوعبين
والله لهو أحق الناس باهذا الحضن
مواقف كتير اووي لو فضلت احكيها من هنا لبكره مش هخلصها عن حب ابو بكر لنبي
تتخيلوا بقى لما النبي مات ابو بكر هيعمل اى؟ 
لما السيده عائشه خرجت وقالت مات رسول الله
سيدنا عمر أخرج سيفه وقال من قال أن محمد قد مات قتله، سيدنا عثمان بن عفان شُل ومقدرش يتحرك وقتها ولا تكلم، واحد من الصحابه قال يارب خذ بصربي ويرجعش غير يوم القيامه واول حاجه اشوفها النبي 
وربنا حقق دعوته بالفعل لكن ابو بكر عمل اى
ذهب على الممبر وقال"من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت"
شوفوا صبر ازاي وعمل اى، عارف إنه هيشوفه فى الجنه، هو اه حزن عليه لكنه صبر والجنه تستاهل
واحنا في الجنة هنعرف أجر صبرنا دا وهنحمد ربنا عليه
هنلاقي ملائكة بتنادي في طرقات الجنة "يا اهل الجنة ، ان الله يستزيركم ! فحيّ علي زيارة الرحمن "
تخيل ربنا جل جلاله يدعونا لزيارته! 
يحكيلنا حبيبنا النبي ﷺ اننا ساعتها هنخرج ونلاقي قدام قصورنا حاجة اسمها النجائب ، وهي ركوبة ربنا خلقها مخصوص عشان يركبها اهل الجنة وهما رايحين يزوروه ﷻ
فنركب النجائب ، و نوصل للوادي اللي هنزور فيه رب العزة
وفجاة .. هنسمع صوت عذب يُنادي: "يا اهل الجنة سلام عليكم"
فنرد كلنا في نفس اللحظة وقلبنا طاير من الفرحة ونقول : "اللهم انت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والاكرام"
فيقول الله ﷻ : "يا اهل الجنة هل رضيتهم؟"
فنقوله يارب وكيف لا نرضي وقد غفرت ذنوبنا وادخلتنا الجنة
فيقول الرب ﷻ :" يا اهل الجنة اسألوني ما شئتم..
فنقول له يارب ارض عنا..
فيقول ﷻ : يا اهل الجنة لو لم ارض عنكم لما ادخلتكم جنتي ، فسألوني شيئا اخر..
فنجتمع علي كلمة واحدة..
يارب ارنا وجهك ننظر اليك..
فيقول سيدنا النبي ﷺ :" فتُكشف الحُجُب ، فما أُعطوا لذّة احب اليهم من النظر الي وجه الله الكريم"
كنا دايما في الدنيا لما بنشوف حاجة جميلة اوي نقول : الله ! بس يومها هتبقي اول مرة نقولها بجد .. الله!
 ومن شدة سعادتنا تفضل وجوهنا ناضرة مستبشرة : 
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ *
صمت محمود قليلا وقال آخر ما توقع ليث سماعه.. 
#________روان_الحاكم___________
اذدادت ضربات قلبها بشده وأخذ جسدها يرتجف، 
حتى توقفت وهى تنظر لزين بدموع قائله: 
"عشان خاطرى يا زين مش هقدر.. صدقني والله مش هقدر، انا مش حِمل الكيماوى، دا غير إن أمل شفائي منه ضعيف.. سيبنا نستمتع بالباقى من حياتي سوا من غير آلم" 
"لا هتقدرى ياروان وهنتخطى المرحله دي سوا وهتخفي 
انتِ بس خليكي قويه وانا معاكِ"  حاول زين بث الأمان داخلها وتشجعيها، فهو يعلم بأن ماهى مُقبله عليه ليس بهينِ 
"مش هقدر يازين والله ماهقدر مش عايز تفهمني ليه.. انا راضيه والله مش معترضه بس مش هقدر على الكيماوي" 
قالت جملتها ثم خارت قواها وجلست ارضا تبكى بإنهيار بينما زين لم يستسلم، لم يُعلق على حديثها.. غاب عنها بعض اللحظات ثم عاد وهو يحمل صندوق بيده، تقدم منها مره آخرى وهو يُعطيها الصندوق، أمسكته بيد مرتجفه وهى تُطالعه بتعجب، مسحت دموعها ثم أردفت: 
"ف.. فيه اى الصندوق دا" سألته بوهن وهى تتفحص الصندوق، لقد آثار فضولها حقا، تشعر بأنها رأته من قبل ولكن لا تتذكر
"فاكره لما كنا بنلعب سوا زمان واحنا صغيرين وعملنا صندوق الأمنيات كل فتره كان كل واحد بيكتب فيه اللي بيتمناه واتفقنا مش هنفتحه غير لما نكبر!!"  تحدث زين وهو يُحاول تذكريها بأمر الصندوق، شعرت بأن شىء هكذا مر عليها، توسعت عيناها وهى تتذكر امر ذلك الصندوق
"ايوه...فعلا انا افتكرت، بس مش فاكره كتبت اى" 
"تعالي نفتحه ونشوف كتبنا اى" أخذ زين الصندوق منها مره آخرى ثم فتحه، كان بداخله العديد من الأوراق ولكنها كانت قديمه تماما، أمسك بأول ورقه تقابله 
" تعالي ياستي نشوف كان نفسك فى اى..."
(عايزه لما أكبر يكون عندي محل كبير حلويات اشتغل فيه عشان اقعد اكل براحتي من غير فلوس) 
أخذت روان تضحك.. هل كانت طفسه إلى هذا الحد؟ ضحك زين عليها هو الاخر وهو يقول: 
"خلاص ياستي هعملك محل حلويات مخصوص"  ثم تابع فتح باقى الاوراق والتى كانت باسمها هي اولا
أمسك الورقه ثم فتحها وقرأ بصوتِ مرتفع
(ماما أخبرتني اليوم أن انا كبرت ومش ينفع احضن حد ولاد لأن كدا حرام وعيب، بس انا بحب احضن زين وعايزه لما نكبر يبقى ينفع أحضنه ومش يبقى حرام ولا عيب) 
انتهى زين من قراءه رسالتها ثم أنفجر ضاحكا بينما روان توردت وجنتها خجلا، نظر لها زين ثم تحدث بمزاح: 
"طب اى رأيك احققلك الامنيه دي دلوقتي واهو مش حرام ولا عيب"  أخذ ضحك على تعابير وجهها 
"بس بقى يازين.. مش عارفه كتبت الكلام دا ازاي" وضعت يدها على وجهها بخجل تتلاشى النظر له، ضحك زين عليها وهو يُكمل كي لا يذيد من إحراجها
"طب تعالى نشوف دي كنتِ كبرتي شويه يارب تكوني عقلي " أمسك الورقه ثم بدأ فى قراءتها
(النهارده المُعلمه قالت لينا فى الفصل إن اللي عايز حاجه بيدعى ربنا بيها، وانا هفضل من هنا لحد ما نكبر ادعى ربنا إني اتجوزه، وكمان يكون عندنا عيال ونربيهم سوا
اممم لو جبت بنت هسميها فيروز ولو جبت ولد هسميه
عبد الله امم وهسيب عيلين لزين هو اللي يسميهم) 
ترك زين الصندوق فهاهو وصل لمراده من تلك الرساله
إقترب منها وهو يُمسك يدها برفق ثم تحدث بحنين: 
"طب مش عشاني انا ياروان.. عشان فيروز وعبدالله قاومي، مش نفسك يكون عندنا بيت واولاد ونربيهم على حب وطاعه الله ورسوله.. 
بيت هادئ وساكن يغمره حب ولادنا، هساعد بعض فى تربيتهم ونعلمهم دينهم صح ونحفظهم قرآن 
هنصحى كلنا بليل نصلى الفجر والقيام
نقرأ الأذكار مع بعض ونحكي قصص الرسول والصحابه
نقولهم اد اى احنا تعبنا وقدرنا نتخطي كل اللي حصل معانا ونعرفهم اد اى صبرنا وربنا عوضنا
ونعلمهم كمان الصبر وازاي قدرنا نصبر.. 
مش عايزانا نعيش مع بعض كل دا؟" 
تساقطت دموعها أكثر وهى تبتسم بحنين وتتخيل كل كلمه قالها ثم أومات له برأسها وهى تقول
"تفكر يا زين هعيش لحد ما نعمل كل دا؟" 
"هتعيشي ياروان انا واثق فى ربنا، انا أستودعتك عند الذى لا تضيع ودائعه" 
بدأت روان تشعر بالراحه الشديده من حديثه 
كيف لصوته العذب أن يُريحها هكذا 
"يلا ندخل عشان مجهزلك مفجأه بعد ما نخلص"  
ذهبت روان معه للداخل، جلست على المقعد وزين جوراها
أتت الطبيبه وأمسكت بالتحاليل الجديده كان زين يشعر بالخوف الشديد والتوتر، سوف تخبرهم الان عن حالتها ثم أخذت نفسا عميقا وتحدثت بما جعل قلب زين يسقط
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بِأحبِّ الرِجالِ إليهِ.♥
________________
تذكير سريع لأحداث آخر بارت وقفنا عنده 
روان وزين اتجوزوا ووقفنا آخر حاجه لما رواحوا عند الدكتوره
چون أسلم ورجع لرغده واتقدملها وهي رفضت عشان مبقتش حمل تخسر حد تاني
ياسر مات بعد ماعرف الحقيقه 
وليث ومحمود أتاثروا بموته وحور كانت بتحاول تواسيهم
وفيه تعديل بسيط حصل، روان لابسه الخمار فقط وليس النقاب
___________________
جلس كلا من روان وزين أمام الطبيبه التى تُتابع حالتها، 
كان كلا منهما يشعر بالخوف الشديد من القادم وتحديدا زين الذى اخذت ضربات قلبه تتسارع بشده، أمسك يد روان فكانت شديده البروده، ضغط عليها برفق ، ُيرسل لها نظرات يبث الامان داخلها، يخبرها أنه معها 
هزت روان رأسها بهدوء وهى تأخذ أنفاسها، رفع زين بصره عنها ووجه أنظاره للطبيبه للتحدث، عدلت الاخيره من نظارتها ، ثم أمسكت التقارير أمامها وأردفت: 
"للاسف يا دكتور زين إن حالتها متأخره، المفترض إني مكننش اقول الكلام دا قدامها لكن انا تعمدت أنها تسمعه، لازم يكون عندها صبر وعزيمه إنها تتحمل اى حاجه هتمر بيها وتكون مُدركه للوضع اللي هى فيه وعشان كدا حبيت اوضلكم حالتها بالظبط، لازم تبدأ جلسات من النهارده لان كل يوم بيعدى بيكون خطر عليها ذياده"
مع كل كلمه تنطقها الطبيبه يذيد ضغطه على يدها وكأنه يرفض تصديق كل ما تتفوه به تلك الطبيبه ويخشى تركها
، لم تنطق روان بشىء ظلت صامته ماذا ستقول اذا؟ لقد رضيت بالامر عزمت الا تكون ضعيفه وستتحمل ما يحدث ولكن هل ستقوى على فعل ذلك؟ 
"تمام يا دكتوره، هنبدأ جلسات من النهارده"  بصعوبه شديده نطق زين حديثه، لا يجب التأخير كما قالت الطبيبه
يصُعب عليه الامر، لكن ما باليد حيله، ليس بيده شىء سوى الدعاء..، 
"اتفضلوا استريحوا لحين ما نجهز الاوضه"  غادرت الطبيبه لتفعل ما قالت، أمسك زين يدها ثم خرجا لحين تجهيز الغرفه
"انا عارف إنك ادها وقويه وهتقدرى تتخطي كل دا وانا واثق فى ربنا إنه هيشفيكي" 
هزت روان رأسها بإبتسامه وهى تود قول شىء ولكنها تراجعت، لاحظ زين ترددها ليقول
"عايزه تقولى حاجه؟ شوفى نفسك فى اى وانا هعملهولك" 
ذاد توترها وأخذت تُفرك فى يدها كيف تخبره بما تُريده.. 
أتخبره أنها تُريد منه أن يحتضنها كي تشعر بالامان
فعاده روان منذ صغرها حينما كانت تشعر بالخوف او تحزن تحتضن من أمامها،ورغم أن زين أصبح زوجها الا أنها مازالت تخجل منه، مع ذياده توترها وإحمرار وجنتيها خجلا علم ما تريده منه ولكنه حاول المراوغه معها كي يُخرجها من تلك الحاله
"قولى يا روان متتكسفيش، دا انا حتى زي جوزك يعني" 
وإن ظن أن بحديثه هذا سوف يرفع الحرج عنها فهو مخطئ، ما ذادها هذا الا خجلا
"هو... يعني.. ينفع. ت.. تح.." 
"ينفع ت اى كملي؟" 
صمتت روان ولم تجب لا تعلم كيف أصبحت خجوله لهذا الحد، هذا هو زينها الحبيب ماذا اذا؟، لم يُرد زين أن يذيد من إحراجها، إقترب منها... ثم وعلى حين غفله جذبها لأحضانه برفق وكأنها شىء ثمين يخشى كسره وهي كذلك بالنسبه له، مسح على رأسها برفق يُخبرها ببعض الكلمات التى طمأنتها، أستكانت روان بين يديه وهى تشعر بالراحه وتحاول تناسى الامر وما هي مقبله عليه،إرتاحت برأسها على أكتافه وظلت متشبسه به كطفله صغيره تخشى ترك والدها، إبتسمت بفرحه شديده لكون زين علم ما تريده دون التحدث متذكرا عادتها منذ أن كانت صغيره
أغمضت عيونها وهى تشعر بأنها أسعد شخص فى هذا العالم وقد تناست كل شىء حولها وتردد الحمد فقط
ما عن زين يشعر بتسارع دقات قلبه وعقله لم يصدق بعد، محبوبته أصبحت حلاله وبين يديه، وأن كان هناك بعض الصعاب، ولكن يكفى كونها داخل أحضانه الان، يشعر وكأن العالم بأجمعه بين يديه
لم يفق إلا على صوت عمر وهو يقول: 
"الله الله بقى هي دي الامانه اللي مأمنك عليها يا زين؟" 
إبتعدت روان عن زين بحرج وهى تنظر لعمر بتوتر ليس وكأن من كانت معه زوجها
"زوجتي ياحبيبي .. بفكرك لو كنت ناسي يعني" 
قال زين حديثه بأريحيه، نظر له عمر بغيظ من هذا الزين والذى أصبح شخصا مختلفا عن زين الذى كان يعرفه، أقترب من روان ثم أحتضنها هو الاخير وهو يحاول تهدئتها، يُخبرها أنه معها ولن يتركها 
"مكنش ليه لزوم تتعب نفسك وتيجي يا عمر"  أردف زين بجديه شديده فهو لم يكن يريد أن يأتي أحد معه، هو كفيل لأن يهتم بها وحده وأيضا لا يريد لأحد أن يراها هكذا، ولكن كان لابد أن يخبر عمر  ووالداتها
"أعتقد روان أختي ومينفعش اسيبها فى ظرف زي دا وعموما متقلقش انا مجبتش سيره لحد خال..." لم يكد عمر ينهى حديثه حتى وجد باقى العائله أمامهم 
"غير دول بس" اكمل باقى حديثه حين أبصر الجميع أمامه، حيث كانت ياسمين فى المقدمه ومعها والده روان، وعمها وزوجته وأخيرا والدته 
لم يكن يعلم بأن الجميع سيأتي بعدما أخبرهم
نظر له زين بضيق من تصرفاته الطائشه، لم يكن يريد أن يقلق أحد، هى أصبحت زوجته وهو فقط من له حق الاعتناء بها 
اقترب الجميع من روان يحتضنوها، أدمعت عيونها بتأثر، لولا هذا الابتلاء ما كانت لترى نظرات الحب فى اعين الجميع
"جه ميعاد الجلسه، عمر خد الجماعه كلهم استريحوا تحت عشان مينفعش ندخل كلنا"  
أومأ له عمر وهو يشير بيده للجميع، اما عن روان شعرت بالخوف يتسرب إليها مجددا، فماهي مقبله عليه ليس بهين، سوف تخوض تجربه ألم لأول مره 
أمسك زين يدها برفق وسار معها
"الجلسه مش سهله ياروان، إفتكرى إنه إختبار من ربنا ليكي، لعلى الابتلاء دا يكون سبب لدخولك الجنه، افتكرى إن الجنه تستاهل انك تتعبي،الجنه اللي فيها مالا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فيها الرسول والصحابه، كل التعب دا هيعدي وهتنسيه لكن أجرك وحسناتك عند ربنا مش هتروح 
بعدين هتحمدي ربنا على الابتلاء دا وتقولى ياريت كنت فضلت عمرى كله كدا" 
فى هذا اللحظه كانت تشعر بمشاعر عديده مختلطه
شعرت أيضا بالحماس، ستقاوم لاخر نفس بها، سوف تستعوض كل هذا عند الله لكى تأخذ الثواب، 
وصلا الى الحجره المخصصه، أجلسها زين على الفراش
وهو يمسح على رأسها ثم بدأ يتلو بعض آيات الله بصوته العذب لكى يبث الامان داخلها حتى أتت الطبيبه وهى تقول
"ها يا روان جاهزه عشان نبدأ اول جلسه؟"
أرتجفت أوصالها بشده وخفق قلبها،ها هى أتت اللحظه التي تخشاها، نظر لها زين بألم ولا يدرى ما يفعل كي يخفف عنها الالم 
"اى رأيك احكيلك قصص عن الصحابه طول الجلسه؟" 
أومأت له روان بهدوء وداخلها يبكى خوفا، نعم هى رضت ولكنها تشعر بالخوف وهذا امر خارج عن إرادتها، بدأت الطبيبه فى عمل الجلسه فى الوقت الذى بدأ فيه زين الحديث: 
"هحكيلك قصه جميله اوي وانا بحبها 
قصه سميه بنت الخياط ودي اول شهيده في الاسلام، 
لما اسلمت مكنش لسه فيه من الناس اسلم واللي بيعلن إسلامه معروف إن الكفار بيفضلوا يعذبوا فيه لحد اما يموت 
المهم لما الرسول بدأ يدعي الناس لعباده الله وحده وللدين هي اسملت هي وجوزها وعيالها 
فلما الكفار عِرفوا بإسلامهم خدوهم عشان يعذوبهم 
وربطوهم في صخر علي رمال شديده السخونه من شده الشمس وفضلوا يعذبوا فيهم عشان يرجعوا ولكن هي مترددتش لحظه وحده 
لدرجه كل ما الرسول والصحابه يعدوا ويشوفها بيتأثروا جداا، لما كان بيعدي كان بيقولهم صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنه، لم أشتد عذاب الكفار عليها الرسول طلب منها إنها تمثل انها ارتدت عشان يسيبوها ادالها الرخصه لكدا قالها قولى لقد تركت دين محمد، وطلب منها انها تسبوا لما أمروها انها تسب الرسول 
تخيلو كان رد فعلها اي؟ 
قالت واللهِ اللسان الذي ينطق بإشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمد عبده ورسوله لا يسب الرسول ابدا 
تخيلو الرسول اعطاها رخصه انها تسبوا قدامهم  او حتى تقول إنها إرتدت عن الاسلام عشان يتركوها هي وعيالها ولكنها مدام قلبها مليء بالإمان ولكنها فضت؟  شافت العذاب اشكال والوان وبرضو فضلت ثابته علي موقفها 
ولما ابو جهل سب الرسول قدامها بصقت في وشه قام شاقها نصين؟ 
فضلت تتحمل العذاب وتشوف جوزها واولادها بيتعذوا علي حاجه لو عملتها كمان مكنتش هتاخد ذنب عليها ولكنها فضلت مُصره علي موقفها 
شوفتي دلوقتي اى اللي حصل، هى بتنعم فى الجنه فى الفردوس الاعلى وابو جهل والمشركين فى النار 
احنا جاين الدنيا عشان نبني لنفسنا مكان في الجنه 
بل احنا مش عايزين الجنه بس احنا طمعانين في الفردوس الأعلى نبقي جيران الرسول والصحابه 
تخيلي كدا تبقي عايشه مع الرسول والصحابه وفي الجنه كمان 
اللي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر 
طب تفتكري الجمال دا كله هيكون بالساهل؟ مش لازم نتعب عشان نوصل للي احنا عايزينه؟.... "
كان زين على وشك إستكمال حديثه والموعظه من القصه ولكن أبصر وجه روان والذى شحب بشده، فى البدايه كانت تستمع لحديثه وتُحاول المقاومه ولكن يبدو أن قواها خارجت، كانت تضغط على يده بقوه وعيونها حمراء وقد تعرق جسدها وهى تُجاهد الا تبكى، شعر زين بأنه أخطا من البدايه، ما كان عليه أن يخبرها بما قد لا تتحمله الان ، كان من المفترض أم يخبرها القصه قبل الجلسه او بعد، فلا هى بسميه بنت الخياط ولا نحن بعهد الصحابه
فما ذادتها إلا عجزا وهى تكتم شقهاتها خوفا من أن يكون هذا عدم رضى
"عيطي ياروان، متكتميش جواكي.. صرخى " 
وكأنها كانت بحاجه لكلماته حتى إنطلقت منها صرخه مدويه فى المكان سقط قلب زين معها 
أخذ تصرخ بشده وتبكى، لقد فاق الالم تحملها، تشعر بأن روحها تنسحب منها، سمع عمر صراخها فقد كان يقف بالخارج بعدما ترك الجميع، جلس أرضا وهو يبكى كطفل صغير، وياسمين تقف على بعد منه تتساقط دموعها وتدعوا الله لها
اما عن روان فقد كان سؤالا واحد كان يتردد داخل عقلها، ما الذى كان يحزنها قبل هذا البلاء، كانت تغضب وتتذمر وهي معافيه تماما وترى حياتها بائسه، الان فقط أدركت نعمه أن تجلس دون ألم، يالله لا يشعر بالنعمه الا من يفقدها 
كانت روان كغيرها تتذمر على كى شىء وترى بأنها حزينه وحياتها ليست على ما يرام 
والان ماذا؟ تتمنى فقط أن تعود لسابق عهدها دون مرض ولن تشتكى شىء، 
حاولت تهدئه ذاتها وتحمل الم الكيماوى ولكنها لم تستطع حتى إذدادت صرخاتها مره آخرى هزت أركان الغرفه، سقطت دموع زين وهو عاجر عن فعل شىء لها يتمنى فقط لو يأخذ الالم عنها، فهو يشعر وكأن الم الكيماوى يسير داخل أوردته هو وليس هى، كان سينهار معها هو الاخر ولكنه تماسك على آخر لحظه، لا يجب عليه أن يضعف الان، يجب أن يمدها بالقوه لتحمل ذلك الالم الشديد
"اهدي يا حبيبتي اهدي يا روان هتكوني بخير، قاومي عشاني ياروان انتِ ادها، إفتكرى إن الجنه تستاهل" 
"يا الله يا سميع... يا الله يا مُجيب يا غفور يا رحيم.." 
تحولت صراخاتها إلى ذكر الله تعالى، أخذت تردد البعض من أسماء الله الحسنى 
"يارب اغفرلى كل ذنوبي وذلاتي.. يارب ارزقني الجنه"  
ظلت تدعو تاره، وتذكر اسماء الله الحسنه تاره، واخرى تبكى بالم حين يشتد بها الألم حتى وأخيرا بعد مرور ما يُقارب الساعه إنتهت الجلسه..، 
أغمضت روان عيونها بألم وهي تبكى وتردد بين شهقاتها
"والله يا زين.. انا... انا. كنت هستحمل.. ومكن.. مكنتش هصرخ واعيط بس غصب عني مقدرتش.. انا والله راضيه ومش معت.." 
"هششش خلاص كل دا انتهى والجلسه خلصت" 
أحتضنها زين وهو يمسح على رأسها وقلبه يأن وجعا لاجلها، ياليته يستطيع تخفيف شىء عنها، ظل يربت على رأسها بحنان ويمسح دموعها، ثم قبل رأسها برفق 
"خلصنا خلاص ومعدش فيه تعب، انسي كل حاجه وانا عارف إنك راضيه ومش معترضه، الالم كبير عليكي وعياطك دا نتيجه وجعك مش عشان انتِ مش راضيه" 
أحتضن وجهها بين كفيه وهو يلقى عليها بعض الكلمات حتى هدئت تماما وتوقفت عن البكاء
"يلا عشان الكل مستنينا بره، وكمان عاملك مفجأه" 
ساعدها زين للوقف وعدل ملابسها وأسندها عليه كي تستطيع السير، بينما فى الخارج كان يقف عمر وهو يبكى لأجلها، إقتربت منه ياسمين تعطيه مناديل وهى تبكى هى الاخرى، الجميع يعلم تعلق عمر بها
نظر لها عمر بين دموعه ثم أخذ منها عُلبه المناديل وأخرج منها واحدا لها وواحد لها ثم أعطاه اياه، أخذته ياسمين 
"هى محتاجه اننا ندعيلها... ربنا الوحيد القادر على شفائها ولازم نكوت اقوياء عشان نقدر نقف جنبها لانها محتاجلنا فى الوقت دا ومينفعش نضعف قدامها" 
أومأ لها عمر بإبتسامه وهو يجفف دموعه، إبتعدت عنه ياسمين ووقفت تنتظر خروجهما وهى تدعو الله أن يلطف بها، ولا تدرى ما فعلته خطأ ام صواب، ولكن هيئته وهو يبكى أوجعت قلبها حقا
بعد قليل خرجت روان وهى تستند على زين بعدما رفضت أن يحملها حتى لا تُقلق أحد، اقترب منها عمر وهو يحضنها مجددا، كما فعلت ياسمين هي الاخرى 
وصلا لمكان جلوس الجميع، ركضوا جميعا لها يطمأنوا عليها، إبتسمت روان بتعب وهى ترى نظرات الحب بين الجميع وحاولت جاهده لان تبدو بخير كى لا تقلقهم، 
"عمر.. وصلهم كلهم وانا هاخد روان أخرجها شويه"
رحب الجميع بالفكره فهى بحاجه لتغير مزاجها أثر الجلسه، وافق عمر وذهب مع الجميع، بينما زين أمسك يدها واوصلها لسيارته وركب جوارها، 
توقفت السياره امام البحر، نظرت روان حولها كان المكان مزين بشده وحولها العديد من البلاليين باللون البنفسجى، أنزلها زين ثم سار بها تجاه الشاطئ، فقد اتى الى هنا خصيصا لانه يعلم كم تعشق البحر
طالعت روان المكان حولها بفرحه، وما ذاد فرحتها كون أن زين يتذكر كل صغيره وكبيره بها، عادت ببصره له وهو تقول من بين فرحتها
"زين المكان حلو اووي... عملت كل دا عشاني؟" 
"لو معملتش كل دا عشانك، اعمله عشان مين؟" 
إقتربت منه هى هذه المره ثم أحتضنته 
"انا بحبك اووي يا زين.. انا مش عارفه عملت اى فى حياتي عشان ربنا يرزقني بيك" 
نظر لها زين بفرحه، ها هي صغيرته عادت إليه من جديد لكن هذه المره وهى زوجته وحلاله، 
"وانا بحبك من اول يوم ما اتولدتي يا روان، كنتِ اول حاجه أتمناها من ربنا ودعوتي الثابته فى كل صلاه، لدرجه وانا بصلى بالناس مره دعيت بصوت عالى وانا ساجد إن ربنا يرزقني بيكي من كُتر ما أنا بقول الدعوه، الجامع كله ردد ورايا آمين، وربنا استجاب لدعائي بعد سنين وبقيتي معايا اهو" 
أدمعت عيونها مجددا، شعرت روان بالخجل من سوء ظنها بالله، ها هو الله رزقها بأحن شخص على الوجود، ستحارب السرطان لاجله ولأجل أن تبقى معه وتنعم بدفء أحضانه
لقد إنحرمت من مشاعر الابوه منذ أن كانت صغيره، ولكن ها هو زين يُعاملها كما لو كانت طفله صغيره مدلله
"شوفى جبتلك اى"
أعطاه زين صندوق ملىء بالاشياء، أمسكته روان 
وهى تخرج ما بداخله فكان به الكثير من الشكولاه التي تفضلها، والحلوى، والكثير من الاشياء حتى وقعت عيناها على شىء يلمع، ترك ما بيدها ثم أمسكته
كانت عُلبه حمراء مُزينه بطريقه تجذب الانظار، فتحتها روان ثم وجدت داخلها سلسله فضه على شكل فراشه
طالعتها بإنبهار فقد كانت أجمل ما رأت دون مُبالغه
أمسكها زين منها ثم قام بتلبسيها، فقد كان المكان خالى من البشر ولا يوجد سواهما 
"شكرا اووي يا زين.. انا مش عارفه اقولك اى" 
"فيه واحده تشكر زوجها برضو؟.. نبدل كلمه شكر دي بكلمه بحبك يا زين إتفقنا؟ خليها تروى سنين الجفاف اللي عشتها بقى" 
ضحكت روان على حديثه، لم تعتاد على زين الجديد الذى أمامها بعد، منذ متى وأصبح زين رومانسي؟ 
"خلاص إتفقنا، بحبك يا زين"
ضحك زين عليها وهو يعطيها ما قام بجلبه لأجلها حتى إنقضى اليوم بسلام بعد تعب طويل أرهق كلاهما ليكون تعويضا لهم عن ما ماروا به
♕سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم♕
فى صباح اليوم التالى إستيقظت روان مبكرا، أدت فريضتها وإرتدت ملابسها للذهاب إلى جامعتها، كانت لاتزال تشعر بالإرهاق الشديد أثر جلسه الكيماوى خاصتها، ولكنها تحاملت على نفسها يجب ألا تستسلم وتكمل الباقى من حياتها بشكل طبيعي 
خرجت حتى وجدت زين بإنتظارها
كان زين مازال رافضا لفكره ذاهبها كى لا تتعب
 ويبقى جوارها ولكنها صممت على رأيها، إنتبه زين لملابسها الفضفاضه التى ترتديها، كانت روان ترتدى فستانا وفوقه يزين وجهها الخمار والذى ذاداها جمالا على الرغم من الإرهاق البادى على وجهها 
إبتلع زين ريقه وهو يقول بمزاح
"هو احنا مينفعش نقدم ميعاد الفرح ونكمل الجلسات فى بيتنا؟ علشان كدا كتير عليا بصراحه " 
يُغازلها بطريقته المميزه، سعدت روان بحديثه، كانت تشعر بأنها لم تعد جميله كسابق ولكن نظرات زين لها نفت اى شك داخلها لتعود ثقتها لها من جديد
فتح لها زين باب السياره، إبتسمت له روان وركبت جواره
تذكزت عدم وجود ياسمين
"امال ياسمين فين؟" 
"مش هتيجي النهارده بتقول معندهاش محاضرات مهمه" 
أومات له روان وأسندت رأسها على المقعد حتى سمعت صوت زين يدندن بخفوت، 
"هي دي اللي اختارتها... اللي دينها مهرها... هي دي اللي اختارتها... اللي دينها مهرها... قالتى انا شارى وبيتي حلالى فى قلبي حطيها... قالتلى دا بيتنا يا زين فرحتنا بالصوره والقران والحب حياتنا يبعد عنا شىء اسمه الشيطان.... لقتها هي اللي لايقالى بس المهر هو حلالى  ... ايات القران الغالي... ايات القران الغالي.. عشانه اختارتها" 
ضحكت روان والهواء يداعب وجهها مع كلمات زين، مشاعر عديده داخلها، هنا فقط علمت أن الحلال أجمل بكثير، ماذا إن قامت بتجربه تلك المشاعر قبل عقدها فى الحرام؟ هل كانت لتستمعت بكل تلك المشاعر داخلها وهو تُجربها لأول مره فقط مع زوجها.. عكس كثير من الفتيات التى يرخصن أنفسها تحت مسمى الحب..، 
وصلا الى الجامعه، دلف زين منها وفتح لها الباب ثم أمسك يدها وهو يسير جوارها ولم يترك يدها حتى وصلا إلى المدرج والتى كانت جميع الانظار عليهما
بدأت الهمهمات من بعض الطلبه، فقد علم الجميع بشأن عقدهما بعدما أعلن زين يوم العقد، كي يعلم الجميع بعلاقتهما كى لا يثير اى شك نحوهما
ظل زين ممسك يدها حتى أجلسها تحت تذمر روان بأن يتركها لكن زين لم يأبى، يخشى أن يتركها ولو لدقيقه واحده، أما عن الجميع فقد راوا بأن تصرفه مُبالغ فيه 
لا أحد يعلم حقيقه مرضها ولحقدهم لم ينتهبوا للتعب البادى على وجهها وعدم قدرتها على السير بشكل متزن
نحن هكذا دائما ما نسىء الظن دون معرفه الحقيقه
إبتعد زين وقف لكي يعطي المحاضره، لكن عن روان إنتبهت لبعض الهمهمات من إحدى الطلاب
"معقول الدكتور زين فى النهايه يتجوز دي؟" 
"بيقولوا إنه كان بيحبها من زمان" 
"اكيد بقى هي لبست الخمار عشان يرضى بيها" 
"او يمكن هو اللي لبسهولها" 
"خساره فيها والله.. حظها بقى" 
"تفضل عايشه حياتها خروج ولبس وفى النهايه تقع مع واحد زي زين، شوفى حظنا احنا"
كانت روان تستمع لحديثهم بعيون مغروقه بالدموع، لهم الحق بحسدها على زواجها من زين، لكن هل يعلموا مقابل هذا؟ لقد أهلك المرض جسدها، فقدت والداها منذ صغرها
ولكن يحسدونك فقط على شىء حصلت عليه ولا يروا ما خسرت مقابل ذلك، لم يروا كم الوجع الذى تحملته اثناء جلستها للكيماوى، نظرت لزين فكانت عيونه ثابته عليها
إبتسمت له وهى تحمد ربها على نعمه وجوده
ترى لهم الحق فى حسدها عليه وهى بنفسها تستكتر شخص مثل زين عليها
إنتهت المحاضره أخيرا والذى كان زين مشغولا بها خوفا من أن تتعب، كان سيؤجل محاضراته ويجلس جوارها لولا إصرارها على الذهاب
ذهب زين ثم جلس جوارها يطمئن عليها، تشعر بأنها طفله صغيره يهتم بها والدها ولم يهتم للنظرات حوله، كل ما يهمه هي فقط، كم هي ممتنه لهذه الزين بشده
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... ازيك يا دكتور زين" 
رفع زين أبصاره ليجد دكتور الماده الذى يأتي بعده، رد عليه زين السلام وظل جالسا جوار روان مما اثار تعجبها
"اى يا زين مش هتخرج... مش انت خلصت المحاضره؟" 
"انا أستاذنت منه اني اقعد هنا معاكي عشان لو تعبتي ولا حاجه" 
"يازين مينفعش كدا، انا كويسه اخرج انت متقلقش، هيقولوا اى كدا" 
"كله عارف إنك بقيتي زوجتي، وبعدين انا عايز احضر يستي، عايز ارجع ايام الشباب" 
غمز زين فى نهايه حديثه لها، ضحكت روان بوهن وهى تضع يدها على وجهها، نست كل شىء حولها، اما عن زين فكان ملتصق بها وكأنه مازال لم يستوعب أنها أصبحت زوجته بعد، يُريد أن يبقى معها لاطول وقت ممكنا كى يروى ظمأته منها طوال تلك السنين التي مضت خوفا من ربه، وها هو حظى نتيجه صبره
كان ممسكا بيدها وكأنه يخشى تركها حتى إنتهت المحاضره وخرجا سويا تحت أنظار الجميع وهم متعجبوش بشده تصرفات دكتورهم، كيف يُعاملها بهذا الرفق وهو يتحدث مع الجميع برسميه شديده، 
"هوصلك للمسجد تصلى الضهر وهروح انا اصلى وبعدين ارجع اخدك عشان نروح، كفايه محاضرات النهارده كدا"
"بس انت لسه عندك محاضرات تانيه؟" 
"سبتهم... عشانك" قال زين جملته مع إبتسامه خفيفه ثم رحل، بضع كلمات قليله كانت كفيله لجعل الفراشات تدور حولها، أخذت روان تضحك بشده وهى غير مصدقه لان الذى أمامها هو نفسه زين إبن عمها والذى لا يكره شىء فى حياته سوى الحديث مع الفتيات، زين الشاب الجاد والذى لا يمزح الا قليلا ولا يُغازل أحد
ما اللعنه التي حلت عليه اذا؟ 
لا تعلم بأنها أكبر لعنه أصابته، دخلت للمسجد وأدت فريضتها، ولم تجد أحد من الفتيات لذا خرجت تنتظر زين 
وقفت بملل وقد بدأت تشعر بالدوار الشديد وذاد إرهاقها وقد بدأ السرطان ينهش جسدها تساقطت دموعها وبدأ الحزن واليأس يتسلل داخلها، همت لتدخل ولكن أستوقفها بعض الفتيات
"شكلك جميل اووي... انا اول مره اشوف حد بالخمار شكله جميل كدا" 
نظرت روان حولها لتجد مجموعه من الفتيات ينظرن لها بإعجاب، شعرت بالخجل والفرحه ايضا من حديثها ولا تدرى ماذا تقول
"انتِ اللي جميله شكرا" 
"ينفع تكلمينا عن الخمار؟ انا حبيته اوى" 
"وانا كمان نفسي البسه من زمان بس عايزه حد يشجعني" 
"ايوه وانا كمان" 
شعرت روان بالتوتر، فهي ما سبق لها أن تنصح أحد، دائما هي التي تستمع لحور وياسمين، ولكن هذه المره هى بمفردها، كانت سترفض معلله أنها مازالت فى بدايه الطريق، ولكن شىء ما داخلها حثها الى النصح 
أخذت نفسا عميقا وسمت الله وهى تتذكر كل تلك النصايح التي كانت تسمعها ثم شرعت فى الحديث
"الخمار دا حاجه جميله اوي، يمكن اجمل حاجه ممكن تعملوها فى حياتكم، يكفى الراحه اللي بتحسوها وانتوا لابسينه وانكم بتأدوا فريضه ربنا أمركم بيها، يعني لو انا مت دلوقتي هكون مرتاحه عشان لابسه اللي ربنا أمرني بيه لان كلنا عارفين إن الخمار فرض لا خلاف عليه، اننا نتخلى عن اللبس والموضه ونلبسه دا فى ميزان حسناتنا 
على عكس اللبس الضيق والبناطيل طول ما احنا ماشيين بناخد فى سيئات بس واى حد هيقلدنا هناخد سيئاته، الدنيا مش مستاهله احنا جايين بنبي لنفسنا مكان فى الجنه، شوفوا الرسول والصحابه ضحوا ب اى، واحنا مش قادرين نلبس خمار ربنا أمرنا بيه؟ اسمعوا فديوهات عن الخمار واللبس الواسع وهتحبوه اكتر" 
أنتهت كلامها والذى شعرت بأنه غير مرتب، يوجد كلام كثير كانت تود قوله ولكن إرتباكها منعها فهى أول مره تنصح أحد، علت البسمه وجوه الفتيات
"بجد كلامك جميل اووي، وانا هحاول عشان البسه ربنا يجازيكي خير" 
شكرها بقيه الفتيات وروان تشعر بالفرحه، الموضوع بسيط للغايه، كانت دائما ترى نفسها بعيده ولا تصلح لنصح أحد، ولكن ها هي تنصح الفتيات، لم تتم سعادتها على خير  وهى تشعر بالدوار يعصف بها وهذه المره بشده حتى أنها فقدت إتزانها، لم تجد زين حولها، حاولت العوده الى المسجد ولم تستطع، ليتها سمعت تحذيرات زين لها بالا تخرج الا حين يأتي لها
حاولت المقاومه ولكنها فشلت حتى وقعت واخر شىء وقع عينها مجموعه من الشباب حولها.. لا، لا تريد لاحد أن يلمسها، هذا الموقف اشبه بموقف حور حينما فقدت وعيها، حينها أرسلها الله لها لكي تساعدها
اما هي.... هل سيأتي زين يساعدها قبل أن يقترب منها أحد؟ 
هذا ما سنعرفه فى الحلقه القادمه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
‏سماع الأغاني يسري في الإيمان فيفسده
 كما يسري السم في الأبدان. 
- ابن عثيمين.
______________________
إستيقظت "روان" وهى تنظر حولها بفزع وآخر ما تتذكره أنها سقطت مغشى عليها أمام مجموعه من الشباب، 
هل إقترب منها أحد؟ من الذى اتى بها إلى هُنا!
أبصرت المكان حتى وجدت نفسها داخل المسجد، تسآلت بعيونها عن من أتى بها، دققت الرؤيه فى الجالسه أمامها 
حتى فتحت عيونها بصدمه... هذه "سُهير"!! 
"أنتِ... انتِ اللي جبتيني هنا؟" 
سألتها وهى تنظر تجاها، بينما سُهير إبتلعت ريقها وهى تُجيبها بتوتر بعدما أومأت لها برأسها بعلامه نعم
"انا كنت... كنت جايه علشان أصلي ولقيتك مغمى عليكِ فجبتك هنا" 
تنفست الصُعداء وهى تحمد الله، إبتسمت بهدوء وهى تتذكر "حور" حينما فقدت وعيها وساعدتها، الله أرسل لها من يُساعدها كما فعلت معها
ماذا لو تركتها حينما ولم تُساعدها؟ ما كانت لتجد أحد يُساعدها أيضا؟ كما تُدين تدان!! أم أن الله كان سيرسل لها من يساعدها دام أنها تابت، أحذت تردد الحمد داخلها 
"روان... انتِ كويسه؟" 
"أيوه الحمد لله شكرا يا سُهير" 
نظرت لها الأخيره بفرحه وهى ترى روان تنظر لها ببسمه، هل سامحتها؟ 
"روان انا آسفه... بالله عليكِ تسامحيني، انا والله مش...مش مرتاحه ومش قادره أتخطى فكره إنك مش مسمحاني" 
تساقطت دموعها بألم وهى تترجاها لتعفو عنها، أما عن "روان" صمتت وهى لا تدرى ماذا تفعل، لقد تألمت منهم بشده، وكادت تُهلك بسببهم لولا أن الله أرسل لها زين يُنقذها، ظلت مده وهى لا تستطيع تجازو ما حدث لها 
، لكن هبط الى عقلها شىء هام، لولا ما تعرضت له ما كانت لتتأثر وتبدأ فى تغيير حياتها وتتقرب من الله وتبتعد عن أصدقاء السوء، حسنا "سُهير" أخذت عقابها يكفى هذا، وأيضا هى بالتأكيد كانت سببا فى أذيه غيرها قبل أن تتغير، لذا ستُسامحها لعلى الله يعفو عنها هى الاخرى
"خلاص يا سُهير.. انا مسامحكِ، انا برضو اكيد كنت سبب فى أذيه ناس تانيه ولو بكلمه، هسامحك علشان الاقى اللي يسامحني انا كمان" 
إقتربت منها الاخيره ثم إحتضنتها وهى تبكى بفرحه، أخيرا سامحتها، كانت دعوتها كل تلك الايام الماضيه أن تُسامحها، فقد علمت أن الله يغفر الذنوب فى حقه، ولكن لا يغفر فى حق عباده إلا حين يعفو هم، 
إبتعدت عنها وهى تمسح دموعها، هل كانت خائفه لتلك الدرجه من عدم مسامحتها؟ 
"خلاص متعيطيش انا والله مسامحاكي، انا اصلا مستغربه العياط دا كله عشان قولتلك اني مسمحاكِ؟ اعتقد لو حد تاني مكنش فرق معاه اصلا" 
"ربنا بيغفر كل الذنوب، الا الذنوب فى حق عباده، تعرفي إن حتى ولو كنت بصوم ويصلي ممكن مدخلش الجنه بسبب حد أذيته ومسامحنيش! كنت دايما بسمع ناس بتقول عن حد آذائهم مش مسامحاه حتى لو بينه وبين الجنه اني اسامحه، اول مره استشعر معناها فعلا، انتِ مش متخيله انا كنت بفضل ادعى ربنا انك تسامحيني، مش عايزه اموت وانا كنت سبب فى أذيه حد ومش مسامحني، كفايه عليا ذنوبي انا عشان استحمل ذنب غيرى" 
نظرت لها "روان" بدهشه من التغيير الطارئ عليها، كيف للانسان أن يتغير بين ليله وضحاها لهذا الحد، تذكرت قول الله تعالى "إنك لا تهدى من أحببت... ولكن الله يهدى من يشاء" إبتسمت لها وهى تربت على كتفها، ولكنها إنتفضت بعنف فجأه مما آثار خوف الاخيره
"زييين... انا نسيته، زمانه قلق عليا"
تذكرت أنه ينتظرها بالخارج، أمسكت هاتفها لتجد العديد من المكالمات الفائته منه، نهضت مسرعه ولكنها شعرت بالدوخه الشديده والصُداع يُعاد لها من جديد، ساعدتها الاخيره وهى تُساندها 
"طب إستني، تعالى انا هساعدك تخرجي" 
"لا لا، انا هحاول امشي لوحدي علشان" زين" ميقلقش عليا"
أومات لها وهى تتركها ببطء، حاولت السير ولكنها لم تسطتع وكانت على وشك أن تقع مع أُخرى لولا يد سُهير التى لحقتها، 
"مش هينفع اسيبك، تعالي بس هوصلك انتِ مش قادره تقفى على رجلك" 
إستجابت لها بإستسلام وهى تسير معها للخارج، خرجت حتى وجدت زين يدور حول نفسه بقلق وينتظرها، وبمجرد أن رأها زين حتى ركض نحوها بلهفه 
"روان انتِ كويسه، حصلك حاجه؟ برن عليكِ من بدرى، تعبانه نروح للدكتوره؟ حاسه ب اى طيب" 
كان يتحدث بلهفه وهى يتفحصها، ضحكت عليه بوهن وهى ترى لهفته وخوفه عليها، مما خُلقت انت يا زين..ياليت الجميع مثلك لكانت الحياه أكثر حنانا
"أهدى يا زين انا كويسه، متقلقيش، دوخت بس شويه عشان كدا سهير جات تسندني" 
وأخيرا إنتبه للفتاه الواقفه أمامه مُمسكه بها، كانت ترتدى نقاب ولا يظهر منها شىء، شعر بأن الاسم مألوفا بالنسبه له، ولكنه لم يهتم وهو يغض بصره عنها ويشكرها 
ودعتها "روان" ثم سارت معه حتى السياره، فتح لها الباب ثم أجلسها برفق وهو يُقبل رأسها بحنان
"خلى بالك إني كدا هاخد على الدلع دا كتير" 
"وانا عندي أغلى منك أدلعه؟"  
إحمرت وچنتيها بخجل أثر كلماته الحنونه تلك، والتى تُذيبها، كم كانت تفتقد حنانه عليها طوال تلك السنين 
كيف أمضت أيامها دون كلماته التى تبث الأمان داخلها؟ 
سامحك الله يازين لبُعدك كل تلك السنوات عنها 
واخيرا وصلا الى المنزل 
دلفت "روان" إلى المنزل وقد غادر هو إلى شقته بعدما إطمئن عليها، كانت مُمسكه بيدها الورود التى أعطاها لها زوجها الحنون وعلى وجهها ترتسم إبتسامه واسعه تُزين ثغرها، توجهت إلى المطبخ أولا لترتشف بعض المياه،
 ولكنها توقفت بفزع وهى ترى "عمر" يقف وجميع حواسه مُنتبه لشىء ما، ويقف كالصنم، تعجبت من وقفته تلك
إقتربت منه وهى تنادى بإسمه 
"عمر!!.. انتَ بتعمل اى هنا، وواقف كدا ليه" 
لم يُجب عليها وهو مازال واقفا ويضع كامل تركيزه على شىء ما أمامه، دققت هى النظر به حتى وجدت بعض حُبيبات السُكر المُلقاه أرضا.. تعجبت أكثر هل يقوم بحراسه السُكر أم ماذا!! 
إبتعدت مسرعه بخضه وهى تراه يقوم بفجأه بجمع السُكر مره واحده، هل جُن "عمر"  ام تلبسه جان
"ياعمرررر" 
وأخيرا إنتبه للواقفه أمامه وهو يمسح بعض العرق الزهمي عنه ويزفر براحه ويجلس على أقرب مقعد له 
"فيه اى، انت بتعمل ايه؟ والُسكر اللي معاك دا ليه" 
"كنت بعمل شاى ووقع مني شويه سُكر ولقيت نمله جات وبعدين راحت تنهد لقرايبها توريهم السكر، ف إستنيت لما راحت جابتهم وجات وبعدين شلت السُكر علشان مطلعهاش كدابه قدامهم" 
ظلت "روان" تنظر له وهى مازالت لم تفهم حديثه بعد، مرت ثواني قليلا بعدما إستوعبت حديثه حتى إنفجرت ضاحكا، يالله هل وصلت به التفاهه إلى هذا الحد!! 
اما عنه إقترب منها ببسمه، هاهو نجح فى رسم الضحكه على وجهها 
"انت يابني مش هتعقل خالص كدا؟ دا الله يعينها اللى هتاخدك بجد"  
قالت حديثها من بين ضحكاتها، بينما ضحك هو الاخر وتخيل لو أنه فعل ذلك أمام "ياسمين" ماذا لتكون رده فعلها، ولكنها ليست مخطئه، أعانها الله عليه حقا..،
"انا هروح اتقدم لياسمين بكره" 
♕لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير♕
أخذت نفسها بهدوء وهى مازالت غير قادره على أخذ الخطوه بعد، طالعت اللافته التي أمامها بقلبِ مرتجف
هل أخطأت حينما أتت الى هُنا ام لا؟ 
ولكنها حقا غير قادره على إستكمال حياتها هكذا، تُريد أن تعيش حياتها ولو لمره واحده، لمَ كل الأشياء تحدث مع الجميع إلا عداها؟ ترى كل من حولها سعيد إلا هى
هى لا تعلم تحديدا أين العيب بعد؟ ألن تفرح ولو لمره واحده في حياتها؟ أن تستشعر طعم الفرح الذى يتحدث عنه الجميع ام كُتب عليها أن تبقى حزينه للإبد 
حتى أبسط الاشياء لا تستطيع الحصول عليها، 
نفضت كل تلك الاسأله من عقلها وتستعد تلك المقابله والتى أتت لها بعد الكثير من التردد 
"السلام عليكم... لو سمحتى أنا المفروض ليا معاد دلوقتي مع الدكتوره" 
"وعليكم السلام ورحمة الله، أهلا يا فندم، اسم حضرتك اى؟" 
"رغد" 
أومات لها السكرتيره الخاصه بالعياده وهى تُشير لها بالإنتظار عشره دقائق، فعلت "رغد" كما طلبت منها بهدوء وهى تشعر بالتوتر الشديد حتى فكرت بأن تعود 
جلست على الكرسى وهى ترجع رأسها للوراء وتُفكر فى طلب يونس لها، إبتسمت وهى تتذكر مزحاته ومشاغباته معها، هو يستحق أحد أفضل منها، هى معه تشعر بالضعف الشديد والرغبه فى البكاء كلما شعرت بحنين أحد عليها، عكس طبيعته المتمرده
تُريد أن تعود إلى سابق عهدها ولسانها المتسلط التى كانت تتخذه سلاحا تُدارى خلفه ضعفها، دائما تحاول إثبات أنها قويه وتخطت كل ما قد مرت به، ولكن الحقيقه أنها مازالت عالقه بتلك الذكريات
سمعت الفتاه تُنادي بإسمها، قامت من مكانها وهى تتوجه صوب الطبيبه وجسدها يرتجف، لا تعلم قدومها إلى هنا صواب أم لا، طرقت على الباب عده طرقات ثم سمعت صوت الطبيبه تسمح لها بالدخول 
جلست على المقعد أمامها وهى تُفرك يدها بتوتر
بينما تفهمت الطبيبه حالتها كونها متخصصه للامراض النفسيه، وهذه الجلسه الثانيه لها
"ازيك يا رغد... طمنيني عليكِ يا جميل" 
"انا.. كويسه الحمد لله" 
صمتت قليلا تأخذ أنفاسها ثم عاودت الحديث مره أخرى
"لأ، مش حاسه اني كويسه، انا تعبانه" 
"تعالى إستريحي هنا علشان تقدرى تاخدي راحتك" 
سارت معها نحو الشيزلونج المخصص لاستقبال المرضى
ثم نامت عليه
"ها يا رغد، قوليلي اى اللي تاعبك؟" 
"أنا... انا رفضته بعدما ما أتقدملي، حاسه إني بقيت ضعيفه اوى، وانا مش عايزه كدا، كنت الأول قويه، تعرفى لما بابا وماما ماتوا انا حتى معيطيش 
رغم اني كنت بحبهم اووي ومتعلقه بيهم... انا.. انا شوفتهم بيموتوا قدام عنيا، شوفى كنت قويه ازاى وقدرت اتخطى كل دا، لكن دلوقتي انا ضعيفه وهشه
هو.. هو ملوش ذنب معايا، انا كمان بحبه، بس مش قادره اوافق، هخسره زي ما خسرتهم كلهم 
تعرفى حتى اليوم اللي اتقدملي فيه حلمت انه مات، زى ما يكون عقلى حتى رافض اني افرح..، 
انا امتى هرتاح؟... " 
ظلت تحكي لها والاخيره تستمع بإنتباه، كانت تتحدث بشكل غير مرتب وهى تشعر بثقل شديد داخل صدرها، ولكنها رغم كل ذلك لم تبكى، إقتربت منها الطبيبه ثم أحتضنتها وهى تمسح على رأسها برفق وأخذت تربت على كتفها
"صرخي يا رغد.. خرجي كل اللي جواكِ" 
نظرت له بتيه، وكأنها تطلب منها أمر صعب يفوق قدراتها
"مش قادره...حتى العياط مش قادره أعيطه" 
توقفت تأخذ انفسها ثم قالت
"هو.. هو انا كدا بقيت مريضه نفسيا؟" 
♡سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم♡
كان يجلس وهو يُمسك صورتها بين يديه ودموعه تتساقط بحزن عليها، لقد أشتاق لها بشده، اشتاق لضمتها له وهى تُخبره كم تحبه وأنه ولدها المدلل
إشتاق لتناول طعامها الشهى والذى كانت تحضره 
خصيصا لأجله
تُرى أين هي الان، وكيف حالها، هل تفتقده أيضا؟ وتشتاق له مثلما يفعل هو!! ظل طوال حياته ظالما لها، وهى من ضحت بنفسها لأجله هو وأخيه، أخيه الذى خسره هو الاخر قبل أن يعرف حقيقته
لم يشبع من حنان أحضانها بعد، تركته وهو فى أمس الحاجه لها، وظل تلك المده يظن بأنها هى من تخلت عنه، 
إرتفعت شهقاته عند هذا الحد ويشعر بالم كبير داخل صدره، وجد من يضع يده على كتفه، إلتفت لها فوجدها حوريته، من أخذت بيده لتخرجه من مستنقعه المظلم
كما يُطلق عليه
 أحذت تمسح على شعره بحنان وهى تربت على كتفه 
تعلم جيدا ما يُفكر به الآن وأنه ظلمها طوال تلك السنين
"متحملش على نفسك فوق طاقتها يا" ليث"، انت اه ظلمتها، لكن انت برضو مكنتش تعرف هى عملت كدا له 
وزعلت منها من حبك ليها...، "
"كان ليه يحصل كل دا من الأول؟ ليه مفضلناش مع بعض كلنا انا وهي وبابا وياسر، وليه ياسر يعيش عمره كله مع واحد زى دا ويتحرم من أبوه، كان هيحصل اى لو فضلنا كلنا مع بعض وأتربينا انا وياسر سوا..، 
تعرفي أنا طول عمرى كان نفسي يكون عندي أخ ونكون صحاب انا وهو، يطلع عندي أخ ونتحرم احنا الاتنين مع بعض؟ كان نفسي حتى أخده فى حضني واطبطب عليه" 
رفع لها عيونه فكانت حمراء بشده ووجه شاحب جعلها تشفق عليها وهى تنظر له بحزن، بينما أكمل هو حديثه
"ياسر مش وحش يا حور، هو.. حامد السبب فضل يزرع فيه الكره، انتِ مسمحاه صح؟ انا طول الوقت كنت حاسس تجاه بمشاعر مش عارف اى هى، مكنتش قادر أذيه رغم لو حد تاني اللي عمل معاكِ كدا مكنتش سبته.. انا بس كان نفسي احضنه ولو لمره واحده قبل ما يموت ياحور.." 
سقطت دموعها هى الاخرى ثم جذبته لاحضانها تهدئ من روعه، تشعر به، فقد سبق لها أن فقدت أخيها ووالدتها دُفعه واحده، أخذت تتلو عليه بعض آيات القرآن حتى شعرت أنه قد أستكان بين أحضانها وهى ما زالت تمسح على شعره بحنان كما لو كان طفلها 
لم تُرد الضغط عليه بالحديث قد لا يتحمله لذا رأت أنه من الأفضل أن تُخرجه من تلك الحاله أولا ثم بعدها تُحاول الحديث معه لكى يصبر على بلائه
"انا عاوزه آكل كشرى" 
رفع لها "ليث" رأسه بتشنج، فقد ظن أن تظل تُحدثه عن الصبر وللحقيقه هو كان فى حاله لا تسمح له بفعل شىء 
وهى قد تفهمت هذا دون أن يتحدث، ففى بعض الاحيان لا يكون الشخص يشعر بالحزن  حينما تحدثه عن الصبر يشعر بالعجز لكونه لا يستطيع التحمل
"هتيجي نخرج ناكل بره ونتمشي فى الهوا؟ هيكون هو دا الاص التمام" 
أومأ لها بهدوء وهو ينظر لها بإمتنان، يشكر ربه على تلك النعمه التى رُزق بها، إرتدت ثيابها سريعا وهى تركض له ثم أمسكت يده بفرحه طفله سيأخذها والدها للتنزه، ضحك عليها وهو يرى الفرحه باديه على وجهها
"كل دا علشان هنخرج ناكل كشرى!" 
"لأ، علشان خارجه مع زوجي بليل ناكل والصراحه دي كانت من أمنتياتي فى الحياه الزوجيه"
سارت معه للخارج وهى ما تزال تُمسك بيده والفرحه باديه على وجهها، كيف تكون أحلامها بتلك البساطه؟ ليتها يكون هادئ البال وأحلامه بسيطه مثلها، لا يدرى بأنها تحمل داخل جوفها اضعاف ما يحمل هو.، 
وصلا إلى أول محل قابلهم هم ليدخلا ولكن إستوقفهم صاحب المحل وهو يقول لهم ببسمه  
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حضراتكم عايزين كُشرى صح؟ 
رد كلاهما السلام وأومأ له" ليث" تأكيدا على طلبه 
بينما تحدث الرجل 
"طب ممكن تروحوا المحل اللي فى الشارع اللي بعدنا، صاحب المحل لسه فاتح جديد وبيعملوا كشرى حلو اووي" 
تعجب من حديثه ولكنه خمن أن يكون هذا المحل تابع لهم
لذلك سأله على الفور
"هو المحل دا يعني تبعكم برضو؟" 
"لأ يابني مش تبعنا، بس لسه المحل فاتح جديد ومحدش يعرفه علشان كدا محدش راحلهم خالص رغم إن حاجتهم حلوه، انا عايزكم تروحوا هناك علشان ميزعلش " 
"وطب مش خايف لأحسن ياخد هو الشهره منك والناس كلها بعدين تروحله؟" 
"محدش بياخد رزق حد يابني، وانا ربنا بعتلى رزقي طول النهار، فخليه هو كمان ياخد رزقه" 
كان "حور" تُتابع حديثه ببسمه وهى تدعو لهذا العجوز والذى يبدو على وجهه الطيبه، بينما ظل "ليث" مصدوما من الموقف، هل ما زال يوجد إناس مثله فى هذا الزمن! 
"ربنا يجازيك الفردوس الاعلى يارب" نطقتها وظلت تدعو له، كما فعل "ليث"  هو الاخر ثم توجهوا الى المحل الذى أشار لهم عليه أن يذهبوه
القى عليه السلام ثم جلس على المقعد وجواره تقبع "حور" ومجرد أن رآهما صاحب المحل حتى تهلل أساور وجهه بفرحه، نظر كلاهما للفرحه الباديه على الرجل 
بحب، طلب "ليث" طبقين كلاهما 
قام بتحضير الطبقين ثم قدَّمه لهما
تناولوا الطعام، سعدت "حور" بالطبق الذى أمامها بشده فهى من عشاق( الكُشرى) 
بينما "ليث" لم يكن مُحبيه ولكن طلبه مثلما فعلت حور
كان الطعام جميل بحق ظلت "حور" تناول بنهم فى مكان منعزل مخصص للمنتقبات، بينما ظل "ليث" يتأملها بحب وللحظه قد نسى كل همومه وهى معه 
إنتبهت له وهى تراه مُصوب نظراته نحوها، تحدثت وهى مازالت تأكل 
"شايفاك عينك على طبقى، هو نفسه طعم بتاعك" 
نظر لها بتشنج ولكنه ضحك عليها، هل تراه طفسا لهذا الحد، إبتسمت بحب وهى ترى ضحكاته، أخيرا نجحت فى إخراجه من تلك الحاله، لتتحدث أخيرا..، 
"كنت عمرك تتخيل إن واحد صاحب محل كشرى يرفض الزبايين اللي جايين ليه رغم انه لسه عنده أكل كتير، ويبعتهم لمحل تاني عشان بس لسه فاتحين ومحدش راحلهم طول اليوم؟" 
إنتبه لحديثها وهو يحاول فهم ما ترى إليه، لتتابع هى كلامها
"ربنا حاشا لله مش بينسى حد، كل حاجه بتحصل معانا بتكون مقدره لينا ومكتوبه وهى الخير لينا، مينفعش نقول ليه بيحصل معانا كدا،" 
صمتت وهى ترى تأثير كلماتها عليه حتى أكملت
"انت بنظرتك الدنياويه ك إنسان مش عارف اى الحكمه من اللي حصل معاك، وهتفضل تسأل نفسك ليه حصل معايا كدا، اصل اى الخير من إني اتحرم من أمي من صغيرى، وكمان اخويا يفترق عني ولما أعرف يموت؟ لو فضلت تسأل نفسك ليه هتتعب ومش هتوصل لحد" 
توقفت وهى تأخذ أنفاسها وتُحاول إيصال المغزى بطريقه 
يتقبلها، وتحديدا فى حالته
"لما سيدنا موسى كان ماشي مع الخضر علشان يتعلم منه 
أول حاجه طلبها منه سيدنا الخضر إنه ميسألوش عن اى حاجه هيعملها هعملها ليه، وسيدنا موسى وافق
وبدوأ رحلتهم واللي كانت بالسفينه اللي خرقها، تخيل واحد زي الخضر واللى علشان كان معروف وقتها صاحب السفينه مرضيش ياخدهم منهم فلوس، كان جزاته اى؟ 
انه خرقله السفينه بتاعته واللى خلى سيدنا موسى يتعجب وسأله انت عملت كدا ليه؟ 
تفتكر كان ممكن يكون فيه خير من خرقه للسفينه؟ بنظرتنا الدنياويه؟ بس الحقيقه كانت اى، طلع إن كان فيه ملك بيأخذ كل سفينه غصب، ولما شاف السفنيه دي معيبه مرضيش ياخدها 
يعني لولا إن سيدنا الخضر خرق السفينه كانت إتاخدت من صاحبها..، 
بعدها بشويه كملوا مشى وسيدنا الخضر مسك ولد صغير بيلعب مع صحابه وقتله، انت متخيل يقتل طفل برئ لسه معملش حاجه؟ تقدر تديني تفسير واحد لعملته دي؟ 
دا طفل ميقدرش يأذى حد واللي احنا بنظرتنا الدنياويه مكناش هنكون مستوعبين السبب من قتله لطفله 
طب أهله يقدروا يتخطوا موت طفلهم الوحيد اللي جابوه بعد سنين من الحرمان؟ 
دا سيدنا موسى واهو نبى مكنش مصدق ومقدرش يصبر زى ما وعده" وقاله أقتلت نفسا ذكية بغير نفس 
لو فضلنا طول عمرنا نسأل عن اى الخير من قتله دا مش هنلاقي؛ لكن فى الحقيقه إن الطفل دا لو كبر كان هيرهق ابوه وأمه طغيانا وكُفرا، تخيل كان هيوصل أهله للكفر؟ 
ربنا رزقهم بطفل تاني وكان بار بيهم 
كملوا باقى الرحله وهم ماشيين دخلوا قريه أهلها رفضلوا يُضَّيفوهم ف سيدنا الخضر لقى سور المفروض يتهد أقامه 
بدل ما يهده وكان ممكن فى اى وقت يقع عليهم وكان لغلامين يتيمين، فى الحقيقه إن الغلامين دول أبوهم رجل صالح وتركلهم كنز تحت السور دا، لو كان هدّه 
كانوا لقيوا الكنز وقتها وكانوا هيضيعه لانهم لسه صغيرين
لكن أمر ربنا إنهم ميشوفوش الكنز غير وهم كُبار وقدرا يتصرفوا فيه وينتفقوا منه فى سبيل الله
عرفت ليه احنا المفروض نقرأ سوره الكهف كل جمعه؟ 
علشان منقولش كلمه ليه دي؛ ندرك إن كل اللي بيحصل معانا هو الخير لينا ومقدر لينا عند ربنا
لان ربنا سبحانه وتعالى حاشاه إنه يختارلنا غير الخير لينا"
شعر بالخجل من نفسه كيف ساء الظن بالله، نعم بالتأكيد ما حدث معه هو الخير، ليتحدث هو هذه المره
"لولا اللي حصل معايا كان ممكن مقابلكيش، لفتي نظرى لان شوفتي شبه ماما، ويمكن لولا دا مكنتش حبيتك واتجوزنا، وانا واثق إن ربنا هيجمعني بيها على خير" 
سعدت بشده لتقبله الامر بصدر رحب، أمسك يدها ثم توجه لصاحب المطعم وقام بدفع الحساب، ثم خرجا من المطعم وتوجه للمطعم الثاني الذى توجه له أولا تحت أنظارها المتعجبه
"عايز كل الكشرى اللي موجود عندك تحطهولي فى علب كبيره" 
نظرت له بتعجب من طلبه، إبتسم لها وهو يقول
"هننزل نوزعه على المحتاجين" 
__________
نزلا من السياره ومعهم العديد من الشنط وقاموا بتوزيعها على الفقراء، رأوا الفرحه فى وجههم وهم يدعون لهم 
كان منظرهم مبهجا بحق، قاموا بفعل ذلك لله فى الخفاء
وليس وهم يقومون بالتصوير وأمام أعين الجميع
ظلوا ما يُقارب الساعه يوزعون على الفقراء والمحتاجين 
كان طوال تلك المده وهاتفه الذى تركه فى السياره لم يتوقف عن الرنين ولكنه لم ينتبه له
حتى رن هاتف"حور" هذه المره والتى كانت معها
وجدت المتصل هو محمود والد ليث، تعجبت من إتصاله فى هذا الوقت
فتحت المكالمه ثم وصله صوت محمود وهو يخبرها ما جعل الهاتف يسقط من يدها، وجعل قلب ليث يرتجف
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- الفترة دي يدوب أقدر أصرف علي بيتى واولادى ❌
 -الفترة دي لازم أزود تبرعات علشان ربنا يعوضنى أضعاف
ده أفضل وقت للصدقات  
أَنْفِقْ بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا  ♥️!
_____________
وقف أمام حُجرتها وهو يأخذ نفسا عميقا يستعد لخوض معركه معها ولا يدرى نهايتها، إلا أنه لم يتقبل خسارتها 
مهما بلغ ألامر، طرق على الباب ثم بعد قليل سمع صوتها تسمح له بالدخول ، ومجرد أن رأته حتى تهللت أساور وجهها وهي تهتف: 
"عمر حبيبي رجعت امتى... وحشتني اوي" 
اقترب منها وهو يقبلها فقد إشتاق لها هو الاخر، حمحم قليلا وهو لا يدرى من أين يبدأ، ولأول مره يشعر بصعوبه الحديث.. شعرت بأنه يريد التحدث بشىء ما لذا أمسكت يده وهى تحثه على الحديث قائله: 
"حساك عايز تقول حاجه؟ مالك" 
إبتلع ريقه وهو يخشى رد فعلها ولكنه حسم الأمر، ليقول ما جاء لأجله دُفعه واحده
"انا هتقدم لياسمين" 
سعدت بشده فأخيرا سوف يخطب، ولكن فرحتها تبخرت وهي تنظر له عده دقائق تحاول إستيعاب الأسم، هل هذه نفسها الفتاه التي أخبرها عنها من قبل؟ هي ظنت أنها نزوه وإعجاب وسوف يرحل، ولكن يبدو أن الأمر هذه المره غير. 
"هي دي نفس البنت اللي سبق وقولتي عليها؟" 
أومأ لها بتوتر وهو يخشى غضبها فهو يعلمها كم هى عنيده وحينما ترفض شىء تُصر عليه، قامت من مكانها بغضب وهي تصرخ به
"البنت دي مستحييل ياعمر اوافق عليها انت فاااهم، على جثتي إنك تتجوزها، انت مش شايفاها عامله ازاى ومن امتى وانت ذوقك بقى كدا... اه صح تلاقيها هى اللي لفت عليك علشان تتجوزها ماهو أكيد محدش هيبصلها وهي لابسه البتاع اللي علي وشها دا" 
هُنا ولم يعد يستطيع التحمل، فقد كان مصدوما بشده من حديثها، هل وصل كرهها للنقاب بأن تتهما بهذا الشكل وهى حتى لا تعرفها ولم يسبق أن تتحدث معها حتى؟. 
هب من مكانه واقفا ثم هتف بغضب تراه أمه لأول مره: 
"اللي حضرتك بتتكلمي عنها دي هي الوحيده اللي صدتني ورفض تكلمني رغم إن انا اللي لفيت عليها وحاولت معاها كتير، إلا انها ولو مره استسلمتلي وكل مره كانت تصدني
انتِ أتهمتيها فى شرفها من غير ما تعرفيها ودا قذف محصنات واللي حضرتك اصلا متعرفيش عنه وهتعرفي عنه ازاي وحضرتك تقول الوقت مشغوله فى سفرك وخروجتك، 
تقدرى تقوليلي انتِ تعرفي عني اي؟ بحب اى ولا بكره اى 
عمرك محسستني إني أبنك وانتِ طول الوقت مشغوله وانا آخر هتمامك، جايه دلوقتي تحرميني من البنت اللي حبتها وتفتكرى انك عندك أبن لازم تحددي مصيره
بدل ما تشجعيني إني أختارت البنت اللي هكمل معاها حياتي وام عيالي علشان محترمه وملتزمه، لكن لأ
نريمان هانم عايزه واحده تليق بيها قدام صحابها على سنجه عشره تشرفها قدامهم ، مش واحده لابسه نقاب هتعرها قدام صحابها، ياريتك كنتِ زيها.." 
قطع حديثه القلم الذي تلقاه على وجهه من والداته وهي تصرخ به أن يصمت، 
ولأول مره ترفع يدها عليه، ولكنه تخطى الحدود فى الحديث معها وصُدمت من كلامه الذى كان يحبسه داخل صدره طوال تلك السنين، والذي صدمه هو الآخر، 
طوال عمره وهو يشعر بأنها لا تهتم لأمره ولا يشعر منها بالحنين لأنشغالها عنه طوال الوقت، نظر لها بعيون حمراء مغرقه بالدموع ثم تركها ورحل، يعلم أنه تخطى فى الحديث معها ولكنه لم يستطع التحمل يكفى سكوته كل تلك السنين لينفجر بها دُفعه واحده بما فى صدره دون أن يشعر، 
خرج من المنزل بأكمله وهو يشعر بالغضب الشديد يعتريه 
ولم يعد يرى شيء حوله وقد تساقطت دموعه بشده وهو يسير كطفل صغير مشرد بلا مآوى وقد تخلى عنه الجميع. 
يشعر بأنه وحيد تماما فى هذه الحياه وكل شىء ضائق حوله، ماذا بعد؟ لمَ لا يوجد شىء وحيد فى هذه الحياه يُسعده، هو دائما يمزح ويضحك ولكن لا أحد يعلم ما بداخله. 
يعود كل ليله الى فراشه وهو مهزوم ويشعر بالوحده ولا أحد معه، حتى أمه لم يشعر يوما بحنانها عليه
ظل طوال حياته يتجاهل ذلك ولكن الامر كان يشكل ألم كبير لديه، حينما يرى مشهدا لأم تضم طفلها يشعر بالم كبير كونه إنحرم من هذا الحضن، 
إن كانت والدته متوفيه لكان يجد مبررا بأنها غير موجوده وإن كانت موجوده بالتاكيد كانت ستفعل، ولكن الأسوء أن تكون على قيد الحياه ويفتقد حنانها. 
ظل يسير بلا هواده حتي توقف أمام مسجد قابله، نظر له بتردد كبير ثم حسم أمره بالدخول، هو يُريد أن يشعر بالراحه لذا دخل إلى هنا عله يجد تلك الراحه الذي ظل طوال عمره يبحث عنها ولم يجدها، 
دلف للمسجد بخطى ثقيله وهو يشعر برهبه هذا المكان والسكون والراحه الذي شعر بهما مجرد أن خطت قدمه لهذا المكان المقدس. 
جلس وراء عمودا وهو يأخذ أنفاسه ويغمض عيناها ويحاول تناسي كل شيء، حتى وجد من يضع يده على كتفه. 
🌸لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير🌸
"يعني.. هو انا كدا بقيت مريضا نفسيا؟" 
نظرت لها الطبيبه بشفقه من الحاله التى وصلت لها 
والتى جعلتها تظن نفسها مريضه نفسيا، هزت برأسها نافيه وهي تقول بهدوء والبسمه لا تُفارق وجهها: 
"لاء يا رغد، انتِ مش مريضه نفسيا، كل الحكايه إن بقى عندك وسواس قهرى بالفقد" 
نظرت لها بعدم فهم كيف لديها وسواس قهرى بالفقد؟ علمت الطبيب بأنها لم تستوعب حديثها، لذا هتفت على الفور توضح حديثها وهى تردف: 
"الوسواس القهرى دا ليه انواع كتير يا رغد، فيه بالنضافه وفيه اللي عنده وسواس بالشك وانواع كتير منها الفقد
إن المريض طول الوقت يفضل عنده وسواس بالفقد وإنه لو قرب من شخص هيفقده زي ما فقد اللي قبله، 
طول الوقت هيفضل يشعر بالقلق ينهش قلبه ويخليه مش عارف يعيش وخايف يعمل اى حاجه، وأكبر مشكله فى الوسواس إن ناس كتير بتتجاهله رغم انه مرض زي اى مرض ولازم الانسان يتعالج منه، لأنه لو متعالجش هيفضل عمره كله موسوس"
"طب.. واي هو علاجه؟" 
"شوفي يا رغد، احنا دايما مبنقتنعش بفكره المرض النفسي ودا غلط كبير، المرض النفسي زيه زي اى مرض لازم الأنسان يتعالج منه سواء هيحتاج علاج او بطريقه تانيه هيحددهاله، لكن انتِ فى حالتك دي مش محتاجه علاج بالأدويه" 
"أمال محتاجه علاج ب أيه؟" 
"علاجك بالقرآن وتحديدا بسوره البقره، انتِ محتاجه تطمني وتحسي بالأمان يارغد وتقتنعي إن كل شىء مقدر ومكتوب علشان تقدرى تتجاوزي الفقد، ودا مش هتقدرى تعمليه غير بقربك من ربنا لأن سبحانه وتعالى هو الملجأ لينا كلنا وبيده كل شيء، علاجك هو القرب من ربنا يارغد، 
لازم تتأكدي إن كل اللي حصل معاكِ دا قدرك وإبتلاء من ربنا، والله لا يكلف نفسا فوق طاقتها، انتِ قويه وهتقدرى تتخطي كل دا لوحدك.. فهمتيني يا رغد؟" 
أومأت بهدوء وهي تهز رأسها دلاله على موافقتها ولكنها عاودت للحديث مره أُخرى: 
"معنى كلامك يا دكتوره إن اى مريض نفسي مش محتاج علاج ومحتاج بس القرب من ربنا ويقرأ القرآن؟" 
نظرت لها الطبيبه لثوانِ ثم أجابتها على سؤالها بسؤالِ آخر قائله: 
"مريض الكانسر او اي مرض تاني بيتعالج ب اى بالقرب من ربنا والقران من غير ما يروح يتعالج ويقول القرآن هيشفيني؟" 
"لاء طبعا، لازم يتعالج... هو اه لازم يصلي ويقرأ قرآن، لكن برضو ربنا أمرنا ناخد بالأسباب" 
هزت الطبيبه رأسها تبتسم وقد توصلت لما تريده وهي تهتف: 
"بالظبط يارغد ودا اللي عايزه أوصلهولك، فيه بعض الأمراض النفسيه بيقى لازم فيها علاج وإستشارات طبيبه، الموضوع بيكون متعلق بهرمونات فى جسم الأنسان بتسببله إكتئاب حاد غصب عنه، المرض نفسه بيكون من أعراضه القلق والأكتئاب، من ضمنهم مرض إسمه فايبرومالچيا ودا من أعراضه الأكتئاب المزمن ودي هرمونات فى جسم الأنسان ولازم ياخدلها علاج وألا هيفضل يعاني من المرض، 
ييجي أهل المريض لما يشوفوه مكتئب يحملوه فوق طاقته وإنه لو بيصلى ويقرأ قرآن مش هيكتئب، فيتعب أكتر لانه بالفعل بيصلى لكن غضب عنه مش قادر، 
ودا لأننا مش بنفرق فى بعض الاحيان بين الامراض النفسيه اللي اى إنسان مش بيصلى ولا بيقرأ قرآن وارد إنه يتعرض لأكتئاب خصوصا من ضغوطات الحياه، زي واحد يسيب حبيبته او واحدها تتعرض لشويه ضغوضات
هنا ييجي دور الصلاه والقرآن يربطوا على قلبها ويصبروها ويحموها من أي إكتئاب، 
 وبين الأمراض النفسيه اللي زيها زي أي مرض تاني واللي لازم الانسان يتعالج منها حتي لو بيصوم ويصلى لان مينفعش اكون تعبانه جسديا واقول هصلى وأخف!! لأن ربنا سبحانه وتعالى أمرنا زي ما قولتلك إننا ناخد بالأسباب 
ونتعالج... والأمراض دي مش علشان هو اتعرض لاي شويه ضغوطات فيتعب ويقول انا بقيت مريض نفسي ولازم اتعالج، لاء الموضوع أكبر من كدا وليه أبعاده مش هتفيدنا اننا ندخل فيها حاليا، لكن اتمنى يكون كلامي وصلك بالشكل المظبوط"
"طب ويونس؟" 
باغتتها بالسؤال مباشرا وهي لا تعلم ماذا تفعل معه ، نظرت لها الطبيبه تحثها على إستكمال ما تُريد قوله، للتابع مره أخرى وهى تهتف: 
"لو واقفت عليه هظلمه معايا لأن أنا حاليا مش قادره اتعامل مع اى حد ومحتاجه الملم شتات نفسي وافوق الأول، بس في نفس الوقت مش عايزه أخسره ومينفعش أربطه جنبي كدا وخلاص" 
"خدي فتره ترجعي فيها طاقتك وشجغفك وتعالجي نفسك بالوسواس اللي عندك وتبعدي، لو وافقتي عليه هتتعبي نفسك وتتعبيه معاكِ، 
كان ممكن اقولك واقفي وهو يقف جنبك ويساعدك، لكن انا عايزاكي تتخطي الفتره دي لوحدك علشان تقدرى تتجاوزيها وانتِ أدها، أما بخصوص الأستاذ يونس فهو مادم قولتي إنه بيحبك يبقى هيستناكي انا واثقه
ولو مستناش يبقى محبكيش وفي الحالتين انتِ الكسبانه" 
وجدت أنها مُحقه فى حديثها، سوف تفعل كل دا قالتها له، لن تترك نفسها ولن تستسلم، ستقول كل شىء كي تعود لسابق عهدها، وأيضا ليونس الذي احبه قلبها بصدق
🌸سبحان الله وبحمده.... سبحان الله العظيم🌸
ترجل من السياره بسرعه شديده وهو لا يري أحد أمامه وهي خلفه تُحاول الحاق به، فمنذ أن علم من والده مكان أمه وقد جن جنونه ولم ينتظره حتى يأتي معه
ظل يدور حول نفسه فى المشفى كالمجنون وهو لا يصدق بأنه سيراها مره أُخرى، فقد نزل الخبر عليه كالصاعقه، هاهي لحظات فقد تفرقه عنها
سار تجاه الغرفه التي من المفترض أن تكون ماكثه بها، فتح الباب بأيدِ مرتعشه ولكنه لم يجد أحد بالغرفه، سقط قلبه وهو ينظر حوله بهلع، هل سيفقدها مره أُخرى
"ف.. فين المريضه اللي كانت هنا" 
تفوه بصعوبه شديده وهو يلهث أثر ركضه ويحاول أخد أنفاسه، نظرت له الممرضه التي كانت تقوم بتنظيم الغرفه وهي تقول: 
"اهدى حضرتك يا فندم، هي انتقلت للاوضه اللي جنبنا" 
تراخت أعصابه قليلا، هو لن يسمح بفقدها مره أخرى، وجدها تضع يدها على كتفه فى محاوله لطمأنيته، تخبره أنها معها. 
ذهب إلى الغرفه المنشوده بخطي اقرب للركض، يشعر بأن قدامه لم تعتد تحملانه، وقف أمام باب الغرفه والذي كان مفتوحا قليلا،   
ظل يبحث عنها بعينيه ولم يجدها، كانت الغرفه فارغه، هم ليرحل ولكنه وجد طيفها من بعيد تخرج من المرحاض مع الممرضه التي تُساندها وهي تسير بوهن وبشكل غير متزن
فقد تحسنت كثيرا بعد توقفت عن أخذ الادويه التى كان يعطيها حامد لها وبدأت بالعلاج، 
شعرت به مثبت أنظاره عليها حتي رفعت بصرها له، 
دققت النظر به وقلبها يخفق بشده، لا يستحيل أن يكون هو، بالتأكيد هي تتخيل، هل استجاب الله لدعواتها طوال تلك السنين وأعاد لها طفلها؟. 
أما عنه وكأن الزمن توقف، يشعر بقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه، وأنفاسه أوشكت على التوقف، يخشي أن يكون هذا حُلم ويستيقظ منه على واقعه المرير دونها. 
ظلا كلاهما ينظران لبعضها لحظات كأنها شهور بالنسبه لهم، ولا أحد منهما قادر على التقدم نحو الآخر
وقع ليث أرضا وتساقطت العبرات من عينيه بشده وهو ينظر نحوها بألم، كطفل صغير خرجت أمه دون أخذه معها وحين عادت عاتبها هو ببكائه،
 هُنا تأكدت بأنه والدها الحبيب الذي تركته رُغما عنها منذ أن كان صغيرا، حاولت النطق بأسمه ولم تستطع 
كانت على وشك السقوط حيث قدميها لم تعد تتحملاها، ولكنها أبت الأستسلام، يكفي ما مضي وهاهو أمامها
تحاملت على نفسها وسارت نحوه ولم ترفع عينها من عليه بعد، تريد أن تشبع من ملامحه الذي أنحرمت منها، 
جلست أمامه أرضا ومدت يدها وهي ترتجف، تُريد أن تلمس وجهه لتتأكد أنها لا تحلم
ومجرد أن لامست أصابعها وجهه حتى علت شهقاته بصوتِ مرتفع، أخذته لأحضانها وهي تبكي بشده هي الاُخرى وتشدد من أحضانه بقدر إشتيقاها له، ظلت تتلمس وجهه بغير تصديق وكأنها تحاول إستيعاب وجوده بعد 
أما عنه فظل متشبثا بها يخشي تركها ويعود وحيدا دونها، لا يعلم كم من الزمن مر عليهما هكذا، لا هو يريد أن يخرج من أحضانها، ولا هي تريد أن تتركه. 
وصل محمود وتوقف وهو يراها تحضتن صغيرها، لقد تبدل حالها كثيرا وفقدت الكثير من الوزن، بهت زهرته 
وكبُرت عمرا فوق عمرها، شعر بنغره فى صدره مجرد أن رآها، أشاح بنظره عنها لأنها لم تعد زوجته وهي لا ترتدى نقابها الآن. 
♡الحمد الله، والله أكبر، وسبحان الله♡
"لو سمحت عايز بعشره جنيه لب" 
"مفيش بعشره، أقل حاجه عشرين"
نظر له بتعجب، ولكنه أخرج النقود من جيبه وهو يعطيها له ويقول: 
"خلاص هات بعشرين يعني هي جات على اللب" 
أمسك الرجل اللب بيده وهو يقدمه له ويقول: 
"طب إفتح أيدك" 
طالعه أحمد بصدمه هل سيأخذه فى يده ام ماذا لذا أردف للرجل بتسآل: 
"هو مفيش كيي؟ هاخده فى أيدي؟" 
"مش مستاهله كيس يا أستاد، الأكياس غاليه وهم أصلا شويه يادوبك تاخدهم فى أيدك" 
سقط يونس أرضا من كثره ضحكه  على ملامح وجه أحمد المتشنجه وهو يفتح يده ويأخذ اللب منه على إمتعاض، والذي كان يقف بجواره. 
جلس أحمد ومازل حزينا على العشرون جنيها الذي دفعهم بعدما أصر على أن يعزم يونس عليه، فقد إتصل به ألاخير وأخبره بأنه يريد التحدث معه فقد أصبحوا أصدقاء بعدما أسلم يونس. 
"خد ياعم يونس كُل، يكشي يطمر" 
عاد يونس للضحك مره أُخرى وهو لا يستطيع التوقف حتى ضحك معه أحمد هو الآخر 
"شكرا لك حقا يا أحمد" 
"مهو انت لازم تشكرني فعلا دا انا دافع عشرين جنيه مره واحده، دا انت لو خطيبتي مش هدفع فيك العشرين جنيه" 
"هل ستقوم بإذلالي أحمد لأجل حفنه اللُب التي لن تكفي صغيرا حتي؟" 
"لو مش عاجبينك هاتهم" 
هم ليأخذهم ولكن سحبهم يونس منه مسرعا وهو يقول: 
"لا، يعجبني كثيرا" 
"أيوه كدا، ناس متجيش غير بالعين الحمرا، المهم قولى، مالك كدا.. شكلك ميصُرش.. انت آخر مره كلمتني قولتلي إنك رايح تتقدملها، رفضوك ولا اى؟"
أخذ نفسا عميقا وهو يقول بحزن: 
"نعم أحمد، لم توافق" 
وضع الأخير يده على كتفه وهو يقول ما جعله ينصدم. 
🌸لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
 له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير🌸
وقفت روان أمام المنزل وهي تشعر الحرج فقد نسى معها زين جدول محاضراته داخل حقيبتها، 
طرقت الباب عده طرقات بخجل حتى فُتح الباب 
وكانت والدته هي من فعلت. 
نظرت لها بتوتر ثم تحدثت بتلعثم: 
أزيك.. ياماما.. انا بس.. هو زين نسى معايا الو... "
إرتفعت صوت ضحكاتها وقاطعتها وهي تقول: 
"حيلك حيلك اهدي.. وهو انتِ جايه بيت حد غريب، دا بيت عمك وبيت جوزك فى نفس الوقت مش مستاهله التوتر دا كله" 
هدئت قليلا وهي تبتسم لها، فقد بدأت أمه تتقبلها، فهي تغيرت كثيرا عن سابقها وتحديدا بملابسها التي بدت فضفاضه. 
"تعالي يلا ادخلي على ما أشوف العيال فين" 
شكرتها ثم دخلت المنزل بخجل، ولأول مره تدخله وهي زوجته، رحلت أمه وهي تنادي عليه ولكن خرجت ياسمين أولا وحينما رأتها ركضت نحوها بفرحه وهي تحتضنها بشده. 
"وانا أقول البيت نور ليه كدا" 
ظلت ياسمين تتحدث معها وتشاغبها ولكنها صرخت فجأه وهي تتذكر الحليب الذي تركته على النار، رحلت مسرعه وهي تعتذر منها. 
وقفت وهي تظن بأنه ليس موجود همت لترحل ولكنها شهقت بفزع وهي ترى من يجذبها من يدها للداخل ويضع يده على فمها يمنعها من الصراخ. 
نظرت حولها فوجدته هو، ومن غيره يفعل هذا، حاولت الفرار منه ولكن هيهات، فكان متمسكا بها بقوه وكأنها ستهرب، 
"يازين أبعد مينفعش كدا أفرض حد جه، هيقولوا اى لو شافوني فى أوضتك كدا؟" 
"هيقولوا اى؟ واحد وحابب يستفرد بمراته فيها حاجه دي؟" 
علت ضحكاتها وهي غير مصدقه لتصرفاته الصبيانيه، هل هذا نفسه زين العاقل الذي لم يحادث بعمره فتاه؟ 
"اضحكي اضحكي، لاحظي إنك كدا بتجريني للرزيله، وانا الصراحه بحبها" 
شعرت الخجل الشديد منه وقلبها يكاد يتوقف من خفقانه أثر قربه منها بهذا الشكل، أمسك يدها ثم وضعها على صدره وهو يقول:
"شوفي قربك مني بيعمل فيا اي؟" 
كانت تستطيع سمع دقات قلبه من شده خفقانها وكأن أحد يجري خلفه، وصدره يعلو ويهبط، إبتسمت له، بينما هو إقترب منها أكثر وهو يتلمس وجهها وهم ليفعل شيء يندم عليه ولكن سمعا صوت ياسمين، لتبتعد عنه مسرعه وهي تخرج ووجهها أصبح محمر بشده
سمعت صوت ضحكاته وهو يخبرها بأنها زوجته، وللحقيقه هو لم يكن ليفعل شيئا لأنه مازال عقد وله إحترامه 
حتى وإن كانت حلاله، ما كان ليفعل شيء يجعلها يُحرجها إن رأهم أحد، سوف يصبر حينما تكن زوجته بشكل رسمي وتأتي منزله وهي عروسه
نظرت لها ياسمين بتعجب لإحمرار وجهها بهذا الشكل وتوترها، إبتسمت بخبث وهي تسألها: 
"مالك يا روان، وشك أحمر ليه كدا؟ "
تحسست وجهها بصدمه وهي تحاول نفي اى شيء وهي تقول مسرعه
"هاا وشي انا احمر... ليه، اقصد لاء.. بيتهيألك" 
ضحكت عليها وهي تنظر لتغير وجهها أكثر 
"هو الواد زين عملك اى جوه يخليكي تحمري بالشكل دا" 
"لما تكبري هبقي أقولك" 
قالها زين وهو يقترب منها ويضربها خلف رأسها بخفه لتقول هي بغيظ: 
"ماشي بقى كدا... طب انا هدخل أقول لماما كنتوا بتعملوا اى جوه... ياماااام.." 
وضع زين يده على فمها يكتم صوتها وهي تحاول الفرار من بين يديه، ثم يخرج بعض الاموال من جيبه ويعطيها لها كي تصمت، نظرت للاموال الذي في يدها لتقول له وهي ترحل: 
"خدتك بالعوافي يازين ياخويا، أسيبك بقى تكمل إستفراد بيها" 
بينما روان كانت تنظر لها بصدمه ولا تصدق بأن هذه ياسمين الذي أمامها، هل الجميع تغير، أم هي لم تكن تنتبه لهم؟ ولكنها ضحكت بخفوت على تعامل زين منها، وتأكدت بأن ياسمين هي أكثر فتاه مناسبه لعمر
اقترب منها مره أُخري بعد إنصراف ياسمين وهو يقول بعبث
"ها كنا بنقول اى قبل ما تقاطعنا؟" 
إبتعدت عنه هذه المره مسرعه وهي تقول: 
"هتتلم يازين ولا أنادي أمك؟" 
نظر لها بتشنج من كلمتها الاخيره تلك ليهتف بتهكم: 
" أنادي أمك؟ وانا اللي أفتكرتك هتتكسفى وتحمري زي العاده، متقعديش مع ياسمين أختي تاني"
ضحكت على ملامحه بشده لتقول من بين أنفاسها: 
"نستني كنت جايه ليه، اتفضل الحاجات اللي نسيتها معايا" 
"ومين قالك إني نسيتها" 
"يعني اى؟" 
غمز لها بطرف عينيه وهو يبتسم بطريقه جعلته أكثر وسامه: 
"مهو أنا سبتهم معاكي علشان تجيبهلي" 
"انت طلعت مش سالك يا زين وانا اللي كنت فاكرك طيب" 
إرتفعت صوت ضحكاته عليها حتي ضحكت هي الاخري
بينما هو ظل ينظر إليها وهو يحمد ربه عليها
مازال غير مستوعبا أنها أصبحت زوجته وحلاله، من ظل طوال عمره يحافظ عليها حتى من نفسه، كم تعب وجاهد لأجل الا يفعل شىء يغضب ربه وهي أمامه طوال الوقت
كان يمنع نظره عنها وقلبه لا ينظر إلا لسواها، وها هي أمامه وحلاله يمتنع نظره منها ولا يخشى شىء
أمسك يدها وهو يقبلها بحب ثم إقترب ليقبل وجهها 
ولكنه سمع صوتا من خلفه أفزعه وهو يقول: 
#يُتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_______________
أمسك يدها وسار معها لأعلى فوق السطح يُتابعان النجوم التي تُزين السماء بحب، ينظر لها تارة، وللنجوم تارة أُخرى
ويالا قلبه من تحمل كلا المشهدين. 
كان الصمت يعم المكان عدا صوت أنفاسه العالية وكأنه يرُكض منذ زمن، ولكنه لا يركض بأقدامه وإنما بقلبه الذي أحبها بكل جوارحه حتى صار مُتيما بها لأبعد حد. 
كانت تقف تحت ضوء القمر الخافت والذي يعكس ضوئه عليها، لتكّون أمامه صورتها الجميله، وهو لا يفعل شىء سوى أن يتأملها دون أن يكل أو يملل وكأنها لوحه فنية، وهي للحق لوحته الفنية التي أبدع فيها الخالق. 
لتقول هى بتوتر تكسر الصمت: 
"هتفضل باصصلي كدا كتير؟" 
"أيوجد شيء أجمل مِنك لأنظرَ له" 
تحدث معها بلغة عربية منقمة، لا تعلم مما خُلق هذا الرجل والذى في كل مرة يسلب علقها بحديثه التى تعجز عن إيجاد ردآَ له، وللحقيقة هو لم يكن بحاجةِ لردها، 
"أفضل بس كل شوية تكسفني، مش كفاية اللي عملته تحت" 
قالت حديثها بغيظ منه، بينما هو علت ضحكاته عليها وهو يتذكر حينما كانا أسفل وهم ليُقّبل وچنتيها ولكن رآهم والده، والذى أخذ يضحك على توتر ملامحهما ثم تركهم ورحل. 
"لأ دا بابا عادي، منا ياما كنت بقفشه هو وماما، قام هو حب يُردهالى يعني" 
ضحكت وهى تتخيل ما يقول، ثم تذكرت شيئا هاما لتقول: 
"صح يا زين...انا لما دخلت أوضتك قبل كدا شوفتك معلق صورة على الحيطه ومعاك بنت، مين دي.." 
أغمض عينيه وهو يتذكر تفاصيل هذا اليوم والذي حُفر في عقله.. مشهدها وهى تدور حول نفسها بتلك الملابس فضفاضة لأول مرة... ليهتف: 
"انتِ" 
نظرت له بتعجب، كيف تكون لها وهي لا تتذكرها لتسأله مرة أُخرى: 
"بس انا مش فاكره الصورة دي، كنت أول مرة أشوفها.. وبعدين مش هو تعليق الصور حرام برضو؟" 
أومأ لها ليُأكد صدق حديثها وهو يقول: 
"هو فعلا حرام... فاكرة لما قولتلك خلاص مينفعش نتكلم ولا تدخلي أوضتي ولا أنا أدخل أوضتك علشان خلاص كبرتِ ومبقاش ينفع؟.. ساعتها الموضوع نفسه كان صعب بالنسبالي ومكنتش عارف هقدر اتحمله ولا لأ، 
كنت شايل الصورة دي معايا ف عملتها برواز وعلقتها لحين ما انتِ تيجي لكن بعدين عرفت أن تعليق الصور حرام وانا وقت ما علقتها كنت لسه صغير ومكنتش أعرف، 
بعد ما عرفت كل مره كنت باجي أشيلها صدقيني مكنتش بقدر، وغصب عني سبتها ومقدرتش أشيلها، وأنتظرتك انتِ لما ترجعيلي بس وانتِ زوجتي ساعتها هقدر لأنك خلاص بقيتي جنبي" 
ظلت تنظر له دون أن تنطق، يالله هل عانى كل هذا لأجلها؟ وهي من كانت تغضب منه وتنهره وكرهته لأنه أبتعد عنها وكرهت الألتزام لانه كان السبب!!.
أمسكت يده وهي تنظر فى عينيه ثم هتفت بقوة: 
"دا مش مبرر ليك يا زين يخليك تغضب ربنا علشان حد حتى لو كان الحد دا انا، عصيت الخالق لأجل مخلوق؟ 
مش يمكن كان ربنا قبض روحي في اي لحظة؟ مهما بلغ حُبك ليا يا زين... أوعى تعصي ربنا علشاني أو علشان اي حد مهما كان" 
نظر لها بصدمة ولم يصدق أن ذلك الكلام يخرج منها هي تحديدا، رُغم أنه كان يشعر الذنب طوال الوقت، إلا أنه ظن أنها ستسعد بهذا الكلام، ولكنها خيبت ظنه مما أدخل السرور على قلبه وهو يهتف بحنو: 
دلوقتي بس أتأكدت إني اختارت صح... اختارت اللي تعيني على طاعة ربنا مش متجوزها لمجرد إني بحبها"
إبتسمت له وكم تشعر بالسعادة أيضا ثم قالت: 
"ودلوقتي يلا بقى علشان نروح نشيل الصورة" 
أومأ لها بحب وهو يُمسك يدها ثم سار معها وقد نزلا إلى أسفل ثم دخل غرفته مجددا وهي معه، ولكنها لم تدخل وتوقفت على الباب، ليضحك بشدة  وهو يهتف: 
"تعالي أدخلي مش هعملك حاجة متخافيش، لو عايز أعمل حاجة كنت عملتها فوق السطح وإستغليت إنه مفيش حد..لكن انا مؤدب لحد ما يتقفل علينا باب واحد وساعتها بقى..." 
تركى باقى جملته مُعلقة وهو يغمز لها مما جعلها تشعر بالدوران أثر تخدر وجهها، وهي تشعر بالخجل الشديد منه، ضحك مجددا على ملامحها ولم يُرد أن يُحرجها أكثر ثم أمسك الصورة وأنزلها من على الحائط وقام بوضعها داخل خزانته، ثم إقترب منها وهو يقول ببسمة: 
"حلو كدا؟" 
أومأت له وهي تبتسم أيضا ثم تذكرت شيئا آخر لتقول: 
"صح..نفس اليوم دا، ليه لما شوفتني فى أوضتك اتعصبت ومشيت وانت بترزع الباب زي الطور الهايج.." 
قطعت حديثها وهى ترى نظراته الحادة نحوها ولكنها ضحكت وهي تُكمل: 
"والله مش قصدي.. بس وقتها فعلا مشوفتكش غير كدا، مهو مكنش فيه مبرر للي عملته، حتي ياسمين سألتها قالتلي بسبب اني غيرت فى مكان بره وسبب تاني، ودا مكنش سبب مقنع اوي يخليك وتعصب بالشكل دا، قالتلي هبقى أقولك وقتها ومقالتش" 
"أولا هعاقبك على لسانك اللي بينقط عسل دا بس مش هنا، فى بيتنا وبطريقتي، 
تاني حاجه بخصوص إني مشيت متعصب فهو من ضمن الأسباب إنك غيرتي لبسك برا ودا غلط، مينفعش تكوني بنت مسلمه وتغيرى لبسك خارج بيتك وعند حد وخصوصا لو عندهم رجال حتى لو مش موجودين مينفعش، 
لكن كان السبب الأكبر وقتها لما شوفتك بتلفي وكنتِ لابسة محتشم لأول مرة وقتها مقدرتش أشيل عيوني من عليكِ لحد ما فوقت لنفسي وإن دا غلط وأطلقت بصري، 
وكان لازم أمشي وقتها لأن لو فضلت الله أعلم كان ممكن اعمل اي" 
"كان ممكن تعمل اي؟ انت بالذات يازين أكتر إنسان محترم انا شوفته فى حياتي وبتخاف ربنا ومستحيل تعمل حاجه غلط" 
"لكن انا برضو بشر مش حجر، لما أشوف الأنسانة اللي محبتش غيرها في أوضتي وشكلها حلو اوي وبتلف وانا انسان أعزب مش من حقي أضعف؟ اذا كان سيدنا يوسف واهو نبي ربنا قال( وهم بها لولا أن رأى بُرهان ربه) 
يعني هو كان كان هيضعف بس ربنا أنقذه، فمجيش أنا أقف قدام الفتنة واقول هقدر اصل انا شيخ وملتزم! مش صح لأن كلنا بشر ومش حجر يا روان لكن بنحاول نتقى ربنا على قد ما نقدر، وعلشان كدا ربنا أمرنا بغض البصر، لاني لو مكنتش بصلتك وقتها مكنتيش فضلتي معلقة في عقلي ومكنتش قادر اشيلك من تفكيري وانا شاب وملتزم اهو، بالك بقى باللي بُعاد خالص، رغم أنه كان غصب عني لأني أتفاجئت بيكي قدامي مكنتش اعرف أنك موجودة!!"
هُنا فقط أستشعرت أهمية غض البصر، يالله..، 
الله لا يُحّرم علينا شيئا إلا وهو خيرا لنا، 
🌸سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم🌸
التفت لمن يضع يده على كتفه ليجده رجلا عجوزا لا يعلم كيف ظهر أمامه ويبدو عليه الوقار، جلس جواره وهو يبتسم له ثم قال: 
"يعني تبقى قاعد في بيت ربنا وشايل هم الدنيا والآخرة؟" 
نظر له ولم يتحدث، لقد أخطأ العجوز، فمنذ متى وهو يحمل هم آخرته؟ فقد دنياه هي ما تشغله، لم يفكر ولو لمرة واحدة في آخرته. 
ابتسم له بحزن وهو يقول: 
"وهي الدنيا فيها حاجة تفرح ياعم الشيخ" 
"معاك حق، هي فعلا الدنيا مفهاش حاجه تفرح" 
رفع بصره نحوه مرة أُخرى وهو مُتعجب، فقد ظن بأنه سوف يقص عليه جمال الحياة ولكنه خيب ظنه، ضحك على ملامحه المُتعجبه ليقول مرة أُخرى: 
"مالك اتصدمت له كدا.. هي فعلا الدنيا مفهاش حاجة تفرح، ربنا كمان هو اللي قالنا (يا أيها الأنسانُ إنك كادحاُ) 
الدنيا دي يابني دار شقاء، الراحه فى الجنه بس، لكن تعرف اي بقى هو الشقاء اللي بجد؟" 
انتبه له بكل حواسه وهو يستمع له بإنتباه، ليُكمل هذا العجوز كلامه مرة أُخرى وهو يقول: 
"انك تكون بعيد عن ربنا ومبتصليش، هنا بقى يجتمع عليك شقاء الدنيا وشقاء الاخرة، أوعى في يوم يبني تنسى إنك جاي الدنيا دي علشان تبني لنفسك مكان في الجنة، 
أوعى تخلي الدنيا تلهيك عن أخرتك، اصل الدنيا دي كدا كدا فانية وكلنا هنموت، يعني دي نتيجة حتمية، متخليش الشيطان يضحك عليك، 
فوق لنفسك قبل فوات الآوان يابني ووقتها مش هيكون فيه حتي فرصة للندم أو أنك تتغير. 
أومأ له وهو يستشعر حديثه، ثم تحدث هو أخيرا وهو يبتلع ريقه ويقول: 
"طب لو خانقت مع والدتي علشان مش عايزه تجوزني البنت اللي انا بتمناها وانا زعقت معاها وغلطت لكن هي كمان غل..." 
"متكملش، وهي كمان اي، غلطت فيك؟ وانت عايز تعامل أمك زي ما هي عاملتك حتى لو غلطت فيك؟ نسيت إن ربنا قال(ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا)  نسيت فضل أنها حملت فيك تسع أشهر وربتك وعلمتك وياما سهرت عليك ليالي؟ وكل دا ناكر فضلها؟، 
الأم مش عايزة غير سعادة إبنها، كنت تقدر تحايلها لحد ما توافق وهي مكنتش هترفض، لكن متقومش تقاوح وتخانق فيها وتبقى ابن عاق،
تخيل لو مت وهي غضبانة عليك دلوقتي، هتكون ميت مرتاح؟" 
فوق لنفسك ياعمر قبل فوت الآوان علشان متفوقش في وقت مينفعش فيه الندم"
تعجب كيف علم إسمه، هم ليسأله عن إسمه ولكنه اختفى فجأة في العدم، مثلما ظهر أيضا من العدم. 
إنتفض بفزع وهو يستيقظ من النوم ووجد نفسه مازال في المسجد، يالله هل كان هذا حُلم؟
يُقسم أنه يتذكر تفاصيله وكأنه كان حقيقة، وهذا.. وهذا العجوز ذو اللحية البيضاء والذي يشع النور من عيناه
لم يكن حقيقة؟. 
ذهب ليتوضأ وهو يتذكر كلام ذلك الرجل الطيب والذي أتى له لينتشله من الظلام الذي كان يُحيط به، وقف يُصلي بخشوع وهو يبكي كطفل صغير مُذنب، ظل يدعو الله أن يغفر له ويسامحه على ما اقترف فى حقه من ذنوب 
وما قاله لوالدته.
وعلى ذكرها، أنهى صلاته وهو يتجه للمنزل مرة أُخرى وينوي إصلاح ما أفسده، دخل المنزل والذي وجده يعم بالسكون، دخل غرفتها حتى وجدها تجلس على السرير ومجرد أن رأته حتي اشاحت بنظرها عنه وهي تمسح دموعها، يالله وصلت به لأن يكون هو سببا فى بكائها
اقترب منها بألم وسار نحوها وهو مطأطأ رأسه أسفل دلالة على إعترافه بما أقترف فى حقها. 
"ماما" نطقها بحزن شديد وهو يجلس جوارها ولكنها لم تُجب عليه، مما جعل دموعه تتساقط ثم بكى وهو يضع رأسه على قدمها وهتف ببكاء: 
"انا.. انا آسف والله مش عارف قولتلك الكلام دا ازاي، انا بس كنت زعلان منك علشان مبقتيش تهتمي بيا زي زمان وانتِ عارفة انا متعلق بيكي أد اي، ومتعود على دلعك وأهتمامك بيا لأني أبنك الوحيد" 
كانت ستضعف وتسامحه ولكنها يجب ألا تُسامحه بسهوله فهو قد أخطا فى حقها لذا ظلت صامتة، 
أحتضن وجهها بين كفيه وهو يقول بدموع 
"علشان خاطرى يا ماما انا آسف قولت كدا علشان كنت متعصب، وخلاص مدام مش عايزاني أتجوزها مش هتجوزها"
رفعت بصرها له لتتأكد مما قال، ليهز رأسه يؤكد لها صدق حديثه، تهللت أساور وجهها بفرحة لكونه أختارها هي ولم يختار تلك الفتاة، والذي شعرت منها بالغيرة الشديدة لأنها كانت السبب فيما حدث منذ قليل. 
أخذته فى حضنها أخيرا ثم قالت بدموع: 
"انا محبتش حاجه  فى الدنيا دي أكتر منك يا عمر، حتى ولو كنت بنشغل عنك كتير، لكن انت عمرى وحياتي كلها،
انا كمان آسفه علشان أنشغلت عنك وصدقني هسيب كل حاجة وأفضل جنبك، متتخيلش اللي قولتهولي من شويه قطع قلبي ازاي واتمنيت الموت ولو اني أسمعك تقولي الكلام دا" 
كانت تتحدث بصدق فهي رغم إنشغالها عنه سيظل هو طفلها المدلل، ظل عمر داخل أحضانها حتى هدأ واستكان ثم نام في أحضانها. 
فقد عاتب كلا منهما الآخر وأخرج ما يحبسه في صدره منذ زمن وهو يراها منشغله عنه، وهاهي عادت المياة لمجراها من جديد
♡لا حول ولا قوة إلا بالله♡
تحدث "أحمد" وهو يجلس مقابله ثم أخذ نفسا عميقا وقال: 
"مفيش حاجة هتحصل عليها بالساهل يا يونس، دا غير فيه حاجة مهمة لازم تعرفها" 
صمت وهو يرى نظرته التى تحدثه على الاستكمال، ليُكمل وهو يحاول أن ينقى كلماته لكي يستطيع أن يوصل له ما يريد بطريقه بسيطة. 
"بما إنك لسة داخل الإسلام جديد، لو لاحظت هتلاقي حياتك الأول كانت ماشيه زي الفل، لكن بعد ما أسلمت هتلاقي بيحصل معاك ابتلاءات كتير،" 
نظر له بتعجب فهذا ما كان يفكر به، وقد ظن أن بدخوله للاسلام سوف يحصل على كل ما يريد، وكأن الأخر قرأ ما يفكر به ليكمل حديثه: 
"ودا بقى الفرق بين المسلم وغير المسلم، 
لأن غير المسلم لما بيعمل خير في الدنيا ربنا بيرده ليه في الدنيا برضو علشان يوم القيامة لو قال لربنا انا عملت كذا، ربنا هيقوله وانا رديته ليك في كذا، 
اما المؤمن بقى فهو أجره في الآخرة وكل خير بيعمله هيتردله في الآخرة، 
المؤمن دايما على ابتلاء يا يونس، ودايما ربنا بيحطه فى اختبارات علشان يشوف صدق توبته، 
مش يمكن انت تكون اسلمت علشانها؟ مش لازم ربنا يختبر صدق توبتك انت اسلمت علشان عايز تبقى مسلم ولا علشانها؟ "
"لا أحمد، أقسم لم أدخل في الأسلام لأجلها" 
"هتعرف مع الابتلاءات بقى يا يونس، هنشوف هتقدر تتحمل فعلا ولا لأ، هتصبر وتحتسب أجرك عند ربنا ولا لأ، 
اعرف أنك هتقابلك عواقب كتير، أتمني أنك تقدر تتخطاها وتكون صبور" 
كان يونس يستمع له وكل خلجة من خلجاته منتبه له، ليذيد كلام "أحمد" من حماسه، نعم سوف يصبر ويحتسب كل هذا عند الله، لقد قرأ كثيرا عن الجنة وأحبها لذا فهو على أتم الأستعداد لتحمل أي شيء مقابل الجنة، 
وبخصوص رغد فهو سوف ينتظرها لحين توافق
ولكن هل سيتطيع فعلا أن يتحمل ما سوف يواجهه؟. 
نظر "لأحمد" بإمتنان كبير وقد أحبه بشده، فهو قد أرتاح له منذ أن كانوا مجتمعون معا وأصبحا أصدقاء
"شكراََ لك كثيرا يا أحمد" 
🌸لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير🌸
سارت الأيام سريعا دون حدوث شىء جديد  
حيث تعمقت علاقه كلا من أحمد ويونس واصبحا أصدقاءَ
ورغد تواظب على قراءة سورة البقرة وقد تحسنت كثيرا
، اصبحت حالة روان سيئة والمرض بدأ مفعوله معها مُبكرا وزين لم يتركها البته
عمر تحسنت علاقته كثيرا بوالدته وتركت كل شىء لأجله
أما عن ليث فلم يسع العالم فرحته بعودة أمه لها ومازال ينعم بدفء أحضانها وقد عادت للنطق من جديد
وتم عقدها مرة أُخرى على زوجها السابق، ورغُم فرحته برجوعها إلا أنه طوال الوقت يُعاتبها بعينه لأنها تركته لتتحمل هي كل ما حدث وحدها ولن تشاركه ليتحملان سويا. 
🌸🌸
دخلت حجرته تُناديه ولكن وقع قلبها بفزع وهي تجده يبكي بحزن، اقتربت منه تحتضنه وهو تربت على رأسه ثم قالت: 
"مالك يا عمر.. اى اللي حصل بتعيط ليه" 
مسح دموعه وهو يُخفى وجه عنها ثم قال: 
"م.. مفيش حاجة يا ماما" 
"لو مقولتش مالك وزعلان ليه انا مش هكلمك تاني" 
نظر له لثوانِ وهو يهتف بحزن: 
"وحشتني اووي يا ماما، صدقيني انا حاولت أنساها بس مش قادر، حاسس اني هموت من غيرها" 
قال حديثه ثم أجهش في البكاء وهو مازال داخل أحضانها
، ترغرغت الدموع في عيناها هي الأخرى، ولدها يعاني بسببها ويبدو أنه حقا يُحب تلك الفتاة، ورغم أنها لا تحبها إلا أنها لن تقف فى وجة سعادة إبنها: 
"خلاص يا عمر طالما بتحبها اوي كدا أتجوزها بس انا مش هحضر الفرح لاني مبحبهاش ومش هكون راضيه عنها" 
"لأ يا ماما انا مقدرش أعمل حاجة وانتِ مش راضية عنها حتى لو مش هتجوز خالص يكفيني انك معايا حتى لو هعيش عمرى كله حزين وهى مش معايا" 
تأثرت هي بشدة بينما هو عاد للبكاء مرة أُخرى وهو يستغل تأثرها وصوت بكائه يرتفع ، لتقول هي بتهكم: 
"وانا مقدرش أكون سبب لتعاستك ياعمر، خلاص انا موافقه عليها مدام انت بتحبها" 
ليبتعد عنها أخيرا وهو يمسح دموعه بخبث وقد نجحت خطته دون أن يخسر رضاها، أمسك تلك القطرة وهو يدخلها في جيبه فقد وضع منها حينما فشل في البكاء. 
"انتِ أحلي ام فى الدنيا كلها وانا بحبك اوووي يا ماما" 
سعدت حينما رأت فرحته والتي كانت نابعه من داخله بصدق، فلن يكون عمر اذا تخلى عن شيء يُريده بتلك السهوله، ولكنه تصرف بذكاء كي يكسب رضاها ولا يخسرها، 
فهو يستغل حبها له منذ أن كان صغيرا ويتصرف هكذا حينما كانت ترفض شىء، 
♡♡♡
وضع الطعام في فمها رُغما عنها، وذلك لأنها مؤخرا لم تعد تأكل جيدا وقد تدهورت صحتها كثيرا وظل هو جوارها وترك كل شىء لأجلها
"يازين خلاص كفاية والله ما قادرة، شبعت" 
نظر لها بطرف عينيه وهو يقدم لها المعلقه لتأخذها تحت نظراته المهددة، وبعدما أطعمها قام ليلبسها حذائها ولكنها رفضت بشدة، بينما هو لم يسمع لها ثم ألبسه لها 
"وكدا يلا علشان منأخرش على الدكتورة" 
أومأت له وهي تُمسك بيده وتستند عليه حتى وصلا إلى السياره، فتح لها الباب وساعدها للجلوس ثم ركب هو الآخر وساق للمكان المنشود. 
طرق باب الدكتورة بعدما انتظرا دورهما حتى أتى ودخل زين وحده بناءا على طلب الطبيبة ولكنه قد تأخر، لتقوم هي وتراه، 
كانت تشعر بالتوتر الشديد هذة المره ولا تعلم السبب وقفت أمام الباب والذى كان مفتوحا قليلا وهم لتطرقه أولا ولكنها سمعت ما جعلها تترنح في وقفتها:
"للاسف الشديد حالتها بتدهور وبقى احتمال ضعيف شفائها من المرض لأنه تمكن منها"
ولكن كان الأعجب من حديث الطبيبة هو رد فعل زين  
🌸سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم🌸
عند رغد كانت تجلس تُفكر فى كلام الطبيبة بشرود وقد أتخذت قرارا ما، وجدت "محمد" والد حور يقترب منها وهو يسير ويستند على عكازه فقد تحسنت حالته كثيرا عن السابق، أقتربت منه تُساعده على الجلوس
ثم جلست هي الأُخرى
"كويس إنك جيت يا عم محمد علشان كنت عايزاك فى موضوع" 
ابتسمت بحنان لذلك الرجل الذي لا توجد بينهما صله قرابه بالدم، ولكنه كان خير داعم لها وكأنها إبنته التى لم ينجبها
"خير مش مرتاحلك" 
"حقك بصراحة لو انا منك مش هرتاحلي" 
ارتفعت ضحكاته على مشاغبتها ثم هتف بحنو"
"انتِ قوية يارغد، وهتقدري تتخطي كل دا انا متأكد"
وكأنه قرأ ما تُفكر به، لتُجيبها بتهكم: 
"كنت... كنت قويه ياعم محمد، من ساعة ما جيت وتحديدا لما قعدت وسطكم وشوفت حنانكم وانا بقيت ضعيفه، زى ما يكون ما صدقت لقيت كتف أتكأ عليه وانا واثقة إني لو وقعت هلاقيكم،" 
"طب ما دي حاجه كويسة" 
نظرت له عدة لحظات ثم أردفت: 
"لأ ياعم محمد مش حاجه كويسة، انا مبقتش حابه اللي انا فيه دا، حتى لو خسرت عليتي كلها انا لسه عندي نعم كتيرة اوى لا تعد ولا تحصى واللي للاسف انا مش قادرة استمتع بها" 
"ومش قادرة تستمتعي بيها ليه؟ دي فترة وهتعدي" 
"عارف لما تفضل متماسك متماسك وأول ما حد يقولك مالك تفضل تعيط؟ اهو دا بقى نفس حالتي من لما جيت هنا شوفت الحنان اللي أفتقدته، وكأنكم بتعاملكم معايا أدتولي الرخصة اني أخرج كل أحزاني وبقيت شخصيه ضعيفه هشة، 
انا عايزه أرجع رغد القوية المرحة اللي مفيش حاجة بتأثر فيها، هناك انا كنت قوية لاننا عايشين وسط الحروب والدمار لأ وكمان حامدين ربنا وراضيين وطول الوقت واحنا متوقعين نفقد اي حد من عيلتنا. 
لكن رغم دا كله صبورين ومعندناش وقت اننا نحزن ونكتئب، عندنا صبر عجيب ياعم محمد لدرجه لما شهيد بيموت احنا فى جنازته بنزفه كأنه عريس رغم حزننا عليه، بس كفايه انه رايح الجنه عند ربنا بعد ما تعب بما فيه الكفايه. 
لكن انا بقيت فين من كل دا؟ بقيت ضعيفة وهشه وحاسه كمان بعدم الرضا او بالضيق مني للضعف اللي بقيت فيه؟ 
متغافلة جميع نعم ربنا عليا" 
"متشيليش نفسك فوق طاقتها، بكره يعدي كل دا وتتجوزي الواد يونس ويبقوا عندكم عيال وأسرة وتعيشوا مبسوطين" 
وعلى ذكر إسمه لاحت منها إبتسامة خافته وهي تتذكره، وللحق فقد أشتاقت له بشده، لتُجيبه وهي تقول: 
للاسف ياعم محمد مش كل حاجه بنكون عايزينها بنحصل عليها، كل اللي بتقول عليه جميل، لكن مش هقدر عليه وانا كدا، لازم أرجع لرغد القديمة، البنت اللي شوفتها أول يوم جات فيه البيت دا، مش اللي قاعدة قدامك
دي، ودا مش هيتحقق غير بطريقة واحدة"
نظر لها وهو يُحاول فهم ما ترنوا إليه وإستبعاد تلك الفكرة التي أتت إلى عقله، ولكنها هزت رأسها تؤكد له ما يُفكر به. 
ثم وقفت وسقطت دمعة من عيناها وهي تقول ببسمة ممزوجة بألم: 
"أيوة يا عم محمد... أنا هرجع فلسطين"
#يُتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"للاسف الشديد حالتها بتدهور وبقى احتمال شفائها من المرض ضعيف لأنه تمكن منها"
ترنحت فى وقفتها وهي تسمع كلام الطبيبة عن حالتها، هل هذا يعني أنها ستم.. لم تقوى على إستكمال الكلمة وأخذ جسدها ينتفض بشكل لا إرادي، 
لم يكن حديثها بأعجب من رد فعل زين الذي أثار دهشتها حقا، فقد توقعت أنه سينهار. يضعف ولكن رأته يبتسم وهو ينظر للطبيبة ثم تحدث ببسمة لم تُفارق وجهه: 
"وانا واثق في شفائها بالأحتمال الضعيف دا زي ما انا واثق أنك قاعدة قدامي دلوقتي" 
ابتسمت بألم وهى ترى تمسكه بها حتى إنه يفرض رفضاً باتاً ما تقوله تلك الطبيبة، رُغم أن جميع الآشاعه ُتؤكد على قُرب هلاكها، 
لا تعلم كيف سيكون حاله إن أصابها شىء، تخشى الموت بقدر ما تخشى فراقه ، لم تقترب من ربها بالطريقة التي تريدها، لم تتم حفظ القرآن ولم ترتدي النقاب، 
لم تنجب الأطفال التي تمنتهم يوماً وحلمت بهم، وأخيراً زينها التي مازالت بحاجة لقربه جوارها، لم تشبع من حنانه ودفء أحضانه بعد، هل سيسلب منها المرض كل هذا؟، 
ابتسمت بألم وهي وتعود لمكانها وتشعر بثقل شديد في جسدها، وكأنها كبُرت عمراَ فوق عُمر، تشعر بأن قلبها يتمزق تود لو أن تستطيع البكاء والصراخ ولكنها غير قادرة، 
وجدته يقترب منها وهو يبتسم لها كي يعطيها الأمان، الأمان نفسه الذي يفتقده هو!!! 
فقد رأت الدموع المحبوسة فيه عينيه والتي يبدو أنه جاهد كثيرا لكي يمنعها من الهبوط، 
أمسكت يده بقوة هذه المرة وكأنها تؤكد عليه بأنها لن تتركه، يكفى ضعف إلى هذا الحد، حتى وإن كان نهاية هذا المرض هو هلاكها... فلتعش ما تبقى من عمرها بين من تحبهم وتستمتع بالأيام المتبقية لها. 
"انا كلمت عمر وهو هريجي يستناكِ لحد ما تخلصي الجلسة، انا جالي مشوار ضروري اووي هخلصه على طول وأرجعلك" 
أومأت له بهدوء وهي مثبتة نظرها على عينه التى نظرت فى كل مكان عداها، ابتسمت له وهي تعلم أين سيذهب، 
أجل يكفي هذا فهو قد عانى معها وتحمل ما يكفي فوق طاقته، حتى نفذت ولم يعد قادراً حتى على مواساة ذاته. 
لم ينطق أحدهما حرفاً واحداً، وكأن الكلمات لم تعد قادرة على شفاء جروحهما، اتي "عمر" وهو يقترب منها ويحضتنها ليهتف زين: 
"خلي بالك منها واستناها هنا لحد ما تخرج وانا مش هأخر" 
"استناها ليه؟ انا هدخل معاها" 
رد عليه بملل وهو يقول: 
"مينفعش تدخل" 
سأله مجدداً وهو يقول بتعجب: 
"امال انت دخلت ازاى؟" 
أجابه وقد شعر بأنه صبره نفذ ليقول على عجالة وهو يرحل: 
"علشان انا دكتور، خلى بالك منها لحد ما اجي" 
تركهم ورحل وهو يشعر بثقل شديد فى صدره حتى لم يعد قادراً على أخذ أنفاسه بشكل منتظم، وصل للجهة المنشودة ثم نزل من سيارته وهو يسير بوهن حتى دخل المكان وهو ينزع حذائه، 
وجده يجلس وهو مُمسكا بمصحفه ويتلو بعض آيات الله وعلى الرغم من أن صوته ليس بالجمال البالغ كصوت زين 
، إلا أنه يكفي تلاوته لآيات الله لتبث الأمان داخله. 
جلس أرضا أمامه ينتظره حتى ينتهي وهو ينظر أسفل ومطرق رأسه كطفل صغير مذنب وعيناه حمراء من شدة حبسه لدموعه التى أبت أن تهبط حتى لا يشعر بالضعف أكثر وينهار. 
انتهى أخيراً من تلاوته ثم أغلق المصحف وهو يردد ما يقوله بعد الانتهاء من القرآن(سبحانك اللهم وبحمد، أشهد أن لا إله إلا انت، أستغفرك وأتوب إليك) 
رفع بصره نحو الجالس أمامه ليجده على حافه الإنهيار ولكنه مازال يحاول المقاومة، ليقول بهدوء: 
"شايفك يعني بدأت تستسلم، امال فين اللي هستحمل علشانها ومش هيأس وواثق أنها هتخف، شايفك بدأت تيأس يعني؟"
لم يجيبه ولكنه مازال يضغط على أعصابه كي يمنع تلك العبرات من السقوط، ليُكمل شيخه مرة أُخرى وهو يردف: 
"العياط عمره ما كان ضعف، عيط علشان ترتاح... طول ما انت كاتم العياط كدا هتيجي فى مرة وتنفجر، بلاش تراكم جواك، انت بشر مش حجر، متضغطش على نفسك أكتر من كدا" 
وكأن دموعه تعانده، ظل صامتاً ولم يتحدث، ظل يأخذ أنفاسه وكأنه يحاول إدخال أكبر قدر من الهواء داخل رئته، 
تحدث أخيراً بصوتِ متحجرش:
"مبقتش قادر صدقني، انا بشوفها بتموت بين أيديا، انا ممكن أتحمل اي وجع في الدنيا إلا وجعها هي لدرجة بتمنى لو انا اللي كنت مكانها مش هي" 
"الابتلاء دا ليك انت يا زين قبل ما يكون ليها، انت علقت قلبك بغير الله، حبيتها أكتر من اي حاجه وانت عارف إن ربنا بيغير على عباده، لما بيلاقي عبد علق قلبه بحاجه غيره بيحرمه منها علشان يرده ليه تاني ويعرفه أن حتى قلبه دا بين أيدين ربنا، ودي الحقيقه اللي انت كنت عمال تهرب منها" 
رفع أنظاره له مرة أُخرى وهو يبتلع ريقه بألم، ليُكمل الآخر حديثه وهو يهتف: 
"كنت بتضحك على نفسك يا زين لما مترضاش تتقدملها ولا كنت بتضحك على مين؟ على أساس كدا هتشيل حبها من قلبك؟ وانت عارف كويس اوي أنه مينفعش تعلق قلبك بغير الله" 
يعلم بأنه محق، فهو حين رفضها كان لأجل هذا السبب، لأجل الا يُحرم منها، أردف هو يفكر فى حديثه: 
"صدقني كان غصب عني، قلبي مش بأيدي" 
"لأ يا زين، ربنا يابني مبيكلفش حد فوق طاقته، وسبحانه وتعالي مش بيأمرنا بحاجه غير وهى خير لينا، تقدر تقولي لو لقدر الله حصلها حاجة هتعمل اي؟" 
انقبض قلبه برعب وشحب وجهه وشعر بأن الهواء يُسحب من حوله، لمجرد التفكير فى الأمر، لا... بالتأكيد لن يفقدها، وكأنه يُخبره بأنه سيأخذ منه روحه؛ 
"عرفت بقى ليه مينفعش نعلق قلبنا بحاجة غير الله؟ لأن مفيش حاجة هتدوم وكله وارد في لحظة يسيبك،إلا ربنا سبحانه وتعالى هو الوحيد اللي باقيلك، الحب مش حرام يا زين، الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه كان بيحب السيدة خديجة جدا وياما وقفت جنبه كتير رغم حبه ليها لما توفت هل ترك الدعوة وساب حياته؟ لأ رغم أنه حزن عليها حزن شديد بس كمل لأن قلبه متعلق أكتر شىء بالله وكان جزاء صبره رحلة الإسراء والمعراچ بعد عام الحزن، 
الإمام الشافعي -رحمه الله- بيقول: كلما تعلقت بشخص تعلقاً؛ أذاقكْ الله مرّ التعلق؛ لتعلم أن الله يغار على قلب تعلق بغيره، فيصدٌك عن ذاك ليرٌدك إليه، 
انا مش بطلب منك متحبهاش، لأ حبها وقوي كمان بس متفضلهاش على حب ربنا، ولا تخلي قلبك مشغول بيها ولعلى دا اختبار ليك من عند ربنا سواء عاشت او ماتت، دا اختبارك فى الحياة يا زين" 
يعلم بكل كلمة تفوه بها، ولكنه كان يهرب من كل هذا، نعم هو أحبها بشدة لدرجه أصبح يفضل حبها على كل شىء، لذا حتى ولو كان عقابه أنه سيُحرم منها هذا سيكون جزاته، ومدرك أيضا أن هذا هو الخير لهما، لعلى الله يُريد أن يجمعهما فى الجنة. 
"ودلوقتي قوم روح ليها علشان هي محتجاك، استغفر ربنا 
وأدعيه يشفيها لأن سبحانه وتعالى هو الوحيد القادر على شفائها" 
أومأ له ثم قام أولا ليُصلي ركعتين لله، ذهب ليتوضأ ثم شرع فى الصلاة، وهذه المرة بمشاعر جديدة وهو يُقبل على الصلاة بحب، لم يتذكرها فى صلاته ويشرد كما بات يفعل فى الآوانه الأخير، بل فقط يصلي بقلبه، 
سجد ومجرد أن وضع جبينه على أرضية المسجد حتى تساقطت دموعه وهو يستغفر ربه، وحال لسانه يقول"انا راضِ يارب" هو راضِ حتى لو استرد الله أمانته نعم هو راضِ، 
أجل سيحزن كثيرا، ولكنه يعلم أن هذا هو الخير. 
انتهى من الصلاة وشكر شيخه ثم رحل لها مرة أُخرى، ولكن هذة المرة بإنسانِ جديد غير الذى كان عليه منذ قليل، أصبح وجهه مُشرقاً وقلبه معلق بالله وقد بدأ يشعر بالراحه الشديدة والتي لا يعلم مصدرها، فقط كل ما يعلمه أن القادم هو الخير، 
لقد سلم كل أموره لله ويعلم أنه لن يضيعه أبداً، 
وصل للمشفى وجدها قد انتهت من جلستها وهي تستند على "عمر" 
ركض نحوهما وهو يأخذها منه ويطمئن على حالها، ثم أخذها وعادوا للمنزل. 
دلفت حجرتها ترتاح وهو معها ثم جعلها تُصلي أولا وهو يُساعدها، صلت وهى جالسة لعدم قدرتها على الوقوف
حتى انتهت، جلس زين بجوارها وهو يقول: 
"انا عارف إنك سمعتي كلام الدكتورة، بس انا عايز أقولك على حاجه قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا، 
هم كل اللي بيموتوا بيكون عندهم مرض؟ فيه ناس كتير جدا بتموت فجأة بدون سبب مرضي، والعكس ناس كتير بتخف بالمرض، كل اللي عايز اقوله إن كلام الدكاتره دا ميجيش حاجه جنب معجزات ربنا يا روان" 
نظرت له بعدم فهم لمَ يُريد الوصول إليه، ليُكمل حديثه وهو يحاول ايصال ما يريد لها: 
"انتِ صليتي قبل كدا القيام ياروان؟" 
هزأت رأسها بالنفي وهى تقول بإعياء: 
"ياسمين كانت كلمتني عنه قبل كدا كذا مرة، بس مكنتش بصليه" 
"طب تعرفي إن ربنا بينزل في السماء السبع ويقول أدعوني أستجب لكم، ربنا بينزل علشان يحققلنا أمنياتنا واللي محتاجينه، قيام الليل دا لتحقيق المعجزات، 
تعرفي كمان البيت اللي فيه حد بيصلي القيام بيكون منور فى السماء ومعروف بين الملائكه، 
لما ربنا بيبتلي العبد دا بشىء وممكن بسببه ميقدرش يصلي وينقطع عن القيام تيجي الملايكه تقوله يارب فلان مبقاش بيته ينور ويصلي القيام ليه؟ ربنا سبحانه وتعالي هيقولهم أنه ابتلاه وبسبب كدا مبقاش يقوم للقيام من المشاغل، 
الملائكة هتفضل تدعي ربنا لحد ما يرفع عنه البلاء علشان يرجع يصلي القيام من تاني وبيته ينور في السماء من جديد، 
أوعى تفقدي الأمل بربنا، خليكي واثقة فيه خير، وأعرفي إن كل اللي جاى لينا هو الخير اي أن كان هو اى، اصبرى واحتسبي كل دا عند ربنا، 
ومتخافيش عليا ومتشغليش بالك بيا، ربنا لما بينزل البلاء بينزل معاه الصبر، وانا بقيت راضي من كل قلبي بأختيارات ربنا ليا، 
فرعون وهو بيغرق قال لموسى سبعون مره اغثنى ياموسى ولم يغثه، فأوحى الله لموسى
ياموسى استغاث بك فرعون سبعون مره ولم تغثه 
وعزتى وجلالى لو استغاث بى مرة واحدة لوجدنى قريبا مجييا، 
تخيلي دا لطف ربنا بفرعون اللي قال انا ربكم الأعلى، 
مابالك بقى بطلبه بعباده؟ "
رُغم الالم الكبير الذي يجتاحها، إلا أنها قد شعرت بالراحة الكبيرة، وهاهي تراه يعود كالسباق متماسكاً، فطوال المدة الماضية لم يكن يدعها لدقيقة حتى أنه لم يعد يُصلى جماعة فى المسجد خشيه أن يتركها ويصيبها شيء 
وأصبح يكسل عن ورده وقد بَعُدَ كثيرا، ولكنه ها هو يعود من جديد، 
أمسكت ذلك الشىء فى يدها بعدما أخرجته من الدرج الخاص بها ثم نزعت خمارها وهي تفرد شعرها والتى بدأ أن يسقط بشدة يوماً بعد يومِ أثر الكيماوى وأصبح ضعيفاً عن سابقه، ورغم ذلك مازالت جميلة، 
تحدث "عمر" والذي كان يجلس معهم بنفس الغرفة ولكنه كان صامتا،ليردف وهو ينظر لها بمشاغبة: 
"أيوة يعني بتفردي شعرك ليه دلوقتي، بتحاولي تغريه وانا قاعد، طب استني حتى لما أمشي ولا ودي مكافئه نهاية الخدمة يعني" 
تجاهلت سُخريته ثم أمسكت (ماكينة حلاقة الشعر)  وهى تنظر لزين، ليقوم هو من مكانه وهو يقول: 
"انتِ بتعملي اي؟ هتحلقي شعرك؟ هو دا الصبر اللي لسه كنا بنتكلم عنه" 
ابتسمت له بحب وهي تقول برضى: 
"صدقني يا زين انا علشان راضيه هشيله خلاص، هو كدا كدا كل يوم بيقع أكتر من اللي قبله، ف هشيله مرة واحدة علشان مفضلش أعيط عليه كل شويه وانا بشوفه بيقع، ولو ربنا أرادلي إني أخف هيطول ناني" 
أبتسم لها بحب يماثلها هو الآخر ثم قال بحنان: 
"يبقى انا كمان هحلقه معاكِ علشان نبقى زي بعض" 
ولكنه ابتعد عنها حين صرخت بوجهه وهى تقول بغضب: 
"لأ يازين اياك... كله الا شعرك علشان بحبه، دا انا هصبر نفسي اني احلقه علشان العب فى شعرك" 
اقترب منها وهو يمسح على شعرها بحنان ثم قبّل رأسها وهو يردف: 
"مهو مش هسيبك تحلقي شعرك لوحدك ياروان مش هيهون عليا" 
"يعني هتحلق لمين تاني؟" 
نظر كلاهما إلى "عمر" الجالس على الأريكة والذي أمسك هاتفه يعبث به وكأنه لم يراهم، ولكنه رفع طرف عينيه بشك وهو يقول: 
"اي، بتبصولي كدا ليه؟" 
 ابتسم زين بخبث ها هو سوف يشفي غليله منه ليقول: 
"هنروح بعيد ليه، وعمر اخوكي اهو" 
ينتفض الأخير بفزع وهو يتحسس شعره ثم وقف وهو يصرخ بهم: 
"لأ بقولك اييه، مش علشان ترضي السنيورة بتاعتك هتحلق شعرى، انا واحد داخل على جواز ومحتاح أكون أمور" 
"ما تخلص ياعمر علشا..." 
"دا على جثتي انه يحصل كله الا شعرى" 
اقترب منه ثم قال له شيئا فى أذنيه، ليقول عمر مسرعا وهو يسحب كلامه: 
"انت صدقت يابني انا بهزر طبعا، اكيد هحلق شعري علشان اختي متبقاش لوحدها ولو محتاج تخلع عضلة أو تكسر رجل مفيش مشاكل" 
ضحكت روان عليه ثم وجهت بصرها وهي تقول له"
"انت قولته اى خليته يوافق بسرعة كدا" 
اقترب منها مرة أُخرى ثم غمر لها مشاكسا وهو يقول: 
"لما نبقى لوحدنا هبقى أقولك" 
بينما الأخير كان ينظر لهم بغيظ ويكاد يبكى لأجل شعره العزيز عليه، 
"يلا ياعمر علشان تحلق شعرك انت الأول" 
جلس أمامه متذمرا ولم يقوى على الرفض مما جعلها تضحك على ملامحه، ليبتسم لها هو الآخر بحنو، فإن كان بخسرانه لشعره سيرى بسمتها فلا بأس، ولكنها قالت: 
"لأ خلاص يازين متحلقش شعره... عمر بيحبه" 
ولكنه لم يأبي لها ثم قام بحلق شعره كاملا حتى بقيت رأسه لا تحوى على شعرة واحدة، أخذت روان تضحك عليه حتى شعرت بالم فى معدتها من هيئته، 
"أضحكي ياختي أضحكي، هتبقى زيي كمان شويه وهضحك نفس الضحك عليكِ" 
قام من على المقعد لتجلس هي عليه، ثم شرع زين فى إزاله شرعها برفق وهو يواسيها ببعض الكلمات ثم يمسح وجهها تارة، ويقبل وجهها تارة أُخرى كي ينسيها الامر حتى انتهى؛ 
وقف عمر يضحك عليها هو الاخر ثم هتف بضحك وهو يقف جوارها: 
"تصدقي فينا شبه من بعض يابت يا روان واحنا قُرع كدا وشبه القرود كدا" 
"اتكلم عن نفسك يابابا انا حلوة" 
ثم توقفت عن الحديث وهي تنظر لزين قائلة: 
"زين مش انا حلوة؟" 
"قمر" 
أجابها بلطف شديد وكأنها ابنته، لتُخرج لسانها لعمر في محاوله لإغاظته والتي كان يقف وينظر لهم بتشنج والاسيتاء بادي على وجهه، ليقول وهو يرحل: 
"هي دي الرومانسيه اللى عندكم"
🌸سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم🌸
"أيوه يا عم محمد... انا هرجع فلسطين" 
نظر لها بصدمة وكأنه يرفض ما تقول، هل سترحل بكل تلك البساطة؟ ليردف بوهن: 
"هترجعي للخراب تاني يا رغد، هتروحي للموت برجلك؟ هترجع لنفسك المكان اللي انتِ مش قادرة تتعافي منه" 
"وصدقني انا مش هتعافى غير هناك، وبعدين مقدرش أقول عليها خراب لأن دا وطني وأرضي، وانا مش رايحة للموت برجلي لأ، انا راجعه للمكان اللي انا منه يا عمي محمد، 
انا مكاني هناك مش هنا وسطكم، رغم إن يعلم ربنا انا حبيتكم كأنكم اهلي، لكن حور غلطت لما جابتي هنا لأنه مكنش ينفع، وانا غلطت أكتر لما وافقت وكنت فاكرة هقدر أكمل حياتي، 
بس طلعت غلطانة علشان السمك عمره ما يقدر يعيش بره المايه، وانا بنت فلسطين وهفضل فخورة ببلدي، حتى لو أول ما أروح هناك هلاقي موتي، يكفيني أني أموت شهيدة وانا بدافع عن ارضي ووطني، 
كفايه هروب لحد كدا،لازم أرجع وأحارب كل اللي هربت منه، هناك وسطهم هرجع رغد القوية وضحكتني هترجعلي تاني، احنا فى عز الحرب بنكون بنضحك يا عم محمد، علشان نصرنا الحقيقي هو الابتسام فى وش العدو لأن الخسران الحقيقي هو أنك تظهرله ضعفك وانكسارك، 
 المايه هتعود لمجاريها والسمك هيعود للمايه، ورغد هترجع وطنها أرض فلسطين تاني 🇵🇸" 
تساقطت العبرات من عينيه وقد لامست قلبه كل كلمة قالتها، يالله نحن جميعا فى نعم كثيرة، يكفي الأمان الذى نعيش به وحولنا جميع عائلتنا. 
كانت تريد أحتضانه ولكنها لم تفعل، مازالت متمسكة ببعض مما تربت عليه، لتكتفى بوضع يدها على كتفه قائله: 
"أدعيلي بس يا عم محمد، وكفاية دموع بقى علشان مرجعش فى قرارى واقعد أعيط جنبك" 
ليمسح دموعه بحزن وهو يقول: 
"رغم إني مش هقدر على فراقك وانا عارف اني ممكن مشوفكش تاني وكنت مستحيل هسمحلك ترجعي ، لكن دا القرار الصح اللي خدتيه وعلشان كدا مش هقدر أمنعك..خدي بالك من نفسك يارغد" 
أومأت له وهى تزيل دمعة سقطت من عينيها وهى تومأ له، ثم ذهبت لتستعد إلى العودة لبلادها مرة أُخرى، والتي قد اشتاق قلبها لها بشدة. 
🌸لا حول ولا قوة إلا بالله🌸
كانت تستند على الحائط وهي تسير ببطء ولكن شعرت بشىء لزج تحت قدمها، كادت أن تسقط وهي تغمض عيناها ولكن وجدت يده تُحيط بها تمنعها من الإنزلاق، 
رفعت نظرها له فوجدته ينظر نحوها وهو يقول: 
"مش تخلي بالك بعد كدا؟ وبعدين قومتي ليه، لو فيه حاجه محتاجاها قولي واحنا نجبهالك" 
أومأت له بهدوء ثم سارت معه إلى غرفتها مرة أُخرى حتى أجلسها على الفراش، هم ليرحل ولكنها أمسكت يده برفق وهي تناديه بحنين: 
"محمود" 
أرتجفت أوصاله حين سمع إسمه منها ، ولأول مرة منذ سنوات تنطق أسمه بين شفتيها، فمنذ أن عادت وهو يتجنبها، يساعدها ويبقى بجانبها، ولكنها تشعر بتجنبه منها وكأنه يؤدي واجب عليه فقط، 
لم يكن لديها القدرة على بدء الحديث معه، ولكن هاهي تفعل وهي تناديه لأول مرة منذ أن عادت. 
التفت لها وهو ينظر نحوها وينتظرها أن تتحدث، لم تنطق هو بشىء بل عيناه هي من فعلت، 
ظل ينظر لها بعاتب وبداخله يحكي الكثير، هم ليرحل مرة أُخرى بعدما طال صمتها ولكن أوقفه حديثها وهي تقول: 
"عارفه إنك زعلان مني بس صدقني كان غصب عن..." 
هنا وقد بلغ غضبه ليخرج كل ما يجيش بصدره منذ سنين: 
"كان غصب عنك اي يا تهاني، غصب عنك انك تقررى لوحدك من غير ما ترجعيلي، غصب عنك تسيبني لوحدي أفضل أسال نفسي طول السنين دي ليه؟ انا عملت اى علشان تسيبني بالشكل دا؟ اختارتي تتحملي لوحدك وسبتيني حتى من غير ما تعرفيني حاجة وعشت عمرى كله على اساس انك خدعتني رغم إن قلبي مكنش مصدق انك تعملي كدا" 
"بس انا عملت كدا علشان انقذ ابننا.." 
"طب وأنقذتيه؟ انتِ علشان تنقذى واحد دمرتي عليتنا كلها يا تهاني، حياتنا احنا الأربعة كانت المقابل ويارتك أنقذتيه، وليث ابنك اللي طلع معقد وفي النهاية اي اتجمعنا؟ انتِ خسرتي صحتك وعمرك وكلنا خسرنا وبرضو مقدرناش نتجمع" 
مسحت دموعها وهي تقول بألم وضعف: 
"لا لسه فيه أمل نتجمع يا محمود، ياسر هيرجع تاني انا متأكدة وهنرجع كلنا زي الاول واحسن" 
نظر لها بشفقة كونها مازلت تجهل خبر وفاته، لم يقوى أحد على إخبارها منذ أن عادت، ولكن يجب عليها أن تعلم الى اى حال وصله له، فقط لأنها قررت تحمل ما حدث لوحدها، ليتحدث بألم شديد ترك ندبة داخل صدره وهو يقول: 
"ياسر مش هيرجع يتهاني"
هزت رأسها وكأنها تحاول نفي ما فكر به عقلها وهي تهتف بأمل: 
"لأ هيرجع، هو.. هو بيحبني اوي وقالي أنه مش هيسيبني" 
رفع رأسه لها وألتقت أعينهما فى عتابِ طويل، عتاب ظل يحمله طوال حياته، لقد كانت نتيجه خطأها دمارهم جميعاً، أردف بعيون مغروقة بالدموع وصوتِ متحجرش: 
"محدش بيرجع من الموت يا تنهاني....ياسر مات"
🌸اللهم صل على محمد🌸
كانت راقدة على الفراش وهي تشعر الإعياء الشديد، ولقد أشتد عليها المرض بشدة، تساقطت دموعها بألم وهي تشعر بأنها غير قادرة على أخذ أنفاسها. 
شحب وجهها وهي تشعر بنيران تحترق جسدها من شدة الالم، يالله تريد فقط خمسة دقايق.. فقط مجرد خمسة دقائق تشعر فيهم بالراحة، تتسآل ما الذى كان يحزنها قبل هذا المرض؟ إن كتب الله عليها الشفاء لن تشتكي ابداً . 
هُنا فقط علمت نعمة الصحة، كانت مُعافيه تماما ورُغم ذلك كانت تتذمر على كل شىء وغير راضيه، ماذا عن حالها الآن والمرض ينهش جسدها؟ أعلمت نعمة الصحة الآن؟. 
نفضت عقلها من تلك الوساوس وأخذت تحمد الله وتدعو لأن يكون هذا المرص شفيعا لها ويطهر جسدها من كل الذنوب التي كانت تقترفها. 
تذكرت حديث "زين" عن قيام الليل، لتتحامل على نفسها كي تُصلي ولكنها غير قادرة، حاولت عدة مرات لكي تقف ولكن بعد محاولات عديدة باءت بالفشل ها هي وقفت، 
ولكنها وقعت أرضا بضعف ولم تقوى على السير، 
تحاملت على نفسها وهي تشجع نفسها بأنها ستقدر، وبعد قليلا وقفت مرة أُخرى وهي تستند على الحائط، ولكن خانها جسدها لتسقط مرة أُخرى مُحدثه صوتا أكبر وقد آلهما جسدها هذه المرة اثر السقوط. 
وجدت الباب يفتح ويدخل منه"عمر" مُسرعاً نحوها وهو يتفحصها بخضه قائلاً: 
"مالك يا روان اى اللي قومك من على السرير بس" 
قالت من بين دموعها: 
"انا بس... كنت عايزة اصلي، لكن مقدرتش"
حملها برفق ثم قام بوضعها على الفراش وهو يمسح على رأسها ويقول بحنان: 
"هشش بس اهدي اهدي منادتيش عليا ليه اقومك؟" 
"ك.. كنت عايزة اقوم لوحدي"
"طب تعالي حتى هساندك" 
أومأت بالرفض وأخذت نفسا عميقا وهي تهتف: 
"لأ ياعمر انا عايزة اكون قوية، مينفعش استسلم بسهولة، هحاول وهفضل أحاول لحد ما اقدر وكمان علشان طمعانه فى أجر اكبر" 
ابتسم لها بألم وقلبه يؤلمه لأجلها، وقفت مرة أُخرى وهذه المرة كانت عزيمتها أقوى، لتحاول جاهدة السير حتى وصلت أخيرا إلى المرحاض وتوضأت بصعوبه شديدة. 
عادت مرة أُخرى فوجدته مازال ينتظرها لتردف: 
"معلش يا عمر ممكن تسيبني شوية، حابه أصلي لوحدي" 
"بس احسن تتعب..." 
قاطعته وهي تقول ببسمه: 
"متقلقش هكون كويسة إن شاء الله" 
"طب لو احتاجتي حاجة ناديلي ماشي؟" 
"حاضر" 
خرج وهو يتنهد بحزن، بينما بصعوبة شديدة وقفت تُصلي القيام وهى تُمسك المصحف لتصلي به بأيدى مرتجفة،
فقد سألت "زين" عن حكم صلاتها بالمصحف فأخبرها أن بعض الأمه قد أجازوا فى القيام هذا فضلا عن أنها قد تُخطئ فى القرآن. 
كانت هذه أول مره تُصلي فيها قيام الليل، وقفت بين يدي الله تصليه وتدعوه بكل ما تحمله داخل صدرها، تعلم أن أحتمال شفاؤها ضعيفا، ولكنها تثق بالله، 
أخذت تبكي بشدة وهي ساجدة حتي أوشكت أنفاسها على التوقف وبدأت فى السُعال وقد أحمر وجهها حتى هدأت، 
بدأ الشعور بالراحة يتسلل إليها بعدما انتهت من الصلاة وظلت جالسة على مصليتها تسبح وتستغفر 
والأهم أنها ظلت تحمد الله وقلبها راضِ، ابتسمت وهي تتذكر حياتها قديما وحياتها الآن وشتان بينهما، 
ورُغم الألم الذى تشعر به، إلا إنها لو خُيرت بين حياتها قديما وحياتها الجديدة، لأختارت حياتها الآن وهي بين يدي الله، يكفي السكون والراحة التي تشعر به، وأنها إن ماتت ستكون فى ذمة الله. 
🌸الحمد لله🌸
انتهى"عمر" من صلاة الفجر بعدما ظل يدعو الله أن يشفيها، هم ليرحل ولكنه وجد والد زين أمامه، ليجدها فرصة سانحة اقترب منه ثم قال بصوتِ عالِ: 
"الشبشب بتاعي راح فين، انا كل يوم بحطه هنا" 
نظر له والد زين بتعجب، فهو كان يرتديه بقدمه، تدراك الأمر بحرج ثم حمحم وهو يقول: 
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ازيك يا عمي" 
رفع الرجل رأسه ليجده شاب يعرف ملامحه ولكنه لا يتذكره جيدا، ليجيبه: 
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله بخير يابني" 
شعر أنه لم يتعرف عليه، ليقول بخجل: 
"حضرتك مش عارفني ياعمي... انا عمر" 
نظر له بتعجب وقد تفآجأ به، ليقول: 
"ازيك يا عمر.. معلش يابني مخدتش بالله، اصلك حلقت شعرك خالص وانت كنت طول عمرك بطوله" 
أجابه بإحترام شديد لا يتناسب مع شخصيته العابثه: 
"الصراحة ياعمي علشان روان أختي وكدا وانت عارف بمرضها يعني، فمحبتش اجرحها وشلت شعرى انا كمان، رغم الشهادة لله مكنتش راضيه خالص هي وزين ويقولولي انت مكلش ذنب ياعومر، لكن انا مقدرتش وقولتها انا هشيله قبلك كمان انا أخوكي وسندك وضهرك"
ربت الأخير على كتفه وهو يقول بتأثر: 
"ربنا يتم شفائها على خير يارب، وانت ماشاء الله عليك، كبرت وعقلت وبقيت راجل، وانت صغير كنت شقي وبتاع مشاكل"
بُهت وجهه هل تذكر ما كان يفعله منذ أن كان صغيرا، ولكنه حاول تغيير الأمر ثم هتف: 
"كنت صغير بقى انا دلوقتي كبرت خلاص" 
ابتسم له وخرجا سويا، ليقطع عمر الصمت وهو يقول: 
"بس يعني انا باجي اصلي كل يوم هنا ياعمى مبشوفكش ليه" 
"بتيجي تصلي كل يوم هنا؟ انا كمان مش بشوفك"
أومأ له ثم أردف وهو يقول: 
"أيوة بحب اجي أصلي هنا الحقيقة علشان كل ما خطوة بنخطيها للمسجد بناخد عليها حسنة فبروح أبعد مسجد اصلي فيه" 
ظل الأخير يشكره ويثني عليه ولكنه لاحظ نظراته المثبته ارضا، ليسأله وهو يقول: 
"خير يابني فيه حاجه واقعه منك؟ عمال تبص فى الأرض ليه كدا؟" 
"علشان اغض بصرى، بصراحة سمعت عن غض البصر ومن ساعتها بخاف أرفع عيني لاحسن تيجي على بنت بالغلط" 
"ماشاء الله، ياريت الشباب كلها زيك ويرزق بنات المسلمين ببنات زيك" 
اقترب منه فجأه ثم أخذ يقبله وهو يقول: 
"ايوه ياعمي كتر من الدعوة دي بالذات، اهو دا السبب اللي جتلك علشانه" 
نظر له بإستفهام، ليوضح له مقصده وهو يقول بإسلوب مهذب ومازال ينتظر أسفل: 
"انا ليا الشرف اطلب ايد ياسمين بنت حضرتك لاني بدور على واحدة ملتزمة تكمل نص ديني وملقتش أفضل من الآنسه ياسمين" 
🌸الله اكبر🌸
نزلت من السيارة وهي تُمسك بحقيبها وداخلها يزرف الدموع بألم، نزلت معها "حور" والتي كانت منهارة بشدة لأجل رحيلها وتحديدا إلى المكان التى ستذهب إليه وتعرف احتمالية عدم رجوعها تتذكر أوقاتهم معاً وما أمضوه سوياً وكم تألمت حينما أخبرها والدها بخبر رحيلها ، بينما ليث يقف يواسيها وهو حزين أيضا لأجلها ويتذكر أول مرة رأها بها حين ذهب منزلهم وكم كانت تغضبه، حمل لها الحقبية وهو يقول: 
"إن أحتاجتي اي حاجة كلميني فوراً" 
أومأت له وهي تحتضن حور مرة أخيرا قبل ذهابها بلا عودة، بكت الأخيرة بشدة وهي تقول: 
"علشان خاطرى يا رغد خليكي، احنا كلنا اتعودنا عليكِ، هن.. هناك ممكن.." 
لم تستطع أن تُكمل جملتها، بينما هي منعت نفسها من البكاء ثم أردفت بثبات: 
"للاسف غصب عني يا حور، صدقيني هتوحشيني جدا، وعم محمد اللي رفض ييجي علشان مش هيقدر يودعني هو كمان هيوحشني" 
ابتسمت لها بألم ثم أستدرات لترحل ولكنها سمعت صوته وهو يركض نحوها ويناديها بلهفة، يالله، لم تكن مستعدة لأن تقابلها، ماكانت تريد لأحد أن يعلم فهي أكثر ما تكره هو مشاهد الوداع، 
"رغد... صغيرتي... هل سترحلين وتتركينني وحدي؟"
كانت على وشك أن تبكي ولكنها تماسكت، فلن تتراجع عن قرراها الآن، لتنطق بنبرة مخنتقة وهي تقول:
"معدش ينفع أقعد أكتر من كدا، دا الأحسن ليا" 
نظر لها بألم، فكرة رحيلها تؤلم قلبه، ليقول لها: 
"وماذا عني، ألم تفكري بي؟ ألم تسألي نفسك عن حال قلبي الذي أدمن وجودك بعد كيف سيقوى على آلم فراقكِ!"
لم تتحدث، هي أيضا تشعر بوجع داخل قلبها، ولكن تقسم بأنها غير قادرة، رُغم أنها تبادله نفس المشاعر، ولكن كُتب على قصتهما النهاية قبل أن تبدأ، 
تحدث مرة أُخرى وهو يقول بأمل ولهفة: 
"أنظري رغد..ها انا اصبحت مسلماً، ولم يعد يوجد ما يُفرقنا، خدي كُل وقتكِ وانا سأنتظرتك حتى بقية حياتك، لكن أرجوكِ لا تعودي فلسطين مرة أُخرى وقد لا أراكِ مجدداً" 
رفعت نظرها نحوه أخيرا ثم هتفت ببسمة ممزوجة بألم: 
"إن كان لنا نصيبا لنلقتي مرة أُخرى، فلن يُفرقنا شىء يونس" 
ثم لوحت بيدها مودعة وألف يدِ تود البقاء وقلبها يرفض الرحيل ويود العيش معه، استدارت ثم آخر شىء سمعته كان صوته المخنتق بالبكاء وهو يقول: 
"كوني بخير لأجلي رغد...سأنتظرك ما حييت رغد" 
ثم جلس على ركبيته وهو يقول بصوتِ ضعيف وصل لمسامعها"
"انا أُحبك رغد" 
أرادت أن تخبره أنها أيضا تحبه وتريد البقاء معه، ولكن ليس بوسعها شىء، لترحل بجسدها ولكن ظل قلبه هُنا، 
وهاهي الحبيبة رغد تعود لوطنها الحبيب مرة أُخرى. 
🌸سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم🌸
فتح الباب وهو يركض نحوها بفزع بعدما أخبرته والداتها بأن المرض قد أشتد بها، هل سترحل وتتركه؟ ابهذة البساطة تتخلى عنه، لن يسمح لها ابدا بأن تتركه بعدما وجد ضالته بها. 
اقترب من فراشها فوجدها تضم نفسها وتجلس بوضعية الجنين داخل رحم أمه، وقع قلبه وهو يراها بهذا المنظر، جذبها لأحضانه وهو يمسح على رأسها، إترفع صوت بكائها فقد كانت على حالتها منذ مدة وترفض التحدث مع أحد، حتى أتي اخيرا لها: 
"هشش اهدي.. اهدي انا معاكِ مش هسيبك تاني، انا آسف ليكِ ياعمرى مش هسيبك خالص" 
اذداد نحيبها أكثر وهي تشدد من أحضانه وكأنها تشبع منه قبل رحيلها، سقطت العبرات من عينيه وهو يحضنتها أكثر 
يريد وكأنه يرفض تركها، 
"حا.. حاسه إني ه.. هموت يا ز.." 
وضع يده على فمها يمنعها من إستكمال جملتها ، 
"هتعيشي ياروان، وهنكون مع بعض سوا" 
"الظاهر مش مكتوبلنا كدا يا زين، انا بحبك اووي، و.. وعمرى ما حبيت حد غيرك، حتى... حتي لما كنت بعاملك وحش ف انا كنت زعلانه منك علشان بعدت عني" 
"وانا بقيت معاكِ اهو ومش هسيبك تاني ابدا انتِ بس قاومي علشاني" 
ظلت تسعل بقوة حتي أحمر وجهها ثم هتفت بضعف شديد: 
" للاسف الوقت اتاخر اوي يازين، هستناك في الجنة تسأل عني، و.. ولو اتجوزت غيرى ابقى سميها على اسمي علشان متنسنيش"
قالت آخر جملتها وأخذ جسدها يرتجف بين يديه وهو يحاول تهدئها ولكنه فشل، حتى فجأه استكانت حركتها تماما، 
نظر لها بأعين جاحظة وهو يهز رأسه بعنف يرفض تلك الفكرة، أخذ يهزها بشدة وهو ينادي عليها كي تستفيق، ولكنها اغمضت عيونها بلا عودة، هل كان المرض أقوى منها ليأخذها منه بهذه البشاعة؟ 
ترددت الفكرة فى عقله، أنها ذهبت ولم يعد يراها مجددا، حتى صرخ صرخة مدوية بالمكان. 
"زين... يااازين، مالك اصحى يازين"
فتح عيونه فكانت حمراء كالدم، وجدها أمامه بهئتها وهي تنظر له بقلق وكانت تجلس على مصليتها، نظر حوله ليجده مازال فى حجرتها، هل كان هذا حُلم؟ تحدث وهو يلهث ويأخذ أنفاسه بصعوبه: 
"انا.. انا نمت هنا ازاي؟" 
كنت قاعد معايا ولقيتك نمت فجأة ومرضتش أصحيك، ولما جه وقت القيام حاولت اصحيك كتير بس انت مقومتش، واديها الفجر أذن اهو وانت برضو مقدرتش تقوم، 
كان هذا الكابوس من الشيطان، لأنه منذ زمن لم يترك فجرا ولا قياماً، اقترب منها ثم جذبها لأحضانه وهو يتنهد براحة تحت تعجبها، علمت بأنه كان يحلم لتقول: 
"من ساعة من كلمتني عن القيام وانا بصليه، وانت اللي بدأت تكسل اهو" 
نعم هي مُحقه، لا يعلم كيف نام عن الصلاة، أخذ يستغفر ثم قام توضأ وصلي ودعى الله بأن يختار الخير لانها ويحمد الله. 
"النهاردة هنروح للدكتورة علشان نعرف نتيجة التحاليل الجديدة، واي أن كانت النتيجة يا زين انا راضية وعايزاك انت كمان تكون راضي وأعرف إن هو دا الخير لينا، حتى لو مش مكتوبلنا نكون مع بعض في الدنيا، إن شاء الله هنتجمع في الاخرة" 
أومأ لها وهو يعلم أن مع حق، اي أن كانت النتيجة سوف يرضى حتى ولو كانت مؤلمة. 
🌸🌸
جلس أمام الطبيبة وهى تجلس جوارة ممسكة بيده، ولكلا منهما يحاول طمئنة الآخر، كانت الطبيبة تُمسك التقارير الخاصة عن حالتها ثم نظرت لهم بصدمة وهي تهتف: 
"مستحييل، أكيد التقارير دي فيها حاجة" 
نظرا لها بتعجب لتكمل هي حديثها: 
"اللي حصل دا معجزة، روان خفت من الكانسر، ولحد الآن مش عارفة استوعب ازاي" 
#يُتبع
#روان_الحاكم
#وسولت_لي_نفسي
أعتقد دا أكبر بارت اتكتب في الرواية وعايزة اقولكم ان قصة روان مع المرض حقيقة علي لسان صاحبة المرض وهي بتحكي عن معجزتها مع قيام الليل، 
البارت أخد مني مجهود كبير اوي، اتمني يكون عجبكم واستفادتوا منه، وياريت تقولولي رأيكم وكومنتات كتير علشان يظهر للكل، 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رجل زنا بامرأة فقتلوه فأقام له الكفار ذكرى سنوية بما يسمى عيد الحب 
انت كمسلم ايش دخلك؟
_____________________
"مستحييل، أكيد التقارير دي فيها حاجة" 
تحدثت الطبيبة وهي تمسك التقارير بين يديها بصدمة، نظرا لها بتعجب لتكمل حديثها بدهشة: 
"اللي حصل دا معجزة، روان خفت من الكانسر، ولحد الآن مش عارفة استوعب ازاي" 
اتسعت عيناه بشدة وهو لا يُصدق حديثها، نظر كلاهما لبعض وقد ألجمتهما الصدمة، كان "زين" اول من فاق من صدمته، ليقف من مكانه وهو يقول بفرحة: 
"ح. حضرتك قولتي اي.. عي.. عيدي كدا تاني" 
"بقولك روان خفت من الكانسر" 
وما إن أكدت على مسامعه خبر شفائها حتى سجد أرضاً والعبرات تتساقط من عينيه وهذه المرة بسعادة لأجلها ومازال لا يستوعب الخبر، ولا يعلم كيف. 
أرتفعت شهقاته وظل ساجداً يشكر الله ولا يوجد شىء يصف شعوره، بينما هي مازالت تحت تأثير الصدمة وما إن استوعبت الأمر حتي أخذت تضحك بشدة والدموع أخذت مجراها في الهطول. 
قام من مكانه ثم اقترب منها وأحضتنها وأخذ يدور بها بسعادة، يخشى أن يكون هذا حُلم ويستيقظ منه على واقعه المرير. 
أنزلها أخيراً وأجلسها جواره ثم نظر للطبيبة التي كانت سعيدة لأجلهم وقال بحرج: 
"احمم بعتذر بس ال..." 
قاطعته وهي تقول ببسمة: 
"لا متعتزرش، حقكم تفرحوا وتعملوا أكتر من كدا" 
أومأ لها بإمتنان ثم قال: 
"طب ممكن افهم ازاي خفت مرة وحضرتك قولتيلي احتمال شفائها ضعيف؟" 
"هو بالفعل الأحتمال في شفائها كان ضعيف، ويعتبر دي معجزة لأن حالات نادرة جداً إن حد يخف منه خصوصاً لو كان المرض بدأ يتمكن منها، لما بلغت حضرتك بالكلام وقولتيلي انك واثق في شفائها مخدتش كلامك على محمل الجد لاني انا الطبيبة وانا اللي عارفة حالتها. 
لكن اللي حصل عكس كدا واللي فعلا مش عارفه افهم ازاي حصل" 
تحدثت الطبيبة وهي تُخبره عن أعجوبة شفائها بالمرض والتي تجهل سببه، نظرت لها روان ثم هتفت ببسمة قائلة: 
"علشان ربنا رب المعجزات، مفيش حاجة مستحيلة، رغم إن كل حاجة بتقول إني هموت ونهايتي قربت...إلا إن فيه حاجة جوايا كانت مأكدالي إني خف، لما زين كلمني عن قيام الليل انا ساعتها دعيت ربنا يشفيني علشان لسة نفسي اقرب منه أكتر، ودعيته برضو لو الموت هو الخير ليا دلوقتي ف انا مرحبه بيه، ورضيت من كل قلبي باللي ربنا كتبهولي..
توقفت عن الحديث وقد أختنقت بالبكاء وهي تهتف: 
" انا بس... مش عارفه اشكر ربنا ازاي، كل مرة ربنا بيكرمني فيها وبينقذني رغم اني مستحقش ومعملتش لسة حاجة، لكن انا فرحانة بالابتلاء اللي عدي، اهو اديني شفيت منه وأخدت أجر صبرى عليه"
أمسك يدها وهو يقبلها بحب والدموع تتساقط من عينيه هو الآخر، ها هو قد شعر بأن روحه عادت إليه مرة أخرى، وهذه المرة دون أن يفرقهما أحد. 
خرجا سويا وهو ممسكاً بها بشدة وكلاهما صامت، بل مشاعرهم هي من تتحدث هذه المرة، فلا يوجد حديث يصف ما بداخلهم.. التفتت له فجأة وهي تهتف بطفولية وسعادة: 
"زيين.. زيين.. انا عايزة اروح ملاهي، وعايزة آكل ايس كريم وغزل بنات، وعايزة حاجات كتير اووي يازين.. انا مش مصدقة نفسي" 
ثم أكملت حديثها تزامناً مع تركها ليده وهي تقول: 
"وكمان عايزه افضل اجرى واطنط في الطريق" 
وما إن أنهت كلامها وقبل أن يستوعب هو، ركضت بعيداً وأخذت تدور في الطريق بين السيارات، هرول خلفها بهلع وهو يقول: 
"يابنت المجانين تعالي هنا"
لم تستمع له وظلت تركض وهي تهتف بسعادة وتضحك بشدة وكأنها عادت طفلة صغيرة، بينما هو يُلاحقها وهو يحاول الإمساك بها وأخذ يضحك هو الآخر وكل من يراهم يظنهم مجانين، ولكنهم لم يهتموا.
ظلوا يركضون خلف بعضهم البعض حتي أوشكوا على فقد أنفاسهم، اقتربوا من الحديقة ثم أرتمت أرضا وهي تضحك وتأخذ أنفاسها بصعوبة كما فعل هو الآخر. 
ولكنه وقف مرة أخرى وهو يعدل ملابسه ثم سحبها معه وهو يقول على عجالة: 
"يلا بسرعة مفيش وقت عايزين نلحق الملاهي" 
نظرت له بصدمة، فهو أكثر شىء يكرهه منذ أن كان طفلاً (الملاهي)، أومأ لها وهو يقول بغمزة بعدما لاحظ نظراتها المصدومة وهو يهتف: 
"حبيتها علشانك... وهحبك كل حاجة انتِ هتحبيها" 
أمسك يدها ثم ركضوا تجاه الملاهي تحت نظرات الماره المتعجبة وكأنه نسي من هو ولكن فرحته ألغت عقله تماماً، 
لذا فهو لم يستطيع التحكم بتصرفاته، وللحقيقة هو أحب ذلك بشدة. 
🌸اللهم صل على محمد🌸
دخل منزلهم وهو يقوم بإسنادها وهي تشعر بالإرهاق الشديد أثر ركضها ولهوها طوال اليوم معه، رغم أنها لم تسترد صحتها بشكل كامل، إلا أن فرحتها بشفائها انستها بأنها كانت مريضة منذ قليل، كانت تمسك بحقيبة ممتلئة بكل شىء تحبه وهو من قام بجلبه لها. 
وجدت جميع العائلة بإنتظارهم وعلى وجوهم فرحة كبيرة،فقد قام بإخبارهم عندما خرجوا من عند الطبيبة، ذهبت إليها والداتها وهي تبكي بسعادة وهي تقبلها تارة وتحضتنها تارة أخرى وقد بدأت روحها تعود إليها من جديد، فكانت هي أكثر الناس تأثراً بخبر مرضها. 
اقتربت منها ياسمين هي الأخرى وهي تمسح دموعها وتحضتنها كما فعل الجميع، بينما لاحظت عمر يقف بعيداً وهو ينظر لها فقط، عملت ما يشعر به، فرغم أنه كان طوال الوقت يمرح ويضحك كي ينسيها حزنها، إلا أنها كانت تسمع بكائه كل ليلة خشية فراقها، فهي تعلم كم هو متعلق به. 
ذهبت إليه وهي تقول ببسمة وحنين: 
"طب مش حتضني زي الناس اللي هناك دي" 
حاول التماسك كي لا يظهر ضعفه ثم قال بثباتِ زائف ونبرة مرحة بعض الشىء: 
"لأ ياستي علشان سي زين بتاعك ميقلبش عليا" 
ولكنها لم تستمع له ثم اقتربت منه وقامت بإحتضانه، ليجهش في البكاء مرير وهو يضمها له بحنان أخوي وقد زال عنه التماسك طوال الفترة الماضية، فهاهي لن تتركه وأتم الله شفائها على خير. 
إبتعدت عنه وهي تمسح دموعها ورأت الفرحة في وجوههم جميعاً، تتخيل لو أنها رحلت لكانت ستسبب في حزن كل هؤلاء؟. 
رفع عمر بصره ليجد نظرات زين الحارقه نحوه وهو يضغط على يده بشدة ويحاول التحكم بأعصابه، ليبتلع ريقه وهو يقول: 
"لأ متبصليش كدا... مراتك هي اللي جات حضنتي" 
ثم أمسكها وهو يلقيها بعيداً تجاه زين الذي أمسكها مسرعاً، ليقول الآخر بحنق: 
"روحي يابت انتِ عند جوزك واتلمي بقى" 
اقترب منها البقية وهم يحضتنوها ببكاء وفرحة، ليقطع عمر هذا الجو الملئ بالأشجان وهو يقول: 
"جرا اي ياجماعه احنا بحب النكد ليه؟ مرضت نعيط.. خفيت نعيط؟ ربنا شفاها كفايه عياط بقى ونحتفل بها، يلا نشغل أغان..." 
قاطع جملته وهو يرى والد ياسمين بالقرب منه، ابتلع ريقه وهو يقول: 
"نشغل تواشيح ياجماعه... نشغل تواشيح ونرقص عليها علشان نحتفل بها" 
التفت إليه الجميع بتعجب كون الجميع يعرفونه عز المعرفة، ثم ظل بالقرب من والدها وهو يتحدث بلباقة واحترام أمامه حتى مر اليوم والجميع سعيد لأجلها. 
وقف والدهم بمنتصف الصالة وقد قام بإخبارهم عن رغبة عمر في التقدم لخطبة ياسمين والتي شعرت بالخجل الشديد رغم سعادتها، فهي تشعر بالانجذاب الشديد نحوه، ليتابع والدها حديثه قائلا: 
"بصراحة شاب ونعم، انا مشوفتش في أدبه واخلاقه، دا يكفي إنه مبيفوتش فرض... ياريت الشباب كلها زيه" 
سعدت والدتها وهي تراه عريس مناسباً لإبنتها، بينما ياسمين وزين نظروا لبعضهما البعض بصدمة، عما من يتحدث أبيها؟. 
انسحبت بهدوء من بينهم ثم ذهبت إلى غرفتها وهي تشعر بالسعادة وتتذكر مواقفهما القليلة معاً، واول مرة حينما أنقذها، وجدت زين يطرق بابها ثم دخل لها وجلس جوارها، لتتحدث هي قائلة: 
"اي رأيك في عمر يا زين؟" 
"بصي يا ياسمين عمر مش وحش، بالعكس هو كويس وجدع ومش هنسى شهامته لما أنقذك، لكن برضو عمر بعيد يا ياسمين ومش زينا وانا مش بقلل منه، لكن هتعاني معاه لانه مترباش في نفس بيئتنا" 
"بس مادم هو كويس يا زين فيه امل انه يتغير، زي ما روان هي كمان اتغيرت، ولما روان مرضت مكنش بيسيبها وشوفته واقف معاها وحسيته اد المسؤليه" 
نظر لها زين قليلا بتمعن، هو لم يكن موافقاً عليه ولكنه شعر بإعجاب أخته له، ليقرر أن يعطيه فرصة لأثبات نفسه وهو يقول: 
"طب صلي استخارة الاول، وربنا يقدم اللي فيه الخير" 
ظل يتحدث معها قليلا ثم انصرف وقد مر اليوم سريعا حتي أتي يوم الرؤية، وقف عمر  وقد ارتدى ثايبه واستعد ليذهب مع روان أول مرة ثم بعدها يأتي بوالديه. 
"يلا انا جهزت" 
تحدث "عمر" وهو يُعدل من ياقته، وما إن رأته هي حتى وقعت أرضاً من الضحك وهي تمسك بطنها من شدة الضحك. 
كان يسير  بتفاخر وهو يرفع رأسه مرتدياً عباءة لا تتناسب مع قامته الطويلة بل قصيرة بعض الشىء، وعلى رأسه تقبع عمة، وقف أمامها بغيظ وهو يراها تضحك بهذا الشكل، حاولت التحكم بضحكاتها وهي تقول بصعوبة: 
"اي اللي انت لابسه دا" 
"دي جلابية نزلت اشتريها مخصوص علشان اروح اتقدملها"
"هتروح تتقدملها بالجلابية؟" 
أومأ لها ببسمة، لتكمل حديثها مرة أخرى قائلة: 
"وكمان اي اللي ماسكه في ايدك دا" 
تحدث بغرور وهو ينظر لما يحمله بين يديه قائلاً: 
"دا كتاب بن موطأ وتفسير ابن كثير" 
طالعته بصدمة وهي لا تصدق حتي هتفت بدهشة: 
"رايح تتقدمها بكتاب ابن موطأ وتفسير بن كثير؟ " 
"امال يعني كنت اجيب ايه، اروح اجبلها ورد علشان ترميه في وشي ويكون شكلي هفأ، اللي زي ياسمين مينفعش معاها غير ابن كثير والموطأ اسمعني مني، هتجيب معاها نتيجة"
نظرت له بتشنج وهي تلوي فمها ثم قالت بحنق: 
"مش هيبوظ الجوزاة دي غير هطلك" 
نظر لها بشر ثم أمسكها من رقبتها يقول بتحذير: 
"اسمعك تقولي كلمة الجوازة دي هتبوظ تاني وانا هفصل راسك عن جسمك وما هيهمني سي هولاكوا بتاعك دا" 
ظلت تسعل ثم بعدته عنها بغضب وهي تهتف: 
"ياض اوعي بقى متخلنيش اتغابي عليك، ولولا انك عريس كنت علّمت عليك، ربنا يعينك يا ياسمين على البلوة اللي هتاخديها" 
 تجاهل حديثها وهو يشعر بالسعادة الشديدة لكونه اخيراً سيحصل عليها، وقف يعدل ملابسه ثم سار معها لأعلي، رن الجرس عدة مرات حتى فتح له زين وهو ينظر له من أعلى لأسفل بإستياء شديد على هيئته نظر له بتهكم وهم ليقفل الباب بوجهه ولكنه تراجع، نظر بجواره فوجدها تقف وهي تنظر له ببسمة وسعادة، ليطيل النظر إليها بهيام وحب مما جعلها تخفض رأسها أرضاً بخجل. 
لم ينتبه إلا على صوت عمر الحانق وهو يقول: 
"طب بعد أذن الحب وآسف علشان هقطع اللحظات دي، بس انا عندي معاد جوه وانا بنام بدري" 
أفسح له زين الطريق وهو ينظر له بإستفزار، وما إن دخل حتى اقترب منها وهو يهمس بجانب اذنها: 
"وحشتيني"
شعرت بالتخدر اثر قربه منها بهذا الشكل حتي شعرت بأن الأكسجين يُسحب من حولها، قالت بتوتر وهي تحاول الابتعاد عنه: 
"ه.. هروح.. اشوف ي.. ياسمين" 
علت ضحكاته عليها ثم اقترب منها أكثر وهو يقول قبل أن يرحل: 
"بكره عاملك مفجأة" 
رحل وهو يغمر لها بطرف عينه بينما هي وضعت يدها على
قلبها الذي كان ينبض بشدة وهي تبتسم بسعادة، ثم رحلت مسرعة تجاه غرفة ياسمين. 
أما عن عمر مجرد أن راي والدها حتي وقف له بإحترام، بينما الاخير تعجب من الملابس التي يرتديها وما أن لاحظ نظراته المتعجبة حتى هتف بحرج: 
"معلش ياعمي... أصلي يادوب خلصت الخطبة في الجامع وجيت هنا على طول ملحقش اروح أغير" 
"لا ياحبيبي ولا يهمك، لبسك جميل ماشاء الله، ياريت الشباب كلها زيك" 
رد عليه بخجل شديد وهو يمثل الاحترام: 
"تسلم ياعمي كلك ذوق" 
ظل الأخير يرحب به ثم جلسوا يتحدثون بعدما انضم زين لهم، وقد بدا عمر يتحدث بجدية حول بعض الأمور. 
وعند ياسمين، كانت تشعر بالتوتر الشديد وهي تفرك يدها وقد تعرق جبينها وهي تقول بنبرة أوشكت على البكاء: 
"مش قادرة يا روان، حاسة إني متوترة اوي، اول مرة اكون خايفة كدا" 
أمسكت يدها برفق وهي تجلس جوارها ثم أردفت: 
"اهدي يابنتي الموضوع مش مستاهل التوتر دا كله، اعتبريها قاعدة عادية هتتعرفوا فيها على بعض بشكل كويس" 
تحدثت وهي مازالت تفكر بيدها قائلة: 
"حاسة إني نسيت كل الأسالة اللي كنت مجهزاها" 
"بصي يا ياسمين، هقولك على حاجة... اولا عمر مش شخص غريب بل انتوا الاتنين عارفين بعض وتحديدا هو وعارف تفكيرك، بلاش جو الأسالة بتاع الرؤية الشرعية دا لانه مش هيغرم يحفظله شوية كلام من على السوشال ميديا علشان تعجبني بتفكيره"
نظرت لها بإستفهام لتكمل الأخيرة موضحه وهي تهتف: 
"يعني حاولي تشوفي انتوا شخصياتكم هتتناسب مع بعض ولا لأ، تفكيركم زي بعض ولا العكس، مش هقولك عرفيه إنك عايزة الفرح اسلامي وطول الخطوبة ضوابط لانه عارف إنك هتعملي كدا ومش بعيد هو اللي يقولك كدا علشان يعجبك، وكدا كدا الخطوبة جاية وهتعرفوا بعض وتشوفيه شخص هيلتزم ولا لأ. 
أومأت لها وهي تأخذ نفساً عميقاً وتفكر بما ستقوله، وجدت زين أمامها وهو يقول: 
" تعالي يلا يا ياسمين كلمي بابا بينادكي"
ذادت ضربات قلبها بشدة رغم أنها تشعر بالسعادة إلا انها ايضا تشعر بالتوتر والخوف، قامت وهي تود لو أن تبكي، فهي ليست من الشخصيات الخجلة ذيادة عن الزوم ولكن لا تعلم سبب توترها وخجلها الشديد، رغم أنها جلست مع عريس من قبل ولكنها لم تشعر بكل تلك المشاعر. 
ذهبت كما أخبرها أخيها ثم وقفت روان هي الاخرى تلحق بها ولكنها وجدت من يحتجزها بين ذراعيه وهو يقول بغمزة: 
"لأ.. استني انتِ علشان عايزك"
اما عن ياسمين سارت بخطي متمهلة وقد تخلت عن نقابها وأرتدت ملابس فضفاضة بعض الشىء ولفت عليها خمارها، لم تكن ملابسها فضفاضة ذيادة كما تخرج بها، وإنما كانت في المعقول والتي اظهرت قوامها ووزنها دون أن تصف شىء بها او تكون ملتصقة بجسدها.
جلست بتوتر وهي تفرك يدها ووالدها يجلس معه ثم سمعت صوته وهو يرحل ليتركهما قليلا، لم ترفع عينيها عليه بعد، شعرت بينران في وجهها من شدة الخجل وهي تُمسك أكمام فستانها بتوتر. 
"ياسمين... طب بصيلي حتي" 
وبصعوبة شديدة رفعت عيناها نحوه بخجل ولكنه تلاشي وحلت محلها الصدمة وهي تراه بتلك الهيئة، ولأول مرة تراه يرتدي عباءة ولكن ما جعلها تنظر له بدهشة تلك العِمة أيضا، فاقت من صدمتها على صوته وهو يقول ببسمة: 
"اتفضلي دا كتاب الموطأ وبن كثير، كنت عرفت إنك بتدورى عليهم ومش لاقياهم، قولتك اجبهملك انا" 
ظلت تنظر له ببلاهة غير مصدقة، وما إن استوعبت حتي رُسم شبح إبتسامة على وجهها حاولت إخفائها ولكنها فشلت لتخفض وجهها كي لا يراها، ولكنه قال بمزاح: 
"شوفتك متحاوليش تداري ضحكتك" 
ابتسمت بشدة هذه المرة، بينما هو ظل ينظر لملامحها براحه وكأنه يحاول أن يشبع عيونه منها لحين أن يعقد عقدهما، وما إن لاحظت نظراته حتي أخفضت بصرها بخجل، سمعت صوته وهو يقول بهدوء: 
"عندك اي أسألة؟" 
أخذت نفسها وهي تحاول أن تهدئ من روعها ثم قالت بجدية: 
"بص يا بشمهندس عمر، بما إن حضرتك عارفني وكدا انا مش هسأل الأسأله التقلدية واللي اكيد حضرتك محضرها قبل ما تيجي" 
نظر لها بعدم فهم لتكمل حديثها موضحه وهو تردف: 
"حضرتك عارفني وعارف مميزاتي ودا يمكن اللي خلاك تتقدملي، ويمكن دا نفسي الشىء اللي مخليني مترددة، انا أهم حاجة عندي اننا نعرف عيوب بعض قبل المميزات، لأن المميزات مش هتزعلنا بالعكس دي هتقربنا من بعض، 
على عكس العيوب اللي ممكن تخليك تكره شخص مهما كنت بتحبه" 
صمتت قليلا تأخذ أنفاسها ثم أكملت: 
"مينفعش اوافق على حد لمجرد إني بحبه واتغاضى عن اي حاجة شايفه أنها ممكن تدمر علاقتنا تحت مسمى الحب، الخطوبه اتعملت علشان نعرف بعض أكتر ونشوف هنكون متفاهمين ومناسبين لبعض ولا لأ، لأن ممكن اكون انا كويسة وحضرتك كويس ولكن مش مناسبين لبعض. 
الرسول كان مطلق ثلاثة من زوجاته والصحابة كانوا بيطلقوا واسماء بنت ابي بكر كانت متزوجه من الزبير واطلقوا.. هل دا معناه إن فيه طرف وحش وطرف حلو؟ لأ كل الفكرة إنهم مكانوش مناسبين لبعض" 
أومأ بتفهم ثم هتف بجدية: 
"انا فاهم اللي بتقوليه، بس مش فاهم اي علاقة دا بموضوعنا وعايزة توصلي لايه" 
"اللي عايزة اوصله إنك متفكرش في ياسمين على إنها البنت اللي أعجبت بيها لأن مصير حب المراهقة ولهفة المشاعر دي بتروح بعد الجواز، وبيكون بعدها بقى فيه حب عشرة لو الشخص اللي معاه كويس ومتفاهمين هيقدروا يكملوا غير كدا مهما كانوا بيحبوا بعض قبل الجواز مش هيقدروا يكملوا. 
ف أتمني بعيداً عن اي إعجاب وحب حضرتك تشوفيني هل انا المناسبة ليك وعيوبي هتناسبك وهنقدر نتفاهم ولا لأ، زي ما انا كمان هعمل" 
كانت تتحدث بعفوية ومن غير قصد لم تنتبه بأنها قد صرحت له عن مشاعرها نحوه، ليغمز لها بطرف عيناه متجاهلاً كل ما قالت ومعلقاً على آخر حديثها قائلاً: 
"معني كدا انك انتِ كمان معجبة بيا" 
شحب وجهها وقد شعرت بأن الهواء انسحب من حولها وهي تكاد تموت من الخجل، لتسمع ضحكاته وهو يغير الحديث كي لا يخجلها أكثر قائلاً: 
"صدقيني كل اللي قولتيه كلام جميل ويُحترم، بس للاسف اوبشن الموافقة والاختيار كان الاول لكن...." 
رفعت رأسها له بإنتباه ليكمل هو حديثه تزامناً مع خلعه لتلك العِمة من على رأسه قائلاً: 
" لكن بعد ما أخوكي خلاني أحلق الغالي إبن الغالي علشان اتجوزك وانتِ من وقتها أسمك اتكتب على اسمي خلاص" 
🌸سبحان الله🌸
وقف أمام البحر ينظر بحزن وقد تبدل حاله كثيراً، نبتت ذقنه ولازمه الحزن، لم يعد ذلك المرح الذي أعتاده الجميع ، منذ أن رحلت وهي أخذت معها روحه وقلبه. 
وجد من يضع يده على كتفه، إلتفت له فوجوده "أحمد" ومن غيره الذي أصبح يلازمه طوال الفترة الماضيه، لم يتحدث أحدهما بشيء، ليقطع الأخير الصمت وهو يقول: 
"صدقتني بقي يا يونس لما قولتلك أنك أسلمت علشانها؟" 
نظر له بصدمة وهو يرفض الأمر هو بالفعل أحب الأسلام والا لكان تراجع الآن، ليقول بنفي: 
"أحمد أقسم انني احب الاسلام الآن وإلا كنت عدت إلى ديانتي مرة أخرى" 
"انا عارف يا يونس إنك حابب الاسلام دلوقتي، لكن انت كان السبب الاساسي دخلت علشانها، وبالدليل لما هي مشيت ومبقاش عندك امل انها ترجع ايمانك اتزعزع حتي الصلاة بقيت تقطع فيها يا يونس، لعلى دا اختبار" 
صمت وهو يرى تعابير وجهه التي بدا عليها الأقتناع ثم أكمل: 
"اعرف إن كل حاجة بتحصل معاك هي الخير ليك، ارجع لصلاتك من تاني وجدد توبته يا يونس وخليك راضي بكل حاجة تحصل حتى لو مش عارف اي اللي بيحصل معاك، بعدين هتكتشف إن كل حاجة حصلت معاك كانت هي الخير ليك بس انت مش عارف" 
تساقطت دموعه بألم وهو يقول بصوت مخنتق: 
"انا اشعر بالألم احمد، قلبي يؤلمني بشدة" 
صمت قليلا يأخذ أنفاسه ثم أكمل بحزن وهو مطرق الرأس: 
"هل الله لا يحبني الآن؟" 
ابتسم له وهو يقول له محاولاً في تهدئته مردفاًً: 
"لو مكنتش بيحبك مكنش بعتني ليك دلوقتي" 
رفع نظره إليه مرة أخرى بتعجب، ليقول الاخير ببسمة: 
"ايوه متتعجبش، ربنا اللي باعتني ليك مخصوص علشان افوقك، اعرف دايما يا يونس إن ربنا بيبعتلك فرص كتير اوي علشان تفوقك وتكون على الطريق الصحيح، ويمكن ربنا هداني علشان اجي اقولك الكلام دا، وانت وشطارتك بقى، هتستغل الفرص دي ولا هتسيبها؟" 
(أحمد بيتكلم صح... زي ما ربنا بعتني ليكم كدا، بس يكش تكونوا بتستغلوا الفرص😅) 
🌸🌸
وقف عمر أمام باب غرفتها يطرق الباب بشدة وهو يشعر بالغضب وقد طار النوم من عينيه، بينما هي استيقظت بفزع على صوت خبطته الشديد. 
نهضت بكسل من على الفراش وهي تتجه إلى الباب لتقوم بفتحه ثم تحدثت بتثائب وعينيها شبة مغلقة: 
"فيه ايه يا عمر حد يصحي حد الصب.." 
قطع حديثها الحقبية التي اصطدمت بوجهها لتنتفض بفزع 
وهي تنظر له بغضب، ليقول هو بحنق: 
"ياريت تقولي لجوزك الكلام دا.. محدش بيصحي حد الصبح كدا، خدي ياختي البسي الفستان دا" 
لم تفهم منه حرفاً واحداً، همت لتتحدث ولكنه قاطعها بحذر قائلاً: 
"خمس دقايق، خمس دقايق مش أكتر ولاقيكي لابسه اللبس اللي في الشنطة وجاهزة قدامي، والا انتِ عارفاني لما اتجنن" 
ورغم كونها لم تفهم شىء، إلا إنا أمتثلت لأوامره دون التفوه بشىء وهي ترى علامات الغضب على وجهه، 
أمسكت الحقبية وهي تخرج ما بداخلها لتجد فستاناً أقل ما يقال عنه غاية في الجمال. 
كان باللون البنفسجي التي تفضله ومعه خماراً بنفس اللون، الفستان فضفاضاً ولا يوجد به شيء سوى بعض تلك الفراشات الجميلة التي اعطته مظهراً رقيقاً. 
هذا ليس ذوق عمر، إنما زين، ولكن إن كان هو من جلبه لها، لم سيعطيه لعمر يعطيه ليها؟ وأين سيأخذها عمر من الاساس. 
سمعت زمجرته بالخارج يستعجلها لذا قامت بإرتداته سريعاً دون أن تفكر بعدما غسلت وجهها وأدت فريضتها اولا، ثم وقفت أمام المرآه تطالع الفستان بإنبهار ولكن قاطع تأملها دخوله المفاجئ بعدما تأكد أنها انتهت ثم سحبها وهو يقول: 
"مش وقته ياختي تقعدي تتأملي في جمالك.. قدامي يلا" 
سارت معه وهي تحاول تنزع يدها منه قائلة: 
"طب بس فهمني احنا رايحين فين، وانت مالك متعصب ليه كدا" 
جلست جواره بتذمر لانه لم يخبرها إلى أين كما أمره زين، كان يشعر بالغيظ والحنق، فقد ظل طوال الليل مستيقظاً وهو يفكر بياسمينته وقد هاجره النوم ، ولم يستطيع النوم إلا عندما حل الصباح، ومجرد أن ذهب في النوم حتي وجد اتصال من زين يخبره بما يفعل، لم يقوى على الاعتراض وهو يسمع تحذيراته بالا يضايقها والا لم يتمم له زواجه وما كان منه إلا أن يوافق على امتعاض. 
اوقف السيارة على بعد مناسب من المكان ثم اخرج رابطة من جيبه وقام بوضعها على عينيها عنوة تحت رفضها، لهتف هي بتذمر تزامناً مع تكملة السواقة مرة أخرى: 
"ياعمر طب فهمني طيب احنا هنا ليه" 
لم يجيبها ثم توقف بعد قليل وهو يترجل من السيارة ويساعدها في النزول برفق كي لا تتعثر بسبب عدم الرؤية، 
وما إن راى المكان حوله حتى توسعت إبتسامته بسعادة وقد نسي غضبه منذ قليل. 
سار معها قليلاً وهو ممسكاً بيدها ولم يأبي لأعتراضها ثم توقف في مكانِ معين، ترك يدها واستدار ليرحل ولكن سمع صوتها تقول:
"ياعمر انت سبتيني ورايح فين" 
 لمعت عيناه بخبث ليشفي غليله مما فعله به زين قبل أن يرحل، اقترب منها مرة أخرى ثم قبل رأسها وهو يقول بنبرة حزينة:
"بصراحة كدا يا روان انا جبت أخرى من جوزك وهو مطلع عيني، دي مكنتش جوازة، ف انا حبيت اردله اللي عمله فيا بيكي انتِ وجبتك هنا علشان اسيبه يقعد يدور عليكِ" 
توقف ثم تابع بنبرة درامية وكأنه على وشك البكاء: 
"سامحيني ياختي... بس هو ذلني كتير والذل وحش اوي ياروان" 
"ياعمر ما تهزرش بقى وقول جايين ليه" 
أردفت بضيق وهو تظنه يمزح معها حتي شعرت به يبتعد عنها وهي مازالت تنادي بأسمه حتي سمعت صوت عجلات سيارته دلالة على رحيله، وقع قلبها بهلع... هل من الممكن أن يتركها بالفعل؟ تساقطت دموعها وهي تقول بخوف وقد نسيت تلك الرابطة التي على عيناها: 
"ياعمر انت روحت فين وسبتني.. متهزرش معايا انت عارف اني بخاف" 
وعندما لم تستمع منه رد علمت أنه رحل بالفعل، لتقول برعب ووهي تبكي: 
"ياعمررر" 
كانت ستنهار ارضاً ولكن وجدت من يمسك يدها برفق ثم ضمها بحنان، هذة ليست يد عمر.. بل.. بل هي يد زين!! نعم ورائحته ايضا، فهي تحفظ رائحته عن ظهر قلب، ربت على رأسها وهو يقول بحنان: 
"بس.. هشش اهدي خلاص انا جنبك، وعمر دا لما ارجعله بس ليا حساب معاه" 
هدأت قليلا ثم هتفت: 
"طب.. طب احنا هنا ليه؟" 
ابتعد عنها ثم نزع أخيراً تلك الرابطة عنها، فتحت عيونها ببطء حتي توسعت عيونها بصدمة وهي ترى المكان حولها وقد تذكرت أمر المفجأة التى أخبرها عنها. 
فكان المكان مليء بالورود باللون البنفسجي وبلاليين من نفس اللون وكل شيء في المكان بنفس اللون، ليكمل هذا المشهد الخلاب لون فستانها وخمارها البنفسجيين أيضا. 
وقفت في المكان تتأمله بذهول، بينما هو يتأملها هي وقد فاق جمالها جمال المكان والذى لا يقارن بها، تساقطت دموعها وهي تستدير له وتقول: 
"انت اللي عملت كل دا علشاني؟" 
أومأ لها ببسمة وهو يقول بسعادة: 
"اهم حاجة يكون عجبك" 
ارتمت باحضانه وهي تقول بدموع سعادة: 
"عجبني فوق ما تتصور.. انت أجمل حاجة حصلت في حياتي يا زين" 
بينما هو شدد من احضانها وقد سعدته رأيتها سعيدة وتلك البسمة التي زينت وجهها كانت مكآفئته على المجهود الذي بذله لأجله، ليهتف لها بحب قائلاً"
"وانتِ حياتي كلها يا روان"
🌸سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم🌸
"يلا يا حور قومي أمشي مع جوزك " 
تحدث والدها وهو يقترب منها، فمنذ أن غادرت رغد وهي طلبت من ليث أن يتركها معه كي لا يبقى وحده، فقد توسلت له هي وليث لكي يأتي ويعيش معهم ولكنه رفض. 
"انا مش همشي يا بابا عمرى واسيبك لوحدك" 
"ملكيش دعوة بيا انا قادر اخلي بالي من نفسي" 
تحدث ليث وهو يوجه نظره نحوه: 
"ياعمي مينفعش تقعد لوحدك تعالى معانا وكدا وكدا هاخد بيت ليا انا وحور ونستقر انا بس مكنتش حابب اسيب بابا لوحده في الاول" 
رفض رفضاً قاطعاً بعدما حاول ليث معه وايضا حور، ليقول بنبرة حازمة: 
"قومي يلا ياحور امشي مع جوزك" 
هزت رأسها وهي تقول برفض وبنبرة ثابتة: 
"مش هسيبك يابابا يعني مش هسيبك" 
تحدث هو بثبات أيضا: 
"وانا مش هسيب بيتي اللي عشت عمر كله فيه وانا بقيت كويس وهقدر اخلي بالي من نفسي" 
لم تقنتع بحديثه وظلت تجادله حتي ارتفع صوته عليها لاول مرة وهو يأمرها ان تذهب مع زوجها، لتقف وهي تستدير ثم تحدثت بغصة قائلة: 
"مش حضرتك جوزتني ليه علشان تحميني من ياسر؟ اهو ياسر معدش موجود ومبقتش محتاجة حماية، يبقى نطلق وكل واحد يروح لحالة" 
نظر لها كلاهما بصدمة ولم يتوقع أحدهما أن تتفوه لهذا الكلام. 
#يُتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"مش حضرتك جوزتني ليه علشان تحميني من ياسر اهو ياسر معدش موجود ومبقتش محتاجة للحماية، يبقى نطلق وكل واحد يروح لحاله" 
نظر كلاهما لها بصدمة ولم يتوقع أحد حديثها، ليصرخ محمد في وجهه قائلاً: 
"حووووور" 
انتفضت على صراخه بها ووجهه أحمر بشدة، ليكمل حديثه بنبرة حادة وصارمة لأول مرة معها وهو يهتف: 
"لو مقومتيش مشيتي مع جوزك دلوقتي... لا انتِ بنتي ولا انا أعرفك، وانتِ عارفه كويس اووي إن كلمتي سيف" 
توسعت عيناها بصدمة ولم تتوقع أن يتفوه بهذا الحديث ابداً، فمن عادة أبيها يوزن كلامه اولاً ولا يتحدث بشىء إلا ولو كان جاداً به، بينما ليث ظل واقفاً مكانه دون أن يتفوه بشىء، فقط ينظر أمامه بملامح وجه خالية من التعبير. 
أمسكت حقيبها ولم تتحدث فقط وقفت تنظر إليه مرة أخيرة قبل ذهابها ظلت واقفة تنظر له لدقائق وأقدامها ترفض السير وتتركه وحده، بينما هو أشاح بصره بملامح مقتضبة. 
تشعر بقلبها يؤلمها.. هل ستتركه وحده يعاني؟ حين وجدت رغد يوم وفاة أخيها وعلمت أنها بمفردها سعدت بشدة وأصرت عليها أن تأتي لتعيش معهم رغم أنها تعلم كونه لا يجوز لوجود أبيها معها، ولكنها كانت أنانية وأتت بها كي لا تتركه وحده حين تذهب للعمل، 
تقسم أنها أيضا شعرت بالحزن نحوها ولم ترد تركها وحدة هي الاخرى وأتت بها للعيش معهم، لكن كان هدفها الأساسي هو أبيها. 
سارت بخطى بطيئة نحو الخارج وكل أنش بها يرفض الرحيل وتود البقاء معه ولكنه لم يترك لها فرصة للإختيار، وبجانبها يسير ليث الذي التزم الصمت لم يتحدث بشىء، بينما هي كانت في عالم آخر ولا تدرى ماذا تفعل وتؤلمها فكرة تركه بمفردها، من ضحى بحياته لأجلها ومازال يضحي أيضاً عندما أصر عليها العودة مع زوجها دون أن يفكر بنفسه. 
جلست جواره في السيارة ودموعها تنهمر بشدة ولم تستطيع منعها وتشعر بالحزن الشديد، بينما ساق ليث بسرعة جنونية وقد أحتدت قسمات وجهه وبدا كما لو كان غاضباً ووجهه أحمر بشدة، خرجت من فمها شهقة صغيرة رُغما عنها بعدما فشلت في منع بكائها، حتى اوقف السيارة فجأة أمام المنزل وهو يهتف بغضب وبنبرة عالية أفزعتها: 
"عاايز افهم بتعيطي لييه دلوقتي" 
ارتفع صوت شهقاتها واذادت في البكاء، بينما هو خبط على المقود بعنف حتى كادت يده تُكسر ولكنه لم يشعر بألمِ بها، لأن الألم الحقيقي كان بقلبه وهو يشعر بنيران مشتعلة داخله. 
هي لم تحبه حتي الآن رغم أنه غّير من نفسه كثيراً، رغم ذلك لم تحبه وتعطيه قلبها، ليس لأنها قالت هذا فهو يعلم بأنها تحدتث هكذا لأجل أن تقنع أبيها، بل لأنه لو كانت تحبه ما كانت لتأتي تلك الفكرة أو تجرؤ فقط على التفوه بها، نعم تفعل كل شيء يرضيه وخير الزوجة له، ولكن يعلم كونه تفعل هذا رضاءاً لله ثم له وليس لأنها تحبه. 
تقتله تلك الفكرة وتجعله يجن جنونه، لمَ لا تحبه، هل لأنه كان يعاملها بطريقة سيئتة الآن؟ ام لأنه ليس الزوج الءي تمنته هي؟ ماذا يفعل لكي تحبه هي الاخري كما يفعل هو؟. 
نزل من السيارة ثم نزلت هي الاخري ولم يتحدث أحدهما بشيء حتى وصلا للجناح المخصص لهما، نزعت نقابها وقامت بغسل وجهها أولا وهي تجفف دموعها بحزن ثم أقتربت منه وهمت لتتحدث تزامناً مع مسكها لديه وهي تهتف: 
"يا ليث..." 
قطع حديثها نزع يده منها بعنف وهو يشيح ببصره عنها أكثر، تساقطت دموعها أكثر وهي تشعر الإرهاق الشديد، تحدثت من جديد وهي تمسح دموعها: 
"ليث انا آسفة، انا متوقعتش انك هتصدق الكلام، والله العظيم انا بس كنت بقوله كدا علشان يوافق يخليني اقعد معاه حتي شوية، انا مش قادرة أسيبه لوحده صدقني" 
ابتسم بسخرية على حديثها ولم يجب عليها وقد ظهر الحزن في عينيه، رفع بصره نحوها ثم تحدث وهو ينظر لعيناها بقوة وهو يهتف: 
"انتِ بتحبيني يا حور؟" 
نظرت له بتعجب ودهشة من سؤاله المفاجئ هذا، لم تتحدث وكأنها لم تكن تتوقع إجابته، كيف يسألها هذا السؤال، رغم إنها لم يسبق لها إخباره بمشاعرها ولم تصرح بها، حينما لاحظت نظراته المتلهفة نحوها سارعت بالرد وهي تقول: 
"اي السؤال دا.. ايوه بح.." 
قطع حديثها وهو يضع يده على فمها يمنعها من أستكمال حديثها، ليتحدث بتهكم وحزن دفين: 
"متكملهاش.. الكلمة دي اتمنت اسمعها بس وهي خارجة من قلبك بجد، مش علشان تراضيني بيها ياحور"
أيعقل أنها لم تحبه؟ هي لا تعلم حقيقة مشاعرها حتي، فقد فرضُ عليها ثم أعتادت وجوده، ولم تفكر يوماً بمشاعرها نحوه، لتجيبه بصدق وهي تقول: 
"كل الفكرة إنك اتفرضت عليا يا ليث من غير ما أختار، مش هقولك بحبك لاني فعلا معرفش مشاعرى اي، لكن انا فعلا اتعودت عليك ومقدرش أعيش من غيرك" 
بينما هو لم يتأثر بحديثها، فقط كل ما يشغل باله بأنها لا تحبه، وهذا يعني أنها من المحتمل أن يأتي يوم وتتركه؟ عند هذا الحد توقف عقله عن التفكير، لن يسمح لها بأن تتركه حتي ولو طلبت هي ذلك. 
اقتربت منه وهي تمسك بذراعه ولكنه نفضه عنها بعيداً لتتساقط دموعها أكثر، الا يكفيه حزنها على والدها ليأتي هو ويكمل عليها، لم يتحمل رؤيتها تبكي هكذا كان سيهم لإحتضانها وإرضائها ولكنه مازال غاضباً منها، لذا رحل قبل أن يضعف وهو يلعن قلبه بشدة. 
ذهب غرفة والدته وهو يطرق باباها ولكنه ابتسم بسخرية عندما لم يسمع ردها، وكيف ستسمعه بعدما دخلت في غيبوبة مجدداً عندما علمت خبر وفاة شقيقه!!. 
كانت ممدودة على الفراش بلا حولِ لها ولا قوة، اقترب منها وهو يجلس جوارها ويقول بضعف: 
"ليه...لية كل مرة كنتِ بتختاريه هو وانا لأ، سبتيني وانا صغير علشانه بعد ما كنتِ بتحبيني انا وعمرك ما شوفتيه، رغم إني لحد الآن زعلان منك علشان فكرتي فيه وانا لأ" 
صمت يبتلع غصُة مريرة بحلقه ويشعر بألمِ شديدِ داخل صدره، ثم أكمل بضعف: 
"حتي بعد ما مات إختارتي تستسلمي للواقع علشانه وتسبيني مرة تانية، وكأنك مستنية الموت علشان تروحيله، مش هتختاريني انا لمرة مرة يا ماما؟" 
سقطت دموعه وهو يتمدد جوارها وينام بحضنها يشعر بثقل شديد وغير قادر لأخذ أنفاسه حتي كاد يختنق، ثم هتف ببكاء وهو يقول بألم: 
"انا محتاجك جنبي اوي، قومي ياماما بقى، اختاريني انا ولو مرة واحدة" 
يشعر بأنه غير مرغوب به، لا أحد يحبه ولم يفضله أحد، وكأنه منبوذاً من الجميع، كيف كان يتوقع من حور أن تختاره وأمه لم تفعل؟ يبدو بأنه لا حظ له أن يختاره أحد.
هي فضلت أخيه حتي بعد وفاته، وحوره أختارت أبيها 
يبدو أنه سيظل منبوذاً من الجميع.  
🌸سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم🌸
وقفت روان بمنتصف الصالة وهي تمسك بالبلاليين في يدها تحاول أن تعلقها، بينما هو يقف على بعد أمتار منها يتأملها فقط وينظر لها ببسمة وهي غير منتبهه له وتصب كامل تركيزها على ما تفعل بعدما فشلت في تعليقه بشكل جيد، لتزفر بضيق ثم استدارت تبحث تبحث عنه بعيناها حتي وجدته يقف ينظر لها وإبتسامة خبيثة تزين وجهه، تحدثت بضجر وهي تقول:
"يعني شايفني واقفة مش عارفه اعمل حاجة وانت واقف تتفرج عليا يازين؟ مكنش العشم" 
لم يتحرك إنشاً واحداً من مكانه ثم قال ببسمة إستفزتها: 
"مش انتِ اللي فضلتي تقولي سيبني انا اعمل دول وملكش دعوة بيهم علشان تقولي لعمر انك انتِ اللي عملتيهم؟" 
نظرت له قليلا بتذمر، فهي من طلبت أن يتركها تعلق الحبل الأخير لأنه لم تفعل شىء وهو من قام بتعلقيها، إستدرات لتنزل ولكنها توقفت وهي تجده يحاوطها بذراعيه من الخلف ثم أمسك يدها وساعدها في تعليقهم وهو يقف على طرف المقعد التي تقف عليه هي الأخرى. 
قامت بتعليقهم جميعاً عن طريقه هو حتى أنتهوا، إستدارت له ببطء وهي تنظر له ببسمة قائلة: 
"شكرا يا زين" 
"لأ انا مبحبش الشكر بتاعي ناشف كدا" 
أنزلت رأسها أسفل بخجل ولكنه سمعت زمجرته، اقتربت منه أكثر ثم طبعت قبلة رقيقة على خده، ابتسم لها بسعادة كبيرة ولكنه أراد مشاكستها وهو يقول بضيق زائف: 
" لأ البوسة دي لأخوكي مش ليا انا"
"فعلا يا روان معاه حق، البوسة دي ليا انا مش ليه" 
انتفضت بفزع وهمت لتقع لولا يده التي أمسكت به وهي تستدير لترى عمر يقف ويطالعهم بتهكم، نظر له زين وهو يقول من بين اسنانه: 
"عايز اي ياعمر" 
"جبت باقي الشنط بتاع الشبكة" 
أومأ له زين ببرود ثم أردف: 
"طب شكراً يا عمر، ومتنساش تاخد الباب في ايدك" 
نظر له الأخير بضيق داخلي، لولا أن اليوم خطبته على ياسمينته لكان له تصرف آخر، فهو من أصر على أن تتم الخطبة قبل بدء الإمتحانات بعدما وافقت عليه ياسمين وذهب هو ووالديه، لذا تركهم دون أن يتحدث واستدار ليرحل ولكن هذا لا يمنع من أن يقوم ببعض العبث معهم، أومأ لزين ثم غادر بهدوء تحت دهشة الأثنين ولكن زين لم يهتم وهو يعود بنظره نحوها ويقول بمشاكسة: 
"كنا بنقول اي قبل ما..." 
انتفض الاثنين بفزع مما أدي لسقوطهم ارضاً اثر هذا الصوت الصاخب الذي دوى في المكان فجأة ولم يكن سوى صوت الصاروخ الذي وضعه لهم قبل ذهابه لينزع لهم لحظاتهم، نظر زين في اثره بغضب وهو يقول: 
"ماشي ياعمر بس لما أشوفك لأطلع كل دا على عنيك" 
سمعوا صوت ضحكات صاخبة تأتي من خلفهم نظروا لها ليجدوا ياسمين تضع يدها على فمها وهي تحاول من ضحكاتها، نظر لها زين بغيظ وهو يهتف: 
"انا بقول تفكرى في الخطوبة دي الأول يا ياسمين"
ضحكت روان هي الأخرى ثم أبتعدت عن زين تحاول الوقوف، وقام هو الآخر معها وهو ممسكاً بها، بينما نظرت لهم ياسمين للحظات وهي تقول قبل أن ترحل بدلع: 
"اشتغلوا كويس وبضمير عايزة خطوبتي على سنجة عشرة" 
نظرت لها روان بتشنج لتهتف بإستياء وهي تقول: 
"والله انا قولت من الأول عمر مينفعش معاه غير ياسمين" 
🌸اللهم أعن على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك🌸
جلست حور على طرف الفراش الخاص بها وهي تنظر لها بحزن دفين مالبثت أن تحدثت ببسمة: 
"أزيك يا طنط تهاني، انا عارفة إن حضرتك سامعاني
الحقيقة انا كنت حابة اتكلم معاكِ شوية. 
لما ماما وعبدالرحمن أخويا ماتوا في حادثة مرة واحدة، انا فضلت سنة كاملة مش بتكلم ولا حتي بخرج وأجلت جامعتي في السنة دي، كل حاجة مشيت زي ما هي إلا انا. 
بابا حاول معايا كتير بس صدقيني كان غصب عني، مكنش بايدي رغم اني حاولت كتير ارجع لطبيعتي لكن مكنتش قادرة، دي مهما كانت امي ودا كان اخويا، ازاي هتقبل موتهم بسهولة كدا؟. 
مرة بابا دخل وقعد جنبي وبدأ يتكلم معايا، ساعتها قالي حاجة واحدة يس فضلت أفكر فيها كتير قالي يابنتي العمر مفهوش متسع للحزن، عمرك كله هيعدي من غير ما تحسي وانتِ فاكرة إنك بتتعافي...لما تفوقي من دوامة الحزن دي هتلاقي حاجة اكبر هتحصل معاكي وتدخلي في دوامة حزن جديدة وهتفضلي عمرك كله على نفس النهج لحد ما تلاقي عمرك خلص وانتِ مش عارفة هو عدي في ايه؟. 
ساعتها بس هتقولي ياريتني كنت استغلت كل دقيقة من وقتي، شوفي ياحور رغم حبي الشديد لأمك وضهري انكسر بعدها، إلا إني مستسلميش للحزن وكملت حياتي حتي لو لحد الآن لسه ببكي عليها وفاكرها. 
الدنيا كلها إبتلاءات مش عليكِ انتِ لوحدك؟ هيتردد عليكي سؤال في الآخر،«وعن عمره فيما أفناه؟» 
أفنيتي عمرك في ايه يا حور قوليلي كدا؟ عملتي اي تقابلي بيه ربنا، بدل ما تبصي لنعم ربنا عليكي بصيتي للي ناقص منك ووقفتي حياتك عليه؟ مبصتيش انك لسه عندك بيت وعندك صحة، دا يكفي انك اتولدتي مسلمة دي في حد ذاتها تكفي، فوقي لنفسك ياحور قبل فوات الآوان وقبل ما تلاقي عمرك كله عدى وانتِ مضيعاه في حزن على شىء مش هيرجع. 
تعرفي، كلام بابا مش بس فوقني، لأ دا خلاني كمان بقيت اتمنع لو الزمن يرجع بيا علشان معملتش اللي عملته دا، كنت هزعل واحزن ودا حقي لكن كنت هكمل حياتي وافكر في اخريتي ومش هتمسك بالدنيا كدا. 
اللي عايزه أقوله لحضرتك إن الوقت بيسرقنا والعمر بيجرى من غير ما نحس بيه، انا عارفة إن اللي عديتي به كان صعب، بس برضو لسه قدامك وقت تعملي حاجات وكمان معاكي ابنك وزوجك تعوضي كل اللي فات
وتشيلي احفادك كمان"
صمت تأخذ أنفاسها وهي ترى تحرك رموشها بشكل غير منتظم وكذلك يدها التي بدات تتحرك، سقطت دمعة من عيونها دلالة على تأثرها بالحديث، ابتسمت لها حور بحماس وهي تكمل حديثها:
"مش هتقومي بقى علشان اشتكيلك من ليث ابنك اللي مزعلني دا، انا عارفة إنك انتِ اللي هتقفي في صفي، بس انا عايزاك تقوميلنا بالسلامة الأول وتفكرى في حياتنا 
وكفاية حزن على اللي فات ونفكر في اللي جاي ونعيش الباقي من عمرنا من غير حزن. 
طبيعي اننا هتقابلنا عواقب واحزان بس هي الدنيا كدا، ومصيرنا في النهاية هنموت، يبقى نعيش الباقي ونفكر في آخرتنا بس علشان نقدر نتخطي مصايب الدنيا، اتمني حضرتك ترجعيلنا وتفكرى في ليث وعمي محمود اللي متأثرين علشانك وتبدأي تعوضيهم عن كل اللي فات، علشان هم تعبوا اوي في غيابك وآن الآوان إنك ترجعي شملكم من جديد" 
انهت كلامها وهي تمسح دموعها وترى تغير ملامح وجهها، ابتسمت لها ثم إستدارت لترحل ولكنها وجدت محمود يقف أمام الغرفة، ابتسمت له ثم خرجت لكي تتركه معها، وهي تعلم بأن حديثها سوف يكون بداية لجعلها تستفيق لهم، 
تبقى فقط ليث، تنهدت بحزن وهي لا تدرى ماذا تفعل معه، فقد حاولت بأكثر من مرة ولكنه مازال غاضباً منها بل ويتجاهلها أيضاً. 
🌸اللهم صل على محمد🌸
"ياماما يلا بقى" 
وقف عمر بتذمر ينادي والداته وهو لا يطيق الإنتظار اكثر، لا يصدق بأن اليوم سوف يزين إصبعها خاتم خطبتهما، كان يشعر بالسعادة الشديد والحماس أيضاً، انتهوا جميعاً بعدما ارغمهم على ذلك لكي يذهبو. 
ركبوا السيارة وطوال الطريق لم يكف عن التذمير والضرب على بقوق السيارة وتشغيل الأغاني الصاخبة 
فالليلة ليلة خطبته. 
اما عن ياسمين وقفت أمام المرآه وهي تنظر لنفسها بفرحة ثم أخذت تدور حول نفسها بسعادة فاليوم هو يوم خطبتها والذي تمنته كثيراً كأي فتاة، كانت ترتدي فستاناً بسيطاً 
وفوقه خماراً ونقاباً بنفس اللون مما ذادها جمالاً وكأنها أميرة وتسحر كل من يراها،واضفي على هذا الجمال سعادتها. 
دخلت روان الغرفة مجدداً بعدما ذهبت لإرتداء ثيابها والتي كانت ترتدي فستانا باللون الوردي وفوقه خماراً بنفس اللون قد ذادها جمالاً هي الاخرى والتي كانت سعادتها لا تقل سعادة عنهما. 
"انتِ كدا هتكوني خطر على الواد عمر الغلبان وانا مش ضمناه الحقيقة" 
ضحكت ياسمين بسعادة واقتربت منها وهي تضمها بفرحة وقلبها ينبض بشدة، ثم سارت معها للخارج حيث تواجد جميع العائلة، النساء بالداخل في الصالة التي تم تزينها 
والرجال بالخارج يقوم زين ووالده بإستقبالهم في حجرة الضيوف، فالخطبة منفصله، الرجال في مكان منعزل قليلا كي تستطيع الفتيات اخذ راحتهم. 
وقفت العروس في المنتصف والجميع منبهر بهيئتها رغم انها ترتدي النقاب إلا انها بدت جميلة للغاية، اقترب منها الجميع يهنئونها وبعد قليل وصل عمر هو وعائلته. 
وما إن رأها حتى تسارعت دقات قلبه وهو ينبض بشدة، ظل واقفاً مكانه ينظر لها بفرحة ولا يصدق، رغم إحتشام ملابسها إلا أن هيئتها كانت مهلكة لقلبه المسكين . 
سار نحوها بسعادة وهم ليحضتنها ولكنه تذكر أنها خطبة فقط وليس عقد ليتراجع وهو يصبر نفسه بأنه اقترب من نهاية المطياف وقريباً سوف تصبح زوجته. 
جلست ياسمين وجلس هو الآخر على بعد قليل منها لكي يلبسها خاتم الخطبة ولكنها رفضت طالبة من والدته أن تلبسها إياه، همت لترفض ولكنها وجدت نظرات عمر المترجيه لها لتذهب وهي تلبسها على امتعاض كي لا تنزع فرحة صغيرها وها هي أرتدت اول خطوة سوف تقربهما من بعضهم البعض. 
ذهب زين لعمر ثم اخذه معه عنوة تحت تذمره ورفضه بأن يبقى معها، ولكنه رحل معه تحت إصراره لكي تبقى الفتيات على راحتهم. 
وقفت ياسمين ثم نزعت نقابها وبقيت بالخمار فقط وقامت بتشغل بعض الإنشودات التي تحفظها عن ظهر قلب بدون موسيقي وانما فقط بالدف. 
أخذت تتراقص عليها بفرحة وانضمت لها روان وبعض أصدقائها دون حور التي اعتذرت منها بسبب مرض حماتها، بينما يقف البعض الآخر غير مرحب لتلك الأجواء ويرى أنها غير مبهجة. 
اما عن ياسمين فكانت تتمايل بخفة كالفراشة وهي تتراقص بسعادة وقلبها يرقص هو الآخر وتضحك بخفة ثم اخذت تدور بفرحة كما فعلت معها روان وقد اشعلوا الجو بالحماس حتى انضم لهم بعض الفتيات وهم يقلدون الرقصة التي تفعلها ياسمين بمهارة وهي تقوم بتحريك يدها تزامناً من كلمات الاغنية. 
توقفت وهي تأخذ انفاسها ثم تحدثت بصوتِ مرتفع كي يصل للجميع وهي تقول: 
"انا حقيقي بشكر كل حد حضر وفرحان علشاني واتمني تكونوا انبسطوا، واللي محبش الجو وكان منتظر الاغاني ف انا آسفه ليه، انا مش هغضب ربنا علشان ارضي حد 
مش لازم علشان افرح اغضب ربنا واشيل ذنب كل واحده هتسمع الاغاني اللي هشغلها. 
بل شوفتوا الخطوبة الإسلامية جميلة ازاي بدون معاصي واحنا لوحدنا بدون رجالة علشان نقدر ناخد راحتنا وننبسط ونفرح بدون ما ناخد ذنوب واتمني فعلا الكل يعمل كدا، ودلوقتي يلا علشان نكمل بقى" 
عادت للرقص من جديد وهي تشعل الجو بالحماس أكثر وقد بدأ الجميع يندمج معها، بينما روان تقف تراقبها ببسمة وتتخيل نفسها مكان ياسمين، فهي حتي لم تحتفل لا بخطبة ولا بكتب كتابها ولا تعلم تلك السعادة التي بها ياسمين لأنها لم تجربها بعد. 
نظرت بحزن وتمنت لو أنها احتفلت مثلها، وجدت من يجذبها من ملابسها نظرت له لتجد طفل صغير يخبرها بأن تأتي معه. 
سحبها الصغير من ثيابها دون ان يوضح لها شىء وهي فقط تسير ولا تعلم إلى أين يأخذها حتى تركها أمام المطبخ، وقفت تنظر حولها ولا تعلم لمَ اتى بها إلى هنا، همت لترحل ولكنها شهقت بفزع حين وجدت من يجذبها بعيداً عن الإنظار ويضع يده على فمها. 
🌸سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم🌸
وقف ليث يتنهد أمام حجرتها وهو يستعد للحديث ويفكر كيف سيصالحها، فهو قد بالغ بغضبه منها وهي لم تفعل شىء سوى أن تحاول رضائه، لقد اخذ بنصيحة ابيه الذي لاحظ أن أمورهم ليست على ما يرام  أخبره بأن يقف هو بجانبها ولو لمرة واحدة كما تفعل هي دائما معه منذ زواجهم ولن تشتكي. 
هي حاولت إرضائه بشتى الطرق ولكنه كان غاضباً ودائما ما يعاملها بجفاء، لذا سيسمع بنصيحة أبيه فهي مهما كانت بشر ولها قدرة على التحمل سوف تنفذ في اي وقت 
بدلا من أن يقف معها بسبب حزنها على ابيها تركها وحيدة وهي التي كانت تفعل ما بوسعها لأجله. 
أمسك الهدية التي جلبها لها ثم فتح باب حجرتهما لكي يصلح خطئه ولكن يبدو أنه قد تأخر كثيراً وجدها نائمة بهدوء على غير عادتها في هذا الوقت. 
اقترب منها وهو ينادي بإسمها بهدوء ولكنها لم تستجب له
ليقول بضجر: 
"اصحي ياحور بقى بدل ما والله هزعل منك تاني" 
ظل ينادي عليها مجدداً ولكن أيضا لا رد مما جعله يغضب منها اقترب منها بضيق كي يهزها ولكنه وجد جسدها ينتفض بشدة أدارها له لتتوسع عيونه بصدمة ويقع قلبه برعب عليها... 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
هُناك من يؤم بالناس في المسجد وعند رجوعه للمنزل يكسر عظم زوجته ضربًا .
ليس كل مُلتحي مُلتزم.
اللحيه فرض على جميع الرِجال مثل الحجاب الشرعي تمامًا ..وبالتالي فهي ليست دليلًا على الخُلق الحسن .
لا تنخدعوا وراء المظاهر") 💜
______________________
انتفض جسده بفزع وكأن عقرباً لدغته ما إن لامست يده وجهها الملتهب وكأنه يشع حرارة، فكانت درجة حرارتها مرتفعة بطريقة أفزعته،اخذ يهزها في محاولة لإفاقتها دون جدوى وهي تهذي بكلمات غير مفهومة وشبه فاقدة للوعى ووجهها شاحب بشده. 
ظل واقفاً لثوانِ معدودة مرت عليه كالسنوات وعقله لا يستطيع التفكير بشكل جيد وهو يراها بهذه الحالة أمامه ولا يعلم ما بها، تيبس جسده وشُلت حركته وهو فقط ينظر إليها حتى توصلت الإشارات لعقله أخيراً وأنبئته بوجود خطر حولها، ليستفيق رغماً عنه وهو يجلب لها ملابسها ثم ألبسها على عجالة وقام بحملها دون تفكير ليذهب بها إلي المشفي. 
كان يسوق بسرعة جنونية وهو من بين الحين والآخر ينظر لها بخوف وهو يبتلع ريقه بألم ثم يتابعها بعيناه في المرآه ويدعو الله داخله بأن يحفظها ولا يعلم ما اصابها سوى أن هذه يبدو عليها أعراض حُمى. 
وصل أمام المشفي وهبط من مقعده مسرعاً ثم توجه نحوها وهو يحملها مرة أخرى وهرول للداخل وهو يصرخ بصوتِ مرتفع جذب انظار من حوله كي يأتوا لها مسرعين . 
قاموا بأخذها منه كي يتم فحصها وقد رفض تركها في البداية وأراد الدخول معها إلا انه وافق بيأس حين هاتفه الطبيب بإحترام بأنه لا يجوز. 
جلس على أقرب مقعد وهو يضع وجهه بكلتا يديه ويشعر بالإرهاق الشديد وقد ثقُلت عليه أنفاسه وضاقت به الدنيا زرعاً، إلا حوره... فهو لن يتحمل اي مكروهاً يصيبها فهي البقعة المضيئة الوحيدة في حياته المظلمة والجانب المشرق منها. 
خرجت طبيبة بعد مدة ليست بقليلة وهي تبحث بعينه عنه حتى وجدته يقترب منها مسرعاً وهو يقول بلهفة: 
"خير يا دكتورة... هي كويسة؟" 
"للاسف الشديد هي عندها حمي شديدة وكان المفروض حد يلحقها من بدري علشان كدا ذادت أكتر ودا سببلها خطورة، عموما احنا هنعمل اللي علينا وهتفضل تحت الملاحظة" 
وقع قلبه وترنح في وقفته قليلاً، هل من الممكن أن يفقدها؟ سار بخطوات بطيئة نحو الخارج وملامحه مقتضبه ويشعر بثقل شديد في قلبه وكأنه يحمل هموم الدنيا بأجمعها، لا يدري أين يتجه هو فقط يسير بلا وجهه معينة ولا يعلم إلى أين ذاهب ولا إلي أين ستقوده أقدامه
وهو شارد تماماً ويشعر وكأنه كبُر عمراّ فوق عمر. 
ظل يسير حتى توقفت أقدامه أمام جامع قابله، تردد كثيراً في دخوله حتى عزم أمره وهو يدخله منكس الرأس ويشعر بالخجل من نفسه ويستحيي من الله فهو لم يدخله منذ يوم خطفها، وهاهو يدخله للمرة الثانية وأيضأ بسببها. 
ألا تتذكر متى يا عبد السوءِ ذكرت ربك؟ ألا تتذكر كم بكيت له راجياً متوسلاً وانت تدعوه بما يضيق به صدرك زرعاً، وحين أستجاب هجرته متناساً كم تذللت وبكيت وعهدت بألا تعود كما كنت وعدت. 
ها انت أتيت له مرغماً كي تسأله مطلبك وانت متيقن بأن الله لن يخذلك كما يفعل معك كل مرة تأتيه، الا تتذكر ربك يا عبد السوء إلا حين تشق عليك الدنيا فقط؟. 
هاهو يقف بين يدى الله يصلي وهو يناجي ربه ويدعوه بما يجيش داخل صدره وهو متيقن تمام اليقين بأن الله لن يخذله. 
جلس بعدما انتهى وهو يبتسم بسخرية داخله، ولسان حاله يقول: لمَ لم آتي إلى هنا دوما دون أن يكون لي حاجة؟ الأ يكفيه كل هذه النعم الذي ينعم بها؟، مسح دمعة خائنة فرت من عينيه وهو يشعر بوجع كبير داخل صدره لن يداويه شيئا سوى الله. 
مر شريط حياته أمام عينيه وهو يرى افعاله، لم يفعل ولو شيئاً واحداً ينجيبه البته، يراجع ذكرياته وحب الدنيا بقلبه ولم يفعل شىء لآخرته، حسنا يكفي هذا فهو مازال أمامه الكثير من الوقت ليتغير وهذه المرة بصدق، سوف يبدأ حياة جديدة معها دون أن يعيقه شىء. 
ابتسم براحة ثم قام ليذهب وقد أنفق الكثير من الصدقات بنية شفائها وهو يعلم جيداً ما تفعله الصدقات لحديث النبي صل الله عليه وسلم داوو مرضاكم بالصدقات. 
هبط من سيارته وهو يتجه للمشفي مرة أخرى ثم دلف للحجرة التي تجلس بها دون أن يراه أحد. 
جلس ليث على طرف فراشها وهو ينظر لها بحب ممزوج بألم، كم تبدو رقيقة وجميلة وهي تنام بهدوء، كيف لها أن تكون بهذا الصبر والسكون رغم الفوضى التي تعم حولها؟ 
وأكبر فوضة بالنسبهِ لها هو!!. 
ظل ينظر إليها مطولاً وهو مثبت نظراته عليها فقط يشبع عيناه من جمال وجهها، أمسك يديها وهو يقبلها بحب شديد ثم هتف بندم: 
"تعرفي يا حور، من أول يوم شوفتك فيه في الشركة وانا عرفت انه محدش هينجدني منك واني هحبك ويمكن دا من الاسباب اللي خلتني اتصرف معاكي بالشكل دا بجانب انك كنتِ شبه ماما، طول الوقت وانتِ فيكي حاجة بتشدني ليكي كل يوم اكتر لحد ما اتعلقت بيكي" 
اقترب منها ثم قبل وجهها وازاح وشاح رأسها وهو يمسد على شعرها بحنان ثم هتف: 
"بالمناسبة انا مكنتش اعرف انه انتِ لما جيت أتقدملك، انا بعت چون علشان يرضى بابا، بس لما لقيتك انتِ حسيتها إشارة من ربنا ليا، وكنتِ فعلا النور اللي نورلي طريقي، لكن كان فيه مشكلة" 
صمت قليلاً وهو ينظر لها وكأنها تسمعه ثم أردف بحزن دفين: 
"إنه مينفعش واحد وحش زيي ياخد واحدة نقية وبريئة زيك دول ميتجمعوش مع بعض، تعرفي... انا لو كان عندي بنت زيك كنت يستحيل أديها لواحد زيي" 
أخذت نفساً عميقاً وهو يزفره بألم ثم أكمل: 
"لكن أوعدك إني اتغير علشان لا انا هقدر أسيبك، ولا هينفع أكون معاكِ وانا وحش كدا وانتِ تستاهلي حد أحسن مني بكتير اووي، لكن نصيبك بقى انك وقعتي فيا" 
قرب يدها من فمه يقبلها ببطء ثم أحتضن يديها بين كفيه وهو يكمل: 
"ارجعيلي ياحور علشان انا من غيرك ضايع ومشرد من غير مأوى" 
وما إن انهى حديثه حتى حركت يديها قليلا وأخذت ترمش بأهدابها عدة مرات، لينظر لها بلهفة وهو يقترب منها ولسان حاله يقول: 
"الحمد لله... الحمد لله" 
🌸سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم🌸
شهقت بفزع وهي تجد من يسحبها فجأة داخل المطبخ ويضع يده على فمها، إستدارت له وهي تنظر له بغيظ فمن غيره سوف يفعل هذا فهو مؤخراً أصبحت تصرفاته معها طائشة أشبه لتصرفات عمر، وللحقيقة هي أحبت هذا وبشدة، أخفت بسمتها بصعوبة ثم رفعت نظرها له وهي تهتف بضيقِ زائف: 
"يازين خضتيني... حد يشد حد فجأة كدا" 
" كنت عايزك تخرجي ومعرفتش ادخل فبعتلك حد وجبتك لهنا" 
"وكنت عايزني ليه" 
سألته بإستفسار عن سبب قدومه، صمت قليلا يفكر بحديثه، هو يعلم أنها حزينة لكونها لم تحتفل مثل أي فتاة لا بيوم خطبتها ولا بيوم عقدها، ليقول بمشاكسة وهو يحاوطها بذراعيه: 
"وحشتيني" 
اخفضت بصرها بخجل ليرفع ذقنها مرة اخرى إليه وهو يقول ببمسة: 
"انتِ عارفة إن كتب كتابنا جه فجأة وملحقناش نحتفل، لكن أوعدك إني اعملك أحلي فرح" 
أومأت له ببسمة وفرح، فهو قد شعر بما يحزنها دون أن تخبره، تذكرت كم عان لأجلها ووقف بجوارها لذا توسعت بسمتها أكثر وهي تقول بعيون لامعة: 
"كفاية عليا فرحتي بيك يا زين" 
تسارعت دقات قلبه بشدة وسرت رجفة خفيفة بجسده،
كيف لحروف أسمه أن تكون بهذا الجمال وهي تنطقها؟ نظر لها مطولاً وقد أنتبه لما ترتديه آلان، وقد خطفت قلبه بهيئتها تلك، ظل ينظر لها وعيناه تأبى النظر لاي شيء غيرها، فستانها الساتر المحتشم وخمارها الذي يزين وجهها، كيف لها أن تكون بهذا الجمال حقاً؟ لا يعلم أهي جميلة للحد الذي يجعله غير منتبهاً لاي شىء سواها، ام عيونه من تراها كالفتنة أمامه، أستند بجبينه على مقدمة رأسها وهو يقول بتنهد وأنفاسِ لاهثة كما لو كان يجرى منذ زمن: 
"احنا لازم نقدم ميعاد الفرح... كدا كتير عليا" 
وما إن انهى حديثه حتى أقترب منها أكثر وقد نسي أين هو وقد ضعف أمام هيئتها المبعثرة له، لم ينتبه حتى أنهما يقفان في المطبخ ولكنه لم يعد يتحمل أكثر، 
قرب وجهه منها وكأنها كالمغناطيس تجذبه إليه وقد أوشك على فعل شىء لم يكن يريده ولكنه ابتعد عنها حينما قامت بدفعه فجأة وهي تنظر خلفها. 
تعجب تصرفها المفاجئ ونظر لما تنظر له ليجد والدته تقف على بعد منهم والذي ما إن دخلت حتي رأتهم هكذا، وكأنه قد انتبه أخيراً لمكانه وكأنه كان مغيب عن الواقع تماماً ثم عاد، شعر بالحرج الشديد منها وشعر بالندم يعصفه أيضاً. 
أما عنها فقد تمنت لو تنشق الارض وتبتلعها وهي تنظر اسفل وقد ترغرغت الدموع في عيناها من شدة خجلها وتبتلع ريقها بصعوبة وقد تعرق جبينها، 
كان وجه والدته خالي من اي تعابير، ولكنها كانت تنظر لروان بتمعن وكأنها ترسل لها نظرات ذات معنى،
 همت لترحل ولكنها إستدرات له وهي تقول دون أن تنظر له: 
"المرة الجاية ابقى خدها في اوضتك علشان تكون على راحتكم أفضل" 
لم يستشف من نبرتها اهي تمزح أم تسخر منه؟، او غاضبة!!، 
كان يشعر بالتشتت، يقسم بأنه كان في لحظة ضعف ولم يستوعب ما كان سيفعله، فقد تغيب عن الواقع أمامها، فهو بالتاكيد ما كان ليضعها في مثل هذا الموقف وتحديداً في هذا المكان الذي من المفترض مرور أي شخص به. 
رحلت من أمامه مسرعة وقد حاول اللحاق بها ولكنها لم تتوقف وانصرقت من أمامه وقد تساقطت دموعها بندم، عادت حيث ياسمين والفتيات والذي لاحظن غيابها ثم وقفت بالقرب منهم بعدما مسحت دموعها جيداً كي لا يلاحظ أحد ولكنها لم تشاركهن الرقص بل وقفت على بعد منهن وهي تنظر من بين الحين والآخر لزوجة عمها والتي تجاهلتها تماماً. 
شعرت بالأختناق ثم أنزلت رأسها اسفل وتشعر بالخري، ماذا ستقول عنها الآن؟ ما كان عليها أن تستسلم وتضعف هي الأخرى، تحركت بعيداً عن الجميع كي تعود منزلها ولكنها وجدت زوجة عمها تناديها، أغمضت عيونها وهي تسير معها نحو غرفتها وتستعد لتلقي توبيخها، فهي من الأساس لا تحبها ومالبثت أن رأت ما يغضبها منها اكثر. 
جلست زوجة عمها على المقعد وهي تشير لها بالجلوس هي الأخرى لتفعل ما أمرتها به وهي تجلس أمامها على استحياء وتنظر أسفل بخجل لتقول زوجة عمها بنبرة حازمة: 
"ارفعي راسك، اوعي عمرك توطيها أبداً" 
رفعت رأسها بتردد وهي تنظر لها بندم وقد تساقطت دموعها ثم هتفت بحزن: 
"انا آسفه والله يا مرات عم.." 
قاطعتها وهي تقوم من مكانها ثم جلست جوارها وهي تمسك يدها وقد لانت ملامحها قليلاً تزامناً مع قولها : 
"متبرريش حاجة، انا مش زعلانه منك بالعكس، يكفي إني شايفة فرحة ابني طول ما انتِ معاه وانا مش عايزة أكتر من كدا حتى لو مكنتش بحبك، انا زعلانة علشان الموقف اللي حطتي نفسك فيه، سيبك مني انا... انا مش غريبة، بس لو كان حد غيرى دخل كان هيبقى منظركم اي؟" 
صمت قليلاً وهي تتابع تعابيير وجهها والذي يبدو عليها الخجل والندم، لتكمل حديثها بجدية قائلة: 
"زين مهما كان شاب ملتزم فهو راجل ومصيره يضعف قدام شهواته لو ساب نفسه ليها، وانتِ أكبر فنتة ليه خصوصاً لما يكون لسة اعزب، ف انا مش بلومة مش علشان هو أبني لأ، بس انا متأكدة انه لو كان في وعيه مكنش هيحطك في موقف زي دا، 
كان المفروض منك انتِ اللي ترفضي لأن لو كان هو ضعف مكنش ينفع انتِ تسمحيله يتجاوز" 
طالعتها روان قليلاً بتردد ثم أردفت بهدوء: 
"انا اعرف انه مش حرام وغير إني محبتش ازعله لأن هو بيعمل كل حاجة علشان يسعدني ومنتبهتش للمكان اللي احنا وافقين فيه" 
"شوفي يا روان، انتِ زي ياسمين، يمكن اه زمان مكنتش بحبك لكن دلوقتي الأمر يختلف وانتِ بقيتي مرات ابني وهخاف عليكِ زي بناتي، اتقلي عليه وبلاش تخليه يتعدى حدوده ويتجاوز معاكِ رغم انه ابني اهو بس انتِ مستسلميش وكل حاجة في اوآنها احسن بكتير، يعني آخره بالكتير  تحني عليه بحضن أو تسيبه يمسك أيدك ولو طمع في أكتر من كدا أديله على دماغه ومتخلهوش يتجاوز معاكِ اكتر من كدا، فهمتيني يا روان انا عايزة أقولك اي؟" 
أومأت لها بهدوء ثم هتفت بإمتنان وقد شعرت براحة كبيرة بعد حديثها وكأن حجراً إنزاح من على صدرها وهي تردف:: 
"شكراً جداً يا مرات عمي مش عارفة أقولك اي... " 
قاطعتها وهي تنظر لها بحدة قليلاً قائلة: 
"مش عايزة أسمع كلمة مرات عمي دي تاني" 
خافت من نظراتها ولم تجب ولا تعلم سبب تغيرها المفاجئ، لتكمل الأخيرة جملتها وهي تقول ببسمة ظهرت على وجهها لأول مرة منذ أن جلست معها هاتفة: 
"قوليلي يا ماما، انتِ خلاص بقيتي زيك زي ياسمين وزين" 
تهللت أساور وجهها غير مصدقة وشعرت بالسعادة لكون زوجة عملها تقبلتها أخيراً بعد كرهِ دام لسنوات لتهتف بفرحة عامرة: 
"حاضر يا.. ياماما، صدقيني انا بحبك اووي" 
أحتضنتها بحنان وهي تربت علي رأسها ثم تحدثت معها قليلاً وخرجا سوياً وروان قد تبدل حالها ودب الحماس بها بعدما كانت ذابلة منذ قليل وعادت لها الحيوية من جديد وقد اقتربت من ياسمين وأخذت ترقص معها بفرحة وتقلد حركاتها في جو مليء بالسعادة حتى أنتهت الخطبة أخيراً. 
خرجت روان من منزلهم بعدما ودعت ياسمين وهمت لتعود منزلها ولكنه منعها يطل عليها بهيبته ويقف أمامها وقد ظهر جلياً فرق الطول بينهما، أشاحت بنظرها عنه واستدارت معطية ظهرها له لترحل ولكنه أمسك يدها ثم أخذها معه عنوة لأعلى السطوح إلى مكانهما المخصص. 
وقفا تحت ضوء القمر مباشراً لينعكس ضوئه عليها ليجعلها أكثر جمالاً، ليقول هو ممازحاً لها كي يلطف الأجواء وهو يبتلع ريقه: 
"شكلنا هنعيد الغلط مرتين" 
صمتت ولم تجب على حديثه وهي تنظر في الاتجاة المعاكس له وتقف بجواره، امسكها برفق وهو يجعلها تستدير له ثم قال بنبرة حنونه امتزجت بندم: 
"انا آسف.. انتِ عارفة اني عمري ما احطك في موقف زي دا بس صدقيني والله العظيم ما عارف انا كان عقلي فين، وانتِ قدامي عقلي بيتغيب، بالك بقى وانتِ بالجمال دا وواقفة قدامي وبتقوليلي كلام حلو ومكتوب كتابنا!!" 
لانت ملامح وجهها قليلاً، هي بالاساس غاضبة من نفسها أكثر منه، ولكن حديثه قد هدئ من روعها كثيراً، أحتضن وجهها بين كفيه وهو يتابع حديثه مرة أخرى قائلاً بصدق: 
"لكن برغم كدا اوعدك انه مش هيتكرر تاني ولا عمرى هعمل حاجة تقلل منك قدام حد بس... بس طبعا دا مؤقتاً لحد ما نروح بيتنا وساعتها بقى.." 
ترك حديثه معلقاً وهو يغمز لها بطرف عينيه لتبتسم له أخيراً وهي تتنهد بعمق، أستندت برأسها على كتفه وهي تقول بشرود: 
"تعرف يازين بعد ما مامتك شافتنا كدا كنت مخنوقه اوي وبقول ازاي زين ميفكرش ويتصرف بتهور كدا بعيداً عن اني انا كمان كنت غلطانه بس علشان انت بتعمل حساب لكل حاجة...من جوايا بقوله ليه يحصل كدا ومامتك تيجي تحديداً في الوقت دا ودي اول مرة وحسيت وقتها بشعور وحش اوي وانا لسان حالي بيقول ليه كدا يارب بس.." 
توقفت عن الحديث وهي تستدير له حتي وقفت أمامه مرة أخرى وهي تكمل مرة مجدداً قائلة: 
"لقيت إن اللي حصل دا كان أكتر خير ليا ، مرات عم...قصدي ماما جات كلمتني وكمان قالتلي انها بتحبني واني زيك انت وياسمين عندها ومش قادرة اقولك على الفرحة اللي كنت فيها لأن اكتر حاجة كنت قلقانه منها هي انها مكنتش بتحبني، وتاني حاجة لولا انها دخلت في اللحظه دي كنت انت عملت حاجة نندم عليها بعدين وغير كدا كنا هنعتاد الموقف وهيكون عادي علشان كدا عرفت إن كلنا حاجة بتحصل غصب عننا بتكون خير لينا" 
(جماعة عايزة أقولكم حاجة مهمة اووي، بالنسبه للتجاوزات اللي بتحصل بعد كتب الكتاب، انا تعمدت اجيب الموقف دا علشان اسيبكم انتوا اللي تحكموا كل واحد برأية، انا مش هتكلم في حلال وحرام، انا هتكلم كرأيي الشخصي واني مش بحب التجاوزات اللي بتحصل بعد كتب الكتاب واللي انتوا بنفسكم شوفتوا الموقف، يعني حقيقي موقف روان وزين مكنش الطف حاجة بالنسبالي علشان كدا دايما بقول بلاش تجاوز قبل الفرح 
وخصوصاً الناس اللي بطول في كتب الكتاب لانهم لو استسهلوا حقيقي التجاوز بيوصل لحاجات بعيدة وممكن لقدر الله يحصل طلاق وساعتها مبتكنش حاجة كويسة ليكي خالص وانتِ مطلقة بعد كتب الكتاب وفي حكم المتزوجة ودي حصلت مع بنات كتير اووي والله، 
فعلشان كدا اتمني فعلا تحترموا كتب الكتاب وانك لسه في بيت والدك وبلاش تعمل يحاجة تقلل منك لو حد شافك واخيراً الله يكرمكم انا مش بتكلم في نقطة حرام وحلال ولا بحرم حاجة منعاً للجدال انا بتكلم كرأيي الشخصي واتعمدت اجيب الموقف دا علشان مندخلش في جدالات كتير وكل واحد حر في رأيه)
🌸ترفع الصحف في شعبان 
والرسول ﷺ يقول "طُوبَى لِمَنْ وُجِدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا" 
يعني نعمل ورد استغفار محترم ."
د/ حازم شومان.🌸
وقف ليث بسيارته في مكان هادئ ومريح للأعصاب ثم هبط وهو يذهب لمقعدها ويساعدها في النزول وقد تحسنت صحتها كثيراً بعدما بقى ليلة كاملة بجوارها ورفض هروجها من المشفي حتي بعدما فاقت إلا حين تسترد صحتها بشكل كامل. 
أمسكها وهو يساعدها في الجلوس والمكان خالي تماماً من البشر ثم نظر لها وهو يقول: 
"عيطي يا حور" 
كان هذا اول حديث ينطقة منذ أن خرجت من المشفى، نظرت له بتعجب ودهشة من طلبه المفاجئ فهي لم تشتكي شيئاً، فلمَ يطلب منها هذا؟ كان الإعياء مازال ظاهراً على وجهها، طالعته بإستفهام ليكمل حديثه موضحاً: 
"من يوم ما أتجوزتك وانتِ عمرك ما اشتكيتي من حاجة ودايما بتكتمي جواكِ، رغم اني باجي احكيلك كل حاجة والوحيدة اللي ممكن أعيط قدامها من غير ما اتكسف وكأني بعيط قدام نفسي، لكن انتِ عمرك ما عملتي كدا ياحور" 
نظرت قليلاً تفكر بحديثه ، فهي بالفعل لا تشتكي شيء ودائما ما تراكم داخل صدرها حتي أنها أحياناً كثيراً تشعر بثقل شديد بصدرها وترغب في التحدث مع أحد ولكنها لم تعتاد ذلك، لذا تصمت دون أن تتحدث بشىء. 
"صدقني يا ليث كل الفكرة إني متعودتش أحكي لحد حاجة ودايما متعودة أشكي لربنا همي، اتعودت إني أسمع دائما للي حواليا لكن متعودتش انا اللي أحكي علشان كدا مش بتكلم" 
أومأ لها بهدوء ثم هتف ببسمة: 
"بس زمان مكنش فيه اللي بيسمعك، لكن دلوقتي فيه، أرمي همومك على همومي يا حور ونشيلها سوا" 
علت ضحكاتها وهي تقول بمزاح ولكن كانت نبرتها صادقة: 
"أخاف ارميلك همومي متقدرش تقف يا ليث" 
نظر لها قليلاً وكأنه يحاول إستيعاب حديثها ويبدو أنها صادقة به، فهي بالفعل تحمل الكثير داخلها ورغم ذلك تظهر بأنها أسعد شخص بهذا العالم. 
وهذا من اكثر النعم التي يتمتع بها الانسان ومن تمام الحمد أن يكون رغم ابتلائته الشديدة إلا انه يحمد الله دائما ولا ترى على وجهه اي عبوس بل على العكس تظن حاله أفضل الناس ولا يسعى لأن يخبر الجميع كما هو مبتلي ومهموم، بل يكفيه أن الله يعلم ما به وهذا ما تفعله حور دائما. 
"الحمل لما يشيله اتنين بيكون حمله اخف مهما يكون تقيل، ويمكن انتِ مجربتيش تشيله لحد، تجربيني؟" 
توسعت بسمتها أكثر وهي تردف قائلة: 
"موافقة، بس اللي ميرجعش يندم بعدين" 
🌸اللهم اعن على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك🌸
وقفت أمام المرآه تتأكد من أن كل شىء بها على مايرام ثم أمسكت حقيبتها وودعت والدتها ونزلت لأسفل حيث يقف هو بإنتظارها وهو يستند على سيارته ويرتدي بدلة رسمية بدون رابطة عنق وشعره مسرح بطريقة منقمة وعطره يصل إلى انفها رغم المسافة التي بينهما. 
ولأول مرة تنتبه لملامحه الوسيمة تلك، هل.. هل سيشرح للفتيات ويقف أمامهمن بهيئته تلك كي يتغزلن به كما يفعلن مع اي دكتور وسيم يأتي لهم؟ 
نظرت له بشرز ووعيد وقد أعمتها غيرتها وتبدلت ملامح وجهها وهي تقترب منه، بينما هو لاحظ تغير ملامح وجهها للضيق فجأة، ليسألها بقلق وهو يهتف: 
"مالك يا روان... حد زعلك؟" 
عضت على شفتيها السفلية بغيظ، اهو بهذا اللطف معهم أيضاً؟ لقد أنستها غيرتها كيف يتعامل مع الفتيات دون أستثناء حتي هي كانت من بينهن. 
أومأت له بالرفض ومازالت ملامح وجهها مقتضبة 
وهي تتخيل تغزل الفتيات به وترسم بعقلها ابشع السنيورهات، لتهتف بفجأة بصوت مرتفع قائلة: 
"انت مش كنت قولت من فترة قبل ما تتقدملي انك مش هتدينا... رجعت ادتنا تاني ليه؟" 
ورغم أنه لم يفهم سبب غضبها بعد أو لمَ تسأل هذا السؤال ولكنه أجابها بهدوء بعدما صعد السيارة وهي جواره قائلاً: 
"الحقيقة انا كنت طلبت من دكتور زميلي يديكم بدالي علشان ساعتها كنت عايز أبعد، ولما اتقدمتلك تاني بدأتي رحتلك مع المرض وانا مبقتش ادي، لكن حاليا معدش فيه سبب يخليني اقف" 
وكأنه استشف غيرتها عليه ليقول بخبث: 
"ولا انتِ بقى عايزاني اروح ادي في جامعة تانية بعيد عنك؟" 
نظرت له بحدة أكثر وقد بلغ منها الغضب، ف على الأقل هو هنا أمامها ولن تسمح لإحداهن بأن ترفع نظرها له، لكن بعيداً عنها لم تستطع فعل ذلك. 
ماكان عليها بأن تأخذ رجلاً وسيماً قد يتهاتفن عليه الفتيات، وكأنه قراى تعابير وجهها حتى تعالت صوت ضحكاته في السيارة وهو يحاوطها بإحدى ذراعيه قائلا بصدق: 
"مفيش واحدة في الدنيا دي تقدر تلفت انتباهي غيرك، وبعدين انتِ عارفة كويس اني مش بدي لحد فرصة يتكلم معايا وبتعامل مع الكل بحدود وفي حدود الضرورى بس مش كدا؟" 
لقد استطاع بحديثه إطفاء بعض النار المشتعلة بداخلها، أومأت له ببمسة وقد هدئت قليلاً وهي تستند برأسها على كتفه. 
وصلا إلى الجامعة وما إن صف سيارته ودخلا من البواية سار كلاً منهما مفرداً كي لا يفتح مجال لاي حديث عنهما ولكنه كان يتابعها بانظاره حتي وصلت مدرجها بسلام. 
دخلت ثم جلست قليلا لتكتشف بأن دكتور المادة تغيب اليوم، لذا قررت أن تستغل الوقت لتذهب إلى المسجد وقد اشتاق قلبها له وبشدة
🌸لا تمل من التوبة حتى وإن تكرر الذنب..
أليس كلما إتسخ ثوبك غسلته ؟!
كذلك كلما أذنبت..🌸
وقفت روان في مسجد الجامعة بتردد بعدما تم إختيارها لإعطاء درس اليوم نظراً لغيابها الطويل منذ مدة، لذا تم الوقوع عليها ورغم أنها من داخلها كانت تشعر بالسعادة إلا أنها أيضاً تشعر بالخوف الشديد والرهبة داخلها وتحديداً أمام هذا العدد وهي لا تعلم من أين تبدأ ولكنها عزمت امرها وسمت الله بداخلها ثم جلست بداخل الحلقة وشرعت في الحديث: 
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حابة أقولكم إنكم بجد وحشتوني جدا وحقيقي كنت مفتقدة للمسجد وأجواء المسجد وعلشان كدا حابة إني اتكلم معاكم لأول مرة عن حاجة بحبها وهي الصدقة واللي حقيقي بسببها انا قدرت اتخطئ حاجات وقبل ما اتكلم عنها تحديداً هحكيلكم قصة" 
توقفت وهي تأخذ نفساً عميقاً وزفرته بتمهل ثم أكملت حديثها قائلة: 
"كان فيه واحد اسمه ابا نصر الصياد والراجل دا كان حاله فقير جداً ومعدم وكان عنده زوجته وابنه ومش لاقي ياكلهم، فكان ماشي وهو شايل هموم الدنيا والآخرة وعمال يدعي ربنا يرزقه لانه مش عارف هيأكل زوجته وابنه ايه. 
وهو ماشي قابل شيخه أحمد بن مسكين واللي اول ماشافه سأل عن حاله وسبب الهم اللي باين عليها ف حكاله إنه مش معاه اللي يأكل بيه زوجته وابنه، فشيخه قاله صلي ركعتين وادعي ربنا وتعالى ورايا. 
وبالفعل عمل زي ما طلب منه وراح وراه للبحر وسمى الله وطلع سمكة أدهاله وقاله روح بيعها في السوق وهات بتمنها اكل لإبنك وزوجتك، وهو مصدقش خبر وراح باعها فعلا وجاب بتمنها شطيرتين واحدة باللحمة وواحدة بالجنبة. 
قبل ما يروح راح لشيخه الأول يديله واحدة لانه الفضل ليه بعد ربنا بس هو رفض وقاله" لو أطعمنا انفسنا هكذا ما خرجت السمكة" وقاله ياكلها هو ومراته وابنه. 
وهو ماشي في الطريق راجع بيته قابل ست عجوز ومعاها ابنها وبتبكي من الجوع هي وابنها، أول ما شافها تخيلها زوجته وابنه ومن غير ما يفكر راح مديلها الفطرتين اللي كانوا معاه والست فضلت تدعيله كتير. 
كمل طريقه وهو بيفكر هيجيب أكل ازاي لانه كدا معملش حاجة، أول ما دخل قريته لاقى واحد عمال ينادي باسمه، أول ما راح وشافه الراجل قاله إنه كان عمال يدور عليه وإن والده كان ليه عنده 30 ألف درهم وهو جه يدهوله. 
متخلين 30 الف درهم وقتهم كانوا يساوا أد اي؟ بعد ما كان رجل فقير لا يملك قوت يومه بقى راجل غني وعنده فلوس كتير لدرجة إنه بينفق بالالف درهم مرة واحدة. 
من كتر ما كان بينفق كتير اتغر  وبقى عنده شهوة نفس، 
ف في يوم من الأيام نام وحلم إن فيه منادى بنيادي: 
"يا ابا نصر الصياد يا ابا نصر الصياد... هلم  حسناتك وهلم وسيئاتك" . 
اتعرضت سيئاته في كفة وحسناته في كفة تانية، انتوا متخيلين اي اللي رجح؟ هتقولوا طبعا الحسنات دا كان بيتفق بالالف درهم مرة واحدة، لكن للاسف سيئاته اللي ربحت، فضل يبكي ويبكي حتى كادت أحشائه أن تقطع من شدة بكائه ويقول ازاي وهو مش مصدق، طلع إن وراء كل مال كان بينفقه شهوة نفس وحب صنيع. 
الملك نادي وقال شوفوا لو باقيله حاجة تانية، رد المنادى وقال لحظة كان ليه شطيرتين اعطاهم لست عجوز وصغيرها، فرح اووي وتهللت اساور وجهه، لما اتحطوا اتساوى ميزان الحسنات مع ميزان السيئات. 
الملك قال شوفوا لو ليه حاجة تانية علشان الحسنات تربح المنادى قال بقيلة فرحة الست ودعائها ليه لما عطالها الشطيرتين، وبكدا هبطت كفة الحسنات، الملك قال باقيلة حاجة تاني؟ قاله اه دموع الطفل الصغير وفرحته بالطعام، 
فربحت وربحت كفة الحسنات وهو بيبكي من الفرحة واللي كانت سبب نجاته الجواز الفطاير اللي مكنش معاه غيرهم، صحي من نومه وهو بيبكي وبيحمد ربنا وافتكر قول شيخه لما قاله لو أطعمنا أنفسنا هكذا ما خرجت السمكة.
تخيلوا كان سبب نجاته اي رغم كل الفلوس اللي أنفقها؟ اوعوا تستقلوا بأي عمل بتعملوه لعلى وعسى يكون سبب نجاتكم. 
وتعرفوا إن الصدقة دي لها فضل عظيم عند ربنا ممكن تكون سبب نجاتنا من النار والأهم اننا نعملها وهي خالصة لوجه الله. 
والأجمل بقى إن الصدقة مش بس فلوس لأ، دا حتي الابتسامة بناخذ عليها صدقة، لو تفتكروا زمان لما كنا صغيرين كنا بناخذ تبسمك في وجة أخيك صدقة، إماطة الأذى عن الطريق صدقة، لو شيلنا طوبه من الأرض دي صدقة، تقريبا كل الاعمال الخير اللي بنعملها صدقة. 
بل الصدقة دي بتفتحلنا أبواب رزق كتيرة وعمر ما الفلوس بتنقص بل بالعكس، الفلوس اللي بتطلع لله بيرجع معاها فلوس وبصحة وبركة، 
انا بقالي فترة مش مستوعبة خالص اللي عمال أقراه عن الراجل بياع الفاكهة اللي بقا في لحظة ماشاء الله عنده محل خاص بيه وفلوس بتتحدف عليه شمال ويمين حرفياً وناس بتجري عليه تقدّم مساعدات هو نفسه مطلبهاش وأرجع بعدها اسأل نفسي وأقول كل دا من إتنين كيلو برتقان بس! معقول الصدقة الطيبة بتعمل كدا فعلاً حتى لو كانت زهيدة بالشكل دا! معقول دا كرم ربنا في دنيا لا تساوي عنده جناح بعوضة! طب ازاي هيكون كرمه في جنة عرضها السماوات والأرض!اللهم إنا لك فردنا إليك منها رداً جميلاً ولا تجعلها أبدا أكبر همنا..
"مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون"
انتهت من سرد حديثها بفرحة شديدة وهي ترى الجميع ينظرن لها ببسمة، شعرت بالفخر الشديد من نفسها، وبالتأكيد سيفرح بها زين أيضاً ويكون فخوراً بها. 
خرجت من المسجد وهي تتصل بهاتف زين ولكنه لا جدوى 
وقفت بملل وضيق وهي لا تعلم كيف ستجده ولكن فجأة تهللت أساور وجهها بفرحة وهي تتذكر أنه بالتأكيد سيكون بمكتبه، كيف تاهت تلك الفكرة عن بالها. 
ذهبت إليه بحماس شديد لكي تروى له ما فعتله اليوم وأنها قصت لهم القصة التي سبق وأن حكاها لها حينما كانت مريضة ويجلس جوارها كي يخفف عنها. 
وقفت أمام باب مكتبه وهمت لتطرق الباب ولكنها وجدته مفتوحاً، لذا دلفت للداخل كي تفآجئه ولكنها تصنمت مكانها وهي ترى زين وبأحضانه فتاة!! 
شعرت ببروة تسري بداخلها ولم تصدق ما تراه بعينها فبالتأكيد هي تحلم، 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
🌸المرأة كُلما غَّضت بصرها،
متَّعها المولى بقِصر طرفهَا على زوجهَا،
فلا تملّ مِنه ولا تطمَع بغَيره بدلا!
وتنعمت بنعيم نساء أهل الجنة "قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِين."🌸
___________________
دخلت المكتب بخطى مترنحة وهي تصوب عيناها عليهم وقد أبتعدت عنه الفتاة وهي تقول دون أن ينتبها لوجودها بعد قائلة: 
"كنت واحشني اوي يا زين، أول ما جيت جتلك على هنا الأول" 
وقع دفتر محاضراتها أرضاً فأصدر صوتاً جعلهما ينتبهان لها، استدار لها زين بدهشة من وجودها الآن والمفترض أنها بمحاضرتها، ليقول بتعجب: 
"روان.. بتعملي اي هنا؟ مش المفروض عندك محاضرة دلوقتي" 
بينما هي مازالت تنظر له بصدمة بالتأكيد هو لم يتخيل وجودها، وإلا لما فعل هذا وهو متقين بأنها داخل محاضرتها، وقفت أمامه وهي تقول بغضب: 
"طبعاً مهو أكيد حضرتك فاكرني في المحاضرة ومستحيل أجي دلوقتي، والا الجو هيحلالك ازاي" 
نظر لها بصدمة وهو ينقل نظراته للفتاة التي كانت معة ومازالت تقف جواره ولا يصدق حديثها، ليهتف كي يهدئ من روعها وهو يقول: 
"اي اللي انتِ بتقوليه دا انتِ مش عارفة مين دي..." 
قاطعت حديثه وهي تصرخ به وقد بلغ الغضب منها والغيرة تنهش بقلبها ولم تر شيئا أمامها سوى مشهده وهو يحتضن هذه الفتاة التي لا تعرفها بداخل مكتبه، ماذا سيبرر اذا؟ 
"مش عايزة اسمع منك اي مبررات، اي المبرر اني ادخل والاقيك حاضن واحدة في مكتبك في الوقت اللي انت عارف اني عندي محاضرة ومتأكد اني مش هاجي
غير أنك خاين" 
جلست الفتاة على المقعد المجاور لهما بأريحية تتابع تلك المسراحية بإستمتاع شديد وقد فضلت الصمت ليس وكأنها هي المتسببه بكل هذا، بينما زين لم يأخذ على كلامها وهو يعلم بأنها فقط غاضبة لغيرتها عليه اقترب منها وقال بهدوء موضحاً كي يهدئها: 
"انتِ مش فاهمة حاجة يا روان دي.." 
قاطعت حديثه مجدداً ولم تعطي له فرصة للاستكمال وقد كانت تشعر بنيران داخل قلبها والغيرة تحرقها بشدة، هي من يجب أن تكون بحضأنه وليس تلك الفتاة. 
"مش عايزة أفهمك حاجة، كل حاجة واضحة زي الشمس، هتبرر اي غير أنك واحد خاين وبتاع بنات وعاملي فيها شيخ وانت أسوء من كدا، انا بكرهك يا زيين بكرهك"
"رواااان" 
أنتفضت بفزع على صراخها عليها وهو ينظر لها بغضب ولا يصدق ما تفوهت به، هي حتى لم تعطي له فرصة ليشرح لها الأمر وكأنها ما صدقت أن تمسك عليه عيباً، اقترب منها وهو يمسكها من مرفقيها بعنف ويقول من بين أسنانه بغضب: 
"صوتك يعلى تاني ياروان ومتلوميش غير نفسك" 
ابعدها عنه بقوة حتى كادت تسقط أرضاً وقد شعرت بالخوف منه وهى ترى عيناه الحمراء بشدة، فهو لم يغضب عليها منذ زمن، أما عنها فقد وقفت أخيراً بعدما شعرت بالملل من تلك الدراما التي أخذت أكثر من حجمها وقد تخلت عن صمتها وهي تقترب منها وتقول بهدوء: 
"مفيش فايدة فيكِ..، هتفضلي غبية ومتهورة طول عمرك" 
استدارت نحوها ترمقها بشرز وقد شعرت بأن صوتها ليس غريباً عليها، دققت النظر بها أكثر حتى توسعت مقلتاها بصدمة وهي تهتف: 
"عايدة!!! " 
"طب ما انتِ شطورة اهو... لزمتها اي الدراما اللي عملتيها دي كلها؟ لو انا مكانك مكنتش هعمل كدا، ولا انتِ مش واثقة في جوزك؟" 
صمتت ولم تجب وقد ألجمتها الصدمة وشعرت بالندم الشديد وقد أنتبهت للتو لمَ تفوهت به، نقلت بصرها لزين والذي كان يقف ولم يعيرها اي انتباه ومازال الغضب يعتريه وهي لم تلومه، فما تحدثت به ليس بهينِ، ولكن تقسم بأنها لم تقصد فقط هي شعرت بالغيرة تحرقها ولم تفكر، تساقطت دموعها بألم وهي تنظر لها بندم شديد. 
اقتربت منها عايدة وهي تضع يدها على كتفها ثم همست ببرود وهدوئها المعتاد: 
"حد يشك في زين برضو، اللي عمره ما بص لبنت غيرك؟؟" 
ضحكت بسخرية عليها ثم أردفت بصوت لم يصل لزين وهي تهمس بتهكم: 
"دا لولا إنه حبك واتجوزك كنت أفكرته لمؤاخذة" 
تركتها وذهبت مبتعدة عنها ثم جلست وهي تضع قدماً فوق الأخرى وتطالعهم ببرود وسخرية ليس وكأنها هي المتسببة في كل هذا، بينما روان اقتربت من زين وحاولت لمس يده ولكنه نفضها بعيداً وهو يشيح بنظره عنها، طالعته بعيون مغروقة بالدموع ولكنه حاول الا يضعف، يؤلمه رؤيتها وهي تبكي، ولكن حديثها أيضا آلمه ولن يمرره مرور الكرام كي تعلم حجم ما اخطأت به هذه المرة وتحديداً عندما اخبرته أنها تكره، رغم أنه يعلم أنها تفوهت بهذا عن دون قصد، ولكنه أيضا كره تلك الكلمة منها تحديداً، لذا فهو غاضب منها بشدة ولن يسامحها بسهولة، لا بل هو بالفعل سامحها ولكنه سيأخذ منها موقفاً حتى تفكر بالحديث أولا، فقلبه لا يقوى على خِصامها. 
اما عنها وقفت تبكي وقد هربت الكلمات منها ولا تدرى ماذا تقول، اي حديث تقوله بعدما فعلت ما فعلته؟ أتعتذر منه؟ أتخبره كم هي آسفه؟ ولكنها تشعر بسخافة تلك الكلمة بعد حديثها، ابتلعت ريقها وهي تقول بتلعثم وقد أخنتقت نبرتها: 
"انا.. هن..هنزل استناك تحت عند العربية" 
أختفت من أمامه وقد حمد الله أنها انصرفت قبل أن يضعف ويصالحها هو، فهو يريد أن يعاقبها أولاً كي لا تشك به مجدداً وتفكر بحديثها أولاً، ولا يوجد عقاباً لها أسوء من أن يتجاهلها فهذا أكثر من يغضبها. 
خرجت من مكتبه وهي تسير ناحية بوابة الخروج ولكنها توقفت حينما وجدت ياسمين تقترب منها بتعجب وهي ترى أثر الدموع بعيناها لتهتف بقلق: 
"مالك يا روان فيه ايه؟" 
بينما روان تعجبت أكثر من وجودها هنا، فإذا كانت هنا لمَ لم تأتي معهم؟ لتسألها قائلة: 
"ياسمين!.. لما انتِ هنا مجتيش معانا الصبح ليه؟" 
"لأ منا كان عندي محاضرات بدري علشان كدا زين وصلني الاول وبعدين رجع ياخدك لإنه محبش يصحيكي بدري قبل ميعاد محاضراتك" 
وما ذادها حديث ياسمين إلا قهراً، ضحكت داخلها بسخرية وألم، اهو حريص على راحتها لدرجة أنه خشى إيقاظها مبكراً قليلاً عن محاضرتها وقرر العودة لها مرة أخرى وبالإخير هي تشك به؟سألتها ياسمين مجدداً وهي تهتف: 
"رواان.. مالك، حد زعلك؟ وفين زين" 
ابتلعت غصة مريرة في حلقها وهي تقول بألم: 
"ك.. كنت راجعة من المصلى و.. ورحتله المكتب وبعدين.. وبعدين لقيته حاضن واحدة" 
توسعت مقلتاها بدهشة غير مستوعبة لحديثها، اردفت بعدم تصديق: 
"ازاي دا مستحيل.. يمكن بالغلط أو البنت اللي وقعت نفسها عليه" 
هزت الأخيرة رأسها بنفي وهي تقول: 
"لأ مكنش بالغلط، كان حاضنها وهو بيضحك معاها" 
"زين مستحيل يعمل كدا، أكيد فيه حاجة غلط، مين البنت دي؟" 
تساقطت دموعها وهي تغمض عيناها ثم أردفت: 
"عايدة" 
وكأنها لم تستوعب الإسم من أول مرة، هل عادت بعد كل تلك المدة؟ رمشت بأهدابها عدة مرات وهي تحاول استيعاب الامر، لتهتف قائلة: 
"معقول... عايدة رجعت!!" 
توقفت عن الحديث وهي تنظر لها وكأنها تذكرت شيئاً هاماً لتسألها بشك وهي تضيق جفونها: 
"انتِ عملتي اي لما شوفتيهم؟؟"
لم تجب عليها وهي تطرق رأسها أرضاً، لتكرر ياسمين سؤالها مرة أخرى وقد علمت بأنها تهورت بحديثها وقد أكدت لها ظنونها عند أردفت بتوتر: 
"ق.. قولتله إنه خاين و.. وبتاع بنات واني بكرهه" 
وما إن انتهت حتى ارتفعت ضحكات ياسمين بعدما فشلت في التحكم بها، لتنظر لها روان بغضب وهي تقول: 
"انتِ بتضحكي يا ياسمين؟" 
"لا مش قصدي والله، بس أصله زين دا اخر واحد تشكي فيه، لو مش علشان بيحبك وعمره ما يبص لغيرك هيبقى علشان مستحيل يعمل حاجة ويغضب ربنا، انتِ كان عقلك فين يا روان لما قولتيلي كدا فهميني؟ اذا كان رغم حبه ليكي اللي كلنا كنا شايفته رغم كدا كان بيخاف يبصلك حتى علشان ميغضبش ربنا! هيقول يحضن واحدة كدا عادي؟ انتِ طول عمرك يا روان متهورة وطايشة ومش بفتكرى في افعالك ولا بيهمك علشان عارفة انه مهما عملتي زين هو اللي هيصالحك كمان، وصدقيني صعب اي حد يتحمل دا كتير" 
توقفت عن الحديث وهي تراها تبكي بألم ويبدو عليها الندم الشديد، أقتربت منها وقد شعرت بأنها تمادت بالكلام معها لذا احتضنتها بحنان وهي تحاول تهدئتها قائلة: 
"خلاص يا روان متزعليش انا بس والله عاملة على عشانك، عايزاكي تفكرى بعقل شويه وبلاش غيرتك تعميكي بالشكل دا، الكلام اللي قولتهوله محدش يستحمله، أصلا مينفعش تشكِ في زوجك بالشكل دا والمفروض تحطيله سبعين عذر الأول مش لزوجك بس لأ دا لاي حد تتعاملي معاه، يُقال عن أحد السلف بيقول: لو رأيت أحد إخواني ولحيته تقطر خمرًا لقلت ربما سُكبت عليه ، ولو وجدته واقفًا على جبل وقال : أنا ربكم الأعلى لقلت إنه يقرأ القرآن، المفروض تكوني أعقل من كدا وخصوصاً إنك عارفة زين عمره ما يعمل كدا، غيرتك دي ياروان متنفعش واللي بسببها بنات كتير بتخانق مع أزواجهم بسبب كدا وبيحصل بينهم مشاكل مهما كانوا بيحبوا بعض، الشك بيقتل اى حب ياروان وبيدمر علاقة اى اتنين اللي المفروض تكون قايمة على الثقة، غيرى عليه براحتك بس بلاش غيرتك دي تتحول لشك، أتفقنا؟" 
أومأت لها بشرود وهي تمسح دموعها ثم هتفت: 
"شكراً ليكي يا ياسمين، مش عارفة اقولك اي" 
"متقوليش كدا، انتِ أختي يا روان ودا واجبي تجاهك علشان انتِ كمان لما تشوفيني بغلط تنصحيني لأن اللي بيكون واقع في الغلط مهما بلغ علمه والتزامه في الغالب مبيشوفش نفسه غلطان" 
أخذت نفساً عميقاً وقد هدئت قليلاً مع محادثتها لياسمين والتي أكلمت حديثها قائلة قبل أن ترحل: 
"هلحق أمشي علشان عندي محاضرة، انتِ هتروحي فين؟" 
صمتت قليلاً وهي تفكر اتغادر وحدها أم تنتظره كما تعودا دائما؟ ولكنه غاضب منها كيف ستصالحه؟ عزمت أمرها وهي تقول: 
"هستني زين لاننا كنا منفقين نروح دلوقتي" 
أومأت لها ياسمين بلطف ثم أحتضنتها وغادرت، أما عن زين فقد انهى أعماله ثم وقف ومعه عايدة ليرحلا بعدما خرج من مكتبه وهي تتبعه وقد سبقها هو ناحية سيارته وهو يبحث عن روان بعينه ولكنه لم يجدها، ظل يبحث عنها وأيضاً لا أثر لها، أتت عايدة في تلك اللحظة وهي تهتف: 
"ست الحسن والجمال مشيت وسابتك ولا اي" 
تجاهل زين سخريتها وقد أخرج هاتفه يتصل بها ولكنه وجده مغلق، اهي التي غاضبة منه؟ اليس من المفترض بأن يكون هو الغاضب؟ تلك المدلله الصغيرة، ولكنه لا لوم عليها فهو من دللها بشدة. 
لا يعلم ماذا يفعل ولكنه شعر بالقلق فهو قد حظرها مراراً بأن لا تسير بمفردها خشية أن يصيبها مكروهاً ولكنها هاهي تعانده فقط لانه غضب منها!!.
صعد سيارته ومعه عايدة تركب جواره ثم ساق وعقله منشغلاً بها وهو يشعر بالضيق الشديد وهو يتخيل أنها مازالت حزينة مما حدث، حسناً سوف يصالحها عندما يعود 
وكأن شىء لم يحدث ولكنه لا يستطيع أن يرى دموعها رغم أنه غاضباً منها بشدة، إلا أنه يشعر بقلق داخله لا يعلم مصدره. 
توقف بالسيارة في منتصف الطريق، نظرت عايدة للمكان حتى تأففت بضجر وهي تراه ينزل من السيارة ويذهب للمحل الذي توقف أمامه وتعلم لمَ ذهب. 
عاد بعد قليل وهو يحمل حقيبة بيده ثم صعد سيارته مرة أخرى وهي يعطي لها الحقيبة قائلا: 
"أمسكي يا عايدة البسي دول قبل ما نروح البيت علشان مينفعش تمشي كدا" 
نظرت له بملل ثم وضعت الحقيبة جوارها وهي تقول بلا مبالاه: 
"انت عارف إني مش محجبة يا زين، ف مش هتفرق الناس اللي هيشوفني هنا من اللي هناك" 
غضب منها ثم مسح على رأسه وهو يقول بهدوء محاولاً التحكم بغضبه: 
"الظاهر إن الشغل في الشرطة نساكِ دينك يا خالتي، لو مش عشانك يبقى على الأقل متمشيش معايا باللبس دا" 
أمسكت الحقيبة وهي تخرج منها حجاب ثم وضعته على رأسها بلامبالاة كي لا تثير حنقه أكثر، نظر لها قليلاً بحزن وهو يدعو الله داخله أن تعود كما كانت مجدداً ثم أكمل سواقة حتى وصل أمام المنزل. 
نزلت من السيارة ثم سارت معه نحو منزلهم وهي تتأمل المكان حولها بشرود وقد عادت بذكرياتها قديماً حتى وصلت أمام الشقة، أخذت نفساً عميقاً وهي تدخل جوار زين. 
"عايدة!!" 
هتفت بها والدته وهي تنظر لها بصدمة
🌸🌸
"لييث... يالييث تعالى بسررعة" 
هتفت حور بصوتِ مرتفع مما جعل ليث يهرول نحوها بفزع ولا يعلم سبب صراخها وما إن وصل حتى صرخت بفرحة عارمة وهي تهتف: 
"خالتي تهاني فاااقت" 
نظر لها بصدمة وما إن استوعب حديثها حتى ركض لحجرة والدته بلهفة وقد سعد بهذا الخبر وأنها عادت إليهم من جديد. 
دخل غرفتها وهو يراها مستيقظة وابيه يجلس جوراها، ذهب إليها وهو يحتضنها بفرحة وأخيراً قد استيقظت، 
ظل متشبساً بأحضانها كطفل صغير، بينما هي قد سقطت دمعة منها وهي تشدد من احضانه وتحاول أن تروى ظمأها منه طوال تلك السنين حتى تحدثت أخيراً بدموع: 
"انا آسف ليك يا ليث، انا آسفه يا حبيبي، صدقني كان غصب عني... ك.. كنت بحاول أرجعكم ليا بس خسرت ودمرت حياتنا كلنا" 
ارتفعت شهقاتها بشدة ثم تابعت حديثها بصعوبة قائلة: 
"لكن اوعدك إني هحاول اعوضك عن كل اللي فات، يمكن ربنا مد في عمرى علشان يجمعنا من جديد واشبع منك قبل ما أموت" 
توقفت قليلاً تأخذ أنفاسها ثم وجهت نظرها لمحمود قائلة: 
"انت كمان يا محمود حياتك ادمرت بسببي، انا.. انا كنت عايزة أنقذ ابننا يا محمود.. هو.. هو قالي هيموته لو مكنتش روحت وانا خ.. خوفت عليه غصب عني لإني أم، ولو كان رجع بيا الزمن مكنتش هتردد لحظة إني أنقذة، هو كمان ملوش ذنب وعاش ضحية، انا بس عايزكم تسامحوني علشان أقدر اكمل الباقي مع حياتي" 
أمسك ليث يدها يقبلها وقد تساقطت دموعه هو الآخر قائلاً: 
"انتِ اللي تسامحينا يا ماما، محدش زعلان منك، كلنا أتألمنا بس انتِ أكتر واحدة فينا تعبتي علشان كنتِ بتحاولي تجمعينا وتحافظي علينا، ياسر في مكان أحسن مننا دلوقتي وإن شاء الله ربنا هيجمعنا بيه في الجنة" 
ابتسمت له بحنان وهي تبكي، بينما تحدث حور قائلة: 
"إن حضرتك ترجعي بعد العمر دا كله دي نعمة كبيره اووي، وبرضو إنك تقررى تبدأي من جديد دي نعمة تانية، الرسول عليه الصلاة والسلام توفى 6 من ابنائه وهو عايش، مش عيل ولا اتنين لأ، دا 6.. رغم إنه كان في حياته إبتلاءات شديدة وكتيرة، تخيلي دعواته كانت مستجابة ولو كان دعى ربنا بأي حاجة كانت هتستجاب ليه، رغم كدا كان راضي وبيحمد ربنا علشان عارف إن فيه جنة وإن الدنيا دي كدا كدا فانية وعياله هيقابلهم في الجنة، حقيقي احنا في نعم كتيرة اووي، الواحد لما بيفكر في عهد الرسول والصحابة بيقعد يقول هم اتحملوا كل دا ازاي؟ لكن في النهاية اي؟ اهم ماتوا والكفار ماتوا لكن هل يستويان مثلا؟ دول هينعموا في الجنة أجر صبرهم ودول هيخلدوا في النار لقاء كفرهم، 
احنا كمان هنموت زيهم وهيبقي اثرنا بس، علشان كدا لازم نعمل لآخرتنا ومنخليش مصايب الدنيا تلهينا "
تأثر الجميع بحديثهم بينما تهاني ظلت تشكر حور وتمدحها
، جلست حور قليلا ثم نظرت لليث وخرجا سوياً ليتركوا لهم مجالاً للحديث. 
نظر له تهاني بإشتياق وهي تقول بألم: 
"سامحني يا محمود، عارفة انك اتأذيت كتير، بس اعرف إنك محبتش في حياتي غيرك وطوال السنين دي كلها كنت بتألم في غيابك، انا اتكسرت يامحمود ومعدش فيا حيل اتكسر أكتر من كدا، كفاية عليا اللي عيشته واللي مريت به، كفاية يا محمود تقسى عليا أكتر من كدا وانت عارف إني مليش ذنب" 
وضع يده على يدها ثم أخرج زفيراً طويل وهو ينظر لها بعمق ثم تحدث بما جعلها ترتاح قائلا: 
"مسامحك يا تهاني.. العمر مبقاش فيه متسع أكتر من كدا للزعل، جه الوقت اللي المفروض نفرح فيه ومنسبش باب للحزن أكتر من كدا" 
🌸سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم🌸
كانت عايدة تجلس بجوار والدة زين بعدما رحبت بها وقد تفآجئت بقدومها، سمع الجميع صوت طرقات ليعتدل زين في وقفته وهو يتجه ناحية الباب ثم فتحه حتى وجد عمر يقف أمامه وهو يقول: 
"فين روان يا زين علشان عايزاها" 
نظر له بتعجب، فكيف يسأل عنها وهى بالأساس من المفترض بمنزلها؟ أجابه بدهشة: 
"معرفش هي فين... المفروض انها في البيت من بعد ما رجعت من الجامعة" 
توسعت مقلتي عمر بصدمة وهو يهتف بصوتِ مرتفع لفت أنظار الجميع قائلا: 
"هي مش كانت معاك؟؟ روان مرجعتش من لما كانت في الجامعة وانا فاكرها كل دا معاك، انت سيبتها فين"
شعرت زين بالقلق عليها فأين ستكون ذهبت تحدث وهو يحاول طمأنه نفسه: 
"ممكن تكون مع ياسمين اس.." 
ولم يكمل حديثه وهو يرى ياسمين آتيه بمفردها، ليسألها بلهفة قائلا: 
"ياسميين...روان مكنتش معاكِ؟" 
نظرت له ياسمين بتعجب وهي تهز رأسها بالنفي قائلة: 
"انا شوفتها قبل المحاضرة وقالت انها هتستناك بس هي كانت بتعيط ف ممكن تكون مشيت لوحدها.. " 
قاطعها عمر وهو يضيق عينيه ويقول بشك: 
"كانت عايطة ليه" 
التف لزين وهو يسأله بنرفزة وقد بدا بشعر بالقلق: 
"انتوا خانقتوا سوا؟ علشان كدا سيبتها وجيت؟" 
أمسك زين مفاتيح سيارته وهو يقول بعجالة: 
"مش وقته كلام، انا هروح أشوفها في الجامعة ولو رجعت كلموني" 
لم ينتظر عمر وذهب هو الآخر كما فعلت ياسمين وهي تلحق بهم وقد شعر الجميع بالقلق عليها، فأين ستكون ذهبت؟. 
صعد زين سيارته وبجواره ركب عمر وخلفهم ياسمين والجميع يدعو داخلهم أن تكون بخير، ليتحدث عمر بغضب بعيداً كل البعد عن شخصيته العابثه،فهو حين يغضب يتحول لشخصِ آخر وهو يقول: 
"انت ازاي تسيبها تمشي لوحدها، مرنتش عليا ليه خلتني اجيلها" 
لم يجيبه زين وقد كان عقله منشغلاً بها ويشعر بالخوف الشديد عليها، ماكان يجب عليه أن يتركها تذهب وحدها، لن يسامح نفسه إن حدث لها مكروه فهو من تركها ولم يهتم لشأنها فقط لأنه غاضب منها وهو يعلم تماماً أنها لم تفعل هذا إلا لغيرتها عليه وحبها له. 
ساق بسرعة جنونيه حتى وصل أمام الجامعة، هبطوا جميعاً من السيارة وظل زين يبحث عنها في كل مكان ولم يجدها كما فعل كلاً من ياسمين وعمر المثل ومازال هاتفها غير متاح، هنا تيقن بأنها لست بخير،
"هتكون راحت فين يعني؟" 
تسآلت ياسمين بقلق في الوقت الذي وصلت فيه عايدة ومن تجهم وجوههم علمت أنهم لم يجدوها، لتنظر لزين قائلة بهدوء: 
"فين كاميرات الجامعة اللي هنا يازين؟" 
ومن خوفه قد نسي تماما كاميرات المراقبة، تركهم وركض ناحية غرفة المراقبة ولحقه البقية، دخل الغرفة وقد طلب من مدير الأمن بتشغيل جميع الكاميرات، ولأنه دكتور بالجامعة لم يناقشه ونفذ ما قاله وهو يفرغ الكاميرات بالوقت الذي كانت واقفة به. 
ظلوا جميعاً ينظرون للكاميرا منتظرين قدومها حتى ظهرت بالفديو مما جعل الجميع ينتفض بتركيز أكثر وتحديداً زين، اتى مشهد وقوفها مع ياسمين وهي تبكي 
مما جعل زين ينظر لدموعها بندم وهو المتسبب بنزولها. 
تركت ياسمين وغادرت ثم خرجت للبوابة وقد أختفت من الفديو، ليتحدث زين مسرعا وهو يوجه حديثه لمدير الأمن: 
"فين كاميرات المراقبة بتاع المكان اللي هي راحت عنده؟" 
"للاسف الكاميرا هنا عطلانه" 
صرخ به زين مما جعل الأخير ينفزع وهو يقول: 
"يعني اي عطلانه... امال حضرتك مسؤل عنها ازاااي" 
ابتلع ريقه وهو يقول بتوتر وخوف من نبرته: 
"اهدي يا دكتور زين انا بعت للصيانه وهم لسه مجوش" 
تحدثت عايدة أخيراً والتي لم تكن معهم منذ البداية وقد كانت تصب كامل تركيزها على الفديو التي تكرر مرة أخرى: 
"شغلي كاميرا المنطقة دي" 
نظر الجميع لما تشير بتعجب، لتكرر سؤالها مجدداً حتى فعل الرجل المثل، ظل الجميع مصوب نظره حتى مر بعد الوقت وقد يأس الجميع، لتصرخ ياسمين فجأة وهي تهتف: 
"روان اهي" 
ظهرت وهي تقف في منطقة بعيدة من الخلف وفي طريقها لسيارة زين ولكن ما حدث جعل الجميع يفتح افواههم بصدمة من السيارة التي وقفت جوارها ثم سحبها شخصاً ما وسار بسرعة كبيرة دون أن ينتبه له أحد، شهقت ياسمين برعب وهي تضع يدها على فمها ولا تصدق ما تراه، بينما ترنح عمر في وقفته وهو يحاول استيعاب الأمر. 
أما عنه فقد شعر بأن الهواء يُسحب من حوله وشعر بثقل جسده الآن حتى أن قدماه لم تعد تحتملانه وتعرق جبينه بشدة وقلبه يأن وجعاً، هو السبب في كل هذا، اقترب منه عمر بغضب وهو يمسكه من ياقته قائلاً: 
"انت السبب يازين مش هسيبك لو حصلها حاجة.. لما انت مش هتقدر تحميها مسبتهاش ليييه" 
لكمه عمر بشدة مما جعل ياسمين تصرخ به وتحاول أن تبعده عنه، بينما زين لم يقاوم وكأنه انفصل عن العالم، نعم هو السبب، لو لم يتركها تذهب وحدها ما كان ليحدث معها هذا، اقتربت ياسمين منه ثم احتضنت وجهه بين كفيها وهي تهتف بلهفة: 
"زين... متسمعش منه انت ملكش ذنب، دا نصيبها وحتى لو كانت معاك كان هيحصلها كدا برضو" 
نظر لها بضعف، لو كانت معه ما كان ليصيبها شيء، يقتلونه أولا كي يستطيع احد الإقتراب منها فهو على أستعداد ليفديها بروحه. 
وضع يده على صدره وهو يشعر بنغزة شديدة في قلبه حتى اوشك على فقد انفاسه، هو السبب في هذا، ظلت هذه الفكر تدور بعقله حتى شعر بالسواد يحطيه من كل جانب وقد فشل في المقاومة هذه المرة حتى وقع مغشى عليه وآخر شىء وصل لمسامعه كان صراخ ياسمين ولكنه لم يعد قادراً وقد خارت قوته وكأنه عاد طفل صغير سُرقت منه دميته ليقرر الإستسلام حتى تعود له.
🌸إنَّ المرأَة لَا تبلُغ كَمالَ إنسانِيّتها، إلا حينَ تَقترن أنوثَتها بذهنٍ حصِيف وخُلُقٍ شَرِيف.🌸
كانت جالسة بشرود تفكر به وتتذكر لحظاتهم القليلة معاً وهي تبتسم بحنو كلما تذكرته، لقد اشتاق قلبها بشدة له، 
ورغم أنها استعادت الكثير من شخصيتها القديمة إلا أن وجوده ينقصها وتشعر بالفقد. 
تذكرت حور ووالدها وكم وقفوا جوارها، تتسآل لو لم تلتقي بهم كيف ستكون حالتها آلان، اظن انها ما كانت لتتأثر وتشعر بالفقد، فهم قد أغرقوها حناناً حتى شعرت بأنها واحدة منهم إلا أنها كانت تشعر بالغربة في بلدِ ليست بلدها وموطنها، فمهما يمر ستظل إبنه فلسطين بل وتفتخر بذلك. 
"انتِ صاحية يا رغد" 
كان هذا صوت عمها وهو يتقدم منها ويجلس جوارها، ابتسمت له بهدوء وهي تومئ له، ليتحدث هو قائلاً: 
"كنت جاي بتكلم معاكِ في موضوع" 
نظرت له بتمعن حتى استشفت ما جاء لأجله وقد شعرت بتسارع دقات قلبها، اجابته بشرود هاتفة: 
"خير يا عمي، موضوع اي" 
"فيه عريس متقدملك وهو شاب كويس وانتِ عارفة إني مستحيل أجيبلك اي حد وخلاص"
اخذت تفرك يدها في توتر ثم ابتلعت ريقها وهي تقول: 
"بس انا مش بفكر في الموضوع دا دلوقتي" 
نظر لها بإستفهام ثم اكمل حديثه قائلاً: 
"ليه مش بتفكرى فيه؟ سنك مناسب يارغد وكبرتي وكمان انتِ شايفة بنفسك ظروفنا وانا عايز اطمن عليكي، والشاب ما يترفض رغد" 
صمتت قليلاً ولم تجب، ماذا ستقول؟ أن قلبها معلق بشخص آخر من المستحيل أن تلتقي به مجدداً؟ فهي لا تفكر بالعودة والتخلي عن وطنها مرة أخرى، بل ستحارب العدو، اما النصر أو الموت بشرف ولكنها ابداً لن تهرب من حياتها مجدداً. 
لا تعلم ماذا تفعل، تشعر بأنها مشتته، ياليتها لم تلتقي به، تذكرت آخر مرة رأته فيها قبل سفرها وهو يودعها، تذكرت دموعه وهو يترجاها بالا تفعل به هذا وأن تبقى جواره ولكنها لم تستمع له، ابتسمت وهي تتذكر عندما أخبرها كم يحبها وياليتها أستطاعت أن تخبره كم تحبه هي الأخرى، ولكنها الحياة لا تعطيك كل شىء عزيزي، بل قد لا تعطيك شىء واحداً من الاساس كما فعلت معها. 
حسناً لقد اتخذت قرارها، هي لن تستسلم وتبقي بقيه حياتها هكذا، لتقرر أن تنهي علاقتهما للأبد قبل أن تبدأ وقد حسمت امرها، فلا أمل لإلتقائهما مرة اخرى، لتتحدث وهي تبتلع ريقها وقد شعرت بغصة مريرة في حلقها وقلبها يرفض ما عزمت عليه: 
"اللي حضرتك تشوفيه ياعمي" 
🌸🌸
مر يومان... يومان ولم يحدث فيهما جديد ولا أثر لوجودها، وكأن الأرض إنشقت وابتلعتها، بحث عنها في كل مكان ولم يجدها، لم يعد يصلي فروضه في المسجد بل يكتفي بالصلاة في البيت، لم يتحدث مع أحد منذ أختفائها 
ولم يذق الطعام وقد هاجر النوم جفونه وقد بدا الإرهاق عليه بشدة حتى ظهر كأنه كبُر عمراً فوق عمره. 
طوال اليومين وهو يحمل نفسه الذنب والندم يأكله، الجميع في حالة حزن عليها، والداتها لم تكف عن النحيب، وياسمين تبكي هي الأخرى، وعمر الذي بدا عليه الحزن والتعب لفقدها، وعمها الذي شعر بالخزى فهي أمانه برقبته
، وزوجة عمها التي تألمت هي الأخرى وهي ترى أبنها الحبيب بتلك الهيئة، ولأول مرة يظهر زين بهذا الضعف حتى عندما كانت مريضة لم يكن ضعيفاً هكذا، بل على العكس كان هو مصدر قوتها يكفي أنها كانت جواره وبين أحضانه، أما الآن، يجلس عاجزاً ولا يعلم أين هي، 
اما عن عايدة فقد كانت تعمل جاهدة بحكمها ضابط شرطة وقد اتخذت الوسائل الازمة في البحث عنها. 
عاد زين من الخارج وهو يسير بوهن وعيناه حمراء وملابسه غير مهندله، دخل غرفته وجلس بعدما أطفأ النور وهو ممسكاً بصورتها وقد تساقطت دموعه بألم وهو يشعر بالعجز في إيجادها، يؤلمه قلبه بشدة وهي بعيدة عنه 
لقد غادرت روحه معها ولن تعود إلا برجوعها. 
اقتربت والدته منه وهي تربت على رأسه بحنان، لتتساقط دموعه أكثر وهو يقول بألم: 
"لييه كدا يا ماما لييه... ليه يحصل فيها كل دا، هي.. هي متستحقش أن كل دا يحصلها، انا مبقتش قادر استحمل، هموت ياماما لو حصلها حاجة همووت" 
سقطت دموعها هي الأخرى وهي تشدد من أحضانه وتلقي عليه بعض الكلمات في محاولة لتهدئته ولكنه لم يستمع لها وهو يهتف بضعف وندم: 
"انا السبب يا ماما.. انا السبب، لو.. لو مكنتش سيبتها وخانقت معاها مكنش دا حصل، هي ملهاش ذنب والله انا اللي استحق يحصل فيا كدا مش هي، هي كويسه دلوقتي صح؟ اكيد محصلهاش حاجة يا ماما ردي عليا" 
ظل يبكي بهستيريا وقد نسي كل شىء حوله وفكرة واحدة في عقله وهي أنها لم تعد موجودة، لتتحدث والدته بصعوبة وهي تهتف: 
"اهدي يازين، انت اللي بتقول الكلام دا؟ امال سيبت غيرك يقول اى، بقى انت اللي بتخطب في الناس عن الصبر على الابتلاءات والإيمان وتضعف انت بالشكل دا؟ بدل ما تقوم تدعي ربنا وتطلع صدقات وتدور عليها ومتيسأش قاعد تقول الكلام دا، دا اعتراض على قضاء ربنا يازين" 
لم يستمع لحرفاً واحداً مما قالت وكأنه لم يستوعب حديثها حتى أكمل مجدداً: 
"مبقتش قادر صدقيني والله مش قادر، انا ممكن استحمل اي حاجة تحصل إلا هي، حرام يحصل فيها كل دا ياماما، دا هي حتى لسه مستردتش صحتها من الكانسر، لييه ياماما لييه" 
ظل يهذى بحديثه وكأنه تغيب عن الواقع، وقفت ياسمين تبكي اما عايدة وقفت تتابع بهدوء وقد أتخدت قراراً ما وهي تنظر له بتمعن دون التحدث بشىء. 
قطع كل هذا دخول والده بغضب وهو يمسكه من ملابسه ثم فعل آخر شىء قد يتوقعه الجميع وهو يصفع زين على وجهه بشدة حتى كاد أن يسقط.
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قطع كل هذا دخول والده وهو يصفعه على وجهه بشدة حتى كاد أن يسقط تحت صدمة الجميع، بينما زين نظر له مصدوماً وكأنه يحاول إستيعاب ما فعله، هل تلقى صفعة من والده؟ أبيه الذي طوال حياته يتخذه صديقاً له ولم يرفع صوته عليه حتى يضربه في أكثر وقت يحتاجه فيه!!،  
لقد خذله العالم ومن بينهم كان أبيه الحبيب، الا يكفيه ما به؟ لم تكن مجرد صفعة تلقاها، بل كانت بمثابة درس قاسِ حصل عليه جعله يعود لواقعه مجدداً، واقعه المرير الذي يخلو منها، وكأن كل ما مر به كان حُلماً... وللعجب، فهو ممتن لتلك القسوة الذي جعلته يعود أدراكه من جديد ويسترد ثباته الذي خسره منذ إختفائها واصبح الضعف هو صديقه الوحيد. 
أمسكه من ثايبه وهو يتحدث بحدة حاولاً افاقته: 
"لو اعرف إنك مش اد الأمانه مكنتش جوزتهالك، اقول اي لخويا اللي مات وسابها أمانه في رقبتي لما اقابله وانا مقدرتش احافظ على بنته ، كنت فاكرك راجل وهتقدر تحميها مش تقعد تعيطلي هنا زي العيال الصغيرة، ياخسارة تربيتي فيك" 
بينما الجميع لا يصدق حديثه، فقد ظنوا بأنه سيكون أول الداعمين له، ولكن ما حدث كان العكس، لم يتحدث زين بحرفاً واحداً، احتدت نظراته وهو يضغط على يديه بشدة حتى برزت عروقه، 
نظر لوالده قليلاً قبل أن يرحل فكانت نظراته مليئة باللوم والعتاب والخذلان، نعم فهو قد خذله في أكثر وقت يحتاجه فيه، ولكن أيضاً نظرته كانت محملة بالإمتنان!!. 
رحل من أمامه دون التحدث بشىء، بينما أقتربت منه زوجته وهي تقول بغضب: 
"انت ايه اللي عملته دا، انت معندكش قلب، دا بدل ما تقف جنبه وتقويه وتسانده تعمل فيه كدا، حرررام عليك ياخي" 
نظر لها قليلاً وقد شعر بالندم، جلس على المقعد وهو يضع وجهه بكلتا يديه بحزن، اقتربت منه عايدة وهي تضع يدها على كتفه قائلة بهدوء: 
"متسمعش لكلامها... اللي عملته دا هو الصح" 
ثم تركته ورحلت هي الاخرى تتابع عملها وتنظر امامها وتفكر بشىء ما حتى اتخذت قرارها وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها وقامت بالضغط على آخر رقم هاتفها حتى اتاه رده، لتجيبه وهي تقول بعجالة: 
"كفاية لحد كدا، نفذ اللي اتفقنا عليه" 
أغلقت معه الهاتف وهي تنظر لنقطة ما أمامها وقد أحتدت نظراتها وهي تقول بوجهِ خالي من التعبير: 
"الظاهر البت دي بقت خطر عليك يا زين، أحيانا مصدر قوتك، بيكون هو نفسه مصدر ضعفك... كفاية ضعف لحد كدا وخلينا نشوف قوتك بقى" 
اما عن زين جلس في المسجد وهو يستند برأسه على العمود وهو يغمض عيناه وقد توقف عقله عن التفكير، لم يصلي حتى ركعتين تحية المسجد كما تعود دائما، ولم يعد ذلك الشخص البشوش الذي يحبه الجميع، هو حتى لا يعلم ماهذا الضعف الذي حل عليه ولأول مرة بحياته يتوقف عقله عن التفكير ولا يستطيع التصرف بشىء، شعر بمن يجلس جواره وهو يقول: 
"هون على نفسك يابني.. أخرتها متر في متر" 
نعم صوته بل وجملته الشهيرة أيضاً، فتح عيناه مسرعاً وقد بات يشك بأن هذا الرجل من وحي خياله لا يأتيه إلا حين يشتد به الكرب، رفع نظره له وهو يقول ببسمة حزينة: 
"دايما عارف اوقاتك يا شيخ توفيق، مبتجيش الا وانا شايل الهم" 
ابتسم له العجوز وهو يفهم ما قد يرمي إليه قائلاً: 
"حظي الحلو اسمع مشاكلك اللي مبتحكهاش لحد ياعم زين، ها أحكيلي انا سامعك" 
ظهر الحزن على وجهه وهو يقول بألم: 
"الدنيا مش عايزاني افرح ياشيخ توفيق، كل ما بقول خلاص هفرح بلاقيني برجع لورا أكتر، وكأن انا والسعادة اعداء ملناش نصيب نتجمع" 
توقف يأخذ أنفاسه ثم أكمل وهو يبتلع ريقه بحزن قائلاً: 
"لكن تعرف المرادي اي اسوء حاجة، اني لأول مرة في حياتي احس بعدم رضى، مش راضي عن اي حاجة وكاره كل حاجة حواليا وعلشان كدا انا مخنوق وتعبان و.. وضعيف بالشكل دا، انا والله هكون راضي باي حاجة تانية بس مش فيها هي.. الا هي ياشيخ توفيق، حتى.. حتي ساعة ما كانت تعبانة انا كنت راضي بس يكفي انها كانت جنبي ومطمن عليها حتى لو لقدر الله حصلها حاجة برضو كنت هكون مطمن عليها، لكن دلوقتي انا قاعد معرفش عنها اي حاجة وحاسس بالعجز ومش قادر أفكر حتى ولا عارف اعمل اي، معرفش غير إني مش هكون كويس إلا وهي جنبي" 
تنهد شيخه وهو يستمع له وقد استشف من حديثه بأمرها، ليقول وهو ينظر له: 
"وهو انت فاكر يا زين الاختبار هيجيلك ازاي؟ قدام واحد جاي يقولك علي مسلسل حلو تسمعه ولا أغنية؟ ولا قدام واحدة متعرفهاش جاية تعرض نفسها عليك؟ الاختبار مش هيجيلك في حاجة انت مش بتحبها ولا على هواك ومش بتفكر فيها من الاساس، الاختبار هيجيلك في أكتر حاجة انت بتحبها وهنا بقى بيكون وقت الأبتلاء الحقيقي، بتقول لما كانت تعبانه لو كان حصلها حاجة كنت هتكون مطمن عليها لانها هتكون بين ايدين ربنا، طب ودلوقتي هي مش بين ايدين ربنا برضو؟ كل شىء قدر ومكتوب ودا اختبار ليك وربنا مش هيبتليك بحاجة الا وانت بتحبها، امال هيكون اختبار ازاي؟" 
"بس الاختبار المرادي صعب عليا لدرجة مش قادر اتحمل وحاسس اني مش راضي عن اي حاجة" 
"مفكرتش لو واحد من اللي انت بتديهم دروس عن الصبر والإيمان سمعك وانت بتقول كدا هيقول اي؟ لما انت مش قادر تعمل بكلامك عايز الناس تقتنع بيه وتعمله ازاي؟ الأختبار اللي بيكون عبارة عن بلاء لازم يكون صعب واوي كمان، وكل ما ربنا بيحبك كل ما الابتلاء بيذيد، والا مكنش اشد الناس ابتلاءاً كانوا الأنبياء، والرسول اشرف الخلق اللي حياته كلها كانت ابتلاءات، كل ما هتلتزم وتقرب من ربنا كل ما ابتلاءاتك هتذيد طالما نويت تدخل الجنة يبقى لازم تتعب علشانها وإلا لمبقاش فيه جنة ونار، 
مش لازم ربنا يختبرك برضو، مش يمكن انت بتعمل كدا رياء او علشان حبيت جو الالتزام؟" 
رفع نظره له بصدمة وهو يهز رأسه، هل يعقل بأن يكون كل ما فعله كان رياءاً؟ بالتاكيد لا، ويلك يازين، انتفض قلبه برعب مجرد سماع تلك الكلمة، تابع شيخه مجدداً بعدما رأى تعابير وجهه وقد توصل لما يريد وهو يهتف: 
"استغربت ليه؟ مش كلنا معرضين للرياء، مش يمكن انا كمان اللي بعمله دا رياء؟ هتعرف إنك ملتزم يا زين التزام حقيقي ولا لا مش بصلاتك وصيامك لا، دا بصبرك على الابتلاءات لإن دا هو الجهاد الحقيقي وخليك عارف إن الابتلاء مش هيكون غير في أكتر حاجة انت متعلق بيها، لازم تصبر وتكون راضي كمان من قلبك حتى لو جواك حزين، لكن مدرك تماماً إن دا الخير ليك وإنك راضي بيه مهما تكون النتيجة" 
انتهى الشيخ من حديثه لتكون تلك ثاني صفعة يتلقاها اليوم، نعم هي أكبر إختبار بالنسبة له ولكنه فشل به ولم ينجح وقد استسلم لمصيره، ليسأله وهو يبتلع ريقة قائلاً: 
"بس انا مكنتش راضي وكنت ناقم من جوايا على اللي حصل، كدا انا فشلت في الإختبار؟"
هز رأسه نافياً وهو ينظر في عينيه قائلاً: 
"لأ.. لسه معاك وقت وانت لسه في الإختبار، استغفر ربنا وجدد توبتك ورضاك بأي حال هتكون عليه وكل حاجة هتحصل معاك انت راضي عنها، ربنا لو مبيحبكش يازين مكنش بعتني ليك في الوقت دا تحديداً علشان أقولك الكلام دا" 
(عايزة اقولكم حاجة بما إن اغلبنا عنده مشاكل وابتلاءات كتير، اى حد بيقرأ الكلام دا يعرف إن ربنا بيحبه، وإلا ربنا مكنش سخرني ليكم مخصوص علشان اقولكم الكلام دا او يلهمني بيه، علشان الكلام دا مش شطارة مني خالص بل هو توفيق من ربنا سبحانه وتعالى) 
"قوم يا زين، أقبل على ربنا بقلب جديد بكل رضى وحب وانت هترتاح، قوم ادعي ربنا وارجع لصدقاتك وصلاتك، أكتر وقت هتدعي فيه ربنا من قلبك مش في رمضان ولا القيام ولا حتي وانت قدام الكعبة، بل أكتر وقت هتدعي فيه ربنا من قلبك هو وقت المصائب والشدائد علشان انت أكتر وقت محتاج فيه للدعاء وفي أشد الحاجة ليه" 
أومأ له بهدوء ثم قام من مكانه بعدما ودعه وصلي ركعتين توبة أولاً وجلس يقرا قرءان وقد شحن نفسه وعادت له طاقته المليئة بالإيمان والصبر، عادت شخصيته الصبورة والراضية، تذكر حديثها عندما كانا فوق السطوح وعلمت بأمر الصورة التي يضعها بغرفته وكلامها يردد بآذنه: 
"دا مش مبرر ليك يا زين يخليك تغضب ربنا علشان حد حتى لو كان الحد دا انا، عصيت الخالق لأجل مخلوق؟ 
مش يمكن كان ربنا قبض روحي في اي لحظة؟ مهما بلغ حُبك ليا يا زين... أوعى تعصي ربنا علشاني أو علشان اي حد مهما كان" 
لاحت منه ابتسامة خافته وهو يتذكرها، يتذكر كل تفصيلة بها ومواقفهما معاً، حينما كان يشاكسها وحينما يخجلها، تذكر يوم شفائها وركضهم سوياً في الطريق بين السيارات، تذكر عندما رآهم والده في منزله، وأيضاً يوم رآها بغرفته عندما كانت تدور حول نفسها بثيابها الفضفاضة لأول مرة، 
أختفت بسمته وهو يتذكر آخر لقاء بينهما وهو يغمض عيناه بألم حين صرخ بها وابكائها، لقد اشتاق لها بشدة، لم يكن ليتخيل بأن حياته دونها ستصبح مملة هكذا، يفتقد طيفها في المكان وضحكاتها التي تسعده وخجلها عندما يشاكسها متعمداً احراجها. 
ذهب منزله مجدداً ثم أول شىء فعله أخذ حماماً سريعاً وهو يرخي اعصابه قليلاً كي يستطيع التفكير بهدوء وقد استودعها عند الله وقد هدئ كثيراً عن ذي قبل وهو يطمئن نفسه بأنها مازالت بخير وسوف تعود له من جديد. 
خرج بعدما انتهى وقد عاد له ثباته من جديد وعادت شخصيته القوية مجدداً واستعاد صبره بطريقة أدهشت الجميع من التغيير الذي طرأ عليه فجأه بعدما شاهدوا لحظات انهياره لأول مرة ولكنه لم يهتم، بل عقله أصبح يعمل بشكل جيد كي يستطيع ايجادها. 
وجد من يقترب منه، رفع نظره ليجد أبيه يقف أمامه ليطرق رأسه أرضاً ثم هم ليرحل ولكن أوقفه صوته وهو يهتف: 
"زين" 
توقف عن السير وهو يستدير له ولكنه مازال ينظر أسفل، ليقترب منه وهو يقول بحنين: 
"طول عمرى بعتبرك صاحبي وحبيبي مش بس ابني، في الغالب الابن اللي بيستمد القوة من ابوه، بس للاسف دا محصلش معايا وانا طول عمرى اللي بستمد القوة منك وبتعلم منك الصبر كمان وعمرى ما شوفتك ضعيف او حزين بالعكس، كل حاجة بتحصل معاك بلاقيك راضي وصبور وقوي ومفيش حاجة بتهزك لحد النهاردة، لأول مرة في حياتي احس بالعجز والإنكسار وانا شايفك بتضعف قدامي ومستسلم ومش قادر أعملك حاجة، مكنتش مستحمل اني اشوفك كدا وكنت عايزك ترجع قوي زي ما اتعودت أشوفك دايما" 
توقف عن الحديث وهو يشاور على يده ثم أكمل بنبرة أخنتقت بالدموع: 
"ياريتها كانت انشلت يا زين قبل ما تتمد عليك" 
رفع نظره أخيراً وهو يقترب منه ويقول بلهفة: 
"بعد الشر يابابا متقولش كدا، انا مش زعلان منك بالعكس، القلم دا هو اللي فوقني، انا..انا كنت حاسس كأني كنت غايب عن الواقع او بحلم حلم وهصحى منه وكنت محتاج اللي يفوقني واللي عملته دا هو اللي فوقني "
توقف عن الحديث وهو يبتلع ريقه ثم تابع ببسمة ممزوجة بألم قائلاً:
" انا استودعتها عند ربنا، وواثق انها بخير وهترجعلي تاني"
اقترب منه والده ثم أحتضنه وهو يربت على كتفه قائلا بحزن وألم:
"هترجع..إن شاء الله هترجع بخير
🌸( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )🌸
وقف في الظلام وهو يرى شخصاً ما يعطيه ظهره ولا يظهر منه شىء، حاول ليث رؤية وجهه ولكنه فشل، فهو يشعر بأن هذا الشخص يعرفه، ولكنه لا يعلم من هو بعد. 
اقترب منه هذا الشاب والذي لم تتبين ملامحه بعد ثم قام بلكمه فجأة من دون سابق إنذار، ليشعر ليث بالغضب الشديد منه، هم ليسدد له نفس الضربة ولكنه فشل، شىء ما داخله لا يعمله يمنعه من فعل ذلك. 
قام الشاب بضربه مرة أخرى هنا وقد ذاد غضبه وقد فك حصاره وظل يحاول ضربه حتى استطاع وهو يلكمه بشدة، ولكنه شعر بالندم ولم يكن عليه فعل ذلك، ومازال لا يدرى سبب هذا الشعور. 
أبتعد عنه الشاب ثم وقف مكانه مرة أخرى وقد تبينت ملامحه، نظر له ليث بصدمة ولا يصدق كيف يكون أمامه وهو من المفترض أنه ميت!! هل عاد ياسر من الموت أم هو يحلم؟، تحدث بلهفة وقد نسي ما فعله منذ قليل وهو يهتف: 
"ياسر.. انت رجعت، ماما وبابا هيفرحوا اووي، تعالي يلا معايا علشان يشوفوك" 
كان يتحدث بفرحة ولهفة وحديثه غير مرتب، حاول ليث التقدم منه ولكنه لم يستطع، وكأن أحداً ما يكبل حركته ولكنه لم يهتم وهو يكمل حديثه بسعادة قائلاً: 
"انا فرحان اووي يا ياسر علشان شوفتك ورجعت تاني، واخيراً هنكون مع بعض ونتجمع كلنا من تاني" 
كان ياسر يقف ثابتاً وهو يسمع حديثه بوجه خالي من التعبير، ليتحدث أخيراً وهو يهتف: 
"مبقاش ينفع يا ليث، انا مكاني مش وسطكم، سلملي على ماما وقولها إني بحبها اووي، و.. وقول لبابا إني كان نفسي أقعد معاه وانت كمان ياليث.. كان.. كان نفسي أحضنك على الأقل" 
هز ليث رأسه يرفض ما يقول وهو يهتف: 
"تعالى معايا وقولهم انت بنفسك، هم هيفرحوا بيك اووي وانا وانت هنكون صحاب ومع بعض على طول" 
نظر له بحزن وقد سقطت دمعة من عينيه وهو يهتف: 
"الوقت اتأخر، وانا لازم امشي... قول لحور تسامحيني ياليث، انا أذيتها كتير... رغم إني مستحقش تسامحيني، بس انا طمعان في عفوها" 
تراجع للوراء قليلا وليث يحاول الإقتراب منه وهو ينادي بأسمه كي لا يرحل ولكنه تبخر فجأة في الهواء ولم يعد له أثر، بينما هو كاد أن يجن وهو يحاول إيجاده ولكنه فشل. 
"لييث... يالييث" 
نادتهك حور وهي تهزه في محاولة لإفاقته وهي تراه يتململ في الفراش وملامحه متهجمة ويهذى بحديث غير مفهوم، استيقظ من نومه بفزع وجبينه متعرق بشدة ويحاول أخذ أنفاسه بصعوبة، بينما هي راقبت تعابير وجهه بقلق وهى ترى الشحوب بادي عليه، تحسست وجهه وهي تهتف بقلق: 
"ليث.. انت كويس؟" 
ظل ينهج بشدة كما لو كان يجرى منذ زمن وهو يقول من بين أنفاسه: 
"انا خايف... خايف اووي ياحور: 
نظرت له بجهل وهي تحاول فهم حديثه ولا تدرى ما به، أمسكت يده برفق وهي تهتف بترو: 
"خايف من اي؟" 
هز رأسه بالنفي ثم ابتلع ريقه وهو يقول: 
"مش عارف...بس انا خايف و.. وحاسس إني مش كويس" 
ورغم أنها لا تفهم ما به ولكنه اقتربت منه أكثر ثم وضعت رأسه على صدرها وهي تضمه إليها بحنان كما تضم الأم صغيرها وأخذت تمسح على شعره برفق تحاول بث الأمان داخله وكأنها تخبره بأنه ليس وحيداً وهي معه، ظلت تقرأ عليه بعض آيات الله وقد ظنت بأنه رأى كابوساً، هي حتى لم تسأله عن السبب، ولكنها أرادت طمأنته فحسب. 
هدئ قليلاً وقد شعر بالتحسن وأنتظمت أنفاسه، خرج من أحضانها وهي ينظر لها بإمتنان لتبادله النظرة ببسمة وهي تقول: 
"بقيت أحسن دلوقتي؟" 
أومأ لها ولا يوجد كلام يوفي إمتنانه لها، ليقول بصدق: 
"شكراً يا حور.. شكراً جداً ليكي" 
نظرت له بضيق زائف وهي تقول: 
"اي شكراً دي، فيه حد يشكر مراته برضو؟ وبعدين انا اصلا مبحبش الشكر الناشف دا" 
نظر لها قليلاً بإستفهام وقد ذهب عقله لشىء آخر ليسألها وهو يضيق جفونه: 
"امال عايزاه بأية؟" 
"توديني على عربية كبدة وتسيبني عليها" 
طالعها بذهول ما لبث حتى ضحك عليها وهو يقول: 
"انتِ مش طبيعبة يا حور، قال وانا اللي دماغي راحت بعيد" 
نظرت له بشك وهي تقول: 
"دماغك راحت فين؟" 
"لا متاخديش في بالك لما تكبري هبقى أقولك" 
صمت قليلاً ينظر لها تحت تعجبها ليكمل مرة أخرى وهو يدخل أكبر قدر من الهواء داخل رأته قائلاً: 
"حور انتِ سامحتي ياسر؟" 
لقد بدات الخيوط تترابط أمامها الآن، هو كان يحُلم بأخيه اذا، لم تجيبه وهي تفكر بالسؤال، هل هى سامحته بالفعل؟ 
لا تدرى ولكنها عانت بشدة بسببه، لقد ارهبها هو وحامد وكانا مصدر خوف لها وبالتحديد ياسر، فهو يطاردها منذ زمن ودائماً كان يبث الرعب داخلها كلما راته، فهي لا حول لها ولا قوة من بطشة، لذا كان من الصعب عليها مسامحته بسهولة. 
"انا اتأذيت كتير منه يا ليث، صدقني كان صعب عليا أقدر اسامحه بعد اللي عمله معايا وقتها لانه مكنش سهل كل اللي اتعرضتله بسببه، وبعدها حاولت مفكرش فيه، لكن الزمن كفيل إنه يغير الإنسان ومشاعره تهدى كمان من ناحية اللي اذاه، يعني انا دلوقتي مش زي وقت ما كان عايش وبيأذيني، علشان كدا انا هسامحه لأنه بقى بين ايدين ربنا" 
وأخيراً تنهد براحة وقد علم سبب زيارة أخيه له، ابتسم بألم وهو يتذكر تفاصيل حلمه الجميل الذي جمعه به، ليته استطاع ضمه ليشبع شوقه منه، ليته ظل يحلم به وقتاً أكبر، مشاعر عديدة داخله ويشعر أنه مضطر، وحين لاحظت حور تعابير وجهه سألته مجدداً قائلة: 
"مالك يا ليث؟" 
"كان نفسي أحضنه ولو لمرة واحدة ياحور، ك.. كان قدامي طول المدة دي وانا معرفش إنه اخويا!!، كان نفسي اقوله اني طول عمري كان نفسي يبقى ليا اخ، ويوم ما يبقى ليا اخسره؟ انا قلبي وجعني اووي" 
نظرت له بحزن شديد وهي تعلم ما يشعر به جيداً، فهي يومياً تبكي على اخيها ووالداتها لوحدها، ولكن على الأقل هي شبعت من حنانها ولو قليلاً، على عكسه هو. 
وضعت يدها على قلبه وهي تقول: 
"ربنا يبعد عنك اي حزن ووجع يا ليث، هو في مكان احسن مننا إن شاء الله، محتاج إننا ندعيله بس وإن شاء الله تجتمع معاه في الجنه" 
وقفت من مكانها ثم أمسكت يده وأكلمت حديثها: 
"قوم نصلي ركعتين قيام وندعيله بالرحمة، وبكره نروح نطلع صدقات على روحه" 
ابتسم برضى داخلي وهو يطالعها، نعم هي أكبر نعمة حصل عليها ولو ظل يحلم طوال حياته لم يتصور بأنها سيحصل عليها بالنهاية، فالإنسان لا يُحرم من كل شىء ودائما يأتي عوض الله افضل مما نتخيل.
توضأ هو الآخر ثم شرعوا في الصلاة وظل يدعو لأخيه بالرحمة وأيضاً يحمد الله على نعمة وجودها وأن يديمها الله له حتى انتهوا، بينما حور كانت تشعر بالسعادة الشديدة وكم تمنت أن تصلي خلف زوجها في جوف الليل. 
"ودلوقتي يلا علشان تأكلني كبدة" 
نظر لها بصدمة، كيف سيذهبا في هذا الوقت، ليقول بدهشة: 
"دلوقتي؟" 
وضعت يدها أمام صدرها وهي تقول بعناد: 
"ايوه دلوقتي، ومليش دعوة انت وعدتني" 
طالعها قليلاً وأمام نظراتها المترجية لم يستطع الرفض، ليقول بقلة حيلة: 
"يلا وأمرى لله روحي البسي يلا" 
تهللت اساور وجهها بفرحة، بينما هو هم ليرتدي ثايبه وهو يعطيها ظهره تزامناً مع أحتضانها له من الخلف وهي تقول بصدق: 
"انا بحبك اووي يا ليث"
استدار لها بصدمة وهو لا يصدق ما سمعه وقد شعر بالصدق من نبرتها، هي تحبه كما يفعل، لا لن تكون مثله ولكن لا يهم، يكفي فقط أنها تبادله ولو بعض المشاعر، ليكون أسعد شخص وقد تناسى حزنه وكل شىء وهو يقول بصدمة: 
"قولتي اي؟" "
"لأ هي بتتقال مرة واحدة بس" 
نظر لها بغيظ ومن داخله يشعر بالسعادة وهو يهتف: 
"طب مفيش خروج بقى" 
🌸سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم🌸
"الكبدة دي طعمها حلو اوي يا ليث، قولتلي كبدة اي؟" 
تحدثت حور وهي تجلس جواره بالسيارة بعدما جلب لهم ليث الكثير من "سندوتشات الكبدة" وهي تأكل بنهم كما يفعل هو الآخر ويتلذذ بطعمها متناساً كم كان يكره طعام الشوارع ومن المستحيل أن يأكل منه، الآن يجلس جوارها وهو يأكل ومستمتعاً بذلك ايضا، ليقول بهدوء وهو مازال يأكل: 
"على حسب، لو هوهوتي بعدها تبقى كبدة كلابي، اما لو نهقتي تبقى كبدة حميرى" 
تعالت ضحكاتها بشدة وهي تتذكر كلماته عندما سألها اول مره عن نوع الكبدة الذي يتناولها لتجيبه بنفس الأجابة، بينما هو شرد في ضحكتها قليلاً ثم تحدث بترو: 
"تعرفي يا حور، ربنا لما بيبتلي حد بحاجة بيرزقه بحاجة تانية اضعاف اللي اتحرم منها، بسأل نفسي لو مكنتش قابلتك وخدتي بأيدي كان زماني عامل ازاي دلوقتي؟ انا دلوقتي بس اتأكدت إن ربنا بيحبني علشان رزقني بحورية زيك تاخد بأيدي للجنة ومسبنيش غارق في الدنيا لحد ما اموت وانا مش عارف انا عايش ليه حتى، انا مبسوط اوي ياحور لمجرد اني حاسس ان ربنا بيحبني، علشان لو مش بيحبني مكنش بعتك ليا، علشان واحدة زيك نعمة في حياه اي حد" 
صمت قليلاً ثم أستدار بجسده نحوه وهو يقول بتسآل وحزن: 
"بس تفتكرى انا استحق حب ربنا ياحور وانا وحش كدا؟،  
أمسكت يده برفق ثم قبلتها وهي تنظر له ببسمة قائلة: 
" انت مش وحش يا ليث بالعكس، دا انت احن زوج في الدنيا، بقي فيه واحل ينزل مراته في نص الليل علشان بس قالتله عايزة تاكل كبده للعلم اني كنت بهزر اصلا، وكمان احن ابن في الدنيا، كل الحكاية بس إن الدنيا جات عليك شوية وانت استسلمتلها بس بعدين عرفت غلطك وقررت تتغير وتصلح دا مش كدا؟"
هز رأسه يؤكد لها وهو يبتسم، بينما هي أرادت أن تجعله يثق بنفسه مجدداً وهي تهتف: 
"تعرف لما اتقدمتلي ساعتها كنت رفضاك نهائي ومش مواقفة عليك علشان كنت شايفك بعيد ومتناسبنيش، بابا وقتها قالي إن ممكن انت تكون الخير ليا عن الشخص اللي انا حاطه مواصفاته في دماغي ومش هقبل بأقل من كدا، ربنا اللي هيئلي كل الاسباب تحصل علشان نتزوج، ورغم إني مكنتش شايفك مناسب ولو بواحد في المية إلا إني صليت استخارة ودعيت ربنا إنك لو خير يقربك مني ولو شر يبعدك عني وعلشان كدا لما اتجوزنا بقيت متيقنة إنك هتكون الخير ليا" 
توسعت بسمته وهو يسألها قائلاً: 
"وطلعت فعلاً الخير ليكي؟" 
غمزت له بطرف عيناها وهي تجيبه بمشاكسة: 
"طلعت أحلى خير كمان" 
🌸قد يتوب الفاجر، وينْتكسُ الصّالح 
فلا تغتر بنفسك نسأل الله السلامة والثبات على الحق🌸
"عمرك عملتي عمل صالح ياروان خالص لوجه الله لو وقعتي في مشكلة ينجيكي منها؟" 
سألها زين وهو جالس جوارها بينما هي تتكأ عليه، رفعت رأسها نحوه بإستفهام ولم تفهم حديثه، ليكمل كلامه مرة أخرى موضحاً لها قائلاً: 
"مسمعتيش عن قصة أصحاب الصخرة؟" 
هزت رأسها له بالنفي، ابتسم بهدوء وهو يقص عليها أمرهم هاتفاً: 
"دول بقى ياستي كانوا تلاتة مع بعض في نفس المكان واتقفل عليهم صخرة في غار وهم ميعرفوش بعض، طبعا حاولوا يشيلوا الصخرة باي شكل من الأشكال مقدروش لحد ما يأسوا منها وعرفوا إنهم مستحيل يعرفوا يشيلوها لو فضلوا عمرهم كله يزيحو فيها، لحد ما واحد منهم قال يدعوا ربنا بعمل هم عملوه وكان خالص لله. 
فضلوا يفكروا لحد ما واحد منهم قال إنه كان ليه ابوين كبيرين وهو كان كل يوم وهو راجع بعد ما يجيب اللبن لازم يعدي يسقيهم هم الاول وبعدين يروح يسقي زوجته وعياله، في مرة أتاخر وراحلهم لقيهم ناموا خشى إنه يصحيهم بعد ما ناموا، مرضيش يروح وفضل قاعد لحد ما الفجر أذن وعياله حواليه جعانين بس هو كان عمال يصبرهم لما يسقي أهله الاول وفعلا فضل سهران جنبهم لحد ما الفجر أذن وسقاهم وبعدين ادى لعياله، رفع أيده ودعى ربنا لو كان العمل دا خالص لوجهه الكريم الصخرة تنزاح وبالفعل الصخرة انزاحت شويه ودخلتلهم نور بس يقدروا يشوفوا بيه،والمطرة كانت بتمطر حاولوا إنهم يمدوا أيدهم يجيبوا ميه يشربوا بيها لكن مقدروش لحد ما قالوا انها مش هتنزاح غير بنفس الطريقة اللي انزاحت بيها أول مرة. 
واحد تاني منهم فضل يفكر لحد ما حكى إنه كان تاجر معروف ومرة كان شغال عنده ناس وواحد منهم مشي قبل ما ياخد أجرته، فهو شاله فلوسه على جنب لحد ما يرجع بس الراجل مرجعش، جه عليه وقت مكنش معاه فلوس وافلس وجه قدامه تجاره بالمبلغ بتاع الراجل بس خايف ياخد منه، زوجته قالتله ياخده ولما الراجل يرجع هيكون وقتها بقى معاه فلوس ويبقى يدهاله، وبالفعل وافق وكبر تجارته وبقى عنده ثروة كبيرة من الماشية وبعد سنين رجع الراجل وطلب منه فلوسه، قاله إن كل اللي قدامه دا من فلوسه وياخد اللي هو عايزه والراجل أخدهم كلهم، هنا دعى ربنا لو كان العمل دا خالص لله الصخرة تنزاح وبالفعل الصخرة انزاحت أكتر، 
لدرجة مدوا اديهم وقدروا يشربوا من المطرة اللي كانت نازلة بس لسه مش عارفين يخرجوا. 
بصوا للراجل التالت اللي معاهم واللي كان رافض إنه يتكلم بس هم أصروا عليه لحد ما اتكلم وبدا يحكي، الراجل دا كان ليه بنت عمه وهو كان غني ومعاه فلوس وكان بيحبها حب شديد، او يقال بيحبها كما يحب الرجل النساء واكتر من مرة كان بيحاول إنه يختلى بيها بس هي كانت بتمنعه، لحد ما في مرة كانت في أشد الحاجة للمال ولجأت ليه، كانت محتاجة مبلغ كبير وساعتها هو استغلها وقالها هيديها مقابل إنها تمتعه بيها، ولإنها مكنش قدامها حل واقفت، بعد ما خلاص اختلى بيها ويقال انها كانت معاه على الفراش وقبل ما يهم بيها قالتله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحق، ساعتها تركها فعلا واداها الفلوس وسابها، هنا دعى ربنا لو كان العمل دا خالص لله ينجيهم من اللي هم فيه وبالفعل الصخرة انزاحت خالص وقدروا إنهم يخرجوا واللي خرجهم كان قوة عملهم الصالح، علشان كدا كلنا لازم يكون عندنا عمل صالح بينا وبين نفسنا عملناه لوجه الله يكون قوى لدرجة إننا لو كنا مكانهم كنا قدرنا خرجنا أو لو اتحطينا في موقف زيهم "
أستيقظت من غفوتها وهي تمسك رأسها بألم وتنظر حولها بتعجب لتجد نفسها مازالت بمكانها، كيف رأته اذا؟، لا تدرى أكان حلما ام أن زين قص عليها هذه القصة من قبل، كل ما تعلمه أنها تتذكر كل كلمة تحدث بها، ابتسمت بحنين له، فحتى وهي بعيدة عنه لم يتركها بل اتاها بحلمها وكانه يخبره بأنه معها حتى ولو لم يكونوا بنفس المكان، شعرت بالقوة والأمان حتى باتت تشم رائحته بالمكان او هذا ما يُخيل إليها. 
زينها الحبيب والتي أشتاقت له بشدة، ترى ما حالته الآن وهاهو اليوم الثالث لها في هذا المكان الموحش والتي قد بدأت ان تستسلم وتشعر بالخوف وتهتز عزيمتها ولكنه آتاها أولاً ليعيد لها شجاعتها مجدداً، أرجعت ظهرها للوراء وأسندت رأسها على الحائط ومازالت يديها تلتف حولها الحبال وهي تتذكر منذ أن أختطفها في هذا اليوم عندما تركت زين وغادرت وقبل أن تصل لسيارته وجدت من يجذبها ويكمكم فمها بسرع البرق ثم بعدها غابت عن الوعي لتستيقظ وتجد نفسها هنا ولا تعلم من اتى بها إلى هنا. 
وجدت الباب يُفتح ويدخل هو بخطوات متمهلة نحوها لتتوسع عيناها بصدمة وهي تهتف: 
"عمرو!!" 
بينما هو اقترب منها وهو يبتسم بخبث قائلاً: 
"اى رأيك في المفجأة، حلوة صح؟" 
ظلت تنظر له قليلاً وهي تأخذ أنفاسها ولم تتخيله أبداً 
بينما هو ظل يتأملها ويراقب ملامحها المندهشة منه، ليقول: 
"تؤتؤ، مش عايزك تخافي مني لأ" 
بينما هي نظرت له ببرود وأردفت بقوة لم تعدها من قبل وللعجيب أدهشتها هي أكثر منه هاتفة: 
"ومين قالك إني خايفة؟ انت آخر واحد ممكن اخاف منه ياعمرو، مش هنكر اول مرة لما خطفتني خوفت، لكن المرادي مش خايفة منك" 
ورغم تعجبه من حديثها إلا أن ملامح الإستهزاء كانت بادية على وجهه بشدة، ليسألها بتهكم: 
"امم هو لحق يقويكي في اليومين دول يعني" 
هزت رأسها بالنفي ثم ابتسمت تزامناً مع قولها بقوة: 
"مش هو اللي قواني لأ، صلاتي وقرآني هم اللي خلوني قوية ومخفش من واحد زيك، انا قوية بثقي بربنا وانا خارجة النهاردة مصلية الفجر وقارئه اذكارى، اخاف ليه بقى" 
"بس أخرسي" 
قام بصفعها على وجهها حتى أدميت شفتيها من اثر الصفعة، بينما هو شعر بالخوف الشديد من حديثها وكأنه أخيراً تذكر أن هناك جنة ونار، لم يتحمل حديثها ليصفعها بغضب وكأنه يحاول تهدئه ذاته، تركها وغادر وهو يشتعل بشدة، بينما هي اغمضت عيونها بألم وهي تحمد الله وتدعوه أن ينجيها من بطشه، 
استفاقت من ذكرياتها وهي تمسح دموعها، فقد مر يومان ولم تراه بيهما، فقد يأتي من يضع لها الطعام ويرحل، بينما لسانها لم يتوقف عن الذكر والإستغفار، سمعت صوت خطوات تقترب منهما والتي خمنت بأنه هو، ولم يخيب ظنها وهي تراه أمامها ولكنها شعرت بالخوف الجدي هذه المرة، فملامحه لا تبشر بالخير إطلاقاً. 
🌸اللهم صل على محمد🌸
كان زين يجلس أمام حاسوبه يسمع الفديو مراراً وتكراراً عله يلاحظ شىء يفيده وهو يصوب عيناه كالصقر وملامح وجهه خالية من التعبير، بينما الشباب يجلسون حوله بعدما عملوا بأمر اخطافها وقد أتوا ليقفوا بجانبه في محاوله لمساعدته في إيجادها، تحدث ليث وهو يقول: 
"انا كلمت ظابط كبير ومعروف وفي اقل من اربعة وعشرين ساعه هيعرفنا مكانها وكمان كلمت المدرية يكثفوا البحث ولو ملقنهاش هقلبلهم الدنيا هناك" 
أومأ له زين بهدوء وهو يعود بنظراته نحو الفديو مجدداً بينما يجلس بالقرب منه كلاً أحمد ويونس الذان يتابعان بصمت، اما عمر مازال يشعر بالغضب وداخله يشعر بالالم والحزن وهو لا يعلم أين يجدها، لينفزع الجميع عندما هب زين واقفاً بفرحة ولهفة وهو يقول: 
"هي ازاي راحت عن بالي دي" 
نظر له الجميع بجهل ودهشة، ليكمل حديثه موضحاً: 
"السلسة، انا.. انا كنت مديها سلسله علشان اتبع مكانها لو حصلها حاجة مش عارف نسيت ازاي" 
هب الشباب جميعهم وهم يقتربون منه وليث يقول: 
"طب يلا بسرعه مفيش وقت وهنتبع مكانها في الطريق"
خرج من الغرفه تزامناً مع الوقت الذي وقفت به عايدة وهي تنتفض وتصرخ بمن تحادثه على الهاتف دون أن تنتبه له قائله: 
"ازاي تسيبه يقرب منها ياحيوو'اان امال انت بتعمل اييه" 
نظر له زين يتعجب يحاول أن يستوعب على من تتحدث حتى توسعت عيناه بصدمة وهو يقترب منها قائلاً بلهفة: 
"روان انتِ عرفتي مكانها، مالها حصلها اي، حد عملها حاجة" 
كان يشعر بالخوف والتشتت ولكنه انتبه فجأة وهو يهتف: 
"لحظه كدا، هو انتِ كنتى عارفه مكانها يا عايدة؟" 
ظهر التوتر على ملامحها وهي تقول بعجاله محاوله تغير الموضوع قائلاً: 
"مش وقته كلام يا زين، المهم نلحقها دلوقتي" 
أوما لها وقبل أن يرحل نظر لها قليلاً ثم قال بنظره مميتة وهو يردف: 
"لو اللي في دماغي صح يا عايدة هيكون مقابله صداقتنا كلها... إلا روان يا عايدة، إلا هي" 
تركها وسار وهو ينظر أمامه بجمود ولحقه الشباب. 
وقبل قليل كانت هي جالسه تفكر فيما سيحدث معها  ليدخل عمرو مجدداً وملامحه لا تبشر بالخير ابداً وما إن رأت هيئته حتى شعرت بالخوف الحقيقي هذه المره ولا تعلم لمَ، ولكن يبدو أنه لا ينوى لها الخير، اقترب منها ثم جلس أمامها ومازالت يديها مكبله 
ليقول بغضب: 
"سيبتك كتير تاخدي وقتك وتكوني قدرتي تاخدي على المكان، المره اللي فاتت هو لحقك، بس المرادي هو مش هيلحقك، هو جاي في الطريق دلوقتي وكمان فيه حراسة على المكان، بس انا برضو عامل حسابي وسابقهم بخطوه" 
وما إن انهى حديثه حتى جذبها بقوة ثم أخرجها من المكان وهي تحاول أن تقاومه ولكنه كان أقوى منها ليجعلها تسير معه عنوة وقد ابتعد عن المكان وهي تبكي بألم، ولكنه لم ينسى أن ينزع لها تلك السلسلة التى ترتديها، لينقطع هنا آخر أمل في أن يجدها زين وهو يذهب بها إلى مكان لا يعلمه أحد!!. 
كان زين يسير بسرعة جنونيه وهو يتبع مكان وجودها حتى وجودها تتحرك من مكانها وهو ما اشعره بالخوف حتى توقفت مرة أخرى، ليقول عمر برعب: 
"معقول يكون عرف بالسلسله؟" 
وما إن انهى حديثه حتى رن هاتف عايدة لتجيبه ولكن ثوانِ معدودة لتصرخ لمن تحادثه بغضب: 
"ازاي قدر يهرب منكم يا شويه****" 
أغلقت معه وقد شعرت بالرعب الحقيقي هذة المره، لقد خرج الأمر عن سيطرتها دون أن تدرى!. 
#يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لا نُسمِّي الرَّجُل رَجُلًا حتىٰ ننظُر إلىٰ زوجتهِ، أعزيزةٌ هِي أَم مُهانة.
________________
حاولت الهرب بكل الوسائل من المكان ولكنها فشلت فكان المنزل مغلق ومحكم من جميع الإتجاهات، فقد اتى بها في هذا المكان مبتعداً عنهم وقد نزع عنها سلسلتها، اذا لن ينقذها أحد ولا يوجد احتمال ضعيف من هروبها منه. 
تذكرت ذلك الحلم الذي رأته وقصة أصحاب الصخرة التي رواها لها زين وكأنه كان يعطيها القوة لتتحمل ما هي مقبلة عليه بثبات، علمها كيف أنجاهم الله رغم استحاله خروجهم من المكان إلا أنهم بعملهم الصالح خرجوا. 
جلست أرضاً وهي تستند برأسها على الحائط وشريط حياتها يمر أمام عيناها، ماذا فعلت بحياتها وماذا قدمت لدينها؟ اي عمل صالح فعلته قد ينجيها مما هي فيه رغم استحاله حدوثه؟. 
تذكرت أنها حينما كانت صغيرة كانت تطعم تلك القطة المسكينه ولكنها تتسآل هل هذا كافِ؟ تذكرت أيضاً عندما أطعمت إحدى أصدقائها وقد أعطتها من طعامها حينما كانت جائعة وهي بالصف السادس.. عقلها يعتصر اي شىء قد ينجيها رغم استحالة ذلك، فهي قد رأت الإصرار والجدية على ملامحه قبل أن يرحل، يبدو أنه خطط لكل شىء، ماذا تفعل؟ انتفض قلبها بخوف وهي تتذكر نظراته المصوبة نحوها ليبث الرعب داخلها، أغمضت عيناها وقد كانت على وشك أن تستسلم حتى قفز على ذهنها تلك السيدة التي ساعدتها يوماً. 
نعم لقد تذكرت، المرأة الفقيرة التي أعطتها كل ما تملك من مال ذات مرة عندما وجدتها محتاجة حتى أنها أخذت الطريق إلى منزلها سير ومازالت دعوات تلك السيدة تلاحقها، لكن نسيتها تماماً ولكن ظل اثرها موجود. 
أغمضت عيونها وهي تدعو الله بكل جوارحها أن ينجيها حتى ولو لم تكن تستحق، لكن هي تثق بأن الله سينجيها كما ينجيها كل مرة وهي لا تستحق، تقسم بأنها سوف تتغير وتصبح شخص أفضل إن خرجت من هنا سليمة. 
فُتح الباب فجأة مما جعلها تنفزع وهي تتراجع للوراء، بينما هو أخذ يقترب منها ببطء وهو يقول: 
"اى رأيك في المكان دا؟ عجبك صح، طبعا انتِ مفكراه هييجي يلحقك زي المرة اللي فاتت، بس المرادي انا سبقته، علشان كدا محدش هيعرف ينقذك مني المرادي، انا بقى هخليه يندم زي ما كان سبب لفصلي من الكليه نهائي وكمان اروح تحقيقات " 
كان مع كل كلمة يتفوه بها يتقدم نحوها ببطء مهلك للاعصاب، بينما هي لأول مرة تشعر بهذه القوة والتي لا تعلم مصدرها وهي فقط تذكر الله بقلبها قبل لسانها، هو وحده القادر على كل شىء، لتهتف بقوة وهي تقول: 
"مين قال إن محدش هيقدر ينقذني؟ مش وارد إن ربنا يقبض روحك وانت واقف؟ اذا كان ربنا بعتلي اللي ينقذني منك المرة اللي فاتت رغم اني مكنتش استحق وكنت بعيده عنه وبعصيه؟ تفتكر ربنا هيضيعني بعد ما قربت منه وتوبت!! تبقى غلطان" 
ورغم اهتزازه جسده وشعوره بالخوف وتأنيب ضميره، إلا إنه حاول اسكات ذلك الصوت وهو يصفعها مجدداً بقوة وكأنه بهذه الطريقة يسكت صوت ضميره، لتكمل هي حديثها وقد تساقطت دموعها: 
"لو قربلتي مش هسامحك ولو بينك وبين الجنة ذنبي مش هسامحك" 
سرت رجفه خفيفه بجسده وشىء ما بداخله يتراجع، صوت ضميره وخوفه من الله يحثه على عودة أدراكه، ولكن لأنه يتبع شهواته وتسول له نفسه وهو يتبعها بكل سهولة حتى اصبح كالعجينة لشياطنه وهو يوسوس له بكل يسر، ليقوم على حين غرة بشق جزء من ثيابها ثم تلاها وهو ينزع خمارها وهي تشهق بفزع ومازال لسانها لم يتوقف عن الذكر واسماء الله الحسنى، اما عنه فقد كانت الصدمة بأنها كانت صلعه تماماً إلا من بعض الشعيرات التى نمت قليلا، لتهتف هي مجدداً بعدما رأت ملامح الصدمة على وجهه قائلة: 
"هتقدر تهزم واحدة السرطان نفسه مقدرش يهزمها؟" 
ترك حجابها من يده وهو يتراجع للوراء ويفكر بحديثها، أكانت مريضة كانسر! بل وشُفيت منه أيضاً؟ لا يعلم ما سبب الخوف اللي سيطر عليه الآن،إن كان الله أنجاها من مرض نادراً ما يُشفى أحداً منه، فمن هو حتى يؤذيها؟ لقد تذكر بأن هناك آخره وسوف نتحاسب على افعالنا،لقد فاق من شهواته التي كانت ستكون سبب دماره وهلاكه، ليتدخل ضميره الانساني وخوفه من الله هذه المرة وهو يقول: 
"اخرجي" 
نظرت له وكأنها تحاول استيعاب ما قاله ليصرخ بها مجدداً مما جعلها تنتفض وهو يهتف بها صارخاً: 
"قولت اخرررجي"
تحركت من مكانها مسرعة ومازالت لا تصدق، ولكنها توقفت فجأة وهى ترى الباب مغلق، ليرمى لها المفتاح أرضا، أخذته بلهفة ثم أمسكت حجابها وهي تضعه على رأسها ثم ركضت نحو الباب تحاول فتحه بصعوبه بسبب ارتعاشه يدها وتسارع دقات قلبها حتى فُتح. 
هرولت بعيداً عن المنزل وقد كانت بمكان اشبه بغابه، كانت تركض بسرعة كبيرة وكل دقيقة تنظر خلفها تتأكد بأنه لا يلاحقها ودموعها تنهمر كالشلال وهي تضحك بفرحة ولا تصدق بأنه أخلى سبيلها حتى توقفت عن الركض وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة ثم جلست على ركبتيها وتحولت ضحكاتها الى الصراخ وهي تبكي بهستيريا على كل ما عانته، ظلت تبكي وتبكي حتى كادت أنفاسها أن تتوقف وقلبها ينبض بشدة، تتذكر كل ما عانته وهي تصرخ بألم ولا تدرى كم مر عليها الوقت حتى هدئت نوبتها الهستيريا، لتقوم اول شىء بفعله وهي تسجد أرضاً حمداً لله ولا يوجد كلام داخلها تعبر به عن حالتها. 
وجدت شخصاً يقترب منها من بعيد وملامحه ليست واضحة حتى شعرت بالخوف، اقترب منها أكثر لتتبين ملامحه، إنه ليث زوج حور!! ماذا يفعل هنا، وما إن رآها حتى ركض نحوها كي يطمئن عليها ولكنه أدار نظره بعيداً عنها وهو يرى ملابسها الممزقه وحالتها ثم خلع جاكته الخاص وأعطاه لها وهو يهتف بنبرة جاده: 
"متخافيش...زين هنا وجاي حالاً" 
هزت رأسها بهدوء وهي تشعر بالحرج ثم أخذته منه وهي تخفي جسدها بخمارها، بينما هو هاتف زين والذي كان قريب منه فقد تفرقوا جميعاً للبحث عنها وكلاً في مكان مختلف عن الآخر كي يجدوها ثم أخبره بأن يأتي وحده كي لا يراها احد بهذه الحاله. 
لم يمر الكثير حتى ظهر زين وهو يهرول نحوها بأقصى سرعه وما إن رأته حتى ركضت له هي الاخرى، ليتلقاها بين زراعيه وهو يضمها له بقوه حتى كادت عظامها أن تكسر بين يديه وهو يريد لو أنه يستطيع ادخالها بين ضلوعه ولا يصدق أنها بين يديه الآن وقد عادت له. 
بينما هي ظلت تشم رائحته كي تشعر بالأمان، الامان الذي افتقدته طوال الثلاثة أيام، ظلت تبكي داخل أحضانه وكأنها تشتكي له عن ما عانته من دونه وهو يستقبل هذا بصدر رحب، يكفي أنها عادت إليه من جديد. 
حملها زين وأراح رأسها الصغير على صدره وهي تحيط عنقه متشبسه به بشدة وتدخل أكبر قد من رائحته داخل رئتها وكأنها تروى تعطشها بفقده ثم أغمضت عيناها براحه فاقده للوعي بعدما شعرت بالأمان وتركت لنفسها العنان بوجوده، فهي لن تعد تخشى شىء، بينما الشباب بقوا يبحثون عن عمرو بعدما أخبرتهم هي على عجاله عن المكان الذي كانت به وهم يحاولون ايجاده. 
🌸لا نُسمِّي الرَّجُل رَجُلًا حتىٰ ننظُر إلىٰ زوجتهِ، أعزيزةٌ هِي أَم مُهانة.🌸
كان زين يجلس جوارها متمسكاً بها بقوة وقد ذهب في سباتِ عميق بعدما استطاع النوم أخيراً واستسلمت جفونه بعدما قد رحل النوم عنه منذ اختطافها ولكن ها هي عادت له من جديد لتعود له روحه مجدداً والتي فارقته منذ رحيلها، كان الجميع حولها يطمئنون عليها ووالدتها التي أخذت تبكي وهي تحمد الله وقد نامت هي الاخرى بعد عودتها، بينما روان شعرت بالخجل لإلتصاقه بها بهذا الشكل امام الجميع وهي شبه جالسه بين احضانه، حاولت التملص منه ولكنها فشلت وهو يقبض عليها بقوة آلمتها، 
اقتربت منها والدته وهي تقول: 
"سيبه... منمش خالص من يوم ما اتخطفتي" 
عادت تنظر له مجدداً وقد كان الارهاق بادي على وجهه بشدة وشعره المبعثر وملابسه الغير مهندمه والسواد الذي غطى عيونه دلاله على عدم نومه، مسحت على رأسه بحنان وهي تنظر له بحزن، فهي منذ أن دخلت حياته وهي سبب تعبه وحزنه. 
دخل عمر المنزل وهو يركض نحوها بلهفة بعدما تم الإمساك بعمرو وخلفه عايدة، بينما هو اقترب من روان وهو يحاول جذبها ولكن زين قد استيقظ وهو يشعر بمن يسحبها ليتمسك بها أكثر وكأنه يخشى أن يفقدها مجدداً. 
"سيبها يا زين، ومتنساش انك كنت السبب" 
تحدث عمر بغضب وهو يحاول جذبها منه بينما زين لم يتركها وهو يشدد على حصارها أكثر ثم قام بلكمه وكأنه تذكر أخيرا حين لكمه يوم اختفائها وهو يتحدث: 
"لو انت ناسي فأحب أفكرك انها مراتي" 
ليبادله عمر الكمه وهو يقول بغضب مماثل له: 
"وهي أختى قبل ما تكون مراتك" 
"بس انتوا الاتنين" 
صرخ بها والد زين وهو يقترب منهم ويبعدهم عن بعضهم البعض، بينما زين نظر تجاهه وهو يقول بنبره حازمه: 
" بعد أذنك يا بابا، فرحي انا وروان هيكون بعد اسبوع، انا يستحيل اسيبها ولو لدقيقة واحده بعد كدا"
طالعه الجميع بصدمه من قراره المفاجئ، ليقول والده بجدية: 
"اى يا زين اللي انت بتقوله دا، ازاي بعد اسبوع وشقتك لسه متعملش فيها حاجه وروان امتحاناتها هتبدأ كمان عشر ايام" 
"هتقعد معايا في اوضتي لحد ما شقتي تخلص، واعتقد هي معندهاش مانع" 
نظر لها بطرف عينيه وكأنه يحذرها من أن تعترض، ولكنها هزت رأسها مسرعة وهي تبتلع ريقها خوفاً من نظراته. 
"اى الجنان دا يازين من امتى وانت متسرع ومتهور كدا، وبعدين أوضه اى دي اللي هتقعدوا فيها، استنى على الاقل لما شقتك تخلص وهي تخلص امتحانها براحتها" 
تحدثت والداته بجدية، بينما هو لم يهتم لحديث أحد وهو يردف بنبرة لا تقبل النقاش: 
"انا قولت اللي عندي، لو مش موافقين يبقى هاخد شقة بره ونقعد فيها" 
نظروا له جميعاً بدهشه وكأنه ليس زين الذي يعرفونه، تحدثت ياسمين محاولة تلطيف الأجواء والتي التزمت الصمت منذ البداية: 
"اهدى يا زين، الأمور مبتتاخدش بالشكل دا" 
قاطعهم والده وهو ينظر له. يتفهم شعوره جيداً ويعلم أنه لطالما أصر على شىء فلن يتراجع عنه ابداً: 
"ماشي يازين، فرحكم بعد اسبوع طالما دا هيريحك" 
ورغم اعتراض الجميع إلا انه لم يقوى أحد على الحديث وتحديداً بهذا الوقت، بينما زين حررها أخيراً من قبضته ثم اقترب من عايدة التى كانت تتابع بهدوء وصمت كعادتها ثم أخذها وذهب معها للخارج وما إن ابتعدوا عن الجميع حتى تحدث بثبات: 
"كنتي عارفة مكانها ومقولتليش ليه يا عايدة؟" 
نظرت له قليلاً دون أن تجيبه، كانت ملامح الغضب ظاهره على وجهه ولكنه يحاول تمالك أعصابه، فهي بالأخير خالته ويجب عليه إحترامها، بينما هي تحدثت بسخرية قائلة: 
"عايدة حاف كدا؟، طول عمرك بتقولي ياخالتي ولا خلاص كبرت"
"متغيريش الموضوع... خبيتي عليا ليه إنك عرفتي مكانها؟ وانا اللي كنت فاكرك بتساعديني بجد ويهمك سعادتي، كنتي شيفاني بموت قدامك ومش فارق معاكي
اديني مبرر واحد يخليكي تعملي كدا" 
أخذت نفساً عميقاً ثم زفرته بتمهل وهي تقول بهدوء: 
"انا بالفعل كنت بساعدك يا زين، انت مشوفتش نفسك كنت عامل ازاي، كنت حاسه اني شايفة عيل صغير قدامي بعيط علشان أمه ترجعله اللعبة بتاعته اللي ضاعت منه مش زين الراجل الواعي اللي دايما كلنا بنعتمد عليه" 
اقتربت منه ثم أمسكت كتفه وهي تنظر لعيناه ثم أردفت: 
"لو انا كنت جيت وقولتك انا لقيتها يازين وعرفت مكانها وانت قاعد مكانك وضعيف بالشكل دا كل مرة هتقع في مشكلة كنت هتتخذ الضعف وسيلة ليك علشان تطلع منها،
لكن انا سيبتك تفوق وتقوم تدور عليها بنفسك" 
"ولما قومت ودورت عليها وفوقت معرفتنيش مكانها ليه؟" 
"كنت بديها فرصة هي كمان ولو لمره واحده تحاول تنقذ هي نفسها وتعتمد على ذاتها شويه ومش كل مره تعتمد عليك لانك بالفعل مش كل مرة هتعرف تنقذها، حطيت حراسه على البيت واللي كان خاطفها دا حته عيل ادها مكنش فيه منه قلق وواخدها بس علشان يهاوشك بيها بعد ما فصلته من الجامعه" 
بينما هو ينظر له مصدوماً ولا يصدق حديثها، كيف كانت بكل تلك البرود وهي تراه بهذه الحاله ولم يرف قلبها له لرؤيته بهذا الشكل لأجلها، كل ما قالته ليس مبرراً لإخفائها الأمر عليها، ليقول بغضب فشل في السيطره عليه: 
"مين انتِ يا عايدة علشان تخلي كل حاجة على مزاجك، 
وباي حق تحددي اى الأنسب لينا، انا مشتكتلكيش، لو روان كان حصلها حاجة مكنتش هسامحك عمرى كله، وبعدين انا مش محتاجها تقوى وتعتمد على نفسها علشان انا مش هسمح لحد يأذيها او يقرب منها حتى طول ما انا عايش" 
"واديها قدامك سليمة اهي، انا مكنتش هسمح يحصلها حاجه، بس لو هتركز كدا هتلاقي إنك قومت وفضلت تدور عليها وعرفت مكانها بدون ما حد يساعدك، وهي قدرت تنقذ نفسها وتخرج بدون برضو ما حد يساعدها ودا اللي كنت عايزاه" 
توقفت عن الحديث ثم أستدارت توليه ظهرها وأغمضت عيناها وهي تقول بنبرة حادة ولكنه استشف الحزن بها: 
"مش عايزاك تتوجع بعدين يا زين" 
اقتربت منه مجدداً وهي تنظر لعيناه بتمعن ثم أردفت بكلمات ذات معنى: 
"علشان لو وقعت... مش هتقدر تقوم تاني" 
ورغم أنه شعر بالحزن لأجلها وقد فهم جيداً ما تعنيه ولكنه ولأول مرة لا يهتم لشىء وهو يجيبها بثبات هو الآخر: 
"روان لأ يا عايدة... مش هسمح إن يحصلها حاجة طول ما انا عايش حتى لو هفديها بروحي، وكلامك دا كله مش هيغير من اللي حصل حاجة ولا مبرر للي عملتيه، هي خط احمر وبعيدة عن شغلك، انا مش مستعد اني اخاطر بيها" 
تركها وغادر وقد كان يشعر بالغضب والحزن معاً، رغم  معرفته جيداً لتصرفها والتي من وجهة نظرها هو الصواب إلا أنه ليس مستعداً لأن يخسرها ولن يسمح بذلك ابدا. 
🌸- كتبَ حافظ لِلقرآن:
"أن تُصلي خَلف الإمام وَتعرِّف اسم السورة التي يَقرأها والوجه وَموضِع الآية ِمن الوجه، شعور لا يُشبهه شيء، كأن الفردوس في صدرك."🌸
وقف أمام القبر وهو يتنهد بحزن وألم وينظر له وعيناه مثبته عليه، ترى ما حاله الآن داخل القبر؟ هل هو حزين ام سعيد، هل القبر مضىء له ام مظلم؟ طب هل أخيه يشعر به ام لا؟ بداخله العديد من المشاعر المضطربه داخله. 
جلس جوار القبر ثم وضع يده على لافتة اسمه والتى خطت" المغفور له بإذن الله ياسر محمود العمرى" لقد أصر والده على وضع اسمه، فقد عاش طوال حياته باسم آخر غير اسمه الحقيقي واب آخر غير ابيه، لذا كان اقل شىء يفعله له أن ينضم للعائلة. 
"مش عارف انت حاسس بيا ولا لا، بس انا كنت عايز اقولك اني بحبك اوى، انت اكيد مستغرب ازاي حبيتك الحب دا كله واحنا مشوفناش بعض غير كام مرة وكنا بنخانق، انا نفسي مستغرب وكأني عارفك بقالي سنين، اقولك على سر؟ كل مرة كنت بشوفك كنت بحس كأنك مسؤل مني وبحس تجاهك بمشاعر غريبه وانك مش غريب عليا رغم اني كنت اول مرة اشوفك"
توقف وهو يبتلع غصه مريرة بحلقه ثم تابع بألم: 
"كان فيه حاجات كتير لازم نعيشها سوا يا ياسر، كان نفسي نتجمع كلنا مع بعض، تعرف انا بقالي كتير اوي عايز اجي اشوفك بس مكنش عندي الجرأة اني اجيلك لحد ما انت جيتلي في الحلم، عايز اقولك كمان إن حور سامحتك ومحدش زعلان منك، وكمان هطلع كل يوم صدقة على روحك ومش هنساك ابداً من دعائي، يبقى على الاقل لو مقدرتش اشوفك ونتقابل، هخلي الدعاء الوصل اللي هيربطنا ببعض دايماً" 
سقطت دمعة حارقة من عينيه وهو يقول ببسمة ممتزوجة بألم: 
"مش عايزك تزعل وانا كمان مش هزعل علشان اكيد دا الخير لينا، محدش يعرف الخير فين، انت سامعني وحاسس بيا صح؟ إن شاء الله تكون حاسس بيا ومتخافش انا هجيلك على طول هنا وانت كمان تجيلي في الحلم علشان نفضل على تواصل دايما اتفقا يا ياسر" 
مسح دموعه وهو يلتفت لمن وضع يده على كتفيه، من غيرها رفيقة دربه ومؤنسة وحشته، اقتربت منه ثم مسحت اثر دموعه بأناملها الصغيرة وهي تبتسم له بحنان، ليبادلها نفس البسمة بإمتنان كبير، وقد لاحظ تأخرها العمدي لتتركه ياخذ راحته ويخرج ما يجيش بصدره لأخيه. 
جلست جواره وقد احترمت صمته ولم تتحدث، اخرجت مصحفين من حقيبتها وهي تعطيه واحداً له وآخر لها بينما هو اخذه منها وهو يهتف: 
"هو القرآن بيصل للميت؟"
تنهدت قليلاً وهي تفكر بالأمر ثم هتفت: 
"الله اعلم ياليث انا معرفش الحقيقه، وكمان الموضوع عليه اختلاف هو بيصل للميت ولا لأ، هو فيه حديث عن الرسول قال إن توفي بن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث(صدقة جارية، عمل يتنفع به، ولد صالح يدعو له) دول اللي اكيد ووردا عن الرسول، لكن قراءه القران لما بحثت فيه اللي قال انها بتوصل لما نقرأ ونوهب ثوابها للميت وفيه اللي قال لأ مش بتصل" 
أوما لها بهدوء ثم سألها مجدداً وهو يقول: 
"طب والميت بيحس باللي بيزوره؟" 
"برضو مش عارفه، كنت الاول على حد علمي إن الميت بيحس، لكن لما جيت ابحث ملقتش دليل قاطع إنه بيحس باللي بيزوره ولقيت اختلاف واراء كتير عليها، انت اعتبره بيحس بيك وتعالى زوره دايما وادعيله" 
تنهد بشرود وهو يفكر بحديثها ثم أمسك المصحف وبدا كلاهما بالقراءة بعد الوقت حتى انتهوا وليث يتصدق (صدق الله العظيم). 
بينما هو انتهت تلاوه وهي تقول(سبحانك اللهم وبحمدك، اشهد أن لا إله إلا انت، استغفرك واتوب إليك) 
"انت مش بتتصدقي ليه بعد ما خلصتي؟" 
"علشان سمعت إن قول صدق الله العظيم بدعه، الاول استغربت لاني متعودة اقولها دايماً وكنت اول مره اسمع انها بدعة بس لما فكرت فيها حسيتها متنفعش فعلا، اصلا ربنا سبحانه وتعالى مش محتاج إننا نصدق قوله، احنا بنقول صدق رسول الله علشان نأكد صدق كلام الرسول لانه مهما كان فهو أشرف الخلق ونبي مرسل فهو بشر علشان كدا احنا بناكد على صدق قوله، لكن ولله المثل الاعلى ربنا إله ولا يحتاج اننا نصدق قوله حاشا لله" 
تفهمت حديثها ثم سألها مرة أخرى: 
"طب طالما بدعة ليه الكل بيقولها؟" 
"بص يا ليث، فيه حاجات كتير منقدرش نأكد عليها ميه في الميه هي بدعة ولا لأ، لكن مجرد ما بشك في حاجة مش بعملها افضل تجنباً للشبهوات، فعلشان كدا بطلت اني اقولها سواء بدعة او غيره واستبدلتها بقول سبحانك اللهم وبحمدك، اشهدوا أن لا اله إلا انت استغفرك واتوب إليك" 
"ربنا يجازيكي خير ياحور على كل معلومه بعرفها منك ببلاش كدا وانتِ بحثتي وتعبتي فيها" 
ابتسمت له بلطف ثم وقفت وهي تمسك يده تزامناً مع قوله: 
"ودلوقتي تعالى معايا علشان عايزة اديلك حاجة مهمة اوي بالنسبالي" 
🌸من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرةٍ غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.🌸
كان جالساً بالمسجد يراجع ورده بعدما حضر الدرس وهو يشعر بالراحة، أرجع رأسه للوراء وهو يتذكر حياته قديماً والآن، يالله اي خير فعله بحياته كي ينال تلك الراحة التي يشعر بها الآن والسلام النفسي الذي حل عليه، تُرى هل الله راضِ عنه الآن؟ لقد أتم اليوم حفظ سورة البقرة بعد جهد وشقاء وسهر ليالي والمواظبه عليها والتودد على المسجد حتى أتمها، يتذكر احتفال الجميع به فرحة لأجله، كانوا لا يقلون سعادة عنه وهم يهنئونه بفرحة، لقد رأى الحب والسعادة بعيونهم لأجله وهذا ما اسعده أكثر. 
لقد تقرب من الجميع هنا واصبح يعلم الكثير عن دينيه
بل وكلما تعمق في الدين كلما ذاد حبه له واصبح متيماً به 
وذاد علمه وعمله به. 
أغلق المصحف وهو يرى أحمد صديقه الوفي يقترب منه 
، قام وهو يعانقه بحب ولا يوجد حديث يوفي حقه معه، فهو له فضل كبير عليه في تعلم دينيه، بينما قال احمد بحب وهو يحتضنه: 
"هتوحشني اووي يا يونس وانا اتعودت عليك" 
شدد الآخر على عناقه وهو يقول بمزاح كي لا يبكي: 
"اووه ابتعد يا رجل، لقد بدأت أشك بأمرك" 
ضحك وهو يبتعد عنه ثم تنهد قائلاً: 
"كدا خلاص قررت انك هتمشي؟" 
أومأ له وهو يجيبه: 
"أجل احمد، رغم انني سوف أشتاق لكما بشدة، ولكن لا طاقة لي بالمكوث هُنا دونها صدقني" 
وضع يده على كتفه وهو يقول بجدية: 
" رغم إني مكنتش موافق انك تروح، بس طالما دا هيريحك يبقى توكل على الله"
ثم تابع حديثه بمزاح ملطفاً الأجواء
" وعقبال ما الاقي انا كمان اللي تخليني اسافرلها بلاد هي كمان... هييح بقى"
"سوف تكون اكثر من محظوظه لانها ستحظي بشخص متلك أقسم" 
بينما هو تحدث بمزاح وهو يعدل من ياقته ويمنع دموعه من الهطول لفراقه بعدما قد اعتادت عليه وأصبح رفيقه المقرب هاتفاً: 
"ايوه فعلا هتكون محظوظة" 
ابتسم له ثم أحتضنته مجدداً وهو يقول: 
"سوف نكون على تواصل دائما معك انت وليث وبقية الشباب، لن انساكم إن كان للعمر بقية" 
🌸"قال أبو سليمان الداراني: والله لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا... قُم ليلك ولو بركعتين، ولا تنسَ الوتر."🌸
كانت تجلس جواره وهى تنظر للقمر بشرود والسكون يعم المكان، تفكر بكل ما حدث معها وكل ما مرت به من صعاب وهو معها وجوارها ولم يتركها، ترى مما خُلق هذا الرجل؟ ماذا فعلت بحياتها لكي تحظي بشخص مثله. 
"زين" 
تحدثت وهى مازالت تطالع القمر أمامها بشرود، همهم لها كي تتحدث بما تريده وهو مازال على نفس هيئته لتردف: 
"انت عارف اني بحبك صح؟" 
ظهر شبح ابتسامه على وجهه ولكنه حاول الثقل وهو يقول بلامبالاة ظاهريه: 
"ايوه عارف" 
استدرات له لتكون مقابله له وهي تقول بنبره مختنقه: 
"وعارف برضو اني غيبه ومتسرعه ومش بفكر بالكلام قبل ما اقوله صح؟" 
نظر لها أخيراً وقد رق قلبه لها، لم يتحدث احدهما بالموضوع منذ عودتها ولكنها تريد الإعتذار عما بدر منها. 
أوما لها بهدوء يؤكد حديثها وهو ينظر لها بتمعن، لتتحدث مجدداً وقد أغروقت عيناها بالدموع قائلة: 
"والله يا زين انا.. انا مكنتش اقصد اي حاجة من اللي قولتها، انا اول ما.. ماشوفت..." 
قطع حديثها وهو يقربها إليه ثم حاوطها بزراعيه قائلاً: 
"هشش خلاص كل دا حصل وانتهى وانا نسيته اصلاً، مش هنكر انا زعلت منك علشان مفيش واحدة عاقلة تقول لجوزها انا بكرهك لكن مبقتش زعلان منك خلاص" 
تتنهدت براحة من حديثه ثم تحدثت مرة أخرى بندم: 
"انا بثق فيك أكتر من نفسي، لكن لما بغير مش بفكر باللي بقوله حتى، انا حتى قلبي بيوجعني لما بشوفك حاضن ياسمين او اي حد غيرى" 
تعالت ضحكاته على ملامحه ثم تحدث وهو يضع رأسها على كتفه قائلاً: 
"خلاص يبقى مش هحضنها خالص مرضيه كدا ياستي؟" 
أومات له بضحك وهي تمسح دموعها تزامناً مع قولها: 
"لحد الآن مش مستوعبه إن فرحنا بكرة، حاسه العمر جرى بسرعه اوي يازين، دا انا لسه من كام يوم كنت عيلة بضفاير بلعب معاك، فاكر يازين لما كنت بجيلك علشان تسرحلي شعرى؟" 
توقفت عن الحديث وهي تتذكر ثم أردفت وهي تضحك بتهكم: 
"بس دلوقتي معدش فيه شعر خلاص" 
اجابها وهو يمسح على رأسها هاتفاً: 
"هيطول وارجع اسرحهولك من تاني، وبعدين مش انتِ اللي اتسرعتي وروحتي حلقتيه؟ علشان اصلا لا يجوز إنك تحلقيه والرسول نهانا عن كدا الا لو كان فيه ضرروى قصوى وانتِ ساعتها مكنش فيه ضرورى" 
ابتسمت له ثم تحدثت بصدق ورضى: 
"فاكر يازين بعد ما خفيت من المرض وكنت زعلانه على شعرى وانت قولتلي الكلام دا وانا ساعتها زعلت وقولت انا ليه عملت كدا؟ تعرف إن بسبب شعرى عمرو سابني لانه عرف اني كان عندي الكانسر وكأنه افتكر ربنا دلوقتي، بعد ما كنت زعلانه طلع هو دا الخير ليا، بقيت اضحك واقول هو للدرجه دي ربنا بيكون مرتب حياتنا واقدارنا، يعني شعري اللي كنت بعيط علشان حلقته هو نفسه كان سبب نجاتي؟ ربنا رحيم بينا اووي يازين، مهما فضلت اشكر ربنا واحمده عمرى كله مش هوفي حقه عليا" 
ثم وقفت من مكانها وهي تنظر له وتقول بفرحه: 
"انا فرحانه اوووي يا زين، حاسه إني عايزة افضل اجرى واصوت واطنط واعمل حاجات كتير، انا بحب ربنا اوووي يازين وبحبك انت كمان وبحب كل حاجة حواليا" 
وقفت وهي تدور حول نفسها وتجرى وتصرخ باسمه وتهتف بسعادة، بينما هو بقى يتأملها وهو يضحك بسعادة هو الآخر ثم اقترب منها قائلاً: 
"مش ناوية توريني الفستان برضو؟" 
ضحكت عليه وهي تتذكر إصرارها بعدم رؤيته لفستان زفافها وارادت أن يكون مفجاة له، ومازالت لا تصدق بأن غداً هو يوم زفافهم، يوم ما تجتمع معه بمنزل واحد. 
🌸"ثم أعود إلى ربّي.. 
‏فأجدهُ يؤنسُ وحشتي.. 
‏ويجبر قلبي."🌸
"غمض عينيك" 
نطقت بها حور وهي تمسك بشىء خلف ظهرها جعله يتعجب ولكنه اغمض عينيه كما طلبت منه، امسكت يده ثم وضعت فيها هذا الشىء الذى كانت ممسكه به، فتح عيناه وهو ينظر لمَ بين يديه بدهشة ولا يعلم ماهيته، لتتحدث هي بحب قائلة: 
"من بره يبان إنه نوت (دفتر) عادي لكن الحقيقة هو مش نوت وخلاص لأ، دي جواها قلبي وكل مشاعرى اللي فضلت محافظه عليها سنين للشخص اللي يستحقه وانت أكتر واحد تستحق يا ليث" 
ورغم سعادته من حديثها الذى أدخل السرور على قلبه ولكنه سألها هاتفاً: 
"طب ليه ادتهوني دلوقتي، ليه مدتهونش من اول ما اتجوزنا؟" 
"علشان هو غالي عليا اوي يا ليث، جوازنا مكنش كافى إني أدهولك برضو وهو فيه كل ذكرياتي ومشاعرى اللي كنت بهرب بيها هنا، لمجرد إني ادهولك كأني كشفتلك نفسي وبعرفك على حور الحقيقة مش حور اللي قدامك واللي مفيش حاجة بتهزها، كان صعب عليا فكرة إن شخص ممكن يقرأ الكلام دا لاني هحس خلاص إنه عرفني 
وشاف ضعفي اللي مش ببينه لحد بإختصار بقيت كتاب مفتوح قدامك كدا يا ليث"
اقترب منها يمسك يديها وهو يشعر بالسعادة الشديدة ولا يوجد كلام يصف ما بداخله ثم تحدث بمزاح وهو يغمز لها: 
"لأ دا احنا نروح ناكل على عربية كبدة تاني بالمناسبة السعيدة دي" 
ضحكت على حديثه ثم أردفت بغمزة مماثلة له قائلة: 
"شايفاك بقيت مدمن كبدة انت كمان، فاكر اول يوم بعد كتب الكتاب لما خدتك ورحنا هناك وقولتيلي مستحيل تاكل من على عربية؟" 
ضحك هو الآخر وهو يتذكر هذا اليوم وحين جعلته يأكل عنوة، نظر في عيناها وهو يهتف بحب شديد نابع من قلبه: 
"اللي يحبك هيدمن اى حاجة انتِ بتحبيها يا حور" 
🌸اللهُمَّ لا تَلُمنِي فِيمَا لا أملُك!
- قالها ﷺ قاصدًا قلبه.🌸
وقف زين أمام المرآه وهو يعدل ياقة بدلته وما إن انتهى حتى وقف يصلي ركعتين شكر لله وهو يحمده على إستجابه دعوته طوال تلك السنين وقد نال جزاء صبره وهو يكاد يطير من كثرة السعادة ومازال لا يصدق بأن اليوم هو يوم زفافه على من اختارها قلبه لتكمل نصف دينيه، دخل عمر وهو يتذمر قائلاً: 
"ما تخلص يازين بقى أخرنا عليهم والشباب كلهم مستنين تحت" 
أومأ لها وهو يتأكد من أن كل شىء على مايرام ثم استدار ليرحل وما إن وصل للشباب حتى هتفوا بفرحة ويصفرون له وهم سعداء لأجل صديقهم واخذوا يحتضنونه بحب ويهنئونه وقد شعر بسعادتهم له. 
ركب السيارة والتي اهتموا بتزيينها وكان هو في المقدمة وجميع السيارات خلفه وهم ينشدون بحب ثم توقفوا بالطريق حين سمعوا الآذان. 
نزلوا جميعاً من سيارتهم بعدما امرهم زين ليصلوا أولا ، ولأنه لا يوجد مسجد بالقرب منهم صلوا بالطريق على جنب بعيداً عن السيارات وقد كان زين إمامهم والجميع يصلي خلفه حتى انتهى، 
وقف ليرحل ولكنه نظر حوله بدهشة حين وجد الكثير من الناس وقفوا يصلون خلفه وقف توقف الطريق بسيب كثرة السيارات ليأخذ ثواب كل شخص صلى خلفه وكان هو مشجعهم بل واخذوا يدعوا له ويهنئونه حين علموا بأنه عريس والليوم ليلة زفافه. 
أكمل الطريق وهو يكاد يجن من فرط سعادته حتى أن الطرق لا تسع أجنحته حتى وصل أخيراً بعدما قد نفذ صبره. 
دخل وحده للمكان الذي من المفترض أنها به وهو يبحث عنها ولكنه لم يجدها، ظل يبحث عنها ولكنه وجد فتاة منتقبة ولا يظهر منها شىء وقد كانت تبدو فاتنة رغم أنها تستر جميع بدنها، كانت ترتدي فستان رقيق وطوله مناسب وبه بعض الورود البيضاء وفوقه طرحه كبيرة تصل للاسفل وفوقها ورود ايضا وترتدي فوق ذلك نقاب والذي ذادها جمالاً، لا يعلم لمَ تمنى بأن تكون روان مثلها وقد شرد بها، انتبه لنفسه وهو يستغفر وينظل اسفل ثم ذهب يسأل مسؤله المكان عنها لتجيبه بضحك وهي تشاور عليها: 
"سلامة نظرك يا شيخنا عروستك قدامك اهي" 
توسعت مقلتاه بدهشة وقد ألجمته الصدمة، هل.. هل اردت روان النقاب!! مازال لا يصدق وهو يسير نحوها بخطى متمهله ولكنه وقف على بعد مسافة منها يخشى الإقتراب أكثر وقد لا تكون هي، ولكن داخله يتمنى أن تكون هي. 
تسارعت دقات قلبه بعنف وهو ياخذ انفاسه بصعوبة ثم أقترب منها حتى صار لا يفصلهما شىء وقد تيقن بأنها هي، دقات قلبه لا تنبض لأحد سواها. 
ترغرغت عيناه بالدموع وهو يقاوم الا يبكي ثم أحتضنها على حين غرة ومازال تأثير الصدمة واضح عليه، ليهتف وهو يمسح دموعه قائلاً: 
"انا حاسس اني بحلم... انا مش بحلم يا روان صح؟" 
خرجت من احضانه وقد تساقطت دموعها هي الاخرى ثم قالت بحب: 
"لأ يا زين، مش بتحلم انا لبست النقاب واختارت اليوم دا بالذات علشان عايزة ابدا معاك حياة جديدة من غير ذنوب ولا معاصي" 
قبّل مقدمة رأسها ثم أخذها وسار معها للخارج وهو لا يرى أحد سواها وقلبه يتراقص بسعادة، فاليوم تضاعفت سعادته. 
وصل للقاعة ثم ذهب ناحية قاعة النساء اولاً والتى كانت بجوار قاعة الرجال ولكنها منفصلة عنها ثم أدخلها وسار هو لقاعة الرجال ومعه الشباب. 
اما عنها فقد كان خبر إرتداء النقاب مفاجئ للجميع عدا ياسمين وحور التي قامت بإخبارهن، اقترب منها الفتيات وقد قاموا جميعاً بنزع انقبتهن بسبب اغلاق المكان جيداً وعدم السماح بتواجد الهواتف ثم بدوا بالرقص وهم ينشدون وروان تردد معهم والتي قد حفظت تلك الانشوادات عن ظهر قلب كي تنشدها بيوم زفافها. 
وصل للجميع خبر دخول العريس ليرتدوا نقابهم مجدداً، وبمجرد دخوله للقاعة وهو يسير ويمسك باقة زهور أنارت الشاشة بداخل القاعه وهي تظهر مشهد مشابه لهم ولكن لفتى صغير وفتاة صغيره وهو يسير بالقرب منها ويمسك وردة صغيرة بيده وقد كان فديو لهما وهم صغاراً بزفاف أحد اقاربهم. 
نظرت له بصدمة والمشهد يُعاد لها من جديد ولكن اليوم وهم كباراً وهي زوجته، وصل لها ثم أعطاها الورود في الوقت الذي قام به زين الصغير في الفديو بإعطائها الوردة ثم قام بحملها وهو يدور والشاشة تعرض الفديو في الوقت الذي حملها زين ودار بها بنفس اللحظة والمشهد يُعاد ولكن بالفديو وهم صغاراً وبالقاعة بعدما كبروا ليكون هذا اليوم اسعد يوم مر بحياتهم على الإطلاق والذي حُفر في ذكرياتهم إلى الأبد. 
🌸سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم🌸
وقفت رغد بذلك الفستان الابيض البسيط وهى تنظر أمامها بحزن بعدما قامت بالإمضاء فاليوم هو عقد قرآنها وزفافها أيضاً والتى لم تهتم حتى لرؤية العريس، اي شخص سوف تقبل به ولم يعد يفرق معها شىء، دام أنه ليس يونس اذا فالجميع أمامها سواء، ترى كيف حالته الآن؟ هل مازال يتذكرها كما تفعل به؟  هل سيسامحها على ما فعلته بكلاهما والحكم على علاقتهم بالموت قبل أن تبدأ؟ ولكن ما كان امامها خيار، فما كانت هي لتتخلى عن موطنها بهذة السهولة لذا لم يكن أمامها سوى الرحيل. 
مسحت دمعة فرت مع عينيها وهى تخرج كما أمرها عمها لترى عريسها، بل لترى من اصبح زوجها وهي تشعر بالحزن الشديد، لم تحصل على شىء واحد بحياتها سعيد، ولم تذق طعم السعادة التى كانت تسمع عنها دوماً، لقد كُتب على قلبها الحزن دائما. 
خرجت وهى تسير بخطى بطيئة وقد شعرت بالإختناق الشديد وانهمرت دموعها رغماً عنها بعدما فشلت في السيطرة عليها ولم تهتم لانها امام الجميع وبما سيقولون عنها، عروس وتبكي بيوم زفافها، لتتساقط دموعها أكثر بحرقة وقلبها يأن وجعاً وشعرت بأن الدنيا تسود من حولها حتى سمعت ما اعاد لها روحها من جديد: 
"لا تبكى صغيرتي... تصبحين قبيحة اكثر من قبحك حين تبكين" 
رفعت رأسها نحوه بصدمة وهي لا تصدق بأنه أمامها، هل... هل يونس هو من تزوجها؟ بالتأكيد هي تحلم فمن المستحيل تواجده هنا معها، هل قطع كل تلك المسافات لأجلها؟ ركضت نحوه باقصى سرعة وهي تمسك طرف فستانها حتى وصلت امامه وهي تحتضنه بشدة، تلقاها بين زراعيه وهو يضحك ثم هتف بسعادة قائلاً: 
"لأجل انني اعلم تهورك هذ أرادت أن نعقد قرآننا أولاً كي لا نفعل شىء خاطئ يغضب الله رغد" 
بينما هي ظلت متمسكة به بشدة وهي تبكي وتخرج كل ما بداخله هاتفه بكاء: 
"انا بحبك اووي يا يونس.. انا مش مصدقة لسه انك قدامي.. انت.. انت جيت لحد هنا علشاني" 
هز رأسه وهو يقول ببسمة وحب: 
"ومازالت على استعداد لإن اذهب آخر العالم لأجلكِ رغد" 
"بس.. بس يا يونس هنا الدنيا مش امان وانا خايفه عليك" 
قبل يديها بحب شديد وهو يهتف: 
"لا اعرف معني للامان سوى معكِ" 
وما إن انهى حديثه حتى تعالت ضربات النيران من حولهم والجميع يركض وقد عم الفوضى حولهم، لتنظر لها وهي تقول: 
"انت جيت للموت برجلك يا يونس" 
ليقول وهو مازال على نفس وضعه ببسمة: 
"الموت الحقيقي هو الحياة دونكِ رغد" 
بادلته البسمة وهي تقول تزامناً من اذدياد طلقات النيران حولهم قائلة: 
"وهتستحمل الخوف اللى هتعشيه هنا؟" 
اوما لها وهو يهز رأسه قائلاً: 
"حتى الخوف يصبح له طعماً خاصاً معكِ رغد" 
ابتسمت له ثم أمسكت يده وقد اقتربت النيران منهم 
ثم هتفت بشجاعه وحماس: 
"اذا فلتنطق الشهادة اولاً ثم تستعد للحرب عزيزي يونس فقد لا ننجو" 
وما إن انهت عبارتها حتى توالت الضربات نحوهم بشدة والنيران تنطلق في كل مكان وقد عم الخراب من كل اتجاه وكان آخر شىء وصل لمسماعها قبل إندلاع النيران: 
" لا بأس رغد... فهناك الجنة، فلننعم بجنة الخلد اذا"
🌸"ثم أعود إلى ربّي..، 
‏فأجدهُ يؤنسُ وحشتي.. ‏ويجبر قلبي."🌸
وقف زين وأمسك بالميكرفون ثم قام بالغناء وهو يطالعها بكل بحب والجميع يصفقون بسعادة لأجلهم، بينما هو لم تكف عيناه عن زرف الدموع ولكن هذه المره بسعادة. 
"هي دي اللي اختارتها... اللي دينها مهرها.. هي دي اللي اختارتها.... اللي دينيها مهرها.. اللي روحها فرضها.. واللي حافظة ربها. 
"هي دي اللي اختارتها... اللي دينها مهرها.. هي دي اللي اختارتها.... اللي دينيها مهرها.. اللي روحها فرضها.. واللي حافظة ربها.  
يوم ما جيت دقيت على بابها لقيتها لابسه حجابها... انتِ فيين دا انا ياما دعيت بحورية تكون من الجنة... لاقيتها هي اللي لايقالي.. بس المهر هو الغالي... لقيتها هي اللي لايقالي بس المهر هو الغالي... آيات القرآن الهادي... آيات القرآءن الهادي... عشاااانه أختارتها. 
"هي دي اللي اختارتها... اللي دينها مهرها.. هي دي اللي اختارتها.... اللي دينيها مهرها.. اللي روحها فرضها.. واللي حافظة ربها.  
ياعم انا شارى بديني حلالى في قلبي هحطها... ياعمي هاشورها دي هي شروطها تعيش على شرعها
لقتها هي اللي لاقيالي... بس المهر هو الغالي... آيات القران الهادي.. عشاااانه اختارتها. 
قالتلي دا بيتنا يزين فرشتنا السنة والقرآن.. والحب حياتنا يبعد عنا شىء اسمه الشيطااان.... لقيتها هي اللي لايقالي... بس المهر هو الغالي.. آيات القرآن الهادي.. آيات القرآن الهادي... عشاااانه اختارتهااا" 
وما إن انتهى حتى صفق الجميع بحرارة بينما هو ينظر لها بسعادة وقد كانت كل كلمة نابعه من قلبه وهو يمتع نظره بها لتكون هي اجمل شىء حصل عليه على الإطلاق، بل تستحق مجاهدته وصبره طوال تلك السنين. 
عاد للشباب مرة اخرى وقد قاموا بإنشاد هم مع بعضهم البعض في جو ملئ بالبهجه والسعادة دون أن يعصوا الله، بل انهم كانوا سبباً للتشجيع على الافراح الاسلامية بدون اغاني او اختلاط او اى شىء قد يعصوا به الله، فلقد مّن الله عليهم وارزقهم بالزواج ليقوموا هم بتشغيل الاغاني والرقص عليها امام الجميع والاختلاط، يفعلون كل شىء حرمه الله!!. 
انتهى اليوم بسعادة كبيره وكلا ذهب لمنزله، بينما هو اخذها وذهب بها منزله والذي كان منزين بطريقة جميلة وتحديداً غرفتهم، وقد كان المنزل خالى ومكوث عائلته بالدور الاعلى لكي يأخذوا راحتهم. 
امسكها برفق ثم سار معها للداخل وكلاهما يشعران بالسعادة الشديدة، ليهتف زين بحب: 
"يلا غيرى علشان نصلي الأول ونبدأ حياتنا بطاعة الله وكمان نشكر ربنا على فضله ونعمه علينا" 
أومأت له ثم فعلت كما طلب منها ووقفت تصلي خلفه وما إن انتهى حتى اقترب منها ثم وضع يده على رأسها وهو يدعو الله قائلاً: 
"اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه"
ابتسم لها بحب كبير ثم أردف:
"الدار بقيت أمان خلاص وحلم الطفوله اتحقق ياروان" 
بادلته النظره وهي تقول بحب: 
"بقى امان علشان انت موجود يازين، ووجود زين يعني وجود الأمان" 
تمت بحمد الله 

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا