رواية غرامي ضائع معها من الفصل الاول للاخير بقلم ديانا ماريا

رواية غرامي ضائع معها من الفصل الاول للاخير بقلم ديانا ماريا


رواية غرامي ضائع معها من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة ديانا ماريا رواية غرامي ضائع معها من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غرامي ضائع معها من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غرامي ضائع معها من الفصل الاول للاخير
رواية غرامي ضائع معها بقلم ديانا ماريا

رواية غرامي ضائع معها من الفصل الاول للاخير

 إزاي خطيبتك تعمل كدة ؟ هو أنا عزماها تيجي تأكل
هى وعيلتها وتمشي؟ مش المفروض كانت تساعدني؟
على الأقل تعمل مع أخواتك البنات!
قال بدهشة: يا ماما ايه اللى أنتِ بتقوليه ده هو أحنا عازمينهم علشان يعملوا فى بيتنا دول ضيوف!
قالت والدته بتوبيخ: طب بطل كلام تافه، ضيوف ايه مش دى خطيبتك والمفروض كانت تقوم تعمل معايا وتخدمني كمان بدل ما تقعد مكانها و تتفرج عليا.
جلست مكانها و أكملت بغيظ: دى حتى قعدت ولا شالت كوباية من مكانها هى و أمها مش كانوا يخلوا عندهم دم يعنى.
تنهد بضيق من والدته وقال: ماما هو إحنا لو روحنا عندهم معزومين أنتِ هتعملي حاجة معاهم ولا المفروض أنتِ ضيفة تقعدي؟ هى خطيبتى مش مراتى علشان نبدأ جدال ومشاكل على حاجات تافهة زى دى .
نهض وغادر أمام دهشتها أما هى بقيت تهمس لنفسها بغيظ شديد: يعنى دلوقتى مش معايا حق يا حمزة بس ماشى أنا هوري البنت دى اللى تجرأت تقويك عليا
هى فاكرة أنه أنا خدامة عندها لا ده هى اللى خدامة عندى
وأنا هعرفها مقامها كويس أوى.
نهضت وأحضرت هاتفها ثم اتصلت بخطيبة حمزة(وئام).
استقبلت وئام اتصالها بترحاب كبير: ازيك يا طنط عاملة إيه؟
تحدثت والدة حمزة بجفاء: كويسة المهم كنت عايزة أتكلم معاكِ فى موضوع.
استغربت وئام من حديثها البارد معها وقالت بتوجس: نعم يا طنط؟
والدة حمزة بنبرة شديدة: طبعا يا وئام أنتِ بنت متربية بس أنا حبيت أكلمك فى موضوع ضايقني منك أوى وطبعا أنتِ مش عايزاني أزعل منك واخبي عليكِ.
وئام بقلق: لا طبعا يا طنط بس أنا زعلتك فى ايه؟
والدة حمزة بلؤم: يا حبيبتى مش عيب كدة أكون فى سن مامتك وأنتِ قاعدة عندى فى البيت يوم العزومة حتى مقومتيش تساعديني ولا تعملي مكانى، ده أنا قولت حتى أنك هتقعديني ومش هعمل حاجة خالص ولا حتى قومتي ساعدتي أخوات خطيبك.
تفاجأت وئام من حديثها:. ااا أنا مفكرتش كدة يا طنط إحنا كنا معزومين عند حضرتك ك ضيوف لو أنا كنت زوجة حمزة طبعا مكنتش هخليكِ تعملي حاجة.
قالت والدة حمزة بغيظ: والله ده ايه الكلام اللى ميدخلش عقل ده أنتِ خطيبة أبني من مقام مراته، تيجي أنتِ وحتى أمك محدش فيكم يقوم يغسل طبق ولا يكنس مكانه ده أنا قولت انك عيلة صغيرة مش عارفة الأصول أمك كمان مش عارفة ؟
قالت وئام بحزم: لو سمحتِ يا طنط مفيش داعى للغلط فيا ولا فى ماما واللى حضرتك بتقوليه ده مجاش فى بالنا أنا خطيبة حمزة بس و .....
قاطعتها بغضب: بس مش عايزة أسمع منك حاجة أنا قولت أكلمك اعقلك كدة بس أنتِ مبتفهميش شكلك ولا حتى فى الأصول ولا الأدب وأنا غلطانة أنى قولت افهمك غلطك.
ثم أغلقت فى وجهها الهاتف بينما وئام مازلت تستوعب حديثها بدهشة و ذهول كبيرين، تنفسها السريع يدل على غضبها و ضيقها مما حدث، لم تتوقع هذا منها أبدا طالما أحبتها و اعتبرتها من مقام والدتها منذ خطبتها لحمزة وهى أيضا لم يظهر منها شئ واضح قبل اليوم فماذا يعني ما قالته وفعلته اليوم؟
ظل التفكير مسيطر عليها طوال اليوم بضيق وترددت فى أن تطلع والدتها أم لا ولكنها لم ترغب فى مضايقتها.
كانت تجلس فى غرفتها حين دلفت والدتها بسرعة تخبرها بقدوم والدة حمزة إليهم.
أسرعت ترتدى حجابها و تخرج من غرفتها إليها رغم ما قالته لها على الهاتف فقد أبتسمت لها بلطف ظنا منها أنها هنا لتوضح موقفها وما حدث على الهاتف.
قالت وئام بلطف: أهلا يا طنط ايه المفاجأة الحلوة دى،
تشربي إيه؟
قالت والدة حمزة بجمود: أنا مش جاية أشرب ولا أضايف
أنا جاية لحاجة مهمة بس علشان الموضوع ده يخلص.
عقدت حاجبيها بإستغراب: موضوع إيه؟ هو فى إيه؟
نظرت لها والدة حمزة بازدراء: أنا جاية أخد شبكة أبني وكل حاجة جايبها ليكِ هدية، حمزة بيقولك كل شئ قسمة ونصيب هو عايز يفسخ الخطوبة دى !
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
سمعت وئام شهقة والدتها و قولها المستنكر: يفسخ الخطوبة؟ ليه كفى الله الشر؟ ما كانوا كويسين.
لوت والدة حمزة فمها بإشمئزاز: والله ده قرار حمزة أبنى هو مش مرتاح فى الخطوبة دى وأنا مستعجلة وعايزة الحاجة علشان أمشي.
بهدوء عادت وئام لغرفتها وجمعت ما أعطاه له حمزة منذ يوم خطوبتهما و وضعتهم فى حقيبة هدايا كبيرة كان حمزة قد أحضرها لها فى مرة ثم خرجت و أعطتهم لوالدته وقالت بجمود: دى الشبكة وكل حاجة جت لى من حمزة من يوم خطوبتنا وحضرتك تقدرى تتأكدي بنفسك.
أخذتهم منها بقوة ثم همت بالخروج عندما أعترضت طريقها والدة وئام تقول برجاء: يا أم حمزة طب اقعدي نتفاهم بس الأول.
قالت والدة حمزة بتكبر: مفيش حاجة نتفاهم فيها جوازة واتفضت وارتحنا.
حاولت الخروج إلا أن والدة وئام وقفت تتوسل إليها حتى انحنت تقبل يدها ولكنها دفعتها بعيدا ف صدمت بالحائط.
صرخت وئام بفزع: ماما!
أسرعت إلى حيث والدتها تسندها ثم التفتت لوالدة حمزة بحرقة: كويس أنه كل حاجة خلصت أنا ميشرفنيش اتجوز واحد مامته تهين أمى بالشكل ده اتفضلي برة بيتنا.
نظرت لها والدة حمزة بإحتقار وغادرت أما والدة وئام قالت لها: ليه يا بنتى تطرديها كدة؟ دلوقتى مش هنعرف نصلح حاجة.
حدقت بها وئام بذهول: بعد كل اللى عملته معاكِ ده يا أمى ومكنتيش عايزاني امشيها؟ بعد معاملتها دى!
قالت والدة وئام بقلة حيلة: يا بنتى علشان مخربش عليكِ  أنا عارفة أد ايه أنتِ بتحبي حمزة ف حتى لو هوطي على ايديها ابوسها علشان تسمعني و ترجعوا و مستعدة اعدي منها أي حاجة.
انهمرت دموع وئام بشدة وهى تحتضن والدتها بقوة وتقول بصوت مخنوق: لا عاش ولا كان اللى يذلك يا ماما مش علشان أنا بحب حمزة هدوس عليكِ وعلى كرامتي وهنتحايل عليهم، أنتِ شوفتي هى ست مش كويسة ازاي الحمد لله أنه ربما رحمني منهم قبل ما اتجوز واتدبس معاهم.
ربت والدتها على ظهرها بحزن: ربنا يعوضك خير يا بنتى أنا بس يعز عليا أشوفك زعلانة وكنت عايزة أعمل أي حاجة علشان خاطر سعادتك.
حضنت والدتها بقوة أكبر وهى تبكى بصمت بينما ربتت والدتها عليها تواسيها و تدعو لها بالخير.
بقلم ديانا ماريا
عادت والدة حمزة إلى البيت لتجده ينتظرها فى الصالة.
قال لها بإستغراب:  كنتِ فين يا أمى كل ده؟ حاولت أتصل عليكِ كتير ثم لمح ما تحمله فى يدها: و إيه اللى فى إيدك ده؟
أعطته ما بيدها ليتفقده ف قال بصدمة عندما رأي ما تحتويه الحقيبة: دى ...دى شبكة وئام و ..وده كل اللى الهدايا اللى جيبتها ليها.
رفع بصره لوالدته بحيرة: أنا مش فاهم حاجة خالص.
جلست وهى تتصنع الحزن: وئام خطيبتك اتصلت عليا قالتلي تعالى شوية يا طنط ماما عايزاكِ ف قولت يا ترى فى ايه خصوصا أنها كانت بتكلمني بنبرة باردة كدة روحت يابنى و أول ما دخلت من باب الشقة لقيتها بترمي لى الشبكة والحاجات اللى جيبتها ليها هدايا تحت رجلي وتقولي أنا رجعت لك حاجتكم أنا مش عايزة أكمل فى الخطوبة دى.
رمش بعينيه عدة مرات بعدم تصديق وهمس: مستحيل!
حدقت به بغيظ خفية ثم اصطنعت البكاء: وأنا كمان والله مكنتش مصدقة و قولتلها ليه بس يا بنتى كدة ده حمزة بيحبك أوى وأنا كمان بحبك زى بنتى قالتلي أنه ميشرفهاش تكون بنتى و هزقتني هى و أمها وطردونى مع الحاجة مع أنه قعدت اتحايل عليها كتير تفكر و متعملش كدة وقالوا مش عايزين يشوفوا وش حد فينا تانى.
كانت صدمة حمزة أكبر هذه المرة وهذا ما ظهر عليه بوضوح و حدق بالأرض أمامه شاردا لعدة دقائق يفكر ثم نهض وهو يقول بغضب: مينفعش ينتهي الموضوع كدة لازم أتكلم مع وئام الأول علشان أعرف السبب.
حدقت به بذعر وفكرت فى شئ حتى تمنعه ثم صرخت صرخة خفيفة وهى تضع يدها على قلبها ف عاد لها حمزة بخوف: مالك يا ماما فيكِ إيه؟
قالت بتعب زائف: قلبى بيوجعني أوى يابني، زعلانة عليك أوى وعلى نفسى وعلى الذلة و الكسرة اللى أنا حاسة بيهم بالله عليك مش عايزين مشاكل خلاص كل واحد راح لحاله .
ظهر الألم على وجهه وفى عينيه وقال : يا ماما...
قاطعته بحزن : لو أنت عايز تروح هناك يا حمزة بعد اللى عملوه فيا و اللى قالوه روح يابني أنا مش همنعك.
ظهر على وجهه الصراع الذى يعتمل داخله بين أن يطيع والدته أو يطيع قلبه  ولكن فى النهاية تنفس بعمق: حاضر يا ماما هسمع كلامك خلاص مش هروح أنا ميهونش عليا الله عملوه فيكِ بس كان نفسى أعرف السبب.
تصنعت التأثر وقالت بخبث: يا حبيبى ما أنا قولتلك قبل كدة أنه وئام مش بتحبني بس أنت مكنتش تصدقني والحمد لله ظهروا على حقيقتهم بدرى و ربنا هيعوضك بكرة باللى أحسن منها.
صمت ولم يرد عليها وهو يساعدها فى الدخول إلى غرفتها والراحة ثم عاد ليجلس فى الصالة حاولت الإتصال ب وئام ليجد هاتفها مغلق ف قذفه على الأرض بغضب، حدق فى الهدايا وكل شئ أحضره لوئام بألم و فجأة أخذ كل شئ و ألقاه فى القمامة بعنف و قهر وهو يمزق ما يمكن تمزيقه ويكسر البقية وأثناء ذلك كانت والدته تراه من باب غرفتها المفتوح وهى سعيدة للغاية بإنتصارها.
بعد مرور أسبوع كانت وئام فى غرفتها تحاول تجاوز ما حدث و تظهر لوالدتها أنها بخير على الرغم من تحطم قلبها وكانت فى ذلك اليوم قد حظرت حمزة من جميع مواقع التواصل الإجتماعى حتى تبدأ رحلة نسيانه و لا ترى شئ متعلق به مجددا.
دلفت إليها والدتها وهى تنظر لها بحنان : أنا رايحة السوق يا بنتى عاوزة حاجة؟
قالت وئام بهدوء وهى تتظاهر بالتركيز فى الورق الذى أمامها: لا شكرا يا ماما مع السلامة.
حدقت بها بعجز للحظة ثم أغلقت الباب وغادرت الشقة لتترك وئام الورق من يدها وهى تتأفف ولم تمر ثانية حتى بدأت تبكى بقوة.
أسندت ظهرها إلى الجدار وهى تضع يدها على فمها خوفا من أن تسمعها أمها رغم مغادرتها أو يسمعها أخيها الصغير ويخبر أمها.
رغم ما تتظاهر به ف هى حتى الآن تسأل نفسها لماذا؟
لماذا انفصل عنها دون سبب واضح؟ لماذا لم يواجهها؟
وكثيرا من الأسئلة التى تعصف برأسها يوميا وتبقيها مستيقظة حتى الصباح، ظلت تبكى وتشهق بقوة و ألم حتى هدأت و خارت قواها من شدة ألمها النفسى.
كانت والدة وئام تحضر طلبات المنزل حين لمحت والدة حمزة ف حاولت تجنبها لأنها تعرف أنها تحب إثارة المشاكل، رأتها والدة حمزة ف لمعت عيناها بخبث .
اقتربت قليلا من مكان وجود والدة وئام ثم قالت بصوت عالى حتى تسمعها : بقولكم يا حبايب أنا جاية اعزمكم كلكم واحدة واحدة علشان تشاركوني فرحتى.
حدقت والدة وئام بها بإستغراب ف أكملت والدة حمزة وهى تبتسم بشماتة: عقبال عندكم كلكم بكرة كتب كتاب أبني حبيبى حمزة على بنت خالته  ! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حدقت بها والدة وئام بذهول كبير بينما اقتربت سيدة من والدة حمزة تقول بإستغراب: كتب كتابه على بنت خالته إزاي هو مش خاطب أبلة وئام؟
زمت شفتيها بقرف وهى تقول: أبلة ايه يا اختى! لا الحمد لله كانت جوازة هم واتفضت خلاص إنما بنت أختى أدب وأخلاق وتربية مقولكيش وهتبقي تحت طوعي كدة بنت بتفهم فى الذوق والأصول مش زى ناس.
قالت كلمتها الأخيرة وهى تعطي والدة وئام نظرة استهزاء.
جمعت والدة وئام حاجياتها بسرعة  وهى تغادر بعجلة متجاهلة تلميحات والدة حمزة اللئيمة وجميع من يوفقها فى طريقها ليسألها عن حقيقة فض خطبة حمزة و وئام.
عادت إلى البيت وهى تغلق الباب ورائها بقوة استغربتها وئام ف خرجت من غرفتها تنظر لملامح والدتها الشاحبة بتعجب: فى حاجة يا ماما؟ مالك؟
قالت والدتها بتوتر: مفيش حاجة يا حبيبتى أنا هروح أحضر الغدا يلا.
كانت على وشك الكلام حين رن جرس الباب ف فتحته والدتها، كان الطارق هو سيدة تعرفهم من نفس الشارع الذى يقطنون فيه.
قالت السيدة بفضول :ازيك يا أم وئام بقولك أنا جيت أسألك و اتأكد من اللى سمعته.
والدة وئام بإرتباك: حاجة إيه؟ 
السيدة : اللى سمعتها فى السوق من أم حمزة.
اقتربت وئام منهم بتساؤل ف نظرت لها والدتها بخوف
وهى تنقل بصرها بينها وبين السيدة.
قالت بسرعة: مفيش حاجة يا أم أحمد بعد إذنك بقا.
استغربت أم أحمد وقالت بإصرار : لا فيه علشان كدة جاية أسألك هو صحيح الخطوبة اتفضت بين حمزة و وئام و هيكتب كتابه على بنت خالته بكرة؟
شحب وجه وئام بشدة و نظرت ببصر زائغ إلى والدتها تستفهم منها و تناشدها بصمت أن تنفي ما قالته السيدة للتو.
نظرت أم أحمد لهما وكأنها شعرت بالغلطة التى ارتكبتها وقالت بإحراج: شكلكم متعرفوش معلش يا وئام يا حبيبتى ربنا يعوضك خير أن شاء الله بكرة يجيلك اللى أحسن منه .
نظرت لها والدة وئام بغضب و قالت بصرامة: تسلمي يا أم أحمد بعد إذنك.
ذهبت أم أحمد بسرعة ف أغلقت والدة وئام الباب ورائها والتفتت لوئام تنظر لها بقلق.
حدقت بها وئام بعيون و ملامح جامدة لا يظهر عليها أي تعبير ف وضعت والدتها يدها على كتفها: وئام اتكلمي عيطي اعملي أي حاجة يا بنتى بس متفضليش ساكتة كدة .
حدقت بها وئام بصمت كأنها تمثال لا حياة فيه ف هزتها والدتها : يا بنتى متقلقنيش عليكِ كدة بالله عليكِ ردى أعملي أي رد فعل .
انهمرت دموع وئام بصمت ثم بدأت ترتعش، نظرت لوالدتها وهمست: ااه.
عقدت والدتها حاجبيها: بتقولي ايه يا بنتى؟
صرخت وئام فجأة: ااااه.
فُزعت والدتها من صرختها هذه ومن بكاء وئام القوى ف احتضنتها بقوة : يا حبيبتى يا بنتى ربنا يهون عليكِ و يعوضك خير .
قالت وئام ببكاء: اااه ق..قلبى بيوجعني أوى أوى مش قادرة  والله مش قادرة يا ماما.
بكت والدتها معها : ربنا يجبر قلبك يا بنتى ويرجع حق كسرة قلبك وخاطرك منهم .
ظلت تبكى فى أحضان والدتها إلى أن نامت من شدة التعب.
بقلم ديانا ماريا.
عادت والدة حمزة للمنزل لتجده يجلس فى الصالة ف أسرعت نحوه بلهفة : أنت رجعت أمتي يا حبيبى؟
قال بتعب: لسة جاي حالا يا أمى
جلست بجانبه: طب يا حبيبى أدخل أرتاح أنت شكلك تعبان كدة ليه ؟مكنتش بتأكل ولا إيه؟ أكيد مكنتش بتأكل بقالك خمس أيام مسافر للشغل ومش بتهتم بنفسك طبعا.
تنهد: لا يا ماما أنا بخير متشغليش بالك بيا أنا هقوم أنام شوية.
والدته بحنان : طيب يا حبيبى نام وأنا هعملك أكل علشان تأكل أما تصحي ثم أضافت بحذر: و بعديها عايزة أكلمك فى موضوع مهم.
عقد حاجبيها بتساؤل: موضوع إيه؟ قوليلي دلوقتى أحسن.
نظرت له بتفكير وقالت بجدية: عايزاك تخطب بنت خالتك .
حدق بها بدهشة: ايه؟ أخطب مريم! 
قالت والدته بتعجب: ايوا هو أنا قولت حاجة غريبة ولا إيه!
أغمض عينيه بغضب وقال بإستنكار: ماما أنا مش مصدق اللى أنتِ بتقوليه، إزاي عايزاني أخطب بسرعة بعد وئام! وبعدين مين ...مريم! مريم بنت خالتى اللى بعتبرها زى أختى وأنتِ عارفة أنه أنا مش بحبها.
قالت والدته بسخط: هو أنت لسة بتفكر فى وئام بعد إلى عملته! وئام مين يا بنى أنسي بقا وعيش حياتك بعدين مريم مش أختك ولا حاجة مش هتلاقي أحسن منها تتجوزها وتصونك.
نهض وهو يقول بجدية : ماما أنا هقولك لآخر مرة أنا مش هتجوز مريم ولا غيرها أنا لسة بحب وئام ومش قادر أنساها و لسة معداش وقت من ساعة ما فسخنا الخطوبة إزاي عايزاني أنسي بالسرعة دى أتمني تفهميني ومش هتكلم فى الموضوع ده تانى .
دلف إلى غرفته وتركها تغلى من شدة الغضب والغيظ : بقا كدة يا حمزة يعنى البت دى سحرالك علشان تحبها كدة!
بس أنا بردو هعمل اللى فى دماغى وهخليك تتجوز مريم بنت خالتك و تنسى وئام خالص وتمحيها من حياتك خالص!
بقلم ديانا ماريا
نام حمزة من شدة تعبه ولم يستيقظ إلا متأخرا فى اليوم التالى ف خرج ولم يجد والدته ف بدل ملابسه بسرعة وخرج من المنزل، نظر فى ساعته فوجده موعد خروج وئام من عملها، توجه إلى مكان عملها بسرعة 
و وقف ينتظرها هناك،لم يمر وقت طويلا حتى رآها.
تحرك ناحيتها بلهفة ليتحدث معها ولكن اتسعت عينيه بذهول و تجمد مكانه مما رآه أمامه!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقف حمزة جامدا ينظر بذهول إلى وئام تخرج من الشركة برفقة رجل غريب و تقف معه أمام سيارة، احترق قلبه من الغيرة خصوصا حين رآها تبتسم له ف أسرع نحوهما .
حدقت به وئام بذهول عندما رأته: حمزة!
أقترب منهما وهو ينظر للرجل الواقف بجانب وئام بحدة وقال ل وئام : وئام لو سمحتِ عايز أتكلم معاكِ شوية.
قالت له بإقتضاب: وأنا مش عايزة أتكلم معاك ياريت تمشي من هنا .
جز على أسنانه بعصبية: وئام بالله عليكِ اسمعي الكلام عايز أتكلم معاكِ ضرورى.
قالت بنبرة قاتمة: بقولك مش عايزة اسمعك ولا أتكلم معاك يا حمزة .
كان على وشك الكلام حين قال الشخص الذى يقف بجانبها: أظن كلامها واضح هى مش عايزة تتكلم معاك.
نظر له حمزة بعصبية : وأنت مالك أنت ومين علشان تتدخل بينا؟
قال الشخص بهدوء: مش لازم أكون حد ليه صفة علشان أتدخل وأنا شايفك بتضايقها وهى عايزاك تمشي.
رد حمزة بإزدراء: وأنا مش بضايقها دى خطيبتى وأنا عايز أتكلم معاها.
قالت وئام بإنفعال: وأنا بقولك مش عايزة أتكلم معاك يا حمزة أنا مبقتش خطيبتك خلاص أمشي.
قال الشاب بحزم: أعتقد كلامها واضح ولازم تمشى.
أمسك حمزة بياقة قميصه وهو يصرخ به: مش قولتلك متتدخلش بينا أنت مبتفهمش.
فزُعت وئام وبدأت تبكى من الإحراج ف قال حمزة بقلق: وئام أنتِ بتعيطي ليه؟
قالت بحرقة: أنت جاي دلوقتى علشان تعملي مشاكل و تفضحني هنا يا حمزة ! أنا مش عايزة أشوفك ولا اسمعك راجع تانى ليه؟ أمشي حرام عليك اللى بتعمله فيا ده !
ثم استدارت بعيدا عنه وهى تبكى ف نظر لها بألم و ترك الشاب وبقى يحدق بها قليلا حتى غادر ملئ بخيبة الأمل.
قال لها الشاب: أنتِ بخير؟
لم ترد عليه وهى تبكى بقوة فى تلك اللحظة خرجت فتاة من الشركة تسير بسرعة نحوهما وتتكلم بعفوية: اتأخرت عليكم أنا آسفة والله بس....
صمتت عندما رأت وئام تبكى ف قالت بدهشة: وئام بتعيطي ليه؟
نظرت إلى الشاب: محمود مالها وئام؟
قال محمود بهدوء: فيه شاب جه وحاول يتكلم معاها بس هى مكنتش عايزة وحاول يتخانق معايا وهى بدأت تعيط بعدين مشي.
قالت صديقتها بحيرة: شاب .... شاب مين؟
اقتربت من وئام: مين ده يا وئام؟ وبتعيطي بسببه ليه؟
قالت وئام بصوت منخفض: حمزة.
قالت صديقتها بفهم: ااه طب هو جه هنا يعمل إيه؟ وكان هيتخانق مع خطيبي ليه؟
قال محمود (خطيبها): علشان لما حاولت أقوله هى مش عايزة تكلمك اتعصب.
قالت صديقتها بغيظ : والله ايه التفاهة دى! يعني جاي يضايقها بعد ما دمر حياتها وعايز يتخانق معاك كمان!
أمسكت ب وئام تقول بحزم: أوعى تعيطي اللى زيه ميستاهلش البكاء عليه احفظي دموعك للي يستاهل وعيشي حياتك وانسيه يا وئام.
مسحت وئام دموعها وهى تتنهد : هحاول يا رحمة.
قالت رحمة بعطف: ايوا كدة يا حبيبتى أنتِ قوية وتقدري تتجاوزي المحنة دى يلا علشان نوصلك.
ذهبت معهم ليوصلوها إلى البيت ورغم كل الهدوء الذى تظاهرت به، لم يفارق حمزة تفكيرها طوال الطريق .
بقلم ديانا ماريا.
كان حمزة يسير إلى بيته بتخاذل وحزن يكاد يعصف بعقله ، لم يتوقع أن تكون مقابلته لوئام  بهذا الشكل الكارثى! لم تستمع له بل وبكت، ومن كان هذا الشاب الذى معها؟
شعر أن الغيرة من مجرد التفكير لها تقف مع رجل آخر تخنقه.
كان يسير شاردا حين وقف أمامه رجل جاره يقول ببشاشة: مبارك يا أستاذ حمزة ربنا يتمم لك على خير أنا فرحت لك أوى.
نظر له حمزة بحيرة وعدم استيعاب ف عن أي شىء يتحدث ؟
وقبل أن يسأله كان الرجل قد غادر ف أكمل طريقه إلى البيت يفكر بحيرة ولكن تكرر نفس الموقف رجال أو نساء يباركون له من بعيد ويبتسمون له بحرارة وهو لا يفقه أي شئ.
عاد إلى بيته ليجد هناك أناس كُثر ف نظر لهم بإحراج، هللت النساء حين رأته و اقتربت منه خالته تقول بسعادة: أنت مش عارفة أنا فرحانة أد ايه يا حمزة، مش كنت تقولي يا واد أنك عاوز تتجوز مريم، ايه كنت خايف ؟ 
ده كان يوم المُنى عندى اللى كنت مستنية أشوفه من زمان و الحمد لله اتحقق أمك حكت لى على كل حاجة.
رمش عدة مرات غير مصدقا ثم نظر لوالدته بصدمة التى اشاحت ببصرها بعيدا ثم قال لخالته بإرتباك: هى..هى ماما حكت لك إيه يا خالتو؟
قالت خالته بإستغراب: أنك عايز تتجوز مريم وكنت بتحبها من زمان كمان بس كنت خايف لتترفض ف تحصل مشاكل بين العائلتين علشان كدة خطبت وئام بس لما معرفتش تتأقلم مع وئام فسخت معاها .
أكملت بمزاح: ايه يا ولد أنت مكسوف من خالتك ولا ايه؟
كتم غضبه الذى كان على وشك الانفجا"ر بصعوبة وتمالك نفسه وابتسم لها إبتسامة مصطنعة كانت أقرب للتكشيرة ف ماذا هو بفاعل الآن؟!
انتظر حتى غادر الجميع ثم وقف أمام والدته بغضب شديد: ايه اللى أنتِ عملتيه ده يا أمى؟ بتدبسيني؟ و بتكدبي على خالتى؟
وأنا أقول الكل عمال يوقفني يبارك لي ليه!
قالت والدته بلامبالاة: ولا بدبسك ولا حاجة أنا شوفت اللى فيه مصلحتك وقولت أعمله طالما أنت مش شايف مصلحتك ولا عايز تعيش حياتك.
رمقها بنظرات نارية و صاح بعصبية: وأنه أعيش حياتى يبقي أنك تحطيني قدام الأمر الواقع وتجبريني على مريم وأنا مش بحبها ولسة منستش وئام! أنتِ ليه بتعملي فيا كدة ليه مفيش أي إحترام ليا ولا لرغباتي أنا قولت مش عايز ومش هتجوز .
نظرت له بدهشة مصطنعة وقالت: بتزعق فى أمك يا حمزة؟ بعد كل اللى عملته علشانك وربيتك بعد ما أبوك مات وتعبت وشقيت عليك بتزعق فيا علشان واحدة غريبة، دى اخرتها؟ طب هقول إيه لخالتك إلى هتموت من الفرحة من ساعة ما عرفت ؟ هقول ايه للي ناس اللى عزمتهم على كتب كتابك.
توسعت عينيه بصدمة: كتب كتاب؟ كمان!
جلست وهى تتظاهر بالبكاء: يا حسرة قلبى عليك يا ابنى بعد كل ده بترد ليا الجميل يا خيبة أملي!
نظر لها بتردد وقد خف غضبه قليلا و أقترب منها : يا ماما افهميني أنا نفسى أعرف ليه تعملي كدة من نفسك ليه وأنتِ عارفة أنه أنا لسة بحب واحدة تانية ولسة منستهاش ليه؟ ليه تعزمي الناس ماهى دى كدة غلطتك.
لم ترد عليه ف تنهد بقلة حيلة: أنا مش عايز ازعلك مني أنتِ أمي على عيني و رأسي بكل حاجة عملتيها ليا بس المفروض كنتِ تقدري مشاعري وتديني وقتى فى الحزن.
بكت أمامه ف احتضنها وقال بإستسلام: متزعليش مني أنا هحاول علشانك.
بقلم ديانا ماريا.
قالت بفرحة : بجد يا حمزة؟
رد بحزن وهو يفكر أن وئام لم تعد راغبة فى أن تراه حتى : بجد .
احتضنته وهى تمسح دموعها المزيفة وتبتسم بخبث على نجاح خطتها.
مرت الأيام بسرعة ف قد كان موعد عقد القران بعد أسبوع وقابل مريم مرات قليلة وتعامل معها بهدوء شديد ولكنها لم تلاحظ شئ غير عادى فى تصرفاته.
فى يوم كتب الكتاب....
كان يقف أمام المرآة وهو يرتدى ملابسه ينظر إلى نفسه ويفعل كل شىء بعدم اهتمام، يفكر أنه فى هذا اليوم كان من المفترض أن يقترن ب وئام ويجهز نفسه لها هى فقط ولكن هو الآن يستعد للاقتران بغيرها.
دلفت إليه والدته وهى تنظر له بسعادة : تبارك الله قمر يا حبيبى ربنا يحفظك هتتحسد.
نظر لها بلامبالاة وهو يكمل ما يفعله ثم نظر لنفسه فى المرآة فجأة بدأ ينتفس بسرعة.
قال وهو يضع يده على حلقه: حاسس أنه أنا مخنوق مش قادر .
اقتربت والدته بخوف: مالك يا حبيبى ؟ 
هز رأسه بالنفي وقال : مش قادر مش قادر أعمل كدة مش اتظاهر أنه أنا قادر أكمل، مش قادر اتجوز حد تانى غير وئام أنا بحب وئام.
قالت والدته بغيظ: أنت بتقول ايه ده النهاردة كتب كتابك!
نظر لها بتمرد: وأنا مش هقدر أعمل كدة أنا بحب وئام ومش عايز اتجوز غيرها الغي الموضوع ده كله أنا مش هتجوز غير وئام أنا رايح لها.
ثم خرج سريعا وهو يركض و خرج من المنزل أما والدته وقفت مسمرة من الصدمة مكانها ثم بدأت تضرب صدرها  و تولول بصوت عالى: يالهوي يالهوي الواد اتجنن !
 ساب الفرح وراح للي ما تتسمي، أقول إيه لأختي ولا الناس يالهوي ياااني هنتفضح!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان حمزة يركض مسرعا متجاهلا أنظار الجميع المتعجبة
كل ما يهمه أن يصل إلى وئام فى أسرع وقت ممكن .
وصل إلى العمارة الخاصة بها ف وقف يلتقط أنفاسه ثم ابتسم وصعد السلم بسرعة.
صعد إلى الشقة ثم طريق الباب بقوة وهو يقول بصوت عالى: وئام  افتحي يا وئام.
ظل يطرق على الباب عدة مرات دون إجابة ف توقف يحدق بإستغراب، التفتت خلفه عندما سمع صوت غريب يقول له: بتعمل ايه يا أستاذ عندك وعايز مين؟
نظر له حمزة ثم إلى باب شقة وئام وقال بحيرة وهو ينظر إلى الرجل مجددا: جاي ل وئام.
قال الرجل بفهم: ااه جاي للأستاذة وئام وأمها بس دول مشيوا.
توسعت عينيه بذهول: مشيوا! راحوا فين؟ طب هيرجعوا أمتي؟
قال الرجل وهو يتفحصه بريبة: اه مشيوا من كام يوم ومش عارفين راحوا فين، محدش عارف هيرجعوا ولا إيه لأنهم سابوا البيت و كانوا واخدين معاهم كل حاجتهم وشنط كبيرة أوى، شكلهم مش راجعين خالص، حضرتك كنت عايزهم فى ايه؟
لم يجبه حمزة وهو ينظر إلى باب الشقة بألم.
سمعوا صوت امرأة تصعد السُلَم بسرعة وهى تنادى بإسم حمزة ف نظر حمزة ليجدها والدته، كانت تتنفس بسرعة و وجهها يسيل عليه الكحل بسبب الدموع التى ذرفتها.
اقتربت منه وهى تمسك به  و تتوسل بصوت لاهث: تعالى يا بنى وبلاش جنان هنتفضح بالله عليك يا بنى تعالى و طاوعني و متروحش للى باعتك.
نظر لها حمزة بضياع : وئام مش هنا يا ماما مشيت.
حدقت به بذهول ثم أنار وجهها وحاولت إخفاء سعادتها وهى تقول له بلؤم: شوفت يا بنى وأنت اللى ميت عليها 
شوفت اهى مشيت ولا فكرت فيك يالله يا ضنايا نروح لخالتك وبنتها اللى مستنين.
تحرك معها ببطء ف أكملت: يلا يا حبيبى نروح للي تستاهلك، شوفت بعينك أهو هى مكنتش مهتمة بيك ومن الأول قولتلك هى فسخت الخطوبة وعاملتني وحش متوقع منها إيه بقا، يلا يا بنى ده أنا كان قلبى هيقف من الخوف و الخضة اللى عملتها فيا.
سار معها معها حمزة تحت أنظار الرجل المتعجبة ولكن لم يهتم أما هى كانت ممسكة بذراعه وهو يسير معها تائه حزين .
رن هاتفها ف توقفوا أمام المنزل لتجيب عليه قائلة بإرتباك: اا..ايوا يا أم مريم؟
...... إحنا جايين أهو يا حبيبتى معلش حمزة تعب شوية وروحنا بيه الصيدلة.....
لا لا متقلقيش مفيش حاجة كبيرة هو خد دوا وبقي كويس إحنا جايين فى السكة دلوقتى، اه مع السلامة يا أختي.
أغلقت الهاتف ومسحت وجهها ثم قالت لحمزة برجاء: يلا يا بنى الله يرضي عنك .
بقلم ديانا ماريا
ذهب معها إلى بيت خالته وكان الكل بإنتظارهم هناك، ما إن وصلوا حتى انطلقت التهاني و الزغاريد فى كل مكان 
همست والدته له أن يبتسم.
حاول الابتسام مع اعتقاده بأن هذا الفعل البسيط يستحق مجهود جبار حتى يفعله، أبتسم وهو يشعر بأن داخله ميت دون إحساس أو أدنى شعور، أنه فقط لا يشعر بأي شئ.
اقتربت منه خالته تحتضنه وتقبله على خده بفرح : أهلا يا حبيبى، دلوقتى بقيت أبني يا حمزة خلاص، أنت مش عارف أنا مبسوطة أد ايه.
نظر لها وابتسم لها إبتسامة صغيرة حتى لا يحزنها ف هو يحب خالته كثيرا طالما كانت طيبة ولطيفة فى التعامل معه ومع الجميع أيضا.
تم كتب الكتاب بعدها أمسكت به خالته لتأخذه إلى مريم الواقفة فى زاوية بغير بعيدة مع أصدقائها.
وقف أمام مريم، ابنة خالته التى طالما اعتبرها شقيقته كبرت لتصبح شابة جميلة ولكنه لا يشعر بشيء اتجاهها، أنه يحب وئام، كانت تقف أمامه خجولة تنظر فى الأرض، أدرك أن عليه أن يقوم بشئ ما ف الجميع ينظر إليه بترقب، اقترب منها بهدوء و قبل رأسها ثم أبتعد.
ابتسمت بخجل شديد ثم رفعت بصرها تنظر إليه أما الجميع ف انشغل  بالاحتفال،جلسوا فى غرفة أخرى وحدهما و مريم تجلس بجانبه بحياء وتوتر أما هو يجلس وهو ينظر أمامه بملل شديد.
رفعت بصرها إليه لتجده شارد الذهن، ملامحه غامضة ويضع يده على جبهته ف اقتربت منه بقلق: حمزة أنت كويس؟
انتبه لها : ها ؟ بتقولي حاجة يا مريم؟
نظرت له بتفحص: أنت كويس؟ قاعد سرحان و حاطط أيدك على دماغك ليه؟ أنت لسة تعبان؟
قال بتوتر: لا يا مريم مصدع شوية بس .
اقتربت منه وعلى غفلة وضعت يدها على جبهته تتحسس حرارته ف نظر لها بدهشة: أنتِ بتعملي إيه؟
أبعدت بدها بخجل وقالت بإرتباك : أنا.... أنا كنت بشوف بس لا تكون سخن و تعبان .
عدل وضعيته وهو ينظر أمامه بتوتر: أنا كويس متقلقيش هو صداع وهيروح كمان شوية.
فكر قليلا ثم أخذ نفسا عميقا : ممكن تعذريني يا مريم لو مشيت دلوقتى؟
قالت بسرعة : ايوا طبعا لو تعبان روح أرتاح أو أروح لدكتور أحسن يشوف فيك إيه و يعالجه.
أبتسم نصف إبتسامة: لا يا مريم أنا اللى فيا ميقدرش يعرف يعالجه أبدا.
قالت بعدم فهم: قصدك إيه أنا مش فاهمة يا حمزة.
قال بعدم اهتمام: لا ولا حاجة قصدي أنه مفيش حاجة كبيرة هى شوية صداع بس .
نهض ودعها و غادر تحت نظراتها القلقة وأيضا تعجب الجميع ولكن أمه عللت محرجة بأنه متعب للغاية ف قد بذل مجهودا كبير الأيام الماضية.
عاد حمزة إلى منزله و دلف إلى غرفته، وقف أمام المرآة يحدق إلى نفسه، كيف وصل إلى تلك النقطة؟ كيف خسر كل شئ يعني له فى لمح البصر ؟ 
شعر كأن الانعكاس الذى فى المرآة يسخر منه ومن ضعفه ومن خسارته لحب حياته و من زواجه بفتاة لا يحبها.
التمعت عيناه بالكرا'هية الذاتية، ثم أمسك بشئ حاد من على مكتبه و ألقاه على المرأة وهو يصرخ بقوة.
ألقى نفسه على السرير وهو يغمض عينيه بقوة ثم نام بعد صراع مع عقله وقلبه.
بقلم ديانا ماريا.
عادت والدته و إخوته بعدها بمدة، دلفت إلى غرفته بسرعة وهى تقول بتوبيخ: ايه اللي أنت......
توقفت بذهول وهى ترى قطع المرآة المكسورة على الأرض.
نظرت إلى حمزة لتجده نائم ولكن كان واضح أنه غير مرتاح ف انسحبت بهدوء من الغرفة و أغلقت الباب ورائها.
فى اليوم التالى تحدثت معه بهدوء على الإفطار: خالتك اتصلت تشوف هتاخد مريم أمتي تنقوا العفش .
زفر بحدة: أي وقت مش فارقة.
قالت والدته وهى تتجاهل كل ما يظهره من نفور: طيب أنا هتصل على خالتك أقولها وأنت أتصل على مريم عرفها.
قال ببرود: مش معايا رقم مريم.
صاحت بدهشة: نعم! ازي ده دى مراتك!
نظر لها ببرود ونهض ف اتصلت على أختها بسرعة تخبرها أن حمزة سيأتي اليوم حتى يصطحب مريم ليختارا أثاث شقتهما.
كانت مريم تنتظره فى الشرفة وحين رأته قادم بسيارته ودعت أمها بسرعة وهبطت إليه.
صعدت السيارة وهى تقول بصوت منخفض: السلام عليكم ورحمة الله.
رد بهدوء: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هنروح فين؟
رفعت كتفيها دليل عدم المعرفة وقالت بعفوية: مش عارفة أنت عارف أماكن كدة؟ اه صح عامل ايه دلوقتى ؟
قال بهدوء: كويس الحمد لله.
 حرك السيارة بصمت و ذهبا إلى عدة أماكن، كانت مريم تقوم بكل الإختيار بكل حماس و حاولت إشراك حمزة عدة مرات ولكنه كان يرد بهدوء وتحفظ.
كان يقود حين قالت له بتردد: حمزة نفسى أسألك على حاجة؟
قال بتعجب: حاجة إيه؟ 
أكملت بتوتر: أنا حاسة أنه فيك حاجة مش طبيعية، ممكن تقولي مالك؟
توتر : ليه بتقولي كدة؟ 
قالت بحيرة: مش عارفة بس حساك بالك مشغول أو فيه حاجة.
قال بجمود: مفيش حاجة يا مريم شوية مشاغل بس مش أكتر المهم أنتِ مبسوطة؟
أبتسمت و أحمر وجهها: ايوا الحمد لله مبسوطة جدا.
رفع حاجبه بإستغراب: أفهم من كدة أنك مش مضايقة من جوازنا؟
قالت بذهول: مضايقة ! وأنا هضايق ليه؟ بالعكس أنا مبسوطة جدا .
ازدادت تقطيبته : بجد! أنا فكرت أنه خالتى اللى خلتك توافقي أو وافقتي عليا لأنى قريبك وعارفاني.
نظرت إلى يدها بتوتر ثم رفعت بصرها له وفجأة أمسكت بيده وهى تقول بجرأة: أنا موافقتش عليك بسبب كدة يا حمزة أنا وافقت عليك لأنى بحبك و بحبك من زمان كمان.
أدار رأسه لها و توسعت عيناه من الصدمة أما مريم حدقت به بتوتر كبير،لاحظت بطرف عينيها شيئا أمامهم،
التفتت لتنظر و صرخت برعب : حاسب يا حمزة!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
جلست مريم فى ممر المستشفى بها بعض الخدوش تبكى 
وتنتظر أي طبيب حتى يطمئنها عن وضع حمزة.
تذكرت السيارة السريعة التى ظهرت أمامهما بسبب شروده معها ولم يستطع حمزة تفاديها لذلك احتضنها بقوة ليحميها، كانت إصابتها طفيفة بينما طال  الضرر الأكبر حمزة.
رفعت بصرها إلى السماء وهى تدعو الله أن ينجيه ويخرجه منها سالما، أسندت رأسها إلى الجدار تنتظر وصول أهلهم بعد أخبارهم بالحادث.
بقلم ديانا ماريا.
فى مكان آخر....
كانت وئام تجلس شاردة وتفكر فى ما جعل حياتها تتغير بسرعة وسبب حضورها إلى هنا فجأة هى و والدتها وأخيها الصغير و تذكرت ما حدث حين عادت إلى المنزل بعدما قابلت حمزة.
فلاش باك...
دلفت إلى المنزل بعد أن هدأت وتأكدت أنه لن يظهر على وجهها شئ من حزنها لوالدتها، نادت والدتها لتراها تسير إليها بسرعة .
قالت وئام بإستغراب: مالك يا ماما بتجري كدة ليه؟
قالت والدتها و يظهر على وجهها الحماس: وئام عارفة مين هنا؟
وئام بتساؤل: مين؟
قالت والدتها: مؤمن إبن عمك.
رفعت حاجبيها بدهشة: مؤمن! ايه إلى فكره بينا بعد السنين دى كلها! دول مشيوا من هنا من سنين ومحدش عرف عنهم حاجة.
أمسكتها من يدها وهى تقول: مش عارفة بقا هو جه من شوية وقال عايزنا فى حاجة مهمة و قاعد مستنيكِ.
أخذتها إلى عرفة المعيشة و هناك وجدت شابا يجلس منتظر،حين رآها نهض وهو يبتسم بهدوء.
ارتبكت بشدة حين وجدت نفسها تقف أمامه وقالت مشدوهة: مؤمن!
قال مؤمن بنبرة هادئة: ازيك يا وئام عاملة ايه؟ عاش من شافك.
مازالت تنظر له بإندهاش حتى أبتسمت إبتسامة عريضة وقالت بعدم تصديق: ازيك يا مؤمن عامل ايه؟ أنا مش مصدقة أنك هنا، أنت عارف والله أنى المفروض أكون زعلانة أوى منك معقول كل الغيبة دى!
قال ببحة: صدقيني والله غصب عني أنا مبسوط بجد أنى شوفتكم بعد السنين دى كلها.
جلسوا جميعا ف قالت بإستغراب: بس أنت جاي لوحدك ليه؟ فين عمو و طنط آمال؟
لمع الحزن بعينيه : ماما توفت من تلت سنين أما بابا بقى ده اللي أنا جاي علشانه.
دمعت عيناها بحزن وقالت والدتها: آمال ماتت! يا حبيبتى الله يرحمها.
عادت وئام وسألته بتعجب: ماله عمى؟
تنهد مؤمن تنهيدة تنم عن ضغط كبير: بابا تعبان أوى يا وئام وطالب يشوفك أنتِ و مامتك وأخوكِ.
قالت بقلق: عمى تعبان ؟ ماله ؟
أخفض رأسه بحزن : هتعرفي بعدين .
ثم رفع بصره لها بجدية: المهم دلوقتى يا وئام بابا محتاج لكم أوى.
قالت بقلق: أنا مستعدة أزور عمى دلوقتى لو عايز أنا مش هتأخر يا مؤمن ده كفاية أنه آخر حاجة باقية ليا من ريحة بابا.
أكدت والدتها : ايوا طبعا يا بنى.
نظر لهم بجدية: ايوا بس بابا مش عايز زيارة عايزكم تيجوا تعيشوا عندنا.
توسعت عيونها بصدمة: إيه؟ 
أكمل مؤمن: مش علطول لو أنتوا مش حابين بس صدقيني يا وئام الفترة دى  بابا محتاج ده جدا وهو مجهز كل حاجة لاستقبالكم وراحتكم.
قالت وئام بحيرة: بس حياتنا وشغلي ومدرسة أخويا.
قال مؤمن بثقة: تقدري تلاقي شغل هناك وأنا عندي معارف مع أنك ممكن مش تحتاجيه و أنا هدبر مدرسة تانية هناك ل كارم و لو ملحقش الترم أو متأخر  هجيب له مدرسين خصوصي يتابعوا معاه كمان المهم توافقي.
نظرت لوالدتها بحيرة ف بادلتها والدتها نفس النظرات.
حدق بهم و استشعر حيرتهم ف نهض و هو يخرج محفظته و يضع منها بطاقة على الطاولة: أنا هسيبكم تفكروا بس بسرعة بالله عليكِ و ده الكارت بتاعي علشان تعرفي تتصلي بيا مع السلامة.
غادر ف التفتت لها والدتها : هنعمل ايه يا بنتى؟
تنهدت وئام: مش عارفة يا ماما بس أكيد مش هنتأخر على عمى .
قالت والدتها بعطف: المسكين تعبان دلوقتى وعايزة يشوفك أنتِ و أخوكِ، قرري يا وئام وأنا معاكِ فى قرارك.
فكرت وئام أنه ليس لديها خيار ف هل حقا سترفض طلب عمها المريض؟ كما أنها تشعر أنه هناك أمر أكبر من ذلك بكتير، تذكرت ما حدث قبل مجيئها إلى البيت و رأت أنها فرصة جيدة حتى تبتعد عن حمزة و تحاول أن تنسي قليلا ما تمر به خصوصا بعد إعلان زواجه من فتاة أخرى ولذلك اتصلت ب مؤمن فى نفس الليلة و أخبرته بموافقتها التى رحب بها كثيرا وقد ساعدهم فى الأيام التالية على تدبر جميع الأمور حتى أتوا إلى هذا المكان.
عودة للحاضر...
أفاقت من ذكرياتها و وجدت نفسها تتسائل مجددا لماذا أتى حمزة لرؤيتها ذلك اليوم بعد أن أنهي علاقته بها عن طريق أمه بتلك الطريقة المهينة و لم تجد جواب مجددا لسؤالها،سمعت نداء والدتها ف نهضت لترى ماذا تريد .
بقلم ديانا ماريا.
عند مريم رأت خالتها وأمها يركضون إليها بسرعة ف نهضت وهى تبكى.
قالت والدة حمزة بفزع: أبني فين يا مريم ؟ ماله حصل له إيه؟
قالت مريم ببكاء: كنت مروحين بعد ما خلصنا وفجأة طلعت عربية قدامنا وعملنا حادثة وهو جوا من ساعتها.
احتضنتها والدتها بقلق: طب أنتِ كويسة يا حبيبتى؟
مريم بصوت مبحوح: الحمد لله يا ماما كويسة.
نظرت لها والدة حمزة بغيظ و همست بحقد: يعنى أبني اللى يعمل حادثة وأنتِ تطلعي منها سليمة يا بومة صحيح ماهو ده وشك النحس علينا.
قالت لمريم بغيظ: وأنتِ كان لازمتك إيه كدة ساعة الحادثة؟ و اشمعنا أبني مش واقف على رجليه زيك ؟
نظرت لها مريم بحزن أما والدة مريم ف قالت بعتاب: مش وقت الكلام ده يا أختي أنتِ شايفة البنت حالتها عاملة إزاي.
أدارت وجهها و استطاعت مريم سماعها وهى تقول : ماهى زى القردة قدامى مفيهاش حاجة والنحس كله جه لابني.
بكت مريم أكثر من الحزن و وقفوا ينتظرون حتى خرج الطبيب ف قالت والدة حمزة بلهفة: أبني عامل أي يا دكتور؟
قال الطبيب بعملية: إحنا حاليا نقلناه لأوضة عادية، الحمد لله إصابته مكنتش خطيرة لكنه عنده ارتجاج خفيف فى المخ و جزع فى دراعه هو دلوقتى نايم و وشوية وهيفوق.
قالت مريم بقلق: طب نقدر نشوفه يا دكتور؟
أومأ برأسه: ايوا اتفضلوا.
زفروا بإرتياح ثم ذهبوا لغرفة حمزة، اقتربت منه والدته تقول بحسرة: ياعيني عليك يا بنى معلش المهم أنك بقيت كويس ده أنت لسة عريس ملحقتش تفرح بس أهو ده بيبقي فال ناس على ناس.
أما مريم كانت تنظر إليه بمزيج من الحزن والذنب، هى تعتقد أن هذا حدث بسببها.
بعد قليل بدأ يستعيد وعيه ف اقتربوا منهم بلهفة وترقب.
قالت والدته بفرح: حمدا لله على سلامتك يا حبيبى، قولي حاسس بأيه دلوقتى؟
حدق بهم مطولا و هو عاقد حاجبيه ثم دار ببصره فى أنحاء الغرفة ثم عاد يحدق بهم، أخيرا قال بصوت جاف: أنتوا مين؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قالت والدة حمزة وهى تضحك بعدم تصديق: أنا مين؟ أنا أمك يا حمزة فى إيه؟
قطب بشدة وهو يضع يده على رأسه : أمي مين أنا معرفكيش.... معرفش حد فيكم!
تبادلوا النظرات بصدمة ثم قالت مريم بإرتباك: أنت.... أنت مش فاكر حاجة خالص؟
نظر لها حمزة بتشتت : لا أنا حتى معرفش اسمي! أنا أسمي ايه؟
ضربت والدته على صدرها بيدها: يا مصيبتي! ايه اللى حصلك يابني؟ مالك كدة؟
حضر الطبيب ف قالت والدة حمزة بإهتياج: الحقنا يا دكتور أبني مش فاكرني!
رفع الطبيب حاجبه و نظر مفكرا إلى حمزة ثم قال بهدوء: ياريت تتفضلوا برة وتسيبوا المريض يستريح علشان افحصه.
جلسوا خارجا منتظرين بقلق حتى خرج الطبيب وقال لهم أن يذهبوا معه إلى مكتبه .
عدل الطبيب نظاراته ثم قال بجدية: أنا مشكتش أنه المريض يجيله فقدان الذاكرة لأنه الارتجاج مكنش شديد بس بعد فحصه واضح أنه الدماغ أتأثر جامد من أثر الخبطة كمان فقدان الذاكرة جاي نتيجة ضغط نفسى شديد.
قالت والدته بعصبية: ايه الكلام ده ! إزاي أبني ينسي كل حاجة، حتى ينساني!
 قال بهدوء: هى دى حالة فقدان الذاكرة يا مدام وللأسف إبنك مصاب بيها.
قالت مريم بقلق: طب هى ذاكرته ممكن ترجع يا دكتور؟
قال الطبيب بجدية: أن شاء الله ترجع بس إحنا منعرفش ممكن ترجع أمتي ممكن بعد يوم أو أسبوع أو حتى شهر منقدرش نحدد وقت معين .
فكرت والدة حمزة فى هذه الورطة حتى لمعت فى رأسها فكرة خبيثة، أن حمزة الآن ك الطفل الصغير يمكنها تشكيله كما شاءت كما أنه لابد ونسي وئام لذلك حياتها ستكون أفضل بكثير الآن.
عادوا إلى غرفة حمزة واقتربت منه وهى تضع يدها على شعره بحنان: حمزة حبيبى أنا أمك بصي لي يا حبيبي يمكن تفتكرني.
نظر لها حمزة طويلا ثم قال بنبرة خاوية : مش فاكرك.
نظرت له بحزن : المهم أني فكراك يا ضنايا، أنت أسمك حمزة و أنت أبني.
جال بنظره إلى بقية الأشخاص: والباقي دول مين؟
نظرت أمه لمريم بخبث وقالت : دى مريم حبيبتك ومراتك يا حبيبى ودى خالتك أم مريم.
حمزة بصدمة: مراتى! هو أنا متجوز ؟
أمسكت والدتها يد مريم بقوة و جذبتها ناحية حمزة : اه أنتوا كتبتوا كتابكم ، دى مريم بنت خالتك وأنتوا عملتوا الحادثة وأنتوا راجعين كنتوا بتنقوا العفش بتاع بيتكم.
نظر إلى مريم يتفحصها ف قالت بإرتباك: ع..عامل إيه ياحمزة؟
لم يرد عليها وهو مازال ينظر إليها حتى شعرت بالخرج الشديد وأحمر وجهها.
قالت خالته بحكمة: متضغطوش عليه كتير هو دلوقتى تعبان ومحتاج راحة علشان يستوعب اللى حصل.
بعد قليل حضروا إخوته البنات وبقية العائلة للاطمئنان عليه مع عدم ارتياحه لأنه لا يتذكرهم، ثم غادروا جميعا وبقيت مريم بعد إصرارها أن تبقي هى للاعتناء به، قبل أن تغادر والدة حمزة أمسكت مريم من ذراعها بشدة وهى تقول بصرامة: خلي بالك من حمزة كويس وتفضلي صاحية علشان لو أحتاج أي حاجة، فاهمة؟
قال مريم ببساطة: طبعا يا خالتو مش هتوصيني على حمزة أنا هاخد بالي منه كويس أوى أن شاء الله.
نظرت لها بتكبر ثم غادرت، حزنت مريم على طريقة معاملة خالتها غير الجيدة لها ولكنها بررت الأمر بسبب حادث حمزة.
عادت إلى الداخل لتجده يجلس شاردا ف جلست على كرسى بجانبه.
نظر لها وقال بجدية: إحنا اتجوزنا إزاي و من أمتي؟ 
حدقت به بدهشة ثم أبتسمت: اتكتب كتابنا امبارح واتجوزنا زى أي اتنين أنت جيت اتقدمت لى وأنا وافقت.
رفع حاجبه بتعجب: يعنى مش بنحب بعض؟
أبتسمت بخجل وقالت بحب: لو على الحب ف أنا بحبك إنما أنت لحد دلوقتى مقولتليش أنك بتحبني.
فكر قائلا بصوت منخفض: يمكن كنت مستني بعد كتب الكتاب، أكيد بحبها طالما اتجوزتها.
تمدد ثم أغمض عينيه ليرتاح، نظرت له مريم وهى تضع يدها على خدها و تراقبه بحنان.
بقلم ديانا ماريا.
عادت وئام إلى غرفة المعيشة وهى تقول: نعم يا ماما عايزة إيه؟
قالت والدتها بنبرة عادية: يلا يا حبيبتى نحضر الغدا زمان مؤمن راجع من شغله وكمان عمك تعبان ومحتاج يأكل كويس .
أومأت وئام برأسها: حاضر يا ماما.
أبتسمت برضى: عارفة أحلى حاجة أنه رغم أنه عمو و ومؤمن واخدين شقة قدامنا علشان يسيبونا على راحتنا بس لما كلنا بنتجمع على الفطار أو الغدا أو نقعد مع بعض بحس بدفا فعلا وأنه رجعنا عائلة زى زمان.
ابتسمت والدتها بحنية: معاكِ حق يا بنتى وعمك و إبنه كتر خيرهم مش مخلينا عايزين حاجة خالص .
حضرتك الغداء ثم حضر عمها و إبنه، بعد الغداء ناداها مؤمن ف أقبلت عليه بتساؤل: فى حاجة يا مؤمن؟
أعطاه كيس ف فتحته بإستغراب ثم اشرق وجهها بالضحك : ايه ده ! أنت لسة فاكر.
أبتسم وقالت بصوت عميق: أكيد مش كنت دايما أنا اللي بجيب لك الشيكولاتة والمصاصة اللى بتحبيهم، قولت اجيبهم ليكِ تانى لو لسة بتحبيهم يعني.
قالت له بسعادة: لسة بحبهم جدا، شكرا يا مؤمن فرحتني أوى.
قال لها بمزاح: بس دول فيه منهم ل كارم علشان متكليش كل حاجة لوحدك عارفك طماعة.
رفعت حاجبها بإستغراب مرح: يا سلام!
ضحك ثم غادر أما هى نظرت لما بيدها بسعادة ف شعور أن يتذكر أحد شيئا تحبه ويحضره لك خصيصا هو شعور جميل كمان أنها تذكرها بذكريات الطفولة البريئة حين لم يكن هناك حزن أو معاناة .
وقف عمها أمام باب شقته وقال بجدية: وئام تعالى عايزك.
عقدت حاجبيها و تبعته إلى غرفته حيث جلس على سريره بتعب، جلست أمامه تنتظر بفضول.
ظل يفكر لدقائق قبل أن يقول بصوت حزين: أنا كنت عايزك يا بنتى علشان أقولك على موضوع مهم و أريح ضميري أنا طلبتك مخصوص علشان كدة و صدقيني حاولت اوصلكم كتير لأنكم غيرتم عنوانكم بس الحمد لله مكنش بعيد عن العنوان القديم .
قالت بقلق: حاجة إيه يا عمى؟
رفع عينيه لها وقال بصوت متشنج: عايز أقولك على حاجة حصلت بيني وبين والدك قبل ما يموت، أنا للأسف ظلمت والدك يا وئام.
اتسعت عينيها بدهشة وحيرة: ظلمته؟
بقلم ديانا ماريا.
مر وقت طويل وحمزة نائم أثناءه حاولت مريم عدم النوم رغم أن نعاسها غلبها عدة مرات ولكنها كانت تستيقظ بسرعة حتى تنظر إلى حمزة بفزع ف تجده مازال نائما ف تسترخي مجددا .
بدأ يهمس ويهلوس بصوت غير مفهوم وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا وكأنه يواجه كابوسا مرعبا يرغب فى الخروج منه بأي طريقة.
اقتربت منه بقلق : حمزة أنت سامعني؟
لم يرد وهو يزال على نفس الحالة ف أحضرت منديلا تمسح به عرقه الذى تصبب منه و تحاول إيقاظه.
بدأ يتكلم بصوت أعلى ف قالت بتساؤل: بتقول إيه؟
قربت وجهها منها لتسمع ف قال مجددا بغير وعى: و
وئ.... وئام.
اتسعت عيناها بصدمة و رددت ورائه: وئام!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تراجعت بصدمة : وئام!
كيف له أن يتذكر وئام إن كان فاقد للذاكرة! بدأ يتحرك أكثر كأن كابوسه يزداد سوء ف هزته بقوة' حمزة... حمزة أصحي.
استيقظ وهو يشهق بقوة، نظر لمريم بعيون متسعة وقبل أن تتكلم عانقها بقوة.
ذُهلت وازدادت ضربات قلبها وقالت بصوت مرتعش: م...مالك يا حمزة؟
قال بأنفاس سريعة: ك كابوس أنا ك..كنت بحلم بكابوس يا مريم كابوس مش عارف أطلع منه.
ضمته بدروها وهى تحاول أن تطمئنه: متخافش ده مجرد كابوس أنت بخير أنا هنا معاك .
ضمها لبعض الوقت حتى هدأ ف ابتعد وهو يستلقي على سريره مجددا، أمسكت بيده: حاسس بأيه دلوقتى؟
ابتلع ريقه وقال بصوت مبحوح: كويس الحمد لله.
قالت بتردد: طب، طب أنت فاكر حلمت بأيه؟
هز رأسه بالنفي: لا مش فاكر بس كنت حاسس بخنقة كبيرة أوى.
أكملت مريم بتعجب: بس كان واضح أنه حلم وحش أوى حتى مش فاكر أنت قولت إيه وأنت نائم؟
قال بدهشة: هو أنا اتكلمت وأنا نائم؟
أومأت برأسها ف قال بإنزعاج: أنا مش فاكر حاجة يا مريم أنا حلمت بأيه ولا قولت إيه والحقيقة مش عايز افتكر أنا لسة لحد دلوقتى مضايق و حاسس أنه فيه حاجة كأنها بتضغط على قلبى وعايز أنام لو سمحتِ.
أدار ظهره لها و عاد للنوم ف جلست وهى تفكر كثيرا ماذا رأي ولماذا نادى بإسم وئام خطيبته السابقة ؟ تساؤلات كثيرة وحيرة سيطرت عليها ف قررت سؤال الطبيب فى الصباح أول شئ و تخبره بما حدث ربما لديه تفسير.
بقلم ديانا ماريا.
حل الصباح و استيقظت مريم ولم تجد حمزة ف نهضت بذعر وهى تناديه و تبحث عنه، خرج حمزة من الحمام ف زفرت بإرتياح.
سألها بإستغراب: ايه مالك كدة؟
قالت بإبتسامة محرجة: أصلي لما صحيت وملقيتكش قلقت عليك .
أقترب منها وهو يبتسم : قلقتي عليا ! هو أنا عيل صغير؟
هروح فين يعني.
أبتسمت بحرج و أوشكت أن تتكلم ولكن قاطعها دخول والدة حمزة و والدتها و إخوته ف أفسحت لهم الطريق .
سلمت عليهم وكانت على وشك الخروج من الغرفة عندما نادتها خالتها بصرامة: راحة فين؟
اقتربت منها وقالت بصوت منخفض: رايحة للدكتور.
رفعت حاجبها : ليه؟
نظرت مريم لحمزة و وجدته منشغل مع إخوته ف عادت ببصرها لخالتها: هسأله على حاجة مهمة فى حالة حمزة.
أمسكت بيدها بقوة: حاجة إيه قوليلي!
تألمت مريم: يا خالتى سيبي أيدي فى إيه! و لو عايزة تعالى معايا وأنتِ هتعرفي.
ذهبت معها على مضض، استقبلهم الطبيب وجلس يستمع لهم باهتمام.
قالت مريم: دلوقتى يا دكتور حمزة أمبارح كان نايم وكان باين عليه أنه بيحلم حلم وحش اوى وكان بيتكلم كلام مش مفهوم لحد ما سمعته بيقول إسم وئام.
حدقت بها والدته بصدمة بينما قال الطبيب بإستغراب: وئام! وئام مين؟ دى حد يعرفه؟
قالت مريم: ايوا يا دكتور دى خطيبته اللى كانت قبلي .
فكر الطبيب قائلا: الحلم ده و مناداته ليها بيبقي على حسب ذكرياته مرتبطة بيها إزاي، لأنه ده بيبقي العقل الباطن نفسه فاكر كل حاجة ف على حسب ذكريات الشخص ده عنده أو مثلا افتراقهم كان على إيه، طب لما صحي كان عامل إزاي؟
قالت مريم بتذكر: كان خايف و مضايق وقال إنه حلم بكابوس وحش بس مش فاكر حاجة منه حتى مش فاكر اللى قاله.
قال الطبيب بجدية: عقله الباطن بيرجع له ذكريات ممكن تكون مؤلمة وعلى حسب الشخص اللى بيتذكره يعني وعلى أساس ده بنفكره بالشخصية دى، يعنى ممكن أنه نفكره ب وئام تكون حاجة كويسة وممكن تكون حاجة مضرة ليه على حسب نهاية علاقتهم و ذكراها بتمثل ليه إيه.
سألته مريم باهتمام: يعني إحنا ينفع نفكره بيها ولا لا يا دكتور؟ 
نظرت لها والدة حمزة بغيظ ثم قالت بسرعة: أنت صح يا دكتور هو أنا أبني هيفتكرها ليه بس إلا إذا كان مش قادر ينسي حتى وهو تعبان اللى عملته فيه.
حدقوا بها بتساؤل و قالت مريم بإستغراب: عملت إيه يا خالتو؟
بدأت والدة حمزة تقول بمكر و حزن مزيف: عمايل سودة يا بنتى كانت تضغط عليه دايما فى كل حاجة ودايما عايزة أحسن حاجة فى الدنيا ومش راعية أي ظروف وعلشان أبني أصيل كان بيستحمل طلباتها هى وأمها ويقولوا عايزين ومش عايزين حتى ف الشقة، لحد ما فى يوم يا بنتى طلبوني وادوني الشبكة وقالوا ميلزمناش حمزة أبدا ولما حاولت أفهم منها بهدلوني و طردونى وحمزة جه يعني و كان شاهد على كل ده ويا حبيبى كان مصدوم خالص وزعلان من اللى حصل وبعدها فاق لنفسه شوية وجه خطبك يا مريم.
قالت مريم بصدمة حزينة: بجد كل ده حصل!
قال الطبيب بجدية: يبقي أعتقد أنه تذكيره ب وئام هيكون شئ سيئ وممكن يسبب له صدمة ف مفيش داعى لذكرها ليه نهائيا لحد ما ذاكرته ترجع لوحدها.
أومأت مريم و نهضت مع خالتها التى زمت شفتيها وقالت بإستهزاء عندما خرجوا :عشت وشوفت واحدة عايزة تفكر جوزها ب خطيبته القديمة!
حدقت بها مريم بضيق ولم ترد .
بقلم ديانا ماريا
كانت  وئام جالسة فى غرفتها تبكى بعدما أخبره بها عمها بالأمس حتى أنها بعدها دلفت إلى غرفتها ولم تشاركهم العشاء أو الإفطار.
فلاش باك.
وئام بصدمة: ظلمته إزاي يا عمى؟
تحدث عمها: ظلمته و ظلمتكم أنتوا كمان قبل ما أبوكِ يموت يا بنتى أنا طلبت منه مبلغ كبير أوى يسلفه ليا علشان كنت داخل على مشروع ومحتاجه والفلوس دى كانت ورث أبوكِ من جدك الله يرحمه مكنش صرفه ولا عمل بيه حاجة بأنه كان شايله لمستقبلك ومستقبل أخوكِ لما عرف أنه مامتك حامل ولما مات أنا مرجعتش الفلوس دى خالص كنت بدأت أكسب من المشروع والطمع عمي عنيا وبعدها طبعا سيبنا البيت ونقلنا هنا، نسيت أنه دى أمانة فى رقبتي هتحاسب عليها قدام ربنا، وعلشان ربنا يمهل ولا يهمل أنا خسرت فى المشروع ده كتير بعدها خسرت كل فلوسي و فلوسكم وبفضل الله ثم مؤمن أبني اللي أشتغل وهو لسة شاب عنده 18 هو اللى شال معايا الحِمِل الله أعلم زمان حالى بقا عامل ازاي ومحدش يعرف الموضوع ده غير مراتى الله يرحمها حتى أمك متعرفش و لما ضميري فاق حاولت أدور عليكم كتير علشان أطلب منكم تسامحوني و أرجع لكم حقكم يا بنتى، دلوقتى يا بنتى أنا واحد خلاص عمره بينتهي وعايز أخلص ذمتي قدام ربنا علشان لما يجي وقتي مكنش خايف، أنا دلوقتى اعترفت لك بالحقيقة وفلوسكم محفوظة لأنه مؤمن أبني اشتغل وكبر وأنا طلبت منه المبلغ من غير ما يعرف هو لايه بس أنا طالب منك تسامحيني.
حدقت به والدموع تنهمر على وجهها، لا يؤلمها أنه أخذ النقود بقدر ما يؤلمها شعورها أنه خدع والدها، نهضت و ركضت خارج الغرفة والشقة بأكملها حتى دلفت إلى غرفتها ولم تخرج منها إلى اليوم التالى و تعللت بالمرض و الصداع أمام والدتها حتى لا تشك فى شئ ما.
عودة للحاضر..
تنهدت بتعب و مسحت دموعها و قررت أن تخرج من غرفتها.
وجدت عمها فى غرفة المعيشة مع أخيها وحين رأته كانت على وشك التراجع ولكنه رآها ف نهض وقال : ده بيتك لو حد المفروض ينسحب ف هو أنا يا وئام.
قالت بتوتر: أنا...
قاطعها وعينيه تلمع بالدموع: ملوش لازمة تقولي حاجة 
أنا فاهم طبعا أنه صعب عليكِ بس بالله عليكِ لو تقدري تسامحيني سامحيني علشان ضميري يرتاح.
غادر و تركها واقفة تدمع مجددا، أقترب منها أخيها يقول بإستغراب: هو فيه إيه يا وئام بينك وبين عمو؟ وهو ليه مشي؟
مسحت دموعها وقالت بإبتسامة: مفيش حاجة يا حبيبى مواضيع كبار بس المهم أنت ذاكرت اللى وراك.
قال بعفوية: ذاكرت شوية ولما عمو جه قعدت معاه.
أمسكت بيده : طب يلا نكمل مذاكرة علشان ميعاد المدرس بتاعك قرب.
بقلم ديانا ماريا.
عادت والدة حمزة مع مريم إلى الغرفة ف اقتربت من حمزة بحنان: عامل إيه دلوقتى يا حبيبى؟
حمزة بهدوء: الحمد لله بخير.
حدقت بمريم بطرف عينيها: ومريم عملت معاك إيه؟
أبتسم وهو ينظر إلى مريم: مريم كانت كويسة جدا معايا وأنا حابب أشكرها على كدة .
قالت مريم بخجل: تشكرني على إيه ده واجبي.
قالت والدته بخبث: الشكر الحقيقى لها لما تقولها على ميعاد الفرح يا حبيبى .
حدقت مريم بهم بعدم فهم، قالت والدتها: إحنا متكلمناش على ميعاد الفرح قبل كدة يا اختى علشان نحدد ميعاده.
قالت والدته بثقة: لا يا حبيبتى أنتِ متعرفيش لكن إحنا كنا هنقعد يوم الحادثة نتفق على ميعاد الفرح، ده حتى كان قايلي أنه عايز يتجوز بسرعة.
حدق بها حمزة بعدم تصديق و استنكار أمام مريم  خجلت بشدة ولكن قلبها كاد يطير من شدة السعادة واكتملت النقاشات دون مشاركة أي منهما .
بقلم ديانا ماريا
ولجت وئام للمطبخ لتحضر الغداء فى حين كانت والدتها فى الخارج تحضر شيئا من السوق.
أثناء ذلك دلف أخوها إلى المطبخ يركض وهو يقول بخوف: الحقي يا وئام عمو واقع على الأرض مش بيتنفس!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
سقط ما بيدها من يدها وبصدمة: إيه؟
قال كارم بهلع: اه والله تعالي شوفيه.
ركضت معه حتى غرفة عمها ثم شاهدته ممد على الأرض وجهه شاحب، ركعت بجانبه على الأرض وهى ترتعش.
وضعت يدها على جبهته ف وجدته حرارته مرتفعة ثم على قلبه بسرعة ف وجدته ينتفس ولكن ببطء.
زفرت بإرتياح و رفعت بصرها ل أخيها المذعور: متخافش يا كارم عمو كويس وبيتنفس هو بس تعبان شوية، تعرف تروح تجيب الموبايل بتاعي علشان نتصل على أبيه مؤمن يجي ويجيب الدكتور؟
هز رأسه ثم ركض ليحضر الهاتف بينما ناظرت وئام عمها بمزيج من الحزن و الذنب.
عاد أخوها بالهاتف ف تناولته منه بسرعة و اتصلت لمؤمن الذى حضر فورا و برفقته الطبيب،فحص الطبيب عمها 
ليخبرهم أنه لم يلتزم بدواءه وأيضا الحالة النفسية له سيئة ثم غادر بعد أن كتب دواء جديد له  وخرج مؤمن ليوصله.
جلست بجانب عمها تمسك بيده، دلفت والدتها بسرعة إلى الغرفة.
قالت والدتها بقلق: فى إيه يا وئام؟ الدكتور كان بيعمل أي هنا وعمك ماله؟
قالت وئام بهدوء وهى تحدق بعمها النائم: عمو تعب شوية يا ماما وبقي كويس الحمد لله.
قالت والدتها بإرتياح: طب الحمد لله، أخوكِ فين؟
وئام بهدوء: قاعد برة ياريت تاخديه علشان هو شاف عمو وهو تعبان و اتخض وقلق.
والدتها بعفوية: حاضر يا بنتى و هروح أحضر أكل لعمك لأنه لازم يتغذي كويس.
ذهبت وتركتها وحدها بينما وئام مازالت ممسكة بيد عمها.
بدأ يستفيق وفتح عينيه، حدق بها و قال بصوت مبحوح: وئام.
مالت على يده تقبلها بدموع: ايوا وئام يا عمو، حقك عليا .
قال بتعجب: من إيه يا بنتى؟
رفعت وجهها الباكي له: علشان أنا سبب تعبك، أنا مسامحاك والله يا عمو بس كنت محتاجة وقت استوعب.
بكي هو الآخر:الحمد لله أنك سامحتيني، دلوقتى ضميري مستريح وأقدر أقابل وجه كريم.
عانقته: متقولش كدة يا عمو أنت هتفضل معايا هنا أنت الوحيد اللى فاضل ليا بعد بابا.
سمعوا صوت شخص يحمحم و يقول بمزاح: أجيب مناديل طيب للدموع ولا اتنين ليمون؟
نظرت خلفها بغيظ : اللى قالك أنه دمك خفيف على فكرة كان بيضحك عليك.
رفع حاجبه وهو يتقدم داخل الغرفة: إزاي ده؟ أنا ناس كتير مأكدين ليا كدة.
مسحت دموعها وهى تبتسم لعمها: نفسى أعرف هو مطلعش زيك ليه بس يا عمو.
ضحك عمها بتعب: لا يا حبيبتى مؤمن مش شبه أي حد، طالع كدة لنفسه.
نظر لوالده بهدوء: عامل أيه دلوقتى يا بابا؟
قال برضى: الحمد لله يا بنى بقيت عال العال و مستريح.
حدق مؤمن ب وئام ب نظرة معينة: مش يلا يا وئام علشان بابا يرتاح؟
وئام بفهم: اه طبعا يلا بينا .
خرجت معه ثم أغلقت الباب و وقفت أمامه.
قال مؤمن بهدوء: ممكن تقوليلي إيه اللى حصل لبابا يا وئام؟
قالت بتوتر: كارم جالي وقالى عمو واقع على الأرض و....
قاطعها بصرامة: ده مش قصدي أنتِ فاهمة قصدي طبعا .
تنهدت : مش هقدر أقولك حاجة غير أنه كان سوء تفاهم بيني وبين عمو و اتحل الحمد لله يا مؤمن.
قال بصوت جدى: أتمني ده، على العموم أنا راجع الشغل دلوقتى.
قالت بسرعة: مش هتتغدي معانا؟
أبتسم: لا مشغول النهاردة أن شاء الله اجي على العشاء.
قالت بصوت منخفض وهو يذهب: مع السلامة.
بقلم ديانا ماريا.
عاد حمزة إلى المنزل بعدها بيومين و كانت معه مريم تساعده حتى استلقي لينام.
خرجت إلى غرفة المعيشة لتجد خالتها تجلس مع أحدي جيرانها ف سلمت عليهم بهدوء وجلست معهم.
قالت والدة حمزة وهى تنظر ل مريم بإبتسامة: دى بقي مريم مرات حمزة ابني مش عايزة أقولك أدب و أخلاق إيه.
خجلت مريم ف قالت الجارة وهى تدقق النظر لها: اه والله باين عليها ربنا يهنيهم.
قالت والدة حمزة وهى تشهق فجأة : صحيح إزاي قاعدة بقالك شوية وأنا مش ضايفتك استني .
كانت على وشك النهوض حين نهضت مريم بسرعة وقالت: خليكِ أنتِ يا خالتو أنا هجيب، أنا عارفة مكان كل حاجة.
دلفت إلى المطبخ ف ابتسمت أم حمزة ب مكر وقالت بصوت منخفض: شوفتي يا أم محمد، بت أصول كدة وهتبقي تحت طوعي، عارفة يعني ايه حماة بجد.
أبتسمت أم محمد : معاكِ حق يا أختي وباين عليها كدة غلبانة وملهاش فى لوع ولا شغل البنات التانية ده.
عادت مريم تقدم لهم الضيافة مع سعادة أم حمزة وتباهيها بها أمام جارتها.
بقلم ديانا ماريا.
مرت الأيام روتينية بحتة يغلب عليها طابع الهدوء، و فى مساء أحدي الأيام اتصلت وئام ب صديقتها رحمة .
قالت رحمة بعتاب: أخيرا افتكرتي أنه ليكِ صاحبة إسمها رحمة.
ضحكت وئام: حقك عليا والله بس أنتِ عارفة اللى أنا فيه حتى أنتِ اسألي.
قالت رحمة بإستنكار: والله! طب ما أنتِ عارفة أنه أنا مشغولة بتجهيزات الفرح و لولا أنك عندك كان زمانك هنا معايا وطبعا تيجي قبل الفرح بشهر على الأقل.
ضحكت وئام: حاضر هو أنا عندي كام رحمة.
قالت رحمة : المهم أخبارك ايه؟ 
قالت وئام بنبرة عادية: الحمد لله كل حاجة هنا ماشية كويسة طبعا بقضي أغلب الوقت مع عمو و ماما و كارم و ساعات مؤمن يجي يقعد معانا شوية بس أغلب الوقت هو مشغول.
قالت رحمة بمكر: ااا مؤمن صحيح هو أخبار مؤمن ايه؟
وبختها وئام بمزاح: بطلي يا بنتى بقا .
رحمة بملل: أنا غلطانة طيب.
ترددت وئام: رحمة.
رحمة : نعم؟
وئام بتردد: هو .... هو حمزة....
قالت رحمة بتوتر: ماله حمزة؟
وئام : تعرفي عنه حاجة؟
نفت رحمة بإنفعال: لا لا معرفش هو أنا هعرف ليه!
قالت وئام بإستغراب: طيب أنا سألتك سؤال أنفعلتي كدة ليه؟
قالت رحمة بتلعثم: ه.. هو أنا هنفعل ليه يعني مفيش حاجة.
قالت وئام بإصرار: لا منفعلة وشكلك مخبية حاجة عليا المهم أنا عايزاكِ صريحة معايا قوليلي فى ايه؟ 
تنهدت رحمة ثم قالت  بحزن: حمزة اتجوز النهاردة .
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وئام بنبرة مرتعشة: ا.اا اتجوز؟
قالت رحمة بندم: أنا آسفة أوى يا وئام مكنتش عايزة أقولك لكن اصريتي وأنا مقدرش اكدب عليكِ.
قالت وئام بنبرة جامدة: تمام يا رحمة.
قالت رحمة بقلق: وئام بالله عليكِ متزعليش أنتِ تستاهلي أحسن من كدة بكتير.
أكملت وئام حديثها بصرامة: خلاص يا رحمة اقفلي دلوقتى.
أغلقت معها الهاتف ثم عادت إلى غرفتها وجلست على سريرها تضم ركبتيها إلى صدرها ثم وضعت ذقنها عليها.
جلست لفترة طويلة تنظر إلى الجدار بعيون لا حياة فيها حتى تحررت دمعة انهمرت على وجهها، تبعها أخريات بصمت تام.
بقلم ديانا ماريا
فى الصباح استيقظت والدة وئام ثم دلفت لغرفتها لتجدها مستيقظة.
قالت بإبتسامة: الله أنتِ صاحية ده أنا...
توقفت حين رأت وجهها، كان الدموع جافة على وجهها ف تركت أثرا ك الخط على وجنتيها و عيونها حمراء من قلة النوم و وجهها متعب و شاحب.
جلست أمامها بخوف: وئام حبيبتى مالك يا بنتى؟
رفعت وئام بصرها لها وقالت بصوت مبحوح: اتجوز.
أدركت والدتها ما تقصده ف احتضنتها وقالت: متزعليش يا حبيبتى أنتِ مش لازم تزعلي أنتِ اللى ينزعل عليكِ.
بكت بصوت منخفض : طب ليه يا ماما؟ ليه أتوجع كدة ؟ ليه حبيته وهو مش ليا؟
قالت والدتها بحكمة: متقوليش ليه ربك لما بيعمل أي حاجة بيبقي ليه حكمة فيها يا حبيبتى لو عيشنا عمرنا كله 
ممكن منعرفهاش بس هقولك حاجة أنتِ و حمزة حبيتوا بعض لو كنتوا كملتوا و اتجوزتوا يا تري كنتِ هتعيشي مرتاحة؟
ابتعدت عنها وهى تقول بإستغراب: قصدك إيه يا ماما؟
والدتها: قصدي لو تفكري فيها إزاي كنتِ هتعيشي مرتاحة مع حمزة و مامته مش بتحبك كدة؟ كنتوا إزاي كلكم هتعيشوا مع المشاكل اللى ممكن تعملها؟
قالت بحيرة: إزاي بس يا ماما ما أنا ممكن اتجنبها و ...
قاطعتها والدتها بجدية: لحد أمتي؟ طب وحمزة؟
هيتعامل معاكم أنتوا الاتنين إزاي؟
أكملت بحنان: يا حبيبتى أنتوا فى الأول ممكن يبان لكم أنكم قادرين تتأقلموا مع الوضع لكن بعد كدة ممكن الوضع 
هيكبر أكتر أنتِ بتتجوزي حمزة اه لكن فى نفس الوقت مع وجودك قريبة من مامته لازم علاقتكم تبقي كويسة يعني أنتِ هتفضلي مستحملة معاملتها دى لحد أمتي؟ هتعدي و تسكتي كام مرة؟ و لو رديتي عليها هتطلعي مش كويسة وأنك بتردي على حماتك و أكيد هى صح، طب نيجي لحمزة نفسه هيكون مشتت بينك و بين مامته حتى لو معاكِ دايما هيبقي محتار المفروض أنتِ مراته يصونك وميجيش عليكِ و دى مامته بردو هيبقي عايز ميزعلهاش و يراضيها و مرة ورا مرة أنتم الاتنين هتزهقوا من كتر المشاكل و الضغط و الزعل، فاكرة قصة سيدنا خضر يا بنتى لما قت*ل الغلام الصغير اللى كان هيكبر يبقي عاصي لابوه و أمه و هيرهقهم من كتر طغيانه وربنا رزقهم واحد غيره تقي صالح الأب و الأم دول كانوا يعرفوا الكلام ده؟
كانوا يعرفوا أنه ابنهم ده كان هيبقي عاصي ليهم ؟ ما يمكن هما عاشوا عمرهم كله من غير ما يعرفوا أنه ده كان خير ليهم و زعلانين على ابنهم اللى مات صغير لكن شوفي حكمة ربنا هنا المهم أنه اللى حصل لهم كان خير حتى لو هما مش عارفين، الحاجة المهم هنا أنك يا وئام تؤمني أنه أي حاجة تحصل ليكِ هى خير حتى لو معرفتيش الخير فين، فهمتي يا حبيبتى؟
تنهدت براحة: فهمت يا ماما .
أمسكت بيدها: أنا مش بقولك متزعليش ده مش بإيدك لكن متديش زعلك أكبر من وقته ولا حجمه .
أومأت برأسها وهى تمسح دموعها ف قبلتها والدتها على رأسها و نهضت .
بقلم ديانا ماريا
استيقظ حمزة و مريم فى الصباح على طرق قوى على الباب ف نظر حمزة للساعة بعدم تركيز ثم توسعت عينيه بعدم تصديق: الساعة سبعة الصبح!
قالت مريم بنعاس: مين بيخبط دلوقتى ؟
نهض حمزة بعبوس: هقوم أشوف.
فتح باب الشقة ليجد والدته أمامه ف قال بدهشة: ماما!
قالت بسعادة: صباحية مباركة يا حبيبى صباح الفل.
قال بتعجب: صباح الخير يا ماما الساعة سبعة الصبح في حاجة؟
رفعت حاجبها: لازم يكون فيه حاجة يعني؟ ده أنا حتى كنت جاية علشان اصحيكم تنزلوا تفطروا معايا تحت.
حمزة بذهول: كمان!
تجاهلته والدته و نظرت خلفه بفضول: آمال فين مريم؟
عقد حاجبيه بوضوح: مريم نايمة.
شهقت بإستنكار: نايمة لدلوقتى! لا صحيها يلا و تعالوا أنا مستنياكم تحت ولا أدخل اصحيها؟
قال بصوت حازم: لا أنا هصحيها، اتفضلي أنزلي وأحنا جايين وراكِ
نظرت له بحنق ولكن غادرت ف أغلق حمزة الباب ثم زفر بإستياء.
تقدمت منه مريم: مين يا حمزة؟
قال حمزة بإبتسامة مصطنعة: دى ماما كانت جاية تقولنا علشان ننزل نفطر معاها.
سقط فك مريم من شدة الدهشة ولكن تمالكت نفسها : وماله يا حبيبى اديني دقيقتين ألبس.
عقد حاجبيه: أنتِ هتنزلي بجد!
رفعت كتفيها بإستسلام: قدامنا حل تانى ؟ مامتك مستنيانا وأنا مش عايزة ازعلها ولا اكسر بخاطرها.
أبتسم لها بإمتنان ف ردت له الإبتسامة ثم بدلا ملابسهما وهبطا للاسفل.
وجدا والدته فى انتظارهم وقالت بإبتسامة: اتفضلوا يا حبايبي، تعالي يا مريم صباحية مباركة يا عروسة.
مريم بخجل: شكرا يا خالتو.
نظر لوالدته بتعجب: آمال فين إخواتي يا ماما؟
قالت له وهى تأكل: نايمين يا حبيبى ياعيني عليهم بقا من التعب بتاع الفرح.
حدق بها بعدم رضى ولكن بدأ يتناول الطعام مع مريم .
بعدما انتهوا قالت والدة حمزة وهى تتنهد بتعب زائف: أما أقوم أشيل الأطباق واغسلهم مع أنه أيدي بتوجعني.
قالت مريم بلطف: خليكِ يا خالتو أنا هعملهم بدالك.
أوقفها حمزة بيده وهو يقول بصرامة: خليكِ يا مريم 
واحدة من اخواتي هتعمل ده .
بعد حديثه خرجت شقيقة له من الغرفة ف نادى عليها: أميرة.
قالت بذهول: ايه ده حمزة أنت هنا دلوقتى بتعمل ايه؟
أبتسم لها : كنا بنفطر مع ماما، حظك الفطار لسة موجود أهو افطري و شيلي الأكل و أنا و مريم هنطلع لشقتنا.
قالت له بسعادة: تمام صباحية مباركة ليكم.
أمسك بيد مريم و صعدوا بينما جلست والدته مكانها تكاد تتميز من شدة الغيظ الذى تشعر به و عدم التصديق للتصرف الذى قام به حمزة.
بقلم ديانا ماريا.
دلفت والدة وئام إلى غرفتها تقول: مؤمن برة عايز يتكلم معاكِ.
قالت بهدوء: مش عايزة أتكلم مع حد يا ماما قوليله نايمة.
ارتفع صوت من خارج الغرفة يقول: مش هيدخل عليا الكلام ده يا وئام مش همشي إلا لما أتكلم معاكِ.
نظرت بدهشة لوالدتها التى أبتسمت لها : البسي حجابك يلا علشان يدخل.
ارتدت حجابها وقد كانت ترتدى عباءة فضفاضة ، دلف مؤمن وهو يقول بصوت عالى: أقدر أعرف مختفية فى أوضتك ليه؟
قالت بتوتر: مفيش حاجة مليش نفس بس أخرج منها.
جلس على كرسى بعيد عنها: على فكرة مامتك حكت لي كل حاجة.
اشاحت بوجهها عنه وقالت بألم: طب بتسأل ليه بقا؟
قال بجدية: علشان مفيش فايدة فى اللى بتعمليه ده على فكرة ده هبل.
نظرت له بغيظ : هبل! طب لو سمحت قوم برة بقا.
نهض وتبسم بسخرية: هخرج علشان تغيري هدومك علشان هنخرج كلنا سوا.
قالت بعناد: مش هخرج فى مكان.
سار إلى الخارج وهو يؤشر لها بيده: يلا قدامك خمس دقائق بسرعة.
جلست وهى تحدث نفسها أنها لن تخرج ولكن وجدت نفسها ترتدي ملابسها بسرعة ثم خرجت إلى غرفة المعيشة و وجدته يجلس، رآها ف نهض وابتسم.
قالت بكبرياء: على فكرة أنا لبست بس علشان مزعلش عمو.
قال بتهكم: ايوا ايوا يلا بينا .
صعدوا جميعا إلى سيارة مؤمن، والده فى الإمام أما الباقى يجلس فى الخلف ثم قاد السيارة حتى وصلوا إلى مكان جميل يظهر عليه الرقى.
نظر ل وئام بإبتسامة خبث: و دلوقتى وقت نغمض لوئام عينيها.
وئام بإستغراب: تغمضوا عيني ليه؟
قال كارم بحماس: علشان خاطري يا وئام غمضي عينيك بس.
أبتسم الجميع أما وئام ف تأففت بملل و أغمضت عينيها، أمسك بها أخيها يرشدها عبر الطريق وهو يصر عليها إلا تفتح عينيها.
بعد فترة توقف كارم و استمعت لصوت مؤمن بقول: يلا يا كارم.
قال كارم بحماس وهو يمسك يدها يهزها بقوة: يلا فتحي عيني
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فتحت عينيها على وسعهما من شدة الانبهار كان هناك لافتة كبيرة موجودة عليها عبارة تهنئة بمناسبة ذكرى يوم ميلادها الرابع و العشرين كما هناك أمامها طاولة كبيرة مُعدة بأشهي الحلويات وقالب حلوى كبير عليه شمعتين بأرقام عمرها و طاولة أخرى مُعدة للعشاء.
نظرت وئام لعائلتها بدهشة و تأثر: تصدقوا أنا كنت نسيت أنه النهاردة يوم ميلادي أصلا، بجد كل ده علشاني؟
قال عنها بإبتسامة: أكيد طبعا هو إحنا عندنا غيرك نفرح بيه؟
ثم نظر لمؤمن الواقف فى الخلف: كل ده من ترتيب مؤمن وهو اللى أقترح نعملك مفاجأة برة أحسن من الإحتفال فى البيت.
أقترب مؤمن وهو يقول بمرح: هو الإحتفال بعيد الميلاد أنا قرأت أنه يعتبر بدعة أو حرام لكن إحنا هنا بنحتفل بيكِ أنتِ بالهبلة بتاعتنا اللى كبرت وبقت آنسة.
وئام بغيظ: يووه أنت مش هتبطل رخامتك دى عليا ؟
رفع حاجبه: هو أنا قولت حاجة؟
قالت وئام: ايوا ولو مبطلتش همشي من هنا.
أبتسم بسخرية : تمام براحتك لكن التورتة اللى بشيكولاتة الكيت كات و الميلكا هنأكلها إحنا.
قالت بلهفة: ايه ده هى التورتة بالشكولاتة اللى أنا بحبها ؟
رفع حاجبه: ايه ده هو أنتِ مش كنتِ ناوية تمشي؟
كشرت فى وجهه، ف ضحك عمها وهو يضع يده على كتف وئام: بطل بقا يا مؤمن علشان وئام بدأت تزعل بجد هزارك تقيل عليها.
أبتسم بهدوء ثم ساروا إلى حيث الطاولة وجلسوا لتناول العشاء، نظرت وئام حولها بتعجب: طب اشمعنا إحنا قاعدين فى ترابيزة برة المطعم مش جوا.
أجاب مؤمن بهدوء وهو يتناول طعامه: علشان أنا شايف كدة أحسن و هنبقي على راحتنا أكتر مش وسط الناس.
حدقت بإعجاب فى المنظر حولها: اختيار موفق يا مؤمن بجد الجو أصلا هنا تحفة و منظر البحر جميل جدا.
تناولوا العشاء ثم احتفلوا بها، كانت وئام سعيدة للغاية وقد شعرت باسترخاء لم تشعر به منذ وقت طويل،تركتهم بعد مدة و هم مشغولون بالأحاديث و هبطت عبر سلم قصير إلى الشاطئ ثم وقفت أمام البحر وهى تتنفس بعمق و تنظر له بتأمل.
شعرت أنها لم تعد وحيدة ف نظرت بجانبها لتجد مؤمن يقف هو أيضا يحدق فى البحر أمامه.
عادت تحدق أمامها وهى تقول بإسترخاء: منظر حلو اوى مش كدة؟ و تحسه كمان مهدئ للأعصاب.
قال بهدوء: ده على حسب الشخص اللى واقف قدامه بيشوفه إزاي.
قالت بتعجب: بمعني؟
قال برزانة: يعنى لو زى دلوقتى ف علشان أنتِ مبسوطة حاسة أنه مشهد حلو و مهدئ للأعصاب لكن لو كنتِ زعلانة هتحسي أنه سودوي و غامض و ساعات غدار كمان .
وئام بتفكير: طب وده يغير إيه فى حقيقة البحر نفسه؟
هز كتفيه بلامبالاة: ميغيرش حاجة البحر حقيقته عمرها ما بتتغير لكن نظرة الإنسان هى اللى بتتغير ليه.
ثم حدق بها: زى ما أي إنسان نظرته بتتغير لكل حاجة فى الحياة يمكن حاجة مفكرها جميلة تطلع مؤذية والعكس صحيح.
شعرت إلى أين يريد أن يصل بحديثه: طب إزاي تقدر تعرف الحاجة دى مؤذية ولا لا رغم أنه اللى كل ظاهر لك منها كل جميل؟
حدق أمامه مجددا: مش لازم تبان مؤذية على فكرة ممكن تكوني مؤذية ليكِ ولكن لغيرك لا .
وئام بحيرة: إزاي ده مش فاهمة!
أبتسم نصف إبتسامة: زى الفراولة.
قالت بحنق: أنت بتتريق عليا!
نفى بسرعة: لا والله أنا بديكِ مثال فعلا بس على نفسى، فاكرة أنا كنت بحب الفراولة أد إيه؟
هزت رأسها ف أكمل: بس  اكتشفت أنه جالي حساسية منها بعدين ، كنت زعلان أوى إزاي اتحرم من حاجة بحبها، إزاي الفراولة الفاكهة الحلوة دى تكون مؤذية بالنسبة ليا وكنت أكل و مش مهتم بأيه ممكن يحصل لي وكل مرة أتعب أكتر من الأول ومنعوني عنها وحتى بطلوا يجيبوها البيت، لحد ما فى مرة جيبت من وراهم و كلت كنت هموت وقالوا لبابا و ماما كدة لو أكلت فراولة تانى هموت فعلا
مكنش قدامي حل تانى غير أني أبطل وأنا كلي سخط و غضب لحد ما استوعبت أنه مش لازم علشان أكون بحب الفراولة هى تبقي مفيدة ليا وشوفي رغم أنه الفراولة فى الأول كانت الفاكهة المفضلة ليا لكن بعد كدة بقت مؤذية بس بالنسبة لحد تانى عادى جدا، زى بالضبط لما تحبي بلوزة معينة عندك بس يجي على البلوزة وقت تكون ضيقة جدا ومينفعش تتلبس تانى بس أنتِ مصرة تلبسيها رغم أنها مبقتش تنفعك، لازم فى لحظة ندرك أنه فيه فرق بين نحب الحاجة والفرق أنه خلاص مبقتش تنفعنا رغم حبنا ليها وده مش معناها أنه لازم نبطل نحبها عادى أنا لسة لحد دلوقتى بحب الفراولة لكني مدرك أنه هى هتأذيني لو رجعت لها تانى.
أبتسمت له : فهمت يا مؤمن .
أردفت بسخرية: شكرا أنك شبهتني بالفراولة .
قال بتهكم:أنتِ تطولي أصلا!
تغيرت معالم وجهها للحزن وتنهدت : بس أنا تعبانة يا مؤمن لحد دلوقتى بسأل نفسى ليه.
قال مؤمن: طب مسألتيهوش هو ليه؟
عقدت حاجبيها: إزاي أسأله بعد كل اللى حصل؟ أنا كل أما افتكر اللى مامته عملته فى ماما أزعل جدا وبعد ...
توقفت عن الكلام ف قال بإستفهام: بعد إيه؟
أخبرته بما حدث حين أتي حمزة للشركة ف قال بتفكير: بس أنتِ غلطانة يا وئام؟
وئام بإستنكار: أنا غلطانة؟ ليه بقا أن شاء الله؟
تحدث بهدوء: علشان دى كانت لازم تكون مواجهة بينكم وكنتِ لازم تعرفي هو ليه جالك أصلا بعد انفصالكم والحكاية كلها فيها حاجة مش مقنعة أو مش مضبوطة.
تأففت بتعب: أنا كنت تعبانة جدا يا مؤمن ومكنش عايزة أسمعه بجد كنت مجروحة أوى.
قال بتفهم: فاهمك يا وئام لكن أنا مقتنع أنه العلاقة لازم الاتنين علشان ينهوها مش طرف واحد، يعني لما أنتِ و حمزة تنهوها لأنها علاقتكم أنتم مش حد تانى.
قالت بألم: و اهو نهاها و راح اتجوز يا مؤمن.
قال بثقة: يمكن مفيش داعى للزعل دلوقتى أنتِ أهم حاجة تفكري فيها يا وئام.
ابتسمت بمرح مفاجئ: مش لو كنت أنت ممشيتش كان زمانا مخطوبين أحسن من كل ده.
رفع حاجبيه بإستنكار: ايه! أنا المهندس مؤمن اتجوز وئام الهبلة! ده هيبقي ابتلاء من عند ربنا .
فتحت فمها بدهشة وتبعته بنظراته وهو يبتعد عنها ثم صرت على أسنانها بغيظ وهى تتبعه: كدة يا مؤمن آمال لو مكنتش عارفة كل طفولتك المشردة!
ضحك ثم عادوا إلى العائلة، قالت والدتها: كنتوا فين يا بنتى مستنينكم علشان نديكِ الهدايا.
جلست وئام وهى تنظر ل مؤمن ببرود: معلش يا ماما كنت واقفة قدام البحر وفيه كائن زعجني.
اعطاها عمها اسورة من الذهب ألبسها إياها: كل عام وأنتِ بألف خير يا بنتى.
لمعت عيناها بحب: شكرا جدا يا عمو .
أعطتها والدتها وشاحا جميلا و أخيها رسمة رسم الجميع فيها ف قبلته على خده.
نظرت لمؤمن بطرف عينيها ف تظاهر بالملل: مش يلا نمشي الوقت أتأخر.
قالت وئام بعدم تصديق : أنت بجد مجبتليش هدية؟
ضحك بصوت عالى ف احمرت بإحراج: على فكرة أنا مش قصدي حاجة بس استغربت بعد الحفلة دى.
أخرج علبة أنيقة من جيبه ثم أعطاها لها بإبتسامة جذابة: عقبال مليون سنة يا وئام أن شاء الله.
أخذتها منه بفضول ثم فتحتها لتجدها سلسلة رقيقة للغاية تأخذ شكل القلب، فتحت القلب لتجد صورتها فى الداخل وهى صغيرة، انبهرت بها بشدة و لم تتمكن من الكلام لشدة تأثرها.
أبتسمت له بإمتنان ف رد لها الابتسامة بصمت ثم عادوا بعدها إلى المنزل.
بقلم ديانا ماريا
كانت والدة حمزة تجلس فى منزلها مغتاظة بشدة مما حدث فى الصباح وفكرت فى طريقة حتى ترد ما حدث لمريم .
طرق الباب ف نهضت لتفتح و وجدت مريم و حمزة أمامها ف أبتسمت إبتسامة مصطنعة : أهلا يا حبايبي .
تقدم منها حمزة : أنا قولت نيجي نقعد معاكِ شوية يا ماما.
والدته بترحيب زائف: اتفضلوا اقعدوا والله جيتوا فى الوقت المناسب.
جلسوا معها قليلا ف تطلعت لمريم بتفكير، ثم قالت بصوت عالى: بقولك يا مريم يا حبيبتى ممكن تقومي تعملي لينا شاي ولا حاجة نشربها بالمرة فيه فاكهة فى التلاجة هاتي لينا منها.
نهضت مريم بإبتسامة: طبعا يا خالته.
دلفت إلى المطبخ ف قالت والدة حمزة : أنا هقوم اوريها مكان الحاجة يا حبيبى هى لسة مش عارفة
دلفت إلى المطبخ لتمسك مريم من ذراعها بقوة.
شهقت مريم بفزع: فى إيه يا خالتو؟
قالت خالتها بغلظة: أنا دخلتك بيتي و اعتبرتك زى بنتى علشان فكرتك هتبقي كويسة إنما تعصي أبني عليا لا يا حبيبتى ده مش هيحصل أبدا.
قالت مريم بحيرة: هو أنا عملت إيه يعني ؟
والدة حمزة بسخرية : ايوا اعملي نفسك مش عارفة واللى حصل الصبح ده تسميه ايه؟
حاولت أن تفلت ذراعها منها : يا خالته سيبي أيدي أنا مش عارفة أنتِ بتتكلمي عن إيه و بعدين ايدي بتوجعني .
شعر حمزة بالغرابة ف نهض ليري ما يحدث و توقف خارجا على قول والدته.
والدة حمزة بحقد: بت أنتِ أنا بكره سهوكة البنات دى وبعدين أنتِ هنا جاية خدامة ليا ولابني أنتٌ فاهمة؟
شعر بصداع شديد يتملك رأسه فى تلك اللحظة و كأن هذا الكلام قيل من قبل،ذكريات متسارعة تعصف برأسه حتى  أمسك برأسه بقوة يكاد يعتصره ليخفف الألم حتى لم يعد يحتمل ف صرخ ثم وقع على الأرض فاقد للوعي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
سمعت والدة حمزة هى ومريم صوت ارتطام قوى ف خرجا من المطبخ ليروا ما حدث و وجدوا حمزة ممدد على الأرض فاقد للوعى.
شهقت والدة حمزة بفزع: أبني! حصل لك إيه؟
قالت مريم بخوف وهى تنحني بجانبه: حمزة !
نظرت والدته له بهلع وهزته: مالك يا بنى ؟ أصحي رد عليا .
نظرت لها مريم بقلق: أنا هروح أتصل على الدكتور يجي .
ذهبت مريم ل تهاتف الطبيب بسرعة ثم أخيها حتى يأتي ويساعدهم ثم عادت مجددا إلى حمزة .
أمسكت بيده والقلق يسيطر عليها ف نظرت لها والدته بحقد و دفعتها بعيدا: كل ده منك يا نحس دخلتِ على أبني بالمرض والمصايب.
 نظرت لها بعدم تصديق واقتربت من حمزة مجددا وهى تقول بحرقة: أنا مش عارفة أنتِ بتعملي كدة ليه يا خالتو مع أنه عمرى ما عملت حاجة لك حاجة وحشة لكن ده جوزي وعمري ما هضره متحاوليش تبعديني عنه لأني مش هبعد.
كانت على وشك الرد حين حضر شقيق مريم والطبيب معه ثم حملوه إلى غرفته القديمة .
فحصه الطبيب و قال: ضغط نفسى و يمكن صدمة ده اللى خلاه يغمي عليه غير كدة هو كويس و محتاج بس نفسيته تبقي كويسة.
غادر الطبيب وجلست مريم تمسك بيد حمزة أما والدته تسائلت لماذا فقد الوعى؟ هل يمكن أن يكون سمع حديثها مع مريم أو تذكر شيئ؟
انتظرت بخوف أن يستيقظ حتى فتح عينيه بعد قليل ف اقتربوا منه جميعا ب لهفة.
قالت والدته بلهفة: عامل ايه يا حبيبى؟
نظر لها نظرة غير مفهومة ثم قال بصوت منخفض: الحمدلله.
مريم بحنان: أنت متأكد أنك بخير؟ محتاج حاجة؟
لم ينظر لها وهو يقول: لا شكرا مش محتاج أنا بخير.
قالت أميرة: قلقتنا عليك يا حمزة والله.
نظر لشقيقاته بإبتسامة خفيفة: مفيش حاجة يا حبايبي متشغلوش بالكم.
سلم عليه شقيق مريم ثم غادر وايضا إخوته وبقي والدته ومريم.
قالت والدته بحنية: أجيب لك أكل يا حبيبى؟
قال بهدوء: لا يا ماما مش عايز حاجة أنا طالع على شقتي .
قالت بإستنكار: تطلع وأنت تعبان كدة طب بات النهاردة هنا.
نهض وهو ينظر إلى مريم: لا شكرا يلا يا مريم.
اقتربت منه مريم بتوتر تساعده لأنه مازال يشعر بالتعب حتى صعدا إلى أعلى تحت أنظار والدته الساخطة.
حين دلفا إلى الشقة أبتعد عنها وقال ببرود: شكرا يا مريم أنا هريح على الكنبة شوية.
قالت بإستغراب: بس ده مينفعش يا حمزة أنت تعبان تعالى فى الاوضة جوا أحسن.
قال بحدة: وأنا قولت مش عايز يا مريم سيبيني على راحتى.
دهشت من نبرته الحادة بلا داعى ثم قالت بإرتباك: تمام براحتك أنا هدخل جوا لو عايز حاجة نادى عليا.
ولجت إلى غرفة النوم بينما وضع حمزة يديه بين رأسه وهو يزفر بقوة وحنق ثم رفع بصره للسقف ينظر إليه مطولا و قد ارتسم الألم على وجهه حتى افلتت دمعة من عينيه!
فى الصباح استيقظت مريم و خرجت إلى غرفة المعيشة لتجد حمزة نائما على الأريكة ف نظرت له بحيرة ولكن رأت أن تتركه نائما أفضل و ذهبت لتحضر له الفطور.
بقلم ديانا ماريا
كان الجميع يتنازل الافطار فى بيت وئام حين قال عمها فجأة : أنا النهاردة عندى مشوار مهم لكن مش هروح لوحدى لازم أم وئام تيجي معايا.
حدق الجميع به بإستغراب وقالت والدة وئام بتعجب: طب اشمعنا أنا؟
قال بنبرة غامضة: لأنه الموضوع مهم يا أم وئام ومحتاج الكبار بس وكله فى مصلحة الولاد.
تبادل مؤمن و وئام النظرات بحيرة وقال كارم بحماس: طب ممكن اجي معاكم؟
أبتسم له عمه: لو البرد خف من عندك هتيجي لو لسة تعبان هتفضل هنا.
قال كارم بإحباط: يووه.
حين أتى موعد الذهاب كان مؤمن قد ذهب إلى عمله ف وقفت وئام مع كارم العابس.
قال عمها لها: ده مشوار ضروري يا حبيبتى فى موضوع أنا قولتلك عليه قبل كدة لكن بما أن مامتك المسؤولة عنكم وخصوصا عن أخوكِ الصغير ف هى اللى لازم تكون حاضرة ومش عايز ادخلك فى المتاهات دى .
أبتسمت له وئام : براحتك يا عمو اللى أنت شايفه صح أعمله.
قبل جبينها ثم نظر لها مطولا ثم ذهب مع والدتها التى وعدت كارم بإحضار حلوى له كتعويض عن عدم ذهابه معهم.
بقلم ديانا ماريا.
اقتربت مريم من حمزة بلطف: حمزة أحضر لك الغدا؟
قال بجمود: لا شكرا يا مريم مش عايز دلوقتى .
حاولت مجددا بإهتمام: طب محتاج مني حاجة؟ أخبار صحتك إيه دلوقتى؟
قال بضيق: أنا كويس يا مريم لو سمحتِ بس أنا محتاج أبقي لوحدى شوية.
احتارت مريم فى تصرفاته تغيره الواضح منذ البارحة ولكن لم تجد شيئا لتقوله.
قالت مريم بإحباط: طيب أنا هنزل تحت أقعد مع خالتو شوية وهسيبك لوحدك.
هبطت إلى الأسفل لتجد خالتها تجلس فى الصالة ف قالت بإبتسامة: ممكن أقعد معاكِ يا خالتو؟
كشرت فى وجهها: ليه أن شاء الله؟ وسايبة جوزك لوحده ليه؟
جلست وهى تقول بعفوية: حمزة حابب يقعد لوحده شوية ف نزلت هنا .
أبتسمت بتهكم: طبعا زهقان من وشك ومش عايز يقعد معاكِ.
نهضت مريم بحنق: خالتو أنتِ بتعامليني بالطريقة دى وليه كل الكلام الجارح ده؟ أنا مستغربة منك و بحاول اعدي لكن الموضوع مش طبيعي .
نهضت والدة حمزة بدورها و رفعت حاجبها وهى تنظر لها بإحتقار: متدنيش نفسك أكبر من حجمك يا حلوة أنتِ بنت أختي اه لكن أنا اختارتك عليان تبقي مرات حمزة وقولت أنتِ هتصونيه وهتبقي تحت طوعي وتسمعي كلامي أحسن من الهم التانية لكن حظى كدة أعمل إيه!
مريم بحيرة: قصدك مين؟
والدة حمزة بسخرية: قصدي وئام يا أختي أنا قولت هخلص منها وتبقي أنتِ مكانها وتقدري تخلي الواد يحبك وينساها لكن طلعتي خايبة.
مريم بصدمة: تخلصي منها؟
ضحكت والدة حمزة بخبث وسخرية: آمال أنتِ فاكرة ايه يا حبيبتى،  فاكرة حمزة ميت فى دباديبك؟ دى كانت لعبة صغيرة علشان توافقي على الجواز بسرعة زى اللعبة إلى عملتها على وئام و أمها علشان أفسخ الخطوبة و ابعد ابني عنهم.
سمعت صوت يقول من خلفها :يعني وئام كانت مظلومة؟
تجمدت والدة حمزة مكانها ثم استدارت ببطء وشحب وجهها بشدة ،تعلثمت ولم تقدر على الكلام حتى قالت بصوت مرتعش: ح...ح..حمزة!
بقلم ديانا ماريا.
كانت وئام تعد الغداء فى إنتظار عودة الجميع من الخارج و بداخلها شعور من القلق وعدم الارتياح لا يمكنها السيطرة عليه، حاولت إخبار نفسها أن كل شئ على ما يرام ولكن دون فائدة.
رن هاتفها ف أسرعت و وجدته والدتها.
أجابت بتساؤل : ايوا يا ماما أنتوا فين؟
اتسعت عينيها من الصدمة لما تسمعه وصرخت بقوة غير مصدقة وهى تهبط على ركبتيها على الأرض: ماما! عمى!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان مؤمن و وئام يسيرون بسرعة فى ممرات المستشفى بعد أن أتصلت وئام بمؤمن وأخبرته أن شخصا أتصل من هاتف والدتها ليخبرها أن عنها و والدتها تعرضوا لحادث، على الفور حضر لها مؤمن ليأخذها بعد أن تركت كارم فى عهدة جارة طيبة لهم لديها أولاد من عمره.
أسرع مؤمن إلى موظفة الإستقبال: لو سمحتِ فيه ناس كبار واحد واحدة عملوا حادثة وجم هنا من حوالى ساعة كدة.
حدقت به الفتاة بأسف: فيه حالات وصلونا كدة دى حادثتهم كانت خطيرة، الست حالتها صعبة أوى فى العناية المركزة و الرجل مستحملش لأنه كان تعبان البقاء لله.
صرخت وئام وهى تضع يدها على فمها وتبكى بعدم تصديق أما مؤمن حدق فى الفتاة كأنه لا يستوعب ما تقوله ثم استدار ببطء و سار إلى حيث القي بنفسه على كرسى الإستقبال وهو يحدق فى الفراغ بصدمة.
بقلم ديانا ماريا.
دلف حمزة إلى داخل الشقة بخطوات ثابتة بينما ارتجفت أمه من نظراته التى يوجهها لها.
حاولت أن تقول بتلعثم: ح..حم.. زة أن.. أنت فاهم
اسكتتها نظرته الحادة ثم نظر إلى مريم وقال بنبرة جامدة: اطلعي فوق.
مريم بتوتر: حمزة...
صرخ بها : قولتلك اطلعي فوق.
انتفضت من صراخه و صعدت إلى أعلي بسرعة ف استدار حمزة لوالدته يحدق بها وعينيه حمراء متسعة و صدره يصعد و يهبط من شدة الإنفعال .
حاول الكلام عدة مرات وكل مرة يصمت حتى قال لها : اللى سمعته صح يا ماما؟
قالت بكذب و اندفاع: ل..لا طبعا يا حمزة د..ده أنا كنت بخوفها وبعدين أنت رجعت لك الذاكرة أمتي؟
أبتسم بسخرية وعينيه تلمع بالمرارة: لسة هتكدبي عليا تانى؟ أنتِ عارفة أنا نفسى اصدقك حقيقي نفسي اصدقك زى ما صدقتك قبل كدة.
أقترب منها على غفلة و أمسك بيدها وهو يقول بشدة: ماهو أنا مكنش ينفع أصدق غيرك صح؟ أنا لازم اصدقك أنتِ،أنتِ وبس آمال هصدق مين يعني؟ وئام؟ البنت اللى دخلت حياتى من فترة مش كبيرة ولا أمي اللى بتحبني أكتر من أي حاجة  زى ما بتقول؟
 كلهم كدابين وأنتِ الصح يا ماما صح؟
أنتِ الحقيقة الوحيدة فى حياتى رغم كل كدبة، أنتِ الشخص الوحيد اللى صدقته وبصدقه، أنتِ مثلي الأعلى
من ساعة ما بابا مات.
هدأت نبرته قليلا وقال بشجن متألم: بالنسبة لأي طفل أو شاب أمه بتبقي أهم ست فى حياته بيعيش وبيكبر وهى بتبقي أول حب ليه بعدين بيتمني يدور على حد شبهها علشان يكمل معاه حياته لأنه بالنسبة له أمه دى شخص مفيش زيه دائما صح و دائما على حق، إستثنائية و ملهاش زي وأنتِ كنتِ كدة بالنسبة ليا.
بكت والدة حمزة وجلست ف ركع حمزة أمامها و أكمل: رغم حبى لوئام و وجعي على فراقها بس وجعك أنتِ و زعلك كان أهم بالنسبة ليا، حتى لو كنت شاكك أو مصدوم ف مينفعش، مينفعش أشك فيكِ ، لأنه أنتِ الوحيدة اللى عمرها ما هتكدب عليا 
أنتِ اللى بتحبيني وعايزة مصلحتي وسعادتي .
نظر حوله بضياع ودموعه تتساقط دون شعور منه:طب ....طب مزعلتيش عليا؟ مكنتيش زعلانة ولا قلقانة وأنتِ شايفاني بتعذب قدامك وقلبي مليان وجع ؟ 
مهمتكيش؟ يعنى كل ده كان كذب ؟ وئام معملتش حاجة وأنتِ كل ده بتخدعيني؟
أشدت نبرته الما و احتقارا للنفس: و مريم نفسها اللي دخلت اللعبة دى بسببك وبسببي كمان مصعبتش عليكِ؟
بس هى ليه هتصعب عليكِ وابنك نفسه مش هامك!
نهض وقال بصوت مبحوح: لما كنت بزعل من أي حد أو أحس بالخذلان كنت بجري عليكِ ألجأ لك، دلوقتى لما تكونِ أنتِ اللى خذلتيني وخيبتي أملي، أروح فين يا ماما؟
نظرت فى الأرض أما هو حمزة قال بحسرة: أنا مكنش ينفع أصدق غيرك ..... أنا...أنا مكنش ينفع أصدقك!
قال كلمته هذه ثم غادر بسرعة أما هى صرخت بإسمه: حمزة!
لم يلتفت لها وغادر المنزل بأكمله و تركها تبكى .
بقلم ديانا ماريا.
جلست وئام تبكى بشدة وهى تتذكر اللحظات الأخيرة لعمها معها، لا تصدق أنها فقدته لقد أحبته واعتبرته أبيها ورغم كل شئ أملت أن يبقي معها ولكنه ذهب هو أيضا.
حدثني مؤمن الصامت الذى لم يبدي أي رد فعل أبدا منذ أن سمع الخبر وشعرت بالقلق عليه.
وئام بصوت حزين: مؤمن .... مؤمن.
نادته عدة مرات ولم يرد حتى نادته ب صوت أعلي ف أنتبه لها.
نظر لها مؤمن بنظرات زائغة: ايوا يا وئام.
قالت وئام بتوسل: بالله عليك أعمل أي حاجة متقعدش ساكت كدة.
حدق أمامه وهو ينتهد ثم يقول بصوت متحشرج: هعمل إيه يا وئام، هو ايه الباقي علشان يتعمل.
بكت أكثر وهى تنظر له وهى تعلم أنه يتألم بشدة داخله ولا يظهر عليه، لقد كان هذه طباعه منذ أن كان صغيرا.
خرج الطبيب من غرفة والدتها ف أسرعوا إليه.
قالت وئام بلهفة: ماما أخبارها إيه يا دكتور؟
هز رأسه وقال بأسف: حالتها صعبة جدا و هندخلها عملية بالليل ونسبة النجاح مش كبيرة ادعي لها.
ذهب الطبيب بينما جلسوا مجددا و وئام تبكى بخوف  هذه المرة على والدتها و تختلس النظرات لمؤمن الشارد بقلق من فترة لأخرى.
بقلم ديانا ماريا
حين صعدت مريم إلى شقتها، دلفت إلى الداخل ثم جلست على الأريكة بوجه حزين متألم.
ارتعشت ف احتضنت نفسها، انهمرت دموعها ساخنة على وجنتيها ثم أغمضت عينيها.
بدأت تبكى وهى تعي حقيقة كل ما حدث ويحدث وكان كل ما حدث عبارة عن كذبة !
علت شهقاتها وهى تضرب نفسها على رأسها بتوبيخ: غبية ! غبية! غبية وعامية كمان!
وضعت يدها على وجهها تبكى : أنا إزاي مخدتش بالي إزاي! 
تذكرت ما حدث يوم كتب الكتاب ثم اليوم الذى يليه قبل الحادثة حين كانت معاملته و تصرفاته غير طبيعية
لكنها كانت سعيدة ولم تلتفت لأي شئ آخر.
سمعت صوت باب المنزل يغلق بقوة ف أسرعت إلى الشرفة لتري حمزة يخرج من المنزل بخطوات مسرعة
ف عادت تبكى مجددا بحرقة لوقت طويل حتى تأخر الوقت ولم يعد حمزة .
بدأ القلق يتسلل إلى قلبها ف أحضرت هاتفها لتتصل به ولكنها وجدت هاتفه فى المنزل ف جلست تنتظره بإحباط.
عند منتصف الليل ولج حمزة إلى المنزل، نهضت مريم بسرعة حين دلف تقول بقلق: كنت فين كل ده يا حمزة؟
نظر لها بعيون لا يظهر فيها أي شعور ولم يرد ثم تحرك ليدلف إلى الداخل وهو يقول ببرود: جهزي نفسك هنمشي من هنا الصبح.
فى حركة مفاجئة وقفت أمامه وهى تنظر له بعطف ف شعر بغصة فى حلقه.
اقتربت منه و وضعت يديها على كتفيه بمواساة صامتة
ف رفع عينيه الملئتين بالدموع لها، انهمرت دموعه مع تحطم واجهته الباردة وهو يضع رأسه على كتفها يبكى بحرقةبينما هى تحطيه بذراعيها وتبكى معه، هبطت جالسة على الأرض وهى مازالت تحضنه وهما يبكيان سويا على الم كل منهما ومريم لا تعرف هل تبكى على نفسها أم عليه هو أيضا!
بقلم ديانا ماريا
فى الصباح كانت والدة حمزة تنتظر بخوف و قلق، محتارة أن تبقي مكانها أم تصعد إلى حمزة.
شاهدت حمزة يهبط مع مريم السلالم برفقة حقائب ف أسرعت نحوه تقول بدهشة: رايح فين يا حمزة؟
حدق أمامه وهو يقول ببرود: همشي أنا و مريم من هنا.
تجمعت الدموع فى عينيها و حاولت الإقتراب منه: ليه يا بني ؟ ده بيتك!
حدق بها وقال بقسوة: ده مبقاش بيتي من دلوقتى أنا ميت بالنسبة ليكِ وتنسي خالص أنه ليكِ إبن إسمه حمزة!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اتسعت عيون أم حمزة بصدمة: أنت بتقول ايه يا بنى؟
أبتسم بسخرية: هو أنا لو كنت إبنك فعلا كنت عملتي فيا كل ده؟ كنتِ تكسريني بالطريقة دى من غير تفكير ؟
احنت رأسها: يا بنى أنا كنت بعمل كدة علشان.....
قاطعها بقهر: أوعى تقولي علشاني أوعي تتجرأِ و تكدبي عليا تانى وتقولي علشاني ده كله كان علشانك، علشانك أنتي وبس.
نظر بعيدا ثم عاد ببصره إليها وهو يحاول الكلام ولكنه لم يقدر لشدة تأثره: أنا....اا..
تنهد عميقا وقال بأسى: أنا جرحي منك عمره ما هيشفي أنتِ كنتِ مصدر الأمان بالنسبة ليا، الموضوع مش حكاية وئام حكاية أنانيتك أنك تحققي الحاجة اللى عاوزاها حتى لو كانت سبب وجعي و حزني.
أمسك بالحقائب وقال بصرامة: يلا بينا يا مريم.
ذهبوا ف عادت أمه تجلس وهى تنظر أمامها بحزن ثم لمعت فكرة فى رأسها وقالت بحنق: أكيد البت لعبت فى دماغه علشان يمشي وتستفرد بيه، هو مهما كان زعلان مني عمره ما هيمشي من البيت .
أبتسمت بخبث وأردفت: اصبري عليا يا مريم أنا هعرف إزاي أرجع أبني لحضني و أرميكِ برة.
بقلم ديانا ماريا
انتظر مؤمن ووئام طويلا حتى أتي طبيب يخبر وئام أن والدتها أفاقت و تريد رؤيتها.
تبعت ممرضة إلى حيث والدتها و ما إن رأتها حتى أسرعت إليها تمسك بيدها وتبكى.
وئام: ماما حبيبتى عاملة ايه؟
قالت والدتها بصعوبة: ا..ال..حمد لله يا...حبيبتى، في..ن
عمك؟
انهمرت دموعها وهى تغمض عينيها بألم: الله يرحمه يا ماما.
أبتسمت والدتها إبتسامة غريبة: أهو أرتاح و راح لآمال أنا متأكدة أنها وحشته.
حدقت بها والدتها بنظرة معينة: زى ما أنا كمان وحشني أبوكِ يا وئام.
انهارت وئام: يا ماما بالله عليكِ متقوليش كدة متسبنيش أنتِ كمان، هعمل ايه من غيرك؟ 
قالت والدتها بحنان: هتقدري يا وئام أنتِ قوية وهتقدري
دلوقتى كارم هيبقي محتاج لك، هتبقي أنتِ أمه من دلوقتى.
كانت تبكى بقوة: طب وأنا يا ماما؟
والدتها بثقة: مؤمن هيبقي موجود علشانك يا حبيبتى أنا دلوقتى مطمنة عليكِ لأنك هنا معاه طول عمره ولد جدع وطيب و هياخد باله منكم، ربنا يا حبيبتى يريح قلبك ويعوضك خير أنا دائما هكون معاكِ و جزء منك ومتخافيش من حاجة أبدا يا وئام ربنا دائما معاكِ يا حبيبتى وأعرفي أنه أنا دائما هكون راضية عنك.
بدأت أنفاسها تتسارع: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبد الله و رسوله.
حدقت بها وئام بتشتت ثم سقطت يد والدتها من يدها ف نظرت لها بعدم استيعاب ثم تطلعت لوجه والدتها ف وجدتها تنظر لاعلي وهى تبتسم .
توقف الزمن بالنسبة لها ولن تعد تري شئ غير وجه والدتها أمامها، لم تعي قدوم الأطباء لفحص والدتها التى توقف نبضها ولا الممرضة التى أمسكت بها حتى تأخذها للخارج
بل كانت فقط تحدق إلى وجه والدتها تسير كالمنومة مغناطيسيا.
تركتها الممرضة فى الخارج ف أكملت وئام السير وهى تتذكر كل لحظاتها مع والدتها، كل لحظة ساندتها ودعمتها بها، كل ذكرى حلوة بينهم، حتى توسلها لوالدة حمزة لأجل سعادتها، حزنها عليها وأخيرا اللحظة الأخيرة بينهما.
سارت فى الممر دون أن ترى أمامها ثم شعرت بدوار، نظرت فى كل أنحاء المكان بضياع و الرؤية تتشوش بشدة أمامها، و قبل أن يسيطر عليها السواد كليا همست بتشنج : ماما!
ثم وقعت مغمى عليها على الأرض تزامنا مع صرخة مؤمن: وئام!
بقلم ديانا ماريا.
ذهب حمزة برفقة مريم إلى شقة قريبة من منزله القديم 
و أخبرها بصوت بارد أن هذه الشقة لصديق له.
ترك الحقائب فى الصالة و جلس ثم قال لها بإقتضاب: اتفضلي جوا يا مريم تقدري تعتبري ده بيتك التانى لحد ما نلاقي شقة لينا.
وقفت مريم صامتة ولم تتحرك ف حدق بها بإستغراب: مالك واقفة كدة ليه؟
قالت بجمود: ليه؟
حمزة بتعجب: ليه إيه؟
مريم بألم: ليه مقولتليش أنك مش بتحبني؟ ليه مقولتليش أنك بتحب وئام؟ ليه اتجوزتني أصلا؟
أشاح بوجهه عنه وهو يقول بندم: مريم...
قاطعته بحرقة: مريم ايه يا حمزة ها؟ طب لو كنت قولتلي أنك اتجوزتني علشان خاطر خالتي كان هيبقي اهون بكتير إنما أنت كملت مع خالتى فى لعبتها والكلام اللى قالته أنك بتحبني وكنت بتحبني من الأول و أنا زى الهبلة صدقت، صدقت لأنى كنت بحبك وكنت مبسوطة أوى أنك جيت لي وعايزني مفكرتش صح، أنت مجرب الوجع ده يا حمزة ليه ترضاه على غيرك؟ 
ليه خلتني أبني أحلام وفى الآخر كل ده يطلع وهم ليه؟
لم يجيبها بل بقي صامتا وهو ينظر بعيدا والشعور بالذنب يقبض على قلبه ك الجمرة المشتعلة ،وقفت تبكى بصوت عالى  ثم استدارت حتى تبتعد عنه ولكن داهمها دوار مفاجئ ف وضعت يدها على رأسها حتى وقعت على الأرض و فقدت الوعى.
نظر لها حمزة بصدمة: مريم!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نهض حمزة و ركض لها بخوف: مريم.
ركع على ركبتيه أمامها ثم ضر*بها بكفه ضربة خفيفة على خدها لم تعطي رد فعل ف رفعها بين ذراعيه إلى غرفة النوم و مددها على السرير، ثم أسرع يحضر شيئا ما يساعده على إفاقتها.
عاد و معه زجاجة عطر وضع القليل على يده ثم قربه من أنفها حتى تجعدت ملامح وجهها بضيق وبدأت تستعيد وعيها ببطء.
حدق بها حمزة بحزن ف منذ صغرهما معروف عن مريم أنها إذا حزنت بشدة تفقد الوعى لفترة قصيرة.
أفاقت ثم نظرت إليه بعتاب ف قال بندم: مريم بالله عليكِ اسمعيني.
قاطعته بجفاء: مفيش حاجة تتقال يا حمزة الموضوع كله غلطي زى ما هو غلطك، مركزتش فى حاجة غير فرحتي أنك اتقدمت ليا وبس، لغيت العقل وسيبت القلب هو اللى يحكم ويتصرف و دى النتيجة.
ظل ينظر لها بحزن ف قالت بغصة: متبصليش كدة يا حمزة بالله عليك، صدق أنك صعبان عليا زى ما أنا صعبانة عليا نفسى بالضبط.
لم يتحمل حديثها ف ترك الغرفة و خرج بينما وضعت مريم يدها على فمها تبكى بقهر.
بقلم ديانا ماريا
بدأت وئام تفتح عينيها ببطء، سمعت صوت بجانبها يقول: وئام سمعاني؟ عاملة إيه دلوقتى؟
نظرت بجانبها لتجد مؤمن يحدق إليها بقلق، عادت تحدق بالسقف وهى تتذكر ما حدث قبل اغماءها ف انهمرت دموعها وهى تقول بصوت منخفض متألم: ماما.
قال مؤمن بصوت متعب: وحدى الله يا وئام، أدعى لها وادعى لبابا هما محتاجين ده دلوقتى واسندي نفسك علشان كارم.
قالت وئام بفزع  وكأنها تذكرت فجأة أمر كارم: كارم ، كارم فين؟
نهض مؤمن يحاول أن يهدئها: هجيبه لك بس أهدي.
قالت وئام بتوسل: هاته بسرعة بالله عليك أنا محتاجة ليه أوى.
خرج مؤمن بعد أن وعدها أنه ذاهب لإحضاره بينما وئام تطلعت حولها بعيون ذابلة، نظرت إلى المحلول الذى فى يدها بعدم اهتمام و انتظرت قدوم أخيها بفارغ الصبر وهى تذرف دموعا صامتة على خسارتها.
بعد قليل دلف إليها مؤمن برفقة كارم الذى ركض إليها وصعد إلى سريرها يحتضنها بقوة.
ضمته إليها وهى تبكى أما هو تطلع لها ببراءة وقال بتساؤل: وئام هى ماما وعمو راحوا فين؟
ضمته لها بقوة أما مؤمن ف اقترب منهم وأخذ كارم من وئام ثم جلس بجانبه على أريكة صغيرة فى الغرفة.
مؤمن بهدوء: كارم يا حبيبى هو أنت عارف بابا فين؟
تطلع له كارم بحيرة ولكن قال بذكاء: ايوا هو عند ربنا فوق .
ازدرد مؤمن ريقه ثم قال: أهو مامتك و عمو راحوا هناك عند ربنا فوق معاه يا حبيبى.
بدا الحزن و التأثر على وجه الصغير : يعني أنا مش هشوفهم تانى؟ مش هشوف ماما تانى خالص؟
احتضنه مؤمن : لا طبعا يا حبيبى عارف لو أنت بتحب ماما هى هتبقي دايما معاك، هتبقي دايما شايفاك من فوق مش إحنا لما بنحب حد عمرنا ما بننساه؟
أبتعد كارم وهو يهز رأسه إيجابيا ف قال مؤمن بإبتسامة مهزوزة: علشان كدة أنت عمرك ما هتنسي ماما هى هتفضل موجودة فى قلبك ولما توحشك تقدر تحضن صورتها و تقولها كل اللى نفسك فيه هتحس دايما أنها معاك، لازم تعرف أنها دلوقتى فى مكان أحسن من كدة بكتير، مكان حلو أوى هى مبسوطة فيه .
كارم ببراءة: طب ليه أنا كمان مروحش المكان ده معاها؟
شهقت وئام ف نظر لها مؤمن بتحذير ثم عاد يحدق ب كارم وقال بحنان: علشان كل واحد ليه الوقت المناسب اللى بيروح فيه يا حبيبى، كلنا هنروح طبعا بس كل واحد هيروح فى وقت ربنا وحده اللى عارفه وأحنا أن شاء الله بعد عمر طويل هنروح هناك إحنا كمان الأحسن دلوقتى أنك تدعى لماما وبابا وعمو كمان و متزعلش يا حبيبى 
ماما هتفضل حاسة بيك علطول وهى لو حست أنك زعلان هتزعل هى كمان .
ثم مسح على شعره بحنان وقال : عارف أنك محظوظ يا كارم أنت دلوقتى بقي عندك وئام هى أختك و مامتك وكل حاجة إنما أنا بقي كان عندى ماما واحدة و ماتت.
احتضنه كارم: خلاص وئام تبقي مامتنا إحنا الاتنين.
أبتسم مؤمن ف أبتعد عنه كارم وهو يسرع إلى وئام و بدفن رأسه فى عنقها وهو يقول: وئام أنا بحبك أوى متسبنيش.
وئام بصوت مخنوق: وأنا كمان يا حبيبى، متخافش طول ما أنا عايشة عمرى ما هسيبك أبدا بإذن الله.
تطلعت إلى مؤمن و وجدته يضع يده على ذقنه وهو يتطلع إلى الأمام، رأت الدموع العالقة فى عينيه وأقل شئ يمكن وصف نظراته بها هى الألم!
بقلم ديانا ماريا.
رفضت مريم أن تخرج من الغرفة طوال اليوم و حتى أتي حمزة بطعام فى المساء ليأكلوا ف هما لم يتناولا شئ منذ الصباح.
أتي إتصال له من شقيقته الأخرى سلمى ف رد بهدوء : ايوا يا سلمي؟
قالت سلمى بضيق: ممكن أعرف إزاي نصحي من النوم عادى كدة نلاقي ماما تقول إنك مشيت من البيت؟ 
قال ببرود: طب وهى قالتلك أنا مشيت ليه؟
سلمى بتعجب: لا ! بس مهما كان يا حمزة إزاي تسيبنا و تسيب ماما لوحدها وتمشي؟
زفر بحدة: سلمى أنا طبعا مش هسيبكم لوحدكم أنا رجل و مسؤول عنكم لكن اللى عملته ماما معايا مش شوية وتقدري تسأليها أنا خرجت من البيت ليه مكنش ينفع أفضل بعد كل ده، كان لازم أخد هدنة على الأقل.
سلمى بحزن: يعنى خلاص هتسيبنا؟
وبخها حمزة بمزاح: اسيبكم ايه يا بنتى هو أنا هاجرت !
أنا يدوب خدت شقة برة يعني كان ممكن أتجوز برة أصلا من الأول عادى لكن أنا لسة زى ما أنا و هفضل معاكم علطول .
سلمى بتردد: طب فيه موضوع عايزة أتكلم معاك فيه.
حمزة بإهتمام: موضوع ايه قولي؟
سلمى بتوتر: لا مش هينفع فى التليفون لما تيجي .
حمزة بصرامة: مش هاجي البيت يا سلمى نتقابل برة بكرة أن شاء الله وقوليلي اللى أنتِ عايزاه.
سلمى بإحباط: تمام يا حمزة.
أغلق معها الهاتف ثم تطلع إلى باب غرفة النوم بتفكير.
نهض ثم طرق على الباب عدة مرات حتى فتحته مريم وهى تطلع له بجمود.
قال بتوتر: أنا جيبت عشا علشان نأكل ممكن تيجي تأكلي علشان أنتِ مأكلتيش من الصبح و مناعتك ضعيفة أصلا يا مريم.
قالت بسخرية: بجد مهتم بيا و بصحتي يا حمزة؟
قالت لها بعتاب: اه طبعا يا مريم أيه اللى بتقوليه ده؟
مهما حصل أنتِ بنت خالتى.
تطلعت له بهدوء: تمام .
جلسا معا على الطاولة يتناولوا العشاء بصمت حتى قطعته مريم بقولها: أنا عايزة أقولك على حاجة.
حمزة بإنصات : نعم؟
مريم بنبرة شديدة الهدوء: أنا عايزة أطلق يا حمزة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
توقفت يده حمزة التى تحمل كوب المياه فى الهواء وحدق بها بصدمة: نعم؟
قالت مريم بحزم: ايوا يا حمزة أنا عايزة أطلق إحنا مش هينفع نستمر بالطريقة دى. 
وضع الكوب على الطاولة وبدا كأنه يجد صعوبة فى الرد بعدها قال برفض قاطع: مينفعش طبعا! أنتِ بتقولي ايه!
نهضت بقوة: لا ينفع يا حمزة و ينفع أوى كمان ده أحسن ما نستمر كدة، أنا مش هقدر استحمل.
نهض بدوره وهو يقول برجاء: مريم أنا عارف أنه أنا غلطت فى حقك لكن أنا آسف بجد اديني فرصة اعوضك عن غلطى وأنا أوعدك هتقي ربنا فيكِ و أعمل كل اللى أقدر عليه .
مريم بتهكم: طب و وئام؟
حمزة بتعجب: مالها؟
اقتربت منه وهى تنظر إلى عينيه مباشرة: هتقدر تنساها؟
هتقدر تحبني أنا بدالها؟
توتر و حدق فى الأرض ف ابتسمت بمرارة: شوفت إزاي مينفعش نكمل؟ حمزة حتى وأنت فاقد الذاكرة كانت فى بالك، و دلوقتى بعد ما عرفت أنها مظلومة بسبب مامتك هتفكر فيها أكتر و أكتر وتفكر فى الحاجات اللى ضاعت عليكم بسبب مامتك، إزاي تفرقتوا بسببها وكان زمانك متجوزها هى، هتفضل تفتكر و تتحسر، وعمرك ما هتشوفني.
رفع بصره لها وقال بإصرار: يا مريم مينفعش ده إحنا مكملناش أسبوع متجوزين!
مريم بإصرار أكبر: ميهمنيش أن شاء الله حتى يكون يوم واحد، أنا مش هستحمل يا حمزة .
حاول أن يقنعها: طب اصبري فترة بس لو متفقناش نتطلق.
هزت رأسها بالنفي بشدة ف عاد يقول مجددا برجاء: طب اصبري فترة على الطلاق مينفعش دلوقتى يا مريم 
على الأقل علشان خاطر خالتي.
انهمرت دموعها وهى تقول بصوت منخفض: مينفعش يا حمزة، أنا إنسانة من لحم و دم وليا قلب، غصب عني ممكن أحس بأمل أنك تحبني، هبدأ أتمني و أحلم تانى.
اقتربت منه وهى تضع يدها على قلبه و تنظر فى عينيه مباشرة: مش هعرف أعيش معاك من غير ما أطمع فيك ولا فى قلبك يا حمزة، مش هعرف مكونش أنانية وممكن أرفض افترق عنك حتى لو مبتحبنيش.
أخفض رأسه بحزن ف ابتسمت وسط دموعها وقالت: الهوى غلاب يا ابن خالتى، الهوى غلاب و القلب ملوش سلطان غصب عني هحبك أكتر، غصب عني هلاقي نفسي بدعى كل يوم تحبني وده مش بإيدي زى ما هو مش بإيدك تحب وئام، محدش يقدر يحكم ولا يسيطر على قلبه وده مش ذنبى زى ما هو مش ذنبك.
انهمرت دمعة من عينيه وهو يحدق إليها ف ابتعدت عنه وهى تركض إلى الغرفة و نغلق الباب وراءها بقوة بينما جلست حمزة وهو يضع رأسه بين يديه 
بقلم ديانا ماريا
فى صباح اليوم التالي توجه حمزة حتى يقابل شقيقته سلمى فى كافيه قريب.
قالت بعتاب: ممكن تقولي دلوقتى بقا ليه سيبت البيت؟
حمزة بهدوء: سلمى أنا بجد مش ناقص اللى مكفيني و زيادة قولتلك مرة اسألي ماما أنا ليه خرجت من البيت لو أنتِ جايباني هنا علشان كدة ف أنتِ بتضيعي وقتي و وقتك.
قالت بسرعة و استغراب: استني يا حمزة شوية النقاش مبيبقاش بالطريقة دى، وبعدين لا مش ده اللى كنت عايزاك فيه.
قال بملل: أمال عايزة إيه؟
ترددت وقالت بخجل: متقدم لي عريس.
قال بحدة: نعم! وده يجي يكلمك بتاع ايه ملكيش رجالة؟
قالت بتبرير و توتر: لا والله مكلمنيش أبدا دى بنت عمه معايا فى الكلية ف هى اللى قالتلي وقالتلي لو أخوكِ وافق هتكلم إبن عمها يجي يتقدم .
حدق بها بدهشة و أبتسم بشئ من السعادة وملامح وجهه يظهر عليها التعجب : أنتِ كبرتي أمتي يا سلمي وبقي يجيلك عرسان؟
اخفضت رأسها بخجل ف قال : طيب أنتِ موافقة؟
سلمى بخجل: اللى تشوفه يا حمزة.
حمزة بصرامة: مش اللى أنا أشوفه اللى أنتِ تشوفيه أنتِ اللى هتتجوزي ولازم تكوني مقتنعة .
أبتسمت بخجل و لم ترد ف قال بمكر: لا واضح أنه فيه قبول أهو.
سلمى بتوبيخ: متحرجنيش بقا أنا سمعت عنه كلام كويس كتير أصله معيد فى كلية جنبنا والناس كلها بتشكر فيه وفى أخلاقه وأنه شخص محترم وطيب جدا.
قال بإبتسامة: طيب يا سلمى قولي لبنت عمه خليه يكلمني ويجي ونشوف.
نهضت سلمى و احتضنته ف قبل رأسها بمزيج من الفرح والحزن فهو كان يعتبرها أكثر من أخته كأنها أبنته الصغيرة وها هو رجل يأتي ليأخذها.
بعدما ودعها عاد إلى البيت و نظر حوله بريبة، كان الهدوء يحيط بالمكان، خرجت مريم من الغرفة فجأة ف حدق بها بتوتر.
قالت ببرود: أميرة كلمتني قالتلي على موضوع عريس سلمى، أنا مستعدة استني لحد ما الموضوع يمشي على خير بعدين نتطلق أحسن.
تقدم منها حمزة بسرعة و قال بضيق: متعمليش كدة بالله عليكِ يا مريم.
حدقت به بألم: مش بعمل حاجة والله يا حمزة.
حمزة بصوت مخنوق: أمال تسمي ده إيه؟ بالله عليكِ يا مريم سامحيني و متزعليش مني أنا بجد آسف.
أبتسمت له بضعف: مسمحاك يا حمزة و مقدرش أزعل منك فعلا.
حمزة بلهفة: بجد.
هزت رأسها إيجابيا ف أبتسم بإرتياح: أنا مش عايزة علاقتنا تبقي كدة يا مريم بالله عليكِ، على الأقل اعتبريني صديق ليكِ واهى صداقة فى الحلال.
ابتسمت بدهشة فى وجهه ف قال بعفوية: ايوا كدة اضحكِ.
قالت مريم بجدية: هحاول والله يا حمزة اديني وقت وبس، لازم كل واحد فينا ياخد وقت علشان يتعافي فيه.
حمزة بهدوء: حاضر يا مريم أهم حاجة دلوقتى متكونيش زعلانة مني وأن شاء الله بكرة نستعد علشان عريس سلمى.
بقلم ديانا ماريا.
عادت وئام إلى المنزل بعد دفن والدتها وعمها، دلفت إلى غرفتها بسرعة وهى تلقي بنفسها على السرير وتبكى بقوة، لقد ودعت والدتها لآخر مرة وعليها الآن أن تتعلم كيف تعيش بدونها وتكون أم لكارم أيضا ف ليساعدها الله على كل هذه الأعباء التى ظهرت فجأة.
بعد قليل سمعت طرق على الباب ف قالت بصوت مرتعش: مين؟
مؤمن بهدوء: أنا و كارم يا وئام.
اعتدلت فى جلستها و سوت حجابها جيدا : اتفضل.
دلف كارم يسبق مؤمن الذى كان معه صينية طعام.
كشرت وئام بإشمئزاز: مش عايزة أكل يا مؤمن .
رفع حاجبه : ومين قالك أنه بمزاجك هتأكلي وبعدين أنا و كارم كمان مكلناش أي حاجة ف هنأكل كلنا سوا.
تعلق كارم بها: اه بالله عليكِ يا وئام، علشان خاطر ماما طيب.
دمعت مجددا وقالت ببحة: هحاول.
وضع الصينية فى مكان ثابت ثم  أعطي ملعقة لكارم وبعدها أمسك بيده و أخذ بها بعض الطعام ورفعها لوئام وهو مازال يمسك بيد كارم: اتفضلي حتى شوفي كارم بيأكلك بنفسه.
لم تستطع الابتسام فقط نظرت له بهدوء وهى تفتح فمها وتأكل بينما هو انشغل مع كارم أيضا يطعمه ثم يعود و يطعم وئام بيد كارم .
وئام باعتراض: طب أنت مكلتش حاجة خالص.
قال بإبتسامة خفيفة: بأكل الأطفال اللى معايا الأول بعدين هأكل.
عبست ثم نظرت لكارم: قوله يأكل يا كارم هو مش معاه أطفال ولا حاجة وكل واحد يقدر يأكل نفسه.
تنهد بشكل مبالغ فيه: دى أخرة اللى يعمل خير والله.
أكملوا الأكل بصمت وكل منهما يحاول التغلب على جراحه الداخلية .
بقلم ديانا ماريا.
فى مساء اليوم التالى حضر حمزة و مريم إلى البيت قبل موعد قدوم العريس بقليل، سلم على إخوته ولكن لم ينظر لأمه التى حدقت به بحزن و بمريم بغيظ لأنها ظلت صامتة بجانب حمزة.
حضر الشاب برفقة والدته وكان شاب وسيم يبدو عليه الاحترام وجلسوا جميعا سويا.
قالت والدة حمزة بترحيب: أهلا وسهلا يا حبايب نورتونا.
والدة الشاب بإبتسامة لطيفة: ده نورك والله يا حاجًة.
بدأ الشاب كلامه بهدوء وهو ينظر إلى حمزة: أحب أعرفك بنفسي الأول أنا خالد إبراهيم عندى 26 سنة معيد بابا متوفي وماما هى كل عائلتي، جيت النهاردة علشان أطلب أيد الآنسة سلمى.
قال حمزة بإبتسامة: وده شئ يسعدني جدا وطبعا الرأي فى الآخر رأي سلمى.
ازدرد ريقه وقال بتردد: بس فيه حاجة لازم اوضحها قبل أي شئ.
والدة حمزة بشك : حاجة إيه؟
خالد بجدية: لو سلمى وافقت أن شاء الله أنا حابب أنه والدتى تعيش معانا فى الشقة.
حمزة بذهول: ايه؟
والدة خالد بإرتباك: لا طبعا يا بنى هو مش يقصد.
نظرت لابنها: مش اتكلمنا فى الموضوع ده قبل ما نيجي يا خالد!
حدق بها بحزم: لو سمحتِ يا أمى.
عاد يحدق بحمزة: حضرتك أنا والدى متوفي و معندناش قرايب كتير وأنا مش حابب اسيب والدتى تعيش لوحدها بعد ما اتجوز لأنها كمان مريضة ومحتاجة رعاية وده شئ سلمى حرة الإختيار فيه، أنا هعتني بوالدتي بنفسي لكن الأهم تكون معايا علشان متكونش لوحدها ولا تكون محتاجة حد و طبعا ده مش هيحصل من أول الجواز بعد فترة منه لكن أنا حبيت أوضح موقفي من الأول.
حمزة بتعجب: وده شئ مش هينتهك الخصوصية بتاعتكم؟ معذرة لكن لازم أسأل بردو ده مستقبل أختي.
خالد بتفهم: طبعا فاهم قصدك لكن أنا قولت اللى عندى وسلمى هتتمتع بالخصوصية الكاملة زى ما هى عايزة، وممكن بردو نشوف حل وسط لكن الأهم مسيبش والدتى لوحدها.
قالت والد حمزة بصوت عالى: اه قول كدة من الأول أظهروا على حقيقتكم.
حدقوا بها بصدمة وقالت والدة خالد بحيرة: حقيقة ايه يا حاجًة؟
نهضت والدة حمزة بغيظ: قول أنك مش جاي تتجوز أنت جاي أنت و أمك وعايزين تاخدوا بنتى خدامة ليكم علشان تخدمكم و تراعيكم لكن ده مش هيحصل اطلعوا برة!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نهض حمزة بصدمة: ماما أنتِ بتقولي إيه؟
نظرت له والدته بغيظ: بقول الحقيقة واللى جايين علشانه.
التفتت لهم مجددا وقالت تهينهم بقسوة: أنا بنتى تتجوز اللى أحسن منك وتعيش معززة مكرمة مش خدامة ليك ولامك.
نهضت سلمى تقول بذعر: ماما!
بهدوء نهض خالد و أمسك بيد والدته وحدق بها : أنا وضحت موقفي بكل هدوء و ذوق حضرتك متقبلتيش ده براحتك لكن أي إهانة لوالدتي أنا مش هسمح بيها أبدا.
قال حمزة بتوتر: أستاذ خالد أنا بعتذر جدا والدتى متقصدش لو سمحت اهدوا.
قال خالد بجدية: حضرتك أنا فهمت كلام والدتك كويس جدا لو هى رفضت الوضع ده هى وسلمى كان ممكن ترفض عادى و كل شئ قسمة ونصيب لكن الأسلوب ده والإهانة خصوصا لوالدتى ده شئ أنا مقدرش اغفره تشرفت بيك مع السلامة.
غادر خالد و والدته وحمزة ورائهم يحاول الاعتذار لهم واختراع أي عذر ومبرر لتصرفات لوالدته.
اقتربت سلمى من والدتها تقول بصوت عالى: ايه اللى أنتِ عملتيه ده؟
والدتها ببرود: عملت إيه يعنى؟
سلمى بحرقة: بتسألي كمان؟ بتهن"يهم ليه؟ هو مقالش حاجة غلط لكل ده!
رفعت والدتها حاجبها : مقالش حاجة ؟ هو أنتِ كنتِ مستنياه يقول أكتر من كدة !
انهارت سلمى وهى تبكى : قال ايه يعني؟ حتى لو غلط هو مش فيه حاجة إسمها أسلوب؟ ولا طريقة ولا ذوق !
ليه تعملي فيا كدة ليه؟ ليه تكسري فرحتي؟
أقترب منها مريم و أميرة يحاولون تهدئتها بينما عاد حمزة بوجه متجهم: مبسوطة باللي حصل؟
والدته بإستنكار: أنتم كلكم عمالين تغلطوني ليه؟ ده جزاء أنه عايزة مصلحة أختك وعايزاها تعيش ملكة ومش خدامة.
حدق بها حمزة بتحدي: والله!
توترت من مقصده أما سلمى وقفت أمامها وصرخت بقهر: ليه أنتِ فاكرة كل الناس زيك يا ماما؟
والدتها بصرامة: بنت ! قصدك إيه؟
ابتسمت سلمى بسخرية: قصدي اللى كنتِ عايزة تعمليه فى وئام أيام ما كانت خطيبة حمزة واللى بتعمليه فى مريم دلوقتى لما بقت مراته هو أنتِ فاكراني هبلة؟ 
لا أنا فاهماكِ أوى يا ماما من أيام خطوبة حمزة الاولانية
وأنا واخدة بالى وملاحظة كل حاجة ومتأكدة الخطوبة اتفسخت علشان وئام مرضيتش تبقي خدامة ومريم اللى رضيت!
توتر الجميع من حديثها و حدق حمزة بحزن إلى مريم أما سلمى أكملت بحسرة: بس هو كان غير لا هو ولا مامته كانوا عايزيني خدامة مش كل الناس أنانية زيك !
والدتها بغضب: اخرسى!
رفعت يدها حتى تص*فعها و أمسك حمزة بيدها ف حدقت به بدهشة : حمزة!
أنزل يدها وقال بجمود: مغلطتش فى حاجة علشان تضر"بيها وأنا مش هسمح أبدا أنك تضر"بيها طول ما أنا موجود، عايزة تعاقبيها ليه ؟ علشان قالت الحقيقة؟
ليه تتعاملي مع الناس بالشكل ده؟ ليه تكسري خاطرهم و خاطر سلمى كمان ؟
قالت بتذمر : أنا معملتش حاجة أنا كنت بحمي أختك.
رفع حاجبه بسخرية: بجد ؟ 
ابتعدت سلمى عن مريم و أميرة و هى مازالت تبكى  قالت بمرارة: تحمى مصالح بنتك ! لا ضحكتيني أوى يا ماما.
غضبت جدا وحاولت ضر"بها مجددا لتقف مريم بينهما وهى تقول لخالتها واضعة يدها على كتفها: خالتو أهدى بالله عليكِ هى ...
دفعتها والدة حمزة بقوة و بغيظ قالت: يا شيخة اوعي أنتِ كمان ومتتدخليش بيني وبين ولادى.
كانت الدفعة قوية ف وقعت مريم على الأرض و ضر"بت رأسها فى طاولة بجانبها ف صرخت من الألم.
حمزة بصدمة : مريم !
أسرعوا إليها جميعا ماعدا والدة حمزة التى نظرت لها بفزع.
ركع حمزة جانبها وهو يمسك بيدها يبعدها عن رأسها ليري إصابتها، كان رأسها ينز"ف من الجانب من جرح صغير به، حدق حمزة به بغضب شديد ثم حدق إلى والدته التى تنظر إليهم بخوف مما فعلته.
نظر إلى سلمى و أميرة وقال بنبرة حادة: حد فيكم يجيب حاجة نحطها على الجرح بسرعة.
نهضت أميرة بسرعة لتحضر شيئا بينما أسند حمزة مريم إلى سلمى و نهض فى مواجهة والدته.
وقف أمامه وقال بنبرة خاوية: ليه؟
قالت بإرتباك: ل..ليه إيه؟
حمزة : ليه بتعملي كدة؟ ليه مصرة تشوفي نفسك وبس ؟ 
كنتِ كدة من أمتي وأنا مقدرتش اشوف حقيقتك؟ ليه بتأ*ذي كدة؟
ثم قال بصوت عالى: جاوبيني ليه بتعملي فينا كل ده؟
ارتعدت من صوته العالى وحاولت الإجابة بتلعثم: ا.. أنا
قاطعها بحدة: مش عايزة أسمع حاجة أنتِ جيبتي النهاية معايا مكنتش أتخيل فى يوم أنه يطلع منك كل ده، خسرتيني وئام وهتخسريني مريم حتى اخواتي بتحاولي تدخلي و تحكمي حياتهم هما كمان.
عاد إلى مريم و ساعدها على النهوض ولكنها كانت تشعر بدوار ف رفعها بين ذراعيه وقال لها بنبرة ميتة: من النهاردة تنسيني زى ما أنا هنساكِ.
اتسعت عيناها بصدمة: حمزة! 
قالت سلمى بتصميم: خدني معاك يا حمزة أنا مش عايزة أقعد هنا .
همسات والدتها بعدم تصديق: سلمى!
حدقت أميرة فى والدتها ثم نظرت إلى حمزة وقالت بهدوء حزين: وأنا كمان يا حمزة خدني معاك.
انتقلت نظرات والدتها إليها وقالت بحزن: أنتِ كمان يا أميرة!
استدار حمزة واعطي ظهره لوالدته ورغم ما يشعر به من ألم قال ببرود: حصلوني على العربية علشان نودي مريم المستشفى.
غادر مع مريم ولحقت به أختاه بينما بقيت والدته واقفة تحدق ف أثرهم بذهول و عدم تصديق حتى جلست مكانها وهى مازالت تناظر الباب الذى غادروا منه بحسرة.
بقلم ديانا ماريا
ذهبوا إلى المستشفى وقد فحص الطبيب مريم و ضمد جرحها،أخبرهم أن جرحها ليس خطيرا ولا شئ يستدعي القلق ولكنها ربما تتعرض لنوبات صداع أو دوار فى الأيام القادمة واعطاها الدواء اللازم.
عادل إلى البيت وحمزة يسند مريم، نظر إلى إخوته: فى اوضة أطفال ادخلوا ارتاحوا فيها .
هزوا رأسهم و ذهبوا بينما أكمل مع مريم التى مازالت تشعر بالدوار حتى أجلسها على السرير، ثم ذهب و أحضر لها ملابس .
قال بهدوء: اتفضلي غيري وأنا هروح أجيب أكل علشان نأكل كلنا سوا.
أومأت ولم تتمكن من الرد عليه لذلك خرج، بدلت ملابسها بتعب ثم تمددت على السرير حتى تنام.
دلف عليها حمزة فجأة وقال : ايه ده أنتِ هتنامي، لا استني كُلي الأول.
مريم بتعب: مش قادرة والله يا حمزة حتى مش قادرة أفتح عيني كلوا أنتوا وأنا هنام.
حدق بها حمزة: استني .
خرج ثم عاد بعد قليل بصينية عليها الطعام وقال بجدية: أنا اديت ل أميرة و سلمي أكلهم و جيبت أكلنا علشان نأكل سوا.
نهضت بحرج ف وضع الصينية أمامها ثم جلس و رفع المعلقة أمام فمها.
ضحكت بإحراج: أنا بعرف أكل بأيدي على فكرة يا حمزة مش تعبانة اوى كدة.
حمزة بإصرار: لا طبعا أنتِ تعبانة اسمعي الكلام وخدي مني.
فتحت فمها بخجل واكلت منه حتى أنهت الطعام ثم أزاح الصينية و نهض ليجلس بجانبها .
قالت بخجل: إيه تانى؟
حمزة بتعجب: الدوا يا مريم أنتِ نسيتيه!
ناولها الدواء وكوب المياه وما إن أخذته حتى أحست بخمول شديد وقالت بنعاس: شكرا جدا يا حمزة.
تنهد حمزة: بتشكريني على ايه بس يا مريم، ده أنا حتى عايزة أعتذر منك على اللى ماما عملته، أنا بجد مضايق يا مريم و مضايق أكتر لأنك اتأ*ذيتِ مش عارف ماما بتعمل كل ده ليه، لكن هى مكنتش كدة ولا يمكن أنا اللى عمري ما شوفتها صح؟ مر....
قاطع حديثه رأس مريم الذى مال على صدره، نظر لها بتفاجُأ ف وجدها نائمة، أبتسم وهو يشعر بتوتر  من قربها الشديد منه.
أخفض رأسه لينظر إلى وجهها المسالم البرئ و مسح على شعرها الأسود الطويل بحنان، عدل نفسه حتى يتمدد على السرير وهى مازالت تنام على كتفه، حتى أخذ وضعية مريحة له و أغمض عينيه لينام هو أيضا.
بقلم ديانا ماريا
فى الصباح استيقظت مريم وهى تشعر بشيء غريب فى وضعية نومها، فتحت عينيها لتجد نفسها تنام على صدر حمزة ف شهقت بفزع و ابتعدت ف أستيقظ حمزة ب هلع هو أيضا: ايه فى ايه؟ حصل إيه؟
نظرت له بحرج: م..مفيش حاجة أنا بس لما صحيت اتخضيت.
زفر بعمق: يا مريم أنا اتخضيت فكرت فيه مصيبة.
أبتسمت بخجل: ولا مصيبة ولا حاجة الحمد لله صباح الخير.
أبتسم: صباح النور.
نهض : أنا هقوم أخد شاور سريع بعدين أشوف أميرة وسلمى وخصوصا سلمى لأنها زعلانة جدا من اللى حصل.
أومأت برأسها ف خرج بينما احمرت وجنتيها بخجل ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما تذكرت حقيقة الوضع.
نهضت هى أيضا لتدلف إلى الحمام و تستحم ثم ترتدي ملابسها وتخرج لتجدهم جالسين جميعا .
جلست ف نظرت لها سلمى بحرج: مريم كنت حابة أعتذر منك.
مريم بإستغراب: على إيه؟
سلمى بندم: على الكلام اللى قولته عليكِ أنا والله العظيم مكنش قصدي أنا مكنتش واعية أنا بقول إيه أصلا.
ابتسمت مريم بلطف: أنا أصلا مش فاكرة أنتِ قولتي إيه ف هوني على نفسك المهم أنتِ عاملة إيه ؟
ظهر الألم فى عينيها : هكون عاملة ازاي بعد اللى حصل أمبارح.
ضمها حمزة: هتكوني فى أحسن حال أن شاء الله متزعليش مش غلطك.
رفعت بصرها إليه: يا حمزة كلامها كان صعب اوى، حتى هو قال مستعد يشوف حل وسط وهى مستنتش ولا حتى رفضت لا أهان"تهم و طر"دتهم.
ربت على رأسها: كل حاجة تتصلح أنتِ متزعليش نفسك.
نهض وقال بصوت جدى: أنا رايح مشوار مهم .
حدقوا به بتعجب وقالت أميرة بفضول: مشوار فين كدة؟
أجاب بغموض: هتعرفوا لما أرجع أن شاء الله، مع السلامة.
تركهم وغادر وهما يحدقون فى أثره بحيرة و تفكير!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
جلس حمزة على طاولة فى كافيه قريب يتنظر الشخص الذى حضر من أجله، حين رآه قادما ف نهض ليحييه.
مد يده له بترحيب: أهلا يا خالد شكرا أنك وافقت تيجي .
قال خالد بهدوء: مفيش شكر ولا حاجة أنا كنت عايز نتفاهم مش أكتر.
جلس حمزة ليقول بأسف: أنا مش عارف أبدا كلامي منين لكن أول حاجة حابب اقولها هى أني اعتذر لك عن سلوك والدتي أنا آسف جدا ليك ولوالدتك.
خالد بجدية : أستاذ حمزة أنا ممكن اتغاضي عن أي حاجة ليا لكن أي حاجة تمس والدتي مقدرش أسامح فيها .
حمزة بتفهم: أولا بلاش رسميات بيننا، طبعا أنا فاهمك علشان كدة أنا كمان بوضح لك موقف والدتي هى ست بسيطة جدا فى تفكيرها ومن اللى شافته حواليها واللى  اتربت عليه، هى خافت على أختي علشان كدة اتصرفت بدون تفكير .
قال خالد برزانة: المشكلة أنه حتى ملحقناش نتناقش ولا نوضح موقفنا، أنا متفهم خوفك وخوفها لكن فى نفس الوقت كان لازم أوضح موقفي أني مش عايز أسيب والدتي لوحدها حتى كان ممكن نوصل لحل وسط.
حمزة بإستفهام: حل زي إيه مثلا؟
قال خالد بحكمة: زي مثلا أشتري شقتين فى نفس الدور واحدة ليا ولسلمي و واحدة لماما مع حد يساعدها أنا ظروفي تسمح الحمد لله أو اشتري فيلا صغيرة دورين دور لماما ودور ليا أنا وسلمي وسلمي هتبقي بحريتها وفى نفس الوقت مش هسيب ماما لوحدها، أنا كان يهمني من كل ده أكون جنب والدتي علشان هى تعبانة و وحيدة من يوم وفاة بابا ف مش عايز أحسسها بالوحدة أنا كمان.
أبتسم حمزة بإعجاب : تفكير كويس جدا، أنا حاليا مش عارف أقول إيه لكن أتمني تقبل اعتذاري بالنيابة عن والدتى و توصله لوالدة حضرتك وفى النهاية ده نصيب .
أبتسم خالد ثم قال بتردد: يعنى خلاص مفيش أمل أخطب سلمى؟
اندهش حمزة: هو أنت عايز تكمل فى الخطوبة؟ 
أتسعت إبتسامة خالد: اه أنا تقبلت اعتذارك و والدتى كمان أقدر أقولك أنها تقبلته مسبقا لكن ليا طلب.
قال حمزة بإهتمام: ايه هو؟
خالد بجدية: الصراحة التعامل بيننا وبين والدة حضرتك هيبقي محدود وده تجنبا للمشاكل، يعني فى الخطوبة واي حاجة تانية متزعلش مني لكن اللي حصل مش بيتنسي بالساهل ومش عايز سوء تفاهم تانى.
قال حمزة بضيق لأنه كان محقا فى هذه الناحية: طبعا أنا مقدر ده وأن شاء الله مش هيحصل مشاكل ولا حاجة، زى ما قولتلك كان سوء تفاهم.
أبتسم له خالد : يبقي أن شاء الله نيجي أمتي علشان نحدد ميعاد الخطوبة؟
قال حمزة بإرتياح: فى أي وقت يناسبكم أن شاء الله تيجوا بيتي المرة دى .
نهض خالد بعد أن أنهوا حديثهم وسلم عليه ثم غادر لعمله بينما عاد حمزة للمنزل وهو ينادي على سلمى.
خرجت من المطبخ تقول بإستغراب: نعم يا حمزة؟ فيه حاجة؟
أقترب منها بإبتسامة سعيدة: عايزك تحضري نفسك يا عروسة النهاردة بالليل أن شاء الله.
رفعت حاجبها بعدم استيعاب: عروسة؟ وأحضر نفسي ليه؟
قبل رأسها: علشان خالد و مامته جايين بالليل أن شاء الله علشان نحدد ميعاد الخطوبة.
صرخت بفرحة وهى تحتضنه ف خرجت أميرة من حجرتها ف بفزع: فى ايه؟
قال حمزة: خالد اللى اتقدم سلمى أن شاء الله هيجي بالليل عليان نحدد ميعاد الخطوبة.
فرحت أميرة بشدة وركضت إليه تعانقه ثم تعانق سلمى بسعادة.
نظر لهم بإبتسامة ثم التفت حوله بحيرة: أمال مريم فين؟
سلمى بعفوية: مريم فى الحمام بتغسل هدوم.
ربت على رأسها: طيب أنا هروح أشوفها
ثم أكمل بجمود اللي بيكلم ماما منكم يقولها عايزة تحضر تيجي مش عايزة براحتها.
تركهم و ذهب باتجاه الحمام ليجد الباب مفتوح ومريم تملأ دلو كبير بالماء على حوض الحمام.
أقترب منها بهدوء وقال: بتعملي إيه يا مريم؟
انتفضت ف يبدو أنها لم تسمعه قادما و وضعت يدها على قلبها والتفتت ناحيته وهى مازالت تمسك بالدلو وتقول بتوبيخ: خضتني يا حمزة!
رفع حاجبه و ضحك: خضيتك ليه؟ و بتعملي إيه كدة؟ 
قالت مريم بعفوية: مسمعتش صوت ليك وأنت جاي
وبعمل ايه شايفاني بغسل .
قال بتعجب: طب وبتملي ده ليه؟
مريم بإبتسامة: علشان هنا الغسالة قديمة مش اتوماتيك  ف بملي الطبق علشان أكمل غسيل على أيدي.
ظهر الفهم والتأثر على وجهه: مريم أنا آسف مفكرتش فى كدة ومش عايزك اتعبك أنتِ أصلا تعبانة.
مريم بعتاب: تتعبني إيه بس يا حمزة ده واجبي بطل كلام من ده هزعل.
ثم قالت بإستفهام: صحيح أنت كنت فين بقا و سمعت صوت سلمي من شوية حصل إيه؟
أسند نفسه على الباب وقال: روحت اتكلمت مع خالد و وضحت كل كل حاجة وهيجي يخطب سلمى .
ابتسمت إبتسامة كبيرة والفرح يشع من عينيها : بجد؟ 
حمزة بإبتسامة: بجد.
نظرت فى الأرض وهى تقول بشرود: خطوة جميلة جدا يا حمزة على الأقل اتنين بيحبوا بعض هيتجوزا ومش لازم كل واحد يتحرم من حبيبه ويعاني
رفعت بصرها إليه: صح؟
اختفت ابتسامته وهو يحدق بها ويشعر بما وراء كلماتها.
حاولت أن تحمل الدلو ولكن وجدت صعوبة في أقترب منها وهو يقول: عنك أنتِ، هشيله أنا.
مريم : تقيل عليك يا حمزة.
حمزة ببرود : يعني تقيل عليا وعليكِ لا؟ ايه مش راجل؟
رفعه فجأة بإندفاع و غضب ولكنه لم يكن منتبه جيدا لثقل الدلو ف وقع على الأرض على ظهره به و انقلب الدلو كاملا عليه واغرقه.
وضعت مريم يدها على فمها بصدمة وهى تنظر إليه ف حدق بها بغيظ: أوعي تضحكِ!
حاولت كتم ضحكاتها ولكن لم تستطع ف ضحكت بشدة وصوت عالى حتى دمعت عيناها من مظهره.
نهض بغيظ ثم خرج من الحمام وهى مازالت تضحك : طب خلاص متزعلش، الصراحة منظرك يضحك أوي، يا حمزة!
بقلم ديانا ماريا.
بعد مرور أسبوعين كان كارم يقف مع مؤمن بالخارج ينتظروا وئام.
قال مؤمن بنفاذ صبر : كل ده بتلبس!
كارم بملل: هى وئام طول عمرها كدة تقعد ساعتين علشان تلبس وبس.
خرجت وئام من الغرفة وهى تقول : بتقولوا عليا ايه؟
نهض مؤمن: أخيرا أنا كنت فاكر أنه الليل هيجي وأنتِ لسة مخلصتيش، امال لو مكنتش قولتلك أنه هنفطر برة كنتِ عملتي إيه؟
وئام بإنزعاج: صاحية من بدري والله لكن كنت بساعد كارم فى اللبس وعلى ما خلصت.
مؤمن بسخرية: طب يلا .
ذهبوا لتناول الإفطار والتسوق فى مول مشهور بناء على اقتراح مؤمن حتى يغيروا جو الحزن المحيط بهم وخصوصا لوئام.
بعد تناول الإفطار والتسوق بدا مزاج وئام فى تحسن حقا، حين توقف كارم فجأة وهما يسيرون وقال بلهفة: استنوا.
مؤمن بإستغراب: فى إيه يا كارم؟
شاور لهم على شئ ما: أنا نفسي ألعب اللعبة دى أوى واكسب منها.
اقتربوا منها ببطء لتسأل وئام: بتتلعب ازاي دى يا كارم؟
قال كارم بحماس: بنحط عملة معدنية زي الجنيه كدة فى مكان الفلوس وبنحاول نمسك لعبة بالخطافة من غير ما تقع لحد ما نطلعها من اللعبة وكدة نبقي كسبنا.
أبتسم مؤمن : أنا كنت بشوف اللعبة دى كتير تعالى نحاول يا كارم.
اقتربت وئام معهم بترقب: طب العب كدة يا حبيبى يمكن تكسب.
حاول عدة مرات دون جدوى ف قال بإحباط: مش عارف.
تقدم مؤمن : طب هجيبلك أنا يا كارم.
حدقت به وئام بشك: هتقدر يا مؤمن؟
لم ينظر لها وهو يقول بثقة: مش هرد عليكِ ، هتشوفي بنفسك.
حاول أول مرة وما إن تقترب اللعبة من الفتحة التى يلتقطوها منها حتى تسقط ف يحاول مجددا بإصرار ولكن تكرر الأمر وتسقط ف زفر بإحباط.
سمع ضحكة وئام الساخرة وهى تقول: لا فعلا شوفت بنفسي.
حدق بها بحنق ف تقدمت : اوريك أنا بقا.
حاولت هى أيضا ولكن لم تنجح فى أي محاولة حتى كان حظها عاثر أكثر من مؤمن .
ضحك مؤمن ف التفتت له بحقد : مفيش حاجة تضحك على فكرة!
رفع حاجبه باستهزاء: يعني أنتِ من حقك تضحكِ وأنا لا؟
وقفت أمامه وهى تقول بسخط: ايوا وبعدين فيها ايه يعني لو معرفتش أنا اول مرة ألعب أصلا، مش من حقك تضحك عليا.
أبعد عينيه بملل: بدأنا بقا! يعني هو حلال عليكِ وحرام عليا.
كانت على وشك الرد حين وقف كارم بينهم وهو يقول ببرود: خلصوا خناق أنا خلاص كسبت لعبة.
التفتوا له بذهول، قالت وئام بتلعثم: ا.. إزاي؟
كارم بلامبالاة: ولد أكبر مني جه جابلي واحدة وأنتوا بتنخانقوا قدام الناس كلها.
أحمر كلا منهما بإحراج ف قال مؤمن بحرج: ط..طب يلا نروح نشرب حاجة.
جلسوا بهدوء ثم حدق الثلاثة إلى بعضهم حتى انفجر'وا بالضحك وبصوت عالى حتى حدق الناس بهم بتعجب.
هدأو بعد قليل وقال كارم بسعادة: أنا بقالي كتير مضحكتش كدة.
نظرت له وئام بحنان وقال مؤمن: والله وأنا كمان يا كارم الفضل لأختك.
رفعت حاجبها: وأخته عملت إيه بقا؟
رفع يديه بإستسلام: خلاص بهزر متزعليش أوى كدة.
ابتسمت وهى تتناول كوبها ف قال بعد أن عادت ملامحه للجدية: المهم ناوية تعملي ايه يا وئام الفترة الجاية؟
بتفكري فى ايه؟
تنهدت بحيرة: مش عارفة والله يا مؤمن يمكن لسة محتاجة وقت راحة قبل ما أعرف أنا عايزة أعمل ايه.
أومأ برأسه بتفهم وابتسم لها حين سمع صوت يقول من ورائه: ايه ده مؤمن أنت هنا بجد!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
التفت مؤمن خلفه أما وئام حدقت بإستغراب وراءه لتجد فتاة جميلة تقف وعلى وجهها تعبير الفرحة.
نهض مؤمن بتعجب: أهلا يا قمر .
اقتربت منه قمر بحماس وهى تمد يدها له: ازيك يا مؤمن أنا الحمد لله بخير أخبارك، فينك كل ده؟
أبتسم وقال بإحراج: عذرا يا قمر أنا مش بسلم وأنتِ عارفة .
أبعدت يدها و بدا أن الأمر لم يضايقها، أكملت بإبتسامة: المهم أخبارك من ساعة ما انتقلنا معرفناش عنك حاجة ولا عن عمو.
ظهر الحزن على وجهه وقال بجمود: بابا الله يرحمه من فترة.
شهقت بأسف: بجد! أمتي؟ الله يرحمه ويغفر له عمو كان طيب أوى يا مؤمن.
تابعت بإهتمام: أنت أخبارك إيه؟
قال مؤمن بنبرة أقرب للرسمية: أنا كويس الحمد لله.
نظرت خلفه بفضول: أنت خطبت ولا إيه؟
التفت وابتسم: دول وئام و كارم ولاد عمى الله يرحمه.
أبتسمت قمر ببرود: أهلا يا آنسة وئام.
انعقد حاجبي وئام بشدة منذ ظهور الفتاة وبقيت على نفس الوضعية طوال حديثها مع مؤمن وهى تشعر بشيء من الضيق وعدم الارتياح.
وحين نظرت لها رفعت حاجبها لها ببرود و لم ترد عليها بل اكتفت بإشارة من رأسها.
عادت لمؤمن بابتسامة مشرقة: المهم أنك بخير وأن شاء الله نتقابل تانى مع السلامة.
غادرت ف جلس مؤمن مجددا، لاحظ نظرات وئام الباردة ف سأل بإستغراب: ايه مالك؟
رفعت كتفيها بلامبالاة وقالت باستهزاء: مستغربة بس .
مؤمن بتساؤل: من إيه؟
وئام بتهكمة جدى: من بجا*حة بعض الناس يعني البنت دلوقتى تشوف شاب حتى لو تعرفه معرفة سطحية إيه يخليها تروح تسلم عليه لا والشاب هو اللي محرج يمد أيده عجب والله.
أبتسم بإستفزاز: قمر كانت مامتها جارتنا و كانوا قريبين لينا لحد ما انتقلوا ف أنا أعرفها و أعرف مامتها كويس.
ضر*بت بقبضتها على الطاولة ف فُزع كارم لكن لم تنتبه: نعم يا أستاذ! هو أنا شكلي اللي هقولك دينك بيقول إيه ؟
دى لا خطيبتك ولا أختك ولا تقرب لك بأي حاجة إزاي تيجي تسلم عليك ؟ بأي وجه حق أصلا؟ هى قلة الأ*دب بقي ليها عذر كمان؟ إزاي تسمح لنفسك تقف مع واحدة غريبة عنك؟
قال بضحك: معاكِ حق بس أهدي شوية طيب، وبعدين هى جت كلمتني مقدرتش احرجها و الموقف عدى.
تراجعت بغيظ : لا حنين أوى.
نهضت وهى تأخذ حقيبتها : أنا عايزة اروح البيت يلا.
سارت بينما راقبها مؤمن و كارم بدهشة ونهضوا ورائها بسرعة.
لم تلتفت لنداء مؤمن أو ترد عليه كانت تسير بسرعة وغضب ولم تنته للطفل الصغير الذى يركض وهى تتوجه للسلم الكهربائي،اصطدم بها ف فلتت قدمها وصرخت لأنها كانت على وشك الوقوع على السلم ولكن امتدت يد أمسكت بيدها و سحبتها بعيدا بقوة.
أغمضت عينيها وهى تصطدم بصدر صلب، فتحت عينيها ثم رفعتها ببطء وهى ترتجف لتواجه عيون مؤمن الغاضبة.
ابتعدت عنه وهى تتنفس بقوة وتعدل من هندامها.
مؤمن بنبرة توبيخ: ممكن أعرف سبب كل التصرفات الطفولية دى ! كارم نفسه ميعملش كدة!
حاولت إخفاء ارتجافها ولكن ظهر فى نبرتها المكابرة: أنا عايزة اروح.
تنفس بغضب: يلا بينا .
أمسك بيد كارم و سبقها ف تبعته ببطء وهى تلتفت حولها بإحراج من نظرات الناس إليها.
بقلم ديانا ماريا.
يوم خطوبة سلمى كانت مريم تستعد من بداية النهار كما
أنها قامت بالاشراف على كل التجهيزات حتى عودة حمزة من عمله، حضرتك والدة حمزة وهى تناظر كل شئ بقر*ف 
ولكن لم مريم لم تعير نظراتها أي إهتمام واكملت بسعادة ما تفعله لأنها كانت تحب سلمى وسعيدة من أجلها.
حاولت والدة حمزة استعطاف سلمى ولكن سلمى صدت جميع محاولاتها ببرود كما أن أميرة تتعامل معها بهدوء، حضر حمزة و لم يسلم على والدته بل نظر لها بهدوء وحين بدأت الخطوبة واقتربت منه لم يبعدها وابتسم بتحفظ حتى لا يشك الناس فى شئ.
بعد إنتهاء الخطوبة جلس الأهل مع بعضهم.
قالت والدة خالدة بلطف: أنا فرحانة أوى بيكِ يا حبيبتى ده خالد أبني محظوظ والله.
والدة حمزة بتكبر: طبعا ده واخد ست البنات.
حدق بها حمزة بإستياء أما والدة خالد قالت بحكمة: طبعا ست البنات لكن عايزة أقولك كلمتين مهمين يا حبيبتى.
سلمى بخجل: اتفضلي يا طنط.
أمسكت بيدها برفق: الخطوبة دى  تمهيد لحاجة عظيمة و مقدسة جدا وهى الزواج، الزواج ده يا بنتى حاجة مش صعبة ومش سهلة زى ما تقولي كدة السهل الممتنع هتتعاملي كويس وبعقل هيكون سهل وخفيف عليكِ، هتاخديه على أنه هم هتتعبي و تتعبي كل اللي حواليكِ، الخطوبة مهمة جدا لأنه دى فترة التعارف بين اتنين علشان يشوفوا هما مناسبين لبعض يكملوا و يتجوزوا ولا لا ده غرض الخطوبة، لازم تفهمي أنه أي حاجة تحصل بينك وبين خطيبك متنفعش تتحكي لأي حد حتى لو مشكلة طالما مش كبيرة لدرجة الأهل يتدخلوا فيها وتقدروا تحلوها سوا، دى بتبقي حاجة مش كويسة يا بنتى و ممكن تكون مشكلة صغيرة علشان حكتيها لحد تكبر من غير ما تاخدي بالك وتحصل حاجات أنتِ متتوقعيهاش، علشان كدة لازم تتعلموا فى الخطوبة تقدروا تتعاملوا مع بعض إزاي خصوصا فى الأوقات الصعبة والمشاكل لأنه ده الإختبار الحقيقي وأساس من أسس الجواز الناجح ومتدخليش أي حد بينكم مهما كان لأنه الطرف الثالث أغلب الوقت بيخرب العلاقة وأنا لو خالد أبني غلط فى حقك فى يوم أنا هكون فى صفك أنتِ بقيتي بنتى، فاهمة يا حبيبتى؟
ابتسمت لها سلمى بمحبة: فاهمة يا طنط شكرا جدا لحضرتك.
لوت والدة حمزة شفتيها بتهكم: يعنى كل المحاضرة دى فى الآخر على ايه يعني!
نظر الجميع لها بضيق وحدق بها حمزة بغضب، نهض بهدوء وقال بلهجة هادئة: ممكن لو سمحتِ تيجي معايا الاوضة؟
ذهبت معه للغرفة تقول بلهفة: أخيرا حنيت عليا يا حمزة .
قال بصرامة : مش وقته الكلام ده لكن عايزة أقولك أنتِ مش بتتعلمي خالص؟ مش عايزة تخلي سلمى على الأقل مبسوطة؟ متعرفيش تخلي اليوم يعدي على خير؟
والدته بإستنكار: وأنا عملت ايه لكل ده؟
حمزة بإقتضاب: وطريقتك وردك على والدة خالد وهى بتكلم سلمى ؟ سيبناكِ كلنا من اللي بتعمليه و الناس أصلا متضررين منك نعمل إيه تانى! ولا علشان الكلام مش على مزاجك.
قالت بحزن: يا حمزة يعني مش هتسامح أمك؟
قال بشراسة: أنتِ مش مدياني فرصة أصلا استوعب!
حرام عليكِ بقا اتقي الله فينا ولو مش علشان خاطر حد علشان خاطر سلمى اللي خطوبتها النهاردة واحد غيره مكنتش قبل يخطبها بعد اللي أنتِ عملتيه.
تركها وخرج إلى الصالة ف وجدهم يضحكوا، رأته أميرة ف قالت بمزاح: الحق يا حمزة بياخدوا مراتك منك.
عقد حاجبيه وهو ينظر إلي مريم ف قالت له والدة خالد بمرح: والله يا حمزة يابني أنت محظوظ أوى بمريم بنت جمال و أخلاق و ذوق بقولها لو مكنتيش متجوزة كنت اخدتك ل إبن أختي.
حدق حمزة إلى مريم سخرية: وأنتِ ايه رأيك فى الكلام ده؟
ارتبكت وضحكت بإحراج: رأي إيه بس! 
لمع الحب بعينيها وهى تنظر لوالدة خالد وتقول: أنا أخدت سيد الناس واللي مَلَك قلبى هشوف حد تانى و لا هكون عايزة حاجة تانية إزاي؟
صُدم حمزة بينما قال خالد وهو يغمزه: الله يا أبو نسب، ربنا يخليكم لبعض.
قالت والدة خالد : ربنا يخليهالك يا بنى والله بنت حلال .
خرجت والدة حمزة من الغرفة وجلست بصمت وهى تنظر لهم بإمتعاض.
بعدما ذهبوا وايضا غادرت والدته بعد أن رفض كلا من سلمى و أميرة أن يذهبوا معها ف غادرت حزينة.
دلف حمزة إلى غرفة النوم وراء مريم بينما خلعت حجابها وجلست تمشط شعرها استعدادا للنوم .
قال بتوتر: مريم ه..هو أنتِ كان قصدك إيه لما قولتي الكلام ده؟
أبتسمت له وهو تكمل تمشيط شعرها: كان لازم أرد على والدة خالد طبعا يا حمزة أمال هقولها إيه يعني؟ جه الرد فى بالى اعتبرته رد كويس ف قولته .
قال بضيق: اه تمام أنا خارج برة شوية مش هنام دلوقتى تصبحي على خير.
غادر ف اختفت ابتسامتها و طل الألم من عينيها وهى تناظر نفسها فى المرآة!
فى الصباح استيقظت باكرا و أخبرت حمزة أنها ستحتاج لبعض الأغراض من مكان قريب و رفضت أن يذهب معها وأخبرته أنها ستعود بسرعة.
كانت تتسوق وتبحث عن ما تحتاج إليه حين انتهت وكانت تتقدم إلى قسم المحاسبة، لمحت شخصا مألوفا ولكن كان يقف بالجانب ف لم تتبين ملامحه جيدا، عقدت حاجبيها و نظرت بتركيز حين استدار الشخص و أصبح وجهه لها، وقفت متجمدة مكانها واتسعت عيناها بصدمة،
قالت بعدم تصديق: و... وئام!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقفت مريم تحدق فى وئام التى تقف عند قسم المحاسبة غير بعيدة بصدمة تامة، لم يبدو أن وئام انتبهت لها، كانت منشغلة مع أخيها كارم ثم بعد أن انتهت غادرت ومريم مازالت متجمدة مكانها.
خرجت من المكان ومريم مازالت تقف مكانها بصدمة، رن هاتفها ف اجفلت وهى تخرجه.
كان صوتها غريبا حتى على نفسها وهى تجيب على حمزة: ايوا يا حمزة؟
حمزة بإستغراب: مال صوتك يا مريم؟
مريم بضياع: ولا حاجة، كنت بتتصل ليه؟
تعجب ولكن قال بنبرة عادية: كنت بشوفك اتأخرتِ ليه بس.
مريم بهدوء: كنت بجيب اللي محتجاه بس و خلاص خلصت.
أغلقت الخط معه وهى تشعر كأن حجر ثقيل ك الصخر قد وُضع على قلبها ويخنقها بشدة.
عادت إلى المنزل وجهها شاحب ف قلق  حمزة عليها: مالك يا مريم ؟
قالت بتوتر: مالي فيا ايه؟
قطب جبينه: وشك مش طبيعي وشكلك تعبانة.
نظرت بعيدا ثم عادت ببصرها إليه: مفيش حاجة مرهقة شوية من الشمس بس.
قال بعفوية: طب ادخلي ارتاحي و متعمليش أكل النهاردة هجيب جاهز.
أومأت برأسها دون وعي ثم دلفت إلى غرفتها وهو يراقبها بإستغراب شديد.
جلست على السرير وهى تفكر بإرتجاف أن وئام قد عادت وحين يعلم حمزة سيذهب إليها بكل تأكيد وسيتركها هى، أليس هذا المتوقع منذ زمن ف لماذا الآن تشعر و كأنها روحها ستغادر جسدها؟
هل تخبره أم لا؟ هناك صراع قوي داخلها بين أن تخبره وبين أن تصمت فقط، وضعت يدها بين رأسها بإحباط وهى تفكر بحيرة و قلق.
بقلم ديانا ماريا.
عادت وئام إلى البيت مع كارم ثم جلست تستريح قليلا بينما ذهب هو إلى غرفته القديمة.
أرجعت ظهرها للخلف وهى تفكر بعودتها إلى هنا والنقاش الجاد الذى دار بينها وبين مؤمن لذلك وقد استمر طويلا وقد توصلت أخيرا إلى إقناعه بأن تعود إلى هنا.
فلاش باك 
بعد ذلك الموقف الذى حدث بينهما فى المول، أصبح التعامل بينهما غريبا، كانت تتحمله أو تبقي هادئة أغلب الوقت مما أثار استغرابه و استغراب كارم.
فى يوم قالت بتردد: مؤمن عايزة أقولك على حاجة؟
مؤمن بإنصات: نعم يا وئام؟
ترددت قليلا وقالت بتوتر: أنا عايزة أرجع.
مؤمن بإستغراب: ترجعي فين؟
وئام: بيتنا القديم.
ارتفع حاجباه فى دهشة : ليه يا وئام؟ و قررتي ده أمتي؟
نظرت إلى يدها تتظاهر بتأملها: بقالي فترة بفكر و حقيقي هناك وحشني أوى وعايزة أرجع علشان شغلي و أصحابي وكل حاجة هناك.
سمعت نبرته الحزينة: و هتسبيني لوحدي يا وئام؟
رفعت بصرها لتلتقي بنظراته الحزينة التى قطعت نياط قلبها.
قالت بسرعة: تعالي معانا هناك.
حدق بها بذهول ف أكملت بحماس: ايوا تعالى معانا تقدر تفتح قرع لشركتك هناك، إحنا أساسا أصلنا من هناك يا مؤمن حتى أنت كمان تعالى نرجع كلنا.
فكر قليلا وهى تنتظر قراره بلهفة وقلق رفع رأسه لها: هشوف الموضوع لو ينفع.
صاحت بفرح: صدقني هينفع بجد.
بعدها لم تنتظر و عادت هى وكارم بعد أيام قليلة بينما مؤمن هناك يحاول أن يتدبر أمره لوحده حتى يلحق بهم.
عادت للحاضر بسبب رنين هاتفها، كان مؤمن الذى يتصل ف أجابت بسرعة: قولي بقا أنك خلاص جاي.
ضحك بصوت عميق: لسة قدامي شوية.
تنهدت بإحباط: هو الشغل ده بياخد وقت كتير كدة ليه؟
قال بعملية: لأنه شغل فى الأول و الآخر ومش أنا اللي فى أيدي القرار لوحدي.
قالت بملل: تمام أنت عامل ايه؟
مؤمن بهدوء: أنا الحمد لله بخير و أنتِ أخبارك ايه؟
و أخبار كارم؟
وئام بقلق: كويسة بس كارم باين عليه تعبان شوية، مش عارفة ماله.
هدأها : أهدي يا وئام ده طفل و طبيعي لو كان تعبان أنتِ نفسك بتتعبي هو مش روبوت.
قالت بصوت مخنوق: خايفة عليه يا مؤمن بقيت بخاف أوي غصب عني.
قال بحنان: متخافيش يا وئام، متخليش الخوف يتحكم فيكِ كدة، كارم طبيعي يتعب هيبقي كويس .
تنهدت بتعب: يارب يا مؤمن يارب، يلا تعالي علشان كارم بيقول أنك وحشته جدا.
مؤمن بحنية: وهو كمان وحشني أوى سلمي عليه كتير، هحاول أخلص واجي بسرعة أنا خلاص مبقاش ليا غيركم.
بقيت جالسة مكانها تفكر بعد أن أغلق الهاتف بوقت طويل حتى فجأة سمعت صرخة جمدتها مكانها من الذعر!
بقلم ديانا ماريا.
لاحظ حمزة توتر مريم و تصرفاتها الغربية طوال اليوم كأنه هناك  شيئا ما يقلقها ولكن لم يعلم يستطع أن يعلم ما هو .
كانت شاردة، لا تستمع له عندما يتحدث، تسقط الأشياء بعدم انتباه.
قال حمزة بصوت عالى: مريم مالك ؟
كانت شاردة ف حدقت به بعدم استيعاب: مالي يا حمزة؟
حمزة بنفاذ صبر: طول النهار سرحانة ومش مستوعبة أي حاجة حتى وقعتِ حاجات كتير، مالك فيه حاجة ؟
توترت و ارتبكت: م..مفيش حاجة يا حمزة، مرهقة شوية بس زي ما قولتلك .
قطب بقلق: طب فيه حاجة نروح للدكتور؟
هزت رأسها بالنفي: لا لا أنا كويسة مفيش داعي هقوم أعمل الأكل.
نهضت بسرعة و دلفت للمطبخ بينما يراقبها حمزة بدهشة كبيرة، هل نسيت أنهم سيحضروا طعام جاهز؟
وقفت دون أن تفعل شيئا وهى متضايقة بشدة: يووه بقا أنا زهقت ليه مش بقوله؟  ليه بحس أنه الكلام مش بيطلع مني؟ أنا مش قادرة اخسره لكن مش عايزة أحس أني أنانية هو مش بيحبني هو فى الآخر هيعرف وهيحصل المفروض!
نظرت إلى يدها لتكتشف أنها ترتجف، ضمت قبضتها بحزم وقد قررت أن تخبره .
خرجت من المطبخ بسرعة و وقفت أمامه تقول بلهجة حازمة: حمزة عايزة أقولك على حاجة مهمة.
نهض بتساؤل حذر: فى إيه يا مريم؟
كانت على وشك الكلام حين رن هاتفه ف قال لها باعتذار: ثانية واحدة يا مريم.
أجاب على الهاتف و استطاعت مريم سماع صوت سلمي التى تصرخ بصوت باكي : الحق يا حمزة ماما بتموت!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تجمد حمزة بصدمة: أنتِ بتقولي إيه يا سلمي؟
تابعت بصوت متقطع بسبب بكائها: م.ما..ما ه...هنا تعبانة أوي يا حمزة .
حمزة بقلق: أنا جاي حالا .
أغلق الهاتف و نظر إلى مريم التى قالت بسرعة: هلبس حالا. 
ثم اندفعت إلى غرفة النوم، جال ببصره فى أرجاء المكان وهو يفكر بشكل محموم، ما الذي حدث لوالدته؟
أسرعوا إلى المستشفى و وجد شقيقتيه أمام غرفة العمليات سلمى تحتضن أميرة وهما يبكوا.
وقف أمامها و قال بحدة: ماما مالها يا سلمي؟
نظرت له سلمي: مش عارفة يا حمزة بس بيقولوا حالتها خطيرة أوي، هى لسة فى العملية جوا.
تطلع إلى باب غرفة العمليات بتشتت ثم جلس وهو ينتهد و يضع يديه بين رأسه بينما راقبته مريم بحزن، هى تعرف كيف أن علاقة حمزة و والدته كانت متينة وقوية قبل أن تحدث كل هذه المشاكل و كم كان يحبها و يخشي فقدانها كما فقد والده.
بعد قليل خرج طبيب ف نهض حمزة بتوتر: ماما عاملة ايه يا دكتور؟
حدق بهم الطبيب بعطف: العملية لسة مخلصتش بس للأسف حالة والدتك صعبة أوى خصوصا أنها متعرضة لضر"ب شديد و تم طعن*نها بالسكينة، ادعوا لها.
شهقت مريم بقوة من حديثه، غادر الطبيب ف انهارت سلمي بين أحضان أختها الباكية أميرة وكلتاهما مصدومين بينما وقف حمزة جامدا مصدوما أيضا، اقتربت منه مريم و وضعت يدها على كتفه وهمست بإسمه.
التفت لها بعيون مصدومة تائهة وهو يقول بصوت متحشرج: ماما.
مريم بإصرار: صدقني هتكون كويسة أن شاء الله متقلقش ادعي لها يا حمزة.
عاد يجلس على الكرسي بترنح وهو يحدق إلى الأرض دون رد، جلست بجانبه وهى تشعر برغبة فى معانقته للتخفيف عنه ولكنها بقيت ساكنة مكانها.
بقلم ديانا ماريا
كانت وئام تبكى وهى تنتظر أن يأتي أي طبيب و يطمئنها على حالة شقيقها، تذكرت الرعب الذى شعرت به عندما نهضت بسرعة لتدلف إلى غرفته بعدما سمعت صراخه و وجدته ممدا على الأرض ينزف من رأسه ف أسرعت به إلى المستشفى.
رن هاتفها ف أجابت بصوت مختنق: ايوا يا مؤمن؟
مؤمن بقلق: أخبار كارم ايه يا وئام؟ أنا لسة طالع من الاجتماع من شوية لما السكرتيرة قالتلي رسالتك.
بكت بحرقة : هو فى العناية المركزة دلوقتى يا مؤمن، أنا دخلت عليه لقيته واقع و بينز*ف من دماغه، بيقولوا إحتمال يبقي ارتجاج فى المخ.
قال بجدية: يعني ده إحتمال بس يا وئام، متخليش الخوف و الأوهام يتحكموا فيكِ، كارم قوي و هيقدر يتغلب عليها أن شاء الله.
وئام بتعب: أنا خلاص تعبت مبقتش قادرة على حاجة.
مؤمن بصرامة: لازم تبقي قوية علشانه ، وإن شاء الله على أما أوصل هيكون فاق وبقي بخير.
وئام بتساؤل: هو أنت هتيجي أمتي؟
مؤمن : أنا فى الطريق جاي.
وئام بدهشة: بتسوق دلوقتى يا مؤمن! الوقت متأخر و إحنا بالليل، طب كنت استني الصبح!
مؤمن بتوبيخ: أنتِ بتقولي إيه يا وئام! عايزاني استني للصبح إزاي و كارم تعبان و أنتِ لوحدك ده كلام!
وئام بتردد و خوف : أنا بس خايفة يا مؤمن، الطريق بالليل مش أمان.
مؤمن بهدوء رزين: توكلي على الله يا وئام وأنا الحمد لله واخد بالي و مركز المهم دلوقتى أنتِ أكلتِ؟
قالت بصوت منخفض: لا ماكلتش حاجة ومش عايزة.
مؤمن بنبرة حازمة للغاية: دلوقتى حالا هتقومي و تروحي تجيبي لك أكل، أنا سألتك لأني عارفك كويس جدا و عارفة بتتصرفي ازاي فى المواقف اللى زي ده، دلوقتى هتسمعي الكلام يا وئام علشان خاطر كارم، مفهوم؟
أجابت بإستسلام : حاضر.
مؤمن بصرامة: يلا بسرعة و أنا هقفل و أتصل تانى.
أغلقت معه الخط و قد قررت ألا تفعل كما قال لها، فكرت بسخرية أنه سيعلم بكل الأحوال وسيوبخها بشدة كما أن أخاها بحاجتها ولن يفيده أن تسقط مغمي عليها من قلة الأكل.
نهضت وهى تتوجه للمصعد حتى تهبط لاسفل.
بقلم ديانا ماريا.
ظلت نظرات مريم مسلطة على حمزة لفترة طويلة وهى تفكر فى محنته و ايضا هل من الصواب إخباره بعودة وئام أم لا.
ربما تكون هذه أخبار مفرحة له تخفف من وقع محنة والدته عليه، ازدرت ريقها بتوتر إن سعادته هى أكثر ما يهمها رغم كل شيء، سخرت من نفسها كم أن الحب جعلها ضعيفة.
استجمعت شجاعتها لتقول بنبرة جدية: حمزة ...
قاطع حديثها مجئ ممرضة فوقف الجميع بلهفة.
أعطته الممرضة ورقة وهى تقول بنبرة عادية: الأدوية و الحقن دى لازم تنزل تجيبها من الصيدلية تحت علشان المريضة هتحتاجها بعد ما تطلع من العملية.
أخذ منها الورقة وهو يسألها بنبرة خاوية: طب ماما هتخرج أمتي؟
 الممرضة بعملية: قدامها شوية العملية ماشية كويس الحمد لله لو محصلش أي حاجة هتخرج بعد ربع ساعة.
أومأ برأسه وشكرها ثم التفت إلى مريم: أنا نازل تحت خدي بالك من سلمي و أميرة.
قالت بطاعة: حاضر متقلقش.
ذهب من أمامهم بينما تنهدت مريم بضيق وهى تفكر فى حظها العاثر مرتين ف فى كلتا المرتين التى حاولت إخباره بهما يحدث شئ يقاطع حديثها.
بقلم ديانا ماريا
خرج من المصعد بعد أن وصل للدور الأرضي وهو ينظر فى الورقة بتركيز ف اصطدم بشخص ما بكتفه.
رفع بصره وهو يقول معتذرا: أنا آس....
تجمدت الكلمات على شفتيه وهو ينظر إلى من أمامه.
توسعت عينيه بصدمة: وئام!
حدقت به وئام بشحوب و همست بعدم تصديق: حمزة!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حدق بها حمزة طويلا بعيون متسعة وهو يقف جامدا مكانه يحدق بها بتركيز، تسائل فى نفسه" هل فعلا مرت أشهر قليلة منذ آخر لقاء بينهم؟ أنه يشعر وكأنه منذ سنوات".
بينما وئام تنظر له بصدمة و فى عينيها تعبير يوحي بأنها لم تتوقع أن تراه مرة أخرى .
قال بهمس : وئام! 
ثم تقدم خطوة إليها ف سيطر البرود على تعبير وجهها وهى تلتفت لتذهب.
ناداها بقوة: وئام استني!
لم تلتفت وهى تسير ف خطي إليها بسرعة و وقف أمامها: وئام .
وئام ببرود وهى لا تنظر إليه: لو سمحت أبعد عن طريقي.
قال بعناد: لا طبعا! ده أنا ما صدقت اقابلك بعد كل ده يا وئام، أنا عايزك تسمعيني.
حدقت به بغضب: مش عايزة أسمع حاجة .
وقفت أمامها بإصرار: لازم تسمعيني، لازم تعرفي كل حاجة 
و تعرفي ازاي اتلعب بينا إحنا الاتنين.
عقدت حاجبيها بحيرة ولكن قالت بعدم إهتمام: معنديش أي رغبة اسمعك ولا أشوفك اللى بيننا انتهي من وقت طويل يا حمزة ياريت تفهم ده.
ازدرد ريقه و قال بصوت لاهث: مش مهم حاجة دلوقتى أد الحقيقة اللى لازم تعرفيها، لازم تسمعيني ومش هتحرك قبل ما تسمعي أنا عايز أقولك إيه.
كانت على وشك الرد عليه بغضب حين سمعت صوت خلفها: فيه حاجة يا وئام؟
التفتت لتجد مؤمن يقف و ينظر لهما بريبة ف تقدمت إليه و وقفت بجانبه وهى تحدق إلى حمزة و تقول ببرود: مفيش حاجة يا مؤمن، ده أنا و حمزة اتقابلنا صدفة هنا فى المستشفى.
حدق مؤمن إلى حمزة ب نظرة جامدة يبادله حمزة النظرات ب ريبة.
نظرت وئام إلى مؤمن : يلا يا مؤمن.
كانت على وشك الذهاب حين تقدم حمزة يقول بقوة: وئام أنتِ لازم تسمعيني، لازم أقولك على الحقيقة.
أدارت ظهرها له بينما قال مؤمن بشك: حقيقة ايه؟
حدق به حمزة بعبوس : أنت مين؟
قالت وئام بحنق: مؤمن يلا نمشي من هنا أحسن.
لم يدر مؤمن وهو يحدق إلى حمزة: أنا مؤمن إبن عم وئام تقدر تقول اللي أنت عايزه وأنا موجود.
وئام بضيق: مؤم...
صمتت عندما نظر لها بحدة : أنا معاكِ لو فيه حاجة مهمة لازم يقولها هيقولها وأنا موجود علشان الموضوع ده ينتهي مرة واحدة و للأبد و أستاذ حمزة دلوقتى متجوز ف هو عارف حدوده كويس.
حدق به حمزة بضيق ولكن وافق ثم ذهبوا جميعا إلى كافيتريا المستشفى.
جلس حمزة بتوتر : وئام أنا عايز أعرف هى ماما قالتلك ايه يوم فسخ الخطوبة؟
وئام بعدم تصديق: أنت جايبني هنا علشان تسأل على كدة؟
زفر حمزة: وئام السؤال ده مهم جدا لو سمحتِ جاوبي.
وئام بكبرياء: مامتك جت وقالت أنك عايز تفسخ الخطوبة ومقالتش حاجة غير كدة ولما ماما حاولت تفهم منها و تتفاهم معاها أهانتها وقالت كلام مش كويس ومشيت.
أغمض حمزة عينيه بقوة وظهر على ملامحه الألم ثم فتح عينيه و حدق إلى وئام: أنا مبعتش ماما لحاجة يا وئام أنا مكنتش أعرف أصلا.
اضطربت وئام بحيرة: يعني ايه؟ أنا مش فاهمة حاجة!
بنبرة مهمومة بدأ حمزة يسرد لها ما حدث منذ ذلك اليوم الذى جاءت والدته لتخبره بما فعلته وئام و والدتها معها ثم البقية حتى أكتشف بالصدفة لعبة والدته لتفرق بينهم.
كانت عيون وئام تتسع ببطء مما تسمعه من حمزة وهى لا تكاد تصدق ما يخبرها إياه.
قالت وهى تتنفس بسرعة: أن...أنت بتقول إيه؟
أخفض رأسه لاسفل: هى دى الحقيقة .
تجمعت الدموع فى عينيها ف التفكير بأن كل تلك القسوة التى تعرضت لها كانت نتيجة حق"د لانسانة تكر"هها وترغب فى تد"مير سعادتها يؤلمها حقا.
قالت وئام بنبرة مرتعشة: ط..طب ليه؟
لم يرفع رأسه ولم يجب عليها ف أصبحت نبرتها أعلي: رد عليا ليه؟ عملتلها إيه؟ ليه كل الكر'ه والخب'ث ده؟
ليه؟
قالت مؤمن بصوت هادئ: أهدي يا وئام كدة غلط عليكِ، أهدي علشان خاطر كارم.
نهضت فجأة وهى تقول بذعر: أخويا! أخويا محتاج ليا دلوقتى.
نهض حمزة بقلق: راحة فين؟ ماله كارم؟
وئام ببكاء: مش عايزة اشوفك دلوقتى يا حمزة مش عايزة خالص! سيبني بقا!
التفتت لمؤمن بتوسل: بالله عليك يا مؤمن يلا .
نهض مؤمن معها وهو يحاول أن يهدئها: حاضر يا وئام يلا بينا.
ذهبوا بينما نظر حمزة لهم بحزن ثم تذكر الأدوية التى من المفترض أن يحضرها إلى والدته ف غادر هو أيضا.
من بعيد كانت مريم تراقبهم وقد كانت تقف منذ فترة، قلقت من تأخر حمزة خصوصا بعد خروج والدته من العملية ف ذهبت للبحث عنه و أثناء ذلك رأته و قد قابل وئام أخيرا وبالتأكيد أخبرها الحقيقة.
عادت بتخاذل إلى غرفة والدته بعدها عاد حمزة وهو هادئ، حدقت به مريم و هى تحاول أن تعلم شيئا مما حدث من ملامحه ولكنها فشلت.
أخبرهم الطبيب بعدها أن لا فائدة من جلوسهم ولابد أن يعودوا إلى منازلهم ثم يأتوا فى الصباح.
عاد حمزة مع مريم و إخوته إلى منزله وقد دلفت أختاه إلى غرفتهم للنوم لأنهم متعبين بينما بقي حمزة فى الصالة و مريم دلفت إلى غرفة النوم .
جلست تفكر كثيرا و قد جافاها النوم و فارقتها الراحة حتى اتخذت قرارها ثم خرجت إلى الصالة و وقفت أمامه.
رفع رأسه لها بإستغراب: فيه حاجة يا مريم؟
مريم بجمود: ايوا يا حمزة فيه حاجة مهمة جدا.
حمزة بتعجب: هى إيه؟
أخذت نفسها عميقا ثم قالت بصوت لا حياة فيه: طلقني يا حمزة.
انتفض بسرعة من مكانه بصدمة : ايه الجنان ده!
أبتسمت بألم: ده مش جنان يا حمزة ده اللى مفروض كان يحصل من كتير .
هز رأسه بعدم تصديق: مش ممكن!
مريم بهدوء: أنا عرفت أنه وئام رجعت .
حدق بها بذهول ف أكملت بمرارة: شوفت بقا يا حمزة أنه ده الصح؟ خلاص وئام رجعت و أنا مبقاش ليا مكان ولا لازمة فى حياتك، الطلاق ده هيحصل دلوقتى أو بعدين لأنك طبعا لسة بتحبها وقلبك ليها ف مش هنستفيد بحاجة فى الجوازة دى غير أنك تتعذب وأنا كمان هكون بتعذب يا حمزة، لو سمحت ريحني و ريح نفسك من كل ده.
قال حمزة ب صوت مخنوق: مريم!
قالت مريم بإصرار: أنا مش هتراجع يا حمزة لازم تطلقني حالا و فورا، ملوش داعى نستمر فى وجع القلب ده وصدقني أنا مش هزعل، طلقني .
نظر إلى الأرض للحظات طويلة بدت كالدهر ثم رفع رأسه و حدق بها بعيون حمراء، انتظرت وهى تكتم أنفاسها بترقب وخوف لما هو قادم.
ازدرد ريقه بصعوبة ثم قال بصوت مبحوح: أنتِ طالق يا مريم.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تراجعت مكانها و قد ارتجفت لثانية كأنها صُعقت وهى تحدق به أما حمزة اتسعت عينيه بصدمة وقد أدرك ما تفوه به للتو.
حمزة بهمس متردد: مريم.
تراجعت ببطء حتى استدارت و دلفت إلى الغرفة وهى تغلق الباب ورائها.
بقي حمزة يحدق إلى باب الغرفة المغلق حتى جلس و يرجع رأسه إلى الوراء و يغمض عينيه بقوة.
جلست مريم على السرير وهى تحدق فى الفراغ دون وعي، هزت رأسها بقوة يمينا و يسارا، حدقت فى أرجاء الغرفة بنظرات هائمة لم تنتبه للدموع الغزيرة التى تتساقط على وجهها، جلست وهى تضم ركبتها إلى صدرها وتضع رأسها بينهم، تبكى بدون صوت و ترتجف...
فى الصباح الباكر استفاق حمزة من نومه بسبب لمسة شعر بها على كتفه، فتح عينيه ليجد أخته سلمى تحدق به بقلق .
قالت سلمى بتعجب: حمزة أنت نايم هنا ليه؟
مسح وجهه بيده وهو يقول بنبرة عادية: كنت قاعد بفكر ونمت يا سلمى عادى.
وقفت سلمى تحدق به بعدم ارتياح: طيب مريم فين؟ صحيت الصبح ملقيتهاش.
نهض على الفور : مريم مش موجودة ؟ أنتِ متأكدة؟
يمكن راحت تجيب حاجة و جاية.
عقدت سلمى حاجبيها بحيرة: معتقدش لأنه أنا صاحية من بدري ولحد دلوقتى هى مرجعتش، كمان اتصلت تليفونها مقفول.
دار حول نفسه بقلق وهو يبحث عن هاتفه حتى وجده ف حاول الإتصال بها، وجده مغلق كما قالت سلمى ف تنهد بإحباط، لاحظ وجود رسالة منها ف فتحها بسرعة.
" أنا مشيت من نفسي يا حمزة و روحت عند ماما علشان مبقاش فيه داعي أفضل موجودة، لو سمحت أتمني ميبقاش فيه تواصل بيننا بعد كدة غير لما تبعت لي ورقة طلاقي، ساعدني فى ده، ساعدني أتجاوز يا حمزة و أنا هفضل اطمن على خالتو من ماما، متزعلش لأنه مشيت من غير ما أقولك أنا مشيت الصبح بدري أوي شوفت ده أفضل حل ياريت يكون ده نفس رأيك و بتمني لك السعادة فى حياتك و أنه قلبك يلاقي اللي شبه بجد".
كانت هذه مضمون الرسالة التى أرسلتها له مريم قبل أن تغلق هاتفها نهائيا، ظل يقرأها مرارا وتكرارا حتى أخفض الهاتف وهو يجلس على الأريكة مجددا بهدوء.
اقتربت منه سلمى بقلق: حمزة فى ايه؟ مريم فيها حاجة؟
قال بصوت منخفض: مشيت.
اقتربت منه وهى تقول بعدم فهم: بتقول ايه؟ مش سامعة.
قال بصوت أعلي بعصبية: بقولك مشيت ايه عندك مشكلة فى السمع!
حدقت به بذهول لماذا يخاطبها بتلك الطريقة؟ ماذا حدث له؟ لم تكن العصبية من طباعه أبدا.
قالت سلمى بذهول: مالك يا حمزة ؟ كل ده علشان سؤال بسيط؟ وبعدين مريم مشيت ليه؟
أبعد وجهه بعيدا وقال بصوت يظهر فيه شعور الذنب: علشان طلقتها.
شهقت سلمى بقوة وهى تضع يدها على فمها: ط...طلقتها!
مش ممكن ! قول أنك بتهزر.
وقفت أمامه وهى تمسك به من ذراعه و تجعله ينهض وتديره ليواجهها: رد عليا يا حمزة و بص ليا وأنا بكلمك.
عاد ببصره لها وهو يحدق بها بصعوبة: ايوا طلقتها، ده الحل المناسب لينا يا سلمى.
دفعت ذراعه بعيدا وهى تقول بسخرية: والله ! حل مناسب لمين بقا ؟ أوعي تقولي أنك بتهتم بمصلحة مريم لأني ساعتها هضحك جدا.
حدق بها بإستغراب: قصدك ايه يا سلمى؟
قالت سلمى بجمود: قصدي أنت فاهمه يا حمزة أنت عملت كل ده لمصلحتك أنت وبس، ده كان حل مثالي ليك علشان تخلص نفسك من المسؤولية اللي عليك بسبب مريم، أنت فاكرنا مش شايفين ولا عارفين الوضع بينك وبينها عامل إزاي؟
بدأ حمزة يتنفس بقوة بسبب التوتر و الغضب: أنا مش هرد عليكِ لكن هحط لك عذر أنك لسة صغيرة مش فاهمة حاجة.
ضحكت سلمى بإستهزاء: صغيرة! الصغيرة دى فهمت حاجات أنت نفسك كنت عامل نفسك مش شايفها، من زمان من قبل اي حاجة، حتى من أيام يوم خطوبتك لوئام.
قال بعد استيعاب: قصدك إيه؟
سلمى بذكاء: قصدي أنه أنا عارفة ماما كويس يا حمزة و عارفة طبعها، طبعها اللي أنت عملت نفسك مش شايفه
لأنك بتحبها ولأنها مثلك الأعلى، ماما أنانية فعلا يا حمزة و كانت بتسعي تخلق مشاكل بينك وبين وئام لأنها بتغير منها و مش عايزاك تتجوز و تحب واحدة أكتر منها ولما فسخت الخطوبة من وئام هى جريت تخطب لك مريم
عارف ليه؟
علشان مريم طيبة و هتقدر تتحكم فيها زى ما هى عايزة و هى عارفة كويس بردو أنه مريم بتحبك ف هتسمع كلامك ومش هتكون عاوزة تزعل ماما، و أنت زى المغيب سمعت كلامها سمعا و طاعة، محاولتش تحكم نفسك ولا حتى تقف دقيقة تفكر هى بتعمل ده كله ليه؟ ولا تفكر أصلا أنت فعلا عاوز كدة، أديت نفسك فرصة أصلا تفكر ولا لمشاعرك تهدي؟
للمرة المليون تجاهلت كل حاجة تحذير و إشارة فى تصرفاتها و سمعت كلامها و الحقيقة يا حمزة أنك إنسان متخاذل و ضعيف.
رفع يده ليصف*عها وهو يهدر بحنق: اخرسي!
توقفت بده فى الهواء ف ابتسمت سلمى بمرارة: أضر*بني يا حمزة، أضر*بني علشان بواجهك بالحقيقة اللى رافض تشوفها، علشان وقفتك النهاردة قدام نفسك فعلا و شوفت نفسك على حقيقتها يا حمزة، بس حتى لو،  فى الآخر الضحية فى كل ده كان مين؟ مريم، مريم اللى أنا عارفة بحبها ليك من زمان ولما أنت خطبت وئام هى اتد*مرت حرفيا بس كانت بتصبر نفسها أنها أهم حاجة عندها تشوفك سعيد ولما روحت لها هى مصدقتش نفسها من كتر الفرحة وأنا على قد ما كنت زعلانة عليك لكن فرحانة ليك فى نفس الوقت لأنه مريم بتحبك بجد وعمر ما حد حبك ولا هيحبك قدها
وهى اللى كانت ضحية ليكم ولنفسها لأنها صدقتك و صدقت حبها و آمنت أنه حتى لو مش بتحبها ف حبها ليك كفيل يخليك تحبها، أكيد مكنتش هتتخيل أنك بالقسوة دى يا حمزة وأنك عديم الشفقة بالطريقة دى !
أخفض رأسه لأسفل وقد رأت سلمى إمارات العذاب تظهر على وجهه و عينيه ف أكملت بحزن: دلوقتى الحاجة الوحيدة اللى لازم تعملها أنك تزعل يا حمزة تزعل على نفسك و أنك خسرت المرة دى بإرادتك حد بيحبك بجد.
بقلم ديانا ماريا
بعد أن اطمئنت على أخيها جلست تستريح خارج الغرفة لبرهة، حدقت إلى مؤمن الذى يسير إليها وفى يده كوبين من القهوة أعطاها واحدا.
ابتسمت له بإمتنان: شكرا.
جلس بجانبها: عاملة ايه دلوقتى ؟
تنهدت : الحمد لله بعد ما اطمنت أنه كارم كويس ارتاحت جدا.
شعرت أنه يحدق بها بتركيز ف قالت دون أن تنظر إليه: قول.
رفع حاجبه بضحك: وأنتِ عرفتِ منين أنه عايز أقول حاجة؟
رفعت كتفيها بلامبالاة: مش هتصدق لو قولتلك أني فعلا عرفتك وفهمتك فى الفترة القصيرة دى.
قال مؤمن بحذر: بالنسبة لموضوع حمزة ا...
قاطعته وئام بحدة: مؤمن الموضوع انتهي مش عايزة أسمع حاجة.
قال بهدوء: وأنا مقولتش حاجة لكل الانفعال ده .
احمرت بإحراج: أنا آسفة بس أعصابي تعبت من كل ده.
قال مؤمن بنبرة رزينة: أنا بس كنت عايزة أسألك على إحساسك لما اكتشفتِ الحقيقة.
تجمعت الدموع فى عينيها و نظرت له: عارف مفيش حاجة وجعاني أكتر من ماما، التفكير بس أنها اتهانت بالشكل ده علشان ولا حاجة و علشان بس ست كانت بتكر*هني وعايز تفرق بيني وبين أبنها بسبب تفكيرها و رغبتها المريضة بيوجع قلبى أوى.
أصبحت نبرتها مرتعشة مختلطة بالبكاء: ماما ماتت قبل ما تعرف الحقيقة وقبل ما حقها يرجع لها، ماتت و أنا عارفة أنها زعلانة عليا و كان نفسها تفرح بيا.
بدأت تبكى بحرقة وهى تردد: يا حبيبتى يا ماما حبيبتى .
حدق بها مؤمن بعطف ولكنه تركها تبكى و تفرغ ما فى قلبها لعله يريحها قليلا.
بقلم ديانا ماريا.
ظل حمزة جالسا بعد فترة من مواجهة أخته التى غادرت بعد حديثها له وقد أخبرته أنها لا تريد النظر بوجهه مرة أخرى، ظل جالس يتذكر و يفكر فى كل ما حدث من بداية خطوبته لوئام حتى اليوم.
احمرت عيناه بشدة و أصبح تنفسه أسرع من سيل الذكريات الذى يعصف به و فى لحظة نهض وهو يك'سر جميع ما حوله، كسر جميع ما وصلت إليه يديه بإنهيار و قد أخرج ما كان يكتمه فى قلبه منذ فترة طويلة، ظل يكس"ر و يحطم حتى ركع على ركبتيه وهو يصرخ بقوة و دموعه تتحرر لأول مرة منذ زمن طويل.
ردد حمزة ببكاء: يارب أنا مبقتش قادر يارب ساعدني و ارشدني للصح أنا تعبت، يارب.
بكى لفترة طويلة وهو يمسك بقلبه، يشعر أن الألم فوق قدرته على الإحتمال ، تذكر فى النهاية والدته التى ترقد فى المستشفى ف نهض بتثاقل ليذهب لها ف هذا واجبه بعد كل شئ.
كان يسير فى ممرات المستشفى والجميع يحدق به بإستغراب و تعجب، كان منظره غير طبيعي ف عيونه حمراء بشدة و ملابسه غير مرتبة و يسير و كأنه لا يري أحد أمامه وتعبير وجهه تجعل من يراه يقلق عليه.
وصل إلى غرفة والدته ليري الطبيب يخرج منها، رأي الطبيب حالته الغريبة ولكن لم يعلق عليها بل اكتفي بالقول بنبرة جدية: لو سمحت يا أستاذ حمزة كنت عايزك فى موضوع مهم فى مكتبي.
حدق به حمزة ببرود: طيب.
ذهب معه إلى مكتبه و جلس حمزة أمام الطبيب، حدق به الطبيب بجدية: عايز أبلغ حضرتك بكل حاجة عن حالة والدة حضرتك و فيه خبر مؤسف عنها.
زفر حمزة بقوة: اتفضل حضرتك قول.
رفع الطبيب حاجبه ولكن استمر فى الحديث: للأسف والدة حضرتك اتعرضت للضر*ب الشديد وعدة طعنات واحدة منهم كانت فى منطقة حساسة جدا أصابت الحبل الشوكي ف تضرر ضرر مقدرناش نعالجه حتى فى العملية.
قال حمزة بنفاذ صبر: دكتور لو سمحت قول علطول أعصابي مش مستحملة.
قال الطبيب بجدية: والدة حضرتك بسبب الإصابات بقت مشلولة بشكل شبه كلى.
اتسعت عيون حمزة بشدة: يعني ايه؟
الطبيب بتحفظ: يعني مش هتقدر تمشي على رجلها تانى و أيديها بردو الأعصاب فيها شبه متد'مرة ممكن تحركهم بالعافية وبشكل ضعيف وكمان مش هتعرف تتكلم غير بصعوبة شديدة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
انتظرها مؤمن حتى تهدأ ثم مد يده لها بمنديل ف أخذته و مسحت به دموعها.
قال بعقلانية: طب مش شايفة عليكِ أي غلط يا وئام ؟
أدارت له رأسها بسرعة تقول بدهشة حادة: غلط؟ عليا أنا ؟ازاي تقول كدة بعد كل اللي سمعته !
لم يرفع له جفن وهو يكمل: لما حكيتي ليا أول مرة أنا غلطتك أنك مسمعتيش و اتسرعتي لما جالك و دلوقتى بغلطك تانى أنك بردو عملتِ نفس التصرف.
بدت كطفلة و الدها يؤنبها: ما أنت عارف يا مؤمن عملت كل ده ليه.
أبتسم بتفهم: عارف يا وئام لكن ده ميمنعش أنه حاجة غلط، هو دلوقتى مثلا هيكون مُصِر أنه يتكلم معاكِ ليه إلا إذا كان لشئ ضروري؟
فكرت قليلا ف أكمل بجدية: وده مش فى موضوع حمزة بس يا وئام أنا بحذرك من التسرع فى أي حاجة فى حياتك لأنها صفة مش كويسة أبدا وعلى أساسها ممكن يحصل حاجات كتير توصل لمصايب لأصحابها، التسرع فى القرارات والتصرفات الغلط ممكن يد'مر حياتك.
تنهدت بهدوء: معاك حق.
أبتسم لها: طيب يلا نقوم نشوف كارم صحي ولا لا.
ردت الإبتسامة له بتعب: يلا .
بقلم ديانا ماريا
مازال حمزة يحدق إلى الطبيب بدون شعور وكأنه انفصل فى عالم آخر بمفرده.
"هل والدته حقا لن تسير مجددا ؟ لن تستطيع الكلام ؟
من فعل هذا بها ؟ ولماذا؟"
كانت هذه التساؤلات تدور داخل رأسه حين أفاق على صوت الطبيب: أستاذ حمزة أنت معايا ؟
نظر له حمزة بتشتت: اا اه يا دكتور.
قال الطبيب وهو ينظر له بتفحص: فيه ضابط جه وحضرتك مش موجود علشان ياخد اقوالك ويعرف لو حد كان بيكر'ه والدتك لدرجة يعمل فيها كدة بس مكنتش موجود .
نهض حمزة بثُقُل: شكرا يا دكتور بعد إذنك.
خرج من عند الطبيب ثم ذهب لغرفة والدته، دلف وهو يحدق بها، أقترب من سريرها.
تأملها وهو يحدق بها بحزن، يفكر فى رد فعلها عندما تفيق و تعلم ما حل بها، لطالما كانت والدته قوية، تكر'ه الضعف أو العجز، ف ماذا ستفعل عندما تعلم أنها أصبحت عاجزة عن النطق و الحركة؟ وإلى الأبد؟
دق الباب ف سمح حمزة للطارق بالدخول، دلف منه ضابط ف نظر له حمزة بترقب.
أقترب منه الضابط وهو يقول بنبرة قوية: أستاذ حمزة أنا جاية لك بخصوص التحقيق فى قضية والدتك لأنه ده طبعا زى ما أنت عارف شروع فى القت'ل .
هز رأسه إيجابيا بإنتظار ما سيقوله تاليََا ف أكمل الضابط: إحنا عن طريق كاميرات المراقبة اللي فى الشارع
قدرنا نشوف فيها ستات غريبة بتدخل و تخرج من بيتكم نفس وقت الحادثة و بعد التحريات قدرنا نقبض على واحدة منهم
و اعترفت أنه هى مدفوع لها من واحدة ست علشان تروح تعمل كدة هى وكام واحدة مع الست اللي دفعت لهم.
حمزة بذهول: مين الست دى وليه تعمل فى ماما كدة؟
أومأ الضابط: لما قبضنا على الست رفضت فى الأول تعترف بس بعد كدة قالت إنها عايزة تشوفك.
اتسعت عيون حمزة بعدم تصديق: تشوفني أنا ؟
الضابط بجدية: ايوا اتفضل معانا على القسم.
ذهب حمزة معه بتعجب شديد وهو يتسائل لماذا تريد هذه السيدة التى حاولت قت"ل والدته أن تراه ؟ هل تعرفه ؟
بعد أن وصل لقسم الشرطة و دخل إلى الحجرة التى تقبع بها السيدة، حدق بها بغرابة وهى جالسة تنظر إلى الأرض بشرود.
جلس أمامها ثم قال ببرود: أنت طلبتي تشوفيني ؟
رفعت بصرها له ف شعر كأن وجهها مألوف له بشكل غريب.
أبتسمت إبتسامة غريبة: ازيك يا حمزة عامل ايه ؟
تفاجأ حمزة وقال بحدة: أنتِ تعرفيني؟ 
طلبتِ تشوفيني ليه ؟و عملتِ كدة فى ماما ليه؟
أكمل بغضب شديد: إزاي يجيلك قلب تعملي كدة فى إنسانة بريئة ؟
حدقت بوجهه ثم بدأت تضحك بهستيريا و جنون ف رفع حاجبه بإستغراب.
قالت المرأة وهى مازالت تضحك: إنسانة بريئة ؟ لسة زى ما أنت طيب وعلى نياتك يا حمزة.
ضغط على أسنانه بقوة : مفيش حاجة تضحك وبعدين مش هتقولي تعرفيني منين وليه عملتِ كدة؟
قالت المرأة بنظرة ثاقبة: مش فاكر طنط جيجي يا حمزة؟
تصنم مكانه من الصدمة وحدق بها بعدم استيعاب: ط.. طنط جيهان!
صديقة والدته القديمة هى من فعلت هذا بها!
تابع وهو غير مصدق: ط..طب ليه تعملي فى صاحبتك كدة؟
قالت بنبرة مليئة بالحقد : صاحبتي؟ هى لو أمك كانت اعتبرتني فى يوم صاحبتها كانت عملت فيا كدة؟ أمك دمر'ت حياتي !
قال بنفاذ صبر: مش فاهم حاجة أنتِ كنتِ صاحبة ماما زمان و فجأة مشيتي من المنطقة ومحدش عرف عنك حاجة تانى، ايه كلامك الغريب ده ما تقولي عملت ايه و تريحيني!
ظهر الكر'ه العميق على وجهها و فى عينيها و حديثها عندما قالت بقهر: أمك هى اللى فرقتني عن جوزي و ابني وهى السبب أنه جوزي يطلقني و يرميني فى الشارع و سُمعتي تبقي فى الأرض  والسبب كمان فى مو'ت ابني!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
جلس حمزة أمامها ب تبلد: قصدك ايه ؟
ضحكت بمرارة : عايز تعرف قصدي؟ طبعا أنت عارف أنه أنا و أمك كنا أصحاب، أصحاب أوى ده المفروض يعني من أول ما اتجوزنا و بقينا جيران، طبعا خلفنا فى نفس الوقت هى خلفتك أنت وأنا خلفت أحمد!
قالت الإسم بشوق كبير لتكمل بمرارة: كنت بعتبرها زي أختي و لأني كنت متجوزة بعيد عن أهلي كنت دايما معاها هى و كمان بحكي لها أي حاجة و لأني ساذجة كنت مثلا لو حصلت مشكلة بيني وبين جوزي أروح احكي لها وهى كانت دائما تحرضني ضده و أنا أحيانا كنت أشوف أنها صح واسمع كلامها وساعات احكم عقلي و الخلاف اللي بيني وبين جوزي يتصلح بعد ما أبوك مات لقيت الموضوع زاد أوى بس مكنتش حاسة و لا واخدة بالى ساعتها، كانت دائما تقولي أنه جوزي مش بيحبني وإني لازم أدور وراه لا يكون بيخو'ني ولا حاجة، و فى يوم لقيتها جت ليا البيت بسرعة وهى بتنهج و باين عليها خايفة تقولي فى حد بيراقبها وهى خايفة و طلبت مني أدخل المطبخ أجيب لها عصير، وأنا بعمل العصير لقيت رجل غريب دخل عليا المطبخ ف اتخضيت و قبل ما أصرخ و لا أقول حاجة،  جوزي دخل علينا و فكرني بخو*نه ساعتها طلقني و وأنا من الصدمة صر*خت والجيران اتلموا و جوزي بيتخا"نق مع الرجل و بيضر'به وحصلت الفضي"حة ليا و جوزي رماني و رفض يسمعني وكان رافض يديني أبني لكنه كان متعلق بيا ف سابه ليا بس كنت عايشة خايفة و مذلو*لة أمك جات لي بعدها ف قولتلها مين الرجل ده و دخل إزاي وهى موجودة قعدت تقول أي كلام وأنه دخل فجأة و ضر*بها وأنا بسبب صدمتي و قهر'تي فى الوقت ده صدقتها لأني خلاص بقيت لوحدي حتى أهلي لما جوزي قالهم على اللي حصل اتبروا مني و اعتبروني ميتة ف كنت وحيدة محتاجة أي حد جنبي بس بعدها بفترة حصلت مشكلة كبيرة بيننا و تصرفها ناحيتي صدمني ف بعدت عنها خالص وبقيت عايشة لوحدى مع أبني حبيبي و الناس مش سايبانا فى حالنا.
التمعت عيناها بالكرا*هبة الشديدة و أكملت بقهر: واللي مكنتش أعرفه أنها كانت بتقابل أبني حبيبي أحمد طبعا أنت فاكر لما كنتم بتروحوا الدروس سوا وكان بيجي عندك البيت، كانت بتطلبه علشان يقعد معاها وتقوله متقولش لماما أنك جيت وهو يسمع الكلام لأنه صغير مش فاهم، كانت تقعد تقوله يا حبيبى إزاي هتعيش حياتك و مامتك مفضوحة كدة و باباك راميك والناس كلها بتكر*هكم كانت زي الذئب اللي لابس لبس حمل، تبين أنها قلقانة عليه وهى بتزرع جواه الأفكار السم اللي زيها، مع الوقت بدأت ألاحظ أنه ابني بيتغير فعلا مستواه الدراسي بيقل، بقي يقعد فى اوضته كتير مبقاش حتى حابب يتكلم معايا، و عرفت كمان أنه الولاد كانوا بيتن*مروا عليه بسببي و بسبب فض'يحتي لحد ما فى يوم دخلت عليه أوضته لقيته م'نتحر!
صُعق حمزة بينما هى بدأت ترتعش و تهز رأسها بجنون: لقيته متعلق قدامي فى السقف، أنت عارف إحساسها إيه يا حمزة ؟ لا طبعا هتعرف إزاي ؟ بس هقولك إحساسها عامل زي ما يكون خلاص روحك اتاخدت منك بأبشع طريقة ممكنة و أنت واقف كدة جسد باهت ميت بتتنفس بس، كنت بمو'ت كل يوم بعده وأنا معرفش هو عمل كدة ليه و إزاي يفكر كدة أساسا إزاي أحمد ي'نتحر وهو عنده 14 سنة بس! 
لحد ما فى يوم لقيت مذكراته، كان كاتب كل حاجة فيها كل حاجة أمك كانت بتقوله له و بتعايره بيها ساعات وهى عاملة نفسها بتنصحه، كان فيها اللي زمايله والناس اللي فى الشارع بيقولوه عليه و عليا حتى فى وشه و حتى اكتشفت أنه باباه قاله أنه فيه رقم بعت له أنه مرا'ته بتخو'نه علشان كدة رجع البيت فورا ودى مكنتش أول مرة حد يبعت له رسالة زي دي!
بدأت تضحك بجنون: لما فكرت فيها خلاص فهمت كل حاجة، أمك كانت بتغير مني و من سعادتي لأنه جوزي بيعاملني حلو و لما د'مرت حياتي مكفهاش لا بل كانت عايزة تعمل كدة فى ابني لأنه كان أحسن و اشطر منك يا حمزة، كان اشطر منك علشان كدة مو'تته بالبطئ!
علشان ميبقاش أحسن منك وأنت اللي تبقي الأحسن دائما!
وضعت يدها على رأسها وصرخت ف دخل رجال الأمن وهما متعجبين، رأوا حالتها ف اتجهوا إليها و أمسكوها من ذراعها.
صرخت فى حمزة بقوة وهما يخرجوها من الغرفة: أنا مش ندمانة يا حمزة، أنا عملت كدة وأنا باخد أنتقا' م استنيته سنين وكنت ببص فى عينيها وأنا بعمل كل ده، دى حر"قت قلبى و أخدت روحي مني!
  لو رجع بيا الزمن هعمل كدة ألف مرة، اوعي تسيبها تعمل فيك كدة يا حمزة أوعي تخلي شر'ها يطولك أنت مش زيها، أبعد عنها يا حمزة صدقني هتستغل"ك و هتد'مر حياتك دى مش إنسانة اوعي يطولك شر'ها وخُبثها يا حمزة!
بقي صراخها و كلماتها تترد داخل أُذُن حمزة وهو يجلس مكانه كأنه ملتصق بالمكان لا يقوي على النهوض أو التفكير، أتي الضابط الذى قابله فى المستشفى ليقف بجانبه وهو يقول بشفقة: أستاذ حمزة إحنا سجلنا كل الكلام حتى الإعتراف بتاعها و بكدة التهمة أتأكدت عليها و.....
كان الضابط يتحدث و يتحدث ولكن كان حمزة فى عالم آخر تماما لا يعي شيئا، عندما انتبه الضابط أن حمزة لا يستمع إليه حتى، وضع يده على كتفه ف انتفض حمزة و نظر إليه كأنه لم يعي قبلا وجوده معه فى الغرفة.
قال حمزة بصوت مبحوح: حضرتك عاوز حاجة؟
تفهم الضابط حالته و قال بعطف: لا إحنا سجلنا اعترافها حضرتك تقدر تمشي دلوقتى.
نهض حمزة بتثاقل وهو يستند على على الطاولة، ما إن خطي خطوة حتى ترنح ف امسكه الضابط بقلق: أنت كويس؟
ابتعد عنه حمزة وهو يهز رأسه دون أن يرد ثم أكمل سيره ببطء.
بقلم ديانا ماريا
عاد إلى المستشفى ثم دلف إلى غرفة والدتها ليجدها مستيقظة تنظر بحسرة و شرود إلى السقف، أغلق الباب بقوة ف انتبهت له، نظرت له بحزن ف بادلها بنظرات غريبة و عيونه حمراء، تحولت نظراتها للاستغراب حين لم يتقرب منها أو يواسيها.
وقف أمامها يقول بصوت مبحوح : اخرتها إيه يا ماما ؟
حدقت به بإستغراب ف أكمل بمرارة: اخرتها إيه ؟ أنتِ عارفة مين اللي عمل فيكِ كدة؟
بان الذعر على ملامحها ف أبتسم بسخرية: يعني عارفة أنه طنط جيجي اللي عملت فيكِ كدة؟ طنط جيجي اللي دمر'تِ حياتها كلها يا ماما!
اخفضت نظراتها ف قال بشراسة: لا بصي لي، أنا بس عايز أعرف كل ده كان ليه؟ و اخرتها كانت ايه ؟
شد شعره بغيظ: بقيتِ بعد كل ده عاجزة و مشلولة محدش بيحبك والكل سابك بسبب أفعالك ومكناش حتى عارفين حقيقتك، هو ده اللي كنتِ عايزاه ؟
نظرت له بندم ف هو رأسه بجنون: لا لا ده مش وقت ندم ده، أصل الندم ده بينفع لما نكون مثلا دوسنا على رجل حد بعدين اعتذرنا لكن لما ند'مر حياة الكل حتى ولادنا و نيجي نندم بعد فوات الأوان يبقي إيه فايدة الندم ده؟
بعد إيه يا ماما؟ بعد ما د'وستي على الكل ؟ 
التفت حول نفسه بقلة حيلة: طب أنا أعمل إيه دلوقتى ؟ أعيش إزاي ؟ حتى بعد كل اللي حصل بيننا كان عندي أمل تتغيري لكن بعد اللي عرفته ايه اللي هيحصل؟
نظر فى عينيها بخيبة أمل : هقدر اشوفك و ابص فى عينيك إزاي ؟ أنتِ تخطيتي أي حد و أي تفكير ممكن أي إنسان يوصله فى يوم من الأيام ، طب ليه؟ استفدتي إيه ؟ أنا كنت بعتبرك قدوتي و مثلي الأعلى! رميت قلبى و حبي وبالنسبة ليا أي حاجة مش مهمة علشانك ! هقدر أعيش معاكِ تانى؟ ولا اوديكي دار مسنين أحسن؟
بكت ف أكمل هامسََا بحرقة: أنتِ مش عارفة أنا حاسس إزاي دلوقتى، أنا بتمني أمو"ت، و بتمني لو كان حصل أي حاجة قبل ما أعرف عنك كل ده، قلبى مبقاش مستحمل وجع خصوصا منك و أنتِ سبب وجعي كله!
تساقطت دموعه بحرقة ف جلس على الأرض و ظهره للجدار: أنا لحد دلوقتى مش قادر أصدق ولا استوعب اللي سمعته عنك!
بقلم ديانا ماريا
كانت سلمى جالسة بجانب مريم الصامتة، وهى صامتة رغم محاولات سلمى منذ مجيئها أن تتحدث معها و تخرجها مما هى فيه لكن مريم بقيت صامتة و شاردة فى عالم آخر.
اقتربت سلمى منها تقول برجاء: مريم بالله عليكِ مش هقولك علشان خاطري لكن علشان خاطر مامتك اللي هتتجنن من القلق عليكِ اتكلمي قولي أي حاجة.
أدارت لها مريم رأسها و عيونها مليئة بالدموع أكملت سلمى برجاء: علشان خاطر ربنا يا مريم.
ارتعشت شفتاها عندما حاولت التكلم وأخيرا استطاعت التكلم بصوت مرتجف: ا..ااا أنا زعلانة أ.. أوى يا سلمى زعلانة على نفسى و حتى عليه!
انفجر"ت بالبكاء ف اقتربت منها سلمى تحتضنها بقوة وحزن وهى تواسيها و تهدئها ولكنها تعلم أن ما من شئ تقوله يستطيع أن يواسيها.
بقلم ديانا ماريا.
كان حمزة يبكى بصمت وهو ينظر إلى السقف، عيونه تذرف الدموع التى يشعر بها أنها تحر"ق قلبه أكثر ف أكثر دون أن تريحه و لو قليلا.
نظر لأمه بجانب عينه ف وجدها فى وضع مريب بالنسبة له، كانت تنظر إلى السقف دون أن ترمش و دموعها قد جفت على وجهها.
نهض بسرعة وهو يقترب منها بتعجب: ماما مالك؟
لم تحرك ساكنا ف تحرك بسرعة لينادي الطبيب ب عدم استيعاب و ذعر، أتي الطبيب و الممرضة بسرعة و أصروا على أن يبقي بالخارج.
كان يسير بقلق ومشاعره مشوشة للغاية و هو عاجز عن أي يفكر فى أي شئ حاليا بسبب كم الصدمات التى تعرض لها، خرج الطبيب ف ركض إليه بسرعة و وقف أمامه.
ازدرد ريقه بصعوبة: ماما عاملة ايه ؟
وضع الطبيب يده على كتفه وقال بأسف: مامتك للأسف توفت البقاء لله
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وضع الطبيب يده على كتفه وقال بأسف: مامتك ماتت البقاء لله.
فجأة سقط مغشيا عليه!
كان يسمع أصوات كثيرة حوله، صوت أُناس يبكون و آخرون يتحدثون، أفاق ببطء وهو يشعر بلمسة حنونة على شعره و صوت يحادثه.
فتح عينيه ليجد أخته سلمى بجانبه تنظر له وهى تبكى، ما أن رأته يفتح عينيه حتى هتفت بلهفة: أخيرا يا حبيبى صحيت حمد لله على السلامة.
اقترب منه أخته أميرة و خالته التى احتضنته بقوة: حمدا لله على السلامة يا حبيبى إحنا الدكتور اتصل علينا يبلغنا الخبر.
أكملت ببكاء: خلاص يا حمزة أمك ماتت الله يرحمها يمكن كدة ارتاحت يا حبيبى أحسن ما تعيش عمرها كله عاجزة .
لم يجيبها بشئ ولم يحتضنها بل كان ينظر أمامه بصمت مريب، ابتعدت عنه خالته بإستغراب و تبادلت النظرات القلقة مع أخته سلمى بسبب حالته الغريبة.
نظر لهم بصمت و دون أن يتفوه بكلمة و تنقل بنظراته بين خالته و أخته سلمى حتى أخته أميرة التى تبكى ثم لمح خيال شخص ما فى الخلفية.
حدق بتركيز ليجدها مريم تقف فى جانب الغرفة بعيدا تنظر له بحزن و عطف، نهض من على السرير ف حاولت سلمى منعه بذعر: حمزة رايح فين ؟ الدكتور قال إنك لازم ترتاح.
أبعد يدها عنه و نهض و خرج من الغرفة، بكت سلمى بحرقة ف احتضنتها خالتها بحزن: معلش يا حبيبتى هتلاقيه من الصدمة مش واعي لنفسه.
مرت الجنازة كما يجب و ودفن حمزة والدته و وقف يستقبل عزاءها ولكن أثار قلق جميع من حوله بصمته و برودته وأنه لا ينطق بأي كلمة فقط يفعل الواجب عليه بصمت تام.
بعد إنتهاء العزاء و مغادرة الجميع بما فيهم خالد خطيب سلمى و والدته، اقتربت خالة سلمى(والدة مريم) منها و هى تربت على كتفها: يلا علشان تأكلي يا حبيبتى أنتِ و أخواتك.
قالت سلمى بحزن: ومين ليه نفس يأكل يا خالتو؟
قالت خالتها بحزم: لا طبعا لازم تأكلي أنتوا مأكلتوش من الصبح و حمزة واقف على رجله كدة و تعبان لازم يأكل.
انهمرت دموع سلمى: حمزة صعبان عليا أوى يا خالتو.
تنهدت خالتها: وأنا كمان يا حبيبتى والله ربنا يصبره ودلوقتى محدش فيكم ليه غير التاني خليكم سند لبعض.
نظرت لها سلمى بحرج: مش زعلانة منه يا خالتو؟
خالتها بإستنكار: أزعل منه ليه ؟
أكملت بحنية: لو قصدك على مريم ف ده نصيب يا حبيبتى محدش يقدر يقول فيه حاجة اللي أقدر أقوله ربنا يعوض عليه و على بنتى.
نظرت إلى مريم التى تجلس على مسافة قريبة منهم تحتضن أميرة: يلا يا مريم قومي حضري الأكل علشان ولاد خالتك يأكلوا.
نهضت بهدوء: حاضر يا ماما.
عاد زياد (أخ مريم ) ف سألته الدته بتعجب: امال فين حمزة مجيبتهوش معاك ليه؟
عقد زياد حاجبيه: هو حمزة مجاش ؟ العزاء خلص وهو مشي ف فكرته سبقني على هنا علشان يشوف سلمى و أميرة.
نهضت سلمى بذعر: يعني إيه مشي؟ و طالما مجاش هنا راح فين؟
نهضت خالتها معها : أهدي يا سلمى يا حبيبتى يمكن راح فى مكان و راجع و بعدين أخوكِ رجل مش عيل صغير هتقلقي عليه.
تحدثت أميرة بقلق: ايوا يا خالتو لكن أنتِ شوفتي هو كان عامل ازاي و بحالته دى إحنا هنبقي خايفين عليه أوى.
أخرجت خالتها هاتفها : أنا هتصل عليه علشان تطمنوا بس .
حاولت الإتصال به ولكن كان هاتفه مغلق ف بدأت تقلق هى أيضا.
نظرت إلى زياد بتوجس: تليفونه مقفول يا زياد روح شوفه يمكن يكون راح عند صاحبه ولا حاجة.
أومأ زياد قبل أن يغادر المنزل و يجلس الجميع منتظرين بقلق.
عاد زياد بعد قليل يقول بإحباط: دورنا عليه فى كل حتة محدش لاقيه روحنا البيت، البيت مقفول كله ومحدش هناك.
بدأت سلمى تبكى: يعنى راح فين؟ أخويا راح فين!
احتضنتها أميرة بينما نظرت خالتها بتوتر إلى ابنها: متأكد أنكم دورتوا فى كل حتة يا زياد؟
أومأ زياد برأسه: اه والله يا ماما و دورنا فى بيوت أصحابه مش موجود هناك كمان.
جلست خالته وهى تفكر بتوتر و خوف : هيكون راح فين بس!
كانت مريم تقف بعيدا وهى قلقة تفكر مثلا أين يمكن أن يكون حمزة حين فكرت فجأة فى مكان ما، أيعقل أن يكون هناك؟
بقلم ديانا ماريا.
بعد أن ارتدت ملابسها وخرجت من المنزل بحجة الذهاب لصديقتها لأمر طارئ، سارت مريم إلى المكان الذى تعتقد أن حمزة يمكن أن يكون به.
كان هذا المكان هو المقابر، تقدمت بخوف، نظرت حولها فى جميع الارجاء، أخيرا رأته!
كان يجلس على الأرض بجانب قبر والدته ينظر أمامه بشرود و يضم ركبتيه إلى صدره و كأنه غافل عن العالم كله.
تنهدت براحة ثم اقتربت منه بسرعة ثم وقفت أمامه لم يتحرك ف خمنت أنه لم يلاحظ وجودها.
نادته بصوت منخفض: حمزة.
أدار رأسه ثم رفع بصره لها، جلست بعيدا عنه قليلا وهى تقول بهدوء: ليه قافل موبايلك يا حمزة؟ 
عاد ينظر أمامه بجمود ف أكملت: عارف أنه سلمى و أميرة و ماما هيتجننوا من كتر القلق عليك؟ و زياد دور عليك فى كل حتة مش لاقيك كمان؟
لم يرد ف قالت بإصرار: يا حمزة مينفعش كدة أنت دلوقتى اللي باقي ل سلمى و أميرة مينفعش تعمل فيهم كدة، يلا تعالى و أرجع علشان خاطرهم.
تأففت بإحباط عندما لم يرد عليها مجددا، ولكن فى تلك اللحظة نظر لها لتُصدم بدموعه التى تُغرق وجهه.
قالت بعطف و حنان: أدعي لها يا حمزة هى محتاجة بس دعائك دلوقتى.
أرتجف ثغره و هو يحاول التحدث و لكن صمت و أغمض عينيه يأخذ نفسا عميقا.
فتح عينيه مجددا و حدق بها يقول بنبرة هامسة يشوبها الألم : مش قادر يا مريم مش قادر.
تألمت من أجله ف أكمل وهو يبكى: أنا كنت زعلان منها لكن دلوقتى أنا زعلان عليها أوى وخايف عليها يا مريم 
مرعوب عليها بسبب ذنوبها، بدعي ربنا يسامحها و يرحمني من كتر اللى أنا حاسس بيه.
انهمرت دموعها وقالت بحرارة: إزاي تقول كدة؟ دى راحت عند الأحسن مني و منك دلوقتى و ربنا غفور رحيم، ربنا أرحم بينا من أي حد فى الدنيا أنت بس أدعي لها.
نظر فى الأرض بشرود وهو يقول: ربنا بيسامح فى حقه يا مريم لكن حقوق العباد اللى فى رقبة البني آدم لازم هما يسامحوا الأول علشان ربنا يسامح.
احتارت كيف تهدئه لأنه كان محق: يبقي لازم أنت تسامحها ولو تعرف حد تطلب منه السماح ليها روح له خليه يسامحها.
أبتسم بسخرية : ياريت كان ينفع، ياريت!
عقدت حاجبيها بحيرة ف تابع بمرارة : كان لازم تعمل حساب اليوم ده، كان لازم تفكر فى آخرتها هتبقي عاملة إزاي مع كل تصرف بتعمله فى الدنيا، سامحيها يا مريم بالله عليكِ.
أومأت برأسها بسرعة: صدقني مسامحاها وأنت كان يا حمزة لازم تسامحها و تسامح نفسك كمان.
تنهد تنهيدة مصحوبة بآهة كبيرة: أنا اللى اتكسر جوايا حاسس أنه عمره ما هيتصلح أبدا، حاجة كبيرة أوى جوايا قلبى و معتقداتي اللى كنت مصدقها طول عمرى، اتهدوا كلهم فى ثواني، روحى حاسس أنها بقت عبارة عن حاجة سودة بس، مش عارف فى يوم لو هقدر احررها من اللي الوجع اللى طالها سواء بإيدي أو بأيد غيري، كل اللي كنت عايش علشانه طول عمرى اختفي بلمح البصر، دى أكثر حاجة حاسس أنها هدتني يا مريم.
التفت لها و حدق بها بندم: سامحيني يا مريم.
أبتسمت ببساطة: مسامحاك يا حمزة، ده مكنش غلطك لوحدك أنا كمان غلطت فى حق نفسي من البداية ولازم كل واحد يتحمل نتيجة غلطه.
أومأ برأسه لها وهو يعجز عن الرد حتى قال بهمس :  "كلُّ ساقٍ سَيُسقى بما سقى، ولا يظلم ربك أحداً." فعلا!
بقلم ديانا ماريا.
جلست معه بصمت قليلا حتى قالت مجددا بحكمة: لازم تقوم و ترجع لإخواتك يا حمزة، سلمى و أميرة مبقاش ليهم غيرك ومش عارفين مكانك و ده مخليهم قلقين جدا حتى مأكلوش لحد دلوقتى.
حدق بها قليلا ثم تنهد و نهض ف نهضت معه و ساروا بصمت حتى عادوا إلى منزل خالته.
حين  رأته أخته سلمى أسرعت اتجاهه وهى تضمه وتقول بعتاب: كنت فين كل ده يا حمزة أنت عارف أحنا بندور عليك بقالنا أد ايه!
اقتربت منه أميرة ببكاء: حرام عليك يا حمزة تعمل فينا كدة !
احتضنهما الإثنين معا وهو يقول بندم و أسف: أنا آسف يا حبايبي حقكم على رأسي، سامحوني.
قبل رأس كل منهما قبل أن يتجه لخالته التى تنظر له بلوم ف أمسك بيدها يقبلها : حقك عليا يا خالتو والله بس أنا محستش بنفسي خالص.
تنهدت خالته بتعب: يا أبني إحنا بس قلبنا وجعنا عليك و أخواتك البنات مبقاش ليهم غيرك خلاص.
ضم خالته إليه وقال بصوت مرتعش: وأحنا كلنا مبقاش لينا غيرك، أنتِ أمي التانية يا خالتو.
بكت خالته: طبعا يا أهب"ل أنت، أنت بتقول ايه ده أنا اللي مربياك!
نظر لها زياد بريبة: أنتِ قابلتيه فين يا مريم؟
قالت بإرتباك: شوفته وأنا جاي البيت ف جيت معاه.
قالت خالته حين ابتعدت عنه لمريم: يلا يا مريم هاتى الأكل.
قالت مريم بهدوء: حاضر يا ماما.
حين أرادوا المغادرة أصرت خالته على أن يبقوا عندها ولا يذهبوا لمنزلهم، لم يستطع حمزة الرفض حتى لا يحزنها ولكن اتفق معها على أن يكون الأمر مؤقت، كان النساء جميع معا فى الدور الأرضي بينما زياد و حمزة فى الدور الاعلي يمكثون فى شقة زياد التى له ومن المفترض أن يتزوج بها يوما ما.
بمرور الأيام بدأت سلمى و أميرة بتخطي الأمر ولكن حمزة بدا كأنه ينغلق على ذاته أكثر ف أكثر ف كان يجلس أغلب الوقت وحيدا بعد عودته من العمل و يجلس معهم بصعوبة لتناول الطعام.
فى يوم إجازته كان يهبط لأسفل وعلى وشك الخروج حين سألته سلمى بتعجب: رايح فين كدة يا حمزة يوم إجازتك؟
أبتسم إبتسامة غامضة وقال: رايح مشوار مهم جدا يا سلمى و أن شاء الله مش هتأخر.
رفعت حاجبها وبقية العائلة تناظره بإستغراب: طب مش هتقولنا رايح فين؟
ربت على خدها: أما أرجع أن شاء الله ، يلا مع السلامة.
ذهب بينما للجميع يحدقون ببعضهم بحيرة و يتساءلون أين يمكن أن يذهب!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
سار حمزة طول الطريق يعد نفسه لما سيقوله عند يصل ولكن كان التوتر يسيطر عليه بدرجة كبيرة و حين وصل بلغ توتره ذروته ف نسي كل ما أعده من كلام.
وقف ينتظر حين رآها تخرج من مكان عملها ف تقدم ناحيتها، حين رأته مُقبل عليها قالت بدهشة: حمزة!
وقف أمامها بصمت وقال بصوت هادئ: لو سمحتِ يا وئام ممكن أتكلم معاكِ؟ مش هاخد من وقتك أكتر من خمس دقائق.
مازالت وئام تحدق به بدهشة ف قد تفاجأت من مجيئه إليها.
عاد يتحدث بإصرار: وئام سامعاني؟
أومأت برأسها بإستغراب: ايوا سامعاك يا حمزة بس ليه؟
قال بحزم: هتعرفي لما نقعد.
فكرت قليلا و هى تنظر حولها ثم عادت إليه ببصرها تقول بصرامة: مش هينفع أخرج معاك لوحدنا، إحنا اغراب عن بعض و أنت رجل متجوز كمان هتصل على مؤمن إبن عمي يجي هو وكارم.
أومأ برأسه بموافقة: تمام، اتصلي و نروح الكافيه نستناهم.
أخرجت هاتفها تتصل على مؤمن وأخبرته أن يحضر إلى المقهي القريب من الشركة التى تعمل بها لأمر ضروري، لقد أخذ مؤمن هذا اليوم إجازة حتى يعتني ب كارم بينما هى تسوي أمورها فى عملها القديم لأنها رغبت فى العودة إليه.
بعد قليل حضر كارم و مؤمن الذى أخذ ينظر لحمزة بإقتضاب ثم حدق إلى وئام: فى ايه ؟
قالت بإرتباك من نبرته: حمزة كان عايز يتكلم معايا فى موضوع مهم وعلشان مينفعش نقعد لوحدنا اتصلت عليك تيجي.
قال بنبرة ثابتة: أنتِ عايزة كدة ؟
أومأت برأسها ف نظر له بتفحص ثم حول نظراته لحمزة الذى نظر إليه بثبات و قال ببرود: يلا بينا.
حين دلفوا إلى المقهى كان مزدحمََا و لم يجدوا غير طاولتين شاغرتين ولكنهما بعيدتين عن بعضهما ف حدقت وئام إلى مؤمن بترقب.
أمسك مؤمن بيد كارم ثم نظر إلى حمزة بجمود: قدامك ربع ساعة تقول اللي أنت عايزه وبعد كدة القرار لوئام.
أومأ حمزة و ذهب مع وئام إلى طاولة بينما توجه مؤمن مع كارم للطاولة الأخرى.
جلسا أمام بعضهما و نظر حمزة إلى يده بتوتر.
رفع بصره إلى وئام وقال بتوتر: ماما ماتت من فترة.
ارتفع حاجبيها فى دهشة: بجد؟ إنا لله و إنا إليه راجعون البقاء لله.
قال بحزن: الدوام لله، علشان كدة أنا جاي أطلب منك حاجة مهمة هو أنه تسامحي ماما يا وئام، ماما غلطت كتير فى حقك و حق ناس تانية و أنا خايف عليها من ذنوبها.
أبتسمت نصف إبتسامة فى لفتة عجيبة منها وهى تنظر بعيدا: مش هقدر اكدب عليك وأقولك أني مسامحاها لكن ربنا يسامحها يا حمزة و يرحمها.
حدقت إليه: الحاجة الوحيدة اللى كانت مزعلاني جدا هى اللى عملته فى ماما الله يرحمها.
قال بذهول: هى مامتك توفت ؟
أومأت برأسها: اه من كام شهر لسة من قريب بردو.
قال بعطف: البقاء لله ربنا يصبرك أنا كنت بحب مامتك جدا، كانت طيبة أوى.
أومأت برأسها وقد عجزت عن الحديث عند تذكر والدتها.
تنهد حمزة: المهم تكوني تحاولي تسامحي ماما يا وئام هى دلوقتى محتاجة ده جدا.
قالت وئام بهدوء: ربنا يسامحها يا حمزة ويمكن أقدر اسامحها فى يوم.
حدق بها بإستغراب و تركيز: أنا حاسس أنك اتغيرتِ يا وئام يعني مثلا مكنتش متوقع أنك توافقي بالسهولة دى أنك تقابليني.
أبتسمت ببساطة: لأنى فعلا اتغيرت يا حمزة و اتغيرت جدا كمان، مبقتش نفس وئام زي زمان، مبقاش عندي أي ضغينة أو حاجة جوايا للماضي، دلوقتى بس بقي عندي سلام داخلي بحاول أعيش بيه باقي عمري، الفترة اللي فاتت غيرتني جدا و غيرت نظرتي لكل حاجة حتى اللى كنت عايزه أتغير.
مازال يحدق بها بتعجب: إيه اللي أتغير ؟
رفعت كتفيها بلامبالاة: حاجات كتيرة أهمهم صفات من شخصيتي مكنتش واحدة بالي أنها سلبية وبتأذيني و فيها ضرر ليا ولما بدأت أفكر أحسن بدأت أرتاح أكتر و مبقاش عندي أي شعور سئ تجاه أي حد عايزة بس أعيش مرتاحة.
حدق بها بإبتسامة ثم تردد ولكن قال فى النهاية: يعنى كدة ملناش فرصة تانية سوا ؟
اتسعت عيناها بصدمة: حمزة أنت بتقول إيه ؟ أنت متجوز!
أخفض بصره: أنا طلقت مريم من مدة.
رفعت حاجبها: طب ليه؟
لم يجب بل تنهد ثم قال: يعني ظروف جوازنا مكنتش طبيعية و أنا كنت لسة بحبك و حاجات كتيرة أوى ومقدرتش اظلمها معايا.
أبتسمت وئام وهى تنظر له بتدقيق: حمزة أنت أخدت بالك أنت قولت إيه ؟
عقد حاجبيه: قولت إيه؟
قالت بذكاء: كنت بتحبني, يعني دلوقتي أنت مش بتحبني يا حمزة ودى حاجة أنا متأكدة منها.
قال بإستنكار: ازاي ده؟
وئام بحكمة: زى أي حاجة بنتمناها ومش بنحصل عليها، بيبقي جوانا نوع من الحنين و شعور أننا اتحرمنا من الحاجة دي، زي لعبة مثلا كان نفسك فيها أوي بس مقدرتش تشتريها بيبقي جواك نوع من الحسرة كل أما تفتكرها و بيبقي نفسك فيها أوى وتعيش طول عمرك حزين عليها و معمي عن أي حاجة تانية قدامك، و ممكن تضيع عمرك كله بنفس الوضع ده وتخسر حاجات كتير أوى و أنت مش واخد بالك والله أعلم يمكن لو كانت جاتلك مكنتش حبيتها أبدا، و ده وضعنا دلوقتى أنت من جواك مبقتش تحبني يا حمزة لكن لسة جواك حنين و حسرة على اللى كان بيننا و لأننا طبعا اتفرقنا بطريقة مش طبيعية و لا عادلة وكان فيها وجع لينا إحنا الاتنين مقدرتش تنسي و ده فضل جواك، أفضل حاجة كنت تعملها يا حمزة أنك تتقبل زي ما أنا تقبلت كدة أنه الانفصال كان غلطة مشتركة بيننا كمان مش غلط مامتك وبس، أنا فهمت ده بعد فترة طويلة و الحمد لله أنه فهمته، فهمت أنه العلاقات بتحتاج حاجات أكتر وأهم من الحب علشان تستمر و تنجح و احنا علاقتنا مكنش فيها ده يا حمزة.
كان يحدث بها بذهول لتحليلها الأمر بهذه الطريقة و تابعت بإرتياح: أنا دلوقتى بقيت محتاجة و عايزة حاجات أهم من الحب بكتير، حاجات مش متأكدة إذا كنت هقدر أحسها معاك ولا لا هى الراحة و الأمان.
أبتسمت و تابعت: البنت مننا لما بتتخطب أو تتجوز مش بتبقي عايزة مجرد شخص تحبه لا بتبقي عايزة شخص تحبه و تتسند عليه و تحمي نفسها من الدنيا كلها منه لو حسيت فى يوم بأذي من أي حد، تلجأ له و تفضفض له، تبقي على راحتها معاه، تبقي معاه بشخصيتها الحقيقية بدون أي تكلف ولا تظاهر ولا خوف، أنا عقلت لدرجة أني عايزة الحاجات دى حتى لو كانت من غير حب يا حمزة 
لذلك أنا حتى لو بحبك يا حمزة ف أنا مش عايزة أرجع تانى، علاقتنا واللي حصل فيها كان عاطفي و اندفاعي جدا و مرهق نفسيا و الأذى اللي سببته مامتك ليا و لمامتي كان صعب جدا عليا لأني فى النهاية كنت مجرد بنت مخطوبة عايزة تكون أسرة بسيطة مع الشخص اللي بتحبه مكنتش عايزة أكتر من كدة، لكن الحمدلله على كل حال أنا مؤمنة أنه كل حاجة حصلت كانت خير لينا و افتراقنا عن بعض كان بردو خير لينا سواء بتدخل مامتك أو بغيره و التجربة دي علمتني حاجات كتيرة أوى.
بقي ينظر لها مطولا حتى قال بنصف إبتسامة: كل ده يا وئام ؟ أنا عمري ما فكرت كدة، طب والشخص ده هو إبن عمك؟
ضحكت بذهول: عرفت منين؟
حدق بطرف عينيه : يمكن لأنه قاعد يبص لينا وكأنه عايز يقوم يخن*قني أو لأنه حسيت أنه عينك بتلمع وأنتِ بتتكلمي ورأسك و نظرتك بتروح ناحيته و كمان مش بنعرف كل الحاجات اللي قولتيها دي غير لما نمر بتجربة تعلمنا الفرق.
قال بتساؤل: طب أنتِ عارفة أنه بيحبك؟
أومأت برأسها بثقة ف تابع بتعجب: بس عارفة إزاي مش باين عليه حاجة ! قالهالك؟
قالت بحرارة و عيناها تلمع: مؤمن عنده أكتر عادة مزعجة فى الدنيا كلها، هو أنه شخص كتوم مش بيظهر مشاعره، مقالهاش لا بس أنا حسيت بيها، حسيت بيها فى كل مرة حاول يخرجني بيها من حزني، كل مرة كان بيقف جنبي و كل مرة كان بيخاف على مصلحتي وحاجات كتيرة أوى، هو مقالهاش لما كنت مجروحة بعدك، ومقالهاش فى ظروف وفاة ماما و باباه و مش هيقولها وهو شايفاك رجعت لحياتي وممكن تطلب مني أرجع، هو مش هيقولها هيسيب الإختيار ليا أنا.
حدق بها و قد أدرك أنها بالفعل تعني ما تقول أبتسم بقليل من المرارة و قال : ربنا يوفقك فى حياتك يا وئام.
أبتسمت و الدموع فى عينيها: وأنت كمان يا حمزة ربنا يوفقك فى حياتك الجاية، نصيحتي ليك فكر كويس و متخسرش مريم لأنه من إحساسي أنها بتحبك جدا، بتمني لك السعادة حقيقي وأنك تقدر تتحرر من الماضي و تنساه زي ما أنا اتحررت و نسيت.
أومأ برأسه بصمت ف قد كان الصمت أبلغ من الكلام فى تلك اللحظة ثم بعد دقيقة  نهضت ف نهض معها.
 قالت له بإبتسامة هادئة: مع السلامة يا حمزة.
رد حمزة بهدوء: مع السلامة يا وئام.
خرج حمزة و غادر بينما توجهت وئام إلى مؤمن الذى يحدق بها بحيرة.
قال لها عندما وصلت إلى طاولتهم: هو مشي ؟ كان عايز إيه؟
قالت بمشاكسة: هو أنت مش شايفه وهو ماشي يعني؟
حدق بها بضيق ف تابعت بهدوء: كان عايز يصفي شوية أمور بيننا مش أكتر.
نظرت إلى كارم و قالت بحماس: ايه رأيك نخرج و نروح نأكل آيس كريم ؟
قفز كارم لاقتراحها ب حماس بينما كادت تضحك من شكل مؤمن الذي ينظر لها بتعجب.
حين كانوا يسيرون إلى سيارته قالت له: فاكر لما قولتلك فى يوم لو كنا بنحب بعض و اتجوزنا كان أريح ليا من حاجات كتير ؟
ضيق عينيه وهو ينظر لها وقال بإستخفاف: ايوا و بعدين؟
وقفت أمامه و أبتسمت إبتسامة حقيقية واسعة: إيه رأيك لو نخلي الحل ده حقيقي و واقع؟ يعنى تنقذ بنت عمك و تتجوزها و كدة كدة مش هتلاقي أحسن مني؟
بقلم ديانا ماريا 
عاد حمزة إلى المنزل بتعبير هادئ ولم يتحدث مع أحد و صعد مباشرة إلى الشقة، توجه إلى خزانته و أخرج حقيبته يضع بها بعض الملابس بعزيمة.
بعد قليل شاهدت مريم سيارة تغادر و سلمى و أميرة يعودان إلى البيت.
قالت بتعجب ل سلمى:  العربية دي كانت موجودة ليه؟ حد تعرفوه؟
جلست سلمى على الأريكة و تنهدت : العربية دى كان فيها حمزة هو اخد هدومه و ودعنا و مشي خلاص سافر.
تجمدت مريم بصدمة مكانها: ايه ؟ سافر!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور ثمانية أشهر كانت مريم تقف بجانب سلمى و هما يضحكان سويا مع بعض الأقارب والأصدقاء، كانت هذا زفاف أخيها و قد كانت سعيدة لأجله للغاية.
سمعت صوت أميرة تصرخ بفرح وهى تركض نحو باب القاعة، فنظرت بإستغراب إلى إتجاه عينيها لتتجمد مكانها، كان حمزة يدلف فى تلك اللحظة إلى القاعة، يسير بخطى ثابتة واثقة وقد تغير كليا عما كان عليه قبل أن يسافر من أشهر، كان مختلفا تماما، يبتسم بهدوء يرتدي بذلة أنيقة فوقها معطف أسود شعره مصصف بطريقة رائعة كما أن عينيه تغيرت بالكامل، كانت الآن مليئة بالثقة والقوة عكس ما كانت عندما رأته آخر مرة، أبعدت بصرها بعيدا.
أبتسم حمزة بهدوء وهو يحتضن شقيقته الصغرى ثم تليها سلمى التى عاتبته لطول غيابه، اتجه إلى حيث مريم تقف فتوترت ثم تذكرت أن والدتها تقف بجانبها لابد أنه آتي إليها.
أقترب حمزة من خالته يحتضن كفيها بين يديها ثم يقبلهما: عاملة ايه يا خالتو؟
احتضنته خالتها بسعادة: بخير يا حبيبى أنت أخبارك إيه ؟
عاتبته قائلة: كدة ينفع تقلقنا عليك بالشكل ده وتغيب علينا كل ده؟
أبتسم إبتسامة اعتذار قائلا: حقك عليا يا خالتو لكن كان لازم أعمل كدة، ده كان مهم جدا بالنسبة ليا علشان أقدر أفهم حاجات كتير وأشخاص كمان.
قال كلمته الأخيرة وهو يحدق إلى مريم التى توترت من نظرته، قضوا بعض الوقت فى مرح قبل أن يبدأ المأذون بكتب كتاب زياد شقيق مريم، كانت تقف تنظر لأخيها بتأثر وسعادة عندما عانق عروسه بعد أن أصبحوا زوجين حين سمعت همس فى أذنها وصوت يقول: ايه رأيك إحنا كمان نعمل زيهم دلوقتى و نبقي زوجين دلوقتى ؟
التفتت بإرتباك وخُطفت أنفاسها منها حين رأت حمزة قريبا منها وهو يبتسم لها ابتسامته الساحرة، لم يترك لها الوقت لتتكلم حين التفت لوالدتها وهو يقول بمرح: ايه رأيك يا خالتو نخليها بدل الجوازة اتنين؟
بقلم ديانا ماريا.
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير".
انتهى المأذون من عقد قران مؤمن ووئام، انطلقت التهنئات من كل مكان، كان حفلا بسيطا أصرت وئام عليه، كانت ترتدي فستانا أبيض بسيطا يحمل الرقي والرقة فى تصميمه مع حجاب يليق بها كعروس و لم تضع أي شئ على وجهها إلا كحل زين عينيها، أما مؤمن أرتدي بذلة سوداء كان رائعا بها وتليق به و أخيها كارم ارتدي كذلك بدلة تناسبه وكان يبدو ظريفا، لم تقم وئام بدعوة الكثيرين دعت فقط صديقتها و بعض المعارف والجيران وبطبيعة الحال لم يكن لدي مؤمن أقارب كثيرون ف دعا بعض أصدقاءه فقط.
نظرت له وئام بينما يسلم على أصدقائه و تذكرت صدمته منها حين طلبت من الزواج فى البداية أعتقد أنها تمزح ولكن عندما أكدت على جديتها وجدته يبتسم و ويوافق بهدوء، لم تصدق نفسها وبالفعل بدأوا يحضروا إجراءات زفافهما وأصرت وئام على حفل بسيط حيث أنها تفضله على حفل زفاف كبير خصوصا مع عدم وجود والدتها التى المها أنها لم تكن موجودة بجانبها فى يوم كهذا، لكنها حاولت تخطي الأمر و الآن تنظر إلى الشخص الذى أصبح زوجته وشريك حياتها بفخر وقلبها يهدر من السعادة التى تشعر بها.
اقتربت رحمة منها تقول بفرح ممزوج بخبث: فاكرة قولتلك إيه قبل كدة؟ قولتلك أني حاسة بحاجة هتحصل مع مؤمن واهو حصلت.
ضحكت وئام: اه لكن أنا مكنتش أعرف ساعتها أنه هيحصل، مؤمن مكنش حب جالي فجأة ولا خطف قلبي من أول مرة، بالعكس ده وصل لقلبي واحدة واحدة بحبه وحنيته وشهامته دخل قلبى وأنا مش حاسة وبقي ليه مكانته الخاصة فيه اللى عمرها ما هتقل أبدا بالعكس هتزيد، تقدري تقولي كدة اتسلل جوايا و ثبت مكانه فى قلبى وأنا مش حاسة.
كانت رحمة تنظر ورائها بإبتسامة كبيرة ف التفتت وئام بإستغراب لتجد مؤمن يقف ورائها تماما وعلى شفتيه إبتسامة كبيرة وفى عينيه نظرة دافئة.
ارتبكت واحمر وجهها من شدة خجلها" منذ متي وهو يقف هناك؟ هل سمع كل ما قالته؟ كيف لم تشعر بوجوده ورائها ؟"
لم تستطع الإجابة على أي من هذه الأسئلة لأنهم انشغلوا تمام مع ضيوفهم، لقد أقاموا حفل عقد القران فى بيتهما الجديد الذى اشتراه مؤمن حتى يمكثوا فيه جميعا، كان بيتا جميلا واسعا بعيد عن مكان سكنها القديم لأنها و مؤمن أرادوا بداية جديدة تماما بعيدة عن أي شئ به علاقة بالماضي.
بعد أن ذهب الضيوف و كارم ذهب مع صديق مقرب لمؤمن حتى يبيت هناك ويمنح بعض الخصوصية للعروسين الجديدين، التفت لها مؤمن وهو ينظر لها بخبث: كنتِ بتقولي إيه ل رحمة بقا؟
اضطربت وتسارعت أنفاسها وهي تراه يقترب منها.
قالت بتوتر: كنت بقول إيه ؟
أمال رأسه إلى الجانب بمشاكسة: سمعت حاجة كدة عن أنك بتحبيني.
توقفت وقد استجمعت أنفاسها وقالت بثقة: اه بحبك فيها حاجة؟
توقفت مندهشا وكأنه لم يتوقع اعترافها له وربما كان يتوقع أن تماطل فى الحديث،عقد حاجبيه بطريقة أرادت وئام أن تضحك بسببها عليه.
أخذت نفسا عميقا ثم اقتربت منه و عانقته بقوة، تجمد مؤمن مكانه من الصدمة: هو ...هو ايه اللى حصلك يا وئام ؟
أبتسمت ثم ربتت على ظهره وهى تقول بهدوء: كان نفسي أعمل كدة من يوم ما عمو وماما الله يرحمهم ماتوا فى المستشفى، كنت شايفاك بتخبي مشاعرك جواك وتجبر نفسك تكون قوي علشاني وعلشان كارم كمان وأنت عارف أنه إحنا معتمدين عليك، حسيت ساعتها بالعجز وأنا شايفاك بتتألم زي تماما بس أنا مش قادر اواسيك ولا أعمل لك حاجة وأنا عارف أنك مش قادر تعبر عن مشاعرك ولا حزنك بحرية زي ما أنا قدرت، وعدا نفسي فى يوم لو كنت ليك دى أول حاجة هعملها يا مؤمن، هحضنك بشدة و أقولك تعيط بحُرية وأنا موجودة هنا علشانك زي ما أنت كنت موجود علشاني.
ضمها إليه لفترة طويلة وقد أحست بارتجافه ثم أبتعد عنها وهو يضع يديه على كتفيها، نظرته لها أذابت قلبها، أمسك وجهها بين يديه ثم اقترب منها ليطلع قبلة عميقة على جبينها، قلبى مليئة بالتقدير والحب، أغمضت عينيها تأثرا.
قال بهدوء: افتحي عينيك يا وئام.
فتحت عينيها لتواجه ابتسامته الرائعة وهو ينظر لها بعيونه التى تري فيها دموع.
قال بصوت مبحوح يغلفه العشق: اللي أنتِ قولتيه وعملتيه ده أعظم مواساة بالنسبة ليا، أنتِ متعرفيش اللى أنتِ قولتيه ده غالي عندي أد ايه أنا عمري ما هنساه أبدا، وجودك دلوقتى أنتِ وكارم ملأ حياتي كلها و أني أعرف أنك بتحبيني زي ما أنا بحبك ده صحي القلب المشتاق ليكِ من سنين، بحبك من زمان فعلا لكن لما دخلت حياتك تانى ولقيتك بتحبي حد تانى كانت سعادتك أهم عندي من أي حاجة واخدت عهد على نفسي عمري ما هقولك على مشاعري ولا احسسك بيها فى يوم علشان متنحرجيش مني ولا يبقي فيه بيننا حساسية ولما شوفتك مع حمزة قدام الشركة أدركت أني هخسرك تانى ويمكن مكنتش هقدر أتحمل بس لما قولتي نتجوز كنت مبسوط جدا وقولت يمكن اتعودتي عليا ومع الوقت هخليكي تحبيني ولما سمعتك بتقولي أنك بتحبيني، مش هقدر اوصف لك شعوري بس خلاص بقيت سعيد لدرجة عمري ما تخليت اكونها، حبيبتى بتحبني و اتجوزنا مبقتش لوحدي بقي ليا عيلة أخيرا وبيت أرجع ليه فى آخر اليوم.
انهمرت دموعها تأثرا بحديثه وقالت بعزم: عمرك ما هتكون لوحدك يا مؤمن أنا حبيبتك و مراتك وكل حاجة أنت ممكن تحتاجها فى أي وقت.
شردت قليلا وقالت بتفكير:الشهور الصعبة اللى مرت عليا والقسوة اللي عانيت منها كنت بحس أحيانا أنها عمرها ما هتخلص وهفضل طول عمري فى حزن.
رفعت بصرها له وعيناها تلمع بشدة: بس لما لقيت أنك فى نهاية الطريق ساعتها كل حاجة حصلت لي مكنتش مؤلمة زي الأول ويمكن كان كل ده علشان أوصلك أنت وتبقي عوضي أنا بحبك يا مؤمن.
هاتفها بقوة وهو يدفن رأسه فى عنقها ويقول بصوت مخنوق: وأنا بحبك أوى يا وئام أكتر مما فكرت فى يوم أني أقدر أحب فى حياتي كلها.
أبتسمت وقد لاح لها المستقبل المشرق أمام عينيها بعد وقت التعب الطويل والآن فقط تنال حصتها من السعادة والحب كما حلمت دوما وعلى هذه الخواطر التى طالت بذهنها أغمضت عينيها بسلام وراحة.
بقلم ديانا ماريا.
كانت مريم تجلس فى غرفتها وهى ترتجف من شدة الغضب والاحراج اللذان تشعر بهما، تذكرت ماحدث فى حفل الزفاف بعد طلب حمزة الصاعق.
فلاش باك
نظرت له بعيون متسعة بينما هو يبتسم أما والدتها قالت بصدمة: أنت بتقول إيه يا بنى ؟ أنت مش طلقتها من شهور!
أبتسم لخالته: هتصدقيني لو قولتلك ده اللي كان لازم يحصل ساعتها يا خالتو ؟
وجه بصره إلى مريم : و الوقت ده أحسن وقت بالنسبة لنا.
قالت خالته بقلة حيلة: والله الرأي رأي مريم فى الآخر.
قالت مريم وقد تحولت تعبيرات وجهها للجمود التام وقالت بصوت قاطع: لا طبعا أنا مش عايزاك.
رفع حمزة حاجبيه فى دهشة ف حدقت به بتحدي ثم غادرت بسرعة وبقيت إلى جانب سلمى مع أخيها و عروسته حتى انتهي حفل الزفاف.
عودة للحاضر.
تنفست بقوة وهى تهدئ نفسها، سمعت طرقا على باب غرفتها، لم تكن قد بدأت ملابسها بعد وأعتقدت أنها والدتها فنهضت وفتحت الباب.
وجدت حمزة أمامها فقالت ببرود: نعم؟
قال حمزة بجدية: رفضتيني ليه يا مريم؟
رفعت حاجبها بتهكم: هو أنا لازم أقدم لك أسباب كمان ؟ دي حاجة خاصة بيا وأعتقد بردو مفيش داعي أقول ليه لأنه كل شي واضح.
حدق إليها ف أكملت بمرارة: هو أنت فاكر أنه أول ما تكون كدة أنا هكون رهن إشارتك ؟ أول ما تقول عايز أتجوز مريم، مريم هتقع تحت رجليك من كتير الفرحة وتقولك اه؟ يااه مغرور أوي يا حمزة وعمري ما عرفتك كدة.
قال بصوت منخفض: مريم..
قاطعته بحرقة: أنت سيبتني ومشيت بدون أي كلمة وحرفيا رمتني يا حمزة و مسألتش بعدها ف اوعي تتوقع مني حاجة تانية أبدا!
حاولت غلط الباب ف وضع يده وهو يقول بإصرار: اسمعيني لو دقيقة بس.
قالت بحزم: مش عايزة أسمع حاجة يا حمزة.
وقفت فجأة وقالت: ااه حاجة كمان.
وقف يستمع إليها باهتمام ف قالت بإبتسامة ساخرة: متبقاش واثق أوى كدة من نفسك علشان بعد كدة متقعش على وشك فجأة.
ثم صفقت الباب فى وجهه بقوة ف وقف مذهولا مكانه.
قالت بغضب كبير: أنت مش عايزني أنت بس بتحب فكرة أنه أنا بحبك يا حمزة وجاي ليا علشان كدة.
أفاق من ذهوله واقترب من الباب ثم قال بهدوء: مريم أنا عارف أنك سامعاني من عندك ياريت تسمعي بتركيز اللي هقولهولك دلوقتى.
كانت مريم تستند على الباب من الطرف الآخر وقد بدأت بالفعل دموعها بالانهمار.
استند على الباب: أنا مشيت علشانك وعلشاني يا مريم، مشيت لأنه كان لازم أفهم نفسي وكان لازم اتعالج من كل حاجة حصلت لي وأثرت فيا.
استمعت له بحيرة ف أكمل: ايوا يا مريم أنا كل الوقت ده كنت بتعالج مكنتش مسافر علشان شغل ولا أي حاجة 
أنا كنت فى محافظة تانية بس على قد ما كنت بعيد بس كنت حاسس أني قريب هنا، مكنتش بعمل حاجة غيري أني أروح لدكتور نفسي علشان أعرف أنسي واعيش
أنا عارف أنه مكنش سهل عليكِ أنتِ كمان اللي حصل لكن المشكلة كانت فيا أنا يا مريم أنا مشيت علشان أبدا أفهم نفسي و أفهم أنا عايز ايه، مشيت علشان اتحرر من الماضي.
جلس على الأرض واستند على الباب بجسده ورأسه: لما بدأت العلاج الموضوع كان صعب عليا لأنه كل حاجة كانت دمرتني بس بعدين بدأت واحدة واحدة اتغير 
عارفة الدكتور طلب مني فى مرة أغمض عيني وافكر في كيم الشخص الوحيد اللي اقدر فى اصعب وقت ليا ألجأ واتخيله مين الشخص اللي هبقي حابب يعيش معايا العمر كله، مين الشخص اللي عايز أشوف وشه أول ما اصحي الصبح وآخر حاجة قبل ما أنام بالليل وعارفة شوفت صورة مين ؟ 
 أنتِ يا مريم، أنتِ الشخص اللي عايز أكمل معاه بقية حياتي، الشخص اللي عايز أشوفه أول حاجة الصبح وآخر حاجة قبل ما أنام بالليل، الشخص الذى عايز أقضي معاه كل أوقاتي الحلوة والمرة ومش علشان أنتِ بتحبيني زي ما أنتِ فاكرة لكن أنا كمان حبيتك يا مريم سواء صدقتي أو لا بس كنت غبي ومشغول أوي أني اتحسر على اللي خسرته و كنت اعمي أشوف الكنز اللي فى أيدي، قدرت أحبك واشتاق لك طول الشهور اللي فاتت لكن كنت مصمم مرجعش قبل ما اتحرر من الماضي ومن شبح ماما اللي كان مسيطر على حياتنا وابقي إنسان جديد فعلا إنسان جدير بيكِ وليكِ أنتِ وبس، طلقتك لأنه ظروف جوازنا كانت من الأول غلط وكنت عايز نبدأ من جديد المرة دي
نبدأ صح فعلا بداية لحمزة و مريم من غير اي حد ونتخطب خطوبة طبيعية و نتجوز لأننا عايزين كدة، بداية مفيهاش أي حاجة من الماضي ممكن تعكر علينا صفو حياتنا الجديدة يمكن كنت متسرع ومعاكِ حق كنت مغرور وفكرتك هتوافقي لكن أنا مش هستسلم ولا هيأس يا مريم هفضل وراكِ لحد ما أخليكِ تحبيني تاني وتوافقي عليا.
نهض وكله عزم ثم غادر بينما هى تجلس مثلا تماما على الجانب الآخر من الباب وهى تبكى بشدة لا تعرف كيف تصف دموعها هل هى من الحزن أم السعادة!
دأب حمزة بعد ذلك على محاولاته مع مريم التى قابلتها مريم بالرفض والصد ولكنه لم ييأس، ظل مثابرا وراءها لمدة خمسة أشهر يحاول إقناعها بصدق حبه ولكنها ظلت عنيدة و مُصرة على موقفها.
فى وقت ما أتى لها إتصال من رقم غريب ف أجابت بإستغراب: ايوا مين معايا ؟
قال صوت غريب لم تتعرف عليه: حضرتك قريبا الأستاذ حمزة ****؟
مريم بقلق: اه بنت خالته فيه حاجة؟
الشخص: هو عمل حادثة دلوقتى وادانا الرقم ده نتصل عليه إحنا فى مستشفي****.
سقط الهاتف من يدها بصدمة وهى تبكى: حمزة!
أسرعت إلى المستشفى وقد نسيت أن تخبر أي أحد، استعلمت عن مكانه بسرعة من موظفة الإستقبال ثم أسرعت إلى غرفته بسرعة، طرقت الباب ف لم تجد رد، دلفت و وجدت حمزة نائم على السرير، اقتربت منه وهى تبكى و تنظر له و تتسائل ماذا حدث له.
قالت بهمس باكي: حمزة.
فتح عينيه لها وابتسم بتعب: مريم أنتِ جيتي؟
أومأت برأسها: اه حد اتصل عليا قالي، عامل ايه ؟ ايه اللي حصلك؟
قال حمزة بعدم إهتمام: حادثة بسيطة كدة والحمد لله كويس.
تفحصته بقلق ثم لاحظت شيئا غريبا، لم يبدو عليه المرض أبدا بل على العكس بدا فى كامل صحته ولم يكن به أي إصابة ولا حتى خدش واحد!
قالت مريم بتعجب: بس أنت مش فيك حاجة خالص وسليم يبقي عملت حادثة ازاي ؟
أبعد عينيه بارتباك: زي الناس يعني عادي الحادثة جت سليمة ولا أنتِ عايزاني تعبان!
دفنت النظر إليها ثم استوعبت فعلته: أنت كدبت عليا!
نظر لها بإبتسامة نسبه إبتسامة طفل مشاكس منتصر تابعت بغضب وصوت عالي: طب ليه؟
أجاب بهدوء وثقة: علشان بحبك.
صمتت من المفاجأة وقد أُخِذت تمام بقوله وبدأ قلبها ينبض بقوة.
أكمل بنبرة جادة: وحاولت أفكر فى حل علشان تسامحيني وتصدقي أني بحبك وعايزك بجد المرة دي من نفسي مش من أي حد.
لم تستطع الرد عليها، دق الباب ودلف طبيب إلى الغرفة، نظر إلى مريم وأبتسم لها: حضرتك زوجة الأستاذ حمزة صح ؟
حدقت به مريم ببلاهة و كأنه يتحدث بلغة غريبة لا تفهمها.
قال الطبيب: الأستاذ حمزة جه هنا بألم بسيط فى المعدة ولما كشفنا عليه ظهر أنه كويس بس طلبك تيجي وقاب أنه عاوز مراته وحضرتك مراته صح.
قبل أن تجيبه رد حمزة بصوت هادئ: وحبيبتي.
نظرت له بعيون دامعة ف أكمل بإبتسامة دافئة وهو يحدث إليها: مراتي وحبيبتى.
انهمرت دموعها بسعادة وهى تبكي وتضحك فى نفس الوقت وتنظر له و عينيها تعترف فعلا بأنها تحبه وهو الشخص الذى تريده و لا تستطيع التصديق فعلا بأنه يحبها وقد أعلنها حبيبته.
حين انتهي المأذون من عقد قرانهما، ضمها إليه بقوة بشوق المحب الذى وجد ضالته الضائعة أخيرا بينما بادلته عناقها وقلبها يرفرف من شدة سعادتها بأن من تحبها أحبها هى أخيرا لذاتها وبنفسه وكانت هى اختياره فعلا وقد تغلبا على كل القسوة التى أطاحت بهم.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا