رواية العشق ينبض بالقلب من الفصل الاول للاخير بقلم جنه صابر

رواية العشق ينبض بالقلب من الفصل الاول للاخير بقلم جنه صابر

رواية العشق ينبض بالقلب من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة جنه صابر رواية العشق ينبض بالقلب من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية العشق ينبض بالقلب من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية العشق ينبض بالقلب من الفصل الاول للاخير
رواية العشق ينبض بالقلب بقلم جنه صابر

رواية العشق ينبض بالقلب من الفصل الاول للاخير

- الجاكت الأزرق، ولا الإسود؟
- الإتنين حلوين.
نفخت خدودي:
- هو أنا بسألك علشان تقولي الإتنين، ما أنا عارفة إنهم حلوين أنهي أنزل بيه دلوقتي؟
- الأزرق.
- فُل أوي هلبس الإسود.
هَز راسه بيأlس، ولبس الجاكت بتاعه هو كمان، وطفينا كهربة البيت، ونزلنا سوا نجيب أيس كريم زي ما كان واعدني.
- مُتحمسة لرمضان بشَكل يا أدهم.
إتنهد وهو بيبص لجردل الأيس كريم اللي حضناه:
- هاتي العلبة دي، كفاية هتتعبي.
- لا علشان خاطري سيبه، أنا مش طفلة هتاخد برد.
ضِحك، وهو بيشاور بتأكيد:
- لا إنتِ للأسف طفلة.
- لما أنا طفلة وزنانة، متجوزني ليه يا سي أدهم.
وَقفنا بالعربية في إشارة:
- أنا مقولتش إنك زنانه.
قاطعته بدراما:
- كُل اللي بينا إنتهى، كل واحد يشوف طريقه.
لاعب حواجبة:
- أه ما أنا فاهم، حيث كدا هشوف طريقي مع نانسي.
عيوني وِسعت وهو بيضحك:
- أه قول كدا بقا، الحُب القديم!
الإشارة فَتحت، فإتنهد وهو بيمسك إيدي يدفيها، وبيسوق بإيده التانيه:
- ولا حُب ولا بطيخ، بطلي هَبل، دي أُختِ.
- أه بإمارة لما بيحصلها حاجة ترن عليك إنتَ، لا هو إشمعن إنتَ بقا يا حبيبي، معندهاش أخ ولد.
- مسافر يا جَنَّة.
- مش قصتي، ومتضحكش عليا.
- خلاص متزعليش نَفسك، مش هرد عليها تاني.
- أه كُل بعقلي حلاوة.
- خدي جردلك أهو، مش مستاهلة خناق على المِسا.
خَدت العلبة منه، وفَتحت أكل أيس كريم بغيظ، وعصبية!
- عملتلك صنية مكرونة بالبشاميل تاكل صوابعك وراهم.
خَدت منه الجاكت، وعلقته، وهو بياكل أول معلقة:
- جميل أوي، تِسلم إيدك.
- بالهنا على قَلبك.
شَديت الكُرسي بتاعي وقَعدت أكل أنا كمان:
- تحب تشرب إيه بعد الأكل؟
- لا إرتاحي، أنا جبت عصير وأنا جاي نحلي بيه، وحَملت فيلم أكشن جديد زي ما بتحبي.
سَقفت بإيديا بحماlس:
- يعني هنسهر إنهارده؟
- لا مش هقدر عندي شُغل الصُبح بدري، هنتفرج على العشا سوا يدوب كدا وننام.
قاطع كلامنا، تليفونه بيرن وببص على الإسم لقيتها نانسي، فَ رفعت حاجبي ببصله مستنيه رَد فعله، فقال:
- جَنَّة يمكن حاجة ضروري.
- بَس.
مقدرتش أتكلم لما فاجئني ورَد عليها:
- ألو أيوه يا نانسي، بجد، طب تمام، لا لا مش هتأخر مسافة السكة.
قَفل معاها وبصينا لبعض فَ قولت:
- خِير؟
قام من على الأكل وهو بيقول:
- محتاجة دوا ضَروري لخالتي.
غَمضت عيوني بعصبية، وبعدها قُمت أنا كمان:
- تمام خُدني معاك.
- هتتعبي والجو بَرد.
- لا معلش متخافش عليا إنتَ.
دخلت جهزت، وأنا بستحلف من جوايا لو طلعت خالته كويسة، هجيبها من شعرها!
- أهلًا أدهم إتفضل.
يَدوب هتقفل الباب، كُنت حاطة رجلي، ودَخلت:
- مش تاخدي بالك يا نانسي.
إرتبكت:
- أه جَنَّة، إنتِ جيتي ليه؟
رَفعت حاجبي:
- نَعم!
صَححِت:
- أقصد تعبتي نَفسك بجد.
مِسكت إيد أدهم، ودخلنا لجوا:
- وإنتِ مالك؟
أدهم بَرقلي، فَ هزيت راسي بغيظ:
- خلينا نشوف خالتك، مش هنقضيها سلامات.
إدىٰ لنانسي الدوا، ودَخل لخالته يسلم عليها، وأنا معاه كانت نايمه مش باين إنها مش كويسة، ونانسي صَحتها بتو'تر ظاهر.
- أدهم، إبني، إيه اللي جابك في البَرد ده؟
قَفلت عِيني نُص قفلة، وأنا بتفرج على اللي بيحصل حوليا أدهم إتكلم:
- يا خالتي مش مهم البَرد، المُهم صِحتك.
كَشرت بإستغراب:
- ما أنا كويسة أهو.!
نانسي إتدخلت في الحوار، وهي بتقول:
- ماما الدوا بتاعك خلص وكلمت أدهم يجيبه.
خالته إبتسمت:
- تسلم يا إبني تعبناك معانا.
قَعد قصادها ومِسك إيدها:
- متقوليش كدا، تعـ.ـبك راحة أهم حاجة تبقي كويسة.
- تسلم وتعيش يا إبني.
خَرجنا من عندها، ونانسي لازقة في أدهم ونازلة رَغي، وهو بيشاركها الكلام، وأنا عيوني شوية كمان وكانت هتاكلهم، قَربت عليهم وهَمست:
- أدهم يلا بينا نروح، إتطمنا على خالتك خلاص.
هَز راسه وعملها باي باي، لا والله عملها بجد باي باي.!
- عملتلها باي.
مكملتش كلامي، حطلي شكولاته في بوقي، وأكَل هو كمان واحدة:
- إيه رأيك نعوض الفيلم اللي اتضرب ده؟
ضَيقت عيوني بإستفهام:
- إزاي يعني؟
- هنروح نتعشى برا مثلًا.
- إمم، ماشي يا عمنا. 
- عمنا! 
إتنهد طَلع لوح شكولاته:
- خدي إتسلي فيها لحد ما نوصل.
وشَغل إليسا زي ما بَحب على أهدى صوت:
- وأدي الأغنية اللي بتحبيها كمان.
- حبيبي والله.
غَمز:
- عارف.
- جنة، جنجون إنتِ فين؟ 
سِمعت صوته وأنا في المطبخ فَ رديت: 
- أنا هنا يا أدهم. 
دخل بيتكلم بحماس: 
- جنة، نانسي جايلها عريس يتقدملها بليل. 
إبتسامتي وسعت من الودن للودن، وأنا بتنفس براحة، وأخيرًا نانسي هتبعد عننا! 
لما الليل ليل كُنت قدام المرايا بشيل الماسك اللي حطيته، بسرح حواجبي، وحطيت ليب بالم، ولبست أبسط حاجة ممكن تتلبس، شربت كوباية شاي وأنا مستنية في الصالون أدهم يخلص، ولأول مرة أجهز قبله. 
- بس أنا مش موافقة يا أدهم. 
كُنا واقفين في المطبخ إحنا التلاته، وأنا زي الماية اللي بتغلي على البوتوجاز ورايا. 
- مقولتليش ليه طيب، قبل ما أديلة معاد يجي فيه البيت يا نانسي، ينفع كدا؟ 
مِسكت إيد أدهم: 
- أنا أسفة بجد، بس كنت محتارة، مش هو ده الشخص اللي بحلم بيه. 
شيلت إيدها من على إيده وأنا بجز على سناني وبقولها:
- طب ما تديله فرصة يمكن يطلع شخص كويس. 
- لا يا جنة أنا عارفاه، ده زميلي في الشغل فَ أنا عارفة شخصيته.
طبطبت على إيدها: 
- معلش يا حبيبتي، شكلنا وحش قدامه، لما أدهم يديله معاد ويجي نقوله بعد خمس دقايق إتفضل معندناش بنات للجواز، وهو معملش حاجة دي قلة ذوق، إطلعي وإسمعيه. 
عيونها دَمعت: 
- لاء يا جنة مش هطلع. 
بَصت لأدهم: 
- إتصرف أرجوك. 
أدهم هَز راسه بالموافقة، وأنا غمضت عيني بغيظ! 
- بص بقا أديك شوفت الإحراج اللي سببتهولك الهانم إنهاردة، بعد كدا لما يبقى فيه حوار ياريت فيديو كول محترم لأخوها يظبط هو الدنيا. 
بَصلي بتعب: 
- مش هقدر يا جنة دي أمانة. 
هَزيت رجلي بعصبية وهو بيكمل كلام: 
- هي عندها أسبابها، وأكيد مش هنغصب البنت على حاجة، أخوها في غربة ودي لوحدها هَم، مش هنشيله هَم فوق همه. 
مِسكت راسي بضـ.ـيق:
- أدهم نزلني هنا. 
بَصلي بإستغراب: 
- ليه؟ 
- بقولك نزلني هنا. 
- لا مش هوقف العربية الا لما أفهم ليه؟، كلامي معجبكيش؟. 
لفيتله بضـ.ـيق، وإتكلمت بتريقة: 
- هو أنا أقدر أعترض، ولا ميعجبنيش كلام سيادتك، أصل أنا لو إتكلمت هبقى الشريرة، وبسلامتها هي الملاك أبو جناحات بيرفرف. 
إتنهد بعصبية، وركن على جنب: 
- بلاش الاسلوب ده وقوليلي إيه اللي مضـ.ـايقك؟ 
- نانسي كبيرة دي واحدة عندها ٢٢ سنة، عندها عقل تعرف توزن بيه امورها كويس أوي، وأكم بنات بيتصرفوا بإمورهم الشخصية بدون ما يدخلوا حد فيها، وفوق كل ده عندها أخوها، ومش قصتي بقا عنده هَم، ولا هَمين، مش دي أخته يتحمل مسؤوليتها، مش إنتَ، إنتَ عندك بيت وقريب عيال كمان.
غَمض عيونه بتعب: 
- جنة اللي بتقوليه ده مينفعش، خالتي هي اللي ربتني، ونانسي أختِ. 
قاطعته: 
- مش أختك إفهم بقا. 
زعق بإنفعال: 
- أنا بعتبرها أختِ. 
زعقت قصاده بعصبية: 
- وهي مش بتعتبرك أخوها، ولا مرة قالتلك إنتَ أخوها، ولا مرة نظرتلك زي أخوها، أنا سِت وفاهمة نظرات الستات كويس أوي. 
عدى يومين على خـ.ـناقتنا دي، وكل واحد فينا واخد جنب من التاني! 
وفي اليوم التالت كُنت داخلة البيت مكشرهه، ومش طايقة نفسي، حاولت أفتح النور ومبيفتحش، بصيت على مفتاح النور وإبتسمت بسخرية لما لقيته مقفول، فَ فتحته، ويدوب ببص ورايا لقيت أدهم بيخضني: 
- سنة حلوة يا جميل. 
بصيت حواليا بمفاجأة كان ماما وبابا موجودين، وإخواتي، خالته، ونانسي كمان، بس هي مكشرة، فَ تلقائي إبتسامتي وسعت قدامها، وبصيت لأدهم: 
- يعني طلعت أهو فاكر عيد ميلادي؟
هَز راسه بيأس: 
- هو علشان متخانقين أنسى عيد ميلادك؟ 
إتكلمت بدهشة مصطنعة: 
- متخـ.ـا.نقين، مين قالك إننا متخـ.ـانقين؟ 
- واحدة كدا، ربنا يسامحها بتحطلي الاكل لواحدي زي القطط، وبتسيبني أشرب الشاي لواحدي وقت المغرب. 
- يا عيني، صعبت عليا. 
رفع حاجبة: 
- والله. 
قاطع كلامنا مع بعض، نانسي وهي بتولع الشمعة: 
- مش هتيجي تطفي الشمعة، ولا هتفضلوا واقفين بتتكلموا بصـ.ـوت واطي كدا، هو سر حربي ولا إيه؟ 
إتكلمت وأنا بقرب من السُفرة، وكلنا وقفنا سوا عند التورته: 
- ولو سر حربي، هيخصك في إيه؟. 
طفيت الشمع، وقطعنا الكيك، وقعدنا كلنا سوا نتكلم في مواضيع مختلفة، وصدقًا كُنت مفتقدة تجمعنا العائلي، وإكتشفت إن مشكلتي مع أدهم خدتني من حياتي الطبيعيه، علشان كدا قررت هحط نظرية المؤامرة على جنب، وأعيش! 
- أدهوم بُص الهاف كول الكُحلي ده، على بنطلون بيج هيبقى تحفة. 
بَصلي بإستغراب، وأنا بكمل وبحط الساعة في إيده: 
- والساعة دي إشتريتها إنهاردة، وأنا بجيب طلبات للبيت، إيه رأيك؟ 
بَص للساعة وإبتسم: 
- جميلة، تسلم إيدك، بَس كُل ده ليه؟ 
- مفاجأة، يلا إلبس بسرعة. 
بعتله اللوكيشن، وهو ساق العربية، لحد ما وصلنا للمطعم، دخلت وأنا إيدي في إيده ولما شاف صُحابه المقربين فجأة لقيته بيبصلي: 
- إنتِ بتهزري؟ 
بدأ يسلم عليهم بفرحة علشان مشافهمش من زمان، وأنا كمان بسلم على مراتاتهم اللي يعتبروا صحباتي، إتعشينا كلنا سوا، وأدهم وصحابه لعبوا سوا بلايستيشن، إتلاقت عيوني أنا وأدهم، ولمست فيهم نظرة دافية. 
- بُص إيه رأيك في الفيلم ده؟ 
حَط الفشار وبَص بالفعل على التلفزيون: 
- أه جميل شغليه. 
لسه هشغله، سمعنا رنة تليفون أدهم، أخدت فشاريتين، وهو بصلي بتساؤل، فَ إستغربت: 
- فيه إيه؟ 
إتكلم بترقب: 
- دي نانسي. 
شغلت الفيلم وهديت الصوت: 
- طب ما ترد، يمكن محتاجاك في حاجة مهمة. 
كُنت قادرة وأنا مركزة على الفيلم أعرف إنه بيبصلي بإستغراب، وبعدها رد، مفيش ثانيتين، وإتنفض: 
- إنتِ بتقولي إيه؟، طب إستني وإهدي، هجيلك!. 
إتفزعت من فزعته، وسألته وأنا وراه وهو بيجري يسحب جاكت: 
- فيه إيه يا أدهم خضيتني؟ 
- خالتي يا جنة. 
مِسكته بخضة، وصوته شِبه مش موجود:
- مالها يا أدهم؟ 
لفلي وهو مش عارف ياخد نَفسه، وده حسيته من صوته اللي بينهج:
- خالتي تو.فـ-ـت. 
ضَميته وأنا شيفاه هينهار، أنا عارفة خالته بالنسباله إيه، دي أمه اللي ربته، وده بمثابة خسارة أمه للمرة التانية! 
وقت الدفـ-ـن، كُنت مركزة مع أدهم، اللي واقف صامت تمامًا، وبيأمن ورا الشيخ بهدوء، وفي وسط الحُزن ده، لقيت نانسي بتضم أدهم وبتبكي وهو واقف جامد، الصدمة من الموقف لجمتني، بس بعدها قربت منهم وشديتها حضنتها أنا: 
- تعالي يا حبيبتي في حُضني أنا. 
بَصت لأدهم: 
- ماما ما.تـ-ـت يا أدهم. 
طبطبْت على راسها: 
- هي في مكان أحسن، ولا إيه يا أدهم؟ 
بَصلنا إحنا الاتنين بهدوء: 
- أحسن بكتير من هنا. 
فضلت تلات أيام العزاء، بطبطب، وأضايف الضيوف، قهوة رايحة وقهوة جاية، الهالات طلعتلي، وعلى طول ضامة أدهم لحضني، وبحاول أنقذ مواقف نانسي تجاه أدهم علشان مخرجش عن شعوري، مرة ورا، مرة ورا، مرة، وأنا حاسة إني بضغط على نفسي. 
- هو أدهم ده أخوكوا يا نانسي؟ 
كُنت بحط القهوة لطنط اللي من ضمن الناس اللي جاية تعزي، وسمعت الكلام ده، فَ قعدت على جنب أسمع هترد تقول إيه: 
- لاء مش أخونا يا طنط. 
إبتسمت وهي بتمسك إيد نانسي: 
- شكله خطيبك، اللي يشوفه يفكره أخوكِ التاني. 
نانسي إبتسمت وسكتت من غير ما ترد، وده خلاني أتصدم من وقاحتها، فَ وقفت وأنا بقدم نفسي: 
- إزي حضرتك يا طنط معرفتكيش بنفسي، أنا زوجة أدهم. 
حرجها بان في صوتها:
- ما شاء الله، معلش يا بنتي اللي ما يعرفك يجهلك. 
إبتسمت بتكلف:
- ولا يهمك. 
بَصيت لنانسي اللي بتتهـ.ـرب بنظراتها:
- روحي يا نانسي ضايفي بقيت ضيوفك. 
على الرغم إني كان ممكن أزعلها، بس تمالكت أعصابي علشان خاطر مامتها اللي لسه متو-فيه، وحسيت إنها متستاهلش إني أقف جنبها، وأضايفلها ضيوفها، وأتعبلها. 
- أدهوم عملالك محشي ورق عنب اللي بتحبه متتأخرش. 
بعد شهر، من وفـ-ـاة خالته، بحاول أخرج أدهم من الإكتئاب على قد ما أقدر، وأعمله الحجات اللي بيحبها، رغم الاعياء الشديد اللي صابني، فوقت من سرحاني لما عَمل سين للمسج ورَد: 
- عيوني يا حبيبتي. 
مر ساعة، وإتنين، وتلاتة، وفضلت مستنياه، علشان ناكل سوا، الساعة بقت تسعة بليل، قلقت كتير، ورنيت كتير، دورت على رقم أخو نانسي بما إنه بقى في مصر، بس مبيردش هو كمان! 
وقفت بحث وإتصالات، لما لقيته داخل البيت الساعة عشرة بليل، غمضت عيوني براحة وتعـ.ـب: 
- كُنت فين يا أدهم، إتأخرت كدا ليه؟ 
- كُنت عند نانسي. 
إتصـ.ـد.مت، بس داريت ده: 
- ومقولتليش ليه؟ 
- مجاش على بالي إني أقولك، تصبحي على خير أنا داخل أنام. 
وقفته، وأنا بحاول مبانش مهزوزة: 
- طب مش هتاكل؟ 
لف وبصلي بتعـ.ـب: 
- أكلت خلاص. 
وقتها بس حسيت إن كل مجهودي علشان أحافظ على بيتي بيروح على الأرض، أدهم معتش شايفني، ولا حاسس إني تعـ.ـبانة وبتـ.ـألم ومحتاجة دكتور، معتش بيقدر أي حاجة بعملها. 
قعدت قدام الدفاية، ودمـ.ـوعي جامدة جوا عيوني، براجع كل حاجة، كل تصرفاتي، وتصرفاته، وفضلت كذا ساعة مش عارفة أنام. 
فوقت على صلاة الفجر وأدهم بيقومني علشان نصلي سوا زي ما متعودين، عملت سندوتشين خُفاف وكوباية شاي وقعدنا سوا في البلكونة علشان نتفرج على الشروق، والصمت هو المسيطر، قطعه أدهم بكلامه: 
- عارفه يا جنة، نانسي صعبانه عليا أوي. 
كُنت يدوب بشرب الشاي، فَ شنقت، بَس حاولت أكون هادية: 
- أه ربنا يصبرها. 
كَمل وهو بيتنهد:
- إتيت-مت بدري أوي، مبقالهاش لا أب، ولا أُم. 
- ربنا معاها فعلاً. 
- وأخوها خلاص يومين ويرجع يسافر تاني، هتبقى لواحدها. 
بَصيتله بنفاذ الصبر: 
- أه وبعدين، تعالى دوغري يا أدهم وقولي إنتَ عايز إيه؟ 
إتكلم بترقب:
- عارفة بفكر أجيب مثلا بيت كبير نقعد فيه كُلنا، فيلا مثلًا، إيه رأيك؟ 
حواجبي إترفعت من الصـ.ـدمة: 
- نعم؟ 
حَمحم:
- طب شقة في العمارة مثلًا. 
إنفعلت وأنا بتكلم: 
- أدهم دي كبيرة مش طفلة صغيرة لسه بتروح الحضانة، دي بتشتغل، وبتصرف على نفسها، ومسؤولة. 
قاطعني:
- بس مينفعش برضو تقعد لواحدها كدا. 
وقفت وانا متعصبه: 
- أخوها فين ياخدها معاه وهو مسافر كمان يومين. 
وقف هو كمان قصادي: 
- إتقي الله، حـ.ـرام عليكِ، يشيل هم فوق همه. 
مِسكت راسي بجـ.ـنان: 
- الكلام ده من عقلك بجد؟ 
هَز راسه بتأكيد: 
- أه طبعًا دي أمانة في رقبتي. 
- إنتَ مالك يشيل هَم ولا ميشيلش، كُنت ولي أمره؟! 
إتكلم بإصرار: 
- يا جنة ده واجبي. 
هِديت تمامًا، وصوت أنفاسي بس هو اللي مسموع، تحت إستغراب أدهم، وأخيرًا إتكلمت: 
- تصدق وتؤمن بالله. 
- لا إله إلا الله. 
إتكيت على كل حَرف بقوله: 
- إنتَ معندكش ريحة الد.m. 
سيبته ودخلت جوه، وهو دخل ورايا بيز'عق: 
- إنتِ إزاي كدا، دي يتيمة.
وقفت قدامة برضوا بعلي صوتي: 
- يتيمة ولا لاء دي مش قصتي، أغنيهالك يا أخي، إرحمني بقا من سيرتها. 
صوته على أكتر: 
- هتتحاسبي والله على كلامك ده، ربنا مُطلع عليكِ. 
متمالكتش نفسي، من كُتر زعيقي فيه:
- والله إنك كان حد هيتحاlسب فهو إنتَ، أنا متحملة حجات إنتَ مش واخد بالك منها، ده أنا في العزاء البنت مرحمتش نفسها، والناس بتقول عليك خطيبها، وأنا أقف أقول إني مراتك، كُل ده ليه؟، علشان سيادتك مش مركز في أي حاجة غير نانسي وبس، قولي بالله عليك أخدت بالك إني تعباlنة وبالرغم من كدا بطبطب، وأحايل، وأهدي، وأصبر، مخدتش بالك صح؟ 
إتكلم بصوت مهز'وز:
- ما أنا كُنت زيك، ليلي نهاري، ونهاري ليلي، ومحدش حاسس بيا، من الشغل، للنانسي، لمشاكلك، ومكنتش بنطق، ولا بشتكي، ولا بعمل مشاكل زيك. 
لقيت طبق فاكهه قدامي وكان جوايا شعور قوي إني محتاجة أفضيه وأفت-ح دماغه بيه، سَحبته وبدأت أكل، وأنا بتكلم: 
- هو إنتَ مش ملاحظ إننا بنصطبح بنانسي، وبنتمسى بنانسي، وإنتَ قاعد تبررلها ولا كأنك محاميها حاجة غريبة. 
سِكت تمامًا قُدام كلامي، فَ كملت: 
- مش وراك شُغل ولا إيه، روح إلبس يلا علشان تلحقه. 
إتكلم بغضب: 
- هسيبلك البيت، و رايح فعلًا. 
روحت عند ماما أزورها، ويا حبيبتي إدتني علبه محشي من اللي أدهم بيحبها، وأنا مروحة شوفت رنات كتير من أدهم، بس مكنش عندي طاقة للكلام، ولا للنقاش، ولا إني أسمع سيرة حد بيعصبني. 
- كُنتِ فين؟ 
فَكيت الطرحة بهدوء قدام المراية: 
- كُنت عند ماما. 
إتنهد بضـ'ـيق: 
- ومقولتليش ليه؟ 
لفيتله ببـ.ـرود: 
- مجاش على بالي إني أقولك. 
ضِحك بسخرية: 
- إنتِ بتردهالي يعني؟ 
كَتفت إيدي بز.هق: 
- إنتَ عايز إيه؟ 
إتنهد وقعد بهدوء: 
- أنا تعبت من شكك اللي مبينتهيش ده، ومش عارف أثبتلك إزاي إني بعتبرها أخُتِ اللي مسؤولة مني. 
إتنهدت أنا كمان من حيرته، وقعدت قصاده: 
- أنا مش عيزاك تثبتلي حاجة قد ما تسيبها هي اللي تتولى مسؤولية نفسها، وأخوها ياخدها معاه على الأقل أو هو حُر يعمل اللي هو عايزه، مش حابة اللاقيك كُل يوم عندها، وإنتَ تقريبًا اللي بتجيب طلباتها، وبتقف جنبها في كُل صغيرة وكبيرة. 
حاول يقاطعني بس كَملت: 
- أدهم أنا عارفة إنك بتعتبرها أُختك، بس الموضوع وصل لطريق معقد، عارف لدرجة إيه؟ 
هَز راسه بإستفهام، فَ قولت: 
- لدرجة إنك مش واخد بالك من بيتك وأهملته، مش واخد بالك مني أنا أصلًا. 
مَسح وشه وسِمعته وهو بيقول: 
- إنتِ اللي وصلتينا لكدا. 
هَزيت راسي بإستفهام:
- وصلتنا لإيه؟ 
- إننا نتطلق. 
قالها بكل هدوء، وإبتسامتي الهادية قُدامه جِمدت، وعقلي مش بيردد غير إنه فضلها عليا، فضلها عليا وبس! 
- نتطلق وهديلك كُل حقوقك، إنما عيشة بالمنظر ده، أسف مش هستحمل خلاص. 
فوقت من صـ.ـد.متي وهو بيقولي: 
- إيه رأيك؟ 
أنا شيلته كتير، وإستحملت كتير، وحاولت أطنش، ومع أول خنـ.ـاقه بينا، كان مصيرها المحتوم هو الطـ.ـلاق، قُومت بتوهان وأنا بهز راسي وبقوله:
- أه فعلًا لازم نتطلق، أنا مش هضيع خمس دقايق كمان مع إنسان زيك. 
إتعدل وقام بيضحك بسخرية: 
- ده إنتِ حتى ممسكتيش فيا. 
كُنت بلف حجابي تاني بإيد بتترعش:
- وأمسك فيك ليه، هو إنتَ كُنت بقيت عليا، علشان أبقىٰ عليك؟ 
مِسكني من دراعي:
- تمام، خليكِ فاكره إيه اللي وصلنا لكدا، إنتِ طـ.ـالق. 
• يَتبع. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- مُمكن جواز سَفر حضرِتك؟ 
- إتفضل. 
- قد إيه المدة اللي هتقيمي فيها في السعودية؟ 
- إقامة دائمة. 
- سبب الزيارة إيه؟ 
- عايشة هناك. 
- إتفضلي جواز سفرك، إقامة ممتعة. 
وأنا متجهه لقاعة الإنتظار، موبايلي رن من رَقم غريب، رَديت من غِير نِفس: 
- ألو. 
سِمعت صوت عارفاه كويس: 
- قدمتيهولي على طبق من فضة، تسلميلي يا جنة على مجهوداتك. 
غَمضت عيني، و رَديت بزهق: 
- لو كان فيه الخير، مكنش رماه الطير. 
كسرت الخط، وقعدت في قاعة الإنتظار مستنية معاد طيارتي مع بابا، للحظة إبتسمت بسخرية لما إفتكرت وأنا بلم شنطتي لقيت الورقة اللي بتثبت ملكيتي للشقة لواحدي، كان أدهم عاملهالي مفاجأة وكالعادة باظت بسبب المشاكل. 
قاطع حبل أفكاري بابا وهو بيقول: 
- محضرلك مفاجأة فرفشي كدا. 
إبتسمت بهدوء: 
- حبيبي يا بابا. 
طبطب على إيدي: 
- يلا علشان نطلع الطيارة. 
كان أدهم في الوقت ده قاعد قُدام نانسي حاطط راسه بين إيده، ونانسي بتتكلم معاه: 
- على فكرة مكَنِتش تستاهلك. 
بَصلها بهدوء: 
- بس أنا حاسس إني إتسرعت. 
- لاء لاء إتسرعت إيه؟، ده إنتَ مشوفتهاش كانت كاتمه على نَفسك إزاي؟. 
- إنتِ شايفه كدا؟ 
- أه طبعًا ده أقل حاجة كانت بتعملها إنها تعكنن عليك علشان جيت تشوف ماما الله يرحمها. 
- بس مشكلتها مكنتش مع خالتي. 
هَزت راسها بغيظ: 
- أه مشكلتها كانت معايا، مهو كان باين بتفرق بينا دايمًا. 
- أنا مش عارف أنا إزاي حبيتها وهي شكاكه كدا. 
إتنهدت بضجر: 
- ولا أنا والله عارفة حبيت فيها إيه؟. 
- يا هلا والله. 
كُنت وصلت خلاص السعودية ومَر حوالي إسبوع قاعدة في أوضتي مش قادرة أخرج منها، لقيت بابا داخل عليا بفستان سيمبل جدًا وحجاب بدرجة أفتح منه، وطلب مني أجهز، يدوب وصلنا الفُندق اللي فيه الحفلة ولقيت بنت بتجري ناحيتي مميزتهاش غير لما قَربت. 
_ كِيفك يا لدافورة صارلك زمن مانك مبينه. 
حَضنتها بإشتياق: 
- سَمر وأنا أقدر أنساكِ. 
حَاولت تتكلم بلهجتي بسخرية: 
- أيوه كُلي بعقلي حلاوة. 
ضِحكنا وكَملت بلهجتها: 
- خلصنا الچامعة وما دري وين إتبخرتي، تعالي معاي الشلة كِلها هون رح ينصدمون كيف ماني إنصدمت. 
مِسكت إيدي وشدتني بسرعة ناحية شلتنا القديمة اللي عبارة عَن سَمر صديقتي المقربة، ومريم، هديل، محمد، وأخيرًا جاسر إبن صديق والدي المقرب.
- شوفوا يا جماعة مين معاي؟ 
كُلهم لَفوا وفي ثواني بدأنا نِسلم على بعض بتراحب شديد، وإشتياق، مريم إتكلمت: 
- والله زمان، أخيرًا إجتمعنا متل أيام الجامعة. 
رَدت عليها هديل: 
- هي اللي تركتنا ومدري ليش رجعت لمصر. 
محمد إتدخل بدراما: 
- إعطوا فرصة للبنت تشرحلنا شو صار. 
كُلهم بصولي مستنين أتكلم، فَ أخدت نَفس وقولت:
- إتجوزت وإطلقت. 
يدوب لسه هيبتسموا، كشروا من بقية الجملة فَ ضحكت بتزييف: 
- عادي يعني يا شباب بتحصل. 
جاسر حَمحِم وكأنه قرر يقطع الكلام ده: 
- لسه بتحبي تصممي يا جنة وترسمي، إشتغلتي يعني بعد الجامعة زي ما بتحلمي؟ 
هزيت راسي ب لاء فَ كلهم بقوا بيبصوا لبعض بحيرة، إتكلمت أخيرًا سَمر: 
- ما رح تتركينا مرة تانية صح؟ 
هَزيت راسي بتأكيد: 
- أه نويت أستقر هِنا. 
هَديل قالت فجأة:
- طب مش رح تشتغلي؟ 
- يعني لسه مش قدامي حاجة أشوفها. 
هَديل بَصت لجاسر: 
- لاء قدامك، جاسر مو إنتوا محتاجين مصممين؟. 
جاسر بَص لهديل بسكوت شوية، بس قدرت أشوف هَديل وهي بتضربه في رجله فقال:
- أه فعلاً محتاجين مصممين، وإنتِ ما شاء الله عليكِ يا جنة موهوبة من يومك. 
إبتسمت بهدوء: 
- شُكرًا يا جاسر بس. 
قاطعني بجدية: 
- مبسش أنا فعلاً مش هلاقي بنت في شطارتك وإنضباطك. 
مَريم مِسكت دراعي: 
- عشان الله وافقي، حنكون تيم بيجنن. 
سَمر مِسكت إيدي هي كمان من الناحية التانية: 
- وافقي بالله، نحنا ما صدقنا رجعتي لألنا. 
بابا قَرب في اللحظة دي هو، و والد جاسر وبَصلي: 
- ها حبيبة بابا هتشتغل ولا لاء، عمو يحيى محتاج دماغك جدًا. 
بصيت في عيونهم اللي مليانه ترجي وحُب، فَ رَديت: 
- أه طبعًا يا بابا. 
- إيه رأيك يا أدهم، شكله يجنن صح؟ 
لَفت حوالين نفسها بالفستان الأبيض، وأدهم إبتسم بهدوء: 
- يجنن يا حبيبتي. 
بَصت للبنت اللي بتساعدها: 
- هشتري ده خلاص. 
فَ هَزت راسها وقالتلها السعر اللي كان بالمناسبة مش قليل خالص فَ أدهم إتحرج، بس نانسي قالت بإصرار: 
- تمام هناخده. 
دَخلت البروفة تغير الفُستان وطِلعت لأدهم وإتفاجئت بيه مكشر، قالتله بإستغراب: 
- مالك مكشر كدا ليه؟ 
رفع راسه وبصلها، فَكر للحظة إنها هتفهم ماله، بس مفهمتش من نظراته فشرح: 
- إحم، إنتِ مش شايفة إن الفُستان أوفر؟ 
كَشرت وردت: 
- مش لسه إنتَ قايلي عليه حلو؟ 
هَز راسه بالنفي: 
- مش شكله اللي أوفر، سِعره. 
قَلبت عيونها براحه: 
- يا حبيبي ده فُستان فرح طبيعي يبقى غالي سِنه. 
كان لسه هيتكلم بَس قاطعته بدراما: 
- ولا إنتَ عايزني أبان وحشه يوم فرحنا والناس تضحك عليا، أنا غلطانه يعني إني عايزة أبان حلوة، ومختلفة، على العموم متقلقش مكافأة نهاية الخدمة اللي معايا، وفلوس إيجار بيت ماما، ممكن أشيل بيها تكاليف الفُستان، عن إذنك. 
لَفت ضهرها ليه ثانيتين، وعملت نفسها بتمشي، وهي بتعد جواها: 
- واحد، إتنين، تلاتة. 
- نانسي. 
وقفها فإبتسمت بنصر، ولفتله بنفس الدراما: 
- نَعم يا أدهم. 
قَرب منها وقال: 
- لو معاكِ فلوس الدنيا كلها، عُمري ما أقبل مراتي تدفع وأنا موجود حاجة من جيبها، فاهمة؟ 
- وهيدا هو مكتبك الحِلو. 
كُلهم سقفوا بحماس، وسَمر دَخلت علينا بالكيكة، و حطتها على مَكتبي علشان أقطعها، قطعناها وبدأ كل واحد ياكل الكيكة بتاعته، جاسر دَخل وهو ماسك ورق في إيده، وإتصدم من شكل المكتب. 
مَريم بصتله وضِحكت: 
- وها هو مُديرنا المَصدوم باللي عملناه بمكتبنا. 
إبتسم بهدوء: 
- بالصحة والهنا على قلبكم جميعًا. 
بَصلي وقَرب وهو بيقول: 
- أولاً ألف مبروك على التعيين، وإنضمامك في التيم، 
أما ثانيًا ده الورق اللي فيه المطلوب منك للإسبوع. 
كلهم إتنهدوا بضجر:
- أوف يا، البنت لسه بتبلش. 
بَصلهم كُلهم ورَبع إيده: 
- أيوه، يعني أفهم من كدا عايزين تكملوا إحتفال يعني؟ 
كُلهم هَزوا دماغهم بأه، أحكم تعابير وشهه بإمتياز وقال بجدية: 
- خصم يومين من كل واحدة منكم إذا مرجعتوش خلال نص دقيقة للشُغل. 
سَمر قَعدت على مكتبها وهي بتقول: 
- أديش كان بدنا نكمل إحتفال فيكِ ولكن الشُغل شُغل. 
كُلهم رَددوا وهما بيرجعوا لمكاتبهم: 
- ولكن الشُغل شُغل. 
ضِحكت من منظرهم، وهما منكبين على مكاتبهم، وجاسر كمان إبتسم وسحب قلم من قدامي وبدأ يعلم على أهم الحجات المطلوبة مني: 
- لو حسيتي بأي نوع من علامات الإستفهام ممكن تروحي لفايزة مكتبها جَنب الأسانسير، وهتساعدك في كُل حاجة تقف قصادك. 
يَدوب هيمشي وَقفته: 
- جاسر إستنى خُد قطعه كيك. 
هز إيده ب لاء: 
- عندي السُكر. 
إستغربت:
- من إمتا ده؟ 
شاور على صُحابنا: 
- هما اللي جابولي الضغط، والسُكر. 
- نانسي، أنا جيت.
جاوبته من المَطبخ، فدخَلها بجوع:
- الجميل طابخلنا إيه؟ 
إبتسمت بثقة: 
- بامية باللحمة، ورز. 
- وه بتهزري، طب حيث كدا هغير هدومي وإنتِ حَضري السُفرة. 
هَزت راسها بالموافقة: 
- تمام. 
بالفعل جَهزت السُفرة، وأدهم طِلع قعد، وبَص للأكل بإنبهار مدامش دقيقتين، وسألها: 
- هو الرز ماله؟ 
نانسي بَصتله بإستغراب: 
- ماله؟ 
- عَجن منك، بس مش مشكله المره الجايه تظبطيه. 
نانسي رَدت عليه بنفي:
- لاء أنا بحبه كده. 
حاول يبتسم، ولسه بيدوق البامية رجع المعلقة تاني: 
- والبامية بتحبيها كدا برضوا؟ 
هَزت راسها بتأكيد، وبعدين سألته: 
- ليه وحشه يا حبيبي؟ 
- هي بس شاطت منك على الأغلب، واللحمة مش مستوية كويس، وصايصة كمان، فَ إنتِ مُتأكدة إنك بتحبيها كدا؟ 
وَقفت بقمصة، وزَعل: 
- أدهم إنتَ بتتريق على أكلي. 
مِسك إيديها وإبتسم بموساه: 
- أنا أقدر برضوا أزعلك، وأتريق على أكلك، بس أنا ليا طريقة أكل معينه إتعودت عليها بحب الحاجة مستوية بس مش أكتر. 
- يعني مش هتاكل؟ 
- لا طبعًا إزاي ده، أنا هاكل. 
سَحب طبق السلطة اللي مُتوسم فيه خير، يدوب بياكل أول قطمة كَح جامد، ومِسك كوباية الماية يشرب منها:
- و بتحبي السلطة ملحها زيادة أوي كدا، روحي يا نانسي ربنا يهديكِ، أُطلبيلنا بيتزا. 
وَقت الإستراحة كُنت قاعدة مع نَفسي باكل، وفي نفس الوقت بحاول أركز في تفاصيل تصميمي لعباية مُعينة خَطرت على بالي، وقتها قاطع أفكاري صوت عارفاه:
- قاعدة لواحدك ليه، كُل الناس في الإستراحة. 
بَلعت الأكل ورَديت: 
- ده علشان فيه مُدير الله يهديه، بيكلف موظفينه بشُغل تقيل. 
قَرب يشوف التصميم وإبتسم بحماس: 
- مَقبولة مِنك، بس أنا عارف إنك شاطرة وقدها، والدليل تصميمك اللي قريبًا هيبقى بيست سيلر. 
إبتسمت بُعرفان: 
- شُكرًا يا جاسر. 
رَبع إيده ووقف على مسافة:
- لا متشكرنيش، دي حقيقة لازم تتأكدي منها. 
هَزيت راسي، وقطمت حته كمان من السندوتش:
- بالمناسبة الأكل ممنوع في المكاتب علشان الشُغل ميتبهدلش. 
شَنقت، وهو بادر بسرعة بكوب الماية، اللي أخدته منه وشربته بسرعة: 
- مكنتش أقصد أحرجك يعني، ده علشان مفيش موظف يدايقك لو شافك بتاكلي هِنا، إنتِ كويسة؟  
هَزيت راسي ب أيوه:
- تسلم يا جاسر. 
شاور على التصميم:
- حاسس التصميم بيفكرني بشخصية كدا. 
إبتسمتله إنه فِهم، و عِرف: 
- أيوة فاكر دكتورتنا اللي كانت في الجامعة، اللي كُلنا كُنا بنحبها دي؟ 
- أه دكتورة تقاء. 
- الله يمسيها بالخير، جَت على بالي وأنا بصمم العبايات، بَس. 
- متخيلتكيش فكراها لحد دلوقتي؟ 
بَصيت للتصميم، وقولت: 
- محدش بينسى الشخص اللي وقف جنبه، أو خزله حتى، البصمتين دول بالذات اللي بيفضلوا عايشين مع الإنسان. 
دَخل أدهم من باب البيت، بيزق برجله أكياس الشيبسي اللي مرمية في كُل حته، إتنهد بتعب من منظر البيت، ودَور بعينه على نانسي لحد ما لقاها غطسانه في الكنبة، وفي إيدها الموبايل وباين عليها الإنفعال. 
قَرب منها ولسه هيتكلم معاها سِكت لما سِمع صوت راجل بيقول: 
- نانسي لَقيت فلير، هأمن المكان، وإنتِ روحي إفتحيه. 
هَزت راسها وإتعدلت تركز في التليفون: 
- تمام يا هاني، رايحة هناك أهو. 
- خلي بالك فيه إسكواد. 
- لا متقلقش هتعامل. 
أدهم هَز راسه بإندهاش وصدمة: 
- إنتِ بتهببي إيه؟ 
رَدت عليه بدون ما تبصله: 
- بابجي يا أدهم. 
زَعق فجأة: 
- ومين الواد ده؟ 
إتفزعت من زعيقه، وإتعدلت تزعق قصادة: 
- ده هاني يا أدهم. 
مِسك منها الموبايل، ورماه على الأرض وهو مكمل زعيق: 
- يعني إيه هاني، المفروض أطبطب عليه يعني وأقوله كمل يا حبيبي. 
وقفت على الكنبه تزعق: 
- لا دي مبقتش عيشة، إنتَ إزاي ترمي موبايلي بالشكل ده، إفرد إتكسر. 
- ما يولع بجاز، إيه هاني ده يا بت؟ 
- واحد يا أدهم بيلعب معايا بابجي. 
- يعني أخوكِ في الرضاعة مثلًا، وبعدين لمؤاخذة إيه منظر البيت ده. 
حَطت إيدها في وسطها بزهق: 
- ماله منظر البيت يعني؟ 
شخط فيها: 
- إتعدلي يا بت وإنتِ بتكلميني، هدخل أخد دُش وأخرج، لو لقيت المزبلة دي لسه زي ما هي متلوميش غير نَفسك. 
بَصتله بتحدي: 
- طب مش عامله حاجة يا أدهم؟ 
يدوب كان هيمشي، لفلها: 
- نعم يا ختي بتقولي إيه؟ 
- بقول مش مهببه حاجة، هو مش كفاية قاعدة طول النهار زهقانه وسيادتك في الشغل، أنا مش فاهمه أنا سيبت ليه الشُغل علشانك، وبعدين بالنسبة للمزبلة اللي مش عجباك دي، هاتلها خدامة يا حبيبي أنا مش خدامتك. 
و سابته ودَخلت أوضة الأطفال ورزعت الباب وراها، تحت زهول أدهم.! 
- إي هِيك مشاعل، إثبتي خليني أخد اللقطة. 
كان جاسر، وسكرتيرته، ورئيسة المودلينج، واقفين يتابعوا جلسة التصوير للكولكشين الجديد للعبايات. 
شوية وهمس جاسر لسكرتيرته: 
- مشاعل هتكون الوجهه للمجلة اللي فيها الكُولكشين. 
هَزت راسها، ودونت كلامه: 
- تمام إستاذ جاسر. 
سِكت حبه، بيتلفت حواليه، وبعدها همس لسكرتيرته من غير ما يبصلها: 
- هي جنة فين، المفروض تكون موجودة علشان تشوف تصميمها على أرض الواقع؟ 
إستغرب سكوتها، وبصلها لاقاها بتدون كلامه: 
- رَسيل إنتِ بتدوني إيه، أنا بسألك فين جنة؟ 
هَزت راسها بإستيعاب: 
- إي، قالت دقايق وبتوصل. 
هَز راسه بيأس منها، ورجع رَكز في التصوير، لحد ما جه وقت الإستراحة، وإستغرب تأخيري، قاطع أفكاره قُرب مشاعل منهم: 
- هاي جاسر، كِيفك؟ 
هَز راسه: 
- قدامك دقايق وتبدأي التصوير تاني، روحي إستغلي الوقت ده. 
مدهاش فُرصة وراح وقف جَنب المُصور علشان يشوف الصور، وأثناء ده خَرج تليفونه يرن عليا، بس أنا كُنت خلاص وَصلت، ويدوب داخلة بكل أناقة، وبشاور لجاسر من بعيد، لقيت الكعب إتكسر ووقعت من السِلم على وشي! 
- بس إيه النطة دي؟ 
كُنت ماسكة كيس تلج وحطاه على خدي الوارم: 
- إتريق إتريق. 
ضِحك، وقال: 
- نطتك دي فكرتني بِ باتمان لما بيطير وتشتغل أُغنية في الخلفية بتقول، ضوء لمع وسط المدينة، رَسم نداءً لمنادينا. 
كَملت الأغنية معاه، وإحنا بنضحك: 
- حينًا يبدو ويختفي حينا، تلك إشارة باتمان. 
قاطع إندماجنا، سكرتيرة جاسر وهي بتقول:
- إستاذ جاسر، مشاعل بتقول إنها ما تقدر تكمل، لإن رجليها إنلوحت، و وقعت. 
جاسر إستغرب، وقال: 
- وقعت إمتا ده؟ 
رَدت عليه: 
- وراك، وحضرتك ما إنتبهت. 
بَصلي، وقال: 
- دقيقة وراجع، متشليش التلجة علشان متورمش. 
هَزيت راسي، وهو قام مع سكرتيرته لكرفان الست مشاعل، وبمجرد ما دخل رمت التليفون ومسكت رجليها.! 
- خير يا مشاعل إنتِ فعلًا مش هتقدري تكملي جلسة التصوير؟ 
هَزت راسها، وهي بتزييف الألم: 
- إي جاسر، مرة بتوجع، ما بقدر. 
بَص لسكرتيرته: 
- رَسيل، هاتيلها دكتور يشوف إصابة رجلها فورًا. 
نَطت مشاعل من مكانها، وجاسر حاجبة بنص إبتسامة: 
- إيه يا مشاعل مش كُنتِ تعبانة؟ 
بَصت حواليها بحيرة: 
- رح كَفي التصوير، وبضحي رغم إني بتألم. 
هَز راسه بسخرية: 
- مقدرين تضحياتك يا مشاعل. 
- حضرتك محتاج تدفي معدتك كويس، وتشرب سوايل كتير، والعلاج ده هيساعدك على تخطي النزلة المعوية. 
أخد منه الروشته، وهَز راسه بتعب وهو بيسمع تعليمات الدكتور، وأخيرًا رجع البيت، ونانسي إستقبلته على الباب بأسألة كتير. 
- الدكتور قالك إيه؟
بَصلها بتعب: 
- هاتيلي غطا تقيل، وإملي قزايز الماية، و شوية كدا البواب هيخبط عليكِ يديكِ الدوا، هاتيهولي علشان أخده. 
سابها ودخل الأوضة، وهي راحت جابت غطا، وإزازة ماية، ودخلتله وهي لابسة الماسك، رَمت عليه الغطا بعشوائية، والماية حطتها بعيد عنه. 
- إفردي الغطا كويس. 
- إفرده إنتَ، أخاف أتعدي منك.! 
رغم الإعياء الشديد اللي كان صايبه، الذهول كان متمكن من ملامحة: 
- تتعدي.
هربت منه، وهي بتقول: 
- أه، ربنا معاك يا حبيبي. 
رمى راسه بضيق على المخدة، وإفتكر لما طلب منها تطبخ علشان نهاية الشهر خلاص، ومش هيقدر يشتري أكل من برا، وياريتها ما طبخت، نام من تعب إنتظارة للدوا، وللحظة حس إن حياته بقت جحيم فعليًا. 
كُنت قاعدة في الشركة بنهي تصميم، ومش حاسة بالوقت لحد ما بابا رَن، وقتها بس إستوعبت إن الساعة بقت تمانية، بَصيت على المكاتب اللي حواليا، تقريبًا كلها فاضية، فَ رديت على بابا: 
- إنتِ إتأخرتي كدا ليه؟ 
بَصيت للتصميم اللي في إيدي، وقولت: 
- الشُغل سهاني يا بابا، على العموم قَربت أخلص أهو. 
- متنسيش إننا معزومين على العشا عَند عمك يحيى. 
هَزيت راسي: 
- لا متقلقش نص ساعة كدا وأكون خلصت. 
- تمام هبعتلك السواق ياخدك. 
- ماشي، سلام. 
حَطيت راسي على المكتب بزهق، وبعدها بَصيت للتصميم اللي محتاجة أخلصه، و بدأت أكمل شُغل عليه، لحد ما خَلصت بتعب، فَتحت مرايتي، وبدأتي أرطب وشي، وحطيت الليب بالم بتاعي، إبتسمت برضا، ولميت حجاتي، ونزلت. 
- جاسر إيه اللي جايبك هنا؟ 
كان واقف ساند على عربيته، وبيقلب في التليفون بدون هَدف، رَفع وشه، وقال: 
- بباكِ قالي أجي أوصلك. 
إبتسمت، وربعت إيدي: 
- يعني إنتَ السواق؟ 
هَز كتافه بلامبالاة: 
- إعتبريني كدا. 
قَربت أركب العربية، وهو بيسأل: 
- بالمناسبة إيه اللي أخرك للدرجة دي؟ 
- هو إنتَ بتنسى إنك المدير اللي مكلفني بتخليص الشُغل ولا إيه؟ 
ضِحك بهدوء، وهو بيفتح الباب: 
- حقك عليا، لو أعرف إنه تقيل عليكِ مش هكلفك بيه. 
- يا عم بهزر معاك، وبعدين إنتَ عندك شك إني مش قدها؟ 
بَصلي: 
- أبدًا. 
يدوب كُنت هفتح الباب الخلفي للعربية، وقفني جاسر وهو بيقول: 
- لا إنتِ بتفتحي إيه؟ 
رَفعت حاجبي: 
- هو مش إنتَ السواق. 
- لا مش السواق، يلا. 
فَتح الباب الأمامي، وشاور براسه إني أدخل، وبالفعل رِكبت، وإنطلقنا بالعربية، وقفنا في الإشارة وللحظة سرحت بضيق، وهو لاحظ ده فَ إتكلم: 
- أسف على السؤال، بس هو إنتِ لسه بتحبيه؟ 
فُوقت من سرحاني على سؤاله، وبدون أي نوع من التفكير كان جوابي: 
- لاء. 
الإشارة فَتحت، وسأل تاني: 
- إجابة جدًا واثقة، طب والعشرة، والعيش والملح؟ 
- شوف يا جاسر أنا واحدة نَفسي عزيزة جدًا إذا كسرتني، بكسرك بسهولة، وده بالمناسبة مش بيع مني للعشرة، والعيش والملح، والمسميات دي، أنا بدي فُرص، واللي قدامي طالما فوتها، وداس كمان عليا فَ لاء إنسى يكون عزيز عليا. 
إتكلم بإستغراب: 
- بس إنتِ مكسرتيهوش؟ 
إبتسمت بسخرية: 
- إنتَ طيب، إنتَ متعرفش حاجة. 
هَز راسه بإعجاب: 
- وهتعرفيني؟ 
- لما يجي الوقت المناسب. 
سِكت شوية وبعدها سأل تاني بإبتسامة: 
- طب لو جالك فرصة الجواز تاني، هترفضي؟ 
إتنهدت بعدها جوابت: 
- لو شخص كويس وبيحبني ليه لاء. 
بَصلي، وإتكلم بهدوء: 
- مش ممكن يكون الشخص ده أنا؟ 
كُنت باصة من الشباك، بس كلامه صدمني، لفيتله، وهو كمل، وهو مركز على الطريق: 
- يعني أكون أنا الشخص اللي بيحبك، وجنبك في كُل حالاتك. 
• يَتبع. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- هنحجز في فُندق إيه؟ 
رَفعت النضارة، وبَصيتله: 
- لا أنا مش هقعد في الفندق. 
هَز راسه بإستفهام: 
- ليه؟ 
- عندي مكان أقعد فيه. 
وقفت تاكس وأنا بقوله: 
- بعتلك لوكيشن أحسن فندق، وهيكون قريب مني تمام. 
مديتوش فرصة وركبت التاكس، إديتله العنوان وسَندت راسي على إزاز العربية، سامعة في الخلفية ألحان السِت الهادي، ببص بهدوء على كورنيش النيل اللي عدينا عليه، الحقيقة إنه في طريقي لبيتي، كُنت بلمس فيه الحنين، الحياة، الدفى، وكل حاجة فقدتها، كل حاجة راحت مني في لمح البصر. 
- والله ليكِ وحشة يا ست جنة. 
حَضنت فتحية، وأنا مبتسمة: 
- تسلمي يا فتحية. 
كُنت طالعة في الأسانسير، وأنا بقولها: 
- يعني مش عايزكِ تنضفي غير المطبخ، وأوضتي، والصالون، أنا واثقة إن دول أكتر تَلت أماكن متوسخة. 
فَتحية إستغربت: 
- مين اللي هيوسخ كل ده، ده حضرتك كُنتِ مسافرة. 
ضِحكت بهدوء وأنا بخرج من الأسانسير، متجهه ناحية باب الشقة: 
- هتشوفي دلوقتي مين اللي عامله كدا. 
حَطيت المُفتاح في الباب، ولحسن الحظ الكلون كان زي ما هو، فَ دخلت ببساطة، بالفعل لقيت الزبالة موجودة في كُل حته، وفتحية شهقت: 
- يلهوي، إيه كُل ده، هو حضرتك مربية كلب، ولا قطة؟ 
- الكلاب، والقطط أنضف من الكائن اللي عايش هنا. 
سِمعت الصوت المألوف جاي من جوا: 
- أدهم إنتَ جيت. 
كانت نانسي طالعة لناحية الباب، والصدمة أكلت وشها: 
- إنتِ إيه اللي جابك هِنا؟، وعرفتي تدخلي إزاي؟ 
ضِحكت بسخرية: 
- هو فيه حد بيسأل صاحب البيت عرفت تدخل إزاي، من الباب سهلة يعني. 
لهجتي إتغيرت: 
- سيبتك كام شهر أهو تلعبي، يلا يا شاطرة إطلعي برا. 
زعقت بإنفعال: 
- صاحب بيت إيه، وأطلع برا إيه، ده إنتِ اللي تطلعي برا. 
ميلت على فتحية، وأنا بتكلم بتريقة: 
- بموت في الناس اللي بتصدق نَفسها دي.
الجنون إحتل ملامح نانسي، فقربت مني ولسه هتمد إيدها، مسكت إيدها، وجيبتها من شعرها اللي فرحانة بيه، وهمست جنب ودنها: 
- لا شكلك نسيتي نَفسك، أنا اللي كُنت سيباكِ بمزاجي فمتعيشيش الدور. 
قاطعنا صوت عارفاه كويس: 
- جنة!. 
سِكت شوية أخد نَفسي، وبعدها لفتيلُه: 
- أيوه جنة، مالكوا مستغربين وجودي كدا ليه، تكونش ناسي يا أدهم. 
كشر بإستغراب: 
- ناسي إيه؟ 
- الورقة دي مثلًا. 
مِسك الورقة يقرأها، وملامح الدهشة، وإستغبائه لنفسه بتحتل وشه واحدة واحدة: 
- إنتِ كُنتِ عارفة إن الشقة بإسمك؟ 
- أُمال، أنا أصلا سيبتهالك بمزاجي. 
- إنتِ إتنازلتي عن كُل حقوقك قبل ما تمشي. 
- معاك اللي يثبت ده، ورقة رسمية يعني؟ 
- لاء، بس. 
قاطعته: 
- أيوة يعني وقفنا قدام المحكمه، سوا كدا وأنا قولت للقاضي أنا متنازله لأدهم عن كل حقوقي، ومتنازله لأدهم عن شقتي؟ 
قَرب: 
- جنة مُمكن بس. 
- ولا كلمة يا أدهم، ولا حرف، ده أنتَ مضيعتش وقتك ما شاء الله اللي كانت أُختك قال إيه بقت مراتك. 
قَربت خطوة واثقة: 
- خُدها وإمشي، بدل ما هعمل حاجة تزعلكوا إنتوا الإتنين، وأنا لسه مزعلتكوش أصلا. 
رَميتها عليه، وهي بدأت تزعق: 
- أنا مش هسكت على فكرة، وهندمك. 
مسمعتش منهم أكتر من كدا، وقفلت الباب في وشهم، وفتحية بتقول: 
- يا ساتر يارب ربنا نجاكِ منه والله يا بنتي. 
إبتسمتلها: 
- الحمدلله. 
دَخلت البلكونة كانوا لسه واقفين تحت، فَ ندهتلهم بمشاكسة: 
- إستنوا خليكوا واقفين. 
نانسي بَصت لأدهم: 
- عايزة إيه دي مش خلاص طردتنا؟ 
قال بضيق: 
- هنشوف دلوقتي. 
بالفعل وقفوا، وأنا جريت على الحمام لقيت الست فتحية الله يعمر بيتها مالية جردل ماية، وشيلناه قصاد بعض وحطيته عند السور، ودخلت بسرعة جيبت كل هدومهم، وحطيتها في شنطة بلاستيك. 
يدوب رِجعت تاني البلكونة، وصفرتلهم،  فبصولي: 
- مش دي حاجتكوا، خدوا. 
قَلبت الكيس، وبقت قطعة قطعة تنزل عليهم، ونانسي بتجري زي المجنونة بتحاول تلم هدومها: 
- دي ماركات ياللي مبتفهميش، منك لله. 
حَطيت إيدي على وِدني: 
- بتقولي إيه؟ 
- بقول حسبي الله ونعم الوكيل، أه. 
حبة ماية باردين، مُنعشين كانوا مصير نانسي، في هذا الجو البديع، غصب عني قعدت أضحك على منظرها وهي بتتنطط بجنان جنب أدهم، هِديت من الضحك لما شوفت أدهم بيضحك، رغم إنه يمكن زيه زيها، بس ضِحكته القوية، كانت وصلاني حتى إبتسامتي قُدامة تلاشت، وساب نانسي ومشى وَقف تاكسِ. 
- فيه أوضتين فاضين يا فندم، هتقعد كام يوم؟ 
إتنهد: 
- يدوب يومين كدا. 
نانسي مسكت كُمه، وهي بتهمس بضيق: 
- أوضتين ليه مش فاهمة. 
غَمض عينه بزهق: 
- مش عايز أشوف حَد، حابب أكون لواحدي، وإنتِ حاولي تخلصي حوار الناس اللي مأجرين شقة خالتي خلينا نروح نقعد فيها بدل الفندق. 
- إتفضل المفاتيح. 
أخد المفاتيح، وحط لنانسي بتاعها وسابها ومشى من غير ما يلتفت ليها، وهي الغيظ مش سايبها. 
- تِحبي ناكل فين؟ 
كُنت بحضر شنطتي الباك، وأنا بكلم جاسر فون: 
- ممكن وإحنا بنظبط الفرع الجديد في المُول، نشوف مطعم هناك ونتغدى. 
- يعني مش جاي على بالِك حاجه معينه؟ 
- تؤ إنتَ عايز تاكل حاجة معينة؟ 
- يعني بصراحة لاء. 
- طيب هنتقابل فين؟ 
- إبعتيلي اللوكيشن وهجيلك أخدك، أنا أجرت عربية. 
- شاطر يا جاسر، بس بلاش خليها مرة تانية، نتقابل قدام بوابة المول. 
- تمام إتفقنا. 
- عَجبك الفرع الجديد؟ 
إبتسمت بإعجاب: 
- تحفة يا جاسر، ذوقك حلو أوي. 
- إممم يعني أنا اللي هوضب شقتنا؟ 
ضِحكت: 
- لا مش للدرجة دي، المفروض الحجات دي تبقى مشتركة بينا. 
رَفع حاجبة، وإحنا بنتمشى: 
- والله مش من شوية كان تُحفة يا جاسر؟ 
- لا إسكوزمي، الشغل حاجة، والبيت حاجة تانية. 
ضِحك، ومسك إيدي بيمرجحها: 
- بتعشقي الديمقراطية. 
هَزيت راسي بضحك: 
- جدًا. 
سِكتنا حبة، وعيوني راحت تلقائي على إسورة رقيقة، فَ إتجهت ناحيتها، وجاسر بيقول: 
- عَجبتك؟ 
سِرحت ورجعت بدماغي، لسنة فاتت، كُنت بتمشى في نَفس المول ده، ومعايا أدهم، بندوق نفس العصير، وقفت قُصاد المحل ده، وقولت بحماس: 
- الله يا أدهم حلوة أوي الإسورة دي. 
- متغلاش عليكِ. 
بَصيت لعيونه، كان بيهرب بيها مني، ومش عارف يقول إيه بس أنا فهماه، فَ مسكت دراعه: 
- على فكرة عادية جدًا، يلا بينا. 
- بس. 
- مَبسش، يلا بينا إنتَ وعدتني هنقعد على النيل سوا النهاردة، وناكل فشار، ونسمع أُم كلثوم، ومن ساعة ما نزلنا وإحنا بنجيب طلبات البيت. 
- يا جنة. 
قاطعته: 
- يلا يا أدهم قُدامي. 
فُوقت على إيد جاسر اللي قُصاد عيوني بتتحرك، فَ بصيتله، وهو إتنهد: 
- إيه اللي خدك مني كدا؟ 
إبتسمت: 
- ولا حاجة. 
رِجع شاور تاني على الإسورة: 
- عايزاها. 
- عجبتني. 
شد إيدي، ودخلنا المحل وبدأ يكلم الراجل، بَس قاطعته: 
- جاسر حابة أجيبها لنفسي، بفلوسي الخاصة يعني. 
مَيل عليا، وهَمس: 
- مفيش الكلام ده. 
- دي رغبتي. 
رَفع حاجبة: 
- ودي رغبتي، عيب أوي إن يبقى معاكِ جوزك. 
صَححت: 
- خطيبي على فكرة. 
غَمض نُص عين: 
- كاتبين الكتاب في معلومك يعني!. 
بصيتله بلُطف: 
- بليز يا جاسر. 
أخد نَفس، وقال بهدوء: 
- بصي يا جنة، أنا مش راجل خفيف قدامك علشان تبربشي كدا، وأقولك سمعًا وطاعة، نوع من التقدير بالنسبالي إنك تتأكدي إني مش هخليك تدفعي ولو ربع جنية قدامي وأنا واقف، وإلا هكون لمؤاخذة كيس جوافة. 
الراجل كان جبهاله، ومِسك إيدي بهدوء يحط الإسورة فيها: 
- جميلة ما شاء الله. 
بَص للراجل بتأكيد:
- هناخدها. 
طلع الكيريدت كارد، و حطها على المكتب، وحاسبنا، وكملنا تمشيه، في إتجاه المطعم، علشان نتغدى سوا، وكل دقيقتين بتفرج على الإسورة بإبتسامة: 
- شُكرًا يا جاسر. 
مَيل، وهمس في ودني: 
- مينفعش تقولي بحبك يا جاسر. 
غَمز:
- أحلى. 
إبتسمتله بسماجة: 
- لو مسكتش دلوقتي، مش هتشوف خلقتي غير يوم الإفتتاح. 
- خلاص يا عم متقفيشيش كدا. 
سِكتنا نَص دقيقة، ورجع قال: 
- يعني مهتقوليليش بحبك يواد يا جاسر. 
- أدهم أنا عايزة أرجع أشتغل. 
إتعدل: 
- هو إحنا مش كُنا قفلنا السيرة دي. 
- لا يا حبيبي مقفلنهاش، إنتَ عاجبك حالنا الجميل اللي من تحت راس الست جنة حبيبة القلب، وبعدين إيجار شقة أُمي خلاص معتش حد هيأجر، يعني مفيش فلوس، وأنا مش هتسحمل عيشة بالمنظر ده. 
- والله، ليه مبأكلكيش يختي، لأكون بعذبك. 
وَقفت في نص الشقة بطبق الغسيل: 
- لا زهقت، وقرفت، وطهقت، عايز أسباب كمان. 
- ياه للدرجادي العيشة صعبة معايا. 
- عيشة هباب فوق دماغك يا شيخ، هي اللي ما تتسمى طفشت من شوية، ده من الخنقة وحياتك. 
قَرب منها ويدوب هيتكلم سَكتته بجمله صدمته: 
- لو فكرت تضربني هلم عليك العمارة إنتَ حُر. 
- إيه رأيك يا جاسر؟ 
- الديزاين وصاحبة الديزاين، قمر. 
- شُكرًا إنتَ أقمر. 
سكتنا شوية نستوعب أنا قولت إيه، وهو أول ما إستوعب ضِحك بصوته كله: 
- أقمر، لا شكرًا مبنشحتش مَدح والله. 
ضَربته في كتفه: 
- إسكت العمال، والموظفين بيتفرجوا علينا. 
- الله مراتي وبنضحك، حد ليه حاجة عندنا؟ 
- يا إبني مخطوبين. 
- يا بنتي مكتوب كتابنا بقولك، أجيبلك عقد الجواز علشان تتأكدي. 
- لو أعرف إنك زنان كدا مكنتش وافقت والله. 
- لا إخص عليكِ، وبعدين ده إحنا عشرة عُمر، وكلنا عيش وملح مع بعض. 
ضِحكت: 
- عيش وملح إيه، قول إمتيازات، وترتيبات، ده إحنا كُنا بنتنافس ولا كأننا ألد أعداء لبعض. 
- على فكرة كُنت فاكرك مستمتعة بالجو التنافسي اللي بينا ده. 
- قصدك جو المقالب، تنافسي إيه يا راجل بس. 
- أنا يا بنتي، إنتِ بتظلميني. 
- أنا يا إبني، شُكرًا على ثقتك الغالية. 
ضِحكنا سوا، وهو أخد الورقة مني ومِسك القلم:
- الديزاين ده هيكون الرئيسي في الكولكشن الخاص بالإفتتاح صح؟ 
- أه طبعًا. 
- هيبقا قمر عليك يا قمر. 
بَصيت حواليا ولقيت كله منشغل في شُغله، فَ حطيت إيدي السقعانه في قفاه: 
- مرسي يا حبيبي. 
إتنفض: 
- حرام عليكِ، أنا غلطان إني بعلي من معنوياتك يا بعيدة. 
ضِحكت بشر، وهو مسك خدودي يفك الضحكة دي: 
- شيلي السِحنه دي، متبقيش سِمجة. 
- إنتَ اللي سِمج. 
- فيه واحدة محترمة تقول لجوزها يا سمج. 
- يختاي!. 
- بتحضر شنطة سفرك ليه؟ 
- لقيت شُغل بمرتب أعلى في إسكندرية، هرجع كل جُمعة. 
إبتسمت بفرحة: 
- بجد يا أدهم. 
هَز راسه بسخرية: 
- بجد. 
- طب مقولتليش ليه؟ 
- أقولك إيه يعني، هيهمك. 
إتكت على كلامها: 
- طبعًا يهمني يا حبيبي، ولو مش هيهمني هيهم مين غيري. 
- على رأيك، هو عاد فيه حد يهتم لأمري. 
شال الشنطة على كتفه: 
- سيبتلك مصروف الإسبوع، سلام. 
- هتطلبي إيه؟ 
إبتسمت: 
- زَيك. 
بَص للجرسون: 
- ٢ أيس كوفي، من فضلك. 
بَصلي بعد ما الجرسون مشي:
- ها يا جنجون، هنظبط الإفتتاح إزاي فاضل إسبوعين؟ 
- يعني يا جاسر أرق حاجة تليق بوضع الشركة، حبة ورد في المَدخل مثلًا، و يكون فيه توزيعات، عِطر، بخور كدا. 
سِكت شوية، وبعدها سَقفت بحماس: 
- بمناسبة البخور، نوقف بنتين لابسين عبايتنا كل اللي داخل تبخره، إيه رأيك؟ 
كُنت قادرة ألمس نظرة الفخر اللي في عيونه، إبتسم بهدوء: 
- حلو، حلو أوي. 
إبتسمت بزهو: 
- أنا مش قليلة برضوا يا إبني. 
- واثق من ده. 
إبتسمت بحَنون: 
- تسلم يا جاسر، لولا دعمك عمري ما كُنت أتخيل أوصل لكدا. 
- أنا اللي مُمتن إنك في حياتي. 
- إصحى يا خويا، أجازة زي الفُل. 
إتكلم بنوم: 
- عايزة إيه يا نانسي على الصُبح؟ 
- شوف يا حبيبي، دونًا عن كل الأماكن الست الغندورة قاعدة هي، ومين في المَطعم اللي تحت البيت. 
إتعدل بيمسح في عينه: 
- ست مين مش فاهم؟ 
- جنة يا أدهم هو فيه غيرها؟ 
وَقف مَسح، وقام بسرعة ناحية البلكونه، وبَص بالفعل وشاف المكان اللي قاعدين فيه، قال لنانسي: 
- ده أنا عيني سته على سته، ومشوفتهاش غير لما ركزت. 
- الله أكبر، ركز أكتر وشوف قاعدة مع واحد، مين ده تعرفه؟ 
رَكز، وإستغرب وجودهم: 
- لا مشوفتوش قبل كدا. 
طَبطبت على ضهره: 
- يلا معلش يا حبيبي، ربنا بعدك عنها علشان شَر. 
بَصلها، وضحك بسخرية:
- شَر!. 
- تعرف بكره أوي المنطقة دي. 
شِرب حبة من الأيس كوفي: 
- ليه؟ 
- يعني بتفكرني بذكريات وحشه. 
هَز راسه بتفهم: 
- أنا أسف بجد لو أعرف إنك مش بتحبي المكان ده مكنتش جيبتك، هو واحد بس من العمال رشحهولي. 
إبتسمت: 
- لا عادي يا جاسر، المكان فعلا جميل، وحاجته لذيذة. 
- طب يلا بينا، مش هقعدك أكتر من كدا في منطقه مش مريحاكِ. 
هَزيت راسي، وأنا بلم حاجتي: 
- ماشي، يلا. 
_____  _____  _____
تعالوا أخدكوا بالحدوته ليوم الإفتتاح، اليوم اللي عبارة عن صوت لعربية الإسعاف، وريحة الفُراق، ريحة الد-م!. 
- جنة أرجوكِ تعالي نرجع لبعض معتش ليا غيرك. 
هَزيت راسي ب لاء: 
- أدهم إفهم بقا، خلاص فات الأوان على الكلام ده. 
قاطع كلامنا، صوت جاسر الحاد: 
- مين ده؟ 
أدهم بَصله بإستغراب، وشاورله وهو بيقولي: 
- مين ده بقا؟ 
بَصيت بينهم هما الإتنين، وغَمضت عيوني بتعب، من الحياه، من المعافرة، تعب، تعب، تعب، مفيش راحة، مفيش سَكينة!. 
_____  _____  _____ 
وإحنا بنلقي نظرة لورا هنشوف إن في يوم أدهم وهو راجع من السَفر، يدوب بيحط المُفتاح في الباب، لقاه علق ومبيفتحش، إستغرب، وحاول أكتر من مرة، بس برضوا مفيش فايدة. 
- إنتَ أدهم؟ 
بَص وراه لاقى سِت عجوزة جارتهم واقفة على الباب، فَ رد بإستغراب: 
- أه أنا. 
هَزت راسها، ودَخلت شوية غابت، رجعت تاني بورق في إيدها، بتمدهوله: 
- نانسي سابتلي ده قبل ما تمشي أديهولك. 
كَشر وهو بيمسك الورق: 
- نانسي، ليه راحت فين؟ 
هَزت كتافها: 
- معرفش يا إبني، محتاج حاجة مني؟ 
هَز راسه ب لاء، وهي قفلت باب شقتها، فَتح هو الورق وكل سطر بيقرأه بيخلي عنيه توسع أكتر لحد ما إنتهى، وإيده تلقائي وقعت منها الورق على الأرض، وهو بيردد كلمة واحدة بَس: 
- قَضية طلاق، سافرت مع أخوها!. 
- ملاقيش عندك شقة إيجار يا سَمير، على قَدي؟ 
حَك دقنه: 
- والله يا أدهم شقة هتبقى غاليه عليك، إيه رأيك في أوضة فوق السطح؟ 
هَز راسه بقلة حيلة: 
- أي حاجة مش مشكلة. 
- تمام خُد مفتاح شقتي ريح فيها كدا، عقبال ما أخلص شُغلي، وهاجي نشد بعض كدا وننضف الأوضة. 
إبتسم أدهم بتعب: 
- تسلم يا سَمير. 
إداله المفتاح:
- هتلاقي أكل في التلاجة لو عايز، كُل براحتك متتكسفش إنتَ في بيت أخوك. 
- تمام تسلم. 
يدوب هيمشي لمح، جاسر داخل من باب المول بيسلم على سَمير، ووراه كان أنا يدوب بنزل من العربية، فَ أدهم لَف وشه لحد ما دَخلت المول، وجاسر كمان، ويدوب سَمير هيحصلنا، كان أدهم وقفه: 
- مين ده؟ 
- ده صاحب المحل اللي بشطبه، راجل طيب أوي، ومحترم، ده ساعات بيساعدنا مبيقرفش، علشان كدا شُغلة خلص بسرعة، ده حتى الإفتتاح بكرة. 
- طب والبنت اللي معاه؟ 
- تقريبًا مخطوبين، أو متجوزين، معرفش يا أدهم بتسأل ليه؟ 
أدهم ضِحك بعدم إستيعاب: 
- قول غيرها. 
- أقول إيه مش فاهمك؟ 
قاطعهم صوت جاسر، وهو بينده لسَمير: 
- إنتَ بتعمل إيه يا سَمير عندك؟ 
- جاي أهو يا باشا. 
شاور لأدهم يمشي، وبالفعل أدهم مشى، وهو بين نارين!. 
- أهلًا بحضرتك، حابب تجيب عباية للمدام. 
كانت عيون أدهم بتدور في المحل، تحديدًا في يوم الإفتتاح بتوهان، فَ جاسر إستغرب، ونده حَد من المساعدين يكون معاه، وتابع هو باقي الضيوف. 
عيوني إتلاقت ويا عيونه، كان هو خرج برا بيبص حواليه، لحد ما شافني، كُنت وقتها بسلم على الضيوف، لما دخلوا وسابوني، هو كان بيقرب بضعف لاحظته في عيونه، مش ضعف عادي، ضعف مُصاحب للإنكسار. 
شكله هزيل جدًا، عيونه حمرا، الهالات ظهرت تحت عيونه بوضوح، خاسس أوفر، ودقنه تقيله!. 
أخيرًا نطق: 
- جنة.
بَصيت بعيد: 
- إيه اللي جابك هنا يا أدهم؟ 
- جنة عايز نرجع لبعض. 
بَصيتله بضحك: 
- إنتَ بتهزر. 
لاحظت بعض الدموع في عيونه:
- لا مبهزرش. 
خَد نَفس وكَمل: 
- جنة أرجوكِ نرجع لبعض، أنا مليش غيرك. 
- تحديدًا علشان ملكش غيري عايز ترجعلي، على العموم فات الأوان يا أدهم. 
- مين ده؟ 
أدهم مسك إيدي هِنا: 
- مين ده يا جنة؟ 
ملحقتش أشد إيدي منه، كانت إيد جاسر أسرع ومسكه بقوة، تحت ملامح جامدة منه، وقالي: 
- مين ده قولي؟ 
- أدهم، ده أدهم يا جاسر. 
أدهم شَد نفسه منه، وبصله بتحدي: 
- وإنتَ مين؟ 
جاسر إبتسم بثقه:
- ردي مش هيعجبك نوعًا ما، بس تعايش مع الواقع، أنا جوزها. 
حسيت بعض الناس بدأت تلتفت لينا: 
- جاسر ممكن نتكلم بعيد عن هنا علشان الناس. 
هَز راسه، وهو لسه بيبص لأدهم: 
- يلا بينا ليه لاء.! 
طلعنا الشارع، ووقفنا بعيد عن المول، وهِنا الإتنين مسكوا ياقة بعض، فقولت: 
- لاء إحنا مش طالعين هنا علشان نتخانق. 
بَصيت لأدهم: 
- بهدوء يا أدهم، ومن غير شوشرة إمشي من هِنا. 
- جنة إنتِ قدرتي بجد تنسيتي بالسهولة دي؟ 
جاسر تدخل: 
- إنتَ كُنت عايزها تفضل تبكِ على الأطلال جنب ذكراك يعني ولا إيه؟ 
وَقفت جاسر عن الكلام، وقولت لأدهم: 
- يعني مش فهماك عايز إيه مني، مش روحت إتجوزت، مش إنتَ اللي طلقتني، مش إنتَ مع أول مُشكلة بينا بيعتني، هو حلال عليك، وحرام عليا يعني؟ 
- بس أنا لسه بحبك. 
- بتحب مين، إنتَ شكلك معندكش دم؟ 
وقفت بينهم، وكَملت:
- أدهم اللي بينا ده مكنش حُب، أو كان حُب وإنتهى. 
جاسر مسكني وعدينا الطريق سوا، الحقيقة إن قلبي كان هيتخلع من مكانه، أحاسيس وحشة كتير كانت بتهاجمني، للحظة سمعت صوت عربية نَقل جاية من بعيد، وللأسف بكره صوتها، وجاسر لاحظ ده، فَ حاوط كتفي، وكَملنا مَشي. 
بس صوت العربية كان قَرب، وكان قوي جدًا فَ وقفت تلقائي، وسمعت صوت أدهم بيقول: 
- أنا كُنت غبي، أنا اللي ضيعتك بسهولة. 
لفيتله، ولسه هَرد قطع رَدي ده، مَنظر جسم أدهم وهو في لحظة واحدة بيتضرب من العربية وبيقع بعيد، إتجمدت مكاني من الصدمة، عقلي بيردد إن كُل ده مش حقيقة، أكيد محصلش، هو لسه كان كويس!. 
جاسر سابني وجرى ناحيته، كمان الناس اللي في الشارع بدأوا يتجمعوا، رجلي بدأت تتحرك ناحية التجمع، كنت حاسة إن دقات قلبي واقفة، وقفت قريب منه، وبوضوح شوفت الد-م، صوت الإسعاف اللي كان بيدوي في ودني!. 
قَعدت على رُكبي، إيدي بتلمس وشه بمسح عنها الد-م علشان أشوف ملامحة بوضوح، وعيوني بتنزل الدموع واحدة واحدة.
لساني نَطق أخيرًا: 
- ليه كدا، ليه كدا يا أدهم؟ 
"كان يا مكان الحُب مالي بيتنا
ومدفينا الحنان، مدفينا الحنان
زارنا الزمان وسرق منا فرحتنا 
والراحة، والأمان، الراحة، والأمان. 
حبيبي كان هِنا مالي الدنيا عليا بالحُب والهنا
حبيبي يا أنا يا أغلى من عنيا نسيت مين أنا
أنا الحُب اللي كان اللي نسيته أوام 
من قبل الأوان. 
نسيت إسمي كمان
نسيت يا سلام على غدر الإنسان."
• النهاية. 

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا