رواية غرام المغرور فارس واسراء من الفصل الاول للاخير بقلم نسمه مالك

رواية غرام المغرور فارس واسراء من الفصل الاول للاخير بقلم نسمه مالك

رواية غرام المغرور فارس واسراء من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة نسمه مالك رواية غرام المغرور فارس واسراء من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غرام المغرور فارس واسراء من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غرام المغرور فارس واسراء من الفصل الاول للاخير

رواية غرام المغرور فارس واسراء بقلم نسمه مالك

رواية غرام المغرور فارس واسراء من الفصل الاول للاخير

أول لقاء!.. 
.. تجلس على جانب الطريق أمام مقر عمل زوجها كعادتها مؤخراً..
عينيها تنهمر منها عبراتها بلا توقف..بين يوم وليله انقلبت حياتها رأساً على عقب..
توفي زوجها الحبيب بعد زواج أستمر لثلاث سنوات فقط، وأصبحت أرمله وهي لم تتم عامها الثاني والعشرون..
تدهور بها الحال للغايه.. ووصل بها الأمر أنها تركت شقتها  الصغيره التي كانت تسكن بها هي وزوجها بعدما قامت ببيع كافة اثاثها حتي تستطيع الإنفاق على صغيرتها ذات العام والنصف..
وانتقلت للعيش برفقة والدتها التي بالأساس كان ينفق عليها زوجها نظراً لضيق الحال، ولانهما من طبقه أقل من المتوسطه، وزوجها كان هو العائل الوحيد لهما رغم انه كان عامل صغير بإحدى الشركات الضخمه..
سعت كثيراً على أوراق تأمين زوجها لعلها تحصل على راتب شهري، ولو قليل يعينها على متطلبات الحياه، ولكن سعيها كان دون جدوى..
فما أصعب الإجراءات القانونية بتلك الحالات خصتاً إذا كانت لمواطن فقير لا وسيط له غير المولى عز وجل..
اغلقت جميع الأبواب بوجهها.. تكاثرت الديون عليها..
حتي بدأت تفقد السيطره على أفعالها حين رأت الجوع والمرض بدأ ينهش ووالدتها، وصغيرتها تبكي بستمرار من شدة جوعها..
فحسمت أمرها اليوم.. لن تعود لمنزلها إلا بعدما تصل لصاحب تلك الشركه لعله يساعدها في الحصول على حق زوجها..
رفعت يدها، ومسحت عبراتها بعنف،وهبت واقفه عندما رات سرب حافل من السيارات الفارهه تقترب من باب الشركه معلنه عن وصول مالكها..
ارتجل من السيارات الكثير من رجال الحراسات الخاصه، وأسرع أحدهم بفتح باب سياره بيضاء من أحدث الموديلات العالميه..
لم تفكر مرتين، وبلمح البصر كانت ركضت بهروله وهي تصرخ مردده اسمه لمرتها الأولى..
"فااااارس بيه"..
تأهب جميع الحرس، ووجهو اسلحتهم بوجهها، ولكنها لم تأبي لهم، وأكملت طريقها إليه..
كان يهم بالخروج من سيارته ولكنه بقي مكانه حين اخترق صراخها أذنه.. خلع نظازته الشمسيه لتظهر عينيه الجريئه ونظر نحوها بنظراته الحاده..
تركض هي بكل سرعتها وتدفع يد كلاً من حاول إيقافها بغضب شديد، وهو يشاهد ما تفعله بهدوء ودهشه من هجوم تلك المجنونه التي لم يري وجهها بوضوح حتي الآن..
"سبوني انا ليا حق عند صاحب الشركه دي، وعايزه حقي"..
قالتها وهي تلكم كل من يحاول الاقتراب منها بحقيبة يدها..
"اضربها طلقه خليها تجري من هنا.. بس خف إيدك"..
أردف بها "فارس" بأمر لإحدى حراسه.. لينصاع الحارس له في الحال دون تردد، ووجه سلاحه نحوها، وأطلق النار عليها باحترافية شديدة..
صرخت بألم حاد،واتسعت عينيها بذهول حين مرت طلقه ناريه من جانب ذراعها تاركه به جرح ليس بهين بدأ ينزف بغزاره..
سقطت من يدها الحقيبه، وشحب وجهها بشدة.،وتوقفت عن الحركه حين شعرت بنقطاع أنفاسها ودوار شديد بدأ يجتاحها بلا رحمه.. خصتاً وإنها لم تأكل شيئاً لها أكثر من يومان..
أطبقت جفنيها بوهن لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها وهي تهمس بأسم صغيرتها التي أصر والدها أن يسميها على أسمها من شدة عشقه لها..
"إسراء"..
استجمعت قوتها لأجلها، وفتحت عينيها التي بدأ يتطاير منها الشرار دليل على شدة غضبها، ونظرت بتجاه سيارة ذلك ال "فارس"..
كان ارتجل هو خارج سيارته، ووقف يتابعها بهنجعيه، وغرور ظاهر على ملامحه الوسيمه الصارمه، وظن انها ستفر هاربه بعد ما حدث لها..
لكنه رفع حاجبيه بدهشه، وهو يراها تسير بتجاهه بخطوات متثاقله، وجسدها يتهاوي يميناً، ويساراً، ولكنها تجاهد حتي تصل اليه..
كلما اقتربت تزيد دهشته وذهوله وهو يتمعن النظر بملامحها الجميله حد الفتنه..
هم إحدي الحرس بإيقافها.. لكنه أشار له بيده أن يتركها..
ظل يتابعها وهي تقترب منه ببطء يدل على ضعفها وتألمها الشديد..
ضيق عينيه ورمقها بنظرة متفحصه حين توقفت فجأه قبل أن تصل إليه بعدما تملك منها دوارها وألم ذراعها جعلها تتأوه بقوه قبل أن تستسلم لتهاوي جسدها الذي خانها واجبرها على الاستسلام لاغمائها..
ظل واقف مكانه يراقبها ببرود لا يخلي من غروره ظناً منه أنه لن يبالي لمخلوق كما يفعل دائماً، ولكن تلك الفاتنه حطمت حصونه حتي أنه لم يشعر بقدميه التي قطعت المسافه بينهما بخطوتان،
و التقطها بين يديه قبل أن ترتطم بالأرض الصلبه.. رأسها تتوسط صدره.. رفعت عينيها ونظرت له نظرة زلزلت كيانه.. 
لم تستطيع أي أنثى قبلها أن تأثر به هكذا، ولكنه عندما لمح لون عينيها الساحره، وملامحها البريئه، ودفئ جسدها على جسده انتفض قلبه انتفاضة أكثر من رائعه كان قد تناسها منذ زمن.. 
حاولت هي الحديث فلم يسعفها لسانها غير نطق اسم ابنتها.. تردده بقلب ملتاع.. 
"إسراء".. 
همسها وصل لسمع ذلك المغرور.. توقع أنه أسمها فبتسم لها بصطناع وهو يقول.. 
"ايه اللي رماكي في طريقي يا؟" .. 
مال قليلاً ووضع يد أسفل ركبتيها ويده الأخرى حول خصرها، وحملها على ذراعيه القويتين مكملاً بتلذذ.. 
"إسراء".. 
خطي بها لداخل شركته تحت نظرات الدهشه والذهول من جميع العاملين.. بل نظرات الصدمه.. 
اسم البطله على اسم بنوته طلبت مني أسمى بطله على اسمها♥️♥️.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ساحرة!..
بإحدى المناطق الشعبيه.. داخل منزل قديم..بالطابق الأول نجد شقه صغيره للغايه يبدو على اثاثها المتهالك الفقر الشديد.. تجلس امرأه بأواخر عقدها الرابع على الفراش.. حامله حفيدتها على قدميها التي لا تستطيع تحريكهما نهائياً..فقد أصيب منذ سنوات بحادث افقدها القدره على السير، وأصبحت قعيده بالفراش،وحتي لم تستطيع شراء كرسيي متحرك نظراً لضيق الحال، وثمن علاجها الباهظ..
دموعها تنهمر على وجنتيها دون توقف.. تبكي بمرار على بكاء الصغيره التي تتلوي بين يدها من شدة جوعها.. تحاول تهدئتها بكافة الطرق، ولكن دون جدوى.. 
رفعت عينيها للسماء متمتمه بتوسل.. 
"يارب يا حنان يا منان حن على البنت اليتيمه دي لأجل حبيبك محمد".. 
ضمتها بحنان العالم أجمع داخل صدرها، وتابعت من بين شهقاتها.. 
"يا تري أنتي فين يا إسراء يا بنتي؟!.. قلبي واكلني عليكي يا ضنايا".. 
لم تكف الصغيره عن البكاء.. بل ذاد حدة بكائها وصرختها أكثر حين ذكرت جدتها اسم والدتها.. ربتت على ظهرها بحنو، وغمرتها بسيل من القبلات كمحاوله منها لأسكاتها ولو قليلاً، ولكنها فشلت كالعادة..
 فلم تجد أمامها سوا قراءة بعض الآيات القرآنية التي تحفظها، وهي تمسد بيدها على كافة جسدها وقلبها يستجدي المولى عز وجل أن يرأف بتلك الصغيره..
 بدأ بكائها يهدأ رويداً رويداً حتي غلبها النعاس، وغرقت بالنوم داخل حضنها، واضعه إحدي أناملها الصغيره بفمها.. 
"الحمد لله انك نمتي يابنتي.. يارب تفضلي نايمه على ما أمك ترجع بسلامة وترضعك، ويمكن ربنا يكون رضاها وتجبلك حاجه معاها تبل ريقك يا ضنايا".. 
قالتها "إلهام" بتمني وهي تزيد من ضم الصغيره مكمله بألم.. "الله يرحمه أبوكي عمره ما حوجنا لمخلوق من يوم ما خطب أمك، ومن بعد ما راح واحنا الدنيا والناس عماله تلطش فينا شمال ويمين لما استوينا على الأخر، وأمك المسكينه مش عارفه تفطمك علشان مش لاقيه حاجه تاكلهالك يا بنتي.. ويا عالم الأيام مخبيلنا أيه تاني.. بس إحنا راضين بأمرك يارب.. راضين وصابرين الحمد لله على كل حال"..
 طرقات هادئه على الباب جعلتها تزيل عبرتها سريعاً ، وتسمح للطارق بالدخول بلهفه حتي لا تزعج الطرقات حفيدتها.. 
" أدخل يلي بتخبط الباب مفتوح".. 
خطت فتاه شابه بأوائل العشرينات ترتدي إسدال للصلاه.. حامله بيدها طبق مملوء بالطعام مغطي بالخبز الطازج ، واقتربت من "إلهام" وأردفت بابتسامة بشوشه، وهي تضعه على كرسيي صغير بجوار الفراش..
 "سلام عليكم يا خالتي.. عامله ايه انهارده"..  بادلتها "إلهام" الابتسامه وبتنهيده قالت.. 
"وعليكم السلام يا إيمان يا بنتي".. 
تنقلت بنظرها بينها وبين الطعام وتابعت بعتاب..
 "ليه بس التعب دا يا بنتي.. احنا مستورين والحمدلله"..
 ربتت "إيمان" على كتفها برفق، ومالت على الصغيره تقبلها بحب وهي تقول..
 " ديماً مستورين يارب يا خالتي.. بس انا قولت لازم ادوقك الفته من ايدي وتقوليلي رأيك عرفت اعملها زيك المرادي ولا لاء"..
 تلفتت حولها مكمله بتساؤل..
 "هي البت إسراء فين علشان تدوقها هي كمان.. لسه مرجعتش من بره ولا ايه؟"..
اجابتها "إلهام" بقلق بادي على ملامحها..
 "لسه يا بنتي، وخارجه من صباحية ربنا.. قبل ما الساعة تيجي 7 حتي.. لبست عبايتها وخدت ورق جوزها الله يرحمه، وجريت على الشركه اللي كان شغال فيها.. ادعيلها ربنا ينصفها المرادي، وترجع مجبورة الخاطر".. 
ظهر الحزن على وجه "إيمان"، وتحدث بإحراج قائله.. 
"والله يا خالتي انا وشي منك انتي و إسراء في الأرض من عمايل "تامر" جوزي"..صمتت لبرهه تحاول التحكم بعبراتها، وتابعت بدهشه.. " من ساعة موت "رامي" أخوه وانا مش عارفه ايه اللي جراله..جاب القسوه دي مين علشان يقسي بالشكل دا على مرات أخوه وبنتها اللي من لحمه ودمه؟!".. 
أطبقت " إلهام" عينيها بقوه وبأسف قالت.. 
" جوزك مفكر أن "إسراء" السبب في موت أخوه ، ومش ناوي يسيب بنتي في حالها يا إيمان..أول ما يعرف انها اشتغلت في اي محل، ولا عياده يروحلها ويعملها فضيحه لحد ما يطردوها، واهي يا حبة عيني طلعت من بدري قبل ما هو يصحي ويشوفها وهي خارجه ويتخانق معها زي عوايده، وناسي انه كده بيقطع رزق بنت أخوه قبل ما بيقطع رزقنا.. بس ربنا كبير وقادر ينور بصيرته، ولا يبعتله اللي يوقفه عند حده" ..
 بكت" إيمان" وهي تقول..
 " والله يا خالتي أنا غلبت معاه أفهمه، واقوله أن موت أخوه دي حاجه بأيد ربنا.. بس هو بقى صعب أوي، وأسهل حاجه عنده بقت الضرب".. 
رفعت " إلهام" يدها ومسحت عبراتها، وربتت على وجنتيها بحنان مغمغمه بتعقل..
 " متقفيش قصاده تاني يا بنتي، ولا تجبيلو سيرتنا علشان ميتخانقش معاكي، ويله من غير مطرود ارجعي بيتك ليجي فجأه ويعملك حكايه".. 
أمسكت طبق الطعام، ومدت يدها به لها مكمله..
 " وخدي الأكل دا معاكي أنا وبنتي مش عايزين حاجه من ناحية جوزك غير أنه يسبنا في حالنا"..
 تطلعت بها " إيمان" بأعين تملؤها الحزن، وبعتاب قالت..
 "كده يا خالتي عايزه ترجعيني بالأكل و تكسري بخاطري".. 
" إلهام" بنبرة حانيه..
 "يا بنتي انا مش قصدي أكسر بخاطرك..انتي عارفه اني بعتبرك زي إسراء بنتي.. بس مش عايزه أعملك مشاكل زياده مع جوزك"..
" لو بتعتبرني زي بنتك فعلاً يبقي لازم تدوقي عمايل ايديا، واطمني يا خالتي الأكل دا انا جيباه من فلوسي اللي أمي بتدهالي لما تيجي تزوني.. مش من فلوس جوزي"..
 قالتها "إيمان" وهي ترفع الخبز عن الطبق ليظهر اسفله الكثير من الأرز الأبيض فوقه قطع من اللحم الشهي وبدأت تطعم
" إلهام" بيدها مكمله..
 "انا عارفه ان ليكي علاج و لازم تاكلي الأول قبل ما تاخديه".. 
ابعدت" إلهام" وجهها سريعاً، ورفعت يدها ربتت على كفها وهي تقول..
 "تسلم يا بنتي بس انا مليش نفس دلوقتي.. هستني إسراء لما تيجي وناكل سوا.. قومي أنتي روحي عشان متتأخريش أكتر من كده".. 
وضعت "إيمان" الطعام من يدها،وهي تقول بخوف ظهر على محياها.. " 
عندك حق يا خالتي.. انا همشي انا قبل ما يرجع والمرادي ممكن يقطم رقابتي".. 
ابتسمت لها" إلهام" قائله.. "مع السلامة يابنتي.. ربنا يهدي سرك ويراضيكي بالخلف الصالح يا إيمان يا بنت مني قادر يا كريم".. 
آمنت" إيمان" على دعائها، وسارت بخطوات مهروله نحو الخارج.. 
لتسرع" إلهام" بإيقاظ الصغيره بمنتهي الرفق وهو تقول.. 
" قومي يا ضنايا كلي ربنا عالم بيكي، وبعتلك رزق على ما أمك ترجع يا بنتي".. 
هبطت عبراتها على وجنتيها من جديد حين شعرت بقبضه قوية تعتصر قلبها من شدة قلقها على وحيدتها..
 "ربنا يحفظك يا إسراء يا بنتي، ويفرحك بشبابك، ويعوضك عن حزنك، وكسرت قلبك يا ضنايا"..
........................................
 .. شركة "فارس الدمنهوري" المتخصصه لصناعة السيارات.. 
داخل عياده الشركة الخاصه.. يجلس" فارس" على إحدى الكراسيي واضعاً ساق فوق الأخرى..يتابع الطبيبه وهي تعالج جرح تلك المجنونه التي ألقت نفسها بطريقه حتي سقطت بين يديه..
 "خلصتي؟!"..
 قالها "فارس" بلهجته الحاده الصارمه..
جعلت الطبيبه تنتفض بفزع، وأجابت على الفور..
 "أيوه يا فندم خلصت..جرحها خد 6 غرز".. 
هب واقفاً وسار بخطوات بطيئه نحو النائمه على الفراش حتي وقف أمامها يتأمل وجهها الملائكي بنظرات جامده يخفي بها إعجابه الشديد بملامحها الفاتنه الرقيقه..
 بل الساحره.. نعم تمتلك هي سحر خاص لم يراه بحياته على أي امرأه رغم علاقاته المتعدده.. 
 تأمل ملامحها بدقه لا تخلو من وقاحته.. من بداية حجابها التي نزعته عنها الطبيبه ليظهر شعرها الحريري اللامع كخيوط من الذهب الخالص، وعينيها الواسعه التي تزينها اهدابها الكثيفه، أنف صغير منمق، وشفاه مكتنزه كحبة كريز طازجه.. 
ابتلع لعابه بصعوبه حين هبط أكثر بعينيه لعنقها المرمري، وتابع تأملها بوقاحه وجرئه أمام أعين الطبيبه المنذهله من تصرفاته.. فهو ظل جالساً حتي وهي تخلع عنها عبائتها السوداء بمساعده إحدي الممرضات لتتمكن من الوصول لجرحها، ولكنها استطاعت إخفاء جسدها عن عينيه الماكره حين دثرتها جيداً بغطاء ازرق اللون.. 
ضيق عينيه بدهشه حين لمح بقع كبيره تملئ الغطاء فوق صدرها، وتزداد اتساع بصوره ملحوظه.. فتحدث بتساؤل دون أن يبتعد بنظره عنها..
 "ايه اللي بيحصل دا؟!"..
اجابته الطبيبه بعمليه.. "واضح أنها بترضع يا فندم"..
 عقد حاجبيه ونظر للطبيبه نظره حارقه مردداً..
 "بترضع؟!"..
 الطبيبه بتوتر.. "احححم ايوه يا فندم،ودا بيحصل للأم لما البيبي بيكون جعان"..
"فارس بيه"..
 همست بها "إسراء" بضعف، وهي تجاهد لفتح عينيها..
 همسها وصل لسمع ذلك الواقف.. فعاد بنظره لها.. يرمقها بنظرات ساخره وقد ظن أنها مثل معظم النساء التي تحلم بالوصول له حتي ترتمي أسفل حذائه..
 "فوقيها".. قالها "فارس" بأمر موجه حديثه للطبيبه.. 
فقالت الطبيبه بتأكيد.. "هي فعلاً فايقه..أنا مديها بنج موضعي.. بس عندها هبوط شديد نتيجه قلة غذا، والمحلول اللي في ايديها هيساعدها تفوق أكتر"..
حرك رأسه بالايجاب، وأشار لها بالانصراف.. فسارت للخارج خلفها مساعدتها في الحال..
 وضع يده بجيب سرواله، ووقف يتابعها وهي تستعيد وعيها ببطء، وتتأوه بصوت خفيض أربكه، وأشعل شرارة رغبته خصتاً حين أعادت همسها بإسمه بصوتها المتعب، ولكنه ناعم، ورقيق للغايه..
 "فارس بيه من فضلك ساعدني"..
 تراقصت ابتسامة خبيثه على ملامحه الوسيمه، واقترب منها، ومال عليها بوجهه واضعاً كلتا يده حولها،وتحدث بابتسامة مصطنعه أمام شفتيها قائلاً..
"امممم ياتري عايزاني أساعدك في أيه بالظبط يا مدام؟!".. 
جحظت عينيها حين شعرت بأنفاسه الساخنه تلفح بشرتها، فأسرعت برفع يدها حتي تدفعه بعيداً عنها..لكن جسدها الضعيف لم يسعفها.. 
ف إحدي ذراعيها مصاب بجرح ليس بهين، والأخر موضوع به أبره بكف يدها تصل بمحلول معلق بجوار الفراش.. 
احتقن وجهها بحمرة الخجل، ورمقته بنظره غاضبه وتحدثت بصوت مرتجف قائله.. "أبعد عني" .. 
رفع يده وسار بسبابته على وجهها يرسم ملامحها، وهو يقول بعبث.. 
"انا كنت بعيد عنك فعلاً، وأمرتهم يضربوا عليكي نار علشان أحذرك تقربي مني..لكن واضح إني عجبك أوي، وداخل مزاجك على الأخر لدرجة إنك مستعده تضحي بحياتك علشان توصليلي؟!"..
"انت بتقول أيه يا سافل أنت..أبعد عني احسنلك بدل ما أصوت واعملك فضيحه"..
 قالتها بأنفاس متلاحقه من شدة رعبها، وهي تبتعد بوجهها عن يده بشمئزاز ظاهر على محياها.. 
"سافل،وفضيحه؟! ".. قالها وهو يرمقها بنظره غاضبه وملامح لم تبشر بالخير أبداً، وبلحظه كان قبض على عنقها بقوه، وتحدث بصوت عالِ يدل على شدة غضبه قائلاً..
 " انتي مين يا بت انتي، ومين اللي بعتك؟"..
 استجمعت قوتها، ورفعت يدها بضعف شديد تحاول أبعاد يده عنها، ولكن يده كالصخر لم تتزحزح انش واحد مما جعلها تلتقط أنفاسها بصعوبه بالغه،وعبراتها تهبط بغزاره على وجهها، وبصوت يكاد يسمع قالت.. 
"انا مرات موظف كان شغال عندك هنا في الشركه، ومات من 7 شهور"..
 تأوهت بألم، وبضعف تابعت..
"وجايه أطلب منك تساعدني أخد معاشه علشان أصرف منه على بنتي اليتيمه كنت فكراك بني آدم زينا.. بس طلعت غلطانه!!".
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دائره مغلقه!!.. 
"إسراء".. 
تجلس على الفراش بملامح شاحبه من شدة تعبها.. حامله صغيرتها بين يديها تقوم بأرضاعها.. الطعام الوحيد المتاح لديها.. 
كتمت آهه نابعه من ألم قلبها،وليس ألم ذراعها الذي لم يشفي بعد رغم أنه مر عليه أكثر من أسبوع،
ولكن قلة غذائها وعدم توافر المال لجلب الدواء جعله لم يلتئم.. بل ذادت حالته سوء، وهي تتحامل على نفسها أضعاف فوق طاقتها.. 
شعرت بدوار عنيف يجتاحها، وبدأت تتصبب عرق غزير.. فضمت صغيرتها بحب تستمد منها بعض القوه متمتمه بضعف.. 
"يارب أديني الصحه لخاطر أمي وبنتي".. 
جاهدت حتي لا تفقد وعيها، ومدت يدها لكوب من المياه موضوع على كرسيي صغير بجوار الفراش.. ارتشفتُ منه قليلاً، وعدلت وضع صغيرتها التي غاصت بنوم عميق، ووضعتها بحذر جوار والدتها النائمه بعدما امطرتها بوابل من القبلات المتفرقه على وجهها الملائكي.. 
أخذت نفس عميق، وغادرت الفراش بوهن متجه نحو عبائتها السوداء ارتدتها على عجل، وحجابها من نفس لون العباءه، واقتربت من والدتها مسدت على يدها بحنو ومالت على اذنها قائله بهمس..
"ماما أنا خارجه يا حبيبتي.. إسراء نايمه جنبك، وانا بأمر الله هحاول متأخرش عليكم".. 
فتحت "إلهام" عينيها ونظرت لها، وتحدث بلهفه حين لمحت شحوب وجهها.. 
"رايحه فين يا بنتي، وانتي شكلك تعبانه أوي كده؟!"..
توجهت بنظرها للشرفه وتابعت بذهول.. 
"هتخرجي إزاي دلوقتي، والشمس لسه مطلعتش يا إسراء؟! ".. 
ابتسمت لها "إسراء" ابتسامة باهته، وبأسف قالت.. 
"الجو مغيم شويه، وشكلها هتمطر، واطمني الساعه 7ونص يا ماما".. 
اعتدلت "إلهام" وجلست على الفراش، وبقلق قالت..
"طيب قوليلي انتي رايحه فين بس يا بنتي.. انا ببقي قلقانه عليكي، ومش عارفه انتي فين ولا بتعملي ايه".. 
ربتت "إسراء" على ظهرها بحنان بالغ، وأردفت بتنهيده.. 
" يعني هكون بروح فين يا ماما.. اديني بلف يمكن ربنا يكرمني بأي حاجه اشتغل فيها.. مش عايزاكي تقلقي عليا يا حبيبتي، ولو إسراء جاعت أديها لقمة عيش تاكلها على ما أرجع وان شاء الله ربنا يرزقني وارجعلكم بأكله حلوه".. 
" طيب ريحي قلبي يا بنتي وقوليلي أيه اللي حصل معاكي لما روحتي لصاحب الشركة..قوليلي يا بنتي الراجل عمل معاكي ايه انتي من يومها مش عجباني ولا اللي قولتيه دخل دماغي يا إسراء".. 
أردفت بها " إلهام" بصوت متحشرج بالبكاء.. 
أطبقت "إسراء" جفنيها بعنف لكبح عبراتها، ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الفاتنه، وتحدثت بجديه قائله.. 
" وانا من أمتى بخبي عليكي حاجه يا ماما!!..الراجل طلع في منتهي الزوق زي ما قولتلك، وخد مني الورق، وقالي هيتابع الإجراءات بنفسه بس طلب استني عليه اسبوعين تلاته على ما يخلص شغل مهم في ايده، وهيبعتلي معاش رامي الله يرحمه لحد عندي كمان"..
رمقتها والدتها نظره متفحصه، وحركت رأسها بالايجاب وهي تقول.. 
" ادينا داخلين في الأسبوع التاني اهو.. وماله نستني ونشوف أيه اللي هيتم والميه تكدب الغطاس".. 
" ادعيلي".. قالتها "إسراء" وهي تسير نحو الخارج غالقه الباب خلفها، ووقفت أمامه تبكي بصمت متمتمه بسرها.. 
"أقولك ايه بس يا ماما.. اللي حصلي على ايد المغرور دا ميتقلش".. 
جففت عبراتها، وهبطت الدرج بخطي مرتجفه حين داهمتها برودة الجو الشديده.. 
" توكلت على الله".. 
همست بها بقلب يستجدي المولي أن يرزقها رزق حلال من حيث لا تدري، ولا تحتسب.. 
تسير بطريقها كالسيف غافله عن تلك السياره التي تتابعها منذ خروجها من منزلها.. بها مجموعه من الرجال يتابعون كل ما تفعله ويقومون بتصويرها.. 
.............................. 
.. بقصر الدمنهوري.. 
رنين هاتف بستمرار ازعج ذلك الوسيم الذي أوشك على النوم بعد مكوثه بإحدى الملاهي الليليه حتي شروق الشمس.. 
اعتدل بتكاسل، وأمسك هاتفه ضغط زر الفتح، وتحدث بصوته الصارم قائلاً.. 
"ايه الأخبار؟".. 
أتاه الرد سريعاً.. 
"فارس باشا..البنت خرجت من بيتهم زي كل يوم بتلف على المحلات تسأل عن شغل..بس شكلها انهارده تعبان أوي، ورجعت أكتر من مره، وكل ما تحس انها هتقع بتقعد على الأرض".. 
انتفض من على الفراش، وهب واقفاً وسار نحو غرفة الثياب أخرج ملابس له وبدأ يرتديها وهو يقول بأمر.. 
" ابعتلي لوكشن بمكانها حالاً".. 
" أمرك يا باشا".. 
اغلق الهاتف، وتابع ارتداء ثيابه محدثا نفسه بغيظ.. 
" انا شوفت حريم كتير يمكن بعدد شعر رأسي.. لكن مشوفتش زيك ولا زي غبائك يا إسراء!!".. 
صك على أسنانه حين تذكر حديثها المتهور التي القته بدون ذرة تفكير منها.. 
.. فلاش باااااااااااك.. 
كان يقبض على عنقها بقبضة يده بقوه.. كاد ان يزهق روحها،ولكنه ابتعد عنها ببطء حين أخبرته انها أرمله لإحدى العاملين بشركته.. 
تطلع لها قليلاً، ومن ثم سار للخارج بخطوات مسرعه.. 
لتسرع هي،وتعتدل بوهن جالسه، وبحثت بعينيها عن عبائتها.. وجدتها موضوعه جوارها على الفراش.. نزعت تلك الابره من يدها الموصله بمحلول معلق بجوار الفراش.. 
وارتدت ثيابها، وهبت واقفه بصعوبه.. وسارت نحو الخارج بخطي مجهده.. 
كان "فارس" يقف أمام الباب واضعاً كلتا يده بجيب سرواله.. شهقت بصوت خفيض حين لمحته.. رمقته بنظره محتقره وهي تقول.. 
"حيوان بهيئة إنسان".. 
نظر لها نظرة دبت الرعب بأوصالها، واقترب منها مال على اذنها، وهمس بوعيد.. 
"سمعتك على فكره، وهحسبك على غلطك دا".. 
ضحكت ساخرة.. ضحكه اظهرت جمال وفتنة ثغرها المزموم، وبصوتها الساحر قالت.. 
"هتقول لرجلتك تضربني بالنار تاني؟!".. 
قالتها، ولم تنتظر منه إجابه، وبدأت تسير نحو الخارج متمتمه.. 
"حسبي الله ونعم الوكيل".. 
"استني".. أردف بها "فارس" بحده اوقفتها دون أرادتها.. 
سار نحوها،وتابع حديثه وهو يشير نحو مجموعه من العاملين يقربون نحوهما.. 
"انتي مش جايه عايزه معاش جوزك؟".. 
" إسراء" بنظره حارقه.. "يغور من وشك المغرور دا يا فارس بيه".. 
"لو غلطتي تاني صدقيني هندمك على اليوم اللي اتوالدتي فيه".. قالها "فارس" بابتسامة مصطنعه،وهو يتعمق النظر لعينيها الواسعه التي تأثره بجمالها لينتبه على صوت أحدهم يقول بعمليه.. 
"فارس باشا انا "سيد شعلان" مدير المصنع اللي كان شغال فيه رامي حسنين".. 
"شنطتي".. قالتها "إسراء" وهي تجذب حقيبتها من يد إحدي الواقفين بعنف.. 
على مضض ابتعد" فارس" بنظره عنها، ونظر لذلك الشخص وتحدث بصرامه قائلاً.. 
"ليه متصرفش لأهل "رامي" معاشه لغاية دلوقتي يا استاذ سيد؟!".. 
إجابه قائلاً.. "لأنه اترفد من الشغل يا فندم بعد ما اتمسك وهو بيسرق".. 
" أخرس قطع لسانك.. انا جوزي أشرف منك، ومن اللي مشغلهم كلهم".. 
صرخت بها "إسراء" بغضب عارم، وصمتت لبرهه وتابعت بهدوء مريب.. 
"يا سيد يا حرامي يلي بتسرق الراجل!"...
نظرت ل" فارس" وأكملت بأسف مصطنع.. 
"المغرور دا ولبستها لجوزي الغلبان، وموته بحسرته بعد ما اتهمته أن هو اللي سرق.. بس ربك مبيرضاش بالظلم وخلي جوزي يحكيلي تاريخكم الأسود كله، وكنت ناويه أقوله لصاحب الشركة"..
شحبت ملامح" سيد" وازداراد لعابه بصعوبه، وهو يتنقل بنظره بينها، وبين "فارس" الواقف يتابع كل ما يحدث بصمت، وهدوء مريب.. 
أخذت "إسراء" نفس عميق، ونظرت ل
"فارس" بستحقار، واكملت قائله.. 
" بس اطمن يا سيد يا حرامي انا مش هحكي لولي نعمتك عن عمايلكم السوده خصوصاً بعد ما شوفت كمية الغرور اللي عنده دي"..
أنهت جملتها، وسارت من أمامهم جميعاً.. ليسرع "سيد" ويتحدث بخوف ظاهر على محياه.. 
"دي بتكدب يا فارس باشا.. انا شغال مع سيادتك من اكتر من 15سنه من أيام محمد باشا والد حضرتك،وتاريخي يشهد عليا".. 
أشار له "فارس" بالصمت، وسار من أمامه وهو يقول.. 
" هاتلي ملف رامي دا على مكتبي حالاً".. 
"أمرك يا باشا".. 
انتظر حتي اختفي "فارس" عن عينيه، ونظر لإحدى الواقفين جواره، وتحدث بأمر.. 
" البت دي لازم تحصل جوزها بأسرع وقت.. قبل ما تقول للباشا اللي تعرفه عننا.. عايزها تموت من غير نقطة دم.. تقطعوا عنها أي وسيلة مساعده.. خليها تموت من الجوع ومتلقيش اللقمه.. مفهوم".. 
ابتسم له رجل ابتسامة شريره مردداً.. 
"طبعاً مفهوم.. دي يا رقبتها يا رقبتنا يا كبير".. 
بينما بعث" فارس" رساله للحرس الخاص به محتواها.. 
"عايز حراسه مكثفه على البنت اللي هتخرج من الشركة دلوقتي".. 
حرك رأسه بيأس محدثا نفسه.. 
"مش هيسبوها بعد كلامها دا".. 
نهاية الفلاش بااااك.. 
ارتجل سيارته،وقاد بنفسه خلفه سيارات الحراسه الخاصه به متجه نحو العنوان التي تتواجد به تلك الساحره.. 
كانت "إسراء" تستعد للنهوض بعد جلوسها فتره على جانب الطريق حين داهمها دوار عنيف، وبدأ جسدها يرتجف بوضوح.. وتتعرق بغزاره رغم انها تشعر ببروده شديده تكاد ان تكسر عظامها.. 
استطاعت الوقوف بصعوبه بالغه، وسارت نحو إحدي المتاجر،وهمت بدفع الباب الزجاجي.. ليوقفها رجل الأمن الواقف على الباب قائلاً.. 
"ملكيش شغل هنا يا ست.. اتكلي على الله يله".. 
تلاحقت أنفاسها دليل على شدة تعبها، ونظرت له بذهول، وبصوت ضعيف قالت.. 
"انت عرفت إزاي اني هسأل على شغل؟!، وبعدين ما انتو معلقين ورقه على الباب أهي طالبين ناس تشتغل".. 
"يله يا ست من هنا الله لا يسيئك مش ناقصين نصايب".. 
قالها الرجل بنبره راجيه، وعينيه زائغه بينها، وبين سيارة زجاجها عاتم تقف على مقربه منهما.. 
امتلئت أعين "إسراء" بالعبرات وبعدم فهم حدثت نفسها.. 
"هو أيه اللي بيجرالي دا يا ربي.. كل ما أدخل مكان يقولولي ملكيش شغل عندنا.. أروح فين بس يارب.. انا تعبت أوي".. 
اندفعها بالحديث جعلهم يضعوها داخل دائره مغلقه.. هما مجموعه من الرجال الفاسدين يعملون داخل شركة الدمنهوري.. يمحون كلاً من يكتشف العيبهم، وهي اعلنتها صريحه انها تعلم عنهم كافة شئ.. 
ظلت تسير بالطرقات بلا هواده.. خطواتها مرتجفه تدل على شدة تعبها..
عينيها تملؤها العبرات، ولكنها تأبي الهبوط..
ضاقت عليها من جميع الجهات.. تقفلت بوجهها كل الأبواب..
كيف ستعود للمنزل بدون علاج لوالدتها، وطعام لصغيرتها؟!..
ظلت تسير حتي توقفت بجوار إحدي المطاعم.. تطلعت على الجالسين بالداخل تتابعهم بخجل واحراج شديد، وقلب يعتصر ألماً مبرحاً يكاد ان يزهق روحها..
اذدردت لعابها بصعوبه، والقت بكل شئ عرض الحائط وأولهم كرمتها، وعزة نفسها..
رسمت ابتسامة هادئه على ملامحها الفاتنه الحزينه،وخطت نحو الداخل حتي وصلت لإحدى العاملات بالمكان، وتحدثت بصوتها الناعم قائله..
"لو سمحتي يا انسه مش عايزين حد يشتغل معاكم هنا؟!"..
رمقتها الفتاه بنظره منذهله لثيابها الغير منمقه واجابتها بأسف..
"لا مش عايزين"..
اقتربت منها "إسراء" خطوه، وهمست بستحياء ورجاء قائله..
"طيب ممكن تديني اي حاجه أكلها حتى لو بواقي اكل من اللي بترموه؟"..
شهقت بفزع حين قبض على معصمها يد قويه.. استدارت تنظر بغضب لصاحب تلك اليد ..
 لتتسع عينيها حين وجدت ذلك الرجل الذي تلقبه هي ب "المغرور"..
جحظت أعين" فارس" حين لمح شحوب وجهها الشديد، وتحدث بنبره حاول جعلها لينه، ولكنها خرجت جامده كعادته.. 
" أهدي يا إسراء انا هنا علشان أساعدك".. 
"مش عايزه مساعده منك أنت بالذات".. 
همست بها بضعف، وهمت بدفع يده بعيداً عنها بعنف، ولكن خانها جسدها.. لهنا ولم تحتمل أكثر.. انقطعت أنفاسها وشعرت أن روحها تنسحب من جسدها، وبلحظه كانت استسلمت لدوارها، وسقطت بين يديه فاقده الوعي
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
جرئ!!..
"أنت بتخرف بتقول ايه يا جدع انت؟!".. 
قالها "تامر" بغضب عارم ، وهو يقبض على عنق إحدي رجال "سيد شعلان".. 
دفعه الرجل بعيداً عنه بعنف، وتحدث بلا مبالاه قائلاً.. 
"وانا مالي يا عم تامر أنا بقولك شوفت مرات أخوك بعيني، والباشا فارس الدمنهوري شيلها على ايده وركبها عربيته، وجيت أقولك علشان انت ابن منطقتي، وميصحش أشوفك بقرون لامؤاخذه.. تقوم انت سايب المعزه السايبه اللي عندكم وتمسك فيا انا؟!".. 
انهال عليه "تامر" بلكمات عنيفه متتاليه، وبثقه تحدث قائلاً..
"مرات أخويا أشرف من الشرف يا ابن ال***"..
أسرع الماره بالطريق بابعادهم عن بعضهما.. ليصرخ الرجل بغيظ شديد قائلاً..
" لو مش مصدقني روح شوفها بنفسك في قصر الدمنهوري.. أكيد هيخدها على هناك زي كل مره.. وساعتها هتعرف انها خلصت من أخوك علشان تعرف تاخد راحتها مع صاحب الشركه"..
تعمد رفع صوته بكلماته السامه حتي يتسبب بفضيحه على الملأ.. 
رمقه "تامر" بنظره حارقه، وركض مسرعاً نحو منزل زوجة شقيقه.. كانت ملامحه لا تبشر بالخير وكأن شياطين الأرض تملكت منه وتدفعه بقوه لارتكاب جريمة قتل .. أقسم ان رأي" إسراء" الآن لن يتركها إلا وهي جثه هامده لا محاله..
وصل للمنزل وخطي مندفعاً نحو الداخل.. لتقابله زوجته
"إيمان" التي شهقت بعنف فور رؤيته بهذا الشكل، وتملك الفزع من قلبها حين رأته يصعد الدرج كل درجتين معاً متجه نحو شقة صديقتها الغاليه التي تعبترها بمثابة شقيقتها..
ركضت خلفه،وهي تردد اسمه بلهفه قائله.. 
"تامر.. استني رايح فين بس؟!".. 
كانت "إلهام" تداعب حفيدتها، وتحتضنها بحب شديد متمتمه.. 
"قلب ستك، ونن عينها يا ضنايا".. 
قبلتها مرات متتاليه.. 
"نسخه من أمك وهي صغيره يا إسراء.. سبحان الخالق المبدع.. ربنا يحفظك انتي وهي يا حبيبتي،ويرزقك يا إسراء يابنتي بفرحه قريبه تعوضك عن تعبك وحزن قلبك؟!".. 
انتفضت بهلع وبكت الصغيره بخوف حين اقتحم "تامر" الباب الخشبي المتهالك، واندفع للداخل، وهو يصرخ قائلاً.. 
"انتي فين يا مرات أخويا.. أنتي فين يا بنت الأصول ؟! "..
"أهدي يا تامر.. مينفعش اللي بتعمله دا".. 
هتفت بها" إيمان" ببكاء، وهي تمسك ذراعه تسحبه نحو الخارج.. 
دفعها بعنف بعيداً عنه.. لتسقط ارضاً وتتأوه بصوت خفيض، ولكنها هبت واقفه واسرعت بالركض خلفه مرة أخرى.. 
اندفع هو لداخل الغرفه الوحيده الجالسه بها "إلهام"، ووقف أمامها مباشرة وتحدث بأنفاس متهدجه تدل على شدة غضبه.. 
"بنتك فين يا إلهام؟".. 
نظرت له "إلهام" بذهول، وتحدثت بخوف من هيئته قائله.. 
"في ايه يا تامر يا ابني.. عايز ايه من إسراء؟!".. 
مال "تامر" عليها قليلاً، وصرخ بوجهها فجأه قائلاً .. 
"انا مش ابنك.. انتي واحده متعرفيش تربي،وردي عليا قوليلي فين بنتك الصايعه اللي مرافقه صاحب الشركة وقتلت أخويا علشان يخللها الجو معاه يا إلهام؟!".. 
لطمت "إيمان" وجنتيها وازدات نشيجها، وهي تستمع لحديث زوجها اللازع.. 
بينما اشتعلت أعين "إلهام" بالغضب، وضمة حفيدتها بيد، ودفعته بيدها الأخرى بكتفه بكل قوتها مردده بصراخ هي الأخرى.. 
" أخرس يا قليل الأدب.. قطع لسانك.. انا بنتي متربيه احسن تربيه، وصاينه شرف أخوك وهو في قبره، ويله اطلع بره من هنا.. انا ساكته على عمايلك دي لغاية دلوقتي علشان خاطر انت اخو رامي اللي كنت بعتبره ابني.. لكن توصل انك تتهجم عليا بالمنظر دا وتغلط في بنتي.. يبقي تطلع بره بدل ما ألم عليك الناس واعملك محضر في القسم كمان".. 
أبتسم لها "تامر" ابتسامة مصطنعه، وتحدث بهدوء مخيف قائلاً.. 
" عندك حق.. بنتك وانتي أدري بيها وبتربيتها".. 
توجه بنظره للصغيره التي تختبئ بخوف داخل حضن جدتها، ومد يده جذبها منها بالقوه غير عابئ لصرختها، وصرخات "إلهام" تردد بنبرة متوسله.. 
"سيب البت يا تامر.. حرام عليك.. سيب البت هتكسر ايديها".. 
"بنت أخويا.. لحمي،وانا أولى بيها، وبنتك اللي مرمغت شرف أخويا في الطين، والله ما هسبها".. 
قالها وهو يسير بالصغيره نحو الخارج بعدما تمكن من أخذها من جدتها بصعوبه.. 
اقتربت" إيمان" بلهفه تساند "إلهام" التي أوشكت علي السقوط من أعلى الفراش وساعدتها على الاعتدال بجلستها وهي تقول بنحيب.. 
" حقك عليا أنا يا خالتي، واهدي ونبي وانا هجبلك إسراء لما تامر يهدي".. 
ضربت "إلهام" بكلتا يدها على صدرها مردده ببكاء حاد.. 
"خد البت يا إيمان.. خد مني البت.. أقول لامها ايه لما ترجع.. يا حرقة قلبك يابنتي اللي مش عايزه تهدي، ولا تنطفي".. 
رفعت عينيها الباكيه للسماء وصرخت بحرقه من صميم قلبها.. 
" ظلموا بنتي ياااارب.. اتهموها في شرفها، وبنتي عفيفه، وانت عالم بيها ياارب.. اااه يا إسراء.. أنتي فين يا ضنايا".. 
.. داخل قصر الدمنهوري.. 
صف "فارس" سيارته، وهبط منها حامل بين يديه "إسراء" الغائبه عن الوعي..
سار بها بخطي مسرعه نحو الداخل.. لتقابله امرأه بأواخر عقدها الرابع.. ذات وقار وهيبه شديده..
عقدت حاجبيها ورمقته بنظره مندهشه مردده..
"فارس..ايه اللي بيحصل دا؟!"..
وجهت نظرها ل "إسراء" وتابعت بفضول..
"ومين دي؟!"..
"هقولك يا عمتي..بس قوليلي الدكتوره اللي بعتها على هنا وصلت، ولا لسه؟"..
قالها "فارس" وهو يصعد بها الدرج وعينيه مثبته على ملامح "إسراء" الفاتنه رغم شحوب وجهها..
"اسمي ديجا يا ولد أنت فاهم، واياك تقول عمتي دي تاني".. 
قالتها "خديجه" بغيظ، وهي تصطك على أسنانها.. 
وصعدت خلفه الدرج بلهفه، وفضول شديد.. 
"انا هنا يا فارس باشا"..
أردفت بها الطبيبه، وهي تنتفض واقفه، وتركض بهروله خلف "فارس" الذي تحدث بأمر..
"تعالي ورايا بسرعه"..
انتقي غرفه تقع جوار غرفته الخاصه، وسار بها لداخلها..اقترب من الفراش، ووضعها بحرص وهو يتأملها بنظره إعجاب واضحه.. لكنه اخفاها سريعاً.. 
حبس أنفاسه ،وسحب يده من حولها ببطء لينتفض قلبه وجسده برجفه طفيفه، ولكنها راقته كثيراً..
اعتدل واقفاً يهندم ثيابه بهنجعيه، وقد عادت ملامحها الصارمه، وتحدث بنفاذ صبر موجهاً حديثه للطبيبه التي تنظر له بنبهار، وهيام.. 
"ما تشوفي شغلك يا ماما!!".. 
تنحنحت الطبيبه بحرج، واقتربت من "إسراء" وبدأت تفحصها بدقه تحت أنظار "فارس" الجامده، ونظرات "خديجه" له العابثه حين شعرت بقلقه الذي يجاهد بأخفاءه.. 
بدأت الطبيبه تبعد عن "إسراء" حجابها ليظهر خصلات شعرها الحريريه بلونهم الكستنائي الساحر، وهمت بخلع عبائتها.. 
لتسرع "خديجه" نحو "فارس" بخطوات هادئه، وسحبته من يده نحو الخارج متمتمه بخجل.. 
"استني بره يا ولد يا فارس يا نوتي"..
رفع حاجبيه بدهشه مردداً كلمتها..
"نوتي؟!"..
أشار على جسده مفتول العضلات مكملاً..
"كل دا ونوتي إزاي يا عمتي؟!"..
"اممممم"..دمدمت بها "خديجه" بتحذير.. لتتعالي ضحكات "فارس" وأشار لها أن تهدأ وهو يقول..
"طيب خلاص متزعليش يا ديجا، وادخلي للبنت اللي جوه دي، ولا ادخلها انا"..
لكزته بقبضة يدها بكتفه برفق، وعادت لداخل الغرفه،وهي تقول قبل أن تغلق الباب..
"يا سلام على الانسانيه.. يا سلام على الشهامه اللي نزلت عليك.. بس انا فهماك كويس يا ابن أخويا، وعارفه انك هتموت وتشوف البنت لابسه أيه تحت هدومها".. 
" دي حقيقه فعلاً".. قالها "فارس" بابتسامة لعوب..
 لتتورد وجنتي "خديجه" بحمرة الخجل، وبغضب مصطنع قالت.. 
"مافيش فايده فيك..خليك انت هنا وانا هفضل معاها، وإياك تدخل يا فارس.. خليك مؤدب مره واحده، ولما اخرجلك هتحكيلي كل حاجه بالتفصيل.. فاهم"..
أنهت جملتها واغلقت الباب بوجهه.. جعلته يعض شفتيه السفليه بغيظ مغمغماً..
"ماشي يا عمتييييي"..
مسح على جبهته صعوداً بشعره كاد ان يقتلعه من جذوره من شدة غيظه محدثا نفسه..
"مؤدب إزاي بس يا ديجا بعد ما شوفت بيجامتها الروز اللي طيرت عقلي المره اللي فاتت"..
تراقصت ابتسامة ماكره على محياه الوسيمه مكملاً..
"ياتري لابسه لون أيه المرادي تحت عبايتك اللي تجنن دي يا إسراء؟!"..
رفع إحدي حاجبيه، وهم بفتح باب الغرفه وهو يقول..
"وانا هحير نفسي ليه.. انا هدخل أعين بنفسي"..
اوقفه رنين هاتفه.. فأخذ نفس عميق، وضغط زر الفتح وتحدث بصرامته المعهوده قائلاً..
"ايه الأخبار؟!"..
اجابه الطرف الأخر على الفور..
" كل اللي قولته حصل فعلاً بالحرف يا فارس باشا.. رجالة سيد وصلوا ل تامر أخو رامي وبلغوه بوجود مرات أخوه في القصر عند سيادتك.. بقي زي المجنون، وطلع على بيت مرات أخوه خد البنت الصغيره واحنا وراه دلوقتي.. شكله جاي عند سيادتك في القصر"..
ساد الصمت لبرهه.. قطعه "فارس" بتساؤل..
"وجدة البنت فين دلوقتي، وإزاي سبته ياخد البنت بالسهوله دي؟"..
"احنا عرفنا ان جدتها قعيده،وللأسف سمعنا صوتها وهي بتصرخ وبتنادي عليه زي المجنونه"..
أطبق "فارس" جفنيه بعنف، وتحدث بأمر قائلاً..
" ابعت عربيه تجيب جدتها على القصر هنا حالاً، وخليكم ورا تامر دا، وبلغوني بكل جديد"..
" تحت أمرك يافندم"..
أغلق هاتفه، وهم بفتح الباب مره أخرى.. لتسبقه "خديجه" التي فتحت الباب، وتحدثت بفزع وخوف ظاهر على ملامحها..
"فارس الحق البنت حالتها صعبه أوي و؟"..
لم ينتظر لسماع باقي جملتها، واندفع نحو الداخل دون أرادته حتي أصبح بجوار "إسراء" على الفراش التي بدأت تتشنج بقوه،وتصطك على أسنانها بعنف، وعينيها زائغه..
أسرع بأحتوائها داخل ذراعيه كمحاوله منه لتهدائتها، ونظر للطبيبه نظره ارتعد قلبها منها، وهو يقول بصوت عالِ للغايه.. 
"ايه اللي بيحصلها دا انطقي"..
اجابته الطبيبه بصوت مرتجف..
"درجة حرارتها عاليه جداً بسبب التهاب شديد في جرح ايديها، ولازم ننزل الحرارة بحمام ميه بارد حالاً"..
بلحظه كان حملها "فارس" بين يديه للمره الثانيه.. وخطي بها لحمام الغرفه.. أحكم يده حول خصرها، واوقفها على قدميه، وفتح صنبور المياه بيده الأخرى.. لتنهمر المياه البارده فوقهما جعلتها تشهق بقوه، وتنكمش داخل حضنه متمسكه بثيابه بكلتا يدها، وجسدها بدأ يهدأ قليلاً، وتهاوت بين يديه..
حاوطها بذراعيه سريعاً.. رأسها تتوسط عنقه، وانفاسها الساخنه تلفح بشرته تجعله يغلق عينيه بستمتاع متمتماً..
"طلعتيلي منين"..
"رامي".. 
همست بها بصوت يكاد يسمع، وهي تحاوط عنقه بوهن، وتتأوه بتعب شديد،وبدأت تبكي بضعف وتهذي بكلمات اعتصرت قلبه حين قالت..
"متسبنيش.. خدني من الدنيا دي.. انا تعبت"..
"مش هسيبك"..
همس بها داخل أذنها وهو يزيد من ضمها بقوه داخل صدره..
بمكان أخر..
"سيد بيه الواد اخو رامي واخد بنته وطالع على قصر الدمنهوري"..
قالها إحدي رجاله بخوف شديد.. 
ليصرخ "سيد" بأمر قائلاً.. 
"أوعى يدخل بالبنت الصغيره القصر.. لازم تفضل بره.. دي اللي هتجيب رقبة أمها تحت رجلينا"..
"يعني نعمل ايه يا بيه؟!".. 
اجابه "سيد" بشيطانيه.. 
" امنعه يوصل بيها للقصر بأي طريقه،هدده.. خوفه.. اضرب عليه نار.. المهم البنت تفضل بره سطوة الدمنهوري.. علشان طول ما هي بره أمها هتخرج وتبقي عايزه تشوفها، وساعتها تجبلي خبرها".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
داخل قصر الدمنهوري.. 
بعد مرور عدة دقائق أغلق "فارس" المياه البارده التي تنهمر بغزاره عليه هو و "إسراء" التي بحاله يرثي لها بين يديه.. 
قام بجذب منشفه كبيره ولفها بها بأحكام، لتسرع "خديجه" الواقفه تنظر بشفقه ل "إسراء" التي تجاهد لفتح عينيها، ولكن شدة تعبها لم تسعفها.. 
جلبت منشفه أخرى صغيره ووضعتها على شعرها، وحملها "فارس" بين يديه، وسار بها للخارج بخطوات حذره خلفه "خديجه" تتحدث ببكاء ونبره راجيه.. 
"على مهلك عليها يا فارس.. البنت شكلها بتموت ولا أيه؟!".. 
جملتها جعلت قلبه ينتفض بفزع لا يعلم سببه، وشدد من ضمها لصدره مغمغماً بهدوء مصطنع.. 
"أهدي يا ديجا.. أول ما حرارتها تنزل هتبقي كويسه".. 
جلس بها على الفراش، ووضعها بحرص عليه ودثرها جيداً بالغطاء مكملاً بنبرة تهديد.. 
" مش كده يا دكتوره".. 
"احححم انا هعمل كل جهدي، وإن شاء الله هتبقي كويسه  جداً يا فارس باشا".. 
أردفت بها الطبيه وهي تقوم بتعبئة وتجهيز بعض الحقن والمحاليل الطبيه، وبعمليه تابعت.. 
"بس لازم نغير لها الأول هدومها المبلوله دي قبل ما اعلقلها المحلول، والأفضل لو ننقلها المستشفى؟!".. 
"هجبلك المستشفى لحد هنا، بس هي مش هتخرج من القصر".. 
قالها" فارس"، وهو يعدل وضع "إسراء"، وهم بخلع المنشفه عنها.. لتشهق "خديجه" بعنف، وتركض نحوه امسكت يده وهي تقول بدهشه.. 
" أنت بتعمل أيه يا ولد؟!".. 
اجابها "فارس" ببرود.. 
"هقلعها الهدوم المبلوله!!".. 
"أنت ليه مصر تحسسني إني مربتكش فستو ثانيه يا فارس؟!".. 
قالتها "خديجه" ببكاء مصطنع، وهي تسحبه من يده بقوه حتي هب واقفاً ودفعته لخارج الغرفه مكمله بأمر.. 
"اتفضل على اوضتك غير هدومك أنت كمان، وانا هجبلها هدوم من عندي، وهغيرلها".. 
على مضض سار معها للخارج.. بينما عينيه مثبته على تلك الجميله النائمه محدثا نفسه بنبهار.. 
" ساحره".. 
وجه نظره للطبيبه وتحدث بصرامه، وحده.. 
"خلي بالك منها، وكلمي المستشفى تبعتلك كل اللي تحتاجيه.. المهم عايز أشوفها كويسه بأسرع وقت.. مفهوم".. 
"مفهوم يا فارس باشا".. 
أغلقت "خديجه" باب الغرفه خلفهما، ونظرت ل "فارس" بابتسامه عابثه مردده.. 
"غير هدومك على ما أغير للبنت هدومها، وهجيلك علشان تفهمني أيه اللي بيحصل دا بالظبط يا فارس باشا".. 
أنهت جملتها، وربتت على كتفه برفق، وسارت نحو غرفتها بخطوات مسرعه.. 
نظر"فارس" لغرفة تلك من يدعوها بالساحره متمتماً بسره.. 
"ياتري لما تفوقي وتعرفي انك في بيت فارس الدمنهوري اللي كل الستات تتمني تعدي بس من قدامه هتعملي ايه؟! ".. 
ابتسم بمكر مكملاً.. 
"شكلنا هنتسلي، ونقضي وقت لذيذ سوا يا إسراء".. 
بدأ يفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر، وهو يسير نحو غرفته.. بل جناحه الخاص.. 
.........................................
.. بالقرب من قصر الدمنهوري.. 
يقف "تامر" حامل بيده "إسراء" الصغيره، ويتحدث بغضب بصوت خفيض حتي لا يزعجها قائلاً.. 
" أنت ماشي ورايا ولا ايه يا عماد؟!".. 
"يا جدع أنت قولتلك انت ابن منطقتي، وميهونش عليا اشوفك بضيع كل حاجه في لحظة غضب..انت لو روحت ببنت أخوك لقصر الدمنهوري هتتاخد منك، وهتبقي خسرت أخوك وبنته كمان.. عشان كده جريت وراك، وقولت انبهك للصح".. 
قالها "عماد" بخبث.. 
زحف القلق،والخوف لقلب "تامر"، وضم الصغيره لصدره بلهفه، ونظر ل "عماد" وقال بتهكم..
 "وايه هو بقي الصح اللي انت يا عماد هتنبهني ليه؟!".. 
جذبه "عماد" نحو التاكسي الخاص به، ودفعه للداخل برفق مكملاً بجديه.. 
"تعالي بس نقعد في العربيه خليني أفهمك".. 
تنهد "تامر" بنفاذ صبر مغمغماً.. 
" اخلص يا عم عماد في ام يومك دا مش فايق لرغيك".. 
"لما تسمعني هتعرف ان كلامي صح وهتشكرني".. 
أردف بها "عماد" بثقه وهو يستدير حول السياره وجلس بجواره بمقعد السائق، وتابع قائلاً بما املاه عليه ذلك الشيطان المسمي ب "سيد".. 
"دلوقتي انا قبل ما أجيلك شوفت رجاله فارس الدمنهوري وهما بياخدو ام مرات أخوك ورايحين بيها على القصر عند بنتها.. تقوم أنت رايحلهم برجلك بالبت الصغيره،وطبعاً أمها هتصرخ وتمسك في بنتها، وانت مش هتقدر تقف أدام فارس باشا دا".. 
ابتسم بنتصار حين لمح القلق، والخوف ظهر على وجه "تامر".. بدأ يقود سيارته مبتعداً عن محيط قصر الدمنهوري، وهو يقول.. 
" بنت أخوك أنت أولى بتربيتها، واطمن طول ما هي معاك يبقي هتجبلك أمها لغاية عندك، وساعتها هتعرف تاخد منها تار أخوك، وتريحه في نومته، وليك عليا هكلملك كل رجاله الحته، والسواقين حبايبي اللي يتمنو يخدموني وهنكون في ضهرك، ولو فارس دا فكر يبعت الحرس بتوعه علشان ياخد منك البت هتبقي عاركه هيطير فيها رقاب يا صاحبي".. 
........................................ 
.. داخل جناح فارس.. 
يقف أمام المرآه يمشط خصلات شعره الحريريه بعنايه.. امسك زجاجه عطره المفضل ذو الرائحه المثيره، ونثر منها الكثير،وهم بالخروج من الغرفه متجه نحو تلك الساحره، 
ولكن طرقات رقيقه على الباب يعلم هو صاحبتها جعلته ينفخ بضيق، ويقول بملل.. 
"ادخلي يا ديجا عارف انك مش هتسكتي غير لما تعرفي كل حاجه".. 
"بالظبط كده".. 
قالتها "خديجه" بعدما خطت للداخل، واغلقت الباب خلفها، وسارت نحو أقرب مقعد واضعه قدم فوق الأخرى وبأمر قالت.. 
"احكي حالاً".. 
تنهد "فارس" وهو يقول.. 
"قولتلك هحكيلك بس خلينا نطمن على إسراء الأول".. 
ضيقت عينيها، ورمقته بنظره متفحصه،وهي تقول.. 
" اطمن يا فارس.. إسراء أخدت الدوا اللازم وراحت في سابع نومه، والدكتوره جنبها، وقالت مش هتفوق قبل الصبح.. فتفضل احكي بالزوق وفهمني ايه اللي بيحصل.. علشان انا مش ابجوره في البيت دا".. 
أخذ "فارس" نفس عميق، وبدأ يخبرها بكافة شئ حتي انتهي.. 
" يعني "إسراء" دي للدرجاتي ساذجه علشان تقولهم انها عارفه عنهم كل حاجه، وانهم حرميه، وفاكره انهم هيسبوها في حالها بعد كلامها دا؟! ".. 
هتفت بها "خديجه" بذهول.. 
حرك" فارس" رأسه بيأس متمتماً.. 
"ما انا بقولك انا بحياتي مشوفتش بغبائها".. 
ابتسم بإعجاب، وتابع بعبث.. 
"غبيه بس تجنن"..
لكزته "خديجه" بكتفه، وبتساؤل قالت.. 
" طيب انت ليه ساكت على اللي اسمه سيد دا بعد ما عرفت حقيقته؟ ".. 
ظهر الغضب على وجه" فارس" وبتعقل شديد اجابها.. 
"سيد دا انا ممكن افعصه هو واللي وراه كلهم.. بس كده مش هعرف أوصل للراس الكبيره"..
عقدت "خديجه" حاجبيها قائله.. 
"مش فاهمه قصدك؟".. 
"فارس".. "يعني سيد دا مجرد ديل لتعبان كبير.. لو قطعته التعبان هيهرب وهيفضل عايش مش هيموت.. فدلوقتي انا ماسك ديل التعبان اللي هو سيد،وعن طريقه هوصل لراس التعبان، واقطعها من جذورها".. 
" ولحد ما توصل لراس التعبان "إسراء" هتفضل معانا هنا؟! ".. 
أردفت بها "خديجه" بدهشه.. ليدهشها" فارس" اكثر حين قال بابتسامه مصطنعه، وهو يحرك رأسه بالايجاب.. 
"هي ووالدتها وبنتها اللي جاين في الطريق".. 
همت "خديجة" بالرد عليه.. لكن طرقات على الباب وصدع صوت إحدي العاملين بالمنزل بإحترام قائلاً.. 
" فارس باشا رئيس الحرس عايز يقابل سيادتك، ومعاه واحده ست"..
هب "فارس" واقفاً، واتجه نحو الخارج وهو يقول.. 
"دي اكيد والدتة إسراء"..
" استني خدني معاك أرحب بيها.. دي مهما كان في بيتنا، وأكرام الضيف واجب".. 
قالتها "خديجة" وهي تسير بجواره لخارج الجناح.. 
........................... 
بردهة القصر.. 
دفع إحدي الحرس الكرسيي المتحرك التي تجلس عليه "إلهام" الباكيه بصمت.. 
" أهلاً وسهلاً يا مدام إلهام".. 
قالها" فارس" وهو يقترب منها بخطواته الرزينه الواثقه حتي توقف أمامها مباشره مكملاً.. 
"انا فارس الدمنهوري صاحب الشركه اللي جوز بنتك كان شغال فيها".. 
"بنتي.. هي فين بنتي.. دي خارجه تعبانه أوي اصبح، وانا قولتلها متخرجش مسمعتش كلامي، واديني مش عارفه هي فين دلوقتي".. 
قالتها "إلهام" ببكاء حاد..
لتقترب منها "خديجه"، وتربت على ظهرها بحنان قائله.. 
"متخفيش إسراء هنا معايا فوق".. 
نظرت لها "إلهام" وقالت بلهفه.. 
"بنتي هنا.. هي فين..هي كويسه.. حصلها حاجه.. ابوس ايدك وديني عندها.. عايزه اطمن عليها".. 
جلس" فارس" على أقرب مقعد وتحدث بتعقل قائلاً.. 
"مدام إلهام أهدي من فضلك، واطمني إسراء كويسه،وهتطلعي تشوفيها وتطمني عليها كمان بس لازم اتكلم معاكي الأول".. 
"إلهام" بابتسامه من بين دموعها.. "انت يا ابني شكلك راجل شهم، و زوق زي ما إسراء بنتي قالتلي عنك".. 
اعتلت ملامح "فارس" الدهشه، وتحدث بذهول قائلاً.. "إسراء قالتلك عني كده؟!".. 
اجابته" إلهام" بتلقائيه.." ايوه يا ابني شكرتلي في أخلاقك، وقالتلي انك هتساعدها تاخد معاش جوزها الله يرحمه"..
انبلجت ابتسامة على وجه" فارس"قمعا سريعاً.. حين اجهشت" إلهام"بالبكاء وتابعت برجاء.. 
" بس الله لا يسيئك يا ابني ساعدنا نرجع بنت إسراء اللي عمها خدها مني غصب عني..اسراء روحها في بنتها، ومتقدرش تبعد عنها لحظه واحده".. 
أثناء حديثها صدع صوت رنين" فارس".. 
" لحظه واحده وابقي معاكي".. 
أنهى جملته، وأجاب على الفور..
"ايه الأخبار"..
"تامر ركب تاكسي، وشكله راجع بيته، واحنا وراه يا فارس باشا".. 
" خليكم وراه، واستني مني تليفون".. 
قالها "فارس" وأغلق الهاتف، ونظر ل" إلهام" وقال بهدوء.. 
"انا عرفت اللي تامر عمله معاكي، والكلام اللي قاله في حق بنتك، وانا اقدر اجيب بنت إسراء منه في غمضة عين.. بس هجيب البنت من عمها بصفتي ايه؟!.. لو عملت كده هبقي بأكد كلامه علينا فعلاً ".. 
ابتلعت" إلهام" ريقها بصعوبه وهي تقول.. 
"عندك حق يا ابني"..
جحظت أعين"إلهام" حين قال "فارس".. 
"علشان كده انا بطلب منك ايد إسراء يا مدام إلهام".. 
نظرت له" إلهام" نظره يملؤها الحزن، وبأسف قالت.. 
" بنتي مستحيل توافق تتجوز بعد جوزها يا ابني".. 
جملتها اشعلت غضب "فارس" ولكنه تحكم بغضبه، وقال بثقه.. 
" مافيش حاجه اسمها مستحيل،وانا واثق انها هتوافق".. 
تابع محدثا نفسه بغرور.. 
"متقدرتش ترفض فارس الدمنهوري".. 
لتحرك" إلهام" رأسها بالنفي وبثقه عمياء قالت.. 
" بنتي مش هتوافق.. دي بتعشق جوزها، ومش هتكون زوجه لغيره".. 
صك" فارس" على أسنانه، وهب واقفاً وهو يقول بتحدي.. 
"هتوافق.. انا هخليها توافق".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أشرقت شمس صباح يوم جديد.. 
"فارس".. 
لم يغمض له جفن.. ظل طيلة الليل بغرفة الرياضه المتواجده داخل الجناح الخاص به..يفكر بما يحدث له، وظهور تلك الساحره بحياته التي تجعل ابتسامته تظهر على محياه الصارمه كلما تذكر نظرة عينيها الحزينه.. ابتسامتها الزائفه.. ملامحها الملائكيه التي تروقه كثيراً.. 
توقف عن حمل الأوزان الثقيله رياضته المفضله، وأمسك منشفه قطنيه يجفف بها عرقه، وسار نحو الخارج بخطوات مهروله حين رأي إحدي الممرضات عبر شاشة عرض كبيره تظهر كل شبر داخل، وخارج قصره.. 
 تسير الممرضه نحو غرفة "إسراء"، وبجوارها إحدي العاملات بالقصر تقوم بسحب عربه صغيره موضوع عليها الطعام.. 
"ايه أخبار إسراء هانم دلوقتي؟!".. 
قالها "فارس" بصوته الصارم..فأجابته الممرضه بعمليه قائله.. 
"الحمد لله يا فارس باشا.. الحراره بدأت تهدي شويه.. بس الهانم رايحه في سابع نومه. حاولنا كذا مره نصحيها، ومش عارفين، ووالدتها طلبت نسبها وهي هتصحيها بس للأسف نامت جنبها، ولازم الهانم تصحي علشان تاكل، وتاخد باقي علاجها".. 
"أنا هصحيها".. 
قالها "فارس" وهو يسير نحو الغرفه وفتح الباب، وخطي للداخل دون أدنى أستأذن.. 
كانت "إلهام" تجلس بجوار "إسراء" بعدما أصرت أن تظل بجانبها رغم إلحاح "خديجه" عليها حتي تستريح بغرفه بجوار غرفتها، وتترك الطبيبه والممرضات برفقة "إسراء".. 
غلبها النعاس بعد ساعات طويله من البكاء الشديد حين رأت مدي تعب وضعف وحيدتها..فنامت بثيابها،وحجابها وهي جالسه.. 
صوت أنين هامس جعلها تفتح عينيها بفزع، وشهقت بصوت خفيض عندما وجدت "فارس" يقوم بحمل "إسراء" الغارقه بالنوم أثر دوائها،
ولف يده حول خصرها ورفعها قليلاً ، وأسرع بالجلوس خلفها على الفراش جعل ظهرها مقابل صدره.. 
جحظت أعين "إلهام" من فعلته هذه التي أصابتها بالصمت للحظات.. انتبه "فارس" لها.. فنظر نحوها بابتسامة وهو يقول.. 
"صباح الخير يا مدام إلهام".. 
"خير أيه يا بيه؟!".. أردفت بها "إلهام" بذهول وهي تتأمله بدهشه، وهو محتضن أبنتها بتملك، وجرائه شديده ملتف بكلتا يده حولها، ومستند بذقنه على كتفها.. 
بلحظه كانت مدت يدها، وأمسكت يد ابنتها تجذبها عليها ببعض القوه غير منتبه لتلك الابره الموضوعه بكفها مكمله بحده.. 
"حصلت تدخل عليا انا وبنتي واحنا نايمين؟!.. انا عارفه اننا في بيتك بس اللي بتعمله دا ميصحش يا بيه، واتقي الله، وأبعد إيدك عن بنتي".. 
"أهدي يا مدام إلهام، وحاسبي ايد إسراء فيها كالنه".. 
قالها "فارس" بلهفه وهو يزيد من ضم "إسراء" داخل صدره بحمايه.. 
لتبعد "إلهام" يده بعنف مغمغمه بغضب.. 
" يا بيه اختشي على دمك وسيب البت عيب كده".. 
اكملت بسرها.. 
" وانا اللي فكرتك محترم".. 
لم تعطيه فرصه للرد عليها، ونظرت للممرضه الواقفه تتابع ما يحدث بنظرات منذهله، وتابعت بأمر.. 
"انتي يلي واقفه تتفرجي.. شيلي السلك اللي في ايد بنتي دا أوام".. 
انصاعت الممرضه لها في الحال لتتفادي الأذى ليد "إسراء".. لتتمكن" إلهام" بضم وحيدتها بعدما تركها "فارس" بصعوبه، وهب واقفاً وتحدث ببرود قائلاً.. 
"ليه كل عميلك دي يا مدام إلهام!!.. انا طلبت ايد إسراء للجواز يعني هي بقت في مقام خطبتي"... 
عدلت" إلهام" وضع "إسراء" على الفراش، ودثرتها بالغطاء جيداً.. حتي انها قامت برفع الغطاء على وجهها وشعرها..
ليرفع "فارس" حاجبيه وهو يقول بلهفه فشل في اخفائها.. 
"ابعدي الغطا عن وشها علشان نفسها".. 
تنهدت" إلهام" وتحدث بتعقل قائله.. 
"بنتي مش خطبتك لسه يا بيه، وحتي لو بقت خطبتك ميصحش تدخل عليها وهي نايمه وتحضنها بالشكل دا.. لأنها لسه مش حلالك، ومظنش انها هتكون.. إسراء مستحيل توافق عليك يا ابني.. فمتعشمش نفسك بحاجه مش هتحصل" .. 
صك" فارس" على أسنانه وهو يقول بغرور.. 
"بنتك مش هتكون غير مرات فارس الدمنهوري.. يعني ملهاش حرية ترفض".. 
أنهى جملته، وسار لخارج الغرفه بخطوات غاضبه.. تاركاً" إلهام" تنظر لأثره بخوف شديد من نبرة التهديد التي تملئ صوته.. 
أذداردت لعابها بصعوبه،وأسرعت بأبعاد الغطاء عن وجه ابنتها، وحدثتها برجاء قائله.. 
" إسراء فوقي يا ضنايا خلينا نروح بيتنا..انا عارفه انك تعبانه اووي.. بس قومي يا بنتي عشان نمشي من هنا الله لا يسيئك، ولما نروح هسيبك تنامي زي ما انتي عايزه".. 
خبطت على وجنتيها برفق مكمله بصوت تحشرج بالبكاء .. 
"يا بنتي قومي متوجعيش قلبي".. 
"ااه يا ماما مش قادره".. 
همست بها" إسراء" بضعف شديد دون ان تفتح عينيها، تأوهت بقوه أكبر وبدأت تفتح عينيها ببطء متمتمه بوهن.. 
" بنتي فين".. 
فتحت عيونها أخيراً ونظرت حولها بستغراب مكمله بتساؤل.. 
"احنا فين يا ماما؟!".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قوة!!..
"خديجه"..
كانت بطريقها نحو غرفة "إسراء" حين اندفع منها "فارس" بخطوات مسرعه ووجه يظهر عليه الغضب الشديد.. فهرولت خلفه وهي تقول بقلق..
"فارس.. مالك يا حبيبي.. حاجه حصلت؟!"..
دفع باب غرفته بقدمه، وخطي للداخل وبدأ ينزع كنزته السوداء ذات الحمالات العريضه، والقاها أرضاً وظل عاري الصدر.. رغم برودة الجو الشديده.. كان جسده يتصبب عرق غزيراً،
وانفاسه متهدجه.. يلتقطها بصوت مسموع.. لا يعلم ما السبب الحقيقي وراء سلب أنفاسه لهذه الدرجه..
اهو غضبه من حديث "إلهام" وثقتها بأن ابنتها سترفض الزواج به..
أم قربه من تلك الساحره.. حين ضمها داخل صدره.. أقسم بأنه لأول مره يذق طعم الدفء وهي بين ضلوعه..
أطبق جفنيه بعنف، ومسح على شعره بقوه كادت ان تقتلعه من جذوره مغمغماً من أسفل أسنانه..
"متقدرش ترفض طلبي.. دي ما هتصدق أكيد أني طلبتها للجواز"..
نظرت له "خديجه" بدهشه متمتمه..
"انت فعلاً بتتكلم جد يا فارس؟!.. عايز تتجوز البنت دي؟!.. انا لحد دلوقتي فكراك بتهزر!!"..
التزم الصمت، وخطي لداخل الحمام.. لتسرع خلفه "خديجه" التي أكملت بحده قائله..
"انا بكلمك رد عليا يا فارس باشا، ولا نسيت أني عمتك؟!"..
أخذ "فارس" نفس عميق يحاول به السيطره على غضبه العارم، والتفت لها، وتحدث بابتسامة يخفي بها مدي ألمه وحزنه..
" انتي مش بس عمتي يا خديجه.. انتي امي اللي ربتني، ورفضت تتجوز واكتفت بيا".. 
صمت لبرهه، وتابع بغصه مريره.. 
" رغم أني مش يتيم، وامي وابويا عايشين"..
ترقرقت أعين "خديجه" بالعبرات، واقتربت منه احتضنت وجهه بين كفيها، وبصوت متحشرج بالبكاء قالت..
"أنت ابني اللي مخلفتهوش يا فارس.. وعلشان كده بقولك بلاش تتجوز البنت دي.. مش لونك ولا شبهك خالص، وكمان انت ناسي انك خاطب بنت رئيس الوزاره؟!.. هتعمل مشاكل لنفسك انت في غني عنها.. خلينا نساعدها هي ووالدتها ونمشيهم من هنا.. أكتر من كده هتبقي بتجازف بكل حاجه.. انا خايفه عليك يا حبيبي"..
ربت" فارس" على يدها برفق، ورفع يده ومسح عبراتها التي هبطت على وجنتيها ببطء مدمدماً..
" اممم..خايفه عليا يا ديجا؟!.. شكلك نسيتي ابنك يبقي مين!"..
أنهى جملته، واختفي داخل غرفة الاستحمام ذات الزجاج العاتم الذي يمنع الرؤيه.. بينما توجهت "خديجه" نحو غرفة الملابس.. احضرت له ثيابه وعادت مره أخرى، وتحدثت بفضول قائله..
"طيب فهمني يا ابني.. انت ناوي على أيه بالظبط، واشمعني البنت دي اللي طلبتها للجواز على طول كده؟!"..
"بختار واحده تنفع تكون أم ولادي يا ديجا، و إسراء انسب واحده شوفتها لغاية دلوقتي"..
قالها "فارس" بصوت عالِ نسبياً لتستطيع "خديجه" سماعه من صوت هديل المياه الغزيره المنسكبه فوقه..
" إسراء!!!.. دي اللي اختارتها تكون أم أحفاد الدمنهوري يا فارس؟! "..
أردفت بها" خديجه" بذهول، وعدم تصديق..
ليغلق" فارس" المياه.. ومد يده لمئزر الحمام ارتداه على عجل، وسار للخارج.. لتعطيه "خديجه" ثيابه ببعض العنف، وهي ترمقه بنظرات عاتبه..
أخذها منها، وسار لغرفة الملابس اختفي بداخلها، وتحدث بتعقل، وهو يرتدي ثيابه..
" ايوه إسراء يا ديجا..البنت دي جميله فوق الوصف.. مش بس شكل.. لا كمان معدنها نضيف، ويمكن نادر.. انتي متخيله يا ديجا ان رغم فقرها الشديد دا وتقريباً مش لقيه تاكل إلا انها محافظه على شرفها.. في غيرها عندهم كل حاجه ومع ذلك معندهمش ريحة الشرف"..
انتهي من ارتداء ثيابه المنمقه.. عباره عن سروال جينز بلو بلاك، وكنزه زرقاء وحذاء رياضي أبيض اللون ذات ماركات عالميه..
اقترب من المرآه وبدأ يمشط شعره بعنايه حتي انتهي، وأمسك زجاجة العطر الخاص به نثر منه بكثره، والتفت ينظر للشاشه التي تظهر غرفة ساحرته وتابع بابتسامة إعجاب قائلاً..
"شوفتي إسراء جميله إزاي وهي في عز تعبها"..
اقترب للشاشه وتأمل "إسراء" الجالسه على الفراش بجوار والدتها.. شعرها الحريري متناثر على وجهها الملائكي بأعين منبهره مكملاً..
"عايزك تتخيليها يا ديجا.. لما تبقي مرات فارس الدمنهوري.. هخليها ملكه.. ملكة جمال، وهتكون ملكي لوحدي"..
تلاشت ابتسامته، وحل مكانها الغضب، وهو يري "إسراء" تغادر الفراش بضعف، وسارت نحو ثيابها، وبدأت ترتديها..
رفع "فارس" الصوت ليتمكن من الإستماع لحديثهما.. ليصطك على أسنانه حين استمع لصوتها الرقيق تقول بتعب.. 
"اطمني يا ماما هنمشي من هنا ومحدش هيقدر  يمنعنا، ولا حتي اللي اسمه فارس السافل دا".. 
شهقت "خديجه" بصوت خفيض وبذهول قالت.. 
"عرفت منين انك سافل يا ولد.. أنت عملت أيه بالظبط لما كنت عندها في الاوضة؟!".. 
"انا لسه معملتش حاجه يا ديجا.. بس شكلي هوريها سافلتي حالاً ".. 
قالها "فارس" وهو يسير لخارج جناحه بخطوات مسرعه..
........................................
.. بمنزل تامر.. 
تجلس "إيمان" حامله الصغيره" إسراء " وتضمها بحب شديد، وتنظر لزوجها الجالس بعيداً عنهما.. واضع رأسه بين كفيه، ويبكي بصمت.. 
بكت زوجته لبكاءه، وبصوت حنون قالت.. 
" وحد الله يا تامر.. وفهمني ايه بس اللي حصل يوصلك للحاله دي؟!".. 
"أخويا "رامي" كان زينة الشباب.. طول عمره ماشي بما يرضى الله.. عمره ما أذى حد، ومن أول ما خطب وهو اتكفل بخطبته، وأمها كمان.. كان بيشتغل 16 ساعه علشان ميحرمهاش من حاجه..عمره ما قصر معاها علشان تتسبب بموته، وتمرمغ شرفه بالمنظر دا".. 
أردف بها" تامر" بقهر، وحزن شديد.. 
لتسرع" إيمان" بالرد عليه بلهفه قائله.. 
" لا يا تامر أوعى تظلم.. إسراء عمرها ما تعمل كده أبداً..دي كانت روحها في أخوك و؟! ".. 
" اخررررررسي".. 
صرخ بها" تامر" جعل زوجته تنكمش بخوف، وتضم الصغيره التي انتفضت بفزع، وتربت على ظهرها بحنان بالغ.. 
ليتابع "تامر" بذهول مقارب للجنون.. 
"دي في قصر عاشقها يا هانم، وبعتت خدت أمها".. وجه نظره للصغيره، وتابع بأسف.. 
"وسابت بنتها كأنها ما صدقت تخلص من البت.. زي ما خلصت من أبوها".. 
اشتعلت عيناه بنيران حارقه، وتابع بوعيد.. 
"بس وحياة حرقة قلبي على أخويا الوحيد اللي موتته في عز شبابه ما هسبها"..
.................................. 
.. بمكان اخر.. 
"يعني البت الصغيره في بيت عمها دلوقتي؟! ".. 
قالها" سيد" بتساؤل.. 
ليجيبه" عماد" قائلاً.. "أيوه يا فخامه.. انا موصله بنفسي، وسايب رجالتي بتراقبه".. 
أردف" سيد" بأمر.." ميغبش عن عينك لحظه واحده، وقصر الدمنهوري يتراقب 24ساعه..أول ما ام البت تظهر تجبهالي علشان أعرف منها بطريقتي قالت حاجه لفارس باشا ولا لاء.. لو معرفتش تجبهالي.. متسبهاش عايشه.. تجبلي خبرها.. مفهوم".. 
" عماد".. " مفهوم يا فخامه.. بس كله بتمنه".. 
......................................
.. بغرفة إسراء.. 
"انا خايفه عليكي من اللي اسمه فارس دا يا إسراء.. دا بيقولي ملكيش حرية الرفض".. 
قالتها "إلهام" بصوت متحشرج بالبكاء.. 
اقتربت منها" إسراء" بخطي مرتجفه تظهر مدي تعبها.. بعدما انتهت من ارتداء عباءتها، ولف حجابها.. 
جلست جوارها على الفراش، وتحدثت بضعف قائله.. 
"متخفيش يا ماما.. لو هو قوي.. ف ربنا أقوى منه".. 
" إلهام" بتنهيده.. "ونعمه بالله يابنتي.. بس ربنا قال اعقلها وتوكل.. دلوقتي انا وانتي لوحدنا، وتامر الشر مالي عينه نحيتك يابنتي، وعايز يأذيكي،وفارس دا شكله جرئ أوي ومش زينا خالص.. بس قلبي بيقولي انه عمره ما هيأذيكي مش عارفه ليه".. 
جذبت" إسراء" الكرسيي المتحرك الموضوع جانب الفراش، وتحدثت بهدوء قائله.. 
"اللي ربنا معاه.. مافيش عبد يقدر يأذيه.. خلينا نمشي من هنا يا ماما .. بنتي واحشتني".. 
" هجبهالك لحد عندك.. لكن انتي مش هتخطي بره القصر".. 
أردف بها "فارس" بعدما فتح باب الغرفه دون استأذن كعادته، واندفع للداخل حتي أصبح على مقربه من ساحرته.. 
شهقت "إلهام" بعنف من وجوده المفاجئ .. بينما
" إسراء" ثابته ترمقه بنظرات محتقره تروقه كثيراً، وبقوه قالت.. 
" انا هخرج من هنا انا وأمي، ومحدش هيقدر يمنعنا يا عديم الزوق والأخلاق.. يلي وصلت بيك الجرائه تجبني بيتك، وتحضني قدام أمي بمنتهي الوقاحه".. 
جحظت أعين "إلهام وخديجه".. 
"متغلطيش، والزمي حدودك وأنتي بتتكلمي معايا"..
أردف بها "فارس" بنبره محذره، وهو يرمقها بنظرات حارقه تظهر مدي غضبه..
ابتعدت "إسراء" عن عينيه المحاصره لها، وتحدثت بحده قائله..
"أنا مبغلطتش في حد".. نظرت له بابتسامة مزيفه، وتابعت بقوه اذهلته..
"بس مبسكتش للي يغلط فيا، وبالنسبه لحدودي فأنا عرفها كويس.. فلزم أنت حدودك معايا يا فارس بيه"..
ابتسم لها ابتسامة مخيفه،وهو يقترب منها بخطوات بطيئه مريبه حتي أصبح أمامها مباشرة، ومال عليها مغمغماً بغرور..
" فارس الدمنهوري ملوش حدود يا"..
تأمل محياها بنظرات وقحه جعلت وجنتيها تتورد بحمرة الخجل لشده خجلها، وتابع بتلذذ..
" ساحره"..
عقد حاجبيه، وهو يري الدماء تنسحب من وجهها، وحل الشحوب الشديد على ملامحها، وبدأ يظهر على محياها بوادر ألم يجتاحها.. 
لانت ملامحه ونظر لها بلهفه فشل في اخفائها، وتحدث بهدوء قائلاً.. 
"اقعدي، وارتاحي انتي لسه تعبانه، وليكي علاج لازم تاخديه".. 
همت" إسراء" بالرد عليه ولكنها تأوهت بألم حاد، ورفعت يدها أمسكت معدتها مردده بضعف.. 
"ااه بطني.. الحقيني يا ماما".. 
بلمح البصر كان جذبها "فارس" لداخل حضنه، وتحدث بأمر موجهاً حديثه ل "خديجه".. 
"ديجا هاتي الدكتوره بسرعه".. 
" ابعد إيدك عني".. 
همست بها" إسراء" بصوت يكاد يسمع، وهي تدفعه عنها بوهن شديد، وبصعوبه تابعت.. 
"عايزه أرجع".. 
حملها "فارس" وسار بها بخطوات مهروله لحمام الغرفه، ومن ثم نحو المرحاض، وعدل وضعها جعل ظهرها مقابل صدره.. لتبدأ هي بالتقيأ بقوه، وتتأوه بصوت عالِ.. 
بكت "إلهام" بنحيب وهي تري مدي تدهور حالة وحيدتها.. 
بينما "فارس" جلس بها أرضاً.. وبدأ يبعد عنها حجابها حين شعر بها لا تستطيع التنفس، وتحدث بأذنها بنبره حانيه عكس صرامته وحدته منذ قليل قائلاً .. 
"أهدي يا إسراء، وخدي نفسك واحده واحده متخفيش".. 
حاولت تدفعه بعيداً عنها، ولكنه ذاد من ضمها مغمغماً.. 
"قولتلك متخفيش مني.. مش هأذيكي، وانتي تعبانه كده.. عايزك تخفي،وترجعي شرسه علشان انا بحب الشراسه".. 
شعرت بدوار يجتاحها بعنف.. فرتمت بجسدها عليه، بهمس قالت.. 
" انا بكرهك".. 
هب واقفاً بها، وقام بغسل وجهها، وفمها بالمياه بنفسه تحت أنظار "خديجه" المنذهله، وسار بها للخارج، وهو يهمس بأذنها.. 
" هعرف ازاي اخليكي تعشقيني.. مش بس تحبيني يا ساحره".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
.. بعد مرور عدة ساعات.. 
كانت "إسراء" استعادة قوتها قليلاً بعدما أخذت دوائها اللازم.. بينما ظل "فارس" جالس بجوارها على الفراش.. مصطنع البرود واللامبالاه لنظرات "إلهام" الحارقه، وحديثها الصارم تقول بتعقل، وهي تجذب الغطاء على وحيدتها وتدثرها به جيداً.. 
"ميصحش كده يا بيه.. مش معني إننا في بيتك إنك تتحكم فينا وتخدش حيائنا بالشكل دا يا ابني".. 
"هطمن على إسراء وهخرج على طول يا مدام إلهام".. 
قالها "فارس" وهو يقوم برفع الغطاء عن وجه "إسراء" التي تختبئ أسفله عن عينيه الجريئه، وتتحدث بغيظ بصوت خفيض يظهر عليه التعب.. 
" ما تحترم نفسك بقي يا جدع انت، وقوم من جنبي.. انت ايه معندكش حاجه اسمها حيا، ولا خشا".. 
جذب الغطاء بعيداً عن وجهها، ومال بوجهه عليها قليلاً ،ونظر لعينيها التي تفقده صوابه بفتنان، وتحدث بابتسامة ماكره قائلاً بهمس.. 
"دا أنا كده مؤدب معاكي علشان خاطر مخدتش حياء مدام إلهام.. لكن لو عليا عايز استخبي معاكي تحت الغطا والله".. 
شهقت" إسراء" بعنف، وتحول وجهها لكتله حمراء، وبلحظه كانت أخرجت يدها السليمه من أسفل الغطاء وهمت بضربه على ملامحه الوسيمه وهي تقول بصوت مرتجف بعدما كادت أن تذوب من شدة خجلها.. 
" ا ا انت قليل الأدب".. 
لكنه أمسك يدها، ورفعها على فمه قبل باطنها بعمق، وهو يضحك بصوت عالِ مستمتعاً بخلجها الذي يجعل قلبه يتراقص فرحاً،وتحدث من بين ضحكاته بصعوبه قائلاً.. 
"صدقيني أنتي أول واحده أكون مؤدب معاها كده".. 
جحظت عينيها من جرائته، وملمس يده الضخمه على يدها الصغيره، لتلجمها الصدمه أكثر حين شعرت بشفتيه على يدها.. فتوجهت بعينيها لوالدتها التي تنظر ل"فارس" بفم مفتوح ببلاهه على آخره غير قادره على استيعاب أفعاله المشينه بالنسبه لها، وتحدثت بصوت تحشرج بالبكاء قائله.. 
"الحقيني منه يا ماما.. انتي سكتي ليه بس".. 
انتبهت "إلهام" على حالها..استجمعت قوتها، وجذبت "إسراء" عليها حتي أصبحت جالسه على قدمها، ووضعتها برفق بالجهه الأخرى من الفراش، وجلست هي حائل بينهما، وبين فارس الذي يشاهد ما فعلته بنظرات منذهله..
"يعني هي كده بقت بعيد عني مثلاً ؟! ".. 
قالها" فارس" بتهكم.. 
لتجيبه "إلهام" بحده قائله.. 
"اسمع يا أخينا أنت.. أحترم نفسك واتقي الله، وبطل اللي بتعمله دا، وملكش دعوه ببنتي خالص علشان متنزلش من نظري".. 
غمزت له وأكملت بهمس.. 
"خليني أقف معاك واخليها توافق على جوازك منها.. بدل ما أقف ضدك"..
 
تهللت أسارير "فارس"، وحرك رأسه لها بالايجاب، وهب واقفاً، وسار نحو الخارج، وهو يقول.. 
" انتي تؤمرني يا مدام إلهام".. 
بعدت" إسراء" الغطاء عن وجهها، ونظرت بعين واحده تتأكد من ذهابه.. لتتفاجئ به يقف على باب الغرفه ينظر لها ببراءه مزيفه، وهو يقول.. 
"شوفتي يا إسراء أنا مؤدب إزاي وبسمع الكلام وهخرج دلوقتي.. بس طبعاً هرجعلك تاني في كلام كتير لازم أقولهولك وأنتي هتسمعيه، وتنفذيه بالحرف".. 
غمز لها بعبث مكملاً.. "يا ساحره".. 
أنهى جملته وأغلق الباب خلفه.. لتتنهد" إسراء" براحه وتعتدل جالسه وتتحدث بأصرار قائله.. 
" إحنا لازم نمشي من هنا يا ماما قبل ما السافل المغرور دا يرجع".. 
" هنمشي نروح فين يا إسراء؟! ".. 
قالتها" إلهام" بأسف، وهي تمسد على شعر ابنتها بحنو.. 
عقدت "إسراء" حاجبيها، وبدهشه قالت.. 
"هو ايه اللي هنروح فين يا ماما؟!.. هنرجع بيتنا طبعاً".. 
حركت "إلهام" رأسها بالنفي وببوادر بكاء قالت.. 
" مش بالسهوله دي يا حبيبتي".. 
نظرت لها" إسراء "بعدم فهم.. فتابعت هي بعدما ابتلعت غصه مريره بجوفها.. 
"الموضوع طلع كبير أوي.. أكبر مننا وممكن نروح فيها انا وأنتي وبنتك كمان لقدر الله يا بنتي".. 
اذدردت" إسراء" لعابها بخوف، وبقلق قالت.. 
"دا مكنش رأيك أصبح، وكنتي بتصحيني علشان نمشي من هنا.. أيه اللي حصل يا ماما.. احكيلي".. 
بكت "إلهام" واردفت بحسره قائله.. 
"سلفك عرف إنك هنا في بيت صاحب الشركه اللي كان جوزك شغال فيها، ومش بس هو اللي عرف.. دا الحته كلها، وسمعتنا بقت على كل لسان يا إسراء، وتامر حالف ليخلص عليكي ويغسل عار أخوه".. 
ضحكت" إسراء" بسخريه ودمدمت بتساؤل قائله.. 
" اممم، ومين بقي اللي قالك الكلام الفارغ دا.. أكيد المغرور فارس بيه علشان يلوي دراعنا، ونفضل تحت رحمته هنا صح؟! ".. 
اخرجت" إلهام " زفره نزقه من صدرها واجابتها بأسف.. " لا مش هو.. انا اتصلت على "إيمان" من تليفون الست "خديجه" اللي تقرب للواد الجرئ دا علشان اطمن على بنتك، وهي اللي قالتلي".. 
شحبت ملامح" إسراء" والتزمت الصمت.. لتكمل"إلهام" حديثها بتعقل قائله.. 
" لازم نفكر كويس قبل ما نعمل اي حاجه يا بنتي.. انا مش مستغنيه عنك، ولا عن حفيدتي.. انا عايشه علشانكم يا إسراء".. 
أنهت جملتها، واجهشت ببكاء مريره.. لتضمها
"إسراء" وتربت على ظهرها بحنان مغمغمه.. 
"أهدي يا ماما.. أكيد هنلاقي حل".. 
صوت طرقات رقيقه على باب الغرفه.. جعلت
"إسراء" تنتفض بفزع، وتبتعد عن والدتها، وتختبئ سريعاً أسفل الغطاء.. 
ضحكت" إلهام" من بين دموعها، واردفت بثقه.. 
"لا دا مش هو المعدول.. هو مبيخبطش وهو داخل.. اطمني".. 
"معدول ايه بس يا ماما.. قولي معوج.. مايل.. منيل".. 
هتفت بها "إسراء" بغيظ شديد وهي تصك على أسنانها.. 
"ممكن ادخل".. 
قالتها "خديجه" بنبره مرحه، وهي تطل برأسها من باب الغرفه.. 
ابتسمت لها "إلهام" وهي تقول.. 
" طبعاً يا ست "خديجه".. دا البيت بيتكم، واحنا ضيوف عندكم".. 
خطت "خديجه" لداخل واغلقت الباب خلفها، واقتربت منهما جلست امامهما على الفراش، وتحدثت بابتسامة بشوشه قائله.. 
" خديجه بس يا إلهام، وبعدين أنتو أصحاب مكان، ولا أيه يا إسراء.. طمنيني عليكي عامله ايه دلوقتي".. 
لم تجبها" إسراء".. بل تطلعت بها بأعين متسعه بعدما التمعت برأسها فكره ستكون منقذها الوحيد، وحسمت أمرها بتنفيذها.. 
"حضرتك والدة فارس بيه؟!".. 
اردفت بها "إسراء" بلهفه.. لتبتسم لها"خديجة" ابتسامه تخفي بها حزنها وهي تقول.. 
" لا يا حبيبتي.. انا عمته،وفارس بيعتبرني زي مامته".. 
وجهت "إسراء" نظرها للهاتف الذي بيد "خديجه" وهمست بخجل.. 
"طيب ممكن اعمل مكالمه اطمن على بنتي؟! ".. 
" طبعاً ممكن.. اتفضلي".. 
قالتها" خديجه، وهي تعطي لها الهاتف بعدما قامت بفتحه.. 
طلبت" إسراء" الرقم الوحيد الذي تحفظه.. ليأتيها الرد على الفور.. 
"الو ايوه يا خالتي الهام.. طمنيني إسراء فاقت ولا لسه".. 
اجابتها "إسراء" قائله.. " أنا إسراء يا إيمان".. 
بكت "إيمان" وهي تقول بلهفه.. "إسراء.. انتي كويسه يا حبيبتي؟! ".. 
"الحمد لله على كل حال.. طمنيني على بنتي.. بتعيط يا إيمان".. 
"إيمان".. "بتعيط شويه، وبتلعب شويه.. متخفيش انا معاها واكلتها وحمتها وحطاها جوه عنيا.. بس المهم انتي أوعى تيجي يا إسراء.. تامر قايد نار، وحالف ليرتكب جنايه لو شافك".. 
اعتلت ملامح" إسراء " الغضب وهي تقول.. 
" هيعملي ايه يعني..فهمي جوزك إني معملتش حاجه غلط يا إيمان".. 
صمتت لبرهه، واكملت بجمله جعلت اعين" خديجه" تتسع على أخرها حين قالت.. 
"انا بشتغل عند الست خديجه خدامه علشان أصرف على علاج امي وبنتي يا إيمان ".. 
شهقت "إيمان" بعنف مردفه.. 
"خدامه يا إسراء؟!".. 
" إسراء " بقوه مزيفه.. " ايوه خدامه.. لا عيب، ولا حرام مدام بالحلال، واعملي حسابك وعرفي جوزك اني هاجي اخد بنتي".. 
"علشان خاطر ربنا بلاش تيجي دلوقتي يا إسراء.. انا خايفه عليكي يا حبيبتي، واطمني على بنتك، والله انا بعتبرها بنتي وانتي عارفه يا إسراء.. خليكي عندك، وانا هحاول اجبهالك..بس انتي خليكي.. علشان متحصلش نصيبه، ونرجع نندم كلنا".. 
ترقرقت أعين" إسراء" بالعبرات، وبصوت اختنق بالبكاء قالت.. 
" طيب بوسهالي، واحضنيها اوي يا إيمان على ما أشوفها".. 
" عنيا يا حبيبتي، وانتي خلي بالك من نفسك وابقي طمنيني عليكي علشان انا لازم اقفل.. تامر شكله جه.. سلام دلوقتي".. 
اغلقت" إسراء" الهاتف، واعطته ل "خديجه" مغمغمه.. 
"شكراً".. 
"على ايه بس يا إسراء، وليه قولتي انك بتشتغلي هنا.. انتي متعرفيش ان فارس طلب إيدك من والدتك؟! ".. 
قالتها "خديجه" بهدوء، وهي ترمقها بنظرات متفحصه.. تود رؤية رد فعلها.. 
" مستحيل اتجوز بعد جوزي الله يرحمه.. هو كان أخر الرجاله المحترمين بعد والدي الله يرحمه هو كمان، وبنظري مبقاش في رجاله خلاص في الدنيا دي، وخصوصاً فارس بيه المغرور بزياده".. 
قالتها" إسراء" بحده، وملامح جامده رغم عبراتها التي تهبط على وجنتيها ببطء.. 
"انتي عارفه لو فارس سمع كلامك دا هيعمل فيكي ايه؟! ".. 
اردفت بها" خديجه " بنبره محذره.. 
أخذت" إسراء "نفس عميق، وتحدثت بقوه زائفه قائله.. 
"مبخفش غير من اللي خلقني، ولو حضرتك معندكيش شغل ليا.. قوليلي وانا هدور على مكان تاني استرزق منه.. لو عندك يبقي جزاكي الله كل خير، وجميلك هفضل شيلاه على راسي العمر كله".. 
نظرت لها" خديجه" بنظرات منذهله مردده.. 
"بترفضي تبقي صاحبة القصر، وعايزه تشتغلي خدامه فيه؟!".. 
أطبقت "إسراء" جفنيها بعنف، وفتحت عينيها، ونظرت ل" خديجه" تستجديها قائله.. 
" انا طالبه مساعدتك.. فارس بيه شكله مش هيسبني أخرج من هنا بسهوله، وحضرتك بتقولي انه بيعتبرك زي مامته.. يبقي اكيد ليكي كلمه عليه.. فارجوكي احميني منه.. يا تخرجيني من هنا.. او توافقي اشتغل عندك"..
احتضنت "خديجة" وجهها بين كفيها، وتحدثت بأسف قائله.. 
"حبيبتي لا انا ولا غيري لينا كلمه على فارس، ورفضك ليه دا هيسبب مشكله مش هينه.. فنصيحتي ليكي تفكري كويس، وبلاش تعاندي".. 
هبت واقفه، وسارت نحو الخارج وهي تقول.. 
"فكري كويس يا إسراء، وانا هبعتلكم العشا علشان تاخدي علاجك".. 
استدارت ونظرت لها نظره ارتعد منها قلب" إسراء" واكملت بابتسامة مصطنعه.. 
" واوعي تقولي الجمله بتاعت مافيش رجاله دي قدام فارس.. صديقيني هتزعلي أوي من رد فعله، واللي هيعمله وقتها".. 
وجهت نظرها ل" إلهام" وتابعت.. 
" عقليها يا إلهام".. 
انهت جملتها، وسارت للخارج غالقه الباب خلفها.. 
"انا ليه بيحصلي كل دا؟!"..
همست بها "إسراء" بصعوبه من بين شهقاتها الحاده.. لتزيد والدتها من ضمها، وتربت على ظهرها بحنو متمتمه بصوت متحشرج بالبكاء..
"استغفري ربنا يا بنتي، وارضي وقولي الحمد لله، وبمشيئة الله ربنا هينصرك"..
تأوهت "إسراء" بقوه، وبنحيب قالت..
"انا خايفه يا ماما.. لو كدبت على نفسي مش هكدب عليكي أنتي..انا مرعوبه من فارس المغرور دا.. مش عارفه هو ناوي يعمل ايه معايا بعد اللي عملته، وقولته لعمتو،وأكيد هي هتقوله"..
رفعت وجهها ونظرت لوالدتها بأعين تغرقها الدمع، وتابعت بلهفه شديده..
"خوفي عليكي انتي وبنتي أكتر من خوفي على نفسي.. لو عليا انا بتمني أموت وأرتاح"..
" بعد الشر عليكي.. دا أنا ما صدقت لقيتك يا ساحره"..
همس بها" فارس" الذي يتابع حديثهما بهتمام، وقلب زحف له القلق حين رأي بكاء ساحرته الذي يهدد بالانهيار..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عتاب!!.. 
"خديجه".. 
تقف خلف "فارس" الجالس يتابع ساحرته بهتمام عبر الكاميرا الموجوده بغرفتها، والموصله بشاشه داخل جناحه الخاص..
عقدت يديها أمام صدرها، وتحدثت بنفاذ صبر قائله.. 
"وبعدين معاك يا فارس!!..أنا أول مره اشوفك مهتم بواحده بالشكل دا حتي بعد اللي قالته عنك دلوقتي؟!".. 
"قالت ايه يا ديجا؟ ..أنا كان معايا تليفون شغل، ومسمعتش حوارك معها".. 
قالها "فارس" وعينيه لم تتزحزح عن "إسراء"..
جلست "خديجه" بجواره، وربتت على كتفه برفق مردفه براحه.. 
" أنا برضوا قولت انت أكيد مسمعتش، و إلا كان زمانك عامل مصيبه أحنا في غني عنها"..
ابتسم" فارس " بتهكم وهو يقول.. 
"هي لدرجاتي غلطت فيا ولا أيه؟! ".. 
إجابته "خديجه" بتعقل قائله.. 
"البنت شكلها تعبان أوي وقلبها مجروح جرح مش هين،وأكيد كلامها مش قصداه، ولا فاهمه معناه، وانت لازم تفكر كويس جداً في حكاية جوازك منها دي.. لأنها للأسف بحالتها دي، واللي قالته صعب توافق عليك او على غيرك حتي.. فبلاش تحرج نفسك معاها يا حبيبي".. 
هب واقفاً، وسار نحو الشاشة ببطء..قام بتصويب الكاميرا على ساحرته فقط.. حتى أصبح وجهها الملائكي الباكي ظاهر بوضوح.. 
رفع يده ومسد على وجنتيها كأنه يزيح عبراتها بمنتهي الرقه.. وتحدث بدهشه من نفسه، وأفعاله قائلاً.. 
" أنا نفسي مستغرب اللي حصلي من ساعة ما شوفتها يا ديجا.. هي فعلاً ساحره.. ساحرتني بجمالها الصافي، وأخلاقها اللي مقبلتش زيها في حياتي قبل كده".. 
أخذ نفس عميق، وتابع بأسف.. 
"كل الستات اللي اترمو في طريقي معظمهم عرضوا نفسهم عليا من غير جواز حتي،اللي طمعانه في فلوس، واللي شغاله لحساب أعدائي، وبنت رئيس الوزراه دي خطوبتنا مجرد بسنس وبس"..
طرد زفره نزقه وأكمل بتنهيده.. 
" ومش هكون مثالي وأقولك إني مستغلتش شويه من الستات الرخيصه دي لحسابي.. بس خلاص.. العمر بيجري وانا بقي عندي 33 سنه ولسه مجبتش وريث لأملاك الدمنهوري،و إسراء ظهرتلي في الوقت المناسب.. وقت عايز فيه إنسانه تاخد بأيدي للصح وتمنعني عن أي غلط بعمله يا ديجا".. 
رفعت" خديجه" حاجبيها بدهشه، ورمقته بنظرات منذهله وهي تقول.. 
"وتفتكر إسراء هي الانسانه دي يا ابني؟!"..
ابتسم" فارس" لها ابتسامه هادئه، وحرك رأسه بالايجاب عدة مرات وهو يقول.. 
" هي يا ديجا هي..قدرت تعمل اللي قبلها فشلو فيه"..
صمت لبرهه وتابع بفرحه غامرة اعتلت ملامحه الوسيمه.. 
"خطفت أنفاسي ،ونبض قلبي من أول لحظة وقعت عنيا عليها".. 
حركت" خديجه" رأسها بالنفي واقتربت منه وضعت كف يدها على جبهته وتحدثت بشك قائله.. 
"لا لا لا.. انت مش طبيعي أبداً.. فارس الدمنهوري طول عمره مالوش في الكلام الرومنسي، ولا حركات الرجاله الحبيبه دي.. أكيد في حاجه غلط ".. 
رفع" فارس " إحدي حاجبيه ونظر لها بفخر قائلاً ََ.. 
"دا انا ليا وليا كمان.. وعندي بحور رومانسيه شيلها للحبايب يا ديجا".. 
دمدمت" خديجه" بصوت هامس محدثه نفسها..
"اممم ربنا يستر.. شكلنا داخلين على بحور فعلاً، وعلى الله محدش يغرق".. 
بينما عاد" فارس"يتابع ساحرته بهتمام، وابتسامه بدأت تختفي شيئاً فشيئاً حين استمع لحديثها الباكي الذي يدل على شدة حزنها، وألم قلبها.. 
................................... 
..بغرفة إسراء.. 
كانت "إلهام".. يعتصر قلبها بألم حاد على بكاء وحيدتها.. ليس بيدها أي شيء تقدمه سوي الدعاء لها وضمها لحضنها، والبكاء معها.. 
تلك الفتاه الصغيره التي أصبحت بين ليله وضحاها.. أرمله ومسؤله عن ابنتها، ووالدتها أيضاً ..دفنت حزنها بين ثنايا روحها..جاهدت حتي تظهر قويه بعدما رأت نظرة بعض أشباه البشر لها..نظره كالسوط تجلد جسدها،وتمزق قلبها.. 
وبالأخير وقعت تحت رحمة "فارس" ذلك المغرور كما تطلق عليه هي.. 
بنظرها الحياة ليست عادله،ولكنها على يقين أن الله الذي خلق هذه الحياة سيكون عادلاً، ورحيماً بها.. 
أطبقت جفنيها ببطء حين داهمتها ذكري زوجها الخلوق.. الرجل الذي تفنن بعشقها.. رغم ضيق الحال، والظروف الكثيره الصعبه التي مرت عليهما أثناء فترة زواجهما القصيره إلا أنه كان سنداً لها عند ضعفها..
ظلاً تستضيء به في الهموم و الأحزان .. مصدر قوتها وأمانها.. 
لينتهي كل هذا وتصبح وحيده من دونه بعدما حرمت منه للأبد.. 
بكت "إسراء" داخل حضن والدتها.. ملجأها الوحيد.. تتمسك بها بكل قوتها مردفه بغصه مريره.. 
"انا مش حمل كل اللي بيحصلي دا يا ماما.. جوزي حب عمري يموت في عز شبابه.. ويسبني لوحدي في الدنيا القاسيه دي.. انا من غيره بقي ضهري مكسور"..
رفعت وجهها ونظرت لها بأعين شدة الاحمرار، وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها.. 
"من يوم ما مات وانا بلف حولين نفسي في دايره مقفوله مش عارفه أخرج منها، وقولت اعمل محاوله وأروح لصاحب الشركه يمكن ربنا يجعله سبب وأقدر أصرف معاش رامي"..
إزداد نشيجها وأكملت بأسف.. 
"بس طلع معندوش قلب وخلي الحرس بتوعه يضربوا عليا نار.. انا كدبت عليكي.. هو مكنش زوق ولا نيله معايا يا ماما".. 
شهقت "إلهام" بصدمه مردده.. 
"يا كبدي يا بنتي".. 
مسحت" إسراء " عبراتها بظهر يدها بطفوله، وتابعت  بغيظ.. 
" ودلوقتي جابني البيت عنده هنا علشان يعرف مني اللي جوزي شافه عنده في الشركة وقالي عليه قبل ما يموت".. 
عقدت" إلهام" حاجبيها، ونظرت لها بقلق وتحدثت بتساؤل قائله.. 
"وهو عرف منين أن جوزك قالك حاجه عن شغله يا إسراء؟!".. 
زمت "إسراء" شفاتيها واجابتها بملامح عابثه.. 
" انا اللي قولتله قدام الحرامي اللي بيسرقه واللي عامل نصايب في شركته من ورا ضهره علشان أحرق دمه زي ما سيح دمي وخت 6غرز مش عايزين يخفو لحد دلوقتي ".. 
"يالهوي على هبلك يابت.. بقي علشان تحرقي دمه توقعي نفسك مع واحد حرامي ممكن ينتقم منك ويعمل فيكي حاجه يا إسراء؟! ".. 
أردفت بها" الهام" بعتاب وهي تخبط على صدرها بخوف وفزع شديد.. 
عضت" إسراء " على شفتيها، وبأحراج قالت.. 
" انا عارفه اني اتغبيت وقتها، وغضبي وغيظي عماني ومبقتش عارفه بقول أيه.. بس دا ميدلوش الحق انه يبقي مراقبني في كل خطوه بعدها لحد ما استغل تعبي وجبني على بيته".. 
وضعت" الهام" أصابعها أسفل ذقنها تفكر بحديث ابنتها بتمعن، وتحدثت قائله.. 
"يبقي انا نظرتي في فارس دا صح.. الراجل فعلاً طلع عايز يحميكي بعد كلامك اللي قولتيه قدام الحرامي".. 
صكت" إسراء " على أسنانها بغيظ متمتمه.. 
"يا سلام يا ست لوما، وهو عشان يحميني يقوم يتجوزني؟! ".. 
ضحكت" الهام" بقوه وامسكت وجنتيها بين أناملها تداعبها بلطف وهي تقول بخبث.. 
"ما أنتي عجبتيه، ودخلتي دماغه، وبإذن الله هتعششي في قلبه قريب أوي يا كبد أمك،وانا قلبي مطمني ليه مش عارفه ليه يا بت يا أم إسراء مع انه بجح وجرئ ومبيتكسفش خالص سبحان الله".. 
رفعت كلتا يدها للسماء ودعت من صميم قلبها قائله.. 
"يارب لو فارس دا خير لبنتي اجعله من حظها ونصيبها، وعوض وفرحه لقلبها يمحي حزنها وتفرح معاه بشبابها يااااااارب ".. 
ترقرقت أعين" إسراء " بالعبرات، ونظرت لها بعتاب قائله.. 
" انتي بجد عايزاني اتجوز بعد رامي الله يرحمه ، وأكون لواحد غيره يا ماما؟!".. 
ربتت "إلهام" على كف يدها بحنان، وبتعقل قالت.. 
"يشهد ربنا يا بنتي ان موت رامي شق قلبي عليه كأنه ابني اللي مخلفتوش، ولو كانت ظروفنا أحسن من كده، وانا سليمه ومش حمل عليكي بمرضي؟!".. 
أسرعت "إسراء" بوضع يدها على فمها توقفها عن تكملة حديثها، وهي تقول بلهفه.. 
"انتي عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما.. دا انتي وبنتي اهلي، وناسي وعزوتي اللي مليش غيرهم في الدنيا.. ربنا ميحرمنيش منكم أبداً يا حبيبتي ".. 
جذبتها" إلهام" لحضنها.. تضم رأسها بحنان بالغ، ولثمت جبهتها بحب وهي تقول.. 
"ولا يحرمني منكم يا ضنايا.. بس اسمعيني وافهمي كلامي كويس يا بنتي.. انا عمري ما هضرك، ولا هسيبك تضري نفسك..احنا حالنا دلوقتي لا يسر عدو ولا حبيب، وانتي لفيتي على شغل ياما ومافيش حاجه نافعه معاكي،وانا لو كنت أقدر اشتغل كنت ساعدتك وشلت عنك شويه بس ما باليد حيله.. الحمدلله على كل حال"..
وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء.. 
"أنتي لسه صغيره والحياه قدامك.. متدفنيش شبابك بحزنك، وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك".. 
حركت" إسراء " رأسها بالنفي، وهمت بالاعتراض.. لتسرع" إلهام " قائله بأمر.. 
"متستعجليش وفكري الأول، بطلي عياط وفوقي لنفسك انتي مش بطولك علشان تاخدي قرار لوحدك.. انا وبنتك متعلقين في رقبتك، واللي هتعمليه هيعود علينا كلنا..فقومي اتوضي ووضيني معاكي واوقفي بين ايد ربنا واطلبي منه يوفقك للصالح"..
"إسراء" بطاعه.. "ونعمه بالله العلي العظيم.. حاضر يا ماما هتوضي، واساعدك تتوضي، ونصلي سوا"..
اعتلي وجهها غضب مفاجئ وتابعت بأصرار.. 
" ولو ست خديجه موافقتش تشغلني.. يبقي هاخدك ونمشي من هنا غصب عن عين اللي اسمه فارس بيه دا".. 
بينما "فارس" يتابع حديثهما بهتمام شديد، ومن ثم اتجه لخارج جناحه قاصداً غرفة ساحرته،وعلى وجهه ابتسامه متسعه تظهر مدي استمتاعه بالحديث مع تلك المشاكسه.. 
..................................... 
"إيمان"..
تتابع "تامر" زوجها المحتضن" إسراء " الصغيره ويمسد على ظهرها بحب، ويقوم بأطعامها بنفسه، ويداعبها فتدوي صوت ضحكاتها البريئه تدخل السرور على قلب من يرها..
اعتلت ملامحها ابتسامه حزينه تخفي بها عبراتها التي ملئت عينيها، وتنهدت بصوت عالِ، واقتربت ببطء جلست جوارهما بعدما شعرت أن نوبة غضب زوجها هادئه الآن..
تتأمله بأعين عاشقه.. تشتاقه حد الجنون.. منذ موت شقيقه من ثمانيه أشهر، وهو تبدل حاله معها.. أصبح شخص أخر غير حبيبها الذي كان لا يطيق الإبتعاد عن حضنها ليله واحده.. 
أقتربت منه قليلاً حتي أصبحت تفصلهما بضعة انشات،وأغمضت عينيها لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها مسحتها سريعاً وأخذت نفس عميق تستنشق عبق رائحته التي تتوق لها.. 
غير منتبه هو لها.. أو مصطنع عدم الإنتباه.. انتفضت بفزع،وكتمت شهقه خافضه حين تحدث بأمر قائلاً.. 
"قومي حضرلنا العشا علشان البت شكلها جعانه"..
قالها "تامر" بنبرته الصارمه،والتي أصبحت جافه مع زوجته طيلة الفتره الأخيره..
كأنه شعر بقربها واشتياقها له فقرر ابعادها عنه..
ظلت جالسه بمكانها جواره تنعم بقربه للحظات.. تستجدي قلبه أن يرأف بها..
رسم الغضب على ملامحه واستدار فجأه ينظره لها نظره دبت الرعب بأوصالها، وبغضب مكتوم قال من أسفل أسنانه ..
"انا مش قولت اتزفتي قومي حضرلنا عشا علشان البت جعانه.. ايه مسمعتيش؟"..
ظنت انه سيضربها كعادته مؤخراً.. لا يتحدث بلسانه.. فقط بيده.. فرفعت يدها بتلقائيه، واخفت وجهها بخوف مردده بطاعه..
"حاضر يا تامر.. هقوم"..
جحظت عينيه من رد فعلها، وما أوصلها إليه.. أسرعت هي،وانتفضت واقفه، وسارت نحو المطبخ بخطوات مهروله.. أمام نظراته المنذهله.. 
لتتوقف فجأه دون أن تلتفت له، وقد أغرقت عبراتها وجهها، وتحدثت بصوت جاهدت لأخراجه طبيعاً لكنه خرج مرتجف يظهر به كم قهرها، وحزنها.. 
"تامر انا عارفه أن علاجي طول أوي.. أكتر من 4سنين بتعالج، ومافيش نتيجه، وشكلي مش هقدر أخلف أبداً".. 
تشنج جسد "تامر" وهو يستمع لحديثها الذي أعاد عقله له، وجعله يتذكر مرض زوجته، وقلبها المجروح الذي زاد هو جرحه أضعاف بمعاملته لها وابتعاده عنها.. 
مسحت "إيمان" دموعها بعنف، ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الحزينه، واستدارت ببطء وتابعت دون أن تنظر له، والقت جمله جعلته يأنب نفسه على ما أوصلها إليه.. 
"وانت من حقك يكون عندك أولاد يشيلو أسمك.. علشان كده بطلب منك تتجوز يا تامر" .. 
صمتت لبرهه تحاول الحفاظ على ثباتها، وتسيطر على بكائها، واكملت.. 
"كنت خايفه أقولك الكلام دا قبل كده لتتجوز واحده متوافقش إني افضل على زمتك، وتخليك تطلقني".. 
نظرت له بعشق شديد ظاهر بعينيها الحزينه، وتابعت بلهفه.. 
" وانا مش عايزه اطلق منك يا تامر.. عايزه أفضل على زمتك حتي لو اتجوزت عليا"..
هبطت عبرتها بغزاره، وبصوت مبحوح قالت.. 
" انا بحبك ومليش حد غيرك"..
وجهت نظرها للصغيره المستكينه داخل أحضان عمها، وأكملت بحنو.. 
"وزي ما قولت قبل كده.. أنت أولى بلحم بنت أخوك"..
أخذت نفس عميق، وبقوه مزيفه قالت.. 
" اتجوز إسراء يا تامر.. أنت ظلمتها وهي شريفه..كلمتني وفهمتني كل حاجه وانت عارف انها لو كدبت على النيا كلها مبتكدبش عليا.. قالتلي انها راحت بيت صاحب الشركة علشان تشتغل خدامه عند مامته و؟! "..
قطعت حديثها حين لمحت ملامحه التي تبادلت من الهدوء.. للغضب العارم.. وضع الصغيره أرضاً بجوار العابها الذي جلبها من أجلها ،وهب واقفاً وسار نحوها ببطء مريب حتي أصبح أمامها مباشرةً.. 
ضيق عينيه،ومال برأسه على وجهها وأردف قائلاً بتساؤل.. 
"عايزاني اتجوز عليكي أرملة أخويا اللي أنتي بتعتبريها أختك يا إيمان؟!"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عنيده!..
"إيمان".. 
 برغم رهبة الموقف.. إلا أنها نظرت له بفرحة غامرة.. نطق إسمها بنبرة صوته التي تدغدغ مشاعرها جعل قلبها يتراقص.. منذ زمن لم ينطق إسمها بكل هذا الشغف الظاهر بصوته.. 
عضت شفتيها بخجل من نظرته المتفحصه لملامحها، وقد قرأت ما يدور بذهنه.. برفقته هي طيلة الوقت، ولكنه توقف عن النظر لها.. 
حزنه على شقيقه سيطر عليه جعله منطوي ومبتعد عن زوجته التي تحملت جميع تقلبات مزاجه،وغضبه على أتفه الأسباب حتي وصل به الأمر للضرب في الكثير من الأحيان.. 
شرد بها وبملامحها الرقيقه الحزينه..رونق وجهها انطفئ..قلة اهتمامه بها جعلها كالودره الذابله.. فاق من شروده على صوتها الهامس تقول ببكاء.. 
"ايوه تتجوز إسراء.. هي كمان بتحبني وبتعتبرني أختها ولو واقفت تتجوزك مش هتخليك تتطلقني يا تامر".. 
رفع يده قاصداً يجذبها لداخل حضنه.. لكنها ابتعدت عنه سريعاً ووقفت خلف إحدي الارائك تحتمي منه، وبرجاء قالت.. 
"بلاش تضربني قدام البنت الصغيره ونبي يا تامر مصدقنا تاخد عليك.. مش عايزاها تخاف منك تاني".. 
أطبق جفنيه بعنف يكبح عبراته حين اعتصر قلبه على هيئتها المرتعبه منه.. رفع يزه ،ومسح على وجهه صعوداً بشعره مغمغماً بذهول.. 
"لدرجاتي أنا كنت وحش معاكي الفتره اللي فاتت دي علشان تخافي مني كده يا إيمان؟! ".. 
رفعت يدها وضعتها على موضع قلبها تحاول بث الطمأنينة لنفسها قليلاً حين شعرت أنها على وشك فقدان وعيها من شدة خوفها، وبأنفاس لاهثه إجابته.. 
"انت من بعد ما أخوك مات مكنتش بتتكلم معايا يا تامر.. كنت بتضربني بس كأني السبب بموته.. لدرجة اتمنيت أموت انا كمان علشان اريحك مني".. 
لهنا ولم يحتمل أكثر.. فتح ذراعيه لها وتحدث بلهفه قائلاً.. 
"تعالي في حضني يا إيمان".. 
لجمها خوفها منه مكانها.. نظرت له بقلق.. ليتابع هو 
بنبرة متوسله.. 
"متزعليش مني.. حقك عليا.. بس بلاش بصتك اللي مليانه خوف مني دي يا إيمان.. بتقطعي قلبي".. 
" سلامة قلبك يا حبيبي".. قالتها "إيمان" وهي تركض نحوه، وارتمت داخل حضنه تضمه بكل قوتها.. استقبالها هو بكل ترحاب. غالقاً ذراعيه حولها بحماية، ورفعها بين ضلوعه مدمدماً بشتاق.. 
"واحشتيني".. 
بكت بصوت أشبه بالصراخ مردده بتأوه.. 
" اااه يا تامر.. لو تعرف أنت اللي واحشتيني اد أيه".. 
لكمته على كتفه بقبضة يدها الصغيره مكمله بأمر.. 
"أوعى تبعد عني تاني.. ولا تخوفني منك تاني.. انا مليش غيرك في الدنيا".. 
ابتعد بوجهه عنها قليلاً ليستطيع النظر لعينيها، وبعتاب همس لها.. 
"ولما أنتي ملكيش غيري.. عايزاني اتجوز عليكي ليه يا إيمان؟! ".. 
وضعت جبهتها على جبهته، وبألم مبرح يجتاح قلبها همست.. 
" حقك تبقي اب، وانا مش أنانيه".. 
لثم جبهتها بقبله عميقه وبتأكيد قال.. 
"مستحيل يكونلي زوجه غيرك يا إيمان.. أنا اكتفيت بيكي، وأنتي عارفه دا كويس".. 
انهمرت عبراتها على وجنتيها، ونظرت له وهمت بالحديث.. لكنه رفع يده ووضع أنامله على شفاتيها وتابع بأمر.. 
"مش هيحصل في يوم يا إيمان.. دا وعد مني ليكي .. ولادي لو مش منك انتي يبقي انا مش عايزهم، وخلص الكلام على كده".. 
دوت ضحكاتها بسعاده وذادت من ضمه لها مردفه بدلال.. 
"وبالنسبه لضرب الحبيب؟!".. 
ربت على شعرها، وظهرها وبتنهيده اجابها.. 
"تنقطع أيدي لو اتمدت عليكي تاني".. 
قبلت كتفه بعشق وبلهفه قالت.. 
" بعد الشر عليك".. 
رفع يده ومسح دموعها وعينيه تتنقل بين عينيها وشفتيها بشوق جارف متمتماً بتساؤل.. 
"لسه زعلانه مني؟! ".. 
تنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها، وهمست بصوت يكاد يسمع.. 
"تؤ.. مبزعلش منك.. بزعل عليك يا تامر"..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل حين لف يده حول خصرها جذبها عليه أكثر، ومال بوجهه عليها قاصداً شفتيها.. 
لتسرع هي وتدفعه بضعف وقد ايقنت لن ينتهي الأمر بمجرد قبله، والصغيره بدأت تبكي.. 
"تامر البنت بتعيط.. خليني أجهز العشا".. 
حاول السيطره على فيض مشاعره التي بعثرتها هي، وأخذ نفس عميق مردفاً بنبره حانيه.. 
"متعمليش عشا، وادخلي البسي، ولبسي إسراء.. هعشيكم عند البرنس، وافسحكم فسحه معتبره".. 
قفزت "إيمان" بين يديه بفرحة طفوليه وركضت على الصغيره حملتها وقبلتها بحب، وعادت بها تندس بحضن زوجها وهي تقول براحه بعد شهور من التعب والبكاء.. 
"الحمد لله.. كنت واثقه ان ربنا هينور بصيرتك، ويحنن قلبك عليا يا تامر".. 
...................................... 
.. أمام غرفة إسراء.. 
يقف "فارس" برفقه الطبيبه يتحدث معها بأمر قائلاً.. 
"ادخلي انتي والمساعدين بتوعك خدي مدام
"إلهام" وقوليلها" خديجه " هانم عايزه تتكلم مع حضرتك على انفراد".. 
" الطبيبه".."أمرك يا فارس باشا".. 
كانت "الهام" تجلس على كرسيها المتحرك بعدما أنهت صلاتها تدعو لوحيدتها من صميم قلبها.. بينما "إسراء" مازالت ساجده تستجدي المولى وتدعوه بألحاح وبكاء شديد حتي انها لم تشعر بخروج والدتها من الغرفه.. 
ظلت على حالها.. منفصله عن العالم بصلاتها التي اثلجت نيران قلبها..حتي أنتهت، وهبت واقفه حملت مصليتها واستدارت تبحث عن والدتها وهي تقول.. 
"عندك حق يا ماما.. انا ارتحت أوي لما وقفت بين ايدين ربنا؟!".. 
صرخت بهلع، وقفزت بمكانها بخضه حين رأت "فارس" يجلس على مقعد بمنتصف الغرفه، واضعاً ساق فوق الأخرى بهنجعيه، ويتابعها بابتسامه إعجاب فشل باخفائها.. 
"أنت اييييييه يا بني آدم أنت؟!"..
كادت ان توبخه ولكنها تذكرت أنها داخل منزله.. فبتسمت بسخريه مردده.. 
" ما انا اللي غلطانه أني موجوده في بيتك لغاية دلوقتي".. 
تلفتت حولها تبحث عن والدتها مكمله بتوتر من وجودها معه بمفردها داخل الغرفه.. 
ازداردت لعابها بخوف حين رأت باب الغرفه مغلق.. فردت ظهرها ورفعت رأسها بثقه وشموخ مصطنعه القوه، وأكملت بحده.. 
"ماما فين؟!.. خليني أخدها ونمشي من هنا ".. 
أشار لها على مقعد مجاور له وتحدث بهدوء قائلاً.. 
" تعالي اقعدي خلينا نتكلم يا إسراء".. 
اقتربت من حذائها، وارتدته على عجل، وسارت نحو باب الغرفه، وهي تقول بغضب.. 
"مافيش كلام بيني وبينك يا فارس بي؟!".. 
ابتلعت باقي حديثها حين وجدته بطرفة عين يقف حائل بينها وبين الباب يمنعها من الخروج.. اتسعت عينيها بدهشه من طوله الفارهه.. شعرت بضئلتها أمامه.. 
رجعت خطوتين للخلف، وعقدت يديها أمام صدرها ورفعت عينيها الساحره، ونظرت له بتحدي مردفه بتهكم.. 
" أنت فاكر أنك هتقدر تمنعني أمشي من هنا؟!".. 
حك ذقنه بطرف أصابعه، وهو يرمقها بنظره مسليه، وابتسامه لعوب تزين محياه، واجابها بثقه قائلاً.. 
"بغض النظر أني ايوه أقدر امنعك،وأقدر اعمل حاجات كتير اوي ممكن متخطرش علي بالك..بس خليها بعدين"..
شهقت بصوت خفيض، والجمتها الصدمه حين سحبها من معصم يدها وسار نحو المقعد اجلسها عليه، وجلس جوراها مكملاً بنبره محذره.. 
"دلوقتي الأحسن ليكي أننا نتكلم بالعقل"..
صكت على أسنانها بغيظ، وهمت بالصراخ بوجهه.. لكنه أشار لها بالصمت، وتابع بواعيد.. 
"بلاش تختبري صبري عليكي.. لأن محدش هيزعل غيرك في الاخر".. 
زفرت بضيق، وبنفاذ صبر قالت.. 
"أنت عايز مني أيه بالظبط يا "فارس" بيه؟! ".. 
تأملها بنظرات جريئه، وهو يقول.. 
"عايزك انتي يا إسراء".. 
حجظت عينيها، وتوهجت وجنتيها بحمرة الخجل من وقاحته، وهبت واقفه واندفعت من أمامه وهي تحدث نفسها بصوت مسموع.. 
" فعلاً سافل".. 
لم تسير سوى خطوتين وانقطعت أنفاسها هذه المره حين جذبها ببعض القوه سقطت جالسه على قدمه ملتف بيده حول خصرها، وقربها لصدره، وغمز لها بمكر مردفاً ..
"سافل بس لذيذ".. 
تلاحقت أنفاسها وبدأت تتنفس بصوت مسموع، وصدرها يعلو ويهبط بوضوح، ولكمته بكلتا يدها على صدره كمحاوله منها للفرار من حصاره لها مردده بذهول.. 
"انت اتجننت.. أبعد ايدك عني يا حيوان"..
قبض على وجنتيها بأصابعه بعنف، وقرب وجهها من وجهه بالإجبار، وتحدث بغضب من أسفل أسنانه..
"اغلطي تاني،وأنا هعتبرها دعوه منك أني ادوق الشفايف اللي مطيره عقلي دي،وأنا فعلاً عايزك بس بالحلال.. بدليل أني طلبت إيدك للجواز من والدتك، وصدقيني مش هتندمي.. هعيشك عيشه متحلميش بيها.. مامتك هتعمل العمليه في احسن مستشفي بره مصر، وبنتك هتتعلم احسن تعليم، وهعتبرها بنتي، وهتكفل بكل مصاريفها"..
تحركت بين يديه بهستريه مردده بصراخ..
"ابعد أيدك عني بقولك.. انت اكيد مجنون علشان عايز تتجوز واحده متجوره"..
لم تستطيع الافلات من بين يديه..بل هدأت حين رأت عينيه اشتعلت بنيران حارقه، وتحدث بنبره دبت الرعب بأوصالها.. 
" متجوزه!!"..قبض على ذراعها بعنف غير منتبه لجرحها الذي لم يشفي بعد، وتابع بغضب عارم.. 
"متجوزه مين انطقي؟! ".. 
" سبني الأول وانا أقولك".. 
أردفت بها بألم ظهر علي ملامحها.. فخفف قبضته عليها قليلاً، وفك يده من حولها على مضض.. 
ابتعدت عنه هي سريعاً، ووقفت بعيداً عنه، وتحدثت ببوادر بكاء قائله.. 
"جوزي يبقي رامي.. أبو بنتي..هو بالنسبالي لسه عايش..عايش جوايا.. مبيفرقنيش أبداً ،وعلى طول معايا في أحلامي.. فاهم يعني ايه معايا.. يعني مش هقدر اتجوزك انت او غيرك، وانا قلبي وعقلي وجسمي مش ملكي.. ملكه هو.. هو وبس"..
يستمع لها بهدوء.. حديثها بمثابة سكب الزيت على النيران..صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت بتأكيد.. 
" وانا هفضل مراته وشايله اسمه لحد ما اروحله".. 
ضحك بصطناع، وهب واقفاً واقتربت عليها بخطوات بطيئه وهو يقول بذهول
" انتي مدركه انتي بترفضي تبقي مرات مين؟!" .. 
لتتراجع هي للخلف، واجابته بلا مبالاه..
"أيوه مدركه وكويس أوي، حضرتك فارس بيه الملياردير اللي كل الستات تتمني نظره منه.. بس انا مش من الستات دي.. انا واحده زي ما بيقولوا وش فقر.. مش هقدر أرضى غرور معاليك يا باشا واوافق على عرضك المغري دا..فسبني في حالي، وخليني امشي من هنا انا وأمي،واوعدك انك مش هتشوف وشي تاني أبداً "..
حاصرها بينه وبين الحائط خلفها.. وابتسم لها ابتسامه صفراء هو يقول بثقه..
" انتي فعلاً لو خرجتي من هنا مش هشوفك تاني.. لأنك هتتقتلي أول ما تخرجي من باب القصر"..
رمقته بنظره محتقره وهي تقول..
" مش مستغربه على فكره ما انت ضربتني بالنار قبل كده.. فعادي انك تقتلني.. بس الأعمار بيد الله وحده، واللي مكتوبلي هشوفه،ومن فضلك ابعد إيدك دي خليني أعدي"..
لكم الحائط بقبضة يده يقوه، وتحدث بصوت عالِ للغايه يدل على نفاذ صبره، وشدة غضبه.. 
"انتي دماغك دي بتفكر إزاي.. فووووقي.. تهورك بالكلام دا خلاكي مستهدفه من ناس عايزين يخلصوا عليكي انتي، واي حد تابعك، وانا عايز أساعدك، واحميكي يا هانم".. 
" إسراء " بصراخ.. " لو عايز تساعدني فعلاً يبقي متجبرنيش على الجواز منك، ولو علي الحمايه فالحامي هو ربنا".. 
" يا بني آدمه افهمي.. أنتي مش هينفع تخرجي بره القصر، وبنتك أنا حاطط عليها حراسه هي وعمها ومرات عمها كمان.. لحد ما اكتب عليكي، واجبهالك منه".. 
قالها" فارس" بهدوء رغم شدة غضبه منها.. 
نظرت له بحزم، وتحدثت بأصرار قائله.. 
" انا مش هتجوزك، ولو هفضل هنا في القصر يبقي سبني اشتغل عند الست خديجه ان شاء الله خدامه، وساعتها هبقي تحت حمايتك، واخد مرتب على شغلي أقدر اصرف بيه على أمي وبنتي ويبقي كده كتر الف خيرك أوي.. غير كده يبقي الله الغني عنك وعن خدماتك يا فارس باشا" .. 
ابتعد عنها وهو يرمقها بنظرات منذهله.. عقله غير قادر على الاستيعاب.. ايعقل تلك الساحره ترفض الزواج من " فارس الدمنهوري".. 
دار حول نفسه، وهو يفرك جبهته، ويحاول التحلي بالصبر حتي لا يكسر عظامها.. رفضها له الآن جعل رغبته بها تتضاعف.. نظر لها بابتسامة مصطنعه، وتحدث بهدوء ما يسبق العاصفه قائلاً.. 
"وماله.. موافق يا إسراء.. هتشتغلي هنا في القصر"..
شهقت بصراخ حين جذبها فجأه من خصرها حملها بذراع واحد داخل حضنه حتي أصبحت قدمها لم تعد تلمس الأرض، وبوعيد تابع.. 
"وانا هعرف إزاي اخليكي تبقي ملكي، ومعايا حتي في أحلامك يا ساحره".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اغتيال!!.. 
.. مر يومان.. 
أصبحت "إسراء" بصحه أفضل عن زي قبل بفضل الأهتمام المبالغ فيه من قبل الطبيبات المشرفات على حالتها، وحالة والدتها أيضاً بتعليمات من "فارس" شخصياً.. 
استيقظت بنشاط من نومها بالصباح الباكر.. توجهت نحو حمام الغرفه اختفت بداخله قليلاً، وخرجت مسرعه بعدما ارتدت كامل ثيابها.. 
قامت بأداء فرضها بخشوع وقلب ملتاع.. تشتاق لصغيرتها بجنون، ولكنها اتخذت قرارها ستفعل اي شيء وكل شيء حتي توفر لعائلتها الصغيره حياة كريمة مهما كلف منها الأمر..حتي لو على حساب حياتها هي.. 
"صباح الخير يا ضنايا".. 
أردفت بها "الهام" بنبره حانيه، وهي تعتدل جالسه على الفراش.. لتسرع "" إسراء " وتقترب منها تساعدها على النهوض وهي تقول بابتسامة حزينه.. 
" صباح النور يا حبيبتي ".. 
ضيقت" إلهام" عينيها ونظرت لها بشك مردفه.. 
" انتي لابسه كده ورايحه على فين؟!".. 
نظرت لها" إسراء " نظرة يملؤها الأسى وقلة الحيله.. 
لا تعلم من أين تبدأ.. ما يحدث لها لم تكن تتوقعه بيوم.. 
تشعر أنها مغيبه.. لا تمتلك حق الرفض.. خضعت لعرض ذلك الذي تلقبه بالمغرور مجبره.. 
أطبقت جفنيها بقوه كمحاوله لمنع عبراتها من الهبوط، وبتنهيده متألمه قالت.. 
"أنا موافقه اتجوز فارس بيه يا ماما".. 
اعتلت ملامح "إلهام" الدهشه لتغير رأيها المفاجئ، وزحف القلق لقلبها جعلها تتحدث بصوت مرتجف قائله.. 
"انتي غيرتي رأيك ليه؟!.. مش قولتيلي أنك هتشتغلي هنا؟.. صرحيني يا بنتي هو عمل فيكي حاجه يا إسراء لما خدوني عند الست خديجه؟!".. 
حركت" إسراء" رأسها بالنفي، واجابتها قائله.. 
"أهدي يا ماما وأنا هحكيلك.. بس عيزاكي تعرفي أني غيرت رأيي علشانك أنتي وبنتي".. 
ربتت" الهام" على وجنتيها بحنان، وببكاء قالت.. 
" متجيش على نفسك يا بنتي.. متشليش فوق طاقتك، ولينا رب اسمه الكريم قادر يحلها من عنده، وزي ما بيقولوا كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق".. 
رسمت" إسراء" ابتسامه زائفه على محياها، وتحدثت بأسف قائله.. 
" بالظبط كده.. إتفاق.. جوازي من فارس بيه مجرد إتفاق مش أكتر، وهيبقي بعقد ومده محدده كمان أول ما تخلص كل واحد هيروح لحاله".. 
نظرت لها" إلهام" بعدم فهم، وبنفاذ صبر قالت.. 
" انتي بتكلميني بالالغاز.. ما تفهميني يا بنتي تقصدي أيه بكلامك دا؟!".. 
أخذت "إسراء" نفس عميق، وبدأت تخبرها عن ما دار بينها وبين المغرور" فارس".. 
.. فلاش باااااااااااك.. 
"وانا هعرف إزاي اخليكي تبقي ملكي، ومعايا حتي في أحلامك يا ساحره"..
همس بها "فارس" أمام شفتيها وهو يزيد من ضمها 
لصدره بحميميه شديده.. 
يتأملها بعينيه بفتنان.. ساحره هي حتي أثناء غضبها.. تأثره بملامحها الملائكيه، وغضبها الطفولي، ورفضها له يشعل نيران رغبته أكثر وأكثر.. 
حاولت" إسراء" ابعاده عنها بعدما صدمتها جرائته معها جعلتها كمن فقدت النطق ..جاهدت للأفلات من بين يديه لكنها فشلت فشل زريع.. فقد قام بتقيد كلتا يدها بأحكام، ونظر لها بابتسامة لعوب، وتحدث بستمتاع قائلاً.. 
"لازم تتعودي على وضعنا دا.. لأنه من هنا ورايح هيتكرر كتيرررررر أوي".. 
"أنت مجنون"..همست بها "إسراء" بصوت يكاد يسمع، وقد اغرقت عينيها بالعبرات، وبدأ جسدها يرتجف بشدة بين يديه.. 
اختفت ابتسامته، وتحدث بجديه قائلاً.. 
"بيكي.. مجنون بيكي يا إسراء".. 
تحركت بين يديه بهستريه، واعتلي نشيجها.. ليتابع هو بنبرة محذره قائلاً.. 
"اسمعيني كويس احسنلك.. أنتي عجباني ودي حاجه مبتتكررش كتير، وأنا طلبتك بالحلال وانتي رفضتي".. 
صمت لبرهه، ونظر لعينيها الباكيه بعمق، وتابع بأسف.. 
"واللي ميجيش مع فارس الدمنهوري بالرضا يجي بالغصب، وأنا مش عايز أخدك بالغصب يا إسراء".. 
تنقل بعينيه بين ملامحها ببطء حتي توقف بنظره على شفتيها المرتجفه، وتابع بابتسامة ماكره.. 
" عايزك بمزاجك.. فخلينا نتفق إتفاق أنا واثق انه هيعجبك".. 
"طيب سبني الأول".. 
قالتها" إسراء" بنبره راجيه متعمده عدم النظر لعينيه، وملامحها يظهر عليها الاشمئزاز منه مما ازعجه كثيراً .. فصك على أسنانه، وتحدث بغيظ قائلاً.. 
"مستحيل أسيبك، ولما تتكلمي معايا تبصيلي".. 
ضغط على خصرها بعنف محبب مكملاً بأمر .. 
" فاهمه".. 
تأوهت بصوت خفيض فقدته صوابه، وبضعف همست من بين شهقاتها.. 
"فاهمه.. بس سبني أيدي المتعوره وجعتني".. 
خفف يده حولها، وأنزلها من حضنه على مضض،وهو يقول بصرامه.. 
"بما إنك متهوره، ومبتفكريش كويس قبل ما تاخدي اي قرار.. رافضه تتجوزيني ،ومصره أنك تشتغلي هنا أو تمشي من القصر خالص" .. 
مسحت "إسراء" دموعها بعنف، وسيطرت على ارتجاف جسدها ، وتصنعت القوه واردفت بحده.. 
"انا فعلاً همشي من هنا خالص ومش هفضل ولا دقيقه بعد سفالتك معايا دي"..
ابتسم" فارس"بتهكم، وتحدث ببرود قائلاً.. 
"انتي من هتعرفي تخرجي بره اوضتك.. مش بره القصر،وبعدين افتكري مامتك اللي محتاجه عمليه، وبنتك اللي عايزه تأمني مستقبلها، والناس اللي عايزين يخلصوا عليكي..فصدقيني جوازي منك هيفيدك فوق ما تتخيلي".. 
ابتلعت غصه مريره بجوفها، واعتصر قلبها بألم حاد، وبصوت منكسر همست.. 
" انت واحد حقير علشان تستغل ضعفي بالشكل دا".. 
نظر لها نظره جامده للحظات، ومن ثم صرخت بفزع حين قطع المسافه بينه وبينها بخطوه واحده، ومال على وجهها وهم بتقبيلها.. لتصفعه هي على وجنته صفعه عنيفه، وبصراخ تحدثت قائله.. 
"احترم نفسك بقي".. 
جحظت عينيه بصدمة.. انتبهت هي على ما فعلته.. فرمشت بأهدابها ببراءه، وأسرعت بالحديث قائله.. 
"قولي أيه هو الاتفاق يا فارس بيه".. 
شبه ابتسامة ظهرت على محياه حين نظرت له بعينيها أخيراً تستجديه ان يتغاطي عن هذه الصفعه مدمدمه بخوف.. 
"اممم انا مكنتش قصدي أضربك.. دا خدك هو اللي خبط في أيدي".. 
ابتعد عنها موليها ظهره يحاول التحكم بوتيرة غضبه، وبصوت مخيف قال.. 
" انتي متعرفيش أنا عايز اعمل فيكي أيه دلوقتي".. 
نظر لها نظره دبت الزعر بقلبها، وبوعيد تابع.. 
"كله بحسابه يا إسراء،ودلوقتي تسمعي الأتفاق الجديد".. 
وضع يده بجيب سرواله، وتحدث بابتسامة مصطنعه قائلاً.. 
"أنا عايز ولد يشيل اسمي تكوني أنتي أمه سواء قبلتي تتجوزيني أو لا هخلف منك"..
 اتسعت أعين" إسراء" بذهول مقارب للجنون، وشهقت بخجل شديد.. ليتابع هو بلامبالاه.. 
" القرار ليكي.. بس لازم تعرفي أنك هتلاقيني في حضنك في اي وقت،وفي أي مكان".. 
حديثه الجاد، وتهديده الصريح جعلها تدرك انه لا يمزح، ونظرته الهائمه بها تخبرها انه ينتظر بستماته ان ترفض عرضه لينقض عليها الآن كالاسد الجائع.. 
التزمت الصمت قليلاً، ولم تجد أمامها سوا ان توهمه بموافقتها حتي تطمئن على والدتها وصغيرتها.. زفرت بضيق، وبتعقل تحدثت قائله.. 
" موافقه بس بشرط.. تستني عليا 4شهور يكون أبو إسراء الله يرحمه كمل سنه، وأكون انا اطمنت علي ماما، وتخلص  أنت موضوع الناس اللي عايزين يخلصوا مني دول، وكمان لو اتجوزتني دلوقتي هتاكد لاخو جوزي الكلام اللي اتقال عليا.. فخليني اشتغل هنا الاربع شهور دول زي ما قولت لمراته ".. 
تفهم هو ما يدور برأسها.. فرمقها بتهكم وبأصرار قال.. 
"موافق.. كده يبقي هكتب عليكي برضو ومش هندخل ولا نعلن غير بعد 4شهور"..
هبطت دموعها على وجنتيها بغزاره، وبصراخ مقهور قالت.. 
" وانا موافقه".. 
نهاية الفلاش بااااك.. 
" يعني هيكتب عليكي في السر يا إسراء؟! ".. 
قالتها" إلهام " بغضب، وعدم رضا.. 
قبلت "إسراء" يدها، وبتوسل قالت.. 
" ماما عايزاكي تعملي العمليه وتخفي بسرعه وترجعيلي ، وسبيني انا اتصرف مع المغرور دا، واطمني كل حاجه هتعدي.. سواء حلو او وحش كله بيعدي،وانا اهم حاجه عندي دلوقتي أنك تقومي بألف سلامة".. 
......................................... 
"سيد".. 
يتحدث بهاتفه بخوف شديد.. 
" يا معالي الباشا البت جوه قصر الدمنهوري.. مستنين تظهر بره القصر، وهجبلك خبرها".. 
صرخ بأذنه الطرف الأخر بغضب عارم قائلا.. 
" انت متخلف.. دي أكيد قالت لفارس على كل حاجه، وبيخطط لنا دلوقتي ينتقم مننا ازاي، واحنا لازم نسبقه".. 
ازدارد "سيد" لعابه بصعوبه، وبعدم فهم قال.. 
" يعني نعمل ايه يا باشا".. 
صمت الأخر لبرهه، وبأمر قال.. 
" فارس هو اللي لازم يموت مش البت.. خلي رجالتك تنفذ انهارده".. 
ظهرت ابتسامه متسعه على وجه" سيد"، وزفر براحه وهو يقول بحماس.. 
" بس كده هنحتاج رجاله تاني، وفلوس زياده حبيتين تلاته".. 
"كل اللي هتحتاجه هبعتهولك.. بس اقرا خبر موت فارس الدمنهوري بعد ساعه بالكتير".. 
...................................... 
.. أمام شركة الدمنهوري.. 
وصل "فارس" بسيارته.. خلفه سيارات الحراسه التابعه له.. ركض إحدي الحرس، وقام بفتح باب السياره.. ليخرج" فارس" بكامل هيبته، ووقاره وسار خطوه والثانيه وإذا بوابل من الطلقات الناريه انهمرت عليهم بغزاره.. 
تجمعت الحراسه من حوله سريعاً وتبادلو إطلاق النار بمهاره عاليه.. 
ليتفاجئو بعدد كبير من الرجال المسلحين يركضون نحوهم، وبدأ شجار دامي سقط على أثره الكثير من حراسات " فارس" .. 
حتي وصل رجل ضخم البنيه  ل "فارس"،وهم بأطلاق النار عليه.. ليسرع "فارس" بلكمه بقوه حتي سقط سلاحه بعيداً عنه.. 
هجم عليه الرجل بأله حاده يلكمه بوحشيه، وغل وكره دفين..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عقد!!.
.. تكملة فلاش باااااااااااك.. 
"موافقه".. 
قالتها "إسراء" بصراخ، وهي ترمق "فارس" الذي ينظر لها بابتسامة واسعه تدل على فرحته الغامره،ووضع يده بجيب سرواله أخرج ورقه مطويه.. فتحها ببطء، واقترب من "إسراء" التي تتابع ما يفعله بدهشه.. 
أخفي يده داخل معطفه، واخرج قلم وضعه بيدها، وهو يقول بنبرة صارمة.. 
"أمضى".. 
عقد حاجبيها، وبتساؤل أردفت.. 
"أمضى على أيه؟!".. 
تأمل ملامحها بفتنان، وغمز لها بشقاوه وهو يقول.. 
"عقد جوازنا يا بيبي..عقد شرعي، ومتسجل في الشهر العقاري، وناقص امضتك وبس".. 
تنقلت "إسراء" بعينيها بينه، وبين تلك الورقه التي بيده بصدمه..أيعقل ستصبح زوجة هذا المغرور.. تسارعت دقات قلبها بعنف، وتعالت وتيرة أنفاسها، وبأنفاس متهدجه همست.. 
"أنت أكيد بتهزر!! "..
"لا مبهزرش، وامضي يا إسراء علشان أنا على تكه واحده، وصدقيني هثبتلك بالفعل أني مبهزرش".. 
قالها "فارس" بنبره محذره تحمل بين طياتها الكثير من الرغبه راتها هي بوضوح بعينيه الجريئه.. 
ارتجفت شفتيها، وبصوت هامس قالت مستفسره.. 
"طيب زي ما اتفقنا جوازنا هيكون على ورق بس، وهشتغل هنا لحد ما اطمن على ماما، ومش هنعلن غير لما يعدي أربع شهور زي ما قولتلك".. 
مال برأسه عليها لتتراجع هي برأسها للخلف سريعاً.. تعمق النظر داخل عيونها، وبتهكم واضح على محياه قال.. 
"وتفتكري مرات فارس الدمنهوري ينفع تشتغل خدامه يا ساحره؟!".. 
" دا شرطي يا فارس بيه.. علشان انا عارفه غرضك أيه من جوازك مني كويس أوي ".. 
همست بها بغصه يملؤها الأسى جعلته ضيق عينيه، وتحدث بتساؤل قائلاً.. 
"وايه هو بقي غرضي؟!".. 
ابتسمت ابتسامه زائفه تخفي بها عبراتها التي تجمعت بعينيها، وبهمس مقهور قالت.. 
"انت يا بيه عامل زي اللي داق كل حاجه حلوه في الدنيا، ونفسه جزعت.. فمال لحاجه حادقه.. اللي هي أنا للأسف".. 
مال عليها أكثر حتي لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها الشاحبه، والبارده من شدة خوفها منه، وتحدث من بين أسنانه بغيظ قائلاً.. 
"وانا لو كان دا غرضي كنت قولتلك عايز أخلف منك؟!".. 
صمت لبرهه يحاول السيطرة على وتيرة غضبه من اندفعها، وتهورها بالحديث، وبصوت دب الرعب باوصالها قال.. 
"أمضى احسنلك".. 
"أوعدني الأول".. 
همست بها بصوتها الهامس الرقيق الذي يدغدغ مشاعره، وببطء رفعت عينيها، ونظرت له تستجديه ان يلبي طلبها، وبرجاء أكملت.. 
"أوعدني يا بيه متجبرنيش على حاجه أكتر من كده، وتخليني اشتغل هنا زي ما قولتلك".. 
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء.. 
"خليني احس بحبة كرامه..بلاش تحسسني أني رخيصه أوي كده"..
اعتلت الدهشه ملامحه،وهو يقول.. 
"رخيصه؟!.. هتبقي حرم فارس الدمنهوري وتقولي رخيصه يا إسراء؟! ".. 
حرك رأسه بيأس من حديثها المتهور، وبنفاذ صبر قال.. 
"أمضى يا إسراء حالاً".. 
"طيب خليها لما اطمن على ماما الأول ".. 
أردفت بها" إسراء " برجاء.. 
نظر لها" فارس" نظره جامده، وتحدث بجديه مصطنعه قائلاً.. 
" وماله.. زي ما تحبي.. بس زي ما قولتلك.. هتلاقيني في حضنك في اي وقت،وفي أي مكان يخطر على بالك".. 
تأملها بجرائه مكملاً بعبث.. 
"مش همنع نفسي عنك، ولا هحرم نفسي منك، وكنت عايز اعمل كده وانتي على زمتي.. بس انتي اهو اللي بترفضي الحلال.. يبقي استحملي شقاوتي يا ساحرتي".. 
" قصدك سافلتك".. 
قالتها" إسراء " ببكاء شديد، وهي تأخذ الورقه، والقلم من يده بعنف، وكتمت أنفاسها وهي تدون أسمها معلنه أنها أصبحت زوجة" فارس الدمنهوري".. 
أنهت امضتها، وبسرعة البرق كانت ركضت مبتعده عنه بعدما قرأت ما يدور بعقله تجاهها.. لتتعالي ضحكاته بستمتاع، وبمكر تحدث قائلاً.. 
" بتجري مني من أولها يا بيبي..خلاص مبقاش ليكي غير حضني"..
.. نهايه الفلاش بااااك.. 
..صدمة اعتلت ملامح "إلهام" حين رأت توتر وارتباك وحيدتها.. تتهرب بعينيها منها حتي لا تقرأ ما فعلته بهما.. والدتها هي وتعلم ما يدور بذهنها عن ظهر قلب.. 
بيد مرتجفه امسكت ذقنها جعلتها تنظر لها.. لتشهق بصوت خفيض وبذهول همست قائله.. 
"أوعى تقولي انك عملتي كده يا إسراء؟!".. 
أطبقت" إسراء" جفنيها بعنف، وتأوهت بصوت مسموع مردفه بألم يعتصر قلبها ورحها... 
"ااااه يا ماما.. عملت كده"..
نظرت لها بأعين شديدة الاحمرار..ممتلئه بالعبرات تأبي الهبوط، وبتنهيده أكملت.. 
"عشانك انتي وبنتي مضيت عقد مع فارس الدمنهوري"..
اذداردت" الهام" لعابها بصعوبه،وضربت بكف يدها على صدرها، وهي تقول بذهول..
"عقد عرفي يا إسراء؟!"..
ربتت" إسراء " على ركبتها بحنان، وابتسمت لها ابتسامة باهته ومغمغمه بخفوت.. 
"شرعي.. اطمني يا ماما.. بس تقدري تقولي هو بالنسبالي عقد شغل أكتر من انه عقد جواز..انتي عارفه انا وفارس بيه مننفعش لبعض اصلاً.. أنا بنسباله نوع جديد مجربوش قبل كده، وعنده فضول يجربوا مش أكتر".. 
"ولما انتي عارفه انه كده.. ايه اللي جبرك على جوازك منه يا بنتي؟!".. 
قالتها" الهام" بصوت متحشرج بالبكاء.. 
صكت" إسراء" على أسنانها بغيظ شديد، وهي تقول.. 
"مرضيش يسبني غير لما يمضيني وإلا كان احححم؟! "..
جحظت أعين" إلهام"، وبخوف همست.. 
" انتو داخلتو كمان يا إسراء؟! ".. 
حركت" إسراء " رأسها بالنفي سريعاً، وهي تقول.. 
"لا لا يا ماما مافيش حاجه من دي حصلت، ولا هتحصل حتي.. بس هو سافل زي ما انتي عارفه، وهددني بسفالته لو ممضتش على العقد"..
أطلقت" إلهام " زفره نزقه، وبهدوء قالت.. 
"يعني دا دلوقتي جواز شرعي ولا عرفي.. فهميني يا بنتي ".. 
"قولتلك انه مجرد عقد بالنسبالي يا ماما، ومش هنعلن عن جوازنا غير لما اطمن عليكي".. 
هبطت دموعها بغزاره وتابعت بحزن.. 
" ويعدي سنه على موت رامي الله يرحمه".. 
وضعت" إلهام" أصابعها أسفل ذقنها، وبسخريه قالت.. 
" وهو سي فارس بتاعك دا هيستني عليكي بسفالته دي؟!.. دا قالهالك صريحه عايز يخلف وريث.. يعني مش هيسيبك غير ما تشيلي منه يا حبيبتي".. 
إسراء " بثقه.. "مش هيحصل".. 
ساد الصمت قليلاً.. قطعته "إلهام" بأمر.. 
" يبقي الناس والدنيا كلها لازم تعرف أنك بقيتي مراته.. علشان الجواز أساسه الاشهار يا إسراء.. مش عايزين الناس تقول علينا حاجه أكتر من كده".. 
ضحكت "إسراء" بصوت عالِ للغايه، ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزاره، وتحدثت بصعوبه من بين ضحكاتها.. 
"الناس.. وهي الناس بتبطل كلام يا ماما..كانوا فين الناس دي وانا وأنتي وبنتي هنموت من الجوع.. 
انا لو مكنتش اتجوزت خالص كانوا هيقولوا اللي عنست ايه، ولما اتجوزت قالو جوزتيها صغيره ليه.. لما جوزي مات قالوا وشي وحش عليه، وستات الحته بقو يخافوا على اجوازهم من إسراء الأرملة، ولو فضلت من غير جواز الكلام هيكتر حواليا، والعين هتبقي عليا، ولو اتجوزت دلوقتي.. هيقولوا اوام وقعت راجل غيره..الناس مش هتسكت ولا تبطل كلام أبداً يا ماما، ولو مشينا وراهم هنقع على جدور رقبتنا والناس برضوا هيدوسو علينا بجزامهم".. 
ضمتها "إلهام" داخل حضنها وقبلت جبهتها مردده ببكاء.. 
" عندك حق يا ضنايا.. أهدي يا حبيبتي.. حقك عليا انا".. 
قبلت" إسراء " يدها مرات متتاليه وهي تقول بلهفه.. 
" حقك عليا انا يا ماما.. مش قصدي اتعصب عليكي يا حبيبتي ".. 
قبلت وجنتيها، وهبت واقفه، وتابعت بمزاح.. 
"سبيني بقي أنزل استلم شغلي في المطبخ اللي قد الحته بتاعتنا كلها، وعايز توكتوك يوصلني لعنده في مغارة فارس بابا اللي مقعدنا فيها دي"..
أنهت جملتها، وسارت نحو باب الغرفه.. ليوقفها صوت" إلهام " تقول بلهفه.. 
" بت يا إسراء".. 
نظرت لها فحركت شفاتيها دون إصدار صوت قائله.. 
" انتي مشلتيش الوسيلة لحد دلوقتي؟!".. 
ابتسمت" إسراء" ابتسامه واسعه، وتنهدت براحه وهي تحرك رأسها لها بالايجاب.. 
.............................. 
.. بأحدي مخازن مصانع الدمنهوري.. 
" هو دا الواحد اللي بعتينه يخلص عليا يا سيد؟! ".. 
قالها "فارس" بصوت جوهري، وهو يخطو من باب  المخزن، ويسير بهيبته بخطوات واثقه حتي اقترب من" سيد" المقيد جيدا بسوط عريض، والظاهر على ملامحه أثار ضرب مبرح.. 
"أبوس رجلك يا فارس باشا.. انا قولتلك اللي أعرفه.. مكنتش أعرف أنهم هيبعتو كل الرجاله دي".. 
قالها "سيد" بصوت متقطع من شدة فزعه.. 
وقف "فارس" أمامه يرمقه بنظرات مشتعله، وبهدوء مريب تحدث قائلاً.. 
"ولسه متعرفش مين اللي مشغلك؟!".. 
"سيد" بضعف.. "والله ما أعرفه يا باشا، ولا عمري شوفته.. اللي بنا كان مجرد أوامر باخدها بالتليفون، وهو اللي كان بيتصل، وكل مره من رقم شكل".. 
ربت "فارس" على كتفه بعنف، واستدار متجه نحو الخارج وهو يقول.. 
"طيب يا أبو السيد هتفضل مع رجلتي هنا لحد ما يبان لك صاحب أو تقابل وجه كريم".. 
صرخ "سيد" بتوسل قائلاً.. 
" أبوس جزمتك يا باشا.. انا غلطان في حقك.. سبني أعيش وانا هبقي خدامك".. 
نظر له" فارس" من فوق كتفه، و ادرف بنبره صارمه موجه حديثه لحرسه الخاص.. 
"عايزه يفضل عايش لحد ما نعرف اللي مشغله.. مفهوم".. 
أنهى جملته، وسار بخطي واسعه للخارج.. 
" فارس باشا.. هجيب لسيادتك دكتور".. 
قالها إحدي الحرس، وهو يفتح له باب سيارته الخلفي.. ليغلقه "فارس"، وفتح الباب الأمامي وجلس بمقعد السائق، وهو يقول بأمر.. 
"لا.. انا رايح القصر.. في دكاتره هناك.. خليك انت هنا وبلغني بكل حاجه اول بأول".. 
"أمرك يا باشا".. 
انطلق "فارس" بسيارته خلفه سيارات الحرس بأقصي سرعه.. هيئته مزريه.. ثيابه ممزقه،وجهه مملوء بكدمات عنيفه،وجرح نافذ ينزف بغزاره بجانب صدره..
أمسك هاتفه وتحدث به برساله صوته قائلاً.. 
"اعمل حسابك كويس لازم أشوفك في أقرب وقت.. خد كل حذرك وهحدد ميعاد وابلغك بيه يا تامر".. 
مرت عدة دقائق، ووقف أمام باب قصره الخارجي، وضغط على بوق السيارة بغضب.. ليسرع إحدي الحرس وقام بفتح الباب على مصراعيه.. ليندفع هو للداخل فجأه بدون مقدمات حتي انه اصتدم بالجدار وتهشم جزء كبير من السيارة..
ارتجل منها،وصفق الباب بقوه كاد أن يهشمه هو الأخر، وسار لداخل القصر بخطوات شبه راكضه..
"فاااارس.. أيه اللي حصلك يا حبيبي"..
صرخت بها "خديجه" ببكاء حاد، وهي تركض عليه وتضمه لحضنها بخوف شديد..
لم يجيبها في الحال.. عينيه تبحث عن ساحرته بلهفه واشتياق لم يشعر به تجاه اي امرأه من قبل.. تهللت أساريره حين لمحها تسير بشرود كعادتها تجاه المطبخ غير منتبها لوجوده..
هرول خلفها،وهو يقول بصوت مجهد يظهر به مدي تعبه.. 
"سبيني دلوقتي يا ديجا، وهحكليك بعدين"..
همت "إسراء" بدخول المطبخ، ولكن يد "فارس" التفت حول خصرها، وحملها داخل حضنه.. ظهرها مقابل صدره،وبسرعة البرق صعد بها الدرج ومن ثم نحو جناحه مباشرةً..
"يا نهاااااااار اسوح ومهبهب عليا وعلى اليوم اللي وقعت فيه في طريقك يا فارس زفت بيه"..
صرخت بها" إسراء" بغضب عارم، وهي تلكمه بكل قوتها، وتركل بقدميها في الهواء حتي تفر من بين يديه..
لكنه لم يتركها إلا بعدما أصبح داخل جناحه الخاص، وأغلق الباب خلفه جيداً.. 
قفزت من بين يديه، واستدارت تنظر له وهمت بالصراخ بوجهه.. لكنها صدمت من هيئته، وشهقت بعنف مردده.. 
" ايه اللي عمل فيك كده؟!".. 
لم يجيبها، ولم يبتعد بعينيه عنها.. بدأ يفتح أزرار قميصه واخد تلو الأخر، وخلعه بألم واضح على ملامحه، ووضعه على جرحه النازف يوقف به الدماء المتدفقه، وبأمر قال.. 
"تعالي يا إسراء.. عايز أحضنك".. 
نظرت له ببلاهه.. كأنها تراه برأسين، وبغضب قالت.. 
" أنت في ايه، ولا في ايه يا بيه؟!".. 
ابتسم لها ابتسامة هادئه، وتحدث بأسف قائلاً .. 
"انا كنت هموت انهارده من غير ما أعرف طعم حضنك أيه.. فقربي مني كده زي الشاطره وهاتي حضن جامد يا مدام فارس".. 
همت" إسراء" بالرد عليه، ولكن طرقات هادئه على باب الجناح يليها صوت إحدي الخدم يتحدث بأحترام شديد.. 
"فارس باشا.. انسه"ديمه" خطيبة سيادتك وصلت تحت ومنهاره جداً".. 
اتسعت أعين" إسراء" بذهول مردده بعدم تصديق.. 
" خطبتك؟! ".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
..اقتحام قلب..
"إسراء"..
إخلاصها لزوجها المتوفي يعتبر نادراً في وقتنا هذا.. قلبها ينبض بالحب الحقيقي رغم مدة زوجها القصيرة..
فالعلاقات لا تقاس أبداً بطول العشرة، ولكن تقاس بجميل الأثر وجميل الإخلاص والمحبة، فكم من معرفة قصيرة المدى لكنها بجمالها وهدوئها أعمق وأنقي بكثير من أطول معرفة..
أغلقت قلبها على حبها ووفائها وقررت عدم فتحه لأحد مرة أخرى.. بنظرها لن تجد مثل والد طفلتها..
اكتفت بحب والدتها وصغيرتها وتعمدت تنسي نفسها، وتدفن شبابها بيدها.. غافلة عن القدر وما يخبئه لها..
لم تضع في حسبانها انها ستقع بقبضة رجل سيقطحم بعشقه قلبها المغلق..
......................
.. داخل جناح فارس..
تدور "إسراء" حول نفسها بملامح يظهر عليها الصدمة والذهول بعدما استمعت لصوت إحدي العاملين يخبر "فارس" بوصول خطيبته "ديمه" منهارة من شدة خوفها عليه بعدما علمت عن الهجوم المسلح الذي حدث له..
رفعت كف يدها ومسحت على وجهها بعصبيه، وهي تطرد زفرة نزقة من صدرها متمتمه لنفسها بصوت خفيض..
"أنا أيه اللي عملته في نفسي دا ياربي؟!"..
بينما يتابعها "فارس" بهتمام بعدما اعتدل بجلسته بوضع أكثر راحة مستند بظهره على المقعد ورفع قدميه على طاولة أمامه، وقد تناسي أصابته وجروحه البالغه وهو يتأمل جمالها البريئ..
"أنت اتجوزتني وأنت خاطب؟!"..
أردفت بها "إسراء" وهي ترمقه بنظرات منذهله، وبعقلها بدأ يدور ألف سؤال وسؤال إجابتهم جميعاً أنها وقعت تحت سطوة مغرور..
عقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت له بملامح جامده رغم تعاطفها مع هيئته المزريه، وجرحه الذي لم يتوقف عن النزيف..
بادلها "فارس" النظرة بأخرى مستمتعه، وغمز لها بشقاوه قائلاً بتساؤل..
"بتغيري عليا ولا أيه؟!"..
ابتسمت بسخريه وهي تقترب منه بخطوات بطيئه وكأنها تسير على إيقاع نبضات قلبه حتي توقفت أمامه مباشرة ومالت برأسها عليه قليلاً..
تنظر لعينيه بكراهيه شديدة ظاهرة عليها بوضوح، وتحدثت من أسفل أسنانها قائله..
"أغير عليك ايه وزفت أيه يا فارس بيه!!..أنت مش واخد بالك أنك مش نازلي من زور يا مغرور"..
أين هذا المغرور هو فقط يتأمل ملامحها الرقيقه التي تروقه وتثير جنونه بدقة وأفتنان..
اعتدلت بوقفتها، ونفخت بضيق مكمله بنفاذ صبر..
"ذنبها أيه خطبتك دي تظلمها معاك وذنبي أنا أيه علشان تتجوزني عليها؟!"..
شهقت بفزع حين جذبها من يدها ببعض العنف.. فختل توازنها وسقطت على قدميه..
حاولت الفرار منه.. لكنه حاوطها بيده السليمه، وضمها لصدره بقوة.. مستند بجبهته على جبهتها، وتحدث بأنفاس متلاحقه تدل على شدة تعبه..
"ذنبك أنك بقيتي غرامي يا إسراء"..
تنقل بنظره بين شفاتيها وعينيها وتابع بتلذذ..
"بقيتي غرام المغرور يا ساحرتي"..
انبلجت ابتسامة ماكرة حين شعر بأرتجاف جسدها بين يديه فظن انه استطاع التأثير عليها وأنها على وشك الخضوع لوسامته الشديدة كحال معظم النساء معه..
لتتلاشي ابتسامتة وتحل مكانها الصدمة حين دفعته بعيداً عنها بكل قوتها غير عابئه لجرحه النازف جعلته يتأوه بصوت عالِ، وهبت واقفه أمامه وتحدثت بغضب، ونبرة محذرة قائله..
"أنا مش غرامك ولا هكون في يوم من الأيام، وأظن أن جوازنا دا مجرد إتفاق أو عقد بمدة محدده يا فارس بيه، وأنت وافقت عليه.. فبلاش شغل النحنحه دا علشان مش هياكل معايا، ولا هيخليني أغير اتفاقي معاك"..
توقفت عن الحديث وبدأ يظهر عليها التوتر والفزع وهي تراه يأن بألم حاد، وقد إزداد نزيف جرحه..
عضت على شفتيها وأصبحت في حيرة من أمرها بعدما تحطم جمودها وقوتها الزائفه وهي تري مدي تدهور حالته..
حاولت رسم اللامبالاه على محياها، وتحدثت بأسف وصوت جاهدت على إخراجه طبيعي لكنه خرج مرتعش من شدة قلقها..
"وبعدين انت أيه اللي شلفطك على الآخر كده، ومروحتش المستشفى ليه بجرحك اللي عمال ينزف دا قبل ما دمك يتصفي، ولا غرورك مخليك مش عايز تتنازل وحد من البشر يعالجك"..
عادت ابتسامتة تزين ملامحه الشاحبه حين لمح خوفها عليه ظاهر عليها، ورفع رأسه نظر لها بعينيه الجريئه المجهدة، وتحدث بصوته الرجولي ذو البحه المميزه قائلاً..
"جيت على هنا علشان في دكاتره هنا في القصر ولا نسيتي، ومتخفيش عليا أنا واخد على كده، ومش أول مره أتعور وأنزف"..
غمز لها وتابع بوقاحة..
" لما تاخدي عليا شوية كمان هوريكي كل الإصابات والرصاص اللي في جسمي واخليكي تعالجيني بنفسك من أول وجديد"..
جحظت عينيها على آخرهم من مخزي حديثه الجريئ، وحركت رأسها بيأس وهي تجز على أسنانها بغيظ مردفه..
" سافل حتي وانت تعبان؟!.. أنا مش هعلجك لا أنا هعيد تربيتك من أول وجديد"..
رمقته بنظرة حارقة، وسارت نحو باب الجناح وتابعت بحدة قائله..
"أنا هروح المطبخ أكمل شغلي، وابعتلك الدكاتره بتوعك يمكن يشوفوا علاج لوقاحتك ولسانك اللي عايز أصه دا هو كمان يا فارس بيه"..
"مافيش خروج من باب الجناح قبل ما أحضنك يا إسراء"..
قالها" فارس" بأصرار مريب وهو يقوم بربط جرحه بكنزته بعدما قام بخلعها وظل بجزعه العاري..
صكت" إسراء" بأسنانها كادت ان تحطمهم، وحدثت نفسها بغضب عارم قائله..
" ياربي اييييه البني آدم البارد دا.. في حياتي ماشوفتش كمية سفالة وبرود بالشكل دا"..
استجمع" فارس" قوته، وهب واقفاً وبدأ يسير بخطوات متعبه لكنها متزنه.. استمعت "إسراء" لخطوات قدمه فنقطعت أنفاسها، وركضت مسرعة مبتعده عنه..
"أهدي مش هحضنك غصب إلا لو انتي جبرتيني على كده.. أنا هجيب حاجه اشربها تفوقني شوية علشان استمتع بحضنك اللي كنت هتحرم منه للأبد من قبل حتي ما أدوقه"..
قالها وهو يفتح ثلاجة صغيرة بإحدى جوانب الغرفة، وأخذ منها زجاجة غريبة الشكل..
عقدت "إسراء" حاجبيها وهي تمعن النظر لتلك الزجاجة، ومن ثم شهقت بقوة وهي تقول بعدم تصديق..
" خمرة؟!.. بتشرب خمرة يا فارس بيه؟! "..
سكب فارس كأس مملوء، وتناوله على مرة واحدة مردداً..
"دي شمبانيا يا بيبي.. تعالي خدي كاس هتعجبك أوي صدقيني"..
نهي جملته، وسكب كأس أخر ومد يده لها به..
نظرت له لأول مرة تتأمل هيئته بتفحص..تود رؤية الوجه الأخر لذلك المغرور الذي يخفيه خلف صرامته الشديدة..
عينيه بهما حزن دفين،ملامحه رغم وسامتها إلا أنها قاسيه.. يبدو كمن يقف بين نارين رغم أن الطريق أمامه إلا انه لا يمكنه السير بعيد عن تلك النيران..
نظرته لها نظرة غريق يستجديها ان تنقذه.. يريد المساعدة ويد العون التي تساعده على السير بل الركض بعيداً عن النيران قبل أن تحرقه..
حسمت أمرها بعدما تردد بذهنها لما لا تكن هي تلك اليد، وتدفعه للطريق الصحيح وتفوز بالأجر والثواب؟!..
أخذت نفس عميق واقتربت منه وهي تقول بتعقل..
"القصر دا في حاجات كتير أوي عايزه تتغير من أول الينيفورم العريان بتاع البنات اللي شاغلين هنا"..
أخذت من يده الكأس والزجاجة بهدوء ووضعتهم على الطاوله، ونظرت له وتابعت بشفقه..
"لحد اللي مشاغلهم اللي هو انت يا فارس بيه"..
صمتت لبرهه، وأكملت بتساؤل قائله..
"هتسمحلي أغير اللي شيفاه غلط؟!"..
اقترب هو منها حتى وقف أمامها مباشرة بينهما خطوة واحده.. فتراجعت هي للخلف خطوتين حين مال برأسه عليها، ونظر لعينيها بلهفه ظاهرة مغمغماً..
" هسمحلك.. أنتي الوحيده اللي مسموحلك تعملي اي حاجه في القصر وصاحب القصر يا سيدة القصر"..
أطبقت جفنيها بعنف، ونفخت بضيق، وفتحت عينيها وتحدثت بنفاذ صبر دون النظر له..
"طيب ممكن تفتحلي الباب علشان اتنيل أخرج أشوف شغلي، وكمان انت راجل خاطب، وخطبتك تحت وممكن تطلع في أي لحظه، ومينفعش تطلع تلاقيني معاك هنا"..
" مينفعش ليه؟!.. أنتي مراتي، ولو طلعت هقولها كده"..
أردف بها وهو يقترب منها بابتسامة عابثه، وهي تتراجع للخلف، وبنبرة راجية تابع..
" ويله بقي تعالي في حضني، وصدقيني لو جربتيه هتدمنيه"..
رفعت كف يدها، وأشارت له أن يتوقف، وتحدثت بتقطع من شدة خجلها وغضبها قائله..
" فارس بيه من فضلك التزم باتفاقك معايا، ولازم تعرف إني مش هقدر أكون لك زوجه بالسهوله دي.. لأني لسه بعشق جوزي الله يرحم؟! "..
صرخت بصوت خفيض حين سحبها من خصرها فجأه لداخل صدره، وضمها بكلتا يديه لصقها به، وقد استطاعت الخمرة إخفاء ألم جرحه قليلاً..
توهجت وجنتيها حين استشعرت ملمس جسده على يدها وهي تدفعه عنها بضعف بعدما تملك منها خوفها من نظرته الحارقه،وانفاسه الساخنه التي تلفح بشرتها وتدل على شدة غضبه..
"احضنيني"..
همس بها بنبرة أمره، ومحذرة بأن واحد لا تحتمل النقاش.. رفعت عينيها ببطء ونظرت له لتندهش من لمعة عينيه الغاضبه بالعبرات.. يستجديها ان تضمه لتتفادي بركان غضبه حتي لا ينفجر، وستكون أول من يطولها..
"مش هقولها تاني يا إسراء"..
همس بها وهو ينظر داخل عينيها بعمق غلفه الإشتياق الشديد..
هبطت عبراتها على وجنتيها بغزاره، وحركت رأسها بالنفي عدة مرات وهي تردد بصعوبة من بين شهقاتها..
"مش هقدر.. والله ما هقدر"..
سارت بيدها على يده حتي أمسكت قبضته التي تعتصر خصرها، وحاولت دفعها عنها وهي تقول بتوسل..
"سبني يا بيه الله لا يسيئك"..
"مستحيل أسيبك يا إسراء.. أنتي مش عارفه أنتي بالنسبالي أيه، ولا عارفه أنا مستني اللحظه دي بقالي أد أيه"..
قالها" فارس" وهو يضمها له أكثر، وتابع بابتسامة وفرحة غامرة قائلاً..
"بقولك انهارده كنت هموت وربنا كتبلي عمر جديد، وعايز اعيشه كل لحظه معاكي أنتي.. جوه حضنك أنتي قبل ما اتقتل يا إسراء "..
اتسعت عينيها بصدمة من جملته الأخيرة.. ليحرك رأسه هو بالايجاب، وبأسف أكمل..
" ايوة اتقتل.. ليا أعداء مش هترتاحو غير لما يقتلوني، وشكلي كده هخليهم يوصلوا لهدفهم.. علشان لو قتلوني هيشلوكي من دماغهم، وهتبقي أنتي في أمان"..
انعقد لسانها لم تستطيع النطق بحرف واحد.. أيعقل سيضحي بحياته لأجلها؟!..نظرت له بشرود متمتمه ببكاء دون وعي..
"تتقتل وأبقى أرملة للمرة التانيه؟! "..
ابتسم لها ابتسامة حزينة، وبتنهيده قال..
"ما انا عايز أخلف منك ولد علشان ابقي مطمن عليكي، ومتبقيش لوحدك انتي و إسراء الصغيرة"..
أمسك يديها، ولفها حول رقبته، وضمها بقوه دافناً وجهه بعنقها مستغل شرودها، وبتأكيد تابع..
" أول ما تحملي مني هسبهم يقتلوني، واريحك مني ومن غروري للأبد يا ساحرة"..
"مش هيحصل"..
قالتها" إسراء" وهي تتحرك بهستريه داخل حضنه كمحاوله منها للإبتعاد عنه، ونظرت له وتابعت بثقه..
"لو قتلك واقف على حملي.. فطمن انا مش هحمل منك يا فارس بيه"..
رفعت يدها، وامسكت لحيته بين أصابعها وتابعت بابتسامة مصطنعه..
" قولتلك في حاجات كتير عايزه تتغير في القصر دا.. سبني خليني ابدأ اغيرها من انهارده"..
أبتسم "فارس" ابتسامة عريضه حين رأي مدي قلقها، وخوفها عليه يملئ عينيها.. أو أقنع نفسه انه رأهما، وتنقل بنظرة لشفتيها، ومال عليها بوجهه وهم بغمرهما بقبلة عاشقة.. لتفر هي من بين يديه مسرعة نحو باب الجناح وبرجاء قالت..
" افتح الباب يا بيه؟! "..
رفعت يدها وضعتها على فمها تكتم شهقتها حين دوي صوت أنثى باكية تطرق على الباب بقوة مرددة..
"فارس افتح حبيبي .. افتح انا هموت من قلقي عليك"..
........................................
.. بمنزل تامر..
تجلس "إيمان" بجوار زوجها حاملة "إسراء" الصغيرة النائمة على قدمها.. تستمع لما يقوله لها زوجها بصدمه وذهول وبعدم تصديق تحدثت قائله..
"انت بتقول ايه يا تامر؟!..عايز تفهمني ان كل اللي كنت بتعمله معايا ومع إسراء مرات أخوك والبهدله اللي بهدلتهلنا كانت إتفاق بينك وبين اللي اسمه فارس الدمنهوري دا؟! "..
أشار لها "تامر" بالصمت وبهمس قال..
"وطي صوتك الحطان لها ودان"..
صمت لبرهه، وتابع بأسف..
"ايوة يا ايمان،وفارس بيه من يوم وفاة رامي اخويا الله يرحمه، وعينه كانت على إسراء وبنتها، وكل اللي حصل دا من تخطيطه علشان يخلي إسراء تروحله برجلها ويقدر يحميها من اللي قتلو جوزها"..
"لا دا انت تحكيلي كل حاجه بالتفصيل"..
قالتها" إيمان" بأصرار شديد..
هب "تامر" واقفاً وتحدث بستعجال قائلاً..
" مش وقته.. لازم أروح لفارس بيه عايز يشوفني ضروري.. ادعيلي محدش يشوفني وانا معاه، ولو رجعت هحكيلك على كل حاجه "..
" إيمان".. ببكاء حاد.." لو رجعت أيه.. انا مش هسيبك تخرج يا تامر.. أكيد انت متراقب، وانا معنديش استعداد أخسرك "..
ضمها "تامر" لحضنه مقبلاً رأسها وبابتسامة تحدث..
"لسه بتحبيني يا ايمان بعد كل اللي عملته معاكي؟! "..
" إيمان ".. " وعمري ما هبطل أحبك..انت كنت بتعمل كده وليك عذر يا تامر"..
"يعلم ربنا إني عملت كده من خوفي عليكي وعلي مرات اخويا وبنته، ودلوقتي لازم أروح يا ايمان مدام قالي عايز يشوفني يبقي الموضوع مهم وخطير ولازم أروح"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
..قناعة!!..
ركضت "إسراء" مبتعدة عن باب الغرفة تبحث عن مخرج آخر تحت أنظار "فارس" المندهشه من رد فعلها..
"أهدي يا بيبي دا أنتي مرات فارس الدمنهوري يعني متخفيش من أي حاجة ولا أي حد"..
أردف بها "فارس" وهو يسير نحو الباب التي لم تتوقف خطيبته "ديمه" بالطرق عليه، وهم بفتحه.. لتهرول إليه "إسراء" وتمسك كف يده الضخمة بيدها الصغيرة، وجذبته بعيداً عن الباب قبل أن يفتحه وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع..
"يا بيه محدش يعرف أني مراتك، وخطيبتك لو عرفت أكيد هتنقهر وأنا ميرضنيش أكون سبب في قهرة ست زيي، وكمان مش عايزة حد يبصلي بصه مش كويسه..فخليني أخرج من غير ما حد يشوفني وخصوصاً خطيبتك اللي مفحومة من العياط برة دي"..
لم تجد منه رد على حديثها.. فقد ينظر لها بابتسامة حالمة.. ضيقت عينيها ونظرت له بستغراب.. لتشعر بيده تحتضن يدها ويضغط عليها بقوة محببه.. انتبهت لحالها وأنها هي من تمسك بيده فأسرعت بسحب يدها منه ببعض العنف، وتابعت بنفاذ صبر..
" في زفت باب تاني أخرج منه؟!"..
"خليكي معايا..متخرجيش"..
همس بها "فارس" بنبرة راجية.. بل متوسله وهو يتمعن النظر لملامحها الرقيقه بهيام..
حركت "إسراء" رأسها بالنفي، وببوادر بكاد همست..
"بحلفك بالله سبني أخرج.. أنا مش هستحمل أكون سبب في كسر خاطر حد.. كسرة الخاطر بتجلب المخاطر"..
دموعها أجبرته على الخضوع لطلبها على مضض.. نفخ بضيق، وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب، وبلحظة كان حاوطها بذراعه السليمه، واضعها على كتفيها رغم اعتراضها، وسار بها نحو مرآه كبيرة معلقة على إحدي جدران الغرفة..ضغط على جزء منها فتحركت من مكانها، لتجحظ أعين" إسراء" حين ظهر باب سري يؤدي إلى حمام الغرفة التي خصصها لها..
رمقته بنظرة حارقة، وضربت الأرض بقدميها بغيظ وهي تخطو لداخل الحمام، وهمست من أسفل أسنانها..
"المرايه دي بتظهر اللي في الحمام من عندك مش كده؟!"..
ابتسم "فارس" بتساع وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب، وببراءه مصطنعه تحدث..
"بس اطمني يابيبي انا ماكنتش ببص علي حد غيرك أنتي بس"..
"أبو سفالتك يا أخي.. اقفل الزفت دا"..
أردفت بها "إسراء" بغيظ وغضب شديد وهي تمسك بيدها إحدي زجاجات سائل الاستحمام وتقذفه بها لكنه تفادها بمهاره،و القي لها قبلة بالهواء قبل أن تنغلق المرآه مرة أخرى ليظهر عندها هذا الباب على هيئة مرآه..
"كان بيبص عليا وأنا في الحمام الوقح اللي ماشفش تربيه دقيقة واحده"..
تمتمت بها لنفسها ببكاء، وهي تسير لخارج الحمام.. لتقفز بفزع حين شهقت والدتها بقوة مردفة بذهول..
"بسم الله الرحمن الرحيم.. بت يا إسراء أنتي طلعتي منين يابت؟!"..
لمحت على ثيابها أثار دماء فتابعت بخوف ولهفه..
" وأيه الدم اللي على هدومك دا يا بنتي"..
اقتربت منها "إسراء" وارتمت بحضنها وتحدثت بهدود قائله..
"متخفيش يا ماما..دا مش دمي.. دا دم فارس زفت بيه السافل"..
ضربت" إلهام" على صدرها بكف يدها، وببكاء قالت..
" يالهوي قتلتيه يا إسراء؟!.. ليه كده يا بنتي..عمل فيكي ايه علشان تقتليه.. ياخسارة شبابك يا ضنايا؟!"..
ربتت" إسراء" على يدها بحنان وتحدثت بصوت عالِ قليلاً قائله..
"ياااا مامااااا اقتل مين بس.. ما هو زي القرد في أوضته"..
بكت بصطناع وأكملت محدثه نفسها..
"رغم أنه يستاهل والله اخلص عليه اللي عمال يقولي يا بيَبي وطلع وقح وبيبص عليا وأنا بعمل بيِبي"..
ضمتها "إلهام" بحب وتحدثت بتساؤل قائله..
"طيب فهميني أيه اللي حصل، وشكلك معيطه ليه يا قلب أمك"..
تمسكت بها "إسراء" بكل قوتها، وبدأت تبكي بنحيب مردده من بين شهقاتها الحادة..
" بنتي و رامي واحشوني أوي يا ماما"..
بكت" إلهام" لبكائها، وبشتياق قالت..
" ومين سمعك.. البت بنتك واخده قلبي معاها يا إسراء.. ربنا يردها لحضنك يا ضنايا، ويبرد قلبك ويعوضك خير عن كل الوجع اللي شوفتيه في حياتك يا بنتي"..
"مافيش حاجة تعوضني عن رامي أبو بنتي وحب عمري يا ماما"..
همست بها وهي تعتدل جالسة ونظرت لوالدتها، وتابعت بتنهيده حزينه..
"انتي عارفة يا ماما برغم ان رامي كان علي اد حاله في كل حاجة بس كانت راحة البال والرضا والقناعة ملين حياتنا بركة"..
دارت بعينيها للغرفة الفاخمه التي تفوق منزلها اتساع وضحكت ساخرة..
" شوفي فارس بيه دا عايش في قصر عامل إزاي وعنده حرس اد أيه وجاي من شوية دمة سايح بعد ما ناس طلعوا عليه رنوه علقة معتبرة"..
" إلهام ".. " لا حول ولا قوة الا بالله .. ليه يعملوا فيه كده بس"..
اجابتها "إسراء" بأسف..
"بيقول عنده أعداء عايزه تقتله.. اهو اللي زي دا تلاقيه مبينمش، ولا عمره عرف يعني اية راحة البال رغم كل فلوسه ونفوذة دي كلها"..
نظرت لها" الهام" وابتسمت بعبث وتحدثت بجديه مصطنعة..
"هو صحيح جريئ شويتين تلاته بس تصدقي صعب عليا يا بت يا أم إسراء، وشكله كده هيصعب عليكي انتى كمان وقلبك هيمله"..
هبت" إسراء" واقفه ومسحت عبراتها وسارت نحو باب الغرفة وهي تقول بثقه..
"قلبي انا قفلته، وعمره ما هيميل لحد بعد رامي الله يرحمه"..
أنهت جملتها، وفتحت الباب وتابعت قبل أن تخطو للخارج..
" انا هروح أكمل شغلي في المطبخ وهطلعلك على أذان المغرب علشان أساعدك تتوضي.. ادعيلي من قلبك يا ماما بنتي ترجع لحضني"..
رفعت" إلهام" يدها للسماء وبدأت تدعو من صميم قلبها مردده..
" ربنا يلم شملك انتي وبنتك، ويريح قلبك ويسعدك ويرزقك الفرح والهنا مع اللي يستحقك يا إسراء يا بنتي"..
بينما تسير" إسراء" الباكية تنظر لفخامة القصر حولها وتتذكر شقتها الصغيرة وزوجها الخلوق..
رغم أنه لم يكن أفضل من غيره، ولكنه جعلها تملك قناعة قوية تجعلها ترفض مقارنتة بأحد..
بنظرها السعيد من راض نفسه على الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان..
فالقناعة خير من الغنى. في العالم كثيرون ممن يبحثون عن السعادة وهم متناسين فضيلة القناعة..
فإذا كان هذا ال "فارس" غني بأمواله.. فهي تري أنها اغني منه.. يكفي انها تملك ” غنى النفس ” تشعر أنها غنيه بنفسها وليس بما تملك.. تستمد قيمتها من نفسها..
فمن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبداً..
اغمضت عينيها ببطء لتهبط دمعة حارقة على وجنتيها حين تردد بذهنها جملة كانت تقولها لزوجها دوماً..
"إذا طلبت العِزَّ فاطلبه بالطاعة، وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فمن أطاع الله عز وجل  نصره، ومن لزم القناعة زال فقره"..
وقفت أمام باب المطبخ وجففت عبراتها، ورسمت الصارمة والحزم على ملامحها الرقيقه، وخطت للداخل بخطوات ثابته..
تنقلت بنظرها بين الفتيات العاملات بملابسهن القصيره للغايه تصل بالكاد لمنتصف فخذهمن، وتحدثت بجديه، وهدوء بأن واحد قائله..
"الكل يسيب اللي في ايده بعد إذنكم خليني اخد مقاستكم للينيفورم الجديد"
اقتربت منها "صابرين" مديرة المطبخ، وهي ترمقها بنظرات ناريه حاقدة وتحدثت بتعالي وتكبر مردفة..
"وأنتي تبقي مين علشان تاخدي مقاسنا؟!"..
"أبقى اسألي اللي مشاغلك، وهاتيلي حاجه يا شابة اخد بيها مقاستكم"..
قالتها" إسراء" وهي تربت على كتفها بقليل من العنف..
" أنتي مش هتعملي اي حاجة قبل ما اسأل فارس باشا بنفسي يا بتاعه أنتي"..
قالتها "صابرين" وهي تسير لخارج المطبخ قاصدة جناح فارس الساحرة..
..........................
.. تامر..
يجلس على إحدي المقاهي بعدما ظل يسير لأكثر من ساعتين يحاول الفرار من مراقبينه ولكن جميع محاولاته فشلت..
فقد تفاجئ بأكثر من سيارة تسير خلفه.. أخرج هاتفه وطلب إحدي الأرقام وأنتظر الرد وهو يحدث نفسه بأسف..
"كده مش هعرف اجيلك يا فارس باشا"..
"تامر.. أنت فين يا حبيبي؟!.. طمنيني عليك.. أنت كويس"..
أردفت بها "إيمان" بلهفه شديدة..
"تامر" بابتسامة.. "أنا كويس متخفيش.. طمنيني انتي و إسراء عاملين ايه؟! "..
"إيمان".. "إحنا بخير طول ما انت بخير.. شكل مشوارك منفعش"..
" تامر"بأسف.." لا منفعش وشكله مش هينفع الليله وبكلمك علشان تحضري الغدا.. انا جاي في الطريق.. شوفي لو عايزه حاجة اجبهالك وأنا جاي"..
"إيمان" بفرحة غامرة فقد عاد لها زوجها الحنون بطبعه الهين اللين.." عايزه سلامتك وبس يا حبيبي.. متتاخرش علينا"..
" تامر".. "ان شاء الله مسافة السكة.. مع السلامة "..
أغلق معها، وهب واقفاً ووضع يده بجيب سرواله وأخرج بعض النقود وضعهم على الطاولة، وسار نحو منزله وهو ممسك بهاتفه يكتب بها رسالة نصها..
"أنا معرفتش أخلع من اللي مراقبني.. هستني منك رسالة يا باشا تقولي هنعمل أيه"..
فور تأكده من وصولها قام بمسحها في الحال..
...............................
.. بجناح فارس..
بعدما قاموا الأطباء بمعالجة جروحه.. يقف أسفل الميه التي تنهمر عليه بغزاره ينعم بحمام بارد يساعده على الراحة قليلاً من الذكريات التي تداهمه قبل أكثر من عام مضي..
.. فلاش باااااااااااك..
يجلس بمكتب شركته ينظر لشاشة كبيرة تظهر جميع العاملين بالصوت والصورة..
يقف بجواره إحدي العاملين ويتحدث بأحترام شديد قائلاً..
"فارس باشا جالنا معلومات ان في موظف عايز يوصل لسيادتك بأي طريقة بيقول عنده معلومات خطيرة عايز يقولها لمعاليك"..
"وريني شكله ايه الموظف دا؟!"..
قالها "فارس" وهو يشير له على الشاشة أمامه..
أسرع العامل بالظغط على جهاز التحكم بالشاشة ليظهر "رامي" يقف بأحدي الجوانب ممسك هاتفه يتحدث به بوجه يظهر عليه التوتر، والقلق والخوف..
"هو دا يا فندم"..
" فارس".. بأمر.." عايز اسمع بيقول ايه، وخلي واحد من رجالتنا تراقبه زي ضله"..
"إحنا فعلاً مراقبينه وسيادتك تقدر تسمع هو بيقول ايه من على تليفوني.. واحد من رجالتنا يبقي أقرب أصحابه وبيسجله النفس اللي بيتنفسه"..
اخذ "فارس" الهاتف وبدأ يستمع بتركيز ل" رامي" الذي لم يكن  يحدث سوا زوجته،وكانت أول كلمة استمع لها هي إسمها الذي راقه كثيراً..
" إسراء.. أنتي رزقي الحلو في الحياة.. زي ما قال رسولنا الكريم الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.. واحدة غيرك كانت شجعتني على الغلط وخلتني أقبل الرشوة واسكت عن الحق.. لكن أنتي أصيلة.. بترفضي ملايين هكسبها بالحرام، وراضية تعيشي معايا بملاليم بالحلال..اللي زيك قربوا ينقرضو يا أحلى إسراء.. ربنا ميحرمنيش منك"..
حديثه جعل الدهشه والذهول تعتلي ملامحه.. أيعقل مازال يوجد نساء من هذه النوعية؟!..شئ ما بداخله تمني ان يكون بمكان هذا الرجل الذي فاز بزوجة كهذه..دفعه فضوله لرؤيتها..
فنظر للعامل الواقف بجواره، وتحدث بأمر قائلاً..
" تجبلي كل المعلومات عنه هو وكل أسرته وأولهم مراته"..
.. نهايه الفلاش بااااك..
"من أول لحظة شوفتك فيها وأنتي سحرتيني واتمنيتك تكوني ليا يا ساحرة"..
تمتم بها "فارس" وهو يغلق صنبور المياه، وغادر حوض الاستحمام بعدما جذب منشفة كبيرة لفها حول خصرة، وأخرى يجفف بها خصلات شعره الحريريه، وسار لخارج الحمام متجه نحو غرفة الملابس..
لينصدم ب "ديمه" التي ألقت نفسها داخل حضنه وضمته بحميميه مردده..
" كنت سبتني أساعدك وانت بتاخذ الشور بتاعك يا حبيبي"..
بعدها عنه بضيق، وتحدث بغضب..
"ديمه فوقي لنفسك بقي أنتي مش صغيره ولا مراهقه على حركاتك دي، ويله اخرجي خليني البس هدومي عندي مشوار مهم"..
صكت على أسنانها، وتحدثت بهدوء رغم غيظها..
"مكنتش سنه دي اللي انا اكبر منك فيها يا فارس علشان تزلني بيها كل شويه"..
عقدت يديها أمام صدرها، وتحدثت بحاجب مرفوع..
" ومن أمتي وانت بتخرجني من اوضتك وانت بتغير هدومك؟! "..
أعطاها ظهره، وأمسك سيجاره الفاخر اشعله وتناوله، وزفره على مهل وهو يقول..
"من انهارده، وعايزك تفتكري ان اللي بنا مجرد بسنس علشان شكلك نسيتي، وكمان انتي عارفه اني مبعدش كلمتي مرتين"..
جملته الأخيرة كانت تحذير لها بأن تغادر جناحه على الفور.. لم تجد أمامها غير الانصياع لأوامره كعادتها،وسارت مسرعه نحو الخارج بخطوات غاضبه قبل أن يلقيها هو بالخارج..
نظر لاثارها بجمود، وارتدي ثيابه المكونه من قميص أبيض، وسروال من الجينز قاتم اللون، وخذاء رياضي بلون القميص .. صفف شعره بعنايه، ونثر عطره ذات الرائحه المثيرة بسخاء، وأمسك هاتفه تفحصه لبرهه مدمدماً..
"اممم كنت عارف أنهم مش هيبطلو يرقبوك يا تامر.. كده يبقي أنا اللي هروحلك.. مش هينفع اسيب البنت بعيده عن إسراء أكتر من كده"..
طرقات متتاليه على باب الجناح جعلته يتحدث بقلق قائلاً..
"ادخل"..
اندفعت "صابرين" نحو الداخل، واقتربت منه وقفت أمامه وتحدثت بغضب هادئ قائله..
"فارس باشا البنت الجديده اللي إسمها إسراء شايفه نفسها علينا كلنا، وعايزه تغير الينيفورم بتاعنا كمان علي مزاجها وبتقول ان سيادتك اللي قولتلها"..
سار "فارس" لخارج الغرفة وهو يقول بأمر.. "تعالي ورايا"..
ابتسمت" صابرين" بنتصار وهرولت خلفه ظناً منها انه سيقوم بتوبيخ "إسراء" كما يفعل مع كل من تشكو له منه..
" كل اللي في القصر يجمع عندي هنا حالاً "..
قالها" فارس" بصوت جوهري..جعل جميع العاملين يقفون أمامه صف واحد بأقل من لحظه..خافضين رؤوسهم باحترام..
تنقل بنظره بينهم حتي توقف بعينيه على ساحرته، وبدأ يسير ببطء حولهم، وهو يقول بصرامه..
"من انهارده في نظام جديد هتمشو عليه"..
وقف خلف" إسراء" مباشرة وابتسم بخبث، ورفع يده وسار بأصابعه على ظهرها صعوداً وهبوطاً.. اتسعت عينيها على أخرها، وتسارعت دقات قلبها بجنون ، وتحول وجهها لكتله حمراء من شدة خجلها..
ليتابع هو بصوته الحازم ويده لم تبتعد عن ظهرها.. بل تعمق أكثر وبدأ يفتح سحاب فستانها ببطء مريب..
"قوليلهم ايه هو النظام يا إسراء"..
أي "إسراء" فقد أصبحت بحاله يرثي لها.. أوشكت حقاً على الإغماء، وبعدم تصديق تحدث نفسها..
"لا انا بيتهيألي أكيد هو مش وقح لدرجاتي"..
استجمعت قوتها بعدما اوهمت نفسها ان ما يفعله ليس حقيقي، وتحدثت بهدوء عكس ما بداخلها من بركان غضب..
"ممنوع اللبس العريان، ممنوع العمل في وقت الصلاة.. أول ما الآذان يأذن كلو يسيب الشغل اللي في ايده ويصلي فرضه ويرجع يكمل شغل.. ممنوع اي نوع من الخمور تدخل القصر نهائي"..
أغلق سحاب فستانها، وهو يقول..
"اللي قالته إسراء دلوقتي، واي حاجه تقولها تتنفذ بالحرف بدون نقاش.. مفهوم"..
اجابه جميع العاملين بنفس واحد.." مفهوم يا فارس باشا "..
"كل واحد على شغله يله"..
قالها" فارس" بصوت عالِ نسبياً يظهر به لهم انه غاضب للغايه الآن .. بينما هو اكثر من سعيد.. هرول الجميع على أعمالهم.. انتظر هو حتي تأكد من عدم وجود أحد، وركض خلف ساحرته التي أوشكت على الوصول للمطبخ، وانتشلها داخل حضنه ظهرها مقابل صدره، ومال على وجنتيها قبلها بعمق مردداً بفتنان..
"ينفع تبقي حلوة وتجنني أوي كدة"..
لهنا ولم تحتمل أكثر وسقطت بين يديه فاقده الوعي..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أعلنت حربي عليكِ!!.. 
"خديجه".. 
كانت جالسه داخل غرفة المكتب تقرأ إحدي روايات نسمة مالك كاتبتها المفضلة..
 (ميرسيي يا ديجا☺️)..
 ليصل لسمعها صوت "فارس" وهو يأمر بجمع العاملين بالقصر.. عقدت حاجبيها بستغراب، وهبت واقفه تنظر من نافذة الغرفة.. تتابع ما يحدث بصمت.. 
لتجحظ عينيها حين رأت ما يفعله "فارس" بظهر "إسراء" وفستانها.. رفعت كف يدها تكتم شهقتها مردده بصدمة.. 
"يا فارس يا باد بوي".. 
حركت رأسها بيأس من تصرفاته، وبشفقه أكملت.. 
"هيموت البنت من عمايله دي والله".. 
شهقت بقوة حين سقطت إسراء فاقدة الوعي بين يديه، وهرولت راكضة نحوهما وهي تقول بغضب طفولي.. 
"شوفت عمايلك النوتي عملت أيه في البنت يا ولد".. 
حملها "فارس" بلهفه، وصعد بها الدرج على عجل مردفاً بقلق.. 
"ديجا هاتي الدكتوره وحصليني على جناحي بسرعة".. 
توجهت "خديجه" نحو الغرفة المخصصه للأطباء القصر، وتابع هو الصعود بخطوات حذرة حاملها بين ذراعيه غير عابئ لجرح يده.. رفعها قليلاً ،ومال على جبهتها يمطرها بسيل من القبلات مدمدماً.. 
"هتخلعي قلبي من مكانه يا إسراء".. 
دفع باب الجناح ، وخطي بها للداخل، واغلقه بقدمه، واقترب من الفراش وضعها عليه بحرص، وأسرع بفك حجابها وابعاده عنها.. 
لينتبه لفستانها وأثار دمائه التي ما زالت عليه..انبلجت ابتسامة على محياه الوسيمه مردداً.. 
"ماشيه بدمي على فستانك؟! ".. 
لم يفكر مرتين، وبجراءه بدأ يخلع فستانها الأسود حتي أصبحت بقميص من القطن من اللون البنفسج ذات حمالات رفيعه، وفتحة صدر واسعه تظهر جمال وفتنه بشرتها الحليبه.. 
تأملها بعينيه بهيام، وهو يتنهد بصوت عالِ، ومد يده لشعرها فك عقدته وأخذ يمسد عليه بنبهار وهو يقول.. 
"ساحرة.. مغلطتش أبداً في وصفك يا ساحرتي".. 
مال على يدها وبدأ يقبلها ويصعد بشفتيه على طول ذراعها ببطء حتي وصل لكتفها العاري.. لتأن هي بضعف متمتمه.. 
"اممم.. إسراء واحشتيني يابنتي".. 
"هجبهالك انهارده مش بكره يا إدمان فارس".. 
أردف بها داخل اذنها وهو يلثم عنقها بقبلات متفرقة،وأخرج هاتفه من جيب سرواله، وأسرع بأرسال رسالة صوتيه قائلاً.. 
"جهز إسراء الصغيرة هاجي أخدها انهارده بنفسي".. 
أنهى جملته، والقي الهاتف من يده بأهمال، وانهال عليها بقبلاته الساخنه مره أخرى.. 
طرقات على الباب جعلته يعود لصوابه.. ابتعد عنها على مضض،وسار نحو غرفة ملابسه، وهو يتحدث بصوت صارم قائلاً.. 
"ثواني محدش يدخل".. 
أحضر كنزه زرقاء اللون من ثيابه وهرول نحو ساحرته والبسها أيها.. 
انتفض قلبه،وجسده انتفاضة قوية حين شعر بملمس جسدها الناعم بين يديه.. 
دون أرادته ضمها لصدره، واستنشق عبيرها وقلبه يصرخ بكلمات عشق لم يخطر بباله ان يقولها لأنثي يوماً،ولكن"إسراء" لم تكن اي أنثى هي ساحرته.. 
دفن وجهه بخصلات شعرها، وبهمس قال.. 
دعني أتنفسك، فحبك يهيمن علي أحساسي ويصيب قلبي برعشة لا تنتهي. أحبك يا من أشعلتِ نيران عشقي وأشواقي، وجعلتُ لكِ وحدك وطناً في قلبي، ورسمتِ وجودك في نظري كفجر العيد.. 
احتضن وجهها بين كفيه واستند على جبهتها بجبهته، وأخذ نفس عميق يملئ رئتيه بأنفاسها مكملاً بتأوه.. 
اااه أحبك أيتها العنيدة.. بل أعشقُ فيكِ كل شيء عفويتك، غيرتك، قسوتك، رقّتك، بسمتك، دمعتك، صمتك؛ حتّى غضبك أعشقه، طريقة مشيتُكِ أعشقها، وكل ما أكرههُ هو مفارقتك، أعشقُ حروف اسمُكِ يا "إسراء"، وأغارُ عليكِ حتي من نفسي.. 
قبل وجنتيها قبلات صغيرة متتاله.. 
أغارُ على تلك الخدودِ الورديّة، التي لطالما غارت منها ورود الربيع، فقلبي بدونكِ عقيمٌ لا يُنجبُ حُبّاً لأحد، وأنا بدونكِ بلا حياة.. 
ختم كلماته العاشقه بقبله طويله على جانب شفتيها.. 
"فارس".. 
همست بها "إسراء" بصوت مرتجف.. تهللت اساريره،ورفع عينيه ينظر لها بفرحة غامرة.. لأول مرة تنطق اسمه دون ألقاب.. 
تأملت هي فرحته بأعين مملوءه بالعبرات، وببكاء همست.. 
"أنت عايز مني أيه؟!".. 
ابتسم لها ابتسامة حانيه، واجابها بنبرة عاشقه.. 
"قولي مش عايز مني أيه".. 
حاوطها بجسده حتي كادت ان تختفي داخل أضلاعه، وتابع بلهفه.. 
"عايز كل حاجة فيكي.. كل حاجة منك.. منك أنتي وبس يا ساحرة الفارس".. 
............................. 
"إيمان".. 
تلهو مع "إسراء" الصغيرة وتقبلها بحب متمتمه بتمني.. 
"يارب ترزقني من فضلك بطفله أو طفل واحد بس انا راضيه".. 
هبطت دموعها ببطء وهي تحتضن الصغيرة وبأسف تابعت.. 
"أكيد أمك هتجنن عليكي ونفسها تاخدك انهارده قبل بكره وتسبيني يا إسراء".. 
رفعت الصغيرة يدها وربتت على وجنتيها بحنان وكأنها تشعر بها وبقلبها الذي يحترق شوقاً لطفل تحمله بأحشائها.. 
ابتسمت" إيمان" لها وقبلت وجنتيها المملؤتان وهي تقول بتعقل.. 
"مش هينفع نحرمك من أمك أكتر من كده.. كفاية إنك اتحرمتي من أبوكي يابنتي، والحمد لله عمك رجع زي الأول وربنا حنن قلبه علينا.. أول ما يجي هقوله يوديكي لأمك مع إنك هتوحشيني أوي والله"..
"معاكي حق يا إيمان مش هينفع نحرمها من أمها".. 
قالها "تامر" الواقف خلفهما جعلها تشهق بصوت خفيض، وحملت الصغيرة وهبت واقفه.. اقتربت منه وضمته بقوة مردفه بتساؤل .. 
"جيت أمتي يا حبيبي".. 
نظر لها قليلاً بابتسامة عاشقة.. ليست على قدر عالي من الجمال،ولكن ملامحها بريئه للغاية..تمتلك قلب من جوهرة نادرة.. 
لاحظت نظرته لها فبسمت بستحياء ودفنت وجهها بصدره وهمست بخجل قائله.. 
"متعرفش نظرتك ليا دي واحشتيني اد أيه يا تامر؟!".. 
 قبل رأسها بعمق ومن ثم قبل الصغيرة، وضمهما لصدره وهو يقول بتنهيده.. 
"انتي اللي واحشاني أكتر يا إيمان".. 
"طيب احكيلي الأول ايه هو إتفاقك مع فارس باشا دا علشان الفضول قتلني، وبعد كده وريني أنا واحشاك اد أيه ".. 
ضحك" تامر" بصوت عالِ وحرك رأسه بالنفي مدمدماً.. 
"اممم.. احكيلك علشان تجري تحكي لصحبتك وقتي وتعكي الدنيا انتي وهي"..
"قصدك أني فتانه مثلاً".. 
قالتها" إيمان" بوجه عابس، وهي ترمقه بنظرات عاتبه.. 
سار بها لأقرب اريكة جلس عليها،وجذبها برفق اجلسها على قدميه هي والصغيرة، وتحدث بهدوء قائلاً.. 
"إيمان انا مكنش ينفع أقولك ان في إتفاق اصلاً ببني وبين فارس باشا.. بس مقدرتش أقسى عليكي أكتر من كده.. فبلاش تضغطي عليا وتخليني احكي حاجة المفروض انها سر علشان اقدر اجيب حق أخويا اللي مات في عز شبابه، واتأكدي إني هحكيلك كل حاجة بالتفصيل بس في الوقت المناسب".. 
صمت لبرهه، وظهر على وجهه القلق وتابع بتوتر.. 
" وفي حاجه كمان كده عايز اخد رأيك فيها".. 
تجمدت بين يديه، وانسحبت الدماء من عروقها وقد ظنت انه سيخبرها انه سيتزوج أرملة شقيقه.. ابتلعت غصه مريرة بحلقها، ونظرت له وتحدثت بلهفه قائله.. 
"خير يا تامر.. قول انا سمعاك".. 
أخذ نفس عميق، وانتقل بنظره للصغيرة وتحدث بأسف قائلاً.. 
"زي ما كنتي بتقولي ل إسراء مش هينفع نحرمها من أمها أكتر من كده..فارس باشا بعتلي رسالة انه هيجي انهارده ياخد البنت بنفسه يوديها لأمها".. 
امتلئت أعين "إيمان" بالعبرات، وتحدثت بتوسل بصوت متقطع قائله.. 
"طيب قوله يخليها معايا انهارده بس تنام في حضني، ويجي ياخدها بكرة علشان خاطري يا تامر".. 
أطبق جفنيه بعنف يكبح عبراته التي أوشكت على خيانته، ورسم ابتسامة زائفه على محياه وهو يقول.. 
"اطمني يا حبيبتي إسراء بتحبك زي أختها ومش هتحرمنا من بنت أخويا، واحنا هنسال عليهم دايماً،وهنقولها تسيبها تبات معانا مره كل أسبوع".. 
احتضن وجهها بين كفيه ومسح عبراتها بأصابعه مكملاً برجاء..
"بطلي عياط بقي خليني أقولك أنا بفكر في أيه".. 
"بتفكر في أيه؟"..
همست بها" إيمان" بصعوبه من بين شهقاتها الحادة.. استشعر"تامر" خوفها وقرأ ما يدور بخاطرها.. فأسرع بالحديث قائلاً.. 
"أنا سمعت عن جمعيه معموله لأحتضان الأطفال اليتامى.. أيه رأيك نكفل طفل أو طفله ونجبها تعيش معانا، ونربيها سوا وتبقي بنتنا؟!".. 
اتسعت عينيها على أخرها من حديثه الذي اثلج نيران قلبها.. تعلم أن فرصتها في الحمل تكاد تكون معدومة ولكنها لن تفقد الأمل بالله، وكثير من الأحيان تمنت ان تخبره برغبتها بكفالة طفل ولكنها خشت من رد فعله فلتزمت الصمت.. 
ليفاجئها هو ويطلب منها ما كانت دوماً تتمناه.. يا الله كم رأف الله بحالها.. 
نظرت له بذهول متمتمه بعدم تصديق.. 
"أنت بتتكلم جد يا تامر؟!"..
داعب أنفها بأنفه، وبابتسامة قال.. 
"وجد الجد يا عيون تامر.. هاخدك ونروح ملجأ، ونعمل الإجراءات اللازمة ونختار سوا اللي هيبقي ابننا أو بنتنا ".. 
بلحظة كانت ارتمت داخل حضنه تضمه بكل قوتها، وتبكي بصوت أشبه بالصراخ مردده.. 
"انا بحبك.. بحبك أوي أوي".. 
مسد على شعرها، وقبل كتفها مرات متتاليه مغمغماً.. 
" وانا بحبك"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عناق حار!!..
"فارس".. 
يجلس بجوار "إسراء" على الفراش ممسك كف يدها بين يديه رغم اعتراضها المستمر.. أثناء فحص الطبيبه لها، وبنفاذ صبر وغضب تحدث موجه حديثه للطبيبه.. 
" ما تتكلمي قوليلي مالها، وأيه سبب الإغماء اللي حصلها دا؟!".. 
إجابته الطبيبه على الفور.. 
"هي كويسه يا فارس باشا.. بس ضغطها عالي شويه، وانا اديتها العلاج اللازم وهتبقي أحسن إن شاء الله".. 
بدون سابق إنظار كان مال "فارس" بوجهه على "إسراء" وطبع قبله طويله أسفل شفتيها.. جعل جميع من بالغرفة يشهقو بنفس واحد، وتحدث بلامبالاه لوجودهم.. 
"اطمني طول ما انا جنبك.. هتبقى كويسه.. متخفيش".. 
بكت" إسراء" بصطناع، وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد، وبغيظ شديد قالت.. 
"مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك.. انت ناوي تجلطني، ولا تشلني يا جدع أنت؟!"..
قطعت حديثها واتسعت عينيها بصدمة أكبر حين حملها بين يديه بلهفه واجلسها على قدميه، وضمها بتملك مجنون مردداً.. 
"بعد الشر عنك..قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك".. 
داعب وجنتيها بأصابعه، وغمز لها مكملاً بثقه وغروره المعتاد.. 
" وبعدين أنتي بقيتي في حضن فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي".. 
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه..لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه، وافعاله معها.. تعجز حقاً عن وصفه بأي كلمة..فجرائته وغروره فاق كل توقعتها.. 
اقتربت "خديجه" الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كلياً عليه،وكأنه أصبح شخصًا أخر بفضل ساحرته.. جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها "إسراء" بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس.. 
واردفت بحدة قائله.. 
"روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها.. البنت مش حمل عمايلك دي كلها".. 
مدت "إسراء" لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء وهي تبغضهم، وتريد ان تأخذها والدتها منهم.. ضحك "فارس" على هيئتها بصوته كله، وذاد من ضمها له مقبلاً وجنتيها بعمق وهو يقول بمزاح.. 
"حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني".. 
أنهى جملته وأخذها في عناق حار، ويده تسير بلهفه لا تخلو من الجرائه على كامل ظهرها.. 
ضربته "خديجه" على يده برفق، وهي تقول بخجل شديد.. 
"ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اتجننت.. اتأدب عيب كده".. 
نظرت للطبيبه، والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء، وأكملت بأمر.. 
"اتفضلوا على شغلكم يله".. 
لم يستمع "فارس" لحرف مما قالته.. هو مكتفي بعناق ساحرته الذي جعل سعادته تصل لعنان السماء.. حتي شعر بجسدها يرتعش بين يديه بقوة،وبدأت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع يدل على اقتراب انفجار ثورتها.. فأنزلها من على قدمه على مضض.. أجلسها على الفراش، وهب واقفاً يهندم ثيابه، وبتنهيده عاشقه قال.. 
"هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول".. 
تهللت أسريرها، وتلاشي غضبها حين استمعت لاسم صغيرتها، وعودتها لحضنها.. كم تشتاقها كثيراً.. تود رؤيتها وضمها لصدرها حتي لو تلقي حتفها بعدها..
فرحتها التي ظهرت على ملامحها جعلت قلب هذا العاشق ينبض بجنون.. ابتسم لها ابتسامتة المهلكة مردفاً بثقه أثارت أستفزازها مره أخرى.. 
"مش هتاخر عليكي علشان عارف إني هوحشك".. 
ختم جملته وهو يميل عليها ويطبع قبله طويله على شعرها، ومن ثم سار لخارج الجناح بخطواته الواثقه.. 
تاركاً "إسراء" خلفه كالتي تلقت خبطة قوية على رأسها، وبذهول تحدثت قائله.. 
"والله ما طبيعي اللي بيعمله معايا دا!!"..
ضحكت" خديجه" برقة على هيئتها، وتحدثت بستغراب قائله.. 
"هو فعلاً مش طبيعي خالص.. دا مش فارس اللي أنا ربيته.. انتي خلتيه واحد تاني".. 
"ثواني بس.. انا أسفه في اللي هقوله هو دا كده بحركاته واللي بيعمله معايا حضرتك ربتيه؟!".. 
قالتها" إسراء" مستفسره بابتسامة مصطنعه تظهر جميع أسنانها.. 
رسمت "خديجه" الغضب على ملامحها جعلت الأحراج يعتلي وجه" إسراء" وهمت بالاعتذار منها ثانية.. لكنها ضحكت فجأه بشدة واجابتها بأسف.. 
" بصراحة هو كده ماشفش تربيه خالص هههههه".. 
ضحكت" إسراء" على ضحكاتها..
ربتت "خديجه" على ظهرها مردفه بطيبه.. 
"ايوة كده اضحكي.. ضحكتك جميله أوي ماشاء الله عليكي".. 
"إسراء".. "أنتي اللي أجمل، وشكلك طيبه أوي مش زي فارس باشا المغرور".. 
دفعتها "خديجه" برفق على الفراش مدمدمه بجديه مصطنعه.. 
" اممم.. وأنتي شكلك تعبان اوي ومحتاجه تنامي وترتاحي.. علشان لما بنوتك تيجي تقدري تقعدي معها وأنتي فايقه".. 
تمددت" إسراء" على الفراش واغلقت عينيها بتعب ، وعلى وجهها ابتسامة اكثر من سعيدة بعودة ابنتها لها.. لتتسع ابتسامتها دون أرادتها وهي تتذكر أفعال هذا الفارس.. نهرت نفسها حين شعرت بجزء ما بداخلها تروقه تلك الأفعال.. 
فهي بالآخر أنثى، وإذا التقطت بعاشق لها من طرف واحد ووجدته دوماً ينوح ويبكي يجعلها تنفر من هذا العشق .. فلو شئت أن تتقرب إلى امرأة تحبها .. فحاول ما استطعت أن تضحكها.. لأن قلب المرأة كالطفل المولع بالمرح واللهو.. 
ظل يعاد بذهنها همساته لها، وكلماته التي تذيب الحجر، وعناقه الحار الذي جعل جسدها يرتجف بقوة.. حتي غرقت بنوم عميق.. ليهاجمها حلمها المعتاد عن ما حدث لزوجها.. 
.. فلاش باااااااااااك.. 
قبل تسعة أشهر.. 
"إسراء".. 
تجلس على ركبتيها أمام زوجها "رامي" الجالس أرضاً على سجادة الصلاة بعدما أنتهي من أداء صلاة الفجر.. مستند بظهره للحائط.. ضامم ركبتيه لصدره.. خافض رأسه ويتحدث بصوت يملؤه الأسي.. 
"طردوني بعد ما طلعوني حرامي ومرتشي ومكتفوش بكده كمان، وبعتو الملف بتاعي لكل الشركات المتخصصة في مجالي علشان محدش يقبل يشغلني عنده يا إسراء"..
أطبقت جفنيها بقوة تكبح عبراتها، ورسمت ابتسامة رضا بقضاء الله،مدت يدها واحتضنت وجهه بين كفيها جعلته ينظر لها.. لتتفاجئ بعينيه المملؤه بالعبرات التي تأبي الهبوط، وبغصه مريره قال.. 
" افترو عليا وقطعوا عيشي وأنا ربنا يعلم اني شريف وعمري ما قبلت قرش حرام".. 
"عارفه.. والله عارفه يا حبيبي".. 
همست بها وهي تجذب رأسه لحضنها وتضمه بلهفه.. يدها تربت على شعره بحنان بالغ متمتمه بألم حاد ينهش قلبها.. 
"دا ابتلاء من ربنا بيختبر بيه قوة إيمانك وصبرك، وبإذن الله هينصرك ويرجعلك حقك.. بس أنت أهدي ومتزعلش نفسك بالشكل دا الله لا يسيئك".. 
تمسك بها بكلتا يده.. يستمد منها بعض القوة.. وبدأ يتحدث بهذيان، وعدم تصديق من شدة حزنه وقهرته على حاله.. 
"بقالي 10سنين شغال في الشركة والكل يشهد بأخلاقي وأمانتي، وفي يوم وليله ينقلب الحق باطل واطعن من كل الناس حتي أقرب أصحاب ليا شهدو عليا إني حرامي".. 
لهنا ولم تحتمل أكثر وانهمرت عبراتها تتساقط على وجنتيها بغزاره، وبعدم فهم همست بصعوبه من بين شهقاتها قائله.. 
" ليه.. ليه كل دا.. ليه يعملوا معاك كده؟! ".. 
نظر لها وقد تحولت ملامحه المنكسرة لأخرى غاضبه،واجابها بابتسامة زائفه وعينيه تفيض بالدمع.. 
" علشان عرفت اسم الراجل الكبير اللي ورا كل محاولات الأغتيال والسرقة اللي بتحصل في الشركة ، ولما عرضوا عليا فلوس كتير وانا رفضت وحاولت أوصل ل "فارس" باشا صاحب الشركة قفلوا كل الطرق اللي توصلني بيه، وطردوني وقطعوا عيشي.. بس أنا هعمل المستحيل وهوصله وهقوله ان اللي بيحاول يقتله ومشغل ناس بتسرقه واحد مش مصري واسمه "مارفيل" وهو أكيد هيجيبه".. 
أنهى حديثه وبدأ يلتقط أنفاسه بصوت عالِ.. لتهرول "إسراء" وتجلب له كوب من المياه، وتساعده على تناوله مردفة بتوسل.. 
"أهدي يا رامي.. بالله عليك أهدي ليجرالك حاجة.. انا وبنتك ملناش غيرك بعد ربنا".. 
"أنا كويس.. متخفيش"..
قالها وهو يرتمي داخل حضنها مره أخري، وبنبرة راجيه همس وهو يغلق عينيه، ويستعد للنوم.. 
"خليني في حضنك شوية..المكان الوحيد اللي بيريحني يا إسراء".. 
قبلت جبهته مرات متتاليه، وهي تقول.. 
" طيب قوم ريح على السرير جنب بنتك، وانا هعملك لقمة خفيفه تاكلها واجيلك على طول.. أنت مكلتش حاجه من أمبارح".. 
حرك رأسه بالإيجاب.. ساعدته على النهوض، وسارت برفقته حتي وصل للفراش،تمدد بجوار صغيرتهما.. دثرته هي بالغطاء وهمت بالابتعاد عنه.. ليمسك كف يدها وهمس بتعب.. 
"متسبنيش.. خديني في حضنك".. 
انصاعت له وتمدت جواره.. ليضمها هو بيد، ويضم صغيرته بيده الأخري، بدأ يتنقل بشفتيه بينهما يقبلهما بحب شديد مغمغماً بهمس لصغيرته.. 
"أنا مش حرامي يابنتي.. يشهد عليا ربنا اني عمري ما دخلت جوفكم لقمة إلا بالحلال".. 
ظل وقت ليس بقليل يضمهما، ويقبلهما حتي أغلق عينيه وهو يهمس بأذكاره مردداً الشهادة أكثر من مرة.. ظنت زوجته انه غاص بنوم عميق.. فبتعدت عن حضنه بحذر، وهبت واقفه.. 
سارت نحو المطبخ وقامت بتحضير الطعام على وجه السرعة، وعادت له.. جلست بجواره تربت على لحيته بحنو قائله.. 
"رامي.. قوم يا حبيبي كل ونام تاني؟! ".. 
قطعت حديثها وانقبض قلبها بفزع حين شعرت ببرودة بشرته الشديده.. انتفضت فجأه وبدأت توقظه بعنف مردده برعب وهلع جعل جسدها يرتجف بشدة.. 
"رر رامي.. قوم يا حبيبي.. قوم بالله عليك.. يااااارب متحرمنيش منه ونبي يارب".. 
ظلت تحاول مراراً وتكراراً ايقاظه، ولكن أمر الله قد نفذ..
..نهاية الفلاش بااااك..
"راااااامي".. 
هكذا أستيقظت "إسراء" من نومها، وهي تصرخ بأسم زوجها ببكاء شديد.. 
أسرعت "خديجه" بضمها لحضنها، وربتت على شعرها بحنو مردده.. 
" بس يا حبيبتي متخفيش.. أنتي كنتي بتحلمي".. 
تمسكت بها "إسراء" واجهشت بالبكاء أكثر وبأسف حدثت نفسها.. 
"مش هقدر أقرب منك يا فارس طول ما أبو بنتي معايا في أحلامي".. 
................................... 
.. ديمه.. 
ممسكه بهاتفها تتحدث به بغضب قائله.. 
"عايزة تفهميني ان فارس الدمنهوري هيبص لحته شغالة يا صابرين؟!".. 
اجابتها "صابرين" قائله بحقد.. 
"للأسف يا ديمه هانم.. بيعملها معامله خاصه جداً وكلامها مشي على اللي شاغلين في القصر كلهم انهارده".. 
صكت "ديمه" علي أسنانها بغيظ، وبفضول قالت.. 
"اسمها أيه البت دي؟! ".. 
" صابرين".. " اسراء يا هانم، وشكلها جربوعه من الشارع".. 
"ديمه".. بأمر.." طيب اقفلي، وخلي عينك عليها، وبلغيني بكل حاجة".. 
أنهت جملتها، وطلبت رقم آخر.. فأتها الرد باللغه الفرنسية.. 
"مرحباً ديمه".. 
"ديمه".. "مرحباً مارفيل.. أريدك أن تأتي إلى مصر بأقرب وقت ممكن"..
"مارفيل".."أخبريني ماذا حدث؟!.. هل كل شئ علي ما يرام؟!".. 
" ديمه".. ببكاء.." لا..أريد مساعدتك.. فأنا لم أستطيع أن اجعل فارس يحبني" .. 
ضحكت "مارفيل" ضحكه ساخرة، وبالامباه تحدثت.. 
"لا يهم بالنسبه لي حبيبتي، ولكن اطمئني لن تكن غيرك زوجة؟! ".. 
صمتت لبرهه وتابعت بثقه.. 
" ابني فارس الدمنهوري".. 
اعتلت ملامحها الغضب وأكملت محدثه نفسها.. 
" الذي لم أكره بحياتي شخص مثله !!".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مفاجأة!!.. 
"فارس".. يجلس داخل سيارته الواقفه على جانب الطريق..كان بطريقة لإحضار الصغيرة، ولكنه تذكر حديث ساحرته، واتفاقه معها، وإصرارها على جعل زواجهما بالسر حتي يتم والد ابنتها عام على وفاته.. 
لا يجب أن يذهب بنفسه ويحضر الصغيرة من عمها..إن فعل هذا سيأكد ظنون بعض أشباه البشر عن سمعة حبيبته.. 
أطلق زفرة نزقة، وهو يمسح على خصلات شعره الكثيفه مدمدماً بذهول من نفسه.. 
"من امتي وانت بتخاف أوي كده على حد يا فارس.. ولا من أمتي وانت بتعمل للناس حساب أصلًا.. 
ابتسم بشرود ،وانتفض قلبه انتفاضه لذيذه حين تذكر حضن تلك الساحرة الذي جعله يذوب عشقاً.. 
هي وحدها امتلكت قلبه وكيانه، ووجدانه.. لا قبلها ولن يأتي بعدها.. 
سيفعل لأجلها كل شئ.. لأجلها فقط حتي يري نور الشمس التي تشرق عندما تبتسم له.. 
ظل يفكر كثيراً كيف يجلب الفتاه دون أن تمس بسوء.. اتسعت ابتسامته وأخرج هاتفه من جيب سرواله بلهفه مردداً بعتاب لنفسه.. 
"إزاي بس توهت عن بالي يا صاحبي".. 
طلب إحدي الأرقام وأنتظر قليلاً حتي أتاه الرد..
"صاحبي الغالي اللي واحشني".. 
كان هذا صوت المقدم "غفران المصري".. 
"فارس"بستفزاز مقصود.. "عارف إني واحشتك عشان كده كلمتك يا أبو مالك".. 
حرك "غفران" رأسه بيأس من غرور صديقه الذي لن يتخلى عنه بحياته، وتحدث بغضب مصطنع قائلاً.. 
"يا أخي *** لغرورك".. 
ضحك "فارس" حتي ادمعت عينيه مغمغماً.. 
"طيب متزعلش، وقولي أنت فين عايزك معايا في مشوار ضروري".. 
" غفران".. بقلق.." خير.. انت كويس؟! ".. 
إجابه "فارس "بتنهيده حزينه.. "كويس الحمد لله متقلقش.. بس لو فاضي عايزك تيجي معايا.. في حوار بسيط كده وعايزك نخلصه سوا".. 
" غفران".."هتجيلي ولا اجيلك أنا؟".. 
ظهرت الفرحة على محيا" فارس" فصديقه الشهم لن يخذله أبداً.. 
" فارس".. " انا عايزك تيجي بالبوكس ومعاك القوة بتاعك يا غفران.. لو ينفع"..
"غفران".." اممم كده في حوار.. تعالي على البيت عندي، وأنا هكلم القسم يبعتولي البوكس على ما توصل"..
"فارس ".. "تمام..أنا جيلك حالاً".. 
أغلق هاتفه، وطلب رقم اخر..ليجيبه "تامر" في الحال مردفاً.. 
"أيوه يا فارس باشا.. أنت فين دلوقتي؟!".. 
" فارس ".. بتعقل.. 
" اسمعني يا تامر.. انا هاجي دلوقتي بعربية بوكس، ومعايا قوة وهاخدك انت ومراتك مع البنت.. مش عايزك تقلق من أي حاجه.. انا كلمتلك دار أيتام وخلصت كل الورق اللي خته منك، وجبتلك جواب مشاهدة تقدر انت ومراتك تختار الطفل اللي عايزينه انهارده".. 
" تامر".. بمتنان.. "مش عارف أشكرك إزاي يا فارس باشا".. 
" فارس".." مافيش داعي للشكر.. انا مديونلك بكتير، وأولهم حق أخوك واوعدك إني هرجعهولك في أقرب وقت".. 
" تامر".. برتياح.." تسلم وتعيش يا باشا ، والله ينور عليك الصراحة في فكرة انك تيجي بالبوليس كده هيبقي أحسن.. علشان الحته عندنا هنا ميعرفوش ان سيادتك كتبت على ام إسراء، كانوا هيسالوني انت جاي تاخد بنت أخويا مني بصفتك أيه،وحتي لو قولنا إنك جوزها الكلام هيكتر أكتر وهيجيب غلط.. فأنت كده صح، وكأنها رفعت خدت بنتها بالقانون، وهي كده كده حاضنه".. 
" فارس ".. " بس في أقرب وقت الكل هيعرف أنها بقت مراتي،وسواء دلوقتي او بعد كده أنا مش هسمح بأي غلط يتقال في حق مرات فارس الدمنهوري".. 
بينما "غفران" أغلق هاتفه، وظل واقفاً مكانه لبرهه.. يحاول يتحكم في ضحكاته على شقاوة زوجته التي تزيد يوماً بعد يوم.. 
فقد أحضرت مقعد ووضعته خلفه، ووقفت عليه حتي تتمكن من وضع أذنها على الهاتف معه.. 
" عرفتي بقي انه صاحبي مش مكالمة من الشغل".. 
قالها بغضب مصطنع، واستدار لها بعدما رسم الجديه والصارمه على ملامحه.. 
عبست "عهد" بملامحها، ونظرت له وهي تمد شفتيها بغضب طفولي مردده.. 
"نفسي تقضي معايا أنا وولادك أجازة زي كل البابيهات يا ظبوطي ايه غلطت أنا، ولا كل حاجه عندك شغل وبس وانا وولادك ركنتنا على الرفات وبقي علينا تربات".. 
لهنا ولم يستطيع كتم ضحكاته أكثر.. فنفجر بالضحك، وجذبها داخل صدره ضمها بقوة مردداً بصوته المزلزل لكيانها.. 
" انتي عارفه أنكم أهم حاجة في حياتي كلها يا عهوده، وغيابي عنكم دا غصب عني يا حبيبتي".. 
قبل جبهتها مكملاً بعشق.. 
"يا فرحة قلب غفران".. 
نظر لعينيها نظرة تعلمها هي جيداً، وغمز لها بإحدى عينيه، وحرك لسانه على وجنتيه بإيحاء جعلها ضحكت بستحياء وهي تقول.. 
"تصدق غفران الوزير المتحرش واحشني أوي".. 
ذاد من ضمها داخل صدره، ومال على أذنها، وهمس بشتياق.. 
"انتى اللي واحشتيني أكتر".. 
لثم عنقها ببطء وتابع برجاء.. 
"بس خليني أروح لصاحبي أقضي معاه مشوار مهم وارجعلك على طول".. 
دفنت نفسها بين اضلعه تستنشق رائحته بهيام، وتمسكت به بكل قوتها مردفه.. 
" لو اتأخرت هكدرك يا حضرة المقدم".. 
.............................. 
"إسراء".. 
تسير حول نفسها ذهاباً واياباً.. يتأكل القلق قلبها.. تفرك يدها بتوتر مردفه.. 
" هو اتأخر أوي ليه كده بس؟!"..
"أنا رنيت عليه أكتر من مره لقيته أنتظار، وبعد كده كنسل عليا.. اطمني متقلقيش يا حبيبتي.. خير إن شاء الله".. 
قالتها "خديجه" الجالسة بجوار" إلهام".. بصوتها الناعم الرقيق.. 
"إسراء".. ببوادر بكاء.. "مش هطمن إلا لما اخد بنتي في حضني".. 
" إلهام ".. بحب شديد.." ربنا يطمن قلبك يا ضنايا".. أشارت لها على الفراش جوارها مكمله بحنو.. 
" تعالي اقعدي يابنتي بدل ما أنتي رايحة جاية كده، واستهدي بالله وهتلاقيه داخل دلوقتي وشايل إسراء على إيده، وهتخديها في حضنك لحد ما تشبعي منها".. 
وقفت" إسراء" بجوار نافذه تطل على الطريق.. تنتظر ظهور سيارة مغرورها، وبدأت عبراتها تهبط على وجنتيها حين همست لنفسها.. 
"نفسي.. هتجنن واضمها في حضني".. 
........................... 
.. الصديقان.. 
" فارس ،غفران".. 
بعد السلام الحار.. ارتجل"فارس" السيارة برفقة "غفران" الذي يقود بنفسه، وخلفهما تسير سيارات الحراسه الخاصة بهما، ويتحدث بذهول مردفاً.. 
"اتجوزت؟!.. فارس الدمنهوري اللي مافيش ست تملي عينه ويوم ما خطب خد بنت رئيس الوزراء بعد ما أبوها هو اللي طلب إيدك كمان،وفي الاخر تروح تتجوز عليها؟!".. 
" فارس".. بتنهيده عاشقه.. " وانت مين قالك ان" إسراء" ملت عيني بس يا غفران؟!".. 
أخذ نفس عميق، وزفره على مهل.. 
" دي ملت قلبي ونورت حياتي، وطلعت من جوايا واحد تاني انا نفسي ماكنتش أعرف أنه موجود".. 
أبتسم" غفران" وهو يري حاله يشبهه مع عشق قلبه "عهد".. 
"عايش أنا في اللي بتحكي عنه دا بفضل ربنا اللي رزقني بأم زين"..
ربت على كتفه برفق مكملاً.. 
"ربنا يسعدك يا صاحبي".. 
مرت وقت قليل حتي وصلو لمنزل" تامر".. 
استمعت" إيمان" لصوت وقوف السيارات أمام منزلها.. فضمت الصغيرة لحضنها، وبكت بنحيب، وهي تقبلها بحب شديد مردده بصعوبة.. 
" هتوحشيني يا حبيبتي أوي".. 
اقترب منها" تامر" وضمها لصدره مغمغماً بعتاب.. 
" ليه يا إيمان دموعك دي كلها.. هتزعليني منك،وهلغي المفاجأه اللي عاملهالك".. 
نظرت له بأعين تملئها العبرات، وهمست بلهفه قائله.. 
"مفاجأة أيه يا تامر"..
"لو قولتلك مش هتبقي مفاجأة".. 
قالها" تامر" وهو يزيل عبراتها بأنامله بحنان بالغ، وهب واقفاً حين استمع لطرقات على باب شقته.. 
" يله اغسلي وشك".. 
حركت رأسها بالايجاب، وحملت الصغيرة معها، وسارت نحو الحمام.. 
بينما فتح "تامر" باب المنزل..ليتفاجئ بوقوف" فارس، وغفران " وخلفهما الكثير من الحرس، والعساكر.. فابتسم لهما، وتحدث بترحاب، وهو يبتعد عن الباب ليفسح لهما المجال.. 
"يامرحب يا بشوات.. اتفضلوا".. 
"فارس".. "انت عارف احنا لازم نتحرك على طول يا تامر؟!"..
صمت عن الحديث فجأه حين خرجت "الصغيرة" تركض وهي تضحك بصوتها الطفولي العذب الذي يخطف القلب.. 
ظهرت على ملامحه الذهول، والدهشه حين تمعن النظر لها جيداً.. أول مرة يراها عن قرب.. رغم أن الكثير من صوارها معه منذ كانت بعمر الخمسة أشهر.. 
نسخة هي مصغرة من ساحرته.. تمتلك ملامحها، عينيها، شعرها،وحتي ضحكتها التي تسلب أنفاسه.. 
اقترب منها وهو فاتح ذراعيه لها مرددا بابتسامة..
"تعالي يا إسراء".. 
نظرت له الصغيرة لبرهه، ومن ثم ابتسمت له، وركضت لداخل حضنه بعدما استشعرت حبه لها..فالأطفال كائنات مرهفة المشاعر.. تشعر بحب االأشخاص لها.. 
استقبالها هو بترحاب شديد وحملها عن الأرض وقد زرع حبها بقلبه.. حب أبوي لم يشعر به من قبل.. 
............................ 
.. بمكان اخر.. 
"عماد".. "يا ساعدة البيه بلغ الباشا الكبير ان فارس باشا جاي مع الحكومة، وهياخد البنت الصغيرة".. 
إجابة الطرف الأخر.. "خليك معايا".. 
اخرج هاتف أخر وأرسل رسالة نصية باللغه الفرنسيه.. 
"مارفيل إبنك سيأخذ الصغيرة".. 
إجابته برسالة.. 
"دعه يأخذ الصغيرة.. فقد مر وقت كبير على وجود تلك الفتاه برفقة ابني، ولم يحدث شئ.. إذا كانت أخبرت فارس بمعلومة واحدة عننا.. كنا في عداد الأموات الآن.. لكنها يبدو أن زوجها لم يحكي لها عننا اي شئ، وأنا سأتي عن قريب لاراها، واتأكد بنفسي"..
.................................. 
.. بالقصر.. 
ساد الصمت أرجاء المكان.. نظرت
" إلهام" ل" خديجه"، وقد أجبرها فضولها ان تسألها عن" فارس" الذي أصبح زوج ابنتها، وهي لم تعلم حتي كم يبلغ عمره.. 
تنحنحت بحرج وتحدثت مستفسره.. 
"إلا عدم لامؤاخذه يا ست خديجه يا أختي.. فارس بيه عنده كام سنه؟!"..
ابتسمت لها "خديجه" وهي تجيبها.. 
"33 سنه".. 
انتبهت "إسراء" لحديثهما، ولكنها لم تبدي اي إهتمام، وظلت واقفه بمكانها، ولكن اذنها أصبحت بينهما.. 
رفعت "إلهام" يدها وبدأت تعد على أصابعها حتي انتهت،وهمست محدثه نفسها.. 
"يعني اكبر من بنتي ب 11سنه".. 
تابعت "إلهام" اسألتها قائله.. 
"ومعاه شهادة ايه؟!".. 
"خديجه".. "فارس خريج إدارة أعمال من الجامعة الأمريكيه".. 
"إلهام".. "ما شاء الله عليه ربنا يحرسه" ..
ظهرت الشفقه على وجهها، وتابعت قائله؟!".. 
" قولتي انك اللي مربياه.. هو والده ووالدته متوفين وهو صغير؟!".. 
تنهدت" خديجه" بحزن، وتحدثت بأسف قائله.. 
" لا عايشين.. بس تقدري تقولي فارس يتيم برضوا، وماشفش أمه وأبوه من يوم ما اتولد تقريباً".. 
جملتها جعلت قلب" إسراء" ينتفض بألم لأجله لا تعلم سببه.. بينما شهقت" إلهام" وتحدثت بتأثر قائله.. 
" يا ضنايا يا ابني يتيم في وجود أهله.. دا كده أصعب من لو كانوا ميتين.. تلقيه مقهور من جواه ومش مبين لحد؟!".. 
شهقت بفزع مره أخرى حين صرخت" إسراء" بأسم ابنتها.. وهرولت لخارج الغرفة راكضة.. 
"إلهام".. تحدثت وهي تضع يدها على قلبها.. "البت فزعتني".. نظرت ل"خديجه" بستغراب مكمله.." انتي متفزعتيش زيي ليه؟".. 
" خديجه".." علشان سمعت صوت عربية فارس وعرفت انه جه".. 
"إلهام".. "اممم.. طيب احكيلي عن اسم النبي حارسه فارس بيه اللي بقي جوز بنتي في يوم وليله".. 
"إسرااااااء"..
صرخت بها بفرحة غامرة، وهي تركض مسرعة نحو "فارس" الذي يحمل الصغيرة النائمة على يده..
ليهرول هو أيضاً نحوها، وبلحظه كان لف يده حول خصرها وحملها بيده الأخرى حتي أصبحت مقابل صغيرتها..
لجمتها الصدمة للحظات لم تفق منها إلا عندما شعرت بشفتيه تطبع قبلة عميقة على وجنتيها، وتحدث بغرور أخرجها عن شعورها وجعلها تظهر قمة غضبها لتخفي به ضحكاتها،حين قال..
"ياااه لدرجاتي وحشتك جاية تجري عليا بالشكل دا وتترمي في حضني ؟!"..
غمز لها بشقاوه، وتابع بثقه..
"حضني حلو وعجبك انا عارف"..
رفعت "إسراء" يدها للسماء ودعت من صميم قلبها مردده.. 
"ياارب ربع ثقته في نفسه يااارب".. 
نظرت له بشرار، وبعدت يده عنها ببعض العنف، ولكنه لم يتركها.. بل بدأ يسير بهما نحو الدرج، وتحدث بهدوء قائلاً.. 
"عاملكم مفاجأة هتعجبكم أوي، هتخليكي تبوسيني عليها".. 
عضت "إسراء" على شفتيها حتي ادمتها، وأخذت نفس عميق، وتحدثت بنفاذ صبر قائله.. 
" بما ان بنتي رجعتلي.. فا احنا لازم نتكلم بالعقل يا فارس باشا".. 
"فارس".. بابتسامة متراقصه.. "وماله يا بيبي.. اتكلمي انتي بالعقل".. 
تنقل بنظرة لشفتيها، وتابع بخبث.. 
" وانا هتكلم بشفيفي".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تتوالي المفاجأت!!..
داخل غرفة واسعة مرتبه بدقة عاليه.. غرفة تشبه غرف الأميرات بل الملكات.. 
الوانها من الروز بمختلف درجاته.. بها كافة شئ.. خزينه ملابس مملوءه بأفخم الثياب.. ألعاب كثيرة جداً بكل ركن بالغرفة بمختلف أنواعها.. أكثرها من عرائس الباربي الشهيرة.. 
بها حائط كامل به الكثير من الصور الفوتوغرافيه ل "إسراء" وابنتها بأوضاع مختلفه منذ كانت الصغيرة  بشهرها الخامس، وهي الآن أكملت ثمانية عشر شهر.. 
على فراش مخصص للأطفال بحواجز جانبيه مرتب بعناية فائقه.. تجلس عليه "إسراء" المحتضنه ابنتها بقوة بعدما تركها "فارس" من حضنه بصعوبه بالغة..تضم صغيرتها.. تستنشق رائحتها.. تقبل كافة وجهها وكلتا يدها، وحتي قدميها بلهفه مردده ببكاء..
"ياروح قلب أمك واحشتيني أوي".. 
بمنتصف الغرفة يقف "فارس" يتابعها بابتسامة وملامح منذهله.. 
فهي لم تبدي اي اهتمام للغرفة المجهزة حولها بمزانية باهظة الثمن.. 
هي من الأساس لم تبدي اي اهتمام للقصر بأكمله.. حتى ما احضره لها من ثياب ومجوهرات من الماس والذهب الخالص، وجعل خديجة تضعهم بالغرفة الخاصه بها هي ووالدتها بعدما اخبرتها أنهم لأجلها.. لم تكلف نفسها حتي لرؤيتهم.. 
اكتفت بنتقاء فستانين بغاية الرفة كلهما من اللون الأسود وحجاب من نفس اللون.. لم تلقي نظرة عبرة حتى على ما جلبه لها من عطور وأدوات من الميك اب ذات الماركات العالمية.. فهو يتابعها بكل لحظه عبر الكاميرا الموضوعة داخل غرفتها.. 
تحولت نظرته المنذهله إلى أخرى منبهرة بها.. اتسعت ابتسامتة حين تأكد أن الله قد أحسن له الأختيار و أنها ستكون له الزوجة الصالحة التي يحلم بها دوماً..
تأملها بأعين تفيض عشق يشعر به لأول مرة محدثاً نفسه قائلاً..
"أنا مغلطتش لما قولت عليكي ساحرتي.. بتسحريني بأخلاقك يا إسراء".. 
لم يكن الغني يوماً غني المال.. الغني الحقيقي غني النفس بالأخلاق،
هذا ما كان يبحث عنه بطلنا دوماً بمن يريدها أن تكون شريكة حياته..
 حتي عثر على"إسراء" الأنثى الوحيدة التي سرقت اللُب من عقله،
أستطاعت بمهارة الرقص على إيقاع نبض قلبه حتى أصبحت وحدها غرام المغرور " ..
انبلجت ابتسامة ماكرة على محياه الوسيمة، وسار نحوهما وهو يخلع قميصه الأبيض ويلقيه بأهمال على أقرب مقعد، وظل بكنزة سوداء تظهر ذراعيه القويتين أثر ممارستة المستمرة لألعاب القوة.. 
جلس خلف" إسراء" على الفراش، ولف يده حول خصرها ضمها لصدره.. دافناً وجهه بشعرها الكستنائي الحريري المنسدل على ظهرها بهيام مدمدماً.. 
"اممم.. ريحتك تجنن".. 
جرائته الشديدة معها تجعلها تفقد النطق والحركة للحظات تكن كافيه بالنسبه له بأن يحكم حصاره حولها.. 
تخشبت بين يديه جاحظه العينين هيئتها راقت الصغيرة التي تتابعهما ببرائه وتضحك بقوة على نظرة والدتها ظناً منها انها تلاعبها.. 
"قولتي عايزة تتكلمي.. اتكلمي.. انا سامعك".. 
همس بها داخل أذنها من بين قبلاته المتفرقة على كتفها صعوداً بعنقها حتي وصل لوجنتيها.. 
لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها المتوهجه أثر خجلها، وغضبها الشديد.. بدأ صدرها يعلو ويهبط، وتتنفس بصوت مسموع، واستدارت برأسها قليلاً نظرت له نظرة حارقة مردفة بأمر من أسفل أسنانها.. 
"اتأدب و أبعد أيدك عني".. 
"تؤ.. أنا مرتاح كده، وأوي كمان".. 
داعب أنفها بأنفه مكملاً.. 
"وأنتي كمان أنا عارف انك مرتاحة جوة حضني بس مكسوفة شويه، وانا بموت في كسوفك دا".. 
"الصبر من عندك يارب".. 
قالتها "إسراء" بنفاذ صبر، وهي تتحرك بعصبية بين يديه حتي نجحت بالفرار منه..وحملت صغيرتها ووقفت على مسافة منه، وتحدثت بأنفاس متلاحقة قائله.. 
"اسمعني كويس يا فارس بيه.. أنا مش قادره اتحمل قلة أدبك دي كلها"..
ابتعدت بعينيها عن عينيه التي ترمقها بنظرات عاشقه تزيد من توترها وخجلها، وتابعت بصوت مرتجف جعله يبتسم بثقه حين تأكد أن قربه منها أصبح يؤثر عليها حتي لو قليلاً.. 
"لو هتفضل تعمل حركاتك الوقحة دي وتفكرني من البنات اللي هتترمي في حضنك ؟!".. 
قطعت حديثها حين لمحت صورها هي، وابنتها تملئ إحدي الجدران.. 
اقتربت من الحائط وتنقلت بين الصور بأعين متسعة على أخرها مردفة بذهول.. 
"ايه الصور دي كلها؟!".. 
نظرت له وتابعت مستفسره.. 
" أنت جبت كل صوري دي منين؟!".. 
هب "فارس" واقفاً، وسار نحوها وتحدث بصوته الهادئ قائلاً.. 
"انا أعرفك من سنة وشهر يا إسراء"..
عقدت حاجبيها بعدم فهم، ونظرت له تحثه على استكمال حديثه.. ليأخذ هو نفس عميق مكملاً.. 
" جالي معلومات ان رامي عايز يوصلي بأي طريقة، وقتها قولت انه أكيد واحد تبع أعدائي اللي عايزين يوصلولي، وكلفت رجالتي تراقبه في كل خطوة، ولما رقبوه جابولي كل حاجة عنه،وفي مرة سمعت  كلامه معاكي في التليفون.. كان بيمدح في أخلاقك، وأنك رافضتي فلوس كتير هيكسبها بالحرام، وموافقة على القليل بس يبقي بالحلال".. 
اقترب منها أكثر حتي أصبح أمامها مباشرةً، ونظر لعينيها بأعين تفيض عشق.. 
" ساعتها اتمنيت واحدة زيك في حياتي.. واحده بأخلاقك يا إسراء، وقولت هفضي نفسي وأبقى اشوفه عايز أيه بس للأسف بعدها بأقل من أسبوع تقريباً سألت عليه قالولي انه قدم استقالته"..
"إسراء".. بابتسامة ساخرة.. 
"قصدك اترفض"..
حرك "فارس" رأسه بأسف مردفاً.. 
"قالولي في الأول انه استقال للأسف، عرفت بعد كده انه اترفض،وفضلت متابعكم طول الوقت".. 
انهمرت دموع" إسراء" على وجنتيها بغزارة، وتحدثت بعدم تصديق قائله.. 
"يعني شوفته وهو بيتظلم، وبيطرد من شركتك، وعملوا عليه رباطيه وخلو كل الشركات ترفض تشغله، وقعد من الشغل في البيت اكتر من 3شهور كان كل يوم بيروح يقف قدام شركتك علشان يوصلك، ويرجع مكسور الخاطر لحد ما مات بحسرته، وكل دا وانت متابعنا وشايف اللي بيحصله؟!".. 
مسح على شعره بعنف حين راي نظرتها له عادت للأحتقار مرة أخري.. حديثها جعله يشعر بالخزي من تصرفاته، وغروره الشديد.. 
كان يتابع ما يحدث لزوجها بصمت رغم أنه كان بستطاعته وقف هذه المهزلة في الحال..
ابتلع غصه مريره بحلقه، وتحدث بصوت يملؤه الأسي.. 
"انا تقريباً كل اللي حواليه بيخونني يا إسراء..كنت محتاج وقت كافي علشان اتأكد ان رامي مش زيهم.. ماكنتش مصدق ان لسه في حد شريف لدرجة دي، ودا خلاني أحطك تحت اختبار بعد موت جوزك علشان أقدر أدخلك حياتي واسلمك قلبي وأنا مطمن".. 
"اختبار؟!".. 
همست بها بصوت بالكاد يسمع،وهي تضع أبنتها ارضاً بعدما شعرت بارتجاف جسدها بقوة،وعدم قدرتها على حملها..ركضت الصغيرة نحو العابها وظلت تلهو بهم بفرحة غامرة.. 
بينما" إسراء" أصبحت بحاله يرثي لها.. حديثه كان كالصاعقه.. أيعقل كل ما مرت به من فقر، ومرض وجوع كان هو السبب به؟!.. 
" انت عايز تفهمني إنك كنت ورا كل العذاب والزل اللي مريت بيه بعد موت رامي؟!".. 
قالتها بصراخ مقهور وقد تلون وجهها بحمرة قاتمه.. 
"هعوضك.. اقسملك بالله هعوضك عن كل لحظة تعب وخزن شوفتيها في حياتك"..
أردف بها "فارس" بلهفه وهو يقطع المسافة بينهما، ويجذبها لداخل حضنه بالإجبار.. 
تلكمه هي على صدره بقوة بكلتا يدها، وقد اجهشت بالبكاء بنحيب مردده.. 
"قطعت عليا اي مصدر رزق اكل منه عيش لحد ما جتلك أنا برجلي.. لدرجاتي غرورك عماك.. أنت اييييه يا أخي.. مصنوع من اييييه علشان تمرمطني انا وبنتي وأمي المرمطة دي كلها.. دا أنا كنت بدأت اشحت اللقمة علشان أكلهم".. 
حاولت الابتعاد عنه بشتي الطرق لكن دون جدوى.. محكم سيطرته عليها، وبلحظه كان سار بها فجأة بخطوات شبه راكضه، وحصرها بينه وبين الحائط خلفها مقيد كلتا يدها بيد واحده فوق رأسها،وتحدث بنبرة راجية وهو يزيل عبراتها بيده الأخري قائلاً.. 
" أهدي واسمعيني الأول واعرفي انا عملت كده ليه".. 
قطعته بصراخ.. 
"مش عايزة اسمع منك حاجة، وهاخد امي وبنتي وأمشي.. مش هفضل لحظة واحدة هنا مع واحد زيك معدوم الضمير والرحمة".. 
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت بابتسامة مصطنعه وعبراتها تهبط على وجنتيها.. 
"انا كنت ناوية اقولك انهارده على اسم الراجل اللي عايز يقتلك، وورا كل اللي بيحصلك..بس بعد اللي عاملته معايا دا مش هقولك، وابعد عني مش طايقه لمستك ولا عايزه اشوف وشك تاني".. 
تظن هي ان الأسم الذي قاله لها زوجها اسم رجل.. حاول "فارس" التحكم بوتيرة غضبه،ولكن ملامحه التي تحولت لأخري مخيفه عكست لها أنه على وشك الأنفجار.. 
"متقوليش يا إسراء.. أنا مسألتكيش عن أسمه، ولا هسألك.. أنا هعرف إزاي اجيبه وأصفي كل حسابي معاه"..
نظر لعينيها نظرة محذرة، وتابع بنبرة لا تقبل النقاش.. 
"لكن خروجك من القصر بقي مستحيل..انتي بقيتي مراتي،وهتفضلي مراتي"..
نطرت لعينيه بتحدي، واردفت بقوة أذهلته.. "نجوم السما اقربلك مني، ولو فكرت تلمسني غصب عني، والله لقتلك بنفسي".. 
تراقصت أبتسامة خبيثة على محياه، والتصق بها بحميميه مدمدماً.. 
"اممم.. بقي هتقتليني".. 
لثم وجنتيها بعمق، وتابع بستمتاع.. 
" وانا معنديش مانع أبداً أموت على أيدك انتي يا ساحرتي.. خلينا نشوف ايه اللي هيتم".. 
سار بلحيته الخشنه على بشرتها الناعمه.. حركته هذه جعلتها تنتفض بشمئزاز مصطنع بين يديه تفهمه هو جيداً جعل ضحكاته تتعالي، وغمز لها بشقاوه.. 
"هتقتليني فعلاً، ولا هتموتي فيا".. 
رمقته بنظرة محتقرة وهي تقول.. 
" يبقي أنت اللي جنيت على روحك يا فارس يا دمنهوري".. 
.. مر أكثر من شهران.. 
تحول بهما جميع العاملين بالقصر إلى أفضل حال بعد القواعد التي وضعتها لهم "إسراء" سيدة القصر..
أصبحت هي و "خديجه" أصدقاء مقربين.. 
بينما علاقتها هي و" فارس" بها الكثير من المشاحنات.. وهذا جعلها لم تستطيع تنفيذ وعدها بقتل مغرورها إلى الآن، وهو لم يتوقف عن استغلال كل لحظة ليضمها لصدره، وينعم بقربها، ورائحتها التي أصبحت أدمانه.. 
ولكن كل ما يزعجها ويثير غيظها وغضبها تعلق الصغيرة به.. تكاد تجزم انها أصبحت تحبه أكثر منها.. 
وأيضاً تستشيط غيظاً من قلبها الذي أصبح ينبض بجنون حين تصل رائحة عطرة المثيره لأنفها.. رغم جمودها التي تنجح في إظهاره،ولكن ما سيحدث اليوم سيغير معاملتها معه لأكثر من مائه وثمانون درجة.. 
.. داخل مطبخ القصر.. 
نظرات.. همسات.. ضحكات خبيثه.. نابعه من العاملين داخل مطبخ قصر الدمنهوري..
يتطلعون ل "إسراء" الواقفه منهمكه بأعداد الطعام بمهارة واحترافية شديده بأعين جاحظه منذهله.. 
فوصفاتها جديدة كلياً عليهم.. تعد أشهى الأكلات الشرقية.. بينما هم لم يكونوا يصنعون سوا الطعام الغربي بمختلف أنواعه.. 
اقتربت منها "صابرين" مديرة المطبخ بخطي بطيئه، ووقفت جوارها تنظر لما تفعله بدهشه، وفم مفتوح ببلاهه،وبتساؤل تحدثت قائله.. 
"هو انتي بتعملي أيه بالظبط؟!".. 
رمقتها "إسراء" بنظره ساخره، وهي تجيبها بلامبالاه.. 
"انتي شايفني بعمل أيه؟!".. 
"سمنه، لبن، دقيق، مكرونه، جبن كتيييير.. دهوووون أوفر جداً!!،ومفكرة فارس باشا ممكن يأكل من الأكل دا؟!".. 
قالتها العامله بصوت يملؤه الغضب، والغيظ معاً.. 
ابتسمت" إسراء" لها ابتسامة صفراء، وببرود قالت.. 
"ومين قالك أني بعمله للباشا بتاعك".. 
تذوقت الطعام بتلذذ، وتابعت بفم مملؤء على أخره.. 
"انا وديجا بس اللي هناكل".. 
همت العامله بتوبيخها.. بل والأكثر كانت تنوي سكب الطعام فوقها وهي تعلم انه شديد السخونه، ولكن صوت "فارس" الصارم الذي تحدث بابتسامة لعوب جعلها تنتفض بفزع هي وجميع العاملين، ويقفون جميعاً صفاً واحداً خافضين رؤوسهم بإحترام شديد.. 
"بس انا كمان هاكل من الأكل اللي بتعمليه".. 
قالها "فارس" بهدوء، وهو مستند على الحائط بكتفه وواضع كلتا يده بجيب سرواله بهنجعيه، وعينيه تتأمل ساحرته  بنظراته جريئه لا تخلو من الإشتياق.. 
بينما هي لم تبدي اي إهتمام لوجوده.. بل انها حتي لم تلتفت له، وظلت تتابع ما تفعله بهتمام.. 
ضيق عينيه واعتلت ملامحه الوسيمه ابتسامة ماكرة، وأشار للواقفين بالمغادرة المكان فنصاعوا في الحال.. 
سار هو نحوها بخطوات شقيه وتحدث بستمتاع، وثقه وغروره المعتاد قائلاً.. 
"واحشتك أنا عارف".. 
"خالص والله".. 
قالتها "إسراء" بدون تردد، وبنبره جامدة دون النظر له حتي، وعندما شعرت بقترابه منها، وقرأت ما يدور بعقله من وقاحه أكملت بتهديد قائله.. 
"وجرب كده تعمل اللي في دماغك وانا أغرقك بالبشاميل اللي بيغلي دا؟!".. 
شهقت بعنف حين احتواها بين ضلوعه ظهرها مقابل لصدره وضمها بقوه مدمدماً بهمس داخل أذنها.. 
"امممم واحشتك و أوى كمان يا إسراء.. سامع نبض قلبك، وحاسس بلهفتك عليا"..
انقطعت أنفاسها وارتعش جسدها الخاين بستجابه لحضنه الدافئ، ولوهله كادت ان تنهار حصونها بين يديه..
لكنها نهرت نفسها بشدة، واستجمعت قوتها،وأمسكت أناء الطعام الساخن اوهمته انها ستقوم بسكبه عليه.. لكنه قذفه من يدها بعيداً عنهما مغمغماً بعتاب.. 
" أهون عليكي تحرقيني أكتر من كده.. مش كفاية نار عشقك اللي مولعه في قلبي".. 
أنهي جملته، وأمسك كف يدها وسار بها نحو الخارج مكملاً بسعادة شديدة.. 
"مش هعقبك دلوقتي.. خليني أعرفك على أمي.. أول مره تيجي مصر،وأول مرة أنا أشوفها على الحقيقه"..
"إسراء".. بخجل فشلت في إخفاءه.. "استني بس هتعرفها عليا بصفتي أيه".. 
" فارس".. بابتسامتة الرزينه.. "بصفتك مراتي يا بيبي".. 
سار بها حتي وصل لأمرأه شديدة الجمال من يراها تجلس على مقعد بجوار "خديجه" الظاهر عليها الضيق.. 
نظرت لها "إسراء" بندهاش.. فشكلها صغير للغايه على ان تكون والدته هذا الضخم الواقف بجوارها.. 
تنقل" فارس" بنظره بينهما، وتحدث باللغه الفرنسيه بطلاقه قائلاً.. 
"هذه إسراء زوجتي التي أخبرتك عنها".. 
ابتسمت لها والدته ابتسامة صفراء، وهي تنظر لها بتفحص شديد.. 
نظر هو ل "إسراء" وتابع بجملة كانت بمثابة صفعه مدمية حين قال.. 
"دي مارفيل.. أمي" .. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مذاق الحب!!.. 
"ديمة".. 
بعدما أنتهت من مشاهدة الفيديو التي أرسلته لها "صابرين" جن جنونها، وبدأت تحطم كل شيء حولها مردده بغضب.. 
"بقي تتجوز عليا انا الجربوعه دي يا فارس"..
صرخت بغيظ شديد وتابعت بوعيد.. 
"وديني لكون رميها في السجن وهخليها تتمني لو حتي ترجع للشارع اللي جبتها منه".. 
أمسكت هاتفها، وهمت بطلب رقم والدها حتي يساعدها للتخلص من "إسراء"، ولكن صدع صوت رنين الهاتف.. فاسرعت بالرد بلهجه حادة قائله.. 
" لم يكن هذا اتفقنا مارفيل.. لقد تزوج ابنك من تلك الحمقاء".. 
" اهدئي ودعينا نفكر بتعقل ولا نجعل غضبنا يخسرنا كل شئ".. 
أردفت بها "مارفيل" بصرامه، وتابعت بأمر.. 
"لا تظهرين أمام فارس انكِ على علم بزواجه هذا.. إذا فعلتي غير ذلك سيفضلها عليكِ خصتاً ان العشق ظاهر بوضوح عليه، وسينتهي الأمر بانتهاء علاقتكما.. التزمي الصمت ،ودعينا نضع خطة نجبره بها يعقد قرانه عليكي بأسرع وقت ممكن قبل أن يعلن زواجة من تلك ال****، واطمئني فأنا هنا من أجلك".. 
ابتسمت" ديمة" بفرحة وقد راقتها خطتها للغاية،وتحدثت بنبرة ساخرة  قائله.. 
"انتي هنا من أجل نفسك فقط مارفيل.. انا أعلم هذا جيداً بعدما فشلت جميع محاولاتك للتخلص من فارس حتي تحصلي على ورثك من ثروته.. عقدتي اتفاقك معي، واطمئني لن أتراجع عنه، وسأعطيك 5مليون دولار وليس ثلاث إذا أصبحت زوجة فارس الدمنهوري".. 
................................... 
" إيمان".. 
تسير برفقة زوجها لداخل دار أيتام.. أصبحت تتردد عليها يومياً بعدما مضت عقد مع وزارة التضامن الاجتماعي باحتضان طفل صغير أتى إلى الدار وهو لم يتم أسبوعين من عمره.. 
ولكن وقتها لم يصرح بستلامه إلا بعد إكمال الثلاثة أشهر للتأكد من عدم وجود أهل له.. 
.. فلاش باااااااااااك.. 
قبل اكثر من شهرين.. 
تقف داخل غرفة بها أكثر من طفل..يقف زوجها بجوارها ممسك بيدها.. تدور هي بعينيها بين الأطفال بلهفه..تبحث عن من سيصبح إبنها بقلبها.. 
صوت بكاء رضيع جذب انتباهها.. يبكي بنحيب، وإحدى العاملات تحاول اطعامه ولكنه يرفض بشدة.. 
"ياحبيبتي ليه بتعيط أوي كده".. 
قالتها "إيمان" بحنان بالغ، وهي تقترب منهم.. 
اجابتها العامله.. "دا ولد مش بنت، واسمه محمود، ومش راضي ياكل خالص مع انه بيصرخ من الجوع".. 
مدت "إيمان" يدها لها وهي تقول.. 
"ممكن اشيله لو سمحتي؟".. 
أعطته لها العامله مردفه بتحذير..
"بس خدي بالك هو ضعيف اوي اوعي يتلوح منك".. 
ضمته "إيمان" بلهفه، وقد ادمعت عينيها وهي تتأمل ملامحه الصغيره جداً، ومالت عليه قبلته مرات متتاليه من وجنتيه، وعادت ضمه لحضنها مرة أخرى ليهدأ الصغير ويتوقف عن البكاء.. 
سارت به نحو زوجها وتحدث بفرحة غامرة.. 
"ايه رأيك ناخذه يا تامر".. 
"مينفعش تاخديه.. لازم يكون مكمل تلات شهور يا مدام علشان لو ظهرلو أهل".. 
كان هذا صوت العامله الذي جعل "إيمان" تبكي، وهي تضمه بلهفه أكبر وتحدثت ببكاء قائله.. 
"ليه بس مينفعش.. دا سكت في حضني، وأنا قلبي أتعلق بيه من اول ما عيني وقعت علي؟! ".. 
قطعت حديثها، وشهقت فجأه بصدمة مردده.. 
" الحقني يا تامر".. 
اقترب منها زوجها، ووضع يده حول كتفيها مغمغماً بقلق.. 
"مالك يا إيمان؟!"..
انفجرت "إيمان" بالبكاء والضحك بأن واحد، وحاولت تتحدث، ولكنها لم تستطيع النطق بحرف من شدة صدمتها.. 
فحملت الصغير بيد واحده، واشارت بيدها الأخرى على ثيابها التي أصبحت مبتله من منطقة الصدر.. 
"سبحان الله يارب.. صدرك حن ليه يا بنتي".. 
قالتها العامله بنظرات مندهشه.. لتجحظ أعين "تامر" بذهول هو الأخر حين وجد زوجته ضمة الصغير، وبدأت في ارضاعة".. 
" مش هاخد غيره.. خلاص دا بقي ابني".. 
همست بها" إيمان" بصعوبه من بين شهقاتها،ونظرت للعامله تستجديها ان تتركه لها.. 
" انتي كده ممكن تحجزيه، ويفضل هنا وانتي تيجي ترضعه لحد ما يتم التلت شهور وتاخديه".. 
قالتها العامله بابتسامة وهي تربت على كتف" إيمان" برفق.. 
نهاية الفلاش بااااك.. 
................................ 
.. بقصر الدمنهوري.. 
"إسراء".. 
تجلس على مصليتها بعدما انتهت من صلاة الفجر حاضر..سينفجر عقلها من التفكير.. 
وضعت بموقف لا تحسد عليه.. ما أصعب ان تكون على علم بالحقيقه وتعجز عن البوح بها، والأصعب حين تكون هذه الحقيقه مرتبط بها حياة إنسان.. 
"يارب ساعدني.. أنا مش عارفه أتصرف إزاي؟!".. 
همست بها بقلبها، وهي ترفع عينيها ويديها للسماء طالبه العون من رب الكون.. 
"اقوله ايه بس ياربي.. اقوله مامتك هي اللي عايزة تقتلك؟!".. 
نظرت لوالدتها التي أنهت هي الأخري صلاتها، وغاصت بنوم عميق بجوار حفيدتها.. حاولت وضع نفسها بمكانه هو.. ماذا ستفعل إذا جائها شخص يخبرها بأن والدتها تدبر لقتلها؟! ".. 
هبطت دمعة حارقة على وجنتيها، وبثقه حدثت نفسها محركة رأسها بالنفي.. 
"مش هصدق.. لو انا مكانه مش هصدق، وهخنق بأيدي اللي يقولي كده على أمي".. 
هبت واقفه فجأه، وقد طفح الكيل بها.. وبدأت تفقد السيطرة على تصرفتها.. 
بينما "فارس"..
يجلس بغرفته ممسك بهاتفه يتابع ساحرته بشغف داخل غرفتها بنظرات يملؤها القلق..
تدور حول نفسها بتوتر شديد ظاهر عليها.. تبدل حالها بين ليله وضحاها..نظرتها زائغه كمن تعرضت لصدمة فقدتها توازنها..
تتجنب الحديث معه.. تتهرب بعينيها من نظرة عينيه.. لها أكثر من أسبوع لم تخرج من غرفتها على الإطلاق.. 
تنهد بشتياق مغمغماً بلهفه..
"واحشتيني وانتي معايا تحت سقف واحد يا إسراء"..
ظلت تدور حول نفسها كثيراً، ومن ثم اقتربت من والدتها النائمة بجوار صغيرتها، ودثرتهما بالغطاء جيداً، وأخذت نفس عميق وسارت نحو حمام الغرفة بخطي مرتعشه..
فهي على علم انه يتابعها الآن كعادته..القي هو الهاتف من يده، وهرول نحو المرآه التي تعكس له ما يحدث داخل حمام غرفتها..
اتسعت عينيه على أخرها بعدم تصديق حين وجدها تطرق على المرآه بستحياء طرقات هادئه.. لم يفكر مرتين، وضغط على لوحة أرقام خفيه بجانب المرآه.. لينفتح الباب الحاجز بينهما..
فركت يديها ببعضهما، ورفعت عينيها تنظر له بخجل شديد متمتمه بصوت هامس بالكاد يسمع.. 
"عايزه أقولك حاجة".. 
ابتسم لها ابتسامة مطمئنه، ومد يده أمسك يدها، وسحبها لداخل غرفته برفق، وأغلق المرآه مغمغماً بشوق ولهفه، ويده لم تترك يدها.. 
"قولي أنا سامعك يا إسراء".. 
ابتلعت غصه مريره بجوفها، وجاهدت لأخراج صوتها، ولكنها عجزت تماماً عن النطق بحرف، وبدأت تبكي بنحيب شديد.. 
توقفت عن البكاء فجأة،وقد انقطعت أنفاسها، ونظرت له بصدمة حين القي على سمعها جملة كانت بمثابة قبضه من حديد اعتصرت قلبها حين شعرت بمدى الألم بصوته.. 
" مش قادرة تقوليلي ان امي هي اللي عايزه تقتلني مش كده؟!".. 
رفعت يدها على فمها تكتم شهقه قويه مردده بذهول.. 
"أنت عارف؟!".. 
أكتفي بتحريك رأسه لها بالايجاب،وخلع كنزته وظل عاري الصدر أمام عينيها المتسعة على أخرها، وأشار على جرح يبدو حديث بجوار قلبه وتحدث بابتسامة قائلاً.. 
"دي رصاصة على ايد قناص محترف بس ربنا كتبلي عمر جديد، وعدت من جنب قلبي ب2سم بس".. 
أشار على جرح اخر.. 
"ودي ضربة سكينه".. 
استدار موليها ظهره ليظهر أكثر من جرح على كتفيه.. 
"وكل أثار الجروح اللي على كتافي دي رصاص برضوا".. 
تنظر له بأعين زائغه، وقد أصبحت بحالة من الهذيان، وعدم التصديق ان يوجد بالحياة ام تفعل كل هذا بأبنها.. 
التفت لها مره أخرى ونظر لها بعينيه يترجها بل يتوسل لها أن تضمه لحضنها لعلها تخفف عنه ألمه ولو قليلاً.. 
"فارس؟!".. 
همست بها، وصمتت بخجل.. لا تعلم ماذا تفعل وهي تري إنسان يظهر عليه كل هذا الكم من العذاب.. 
كان معه كل الحق بأن لا يثق بأحد.. فمن حملته ببطنها لم ترأف به، وطعنته أكثر من مرة.. 
ساد الصمت قليلاً يقطعه صوت شهقاتها، وبدون سابق إنظار كانو قطعا المسافه بينهما بنفس اللحظة، وعانقها بلهفه بكل قوته استقبلته هي بدون أدنى إعتراض..
فهل ستخضع لمذاق الحب الحلال.. ام ستفيق وتستعيد صوابها قبل فوات الأوان.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دمتِ أميرتي وملكة النساء!!.. 
"إسراء".. 
نوعية تكاد تكون نادرة.. تمتلك قلب من الماس.. تسامح من أخطأ بحقها، لكنها صعبة النسيان.. 
تضحك بصدق.. تحب بصدق.. تحزن بصدق.. 
أيقنت الآن أن الحب لا يناسبها أطلاقاً.. 
لإنها حين تشتاق .. تقسو، 
حين تغار .. تجن،
حين تخاف .. تبتعد.. 
"فارس".. 
رفرف قلبه فرحاً عندما رأها تبكي لأجله..هي ساحرتة المغرور التي كانت تبغضه، وترمقها بنظرات ناريه تدل على كرهها له.. 
الآن تضمه لحضنها بحنان بالغ..جذبته لها أكثر تحثه على الميل برأسه قليلاً لتتمكن من فحص أثار جروحه بأعين منذهلة تفيض بالدمع.. تمسد بأصابعها الصغيرة على كتفيه كأنه صغيرها، وليس زوجها.. 
تقف على أطراف أصابعها لتستطيع تفحصه بدقة مردده بعدم تصديق.. 
"إزاي قدرت تعمل فيك كده؟..إزاي قلبها طاوعها تشوفك سايح في دمك؟!".. 
ابتعدت عنه بضعة أنشات،ولكنها مازالت داخل حضنه، وكلتا يده ملتفه حولها.. 
نظرت للجرح الكبير الذي يشق صدره بصدمة، وانهمرت عبراتها أكثر وهي تربت على صدره بقبضة يدها، وكأنها تزيل ألمه بحنانها الشديد عليه الذي أثلج قلبه وجعل أنفاسه علقت بصدره، وهو يستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من ملمس بشرتها على جسدة.. 
رفعت يدها ببطء حتي وصلت لوجهه، وضعتها على لحيته، ونظرت لعينيه نظرة زلزلت كيانه،وهمست بصعوبة من بين شهقاتها مستفسرة.. 
"احكيلي يا فارس ليه عملت فيك كده؟!"..
تأوه دون صوت ..فصوتها وحده يدغدغه..تعمق النظر لعينيها، وتفهم أن تأثيرها بما حدث له جعلها كالمغيبة بتعاملها معه.. الواقفه أمامه الآن هي "إسراء" الأم التي تخيلت صغيرتها بمكانه، وتحاول منحه بعض من خوف وحنان الأم الذي حرم منهم.. 
تأكد ان مشاعر الحب لديها مازالت  خاملة.. 
"بحبك يا إسراء"..  قالها "فارس" 
هامسًا بحميمية أيقظت كل مشاعرها الخامدة تجاهه مرةً واحدة.. 
فتحت عينيها على وسعهما بصدمة بعدما أدركت وضعهما، وأنها بين يديه داخل صدره العاري.. 
شعر بتخشب جسدها بين يديه.. فمال على جبهتها بجبهته، وأخذ نفس عميق يستنشق به أنفاسها المتلاحقه أثر شدة خجلها،
وهمس بلهجة أكثر خشونة و كأنه يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده.. 
"بحبك يا ساحرتي"..
قالها بصدق شديد ظاهر على ملامحه دفعها للإنهيار داخليًا و أطلقت أنفاسها المحبوسة برئتيها.. 
"فارس أرجوك".. 
همست بها بضعف، وهي تحاول الإبتعاد عنه، وقد بدأ جسدها ينتفض بين يديه.. 
أحكم يده حولها، وتابع بلهفه داخل اذنها.. 
"متبعديش عني.. خليني أحكيلك، وأنا جوه حضنك".. 
شعر بكفها يقبض على كف يده برفق.. فحتضن يدها الصغيرة بين يده القويه، وأصابعه تتخلل أصابعها و تشتبك بهم بقوة.. 
دفعته برفق تحثه على السير نحو إحدي الارائك..سار معها دون أن يبعدها عن حضنه.. جلست، وجذبته يجلس جوارها، وتحدث بنبرة حانيه.. 
"احكيلي يا فارس انا سمعاك".. 
رفع يدها على شفتيه، ولثمها مرات ومرات بعشق شديد مغمغماً.. 
"كنت مستنيكي تحني عليا علشان كنت مستحيل احكي لمخلوق غيرك أنتي يا إسراء".. 
دار بعينيه على المكان من حوله، وعاد ينظر لها بابتسامة حزينه مكملاً.. 
"شوفي كل دا.. القصر..الفلوس.. الناس الكتير  اللي شغالين عندي، وحتي خديجة، ووالدي ووالدتي اللي غايبين عني بالسنين..‎لا حضورك كحضورهم، ولا غيابك عني كغيابهم".. 
أمسك كلتا يدها، وجذبها عليه، وقام بلفهما حول خصره، وضم رأسها لصدره مقبلاً شعرها قبله رقيقة مطوله مكملاً بتنهيده عاشقه.. 
"سبحان من زرع بقلبي عشقك".. 
وضع أنامله أسفل ذقنها ورفع وجهها جعلها تنظر له.. تأمل ملامحها بفتنان، وتابع بنبهار.. 
"أشتاق لك وحدك.. فليت كل من حولك أنا، وليت كل من حولي أنتِ.. دمتِ لي أميرتي، وملكة النساء بعيني".. 
حين يصاب القلب بمشاعر الإعجاب مع مرور الوقت تتطور هذه المشاعر للحب بل للعشق..،
عندها يصبح المحب شاعراً يقول أحلى كلمات الغزل، وأرقها، وهي من أجمل الحالات التي يمر بها أيّ إنسان.. 
خاصةً إذا كانت كلمات صادقة، ومعبرة، وعميقة نابعة من قلب "فارس" ذاب عشقاً بساحرته الجميلة.. 
"إسراء".. 
همسات "فارس" العاشقة لها جعلتها فتافيت امرأه، ولكنها تظهر اللامبالاة على ملامحها التي أصبحت شديدة الاحمرار من شدة خجلها.. 
يتأملها بأعين منبهرة بحيائها الذي أصبح نادراً ما يراه.. 
تدفق عشقها بقلبه كالدماء يسير بأورادته..كم راقه خجلها.. 
فحياء المرأة عطر أنوثتها، ويكون أشد جاذبية من جمالها.. 
"اتكلم يا فارس..أنا عايزه أسمعك".. 
قالتها "إسراء" بهمسها الرقيق الذي يطرب أذناه..
 ضغط "فارس" على يدها بقبضة يده برفق، وأخذ نفس عميق وتحدث بنبرة يملؤها الأسى..
"والدي، ووالدتي منفصلين عن بعض من سنين طويلة.. من بعد ما اتولدت على طول، والاتنين عايشين بره مصر، وبعتوني لخديجة وأنا عندي أسبوع واحد"..
اعتدل بجلسته مستنداً بظهره على الأريكه، ونظر لعينيها بابتسامة هائمه.. فنظرة عينيها كفيلة أن تخفف عنه ألم قلبه.. 
بادلته هي النظرة بأخرى ملتهفه تحثه على أستكمال حديثه.. 
"لما كبرت، وبدأت أفهم واسأل فين أبويا وأمي وأدور عليهم، وليه سبوني لعمتي تربيني وهما عايشين.. سافرت لوالدي علشان يجاوبني على كل الأسئلة اللي هتجنني دي"..
صمت لبرهه يلتقط أنفاسه وتابع بأسف.. 
"قابلت والدي لأول مره وانا عندي 25 سنه، ومشوفتوش تاني من وقتها وانا دلوقتي بقيت 33سنه تخيلي!!".. 
امتلئت أعين "إسراء " بالعبرات مرة أخرى، وهمست بذهول.. 
"شوفت باباك في عمرك كله مره واحده بس ؟!".. 
حرك رأسه لها بالإجاب، و أطبق جفنيه بعنف حين داهمته ذكري تلك المرة.. 
.. فلاش باااااااااااك.. 
بإحدى مدن فرنسا.. 
بمنزل يظهر عليه الثراء الفاحش.. 
دخل "فارس" بسياره خاصة من أحدث الموديلات داخل حديقة المنزل.. 
ترجل من السيارة ، وسار لداخل المنزل بخطوات مسرعة شبه راكضه.. ظناً منه أن والده الذي سيلتقي به لأول مرة سيقابله بلهفه وحب أبوي لنجله الوحيد الذي لم يراه منذ سنوات.. 
"أين أبي؟!".. 
أردف بها لإحدى العاملات بالمنزل التي سارت برفقته وهي تقول بإحترام.. 
"تفضل سيد محمد ينتظرك بمكتبه"..
سار معها مندفعاً نحو غرفة المكتب، وفور دخوله بحث بعينيه عنه بشتياق.. لينذهل حين وجده  يجلس على كرسيي مكتبه ولم يتحرك من مكانه.. 
"مرحباً فارس.. تفضل بالجلوس".. 
قالها "محمد"،وهو يشير بيده لإحدى المقعدين الموضعان أمام مكتبه.. 
انهارت كل أماله بتلك اللحظه.. جمود والده آدمي قلبه.. أخفى حزنه، وخيبة أمله ورسم ابتسامة زائفه، واقترب من المقعد جلس عليه، وهو يقول.. 
"السنين اللي قضتها هنا خليتك تنسي لغتك الأصليه زي ما نسيت أن ليك ابن؟!".. 
"وأنا لو كنت نسيت إنك ابني زي ما بتقول كنت كتبتلك كل أملاكي".. 
قالها "محمد" وهو يفتح خزنته الخاصه، وأخرج منها بعض الأوراق ووضعهم أمامه.. 
ضحك "فارس" بقوة ضحكة يخفي بها صدمته الشديدة التي تعتصر روحه وقلبه.. مدمدماً بنبرة ساخرة..
"بقي انا أسافرلك من بلد لبلد علشان أشوفك و؟! ".. 
قطع حديثه، وتابع بسره.. 
" اترمي في حضنك".. 
نظر له نظرة يملؤها الخذلان مكملاً.. 
"وأنت بتديني فلوس اممم اعتبر دا تعويض عن غيابك عني طول السنين اللي فاتت؟".. 
أجابه "محمد" إجابه كانت كالسهم المسموم اخترق قلبه على حين غرة حين قال بصوت غاضب شق أرجاء المكان.. 
"الفلوس اللي مش عجباك دي أنا اشتريت حياتك بيها بعد ما أمك كانت مصرة أنها تنزلك وهي حامل فيك".. 
ضرب على المكتب بكف يده بقوة، وبدأ يفقد السيطرة على أعصابه من شدة غضبه مكملاً.. 
"أمك اللي رسمت عليا الحب لحد ما عشقتها،ومرضتش المسها إلا لما اتجوزتها وخلتها هانم وفي الاخر تطلع متجوزاني علشان تتمتع بفلوسي، ومش عايزه تخلف مني، وخدت مليون دولار علشان تسيبك عايش، وأول ما ولدتك رمتك ليا وأطلقت مني، وجت من كام شهر عايزه ترجعلي بعد ما فلوسها خلصت.. قولتلها موافق بس أنا كتبت كل أملاكي بأسم ابنك.. سابتني تاني،ومشيت فكراني هرجع في كلامي واديها مليم واحد تاني من فلوسي".. 
يستمع "فارس" له بملامح هادئة،ولكنها أثارت قلق والده..يعلم أن حديثه كان شديد القسوة.. ينظر له نظرة خالية من المشاعر.. وبصوت يملؤه القهر والحسرة تحدث قائلاً.. 
" خدت هي الفلوس تعيش بيها حياتها، وأنت رمتني لأختك في مصر تربيني، وعشت حياتك هنا، وانا بقيت يتيم في حياتكم".. 
أنهى جملته، وسار لخارج المكتب.. بل لخارج المنزل بأكمله.. 
.. نهاية الفلاش بااااك.. 
"عايزة تموتني يا إسراء علشان تورثني..
مع إني ببعتلها كل شهر مبلغ كبير يكفيها وزياده".. 
قالها "فارس" بابتسامة زائفه.. 
أمسك كلتا يدها بين يديه، ورفعهما على لحيته يحثها على احتضان وجهه بين كفيها.. 
"تعرفي اني أول مرة أشوف امي لما جت من السفر،و رغم كل اللي عملته فيا دا الا إني مقدرتش امنع فرحتي برجوعها"..  
حاولت" إسراء "السيطرة على حدة بكائها.. فحديثه اعتصر قلبها بقوه، وتحدثت بخوف ظهر على محياها.. 
"طيب انت عرفت إزاي ان هي ورا اللي حصلك، وناوي تعمل معاها ايه؟!".. 
" فارس ".. " رجالتي فضلوا ورا سيد شعلان لحد ما أعترف بكل حاجه، ولو على اللي هعمله فيها؟!".. 
اشتعلت عينيه بغضب حارق، وتابع وهو يصطك على أسنانه.. 
"أنا أقدر اقتلها وأخد عزاها بنفسي وماخدش فيها يوم واحد حبس".. 
شهقت" إسراء "بعنف، واجهشت بالبكاء، وتحدثت بتعقل وهي تربت على لحيته كمحاولة منها لتهدئة وتيرة غضبه.. 
"أستهدي بالله يا فارس، واستغفر ربك، وافتكر انها مهما عملت هتفضل أمك، ولو اذتها صدقني هتندم طول عمرك، ومش هتقدر تسامح نفسك أبداً ".. 
نظر لها قليلاً.. نظرة غريق وأخيراً وجد منقذه، وبلحظه كان سحبها من خصرها اجلسها على قدميه.. ضمها لصدره بلهفه، وهو يطبع قبله عميقه على وجنتيها مغمغماً.. 
" لو مكنتيش في حياتي.. صدقيني كنت هعمل كده فعلاً.. لكن دلوقتي أنا مستعد أديها كل ما أملك بس تسبني أعيش اللي باقي من عمري معاكي"..
ارتجف جسدها بين يديه حين سار بأنفه على وجهها نزولاً لعنقها، وهو يهمس لها بإحدى كلمات الغرام، وانفاسه الساخنه تلفح بشرتها.. 
"أحببتك حباً لو تحول إلى ماء لأغرق العالم بأسره.. أحتفظ بكِ لأنك أثمن أشيائي.. فكيف لا أحبك أكثر من نفسي وكل نبضة من نبضات قلبي تخفق باسمك.. أحبك بعدد أنفاسي وأنفاسك وأنفاسهم جميعاً"..
لوهله أغلقت عينيها ببطء مستمتعه بهمساته وكلماته التي ترضي غرور الأنثى بداخلها..فهي بالخير امرأه كباقي النساء تأثرها كلمات الغزل.. شعر بستجابتها بين يديه فضمها أكثر، وبدأ يمطرها بوابل قبلاته العاشقه على وجنتيها وعنقها تاركاً صك ملكيته عليها.. 
" ليه بتفضلي لابسه فستانك الأسود دا حتي وأنتي نايمة.. انا جيبلك بيجامات،و قمصان نوم متأكد أنها هتجنن عليكي".. 
قالها وهو يفتح سحاب فستانها، وهي أصبحت ضائعه.. بل تائهه بين همساته، ولمساته الخبيره.. 
ذادت لمساته جرائه جعلتها تطلق آهه خافضه أطارت بها اللُب من عقله..لكنه توقف فجأة، وتصلب جسده كمن تعرض لصاعقه قوية ستظهر غروره مرة أخرى ولكن هذه المرة سيكون مضاعف كمحاولة منه للحفاظ على كرامته.. حين تأوهت هي مردده بشتياق.. 
" رامي واحشتيني".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"انا فارس"..
أردف بها بابتسامة مصطنعه يخفي بها مدي ألمه كعادته.. جعلها تعود لواقعها الذي صدمها بعدم وجود أثر ل "رامي"، وأنها كانت بين أحضان زوجها الجديد "فارس".. 
تشنجت بين يديه، وأطلقت شهقة عميقة وقد فتحت عينيها مرة واحدة، ونظرت له بفزع ورعب شديد ظهر على ملامحها الرقيقه، وبصوت متقطع باكي همست..
"اسمعني يا فارس؟!"..
قطعت حديثها حين رفع يده، ووضع أنامله على فمها يمنعها من الحديث، وعينيه تتأملها بنظرة لم تستطيع تفسيرها، ولكن نظرته مليئه بالألم الذي لا يتحمله أحد..
عقدت حاجبيها بدهشه وهي تري حالة الجمود على ملامحه وعينيه القويه التي لم تلتمع حتي بالعبرات رغم كل ما مر به من عذاب طيلة حياته..
بينما هو قلبه ينزف بلا رحمه.. دون قصد منها جرحت كرامته، ورجولته.. يعلم أن معها كل الحق، وجزء ما بداخله التمس لها العذر، ولكن كبريائه الكبير الذي يصل في بعض الأحيان إلى الغرور طغي على هذا الجزء الصغير..
ظهرت على شفتيه ابتسامة أثارت الهلع بقلب "إسراء" خاصةً حين قبض على زرعها فجأه بقبضة يده بعنف قبضة ألمتها، وتراجع برأسه للخلف عنها قليلاً، وتأمل جسدها بأعين جريئه وقد تخلص من فستانها، وأصبحت بقميص من القطن من اللون الأصفر ذات حمالات رفيعه للغايه..
"كل جزء فيكِ له حقه من الدلال قاتلتي..
 فبماذا أصفكِ وقد تغلغل حنانكِ في أوردتي وكل الحزن يتبدد بين راحتيكِ"..
همس بها بداخله، ومن ثم رمقها بنظرة محتقرة، ودفعها بعيداً عنه،وهب واقفاً نحو الطاولة الموضوع عليها أغراضه..
أخذ سيجار وقام بأشعالها، وبدأ يتناولها بشراهه ينفس بها غضبه الذي على وشك الانفجار، وصدره يعلو ويهبط بقوة، وقد عاد مغرورها مرة أخرى..
"أنا من حقي عليك تسمعني زي ما انا سمعتك يا فارس"..
همست بها وهي تستند على الأريكه وتهب واقفه بضعف، وسارت نحوه بخطي متثاقله حتي أصبحت خلفه مباشرةً..
"على أوضتك"..
قالها بنبرة محذره دون أن يلتفت لها..
استدارت هي وواقفت أمامه وتحدثت بقوة، ولم تبالي لنظرته الحارقة لها..
" مش همشي قبل ما أقولك إني لحد دلوقتي عقلي مش مستوعب اللي حصلي"..
بكت بحرقة مكمله..
"انا بين يوم وليله جوزي اللي كان شايلني جوه قلبه وعنيه، وبيعاملني انا ووالدتي أحسن معامله راح مني في عز شبابه.. مات مقهور، وسابني اتبهدل من بعده"..
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها، وتابعت..
" إنسان صاني، وعمره ما هاني، ومشوفتش منه غير كل حب وخير مستحيل أنساه بالسهوله دي، واترمي في حضنك وأنا لسه منستش اللي أنت عملته فيا.. جايز أكون سامحتك بعد ما عرفت اللي خلاك تعمل كده فيا.. بس منستش"..
بكت بنهيار أكبر، وقد اغضبها جموده، ونطرته المحتقره التي يرمقها بها..
"أنت بتبصلي كده ليه؟!.. ايييه أنت عايزني اترمي في حضنك، وأنسى الزل والإهانة وصريخ بنتي من الجوع،ووجع امي اللي مش عارفة اوفرلها تمن علاجها، وكل دا بسببك أنت"..
صمتت فجأه حين شعرت بدوار قوي يجتاحها بعنف.. 
تحطم جمود "فارس" عندما رأي
تطور حالتها  إلى الإعياء الشديد.. 
حيث شحب وجهها و إزرقت شفاهها بلحظة.. 
إنقبض قلبه حين شعر بأصابعها الباردة تقبض على كفه بقوة دون سابق إنذار..
"مالك يا إسراء؟!"..
تساءل "فارس" بقلقٍ جم..
استغرق الأمر منها بضع لحظاتٍ، حتى تمكنت من الرد عليه ببطء و ضعف شديد.. 
"مش عارفه"..
إجتذبها فورًا من ذراعها ليقعدها فوق الفراش و هو يفرك ظهرها و كتفيها، وقد رأي الخوف يملئ عينيها منه مدمدمًا..
"أهدي.. متخفيش مني.. أهدي"..
هدأت قليلاً وبدأت تستعيد توازنها رويداً، ولكن "فارس" شعر بألم حاد ينهش رأسه نزولاً بعينيه.. فرفع يده وضعها على عينيه وتأوه بألم بصوت عالِ للغايه جعل قلبها لأول مرة ينتفض بلهفه وفزع عليه..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
.. لهفة العشق..
ثقي أن من يعشقك بصدق سيجد ألف طريق ليصل إلى قلبك..
ستكوني أنتي كل ما يريده..
 لا يريد سواكِ..يريد ضم كفكِ نحو قلبه، ويهمس لكي..
أعدك بعشق لم يسكنك من قبل.. فأنا أعشق أدق تفاصيلك.. أعشق روحك لأنها مختلفة عن البقية.. 
.. تكملة الفلاش بااااك..
"فارس"..
رغم انتفاضة قلبه من قرب ساحرته التي تضم رأسه لصدرها بحنان بالغ، وتبكي بنحيب غير عابئه لنظرات العاملين بالقصر من حولها..
تربت على ظهره تاره،كتفه تاره،وتمسد على خصلات شعره بأناملها تاره أخرى..
متمتمه بإذنه بنبرة نادمة..
"أنا السبب في زعلك.. أنا أسفه يا فارس مكنش قصدي والله"..
لوهله أغلق عينيه بستمتاع، وأخذ نفس عميق يملئ رئتيه من عطر جسدها، وهم برفع يده، وضمها له أكثر.. لكنه تراجع في الحال، ودفعها بعيداً عنه برفق، وتحدث بصرامه قائلاً..
"عايز ابقي لوحدي"..
حاولت "إسراء" إمساك كف يده.. لكنه سحبها من يدها، وتابع بأمر موجهه حديثه للطبيبه..
"شوفيلي اي مسكن يضيع الصداع اللي هيفرتك دماغي دا، ومش عايز حد معايا هنا"..
أقتربت منه "خديجه"، واحتضنت وجهه بين يديها وتحدثت بنبرة جانيه يملؤها الألم..
"أنت طول عمرك لوحدك يا حبيبي.. وآخرة الوحده تعبتك ووجعت قلبي عليك يا فارس"..
أبتسم لها ابتسامته الحزينه، وتحدث برجاء قائلاً..
" عايز أبقى لوحدي يا ديجا، ومتخفيش عليا من الوحدة أنا وهي عشرة عمر"..
ساد الصمت قليلاً يقطعه صوت شهقات "إسراء" التي تعتصر قلب هذا العاشق رغم غاضبه منها،ولكن هناك جزء بقاع قلبه أكثر من سعيد ببكائها لأجله..
رسم الجمود على ملامحه، وتحدث بنفاذ صبر مردداً..
"فين الزفت المسكن؟! "..
ارتجفت الطبيه بخوف، وتحدثت بأسف قائله..
" مش هينفع يا فارس باشا أدى حضرتك اي نوع مسكن غير لما طبيب عيون يكشف على سيادتك ويكتبلك على علاج ، ولازم الكشف دا يتم في أسرع وقت قبل ما حالة حضرتك تدهور أكتر من كده"..
حرك "فارس" رأسه بالايجاب، وترجع على الفراش.. تسطح عليه، واضعاً كف يده فوق عينيه، وتحدث بأمر قائلاً..
" خديهم يا ديجا.. مش عايز حد هنا"..
" حتي أنا يا فارس؟! "..
همست بها" إسراء" بداخلها،ولكن لسانها وخجلها منعوها من النطق بها.. فأجهشت بالبكاء أكثر كرسالة منها تخبره بها أنها تريد المكوث معه،وقد تفهمها هو جيداً، ولكن كرامته، ورجولته المجروحه بسببها أجبرته على معاملتها ببعض القسوة، وتابع بحدة قائلاً..
" خصوصاً اللي بتزن دي.. أطلعي عيطي برة مش ناقص وجع دماغ زيادة"..
شعرت بدلو من الماء البارد ينسكب فوقها خاصةً حين رأت نظرات الشماته من "صابرين"، وجميع العاملين بالقصر..
نظرت له نظرة رأها هو بقلبه، ومن ثم هرولت نحو الخارج بخطوات راكضة.. ليصرخ هو بداخله قائلاً..
" كنتي خليكي يا إسراء .. كنت عايزك تفضلي حضناني"..
تملك منه غضبه أكثر بعد خروجها.. فتحدث بصوت جوهري دب الرعب بأوصال الواقفين من حوله..
" برررره.. كلو برررره يله.. مش عايز حد هنا يا خديجه.. عايز ابقي لوحدي"..
"حاضر..حاضر يا حبيبي.. أهدي"..
أردفت بها، وهي تدفع الواقفين للخارج، وانسحبت هي الأخرى معهم لتتفادي غضبه التي تحفظه عن ظهر قلب..
ومن وقتها وهي لم تخطو داخل جناحه.. بينما هو رافض رفض تام الطعام، والعلاج..حتي لم يدع أحد من الأطباء التي جلبتهم له"خديجه" أن يفحصه..
كل ما يريده هي ساحرته فقط..
.. نهاية الفلاش بااااك..
فاق من شروده على صوت "إلهام" الحنون..
"اللي واخد عقلك يتهني بيه"..
تنهد "فارس" تنهيده حزينه، وضم الصغيره الجالسه على قدميه لصدره مقبلاً جبهتها..
"إسراء.. إسراء هي اللي واخده عقلي، وقلبي كمان يا مدام إلهام"..
تهللت أسارير "إلهام" ظناً منها انه يقصد ابنتها، وتحدثت بفرحة غامرة قائله..
"ربنا يهدي سركم، ويصلح حالكم ويجعلكم عوض لقلوب بعض"..
"انا قصدي إسراء الصغيرة على فكرة"..
أردف بها "فارس" بلامبالاه، وجمود مصطنع.. بينما قلبه يأمن على دعائها..
ضحكت" إلهام" حين قرأت ما يدور بخاطره مدمدمه بمزاح..
"اممم ما أنا كمان يا ابني قصدي على إسلاء الصغيرة مش إسراء بنتي".. 
..................................
.. بغرفة مارفيل.. 
ممسكه هاتفها ترسل منه رسائل نصيه محتواها..
"ديمه احضري إلى القصر الآن.. يحدث الكثير من الأمور حولي لا أستطيع فهمها، ولا أحد يريد إخباري حتي خديجه الحمقاء"..
اجابتها "ديمه" برسالة هي الأخري..
"أنا بالطريق اليكِ.. سأصل في غضون دقائق لا تقلقي، وسأظل لفترة معاكي بالقصر..لن أرحل حتي أنهى أمر تلك ال*** التي تزوجها ابنك"..
..................................
" غفران "..
يقود سيارته الخاصه بسرعة فائقه خلفه أكثر من سيارة أحدهما سيارة إسعاف.. بعدما أخبرته" خديجه" عن حالة صديقه ترك كل ما بيده على الفور و أجري إتصالاته لأكثر من طبيب مختص بمرض العيون، ويسير الآن بطريقه نحو قصر الدمنهوري بوجهه يظهر عليه القلق، والغضب بأن واحد..
ضرب على المقود بقبضة يده بقوة مغمغماً..
"فضلت تكتم جواك، وغرورك منعك تحكيلي وأنا أقرب صاحب ليك.. بس أنا اللي غلطان علشان سبتك بمزاجك"..
لكم المقود بقوة أكبر..
"أنا غبي سبتك لوحدك يا صاحبي" ..
"أهدي يا غفران باشا.. بإذن الله هيبقي كويس"..
كان هذا صوت إحدي الأطباء يجلس بالمقعد المجاور له..
لينتبه" غفران" لرنين هاتفه..أطبق جفنيه بعنف، وأسرع بالضغط على زر الفتح، وتحدث بهدوء رغم غضبه..
" عهد أنا رايح مشوار مهم.. هخلص وأكلمك "..
كانت تستعد لبدأ شجار معه.. فهو غائب عن المنزل منذ أكثر من ثلاثة أيام، وأخبرها بعودته اليوم..
زحف القلق لقلبها حين استمعت لصوته يحاول يخفي عنها نبرة الألم به.. 
"مالك يا غفران..حاجة حصلت؟!"..
اجابها على الفور حين شعر بخوفها الشديد الذي جعل عبراتها تملئ عينيها..
"أهدي أنا كويس.. بس فارس صاحبي تعب شويه، وأنا واخد دكتور ورايحله في الطريق.. هخلص واكلمك علشان داخل على البيت عنده"..
"خلي بالك من نفسك، ومتتاخرش عليا يا حبيبي"..
قالتها" عهد" بلهفة عاشقة..
....................................
"إسراء"..
أنتهت من تحضير وجبة ساخنه لزوجها.. نظرت لما فعلته بنظره راضيه، وقد ابذلت قصاري جهدها حتي يروق الطعام مغرورها..
"لو حكمت هأكلك بأيدي كمان يا فارس.. بس تاكل، وتوافق تتعالج..علشان أنا مش قادرة أشوفك كده"..
همست بها بسرها، وقد ترقرقت العبرات بعينها..
رفعت يدها،وضعتها على قلبها تحاول تهدئة سرعة دقاته التي لا تعلم سببها.. جحظت عينيها حين شعرت بلهفتها عليه، واشتياقها له..أيعقل تشتاق إليه؟!..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل، وانبلجت ابتسامة على محياها حين ترددت بأذنها همساته العاشقه لها..
أسرعت بوضع الطعام على العربه المخصصه له، وسارت لخارج المطبخ متجهه نحو المصعد المؤدي للطابق الموجود به جناحه..ليوقفها صوت آخر من تتمني وجودها الآن..
"أستنى عندك؟!"..
أردفت بها "ديمة" بنبره أمره.. ألتفت "إسراء" ببطء، وتطلعت لصاحبة الصوت..
أمراءه ذات شعر أسود وطويل بعض الشئ.. بشرتها برونزية صافيه، وملامحها جريئه يظهر عليها بوضوح بعض عمليات التجميل..ثيابها قصيره للغاية..
"واخده الأكل دا لمين؟!"..
قبل أن تنطق "إسراء" بحرف اجابتها" صابرين " بابتسامة منتصرة.. 
"دا اكل فارس باشا يا هانم"..
أقتربت "ديمه" من "إسراء"، ودفعتها بقليل من العنف، وامسكت العربه، وسارت بها لداخل المصعد وهي تقول..
"خليكي أنتي.. أنا هوديه، و أكله بنفسي كمان.. هو بيحب يأكل من أيدي"..
صكت "إسراء "على أسنانها بغيظ شديد، وهرولت نحو الدرج بخطوات راكضة، وقد أغرقت عبراتها وجهها..
مرت من أمام جناح" فارس" المغلق ومن داخلها تتمني ان تدخل له قبل أن تصل تلك الديمة..
لوهله فكرت ان تفعلها، ولكنها تراجعت واتجهت نحو غرفتها.. دفعت الباب وخطت للداخل، واغلقته خلفها بعنف..
"بسم الله الرحمن الرحيم.. خضتيني يابت إسراء؟!"..
قالتها "إلهام" بعتاب، ونظرت لها بلهفه حين رأتها تبكي..
"مالك يا ضنايا.. بتعيطي ليه.. تعالي في حضني؟!"..
ركضت نحوها "إسراء" وارتمت داخل خضنها تبكي بنحيب مردده..
"انا نحس يا ماما.. أنا مليش حظ، ولا مكتوبلي الراحه أبداً "..
ربتت" إلهام" على ظهرها، وتحدثت بتعقل قائله..
" استغفري ربنا يابنتي.. متقوليش كده.. قولي الحمد لله، وقومي روحي لجوزك.. خليكي معاه.. المفروض تبقي أنتي دلوقتي اول واحده جنبه.. تبقي عينيه اللي بيشوف بيها يا ضنايا.. مش سيباه للممرضه هتساعده قال ايه ياخد شاور قال"...
توقفت "إسراء" عن البكاء، وانتفضت واقفه فجأه فوق الفراش وتحدثت بصوت اشبه بالصراخ..
" تساعده ياخد اييييييييييييه؟! "..
لوة" إلهام " فمها أكثر من مره، وصفقت بكلتا يدها وهي تقول..
"ياخد شاور.. أنا مكنتش فاهمه قصدها.. سألتها يعني ايه.. ردت بكل بجاحة وعين يدب فيها رصاصة انها هتحميه"..
أشارت على ابنتها بيدها وتابعت بغضب..
"خليكي انتي هنا بتعيطي على خيبتك، وسايبه واحده غريبه تحمي جوزك"..
دارت "إسراء" حول نفسها، وقد أصبحت بحالة من الجنون، وتحدثت ببكاء من شدة غيظها مردده..
" واحده هتحميه، والتانيه هتأكله؟!"..
مسحت عبراتها بقوة، وأخذت نفس عميق، واندفعت لداخل حمام غرفتها، وقفت أمام المرآه، وبدأت تطرق عليها بكل قوتها حتي تحطمت، ولكنها لم تتوقف عن الطرق غير عابئه ليدها التي بدأت تنزف أثر جرح عميق بها..
طرقاتها جعلت "فارس" يتحدث بأمر قائلاً..
" كلو يطلع برة حالاً"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"فارس"..
خلع كنزته السوداء وهو يسير نحو حمام الجناح، ولكن تلك الطرقات العنيفه، وصوت تحطيم المرآه جعل قلبه ينتفض بخوف على ساحرتة..
شهقت "خديجه" الواقفه داخل غرفة ملابسه تجلب له ثياب نظيفه، وركضت نحو الخارج مردفه بفزع..
"ايه صوت الخبط والتكسير دا يا فارس؟!"..+
"ديجا خرجي كل اللي في الأوضة حالاً"..
قالها "فارس" بنبرته الصارمه.. لتسرع "خديجه" نحو الطبيبه، ومساعدتها ودفعتهما نحو الخارج بلطف..
" تعالوا معايا بره شوية"..
" فارس "بنبرة هادئة..
"مدخليش حد عليا دلوقتي خالص يا ديجا"..
تنهدت "خديجه" بحزن على حالته، وتحدثت قبل أن تغلق الباب خلفها قائله..
"حاضر يا حبيبي.. لو احتجت حاجه أنا واقفه قدم الباب.. نادي عليا، وخد بالك غفران صاحبك جاي في الطريق"..
أنهت جملتها، وأغلقت الباب خلفها.. لتنصدم ب" ديمه" التي أوقفت عربة الطعام، وركضت عليها.. ارتمت داخل حضنها تبكي بصطناع مدمدمه..
"ماله فارس يا ديجا.. ايه اللي حصله"..
ربتت "خديجه" على ظهرها، وهي تقول ببعض الضيق..
" أهدي يا ديمه.. فارس كويس"..
ابتعدت عنها "ديمه" واتجهت نحو الباب وهمت بفتحه مردده..
"أنا عايزه اشوفه، واطمن عليه بنفسي"..
لتوقفها يد" خديجه" التي تحدثت بصرامه قائله..
"فارس مش عايز يشوف اي حد دلوقتي..حتي أنا خرجني من عنده"..
رفعت "ديمه" حاجبيها بتعجب، عقدت زراعيها أمام صدرها، وأشارت بعينيها على عربة الطعام وتحدثت بابتسامة مصطنعه..
"طيب خليني أدخله الأكل وأخرج على طول"..
حركت "خديجه" رأسها بالنفي قائله..
"سيبي الأكل هنا، وانا هبقي أدخله لما هو يطلبه"..
" عزيزتي ديمه"..
كان هذا صوت "مارفيل"..
شهقت "ديمه" بتفاجئ زائف، وركضت نحوها واحتضنا بعدها..
"مارفيل أشتقت لكِ كثيراً"..
"وأنا أيضاً صغيرتي"..
جذبتها "مارفيل "لداخل غرفتها، وأغلقت الباب خلفهما بعدما رمقت" خديجه" بنظرة ساخره لم تبالي لها" خديجه"بل بادلتها نظرتها هذه بابتسامة أثارت القلق بقلبها..
أما داخل جناح "فارس"..
هرول "فارس" بحذر نحو لوحة الأرقام الخفيه بجوار المرآه، ووضع إحدي أصابعه على الجزء الخاص ببصمة اليد.. ليفتح الباب الحاجز بينه، وبين زوجته..
تقف" إسراء" بوجه غاضب بشده.. تتنفس بصوت عالِ للغايه يصل لسمع ذلك العاشق الذي يرسم على ملامحه الجمود رغم أن قلبه يتراقص فرحاً بنجاح خطته التي أملها على "إلهام" بأن إحدي الممرضات ستقوم بمساعدته على الاستحمام ليري رد فعل ساحرته..
كبح ابتسامته بصعوبه حين شعر بالنيران التي تنبعث منها،وقد بدأت تستشيط هي غيظاً أكثر حين وجدته يقف أمامها يرتدي سروال من القطن لونه رمادي،عاري الصدر تماماً ..
رفع هو يده، وضعها على عينه اليسري، ونظر لها بعينه اليمني من منبت شعرها حتي قدميها بتفحص حتي لمح يدها النازفه، والزجاج المحطم المتناثر أرضاً حولها..
بلمح البصر كان قطع المسافة بينهما، ولف يده حول خصرها رفعها عن الأرض داخل حضنه، ومر بها من فوق الزجاج لداخل الجناح..
شهقت هي بصوت خفيض، وأسرعت بمحاوطة عنقه، والتمسك به مردده بلهفه..
"حاسب في ازاز ليعور رجلك "..
"شوفته.. ما أنا بقيت اشوف بعيني اليمين شويه.. ،وبعدين أنتي خايفه عليا مثلاً؟!"..
همس بها داخل أذنها بصوته الذي أصبح يبعثر مشاعرها..
سار بها نحو أقرب اريكه، ومال قليلاً ليضعها عليها.. لكنها تمسكت به بكلتا يدها، وبدأت تبكي بصمت..تمسكها به هكذا جعل نبضات قلبه تصل لعنان السماء، ولكنه مصطنع البرود، والجمود معها.. ليشعر هو بسائل دافئ على كتفه يأكد له أن يدها بالفعل قد جُرحت..
"ممكن أفهم سبب جنانك دا ايه علشان تكسري المرايه، وتعوري أيدك بالشكل دا؟!"..
قالها وهو يمسك يدها ويضغط على جرحها بقبضة يده ليقف تدفق الدماء.. تأوهت هي بصوت خفيض، ورفعت يدها الأخرى وضعتها على لحيته، وهمست بصوت باكي قائله..
"أنا عارفه ان اللي عملته غلط كبير، ويعتبر خيانه كمان أني انطق اسم واحد تاني بعد ما بقيت على زمتك، ومتأكدة انها حاجة صعبة ومتتغفرش،وأنك اتحكمت في غضبك مني وقتها ومرضتش تكسر عضمي رغم أن دا حقك"..
صمتت لبرهه، واجهشت بالبكاء بنحيب أكبر.. ليستجديها قلبه ان تكمل حديثها الذي يطفئ نيران غيرته، وغضبه منها..ابتلعت ريقها بتوتر، وتابعت بصوت متقطع يدل على شدة خجلها..
"بعترف ان حقك تزعل مني، وبوعدك أني مش هكررها تاني علشان أنا حطيت نفسي مكانك، وتخيلت لو أنت اللي نطقت بأسم واحده تانيه وانا في حضنك مكنتش هسمي عليك الصراحه"..1
اعتدلت داخل حضنه، وتعلقت بكلتها يدها بعنقه جذبته عليها حتي تلامست جبهتهما، وأكملت من أسفل أسنانها..
"فحط أنت نفسك مكاني، وقولي أعمل أيه لما أعرف أن في هبابه هتحميك، وزفته هتاكلك الأكل اللي أنا عملتهولك بأيدي؟! "..
ساحرته تغار عليه يا الله.. هل يمكن لأحد تخيل سعادته الآن.. انبلجت ابتسامة ماكرة على ملامحه الوسيمه، وقد عاد "فارس" بجرائته التي لا تستطيع أن تنكر أنها اشتاقتها كثيراً، وسار بأنفه على وجهها حتي وصل لأذنها، وهمس بأنفاس ساخنه تلفح بشرتها تجبرها على غلق عينيها بستمتاع من قربه المعصف والمهلك لأنوثتها..
"هقولك تعملي أيه يا ساحره" ..
دفن وجهه بعنقها يستنشق عبيرها بعمق، وتابع بخبث.. "أنا بين ايديكي اهو.. اكليني"..
لثم كتفها مرات متتاليه مكملاً بجملة جعلها تنتفض بين يديه، وتدفن وجهها بحنايا صدره بخجل حين قال..
"وبعدين نشوف حكاية الشاور دي سوا"..
تكمله البارت
.. أقسم إني مفتون بكِ ساحرتي.. فكوني على إستعداد لأستقبال جيوش أشواقي المتجهة إليكِ ، والقوات العاشقة التي ستفرد سيطرتها عليكِ.. لن أدعك حتي تخضعين لقلبي معلنه الأستسلام وقتها سيكون الحب مقابل السلام.. 
"إسراء".. 
رغم أنها كانت متزوجه من قبل، ومرت بلحظات حميمه برفقة زوجها السابق الذي كان يحبها وكانت هي تبادله نفس المشاعر.. إلا أن هذا ال "فارس" يجعلها تذوب بين يديه كقطعة الثلج حين تسقط بين نيران عشقه التي تجعلها تكاد أن تفقد وعيها من شدة خجلها.. 
لا تنكر أنها أحبت زوجها،ولكن هي الآن سقطت داخل دوامة تسحبها لقاع محيط من العشق الخالص الذي يتغلل جميع حواسها دون إعطائها حرية الإختيار.. 
تحيا حالة خاصة من العشق لم تصادفها يوماً بحياتها..
طريقة مغرورها معها المتمكنه،والخبيرة في معاملة النساء تجبرها على الأستسلام الكامل له برضي تام.. 
هي الآن أصبحت مجبرة وليست مخيره أمام بركان عشقة، و أيقنت أن معه كل الحق،والحب بل العشق سيكون مقابل السلام.. 
"فارس".. 
بعدما أطمئن على جرح يد زوجته، وقام بتضميده بنفسه.. 
يسرق لحظات من الزمن داخل حضنها.. يهمس لها بالكثير من كلمات الغزل من بين سيل قبلاته الرقيقه على كافة وجهها، و خاصةً وجنتيها المتوهجة بحمرة  الخجل التي تثير جنونه بها.. 
"بعشقك يا إسراء يا نقطة ضعفي".. 
قالها بصوته المدمر لتنهار جميع حصونها، وتكورت داخل حضنه تختبئ منه فيه.. 
فهمساته وقبلاته جعلتها تائهه بين حنايا صدره.. تجاهد للسيطرة على ارتجاف جسدها بين يديه، ولكنها فشلت فشل ذريع.. 
"فارس.. أرجوك اسمعني.. عندي كلام كتير عايزه أقولك عليه، وكمان عايزه أطلب منك حاجة".. 
همست بها" إسراء" بضعف.. بصوت بالكاد يسمع.. 
ابتعد بشفتيه عنها على مضض.. يتنفس بصعوبه بعدما خطفت هي أنفاسه،وقلبه الذي أوشك على مغادرة ضلوعه من عنف دقاته.. ضمها لصدره بقوه.. يربت على ظهرها بكلتا يديه.. 
أخذ الأمر منه عدة لحظات حتي استعاد أنفاسه المسلوبه، وتحدث بتنهيده عاشقه مغمغماً.. 
"اتكلمي.. قولي كل اللي في قلبك، واطلبي اللي تتمنيه وأنا اجبهولك حالاً بين ايديكي يا حبيبتي".. 
رفعت وجهها، ونظرت له بعينيها الناعسه، واهدته ابتسامتها الساحرة التي تجعله يتأمل  ملامحها البريئه بفتنان، ويتغزل بها بأجمل عبارات الغزل قائلاً .. 
"عندما أخاف عليك وأهتم لحزنك ليس لأنه واجب علي ولكن بين أضلعي قلباً يأمرني بذلك يا ساحرتي".. 
" فارس أنت شايفني؟!".. 
قالتها بهمس باكي، وهي تطلع لعينيه بلهفه.. 
أجابها بنبرة مازحة.. "بعين واحده يا بيبي.. التانيه شايف بيها على خفيف كده".. 
أغلقت عينيها هروباً من عينيه حتي لا يري أثر كلماته الساحرة عليها.. أخذت نفس عميق، وهمست بستحياء قائله.. 
"ممكن براحه عليا شوية يا فارس.. انا مش مستوعبه كلامك، ولا حمل عمايلك معايا دي كلها".. 
قالتها، ودفنت وجهها بين كفيها جعلته يقهقه بصوته كله.. منذ زمن لم يستمع من في القصر لصوت ضحكته.. 
ضحكته وصلت لسمع "خديجه" الواقفه أمام باب جناحه جعلت عينيها تلتمع بعبرات الفرحة، وابتسامة هادئه تزين ملامحها الرقيقه،وتمتمت لنفسها ببكاء وضحك بأن واحد.. 
"ضحكتك وحشتني يا حبيبي".. 
عقدت حاجبيها بدهشه حين رأت إحدي العاملات بشركة "فارس" خرجت من المصعد، واقتربت منها  وقفت أمامها وتحدثت بابتسامة واسعه قائله.. 
"مساء الخير يا خديجه هانم.. انا سوسو سكرتيرة فارس باشا".. 
رمقتها "خديجه" بنظره منذهله من طريقة حديثها المصطنعه، وتحدثت مستفسرة.. 
"اممم وجاية هنا ليه؟!".. 
أظهرت ملف من الأوراق أمام أعين "خديجه".. 
" الأوراق دي لازم فارس باشا يمضيلي عليها انهارده ضروري جداً".. 
رمقتها" خديجه" بنطرة شامله.. من بداية شعرها الأحمر الناري، ومكياجها الأوفر، وثيابها المكونه من كنزة بيضاء ذات أزرار مفتوحه لمقدمة صدرها،وميني جيب سوداء بالكاد تصل لمنتصف فخذها.. حزام أسود عريض يحاوط خصرها النحيف، ويظهر منحنايتها بسخاء.. 
ابتسمت لها" خديجه" ابتسامة زائفه، وتحدثت بثقه قائله.. 
"كويس إنك جيتي برجلك هنا.. خليها تغير اليونيفوم بتاع الشركة كلها بالمرة زي ما غيرت يونيفورم القصر".. 
"هي مين دي يا فندم؟!".. 
قالتها العاملة بملامح مندهشه حين استمعت لصوت الضحكات النابعه من جناح فارس.. 
إجابتها "خديجه" وهي تستعد للطرق على باب الجناح.. 
"هتعرفي دلوقتي هي تبقي مين".. 
..داخل جناح فارس ..
 شهقت "إسراء" بصوت خفيض.. حين لف "فارس" يده حول خصرها، وحملها فجأه، ودار بها أكثر من مره مردداً.. 
"براحة عليكي أيه بس يابيبي.. أنا لسه عملت حاجة".. 
"فارس أقف كفايه هدوخ ،وتوقعنا".. 
قالتها من بين ضحكاتها هي الأخري ،وتمسكت به بكلتا يدها..
 توقف بها،وذاد من ضمها له أكثر، واضعاً جبهته على جبهتها مدمدماً.. 
"أنا دوخت ووقعت في عشقك خلاص يا إسراء".. 
احتضن وجهها بين كفيه مغمغماً .. 
" أهمس لكِ أنا أحبك.. لتخفيها بأعماق قلبك.. كلما ضاق صدرك.. ترددها بهمساتي"..
أنهي جملته، وغمر شفاتيها بقبله رقيقه بمنتهي العشق.. 
طرقات على باب الغرفه يليها صوت خديجه قطع عليه نعيمه.. 
" فارس.. حبيبي الأكل هيبرد، وكمان سوسو السكرتيرة مستنياك معايا هنا".. 
"يا ماشاءالله سوسو و سكرتيرة؟!".. 
أردفت بها" إسراء "بابتسامة مصطنعه، وهي تضع يدها بخصرها، وترمقه بنظرة ناريه رافعه إحدي حاجبيها، وتحدثت بهدوء ما قبل العاصفه.. 
"يا تري سوسو جيالك البيت ليه يا أبو الفوارس؟! ".. 
للمرة الثانية دوت ضحكته، وقلبه يتراقص فرحاً كلما شعر بغيرتها عليه.. فالغيره نصف الحب يا سادة، وبنظره هذا لم يكن كافِ أبداً.. يريد أكثر من ذلك.. يريدها تهيم به عشقاً.. 
"أدخلي يا ديجا".. 
قالها، وهو يجذب "إسراء" لصدره، واضعاً يده حول كتفها.. بينما هي عقدت ذراعيها أمام صدرها تنتظر دخول تلك ال "سوسو".. 
........................ 
"غفران".. 
صف سيارته داخل قصر الدمنهوري ، وارتجل منها، وسار لداخل القصر بخطوات مسرعه خلفه طاقم طبي متكامل.. 
أسرع الحرس بفتح باب القصر الداخلي، واندفع هو للداخل وقف ببهو القصر وتحدث بصوت عالِ نسبياً.. 
"خديجه هانم.. فارس فين؟!".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بداية عشق ناضج!!.. 
قرأت ذات مرة إذا ضبطت نفسك متلبساً بالغيرة على إنسان ما، فتفقد أحاسيسك جيداً، فقد تكون في حالة حب وأنت لا تعلم.. 
وتأكد أن تمكنت الغيرة من إنسان عاشق تفقده صوابه..تشوش العقل، ولا تسمح بالتفكير المتعقل، مثلها مثل الخمر..
"إسراء".. 
شهقت فجاة، وقفزت راكضة، وهي تدفع "فارس" أمامها نحو غرفة الملابس قبل أن تُفتح "خديجه" الباب عندما تذكرت أنه يقف عاري الصدر.. 
ظلت تدفعه حتي أختفت به داخل الغرفه لحظة دخول "خديجه" التي تدفع عربة الطعام بحذر.. خلفها المدعوة "سوسو" تدور بعينيها بأرجاء الجناح بنظرات فضولية.. 
"أنت بتهزر يا فارس.. هتقابل السكرتيرة وأنت عريان كده؟!".. 
همست بها بنبرة غاضبة التي تخلو من رقتها، وهي ترمقة بنظرة حارقه..
صكت على أسنانها، ووقفت على أطراف أصابعها كمحاولة منها للوصول لوجهه ولكنها بالكاد توقفت قبل عنقه بقليل.. ليسرع هو ويحاوط خصرها وضمها لصدره حتي لم تعد قدميها تلمس الأرض.. لتكمل هي بغيظ شديد قائله.. 
"وبعدين تعالي هنا السكرتيرة دي تطلع أوضة نومك بتاع اييييييييييييه؟!".. 
صمتت فجأة، وحجظت عينيها بصدمة حين رأت "سوسو" عبر زجاج الغرفة العاتم تسير بغنج مصطنع بثيابها الفاضحه من وجهة نظرها.. 
"الله الله الله انت فاتح كبارية؟! ولا شركة يا أبو الفوارس باشا".. 
همست بها داخل أذنه، وهي تقضمها بأسنانها فجأة بعنف جعلته يتأوه ضاحكاً بقوة أكبر حتي أدمعت عينيه.. 
غيرتها الواضحة، والتي لم تستطيع إخفائها جعلته يحلق بالسماء من فرط سعادته.. أمتلك الدنيا وما عليها حين تأكد أن ساحرته على أعتاب السقوط داخل أعماق بحور عشقه.. 
"أنا بعترف إني بقيت مجنون بيكي يا إسراء ".. 
همس بها بصوته المزلزل لكيانها، وهم بتقبيلها إلا أن صوت "خديجه" جعلها تنتفض مبتعدة عنه بخجل.. 
"فارس أنت فين يا حبيبي؟!".. 
تنحنح بصوت عالِ مغمغماً.. "ثواني واجيلك يا ديجا".. 
أسرعت "إسراء" نحو ثيابة المعلقه بترتيب دقيق، واحضرت كنزة من اللون الكافيه، ووضعتها بيده مدمدمة بجملة جعلته ينفجر بالضحك بقوة حين قالت.. 
"خد أستر نفسك يا سيدنا لفندي".. 
صوت ضحكاته جعل" خديجه" تضحك هي الأخري بستحياء، ودفعت عربة الطعام نحو ركن مخصص لتناول الطعام داخل الجناح وهي تتحدث بأمر موجهه حديثها ل "سوسو" المنذهله.. 
"هاتي الأوراق اللي في إيدك دي، واستني أنتي تحت".. 
دوي صوت "غفران" بأرجاء القصر لتسرع "خديجه" نحو الخارج وهي تقول.. 
" فارس حبيبي.. غفران صاحبك وصل".. 
"خليه يطلع يا ديجا".. 
قالها بصعوبة بالغه من بين ضحكاته التي تدوي بفرحة غامرة تظهر عليه منذ سنوات عديده.. 
توقف عن الضحك واخذ نفس عميق وتحدث بجديه قائلاً.. 
"عارفة يا إسراء .. أنا ناوي اخلص من المشاكل اللي في حياتي، وأدى لأمي الفلوس اللي تكفيها حتي لو هكتبلها شيك على بياض بس تسبني أعيش اللي باقي من عمري معاكي، وساعتها هعلن جوازنا قدام الدنيا كلها، وهفضي نفسي ليكي مخصوص وهاخدك وألف بيكي العالم واعوضك عن كل لحظة ألم سببتهالك".. 
ابتسمت له ابتسامة خجولة، وهمست بتعقل وهي تساعده على ارتداء كنزته قائله.. 
"نطمن على عيونك الأول، وبعدين نحل مشاكلك بهدوء، وخليني أفهمك أكتر، وكمان تجاوبني على أسئله كتير محيراني مش لقيه ليها إجابة".. 
رقتها، وخجلها، وحتي نون الجمع  التي تتحدث بها جعلت قلبه ينصهر داخل ضلوعه.. 
تلاحقت أنفاسه حين استنشق عبيرها المسكر..لتبهره هي بحنانها عليه ومعاملتها له كأنه طفلها وكم راقة هذا الشعور كثيراً وهو يراها تربت على صدره بكف يدها برفق بعدما أنتهت من تنميق ياقة كنزته.. 
أمسكت كف يده، وسحبته لخارج غرفة الملابس.. دارت بعينيها تبحث عن الطعام متمتمه.. 
"لازم تاكل من عمايل أيدي.. أنا عملتلك الأكل اللي ديجا قالتلي عليه إنك بتحبه".. 
"أنا بحبك أنتي يا إسراء".. 
قالها وهو يضمها بقوه ظهرها مقابل صدره، ومال بوجهه على عنقها يلثمه بقبلاته العاشقه.. 
....................................... 
"ماله فارس يا ديجا؟!".. 
أردف بها "غفران" بوجهه يظهر عليه القلق، والخوف الشديد.. 
ابتسمت له" خديجة" مردده.. 
" أهدي يا غفران وأطمن الحمد لله هو بقي أحسن ..بس لازم دكتور يشوفة برضوا علشان يطمنا أكتر، وبجد أنا أسفه إني قلقتك أوي بالشكل دا.. بس حالة فارس كانت صعبة جداً،ورفض الأكل بقاله يومين وأنا عارفة انك صاحبه الوحيد اللي بيسمع كلامه".. 
تنهد "غفران" برتياح، ورمقها بنظرة عاتبه قائلاً.. 
" بتتأسفي على أيه يا ديجا.. أنتي عارفه ان فارس دا انا بعتبره أخويا، وعمري ما اتأخر عليه أبداً ".. 
ربتت" خديجه" على كتفه، ودفعته برفق نحو الدرج متمتمه.. 
" عارفه يا غفران.. ربنا يحفظكم لبعض.. تعالي أطلع هو مستنيك في أوضته"..
"إحنا في انتظارك يا غفران باشا".. 
قالها إحدي الأطباء بعمليه واحترام شديد.. 
صعد" غفران" برفقة" خديجة" حتي وصل لجناح" فارس".. 
طرقت على باب الجناح طرقاتها افاقة هذا العاشق من دومة عشقه، وجعلت" إسراء " تفلت أخيراً من بين يديه راكضه نحو الشرفة.. 
" ادخلي يا ديجا".. 
أردف بها" فارس" المبتسم بتساع.. 
فتحت "خديجه" الباب، وخطت للداخل خلفها "غفران".. 
نظرات مندهشه.. مذهوله.. متعجبه.. جميعهم اعتلو ملامح "غفران" حين رأي "فارس" الذي قابله فاتح ذراعيه بضحكه متسعه تظهر جميع أسنانه، ووجه مشرق تظهر عليه السعادة بوضوح، وتحدث بتهليل، وترحيب بصوت جوهري..
"غفران أنت جيت يا غفران؟"..
رفع "غفران" كلتا حاجبيه ، وابتسم بصطناع وهو يجيبه بنبره مازحة..
"نسيت الشهقه ياض.. غفران أنت جيت شهقه يا غفران"..
قهقه "فارس" بقوة مغمغماً من بين ضحكاته..
"لا التاني رمضان السكري.. أما أنت غفران الوزير المتحرش يا اسطا"..
اقترب منه" غفران" بخطوات بطيئه مريبه.. كالاسد الذي يستعد للهجوم على فريسته بعدما رسم الغضب على ملامحه..
توقف أمامه مباشرةً، وقبض على ياقة قميصه مردفاً بشك..
" واد أنت ضارب حاجة على المسا؟! "..
ضحك" فارس" بقوة أكبر، ونظر له بعين واحدة، والأخرى مغلقه، وهمس بأذنه بصعوبة من بين ضحكاته..
" ضارب حضن، وشوية بوس حلال إنما أيه حاجة كدة أروجينال"..
نظر "غفران" ل "خديجه" التي لم تتوقف عن الضحك من فرحتها لفرحة قلب عزيزها، وتحدث بجديه مصطنعه..
" طيب لو ممكن يا ديجا تتفضلي أنتي دلوقتي وابعتي الدكاترة اللي مستنين تحت.. أنا كنت حاسس أننا مش هنكشف على عين الباشا بس،وعلشان كده جبت معايا دكاترة تخصصات تانيه خلينا نعمله بالمرة فحص شامل من كله؟!"..
تفهم "فارس "مخزي حديث صديق عمره.. فقهقه مجدداً بقوة أكبر.. 
شهقت" خديجه" هي الأخري بخجل، وفرت مسرعة لخارج الجناح خاصةً عندما قال"فارس" بثقه، والكثير من الجرائه..
"لا يا اسطا أنا بقيت بعين واحده اه.. بس أوعى تشكك في أهم وأقوى قدراتي.. صاحبك بعون الله عنتيييل"..
أردف بها" فارس" وهو يجلس علي طاولة الطعام، وبدأ يتذوقه بستمتاع.. 
"بقي أنا كنت هعمل كذا حادثه بسبب قلقي عليك، وأنت قاعد هنا بتاكل جمبري وشوربة سي فود؟!"..
قالها" غفران" بغضب مصطنع، وهو يجلس بجواره، وبدأ بتناول الطعام برفقته بشهيه..
تنهد" فارس "برتياح وبدأ يضع أمامه الطعام بسخاء مردداً..
" كويس إنك جيت.. لو مكنتش جيت كنت هجيلك أنا يا صاحبي"..
التهم " غفران" الطعام بشراهه، وتحدث بوجه عابس مصطنع الغضب..
" أنا مبكولش غير مع ام زين بس قولت افتح نفسك؟!".. 
توقف فجأة عن تناول الطعام، وبدأ يسعل بقوة حين صدع رنين هاتفه برقم زوجته..
أسرع بالرد عليها مدمدماً بصعوبة.. ففمه مملوء بالطعام..
"ام زين حبيبة قلبي لسه كنت في سيرتك حالاً"..
"أنت بتاكل من غيري يا غفران؟!"..
قالتها "عهد" بصوت أشبه بالصراخ جعلته يبعد الهاتف عن أذنه، و أطبق جفنيه بقوة متأوه بصوت خفيض..
كتم "فارس" ضحكته فقد استمع لصوتها الصارخ بوضوح، وتحدث بهمس مستفز قائلاً..
"البس يا سيادة المقدم.. هتكدرك انهارده"..
اجابها "غفران " بخوف مصطنع..
" لا يا عهوده.. أنا مش باكل.. انا بفتح نفس صاحبي أصله كان رافض الأكل بقاله يومين"..
" امممم بالهنا والشفا يا حبيبي.. خلص أكلك وتعالالي"..
قالتها بنبره مخيفه،وقد تفهم هو ما يدور بخاطرها وما تنوي فعله به فور رؤيته..
انبلجت ابتسامة مستمتعه على محياة الوسيمة حين أدرك انه ايقظ بداخلها شريرته المجنونه..
"سسسسلام يا سسسسيادة المقدم".. 
قالتها "عهد" من بين أسنانها، وأغلقت الهاتف، والقته من يدها بعصبيه متمتمه.. 
"ماشي يا غفران.. أما وريتك مبقاش أنا عهوده".. 
انهت جملتها واتجهت نحو خزانتها أخرجت منها الثياب الخاصة برياضة الملاكمه لها ولأطفال زوجها وحتي صغيرها.. 
ابتسمت ابتسامتها الشقيه مردده بوعيد.. 
"بقالي كتير ملعبتش بوكس معاك يا ظبوطتي".. 
............................. 
ترك" غفران" الطعام من يده بعد مكالمة زوجته، وابتلع ريقه بصعوبه وتحدث بخوف مصطنع قائلاً.. 
"هنادي على الدكاتره يطمنوني عليك علشان الحق أروح أصالح أم زين اللي اتكتلي على السين"... 
"فارس".. "عايزك وأنت مروح يا غفران تاخد صابرين اللي شغالة في المطبخ تحت ارميها في الحجز".. 
"غفران".. مستفسراً.. "عملت أيه؟!".. 
أجابه "فارس" بغضب.. 
"بتبص لمراتي بصة معجبتنيش.. بصة قرف تخيل!!".. 
"أنت عايزني أرمي اللي أسمها صابرين دي في الحجز علشان بصت لمراتك بقرف؟!"..
أردف بها "غفران" وهو يرمقه بابتسامة هادئة بعدما تأكد أن صديقه غارق بالعشق الحقيقي حتي النخاع..
لم ولن يسمح لمخلوق بتطاول على ساحرته حتي لو بنظرة عابرة..
حرك "فارس" رأسه إيجاباً وهو يقول..
"أيوه.. دا سبب أول طبعاً..مرات فارس الدمنهوري خط أحمر، والكل لازم يعملها مليار حساب"..
كلماته استمعتها تلك الجالسه داخل شرفة الجناح ارغمتها على الابتسامة وقد راقها كثيراً حديثه عنها بكل هذا الخوف..لتجحظ عينيها حين تابع هو بغضب مفاجئ ..
"بس كمان الحيوانة دي بتنقل كل حاجة بتحصل هنا في القصر صوت وصورة لبنت رئيس الوزراء اللي أنت برضوا يا صاحبي هتخلصني من خطوبتها المهببه دي"..
فرك "غفران" لحيته بأنامله مدمدماً..
"اممم، ويا تري عايزني اخلصك من خطيبتك دي هي كمان إزاي"..
أبتسم بصطناع مكملاً..
"أحطهالك في الحجز برضوا ؟!"..
ظهرت فرحة طفوليه على ملامح "إسراء" حين علمت انه يريد إنهاء خطبته على المدعوه "ديمه" القديمة كما أصبحت تلقبها..
بلحظه كانت هبت واقفه وهندمت ثيابها، وعدلت حجابها واندفعت لداخل الجناح فجأه دون ذرة تفكير.. وقفت بجوار زوجها الجالس أمام "غفران" مستندة على كتفه بكف يدها الصغير..
وجودها المفاجئ جعلهما يقطعا حديثهما وينظرو لها بدهشه حين تحدثت موجهه حديثها لزوجها..
"ممكن يحط سوسو السكرتيرة هي كمان في الحجز مع صابرين يا فارس؟"..
حديثها كان بحماس طفله صغيرة تطلب من والدها إحدي العابها المفضلة..
نظر لها زوجها بهيام، ومال بوجهه قليلاً  على يدها الموضعه على كتفه قبلها بعشق، وتحدث بقليل من البلاهه أثناء تأمل احمرار وجنتيها..
" خد سوسو يا غفران"..
يتابعهما "غفران " بشفاه مرفوعه، وتحدث بمزاح قائلاً..
"وماله حاضر.. هاخد سوسو وناديه، وفوزية كمان يا حبيبي"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"خديجة"..
تجلس أمام المرآه تتأمل ملامحها بأعين تملؤها العبرات..لا تعلم كيف مر قطار العمر بسرعة البرق.. لم تدري متي أصبحت بسن الثامنة و أربعون،ولكنها تحافظ على جمالها و رونق أطلالتها بهتمام شديد لتظهر وكأنها فتاه لم تتعدي العشرينات بعد وتثبت أن العمر ما هو إلا مجرد رقم.. 
لا زالت تتذكر الليله الأولى التي رأت بها "فارس" الذي لم يكن عمره سوا بضعة أيام فقط، وهي لم تتم عامها الخامس عشر.. 
منذ الوهله الأولى التي وقعت عينيها عليه تعلقت روحها وقلبها به..أصبح شغلها الشاغل حتي أثناء دراستها.. 
تقدم لخطبتها الكثير من الشباب، ولكنها فضلت "فارس" عليهم جميعاً بعدما أصبحت هي بالنسبه له عائلته الوحيده، وهو الحياة بالنسبه لها.. 
أما الآن فقد أختلف الوضع بظهور "إسراء" التي ملئت قلبه بعشقها لم تكن تتخيل أن تصل شدة تعلقه بها بأن يأخذها معه حتي بعمله.. 
انبلجت شبه ابتسامة على ملامحها رغم عبرتها التي هبطت على وجنتيها ببطء متمتمه بحب صادق.. 
"ربنا يسعدك يا فارس".. 
انتفض قلبها بفزع فجأة، وهبت واقفه ركضت نحو شرفة غرفتها تنظر لما يحدث بأعين منذهله حين رأت الكثير من السيارت الفارهه تسير لداخل القصر.. 
"ايه اللي بيحصل دا؟!".. 
قالتها وهي تهرول لخارج الغرفه متجهه نحر الدرج ومن ثم لباب القصر الداخلي.. 
تسارعت نبضات قلبها بقوة، حين استمعت لجرس الباب يصدع مراراً وتكراراً.. علي الرغم أنها تقف خلف الباب، ولكن يدها لم تسعفها بفتحه عندما رأت عبر الزجاج العاتم خيال من يقف أمامه.. 
قلبها يخبرها أن اليوم سيحدث شئ لم تكن تتوقع حدوثه أبداً.. 
"افتح الباب يا خديجة هانم؟!".. 
أردفت بها إحدي العاملات جعلت "خديجة" تنتبه لحالها، وأخذت نفس عميق، ومدت يدها فتحت الباب.. 
لتقع عينيها على رجل فارهه الطول.. يقف بشموخ وهيبه تليق به كثيراً .. 
رفعت عينيها ببطء حتي وصلت لوجهه وتقابلت أعينهما للمرة الأولى أذدادت تسارع نبضات قلبها أكثر، وتدفقت الدماء نحو وجنتيها وهي تري ملامحه الصارمه والوسيمة رغم شعرة الذي يغلب عليه الشيب، ولكنه ذاد وسامته أضعاف.. 
"مساء الخير يا فندم".. 
قالها الرجل بلهجة جادة، وحاده بعض الشئ.. رمقته "خديجة" بنظرة متعجبه مغمغمه.. 
"مساء النور.. أفندم؟!".. 
لم يبتسم لها ابتسامة مجاملة حتي ، واجابها بنفس نبرته التي أذدادت حدة قليلاً.. 
"أنا هاشم الرفاعي رئيس الحرس اللي بعته المقدم غفران المصري".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ساحرة المغرور!!.. 
"فارس".. 
 لم يستطع التوقف عن التحديق في أعين زوجته.. كانت عينيه متوسعة..متوهجة..
 ينظر في عينيها مباشرةً دون أن يزيح نظره عنها.. 
همساتها المتوسله جعلته يتوقف عن غمرها بعشقه، ولكنه لم يبتعد عنها انش واحد.. هي محض انتباهه الكامل.. 
بينما "إسراء" التي أصبحت بحالة يرثي لها كعادتها مؤخراً كلما ضمها لصدره.. متمسكة به بكلتا يديها.. قابضه على قميصه بكفيها بقوة.. تبادله نظرته بأعين متسعه أيضاً وصدرها يعلو ويهبط بشكل ملحوظ.. 
تحاول قرأه ما يدور بخاطره.. على ثقه انه لن يجبرها على القيام بأشياء لا تريدها فقط لتحقيق رغباته.. تقر لنفسها أنه دائماً يحترم قراراتها.. صبور معها لأقصي حد.. 
 هو يكن لها مشاعر حب حقيقي  ولذلك يظل صبوراً ولطيفاً معها طيلة الوقت.. 
حتي عندما يتشاجران مؤخراً يظل هادئ وحنون عليها فقط لإصلاح الأمور حتى لو لم يكن ذنبه، حيث أن خوفه من فقدانها أكبر من رغبته في إثبات أنه على حق.. 
يعمل بجد لمساعدتها بأي طريقة.. قام بتأمين مستقبل ابنتها بوضع مبلغ خيالي بحسابها.. يحتضنها بحب أبوي صادق ويوفر لها كل سبل الراحة والأمان.. 
بل إنه مستعد للتضحية بالوقت، والنوم، والمال، فقط لجعل حياتها مريحة.. 
كما أنه لن يستغلها لتلبية احتياجاته الخاصة.. 
على علم هي بكل هذا.. تري فيه الرجل العاشق الذي يضاعف جهده دائماً ليجعلها تشعر بأنها مميزة رغم أنه لا يفعل هذا ليثير إعجابها، بل لأنه يريدها أن تعلم مقدار حبه لها.. 
شعرت بخزي وإحراج شديد من نفسها حين داهمها ذكريات كل ما يفعله معها.. وهي بالمقابل تخبره بكل جحود أنها لا تستطيع أن تنسي زوجها السابق.. 
"غبيه يا إسراء".. 
هكذا نهرت نفسها وهي تزيد من ضمه لها أكثر، واخفت وجهها بحنايا صدره هروباً من عينيه المحاصره لها.. 
"بصيلي يا إسراء".. 
أردف بها داخل أذنها بصوته المدمر جعلها تنكمش على نفسها داخل أضلاعه أكثر، وبدأت تبكي بصمت.. 
أطبق جفنيه بعنف حين شعر بارتجاف جسدها بين يديه ووصل لسمعه شهقاتها الخافضه.. 
اعتدل جالساً بها، وعدل وضعها داخل حضنه أصبحت جالسه على قدميه، ووضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له..
"قوليلي فيكي أيه يا روحي.. ليه كل الصراع اللي جواكي دا؟!".. 
اجهشت بالبكاء أكثر تتذكر حديثها مع "خديجة" وما اخبرتها به بخصوص خطوبته من تلك ال "ديمه" والخسارة الكبيرة التي سيتعرض لها إذا أنهى هذه الخطبه، والتي من الممكن أن يعلن عن إفلاسه بسببها.. 
.. فلاش باااااااااااك.. 
"انتي حبيتي فارس يا إسراء؟!".. 
أردفت بها" خديجة" بابتسامة رقيقه.. 
توردت وجنتي" إسراء" بحمرة الخجل وخفضت عينيها وهي تقول بستحياء.. 
"مش عارفه يا ديجا.. أنا لما بكون معاه ببقي في دنيا تانيه خالص.. بحس انه بيحبني أوي.. لا بحس انه بيعشقني"..
صمتت لبرهه وتابعت بتنهيده.. 
" مش هكدب عليكي مافيش حد يقدر يقاوم عشق زي عشق فارس، وبصراحة أنا حبيت عشقه ليا".. 
ترقرقت عينيها بالعبرات، وبأسف تابعت.. 
" بس خايفه أكون مجرد نوع جديد عليه مجربوش قبل كده ويجي يوم عليه ويمل أو يزهق مني وعشقه دا ينطفي.. ساعتها هتقهر ومش بعيد أموت فيها".. 
ربتت "خديجة" على وجنتيها بكف يدها بحنان، وتحدثت بثقه قائله.. 
" اطمني فارس بيحبك بجد، وعمره ما هيزهق ولا يمل منك في يوم..بدليل انه مستعد يخسر كل ثروته علشان يكسبك أنتي يا إسراء ".. 
اعتلت ملامح" إسراء "الدهشه وبعدم فهم أردفت.. 
" يخسر ثروته علشان يكسبني إزاي!! مش فاهمه يا ديجا.. فهميني؟".. 
أخذت "خديجة" نفس عميق، وبأسف قالت.. 
" انتي عارفة ان فارس خاطب ديمة بنت رئيس الوزراء".. 
حركت" إسراء " رأسها بالايجاب مردده.. 
" أيوه عارفه، وهو قال إن الخطوبة دي مجرد شغل وبس، ومش هيتم جوازه من ديمة دي".. 
بكت" خديجة" بنحيب وتحدثت بصوت يملؤه الآسي.. 
"لو فارس متمش جوازه من ديمة هيخسر كتير أوي فوق ما تتخيلي.. مشاريع و صفقات كبيرة تعتبر أساس رأس المال عنده هيخسرها، ولو دا حصل ممكن تخليه في فتره قصيرة جداً يعلن إفلاسه.. دا غير أن ديمة وبابها مش هيسبوه في حاله وممكن يوصل بيهم الأمر أنهم يقتلوه يا إسراء".. 
جحظت أعين" إسراء " بصدمة، وانقطعت أنفاسها بخوف ظهر على محياها التي شحبت فجأه، وانسحبت منها الدماء، وهمست بصوت متقطع من شدة فزعها قائله.. 
" معقوله يقتلوه؟! ".. 
حركت" خديجة " رأسها ايجاباً متمتمه.. 
" أيوه ومش لوحده كمان، وممكن يقتلوني معاه لأني شريكته، ودا بزنس كبير، ومافيش فيه هزار ولا تراجع بالساهل كده، ولو صمم إننا نتراجع عنه يبقي هندفع شرط جزائي برقم خيالي هيخلي كل أسهم شركتنا تنهار".. 
أغلقت" إسراء" عينيها كمحاولة لكبح عبراتها، ورسمت ابتسامة حزينه على ملامحها مدمدمه.. 
" اممم.. يعني أفهم من كلامك دا انه لازم يتجوز ديمة".. 
اجابتها" خديجة " بلهفه..
"اطمني.. هيبقي مجرد جواز صوري على ورق.. بس فارس مستعد يخسر كل ثروته عشانك زي ما قولتلك، و رفض يتجوز ديمة من بعد ما حس أنك تقبلتي حبه ليكي".. 
نظرت لها "إسراء" وجدت الخوف والقلق يسيطر عليها.. تستجديها بعينيها ان تتفهم موقفها.. من الممكن أن تخسر هي الأخري أموالها وعمرها إذا تم إنهاء علاقة زوجها بالمدعوه خطيبته.. 
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها مسحتها سريعاً، وابتسمت بسخريه على حالها وحال من سقط في عشقها.. أصبح محاصر بين طمع والدته التي سيعطيها مبلغ كبير من المال هي الأخري لتتوقف عن محاولة قتله، وبين ديمة ووالدها وأعمالهم التي تقدر بمليارات الدولارات.. 
دفنت مشاعرها بين ثنايا روحها، وتحدثت بهدوء عكس نيران قلبها المشتعله.. 
"اطمني يا ديجا أنا مستحيل أكون السبب في أي خسارة ليكي أو لفارس".. 
انهمرت عبراتها بغزاره بعدما فشلت في السيطرة عليهم، وتابعت بمراره..
"ديمة هتكون عروسة جوزي".. 
.. نهايه الفلاش بااااك.. 
فاقت من شرودها على قبله عميقه بجانب شفتيها، وصوت "فارس" يهمس بأذنها ببعض الغرور.. 
"سرحانه فيا وأنتي جوه حضني".. 
غمز لها بشقاوة مكملاً.. 
"لدرجاتي بتحبيني".. 
تنظر له بأعين تلتمع بالعبرات.. تتأمل ملامحه التي لا تلين هكذا إلا لها وحدها.. معها يتخلي عن صرامته، وحدته..
يظهر عكس طبيعته.. يأكد لها أنها حقاً نقطة ضعفه..نظرتها له رأها هو بقلبه.. فستند بجبهته على جبهتها، وأخذ نفس عميق يملأ رئتيه بعبير أنفاسها مغمغماً.. 
"تعرفي نفسي أرجع أشوف بعيوني زي الأول علشان اتأملك زي ما أنتي بتتأمليني كده دلوقتي".. 
لثم شفتيها بمنتهي الرقه جعلها تطلق آهه خافته متنهده بأسمه بنبره أطارت اللُب من عقله.. 
سار بكف يده على طول ذراعها حتي أمسك كف يدها وضعها على موضع قلبه مكملاً بابتسامتة المهلكة.. 
" بس اطمني انا بشوفك بقلبي".. 
ترك يدها على قلبه، ووضع كف يده على موضع قلبها، وتابع بثقه.. 
وحاسس بحبك ليا وغيرتك عليا، يا ساحرة المغرور".. 
كانت تجاهد حتي تظهر الجمود والبرود في معاملتها له، ولكن همساته، ولمساته افقدوها صوابها خاصةً حين لف يده حول خصرها ولصقها بصدره أكثر مغمغماً.. 
"بحبك يا إسراء، وعمري ما حبيت في حياتي حد قبلك ومستحيل أحب بعدك".. 
لم تفكر مرتين، والقت نفسها داخل حضنه تضمه بكل قوتها.. استقبلها هو بلهفة عاشق يحترق بنيران الإشتياق.. 
بكت بنحيب شديد مردده من بين شهقاتها بصعوبة.. 
"ممكن اطلب منك طلب يا فارس".. 
"فارس،وقلبه، وعمره كله بين ايديكي يا إسراء"... قالها وهو يعتصرها بين يديه.. يود لو يخفيها داخل اضلاعه.. 
حاولت السيطرة على حدة بكائها، وابتعدت عنه بضعة انشات.. ليسرع هو ويزيل دموعها بكلتا يديه بمنتهي الرفق.. 
اهدته ابتسامتها الخلابة، واحتقن وجهها بحمرة الخجل أكثر، وعضت على شفتيها السفليه بأسنانها متمتمه بصوت يكاد يكون مسموع.. 
"هقولك.. بس الأول خلينا نتم أتفقنا".. 
تصلب جسده فجأه حين شعر بأناملها الصغيره تفك أزرار قميصه واحد تلو الأخر بستحياء شديد.. أخذ منه الأمر لحظات حتي تفهم أنها وأخيراً تريده زوجاً لها بكامل أرادتها،وقد ألقت كل شيء خلف ظهرها الآن وعقدت عزمها على تعويضه عن كل ما مر به من ألالام مبرحة ستمحي هي أثارها وتتركه يمتلكها قلباً وقالباً..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مجنون إسراء!!..
"فارس"..
معشوقة روحه الآن بين أضلاعه.. من هنا بدأت ترانيم حياتة بمشاعر تبعث في القلوب ضياها..
جمعهما عشق من نوع نادر الوجود.. جاذبية.. روحانية، توحد جعل كل مُر يحلو، ويعذب كل مالح.. 
تدفق الحب بكل معانيه، وتلاحقت نبضات القلب عازفة أجمل سيمفونية حب، وأخيراً وجد كلاً منهم ذاته التائهة.. فالعشق توحد لشخصين روحاً وجسداً وفكراً بتلقائية بلا تحفظ وبلا رتوش.. بجاذبية قوتها تفوق قوة الجاذبية الأرضية بأضعاف مضاعفة..
تجعل عينيه تلمع ببريق الأمل والسعادة، تعزف أوتار قلبه أعذب الألحان.. ها قد أتي الربيع قبل الأوان.. 
ذابت كل الآلام وتلاشت الأحزان.. أصبح لون العالم وردياً، وتتلون الأشياء من حوله بألوان الزهور.. تتعطر برائحة ساحرتة التي هي بالنسبة له أجمل وأزكي من أغلى أصناف العطور.. يشعر بأن له جناحان قويان يطير بهما ويعلو فوق السحاب، حيث لا عذاب ولا عتاب.. ينهل فقط من الحب بلا توقف ولا حساب..
توقف الكون من حوله، واكتفي بها وحدها.. لم يعد يرى غير ملامحها ولا يسمع أصواتاً سوى نبضات قلبها المتسارعة التي تهمس بأسمه في كل دقة.. تردد حروف أسمه من بين شفتيها بلهفة .. تستقبل عشقه وجنونه بها بكل ترحاب.. بل وتبادله جنونه وعشقه هذا رغم شدة خجلها.. جعلته للمره الأولى يبكي اشتياقاً داخل حضنها، فالحنين كاد أن يكسر عظام صدره وجعاً..
أصبح بين يديها لا يتمني شيء في حياته سوى قربها إلي ما لا نهاية..
رنين هاتفه بلا توقف جعله يبتعد عنها على مضض.. مد يده لثيابه الملقاه أرضاً جذبه من جيب سرواله..
استند بجزعه العاري على الفراش من خلفه، وسحبها لداخل حضنه.. يضمها بقوه مقبلاً شعرها المشعث بعمق.. لتسرع هي وتجذب الغطاء عليهما، وانكمشت على نفسها بخجل دافنه وجهها بحنايا صدره..
أخذ هو نفس عميق يحاول السيطرة على أنفاسه المتلاحقة، وضغط زر الفتح ليأتيه صوت "غفران" يتحدث بغضب..
"أنت فين يا بني آدم أنت؟!"..
تنحنح بصوته كله، وتحدث بصوت مبحوح يظهر عليه الفرحة الغامرة قائلاً..
"اححححم.. غفررررران باركلي يا صاحبي.. أنا بقيت عريس، وبدأت شهر العسل"..
دوي صوت ضحكات "غفران" مغمغماً بحب أخوي.. 
"الف مبروك يا صاحبي.. أنا والله شكيت علشان كدة مرضتش أجيلك".. 
شهقت "إسراء" بصوت خافت، ورفعت وجهها الذي يكسوه حمرة الخجل، ولكزته بقبضة يدها على صدره برفق متمتمه دون إصدار صوت..
"فارس بتقوله أيه أنت اتجننت؟!"..
حرك رأسه إيجاباً، وهمس لها بابتسامة هائمه بها عشقاً..
" بيكي.. مجنون بيكي يا روح قلب فارس"..
" خليك معايا دقيقه يا حبيبي، وقولي  "علي" جبلك الملف اللي فيه كل المعلومات عن "هاشم الرفاعي"؟!"..
أردف بها "غفران" بتساؤل..
إجابه "فارس" قائلاً..
" أيوه الملف عندي.. بس أنا واثق في إختيارك ومش هبص وراك يا صاحبي" ..
أبتسم" غفران " وتحدث بود قائلاً..
" ربنا يديم المحبه والمعروف بنا يا فارس، وأطمن هاشم الرفاعي  من أكفاء الحراس اللي اشتغلت معاهم"..
صمت لبرهه، وتابع بأسف..
"وخد بالك علشان جالي معلومة مؤكدة عن خطيبتك أنها بتتعاطي  Cocaine powder "كوكايين" وطلبت من واحد كميه كبيرة شكلها بتخطط لحاجة مش تمام خلي بالك من نفسك يا فارس"..
" فارس".. بابتسامة ماكرة.. "متقلقش عليا يا غفران.. أنا هسافر انهارده أصلاً".. 
انتفضت "إسراء" بين يديه، ونظرت له بلهفه متمتمه ببوادر بكاء.. 
" هتسبني،وتروح فين؟! ".. 
لثم كتفها العاري بتمهل، وهمس لها دون إصدار صوت.. 
"مقدرش أسيبك.. هاخدك معايا طبعاً".. 
"على فين العزم يا عريس"..
قالها" غفران" بنبرة مشاكسه..
" فارس ".. بحماس.. "بقولك بقيت عريس يعني أكيد هاخد الطيارة و هقضي أحلى شهر عسل يا أخي"..
تنهد" غفران" بشتياق حين داهمته ذكري أولى أيام زواجه، وتحدث بمرح قائلاً..
" الطيارة.. فكرتني والله ياض يا فارس لما بعتلي الهليكوبتر وخت أم زين على شاطئ الغرام.. كانت أحلى وأجمل أيام حياتي"..
" فارس".. بجدية.. " خد أنت أجازة، وسرب العيال، وأنا ابعتلك الطيارة وعيد أيام المجد يا سيادة المقدم"..
"غفران".. بتعقل.. "خلينا فيك أنت دلوقتي يا عريس، ومدامك هتسافر انهارده يبقي هكلم هاشم اخليه يروحلك القصر الليله".. 
تحولت ملامح" فارس" للغضب فجأة مغمغماً.. 
" غفران.. أنا عايزك تأكد على هاشم ياخد باله من ديجا،وتتابع معاه بنفسك مش عايز مارفيل أو ديمة يتعرضولها نهائي طول فترة غيابي".. 
" اطمن يا فارس، وخد بالك انت من نفسك قولتلك، وحاول متتأخرش رغم إني عارف إنك هتلزق ومش هنشوفك قبل شهر من دلوقتي، ويمكن بعد الشهر كمان".. 
ضحك" فارس "بقوة مدمدماً.. 
"اممم.. مجرب أنت يا أبو زين".. 
" غفران".. بفخر.." طبعاً مجرب.. يله اقفل وكلم طيارتك ، وأنا هكلم هاشم.. سلام"..
أغلق" فارس" الهاتف، وألقاه على طرف الفراش بأهمال، وحمل "إسراء" فجأة لداخل حضنه جعلها تعتليه، وضمها بقوة مغمغماً ..
"انتى مش عارفة عملتي فيا أيه ، ولا عشقك زاد في قلبي أد ايه يا إسراء".. 
"أنت اللي مش عارف كسفتني إزاي لما قولت لصاحبك إنك بقيت عريس".. 
همست بها بصوت مكتوم دون رفع وجهها من عنقه.. 
قهقه بصوته كله، وحاول رفع رأسها ليجعلها تنظر له.. لكنها دست نفسها بين ضلوعه مردده بغضب طفولي.. 
"أعمل فيك أيه أنا دلوقتي؟!.. 
مش اي حد تثق فيه بسرعة كدة يا فارس ".. 
ربت" فارس" على شعرها، وأصابعه تتخلل بين خصلاته الناعمة بنبهار مدمدماً.. 
"أنا تقريباً مش بثق في حد غير غفران، وديجا".. 
سكعها بقوة محببه على أخر ظهرها جعلها ترفع رأسها وتنظر له بأعين منذهله.. فنفجر بنوبة ضحك ثانياً، ومال على شفاتيها اقتنص منها قبله سريعه مكملاً.. 
"وطبعاً ثقتي فيكي عمياء يا بيبي".. 
رمقته بنظرة عاتبه، ومالت برأسها على كتفه، وتحدث بصوت مجهد قائله.. 
" اممم بتثق فيا أوي.. علشان كدة ضربت عليا نار أول مرة اشوفك فيها فاكر".. 
صك على أسنانه بعنف، واعتلي الغضب ملامحه الوسيمة.. وتحدث بهدوء قائلاً.. 
"أنا في الوقت اللي ظهرتيلي فيه كنت سيئ جداً يا إسراء.. مكنتش برحم حد حتي نفسي.. مكنتش مصدق إني ممكن في يوم قلبي يميل لوحدة ست".. 
وضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له، وتابع بصوته المزلزل لكيانها.. 
"انتي الوحيدة اللي ملكتي قلبي وخليتني أعشقك، وصدقيني أنا مش قادر أسامح نفسي لحد دلوقتي على اللي عملته معاكي".. 
صمت لبرهه، وتابع بابتسامة باهته.. 
" حتي غفران صاحبي الوحيد معاملتي معاه مكنتش كده نهائي.. كنت بتعامل مع الكل على أنه محل شك..بس غصب عني يا إسراء"..
أمسك يدها، وضعها على الشق الكبير بصدره مكملاً.. 
"من حوالي 9 سنين لما خت الرصاصه دي كنت داخل المستشفى ميت تقريباً.. لدرجة أنهم غطوا وشي وقالوا لخديجة البقاء لله،وقتها طبعاً الدنيا اتقلبت، ونزل خبر موتي في ساعتها، والمستشفى بقت كلها مباحث، وعلى رأسهم المقدم غفران المصري اللي كشف وشي،وصرخ فجأة قالهم دا عايش.. مماتش، ولحقوني على العمليات، وخرجوا الرصاصة بمعجزة".. 
صمت قليلاً يلتقط أنفاسه، وتابع بغصه مريرة، وصوت يملؤه الآسي.. 
" كل دا بسبب امي اللي عايزة تخلص عليها وتورثتي.. فضلت فترة كبيرة في غيبوبه، ولما فوقت عرفت من خديجة ان غفران مسبنيش، وفضل هو الحارس بتاعي لحد ما خرجت من المستشفى، وبقي صاحبي الوحيد من وقتها".. 
اعتدلت "إسراء" بجلستها، وجذبت رأسه داخل حضنها ضمتها بحنان بالغ، وربتت على ظهره برفق متمتمه.. 
" ممكن متفكرش في اللي فات تاني، وخلينا نفكر سوا في اللي جاي".. 
أمسك يدها قبل بطنها بعمق مردداً.. 
" ممكن جداً يا بيبي.. بس قوليلي الأول كنتي عايزه تطلبي مني ايه قبل ما؟! ".. 
توقف عن الحديث،وغمز لها بمكر، وعض شفتيه السفليه بوقاحة.. 
توردت وجنتي "إسراء" بحمرة قاتمة،واخفت وجهها بين كفيها متمتمه.. 
" بطل تكسفني يا فارس، وخليني أقولك أنا عايزة أيه".. 
بعد يديها عن وجهها، ورسم الجدية على ملامحه مردفاً.. 
" طيب قوليلي عايزة أيه الأول علشان اكلم الطيار يستعد، ويجي ياخذنا".. 
ترقرقت عينيها بالعبرات، وتحدثت بتنهيدة حزينه قائله.. 
"مش هينفع نقضي شهر عسل.. كدة ممكن خبر جوازنا يوصل لخطيبتك، وأبوها ويحصلك مشاكل بسببي".. 
"أنتي بتقولي أيه يا بيبي.. أنا انهاردة هعلن جوازنا للدنيا كلها"..
قالها" فارس " ببعض الحدة.. لتسرع" إسراء" قائله بلهفه.. 
"لا يا فارس علشان خاطري بلاش تتسرع، ولو عليا أنا فأهلي اللي هي امي وعارفة بجوازي منك وراضيه، ومامتك وعمتك عارفين ميهمناش حد تاني يعرف خصوصاً لو هيعملنا مشاكل.. أرجوك اسمعني وافهم قصدي من اللي هقوله".. 
"اسمع أيه يا إسراء ها.. عايزة تقوليلي اتجوز ديمة مش كدة".. 
قالها" فارس " بغضب، وهو يجذبها من ذراعها ببعض العنف.. 
حجظت عينيها وهي تطلع به بذهول مدمدمة.. 
" أنت عرفت إزاي؟!".. 
....................... 
" إيمان ".. 
تنظر لزوجها بفرحة غامرة، وتحدثت بلهفه.. 
" بجد يا تامر.. هتوديني أزور إسراء وخالتي الهام؟! ".. 
ابتسم لها" تامر"، ومد يده حمل الصغير منها وتحدث وهو يقبل وجنتيه الممتلئه بحب.. 
"اممم هنروح أنا وانتي والباشا محمود نشوف البرنسيسه إسراء الصغيرة، وهناخدها معانا، ونروح نزور أبوها الله يرحمه علشان انهارده السنويه بتاعته".. 
ربتت" إيمان "علي كتفه مردده.. 
"الله يرحمه ويغفر له يارب.. تعيش وتفتكر يا حبيبي".. 
أخرج "تامر" علبه صغيرة قطيفه من اللون النبيذي من جيب سرواله، واعطاها لزوجته مغمغماً.. 
" أنا جبت الحلق دا لبنت أخويا أيه رأيك فيه؟"..
فتحت" إيمان " العلبه بفرحة حقيقيه، وتحدثت بصدق.. 
"الله يا تامر.. زوقك جميل أوي".. 
قبلت وجنته مكمله.. 
" ربنا يراضي قلبك زي ما بتراضي اليتيم يا حبيبي".. 
"يعني مش زعلانه علشان مجبتلكيش السلسله اللي كان نفسك فيها؟! ".. 
قالها" تامر" بنبرة حانية.. 
حركت "إيمان"رأسها بالنفي سريعاً.. 
"لا والله مش زعلانه.. أنا عمري ما أزعل منك أصلاً يا تامر".. 
"وأنا عمري ما اخلي حاجة في نفسك ومجبهاش يا أم محمود".. 
أردف بها وهو يخرج قلادة رقيقه من الدهب بها أول حرف من اسمه، واسم الصغير، واسمها هي أيضاً.. قفزت "إيمان" من شدة فرحتها، وتعلقت برقابته تمطره بسيل قبلاتها، هو والصغير الذي تعالت ضحكاته متمتمه.. 
" يا حبيبي يا تامر ربنا ميحرمنيش منك، ولا من ابننا أبداً يارب"..
"تامر" وهو يضمها له بحب.. "طيب يله بقي اجهزي بسرعة علشان نلحق أم إسراء قبل ما تسافر مع جوزها".. 
" هي إسراء هتسافر؟!".. 
قالتها "إيمان" بتساؤل.. 
اجابها "تامر" بابتسامة زائفه.. 
"ايوة جوزها بيقولي مسافرين في شغل.. بس شكلهم كدة تقريباً رايحين يقضوا شهر عسل".. 
........................... 
"خديجة"..
تجلس أمام المرآه تتأمل ملامحها بأعين تملؤها العبرات..لا تعلم كيف مر قطار العمر بسرعة البرق.. لم تدري متي أصبحت بسن الثامنة و أربعين،ولكنها تحافظ على جمالها و رونق أطلالتها باهتمام شديد لتظهر وكأنها فتاه لم تتعدي العشرينات بعد وتثبت أن العمر ما هو إلا مجرد رقم.. 
لا زالت تتذكر الليله الأولى التي رأت بها "فارس" الذي لم يكن عمره سوي بضعة أيام فقط، وهي لم تتم عامها الخامس عشر.. 
منذ الوهلة الأولى التي وقعت عينيها عليه تعلقت روحها وقلبها به..أصبح شغلها الشاغل حتي أثناء دراستها.. 
تقدم لخطبتها الكثير من الشباب، ولكنها فضلت "فارس" عليهم جميعاً بعدما أصبحت هي بالنسبه له عائلته الوحيده، وهو الحياة بالنسبه لها.. 
أما الآن فقد أختلف الوضع بظهور "إسراء" التي ملأت قلبه بعشقها لم تكن تتخيل أن تصل شدة تعلقه بها بأن يأخذها معه حتي بعمله.. 
انبلجت شبه ابتسامة على ملامحها رغم عبرتها التي هبطت على وجنتيها ببطء متمتمه بحب صادق.. 
"ربنا يسعدك يا فارس".. 
انتفض قلبها بفزع فجأة، وهبت واقفه ركضت نحو شرفة غرفتها تنظر لما يحدث بأعين منذهله حين رأت الكثير من السيارت  تسير لداخل القصر.. 
"ايه اللي بيحصل دا؟!".. 
قالتها وهي تهرول لخارج الغرفه متجهه نحر الدرج ومن ثم لباب القصر الداخلي.. 
تسارعت نبضات قلبها بقوة، حين استمعت لجرس الباب يصدع مراراً وتكراراً.. علي الرغم أنها تقف خلف الباب، ولكن يدها لم تسعفها بفتحه عندما رأت عبر الزجاج العاتم خيال من يقف أمامه.. 
قلبها يخبرها أن اليوم سيحدث شئ لم تكن تتوقع حدوثه أبداً.. 
"افتح الباب يا خديجة هانم؟!".. 
أردفت بها إحدي العاملات جعلت "خديجة" تنتبه لحالها، وأخذت نفس عميق، ومدت يدها فتحت الباب.. 
لتقع عينيها على رجل فاره الطول.. يقف بشموخ وهيبه تليق به كثيراً .. 
رفعت عينيها ببطء حتي وصلت لوجهه وتقابلت أعينهما للمرة الأولى تسارعت نبضات قلبها أكثر، وتدفقت الدماء نحو وجنتيها وهي تري ملامحه الصارمه والوسيمة رغم شعرة الذي يغلب عليه الشيب، ولكنه ذاد وسامته أضعاف.. 
"مساء الخير يا فندم".. 
قالها الرجل بلهجة جادة، وحاده بعض الشئ.. رمقته "خديجة" بنظرة متعجبه مغمغمه.. 
"مساء النور.. أفندم؟!".. 
لم يبتسم لها ابتسامة مجاملة حتي ، واجابها بنفس نبرته التي أزدادت حدة قليلاً.. 
"أنا هاشم الرفاعي رئيس الحرس اللي بعته المقدم غفران المصري".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أحبيني أكثر!!.. 
بحديقة قصر الدمنهوري..
"إلهام".. 
تجلس على كرسيها المتحرك حاملة الصغير "محمود" على قدم، وحفيدتها "إسراء" على القدم الأخرى.. تقبلهما بحب وتتحدث بفرحة موجهه حديثها ل "إيمان" الجالسه أمامها على أريكة بجوار "خديجة".. 
"ربنا يباركلك فيه، ويجعله بار بيكي يا إيمان يا بنتي".. 
غمغمت "إيمان "بابتسامة واسعه تدل على فرحتها الغامرة.. "يسمع منك ربنا يا خالتي" .. 
تنهدت "إلهام" بصوت عالِ، وتحدثت بقلق قائله.. 
"يا تري يا إسراء يا بنتي عاملة أيه؟".. 
ضحكت "إيمان" بخجل قائله.. 
"عروسة يا خالتي الله.. يعني هتكون عامله أيه.. ادعليها ربنا يفرح قلبها، ويعوضها خير عن التعب اللي شافته".. 
رمقتها "إلهام" بنظرة ذات مخزي،وهي تقول.. 
"ما انا بدعيلها والله يا بت يا إيمان، وبدعيلك انتي كمان يا حبيبتي بس انا قصدي ان بنتي بتخاف أوي .. من صغيرها عمرها ما كانت ترضي تركب مرجيحه، ولا عجلة، ولا مركب في النيل زي زميلاتها،واتحايل عليها أقولها يابنتي العبي وأفرحي معاهم تقولي لو ركبت المرجيحة ولا مركب بحس أني دايخة جامد وبفضل أرجع".. 
وضعت يدها على موضع قلبها، وتابعت بخوف ظاهر على محياها الطيبة.. 
" أمال هتعمل أيه بقي وهي راكبة الطيارة ومتشعلقة بين السما والأرض كده؟! ".. 
ربتت" إيمان " على يدها برفق متمتمه بابتسامتها الحانية.. "أنا عارفة يا خالتي إن إسراء خوافة .. بس اطمني جوزها معاها، وشكله بيحبها أوي، وحبه ليها هيطمنها، ويضيع خوفها دا متقلقيش".. 
وجهت" إلهام " نظرها ل" خديجة" التي تبتسم بشرود، وعينيها ثابته على شيء ما.. عقدت" إلهام " حاجبيها، وتطلعت لما تنظر له.. وجدت "تامر" زوج" إيمان " يقف على مسافة منهم برفقة رئيس الحرس الجديد" هاشم الرفاعي".. 
يقف بهيبة، وهنجعيه تليق به كثيراً.. يرتدي بدلة أنيقة من اللون الأسود، وقميص من نفس اللون، يخفي عينيه الثاقبه التي تتابع كل شيء حوله بتركيز شديد خلف نظارة شمسية، ويتحدث من حين لأخر بجهاز اللاسلكي الموضوع بأذنه يملي أوامره على طاقم الحراسة الخاص به بمهارة، واحترافيه.. 
ابتسمت "إلهام" بخبث، وتحدثت بجدية مصطنعة قائله.. 
" شكله شديد أوي اسم النبي حارسة هاشم دا.. مش كدة يا خديجة يا أختي؟!".. 
أنتبهت "خديجة" على نظرتها التي اقتربت للبلاهه قليلاً، وابتعدت بنظرها عن "هاشم" الذي انبلجت شبه ابتسامة على ملامحه الصارمة اخفاها سريعاً حين لمح توترها، وتفهم أن" إلهام" قد لاحظت نظرتها له.. فعينيه تراقبها من خلف نظارته..
" أيوه فعلاً يا لوما.. شكله شديد خالص".. 
قالتها "خديجة" برقتها المعهوده، وقد توردت وجنتيها بحمرة الخجل حين رأت نظرة "إلهام" العابثه لها، وابتسامتها الواسعه تخبرها بها أنها قرأت ما يدور بخاطرها، وإعجابها بهذا ال "هاشم" ظاهر على ملامحها البريئه بوضوح.. 
ابتلعت لعابها بصعوبة، وهبت واقفه فجأة، وتحدثت باستعجال قائله.. 
"أنا هروح أشوف مارفيل، وديمة صحيوا ولا لسه".. 
"اقعدي بس يا خديجة ما أنتي قولتيلي قبل كده أنهم بيصحوا المغرب، ولا بعد المغرب كمان.. عايزاكي تتصلي على فارس واسراء نطمن عليهم الأول..نشوفهم وصلوا بالسلامة ولا لسه".. 
"هتصل عليهم حالاً من عنيا يا لوما".. 
قالتها" خديجة" بابتسامة، وهي تجلس مره ثانيه، وامسكت هاتفها تطلب رقم" فارس ".. زمت شفتيها، وقالت بأسف.. 
"التليفون مغلق برضوا .. يبقوا في الطريق لسه".. 
" توصلي بألف سلامة أنتي وجوزك يا إسراء يا بنتي".. غمغمت بها" إلهام " بسرها، وهي تمسد بيدها على شعر حفيدتها الكستنائي الحريري الذي يشبه شعر ابنتها بالمثل.. 
هبت "خديجة" واقفة، وتحدثت بخجل، وارتباك قائله.. 
"أنا هروح اعمل حاجة نشربها كلنا".. 
"وماله يا حبيبتي، وبالمرة اعملي حساب أسى الأستاذ هاشم معاكي"..
قالتها "إلهام " بجدية مصطنعه، وهي تنظر بتجاه "هاشم" الواقف على مقربه منهما، واستمع لحديثهما فتوجه بنظره نحوهما، وأبتسم لهما أبتسامتة الرزينه قاصداً بها تلك الرقيقه" خديجة".. 
..................................... 
..بمكان آخر..
جزيرة الجفتون من أجمل مواقع الغردقة، و من أهم المقاومات السياحية.. 
هبطت الطائره الهليكوبتر الخاصة بمجموعة شركات الدمنهوري.. 
على "جزيرة الجفتون".. "giftun island" 
تعتبر هذه الجزيرة الأولى من حيث الأهمية للقطاع السياحي حيث أنها الجزيرة الوحيدة المسموح بالنزول عليها..تتميز بموقعها القريب من مدينة الغردقة وبرمالها الناعمة وما يحيط بها من مواقع غوص..وتعتبر من أفضل الأماكن السياحة .. 
هبطت الطائره على مقر خاص بها أعلى إحدي الفنادق الذي يملكها "فارس".. 
من أفخم وأشهر فنادق الغردقه.. 
"وصلنا يا روحي".. 
قالها "فارس" بأذن "إسراء" المنكمشه على نفسها داخل حضنه..تختبئ بوجهها بصدره.. ممسكة بقميصه الأبيض بكلتا يديها..
رفعت رأسها ببطء، ونظرت له بملامح شاحبه من شدة خوفها، وهمست برجاء بصوت مرتعش متقطع.. 
"الحمد لله.. نزلني بقي يا فارس بسرعة بالله عليك".. 
تعرقت جبهتها بشدة.. ارتجف جسدها بين يديه بقوة، وشعرت بالهواء ينسحب من رئتيها، وقبضت على يده فجأه بأناملها الباردة.. 
"أهدي حبيبتي.. متخفيش أنتي في حضني".. 
أردف بها "فارس" وهو يقوم بفك حزام الأمان من حوالها، وحزامه أيضاً..
لف يده حول خصرها، ورفعها بيد واحده، وهب واقفاً بحذر، وهبط بها بتراوي على درج الطائره حتي، وقف على الأرض.. 
عدل وضعها داخل حضنه، واضعاً يد أسفل ركبتيها، والأخرى خلف ظهرها، وحملها بين يديه وسار بها نحو المصعد.. 
شهقت هي بضعف، وهمست بوهن.. 
"فارس نزلني عايزه أرجع" .. 
اعتلت ملامح "فارس" القلق، وانتفض قلبه بهلع حين شعر بشدة تعبها وجسدها الذي تراخي بين يديه.. 
"هات باسكت بسرررعه".. 
قالها "فارس" بلهجة حادة لإحدى حراسه.. الذي هرول مسرعاً وعاد حاملاً صندوق صغير وضعه أمامها أرضاً.. 
أنزلها بحرس شديد،وطوقها بذراعيه القويتين.. ظهرها مقابل صدره، ومال معها للأمام لتبدأ هي تتقيأ بعنف، وتأن بألم حاد.. 
بينما هو يمسد على معدتها بحنان بالغ متمتماً بلهفه.. 
"خدي نفسك براحة.. إسراء أهدي يا روحي.. متخفيش أنا معاكي".. 
"أنا أسفه.. بس دي أول مرة اركب طيارة والله".. 
همست بها بصعوبة بالغة من بين آهاتها الحادة.. 
"هششش.. أهدي أنا عارف"..
قالها "فارس" وهو يزيد من ضمها له، ويده مازالت تمسد على معدتها تاره، وعلى جبهتها ووجنتيها تاره.. ويمسح فمها بأنامله تاره أخرى وهو يبتسم لها ابتسامته المطمئنة.. 
هدأت نوبة الزعر التي كانت تداهما بقسوة، وألقت بثقل جسدها على جسده متمتمه بخجل.. 
" قولتلك بلاش أنا اركب الطيارة، وأنت اللي صممت".. 
حملها بلهفه لتسرع هي بلف يدها حول رقبته، ودفنت وجهها بعنقه.. 
تابع سيره بها نحو المصعد.. مال على جبهتها قبلها قبله طويله عميقه وهو يقول بصوت يكاد يكون مسموع حتي لا يصل لسمع حراسه الواقفين خلفه..
"نوصل بس جناحنا يا بيبي، وهساعدك تاخدي شاور جامد هفوقك بيه بطريقتي وهخليكي ترجعي زي الحصان ".. 
رفعت وجهها ونظرت له بأعين متسعه، وقد أشتعلت وجنتيها بحمرة قاتمة.. بينما هو التمعت عينيه ببريق متوهج من شدة إشتياقه، ورغبته بها.. 
"أنت مش قولتلي عندك أجتماع مهم".. 
همست بها بعدما خطي بها داخل الجناح، وأغلق الباب خلفه مستند عليه بظهره، وبدأ يغمرها بقبلاته الساخنه التي تذيب عظامها، وتدفعها للأستسلام الكامل له.. 
"هطمن عليكي الأول وبعدين احضر الاجتماع،وأرجع اطمن عليكي تاني وتالت، ورابع".. 
سيطرت على مشاعرها معه بصعوبة بالغة، ودفعته عنها من كتفيه بكلتا يديها بضغف، ولكنه ظل يقبلها بلهفه دون توقف.. ينثر قبلات صغيرة على كافة وجهها..نظرت له بأعين تترقرق بها العبرات متمتمه.. 
"أنا اللي عايزه اطمن عليك يا فارس،وعايزة أعرف أنت ناوي على أيه الأول مع مامتك وديمة؟".. 
ابتلعت غصه مريره بحلقها، وحاولت كبح عبراتها التي خانتها وهبطت ببطء على إحدي وجنتيها، وهمست بنبرة يملؤها الآسي.. 
"أنا ماعنديش إستعداد أبداً أخسرك، ولا هستحمل أشوفك داخل عليا في يوم متعور، ولا سايح في دمك زيي ما شوفتك قبل كده.. مش هستحمل أشوف حياتك في خطر كده دايماً وممكن لقدر الله تروح مني في أي وقت"..
صمتت لبرهه، واجهشت بالبكاء مكمله بجمله جعلت قلبه يعتصر ألماً وكأن تلقي طعنه قوية بسكين بارد حين قالت بتقطع.. 
"أنا عايزاك أنت اللي تدفني يا فارس.. فاهم".. 
توقف عن تقبيلها بصدمة.. جملتها كانت بمنتهي القسوة.. تصلب جسده للحظات، ومن ثم خطفها بعناق محموم كاد أن يكسر عظامها من قوة ذراعيه على جسدها الصغير.. 
طال عناقهما وكل منهما لا يود الإبتعاد عن الأخر لعل هذا العناق المحموم يهدأ ارتعاد قلبهما.. 
عادت ملامح" فارس" الهائمه بها لصرامتها فجأه.. وسار بها نحو الفراش.. اجلسها عليه برفق.. وجذب مقعد وجلس عليه أمامها ممسك يدها بين كفيه.. 
ساد الصمت للحظات تقطعه صوت شهقاتها التي تجاهد للسيطرة عليها..رغم أن هناك جزء بقلبه أكثر من سعيد بخوفها هذا عليه.. إلا أن جملتها الأخيرة جعلت الفزع، والرعب يتملك منه.. خائف عليها هي أكثر من نفسه.. 
"قوليلي الأول حاسه إنك أحسن دلوقتي؟".. 
همس بها "فارس" بنعومة، وهو يرفع يدها على شفتيه يقبلها بعشق.. 
حركت رأسها بالايجاب، وهمست بستحياء.. 
"الحمد لله أحسن شوية"..
وضعت يدها الصغيرة على وجنته، وتابعت بابتسامتها الخلابة.. 
"اتكلم قولي اللي جوه قلبك أنا سمعاك".. 
أخذ نفس عميق، وتحولت ملامحه لأخري شرسه مدمدماً.. 
"اطمني  أنا ناوي على كل خير، وهاخد حقي وحقك وحق ديجا كمان من اللي هددوها بيا علشان كدة قالتلك تسبيني اتجوز ديمة".. 
صمت لوهله يلتقط أنفاسه، وتابع وهو يصطك على أسنانه بغضب، وغيظ شديد.. 
"مارفيل هتاخد عقابها على كل اللي عملته فيا"..
"بس عايزه أقولك حاجة مهمة.. لو هي نسيت إنك ابنها.. أوعى أنت تنسي أنها أمك يا فارس"..
قالتها" إسراء "وهي تمسد بكف يدها على صدره، وكأنها تمتلك مفعول السحر لمحي الألم الحاد الذي يكمن داخل قلبه بحركتها هذه التي بات يعشقها "فارس" مؤخراً..
أغلق عينيه بستمتاع من قربها، وتنهد براحة، وهو يضم يدها لصدره بيده بقوه مغمغماً.. 
"فاكر يا إسراء وعمري ما نسيت أنها أمي وإلا كان زماني مخلص عليها من ساعة ما عرفت أنها هي اللي ورا كل محاولات القتل اللي اتعرضت ليها في حياتي"..
صمت لبرهه، وتابع بتأكيد..
"وبالنسبة لخطوبتي من ديمة أنا هنهيها الليله و مش هاتجوزها طبعاً لأني ببساطة".. 
غمز لها بمكر مكملاً بشقاوة لا تخلو من وقاحته..
"بحب مراتي اللي هي أنتي يا بيبي، ومستحيل واحدة غيرك أنتي تشيل أسمى أو حتي تدوق حضني يا إسراء".. 
اعتلت ملامحه ابتسامة خبيثه، وهب واقفاً أمامها.. خلع معطفه والقاه على المقعد بأهمال..
كلماته الصادقة جعلت قلب "إسراء" يتراقص بسعادة، وعضت على شفتيها بخجل وضحكت بغنج حين رأته بدأ يفك أزرار قميصه واحد تلو الأخر وهو يقول بمكر...
" حضني، وقلبي وكلي ملكك أنتي وبس يا بيبي، ودلوقتي بقي سبيني اطمن عليكي بطريقتي، وكمان في مفاجأت كتير عاملها ليكِ انهارده أنا واثق أنها هتعجب القمر بتاعي".. 
اقترب منها حد الألتصاق واضعاً جبهته على جبهتها، وهمس أمام شفتيها، وهو يحملها، ويسير بها تجاه الحمام الخاص بالجناح.. 
" أشتاقك يا نبع الدماء بأوردتي،واطمئني ساحرتي لن أتخلي عن قلبك الذي ينبض بحبي.. فقط أحبيني أكثر وأكثر، ودعيني أنا أغمرك بعشقي".. 
"بتجيب الكلام اللي يجنن دا منين بس يا أبو الفوارس؟!".. 
همست بها، وهي تقبل لحيته قبله رقيقه على استحياء تشنج جسده بقوة أثارها، وأطارت بها اللُب من عقله، وزادت جنونه بها أضعاف مضاعفه.. 
........................................ 
.. بالقصر.. 
"يعني ايييييه سافر فجأة يا ديجا؟!".. 
صرخت بها "ديمة" بغضب شديد.. لترمقها "خديجة" بنظرة حارقه مردفه بأمر.. 
"وطي صوتك دا وانتي بتكلمني يا ديمة، وفارس سافر علشان عنده شغل مهم".. 
دارت" ديمة" حول نفسها بجنون، وتحدثت بذهول.. 
"دا أنا بقالي كام يوم هنا معاه في القصر ومش عارفة اتلم عليه.. يقوم يسافر،وميقولش هو رايح فين حتي؟!".. 
"عزيزتي ديمة حدثي والدك وأخبريه عن أفعاله المشينه معكِ، وبالتأكيد سيكون على علم بمكانه ويخبرك".. 
أردفت بها" مارفيل " ببرود، وهي تتناول سيجارها برفقة كأس الخمر المعتاد لها.. 
ابتسمت "ديمة" ابتسامة مصطنعه تظهر بها الحقد، والشر بعينيها، وتحدثت موجهه حديثها ل "خديجة".. 
" انا هعرف هو فين، وهروح له لو حتي في المريخ"..
أنهت جملتها، وسارت لخارج القصر ساحبه حقيبة ثيابها خلفها.. 
انتظرت" خديجة" حتي تأكدت من ذهاب" ديمة" وتحدثت بصوت عالِ فجأة قائله بلهجة حادة جديدة كلياً على شخصيتها الهادئه.. 
" نادي رئيس الحرس حالاً يا صابرين".. 
هرولت" صابرين" مندفعه نحو الخارج أمام أنظار "مارفيل" الساخرة، وعادت بعد لحظات برفقة "هاشم" الذي خطي خلفه أكثر من عاملة غير "صابرين".. 
زحف الرعب لقلب "مارفيل" حين لمحت نظرة "خديجة" المتشفيه المسلطة عليها، وتحدثت دون إبعاد نظرها عنها قائله بأمر.. 
" خدو مارفيل هانم لمكانها الجديد".. 
غمغمت "مارفيل" بعدم فهم قائله..
 "ماذا يحدث هنا خديجة؟!".. 
ابتسمت لها "خديجة" ابتسامة زائفه مردفه بأسف مصطنع.. 
" حان وقت عقابك مارفيل"..
سقط الكأس الكريستال من يدها أرضاً تحطم لأجزاء بعدما ارتجف جسدها بفزع، ونظرت للعاملات اللواتي اقتربن عليها بنظرات زائغه تدل على شدة خوفها،وقد أدركت أنها من الآن ستدفع ثمن جرائمها الشنعاء بحق وحيدها.. 
...........................................
..بعد مرور عدة ساعات..
خيم الليل بستائره السوداء التي تلتمع بها رونق النجوم..
داخل الجناح الخاص ب "فارس" وساحرته..
على فراش وثير مملوء بأروع الورود من اللون العنابي، والأبيض، وعلب من القطيفه تحتوي على أرقى و أفخم المجوهرات، وقطع الماس التي تعتبر نادره..
تغص "إسراء" بينهما بنومٍ عميق من شدة إجهادها..
رنين الهاتف المستمر جعلها تتملل بنومها بعدما شعرت ببروده تجتاح أوصلها حين وجدت نفسها وحيدة بالفراش.. ليست داخل حضن زوجها الذي يحتويها، ويضمها بحماية تطمئن قلبها وتشعرها بالدفء والأمان ..
فتحت عينيها ببطء، واعتدلت جالسه بتكاسل، تبحث عنه في الغرفة ذات الإضاءة الخافته..
ليصدع رنين الهاتف مجدداً فمدت يدها، ورفعت السماعة وضعهتها على أذنها.. ليأتيها صوت والدتها تتحدث بلهفه..
"الو.. إسراء انتي معايا يا ضنايا"..
دمدمت "إسراء" بصوت هامس.. "امممم..أيوه ياماما انا معاكي يا حبيبتي.. طمنيني عليكي ،وعلى إسراء عاملة أيه وديجا كمان"..
أطلقت "إلهام" أنفاسها الحبيسه أثر قلقها عليها، وضحكت بعبث قائله..
"احنا زي الفل.. طمني قلبي عليكي أنتي وعلى أحوالك يا حبيبة أمك "..
تنهدت "إسراء "براحة وهي تتقلب بين الورود وتستنشق عبيرها بستمتاع مغمغمه..
" أنا الحمد لله كويسة أوي يا ماما، وفرحانه ومبسوطة أوي وحاسة كأني عايشة حلم جميل مش عايزه أصحى منه أبداً"..
التمعت أعين" إلهام "بدموع الفرحة، وتحدثت بحب شديد..
" ربنا يفرح قلبك ويسعد أيامك، ويجعل فارس عوض ليكي وأنتي عوض ليه، ويرزقكم بالذرية الصالحة اللهم امين يارب العالمين يا حبيبتي "..
كانت ابتسامة" إسراء " تضئ وجهها، وظلت تأمن على دعاء والدتها،ولكن تلاشت ابتسامتها شيء فشيء حين دعت لها بالذرية الصالحة..تذكرت حينها تلك الوسيلة التي تمنعها من الحمل..
" ماما اقفلي هعمل حاجة وأكلمك تاني"..
قالتها باستعجال، وهي تستعد بمغادرة الفراش..
" افتكرتي الوسيلة اللي قولتلك شيلها من بدري يا إسراء مش كدة؟"..
أردفت بها "إلهام" بنبرة عاتبة.. لتستطرد دون أنتظار سماع رد منها..
"انتي جوزك جنبك؟!"..
اجابتها "إسراء" بنبرة مرتجفه تدل على شدة توترها..
"لا عنده شغل مهم قالي هيخلصه متأخر شوية ويرجع"..
أخذت" إلهام "نفس عميق، وتحدثت بتعقل قائله..
"طيب اسمعيني كويس يا حبيبتي .. خليكي صريحة مع جوزك من أولها يابنتي، وقوليله الحقيقة وهو يوديكي لدكتورة يا إسراء.. متخبيش عنه أي حاجة ممكن تعمل مشكلة بينكم لو عرفها من برة يا بنتي"..
احتقن وجه" إسراء "بحمرة الخجل، وببوادر بكاء همست..
"اقوله أيه بس يا ماما..هتكسف وهخاف كمان اقوله حاجة زي دي.. مضمنش رد فعله هيكون أيه او هيفكر فيا إزاي "..
صمتت للحظه وتابعت..
"هو قالي لو احتجت اي حاجة أطلبها بالتليفون.. فأنا هطلب دكتورة تطلعلي هنا في الأوضة قبل ما يجي"..
"إلهام" بنبرة راجية.. "يابنتي ريحي قلبي وأسمعي كلامي وقولي لجوزك ومتخفيش انتي مش عاملة حاجة غلط.. لكن لو خبيتي تبقي بتوقعي نفسك في غلط أنتي في غني عنه"..
"إسراء "بعدم اقتناع وقد هيئ لها عقلها بأن" فارس" من الممكن يسيئ بها الظن حين تخبرة انها تستعمل وسيلة لمنع الحمل وزوجها توفي له عام كامل..
"طيب يا ماما خليني بس أجرب كده وأسأل حتي دكتورة واشوفها هتقولي أيه قبل ما فارس يجي وهرجع أكلمك تاني".. غمغمت بها وهي تستعد لإغلاق الهاتف..
"طيب يا بنتي.. هستناكي تطمنيني"..
قالتها "إلهام" بيأس وقد أدركت أن ابنتها لن تستمع لحديثها قبل أن تنفذ ما يدور بعقلها..
" حاضر يا حبيبتي اطمني، وبوسيلي إسراء.. مع السلامة ".. 
أغلقت الهاتف، واسرعت بطلب رقم أملاه عليها زوجها إذا احتاجت لأي شيء..
"تحت أمرك يا هانم"..
هكذا إجابتها إحدي العاملات المخصصه لها وحدها..
عضت "إسراء" على شفتيها وهمست بخجل..
 "لو سمحتي عايزه دكتورة أمراض نسا تطلعلي الأوضة عندي حالاً"..
................................................. 
.. داخل المكتب الخاص ب فارس..
يجلس "فارس" على رأس طاوله بوجهه يظهر عليه الغضب الشديد.. يتحدث بصرامته المعهودة..
جعل الجميع يتأهب له ويتابعونه باهتمام وخوف ليطول غضبه أحدهم ..
"عايز في خلال ربع ساعة بالكتير يكون قدامي هنا كل الملفات الخاصة بشغلنا مع رئيس الوزراء.. مفهوم"..
دوي صوتهم بنفس واحد.. "مفهوم يا فارس باشا"..
حرك "فارس" رأسه بالايجاب.. وفتح اللاب الخاص به يتفحصه بتركيز شديد..
ساد الصمت قليلاً والجميع يتابع عمله بنشاط واجتهاد.. 
ليصدع صوت رنين هاتفه.. فأسرع بالضغط على زر الفتح وتحدث بلهفه..
" ايه الأخبار؟ "..
" فارس باشا الهانم طالبة دكتورة عندها في الجناح حالاً، وصوتها باين عليه التعب سيادتك"..
سقط قلب "فارس" أرضاً بعدما تملك منه الهلع من شدة خوفه على زوجته.. انتفض واقفاً فجأة، وسار بخطي شبه راكضه نحو الخارج مغمغماً بأمر قبل أن يغادر الغرفة..
"محدش يتحرك من مكانه.. كملوا شغلكم وابعتولي التقرير على جناحي"..
أنهى حديثه وغادر الغرفة بهروله متوجه نحو جناحه الخاص به هو وساحرته.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بإحدى عمارات الدمنهوري القريبه من قصر "فارس".. 
داخل شقة من الطراز الحديث.. مجهزة من كافة شيء، ولكن بابها، ونوافذها من الحديد .. 
تقف "مارفيل" بملامح باهته.. تنظر حولها بنظرات منذهله، وتتحدث بصوت مرتجف قائله.. 
"أين أنا يا خديجة؟!".. 
دارت "خديجة" حولها بخطوات بطيئه تدب الزعر بأوصالها مردفة بهدوء مريب.. 
"هنا شقتك الجديدة مارفيل.. ستظلين بها إلى الأبد، ومن اليوم سيتم معالجتك من إدمان الكحول، ولعب القمار الذي جعلك تخسرين أموالك وتفكرين بأنهاء حياة إبنك حتي تستطيعي وضع يدك القذرة على أمواله".. 
فقدت "مارفيل" السيطرة على خوفها، وبدأت تركض بندفاع كمحاولة منها للهرب مردده.. 
" أنا لم أفعل شيء.. اتركوني أعود لموطني، واقسم إني لن اريكم وجهي مرة أخرى".. 
سيطرت العاملات على حركاتها الجنونيه، وقاموا بتقيدها على الفراش حتي لا تؤذي نفسها.. بينما"خديجة" تقف أمامها ترمقها بنظرات محتقرة وهي تقول بأسف.. 
"رغم أفعالك المشينه، ومحاولات قتلك المتعددة ل "فارس" الذي أوشك على الموت عدة مرات بسببك أنتي.. إلا أنه سيبقي بجانبك حتي تتماثلين الشفاء من تلك السموم التي تتعاطيها"..
غمغمت "مارفيل" بنبرة متوسلة.."لا أريد منه أي شيء.. فقط اخبريه ان يتركني أرحل، واقسم لكم أنني لن أعود ثانياً".. 
بكت بنحيب وتابعت.. 
" سيتركني هنا حتي القي حتفي.. لا أريد أن أظل وحيدة بين تلك الأبواب الحديديه"..
سارت" خديجة " لخارج الشقة، وتحدثت قبل أن تغلق الباب الحديدي خلفها.. 
"هذا أهون عقاب تستحقيه مارفيل.. فأنتي صدقاً تستحقين الموت بعدد جميع الطلقات التي أصابت جسد أبني فارس".. 
أنهت جملتها وأغلقت الباب خلفها.. تاركه مارفيل تصرخ بنهيار شديد وقد أدركت أنها لن تري ضوء الشمس ثانياً إلا عبر تلك القضبان الحديديه الموضوعه على كل منفذ بالشقة حولها.. 
.. خرجت" خديجة "من المبني  خلفها "هاشم" الذي سابقها بخطوة، وقام بفتح الباب الخلفي لها.. 
"ميرسيي".. 
همست بها "خديجة" وهي ترتجل السيارة بستحياء.. 
أغلق "هاشم" الباب وصعد بجوار السائق مردفاً بتساؤل .. 
"هنرجع القصر يا هانم؟".. 
لم تجيبه "خديجة" فقد كانت منشغلة بستنشاق رائحة عطرة المثيرة بستمتاع.. 
عقد "هاشم" حاجبيه، ونظر لها بالمرآه، وجدها تنظر له بابتسامة شارده لا تخلو من الإعجاب.. 
التفت لها وتطلع لملامحها البريئه بابتسامته الرزينه مدمدماً.. 
"خديجة هانم".. 
انتبهت" خديجه" على حالها فرسمت الجدية على ملامحها التي توردت بحمرة قاتمة، وتنحنحت بخجل قائله.. 
"اححم.. أنتو وافقين ليه"..
"بسأل سيادتك.. هنرجع القصر".. 
قالها "هاشم" بصوته المزلزل الذي يروق ل "خديجة" كثيراً.. لأول مرة بحياتها يثير رجل إعجابها لهذه الدرجة..تريد معرفة كل شيء عنه..تشعر بالفضول تجاهه بشدة خاصةً حين لمحت يده فارغة.. لا يرتدي خاتم زواج وهذا أثار فضولها أكثر.. 
ابتعدت عن عينيه التي ترمقها بنظرات متأملة تزيد من توترها، وخجلها، وتحدثت بقوة زائفه.. 
"لا عايزه اشم هوا شوية في مكان هادي".. 
.................................... 
.. بالجناح الخاص ب فارس وزوجته.. 
داخل غرفة الملابس الذي قام بنتقائها "فارس" لزوجته على زوقة الخاص.. 
تقف "إسراء" تبحث عن شيء ترتديه فوق قميصها الوردي.. 
أمسكت روب حريري من نفس لون القميص، وارتدته على عجل فور سماعها لطرقات على باب الجناح.. 
"ادخل".. 
أردفت بها وهي تغلق رباط روبها باحكام، وغادرت غرفة الملابس حين تأكدت من وجود الطبيبه بمفردها عبر الشاشه الموضوعه على الحائط أمامها تظهر لها كل ركن بالجناح.. 
تقف الطبيبه داخل غرفة خاصة بالزوار.. 
"حضرتك دكتورة نسا؟!".. 
قالتها "إسراء" بتواضع أذهل الطبيبه.. فاجابتها ببتسامة مردده.. 
"ايوه يا هانم.. أسمى سلمي.. تحت أمر حضرتك"..
بادلتها "إسراء" الابتسامة متمتمه.. "الأمر لله وحده يا سلمي".. صمتت لبرهه، وتابعت بخجل وهي تفرك أصابعها ببعضهما قائله بهمس.. 
"بصي أنا مركبة وسيله لمنع الحمل، وعايزة اشيلها".. 
الطبيبه بعمليه.. "تمام.. أنا معايا كل الأدوات اللي هحتاجها.. بس لازم اعرف اخر ميعاد للبيريوت بتاعت حضرتك كانت أمتي؟! ".. 
غمغمت" إسراء " بستحياء قائله.. " تقريبا من 12يوم"..
الطبيبه بأسف.. "كده مش هينفع اشيل لحضرتك الوسيله  دلوقتي خالص.. الأفضل نستني ونشلها بعد أنتهاء البيريوت مباشرةً".. 
صكت" إسراء " على أسنانها متمتمه بنبرة راجيه.. 
"بس أنا عايزه اشيلها دلوقتي ضروري لو سمحتي".. 
الطبيبة.. " صدقيني مش هينفع حضرتك.. اللولب بالذات تركيبه أو شيله يفضل يكون بعد انتهاء البيريوت على طول ودا علشان نتأكد أن مافيش حمل دا أولاً، وكمان علشان يكون تركيبه أو شيله سهل وميتعبش حضرتك".. 
همت "إسراء" بالحديث، وقد حسمت أمرها بأن تجعلها تخلصها من تلك المانع حتي لو هيتسبب بألمها،ولكن استمعت لصوت زوجها الذي خطي لداخل الجناح من باب أخر.. 
ارتعد قلبها،ودون أرادتها دفعت الطبيبه برفق نحو باب الخروج متمتمه.. 
" طيب اتفضلي انتي دلوقتي".. 
انصاعت الطبيبة على الفور، وخرجت من الباب بنفس اللحظه الذي دخل بها "فارس" الغرفه.. 
"إسراء.. أنتي كويسه حبيبتي".. 
قالها،وهو يقطع المسافة بينه وبينها، وانتشلها داخل حضنه يضمها بلهفه.. 
لفت يدها حول خصره، وضمته لها بقوة، وتمسحت بوجهها داخل حنايا صدره كالقطة الوديعه مدمدمه بصوت هامس.. 
"اممم أنا كويسه.. اطمن".. 
"بلغوني انك طلبتي دكتورة، وصوتك كان تعبان".. 
وضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له، وتابع بقلق ظاهر على محياه الوسيمه.. 
"فيكي أيه يا روحي".. قبل جبهتها مرات متتاليه مكملاً.. "قوليلي فيكي أيه متتكسفيش مني".. 
اشتعلت وجنتيها بحمرة قاتمة، وأسرعت بالأختباء داخل حضنه، وجاهدت على أخباره بالحقيقه إلا أن لسانها انعقد تماماً وكأنها فقدت القدرة على الحديث، وتناست الحروف.. 
"أنا السبب صح.. قسيت عليكي".. 
قالها "فارس" هامسًا بحميمية أيقظت كل مشاعرها تجاهه مرةً واحدة.. 
علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر يديه التي تطوقها بقوة تسير على كامل ظهرها يربت عليه بحنان بالغ.. 
"شوقي وعشقي ليكي كانوا أقوى مني.. حقك عليا.. مكنتش أقصد أتعبك"..
 قالها وهو يحتضن وجهها بين كفيه، ومال على شفتيها اقتنص منها قبله رقيقه بتمهل دفعتها للإنهيار داخليًا و أطلقت أنفاسها المحبوسة برئتيها.. 
"فارس.. أنا كويسه.. متقلقش.. كنت بسأل الدكتورة على حاجة وبس مش أكتر".. 
همست بها بتقطع، وهي تندس داخل صدره مرة أخرى مكمله.. 
" تعالي خليني أطمن على عيونك بنفسي".. 
هم بالرد عليها، ولكن صدع رنين هاتفه.. فأخرجة من جيب سرواله،وأسرع بالرد.. 
"ها يا غفران. أيه الأخبار؟! ".. 
" غفران".. " ديمة عرفت طريقك،وفي طريقها ليك دلوقتي بعد ما استلمت كمية كبيرة من البودرة".. 
"كده نفذ اتفقنا يا صاحبي".. 
قالها" فارس" وهو يبتعد عن "إسراء" بتمهل، وسار نحو الشرفة.. 
وضعت "إسراء" يدها على قلبها تحاول تهدئة دقاته المتسارعة، وتنهدت برتياح متمتمه لنفسها.. 
" ياربي كنت نفسي أقولك والله يا فارس بس خايفه أوي"..
هرولت تجاه غرفة الملابس بفرحة غامرة، وبدأت تنتقي ثوب جديد ترتديه لزوجها.. 
"خليني اخد عليك شويه كمان، وأكيد هقولك مش هخبي عليك يا أبو الفوارس".. 
انتقت سلوبت بيضاء بفتحة صدر واسعه تظهر كتفيها، وأول ظهرها.. أخذتها وركضت لداخل الحمام غالقه الباب خلفها.. 
بينما "فارس" مازال يتحدث بالهاتف مغمغماً.. 
"أنا عايزها تخرج من الحجز متنفعش نفسها تاني يا غفران"..
" غفران".. "اطمن أنت عارف حبايبي كتير بفضل الله، وكلهم يتمنوا يخدموني.. بس اعمل حسابك سيادة الوزير مش هيسكت على اللي هيحصل لبنته في الحجز يا فارس، وهيعرف أننا ورا القبض عليها والحرب هتبدأ بنا وبينه يا صاحبي ".. 
ضحك" فارس "ضحكه مزيفه، وبثقه تحدث قائلاً.. 
" الحرب دي هتنتهي وهنطلع احنا الكسبانين اول ما أوري لمعالي الوزير النصايب اللي بنته عملتها صوت وصورة، وانها كانت على علم بمين اللي بيحاول يموتني، ووقفت تتفرج عليا، وتهدد خديجة أنها هتقتلني وكمان عايزه تلبس مراتي قضية مخدرات يا غفران".. 
ضحك "غفران" مردداً..
"أديها هتلبسها هي، وهتترمي مع البلطجية في الحجز اللي هيدوها شوية ضرب ياض يا فارس هيربوها من أول وجديد.. متشلش هم حاجة أنت عريس.. اقفل ياللا وأنا هخلص وأبقى اطمنك.. سلام"..
أغلق" فارس" ووقف بمكانه ينظر للفارغ أمامه بشرود.. فما يحدث حوله لم يكن سهل عليه خاصةً ما فعله بوالدته.. رغم كل ما فعلته إلا أن قلبه اعتصر حين استمع لصرخاتها المتوسله بالهاتف.. تصرخ بألم حين قل من جسدها جرعة الخمر المتعود عليه.. 
بينما" إسراء " أنتهت من أخذ حمام دافء استعادة به نشاطها.. ارتدت السلوبت الذي زادها جمال فوق جمالها.. مشطت شعرها الحريري، وعقدته ذيل حصان وتركته منسدل على ظهرها.. 
وضعت لمسات لا تذكر من مساحيق التجميل جعلتها بغاية الفتنة.. 
خطت لداخل الغرفة فور خروجها من الحمام تبحث عن زوجها بلهفه.. وجدته يقف بشرود كما هو بشرفة الجناح.. 
سارت نحو الهاتف الذي أهداه زوجها لها، وقامت بتشغيل إحدي اغانيها المفضله التي وصلت موسيقاها لسمع "فارس" جعلته يستدير ببطء وقد اختفي ضيقه وانبلجت ابتسامة هادئه حين استنشق عبير رائحة ساحرته.. 
لتجحظ عينيه حين رأها تنظر له من فوق كتفها العاري بغنج.. وقد ظهر قوامها الممشوق بتلك السلوبت التي ظهرت جمال وروعة منحنايتها المثيرة.. 
سار نحوها بخطوات هادئة.. وعينيه تشملها بنظرة متفحصة لا تخلو من الانبهار بجمالها الفتان حتي توقف خلفها مباشرةً..
لف يده حول خصرها وضمها داخل حضنه ظهرها مقابل صدره، ومال على عنقها يستنشق عبيرها ويهمهم بستمتاع مدمدماً بأجمل كلمات الغزل..
"ساحرتي.. دعيني أتعطر بأنفاسك.. ذوبيني.. أنثريني.. آجمعيني.. آملكيني ،وإجعليني كل شيء يحلو لكِ ولكن إياكِ أن تفارقيني"..
ألقت بثقل جسدها عليه بعدما قامت برفع يدها ولفتها حول عنقه دون أن تستدير، وبدأت تتمايل بين يديه برقه على كلمات أغنية تصف بدقة حالة عشقهما.. 
" انا وانت حالة خاصة جداً.. حالة مش موجوده فعلاً، 
ومفيش في حياتنا اصلاً يا حبيبي عذاب".. 
" وانت جنبي حاسة اني طفلة، 
وحياتي يا حبيبي حفلة
وفي وش الحزن قافلة كل الأبواب" 
اعتدلت داخل حضنه، وبدأت تغني له وهي تتأمل ملامحه بهيام.. 
"جنني حبك طيرلي عقلي
انا متهيألي انا جيت الدنيا بحبك".. 
" علمني حبك اسرق من الدنيا
ثانية ورا ثانية و أدوب قلبي في قلبك".. 
" وانت حالة استثنائية ودماغنا هي هي
وحياتنا دي مش عادية اتنين مجانين".. 
"ومفيش بينا حاجة تقليدية
انت الفرحة اللي فيا" 
"عارف العيد والعيدية
انت اللي اتنين"
" جنني حبك طيرلي عقلي
انا متهيألي انا جيت الدنيا بحبك"
" علمني حبك اسرق من الدنيا
ثانية ورا ثانية وادوب قلبي في قلبك".. 
قلبه يتراقص معها من شدة فرحته بها.. يضمها لصدره بتملك مجنون.. تبادله هي عناقة بقوة أكبر لن ينتهي بهما الأمر بمجرد عناق.. ستكون ليله ملحميه مليئه بالغرام.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
..بعد مرور أسبوعين.. 
ليالي استثنائية.. زاخرة بالمشاعر خضعت "إسراء" خلالها أمام بركان عشق زوجها.. لم يسعها سوى الاستسلام الكامل له و التنعم بفيض غرامه الذي أهاله عليها بكرمٍ و شغف.. 
سطعت شمس نهار جديد.. 
كان "فارس" يجلس على الفراش بجوار ساحرته يتأمل جمال ورقة ملامحها الفاتنة كعادته كل صباح.. 
يرسم ملامحها بأصابعه تاره، ويمررهم بين خصلاتها الحريريه تاره، ويميل بوجهه على وجهها يوزع قبلاته الساخنه أثناء سره بأنفه على بشرتها الناعمه تاره أخرى.. 
"إسراء.. أصحى بقي يا روحي".. 
اختلجت أنفاسها حين سمعت همسه الخافت بأذنها من بين قبلاته التي تذيب قلبها.. 
مد ذراعه ليلفه حول خصرها و يشدها نحوه بقوة
.. ارتطمت "إسراء " بصدره مصدرة آهة متألمه بغنج، و هي تتململ بين ذراعيه مغمغمه.. 
"صباح الخير يا أبو الفوارس".. 
" صباح الورد يا حياة أبو الفوارس".. 
قالها "فارس" مداعبًا ويده تتسلل ببطء على عنقها، ثم إلى صدرها، ثم إلى خصرها.. تحوّلت هي إلى قطعة من الفولاذ منصهرة بين يديه بفعل لمساته الخبيرة.. 
دست نفسها داخل حضنه دافنه وجهها بصدره متمتمه بخجل.. 
" فارس وبعدين معاك".. 
" أنا لسه عملت حاجة يا بيبي".. 
أردف بها ببرائه مصطنعه، وهو يزيد من لصقها به مكملاً بتساؤل.. 
"فرحيني بقي وقوليلي أنها خلصت".. 
ابتعدت "إسراء" عنه بضعة أنشات، وأغلقت عينيها بقوة، ورفعت يديها وضعتها على وجهها لتختبئ منه، وبهمس بالكاد يسمع من شدة إحراجها قالت.. 
"لسه انهارده أخر يوم"..
"برضوا بتتكسفي مني يا إسراء؟!".. 
قالها "فارس" وهو يحاول بأقصى ما لديه من لطف إزالة كفيها متمتماً برفقٍ.. 
"بصيلي يا روحي".. 
رفعت وجهها ببطء ونظرت له بعينيها الناعسه، ووجنتيها المشتعله بحمرة الخجل.. ابتسم لها ابتسامته المطمئنة وتحدث بتنهيدة قائلاً.. 
"انتي لسه متعرفيش انا بحبك أد أيه؟!"..
"عارفه يا فارس، وحاسة بحبك قوي كمان"..
قالتها "إسراء" وهي تحتضن وجهه بين يديها الصغيرة.. 
حرك رأسه بالنفي، وهو يرفعها بمنتهي الخفه ويجلسها على قدميه مغمغماً.. 
"لا لسه متعرفيش أن حبك عندي أكتر بكتير من كل نفس بتنفسه، وكل دقه بيدقها قلبي".. 
صمت لبرهه وتابع بلهجة أكثر خشونة يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده.. 
"بحبك يا إسراء"..
ضمها لصدره بقوه، وأخذ نفس عميق يستنشق عبيرها ويهمهم بستمتاع.. 
"بحبك يا فرحة، وعمر فارس الحلو".. 
رفرف قلبها بشدة من حديثه الصادق الذي يقتحم قلبها، ويخطف أنفاسها.. بل يخطفها هي كلها لعالم وردي لا يوجد به غيرهما.. 
علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسده العريض الذي يحاوط جسدها الصغير بحماية، ولهفة عاشق متيم بقربها.. 
تحرك برأسه حتي أستند بجبهته على جبهتها، وتابع وهو يقبل أرنبة أنفها.. 
" بحلم باليوم اللي تقوليلي فيه أنا حامل منك يا أبو الفوارس".. 
جملته جعلت ابتسامتها تتلاشي شيئاً فشيئاً، وانتفض قلبها أنتفاضة دبت الرعب بأوصلها جعلتها ترتجف بين يديه قليلاً وقد حسمت أمرها أن تخبره بوجود تلك الوسيلة اللعينه.. 
ابتلعت غصة مؤلمة بحلقها .. بينما إنتفاضة قلبها تزيد و تتدافع وهي تتذكر أنها على ذمته منذ أكثر من أربعة أشهر، وكان مخصص لها طاقم من الأطباء داخل قصره يهتمون برعايتها رعاية كاملة، وقد ذكرتها والدتها ذات مرة بتخلص من تلك الوسيله فور زوجها منه إلا انها أبت ظناً منها أنها لن تميل له يومياً.. 
لم تكن تتخيل للحظه أن يزدهر عشقة بقلبها هكذا..رغم أنها قد عاشت  من قبل قصة حب مع زوجها السابق،ولكن الآن تحيا حالة من الغرام معه لم يخطر علي بالها أبداً ولا حتي بأحلامها.. 
 ترتجف بشكلٍ ظاهر .. تحول الى انتفاضات أشبه بالذعر وهي تتخيل رد فعله فور أخباره أنها لم تكن تنوي ان تنجب منه.. رباه لقد صعبها عليها كثيراً خاصةً حين رأته يعقد حاجبيه بتعجب، وقد ظهر القلق على محياه حين شعر بخوفها الذي جعل وجهها تنسحب منه الدماء.. فأسرع بضمها داخل حضنه هامسًا بلهفه ويده تربت على شعرها، وظهرها بحنان بالغ.. 
"مالك يا روحي؟! وشك أصفر فجأة ليه كده؟!"..
حمحمت كمحاوله منها لإيجاد صوتها، وتحدثت بتوتر قائله.. 
"مافيش حاجة.. أنا كويسه أطمن".. 
توهجت عينيه أصبحت كالجمرتين وتحدث بخفوت 
قاسٍ محذراً..
"أوعى تكوني خايفه تخلفي مني لأعمل مع ولادي زيي ما أهلي عملوا معايا يا إسراء؟!".. 
جحظت عينيها من تصريحه الخاطئ كلياً واسرعت بتحريك رأسها بالنفي مردده.. 
"لا طبعاً.. انت بتقول أيه بس.. أنا عمري ما فكرت كده فيك أبداً يا فارس.. دي بنتي بتحبك أكتر مني ومن جدتها كمان".. 
لكزته بقبضة يدها بكتفه برفق مكمله بعتاب.. 
" إزاي أصلاً تفكر أني ممكن اعمل حاجة زي دي واغضب ربنا وامنعك من حقك في الخلفة".. 
ابتسم لها ابتسامة حزينه مردفاً بمرار.. 
" في جملة بتقول فاقد الشيء لا يعطيه".. 
ضمت رأسه لصدرها بلهفه تربت على شعرة بحنو وكأنه صغيرها مردده بثقه.. 
"بالعكس فاقد الشيء دا بيعوض غيره من غير حساب.. زي ما انت بتعمل مع إسراء بالظبط.. حبك وحنيتك عليها خلتني واثقه إنك هتكون اعظم اب في الدنيا كلها".. 
حديثها أثلج قلبه، وجعل الفرحة تعود لملامحه من جديد.. فرفع رأسه ونظر لها وتحدث بلهفه قائلاً.. 
"وأنا أوعدك أني عمري ما هفرق في معاملتي بين إسراء بنتي وبين ال10.. 12 عيل اللي هتخلفهوملي.. كلهم هيبقوا ولادي، و والله غلاوة إسراء احتمال تكون أغلى منهم كمان".. 
اعتلت الصدمة ملامح "إسراء" للحظات، ومن ثم انفجرت ضاحكة بقوة مردده بذهول.. 
"10.. 12 عيل ايييه يا افندينا.. أنت فاكرني أرنبة ولا أيه؟!".. 
"وأحلى أرنبة بيضة، وزي المرمر يا بيبي"..
قالها أمام شفتيها وهو يدفعها برفق، ويميل عليها مختطف شفاهها بقبلات رقيقه متتالية.. 
"إسراء واحشتيني أوي يا فارس".. 
همست بها "إسراء" بنعومة، وهي تحاول ابعاده عنها بضعف.. 
زاد من ضمها له أكثر، وهبط بشفاتيه لعنقها يلثمه ببطء مدمدماً بنبرة ماكرة.. 
" وأنا كمان واحشتني أوي وهتجنن عليها".. 
ضحكت بغنج متمتمه.. 
"فارس بكلمك بجد..ماما وخديجة كمان وحشوني.. بقالنا أسبوعين بعيد عنهم كفاية علينا كده، ولو أنت لسه عندك شغل خليني ارجعلهم أنا؟!".. 
رفع رأسه ونظر لها بأعين اشتعلت بها الرغبه، والشوق، وغمز لها بشقاوة وهو يقول.. 
" ترجعي فين يا بيبي.. أنتي رجلك على رجلي في أي مكان اروحه، ولو على إسراء ومامتك و ديجا فأنا جبتهملك لغاية عندك، وهنقضي الصيف كله هنا"..
مد يده لجهاز تحكم موضوع على جانب الفراش، وقام بفتح شاشة كبيرة معلقه بإحدى جدران الجناح.. لتظهر غرفة الزوار الخاصة بهما تجلس بها كلاً من إلهام حاملة الصغيرة إسراء ..خديجة،وحتي إيمان وصغيرها محمود يتثامرون سوياً.. 
صرخت" إسراء "بفرحة غامرة، وانهالت على "فارس" 
بسيل من القبلات مردده.. 
"ربنا ميحرمنيش منك أبداً يا أحلى أبو الفوارس في الدنيا".. 
فرت من بين يديه، وارتدت روبها الحريري من اللون الكافيه بنفس لون قميصها الذي يعكس جمال بشرتها الناصعه، واندفعت بهروله نحو غرفة الزوار مردده بصراخ يظهر مدي فرحتها.. 
"إسرااااااء.. يا قلب أمك".. 
فور فتحها الباب قفزت الصغيرة من فوق قدم جدتها، وركضت نحوها بخطواتها الجميلة التي تسعد القلب بطالتها وابتسامتها البريئه الصافيه.. 
لتتسمر "إسراء" بمكانها فجأة، واعتلت ملامحها الدهشه حين دفعتها الصغيره، ومرت من جوارها متجهه نحو" فارس" الواقف خلفها، وارتمت داخل حضنه تضمه بحب مرددة بصوتها الطفولي العذب.. 
"فالس واحشتني".. 
تعالت ضحكات الجميع على هيئة "إسراء" التي تتنقل بنظرها بين ابنتها وزوجها بنظرات مصطنعه الغضب خاصةً حين قال "فارس".. 
"أهلاً.. أهلاً بروح قلب فالس".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"إسراء".. 
انهالت على صغيرتها تقبلها وتدغدغها، وتلاعبها وهي على ذراع زوجها متمتمه بغضب مصطنع ..
"بقي فالس وحشك وأنا لاء يا أستاذه إسراء.. دا أنا هعملك شاورما انهارده".. 
لتتعالي ضحكات الصغيرة، وتختبئ منها داخل حضن "فارس" الذي يضمها بحنان، ويضحك هو الأخر بقوه.. 
"مامي شكلها كده غيرانه ولا أيه".. 
قالها وهو يغمز لها في الخفاء بشقاوة.. 
احتقن وجهها بحمرة قاتمة، و نظرت له نظرتها التي تسحره، واسرعت بخفض وجهها بخجل هروباً من عينيه التي تطلع لها بنظرات عاشقه.. 
بينما "إلهام" عينيها تتأمل ابنتها التي أستعادة رونقها وإزداد وجهها إشراقاً.. تظهر على ملامحها الفرحة الغامرة.. ابتسامتها نابعة من قلبها تزين وجهها جعلت الراحة والاطمئنان يغلف قلب "إلهام" بعدما تأكدت أن الله رزق ابنتها بزوج يحبها بصدق وسيكون خير عوض لها عن ما رأته بحياتها.. 
"تعالي في حضني يا إسراء".. 
قالتها "إلهام" وهي تفتح ذراعيها لها بلهفه.. لتهرول "إسراء" نحوها جثت على ركبتيها أمامها، وارتمت داخل حضنها وهي تقول بحب.. 
"واحشتيني أوي يا ماما والله".. 
سار "فارس" نحو "خديجة" ومال عليها مقبلاً رأسها قبله طويله مغمغماً.. 
"واحشتيني يا ديجا.. عامله ايه طمنيني عليكي".. 
ابتسمت له "خديجة" ابتسامتها الدافئة، واحابته بحنو.. 
"الحمد لله يا حبيبي.. أنا بخير طول ما انت كويس".. 
ابتسم لها بفرحة ظاهرة بعينيه، ووجه نظره ل"إيمان" وتحدث بترحاب.. 
"أهلاً وسهلاً بيكي يا مدام إيمان".. 
"أهلاً بحضرتك".. غمغمت بها" إيمان"بخجل.. 
بينما "إلهام" منفصله عن الجميع حين ضمت ابنتها تربت على شعر" إسراء " وظهرها برفق، وقبلت كتفها بعمق مردده.. 
"انتي أكتر يا ضنايا.. طمنيني عليكي عامله أيه يا حبيبتي".. 
قبلت "إسراء" يديها مرات متتاليه متمتمه بمتنان.. 
"أنا في زحام من النعم بفضل رضاكي عليا يا أمي"..
ضمتها" إلهام" ثانياً، ونظرت ل"فارس" وتحدثت بابتسامة متسعه قائله.. 
"إزيك يا جوز بنتي".. 
ضحك "فارس " حين تفهم مخزي حديثها ونظرتها العابثه التي جعلت" إسراء" تخفي وجهها داخل صدر والدتها.. 
"الحمد لله يا حماتي.. أنا تمام التمام متقلقيش".. 
وجهت" إسراء " نظرها ل" إيمان " وهبت واقفه واقتربت منها احتضنتها بقوة وهي تقول بفرحة حقيقية.. 
"يا حبيبتي يا إيمي..وأنا أقول الغردقة نورت مرة واحدة ليه كدة"..
ضمتها "إيمان" بحب أخوي صادق وهي تقول.. "منورة بيكي يا ست العرايس".. 
نظرت" خديجة" ل" إلهام " وغمزت لها مردفة بمرح.. 
"شوفتي يا لوما البنت النوتي ولا معبراني إزاي، ولا اللي شاف أحبابه نسي أصحابه يا مدام فارس؟! ".. 
ضحكت" إسراء " بعلو صوتها ضحكتها التي تخطف أنفاس زوجها الواقف بجوار" خديجه" التي تحمل الصغير "محمود" على قدميها.. محاوطها بذراع، وحامل الصغيرة بذراعه الأخر، وعينيه على زوجته ينظر لها نظرتة المتيمة بها عشقاً.. 
" وأنا أقدر أستغني عنك يا أحلى ديجا في الدنيا".. 
قالتها" إسراء "وهي تقترب منها، ومالت عليها احتضنها، وقبلت الصغير من وجنتيه لتدوي ضحكته المرحة التي تخطف القلب.. 
"يا حياتي عليك.. ماشاءالله يا إيمان زي السكر.. ربنا يباركلك فيه يا حبيبتي".. 
آمنت "إيمان" على دعائها، ودعت لها من صميم قلبها قائله.. 
" ويباركلك في إسراء وعقبال ما ربنا يرزقك من فضله وتجبلها أخ ولا اخت قريب بإذن الله يا حبيبتي".. 
اعتلت الدهشه ملامح الجميع حين جذب"فارس" زوجته من خصرها فجأة لداخل حضنه، ومال على جبهتها طبع قبله طوليه عليها بجرائته المعتادة، وتحدث بتمني شديد ظاهر بنبرة صوته..
"اللهم آمين يارب العالمين"..
نظرت لهما" إلهام "بابتسامة وأخذت تردد بعض الآيات القرآنيه بسرها.. أستكانت "إسراء" داخل حضن زوجها خاصةً، وأنه أصبح محاوطها هي وابنتها بذراعيه داخل صدره العريض يغمرهما بالأمان والحماية.. 
ساد الصمت للحظات قطعته "خديجة" حين هبت واقفة، وتحدثت بحماس قائله.. 
"ايه رأيكم ننزل نفطر على البحر؟"..
ضغطت "إلهام" على زر التحكم بكرسيها المتحرك متجهه نحو باب الغرفة وهي تقول بتأيد.. 
"ودي عايزه كلام يا خديجة يا أختي.. يله خلينا نلحق نقعد في الهوا شوية قبل ما الشمس تحمي علينا".. 
لتسرع كلاً من "خديجة وإيمان" خلفها.. ليوقفهم صوت
"إسراء "تقول بلهفه.. 
" طيب استنوني هغير هدومي، واجي معاكم".. 
رمقتها "إلهام" بنظرة ذات مخزي مغمغمه.. 
"خليكي أنتي مع جوزك".. 
وجهت نظرها للصغيرة.. 
" بت يا قلب تيته تعالي معايا ياللا أنا ماشية باي".. 
مدت يديها لها وتابعت بتعقل.. 
" هاتها يا ابني، وأبقى هات مراتك وتعالوا براحتكم".. 
قبلها" فارس" بحب وسار بها نحو جدتها مردفاَ بنبرة حانية.. 
"إسراء روحي مع تيته، وديجا وأنا هجيب مامي، ونجي وراكم أوكي ".. 
" أوكي فالس".. غمغمت بها الصغيرة ببرائه.. 
ليردف "فارس" ببعض كلمات بلغه الانجليزيه قام هو بتعليمهم بنفسه للصغيره التي أبهرته بذكائها.. 
.."Give Mami Kiss "
قالها "فارس" وهو يميل بها على زوجته، ويقربها من وجهها لتطبع الصغيرة قبله حانيه على وجنتي "إسراء".. 
أنزلها "فارس" بحذر وهمت الصغيرة بالركض نحو جدتها ليوقفها هو حين فتح ذراعيه لها مردداً..
.."Give me a hug"
قفزت الصغيرة داخل حضنه تضمه بقوه استقبلها هو بحب أبوي صادق، وقبل جبهتها وهو يقول.. 
.."I love you, my girl" 
أذهلت الصغيرة والدتها.. بل جعلت العبرات تملأ عينيها حين إجابته قائله.. 
.. "I love you Dadi"
أنهت جملتها وطبعت قبله سريعه على وجنتيه، وفرت راكضة خلف نحو جدتها التي تنتظرها أمام باب الجناح.. 
تأكد "فارس" من ذهابهم، وأغلق الباب خلفهم، واستدار بلهفه يبحث عن زوجته.. لتعتلي ملامحه الدهشه حين وجدتها تقف تنظر له بابتسامة هادئه، وعبراتها تسيل على وجنتيها ببطء.. 
"مالك يا إسراء؟!".. 
قالها، وهو يقطع المسافة بينه، وبينها بخطوتان، وانتشلها داخل حضنه يضمها.. بل يعتصرها بين ضلوعه.. 
"في حاجة زعلتك يا حبيبتي ؟!".. 
حركت رأسها بالنفي، ودفنت نفسها داخل حضنه أكثر متمسكة به بكل قوتها، وتحدثت بتنهيدة قائله.. 
"مبسوطه وفرحانة أوي يا فارس، وقلبي بيتقبض لما بفرح أوي كدة"..
ضحكت وبكت بأن واحد وتابعت بأسف.. 
"بخاف يحصل حاجة تضيع فرحتي في لحظة"..
ربت" فارس "على ظهرها بكفيه صعوداً وهبوطاً وسار بها نحو أقرب اريكة جلس، وسحبها على قدميه..
أخذ نفس عميق، وتحدث بتعقل دون أن تنمحي ابتسامته المطمئنة عن ملامحه.. 
" اسمعي اللي هقولك عليه دلوقتي، وافهمي قصدي كويس يا إسراء".. 
نظرت له بهتمام تحثه على استكمال حديثه.. 
" حبيبتي.. أنا عايزك تطمني، ومتخفيش من أي حاجة طول ما أنتي جوه حضني،وتأكدي أني دايماً جنبك، وفي ضهرك،و على أتم إستعداد أضحى بنفسي علشانك".. 
فتحت فمها، وهمت بالحديث.. ليسرع هو بوضع ابهامه على شفتيها، وتابع بتحذير.. 
"بس أوعى انتي تغيبي عن عيني في أي لحظه يا إسراء، ولو في مرة أنا مش معاكي أوعى تبعدي عن الحرس اللي مكلفهم بحمايتك إلا لو مثلاً هتدخلي مكان خاص زي الحمام أو مكان حريمي هيفضل معاكي حارس على الباب هيخبط كل خمس دقايق وانتي تردي عليه بنفسك يا إسراء مرة بأسمك ومرة بأسمي ومرة باسم خديجة، ولو لقدر الله حسيتي بخطر تردي بأسم مارفيل.. فاهمه حبيبتي".. 
حركت رأسها بالايجاب ليتابع هو.. 
" ولو وجهتك  أي مشكله أوعى تلجأي لحد غيري، ولا تسيبي حد غيرك يقولي لأن ساعتها هزعل منك أوي وأنا بتمني وبدعي لربنا دايماً من يوم ما امتلكتي قلبي إنك متشوفيش زعلي يا بيبي".. 
صمت لبرهه يلتقط أنفاسه، ومال على وجهها لثم جانب شفتيها بلهفه مكملاً.. 
" أنا سترك وغطاكي زي ما بيقولوا، وأكتر واحد في الكون كله بيخاف عليكي.. فاهمني يا إسراء؟".. 
مالت برأسها على كتفه تخفي توترها وقلقها الذي بدأ يظهر على ملامحها، وهمست بخفوت.. 
" اممم.. فاهمه اطمن".. 
أطبقت جفنيها بقوة تكبح عبراتها، وبداخلها تتمني ان تخبرة بوجود تلك الوسيله، وأنها تريد التخلص منها، ولكن خوفها من غضبه جعل لسانها ينعقد ثانياً..صكت على أسنانها بغضب، وغيظ من نفسها، وحسمت أمرها ان اليوم ستتخلص منها مهما كلفها الأمر.. ستفعل اي شيء وكل شيء ولكن لن تظل تلك الوسيلة يوم اخر بجسدها.. 
شهقت بصوت خفيض حين هب واقفاً بها فجأة، وسار نحو حمام الجناح وهو يقول بشقاوة لا تخلو من وقاحته.. 
"تعالي بقي ناخد شاور سريع، وننزل نفطر مع الجماعة، والحق اخلص كل الشغل اللي عندي وارجعلك بدري علشان محضرلك سهرة تجنن".. 
نظرت له نظرة هائمة به تخفي بها نظرة الاستحقار لنفسها..يتفنن لأسعادها بأفعاله معها التي تجعل قلبها يتراقص فرحاً.. بينما هي كانت تعد نفسها حتي لا تنجب منه عن عمد.. ولهذا هي غير قادرة على مواجهته واخباره بالحقيقه.. 
ابتلعت غصه مريره بجوفها وهمست بستحياء.. 
"ربنا يحفظك ليا، وميحرمنيش منك أبداً يا أبو الفوارس ".. 
أنزلها ببطء داخل حوض الأستحمام المملوء بالماء وسائل الأستحمام برائحة الفانيليا الرائعة، ويده تتخلص من ثيابهما، وجذبها داخل حضنه لصقها به.. هامسًا أمام شفتيها بأنفاسه الساخنه التي تلفح بشرتها تفقدها صوابها بين يديه.. 
" ولا يحرمني منك يا حياة أبو الفوارس".. 
أنهى جملته، ومال على شفتيها يغمرها بفيض غرامه.. 
 ................................ 
.. داخل جناح بمبني اخر بنفس الفندق.. 
تجلس "ديمة" على الفراش بتعب وإرهاق شديد.. وجهها لم يشفي بعد من أثر لكمات عنيفه.. بل كافة جسدها يحاوطه الشاش الطبي يخفي جروحها الغائرة، وكسور معظم أضلاعها.. 
تبكي بنحيب،وتتحدث بغيظ وغضب شديد قائله.. 
"والله ما هعدي اللي عمله فيا دا بالساهل.. انا هعرف إزاي أحرق قلب فارس الدمنهوري على أغلى حاجة عنده".. 
حرك "عباس" والدها رأسه بيأس من تصرفات وأفعال ابنته التي لا تروقه أبداً، وتحدث بنفاذ صبر قائلاً.. 
"انتى أيه يا بنتي.. عايزة توصلينا لفين تاني.. المرادي أنا قدرت اخرجك من قضية الزفت اللي بتتعطيه بأعجوبه بعد ما كنتي هتموتي من اللي عملوه فيكي في الحجز، وفارس طلع مش سهل ومأمن نفسه وشغله معانا تأمين عالي أوي، وهنخسر كتير لو فضينا الشراكة معاه، وأنا معنديش استعداد أخسر أكتر من اللي خسرته بسبب طيشك اللي جبرني أدفع ملايين لواحدة تشيل القضية بدالك".. 
" يا بابي هو السبب في اللي حصل دا كله.. هو اللي بلغ عني ورماني في السجن علشان الحيوانه اللي اتجوزها وهو خطبني".. 
صرخت بها" ديمة" بغضب حارق.. 
ابتسم لها والدها ابتسامة مصطنعه وهو يقول.. 
" الحيوانه اللي بتقولي عليها اتجوزها، وهو خطيبك.. أنا وأنتي عارفين انه كان عينه منها وعليها من قبل ما يفكر في أي نسب بنا، وانتى اللي ضغطي عليا وصممتي رأيك أننا نربط شغلنا معاه بخطوبته ليكي والراجل كان صريح، وقال دي هتبقي جوازة بزنس لو تمت كمان، وانتي وافقتي وقبلتي".. 
خفضت رأسها بخزي من نفسها، وتحدثت بنبرة راجية.. 
" سبني لوحدي دلوقتي من فضلك يا بابي".. 
تنهد" عباس "بتعب، وسار نحو الخارج بعدما رمقها بنظرة متفهمه، وتحدثت بتحذير قبل أن يغادر الجناح.. 
"أنا عندي اجتماع مهم مع فارس.. أوعى تعملي اي تصرف متهور احسنلك.. المرة دي لو فكرتي تعملي حاجة تاني تضر مكانتي او شغلي مع فارس الدمنهوري هحطك بنفسي في السجن يا ديمة، واخلص من قرفك".. 
اعتلت ملامح" ديمة"ابتسامة شيطانيه، وامسكت هاتفها وبدأت تتفحصه بهتمام محدثه نفسها.. 
"على جثتي لو سبت الحيوانه دي تتهني بيك يا فارس"..
...............................
..داخل شاطيء خاص.. 
حيث المياه الزرقاء الشفافه، والرمال البيضاء الناعمة،والهواء الرطب الذي ينعش الأبدان..
تجلس "إسراء" بعدما ودعت زوجها الذي تركها على مضض بعدما تناولوا الأفطار سوياً بجو لا يخلو من المرح، واتجه فارس أخيراً نحو عمله..
بينما ذهبت "خديجة وإيمان" مع الصغيران بمكان مخصص للهو.. 
بقت "إسراء" برفقة والدتها على طاولة موضوعه على حافة الشاطئ.. تتحدث ببوادر بكاء قائله.. 
"والله يا ماما حاولت أكتر من مرة اقوله بس مقدرتش خالص.. كأن لساني بيتعقد ومبعرفش انطق بحرف واحد".. 
رمقتها "إلهام" بنظرة عاتبه وهي تقول.. 
"قولتلك بدل المرة كذا مرة يا بنتي يا تشيلي الوسيله دي يا إما تصارحي جوزك بوجودها، وانتي قولتيلي هسيبها علشان مستحيل أخلف من المغرور دا يا ماما".. 
جاهدت" إسراء " للتحكم بعبراتها، وبتنهيده حزينه قالت.. 
" مكنتش أعرف أنه هيخليني؟! ".. 
صمتت لبرهه، وخفضت رأسها بخجل مكمله.. 
" أعشقه مش بس أحبه ".. 
ربتت" إلهام " على كتفها مردفه بتأيد.. 
" وهو يستاهل يا بنتي.. بلي بيعمله معاكي و معايا ومع بنتك، وحتي مع إيمان وجوزها، وخلاكي زي الوردة المفتحه بحبه واهتمامه بيكي.. يستاهل تحبيه وتحطيه تاج فوق رأسك ومتزعلهوش أبداً يا إسراء".. 
أخذت" إسراء " نفس عميق، وبلهفه قالت.. 
" علشان كده عايزه اخلص من الوسيله دي انهارده قبل بكرة وارتاح بقي بدل ما أنا مرعوبة ليعرف وتبقي كارثه وقتها.. أنتي متعرفيش هو ملهوف وهيتجنن على الخلفه أد أيه يا ماما..لهفته دي خلتني مستحيل اجبله سيرة الزفت اللي مركباه دا".. 
ظهر القلق على وجه "إلهام" وتحدث بتساؤل قائله.. 
" طيب وانتي ناويه على أيه دلوقتي؟! ".. 
" هشلها انهارده طبعاً يا ماما"..غمغمت بها" إسراء " بإصرار، ونفخت بضيق وتابعت بأسف.. 
" بس مش هينفع اطلب الدكتوره تجيلي الاوضه فوق تاني علشان فيه كاميرات ، وفارس طب عليا ساعتها وربنا سترها ".. 
"أمال هتعملي أيه يابنتي.. حيرتيني معاكي".. 
قالتها" إلهام" بطيبه وخوف ظاهر على ملامحها من تفكير ابنتها المتهور.. 
"هسأل عن الدكتورة بتاعت النسا و اوديكي العيادة عندها يا أم إسراء ".. 
حجظت أعين "إلهام" وشهقت بعنف حين تابعت "إسراء" حديثها قائله ببراءة مصطنعه، وابتسامة تظهر جميع أسنانها.. 
"ما أنا هقول لأبو الفوارس حجي إن أنتي اللي هتكشفي يا لومتي يا حبيبتي"..
تملك الفزع من قلب" إلهام "دون معرفة السبب، وتحدثت بنبرة راجيه قائله.. 
" بلاش يا بنتي انا قلبي مش مطمن، و قولي لجوزك الحقيقه وهو يوديكي بنفسه للدكتورة بدل ما تكدبي عليه وتروحي من وراه".. 
نظرت لها" إسراء " بأعين تجمعت بها العبرات من جديد، وتحدثت بأسف قائله.. 
"والله ما هقدر يا ماما اقوله دا ممكن يطلقني فيها وعينه ترجع تتعبه تاني بعد ما صدقنا أنها بدأت تتحسن .. ساعديني علشان خاطري..فارس دلوقتي قالي انه في اجتماع مهم.. وخديجة مع إيمان ملهين في العيال.. دا انسب وقت نروح فيه ونرجع بسرعه.. هسأل على عيادة الدكتورة هي هنا مش برة الفندق اطمني".. 
نظرت لها" إلهام " قليلاً، وأطلقت زفرة نزقه من صدرها، وبستسلام قالت.. 
" أمري لله.. قومي خلينا نشوف أخرت فكرتك دي أيه.. رغم أن قلبي مش مطمن.. بس ربنا يستر"..
هبت" إسراء "واقفه وهي تقول بحماس رغم هلع وارتعاد قلبها.. 
" ان شاء الله هتعدي على خير يا ماما".. 
أشارت للحرس الذين اتو على الفور وحملو "إلهام" بكرسيها المتحرك بعيداً عن الرمال حتي وصلو لممر خشبي وانزلوها عليه.. 
" على فين سيادتك".. 
قالها إحدي الحرس بإحترام شديد.. 
توترت "إسراء" واجابته بتواضع قائله.. 
"عايزه أروح عيادات الكشف اللي هنا في الفندق من فضلك".. 
"خير يا افندم.. تحبي اكلم فارس باشا؟!".. 
أسرعت "إسراء" بتحريك رأسها بالنفي، وقد زاد توترها، ونظرت لوالدتها حتي تتحدث هي وتنقذها.. 
تنحنحت "إلهام" واجابته بهدوء قائله.. 
" لا يا ابني مافيش داعي تكلمه.. أنا بس حاسه بتعب بسيط كده وبنتي مصرة تطمن عليا مش أكتر.. فنوبك صواب فينا تودينا".. 
" تحت أمركم طبعاً ".. 
قالها الحارس وهو يسير بجوارهما وخلفه أكثر من حارس آخر.. 
سارت "إسراء" بجوار والدتها بقلب ينبض بجنون وقدم ترتجف بشدة، وقد بدأت ملامحها بالشحوب من شدة خوفها.. 
حتي وصلوا داخل إحدي عيادات الفندق.. 
اقتربت" إسراء " من فتاه تجلس على مكتب الإستقبال تأهبت واقفه فور دخول "إسراء" فمن لم يعرف زوجة فارس الدمنهوري التي أصبحت حديث الفندق بأكمله.. 
"أهلاً وسهلا يا هانم.. المكان نور والله".. 
قالتها الفتاه بابتسامة واسعه.. 
بادلتها "إسراء" الابتسامة بأخرى باهته وتحدثت بهمس حتي لا بستمع لها الحرس الملازم لها.. 
"متشكرة حبيبتي.. من فضلك كنت عايزه دكتورة نسا.. اسمها سما أو سلمي تقريباً ".. 
وقفت الفتاه وهرولت نحوها وأشارت بأصابعها على إحدي الغرف وهي تقول.. 
"دكتورة سلمي وهي موجودة دلوقتي.. اتفضلي حضرتك معايا "..
طرقت الباب، وفتحته لها.. لتدفع "إسراء" كرسيي والدتها لداخل الغرفة حتي توقفت أمام مكتب
"سلمي" التي شحب وجهها وانقطعت أنفاسها فور رؤية "إسراء".. 
ابتسمت لها الفتاه ابتسامة زائفه، ورمقتها بنظرة ذات مخزي وهي تقول.. 
"مدام فارس الدمنهوي سألت عليكي يا دكتورة سلمي".. 
تعرقت جبهة" سلمي" التي انتفضت من مكانها، واقتربت من" إسراء " بخطوات مرتجفه جعلتها اوشكت على السقوط أكثر من مرة حتي وقفت أمامها، ومدت يدها التي أصبحت ببرودة الثلج لها بالسلام.. 
"أهلاً وسهلاً يا فندم".. 
صافحتها "إسراء" بيد لا تقل عن بردوة بل تزيد، وساد الصمت حين خطي الحارس ليؤمن المكان بنفسه ومن ثم سار للخارج مرة أخرى وهو يقول.. 
"أنا هستني قدام الباب بالظبط سيادتك واستأذنك كل 5دقايق هخبط وسيادتك تردي عليا بنفسك بالكلام اللي الباشا حفظه لمعاليكي".. 
حركت "إسراء" رأسها بالايجاب، وانتظرت حتي انصرف وأغلق الباب خلفه.. 
تنقلت بنظرها بين "سلمي" وممرضة كانت برفقتها، والفتاه التي ما زالت واقفه تنتظر ان تسير للخارج هي الأخري.. 
" أنا المساعدة بتاعت الدكتورة يا فندم".. 
قالتها الفتاه وهي تنظر للمرضة بابتسامة صفراء جعلتها تسير نحو الخارج على الفور.. 
اخذت "إسراء" نفس عميق، ونظرت ل "سلمي" وتحدثت بود قائله.. 
"أولاً انا حابة اعتذرلك على أسلوبي معاكي المرة اللي فاتت.. لما زقيتك وقتها وقولتلك روحي دلوقتي.. متزعليش مني حقك عليا".. 
اعتلت ملامح "سلمي" الدهشه من تواضع وطيبة "إسراء" الزائدة... 
"يا خبر يا فندم حضرتك بتعتذريلي ليه بس.. حصل خير.. أنا مش زعلانه من حضرتك والله".. 
"قالتلك مش زعلانه الحمد لله.. يله بقي يا إسراء يا بنتي.. خلصي خلينا نمشي".. 
قالتها والدتها بقلق ظاهر على محياها، وقد انقبض قلبها من المكان بأكمله.. 
رمشت" إسراء" بأهدابها وبخجل قالت.. 
" حاضر يا ماما".. نظرت للطبيبه.. 
" حضرتك فاكرة انا عايزة ايه من المرة اللي فاتت".. 
ابتلعت الطبيبه غصة مريرة بجوفها وهي ترمق الفتاة الواقفه بنظرة خاطفه، وبأسف اجابتها.. 
" ايوة فاكرة يا فندم.. هشيل لحضرتك اللولب".. 
نظرت لعينيه تستجديها وتتوسلها بنظراتها، وتابعت محدثه نفسها.. 
"أبوس أيدك أمشي.. أنا مجبورة اقتلك وإلا هيموتوا أبني".. 
طرقات الحارس على الباب جعلت "إسراء" تقول بصوت عالِ نسبياً.. 
"خديجة".. 
قالت "إلهام".. بنفاذ صبر للطبيبه.. "ايوة يا بنتي.. خلصينا بسرعة الله لا يسيئك".. 
جذبت ابنتها عليها وتابعت بهمس بأذنها.. 
"قدامكم خمس دقايق والجدع اللي برة هيخبط تاني.. لازم تردي عليه بصوتك الطبيعي يا إسراء وإلا ممكن يدخل ويلاقيكي أنتي اللي بتكشفي".. 
انتبهت" إسراء" على حديث والدتها فنظرت للطبيبة وتحدث باستعجال.. 
" طيب ياللا يا دكتورة من فضلك".. 
اقتربت الفتاة من" إسراء " وتحدثت بعملية.. 
" اتفضلي خليني أساعدك تقلعي هدومك، وتطلعي على سرير الكشف".. 
انصاعت" إسراء " لحديثها، وسارت معها بخطوات مهروله.. وبأقصي ما لديها من سرعة خلعت ثيابها وتمدت علي الفراش أسفل غطاء قطني زهري اللون.. 
بينما الطبيبة سارت نحوهما بخطوات متثاقلة بعدما بطأت نبضات قلبها من شدة هلعها.. وقفت الفتاة على رأسها أثناء فحص" إسراء" وفور تخلصها من تلك الوسيلة.. أظهرت الفتاه سرنجة كانت تحتفظ بها بجيبها الخاص ورمقة الطبيبة بنظرة نارية حتي تأخذها منها.. 
أخذتها منها الطبيبه بيد مرتجفه ،واعين هبطت منها العبرات دون أرادتها وأستعدت بحقن "إسراء" بها..
لكنها انتفضت بهلع وسقطت من يدها حين 
 شهقت "إسراء" بفزع فجأة وتلاحقت أنفاسها وأصبحت تتنفس بصورة ملحوظة وصدرها بعلو ويهبط عندما وصلت لأنفها رائحة عطر زوجها الذي تحفظه عن ظهر قلب.. 
 شعرت بدوار عنيف يهاجمهما من شدة خوفها، ودون أرادتها نطقت اسم زوجها بقلبها قبل لسانها بصوت عالِ نسبياً أشبه بالصراخ .. 
"فااااااااارس".. 
ليدوي صوت طلقات نارية وصوت "فارس" من بينهم يصرخ بجنون مردداً.. 
"مراتي فين يا ولاد ال***".. 
لطمت "إلهام" خديها بعنف.. بينما "إسراء" تهاوي جسدها من شدة خوفها جعلها لم تتمكن من النهوض حتي لترتدي ثيابها.. 
اقتحم "فارس" الغرفة دون سابق إنظار كالثور الهائج ممسك سلاحة بيده.. يبحث عن زوجته بنظرات زائغة وهو يردد بصراخ كاد أن يدمر أحباله الصوتيه.. 
إسرااااااء".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تحذير!!.. 
يجب على كل زوجة أن تكون صريحة وواضحة بحياتها الزوجية..لا تخفي شيء يخص علاقتها الشخصية بشريك حياتها.. لتتجنب المخاطر والعواقب الوخيمة التي ستنتج إذا علم زوجها بما تخفيه عنه.. 
.. فلاش باااااااااااك.. 
كان "فارس" يجلس بالغرفة الخاصة بالاجتماعات منهمك في مباشرة أعماله الكثيفة حتي صدعت أصوات هواتفه معلنين عن وصول رسالة بأن واحد.. حتي اللاب الخاص به تلقي عليه أيضاً رسائل عبر المواقع الخاصة به على السوشيال ميديا.. 
عقد حاجبيه بدهشه، وأسرع بأمساك إحدي هواتفه يتفحصه بلهفه وقد زحف القلق لقلبه دون معرفة السبب.. بل تمكن الهلع منه حين رأي محتوي الرسالة.. 
"زوجتك بخطر.. يحاولون قتلها بعيادات فندقك أسرع لتتمكن من أنقاذها، وأحذر فهناك مجموعة من الرجال المسلحين داخل العيادات".. 
سقط قلبه أرضاً، وتلاحقت أنفاسه حتي انه أوشك على الموت خنقاً حين خيل له أن ساحرته من الممكن يفقدها الآن وللأبد .. انتفض من مكانه فجأة وركض بأقصى سرعة لديه خلفه رجال الحراسه الخاصة به كل منهم حامل سلاحه الناري بيده .. 
فور وصوله لباب العيادات ظهر أكثر من رجل ملثم وبدأو يتبادلون إطلاق الطلقات النارية التي وصلت صداها لسمع إسراء عقب رائحة عطر زوجها التي اخبرتها بوجوده.. 
.. نهاية الفلاش بااااك.. 
حالة من الفزع والرعب سيطرت على قلب "الهام" والطبيبة والفتاة التي برفقتها حين اندفع "فارس" داخل غرفة الكشف بوجه يظهر عليه الغضب العارم.. ممسك سلاحه بيده، وهيئته تدل انه سيزهق روح من يفكر في إيقافه.. 
اما "إسراء" كانت بحالة يرثي لها بعدما أدركت حجم الكارثة التي أوقعت نفسها بها بسبب تهورها الذي جعلها ترتكب خطأ فادح من الممكن أن تخسر زوجها بسببه.. 
دار بعينيه بأنحاء الغرفة يبحث عنها كالمجنون.. حتي لمحها تتمد خلف ذلك الساتر تنظر له بأعين زائغه، ووجه شاحب من شدة خوفها.. 
"مدخلش حد من الحرس يا هاشم".. 
قالها وهو يقطع المسافة بينه وبين زوجته بخطوتين، وبلحظة كان حاوطها بذراعيه لداخل حضنه بحماية مردداً بأنفاس منقطعه.. 
"إسراء.. إسراء عملوا فيكي أيه؟!"..
بدأ يتفحص كل أنش بها بلهفه، وقلب أوشك حقاً على التوقف من عنف دقاته.. تصلب جسده ، وحجظت عينيه بصدمة عندما وجدها بدون ثيابها الخاصة.. 
لهنا وجن جنونه أكثر وبلمح البصر كان قبض على عنق الطبيبه، والفتاه معاً بكلتا يديه، وتقدم بهما نحو إحدي الجدران دفعهما به بقسوه، ورفعهما سوياً من عنقهما حتي لم تعد قدميهما تلمس الأرض.. 
"عملتوا فيها يا ولاد ال***.. انطقي يا *** انتي وهي عملتوا اييييه في مراتي".. 
بصعوبه بالغه حاولت الطبيبة تتحدث بضعف شديد، وهي تجاهد لأبعاد يده الطابقة بعنف على عنقها كادت أن تفقدها وعيها.. بل تسلب روحها.. 
"و والله االعظيم ممما عملت حاااجه ااانا ش شيلتلها اال وسيله بس".. 
استجمعت" إسراء " شتات نفسها وهي تري انه على وشك قتلهما.. فنهضت جالسه بوهن ساحبة الغطاء الزهري عليها جيداً، وببكاء صرخت قائله.. 
" فااارس سيبهم بالله عليك هيموتوا في أيدك .. أنا كويسة"..
فور سماع صوت معذبته.. تركهما على الفور ليسقطا أرضاً على ركبتهما ويسعلان بشدة كمحاولة منهما ليلتقطا أنفاسهما.. 
أقترب منها ثانياً واحتضن وجهها بين كفيه ونظر لعينيها نظرة متوسله وبأنفاس متهدجة همس قائلاً.. 
" انتي كويسه.. قوليلي عملوا فيكي حاجة".. 
أمسك ثيابها الموضوعة جوارها على الفراش، وتابع وهو يبتلع لعابة بصعوبة.. 
"قلعوكي هدومك ليه؟!".. 
"متخفش يا ابني مراتك هي اللي كانت بتكشف.. والله ما حد عمل فيها حاجة" .. 
كان هذا صوت "إلهام" التي تبكي هي الأخرى بنحيب.. 
بينما" إسراء " أعتصر قلبها حين رأت كل هذا الكم من الرعب والفزع الظاهر بعينيه وعلي ملامحه وحتي بنبرة صوته..رفعت يدها تمسد على صدره بكف يدها المرتجفه بحركتها المفضله لديه، وبهمس متقطع من بين شهقاتها الحادة قالت.. 
" أهدي يا فارس أرجوك، وأطمن والله أنا كويسة ".. 
خطفها لصدره بعناق محموم يعتصرها بين ضلوعه.. يود حرفياً أن يخفيها داخل أبعد نقطه بأعماق قلبه.. إزداد نشيجها وبدأت تبكي بندم أكبر وجسدها ينتفض بشدة بين يديه.. مما جعل وتيرة غضبه تهدأ قليلاً، وبدأ يربت على رأسها، وكتفها وظهرها برفق مغمغماً بفيض من الحنان لا يظهر سوي لها وحدها فقط.. 
"هششش.. أهدي يا روحي.. أنا جنبك.. متخفيش".. 
"عايزه أمشي من هنا.. وديني أوضتنا يا فارس أرجوك ".. 
همست بها وهي تندس داخل حضنه أكثر بعدما تفهمت انه لم يستوعب بعد الجملة التي قالتها له الطبيبة.. 
قبل جبهتها قبله طويله أكثر من مرة وهو يقول.. 
"حاضر.. هنروح أوضتنا ".. 
تناول ثيابها الموضوعه بجوارها على الفراش، وقام بتلبسها بنفسه حتي أنتهي، وحملها بين يديه واضعاً يد أسفل ركبتيها، والأخرى حول خصرها، وسار بها نحو الخارج وهو يقول بأمر موجه حديثه لأحدي حراسه.. 
"خدو الاتنين اللي جوه كمان".. 
أنهي جملته، وسار بزوجته بخطوات واسعه أمام أعين حشد هائل من العاملين والنزلاء بالفندق.. 
............................... 
..بجناح ديمة.. 
كانت تتابع كل ما يحدث عبر هاتفها بأعين جاحظه ووجه انسحبت منه الدماء بل انسحبت الدماء من جميع أوردتها.. 
لتصعق حين رأت باب الجناح فُتح فجأة، وخطي للداخل مجموعة من الرجال المسلحة تقدم منها أحدهم وقام بحملها بكثير من العنف جعلها تصرخ بألم قائله.. 
"أنت مين يا حيوان.. نزلني احسنلك.. انت مش عارف أنا مين".. 
حاولت الأفلات من يده ولكن جروحات جسدها منعتها واجبرتها على عدم الحركة.. اكتفت بالصراخ الهستيري بعدما أدركت أن عقاب "فارس" لها هذه المرة لن يكون بكسر إحدي ضلوعها كالمرة السابقة..
................................ 
.. بجناح فارس وساحرته.. 
كان بنتظارهم فريق طبي كامل استدعاه "فارس" خصيصاً حتي يقوم بفحص كامل ليطمئن على زوجته.. 
أنتهت أخر طبيبه من فحص "إسراء" تحت أعين "فارس" الجالس بجوارها يضمها لصدره بلهفه وقلق شديد، ونظرت الطبيبة ل "إسراء" المرتعبه وتحدثت بابتسامة.. 
"الحمدلله حضرتك كويسه جداً.. شوية التهابات بسيطة مكان الوسيلة مش أكتر".. 
وسيلة؟!.. تلك الكلمة ثانياً.. هنا انتبه لها "فارس" الذي تحدث بتساؤل وهو يتنقل بنظره بين زوجته والطبيبة، وبداخلة يتمني أن يكون ظنه خاطئ.. 
"وسيلة أيه بالظبط؟!".. 
"وسيلة منع الحمل يا فارس باشا.. المدام شكلها شلتها قريب".. 
هكذا أجابته الطبيبه ببساطة وبدأت تكتب لها الدواء المناسب.. 
أطبق الصمت فجأة على الغرفة.. تسمّر "فارس" محله مصدومًا لبرهةٍ، وما لبث ونظر لزوجته التي تستجديه بعينيها أن يعطي لها فرصه واحدة ويستمع لها أولا قبل ان يطولها غضبه، وعقابه.. 
بينما كانت نظرة" فارس"مستنكرة.. متخاذلة.. أيعقل كانت  تستخدم وسيلة حتي تمنعها أن تحمل منه؟!.. 
"حمد لله على سلامة حضرتك.. تؤمرني بحاجة تاني يا فارس باشا".. 
قالتها الطبيبة وهي تمد يدها بالورقة المدون عليها الدواء تعطيها له.. 
لم يأخذها منها "فارس".. لم يستمع لها من الأساس.. نظره مصوب على زوجته بنظرات منذهله.. بعدما أصبح عقله غير قادر على الأستيعاب.. 
أبتعدت" إسراء " بعينيها عن عينيه التي تحرقها بنظراته، ونظرت للطبيبه بابتسامة باهته، ومدت يدها أخذت منها الورقة متمتمه.. 
"شكراً..تقدري تتفضلي".. 
لحظات و انصرف جميع من بالغرفة، وظلت وحدها برفقة زوجها.. 
انتفضت جالسه فجأة أمامه على ركبتيها، وبدأت تتحدث بهذيان من شدة فزعها.. 
"فارس.. أنا غلطانه.. أنا أسفة؟!"..
"مكنتيش عايزة تخلفي مني، وكلامي معاكي خلاكي تشفقي عليا، وتقرري لوحدك وبمزاجك تشيلي الوسيلة اللي بتستخدميها من ورايا؟!".. 
هكذا قاطع حديثها بجملته التي قالها بهدوء منقطع النظير، ولكنه لا يبشر بالخير أبداً.. 
حركت رأسها بالنفي، وهمت بألقاء نفسها داخل حضنه تختبئ منه فيه كعادتها.. لكنها صرخت بهلع حين هب واقفاً فجأة، وسار نحو إحدي الارائك بالغرفة وبدأ يحطمها بقوة بكلتا يديه وحتي قدميه مردداً بنهيار.. 
"كلامي وتحذيري ليكي من زعلي وغضبي منك.. اللي قولتهولك هنا.. على الكنبة دي.. مسمعتيش منه حرف واحد.. رمتيه كله ورا ضهرك وأول ما خرجتي من الأوضة عملتي بدل الكارثة كوارث.. خلتك كنتي هترجعيلي جثه انهارده بسبب طيشك وتهورك".. 
يلكم كل شيء تطوله يديه بعدما حطم الاريكة.. 
تحاول هي الوصول له بكافة الطرق، ولكنه كان يتعمد الابتعاد عنها.. لا يريد لمسها حتي لا يحطم عظامها هي الأخرى كما يفعل بالأثاث من حوله..فبرغم كل ما فعلته لن يتحمل صرخة ألم واحده منها.. 
صك على أسنانه بعنف، ورمقها بنظرة مستحقرة أدمت قلبها وتحدث بلهجة قاسية قائلاً.. 
"الوحدة اللي بتبقي مش عايزه تخلف من جوزها دي.. بتبقي مش طيقاه، ولا طايقة لمسته.. لكن أنتي يا بيبي بتبقي أكتر من مستمتعه وانتي بين ضلوعي، وبشوف في عيونك أنك عايزانى زيي ما أنا كنت ببقي عايزك ويمكن أكتر كمان".. 
كلماته كانت جارحة لانوثتها، ولكنها تغاضت عنها ولم تفرق معها سوي كلمة واحدة.. كنت؟!.. ماذا يعني بها؟! هل أصبح لا يريدها؟!.. 
" تقصد أيه بكنت عايزني دي يا فارس؟! ".. 
ابتسم لها ابتسامة مصطنعه، وحرك رأسه بالايجاب وهو يقول.. 
" أيوه بالظبط اللي فهمتيه.. مش فارس الدمنهوري االي يسبب واحده على ذمته مكنتش عايزة تخلف منه".. 
صمت للحظه وهم بمتابعة حديثه الذي سيكون من كلمة واحدة تصبح بها" إسراء" طليقته بعدها.. تفهمت هي مقصده، وما ينوي قوله لها.. فركضت عليه بكل ما أوتيت من سرعة ارتمت داخل حضنه ارتطمت بصدره، وأسرعت بوضع كف يدها على فمه تمنعه من قولها مردده بنحيب.. 
" لا يا فارس.. علشان خاطري متقولهاش".. 
نظر لها نظرة يخبرها بها أن خاطرها لم يعد يهمه من الأساس.. فصرخت هي بتوسل قائله.. 
"طيب بلاش علشان خاطري انا.. علشان خاطر إسراء اللي بتحبك أكتر مني"..
لأول مرة يدفعها هو بعيداً عنه سقطت أرضاً بقوة أثر دفعته هذه.. ورمقها بنظرة يملؤها الألم ومن ثم أندفع نحو باب الجناح وهو يقول بأسف.. 
"لخاطر إسراء.. فاهمة لخاطرها.. بس من انهاردة مش عايز اشوف وشك قدامي ولا حتي صدفة".. 
ركضت خلفه بهروله،ودفعت الباب الذي فتحه بجسدها أغلقته مرة أخرى وقفت أمامه مستنده بظهرها على الباب.. ممسكه بكلتا يديها المرتجفة بياقة قميصه.. تستمد منها القوة ولو قليلاً..
تسمر بمحله لبرهةٍ و هو يرمقها بنظراته المتأججة..
رفع يده وهم بدفعها بعيداً عنه، ولكنها أرتمت داخل حضنه بلهفه تضمه بكل قوتها متمتمه بصعوبة من بين شهقاتها..
"طيب اسمعني الأول يا فارس علشان خاطري؟!"..
"احسنلك تبعدي عن طريقي دلوقتي"..
قالها وهو يمسك زراعيها بين كفيه بعنف ألمها ولكنها تحاملت على نفسها، ورفعت وجهها الغارق بالدموع نظرت له نظرة رق لها قلبه المتيم بها..
مسح "فارس" على وجهه بعصبية و هو يطرد زفرة نزقة من صدره، ثم قال بصوتٍ أجش..
" اختفي من قدامي حالاً  بدل ما ارتكب جريمة قتل يا إسراء هانم"..
كان الرعب واضحًا عليها لمرآى تعبير وجهه الغضوب..
عيناه تتسعان بغضب و تبرز عروقه بخطورة..شعرت حينها أن حديثه ليس مجرد تهديد لها، وأنه بالفعل على حافة فقدان السيطرة على غضبه وسيقبض على عنقها ولن يتركها إلا عندما تلفظ أنفاسها الاخيرة..
شحب وجهها و إزرقت شفاهها بلحظة، وإرتفع صوت نشيجها، وأطلقت شهقة عميقة مرة واحدة.. 
تحطم جمود "فارس" عندما رأي تطور حالتها إلى الإعياء الشديد، وتهاوت قدميها لم تعد قادره على حملها، وأوشكت على السقوط أرضاً، ولكن يديه القويه التي تمردت عليه والتفت حول خصرها جذبتها داخل حضنه ثانياً بلهفه فشل في أخفائها خاصةً حين همست ببطء وضعف شديد.. 
"وحياة ربنا يا فارس قلبي هيقف"..
حملها بذراع واحد من خصرها، ودار بعينيه في انحاء الغرفة يبحث عن إسدال الصلاة الخاص بها.. وجده على المشجب الخشبي.. هروله نحوه ،وقام بتلبسها إياه على عجل، ولف حجابها بأحكام، وحملها ثانياً وسار بها لخارج الجناح حتي وصل لغرفة "خديجة" التي كانت تجلس برفقتها "إلهام" الباكية، و"ايمان" الباكيه لبكائها أيضاً.. 
فتح الباب دون سابق إنظار جعلهن يشهقن بفزع، واندفع بزوجته نحو الفراش وضعها عليه متمتماً بنفاذ صبر.. 
"خلي الهانم عندك يا خديجة".. 
قالها وهو يسير للخارج.. أسرعت "إسراء" بالركض خلفه.. لكنها تيبست مكانها حين نظر لها مكملاً بتهديد وهو يشير لباب الجناح.. 
"تخرجي من الباب دا هتكوني طالق مني يا إسراء".. 
نهي جملته سار للخارج بخطواته الغاضبه.. 
"فارس استني يا حبيبي".. 
أردفت بها "خديجة" ببكاء وهي تركض خلفه كمحاولة منها للحاق به..لكنه تابع سيره دون توقف حتي اختفى عن عينيها داخل المصعد.. أسرعت هي بخطوتها أكثر لعلها تصل إليه قبل أن ينغلق الباب لتتعثر قدميها بسبب حذائها ذات الكعب العالي مما أدى للتواء كاحلها جعلها تشهق بألم، وكادت أن تسقط أرضاً بقوة.. 
لكن يد عريضه ألتفت حول خصرها بلهفه منعتها من السقوط.. رفعت وجهها الغارق بالعبرات ببطء لتتقابل عينيها بأعين "هاشم" ترمقها بنظرة لم تستطيع تفسيرها.. هل هي خوف.. لهفه.. أم شفقة؟!.. 
"أنتي كويسه.. رجلك جرالها حاجة؟! ".. 
قالها بصوته الرجولي ذو البحة المميزة.. 
توردت وجنتي "خديجة" بحمرة الخجل، وحبست أنفاسها حين اقتحمت رائحة عطرة حواسها، وأسرعت بالابتعاد عنه لكنها شعرت بألم حاد بقدمها جعلها تأن بوجع.. 
لم يفكر "هاشم" مرتين وهو يميل بجزعه عليها قليلاً، وحملها بين يديه ، وسار بها متجهه نحو جناحها مرة أخرى وهو يقول بثقه.. 
"متخفيش علي فارس.. هو محتاج يكون لوحده شويه علشان يقدر يهدي"..
لم تنطق "خديجة" بحرف واحد.. فحمله لها وقربه منها لهذا الحد كان كفيل بفقدها النطق، والحركة.. 
.................................... 
.. دلف "فارس" داخل المصعد بخطوات مهروله.. لا يرى أمامه من شدة إنفعالاته المتضاربة.. أنفاسه متلاحقة.. عروقه بارزة وعينيه متسعة على أخرها من شدة غضبه العارم جعلت هيئته المزريه تبدو أكثر رعباً،وكأنه انفض للتو من عراك أودي فيه بحياة أحدهم..
هو بالفعل كذلك لقد أستمع لشق قلب ساحرته بعدما القي على سمعها حديثه السام الذي تعمد جرحها به كما فعلت هي وضربته برجولته بمقتل.. فما أصعب ذلك الشعور على الرجل حين يكتشف أن زوجته لا تريد أن تنجب منه.. رباه هذا أسوء وأقسي شعور شعر به في حياته على الإطلاق..
ضغط على زر بلوحة المعدنيه بجانب المصعد.. بل لكمه بكل قوته بعنف.. انغلق الباب،وبدأ المصعد بالهبوط..وهو بالداخل مستند بجبهته على المرآه يلكمها بكلتا يديه بكل ما أوتي من قوة حتي انه حطمها وتناثرت أجزاءها أسفل قدميه بعدما تسببت بالكثير من الجروح بيديه بدأت تنزف بغزراه..
لكنه لم يشعر بها فجرح قلبه أقوى وأكبر..وصل المصعد وقبل أن يفتح الباب كان ضغط على أزراره ثانياً قاصداً الطابق الأخير..
هدأت موجة غضبه قليلاً وهو يتابع الشاشة الصغيره التي تظهر أرقام الطوابق.. حتي توقف المصعد مرة أخرى بالطابق الذي لم يخطر بباله للحظة انه يصعد إليه..
الطابق الأخير الذي جهز به جناح خاص لتقيم به المرأه  الوحيده التي كانت تسعي لقتله رغم أنها وبكل أسف والدته..
بعد كل ما فعلت لم يستطيع تركها بعيداً عن عينيه وقام بأحضارها دون أن يخبر اي أحد عن وجودها هنا حتي خديجة..
سار بالممر الطويل بخطي ثابته بين رجال الحراسه الواقفين علي الجنبين.. متجه نحو جناحها..
وقف لبرهه أمام الباب يلتقط أنفاسه، ومن ثم فتحه بحرص، وخطي للداخل.. ليتأهب جميع العاملات في المكان، معظمهم طبيبات وممرضات..
جحظت أعينهم حين رأوا تعابير وجهه الغضوب، وهيئته التي لا تبشر بالخير أبداً، وبرغم هذا تحدث بهدوء لا يليق بحالته أثار دهشتهم أكثر ..
"ايه الأخبار؟"..
أجابته أحدهن على الفور..
"مش هكدب على حضرتك يا فارس باشا.. مارفيل هانم حالتها صعبة جداً ومش راضية تستجيب للعلاج، وللأسف هتاخد وقت كبير على ما تتحسن"..
حرك رأسه لها بالايجاب وهو يقترب من الغرفه التي ترقد بها مارفيل..أخذ نفس عميق وخطي للداخل بخطوات متثاقلة..
وقعت عينيه عليها.. تغص بنومٍ أشبه بالغيبوبة على الفراش بجسد هزيل يظهر عليه التعب والاجهاد الشديد.. وجهها شاحب للغاية، وحول عينيها هالات سوداء بعدما فقدت الكثير من الوزن خلال الأسبوعين الذي خضعت بهم للعلاج بالأجبار حتي أعلنت أستسلامها..
رفع يده التي لم تتوقف عن النزيف، وأشار للمشرفات على حالتها بالأنصراف..فنسحبوا للخارج واحدة تلو الأخرى..
ظل واقفاً بمكانه يراقبها بحالة من الجمود.. ملامحه خالية من المشاعر.. سار نحو المقعد المجاور لفراشها وجلس عليه بإرهاق.. مال بجسده قليلاً مستند بمرفقيه على ركبتيه يتأمل ملامحها للمرة الأولى بحياته متمتماً بابتسامة حزينة..
"مرحباً أمي.. نعم أنا هنا.. بجوارك،ومازلت أناديك أمي.. فإذا نسيتِ أنتِ بيوم أنني إبنك.. فأنا لن أنسي أنك أمي، وستظلي"..
صمت فجأة حين داهمته رغبه قوية بالبكاء.. بكاء؟! يا الله يبدو أن جروحات روحه وقلبه غائرة..
ليأتي إلى هنا ويبوح ويتحدث لها رغم انه على علم أنها لن تستمع لحديثه هذا،ولكن يريد أن يخرج ما بقلبه.. لم يعد يستطيع التحمل أكثر من ذلك..
نظر لها بنظرة يملؤها الألم والآسي..يسأل نفسه كيف يبدو عناقها؟! .. لم يتذكر انه عانقها أو فعلت هي العكس من قبل..
بماذا سيشعر إذا ضمته لها مرة واحدة فقط؟!..
يثق أنها لن تفعلها.. فهل يمكن أن يختلس هو ضمه منها أثناء نومها؟!..
يحتاج لضمتها بشدة فما يشعر به من ألالام الآن كافية بأن تسبب له أزمة قلبيه، ويسقط قتيل على أثارها في الحال.. 
دون أدراك منه أرتمي جوارها على الفراش، واضعاً رأسه على كتفها، وأمسك يديها برفق لفها حوله غالقاً عينيه بتعب حينها سمح لعبراته تنهمر على خديه دون بكاء..
غافلاً عن تلك الكاميرا التي تنقل كل ما يحدث بالغرفة لوالده الذي بدأ هو الأخر يبكي بنحيب بعدما تمزق قلبه لأشلاء حين أدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه بحق وحيده.. 
جاهد للسيطرة على شهقاته التي ارتفع نشيجها، ورفع سماعة الهاتف الموضوع أمامه على مكتبه الفخم.. تحدث بها بلهجه أمره.. 
"أخبر قائد الطائرة أن يستعد الآن للإقلاع.. سأعود لمصر اليوم".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"إسراء"..
تجلس على الطاولة المستديرة بجوار خديجة ووالدتها.. تجمعوا بحفل خاص نظمه "غفران" وزوجته أحتفالاً بزواج صديقه "فارس" ..
تتابع زوجها الذي يمثل انشغاله عنها بالحديث مع "هاشم وغفران".. عينيها حزينه برغم وضعها لبعض من لمسات قليله من مساحق التجميل.. تجاهد لكبح عبراتها حتي لا تخونها وتهبط على وجنتيها بغزاره من شدة إشتياقها له..
أكثر من أسبوع لم تنعم بلمسه من يده.. لم يضمها بحمايه بين أضلاعه.. رباه كم تشتاق لرائحته وأنفاسه..
خفضت رأسها سريعاً تخفي تلك الدمعه الحارقة التي وقفت علي أطراف أهدابها..
بينما ذلك العاشق الذي يمنعه غروره عنها يختلس النظر لها من وقت لأخر.. كور قبضة يده بعنف حين شعر بقلبه الذي ينبض بجنون وإلحاح شديد يأمره أن يخطفها بين حنايا صدره ويضمها بعناق محموم حتي يطفئ نار شوقه لها..
داهمته رعشه لذيذه حين تذكر لحظاتهم سوياً التي باتت أروع شئ يشعر به بحياته حين تكون تلك الساحرة خاضعه لفيض وبركان غرامة الجارف..
أستغل أنها لم تراه وبدأ يتأملها بشغف حتي توقف بنظرة على شفتيها..يود لو يلتقطهما بين شفتيه.. أقسم بداخله لن يتركها حتي يدميها.. تعالت وتيرة أنفاسه، وأطلق آهه حارة، وهب واقفاً وقد وصل أشتياقه ورغبه بها لزروته فقرر الهروب من المكان بأكمله حتي لا يضعف ويسحبها خلفه الآن نحو جناحهما ويجتاحها فورًا، مفرغًا فيها و عليها جام شوقه و ضيقه و يأسه.. 
"عن إذنكم هعمل مكالمة مهمة"..
صوت "خديجة" التي تحدثت بنبرة راجية جعلته يتسمر مكانه لبرهه حين قالت.. 
"أرقص مع مراتك يا فارس.. الحلفة دي معموله علشانكم"..
أسرعت "إسراء" برفع وجهها ونظرت له بلهفه، وقلب تسارعت نبضاته.. تتمني بداخلها أن لا يذهب.. أن يستمع لحديث خديجة ويرأف بحالها ويقترب لو قليلاً منها..
رسم ابتسامة زائفه على محياه الوسيمه رغم أن قلبه يتراقص فرحاً وكم كان ممتن لطلب تلك الخديجة الرقيقة..
استدار حول الطاوله متجهه نحو زوجته بخطوات هادئه للحظه شعر انه يسير على صوت إيقاع نبضات قلبهما معاً..
 دوي صوت التصفيق الحار فور وقوفه أمامها ومد كف يده لها..
حبست أنفاسها ،ومدت يدها المرتجفه وضعتها بين راحة يديه لينتفض قلبها أنتفاضة جعلته أوشك على مغادرة صدرها من عنف دقاته.. هبت واقفه وسارت بجواره بخطي مرتجفه.. لتبدأ رقصتها برفقته للمرة الأولى أمام أعين الجميع المتطلعة لهما بابتسامة حالمة.. 
صدع صوت نغمات الموسيقى الناعمة على كلمات أغنية كانت تصفها كثيراً.. وكأنها كتبت خصيصاً لهما..
ممكن تخلينى فى حضنك.. 
محتاجة إن أسمع صوت قلبك.. 
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى..
مد يده يطوق خصرها بذراعيه مقربها من صدره دون حتي أصبحت داخل حضنه أخيراً.. لتقترب هي أكثر والتصقت به بعدما شعرت بكل ذرة بها تنجذب إليه..بينما هو يدور بعينيه بكل مكان حتي يتفادي النظر لها.. 
دفنت وجهها بمقدمة صدره الظاهرة من أوائل أزرار قميصه المفتوحة، وهمست بشفتيها متعمدة ملامسة بشرته  بكلمة واحدة..
"واحشتني".. 
فعلتها هذه وأنفاسها الساخنه التي تدغدغ حواسه أطارت اللُب من عقله، ودون أرادته ضغط على خصرها بقليل من العنف المحبب..
ممكن تخلينى فى حضنك.. 
محتاجة إن أسمع صوت قلبك.. 
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى.. 
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة ان أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
والساعة اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
هم يضحك!!..
حالة من الذهول اعتلت ملامح  "إسراء" الباكية، وتوقفت عن البكاء للحظات حين رأت "هاشم" يدخل الجناح حامل "خديجة" على يديه..
بينما "إلهام" انبلجت أبتسامة عابثة على محياها الطيبة رغم أنها كانت تبكي لبكاء وحيدتها.. 
شهقت "إيمان" بخجل، وأسرعت بخفض رأسها لتخفي ابتسامتها هي الأخرى..
أما "خديجة" كانت بعالم أخر.. عالم لا يوجد به أحد سويها هي وهذا ال "هاشم" الذي حطم حصونها المنيعة، وجعل قلبها ينبض نبضة غريبة عليه كلياً، ولكنها راقت لها كثيراً ..
لم يتخلى "هاشم " عن ملامحه الجدية.. الصارمة حتي وهو حاملها بين يديه بكل هذه اللهفه،ولكنه فشل في السيطرة على تلك الرجفة التي داهمت قلبه وجسده المتصلب عندما شعر بجسدها  يتوسط صدره..
"أنا هجيب الدكتورة حالاً".. 
قالها "هاشم" وهو يقترب من إحدى الارائك ومال بها وضعها برفق، وسحب يديه من حولها ببطء زاد من توترها .. 
"دكتورة ليه؟.. مالك يا ديجا؟!".. 
قالتها "إسراء" بنبرتها الباكية وهي تقترب منها حتي وقفت جوارها وبدأت تربت علي ظهرها بحنان بالغ .. 
" اطمني يا حبيبتي..دي حاجة بسيطة.. أنا بخير الحمد لله".. 
أردفت بها "خديجة" بصوتها الرقيق، ومن ثم تابعت سريعاً موجهه حديثها ل "هاشم" الذي يسير نحو الخارج بخطوات مسرعه.. 
" مافيش داعي تجيب دكتورة.. أنا هبقي كويسه يا هاشم ".. 
هكذا أوقفته "خديجة" بصوت هامس يدل على شدة إحراجها.. 
أبتسم بتساع حين أستمع لحروف إسمه من بين شفتيها خاصةً انه هو من طلب منها تناديه بأسمه بدون الألقاب ..أخفي ابتسامته سريعاً، والتفت ينظر  لعينيها نظرة متفحصة وهو يقول بقلق خفي.. 
"متأكدة يا خديجة؟!".. 
احتقن وجهها بحمرة قاتمة، وحركت رأسها له بالايجاب مدمدمة.. 
"اممم.. متأكدة".. 
نظرته لها.. خجلها..تلك الهمسات بين حديثهما جعلت "إلهام" تتنقل بنظرها بينهما بابتسامة متسعة وتتحدث بثقة قائله.. 
"إحنا شكلنا هنبل الشربات قريب ولا أيه يا خديجة يا أختي ".. 
انتبه "هاشم" على حالته فتنحنح بحرج وسار للخارج بخطوات مهرولة وهو يقول.. 
" عن إذنكم.. أنا برة لو احتاجوا اي حاجة".. 
انهي جملته واختفي عن أعينهم بغلق الباب خلفه.. 
"ايه اللي حصل يا ديجا، وفارس فين؟؟"..
قالتها" إسراء " بصوت متحشرج بالبكاء.. 
تنهدت" خديجة" بتعب وهي تجيبها.. 
"جريت وراه علشان الحقة رجلي اتلوت وملحقتوش"..
هبطت "إسراء " على ركبتيها أمامها، وهمت بأمساك قدمها لتفحصها.. فأسرعت "خديجة" بأبعادها.. 
 "وريني يا ديجا متتكسفيش مني ليكون رجلك حصلها حاجة".. 
" دي حاجة بسيطة زي ما قولتلك.. أنا كويسة يا حبيبتي اطمني".. 
أردفت بها" خديجة"وهي تساعدها على النهوض، وجذبتها تجلس بجوارها وتابعت بتساؤل.. 
"احكيلي بقي ايه اللي حصل علشان فارس يزعل منك كل الزعل ده؟!".. 
هبطت دموع" إسراء " بغزاره على وجنتيها وبتقطع همست.. 
"والله يا ديجا مكنتش أقصد ازعله، ولا أعرف أن كل دا هيحصل، وهو مشي وسبني هنا من غير ما يسمعني حتي؟!"..
أطلقت "إلهام" زفرة نزقة، وبتعقل قالت.. 
" يابنتي استهدي بالله وبلاش عياط.. الراجل دلوقتي غضبه متملك منه واي كلام وهو زهقان كده ممكن يزود المشكلة بينكم.. سبيه يهدي ويروق وأكيد هيجيلك وتتكلموا ويسمعك يا إسراء لأن واضح أن اللي حصل في العيادة وضرب النار اللي سمعناه بيقول أن الموضوع أكبر من اللي عملتيه، وشكلك وقعتينا في خطر وأنتي مش واخده بالك، وهو لحقنا اسم الله عليه جوز بنتي".. 
تعالت شهقات" إسراء " أكثر، وتحدثت بندم قائله.. 
"أنا أسفه يا ماما.. متزعليش مني علشان حطيتك في الموقف ده..انا عارفة أني غلطانة، وكنت المفروض أسمع كلامك وأصارح فارس بكل حاجة"..
نظرت ل" خديجة" وتابعت بنبرة متوسلة.. 
" كلميه خليه يجي يا ديجا علشان خاطري.. هو حلف عليا يمين مخرجش من الباب.. مش هعرف أخرج اروحله أنا..كلميه انتي قوليله إسراء بتقولك هي أسفة ومش هتزعلك تاني..خليه يجي علشان أراضيه لعنيه ترجع تتعبه تاني".. 
أقتربت منها" إلهام " بكرسيها المتحرك، وسحبتها عليها برفق، وضمتها لصدرها بحنو مرددة.. 
"كفاية عياط يا ضنايا عينك بقت زي كاسات الدم.. قولتلك جوزك هيهدي وهيجيلك.. كلنا بنغلط يا بنتي.. محدش معصوم من الغلط.. المهم نتعلم من غلطنا ده، ومتكررهوش تاني.. الصراحة بين الراجل ومراته بتريح وبتمنع المشاكل"..
أقتربت منها" إيمان " هي أيضاً، وربتت على كتفها بحب قائله.. 
"خلاص يا إسراء.. كفاية عياط بقي يا حبيبتي ، وصلي على الحبيب كده في قلبك"..  
" خديجة"..." كلام ماما صح يا إسراء..اللي حصل حصل خلاص.. دلوقتي بقي لازم تهدي وتفكري لما فارس يجي هتحلي المشكله دي بينك وبينه إزاي".. 
رفعت "إسراء" يدها وضعتها على موضع قلبها وهمست بلهفه.. " يجي بس..يجي وأنا هصالحه وأبوس قلبه وعينه كمان".. 
لكزتها" إلهام" برفق متمتمه بخجل.. 
" اختشي يابت.. بقيتي جريئة كدة أمتي؟! ".. 
ضحكت" خديجة" وهي تقول بمرح.. 
" لازم تتعلم الجرائة يا لوما.. مش مدام الباد بوي فارس الدمنهوري".. 
ابتسمت لها "إسراء" ابتسامة باهته، وهبت واقفة وهي تقول بضعف.. 
" أنا هريح جنب بنتي شويه".. 
سارت نحو الفراش النائمة عليه صغيرتها تمددت بجوارها، وضمتها لحضنها تستمد منها بعض القوة، وتقبلها بحب وأمتنان فلولها كانت أصبحت حاملة لقب مطلقة الآن.. 
" ربنا يهدي سرك، ويصلحلك حالك يا إسراء يابنتي".. تمتمت بها "إلهام" بسرها، ونظرت ل" "خديجة" نظرة ماكرة وتحدثت بجدية مصطنعة قائله..
"طمنيني على رجلك يا خديجة يا أختي عاملة أيه دلوقتي؟".. 
"اححم.. كويسة الحمد لله ".. غمغمت بها" خديجة" بخجل.. 
انبلجت أبتسامة متراقصة على ملامح" إلهام " وهي تقول..
 " طبعاً لازم تبقي كويسة بعد الشيلة الحلوة اللي شلهالك اسم النبي حارسة وصاينه هاشم أفندي".. 
عضت" خديجة " على شفتيها بخجل.. 
رمشت" إلهام " بأهدابها أكثر من مرة، وتابعت ببرائه مزيفة.." إلا متعرفيش سي الأستاذ هاشم متجوز ولا عازب يا خديجة؟! ".. 
أجابتها "خديجة" بأسف،وكثير من الحماس.. 
"كان متجوز بس مراته وبنته وجوزها اتوفوا في حادثه،وهو عايش مع مامته وحفيدته بنوته صغيره عندها خمس سنين مامتها وبابها اتوفوا وهي مكملتش شهر حتي.. بعد موتهم استقال من شغلة.. كان شغال عميد في الشرطة.. وفتح شركة أمن خاصة بيه هو، ومش اي حد يطلع حرس معاه"..
"يا حول الله يارب.. دا حكايته حكاية سي هاشم دا.. بس انتي ماشاء الله عليكي.. عرفتي كل ده عنه إزاي بقي ديجا؟! "..
قالتها" إلهام " وهي تضع أصابعها أسفل ذقنها..
ابتسمت لها" خديجة" ابتسامة تظهر مدي برائتها الطفولية.." هو اللي قالي يا إلهام، وصعب عليا أوى والله.. لدرجة كنت عايزة اطبطب عليه واقوله متزعلش نفسك بس اتكسفت"..
ضحكت" إلهام " وهي تقول بثقة.. "لا مدام كنتي عايزة تطبطبي عليه واتكسفتي يبقي هنشرب الشربات قريب بإذن الله "..
......................................
.." فارس "..
اعتدل بجزعه على الفراش بجوار" مارفيل " بدهشه من تصرفه الذي لم يخطر على باله بيوم.. أيعقل بعد كل ما تعرض له على يد تلك المرأه مازال يشعر بالاحتياج لها؟! ..
أبتسم بتهكم على حاله، وهب واقفاً وهو يتأوه بصوت خفيض، وسار بخطوات مجهدة متجه نحو الخارج.. ليوقفه صوت همس "مارفيل" تتحدث بضعف دون أن تفتح عينيها..
"أعلم أنني لم أكن في يوم أماً صالحة لك"..
إزداردت ريقها بصعوبه، وتابعت..
"ولكني كنت أبنه باره بوالدتي،ولم اعصي لها أمراً مهما فعلت معي من أخطاء، وما فعلته معها أحصده منك الآن فارس"..
أستدار ينظر لها بملامح جامدة، وتحدث بهدوء قائلاً..
"كوني مطمئنه أنا هنا لمساعدتك.. فأنتي ما زالتي وستظلي أمي.. فلا داعي لحديثك هذا.. أنا أعلم واجبي نحوك جيداً أمي"..
" إذاً فبلغ خديجة أنني مدينه لها بجزيل الشكر"..
همست بها بصوت أختنق بالبكاء، وأكملت وهي تفتح عينيها الذابلة بوهن، ونظرت له نظرة يملؤها الندم..
"فقد أحسنت تربيتك"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حقاً فارس!!.. 
"فارس".. 
إجتاحه شعور غريب بعدما غادر جناح "مارفيل" سكينه تعانق روحه جعلتها تنتعش.. إحساس عابق بالدفء في نظرتها له وحديثها معه.. لأول مرة يمكث معها لعدة ساعات.. تتحدثت له خلالهم قليلاً دون أن يشعر منها بالنفور .. أسعده هذا كثيراً.. نظرة الندم بعينيها لمست شيئًا شديد الحساسية بداخله.. 
أيقن أنه كان يدخر مشاعر قوية يكنَّها لها حين داهمه إحساس من الأبوة تجاهها جعله يعاهد نفسه على البقاء دوماً بجوارها..فهذا واجبه نحوها..مهما فعلت به من أفاعيل لن تغتفر ستبقي رغماً عنه أمه بالأخير.. 
خرج من المصعد متجه نحو جناحه الخاص به هو وساحرته.. هم بفتح الباب ليوقفه صوت "هاشم" يتحدث بتساؤل وهو يتنقل بعينيه بين يديه المجروحتان.. 
"فارس أنت كويس؟!".. 
حرك رأسه بالإيجاب مردداً.. 
"الحمد لله..انا تمام يا هاشم..قولي أنت أيه الأخبار؟!".. 
تنهد "هاشم" وتحدث قائلاً.. 
"أنا مكلف مجموعة من رجالتنا يدور على ديمة.. بس للأسف هي اختفت من الفندق كله في نفس الوقت اللي كنا بنجري وراك فيه على العيادات..دا خلي أبوها يتأكد أن مش أحنا اللي ورا اختفائها وعمال يدور عليها زي المجنون ولسه موصلهاش، وغفران اتصل عليا وقالي انه حاول يكلمك أكتر من مرة وتليفونك مغلق.. كلمه علشان عايزك ضروري".. 
"تمام.. هكلمه دلوقتي.. أكيد عرف بلي حصل، وبالنسبة للحقيرة ديمة أنا هعرف أوصلها، والليله مش بكرة كمان".. 
قالها وهو يخرج هاتفه المغلق من جيب معطفه.. فتحه وطلب إحدي الأرقام ليأتيه صوت "غفران" يتحدث بقلق قائلاً .. 
" فارس أنت فين يا ابني كلمتك كتير.. طمني عليك".. 
" أنا كويس يا غفران اطمن.. هاخد بس شاور علشان أفوق كده وهكلمك تاني".. 
قالها" فارس" وهو يدلف لداخل الجناح.. 
"غفران"..بحدة.. "تكلمني أيه.. أنا في الغردقة من ساعتين يا بني آدم أنت.. الدنيا مقلوبة على بنت رئيس الوزراء اللي اختفت من الفندق عندك، وعندي أخبار مهمه ليك لازم أشوفك دلوقتي ضروري".. 
"فارس".." طيب هتجيلي ولا أجيلك أنا؟! "..
اجابه" غفران " قائلاً.. "خليك عندك هجيلك أنا علشان معايا مفاجأة لهاشم.. يله سلام على ما نتقابل".. 
أغلق" فارس" الهاتف ونظر ل" هاشم" قبل أن يغلق الباب مغمغماً.. 
" هاشم من فضلك عايزك تشرف بنفسك على الأكل اللي وصيت عليه للعمال".. 
صمت لبرهه واتجه بعينيه لجناح "خديجة" التي تمكث به زوجته مكملاً.. 
"وخلي الحسابات تصرف لهم شهر مكافأة كمان"..
" هاشم" وهو يستعد للسير.." تمام يا فارس.. متشلش هم أنت"..سار خطوتين، وتوقف فجأة مكملاً.." على فكرة في مندوب جالك هنا معاه أوردر أون لاين أنا استلمته منه،والاوردر موجود عندك في الجناح".. 
رفع "فارس" يده وضرب بها جبهته مردداً.. 
"أيوه أنا نسيت خالص أني طلبت أوردر لعيد ميلاد خديجة".. 
انبلجت ابتسامة على وجه" هاشم" قمعها سريعاً، وتحدث بنبرته الصارمة قائلاً.. 
" كل سنه وهي طيبة"..
" فارس ".. بابتسامة.. "وأنت طيب يا هاشم.. اسبقني أنت علشان غفران جاي في الطريق وانا هغير واحصلك".. 
انصرف "هاشم" من أمامه، وأغلق هو الباب مستند عليه بظهره، وبدأ يفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر بيد، وممسك بيده الأخرى هاتفه طلب إحدي الأرقام ليأتيه صوت"خديجة" تتحدث بلهفه قائله.. 
" فارس.. أنت فين يا حبيبي؟ ".. 
كانت" إسراء " مستكينه بحضن والدتها..رأسها تتوسط صدرها، و "إلهام" تربت على شعرها بحنان بالغ.. اغلقت "إسراء" عينيها تمثل النوم.. بينما تنهمر عبراتها على وجنتيها بصمت.. منذ أكثر من 5ساعات هاتف زوجها مغلق، ولا تعلم عنه شيئاً.. 
" بسم الله الرحمن الرحيم.. فزعتيني يا بنتي".. 
قالتها "إلهام" حين انتفضت "إسراء" من حضنها فجأة وهبت واقفة فور سماعها صوت" خديجة" تنطق بإسم زوجها.. 
هرولت تجاهها ووقفت أمامها تنظر لها بأعين متورمة من شدة البكاء وبهمس بالكاد يسمع قالت من بين شهقاتها.. 
"فارس كويس يا خديجة؟ ".. 
حركت "خديجة" رأسها بالايجاب لها، وسارت نحو باب الجناح بخطي حذرة حتي لا تؤذي كاحلها أكثر.. 
"أنا جيالك حاضر.. ثواني وابقي عندك".. 
"هو فين يا خديجة.. طمنيني عليه أنا هتجنن والله".. 
قالتها "إسراء" وهي تسير برفقتها حتي وصلت لباب الجناح، وتوقفت لتمنع سقوط يمين زوجها عليها.. 
فتحت "خديجة" الباب، وتحدثت بابتسامة مطمئنه.. 
"اطمني يا حبيبتي هو كويس.. لسه داخل اوضتكم حالاً،وقالي انه هيغير ويجلنا.. بس أنا هروحله واجيبه بنفسي لحد عندك كمان".. 
بكت "إسراء " وضحكت بأن واحد وتحدثت بنبرة راجية قائله.. "متخلهوش يمشي قبل ما اشوفه يا ديجا علشان خاطري".. 
رفعت "خديجة" يدها ومسحت عبراتها بحنو مردده.. 
" حاضر يا حبيبتي.. بس أهدي وكفاية عياط بقي،واغسلي وشك كده، وانا هجبهولك واجي على طول".. 
حركت" إسراء" رأسها بالايجاب، وانتظرت حتي اغلقت "خديجة" الباب، وركضت مسرعة نحو حمام الجناح مرددة بفرحة غامرة.. 
"هاخد دش سريع واجي.. ادعيلي من قلبك يا ماما".. 
"إلهام" بحب.. "دعيالك يا ضنايا.. ربنا يهدي سرك، ويصلح حالك ويفرح قلبك يا إسراء يا بنت إلهام".. 
أمنت" إيمان " على دعائها، وهبت واقفه، وتحدثت بخجل.. "خالتي إلهام انا هاخد محمود واروح على اوضتي.. ميصحكش أفضل هنا لما جوزها يجي يرضيها".. 
ابتسمت لها" إلهام" بامتنان قائله.." كلك زوق ومفهوميه يا بت يا إيمان"..
بادلتها" إيمان " الابتسامة ونظرت للصغيرة "إسراء".." تيجي معنا يا إسراء؟ ".. 
حركت الصغيرة رأسها بالنفي وتحدثت بوجه عابس قائلة.. 
" لا أنا مستنيه فالس".. 
..................................... 
.. بغرفة فارس.. 
كانت "خديجة" تجلس بجواره على إحدي الأرائك ممسكة يديه تتفحصها بنفسها وتقوم بتطهيرها.. 
"مراتك مبطلتش عياط من ساعة ما جبتها الأوضة عندي يا فارس".. 
أردفت بها" خديجة " بعتاب، وتنهدت براحة حين تأكدت ان جروح يده جميعها سطحية.. 
أطبق جفنيه حين شعر بقبضة قوية تعتصر قلبه بسبب بكاء ساحرته.. صك على أسنانها بعنف، وأطلق زفرة نزقة من صدره وهو يقول بجمود مصطنع.. 
"غلطت ولازم تتعاقب يا ديجا"..
ربتت" خديجة" على كتفه، وتحدثت بتعقل قائله.. 
"يا حبيبي اسمعها الأول.. أفهم منها وأعرف اللي حصل براحة.. متعاقبهاش من غير ما تسمعها.. انت كده بتظلمها، وبتوقع نفسك في غلط أنت كمان".. 
نظر لها "فارس" قليلاً.. يتأمل ملامحها البريئه،وعينيها التي تفيض له بالحب والحنان.. 
" بتبصلي كده ليه يا فارس؟!".. 
قالتها" خديجه" بنبرة متعجبه..
أبتسم لها" فارس" ابتسامة هادئه..رغم بريق العبرات التي ظهرت بعينيه جعلت" خديجة" تشهق بصوت خفيض، وأسرعت باحتضان وجهه بين كفيها، وبدأت تبكي بنحيب وتتحدث بلهفه قائله.. 
"فارس أيه الدموع اللي بتلمع في عيونك دي.. مالك يا حبيبي".. 
أمسك "فارس "كلتا  يديها وضعهما فوق شفاهه ليلثمها مغمغمًا.. 
"كل سنة وانتي طيبة".. 
صمت لوهله وتابع بامتنان وحب، واعتزاز شديد يظهر على ملامحه ونبرة صوته.. 
"يا أمي".. 
أنهي جملته ومد يده لصندوق كبير من اللون الوردي بشريط حريري عريض من نفس اللون كان موضوع أمامه على الطاولة حمله، وأعطاه لها، وهو يجذب رأسها عليه ويطبع قبله مطولة فوق جبينها مكملاً.. 
"يا أحن وأطيب قلب في الكون كله".. 
لم تتمالك "خديجة" نفسها من الفرحة، واجهشت بالبكاء وهي تتتقل بنظرها بينه، وبين هديته لها وتردد بعدم تصديق من بين شهقاتها.. 
"معقول يا فارس.. فاكر عيد ميلادي في وسط المشاكل اللي أنت فيها دي كلها؟!".. 
"أنسى نفسي ومقدرش أنساكي ولا أنسى فضلك عليا يا أحلى ديجا".. 
قالها وهو يمسح عبراتها بأنامله جعلتها تبكي بنحيب أكبر، ووضعت الصندوق على الطاولة مجدداً، وفتحت زراعيها له متمتمه بصعوبة.. 
" تعالي في حضني يا روح قلب ديجا".. 
"طول عمرك وأنتي واخداني في حضنك يا خديجة.. المرادي أنا اللي هاخدك في حضني".. 
قالها، وهو يضم رأسها لصدره ويربت على ظهرها بكف يده مغمغمًا.. "ربنا ميحرمنيش منك أبداً".. 
"ولا يحرمني منك يا فارس".. قالتها وهي تقبل كتفه، ورفعت عينيها الباكية ونظرت له بابتسامة مكملة.."كل مرة بتأكد ليِ ان عمري معاك مرحش هدر.. وإنك أغلى وأحلى حاجة طلعت بيها بالدنيا يا ابني".. 
"فارس".. "أنا اللي محظوظ بيكي وبوجودك في حياتي يا أغلى الناس".. 
عبست بملامحها بغضب مصطنع، وابتعدت عنه متمتمه.. 
"لو فعلاً أنا غالية عندك صالح مراتك، وخدها هي في حضنك.. البنت هتتجن عليك و عيونها تعبتها من كتر العياط يا فارس".. 
هبت واقفه، وسحبته من يده خلفها متجهه لخارج الجناح.."يله تعالي معايا خد مراتك ودي هتبقي فعلاً هديتي لما أشوفكم مبسوطين مع بعض يا حبيبي".. 
"فارس ".. "هاجي معاكي بس خدي هديتك الأول، واعملي حسابك هعملك أحلى عيد ميلاد زي كل سنة.. بس لما اظبط الدنيا شوية".. 
حملت "خديجة" هديتها على عجل، وسارت معه للخارج بابتسامة متسعة تدل على شدة فرحتها.. بينما هو يسير بخطوات متوتره بعدما ازدادت دقات ذلك القلب الراجف بين أركان الضلوع يصرخ بعشق تلك الساحرة.. 
رباه لم يمر سوي بضعة ساعات تضاعف بهم شوقة لها أضعاف مضاعفة.. يود أن يطوقها بين زراعيه ليطمئن قلبه الذي أرتعد و أوشك على التوقف من فزعه وهلعه وخوفه من فقدانها.. 
توقفت" خديجة" أمام الباب، وطرقت عليه بمرح مردده.. "افتحي يا إسراء.. فارس معايا".. 
"ادخل يا فالس"..صرخت بها الصغيرة بفرحة غامرة،وهي تركض نحو باب الغرفة، وتحاول فتحه.. 
فتحت "خديجة" الباب، ودلفت أولاً،ومن ثم خطي "فارس" خلفها..لتقابله الصغيرة فاتحه زراعيها تحثه على حملها.. 
"أهلاً بحبيبتي".. قالها وهو يميل بجزعه عليها، ويحملها بين يديه، ويعانقها بحب أبوي صادق،وعينيه تدور بانحاء الغرفة بحثاً عن زوجته.. انقطعت أنفاسه للحظه وبهتت ملامحه حين وجد الغرفة خاليه.. لا توجد بها غير الصغيرة و إلهام جدتها تنظر له بعتاب متمتمه.. 
"إسراء في الحمام يا ابني".. 
تنهد براحه، واعطي الصغيرة ل "خديجة" وهو يقول.. 
"طيب أنا هروح أغير هدومي علشان عندي مشوار مهم.. خليها تحصلني على اوضتنا لما تخرج".. 
"إلهام".. بتساؤل.. "هتحصلك إزاي وأنت حالف عليها يمين متخرجش من باب الاوضة يا فارس يا ابني؟ .. كده لازم تخرج كفارة يمين الأول علشان بنتي تقدر تخرج وتجيلك".. 
"خرجته طبعاً يا مدام إلهام.. اطمني".. قالها وهو يستعد للسير بخطوات مجهده.. 
تهللت أسارير" إلهام " وتحدثت بابتسامة قائله.. 
"رغم أن ليا عتاب عليك بس مش هتكلم معاك دلوقتي.. لينا كلام مع بعض لما تروق كده وتهدي وتتصافي مع مراتك.. ربنا يصلح حالكم ويملي حياتكم هنا وسعادة وميحرمكوش من بعض أبداً قادر ياكريم يارب".. 
"اجي معاك يا فالس".. قالتها الصغيرة التي تحملها "خديجة" ببوادر بكاء جعلته يلتفت لها، ويميل عليها قاصداً وجنتيها المملؤتين لثمهما بعمق وهو يقول..
"عيوني لعيوني"..نظر ل" خديجة" مكملاً.. 
" لبسيها يا خديجة على ما أجهز.. هاخدها معايا".. 
أنهي جملته، وسار لخارج الجناح غالقاً الباب خلفه.. لتفتح "إسراء" باب الحمام الذي كانت تختبئ خلفه بعدما تأكدت من ذهاب زوجها، وخرجت بخطي مرتجفه خافضة رأسها وتتحدث ببكاء.. 
"خايفة أوي، ومش قادرة اوجهه يا ماما".. 
انتفضت بفزع، وشهقت بصوت خفيض حين تحدثت" إلهام" فجأة بغضب، ونفاذ صبر قائله.. 
"بت أنتي بطلي خوفك اللي بيخليكي تعملي كوارث دا، وأمشي انجري من هنا روحي ورا جوزك.. متفقعيش مرارتي الوحيدة".. 
"براحة عليها يا لوما".. قالتها" خديجة" وهي تقترب من" إسراء " وتربت على ظهرها بحنو مكملة.. 
"متخفيش من فارس يا إسراء.. فارس بيحبك أوي ومش هتهوني عليه يقسي عليكي أكتر من كده، كل اللي عمله معاكي دا على فكرة من خوفه عليكي والله.. خايف يطولك غضبه وقتها.. فجابك عندي هنا".. 
أخذت" إسراء" نفس عميق، وسارت نحو الخارج وهي تقول.. "أنا عارفه يا ديجا..وواثقة من حبه ليا".. 
.................................   
داخل غرفة مظلمة .. خالية من الأثاث إلا من كرسيي صغير متهالك تجلس عليه "ديمة" مقيدة اليدين والقدمين تبكي بصمت،وجسدها يرتجف بقوة بعدما ظلت وقت طول تصرخ بلا توقف.. 
أصبح الهدوء يسود المكان بشكل يثير القلق..حتي تسلل ضوء خافت عبر النافذة الحديديه أضاء الغرفة من حولها.. ارتعد قلبها أكثر حين استمعت لأصوات أقدام تقترب من الغرفة.. 
فتُح الباب ودلف منه رجل بأواخر عقده الخامس قوي البنيه.. شديد الهيبه والوقار.. اقترب منها بخطوات هادئه حتي توقف أمامها مباشرةً.. 
رمقها بنظوة نارية، وتحدث بابتسامة مصطنعة تزين محياة التي مازالت وسيمة وتنبض بالحياة رغم تقدمه بالعمر.. 
"مرحباً ديمة"..
نظرت له "ديمة" بأعين زائغة، وابتلعت لعابها بصعوبة متمتمه بتساؤل.. 
"من أنت؟.. وماذا تريد مني؟!"..
صمتت لبرهه، وتابعت بنبرة تهديد .. 
"انا أحذرك.. أنت مختطف ابنة رئيس الوزراء".. 
وضع يديه بجيب معطفه سرواله مغمغماً.. 
"امممم.. أعلم من تكوني ، ودعيني أخبرك أنا من أكون ".. 
صمت لوهلة وتابع بجملة جعلتها تطلع له بأعين جاحظة حين قال.. 
" أنا محمد الدمنهوري.. والد فارس الدمنهوري.. جئت من فرنسا خصيصاً لأعاقبك بنفسي على كل أفعالك الحمقاء بحق ابني، وزوجته".. 
أنهي جملته، ونظر لإحدى رجاله مغمغماً بأمر.. 
" هيا ابدأ عملك".. 
"اتركني.. أنا لم أفعل لهما أي شيء".. 
قالتها" ديمة" بصراخ وهي تتحرك بهيستريه كمحاولة منها لفك قيدها.. حين رأت إحدي رجاله يحمل ماكينة حلاقة ويقترب منها قاصداً خصلات شعرها.. 
....................................... 
.. داخل شاليه فخم على بعد خطوات من فندق فارس .. 
يمكث به" غفران " وعائلته الصغيرة.. 
" عهد".. تقف خلف زوجها عاقدة زراعيها أمام صدرها.. تتابعه وهو يهندم ثيابه ويمشط شعره الغزيز بعناية..، وتتحدث بغضب قائله.. 
"ممكن أعرف أنت سايبني و رايح فين دلوقتي..أنت قولتلي أننا جايين هنا في أجازة يا غفران"..
ترك الفرشاة من يده على منضدة الزينه، والتفت ينظر لها بابتسامة الدافئة مغمغماً.. 
"حبيبة قلبي عندي مشوار مهم.. هخلصه وارجعلك هوا.. وكمان انتي ناسية الأمانه.. مش لازم جدها يعرف أننا جبناها معانا".. 
اقترب منها وحاوطها بذراعيه مقربها منه حد الالتصاق، واستند على جبهته بجبهتها وتابع بجدية مصطنعة.. "وبعدين أنا عايز اعترفلك بحاجة كدة".. 
داعبت صدره بأصابعها الصغيره، وهمست بغنج.. 
" أعترف ".. 
لثم جانب شفتيها بلهفه مدمدماً.. 
" اممم.. الحقيقه أنا جاي هنا في مأمورية مهمة وشديدة أوي يا عهودة".. 
ضحكت بدلال بعدما تفهمت مقصدة، وهمست بخجل قائله.. 
"ويا تري بقي أيه هي المأمورية دي يا حضرة المقدم".. 
غمز لها بمكر، واعتلت ملامحه ابتسامة متراقصة وسار بكف يده على جسدها حتي توقف فوق بطنها مباشرةً.. مسد عليها بلمساته التي تبعثر مشاعرها.. 
" ناوي بأمرالله منرجعش غير وأنتي حامل مني تاني يا عهد".. 
دست نفسها داخل حضنه،ودفنت وجهها بحنايا صدره وبستحياء همست.. 
"طيب هتروح مشوارك، ولا نبدأ المأمورية من دلوقتي؟".. 
زاد من ضمها له مستنشق رائحتها باستمتاع وهو يقول.. "هروح وارجعلك على طول.. مش هتأخر عليكي" .. 
.................................. 
"إسراء"..
رفعت يدها المرتجفة و طرقت على باب جناحهما الخاص.. لحظات وصدع صوته المزلزل لكيانها قائلاً بصرامة..
"أدخل"..
تسارعت دقات قلبها بجنون.. تلاحقت أنفاسها ،وأصبح صدرها يعلو ويهبط بوضوح.. فتحت الباب ببطء ودلفت للداخل بخطوات هادئة،وأغلقته خلفها..
وقفت لبرهه مكانها وجهها مقابل الباب تحاول السيطرة على أنفاسها المتهدجة.. أخذت نفس عميق واستدارت تبحث عنه بلهفه، أعين تصرخ من شدة الإشتياق..
احتقن وجهها بحمرة قاتمة عندما وقعت عينيها عليه.. 
كان "فارس" يقف أمام المرآه عاري الصدر ممسك منشفة قطنية يجفف بها خصلات شعره الغزيرة.. ومنشفه أخرى لف بها خصره بأحكام.. فكما يبدو أنه فرغ للتو من غُسلٍ كامل..
إزدارت لعابها بصعوبة من هيئته المثيرة التي تدفعها للإنهيار.. 
"هتفضلي واقفة عندك كتير؟!"..
قالها دون أن يستدير لها.. بينما عينيه تتابعها بشغف عبر المرآه..
انبلجت ابتسامة ماكرة على ملامح "إسراء" الرقيقة، وسارت نحوه بدلال وغنج حتي أصبحت خلفه مباشرةً.. يشعر بأنفاسها الملتهبه تلفح بشرته وهمستها ذات الحنين المتأوه.. 
"فارس.. لازم تسمعني.. عايزة أحكيلك"..
تسمر بمحله حين رفعت كلتا يديها ولفتها حوله تضمه لها بكل قوتها.. بينما تسللت يدها الصغيرة على عضلات بطنه السداسية حتي وصلت لصدره وربتت عليه بحركتها المعتادة جعلته يغلق عينيه بستمتاع بلمستها التي تذيب قلبه،وتفقده صوابه..
سيطر على مشاعره تجاهها بصعوبة.. رسم الجمود على ملامحه، والتفت لها ببطء، وتحدث ببعض الحدة قائلاً .. 
"احكي.. أنا سامعك".. 
لم تبتعد هي عنه.. بل تمسكت به أكثر..
ملتفه بيدها حوله تضمه لها، واضعه رأسها على صدره.. انبلجت ابتسامة على ملامحه المرتعبه حين استمعت لدقات قلبه المتسارعة بفعل تأثيرها عليه.. 
رفعت رأسها ونظرت له نظرتها التي تسحره، وهمست ببوادر بكاء.. 
"والله العظيم يا فارس الوسيلة دي أنا كنت مركباها من بعد ما خلفت بنتي إسراء على طول"..
هبطت دمعه حارقة على وجنتيها، وتابعت بغصة مريرة.. 
"أنا بين يوم وليله لقيت نفسي أرملة، والدنيا ضاقت بيا أوي لدرجة أني كنت قربت اشحت اللقمة علشان اكل بنتي وأمي، وأنت قولتلي إنك كنت متابعني وعينك عليا دايماً صح يا فارس".. 
لف يده حولها بحناية، وقربها منه، وهو يحرك رأسه بالايجاب، وعلامات الأسف والخزي ظاهرة على ملامحه حين داههمته ذكري أفعاله معها.. 
" مكنتش فايقه ولا فاكرة أروح لدكتورة وقتها تخلصني من الوسيلة دي.. لحد ما اتجوزتني"..
تمعنت النظر لعينيه ورفعت يديها عانقت وجهه بين كفيها.. "وقتها قولت أن عمري ما هحبك، ومستحيل يكون ليا ولاد منك".. 
رأت الغضب يتملك من ملامحه لتسرع هي وتكمل بلهفه.. 
"بس أنت حققت المستحيل، ومش بس خلتني أحبك يا فارس".. 
وقفت على أطراف أناملها، وهمست أمامه شفتيه.. 
"أنا بعشق كل حاجة فيك".. 
ختمت جملتها بقبلات صغيرة توزعها بالتساوي بين شفتيه العلوية والسفليه.. 
كم راقته فعلتها هذه.. وجد نفسه يضمها.. بل يعتصرها بين أضلاعه، وبهمس خطر قال.. 
" كنتي هتروحي مني بعد ما صدقت لقيتك"..
اصطك على أسنانه بعنف، وترقرقت عينيه بالعبرات مكملاً بغصة يملؤها الآسي.. 
"لو كنت اتأخرت عليكي لحظة واحدة كانوا هيحرموني منك عمري كله يا إسراء، ودا كله بسبب تهورك واندفاعك اللي هيوقف قلبي في مرة من خوفي عليكي".. 
"بعد الشر عليك يا حبيبي.. ربنا يجعل يومي قبل؟!".. منعها بشفتيه من إكمال حديثها..
لف يديه حول خصرها رفعها داخل حضنه حتي لم تعد قدميها لمسة الأرض..عمق قبلته لها.. يقبلها بلهفه واشتياق عاشق مجنون.. مغرم بها غرام ليس له مثيل.. 
هبط بشفتيه ،ودفن وجهه بعنقها يلثمه بحرارة تاركاً عليه إحدى علاماته المميزة التي تستمر بالظهور لأيام.. 
تخدرت على أثرها جميع حواسها، لمسته لها تجعلها تغرق بأعماق بحر غرامة الذي يمنحها شعور من اللذة والإكتفاء الكامل.. 
طرقات متتالية على باب الجناح جعلته يبتعد عنها على مضض حين أستمع لصوت "هاشم" يصرخ بأسمه بجملة سقط قلبها ارضاً على أثرها.. 
"فارس.. والدتك طالبة تشوفك حالاً".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عقاب مستمر!!.. 
كانت "إسراء" تنعم بقرب زوجها مستمتعة بالدفء بين ضلوعه.. حتي انها لم تنتبه لطرقات الباب المتكررة، ولا لصوت "هاشم" الذي يهتف بأسم زوجها.. 
غالقة عينيها.. منفصلة عن العالم أجمع، ومكتفيه بضمته لها، وضمتها له.. تود لو تختفي وتذوب بداخله.. ينهل هو من شهدها بلهفه واشتياق.. همهمت بإعتراض حين أبتعد عنها بشفتيه، وتنحنح كمحاولة منه لإيجاد صوته.. 
"دقايق وجاي يا هاشم".. 
"هتروح فين.. خليك معايا.. أنت واحشتني أوي يا أبو الفوارس".. 
أردفت بها "إسراء" وهي تجذبه إليها مرة أخرى، وتبادر بتقبيله.. 
ليسرع "فارس" ويضع أنامله على شفتيها جعلها فتحت عينيها ببطء ونظرت له بتعجب حين لمحت ابتسامته الماكرة تزين محياه الوسيمة..
 مسح على ثغرها بأصابعه.. وتحدث ببعض الحدة قائلاً.. 
" لسه عقابك منتهاش يا بيبي".. 
غمز لها وسار من أمامها بخطي واسعة نحو غرفة ملابسه.. اختفي بداخلها وبدأ يرتدي ثيابه على عجل.. مكملاً بتأكيد ونبرة واعدة.. 
"العقاب مستمر يا إسراء هانم.. يلي مكنتيش عايزة تخلفي مني؟!".. 
تسمرت "إسراء" محلها لبرهه.. تحاول لملمة مشاعرها التي بعثرها هو بلمسته وقبلاته التي أصبحت ألذ شيء بالنسبة لها.. 
أخذت نفس عميق تملئ به رئتيها وزفرته على مهل متمتمه.. 
"فارس أنا دايماً بحط نفسي مكان اللي قدامي، وتخيلت لو كنت أنت اللي عملت فيا كده.. مش هكدب عليك حسيت بوجع في قلبي وجرح جامد في كرمتي"..
صمتت للحظة حين داهمتها رغبة قوية في البكاء، وتابعت بنبرة راجية.. 
"وبعترفلك أن اللي عملته غلط في حقك".. 
دلف "فارس" خارج غرفة الملابس بعدما ارتدي سروال من الجينز قاتم اللون، وقميص أبيض أزراره جميعها مفتوحة.. يغلق هو أكمامه،وحذاء رياضي من نفس لون القميص.. عينيه مثبته على زوجته يرمقها بنظرات جامدة.. 
بدلته هي نظراته هذه بنظرة حانية، وابتسامة هادئه، واقتربت منه وقفت أمامه، ومدت يدها تغلق أزرار قميصه واحد تلو الأخر متعمده لمس بشرته الساخنه بأناملها البارده.. 
"خليك معايا..عايزه أصالح فيك لحد ما ترضي عني، وأبوس قلبك وعيونك زي ما قولت لماما".. 
مسدت على موضع قلبه بكفها،ومالت عليه قبلته قبله عميقه، ووقفت على أطراف أصابعها، وجذبت رأسه عليها قليلاً، وغمرت لحيته بقبله رقيقه صعوداً بوجنتيه حتي وصلت لعينيه، وقامت بتقبيلها كل واحدة على حدا.. 
" لما ارجعلك.. أبقى أشوف بنفسي".. 
قالها بصوت أجش، وهو يبتعد عنها ويقف أمام المرآه.. هندم ثيابه.. ومشط شعره الحريري، وسار بخطي مسرعة للخارج.. 
فهمساتها وقبلتها له كادت أن تفقده صوابه.. يجاهد ليلجم نفسه عنها حتي لا ينقض عليها ويفترسها الآن.. 
............................... 
كان" هاشم" يقف على مقربة من جناح "فارس" ممسك هاتفه يطلب رقم حفيدته للمره التي لا يعلم عددها بوجهه يظهر عليه القلق.. 
"هاشم..في حاجة حصلت".. 
قالتها "خديجة" بصوتها الرقيق، وهي تسير بتجاهه بخطوات هادئه ممسكة بيد "إسراء" الصغيرة بعدما قامت بتجهيزها كما طلب منها عزيزها.. حتي توقفت بجواره.. 
التفت لها ببطء، ونظر لها بابتسامة جذابه وهو يتأمل ملامحها البريئة.. ابتسامته ونظرته الجريئه لها خطفت أنفاسها.. توردت وجنتيها بحمرة الخجل  وابتعدت بعينيها عنه سريعاً.. 
"كل سنة وانتي طيبة يا خديجة".. 
قالها "هاشم" بصوته ذو البحة المميزة التي تجعل قلبها يرتجف بين ضلوعها.. 
عضت على شفتيها السفليه، وبهمس بالكاد يسمع من فرط خجلها قالت.. 
"ميرسيي يا هاشم.. وأنت طيب".. 
اقترب منها خطوة، ومال على أذنها جعلها ترفع وجهها وتنظر له بأعين جاحظه حين وصل لسمعها حديثه يتحدث برزانته المثيرة قائلاً.. 
"خديجة انتي عجباني من أول لحظة وقعت عيني عليكي".. 
رمشت بأهدابها أكثر من مرة، وابتلعت لعابها بصعوبة، وبتقطع تحدثت قائله.. 
" ه هااشم اييه اللي بتقوله دا؟!".. 
"بقول اللي جوايا في الوقت المناسب".. هكذا إجابها بمنتهي البساطة، وتابع بجدية مكملاً.. 
"أنا راجل مليش في اللف ولا الدوران.. ولا انا مراهق ولا عامل شعري استشوار يا ديجا" .. 
تمعن النظر لعينيها الزائغه، وتابع بجملة جعلتها على وشك الإغماء حين قال.. 
" أنا هتجوزك علشان أعرف أحب فيكي براحتي".. 
"جدووووو".. صرخت بها حفيدة "هاشم" فور فتح باب المصعد.. خرجت منه خلفها" غفران" وصغيره"مالك" صاحب الثمانيه أعوام يمشي بوقار وهيبه مثل والده.. 
بينما ركضت الصغيرة نحو جدها بكل سرعتها فاتحة زراعيها.. 
هرول" هاشم" بخطوات مسرعة فاتح زراعيه هو الأخر  لها ويضحك بصوته كله مردداً بتفاجئ.. 
"حبيبة قلب جدو".. استدار نصف أستداره ونظر ل "خديجة" التي تسمرت مكانها بعد ما ألقاه على سمعها.. 
لتشهق "خديجة" بصوت خفيض حين نطق أسم حفيدته بابتسامة واسعة.. "ديجااااا".. 
نعم أسم حفيدته "خديجة" على أسم المرأه الوحيدة التي جعلت قلبه يميل لها بعد رحيل زوجته.. يا لها من صدفة رائعة ..
كانت "خديجة" في حالة يرثي لها.. تنظر ل "هاشم" وحفيدته بابتسامة بلهاء.. 
"إزيك يا ديجا".. 
قالها "غفران" بنبرة عابثة حين لمح نظرتها ل"هاشم".. 
انتبهت "خديجة" لحالتها، ونظرت له بتوتر، وهمست بستحياء قائله.. 
"الحمد لله يا غفران.. أيه المفاجأه الحلوه دي.. جيتوا أمتي ".. 
قالتها وهي تميل على "مالك"وتقبله بحب.. بينما الصغير عيناه مثبته على تلك الفاتنة الصغيرة.. يتأملها بنظرات بريئة منذهلة لا تخلو من الإعجاب بجمالها الخلاب.. 
"لسه واصلين من شوية".. غمغم بها "غفران" وهو يداعب وجنتي "إسراء" الصغيرة.. 
"أيه الجمال دا كله".. أردف بها "مالك" وهو يقترب كالمغيب من "إسراء" التي تبتسم له بطفولة، وبدأ يمسد على خصلات شعرها الحريرية المنسدلة على وجهها وظهرها.. 
نظرت له "خديجة" بدهشه وتنقلت بنظرها لوالده الذي يبتسم بفخر على أفعال ذلك الشبل النابعة من هذا الأسد.. 
" أنتي أسمك؟ ".. غمغم بها "مالك" بتساؤل.. 
لتجيبه الصغيرة بقليل من الغرور.. 
"أسمى اسلاء".. 
جحظت أعين الجميع حين جذبها "مالك" من رسغها عليه دون سابق إنظار وغمر وجنتيها بسيل من القبلات الطفولية مردداً بابتسامة واسعة.. 
"وأنا أسمى مالك المصري يا إسراء".. 
ختم جملته وغمر وجنتيها ثانياً بقبلاته المتتاليه لحظة خروج "فارس" من جناجه.. 
تسمر بمحلة لبرهه حين وقعت عينيه على هذا النمس الصغير.. فنظر لوالده وتحدث بغضب مصطنع قائلاً.. 
"جراااا ايييه يا عم غفراااان أنت واقف منشكح على الأخر ليييه كده؟! .. ما تحوش ابنك عن البنت يا جدع"..
قالها وهو يقترب منه واحتضنه بترحاب مكملاً.. 
" حمدلله على السلامه يا صاحبي".. 
سحبه "غفران" معه وسار نحو المصعد على عجل وهو يقول.. 
"مالك خليك هنا على ما أجيلك".. 
" مش اجي معاك يا فالس؟!".. قالتها الصغيرة بوجهه عابس..
" شوية وهاجي أخدك يا روح فارس".. 
قالها أثناد سيره بجوار صديقه.. ليقبلها" مالككمن جديد وهو يقول بنبرة راجية.." خليكي هنا معايا علشان نلعب سوا".. 
ابتسمت له الصغيرة بحماس متمتمه.." أوكي"..
بينما انزل" هاشم"حفيدته وسار خلفهما هو الأخر وهو يقول.. 
" ديجا حبيبتي خليكي هنا.. شوية وراجعلك".. 
نظر ل "خديجة" وتابع باستأذان.. "لو مش هيضيقك طبعاً ".. 
جثت" خديجة" على قدميها، وضمت الصغيرة لها بحنو متمتمه.. "لا مش هضايق أبداً..اطمن يا هاشم"..
..دلف فارس وغفران وخلفهما هاشم داخل المصعد.. ضغط" فارس " على زر الصعود للطابق التي تمكث به والدته.. 
" والدك هو اللي ورا إختفاء ديمة".. قالها" غفران" جعل" فارس" ينظر له بصدمة، وانبلجت ابتسامة على ملامحه وتحدث بفرحة ظهرت على نبرة صوته.." وهو اللي بعتلي الرسايل علشان الحق مراتي".. 
ربت "غفران" على كتفه، وتحدث بابتسامة حين شعر بفرحة صديقه.. "والدك وصل مصر انهاردة يا فارس".. 
ختم جملته وصدع صوت المصعد يعلن عن وصوله للطابق المقصود.. 
.بخطوات مهرولة دلف "فارس" لخارج المصعد خلفه "غفران وهاشم".. 
سار " فارس" بالممر الطويل حتي وصل لجناح والدته الخاص واندفع نحو الداخل بلهفه..
بينما ظل "غفران" برقفة "هاشم" أمام باب الجناح..
كان هناك صوت شجار قوي،وتحطيم بلورات زجاجية ..
"ماذا أتى بك إلى هنا.. أغرب عن وجهي الآن، و إلا سأزهق روحك بيدي"..
صرخت بها "مارفيل" بصوت متعب محمل بالغضب، والغيظ الشديد..
"أيه اللي بيحصل دا"..
قالها "فارس" أثناء دفعه للعاملات والطبيبات القائمات على رعاية والدته..
تيبس مكانه وحجظت عيناه حين وقعت على والده.." محمد الدمنهوري".. يقف بشموخ ووجه محتقن بالدماء من شدة غضبه.. يرمق "مارفيل" بنظرات نارية، ولكنها ممزوجة بعشق دفين..
" بابا.. حضرتك هنا بجد؟!"..
أردف بها "فارس" بذهول، وهو يقترب ببطء حتي وقف أمامه ينظر له بفرحة فشل في اخفاءها..
"أجعله يذهب من هنا حالاً فارس، و إلا نهضت وركلت مؤخرته بقدمي"..
قالتها "مارفيل" بشراسة، وهي تجاهد حتي تغادر الفراش..
"نعم أنا هنا.. ابني"..
قالها "محمد" بابتسامة، واعتلت ملامحه اللامبالاه وتابع بستفزاز مقصود وهو يختلس النظر ل "مارفيل" التي تتحامل علي نفسها لتنهض من مكانها.. 
" وسأظل هنا برفقتك أنت و زوجتي مارفيل".. 
لم يتمالك "فارس" نفسه وغلبته عطفته وحنينه له.. ففاجئه بعناق قوي مغمغماً.. "حمد على السلامه.. نورت بلدك يا أبو فارس"..
"دايماً تكون منورة بيك يا ابني"..
قالها "محمد" وهو يربت على ظهره، ويبادله عناقه بحب أبوي يظهره له لأول مرة.. 
ابتعدوا عن بعضهما سريعاً حين استمعا لصوت صرخة مكتومة بعدما افلتت يد" مارفيل" وكادت أن تسقط من فوق الفراش .. ليسرع "فارس" و "محمد" بنفس اللحظه نحوها..
لكنها أستندت على وحيدها، وهي ترمق" محمد" بنظرة حارقة متمتمه..
"إياك أن تفكر تلمسني"..
"اهدئي أمي..رجاءاً"..قالها "فارس" وهو يعدل وضعها، ويضع الوسائد خلف ظهرها..
"اجعله يذهب الآن فارس.. لم أعد اتحمل رؤيته، اختنق من عبقه، و أنفاسه.. لا أريد تنفس نفس الهواء الذي يتنفسه هو"..
"لن أذهب إلى أي مكان..سأظل هنا وأنتهى الأمر تقبليه وتعايشي معه"..
قالها "محمد" بهدوء خطر، وابتسامة مصطنعه تزين محياه..
"مارفيل".. بإزدراء.. "لن يحدث محمد.. أنت ستغادر فوراً وتعود من "حيث أتيت.. لم يعد لك أملاك هنا.. جميعها بأسم إبني وأنا أمه وأطردك منها.. هيا أرحل حالاً قبل ان اجعل العاملين هنا يلقون بك بالخارج".. 
ضرب" محمد" الأرض بقدميه، وسار نحو إحدي المقاعد وجلس عليها بهنجعيه وتحدث بعناد قائلاً.. 
" لن أرحل مارفيل.. لن أرحل.. أنا أيضاً هنا بأملاك ابني..ثم أخبريني منذ متي تعترفي انكِ أمه.. منذ متي مارفيل؟! ".. 
" مارفيل".. ببرود مريب.. " أنا أمه رغماً عن أنفك، وسأظل انا الوحيدة التي منحته الحياة"..
نظرت ل "فارس" الذي يتنقل بعينيه بينهما بنظرات منذهله وتابعت ببكاء مصطنع.. 
" أخبره أنني أمك التي حملتك داخل أحشائها وتغذيت من دمائها يا فارس"..
تنهد "فارس" بحزن وبعد فهم تحدث قائلاً.. "ماذا حدث لكل هذا أمي؟ .. أنتم للمرة الأولى تتجمعان برفقتي"..
صمت لبرهه، وتابع بسعادة اعتلت ملامحه..
" لن أنكر ولكن اليوم أنا بغاية السعادة بوجودكما"..
.. بعد جملته هذه التي لمست قلوبهما.. بل ألمت روحهما ساد الصمت للحظات، وخفض "محمد" رأسه بخزي من أفعاله المشينه بحق وحيده الذي نجحت "خديجة" بجدارة في تربيته..
بينما "مارفيل" زمت شفتيها، وعبست بملامحها، وانفجرت بالحديث فجأة جعلتهما ينتفضا بفزع حين قالت..
"أنا اكرهك محمد،واكرهك فارس.. أنا إمرأه لا تحب الرجال نهائياً.. تلك المخلوقات الشمطاء الشنعاء كم أتمنى أن أخترع مبيدات رجاليه مثل المبيدات الحشريه وأقوم بتوزعها على الإناث.. بحيث إذا قام رجلها بأي فعل سيء لا يروقها تقوم بأبدته من الحياة بأكملها"..
صرخت بغيظ شديد، وصكت على أسنانها، وتابعت ببكاء طفولي موجهه حديثها ل" محمد" الذي ينظر لها بحاجبين مرفوعين..
" أريد أن ابيدك الآن أيها الرجل"..
نظرت ل" فارس" الذي يدلك جبهته بكف يده، ويرمقهما بابتسامة مصطنعه وتابعت بتحذير..
" إذا تركتني برفقته ستعود تجده جثة هامدة او العكس"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ستظلي أمي!!.. 
مرت بضعة أيام.. لم يعود خلالهم "فارس" لجناحه.. ظل برفقة والديه خاصةً حين تدهورت حالة "مارفيل" الصحية وإلحاحها عليه أن يظل معها.. مما أجبره على أخماد نيران شوقه الشديد لساحرته مؤقتاً والمكوث بجوارها .. يهتم بها وبأحتياجتها بنفسه..يطعمها بيده..يعاملها برحمة وعطف لا يخلو من المحبة.. أظهر لها رحابة صدر تفاجيء بها هو شخصياً.. أيقن وقتها انه لم يكرهها لحظة واحدة برغم كل ما فعلته به.. فماذا عساه أن يفعل غير ذلك.. هي ستظل أمه هذه الحقيقه لن يستطيع تغيريها.. 
"مارفيل".. أستهلاكها الزائد للكحول جعلها بحالة يرثي لها.. فقدت الكثير من الوزن.. عينيها ذابلة و وجهها أصفر وشاحب دائماً.. يظهر عليها الوهن والإرهاق بوضوح.. 
فقد اكتشفوا الأطباء المشرفين على حالتها أنها تعاني من مشاكل بالكبد بسبب تلك السموم التي كانت تتناولها جعلت خلايا الكبد غير قادرة على تجديد نفسها، وتحتاج الى فترات طويلة من العلاج المكثف لتطوير خلايا جديدة، وفي كل مرة تعمل فيها خلايا الكبد على ترشيح الكحول، يتم موت عدد منها. واساءة استخدام الكحول لفترة طويلة، قد يؤدي الى أضرار جسيمة في الكبد، والتقليل من قدرة خلاياه على التجدد.. وضعها أصبح يحتوي على العديد من المخاطر الصحية.. 
ارتعد قلب "فارس" من شدة فزعه وخوفه عليها بعدما رأي والده يبكي بكاء مرير لأجلها.. أيعقل أن يفقدها للأبد الآن بعدما عادت إليه برغبتها!!.. 
ألقى كل الأفكار المفزعة خلف ظهره، وقرر الوجود معها أكبر قدر كافِ.. وصل به الأمر لعدم النوم والراحة..طيلة الوقت يجلس على مقعد بجوار فراشها ممسك بيده المصحف الشريف يقرأ لها ما تيسر من القرآن بقلب خاشع وأعين دامعه.. لا يريد أن يغفو فيستيقظ على خبر مفزع يتمني قلبه عدم حدوثه.. 
..داخل جناح مارفيل.. 
يقف "فارس" أمام باب الحمام المغلق بوجهه يظهر عليه القلق ينتظر "مارفيل" التي تقوم الممرضات بمساعدتها على أخذ حمام دافء..
فُتح الباب أخيراً وتحدثت إحدي الممرضات بإحترام قائله.. "فارس باشا.. الهانم خلصت تقدر تتفضل".. 
ليهرول "فارس" نحوها، ودلف لداخل الحمام بخطي مسرعة.. 
كانت "مارفيل" تجلس على حافة حوض الاستحمام.. حولها أكثر من فتاه يدعموها بالمسانده حتى لا تستسلم لتهاوي جسدها الضعيف الغير متزن وتسقط أرضاً.. 
بابتسامة بشوشة اقترب منها وحيدها، ومال عليها واضعاً ذراعه حول ظهرها والأخر أسفل ركبتيها وقام بحملها بين يديه بمنتهي الخفه وسار بها للخارج مغمغماً.. 
"امممم تفوح منك رائحة الزهور البيضاء الرائعة مارفيل".. 
يا الله هيئته هو حاملها تخطف القلوب.. ضئيله هي للغاية بين زراعيه القويتين كطفلة صغيرة يحملها والدها ليضعها بالفراش حتي تخلد للنوم.. من يرهما لن يصدق أنه يحمل والدته أبداً.. 
جلس بها على الفراش، ووضعها بجواره بحرص،وبدأ يجفف شعرها بحنو بمنشفة قطنية حتي انتهي،وأمسك فرشاة الشعر الخاصة بها الموضوعة على طاولة بجوار الفراش وقام بتمشيط خصلاتها الناعمة بحنان بالغ.. 
معاملته لها واهتمامه بها أذابت الجليد الذي يغلف قلبها.. رفعت يدها بوهن وأمسكت يده وبهمس بالكاد يسمع قالت.. 
"كيف لك أن تهتم لأمري بعد كل ما فعلته بك؟!" 
نظر لها "فارس" قليلاً نظرة شفقة ممزوجة بعتاب.. وتنهد براحة وهو يجيب على سؤالها.. 
"أنتي أمي.. شئت أم أبيت ستظلي أمي مهما فعلتي".. 
أمسك يدها الهزيلة بين كفيه وتابع بهدوء وتراوي.. 
"أخبرتني زوجتي بشيء راق ليِ كثيراً.. أنها دوماً تضع نفسها مكان اي شخص أخطأت بحقه لتستطيع رؤية رد فعله بنفسها، وأنا يا أمي قد وضعت نفسي مكانك، وسألت نفسي ماذا لو كنت فعلت بأبني كما فعلتي أنتي معي؟!.. ماذا سيكون رد فعله تجاهي.. أو بالأحرى ما هو رد الفعل الذي أتمني أن يفعله معي.. وجدت أنني أتمنى لو يستطيع أن يمنحني السماح.. فأنا والده بالأخير، وهذا ما فعلته معك مارفيل دون معرفة أسبابك حتي.. أنتي أمي وأنا هنا بجوارك وسأظل حتي تتماثلين الشفاء".. 
نظر لعينيها التي تفتحها بصعوبة مكملاً بنبرة راجية.." لن أطلب منكِ سوي أن تكوني بخير.. فقط كوني بخير لأجلي مارفيل.. ليس أكثر من ذلك".. 
حديثه الهين.. اللين،وقلبه المملوء بالرحمة رأف بحالتها جعل حالة من الطمأنينة تجتاح أوصلها لم تشعر بها منذ زمن..قررت بتلك اللحظة أن تبوح له بكل ما تخفيه بين ثنايا روحها.. 
"هل تعتقد أنني أعاني من عقدة أو ما شبة حتى يصل بي الأمر أن أقتلك بني؟! ".. 
حركت رأسها بالنفي، وتابعت بأسف قائله.. 
"سيخبرك والدك بكل تأكيد عن سبب ما فعلته بحقك،ودعني أنا أخبرك بشئ أهم.. فربما تكون نهايتي حان وقتها".. 
ضمها "فارس" لصدره بلهفه، وربت على ظهرها برفق مردفاً.. 
"لا لا.. بقدرة الله أنتي ستكوني بخير.. كوني قوية مارفيل رجاءاً".. 
أستكانت داخل حضنه بتعب حين شعرت ببداية دوار شديد يداهما، وبدأت تتحدث بغصه مريرة يملؤها الآسي والندم.. 
"كنت واثقة أنك ستكون بخير"..
همست بها "مارفيل" بضعف وهي تجاهد حتي لا تفقد وعيها.. رفعت يدها المرتجفه وضعتها على موضع ذلك الشق الكبير بصدره وتابعت بابتسامة رغم عبراتها التي تتساقط على وجنتيها دون بكاء..
"حتي عندما أخبروني أن القناص قد أصابك وأعلنو خبر وفاتك.. كنت على يقين أنك مازلت على قيد الحياة لأن قلبي لم يتوقف عن النبض يا بني"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ساحرة الفارس!!..
.. خارج جناح "مارفيل"..
يقف "فارس" بملامح مرتعدة بجوار والده يتابع الأطباء وهما يحاولون تهدأت والدته التي دخلت بنوبة بكاء حاد حتي أصبحت على وشك الإنهيار..
كانت "مارفيل" تصرخ بكل قوتها مرددة بكلمات غير مرتبة تحمل بينها لغز يصعب حله بسهولة .. "أنا صامتة لأجلك.. لأجلك فارس.. لأجلك فقط بني"..
تراخي جسدها، وأغلقت عينيها بضعف بعدما قامت إحدي الممرضات بحقنها بحقنة مهدئة.. جعلتها تستلم لنوم عميق خلال ثواني معدودة..
زفر "فارس " براحة، ونظر لوالدة الذي ينظر لزوجتة بلهفة و أعين تترقرق بها العبرات، وتحدث بهدوء قائلاً.."بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شوية"..
"عايز تتكلم في ايه يا فارس؟!"..
قالها "محمد" وعينيه ثابته على "مارفيل" يرمقها بنظرات مختلطة بين العشق والاشتياق، والعتاب..
سار" فارس" نحو أقرب مقعد جلس عليه واضعاً رأسه بين كفيهوتحدث بتعب قائلاً.. 
"في حاجات كتير أنا مش فاهمها، وأسئلة كتير مش لاقي ليها أجوبة"..
أخذ " محمد"نفس عميق، التفت ببطء ينظر له مغمغماً.. "هجاوبك على كل أسئلتك، وهفهمك كل حاجة يا فارس.. بس ممكن تسبيني مع مارفيل شوية لوحدنا"..
صمت لبرهه وتابع وهو يصطك علي أسنانه بغيظ.. 
"من ساعة ما رجعت من برة وأنت لازق معانا هنا.. انت مش المفروض عريس وفي شهر العسل؟! ".. 
رفع "فارس" رأسه ونظر له بدهشة حين تابع بنبرة ساخرة.. 
" حد يسيب عروسته ويجي يقد جنب أمه يا عريييسس".. رمقه بنظرة ماكرة، ولاعب حاجبيه له بحركة أذهلت "فارس" وأكمل بأسف.. 
" شكلك كده مرفعتش راسنا ولا أيه؟! ".. 
" لاااااااا.. لااااااا وكمان لااااااااا بقي.. دا أنا رفعت راسكم للسما يا أبو فارس".. 
قالها "فارس" بفخر، وهو ينهض من مكانه، واقترب من والده وضع يده حول كتفه وتابع بحاجب مرفوع.. 
"دا أنا فارس الدمنهوري.. يعني مينفعش تشك في قدراتي ياوالدي".. 
مال علي أذنه مكملاً بتساؤل.." احكيلي بقي عملت أيه في مارفيل يا أبو فارس يا شقي خلتها كرهت الصنف كله، وعايزة تخترع لنا مبيد رجالي يمحينا كلنا؟!".. 
رفع "محمد" حاجبيه ونظر له بشرار، وتحدث بغضب مصطنع.." ما أنا قولتلك هتزفت أحكيلك بس مش دلوقتي.. خليني أقعد مع حبيبتي شوية قبل ما تفوق وتطردني زي كل مرة".. 
أنهي حديثه، ودفعه للخارج ببعض العنف.. لتتعالي ضحكات" فارس" وتحدث وهو يغمز له بشقاوة.. 
" الله عليك يا ابو الفوارس يا حبيب".. 
توقف "محمد" عن دفعه، وتنهد باشتياق وهو يقول بجدية.. 
"اه حبيب،ورجعت مصر بعد كل السنين دي علشان أنا بلدي اللي فيها".. 
أشار بيده على الغرفة النائمة بها "مارفيل" وتابع بعشق.. "أمك يا فارس.. الست الوحيدة اللي قلبي عشقها.. لا قبلها ولا هيكون في بعدها.. برغم كل حاجة واي حاجة هتفضل مارفيل هي حبي الوحيد".. 
نفخ بضيق، وتابع بنفاذ صبر..
"ويله اتفضل بقي.. انت ناسي أن غفران عاملك حفلة عنده انهارده في الشاليه، ولا أيه؟!".. 
ضرب "فارس" بكف يده على جبهته، وتحدث بأسف.. 
" أيوه فعلاً.. إزاي نسيت دا مأكد عليا، وعازم حضرتك كمان".. 
" محمد".. بهدوء.. " اعتذره بالنيابه عني.. أنا هفضل مع مارفيل، وأنت إياك المح طيفك هنا الليله.. خلص حفلتك، و خد مراتك وأطلع على اليخت انا كلمت العمال وقالولي انه وصل المينا في الغردقة..
دا هدية جوازك مني.. أنا مرتضتش اسميه.. شوف هتسميه أيه أنت بمعرفتك".. 
"شكراً على كل حاجة يا بابا.. لولاك بعد ربنا كنت خسرت مراتي".. غمغم بها" فارس" وهو يقطع المسافة بينهما وعانقه بحب.. مقبلاً كتفه مرات متكررة.." ربنا ميحرمنيش منك أبداً ".. 
تسمر" محمد" محله لوهلة لم يبدله عناقه.. أطبق جفنيه بقوة يكبح عبرات الندم التي تجمعت بعينيه، ومن ثم رفع يده وربت على ظهره متمتماً.. 
" ولا يحرمني منك أبداً يا ابني".. 
ابتعد عنه قليلاً، ورفع يده ربت على وجنتيه بحنو، وتابع بابتسامة.." مش عايزك تشيل هم اي حاجة بعد كده.. أنا عقبت ديمة على كل اللي عملته ، ورمتها في مصحة نفسية، والدكتورة اللي اسمها سلمي دي كانت متهدده بابنها، البنت اللي معها كانت تبع ديمة، وخدت نصيبها من العقاب.. اطمن".. 
حرك "فارس" رأسه بالنفي، وتحدث بأسف قائلاً.. 
"مش هعرف اطمن طول ما أبو ديمة شريك معانا،وواثق انه مش هيسكت على اللي حصل في بنته.. علشان كده أنا هفضل واخد احتياطات كافية لحد ما أفض الشراكة دي في أقرب وقت".. 
" اعمل اللي يريحك، وخليك واثق إني هبقي في ضهرك من هنا ورايح".. أردف بها "محمد" بابتسامة يخفي بها لمعة الدموع بعينيه.. 
مال" فارس" عليه، وطبع قبله مطوله فوق جبهته،  وهو يقول.." وأنا دايماً هكون سندك وعزوتك يا أبو فارس".. 
أنهي جملته و سار نحو الخارج مكملاً باستعجال.. 
"هسيبك أنا بقي مع حبيبتك، وهروح اطمن على اليخت بنفسي، والحق أجهز للحفلة، ولو في أي حاجة كلمني هجيلك على طول".. 
انتظر "محمد" حتي تأكد من ذهاب "فارس" وأغلق الباب خلفه، وهرول نحو غرفة زوجته بخطي مرتجفة، وقلب ينبض بجنون من شدة عشقه، واشتياقه، وخوفه أيضاً .. 
........................................... 
.. داخل مكان مخصص للهو الأطفال.. 
يقف" هاشم " ورجال الحرس التابعين له يقومون بحراسة كلاً من.. 
" إسراء، إلهام، خديجة،إيمان، عهد، والصغار الذين يلهون بمرح وفرحة غامرة.. 
تجلس" إسراء " 
" مالك حبيبي سيب إسراء تلعب مع مكة وديجا، وألعب أنت مع زين بالكورة".. 
قالتها "عهد" بنبرة صارمة لا تخلو من الحنان.. 
أجابها "مالك" الذي يمسك بيد" إسراء" يمنعها من اللهو برفقة أحد غيره.. "يا عهوده هي صغيرة مش هتعرف تلعب لوحدها وممكن تقع.. أنا باخد بالي منها".. 
حركت" عهد" رأسها بيأس من تصرفات الصغير التي تشبه والده إلى حد التطابق، ونظرت ل "إسراء" الشاردة، وتحدثت بمزاح.. 
"خلاص كده اطمنو بنتكم بقت في حماية الباشا مالك المصري".. 
لكزت "إلهام" ابنتها حتي تنتبه للحديث، وابتسمت ل"عهد" وتحدثت بفضولها المعتاد.. 
" بس انتي شكلك اتجوزتي بدري أوي يا عهد يا بنتي".. نظرت ل "مالك" وتابعت قائلة.. 
"دا اسم الله حارسة وصاينه مالك قالي عنده تمن سنين، وانتي شكلك من سن بنتي إسراء مكملتيش ال22سنه لسه!!".. 
اجابتها " عهد".. بصوت خافت حتي لا يصل لسمع الصغار.. "غفران جوزي كان متجوز قبل ما يتجوزني، ومالك ومكة ولاد غفران من مراته الأولى"..
لمحت الدهشة على وجوههم فاكملت بصدق قائلة.. 
"بس أنا بعتبرهم زي ابني زين بالظبط والله يا أنطي إلهام".. 
" إلهام ".. " صادقة يا قلب أنطك..دا أنا فكرتك أمهم والله يابنتي من حنيتك ولهفتك وخوفك عليهم".. 
تنهدت بصوت عالِ، وتنقلت بنظرها بين" خديجة" التي تختلس النظر ل "هاشم" من حين لآخر بخجل، وبين "إسراء" التي تبتسم ابتسامة حزينة، و"ايمان" التي تضم الصغير" محمود" لحضنها، وتقوم بأرضاعة بابتسامة حانية،وتحدثت بتعقل قائلة.. 
" سبحان الله كل واحد بياخد نصيبه كامل من الفرح وحتي الجرح.. علشان كده بنلاقي دايماً ربنا رؤوف بعباده وبيجعل بعد الصبر جبر".. 
انتبهوا جميعهن لحديثها.. خاصةً حين قالت" إيمان" برضا تام بقضاء الله وقدره.. 
"عندك حق يا خالتي.. أنا أهو ربنا أراد إني مخلفش.. بس جبر خاطري ورزقني بابني محمود.. ابن قلبي قبل عيني".. 
ابتسمت" عهد" ونظرت بتجاه الصغار مدمدمة.. 
" وأنا اتجوزت واحد كان متجوز قبلي ومعاه طفلين ربنا جعلهم عايلة ليا بعد ما كنت عايزة انتحر من الوحدة".. 
قالت "خديجة" بفخر.. "وأنا رفضت الجواز وفضلت ابني "فارس" عن كل رجالة الدنيا ، وبقيت زي ما الناس بتقول عانس.. بس دا كله مهمنيش.. كفاية أني ربيت وكبرت وزرعت زرعة صالحة على هيئة طفل بقي أحسن راجل في الدنيا، وبحصد من تربيتي ليه دلوقتي خير وفير ملوش نهاية، ولسه بمشيئة الله واثقه إن ربنا شيلي خير أكتر، وعلشان كدة لو رجع بيا الزمن تاني.. هختار فارس تاني من غير تفكير حتي".. 
نظرو ل" إسراء " يحثوها على مشاركتهن في الحديث.. فبتسمت لهن وتحدثت بتنهيدة حزينة قائله.. 
" وأنا اتجوزت بعد ما خلصت دبلوم من شاب محترم وأصيل حبني أوي وكنت عايشة حياة بسيطة، وهادية لحد ما ربنا أختاره وبقيت في يوم وليلة أرملة وبنتي يتيمة.. حسيت أن خلاص الدنيا وقفت وحياتي أدمرت" ..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ونظرت لوالدتها وتابعت بامتنان.. 
"بس بعد ما ربنا رزقني بحب أبو الفوارس عرفت أن كلامك يا ماما اللي كنتي بتقوليه ليا كان كله صح، وفعلاً بعد الصبر جبر، وأنا ربنا جبر قلبي أنا وبنتي وعوضني بزوج شيلني جوه عنيه وبيعامل بنتي كأنها بنته من صلبه، وهي كمان بتحبه أكتر مني".. 
أمسكت "خديجة" وجنتي "إلهام" بين أصابعها، وتحدثت بمرح قائله.." وانتي يا لوما يا شقيه احكلنا يله.. شكلك عندك قصة كبيرة".. 
ضحكت" إلهام" ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة.. 
"بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي".. 
أخذت نفس عميق، وأكملت بفرحة ظهرت على محياها.." هحكلكم.. أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراء الله يرحمه"..
صمتت لبرهه، وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة.. إزدادت ابتسامتها إتساع وتابعت.. 
" كنت عيلة بنت خمس سنين لما أمي وأبويا ماتوا في حادثة، وخدني عمي الصغير علشان يربيني.. كان لسه متجوز جديد ومراته حامل وعلى وش ولادة.. مش هنكر هي كانت بتعاملني ساعات كويس.. جريت السنين وبقي عند عمي ولد وبنتين اعتبرتهم أخواتي الصغيرين بعد ما عمي اتوفى..بقيت أنا اللي شايلة البيت كله من غسيل وطبيخ وتنضيف، وكل ما يجيلي عريس يطلب أيدي مرات عمي ترفض.. لخد ما اتجوزوا بناتها وابنها سافر كذا سنه الخليج بعد ما خلص جيش، وفضلت أنا معها لحد ما قربت على ال35سنه بخدمها كأنها أمي بالظبط".. 
صمتت قليلاً تلتقط أنفاسها، وتكبح عبراتها التي تجمعت بعينيها، وتابعت..
"رجع ابنها معاه قرشين كويسين اشتري بيهم شقة وخدني أنا وأمه فيها، وفتح محل بقالة والدنيا بقت مستورة معاه دخل في يوم على أمه وقالها أنا قررت اتجوز.. أمه فرحت أوي وبقت تزغرط وتقوله من بكرة هجبلك دستة عرايس تختار منهم اللي تعجبك.. بس هو قالها لا متتعبيش نفسك أنا عروستي موجودة"..
هبطت عبراتها بغزارة على وجنتيها رغم ابتسامتها التي لم تبرح محياها.. لتسرع" إسراء " التي بدأت تبكي لبكائها بمسح عبراتها بلهفة وحنان بالغ، وأكملت" إلهام " بصوت مرتجف..
" أنا هتجوز إلهام بنت عمي.. أنا أولى بيها يا أمه.. بقت تصرخ بعد ما كانت بتزغرط، وتقوله هتاخد واحده أكبر منك بخمس سنين.. عايز تعمل فيا وفي نفسك كده ليه.. دا انت ابني الوحيد وبتمني أشوف ولادك قبل ما أموت.. تقوم تتجوز واحدة عانس قطر الجواز والخلفة فتوها".. 
أبتلعت غصة مريرة، وسيطرت على بكائها، ونظرت لوحيدتها بحب وفرحة غمرت ملامحها مكملة.. 
"بس إبراهيم كان راجل شهم وجدع مسمعش ولا كلمة من اللي قالتهم أمه ، وصمم يتجوزني..سترني وكان ونعمة الزوج والابن البار خصوصاً ان أمه ورتنا الويل أول ما اتجوزني لحد ما حملت في إسراء بنت عمري، وهي رجعت تعاملنا كويس تاني لخاطرك يا ضنايا".. 
"طيب وأبو إسراء توفي إزاي يا لوما؟!"..
قالتها" خديجة" بصعوبة من بين شهقاتها..
اجابتها" إسراء " ببوادر بكاء قائلة..
"هقولك أنا يا ديجا..أنا فاكرة اللي حصل كأنه إمبارح.. كان عندي وقتها 12سنه،وبابا حبيبي الله يرحمه تعب فجأة.. ماما بقت تلف بيه على الدكاترة، اللي اكتشفه أن عنده كانسر في مرحلة متأخرة، وبدأت رحلة علاج مكثفة خدت كل اللي كنا نملكه"..
أمسكت يد والدتها وقبلتها وتابعت بفخر..
" امي دي أعظم أم وزوجة في الدنيا فضلت شايله أبويا بحب وخوف في مرضه هو وجدتي كمان اللي تعبت من حزنها على أبويا، وعمرها ما قصرت معاهم أبداً لحد ما ربنا استرد أمانته"..
"اللي عملته معاهم قعدلي فيكي يا بنتي، واديكي شيلاني في تعبي ومستحملاني وأنتي عارفة أني مش هعرف أقف على رجلي تاني "..
شهقت" إسراء " بصوت خفيض، وتحدثت بتوتر قائلة..
" أيه اللي بتقوليه دا بس يا ماما،، بإذن الله أنتي هتخفي وهترجعي أحسن من الأول كمان،والعمليه اللي المفروض تعمليها الدكتور نصحنا أننا نستني شوية علشان في علاج لازم تاخديه قبل ما تعمليها"..
ابتسمت لها" إلهام" وتحدثت بترواي قائله..
"إسراء يا بنتي مافيش داعي تكدبي عليا يا حبيبتي.. أنا وقعت الدكتورة اللي كانت متابعة حالتي في مصر قبل ما أجي هنا وقالتلي الحقيقة، وأنا الحمد لله راضية بكل اللي يجبه ربنا، وبحمده وبشكر فضله كمان"..
بكت" إسراء " وارتمت داخل حضنها تضمها بقوة وبثقة تردد..
"هتخفي.. بأمرالله تعالي هتخفي يا ماما، والله ربنا كريم وهيقومك بالسلامة ان شاء الله يا حبيبتي "..
ربتت" إلهام" على ظهرها بحنان، وتنقلت بنظرها بين" خديجة، عهد، وإيمان " الذين انفجرو في نبوبة بكاء حاد، وتحدثت بغضب مصطنع قائله..
"أيه دا أنتو قلبتوها عياط ونكد ليه كده.. مش المفروض أنكم معزومين على حفلة انهارده، ولا أنتي غيرتي رأيك يا ست عهودة"..
مسحت "عهد" دموعها بظهر يديها بحركة طفولية، وتحدثت بتقطع قائلة..
" لا طبعاً يا أنطي.. دا أنا مجهزه حفلة لاسراء تجنن،هتعجبكم أوي والله،وكنت هستأذن حالاً علشان أروح اطمن ان كل حاجة تمام، وهنتظركم تشرفوني انهارده الساعه 8"..
نظرت "خديجة" بساعة يدها وتحدثت هي الأخرى بتقطع من بين شهقاتها.. "طيب يله علشان نلحق نجهز.. الساعة داخلة على 6".. 
............................................ 
"ساحرة الفارس".. 
هذا هو أسم اليخت الذي دونه "فارس" على جوانب اليخت بنفسه،وبعدما أنتهي وقف على متنه يتابع الديزينر الذين يقومون بتزين اليخت بأروع وأفضل أنواع الورود،والكثير من البلونات الطائرة بمختلف ألوانها وأشكالها جميعهم مدون عليهم أسم زوجته "إسراء".. 
"أيه رأيك يا غفران".. 
قالها "فارس" وهو يشير بعينيه على المكان من حوله".. 
" ولا أحلى من كده يا فارس.. ربنا يبارك فيه ويكفيك شره يا صاحبي ".. أردف بها" غفران " وهو يربت على كتفه، ومن ثم دفعه برفق أمامه وسار على عجل لداخل ممر طويل داخل اليخت يؤدي إلى الغرف مكملاً.." ويله أبوس أيدك أجهز علشان تحصلني ومتتأخرش عليا، وأنا هسابقك على الشالية أستقبل الضيوف.. انت عارف إني عزمت رئيس الوزراء وكمان حمايا سيادة الوزير كلهم على شرف سيادتك".. 
" اطمن مش هتأخر عليك يا أبو مالك"..غمغم بها "فارس" وهو يخلع كنزته، ويختفي داخل إحدي الغرف المجهزة ببراعة من كافة شيء لاستقبال ساحرته.. 
..................................... 
.. بعد مرور أقل من ساعتين..
كان يخطو" فارس" بجوار زوجته" إسراء " التي ترتدي فستان بغاية الرقة من اللون الفيروزي بحزام رفيع من اللون الكافيه حول خصرها، وحجاب من نفس لون الحزام.. 
تسير بتوتر بين زوجها وبين "خديجة" التي ترتدي هي الأخرى فستان من اللون الأسود.. شعرها مصفف بعناية بهيئة تعكس جمالها، وبرائتها.. لداخل حديقة الشالية الخاص ب "غفران" الذي تم تجهيزه على أعلى مستوي.. 
"نورت يا فارس باشا".. 
قالها "عباس" والد "ديمة" الذي هرول نحو "فارس" مسرعاً فور رؤيته.. 
توجه بنظره ل" إسراء" وابتسم لها ابتسامة مزيفة لا تخلو من الإعجاب، ومد يده لها وهو يقول.. 
"أهلاً يا هانم؟! ".. 
قبل أن يكمل جملته كان وقف "فارس" أمام زوجته حتي اخفاها خلف ظهره بحماية عن أعين" عباس" ونظر لها من فوق كتفه مغمغماً.. 
" أدخلي وأنا هحصلك".. 
دون النطق بحرف.. سارت "إسراء" للداخل بجوارها والدتها بكرسيها المتحرك، وخديجة، وإيمان.. أستقبلتهم" عهد" بابتسامة بشوشة.. بينما اقترب "غفران" ووقف برقفة "فارس"، و"عباس" الواقفين أمام بعضهما كالذئاب التي تستعد للقتال.. يرمقان بعضهما بنظرات حارقة، وإنذرات بالتهديد.. 
"خير يا معالي الوزير؟!.. في حاجة سيادتك ولا أيه؟!".. 
قالها "غفران" وهو ينضم لصف "فارس" برسالة واضحة وصريحة انه لن ولم يسمح له أو لغيرة أن يمس صديقه بسوء.. 
ضحك "عباس" بقوة ضحكة مستهزءة، وتحدث بوعيد قائلاً.. 
"حاجات يا سيادة المقدم مش حاجة واحدة، وكل شيء في وقته هياخد حسابه".. 
توجهه بنظره تجاه الطاولة الجالسة عليها زوجة فارس وتابع.. "الحساب يجمع يا فارس".. 
نظر له "فارس" لدقيقة كاملة حاول خلالها السيطرة على الفزع الذي زحف لقلبه، وأخرج علبة السجائر سحب منها سيجار أشعله، وسحب منه نفس زفره على مهل، وتحدث بهدوء يثير القلق.. 
" معالي الوزير أوعى يكون مركزك مقوي قلبك، وتفكر إنك تقدر تهدد فارس الدمنهوري!!"..
مال على أذنه وتابع.. 
"مركزك دا أنا ممكن أدفع تمنه، وأطيرك منه خالص".. 
بعد عنه وربت على كتفه بعنف مكملاً وهو يسير بجوار "غفران" و" هاشم" من أمامه بهنجعية.. 
"منورنا يا عباس".. 
بينما "إسراء"..
تجلس على الطاولة المستديرة بجوار خديجة ووالدتها.. تجمعوا بحفل خاص نظمه "غفران"، وزوجته أحتفالاً بزواج صديقة "فارس" ..
تتابع زوجها الذي يمثل إنشغاله عنها بالحديث مع "هاشم وغفران".. عينيها حزينه برغم وضعها لبعض من لمسات قليلة من مساحق التجميل.. تجاهد لكبح عبراتها حتي لا تخونها وتهبط على وجنتيها بغزاره من شدة إشتياقها له..
أكثر من أسبوع لم تنعم بلمسة من يده.. لم يضمها بحمايه بين أضلاعه.. رباه كم تشتاق لرائحته وأنفاسه..
خفضت رأسها سريعاً تخفي تلك الدمعة الحارقة التي وقفت علي أطراف أهدابها..
بينما ذلك العاشق الذي يمنعه غروره عنها يختلس النظر لها من وقت لأخر.. كور قبضة يده بعنف حين شعر بقلبه الذي ينبض بجنون وإلحاح شديد يأمره أن يخطفها بين حنايا صدره ويضمها بعناق محموم حتي يطفئ نار شوقه لها..
داهمته رعشة لذيذة حين تذكر لحظاتهم سوياً التي باتت أروع شئ يشعر به بحياته حين تكون تلك الساحرة خاضعة لفيض وبركان غرامة الجارف..
أستغل أنها لم تراه وبدأ يتأملها بشغف حتي توقف بنظرة على شفتيها..يود لو يلتقطهما بين شفتيه.. أقسم بداخله لن يتركها حتي يدميها.. تعالت وتيرة أنفاسه، وأطلق آهة حارة، وهب واقفًا وقد وصل أشتياقة ورغبتة بها لزروتة فقرر الهروب من المكان بأكمله حتي لا يضعف ويسحبها خلفه الآن نحو جناحهما ويجتاحها فورًا، مفرغًا فيها و عليها جام شوقه و ضيقه و يأسه.. 
"عن إذنكم هعمل مكالمة مهمة"..
صوت "خديجة" التي تحدثت بنبرة راجية جعلته يتسمر مكانه لبرهة حين قالت.. 
"أرقص مع مراتك يا فارس.. الحلفة دي معمولة علشانكم"..
أسرعت "إسراء" برفع وجهها ونظرت له بلهفة، وقلب تسارعت نبضاتة.. تتمني بداخلها أن لا يذهب.. أن يستمع لحديث خديجة ويرأف بحالها ويقترب لو قليلاً منها..
رسم ابتسامة زائفه على محياه الوسي رغم أن قلبه يتراقص فرحاً وكم كان ممتن لطلب تلك الخديجة الرقيقة..
استدار حول الطاوله متجهه نحو زوجته بخطوات هادئه للحظه شعر أنه يسير على صوت إيقاع نبضات قلبهما معاً..
دوي صوت التصفيق الحار فور وقوفه أمامها ومد كف يده لها..
حبست أنفاسها ،ومدت يدها المرتجفة وضعتها بين راحة يديه لينتفض قلبها أنتفاضة جعلته أوشك على مغادرة صدرها من عنف دقاته.. هبت واقفه وسارت بجواره بخطي مرتجفة.. لتبدأ رقصتها برفقتة للمرة الأولى أمام أعين الجميع المتطلعة لهما بابتسامة حالمة.. 
صدع صوت نغمات الموسيقى الناعمة على كلمات أغنية كانت تصفها كثيراً.. وكأنها كتبت خصيصاً لهما..
ممكن تخلينى فى حضنك.. 
محتاجة إن أسمع صوت قلبك.. 
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى..
مد يده يطوق خصرها بذراعيه مقربها من صدره حتي أصبحت داخل حضنه أخيراً.. لتقترب هي أكثر والتصقت به بعدما شعرت بكل ذرة بها تنجذب إليه..بينما هو يدور بعينيه بكل مكان حتي يتفادي النظر لها.. 
دفنت وجهها بمقدمة صدره الظاهرة من أوائل أزرار قميصه المفتوحة، وهمست بشفتيها متعمدة ملامسة بشرته بكلمة واحدة..
"واحشتني".. 
فعلتها هذه وأنفاسها الساخنة التي تدغدغ حواسه أطارت اللُب من عقله، ودون أرادتة ضغط على خصرها بقليل من العنف المحبب..
ممكن تخلينى فى حضنك.. 
محتاجة إن أسمع صوت قلبك.. 
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى.. 
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة ان أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
والساعة اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباه
رفعت رأسها ونظرت له حين شعرت به يطوقها بذراعيه باشتياق، وهمست بلهفة.. 
"لسه زعلان مني يا فارس؟!".. 
وأخيراً مال برأسه عليها ونظر لعينيها، وملامحها بفتنان، وهمس بتساؤل قائلاً.. 
"قولتيلي أني وحشتك؟!".. 
أحتقن وجهها بحمرة الخجل، وحركت رأسها بالايحاب.. ليميل هو على أذنها أكثر حتى أصبحت أنفاسه الساخنه تلفح بشرتها، وتابع بمكر.. "هاخدك و نروح حالاً، وعايزك توريني أنا وحشتك اد أيه، وأنا هوريكي أنتي وحشاني اد ايه".. 
ختم جملته ولثم وجنتيها بقبله عميقه ببطء دفعها للأنهيار، وتهاوت قدميها لتسرع بلف زراعيها حول عنقه تستمد منه القوة على الوقوف، دفنت وجهها داخل صدره، وتحدثت بنبرة راجية بهمس بالكاد يسمع قائله.. 
"طيب يله نرجع أوضتنا يا أبو الفوارس".. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صفعة الخذلان!!.. 
كلاً منا بحياته شخص يمثل له الحياة.. شخص نثق به ثقة عمياء.. ثقة تتخطي الحدود.. أكبر حتي من ثقتنا بأنفسنا !!.. 
الأمان بالنسبه لنا يتمثل في وجود هذا الشخص..لم يخطر على بالنا أن تأتي الصفعة الدامية منه هو.. 
الضربة القاضية تكون على يده هو.. 
ليوقعه القدر بشر أعماله، ويكشف عنه غطاء الستر ليظهر وجهه الحقيقي الذي يصفعنا به على قلوبنا بكل قوته صفعة قاتلة تسمي صفعة الخذلان.. حينها لم يخسر ثقتنا فيه فقط.. بل يخسرنا للأبد.. 
لدواعي أمنية اختفي "فارس" و زوجته فجأة أثناء الأحتفال بمساعدة صديقه "غفران" الذي قام بتوفير الحماية اللازمة له.. 
بينما قام "هاشم" بتأمين "خديجة" التي عادت  برفقته إلى الفندق هي و "إلهام، وإيمان، والصغيران إسراء، ومحمود".. 
صدع صوت المصعد مشيراً لوصوله الطابق المقصود.. خرجت" إلهام" بكرسيها المتحرك حامله حفيدتها النائمة على قدمها.. 
خلفها "إيمان" التي تحمل رضيعها النائم أيضاً.. ظلت "خديجة" تقف مكانها بشرود بجوار "هاشم" الذي يحمل حفيدته النائمة.. 
" وصلنا يا ديجا".. غمغم بها" هاشم" بخفوت، وهو يتأمل هيئتها الرقيقة بابتسامة إعجاب واضحة.. 
لم تنتبه له "خديجة" ، وظلت على شرودها.. 
عقد حاجبيه بدهشة حين لمح نظرة حزينة أطفئت لمعة عينيها فجأة.. كانت منذ قليل تنظر له بأعين متوهجة.. زحف القلق لقلبه دون معرفة السبب..فحمل الصغيرة بيد، ومد يده الأخرى نحوها و ربت على كتفها ببعض العنف، وتحدث بلهفة قائلاً.. 
"خديجة أنتي كويسة؟!..".. 
كتمت صرخة كادت أن تطلقها من قوة يده التي يراها هو تافه بجانب لكماته وضرباته الشديدة.. استدارت ببطء،ونظرت له بأعين جاحظة مردفة بدهشة.. 
"هاشم أيدك تقيلة أوي.. وجعتني!!".. 
انبلجت ابتسامة متراقصة على ملامحه الصارمة جعلت دهشتها تضاعف ، ورمقها بنظرة ماكرة وهم بالرد عليها إلا أنه تراجع سريعاً، والتزم الصمت حين استمع لضحكات "إلهام" الخافتة التي تجاهد للسيطرة عليها.. 
رسمت الجدية على ملامحها مرددة  .. 
" بقي كده توجعها يا سي هاشم أفندي.. أنت مش عارف أن خديجة البسكوتة بتاعتنا؟! ".. 
صمتت لوهله، وتابعت حديثها بجملة جعلت وجنتي "خديجة" تشتعل بحمرة الخجل حين قالت بابتسامة عريضة.. 
"اللي انت هتتجوزها بأمرالله علشان تحب فيها براحتك".. 
شهقت "خديجة" و هرولت لخارج المصعد خلفها "هاشم" يسير بخطوات حذرة.. هادئة، وتحدث بنبرة متمنية.. 
" بس هي توافق بيا يا ست أم إسراء" ..
توقفت "خديجة" عن السير، ونظرت له نظرة طويلة بأعين تصرخ باستغاثة من نفسها التي أجبرتها على إتخاذ قرار حاسم لا رجعه فيه... 
"وانا مستحيل أوافق أني اسيب ابني فارس، واتجوز بعد العمر دا كله!!"..
ابتعدت بعينيها عن عينيه التي تنظر لها بصدمة، و رمقت "إلهام " نظرة عاتبة، و وجهت نظرتها ل
"هاشم" وتحدثت بأسف و أعين تترقرق فيها العبرات.. 
" طلبك مرفوض يا أستاذ هاشم.. شوفلك عروسة غيري".. 
صمتت لبرهه، وهمست بجملة من بين شهقاتها التي فقدت السيطرة عليها أعتصرت بها قلب"هاشم"، و"الهام"، وحتي "إيمان" التي بكت لبكائها.. 
"تكون مش عانس زيي".. تمتمت بها، وركضت مسرعة نحو جناحها حتي وصلت إليه.. فتحت الباب ودلفت للداخل وأغلقته خلفها بعنف، ووقفت مستندة عليه بظهرها تبكي بنحيب دون إصدار صوت.. 
....................................... 
" إسراء".. 
كانت تسير بجوار زوجها الذي يمسك كف يدها بين قبضة يده.. أصابعه تتخلل أصابعها و تشتبك بهم بقوة.. 
تسمرت مكانها فجأة، واعتلت ملامحها البريئة الذهول حين وجدته يسحبها نحو مبني عملاق شديد الفخامة عائم على سطح المياه.. مدون عليه أسمها الذي ينعتها به زوجها دوماً "ساحرة الفارس".. 
تنقلت بنظرها بينه وبين "فارس" الذي ينظر لها بابتسامة دافئة تزين ملامحه الوسيمة.. 
"ساحرة الفارس دي أنا؟!!".. همست بها "إسراء" بصوت تحشرج بالبكاء من فرط سعادتها،وبدأت عبراتها تتساقط، وتضحك بأن واحد.. 
"أيوه انتي لوحدك يا إسراء اللي سحرتيني  و ملكتي قلبي، وقدرتي تقتحمي حصون غروري لحد ما بقيتي غرام المغرور".. 
قالها "فارس" هامسًا بحميمية وهو يضغط على كفها بخفه كانت بمثابة ضغطه على قلبها الذي تسارعت نبضاته.. 
اقترب منها حتي أصبحت المسافة بينهما لا تذكر، لكنهما لا يتلامسان.. 
رفع يده الأخرى ومسح عبراتها، وداعب وجنتيها بأنامله بتمهل أذاب عظامها جعلت أنفاسها علقت بصدرها فأطبقت جفونها فورًا، وأخذت نفس عميق تملئ رئتيها بعبق رائحته التي اشتاقتها حد الجنون.. 
إزدردت لعابها بتوتر حين مال عليها بوجهه ببطء حتي شعرت بأنفاسه المهتاجة الملتهبه تلفح بشرتها الناعمة.. ليفاجئها بقبلة رقيقة مطولة بجانب شفتيها.. 
شهقت بفزع، وفتحت عيناها على وسعهما في هذه اللحظة تنظر حولها بأحراج وخجل شديد متمتمه.. 
"فارس أحنا نعتبر في الشارع".. 
التوى فمه ببسمة جانبيه عابثه، ورسم الجديه على محياه، محرك كتفيه ببراءة مزيفة.. 
"دي  Small kiss على خدك يا بيبي، و اطمني
المكان دا كله ملكنا يا روحي.. خاص بينا محدش يقدر يدخل هنا غيرنا"..  
هبط بعينيه وتوقف على شفتيها بنظره، وغمز لها بشقاوة مكملاً .. "وبعدين دي بمهد بيها للي جاي".. 
عضت على شفتيها بحركة تلقائية تفعلها أثناء خجلها تفقده بها صوابه.. حاوط كتفيها بذراعه لصقها به.. وعاد بنظره لليخت وتحدث بتساؤل قائلاً.. 
"قوليلي عجبك اليخت؟".. 
"جميل أوي ماشاءالله يا فارس".. غمغمت بها "إسراء" بصوت مبحوح أثر مشاعرها المبعثرة من همساته، ولمساته لها..
نظر لها بابتسامة تظهر مدي فرحته مغمغماً.. 
"تخيلي دا هدية أبو فارس لينا بمناسبة جوازنا !!، ورغم انه كاتبلي كل أملاكه بأسمي إلا أن الهدية دي تقدري تقولي إني فرحان بيها جداً، وتعتبر أجمل رابع هدية تجيلي في حياتي كلها".. 
تنظر له بابتسامة حانيه..تتأمل فرحته بقلب يتراقص من السعادة لأجله .. رباه فرحته التي تراها بعينيه الآن تشبه فرحة طفل صغير أحضر له والده لعبته المفضلة..أو ربما هو كذلك بالفعل فلم ينعم يوماً بوجود والده أثناء طفولته.. 
تلاشت أبتسامتها،وحل مكانها التعجب، ورمقته بنظرة نارية مردفة من بين أسنانها.. 
"أجمل رابع هدية جاتلك؟!".. 
عقدت ذراعيها أمام صدرها، وتابعت بابتسامة مصطنعه.. "ويا تري أيه هما التلاته التانين يا فارس باشا؟!".. 
ضيق عينيه وهو يرمقها بنظرة متفحصة، وقد احتقن وجهها بحمرة قاتمة تدل على شدة غضبها.. بل عفواً شدة غيرتها التي تجعل قلبه يغادر صدره ويحلق عالياً بسعادة بالغة، و تحدث دون أن يقاوم ابتسامة انبلجت على محياه.. 
"غيرة دي يا بيبي؟! ".. 
كشرت "إسراء " في وجهه و ظلت صامته، جاءت لتشيح عنه للجهة الأخرى، فلحق بها قبل أن تفعل، و أمسك ذقنها الصغيرة بين سبابته و إبهامه  أجبرها على النظر إليه.. 
"اممم دي غيرة شديدة كمان".. 
قالها بضحكة خافتة، و أكمل بشيء من الجدية.. 
"يا إسراء هديتي الأولى كانت خديجة، وهديتي التانيه أنتي و إسراء بنتي الصغيره، والتالته لما اتجمعت أنا و والدي و والدتي لأول مرة بعد كل سنين الفراق والغربة واليتم اللي عشتها في وجودهم، والرابعه اليخت اللي اتكتب عليه اسمينا سوا".. 
احتضنت كف يده بين يديها.. تتمني لو تضمها لقلبها ولكنها لجمت نفسها بأعجوبة، ونظرت له بانبهار مردفة.." يعني لما غبت عني التمن أيام دول مكنتش هاجرني و كنت قاعد مع مامتك وباباك يا فارس؟ ".. 
"أنتي الوحيده في الكون اللي مقدرش أهجرها يا عيون فارس".. قالها بلفهه، وهو يرفع يدها على شفتيه ولثم باطنها بعشق مكملاً.. 
"على اد ما كنت هتجنن من عمايلك، وعايز أكسر عضمك ودماغك اللي بتخليكي تعملي تصرفات متهورة مش متوقعة ولا محسوبة ".. 
صمت لبرهه، وأطال النظر لعينيها نظرة جعلت انتفاضة قلبها تزيد وتتدافع،وتابع بهمس بصوته الذي يدغدغها.. 
"بس كنت هتجنن في كل لحظة فاتت عليا وأنتي بعيد عن حضني.. هتجنن عليكي يا إسراء".. 
أنهى حديثه وبدأ يقترب منها كالمغيب قاصداً شفتيها.. لتسرع هي،و رفعت يدها وضعتها على صدره تدفعه عنها بضعف مردده.. 
"فارس أعقل قولتلك احنا مش في البيت".. 
صك على أسنانه بغيظ، و جذبها فجأه من خصرها، وسار بها بخطي مسرعة و هو يقول بخبث.. 
"طيب تعالي افرجك على اليخت من جوه، و عايزك تعتبري أننا في البيت بالظبط".. 
تلاحقت أنفاسها ،و شحبت ملامحها، و بدأ جسدها يرتجف،وقبضت على قميصه بكلتا يديها المرتعشه مدمدمه بتقطع.. 
"فارس أنا شوفته من بره وعجبني والله، و أكيد من جوه هيبقي أجمل اللهم بارك .. بس كفايه كده، و بلاش ندخل خلينا نرجع الأوضة في الفندق.. أنا بدوخ و معدتي بتقلب، ومش عايزه يحصل زي اللي حصلي لما ركبت معاك الطيارة".. 
"أنا هضيعلك الدوخة دي خالص".. أردف بها "فارس" وهو يحملها بيد واحده بمنتهي الخفه من خصرها ويصعد على الدرج المؤدي لداخل " ساحرة الفارس".. 
تعلقت" إسراء " برقبته بكلتا يدها دافنه وجهها داخل تجويف عنقه، وتتحدث بصوت مكتوم قائله.. 
" فارس علشان خاطري نزلني".. 
ظل يسير بها حتي وصل للطابق  المزين بأروع وأجمل الورورد والبلونات الطائرة، و هم بأنزالها.. لكنها تمسكت به بخوف.. 
"لا نزلني بس متسبنيش.. هقع لو سبتني".. 
ربت على ظهرها بكف يده وزاد من ضمها له مردفاً.. 
"مستحيل أسيبك.. بس ارفعي رأسك كده وبصي حواليكي.. 
رفعت رأسها ،وفتحت عينيها ببطء، وفجأة أطلقت شهقه قوية حين رأت المكان من حولها.. 
" أيه رأيك؟ ".. 
قالها وهو يلفها بين يديه حتي أصبح ظهرها مقابل صدره.. 
طوق خصرها بذراعه، ويده الأخرى تتخلص من حجابها حتي خلعه عنها، ومال بوجهه على عنقها يستنشق عبقها، و يلثمه بتمهل.. 
"واحشتيني يا ساحرة".. 
تراخت عضلات جسدها المتشنجة أثر لمساته، وقبلاته التي يغمرها بها.. 
أطلقت آهه خافتة حين تحركت يده على خصرها صعوداً إلى موضع قلبها يستشعر عنف دقاته بتلذذ لعلمه انه هو السبب وراء تسارع نبضاته حتي وصل لعنقها، ومن ثم وضع أصابعه أسفل ذقنها أدار رأسها إليه يحثها على النظر له.. 
علت وتيرة أنفاسها وأصبح صدرها يعلو ويهبط بقوة حين التقطت عينيها بعينيه التي ترمقها بنظرة تملؤها العشق، والرغبة الجامحة،وانبعث صوته الخافت المزلزل لكيانها.. 
"دايخة؟!".. 
حركت رأسها بالنفي، ورفعت يديها لفتها حول عنقه تجذبه عليها أكثر متمتمه كالمغيبه وهس تتأمل ملامحه التي اشتاقتها كثيراً .. 
"واحشتيني يا فارس.. هتجنن عليك".. 
ابتعد بعينيه عنها، ودار بالمكان من حوله مغمغماً.. 
"هو أنا كنت ناوي أوريكي المكان الأول ".. 
التف حولها بتراوي مريب، ووقف أمامها ونظر لها قليلاً، وبلحظة كان سحبها من خصرها لترتطم بصدره، حملها لداخل حضنه حتي أصبحت قدميها لا تلمس الأرض، وهرول بها نحو الغرفة الخاصة المجهزة لهما.. 
"بس أنا هتجنن عليكي أكتر يا روح فارس".. 
قالها وهو يميل بوجهه على وجهها وأنتزع شفتيها نزعاً بقبلة عاشقة يبدأ بها ليلته الملحمية معها.. 
...................................... 
"داخل غرفة هاشم ".. 
بعدما قام بوضع حفيدته بفراشها..خرج بهرولة نحو جناح"خديجة" ظل يطرق عليها، ويتحدث بنبرة متوسلة.. 
"خديجة من فضلك ممكن نتكلم؟!".. 
"مافيش بنا كلام يا أستاذ هاشم، و لو سمحت اتفضل شوف شغلك وبس"..قالتها "خديجة" بصوتها الرقيق الباكي دون أن تفتح الباب حتي.. 
هم "هاشم" بتحطيم الباب الحاجز عنه رؤيتها، و لكنه توقف بأخر لحظة، و قام بلكم الحائط بقوة عدة مرات ينفس فيه عن غضبه، و أقسم لو كانت أمامه الآن لخطفها داخل حضنه بعناق محموم لن يتركها حينها مهما فعلت.. 
بدأ يسير ذهاباً وإياباً أمام غرفتها.. اعتلت ملامحه الصدمة من حديثها، و تغيرها المفاجئ تجاهه.. كان يشعر بانجذابها، وإعجابها به الظاهر بعينيها، و فرحتها عندما عرض عليها الزواج رأها بوضوح على ملامحها الطفولية البريئة.. 
إذا ماذا حدث حتي تحزن، و تبكي بقهر  هكذا؟! .. بدأ يدور حول نفسه، ويمسح على شعره كاد أن يقتلعه من جذوره.. سيفقد عقله لا محاله... ماذا حدث لتلقي تلك الجملة المؤلمه التي أدمت قلبه بها لأجلها هي؟!.. 
..................................... 
.. داخل جناح إلهام.. 
بصدر رحب قامت "إيمان" بمساعدة "إلهام" على تبديل ثيابها، وأستلقت على الفراش بجوار حفيدتها.. 
"يا تري أيه اللي حصل و زعل ديجا أوي كده يا خالتي؟!، و الله انا قلبي اتقطع عليها"..
أردف بها "إيمان" الباكية بطيبة شديدة..
وضعت "إلهام" أصابعها أسفل ذقنها، وأخذت تفكر، وتستعيد أحداث اليوم مردده.. 
" بعد ما إسراء بنتي ربنا يهدي سرها جوزها خدها و فلسعو من الحلفة وسبونا أحنا، شوفت اسم الله حارسه هاشم واقف لوحده بيتكلم في التليفون، وخديجة شافته راحت واقفه زي القرد اللي بيطلع من العلبه مرة واحدة من غير أحم ولا دستور، وقالتلي هروح اسأل هاشم فارس و إسراء راحوا فين"..
رفعت يدها وأشارت بأحدي أصابعها على عقلها، وتابعت.."بس أنا فهماها وعارفة أنها رايحة تشوفه واقف في الركن البعيد الهادي بيتودود في التليفون مع مين".. 
صفقت بكلتا يدها بحذر حتي لا توقظ الصغار، ولوة فمها أكثر من مرة مكمله.. 
"كانت رايحة ضحكتها من الون للودن، ومنشكحه على الاخر كأنها بتعمل أعلان لمعجون سنان.. رجعت يا حبة عيني مبوزة ولا اللي واخده بونيتين وشلوط في وشها.. تقريباً كده هاشموله كان بيحب في بني آدمية، وهي اتصدمت يا قلب أمها.. كبدي عليها".. 
"ولما هو بيكلم غيرها كان بيطلبها للجواز ليه بس؟!".. 
قالتها" إيمان " وهي تستعد لحمل صغيرها النائم بجوار "إسراء" الصغيرة.. 
بعدت "إلهام" يدها عن الصغير برفق، و بدأت تربت عليه بحنو وهي تقول بلهجة حادة..
"سيبي الواد نايم جنبنا على ما تغيري هدومك وابقي تعالي علشان نروح نطمن على خديجة.. زمنها هديت وهتفتح لنا الباب، وأنا مش هسبها إلا لما أعرف أيه اللي حصل وزعلها كدهون".. 
نظرت لها "إيمان " بخجل، وفركت أصابعها ببعضهما.. جعلت "إلهام" تنظر لها بحاجب مرفوع، وابتسامة عابثه مدمدمة.. 
" امممم أسطوانة كل يوم جوزي واحشني أوى وعايزه ارجعلو يا خالتي مش كده؟! ".. 
حركت" إيمان " رأسها بالايجاب سريعاً، و تحدثت بلهفة قائله.."أيوه كده يا خالتي.. واحشني أوي أوي كمان الصراحة.. مش واخدة أبعد عنه كل دا، وأنا داخلة على العشر أيام هنا.. كفاية كده وهرجع أصبح بأمرالله".. 
أردفت" إلهام " بتعقل قائله.. "الصباح رباح.. يله روحي اوضتك غيري قبل ما الواد يصحي يا عين خالتك وتعالي".. 
مالت "إيمان" على الصغار قبلتهما بحب، وسارت نحو الخارج وهي تقول.." مش هتأخر عليكي يا حبيبتي.. علشان نطمن على ديجا الغلبانه دي".. 
أنهت جملتها، وأغلقت الباب خلفها.. 
"ربنا يهدي سرك يا إيمان يا بنتي أنتي كمان".. 
قالتها" إلهام " وهي تمسك الهاتف الموضوع بجوار سريرها، و قامت بطلب إحدي الأرقام ، ووضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد وهي تحدث نفسها بفخر.. 
"الحمد لله أنك ختي الإبتدائية يابت يا لوما.. التعليم حلو برضوا وبينور العقل".. 
بينما" إيمان " دلفت لداخل جناحها غالقة الباب خلفها.. رفعت يدها تبحث عن مفتاح الإضاءة حتي عثرت عليه، وقامت بأشعاله.. 
لتصعق حين وجدت زوجها "تامر" يقف بجوارها مستند بظهره على الحائط واضعاً يديه بجيب سرواله، وينظر لها بابتسامة هادئه.. 
لم يستوعب عقلها بعد وجوده، وأنه هو زوجها ليس رجل غريب، وبالفطرة فتحت فمها، وهمت بالصراخ بكل قوتها،ولكن شفتيه التي أطبقت على شفتيها بلمح البصر مبتلع صرخاتها بجوفه، ويردد من بين قبلاته دون أن يبتعد عنها.. 
"هششششش.. أهدي متخفيش.. أنا تامر جوزك يا إيمان".. 
التقطت أنفاسها بصعوبه ، واستكانت بين يديه، تنظر له بأعين جاحظه، وبهمس يكاد يسمع قالت بعدم تصديق.. 
"انت هنا بجد؟! ".. 
ضمها "تامر" لصدره بقوه مغمغماً.. "اممم.. أنا هنا..واحشتيني يا أم محمود.. مقدرتش أبعد عنك أنتي وابننا أكتر من كده".. 
بدلته" إيمان" عناقه، وهمست بعشق قائله.. 
"أنت اللي واحشتني أكتر يا تامر..واحشتيني أوي يا حبيبي، وكنت ناويه اجيلك بكرة والله ".. 
" واديني أنا اللي جيتلك".. أردف بها وهو يبتعد عنها قليلاً، ووضع جبهته على جبهتها، وتابع باشتياق وهو يسير بها نحو الفراش.. 
" تعالي أشبع منك شوية قبل ما ابنك يصحي".. 
....................................... 
.. بجناح مارفيل.. 
لأكثر من ثمانية ساعات يجلس" محمد" على الفراش بجوار" مارفيل" التي تغص بنوم عميق.. يغمرها بسيل قبلاته المتفرقة على كافة وجهها دون كلل أو ملل.. 
"أشتقت إليكِ مارفيل.. أشتقت إليكِ كثيراً حبيبتي".. 
هبطت دمعه حارقه من عينيه ببطء حتي أستقرت فوق جبهتها، وتابع بندم.. 
" أخطأت بحقك أعترف،ولكن دعينا ننسي ما حدث، ونبدأ من جديد".. 
"لن يحدث محمد".. همست بها "مارفيل" بضعف شديد، وهي مازالت غالقه عينيها.. 
"أرحل من هنا.. فأنا أصبحت بحماية ابني، ولن تستطيع إجباري على العودة إليك مهما فعلت".. 
"مارفيل لأجل ابننا اعطيني فرصة واحده فقط".. 
أردف بها" محمد " بتوسل، و بصوت متحشرج بالبكاء.. 
فتحت" مارفيل "عينيها بوهن، ورمقته بنظره محتقرة، وتحدثت بسخرية.. 
"ابننا!!.. الآن تعترف بأبوته محمد بعدما ظليت طيلة تلك السنوات تشكك بنسبه لك؟! ".. 
أطبق جفنيه بعنف لعدم مقدرته على تحمل نظرتها له، وتحدث بندم قائلاً.. 
" التمسي لي العذر مارفيل.. أنا عشقتك من صميم قلبي، و تزوجتك سبعة أشهر فقط، وأنتي وضعتي قبل أن تتمي شهرك السابع وهذا أفقدني صوابي".. 
دفعته بعيداً عنها بضعف بعدما شعرت بالاشمئزاز من قربه، ورائحته، وتابعت بغضب.. 
"أيها الحقير أخبرك للمرة المليار أنني تزوجتك وأنا طفلة عذراء لم تتم عامها الخامسة عشر بعد.. لم يمسني اي رجل غيرك في حياتي بأكلمها".. 
ابتلعت مرارة بحلقها كادت أن تزهق روحها، وتابعت بغصة يملؤها الآسي.. 
"يشاء إلهي أن أحمل جنينك في أحشائي ، و لصغر سني تمت الولادة مبكراً عن المعاد المحدد لها ،وكدت أن أفقد حياتي، وحياة صغيري الذي ظل تحت الرعاية أسبوع كامل.. لم تتركني اضمه لحضني مرة واحدة خلالهم رغم توسلي الشديد إليك ، وأرسلته لشقيقتك فور خروجة من المشفى أيها النذل، ولم تكتفي بفعل هذا.. بل أصبحت تفكر حتي تصل لخطة حمقاء تستطيع التخلص منه فيها دون فضائح تأثر على أعمالك.. كتبت له أموالك حتي لا يشك في أمرك أحد ، واستخدمتني أنا ضد ابني جعلته يظن أنني من تريد محاولة قتله.. جعلتني ستار لافعالك المشينة".. 
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت بأسف.. 
"والحقيقة أنك أنت الذي كان يجاهد ويسعى لتزهق روحه دون التأكد حتي إذا كان حقاً ابنك ام لا".. 
خفض رأسه بخزي من نفسه، وتحدث بندم شديد.. 
"تأكدت انه ابني انا مارفيل".. 
رفع رأسه ونظر لها بأعين تفيض بالعبرات مكملاً.. 
" بعد 33 عام تأكدت أنني ظلمتك و أنني أخطأت بحقك وحق ابني الوحيد، وأطلب السماح منك واتوسل إليكِ لا تخبري فارس الحقيقه"..
" لأجله هو.. لأجل ابني فقط محمد.. أنا صامته،والآن غادر فورًا دون عودة".. 
همست بها "مارفيل" بملامح جامدة لا تبكي بينما قلبها ينزف من شدة ألمها.. 
ساد الصمت قليلاً يقطعه نظرتهما لبعض غافلين عن تلك التي تقف مختبئه وقامت بتصوير كل ما حدث وأرسلته لابنهما "فارس " الذي سيصدمه القدر بصفعة خذلان موجعه في أقرب الأشخاص له.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تضحية؟!.. 
.. مهما طال ليل الظلم.. سينتهي ،و ستشروق شمس الحق لا محالة، و لكن في بعض الأحيان يفضل أن نخفي الحقيقة.. خاصةً عندما تكون بعض الحقائق تبدو مدمرة.. 
صباح يومًا جديد.. 
داخل يخت "ساحرة الفارس" تسللت آشعة الشمس عبر واجهة الغرفة الزجاجية ذات الميزة اللامرئية التي تتيح للرائي من الداخل فقط تبين ما بالخارج.. 
كانت "إسراء" متكومة بأحضان زوجها دون حراك.. ظهرها مقابل صدره.. محاوطها بكلتا يديه، وحتي قدميه.. 
لم يتركها تنعم بالنوم لو قليلاً.. كان يغرقها بفيض عشقه المجنون لها، وبدورها أستقبالته بلهفه واشتياق أشد.. 
تنازلت عن عنادها، وهو تنازل عن كبريائه حينها بلغ عشقهما القمة.. 
"إسراء.. نمتي يا بيبي؟! ".. قالها "فارس" بنبرته المدوخة جعل جسدها ينتفض بين يديه.. 
تأوهت بخفوت و هي تشد الغطاء عليهما أكثر، 
حانت منها إلتفاتة نحوه وهي ترد بصوت هامس ظاهر عليه الإجهاد.. 
"تؤ صاحية يا عيون إسراء".. 
أغلقت عينيها ببطء، و ارتعش قلبها حين رفع يده وسار على طول ذراعها ذهاباً واياباً، و هو يقترب بوجهه من وجهها و داعب أرنبة أنفها بأنفه، ومن ثم لثمها بقبلة صغيرة، و تراجع للخلف بضعة أنشات ليتمكن من تأمل ملامحها البريئة بافتنان.. 
فتحت عينيها ونظرت له بانبهار من معاملته لها.. يعاملها كأنها قطعة من الماس نادرة الوجود.. 
تفهم "فارس" نظرتها فابتسم لها ابتسامته التي تفقدها صوابها وتجعل نبض قلبها يدق كالطبول خاصةً حين نظر لعينيها نظرة يملؤها حب وغرام، ولمسة يديه تغمرها بالشوق والحنان.. 
"أنتي اللي عيون وقلب و غرام فارس يا إسراء".. 
ألتفت بجسدها واندست بين ضلوعه رأسها تتوسط صدره، واضعة أذنها على موضع قلبه تستمع لنبضاته بستمتاع وابتسامة هادئه تزين محياها.. 
رفعت يدها و بدأت تمسد على صدره بحركتها المعتادة، والتي يفضلها زوجها كثيراً متمتمه بسعادة بالغة.. "أول مرة أشوفك مبسوط أوي كدة ! يارب دايمًا تبقي فرحان يا حبيبي"..
ضمها له أكثر، ومال على خصلات شعرها المشعثة بفضل أنامله يستنشق عبقه من بين قبلاته مدمدماً.. 
"فعلاً أنا مبسوط أوي يا إسراء برجوع أبويا، و عندي أمل أننا نبقي زي اي عايلة و ربنا يكرمنا بولاد يتربوا وسطنا و مع جدهم وجدتهم.. بحلم باليوم دا، وبتخيله قدامي، و بدعي ربنا يحقق حلمي دا ومصحاش منه على كابوس يدمرني و يخليني أرجع أسوء مما كنت".. 
نهضت "إسراء" برأسها مستنده على صدره بكلتا يديها، ونظرت له بابتسامة حانية مرددة.. 
" حبيبي خلي عندك دايمًا حسن ظن بالله،و تأكد أن رب الخير لا ياتِ إلا بالخير".. 
"ونعمة بالله ".. قالها وهو يخرج زفرة نزقه من صدره.. 
مالت" إسراء " برأسها ثانياً عليه و همست بنعاس.. 
" ننام شوية بقي يا فارس باشا علشان أنا قربت افصل منك خالص".. 
ضحك "فارس" بشقاوة، وتحدث بخبث، وهو يسير بيديه على منحنياتها بجرائه.. 
" بتفرهدي مني بسرعة أنتي يا بيبي".. 
لكزته بقبضة يدها برفق متمتمة بخجل.. 
"فارس اسكت، و يله نام؟!".. 
قطعت حديثها وشهقت بقوة حين حملها فجأه من خصرها و اعتدل بجزعه العاري جالساً على الفراش، و اجلسها على قدميه.. لتسرع "إسراء" بسحب الغطاء حولهما، ودفنت وجهها بعنقه.. 
" طول ما أنا مبسوط كده النوم بيطير من عيني".. 
قالها "فارس" وهو يضمها بذراعيه، ويغمرها بسيل من قبلاته على كتفها، ومال بها وضعها على الفراش بحذر مكملاً.. 
"نامي أنتي شويه على ما اخد أنا شاور سريع، وأخلص التمارين بتاعتي، وهحضرلك فطار ملوكي".. 
رمقها بنظرة مشاكسة على جسدها، وغمز لها بمكر مكملاً.. 
" و هاجي أصحيكي بطريقتي علشان نفطر ونعوم سوا شوية بعد الفطار، وأعلمك السباحة يا بيبي".. 
ختم حديثه بقبله عميقه من شفتيها، و دثرها جيداً بالغطاء، ونهض من جوارها متجه نحو حمام الغرفة.. 
تنهدت" إسراء" براحة، وهمت بأغلاق عينيها استعداداً للنوم.. ليصدع رنين هاتفها جعلها تعتدل بكسل، ومدت يدها لحقيبتها الصغيرة الموضوعة على طاولة بجوار السرير فتحتها، وجذبته منها، وضغطت زر الفتح مغمغمة.. 
"ديجا حبيبة قلبي صباح الخير".. 
ليأتيها صوت "خديجة" تتحدث بصوت مرتعش من بين شهقاتها قائله.. 
"إسراء قوليلي فارس جنبك؟ ".. 
انقطت أنفاس "إسراء" من شدة فزعها، واجابتها مسرعة بصوت خافت حتي لا يصل لسمع زوجها.. 
"لا مش جنبي.. في أيه يا عمتو؟!".. 
"أهدي يا إسراء و ركزي معايا، وقوليلي حد كلم فارس على تليفونه؟!".. 
أبتلعت "إسراء" لعابها بصعوبة، واجابتها بنبرة مرتجفة.. 
"لا يا ديجا.. فارس ممسكش تليفونه خالص طول ما أنا معاه".. 
التقطت "خديجة" أنفاسها المسلوبة، ووضعت يدها على قلبها تهدأ من روعه، وتحدثت بنبرة متوسلة قائله.. 
" طيب اسمعيني كويس يا إسراء.. شوفي تليفون فارس فين، وارميه في البحر دلوقتي حالاً، وإلا هيحصل كارثه لو فارس فاتحة".. 
بكت" إسراء " من شدة خوفها، وبدأت تبحث عن هاتف زوجها بهلع، وهي تقول.. 
"فهميني في أيه يا عمتو أنتي رعبتيني؟".. 
اجابتها "خديجة" بأسف.. 
"في دكتورة بتعالج مارفيل فارس طلب منها تبعتله كل حاجة بتحصل في الجناح عند مامته وباباه، وهي صورت كلام بين محمد أخويا والد فارس وبين مارفيل لو فارس سمعه مش بعيد يحصله حاجة يا إسراء.. أبوس أيدك اتخلصي من التليفون دا في أسرع وقت يا بنتي".. 
"حاضر يا ديجا.. اطمني أنا بدور عليه أهو".. 
قالتها" إسراء "وهي تبحث بين ثياب زوجها.. حتي أخيراً وجدت  الهاتف بجيب سروال زوجها الملقى ارضاً.. 
أمسكت قميص زوجها الأبيض، وارتدته على عجل، وهبت واقفة وسارت لخارج الغرفة بخطي مترنجحة.. مرتعشة وقد بدأ دوار البحر يهاجمها بشدة.. 
بدأت تتمايل بقوة، وترتطم بالجدران حولها حتي استطاعت الوصول لسور صغير، ورفعت يدها التي تحمل الهاتف، وألقته بالمياه.. ليهاجمها دوارها بقوة أكبر جعلها لا تستطيع السيطرة على نفسها، وبلحظة ودون سابق انظار كانت سقطت بالمياه.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عشق الروح!!.. 
لن أستطيع وصف حبك ببضعة كلمات.. فلو الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي..الحب أرواح توهب، فهل تكفيكِ روحي ساحرتي؟.. 
أحببتك لدرجه أنه عندما تغيبي عني يغيب معك كل شيء.. 
اخترتك ، وفضلتك أنتِ حبيبتي على كل الخلق.. 
أقسم لكِ أني أرى بك، سعادتي وموطني، وقلبي النابض لا يردد سوي حروف أسمك أنتِ.. 
عيناي لا تبصر إلا سواكِ.. 
أمنياتي تتلخص بكِ يا أشد أشيائي حباً التي تجعلني دوماً أدعو الله أن يبقيك ليِ، ومعي فقلبي معقود بقلبك يا عشق القلب و الروح.. 
...................................... (سبحان الله 🥀)..... 
داخل جناح "مارفيل".. 
يجلس "محمد" بجوارها على الفراش ممسك بكف يدها رغم أعتراضها يقبله مرات متتالية مردفاً بنبرة متوسلة.. 
"سامحيني مارفيل.. أعدك لن أخذلك بعد اليوم، ولكن فقط سامحيني حبيبتي".. 
رفع رأسه ونظر لها بأعين تملئها الشوق والندم مكملاً.. 
"سأفعل كل شيء اي شيء حتي تعفو عني وتغفرلي خطأي بحقك".. 
لم تتحدث "مارفيل" مكتفيه بالنظر له.. ترمقه بنظرة تحمل الكثير من العتاب..كان رجلها الوحيد.. أول رجل بحياتها قام بصفعها وجرحها دون رأفه بقلبها الذي كان متيم به عشقاً.. نعم كانت تعشقه  ولهذا ظلت كل تلك السنوات دون ان ترتبط برجل غيره..
"وأنا أيضاً أعشقك ولم أستطيع أن أكون مع امرأه غيرك".. 
أردف بها "محمد" حين تفهم ما يدور بعقلها من نظرك عينيها الحزينة"..
أطبق جفنيه بعنف لم يعد قادر على تحمل نظرتها له، وتابع بغصة يملؤها الآسي.. 
" إن لم تفصحي عني لن أتردد لحظة في قتل نفسي أمام عيناكي حتي اطفئ نيران قلبك المشتعلة تجاهي".. 
أنهى حديثه، و قبل كفيها مجدداً، ومن ثم أخرج سلاحه من جيب معطفه وصوبه نحو رأسه، واضعاً أصابعه على الزناد.. 
انتفض قلبها بخوف حين استشعرت صدق كلماته، وأنه ربما يفعل ما يقوله حقاً ويقتل نفسه أمامها الآن .. لم تفكر حينها سوي بوحيدها الذي جعلها تتحدث بلهفه راقت "محمد" كثيراً.. 
"توقف عن أفعالك الحمقاء، وأترك هذا المسدس اللعين من يدك محمد".. 
"أخبريني أنكِ سامحتيني أولاً".. قالها "محمد" وهو يستجديها بعينيه ان ترحم قلبه.. 
أخذت "مارفيل" نفس عميق، وتحدثت بتعقل قائله.. 
"أصلح علاقتك بأبننا وكن له أبً كما ينبغي حينها سأفعل لك ما تريد لأجل وحيدي فقط.. تذكر هذا جيداً.. لأجل فارس فقط محمد".. 
حديثها كان كمثابة شرارة أمل بالنسبة له، وأنه وأخيراً على وشك امتلاك قلبها مجدداً جعله يلقي مسدسه، واقترب بوجهه منها وتحدث بفرحة غامرة قائلاً.. 
" سأفعل.. أعدك أنني سأفعل كل ما بوسعي حتي يصبح كل شيء كما كنتِ دوماً تتمني مارفيل".. 
وزع نظره بين عينيها و شفتيها مغمغماً بصوت أجش من فرط مشاعرة.. 
"انتي تقتليني بأنوثتك يا امرأه".. 
هم بتقبيلها وغمر شفتيها بشفتيه.. لتبعد هي سريعاً حين لمحت الطبيبة التي تقوم بتصويرهما، وبهمس قالت.. 
"إحدي العاملات تقف على باب الغرفة وتقوم بتصويرنا".. 
تسمر" محمد" مكانه قليلاً، وهب واقفاً فجأة وسار نحو الباب بخطوات مهرولة جعل الفتاه تركض مسرعة بعيداً عن الباب فوراً.. ليوقفها صوت "محمد" الغاضب.. 
"اقفي عندك".. 
ارتعشت الفتاة برعب بشكل ملحوظ، واستدارت ببطء ونظرت بوجهه شاحب مردفه.. 
" افندم يا محمد باشا".. 
مد يده لها، وبأمر قال.. 
"هاتي تليفونك".. 
لهنا وتمكن الهلع من قلب الفتاه جعلها تبكي بنحيب، وتتحدث بهذيان قائلة.. 
"والله يا محمد باشا.. فارس بيه هو اللي قالي أصور حضرتكم علشان يطمن عليكم.. والله هو اللي قالي أنا مليش ذنب".. 
"بعتيله اللي صورتيه؟! ".. قالها "محمد" بصدمة، وقد انسحبت الدماء من عروقه، وشحب وجهه هو الأخر حين حركت الفتاه رأسها بالايجاب قائله.. 
"ايوه بعته بس لسه مشفش الرسالة".. 
اصطك" محمد" على اسنانه، ورفع يده مسح على خصلات شعره الحريرية بعنف كاد ان يقتلعها من جذورها، وقطع المسافة بينه وبينها واخذ الهاتف من يدها بعنف مردداً بصراخ.. 
"افتحي الزفت دا".. 
انصاعت الفتاه في الحال وقامت بفتح الهاتف.. قام"محمد " بتشغيل مقطع الفيديو التي ارسلته الفتاه.. لتجحظ عيناه حين وجدها قامت بتصوير كافة حواره برفقة "مارفيل" وارسلته لوحيده على برنامج الواتساب، وهذا يعني أن الفيديو أصبح على هاتف ابنه الآن حتي إذا قام بحذفه، ولكن هناك أمل ف "فارس" لم يشاهد الرسالة حتي الآن.. 
"خديجة"..قالها "محمد" وهو يندفع راكضاً نحو الخارج، وتحدث بأمر لحراسه الخاص الواقفين أمام الجناح وهو يشير على الفتاه.. 
"متغبش عن عنيكم لحد ما أرجع".. 
قالها، واختفي داخل المصعد ضاغطاً على الزر الموصل للطابق الذي يتواجد به جناح شقيقته الوحيدة.. 
لحظات قليلة وكان يقف أمام غرفتها يطرق عليها طرقات متتالية، وقد بدأت أنفاسه تتلاحق وهو يتخيل رد فعل "فارس" بعدما يري ويسمع حديثه اللازع مع والدته.. 
" محمد.. مالك يا حبيبي؟!.. حاجة حصلت".. 
قالتها "خديجة" التي فتحت الباب بوجهه يظهر عليه القلق وجذبته للداخل اجلسته على أقرب مقعد حين رأت جسده يرتجف وحالته بدت مزرية.. 
لم يتحدث "محمد" لم يجد كلمات تصف ما فعله.. فقام بأعطاء الهاتف الذي مازال يعمل على مقطع الفيديو.. 
اخذته منه" خديجة" وبدأت تتابع الحوار بينه وبين "مارفيل" باهتمام.. لتشهق بقوة،وأسرعت بوضع كف يدها على فمها تكتم شهقاتها، ونظرت له بصدمة مردفة.. 
"الفيديو دا اتبعت لفارس؟! ".. 
حرك "محمد" رأسه بالايجاب، و تحدث بأسف قائلاً.. 
"خديجة انا واقع في عرضك، وبترجاكي تساعديني مخسرش فارس"..
خفض راسه بخزي من نفسه مكملاً بندم.. 
"أنا عارف إني مكنتش ليكي الأخ اللي بتتمنيه، ورميتلك ابني تربية وبسببه أنتي رفضتي الجواز واكتفيتي بيه؟! ".. 
"انت بتقول ايه بس يا محمد.. انت اهدتني بأجمل هدية في حياتي كلها.. فارس دا ابني ولو رجع بيا الزمن هختاره هو تاني".. 
قالتها "خديجة" بابتسامة وعبراتها تهبط ببط على وجنتيها، وربتت على كتف شقيقها بحنان مكملة.. 
" خلينا نفكر هنعمل أيه سوا ونشوف حل قبل ما فارس يشوف الفيديو ".. 
" محمد "بلهفة.."فارس مع مراته على اليخت.. كلمي مراته وخليها تتخلص من تليفونه دا خالص وترميه في البحر يا خديجة".. 
أسرعت "خديجة" نحو هاتفها المرضوع على منضدة بجانب سريرها، وتحدثت بتراوي و نضج.. 
" هكلمها.. بس هكلم غفران صاحبه الأول وهخليه يروحله علشان لو حصل اي حاجة لقدر الله يبقي جنبه"..
"كلميهم، وأنا كمان هروحله يا خديجة".. قالها
"محمد" وسار نحو الخارج بخطوات راكضة وقد حسم أمره بأن يفعل كل شيء وكل ما بوسعه حتي لا يخسر وحيده.. 
..................................... (الحمد لله 🥀)......... 
بشالية "غفران".. 
كانت" عهد" مندسة بين ضلوع زوجها الذي يحاوطها بجسده بحماية.. ينعمان بنومٍ هادئ.. 
رنين هاتفه بستمرار ازعجهما.. اعتدل" غفران " بكسل ومد يده جذب الهاتف ينظر بشاشته بنصف عين.. 
"خديجة!!".. قالها بقلق وأسرع بالرد عليها مغمغماً.. 
"خديجة.. في حاجة حصلت؟! ".. 
اجابته" ببكاء.. "غفران أنا أسفة إني بكلمك بدري كده.. بس انا قلقانة اوي على فارس.. وعيزاك تروحله بنفسك اليخت أرجوك وتطمني عليه".. 
" طيب أهدي انا مأمن اليخت كويس جداً بأحسن طقم حراسة، وهتحرك من عندي واروحله حالاً وأول ما أوصل هكلمك.. اطمني".. قالها" غفران "وهو يبتعد عن زوجته برفق، ونهض مغادراً الفراش وبدأ يرتدي ثيابه على عجل.. 
" هاجي معاك".. 
أردفت بها" عهد"بصوتها الرقيق الناعس، وهي تنهض هي الأخرى وتسرع بارتداء ثيابها.. 
اقترب منها" غفران " وقبل جبهتها مردداً.. 
" عهد حبيبتي كملي نومك، وأنا مش هتاخر عليكي"..
"لا يا غفران خدني معاك بدل ما اجي وراك، وأنت عارف إني اعملها".. 
صرخت بها" عهد" بغضب طفولي، وأمام أصرارها خدع لطلبها كعادته مع عنيدته.. 
........................................ (لا إله إلا الله 🥀)......... 
مرت عدة دقائق..
حدثت " خديجة" خلالهم" إسراء"، وعادت بالاتصال ب" غفران " مرة أخرى.. 
بجوار يخت "ساحرة المغرور".. 
توقف "غفران" بأحدي الماكينات المائية شديدة السرعة يقودها هو بمهارة عاليه..تجلس زوجته خلفه متمسكة بخصره بكلتا يديها.. 
كان هناك حشد من القوارب الصغيرة يجلس بها حرس "فارس" الخاص تقف على جانبي اليخت..
"اطمني يا ديجا أنا وصلت لليخت والجو هادي ومافيش اي حاجة تقلق؟!"..
أردف بها "غفران" عبر السماعة الموضوعة داخل أذنة..
توقف عن الحديث فجأة، وعقد حاجيبه بدهشه حين لمح "إسراء" تسير بخطي مترنجحة ويظهر عليها الاعياء الشديد، وقامت بألقاء الهاتف بالمياه..
شهقت "عهد" حين رأتها هي الأخرى وتحدثت بفزع مردفه.." يا نهاري دي شكلها دايخة خالص".. 
أستعد "غفران" للقفز حين رأي تمايلها يزيد ويتضاعف حتي أوشكت على السقوط هي الأخرى مردداً برجاء..
"لا لا لا لا أوعى تعمليها وتقعي يا مدام فارس"..
ولكنها لم تكن عند حسن ظنهما، وسقطت بالمياه جعلت "غفران" يسرع بالقفز هو الأخر، ومن ثم قفزت خلفه" عهد" و سبحو نحوها بأقصى سرعة لديهما.. 
............................................(الله أكبر 🥀)........
"فارس"..
رباه ماذا يحدث؟!..
يتردد هذا السؤال بداخله حين اختفي عبق ساحرتة فجأة.. كان يحاوطه ويملئ رئتيه.. كل شيء بدأ يتلاشي ..انقطعت أنفاسه، تسارعت نبضات قلبه، وانهمرت حبيبات العرق على جسده مختلطه بالمياه المنسكبه فوقه.. يتصبب عرقاً رغم البرودة الشديدة التي اجتاحت أوصاله..
أطلق آهه ألم نابعه من أعماق قلبه الذي أنقبض بل اعتصر بخوف وفزع مبهم لا يعلم سببه.. تلاحقت أنفاسه وكأنه أوشك على الموت غرقاً فصرخ بعلو صوته مردداً اسم زوجته وهو يركض لخارج الحمام باحثاً عنها كالمجنون..
"إسرااااااء ؟!"..
لم يجدها مكانها على الفراش.. لا يعلم كيف ومتي قفز داخل سرواله أثناء ركضه لخارج الغرفة راكضاً.. 
جحظت عينيه حين لمح صديقه "غفران" وزوجته يتسابقان نحو شيء ما بجوار اليخت.. دون أن يعطي نفسه فرصة للنظر حتي كان قفز من فوق اليخت داخل المياه، وبدأ يدور بعينيه باحثاً عن زوجته حتي لمحها تسارع الغرق.. 
بأقل من ثانية كان وصل لها و جذبها داخل حضنه مردفاً بنبرة أشبه بالصراخ.. 
"إسراء.. أنا هنا.. أنا هنا يا روحي.. خدي نفس.. متخفيش انتي في حضني".. 
تمسكت به "إسراء" بكلتا يديها، وحتي قدميها.. ملجأها هو ومنقذها الوحيد، وسيظل دائماً وأبداً.. يقبلها بجنون من كافة وجهها، وشفتيها بقبلة الحياة..
"خدي نفس.. متخفيش حبيبتي أنا معاكي".. 
بصعوبة شديدة همست له بضعف، وهي تختبئ فيه..
"فارس.. أنا شعري مكشوف، ومش لابسة حاجة غير قميصك".. 
لم يكن ينتبه "فارس" لهيئتها، ولكن عندما نطقت بجملتها هذه شعر بجسدها الشبه عاري بين يديه.. فحاوطها بجسدها أكثر.. 
"هات البرنس بتاعي بسررررررررررررررعه ".. 
قالها "فارس" بأمر لإحدى حراسه، وقد ظل "غفران" بعيداً ليترك لهما المساحة الكافية، ولا يكون مصدر إحراج لصديقة وزوجتة.. بينما اقتربت "عهد منهما وتحدثت بلهفة قائلة.. 
"إسراء أنتي كويسة؟".. 
"الحمد لله يا عهد".. 
قالتها "إسراء" بصوت مرتجف، وقد بدأ الخوف يتملك منها حين رأت وجه زوجها الغضوب أثناء مساعدته لها لترتدي مئزره الخاص والذي كان كبيراً جداً عليها، وقام برفع الكاب على شعرها، ومن ثم سبح بها نحو درج اليخت، وصعد بها حاملها بخفة ورشاقه.. 
سار نحو أقرب مقعد ووضعها عليه، وبدأ يتفحصها بدقة متمتماً بعدم فهم.. 
"أيه اللي خرجك من أوضتنا يا إسراء؟!".. 
ابتلعت "إسراء" لعابها بصعوبة، وقد عجزت عن النطق بحرف.. لا تعلم ماذا تقول له.. 
"كانت بترمي تليفونك في البحر يا فارس"..
قالها "محمد" الذي صعد للتو على متن اليخت بصوته الصارم رغم توتره، وقلقه البادي على محياه..
رفع "فارس" رأسه ونظر تجاه والده بملامح منذهله..ليحرك "محمد" رأسه بأسف جعل "فارس" ينظر ل "عهد" وتحدث قائلاً.. 
"خليكي معاها يا أم زين من فضلك ثواني".. 
" عهد " بابتسامة بشوشة.." من عنيا طبعاً.. اطمن عليها إسراء دي أنا بعتبرها زي أختي والله".. 
مال " فارس" على زوجته ثانياً وقام بحملها متوجهاً نحو غرفتهما، وقبل ان يسير بها نظر لوالده مردفاً.. 
" ثواني وراجعلك يا أبو فارس".. 
بالفعل عاد" فارس " خلال ثواني معدودة.. وقف أمام والده ينظر له يحثه على استكمال حديثه.. 
 تنهد" محمد" بتعب وبدأ يتحدث بصوت مرتجف.. 
"أيوه يا ابني.. أنا طلبت من خديجة تكلم مراتك وتطلب منها ترمي تليفونك بعد ما الدكتورة اللي طلبت منها ترقبنا أنا وولدتك صورتنا واحنا بنتعاتب بكلام لو سمعته علاقتي بيك هتدمر"...
صمت لوهله، وبدأت العبرات تلتمع بعينيه، وأطلق شهقه مكتومة، ونظر لعينيه يستجديه مكملاً..
" وأنا مش عايزك تزعل مني يا فارس يا ابني ونبدأ صفحة جديدة أرجوك"
اقترب منه بخطوات مرتجفة للحظة تخيل "فارس" ان الأدوار تبدلت و أنه أصبح والده  وهو طفله وقد فعل خطأ لا يغتفر و يقف أمامه  يبدو عليه الذعر الشديد..
هيئته المرتعدة أعتصرت قلبه بقبضة من حديد فبعد زوجته عن حضنه برفق، وهب واقفاً وسار نحوه بخطوات هادئه حتي توقف أمامه مباشرةً..
تأمله "محمد" بابتسامة واعين بدأت تفيض بالعبرات و ما أصعب بكاء الرجال وشعور القهر والندم الظاهر عليه بوضوح..
"لو عايزاني احكيلك هحكيلك؟!"..
قطع حديثه حين تحدث "فارس" بلهفه ونبرة متوسلة..
"متحكيش.. متحكيش يا أبو فارس"..
أبتسم له ابتسامة يخفي بها عبراته مكملاً..
"أنا ابنك وانت أبويا مش من حقي اعقبك على اللي فات ولا حتي على اللي جاي.. من حقك أبرك وأطيعك وأبقى سندك وعزوتك.. دا حقك عليا وأنا مجبر أعمله.. خلينا نبدأ صفحة جديدة يا أبو فارس"..
انهمرت دموع "محمد" بغزارة ونظر لوحيده الذي ادهشه بأخلاقه وسعة صدرة بنظرات منذهلة، و دون سابق إنظار كان جذبه بعناق قوي وبدأ يبكي بنحيب ويتحدث بصعوبة من بين شهقاته..
"راجل يا فارس.. راجل يا ابني"..
"راجل من ضهر أجدع راجل يا أبو فارس"..
قالها "فارس" وهو يبادله عناقه وقد وجد راحة قلبه وباله التي كانت غائبة عنه لسنوات..
أبتعد عنه "محمد" و نظر له بغضب مصطنع مردفاً..
"أيوه طبعاً ياض أنت، ويله اتفضل خد مراتك ولف بيها العالم وقضو شهر عسل عظمة، ومترجعش غير لما يحصل المراد"..
ربت على كتفه بقليل من العنف مكملاً..
"أنا عايز أحفادي يبقوا حواليا في أقرب وأسرع وقت"..
"علم وينفذ يا محمد باشا"..
قالها "فارس" وهو يرفع كلتا يديه و احتضن وجه والده بين كفيه، وبدأ يزيل عبراته بحنان بالغ، ومن ثم مال عليه وقبل جبهته بحب مكملاً..
"أنت تؤمرني يا أبو فارس"..
................................. (استغفر الله العظيم 🥀).....
.. بغرفة "خديجة"..
" يا تري عملت ايه يا محمد؟!".. 
قالتها "خديجة" وهي تسير بقلق ذهاباً واياباً، وتفرك يديها ببعضهما..
 دقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تركض بهرولة ظناً منها ان شقيقها قد عاد.. فتحت الباب بلهفة لتجد "هاشم" يقف أمامها، وينظر لها بابتسامة المدوخة.. 
"صباح الخير يا خديجة"..
"هاشم من فضلك أنا مش فايقة خالص دلوقتي؟!".. 
قطعت حديثها وجحظت عينيها حين خطي "هاشم" داخل الغرفة، وغلق الباب خلفة، وتحدث باصرار وهو يتعمق النظر لعينيها قائلاً.. 
"مش همشي قبل ما أعرف سبب زعلك مني المفاجيء دا يا ديجا؟!"..
نبرته الحادة، ونظرتة التي جعلت قلبها يدق كالطبول اجبروها على الحديث دون أرادتها، وكأنه يمتلك مفعول السحر عليها.. 
" سمعتك وانت بتتكلم في الفون و بتقول عليا لا خديجة متجوزتش أصلاً يا أمي".. 
عبست بملامحها بطفولة، وتابعت بنبرة أوشكت على البكاء.. 
" يعني قصدك إني عانس مش كده؟!".. 
فتح "هاشم" فمه ببلاهه وهو يقول.. 
"انا قولت لوالدتي إني لقيت بنت الحلال اللي هتجوزها ومستني ردها، و امي كانت بتسألني عنك بعفوية بتقولي هي أرملة زيك ولا مطلقة فأنا جاوبتها وقولتلها أنك متجوزتيش أصلاً يا خديجة ومش شايف ان دي حاجة تعيبك أبداً بالعكس لو كنتي سمعتي باقي المكالمة كنتي هتعرفي مدي فرحتي إني هبقي أول راجل في حياتك".. 
صمت لوهله يلتقط انفاسة ومن ثم تابع.. 
"معقولة زعلتي مني علشان كده؟.. مش ممكن رقتك دي يا خديجة!!.. أنا مكنش قصدي اللي فهمتيه أبداً"..
قالها "هاشم" بنبرة صوته الصارمة، ولكنها أصبحت مغلفة بحنو ولهفة راقت "خديجة" كثيراً، انبلجت شبه ابتسامة حالمة على ملامحها البريئة اخفتها سريعاً،
عبست بطفولة، و ابتعدت بعينيها عنه مردفه بغضب مصطنع ..
"هاشم من فضلك سبني لوحدي. أنا مش عايزة اتكلم، ولا عايزه اسمع صوتك"..
اعتلت ملامح "هاشم" ابتسامة متراقصه، و اقترب منها ببطء جعلها تتراجع لا إرادياً للخلف حتي اصتدم ظهرها بالحائط..
رفعت عينيها و نظرت له بذهول حين وضع ذراعيه حولها، ومال بوجهه على وجهها حتي كادت أنفهما تتلامسان..
رمشت بأهدابها عدة مرات، وقد تسمرت مكانها من هول الموقف بالنسبه لها..
وجهها أصبح كتلة حمراء من شدة خجلها، وبهمس متقطع قالت.
"هاشم أنت بتعمل أيه؟! "..
تنقلت عينيه على ملامحها حتي توقفت عند شفتيها المرتجفة، وتحدث بمكر قائلاً..
"انتي زعلانه مني يبقي لازم أصلحك يا أرق ديجا و أبوس قلبك وعينك كمان"..
أنهى جملته ومال على وجهها قاصد جانب شفتيها.. فور لمسه لبشرتها الناعمة بشفتيه كانت سقطت"خديجة " فاقدة الوعي بين يديه.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بشائر تغيث القلب!!.. 
.. بغرفة "إلهام".. 
طرقت "إيمان" الباب وخطت نحو الداخل بعدما وصل لسمعها صوت "إلهام" الحنون تأذن لها بالدخول.. 
"صباح الخير يا خالتي".. غمغمت بها "إيمان" بخجل و هي تقترب من صغيرها النائم بجوار الصغيرة "إسراء" وحملته بحذر أمام أعين "إلهام" التي ترمقها بنظرة عابثه، وابتسامة لعوب تزين ملامحها مردفة بشقاوة..
"صبحية مباركة يا عين خالتك".. 
ابتسمت لها "إيمان" ابتسامة حزينة جعلتها تعقد حاجبيها وتكمل مستفسرة.. 
" مالك يا إيمان يا بنتي؟!.. جوزك زعلك ولا أيه؟".. 
حركت "إيمان" رأسها بالنفي، وبدأت تبكي مردده بغصة يملؤها الآسي.. 
"تامر مزعلنيش يا خالتي.. انا اللي خايفة أكون بظلمه علشان كده هطلب منه يتجوز.. هو ملوش ذنب في أني مبخلفش".. 
"أيه يابت الهبل اللي بتقوليه دا؟! ".. 
أردفت بها" إلهام " بهدوء وتراوي وتابعت بتعقل قائله..
"يابنتي بلاش تنكشي على النكد بإيدك.. الراجل مشتكاش".. 
ربتت بكف يدها على ظهر " محمود" الصغير..
"واشتري خاطرك ونفذلك طلبك لما قولتيله نتبني عيل نربيه، والحمد لله بقي عندك واد زي القمر ربنا يحفظه ويباركلك فيه.. عايزه تفتحي على نفسك فتحة أنتي لا يمكن تكوني ادها، ولا هتستحملي لحظة واحده تشوفي جوزك مع واحدة غيرك".. 
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها، وتتابع رد فعل
"إيمان" لتري أثر حديثها عليها، ومن ثم نهضت جالسة بحرس مستنده على الفراش، والسرير حتي جلست على كرسيها المتحرك وتحدثت بتنهيدة وهي تضغط على زر الكرسيي متجهه لخارج الغرفه..
"اعقلي يا إيمان يا بنتي وحافظي على بيتك وجوزك و ابنك، وخليكي هنا مع إسراء لتصحي على ما اطمن علي خديجة  و أعرف مالها هي كمان، و أرجع أوام".. 
جلست "إيمان" على طرف الفراش تفكر بحديث "إلهام" الذي أعاد لها عقلها، وجعلها تتراجع عما كانت تنوي فعله فور أستيقاظ زوجها من نومه.. 
"لا مستحيل أقدر أشوفك مع واحدة غيري يا تامر.. دا أنا أموت فيها".. 
قالتها" إيمان" محدثه نفسها و زفرت براحة وهي تضم صغيرها وتقبله بحب مكملة.. 
" عندك يا خالتي.. أنا لازم أحافظ على جوزي و ابني، وواثقة ان ربنا قادر على كل شيء و بحول الله هيجبر قلبي".. 
.. وصلت " إلهام" لجناح" خديجة".. 
طرقت على الباب بهدوء، لحظات وفُتح الباب لتجحظ أعين" إلهام" بصدمة حين وجدت "هاشم" هو من فتح لها.. 
وضعت أصابعها أسفل ذقنها، ورمقته بنظرة حادة مردفة بتساؤل.. 
" أنت بتعمل أيه هنا يا سي هاشم أفندي؟! ".. 
تنحنح" هاشم" بحرج، و ابتعد عن الباب لتستطيع هي الدخول بكرسيها، و من ثم اجابها بجرائة 
قائلاً.. 
" كنت بطلب ايد خديجة للجواز".. 
ابتسمت "إلهام" بتساع و هي تخطي نحو الداخل، وتحدثت بفرحة غامرة حقيقة قائله.. 
"يا ألف نهار أبيض، يا ألف نهار مبروك؟! ".. 
قطعت حديثها، وشهقت بقوة حين رأت "خديجة" مستلقية على الفراش فاقدة الوعي، ضربت على صدرها بكف يدها، ونظرت ل" هاشم " و تحدثت بجدية مصطنعة وقد قرأت كل ما دار بينهما بذكائها.. 
" أنت سلخت قبل ما تدبح زي بوحة ولا أيه يا هاشم أفندي؟!".. 
نظر لها" هاشم" بعدم فهم فتابعت هي بنفاذ صبر.. 
"قصدي دخلت قبل ما تعقد على البونية ولا أيه يا إنسان الغاب طويل الناب أنت؟!".. 
"هاشم" بتوتر فشل في إخفاءه من شدة قلقه على جميلته الرقيقة "خديجة".. "لا والله يا ست إلهام أنا كنت بصالحها عن سوء الفهم اللي حصل إمبارح، ولسه هبوس خدها راحت واقعه مني ومش راضيه تفوق ".. 
ابتسمت" إلهام " ابتسامة تظهر جميع أسنانها مردده.." تبوس خدها!!.. يعني ملحقتش حتي يا عيني؟!..بسكوتة نواعم خالص خديجة".. 
أخرج "هاشم" هاتفه من جيب سرواله، و تحدث وهو يطلب إحدي الأرقام.." أنا هكلم دكتورة الفندق تطلع تكشف عليها ".. 
ضيقت "إلهام" عينيها وهي تنظر ل "خديجة"  بتمعن وتحدثت بمكر قائلة.. 
" مافيش داعي لدكتورة يا سي هاشم".. 
غمزت له مكملة.. 
" صالحها أنت بس تاني و هي هتقوم تقف وتبقي زي الحصان".. 
انبلجت شبه ابتسامة علي ملامح "هاشم" حين تفهم  مقصد "إلهام" وتحدث بجدية زائفة قائلاً.. 
" تصدقي عندك حق يا مدام إلهام..دا أنا هصالحها حالاً".. 
قالها وهو يسير تجاه" خديجة" التي انتفضت فجأة جالسة، وتراجعت لأخر الفراش سريعاً مرددة بخجل شديد.. 
"خلاص أنا فايقة، ومش عايزة حد يصالحني".. 
"إلهام" بعبث.. "ايوه كده يا خديجة يا أختي فوقي كده لسه بدري على السخسخة دي".. 
نظرت ل" هاشم " الذي يرمق" خديجة" بنظرة عاتبة بسبب ما سببته له من خوف عليها.. 
"يبقي اتجوزها يا سي هاشم على بركة الله".. 
غمغمت بها "إلهام" و بعدها أطلقت سيل من الزغاريط.. 
"أيه دا يا إلهام.. جواز أيه بس اللي اتجوزه وأنا في العمر دا؟!"..
قالتها" خديجة" بنبرة مرتجفة تعكس مدي حزنها.. 
" انتي زي القمر وألف راجل يتمنوكي يا خديجة، وبعدين أنتي عارفه أني اتجوزت وانا أصغر منك بكام سنة"..
نظرت" خديجة" ل "هاشم" نظرة طويلة.. تعمق هو داخل عينيها و حرك شفتيه دون إصدار صوت بكلمة جعلت قلبها ينبض بجنون حتي وصلت دقاته لعنان السماء، وأوشك على مغادرة ضلوعها من عنف دقاته حين قال.. 
" بحبك يا خديجة".. 
أطبقت" خديجة" جفنيها بعنف تكبح عبراتها مردده بأسف..
"حتي لو أنا وافقت يا إلهام معتقدش ان فارس ممكن يوافق".. 
"هاشم" بلهفة.. "أنا طالب أيدك من فارس بقالي أكتر من شهر يا خديجة، وهو موافق وقالي الرأي في الأخر رأي ديجا.. لازم هي كمان توافق".. 
حركت" خديجة" رأسها بالنفي، وبدأت تبكي وهي تقول.. 
"لا طبعاً فارس مستحيل يوافق.. هو بيقول كده علشان يشوف رد فعلي أيه، وهقبل اتجوز وأبعد عنه ولا لاء.. أنتو متعرفوش هو متعلق بيا اد ايه، و لما كان بيجيلي عريس وهو صغير كان بيحزن اد ايه ويفضل حبيبي يعيط ولا بياكل ولا بيشرب".. 
اجهشت في البكاء وتابعت بأصرار.. 
"مستحيل أكسر قلبه واسيبه أنا كمان و اتجوز.. أنا أمه اللي ربته، وهفضل جنبه ومعاه لحد ما اشيل ولاده على ايدي زي ما شايلته وهو صغير"..
......................................سبحان الله 🥀......... 
..داخل يخت ساحرة الفارس.. 
تجلس "إسراء" على مقعد طاولة الزينة داخل غرفة الملابس الخاصة بها.. تتابع "عهد" التي تساعدها لتغير ثيابها المبتله.. 
"تحبي أساعدك وأنتي بتاخدي شاور يا إسراء؟ ".. 
قالتها" عهد" بود وهي تعطي لها ثيابها و تساعدها على النهوض.. 
"شكراً يا عهد.. تسلميلي يا حبيبتي.. أنا تعبتك معايا".. 
نظرت لها "عهد" بعتاب، وتحدثت بود قائله.. 
"أيه اللي بتقوليه دا بس يا إسراء!!.. أنا قولتلك إني بحبك زي أختي.. يعني مافيش تعب ولا حاجة، ولو مكسوفة مني؟ ".. 
دفعتها برفق على المقعد ثانياً، و سارت نحو الخارج مكمله.. 
" هخرج أنا وابعتلك جوزك يساعدك أفضل".. 
غمزت لها بشقاوة مكملة.. 
"و أحلى كمان".. 
أردفت "إسراء " بلهفه.. "طيب تعالي غيري هدومك المبلولة دي الأول لتاخدي برد يا عهد".. 
ابتسمت لها "عهد" وهي تقول بخجل.. 
"متقلقيش عليا.. أنا وغفران هنعوم سوا شوية".. 
بادلتها" إسراء " الإبتسامة متمتمة.. 
" ربنا يسعدكم يا حبيبتي".. 
"يارب يا إسراء، ويفرحكم أنتي كمان و يرزقكم ببيبي جميل خالص زي مامته كده".. 
أمنت" إسراء " على دعائها بقلبها قبل لسانها..
بينما أنهت "عهد" جملتها، وتابعت سير نحو باب الغرفة، و همت بفتحه.. ليسبقها "فارس " الذي فتح الباب فجأة جعلها تشهق بخفوت مرددة.. 
"كويس إنك جيت.. أنا كنت جاية أنادي عليك حالاً ".. 
" إسراء فيها حاجة؟! ".. قالها "فارس " وهو يندفع نحو الداخل بهرولة، ويبحث عن زوجته بلهفه حتي وجدها تحاول النهوض بضعف فقطع المسافة بينه وبينها، و بغمضة عين أصبحت إسراء داخل حضنه يضمها لصدره.. بل يعتصرها بين ضلوعه لعلها تهدأ من دقات قلبه المتسارعة، وتعيد له أنفاسه المسلوبة من شدة خوفه و فزعه من فقدانها.. 
"أنتي كويسة صح؟ ".. 
انسحبت "عهد" على الفور نحو الخارج غالقة الباب خلفها.. تاركة لهما بعض الخصوصية.. 
بينما "إسراء" دست نفسها بين ذراعين زوجها، وهمست بصوت تحشرج بالبكاء.. 
"كويسة يا حبيبي.. الحمد لله اطمن".. 
شعر بإرتخاء جسدها بين يديه، فمال بجزعه قليلاً ووضع يد أسفل ركبتيها والأخرى حول خصرها، وفعها بين يديه وتوجه نحو الحمام مغمغماً.. 
"طيب تعالي أساعدك تاخدي شاور دافي علشان تنامي و ترتاحي شوية.. أنا عارف إنك منمتيش من إمبارح ".. 
تركت له نفسها يفعل بها ما يشاء.. ليبهرها هو بحنانه وأحتوائه لها ولخجلها الزائد.. يعاملها بمنتهي العشق.. يغرقها بفيض غرامه، ويهمس لها بأروع كلمات الغزل وهو يحملها ثانياً بعدما قام بلف جسدها بمنشفة كبيرة، و سار بها نحو الفراش وضعها بحذر وكأنها فطعة من البلور الفاخر يخشي عليها من الكسر.. 
وأسرع بجلب منشفة أخري، وجلس خلفها جعل ظهرها مقابل صدره، وبدأ يجفف خصلات شعرها الحريرية برفق، ويستنشق عبقها بستمتاع متمتماً.. 
"امممم تجنني يا بيبي".. 
حاوطها بذراعيه دافناً وجهه بعنقها يقبله بتمهل.. 
"إحنا محسودين تقريباً.. مش عارف مين راشق عينه في شهر العسل بتاعنا!!".. 
همهمت "إسراء" بصوت خافت، وهي تهمس بضعف وصوت ناعس.. 
"عندك حق.. أنا فعلاً محسودة عليك يا فارس".. 
التفت برأسها ونظرت له نظرة هائمة تتأمل بها ملامحة الوسيمة.. "ومحظوظة بيك، و بحبك وبموت في كل حاجة فيك يا فارس ".. 
قبلت جانب شفتيه قبلة دافئة، وتابعت بأنفاس متهدجة من قربه المعصف و المزلزل لكيانها.. 
"حتي غرورك.. علشان أنا بقيت غرامه".. 
اعتدلت داخل حضنه ملتفه بكلتا يديها حول خصره، ودفعته برفق، ومالت عليه حتي أصبحت رأسها تتوسط صدره، وأغلقت عينيها تستعد لنوم أمن على إيقاع دقات قلبه، و بثقه وقلب يتراقص فرحاً همست قائله.. 
"أنت حياتي وعشقي الوحيد، و أنا لوحدي غرامك يا فارس".. 
زاد من ضمها له، و حاوطها بيديه وحتي قدميه بل حاوطها بجسده دافنا وجهه بشعرها، وأغلق عينيه هو الأخر لينعم بنومٍ هنيئ لا يشعر به إلا بقرب ساحرته فقط..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
.............................................. بسم الله 🥀......... 
صباح يومًا جديد يحمل بين طياته الكثير من الأحداث..
داخل يخت "ساحرة الفارس" تحيا "إسراء" أقوى، وأجمل قصة عشق برفقة زوجها "فارس" الذي خطفها برحلة حول العالم،يتنقل بها من بلد لأخرى عبر اليخت أحياناً، ومرات عبر طائرته الهليكوبتر الخاصة المتواجدة على سطح اليخت،
 لا يمكثان بمكان أكثر من يومين، كل ليلة تفتح عينيها على مكان جديد تنبهر من شدة روعته، على هذا الحال لهما أكثر من خمسة أسابيع، منفصلين عن العالم أجمع، مكتفيان ببعضهما، غارقان حتي الثمالة بقاع بحر غرامهما.. 
 تملمت "إسراء" بقلق أثر ذلك الألم الذي يداهم معدتها منذ الأمس، خاصةً حين شعرت ببرودة تجتاح أوصلها، فمدتت يدها الصغيرة تبحث عن زوجها بجوارها فلم تجد سوا الفراغ يحالفها.. 
فتحت عينيها ببطء، واعتدلت جالسة بتكاسل ساحبة روبها الحريري الأبيض الملقي على طرف الفراش، وارتدته قبل أن تغادر السرير.. 
أخذ منها الأمر لحظات قبل أن تهب واقفة وتركض بندفاع نحو المرحاض عندما شعرت بحاجتها للتقئ.. 
"فاااارس".. 
صرخت بها أثناء تقيؤها، أطلقت آهه حادة، وانتفض جسدها بقوة، تناثرت حبات العرق على جبينها، وبرغم كل هذا انبلجت ابتسامة على ملامحها المتعبة، وتابعت بضعف قائله.. 
"بشرة خير".. 
بينما كان "فارس" يسبح كعادته كل صباح، زحف القلق لقلبه فجأة، عاشق هو و بإمكانه الشعور بساحرتة أثناء تعبها، حزنها، وحتي فرحها.. 
خرج من المياه سريعاً، و سار نحو غرفته بخطوات مسرعة، فتح الباب واندفع نحو الداخل يبحث عنها بقلبه قبل عينيه عندما وجد فراشهما خالي مردفاً.. 
"إسراء أنتي فين حبيبتي؟!".. 
كانت تخرج من الحمام بخطي متثاقلة، 
ضيق عينيه وهو يراها تقترب منه ببطء، وجسدها يتمايل بوضوح، وكأنها على وشك السقوط.. 
بلمح البصر كان قطع المسافة بينهما بخطوة واحدة، و لف يده حول خصرها خطفها داخل صدره مغمغماً بلهفة.. 
"مالك يا إسراء؟.. انتي دايخة؟! ".. 
ارتمت بثقل جسدها عليه،تعلقت بعنقه دافنه وجهها بصدره تستنشق عبق رائحته المختلطة بمياه البحر ، همهمت بستمتاع وبهمس بالكاد يسمع.. 
"اممم بقيت مدمنة ريحتك يا فارس".. 
رفعت رأسها ونظرت له بابتسامتها الفاتنة، ليلاحظ هو شحوب وجهها الشديد فضيق عينيه وهو يقول بقلق.. 
"إسراء فيكي أيه يا روحي؟!.. شكلك مش طبيعي؟!".. 
"أنا كويسة".. قالتها وهي تداعب أرنبة أنفه بأنفها بعدما وقفت على أطراف أصابعها، رفعت يديها وسارت بها على عضلات بطنه السداسيه البارزة صعوداً بصدره ورقبته حتي استقرت على وجنتيه، 
أحتضنت وجهه بين كفيها وتابعت بفرحة غامرة ملئت عينيها بالعبرات.. 
" بس شكلي كده.. حامل منك".. 
جمدت ملامح وجهه، و رمقها بنظرة خالية من المشاعر، للحظة أنقبض قلبها وهي تري رد فعله على خبر حملها الذي استقبله ببرود،
ازداردت ريقها بصعوبة حين شعرت بتصلب جسده حين ضمها له بقوة أكبر..
نظرت لعينيه بتفحص تحاول قراءة ما يدور بذهنه، وهمست بتوتر مرددة..
"فارس أنا لسه متأكدش.. هتأكد أكتر لما اعمل تحليل دم"..
أمسكت كف يده وضغطت عليه برفق مكمله بنبرة راجية..
"و لحد ما نتأكد ممكن متقولش لأي حد خالص"..
"اطمني يا بيبي أنا مش هقول لحد خالص"..
قالها "فارس" بملامح مريبة عجزت "إسراء" عن فهمها..
........................................... الحمد لله 🥀........ 
.. داخل مصحة لعلاج الإدمان..
تصرخ "ديمة" بجنون وتتحرك بهسترية على الفراش المقيدة به بأحكام جعلت والدها "عباس" يطبق جفنيه بألم كمحاوله منه لكبح عبراته على حالة ابنته، وما وصلت إليه..
"هاتلي حقي من فارس يا بابي.. مش هتعالج إلا لما تحرق قلبه زي ما حرق قلبي"..
قالتها "ديمة" بأنفاس لاهثة من بين صرختها الحادة..
أطلق "عباس" زفرة نزقة من صدره، وتنهد بتعب مردفاً بنفاذ صبر..
"يا بنتي محدش من رجالتي عارفين يوصلوا ل فارس ولا لمراته.. مأمن نفسه على أعلى مستوي بأكفأ الحرسات"..
التمعت أعين" ديمة" بفكرة حمقاء راقت لها كثيراً ، فبتسمت بشر وهي تقول..
"يبقي خديجة.. موتها يا بابي.. بموت خديجة فارس هيتقهر واحتمال يموت وراها لأنها تعتبر كل عيلته"..
ابتسم" عباس" هو الأخر بخبث، و حرك رأسه لها بالايجاب ومن ثم أخرج هاتفة من جيب سرواله، وطلب إحدي الأرقام، لحظات واتاه الرد فتحدث بأمر قائلاً.. 
"خديجة الدمنهوري.. نفذ الليلة".. 
............................................ لا إله إلا الله 🥀......... 
"خديجة"..
تجلس على الشاطئ تتأمل صفاء المياه الزرقاء بشرود أمام أعين "هاشم" الهائمة بها عشقاً ،تلك الرقيقة، صاحبة القلب الماسي التي أصرت على موقفها برفض الزواج منه و فضلت "فارس" عزيزها الغالي عليه، و حتي على نفسها كما تفعل دوماً..
لن تغامر بعلاقتها به، هي له والدته وصديقته وشقيقته الكبري، كل عيلته و هذا بالنسبة لها كافي..
رغم المشاعر التي تكنها ل"هاشم" إلا أن حب "فارس" أقوى و أكبر من أي شيء أخر بالكون كله ، فارس ابنها الذي لم تنجبه، نعم هي لم تحمله بأحشائها، ولكنها حملت حبه بقلبها..
هبطت دمعة حارقة على وجنتيها ببطء أسرعت بمسحها،أخذت نفس عميق، و رسمت ابتسامة زائفة على ملامحها و هبت واقفة تسير بنعومة على الرمال بقدميها الحافية، خلفها حرسها على رأسهم "هاشم" الذي أقترب منها حتي أصبح يسير بجوارها ..
"ارحمي قلبي و قلبك و وافقي على جوازنا يا خديجة"..
قالها "هاشم" بنبرة راجية، و عينيه تشملها بنظرة لهفة لا تخلو من الإعجاب..
نظرته لها تجعل قوتها تتبخر، و تزيد من توترها، وانتفاضة قلبها التي تتدافع خاصةً حين أستنشقت عبق رائحته المزلزل لكيانها..
تنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها وهمست بخجل قائلة..
"هاشم من فضلك الموضوع دا منتهي بالنسبالي، فبلاش تفتحه تاني؟!"..
قطعت حديثها، وشهقت بقوة حين لف "هاشم" يده حول خصرها، و جذبها داخل حضنه، وسقط بها أرضاً معتليها، وحاوط جسدها بجسده بحماية..
فتحت فمها لتوبخة على فعلته الفاضحة من وجهة نظرها، جحظت عينيها بهلع حين رفع"هاشم" رأسه ونظر لها بأعين زائغة، وفمه بدأ يسيل منه الدماء، 
"بحبك يا خديجة"..
همس بها بضعف، و تراخي جسده على جسدها فاقداً الوعي أو ربما فاقداً الحياة، صرخت "خديجة"  مرددة اسمه بصوت مرتعش..
"هاااشم.. فيك ايه رد عليا؟!"..
هنا دوي صوت وابل من الطلقات نارية متتالية جعلها ترفع كلتا يديها، و تضمه لها بكل قوتها لتشعر بسائل لازج على كف يدها يتدفق بغزارة من كتفة الأيمن، تعالت صرختها المرتعدة وهي تري يديها الغارقة بدماء الرجل الوحيد الذي نبض قلبها له بما يسمي الحب..
توقفت عن الصراخ فجأة عندما رأت رجل ضخم الجثة يرتدي قناع على وجهه وقف أمامهما مباشرةً، و صوب تجاههما سلاحة عندها ادركت أنها ستلقي حتفها الآن هي الأخرى لا محالة، فأغلقت عينيها لتنهمر عبراتها بغزارة أكثر، و بصعوبة همست بتقطع..
"وأنا كمان بحبك يا هاشم"..
دوي صوت الطلقات النارية مرة أخرى، و صوت "غفران" الذي  يركض بهروله حتي وصل لهما وجثي على ركبتيه بجوارهما يتفحصهما بملامح شاحبة مردفاً..
"خديجة أنتي كويسة؟!"..
قالها وهو يحمل "هاشم" عنها بحذر مكملاً بأمر لرجاله..
"إسعاف بسرررعه"..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عندما يتعلق قلبنا بحب أحدهم، فدائمًا ما يربط سعادتنا في الحياة بالحبيب، فتبدأ مشاعرُ الخوف تتملكك مننا، وتتوالى علينا وساوسُ الفقدان والفراق، ونتساءل عن كيفية العيش بعد أن أصبح الهواء الذي نتنفسه، كيف نستطيع الإستمتاع بالحياة بدونِ حُبهِ؟،.. 
..بعد مرور عدة ساعات.. 
عاد "فارس" برفقة زوجته للغردقة بعد غياب دام لأكثر من شهر، بعدما هاتفه "غفران" و أخبره بما حدث ل "خديجة" و إصابة "هاشم" تحرك باليخت على الفور.. 
كان التعب بدأ يتمكن من "إسراء" أكثر خاصةً حين صعدت معه على متن الطائرة الهليكوبتر التي هبطت بهما أمام مركز طبي تابع للقرية السياحية التي يملكها زوجها، 
"إسراء حبيبتي وصلنا المستشفى خلاص أهدي".. 
همس بها "فارس" بلهفة داخل أذن "إسراء" التي تتقيأ بعنف،أسرع هو بحملها و غادر الطائرة بحذر متجه لداخل المستشفى بخطوات مهروالة،
أستجمعت "إسراء" قوتها و رفعت يدها مسدت على صدر زوجها بحركتها التي يفضلها "فارس" كثيراً بعدما رأت ملامحة التي بدي عليها الزعر، والخوف الشديد..
" فارس والله أنا كويسة، متقلقش عليا، و خلينا نطمن على خديجة".. 
همست بها "إسراء" بخفوت، و هي تراه يخطو بها داخل غرفة الكشف.. 
كان في انتظارهما فريق طبي كامل على أبهى إستعداد، مال بها "فارس " ووضعها على الفراش برفق، لتشعر هي بنتفاضة جسدة المتصلب، والتي تدل على مدي قلقه عليها.. 
هندم لها حجابها، وزال حبيبات العرق بأنامله عن جبهتها، وابتسم لها ابتسامة هادئة مغمغماً.. 
"غفران طمني الحمد لله على خديجة، و كمان على هاشم الرصاصة جت في كتفه، هطمن عليكي الأول يا إسراء ، وهطلع لهم.. هما معانا هنا في المستشفي".. 
....................................... سبحان الله 🥀............ 
.. داخل غرفة بالمستشفى.. 
تجلس "إلهام" بكرسيها المتحرك بجوار السرير النائمة عليه"خديجة" بعد أعطائها حقنة مهدئة ظلت نائمة على أثارها لساعات طويلة.. 
" هاشم".. تمتمت بها" خديجة" بضعف، وهي تجاهد لفتح عينيها، جعلت "إلهام" تقترب منها وتتحدث بلهفة قائله.. 
"خديجة فوقي يا حبيبتي.. متخفيش سي هاشمله بتاعك اتعور تعويرة بسيطة و هيبقي زي الفل ان شاء الله" .. 
انتفضت بفزع حتي أنها كادت أن تسقط من فوق كرسيها أرضاً حين هبت "خديجة" فجأة جالسة، وصرخت بقوة مرددة.. 
"هااااشم".. 
شهقت " إلهام" بعنف، وهي تجذب ياقة عبائتها، وبصقت داخلها عدة مرات مردفة بغضب مصطنع.. 
" ايه يا خديجة يا أختي دا.. رعبتيني أخس عليكي".. 
نظرت لها "خديجة" تستجديها بنظرتها، وقد امتلئت عينيها بالعبرات، و ببكاء قالت.. 
"هاشم يا إلهام خد الرصاصة بدالي.. قوليلي جراله أيه".. 
اجهشت بالبكاء أكثر مكملة بتوسل..
"قوليلي أنه مامتش ولسه عايش يا إلهام".. 
ابتسمت لها" إلهام" شقية واجابتها بجدية مصطنعة قائلة.. 
"اطمني يا حبيبتي والله سي هاشمله عايش، والحمد لله الرصاصة جت في كتفة بعيد عن قلبه اللي بيحبك".. 
توردت وجنتي "خديجة" بحمرة قاتمة، ونظرت لها بعبوس مردفة.. 
"حب أيه بس يا إلهام.. هاشم كان بيشوف شغله مش أكتر".. 
ضيقت" إلهام" عينيها، و رمقتها بنظرة ماكرة، وتحدثت بمزاح قائلة.. 
" شغله؟!.. اممم شغله يا شغله اللي يخليه يضحي بنفسه علشان ينول رضا البسكوتة بتاعتنا".. 
ربتت على قدمها وتابعت بتعقل قائلة.. 
"الراجل بيحبك يا خديجة دي حاجة واضحة زي الشمس، و انتي كمان قلبك مايل ليه، و فارس عمره ما يرفضلك طلب، وأنتي واثقة من كدة يبقي لزمته أيه عندك، و دماغك الناشفة دي يا حبيبتي ".. 
همت" خديجة" بالرد عليها، و لكن طرقات هادئة على باب الغرفة قطع حديثهما.. 
"ادخل يلي بتخبط".. قالتها" إلهام " بعفويتها المعهودة.. 
فُتح الباب ،وخطي" غفران " للداخل وتحدث بابتسامة قائلاً.. 
" حمد الله على سلامتك يا ديجا.. الحمد لله جت سليمة ".. 
" طمني على هاشم يا غفران".. غمغمت بها "خديجة" بلهفة فشلت في إخفاءها.. 
انبلجت أبتسامة عابثة على ملامح "غفران"، وهو يجيبها.. 
"اطمني.. هاشم كويس الحمد لله و الدكاترة طلعوا الرصاصة من كتفه، وهو دلوقتي في الأوضة اللي جنبك على طول، و كمان فارس و مراته وصلوا تحت في الإستقبال ".. 
"في الإستقبال؟!.. هي إسراء تعبت منه ولا أيه يا غفران يا ابني؟!".. قالتها "إلهام" بقلق بادي على وجهها.. فأسرع"غفران" بالرد عليها قائلاً.. 
" اطمني يا مدام إلهام بنت حضرتك كويسة.. بس داخت شوية لما ركبت اليخت، والطايرة في وقت واحد".. 
أسرعت" إلهام "بالتحرك بكرسيها، ونظرت ل"خديجة" مغمغمة.. 
" هروح أطمن عليها و ارجعاك تاني يا خديجة يا أختي"..
وجهت نظرها ل "غفران" وتابعت بنبرة راجية.. 
وديني ليها يا ابني الله لا يسيئك.. مش هتأخر عليكي يا ديجا".. 
قالت "خديجة".. بقلق.. "أبقى طمنيني عليها يا إلهام".. 
انتظرت حتي تأكدت من ذهابهما، وتحاملت على نفسها، وهبت واقفة وسارت بخطي مرتجفة لخارج الغرفة قاصدة غرفة" هاشم".. 
وقفت أمام باب الغرفة، وأخذت نفس عميق، و من ثم طرقت عليه، وفتحته و دلفت للداخل.. 
سارت ببطء حتي توقفت بجوار السرير النائم عليه "هاشم" تتأمل ملامحة بعشق ظاهر على ملامحها الرقيقة،تنهمر عبراتها على وجنتيها بغزارة رغم أنها تبكي بصمت..
"هاشم.. حبيبي فوق علشان خاطري"..
همست بها "خديجة" و اجهشت ببكاء مرير و هي تتخيل أنها كانت على وشك فقدانه للأبد..
تلك الرصاصة كانت من المفترض أن تصيبها هي، و لكنه فداها بروحه دون لحظة تردد، يأكد بها حبه الصادق لها..
"خديجة".. تمتم بها "هاشم" بين الوعي واللاوعي جعلها تميل بوجهها على وجهه وتنظر له بلهفة مردفة..
"أنا هنا يا هاشم.. بليز فتح عيونك"..
إنصاع لطلبها على الفور، وفتح عينيه ينظر لها نظرته المتيمة بها عشقاً متمتماً.. "انتي كويسة؟ "..
حركت رأسها بالايجاب، وقد عجزت عن الرد عليه بسبب بكائها الشديد،مما دفعه لرفع يده السليمة على وجهها، وضعها أسفل ذقنها يجذبها عليه أكثر حتي تلامست أنفهما، وللمرة الأولى لم تبتعد عنه "خديجة" بل اقتربت منه أكثر حتي شعرت بأنفاسة تلفح بشرتها.. 
"بلاش عياط يا خديجة.. دموعك بتوجع قلبي".. 
"سلامة قلبك يا هاشم".. همست بها "خديجة" بصعوبة من بين شهقاتها الملتاعة،جعلت "هاشم" يبتسم لها ويهمس بفرحة غامرة اعتلت ملامحة المجهده.. 
"أسمى طالع يجنن من بين شفايفك يا أرق و أجمل خديجة في الدنيا".. 
ختم جملته، و خطف من شفتيها قبلة صغيرة، حجظت أعين" خديجة" بصدمة من فعلته، وأسرعت بالركض لخارج الغرفة وهي تقول بتلعثم.. 
" ح حمدلله على السلامة".. 
............................................ الحمد لله 🥀............. 
" فارس ".. 
ممسك بيد زوجته يضغط عليها برفق أثناء حديثه للطبيبة التي أنتهت للتو من إجراء فحص شامل ل"إسراء".. 
"بقالها كذا يوم أكلتها ضعيفة، داخت مني كذا مرة، بتنام كتير على غير العادة،اشتكت من الصداع مرتين،رجعت انهارده 3 مرات و كل ما أديها عصير أو حتي ميه ترجعها، و لحد دلوقتي ماكلتش اي حاجة".. 
صمت لوهله، ونظر لزوجته التي تطلع له بنظرات منذهلة، لم تتخيل ان خوفه، وقلقه عليها يصل إلى هذا الحد، و انه يتابع حالتها بترقب هكذا.. 
" فارس باشا اطمن سيادتك"..أردفت بها الطبيبة بعملية، و تابعت بابتسامة متسعة قائلة.. 
"تحليل الدم و البول أكدو ان المدام حامل.. ألف مبروك".. 
تهللت أسارير "إسراء"، وأشرقت ملامحها بسعادة بالغة، بينما "فارس" ظهر الغضب على ملامحه أكثر ، و تحدث بتساؤل مستفسراً..
"يعني معقول الحمل هو اللي تعبها أوي كده؟!".. 
الطبيبة.. "أيوه يا فارس باشا.. كل اللي بيحصل للهانم دا أعراض طبيعية جداً في بداية الحمل، و ممكن تزيد كمان خلال الشهرين الجايين".. 
حرك "فارس" رأسه بالنفي، وتحدث بصرامة قائلاً.. "أنا مش عايزها تتعب".. 
ضم زوجته داخل صدره بقوة مكملاً.. 
" و لو الحمل دا هيتعبك يبقي انا مش عايزه يا إسراء ".. 
رباه تملك الخوف من قلبه،لن يغامر بفقدانها مهما كلف منه الأمر، هي أولاً وأخيراً و قبل كل شيء..
شعرت "إسراء" بما يدور بذهنه، وما يشغل خاطره،فضمته لها أكثر ، و تحدثت بتفهم قائله.. 
"فارس.. حبيبى أهدي ،و متخفش عليا أنا كويسة والله ".. 
رفعت رأسها ونظرت له نظرتها العاشقة التي تبعثر مشاعرة، وتغلف قلبه بالطمأنينة.. 
"ومبسوطه ،وهطير من الفرحة علشان انا حامل منك ".. 
قبلت موضع قلبه بعمق، وتابعت بصوت تحشرج بالبكاء.. 
"ألف مبروك علينا يا حبيبي".. 
" لازم تعرفي أني معنديش اي إستعداد أني أخسرك".. 
همس بها "فارس" بنبرة محذرة، فحركت له رأسها بالايجاب، وهمست بثقة.. 
"عارفه ،وواثقة كمان، واطمن بمشيئة الله كله هيبقي تمام".. 
"مبروك يا عيون يا فارس".. قالها وهو يميل على وجنتيها ويطبع قبلة مطولة، وعاد دثها داخل حضنه مرة أخري.. 
أغلقت" إسراء " عينيها تنعم بقربة، و حبه لها الذي دوماً يغرقها به،نهرت نفسها بقوة حين داهمها ذكري إحدي محاولاتها للهروب منه،تسأل نفسها كيف كانت تجاهد حتي تبتعد عنه، و تحرم قلبها من عشق مثل عشق فارسها..
.. فلاش باااااااااااك.. 
إسراء"..
تسير بخطوات حذره على أطراف أناملها.. واضعه إحدي أصابعها في فمها بطفوله.. نظرت حولها تتأكد من عدم وجود أحد..
تنهدت براحه حين تأكدت أن جميع من بالقصر ينعمون بنوم عميق.. فتابعت سيرها وهي تمتم لنفسها قائله..
"يارب الحرس اللي قدام القصر يكون نايم هو كمان، وأعرف أخرج من هنا بقي"..
ابتسمت بتساع، وحماس شديد وهي تقترب من باب القصر الداخلي..تمايلت بخصرها يميناً، ويساراً، وقامت بتقليد "فارس" قائله.. 
"مش هتعرفي تخطي بره باب الاوضه"..
"بقي انا بتكلم بالرقه دي، ولا برقص حاجات تجنن وتطير العقل كده ؟! "..
قالها "فارس" الواقف خلفها مستند على الحائط، وواضع كلتا يده بجيب سرواله، ويرمقها بنظرات ماكره، مال عليها بوجهه و بدأ يسير بأنفه على وجنتيها مكملاً ..
"وبعدين ينفع واحدة تهرب من جوزها قبل حتى ما تدوق حضنه وقربه اللي أنا واثق إنك مش بس هتحبيه..دا أنتي هتدمنيني.. زي ما أنا هتجنن عليكي".. 
إزداردت لعابها بتوتر من قربه منها إلى هذا الحد،و حديثه الجرئ الذي يجعلها على وشك الأنصهار من شدة خجلها، وتحدثت بقوة مزيفة قائلة.. 
" أسمع يا فارس بيه.. أنا مش مراتك، وحتة الورقة اللي خلتني أمضى عليها دي بلها واشرب مياتها.. علشان الجواز اللي أنا اعرفه بيكون بمأذون وشهود غير كده ميبقاش جواز أصلاً ".. 
"رغم أن حتة الورقة اللي بتقولي عليها دي عقد شرعي ومتوثق بشهود.. بس و ماله يا بيبي اكتب عليكي حالاً بمأذون وشهود زي ما أنتي عايزة لو دا هيخليكي تقتنعي إنك مرات فارس الدمنهوري ".. 
أنهى جملته وأخرج هاتفه من جيب سرواله و طلب إحدي الأرقام و انتظر الرد للحظات.. 
" أيوه يا غفران.. هاتلي مأذون و واحد يشهد معاك وتعالي عندي القصر دلوقتي حالاً".. 
وبالفعل خلال دقائق معدودة كان يعلن المأذون فارس زوج ل إسراء على كتاب الله وسنة رسول الله..

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا