رواية العاب المصير والقدر من الفصل الاول للاخير بقلم سعاد محمد

رواية العاب المصير والقدر من الفصل الاول للاخير بقلم سعاد محمد

رواية العاب المصير والقدر من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة سعاد محمد رواية العاب المصير والقدر من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية العاب المصير والقدر من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية العاب المصير والقدر من الفصل الاول للاخير
رواية العاب المصير والقدر بقلم سعاد محمد

رواية العاب المصير والقدر من الفصل الاول للاخير

بالقاهره،بشقه بمنطقه شبه راقيه.
كانت زينب تجلس برفقة أخيها، أرضاً 
يلعبان أحد الالعاب الأليكترونيه على شاشه أمامهم،
تذمر أخيها وترك ذراع التحكم باللعبه قائلاً:إنتى بتغشى يا زوزى،مش لاعب معاكى.
ضحكت زينب قائله: مجد، قولتلك بطل زوزى اللى بتقولها لى دى،وبغشك أيه يا فاشل،هو إنت كده لما تلاقى نفسك هتخسر تعملى الغاغه دى،طلع الفلوس يا ناصح أنا خلاص كسبت الجيم.
رد مجد:فلوس أيه يا حلوه إحنا بنلعب تسالى،مش بنلعب على فلوس كده يبقى قُمار والقُمار حرام،رجسُ من عمل الشيطان.
نظرت له قائله:رجسُ من عمل أيه؟ بقولك هات فلوس أحسنلك،يا فاشل،إنت اللى قولت من الاول الجيم بخمسه وعشرين جنيه وأهو ده رابع جيم أكسبك فيه هات الميت جنيه أحسنلك،بدل ما أشيرلك فيديو عالفيس والانستجرام،وأنت بتشتم رؤسائك فى شركة البترول وأتسبب فى فصلك من الشركه اللى بتقبضك بالدولار،
وخلتك إتنفخت عليا  أنا اختك الكبيره والغلبانه.
نظر لها قائلاً:فيديو أيه ده،وصورتيه إمتى مش فاكر مره إن شتمت حد من رؤسائى قبل كده قدامك.
ردت زينب:ما أنت صحيح مشتمتهمش،بس انا جمعت ڤيديو،فوتو مونتاج،وبصوتك،يا بشمهندز.
تعجب قائلاً:يرضيكى تشهرى بأخوكى وتتسببى فى فصله من الشركه علشان ميت جنيه.
ردت قائله:يرضينى جداً كمان،طالما هو بيبخل عليا،وبعدين انا مالى إنت اللى خسرت،يا حمار.
رد مجد:خسرت أيه والله إنتى بتغشى فى اللعب.
مسكت زينب مقدمة ملابس أخيها وجذبته منها بقوه قائله:ولاا بقولك أيه خلص هات الميت جنيه وكمان خمسه وعشرين جنيه فوقهم.
تبسم قائلاً:والخمسه وعشرين جنيه دول كمان بتوع أيه ولا هو نظام تقليب والسلام.
ردت زينب:هو كده أنا عاوزه ميه خمسه وعشرين جنيه تمن تذكرة القطر من القاهره للشرقيه.
نظر لها مبتسماً يقول:وهو قيمة تذكرة القطر من القاهره الشرقيه ميه خمسه وعشرين جنيه ليه؟
ردت عليه:مش هركب درجه مُكيفه يا حيوان عاوزنى أنا الدكتوره زينب السمراوى،أركب فى القشاش.
تبسم بسخريه قائلاً:يرضينى جداً،وأنا مالى هو أنا اللى كنت نقلتك،ما هى طولة لسانك هى السبب،من يوم ما إتخرجتى من كلية الطب مقضياها عقوبات،من مستشفيات الصعيد للقاهره ويوم ما ربنا كرمك وجيتى لهنا فى القاهرة وقولنا خلاص ربنا هيرضى عنك طولتى لسانك على إبن أخوا وزير الصحه،وأحمدى،ربنا إنها جت على قد نقل للشرقيه،يا ريته كان فصلك أو نقلك لحلايب وشلاتين.   
،خدى الفلوس أهى،يارب القطر يولع.
تبسمت قائله:لأ قُطرات الصعيد بس هى اللى بتولع إنما الشرقيه لأ.
أخرج أخيها بعض النقود وبدأ يعد فيها،
تركت زينب مقدمة ملابسه وخطفت منه المال قائله:بلاش تعد لا تقل بركته،يلا هقوم أنا أنام بقى علشان هصحى بدرى.
قال مجد بذهول:بت هاتى الفلوس بتاعتى،معييش غيرها هصرف منين،بقية الشهر.
نهضت زينب قائله:روح أسحب غيرهم من أى مكنة سحب فلوس،هتغلب يعنى،إعتبرهم صدقه عن أموالك.
تبسم ساخراً:صدقة أموالى،يا عانس  هتفضلى عانس طول ما انتى بتستقوى عليا وتلهفى فلوسى،يا عانس آل السمراوى.
تبسمت له قائله:آل السمراوى مين دول،دول مفيهمش راجل غير،بابا وبالباقى... ولا بلاش علشان خاطر،بابا.
تبسم والداها الذى دخل:كتر خيرك يا بنتى ربنا يسترك.
قبلت وجنة والداها قائله:تصبح على خير يا بابا،ماما فين.
رد صفوت:ماما نامت بعد العشا،حتى أنا اللى شطبت المواعين.
تبسمت زينب قائله:قولتلك قدامك حلين لغسيل المواعين،يا تشترى غسالة أطباق،يا تطلق ماما أو تتجوز عليها واحده وهى تغسل بدالك المواعين،بس المره دى إتجوز واحده بتشتغل فى بنك إستثمارى،مش شركة تأمينات،وخليها تشوفلى أخوها،إنشاله باباها أتجوزه،علشان مبقاش عانس آل السمراوى.
ضحك أخيها كذالك والداها قائلاً:مين اللى عانس آل السمراوى،دى زوزا أجمل بنت فى العيله كلها.
قبلت زينب رأس والداها قائله:تسلمليلى ويطولى بعمرك أنت الوحيد اللى رافع معنوياتى فى البيت ده.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشرقيه،قريه الزهار
بمنزل صغير مكون من دور واحد،بسيط الأثاث.
نادت تلك الأم(فاديه) على بناتها،كى يأتين لها.
بالفعل لبوا ندائها ودخلن خلف بعضهن
تبسمت لهن بحنان قائله:يلا يا بنات أنا حطيت العشا خلونا نتعشى مع بعض.
ردت أصغر البنات(هبه) قائله:مش هنستنى بابا لما يرجع،لو جه بعد ما أكلنا من غيره هيعمل مشكله زى عادته.
تلبكت فاديه قائله:العشاء آذنت من وقت وصلوها فى الجامع كمان وطلعوا،وهو مرجعش،وإنتى وراكى الصبح مدرسه وأختك جامعتها وأختك الكبيره عندها شغل فى المدرسه،يعنى لازم تناموا بدرى،علشان تصحوا فايقين.
جلست الابنه الوسطى(ليلى) أرضاً وأمامها طاولة الطعام قائله:أنا عندى محاضره بكره الصبح الساعه تمانيه،هقعد أكل كده كده،بابا هيجى يزعق  بسبب وبدون سبب،فا مش هتفرق معايا.
تبسمن لها أختيها وجلسن هن كمان،كانت آخر من جلست هى أمُهن،
جلسن يتناولون طعام بسيط لكن بالنسبه لهن هى نِعمه
تبسمت لهن فاديه وهى تجلس  جوارهن ،تتناول معهن الطعام،وهن يتسايرن معاً يمزحون ويمدحون،بطعام والداتهن،
لكن إنقلب هذا حين دخل عليهن 
صفوان قائلاً:
قاعدين تاكلوا وتتسمموا،وتضحكوا مع بعض،ولا على دماغكم راجل البيت الشقيان،طول اليوم تحت رجلين الخيل علشان فى الآخر يجى،حتى اللقمه ميلقيهاش،أنا لو كنت خلفت ولد كان زمانه شال الحِمل عنى،لكن هقول أيه،ربنا إبتلانى،بتلات بلوات.
صمتن جميعاً عدا،ليلى التى قالت:
مين اللى قال علينا بلوات،إحنا أحسن من الرجاله،عندك بنت مُدرسه،والتانيه هتبقى دكتوره بيطريه،والتالته،فى آخر سنه فى الثانويه العامه،وناويه تبقى مهندسه،لو كنا تلات صبيان زى ما كنت حضرتك عاوز،يمكن كان زمانا صيع،وجايبين لك مشاكل مع اللى يسوى واللى ميسواش،ده غير تقريباً مش حضرتك اللى بتصرف علينا،اللى بتصرف علينا هى ماما،بتربى طيور تكبرها وتبيعها غير إننا كمان بناكل منها،أنا مش عارفه المرتب اللى بتقبضه كل شهر من شغلك فى مزرعة الخيل بتاع ولاد الزهار بيروح فين،طبعاً بيروح على شلة السو اللى بتسهر معاهم،وتعمل نفسك كريم قدامهم،يا ترى يا بابا لو فى يوم إحتاجت وطلبت منهم هيعطوك،هقولك،لأ لأنهم مش من دمك،ومش هيطمر فيهم.
تعصب صفوان قائلاً:
هقول أيه تربية مره أنا معرفتش اربيك واقطع لسانك ده.
قال صفوان هذا وجذب ليلى من شعرها،لتقف أمامهُ،كاد أن يصفعها،لولا أن وقفت مروه أمام يدهُ،لتأخذ هى الصفعه بدل عن ليلى.
وضعت مروه يدها على وجهها قائله بدموع:
كلام ليلى صحيح يا بابا،حضرتك عمرك ما صرفت علينا،غير الطفيف،كل فلوسك مضيعها،حتى قليل لما بقيت بتشتغل،وده كان سبب طرد هاشم الزهار لك من مزرعته،لأنك شخص متواكل مش بيحب يشتغل،وإنت عارف كويس ليه ولاد الزهار مستحملينك،بس هقولك يا بابا مستحيل أتجوز من إبن الزهار المشوه.
نظر صفوان لها بغيظ قائلاً:إبن الزهار المشوه اللى بتقولى عليه ده،لو عاوز أحلى منك هيترموا تحت رجليه،بس إنتى فقريه غاويه فقر زى أمك،اللى مطوعاكى على كده.
قال صفوان هذا وترك المكان بغضب ساحق،بينما 
وقفت فاديه،وهبه وكذالك ليلى،وأقتربن من مروه التى ضمتها فاديه بحنان قائله:حقك عليا يا بنتى،معليشى.
ردت هبه الصغيره قائله:يارب ما يرجع تانى إحنا من غيرهُ مرتاحين.
تحدثت فاديه بعتب قائله:عيب كده يا هبه،ده باباكى،ومهما عمل إدعى له بالهدايه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل ضخم وفاره
منزل هاشم الزهار
بغرفة السفره.
تجلس تلك التى إسم على مُسمى 
مُهره،وهى مُهره حقاً
تجلس برفقة إبن أختها الراحله 
(وسيم الشامى)
وضعت الخادمه الطعام وإنصرفت من الغرفه.
تبسمت مُهره قائله:من زمان مكنتش بتعشى،بس طالما،رجعت خلاص نهائى من البعثه،بعد ست سنين،قليل لما كنت بتنزل،أنا اللى كنت بجيلك لندن، خلاص بعد كده،هنفطر ونتغدى ونتعشى سوا.
تبسم وسيم قائلاً: ليه فين خالى هاشم صحيح،حتى الغدا،برضوا أنا وانتى إتغدينا لوحدنا،وطول اليوم مشوفتوش.
ردت مُهره بغصه:أبداً مشغول،طول الوقت،كل شغل مزرعة الخيل عليه لوحده.
تحدث وسيم:لأ خلاص أنا رجعت،ومتخافيش،هساعده فى إدارة المزرعه واخليه يفضى،للمُهره  الصبيه الجميله،اللى قدامى.
تبسمت مُهره قائله:خلاص الصبا والجمال،راح وقتهم.
نظر لها وسيم قائلاً بتعجب:مين اللى قال كده،ليه مش بتصى فى المرايا،إنتى مُهره هانم الزهار جميلة الجميلات،اللى وقع فى عشقها الفرسان،بس كان نصيبها،مع.....؟
ردت مُهره:كل شئ نصيب.
رد وسيم:فعلاً نصيب على رأى ماما الله يرحمها،ساعة القدر،يعمى البصر،بابا اللى كان من أقوى مروضى الخيول،يموت بعد ما وقع من على الفرسه،يوقع على دماغه،ويموت،كمان ماما بعدهُ بكم شهر ماتت بسكته قلبيه مفاجأه بدون أى مقدمات،وده كله وأنا كنت طفل مكملتش إتناشر سنه،بس ربنا كان بيحبنى،والمُهره الجميله هى اللى كملت تربيتى،وحافظت عليا،والله لو قولت مَعزتك فى قلبى،زى ماما وأكتر أبقى مش بكدب.
تبسمت مهره قائله:إنت أبنى،ياض،أتولدت على أيدى،أنا اللى إستلقيتك أول ما نزلت من بطن أمك،أنا اللى ولدتها،بصراحه لما شوفتك حسيت إن انا اللى ولدتك من احشائى،حتى كنت هنسى أقطع الحبل السرى،وقتها،أمك كانت طول عمرها مستعجله،زى ما تكون كانت حاسه إن عمرها قصير،كانت دايماً،تقولى وسيم إبنك،يا مُهره،أنا صحيح اللى حملت فيه ببطنى،بس من يوم ما أتولد بقيتى أنتى مامته،يلا ربنا يرحمها،ويعوضنى فيك.
قبل وسيم يدها قائلاً:ربنا يخليكى ليا،يارب،وتفتخرى بيا.
تبسمت مُهره قائله:أنا بفتخر،بأبنى 
الدكتور وسيم الشامى،اللى أخد الدكتوراه من جامعة كمبريدج فى الطب البيطرى،وراجع تدرس فى كليه الطب البيطرى،ربنا يوفقك،خايفه عليك من البنات فى الجامعه،لما يشوفوك،هينسوا بتدرس لهم أيه،إنت إسم على مُسمى،يا وسيم.
ضحك وسيم 
لكن قبل أن يتحدث دخل عليهم هاشم قائلاً:
بتضحكوا على أيه ضحكونى معاكم.
نظرت له مُهره بسخط قائله:عادى كنا بنتكلم،بس غريبه من زمان مكنتش بترجع للبيت بدرى كده.
رد هاشم:مش غريبه ولا حاجه،ناسيه إن وسيم،يبقى إبن بنت عمى المرحومه،وكمان أبوه كان من أمهر الخيالين اللى إشتغلوا عندنا فى مزرعتنا،وقدر يوصل إنه يتجوز واحده من بنات الزهار،وكان معروف بنات الزهار مش بيتجوزا،غير أصحاب المقام العالى.
رد وسيم:وبابا كان من اصحاب المقام العالى،يا خالى.
قال وسيم هذا ونهض من على طاولة السفره قائلاً:شبعت وكمان لازم بكره أروح الجامعه،من بدرى فى أوراق لازم أخلصها،علشان أستلم مهامى كدكتور،بالجامعه،تصبحوا على خير.
غادر وسيم الغرفه،نظرت مهره،لهاشم بضيق قائله:معناه أيه كلامك ده،انا عارفه من زمان إنت مش بتحب وسيم،بس متنساش انه إبن أختى وبنت عمك،وله نصيب أمه فى المزرعه،وباباه مكنش سايس،باباه كان خيال.
تبسم نصف بسمه وقال بسخريه:كان خيال،ومات بعد ما وقع من على فرسه كان بيحاول يروضها.
نهضت مهره قائله:الخيل ملهاش كبير،يا هاشم،واللى يفكر نفسه بقى خيال مفيش خيل تقدر عليه يبقى غلطان،تصبح على خير،عندى صداع هطلع أنام.
نظر هاشم لخروجها هامساً بسخريه:صغرتى سنين بمجرد ما رجع لك إبن أختك،الواد ده،شكله كده وارث القوه عن أبوه المرحوم،بس على مين،يا إبن الشامى،مش على هاشم الزهار.
بعد دقائق،دخل هاشم الى غرفة النوم التى تجمعه مع مُهره،وجدها،تخرج من الحمام،ترتدى،إحدى منامتها الناعمه،لم تكن عاريه،لكن هو عاشق لتلك المُهره منذ الصغر،وظفر بعشقها،وإن كان لديها نقطة ضعف فهى عشقها له.
إقترب منها،وحضنها،وإشتم عطرها،هامساً،بنبره تستطيع إذابتها وإمتثالها له:عطرك يسحر،يا مهره.
لم ترد عليه،رفع رأسه ونظر لعيناه الخضراء الساحره كأوراق شجر الربيع
دون مقدمات إنقض على شفاها بقبولات قويه للغايه،حتى كادت شفتاه تُدمى،وإنقض على جسدها،ينهش فيه كالذئب الجائع،الى إن شعر بالنشوه،وهو ينظر الى تلك  الخربشات التى تركتها أضافرهُ حول عُنقها،وصدرها،ويديها.
بينما مهره رغم ألم جسدها،نظرت له بأشمئزار،وأدارت ظهرها،له،وحاولت النوم،لوقت،لكن جفاها النوم،فنهضت من جواره،وذهبت الى داخل الحمام،وأتت بحبة منوم،وتناولتها ثم إرتشفت قطرات الماء.
تحدث هاشم بسخريه قائلاً: برضوا هتاخدى منوم علشان تعرفى تنامى،واضح إنك أدمنتى النوم بمنوم.
نظرت له پأشمئزاز،دون رد.
سخر هاشم قائلاً:ليه مش بتردى عليا،ولا يمكن بتاخدى المنوم ده كمسكن،كبرتى خلاص ومبقتيش الشابه اللى كانت عفيه.
فهمت مهره معنى قوله وقالت:إنت اللى مش هتبطل المنشطات اللى بقيت بتتعطاها دى،وبتخليك زى التور،حاذر منها إن كانت بتحسسك بالقوه،فأضرارها على المدى البعيد قويه.
ضحك هاشم عاليا يقول:منشطات،منشطات أيه،أنا هاشم الزهار،ديب مش فرس ،هفضل بصحتى وقوتى،مش زى المهره لما تعجز.
نظرت له مهره،بسخريه،وشعرت ببداية مفعول المنوم،فتوجهت للفراش ونامت بصمت.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا فخمه ذات طابع عتيق،تتوسط مجموعه من الأفدنه الزراعيه المزروعه،ببعض أشجار الفواكه المختلفه،وأيضاً بعض أشجار الصفصاف على جوانبها مزروعه كمصدات هواء،ويوجد بالمزرعه إستطبل خيل كبير جداً،ومضمار كبير لترويض،وتريض تلك الخيول العربيه،بمختلف فصائلها.
بغرفه نوم وثيره.
كان نائماً يحلُم بذالك الحلم الملازم له منذ سنوات بعيده،دائما ما يتكرر،لكن فى الفتره الأخيره أختلف الحلم عن ما حدث بالواقع،أو بالأصح بنيران الماضى.
كان يحلم،بنيران تشتعل بالمكان،يرى هرجلة الخيول،وهى تحاول الفرار من بين النيران،
لكن النيران تحصُد كل ما يقف أمامها،تلتهمه،أنها نار بُعثت من جهنم،بيوم صيفى حار حارق،النيران تُخفى أثر كل شئ،،هو يقف أمام النيران يشاهدها كأنها عرضاً على شاشة تلفاز 
لكن فجأه من بين النيران،خرجت فتاه بيدها دلو،تقترب منه تكسر الحاجز،بينهُ وبين النار
الى أن أصبحت أمامه،وجهها كان مخفى الملامح بسبب دخان النيران الذى يمنع رؤيته تفاصيل وجهها،رأها تقترب منه،
فقال: إنتى مين
لم تجيب عليه وفجأه،رفعت يدها  قامت بألقاء محتوى الدلو الذى كان بيدها فى وجههُ.
أستيقظ فزعاً يتصبب عرقاً،كأنها بالفعل ألقت عليه محتوى الدلو،شعر بأشتعال غريب بقلبه،ليست نيران إنتقام،لا يفهم سبب لذالك الشعور الذى بقلبه،من تلگ الفتاه التى تخرج من النيران،لما تحمل معها دلوً،ما محتوى هذا الدلو،هل مياه،إم ماده تُزيد إشتعال النيران 
عقله يشت منه ،لما يُشعل عقله هذا الحلم،هو عايشه بالحقيقه منذ سنوات،رأى حريق ضخم ونيران تلتهم كل ما يقف أمامها،لكن الفتاه،هى الجديد ظهورها بهذا بحلم تحقق بالماضى،
نهض من على فراشه،وتوجه الى الحمام،وقف قليلاً أسفل المياه المُنهمره على جسده،كأنها ترطب جلدهُ،خرج بعد قليل،وإرتدى ملابسهُ وغادر الغرفه،وتوجه الى إستطبل الخيل.
...
بينما بأستطبل الخيل.
كان هناك شاب يافع فارع الجسد،
يقف خلف مضمار ترويض الخيول،يتابع جرى تلك الفرسه العنيده،بالمضمار،يفكر فى تلك الرقيقه،التى سَلبت قلبهِ منذ أن عاد مره أخرى الى القريه،يتمنى أن ينولها،لكن هى،كتلك الفرسه التى تجرى بالمضمار،آبيه،وعنيده،حاول معها لكن هى صدته،حتى أنه يتحمل من أجلها،والداها،عاله عليه ،ذالك السائس،الذى لا يعمل تقريباً،فمن أجل أن ينال عطر الزهره عليه أن يتحمل أشواكها،التى تُدمى قلبه،المسلوب،بحب الجميله.
عاد من سرحانه،بتلك الفرسه،حين شعر بيد أخيه على كتفه،لف له قائلاً:كنت عارف إنك مش هتقدر تنام يا رفعت،بسبب تفكيرك فى الصفقه اللى هتم النهارده.
تبسم رفعت يقول:وإنت أيه اللى مسهرك هنا يا رامى جنب إستطبل الخيل،وكمان واقف قدام المضمار،وسايب الفرسه مفكوكه،وبدون سرج.
تبسم رامى قائلاً:نفس اللى مقدرتش تنام بسببهُ بفكر فى الصفقه دى،لو قدرنا نبيع   الفرسه  دى، بالسعر  اللى يناسبها، يبقى ضمنا ربح كبير من  سلالة الخيل دى.
تبسم رفعت بثقه:واثق إن الفرسه دى هتجيب سعر  أغلى وأعلى من كل الفرسات اللى سبق وأتباعت قبلها.
تبسم رامى قائلاً: وانا كمان واثق،كان مين يصدق،رجوع ولاد رضوان الزهار مره تانيه لسوق الخيل،والسبب كان فرسه،هى اللى نجيت من الحريق.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى.
صباحاً
أمام كلية الطب البيطرى،بالشرقيه.
..
كانت تسير ليلى مع زميلاتها بالدفعه،غير منتبه للطريق،
حتى لم تشعر،بتلك السياره الأتيه المُسرعه،والتى كادت أن تدهسها،لولا أن جذبتها إحدى صديقاتها،
وقفت ليلى غير مستوعبه ما حدث،من ثوانى كادت أن تدهسها تلك السياره الفارهه،حتى ان سائق السياره لم ينزل من السياره أو حتى  يعتذر.
نظرت لها زميلتها قائله:ليلى مالك واقفه مذهوله كده ليه،الحمدلله أنتى بخير،شكله واد صايع،وهرب بالعربيه.
ردت ليلى،مين اللى هرب،ده رقم العربيه إتسجل هنا،خلينا نروح نحضر المحاضره وبعدها،ربنا يحلها.
دخلت ليلى الى قاعة المحاضرات وجلست هى وصديقتها،يتهامسن،الى أن سمعن صوت إغلاق باب قاعة المحاضرات وسمعن صوت 
إنتبهن 
وسمعن:
أنا الدكتور وسيم الشامى،دكتور جديد هنا فى الكليه مش جديد قوى انا متخرج من الجامعه دى أصلاً،بس كنت فى بعثه لجامعة كمبريدج،وخلاص حصلت عالدكتوراه،ورجعت تانى،للمكان اللى كان فيه بدايتى،هكمل معاكم بقية السنه،بتمنى نكون أصدقاء،واللى مش فاهم او عنده مشكله فى نقطة مش فاهمه،يقدر يسألنى عليها،وأنا هعيد شرحها من تانى،فى سكشن العملى.
تبسمت ليلى بتوهان قائله بهمس:يا حلاوتك،يا جمالك،ده دكتور فى كلية طب بيطرى،يا بخت الغزلان بيك.
نغرتها زميلتها قائله:بتقولى أيه يا هبله ركزى،للدكتور،ياخد باله من هبلك ده.
تبسمت ليلى قائله:طب ياريته ياخد باله منى،بقولك أيه،متعرفيش الدكتور ده مرتبط أو لأ.
ردت زميلتها:أول مره أشوفه،وأعقلى كده شويه،هو صحيح دكتور طلقه،بس إمسكى نفسك شويه،مش قدام زمايلك يقولوا أيه.
ردت ليلى:يقولوا اللى يقولوه وحتى لو مرتبط مش مشكله أتجوزه على ضره.
ردت زميلتها:عقلك خلاص ضرب ركزى فى المحاضره.
صمتت ليلى لكن لم تكن تركز فى المحاضره،لا تعرف سبب لتلك التوهه،التى تشعر بها بعقلها للمره الاولى.
إنتهت المحاضره.
حاصر التلاميد وسيم ووقفوا،يتحدثوا معه،حتى ليلى هى الاخرى،كانت من ضمنهم،لكن لم يركز وسيم،بأى أحد منهم كان يرد فقط على أسئلتهم الخاصه،بالمنهج،الى أن أستأذن منهم وتركهم،
كانت ليلى تسير خلفهُ الى أن وصل الى سيارته،رأته يركب سيارته  ثم غادر،صدفه وقع بصرها على رقم السياره.
قالت:دى العربيه اللى كانت هتدهسنى،ياريتك دهستنى،كانت هتبقى أحلى دهسه.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهراً
أمام أحد المدارس الأجنبيه الخاصه،بالشرقيه.
كان يقف رامى بسيارته 
بينما مروه تمشى بجوار أحد زملائها الشباب المدرسين،بالمدرسه،يتحدثان بزماله،الى أن خرجا من بوابة المدرسه،وتوجهوا،الى ذالك الباص الخاص،بالمدرسه،ركبت مروه بمقعد جوار زميلها،وظلوا يتحدثوا،سوياً،
كان رامى يراقب ذالك الموقف منذ بدايته،تنهشه الغيره،وأزدادت حين توقف الباص،بمكان قريب من منزل مروه 
نزلت مروه من الباص،كادت تتعثر،لولا زميلها مسك يدها،الى أن نزلت من الباص.
رأى رامى هذا الموقف،كم ود تحطيم رأس زميلها هذا،لكن..
سارت مروه بضع خطوات،قبل أن تشعر بيد تسحبها الى شارع جانبى وضيق  بالقرب من منزلها.
إنخضت فى البدايه،ثم نفضت يدهُ قائله:فى أيه،يا رامى،إبعد عنى.
ضرب رامى الحائط خلف مروه قائلاً:مين اللى كنتى ماشيه معاه وانتى طالعه من المدرسه ده.
ردت مروه:وانت مالك،وسبق وقولت لك إبعد عن طريقى،مش هتشترينى،زى ما سبق وإشتريت بابا،وفر على نفسك مراقبتك ليا.
إقترب رامى أكثر من مروه المسافه بينهم تكاد تكون معدومه،شعرت بأنفاسه القويه المتلاحقه جوار أذنها،وأخترق همسهُ أذنها حين قال:أنا لغاية دلوقتي بتعامل معاكى بأخلاق الفرسان،بس صدقينى،إنتى من نصيب رامى الزهار،وزميلك ده،إياك تانى بس ألمحه جنبك،تبقى بتكتبى نهايته.
قال رامى هذا ثم إبتعد عنها وتركها وذهب،بينما مروه شعرت ببعثره ومقت من ذالك المشوه كما سمعت عنه من أهل القريه،رغم أن وجهه ليس به أى تشوهات،لكن،رأت بعض أثار الحريق،بمعصم يديه،وأهل القريه تقول عنه أنه نجى من النيران لكن إحترق جسده وقتها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرا.
بالقطار
وقفت زينب،تستعد للنزول من القطار بأقرب محطه لتلك القريه التى تقصدها.
حين نزلت من القطار 
حملت حقيبتة ملابسها الصغيره على كتفها 
وسارت تسأل أحد الماره عن مقصدها 
أجابها أنه ليس من تلك المنطقه ولا يعرفها 
سارت تسأل أخر نفس الجواب 
حدثت نفسها هو أنا أتنقلت لمنفى ولا أيه محدش يعرف أسم القريه دى 
أما أفتح الموبيل أشوف البلد دى كده عالخريطه ولا لأ 
قبل أن تفتحه وجدت أتصالاً عليها 
نظرت للشاشه وتبسمت 
وردت على من يتصل عليها 
تبسمت حين سمعت من تقول لها 
ها دكتورتى أم لسان زالف وصلت الشرقيه ولا لسه 
ردت ببسمه: أنا وصلت للشرقيه بس القريه الى فيها المستشفى لسه واضح كده أنها مش عالخريطه يظهر نقلونى المره دى المنفى 
سمعت ضحكة والداتها قائله:علشان تتربى وتتأدبى وتمسكى لسانك بعد كده حد كان قالك سبى 
دكتور زميلك وتقولى له يا فاشل أهو الفاشل أبن أخو وزير الصحة 
أحمدى ربنا أنها جت على قد نقل بس 
ضحكت قائله:تعرفى الوزير ده غبى أنه نقلنى أصله نقلنى صحيح لقريه بس الغبى نقلنى كمديره لمستشفى وانا لسه مكملتش التلاتين عارفه ده معناه أن أى مستشفى هتنقل لها تانى هبقى فى نفس الدرجه يعنى ممكن على السنه ما تخلص تكون الوزاره أتغيرت ويخلع هو و ارجع تانى للمستشفى اللى كنت فيها وأبقى مديره على أبن أخوه ووقتها هعرفه مقامه 
يعنى الغبى نفعنى مش ضرنى وبعدين كمان هو أول مره أشتغل فى مستشفيات بعيده عن القاهره انا أخدت تكليف سنتين فى الصعيد 
فاكره 
ردت عليها:فاكره المشاكل الى كنتى بتعمليها دا لو مش خافوا عليكى يقتولك مكنوش نقلوكى من الصعيد أنتى مالك بمشاكل الناس بس الشرقيه مش زى الصعيد هاديه وبيقولوا عليهم أهل كرم رغم انى سمعت أنهم يعتبروا صعايده فى عادتهم 
سيبينا من كده أما توصلى السكن أتصلى علينا علشان نطمن عليكى 
ردت عليها:تمام يا ماما خلى بالك من بابا وبلاش تتحرشى بالراجل فى غيابى وتقولى مدرس أول علوم أه مش عاوزه أرجع ألاقكى منفوخه وتقولى لى كانت غلطه دوبت من نظرة عيونه،كفايه عندك واد وبنت على وش جواز بدل ما تجوزيهم و تشيلى ولادهم عاوزاهم هما الى يشيلوا عيالك 
ضحكت والداتها قائله:قبيحه ياريتنى ما دخلتك طب،فى أمان الله ربنا يسترك.
.....
أغلقت الهاتف ونظرت أمامها وجدت توكتوك أشارت له قائله 
لو سمحت يا أخ هو قريه الزهار دى أروحها منين 
رد سائق التوكتوك: أنا من هناك وراجع تانى أركبى أوصلك لها 
ركبت التوكتوك...وتحدثت قائله:هى القريه دى مش عالخريطه ولا أيه كل مسأل حد عليها يقولى معرفش 
رد السائق:
لا يا أبله دى البلد بتاعتنا بالذات مشهوره على مستوى المركز كله 
ردت بسخريه: أبله وماله مش مهم 
بس قولى أيه سر شهرتها بقى 
رد السائق: الزهار..دى عيله كبيره هنا دول كانوا أقطاعيين ومحدش كان بيقدر يتوقف قدامهم 
بس بقوا منقسمين من يوم 
ما رفعت بيه الزهار بقى رجع هنا وبقى له كلمه على كل الى فى البلد الكبير قبل الصغير خلاف ولاد العم بس عارفه يا أبله 
رفعت بيه ده جبار 
بس أنتى مقولتليش أنتى جايه لمين عندنا 
ردت عليه: أنا أبقى مديرة المستشفى الجديده 
دار السائق وجهه ونظر لها قائلا بتعجب: 
أيه حضرتك مديرة المستشفى 
ردت بتأكيد أيوا أنا أيه الغريب فى كده منفعش وبعدين أنتبه للطريق 
نظر السائق أمامه قائلاً: مش قصدى بس حضرتك شكلك سنك صغير قوى على مديرة مستشفى 
تبسمت قائله: لأ مش سنى صغير ولا حاجه 
وصلنى للمستشفى بقى ويبقى كتر خيرك 
تبسم السائق: امرك يا دكتوره نورتى بلدنا 
بعد دقائق 
توقف السائق قائلاً:وصلنا المستشفى أهى يا دكتوره 
نزلت من التوكتوك مبتسمه تقول شكراً لك حسابك قد أيه 
رد السائق: خليها عليا يا دكتوره 
تبسمت له قائله لأ متشكره كتر خيرك ها بقى قول قد أيه وبلاش لؤم الفلاحين ده 
ضحك السائق:لها وقال الى تجبيه منك مقبول 
وضعت حقيبة ملابسها على الأرض وأخرجت حقيبه صغيره منها وأخرجت بعض المال وأعطته للسائق الذى شكرها وذهب 
أنحنت تأخذ الحقيبه من على الأرض وأتجهت الى باب دخول المشفى 
وتفادت تلك الحُفره الضحله أمام المشفى 
لكن أتت سياره فخمه مُسرعه وداست على الحُفره 
لتلطخ مياه الحُفره على وجهها وملابسها بالكامل 
مما ضايقها لتقول بصوت عالى يا حقير يا حمار 
لم ينتبه لها سائق السياره 
لكن أقترب منها حارس المشفى قائلاً بحده:
مش تعرفى بتشتمى مين قبل ما تقفى تسبيه 
أنتى مين يا ست 
ردت بأستهزاء قائله: ويا ترى بيكون مين بقى 
رد الحارس:ده رفعت بيه الزهار 
أكبر تاجر خيول فى مصر كلها 
ردت بحده: تاجر خيول تاجر حمير مش فارقه كلهم من ذاوت الأربع زى الحقير الى سايق ده 
وأنا أبقى بقى الدكتوره 
زينب السمراوى 
مديرة المستشفى دى 
نظر لها الحارس مندهش غير مستوعب 
تبسمت بسخريه هو فى أيه كل ما أقول أنا مديرة المستشفى الى قدامى يستغرب 
واضح أن وقعت فى بلد غريبه 
ولكن لم تدرك أنها وقعت فى 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تركت زينب الحارس لذهوله ودخلت الى ذالك المشفى، أو بمعنى أدق الوحده صحيه. 
سارت بين الأروقه، لا تستعجب، فليست المره الأولى  التى تعمل بوحده صحيه، كهذه، وبالطبع تعرف طريقة العمل بمثل هذه الوحدات الصحيه، تبسمت بسخريه وهى ترى بعض الطيور تسير، بحديقة الوحده المزروعه ببعض أنواع الخضراوات الورقيه، مثل (الجرجير، البقدونس) تبسمت قائله: 
يا ترى مين  صاحبة المسئوليه عن المشروع الاقتصادى فى الوحده دى، ليه مش بتسقى الجرجير وسيباه دبلان كده،سوء تأديه عمل، يلا إستعنا عالشقى، بالله ، إنحنت تقطف عودان من الجرجير، والبقدونس، 
لكن سمعت من خلفها إمرأه تقول بتحذير: 
جرى أيه يا ابله، بتمدى إيدك على زرع الجنينه ليه، ده مصدر، رزق. 
إستقامت زينب تفرك يديها من التراب قائله  بتهكم: أبله برضوا، وماله، بقولك أيه إنتى  بتشتغلى، هنا فى الوحده دى. 
ردت المرأه: أيوه أنى تمرجيه هنا فى الوحده، والزرع اللى كنتى بتقطعى فيه ده، أنى اللى زرعاه بسترزق منه، بدل ما تمدى إيدك عليه،عاوزه منه إشترى .
ردت زينب: لأ مش عاوزه معليشى سامحينى،بس ليه سايبه الزرع عطشان،أسقيه بدل ما هو دبلان،وطالما بتشتغلى هنا فى الوحده دى،تمرجيه زى ما بتقولى ممكن تدلينى على مكتب المسؤول عن إدارة الوحده دى. 
نظرت التمرجيه لزينب بتمعن تتفحصها،وقالت:شكلك مش من بلدنا،و شنطة الهدوم الصغيره اللى فى ايدك، تقول إنك غريبه وعاوزه تأجرى سكن فى بلدنا،الجاح "طارق التقى"
هيخدمك،وهو كمان اللى ماسك إدارة الوحده،لحد ما وزارة الصحه تبعت لينا مدير جديد للوحده.
ردت زينب:تمام ودينى بقى للحاج طارق ده.
ردت التمرجيه:تعالى ورايا،شكله كده،زى حالاتنا،جايه لهنا علشان لقمة العيش،ربنا،يرزقك،بالحلال.
تبسمت زينب،بسخريه،وقالت:آمين يارب يغنينا بالحلال عن الحرام.
سارت زينب خلف تلك المرآه،التى ظلت تتحدث وتمدح أحياناً وتذم أحياناً أخرى،كانت عين زينب،تتابع أروقة الوحده،تبدوا جيده وكبيره،على قريه كهذه.
طرقت التمرجيه باب أحد الغرف،ثم دخلت بعد أن أذن لها من بالداخل.
دخلت التمرجيه وخلفها زينب،تحدثت التمرجيه: معليشى يا جاح طارق،إنى عارفه مشغولياتك،بس الأبله دى طلبت إنها تقابل اللى بيدير الوحده،شكلها.....
قطعت زينب حديثها قائله: أنا مش أبله،
أنا الدكتوره،،زينب السمراوى،المديره الجديده للوحده دى. 
تصنمت التمرجيه عينيها على زينب ،كذالك طارق،نهض واقفاً متعجباً،ينظر لها.
نظرت زينب لهم بسخريه قائله:فى أيه مالكم،هو أنا قولت  أيه يخليكم تبصولى،بالطريقه دى.
نفض طارق رأسه يبتلع ريقهُ قائلاً: حضرتك بتهزرى،طب لو كلامك صحيح،ممكن تورينى الكارنيه الطبى بتاع حضرتك.
ضحكت زينب بتهكم قائله:وماله،
قالت هذا،ووضعت الحقيبه التى بيدها على المكتب وفتحت أحد الجيوب الجانبيه وأخرجت منها،بطاقه خاصه بمزاولة مهنة الطب،وكذالك هوايتها الخاصه قائله،بنفس التهكم:
ادى الكارنيه الطبى بتاعى وكمان البطاقه الشخصيه وكمان زيادة تأكيد،إتفضل أدى قرار نقلى هنا كمديره للوحده،ممضى من وزير الصحه نفسه.  
أخذهم طارق من يدها،وقرأ مضمونهم،ونظر،لها قائلاً:آسف،بس حضرتك،يا دكتوره شكلك صغير على إنك تبقى مديره للوحده صحيه.
ردت زينب بثقه:أصلى عندى كفاءه عاليه،دلوقتي كل المطلوب منك تسلمني ادارة الوحده دى.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمضمار نادى للفروسيه شهير،كانت تجرى تلك المُهره،بعنفوان،وتقفز فوق الحواجز بمهاره عاليه،فهى مُدربه على يد خيال ماهر،يجلس بثقه وهدوء يُشاهد بعين الآخرين،الإنبهار،بقوة وعنفوان ومرونة تلك المُهره.
بعد مُضى وقت،تحدث أحد الجالسين،وما هو الأ رجُل أعمال خليجي شهير:
تلك المُهره،تُشبه مُهره يوماً،رأيت مثلها لدى والداك الراحل،يا "سيد رفعت"،تمنيت شرائها وقتها،لكن لم يمهلنى القدر وقتها،كنتُ مررت ،بوعكه صحيه،لكن اليوم،لن أتخلى عن إمتلاك تلك المُهره،وبالثمن الذى تريده،دون فِصال.
تبسم رفعت بمجامله قائلاً:هى هديه منى لك  ،لا تُقدر بثمن،هى من سُلاله تلك المُهره التى،رأيتها يوماً،لدى والدى لقد حافظت على تلك السُلاله بمزرعه خاصه،ولدى العديد من نسلها،لكن بالطبع ليسوا مدربين مثل تلك المُهره،هم طوع الترويض والتدريب.
تبسم رجُل الأعمال قائلاً:
إذن لن يكون هذا هو التعامل الأول بيننا،سأشترى هذه المُهره لى،لكن أريد مُهره أخرى مثلها،كهديه لصديق لى يعيش باكنجهام بإنجلترا،يهوى الخيول الأصيله،سأرسل له فيديو خاص لتلك المُهره،وسيُجن حين يرى مهاراتها وقوتها.
قال الرجل هذا وأخرج هاتفه،وقام بضرب بعض الارقام ثم إنتظر قليلاً،الى أن آتتهُ رساله على هاتفه.
تبسم ل رفعت قائلاً:لقد تم تحويل مبلغ مالى،بقيمة تلك المُهره لحسابك الخاص،بإمكانك التأكد من ذالك، بالأتصال عبر الهاتف،بالبنك، الذى قولت سابقاً أنك تتعامل معه.
تبسم رفعت ورد بحنكة تاجر:كلمتُك،لديا ثقه مبارك عليك المُهره،وسأسعى سريعاً لترويض مُهره أخرى،كى تصبح أقوى من تلك المُهره،حتى تهاديها لصديقك الإنجليزى فى أقرب وقت. 
قال رفعت هذا وتبسم هو ظفر بالصفقه التى كان على يقين أنه سيفوز بها بفضل تلك المُهره التى عكف على تدريبها فى الأشهور الأخيره.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقت غروب الشمس،بمنزل هاشم الزهار.
كانت مُهره تجلس بشرفه كبيره بالمنزل تُطل على حديقة المنزل،تتطلع لغروب الشمس التى تختفى وتُخلف،خلفها ظلاماً رويداً رويداً شردت مُهره بالغروب،هى قديماً كانوا ينعتوها بالمُهره الذهبيه ل عائلة الزهار،لكن كما يقولون،لاشئ يبقى على حاله،هى أصبحت مثل تلك الشمس التى تغروب،هل هى الآخرى رونق ذهبيتها أصبح ينطفئ...
قبل دقيقه واحده
سأل وسيم إحدى الشغالات عن مكان خالته"مُهره" فدلته على مكان جلوسها،بالشرفه المُطله على حديقة المنزل،
ذهب الى مكان جلوسها،
تبسم حين رأى نسمات الهواء الربيعى تُداعب خُصلات شعرها الغجرى الطويل الذى يمزج بين اللونين الذهبى والكستنائى،مع منظر غروب الشمس تُعطيها هاله من الجمال،لوحه فنيه لطبيعه ناعمه 
تحدث بمديح:
لو كنت رسام كنت رسمتلك لوحه فنيه،تساوى ملايين،وتسُر العيون،مُهره وجدايلها الغجريه مع منظر غروب الشمس خلفها تسحر.
إستدارت مُهره تنظر ل وسيم مبتسمه بغصه وقالت: الجدايل الغجريه،خلاص صابها الشيب،والغروب خلاص ساب الظلام يدخل .
نظر وسيم لها بتعجب قائلاً:شيب أيه اللى صابها،واضح إن المرايه اللى بتقفى قدامها،إزازها عتم وعاوز يتغير،وحتى إن الشمس غابت فى قمر هيشق الضلمه مكانها.
شعرت مُهره بحسره لكن أخفتها وتبسمت قائله:بلاش بكش،وقولى،هو إختلاف الوقت بينا وبين إنجلترا،لسه مأثر عليك ولا أيه،من وقت ما رجعت من الجامعه نايم،فكرتك مش هتصحى غير عالعشا.
تبسم وسيم يقول:لأ مش فرق التوقيت،أنا كنت مرهق من بعد ما رجعت من الجامعه،خلصت أوراق رجوعى للجامعه وكمان،دخلت محاضره،ومكنتش نمت كويس إمبارح.
تبسمت مهره بخبث قائله:وأيه اللى طير النوم من عينيك إمبارح،قولى لو الموضوع فيه بنت،حلوه.
تبسم وسيم قائلاً: أنا مشوفتش أجمل منك يا مُهرة الزهار،وقلة نومى،ممكن  بسبب تغيير المكان،بلس إرهاق السفر،مش أكتر.
تبسمت مهره لكن قبل ان تتحدث،آتت إحدى الشغالات قائله:
مدام مُهره انا رايحه للصيدليه أجيب لحضرتك الدوا،تؤمُرينى بحاجه تانيه.
إنخص وسيم واقترب من مهره قائلاً:مالك خير،بتشتكى من أيه.
تبسمت مهره:خير يا حبيبى،هو شويةإرتفاع فى الضغط وصداع مش أكتر.
نظر لها وسيم قائلاً:طب وايه سبب إن ضغطك مرتفع،وكمان سبب الصداع،لازم تعملى إتشيك آب كامل.
ردت مهره:أنا عملت إتشيك آب كامل وكانت نتيجتهُ كويسه،بس بحاول أظبط الضغط مع الوقت،واكيد الصداع من الضغط،ومع الوقت هيروح.
تبسم وسيم قائلاً:إنشاء الله انا،رجعت وكل شئ هيتظبط،ودلوقتى هاتى الروشته انا اللى هروح للصيدليه أجيب العلاج.
تبسمت مهره قائله:ليه،إنصاف هتجيبه وتجى،وخليك مرتاح.
رد وسيم:بالعكس انا عاوز إتمشى شويه فى البلد من سنين مجتش هنا،عاوز أشوف قد ايه البلد إتغيرت.
تبسمت مهره قائله:براحتك بس متغبش علشان نتعشى سوا.
تبسم وسيم،وأخذ الروشته وغادر.
تنهدت مهره،براحه،قائله:كنت مستنياك ترجع،يا وسيم،علشان ترجعلى الحياه.
******
بعد دقائق
بأحد صيدليات البلده
تبسمت تلك الصيدلانيه قائله:
مش عارفه سبب لكسوفك ده،يا مروه،فى بنات كتير بيجوا بنفسهم يشتروا،المستلزمات النسائيه دى من الصيدلى اللى بيقف فى الصيدليه،،مش عيب.
تبسمت مروه قائله:بس انا بنكسف بصراحه،كويس إنى لحقتك قبل الصيدلى ما يجى يستلم وردية الليل،وياريت تحطيلى الحاجات دى فى كيس أسود.
تبسمت الصيدلانيه لها،وذهبت تاتى لها بما تريده من مستلزمات خاصه للنساء،ووضعتها بكيس بلاستيكى أسود،ووقفن يتحدثن معاً،
لبضع دقائق،قبل ان يدخل ذالك الزائر 
يُلقى السلام.
رددن عليه السلام.
نظرت مروه للصيدلانيه قائله:همشى انا بقى زمان ماما إستغيبتنى.
تبسمت لها الصيدلانيه قائله:إبقى سلميلى عليها.
أثناء إستدارة مروه للمغادره دون إنتباه منها،صدمت بذالك الشاب،لسوء حظها،وقع منها ذالك الكيس الذى كان بيدها،ووقع بعض من  محتوياتهُ أرضاً،
إنحنى الشاب،وساعدها بجمع المحتويات،لكن ربما لسوء حظهُ هو الآخر رفع وجهه،ينظر لها كى يعتذر،تلجم لسانه،ينظر لها مُنبهراً،بتلك الجميله،التى وجهها أشبه بتفاحه طازجه،كان وجهها أحمر خجلاً،جمعت ما وقع ووضعته بعشوائيه بالكيس،وإستقامت، وكادت ان تغادر الصيدليه،لولا نداء الصيدالانيه لها قائله:
مروه نسيتى الباقى.
إرتبكت مروه وردت بخجل:خليه وهجيلك مره تانيه نبقى نتحاسب.
تبسمت الصيدلانيه،وقالت:أؤمر حضرتك.
لم ينتبه لحديث الصيدلانيه له،الأ حين قالت مره أخرى بصوت أعلى:
أؤمر حضرتك.
إنتبه أنه مازال جاثى،فنهض وقال:ممكن تصرفيلى الدوا اللى فى الروشته دى.
أخدت من يدهُ الروشته،وقالت:
حضرتك تقرب لمدام مُهره الزهار.
رد عليها قائلاً:أيوا أنا إبن أختها،بس بتسألى ليه؟
ردت الصيدلانيه:مفيش أصل الروشته دايماً إنصاف الشعاله عندها هى اللى بتيجى تصرفها،وحضرتك بشوفك لاول مره وواضح من هندامك إن مش من الشغالين عندها.
تبسم وسيم يقول: هو ممكن أسألك سؤال،هى مين البنت اللى مشيت دى؟
ردت عليه بأختصار:دى مروه.
رد عليها وسيم:ما انا سمعتك قولتى إسمها،بس هى تبقى بنت مين؟
ردت الصيدلانيه:دى بنت صفوان منسى،باباها بيشتغل سايس فى مزرعة ولاد رضوان الزهار.
تبسم وسيم ولم ينتبه لقول الصيدلانيه له:مدام مهره لازم تخف من الادويه دى مع الوقت ممكن تدمنها،وليها تأثير مش لطيف عالمخ.
لكن وسيم كان شاردًا،بتلك الجميله،،مروه،لم ينتبه الا حين قالت الصيدلانيه:
إتفضل الدوا حضرتك.
إنتبه قائلاً:سعر الدوا قد أيه.
قالت له الصيدلانيه سهر الدواء،فأعطاهُ لها ثم غادر الصيدليه،وقف أمامها لثوانى عيناه على الطريق ربما يلمح طيف هذه الجميله،لكن إختفت،لكن لا بأس هو يعلم إسمها وكما يقولون،من يسأل لا يتوه عن بداية طريق القلب.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بالمسكن الخاص بالاطباء لتلك الوحده الصحيه،وهو عباره عن منزل يقع خلف ظهر مبنى الوحده نفسها مكون من ثلاث طوابق،بالطابق الثانى،
جلست زينب على أحد الأرائك،وأضجعت بظهرها،وقامت بالرد على مكالمة الفيديوعلى هاتفها قائله بمرح:
بابا حبيبى،وحشتنى قوى،اوعى تكون ماما بتتحرش بيك،وساكت،إنزل أعمل لها محضر عدم تعرض فى القسم.
تبسمت حين سمعت و رأت وجه  والداتها تقول:وانا اللى زعلانه وبقول الشقه ملهاش حس من غير زينب ومجد،انا ماليش غير إبنى مجد،إنما إنتى بنت باباكِ.
تبسم صفوت قائلاً:خلاص بقى،إنتم عاملين زى توم جيرى،ها يا زوزو،عملتى أيه.
ردت زينب:إستلمت الشغل،لو تشوف ذهول الموظفين هنا  لما قولت لهم إنى مديرة الوحده الجديده،مش مصدقين،بس الاغرب بقى الوحده دى كبيره دى تعتبر مستشفى،يلا ربنا يسهل،ودلوقتى انا فى السكن الملحق بالوحده دى،شقه تلات أوض وصاله ومطبخ وحمام،سوبر لوكس.
تهكمت هاله قائله:سوبر لوكس،يا بيئه،كويس يعنى احسن من خدمتك فى الصعيد،الشرقيه هاديه،بس إنتى مش هاديه،أى مكان تروحى له بركاتك بتحل عليه،بلاش افعالك الشرسه،المره الجايه هينقلوكى للمنفى.
ضحكت زينب قائله:لأ انا  بعد ما خدت لفه فى الوحده دى عجبتنى،وناويه إنشاء الله أفضل فيها كم سنه كده قبل ما أخربها.
ضحك مجد وكذالك هاله.
تحدثت زينب:يلا بقى انا هلكانه طول اليوم هدخل أخد شاور،أنام،أسكتى،يا ماما مش لقيت كمان فى الحمام،بانيو،وميه،سُخنه وساقعه،لأ الوحدات الصحيه إتطورت،يلا بقى هكلمكم بكره،ودلوقتى هقوم إتنقع فى البانيو شويه أفُك عضمى.
تبسمت هاله قائله:بالسلامه،ربنا يصونك ويسترك.
أغلقت زينب الهاتف،ونهضت تتجه ناحية ذالك الشباك الزحاجى بردهة الشقه،السماء صافيه،لكن،بها بعض النجوم القليله،فالطقس مازال فى منتصف الربيع،وهنالك قمر يبزوغ من بعيد،تراه من خلف هذا المبنى العالى القريب من الوحده  الصحيه،الذى يُشبه الحِصن همست قائله:
يجوا بتوع السينما والتلفزيون يشوفوا،بيوت الأرياف،اللى عمارات هندسيه،مش زى ما بيجبوها فى الأفلام والمسلسلات،بيوت هلكانه وعِشش،يلا أهم بسترزقوا من وهم الناس.
بينما بالقاهره.
اغلق صفوت الهاتف،ونظر لهاله قائلاً:
إطمنتى خلاص،أهى شكلها،مبسوطه.
ردت هاله:هى مبسوطه،بس انا مش مبسوطه،أنا بفضل قلقانه عليها،زينب،شرسه وبتورط نفسها فى مشاكل،بسبب شرستها اللى بتظهرها،رغم إنها أضعف ما يكون،أنا لسه فاكره،لما كان عمرها إتناشر سنه،وكان شكلها بتموت بين إيديا.
نظر لها صفوت قائلاً:وأنا كمان لسه فاكر منظرها ده،مش بيروح من ذاكرتى،فاكر كمان الدعاء اللى قولتيه وقتها،يارب نجيها،حتى لو هتعيش بعيد عنى أنا،راضيه بس تعيش،وأسمع صوتها حتى لو من بعيد.
ردت هاله:زى ما يكون الدعوه إستجابت،وبعدت عنى،من اول ما راحت عاشت مع عمتك،فى الفيوم ،وبعدها،دخلت طب هناك،حتى لما إتخرجت من الطب،كان تكليفها فى الصعيد،وحتى لما قولت خلاص هينتهى الفراق بينا،وجت للقاهره طولت لسانها على زميلها،نحمد ربنا انها جت على قد نقلها بس،حتى مجد كمان شُغله فى جبل عتاقه،زى ما يكون مكتوب علينا نبقى لوحدنا،شوف إمبارح كانت زينب ومجد هنا معانا،والبيت كنت تحس فيه بالدفا،النهارده لما مشيوا الاتنين حاسه إن البيت بقى متلج،،،أه نسيت اقولك الست اللى ساكنه فى الشقه اللى قصادنا،بتقول هتبيع الشقه وتسافر لاهلها البلد،وقالتلى انها ممكن تاخد تمنها على اقساط، أنا هقول،ل مجد يشترى الشقه دى ويقسط حقها من مرتبه،وأهو تنفعه لما يتجوز،يبقى قصادنا.
تبسم صفوت وهو يضم هاله يقول:حبيبتى،دى سنه الحياه،هما كمان لهم حياتهم ولازم نتقبلها ونتمنى لهم الخير.
، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد أفخم فنادق القاهره 
بعد أن أتم رفعت تلك الصفقه بالسعر  المُربح الذى طلبه،صعد الى الغرفه المحجوزه له بالفندق المُعتاد على إرتيادهُ حين يكون بالقاهره،رمى بجسده على الفراش،مُغمض العين،رغم أنه أصبح له هو أخيه أسمً بارزاً بين أشهر تُجار الخيول، بمصر،بل بالمنطقه العربيه ويسعى للأفضل،لكن لا يشعر بلذة ذالك،هو فقد الأحساس،باللذه،منذ ليلة ذالك الحريق،لم يقفد والدايه وأخته فقط،بل فقط معهم روح الفارس،وإكتسب روح شريره لديها نزعه إنتقاميه،لازمت أحلامه،هو الى الآن يكبت نيران غضبه ، كآنه يضع شريط لاصق ليس فقط على عقله،بل على قلبهُ أيضاً
لو نزع هذا الاصق،سيحرق كل شئ بلحظه،لكن مهلاً،فكما يقولون،خسارة المال،تشبه خسارة الأبناء،فى حُرقتها.
أخرجهُ من غليان عقلهُ بنيران الماضى،
صوت رنين هاتفه،هو يعلم من يتصل عليه،
لكن للأسف أخطأ العِلم هذه المره،فالمتصل شخص آخر،تنهد ببسمه،وكان ردهُ على المتصل مختصر:،بعد دقايق هكون عندكِ.
وبالفعل بعد دقائق،كان يجلس بذالك الملهى الليلى،يُمسك بيديه ذالك الكأس،يحتسى منه،برويه،هو لا يهوى إحتساء الخمور،لكن من حين لأخر حين يكون هنا،لا مانع من كأس واحد.
لكن هذه المره،أثناء رفعه للكأس،كى يحتسى منه،تحول لون الكأس،لنيران،ورأى تلك الفتاه،
فجأه شعر،بسخونه الكاس بين يده،وضعه على المنضده أمامه،وتلفت حوله،أتلك الفتاه موجوده هنا،بذالك المكان المُدنس،بكل الخطايا،لا أغمض عينيه،طيف الحلم آتى الى خياله،ومعه تلك الفتاه،ميز بها شئ واحد هو أن فوق رأسها،وشاحً.
فاق من شروده،على تلك الزهره التى إرتطمت بيدهُ
فتح عيناها ونظر أمامه،يرى من ألقى عليه الزهره،إنها تلك الحسناء التى تتمايل على مسرح الملهى،لم تكتفى فقط بألقاء الزهره عليه،بل بعثت له قُبلات فى الهواء بيديها،تبسم لها بترحيب.
بعد قليل كانت تقف امامه بعد ان انهت وصلة رقصها،تحدثت بنهجان وهى تدنو منه تتحدث بدلع وإثاره:
رفعت باشا الزهار،مش من مقامه يقعد بين السكارى،هستناك ياباشا قدام باب الكباريه،بعد ربع ساعه،أغير بس البدله.
تبسم لها بموافقه.
بعد قليل بشقه بكومباوند راقى،كانت تلك الفتاه،تتمايل بجسدها أمامه،تتفنن فى إثارتهُ سواء كان بزيها الذى يكاد لا يستر شئ بجسدها، وتمايل بجسدها بحركات مثيره، لكن هو كان عقلهُ شارد،لم يكن ينتبه لها،الى أن جلست الى جوارهّ تنهج تُعطيه كأساً قائله:مالك،يا رفعت،شكلك مش معايا، أنا مصدقتش نفسى لما عرفت إنك هنا فى القاهره،وإتصلت عليك،يعنى لو مش عرفت بالصدفه مكنتش هتعبرنى،دا أنا "لميس،" ولا نسيت أيامنا اللى قضيناها سوا قبل كده،تؤتؤ أزعل،وزعلى مش حلو.
تبسم رفعت ينفض عن رأسه التفكير قائلاً:
وأنا مِلك إيدكِ عاوزك تنسينى الدنيا،معاكِ اسبوع بحاله،بس نمضى الورقه العرفى الأول،وأكيد البادى جارد هنا هيشهدوا.
زامت الراقصه بشفتيها قائله:ولزمته أيه الورقه العرفى،كده كده،بعد أسبوع هتسيبنى وتمشى وترجع للشرقيه تانى،ومتجيش هنا غير صدف.
تبسم قائلاً: علشان يبقى كله بالحلال،لو مش موافقه بلاها من أولها،وأعملى حسابك الأسبوع ده كله هتبقى ليا لوحدي،لحد ماننهى مدة العقد العرفى،اللى بينا.
نظرت له قائله:برضوا هتحدد مدة العقد  العرفى،زى المره اللى فاتت،وبعدها هطلقنى،بس كده هتبقى الطلقه التالته بينا بعدها مش هينفع نتجوز من تانى.
ضحك ساخراً يقول:عاوزه تفهمينى إنى انا الوحيد اللى إتجوزتيه،أنا مش ساذج،ولا عبيط،أنتِ عارفه نظامى،موافقه،كان بها،مش موافقه،أقوم أرجع الاوتيل اللى أنا نازل فيه أو أشوفلى واحده تانيه،أقضى معاها الأسبوع ده.....
قال رفعت هذا وكان سينهض،لولا أنا تشبثت به الراقصه سريعاً قائله بدلع ومياصه:عارف غلاوتك عندى،يا باشا مقدرش منفذش اللى قولت عليه،هنادى على عجلين من بتوع الحراسه يمضوا عالعقد العرفى اللى بينا.
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة وسيم.
جافى النوم مضجعهُ 
لا يعرف سبب لذالك،هو كان مُرهق،وظن أنه سيستلم للنوم سريعاً،لكن لا يعرف سبب لسُهادهُ،ازاح الغطاء من عليه ونهض من على الفراش،توجه الى ذالك الشباك بالغرفه،أزاح من عليه الستائر التى تمنع ضوء القمر عن الغرفه،رفع رأسه ينظر الى ذالك القمر الأحدب،أغمض عينيه جاءت الى خياله،تلك الجميله التى تصادم معاها بالصيدليه،همس قائلاً:مروه صفوان المنسى.
...  ......
هنالك آخر،يسهد لياليه،ليست الليله فقط،كان يضجع بظهره على مقعد هزازبغرفته،يفتح باب الشُرفة،تدخل نسمات بارده قليلاً،لكن بالنسبه لحرارة قلبه هى نار مُشتعله،يُفكر،بطريقه يجعل بها تلك العنيده التى ترفض عشقهُ،حاول وحاول التقرب منها أنسيت ماضيهم حين كانوا أطفالاً،هى قالتها له صريحه،لن اتزوج من رجُل والدى لديه خادم،هى تعلم أنه لا يعتبر والداها خادماً لديه،هو عاله يتحملهُ من أجلها فقط،لو كان بيدهُ لما غصب على اخيه تحملهُ،لكن هى لا تتفهم ذالك،لابد لهذا من نهايه،أصبح قلب الفارس يآن من غرام معشوقة الطفوله العنيده.
..***
نهض رفعت من جوار تلك الراقصه،وإرتدى مئزر عليه وترك الغرفه،وذهب الى ردهة تلك الشقه،شباك زجاجى مُعتم،فتحه،ونظر،من خلفه،لأضواء مدينه القاهره،تبسم ساخراً من نفسه يقول:جوه ضلمه وبره نور،بس إنت اللى جواك،يا رفعت ضلمة دخان حريق،مبسوط بحياتك كده،عارف اللى بتعمله ده حرام،ليه بتعمله،حياة المجون دى،نهايتها أيه.
فجأه 
سطع نور قوى بعين رفعت،فأعمض عينيه  آتى ذالك الحلم وتلك الفتاه الى خيالهُ،فتح عينيه سريعاً،يهمس :
حتة بنت متعرفش هى مين خير ولا شر، بتجيلك فى الأحلام،بقت مخلياك مجنون،ومش بتفكر غير فيها،فوق يا رفعت،أنت قدامك طريق الله أعلم بنهايته،يا حارق،يا محروق مع اللى حروقوا قلبك فى الماضى.
........***
بدأ القمر يرحل من السماء،يترك لنور النهار  مساحه كى تستطع الشمس
بقرية الزهار.
على طريق ترابى موازى لمجرى مائى(ترعه)
كان رامى يجرى بفرسهِ يُصارع هواء البدريه بيوم ربيعى،كان ينفث عن مكنون قلبه للنسمه،عل نسيمها يزيح من قلبه عتمة التفكير فى جميلته،التى تعتقد  أنه وحشاً.
على الضفه الاخرى ل نفس المجرى المائى 
كان وسيم يمتطى حصانً  هو الأخر،يستنشق هواء إفتقده منذ سنوات غيبته عن تلك البلده.
لمح الأثنين كل منهم الآخر،تحدثا لبعضهما،بنفس اللحظه..
إبن الشامى،،إبن الزهار.
تبسم الأثنان.
تحدث رامى:إمتى،رجعت للبلد يا إبن الشامى،وإزاى معرفش.
رد وسيم:رجعت من يومين،ياإبن الزهار،وإزاى متعرفش علشان تعرف،إنك مش متابع أخبار عدوك.
تبسم رامى قائلاً:أنا عينى فى قلب عدوى،قال رامى هذا،وضرب الفرس،ليجرى بسرعه.
كذالك فعل وسيم،بفرسهِ.
جرى الاثنان على ضفاف المجرى المائى بالمقابل لبعضهم،كانوا يتسابقون 
الى أن وصلوا،الى طريق واحد،صَهلت خيولهم وهم يقفون أمام بعضهم.
بسرعه نزل الاثنين من على خيولهم،نظرا الأثنين لبعضهما بغيظ دفين،
تحدث وسيم:أنا وصلت لهنا قبلك،يا إبن الزهار،أنا دايماً بوصل الأول.
سخر رامى قائلاً:أنا اللى سيبتك توصل قبلى علشان تكون فى إنتظارى على ماأوصل براحتى،يا إبن الشامى،ومش مهم إنك توصل الأول الأهم إنك توصل لهدفك .
رد وسيم:مغرور كعادة ولاد الزهار.
رد رامى:متسرع كعادة عمى موسى الشامى،ومتنساش نصك اللى من الزهار.
فجأه تبسم الأثنين وإقتربا من بعضهما وعانقا بعضهما،بود.
ثم جلسا تحت جذع أحد الشجرات.
تحدث رامى:رجعت لهنا إمتى،وإزاى مقولتليش فى آخر مكالمه بينا.
رد وسيم:لو كنت بتشوف رسايل تليفونك،كنت عرفت إنى بعت لك خبر إنى راجع،بس تقول إيه،عقلك مشغول.
تبسم رامى يقول:بس أنا موصلنيش اى رسايل منك،متأكد إنك بعتها.
رد وسيم:متأكد إنى مبعتش الرساله،بس كتبتها،ومأرسلتهاش كنت عاوز أشوف المفاجأة على وشك لما تشوفنى فى وشك،لسه عندك هواية الجرى بالخيل بعد الفجر فاكر سباقتنا سوا قبل كده.
تبسم رامى قائلاً:فاكرها،بس مكنش فيها لاكسبان ولا خسران،قولى ناويت تستقر ولا لسه هترجع لندن تانى.
رد وسيم:لأ إطمن على قلبك،يا أبن الزهار خلاص اخدت الدكتوراه ورجعتلك.
تبسم رامى ونهض قائلاً:تمام ياإبن الشامى،طالما كده يبقى لينا لقاءات جايه،لازم أرجع للمزرعه،وفى يوم هدعيك للمزرعه أهو أكسب فيك ثواب،وآخد منك إستشاره يا دكتور الحيوانات.
تبسم وسيم قائلاً:الحال من بعضة،ناسى إنك خريج علوم قسم حيوان،عالأقل أنا دكتور فى الجامعه،بص لنفسك إنت،بقيت زى 
(الكاو بوى)"رعاة البقر" 
تبسم رامى وهو يمتطى حصانهُ قائلاً:إنت اللى "بقر"،طول عمرك ،فاكر زمان كانوا بيقولوا علينا أيه فى المدرسه.
تبسم وسيم قائلاً:فاكر يا أبن الزهار.
نطق الأثنان بنفس اللحظه: كانوا بيقولوا علينا،،،،الأخوه الأعداء.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بمنزل فاديه 
مع صياح أحد الديوك التى تقوم بتربيتها فوق سطح المنزل،نهضت من النوم،توضأت وصلت الفجر،ثم صعدت الى السطح،وضعت لذالك السرب من الطيور الخاص بها المنوعه(بط،أوز،دجاج،حمام)  الطعام،وكذالك فعلت مع الأرانب،ثم نزلت مره أخرى الى الدور الأسفل،دخلت الى المطبخ،وبدأت بإعداد طعام الفطور،للمدعو زوجها،وأيضاً بناتها.
فوجئت بمن آتت خلفها تحتضنها وقالت:صباح الخير،يا أحلى ماما.
تبسمت فاديه بخضه قائله:صباح الفل،يا مروه،أيه صحاكى بدرى كده لسه وقت على الباص بتاع المدرسه اللى بتشتغلى فيها على ما يجى للبلد.
تبسمت مروه قائله:حبيت أساعدك وأحضر معاكى الفطور لأخواتى.
تبسمت فاديه قائله:عقبال ما أجهزلك فطور الصباحيه ليكى ولاخواتك وإنتم فى بيت اللى يصونكم،يارب.
تبسمت مروه قائله:لسه بدرى يا ماما،بعدين إنتى زهقتى مننا ولا أيه.
تبسمت فاديه قائله:عمرى ما أزهق منكم إنتم بنات عمرى،اللى شقيت عليهم،بس دى سنة الحياه،أى بنت مسيرها لبيت جوزها اللى يصونها،يهنيها.
تبسمت مروه قائله:وانا بحبك ومش عاوزه أسيبك.
تبسمت فاديه قائله:هسألك سؤال يا مروه وجاوبى عليا بصراحه،،إنتى ليه مش موافقه على رامى الزهار،مع إنه إتقدملك أكتر من مره،ومتقوليش إنهم بيقولوا عليه جسمه إتحرق بقى شبه المسخ،من إمتى الشكل كان بيفرق معاكى،أنا فاكره لما كنتم صغيرين كنتم بتحبوا تلعبوا مع بعض،وكنتى بتقولى،لما أكبر هتجوز رامى.
تبسمت مروه بغصه قائله:أهو قولتى لما كنا صغيرين،يعنى كلام عيال صغيره،مش يمكن ده تفكير رامى،إن جوازنا لعب عيال،وشويه ويزهق منى ويدور على غيرى،إنسى يا ماما اللى إتقال زمان،خلينا فى دلوقتي،وفى الحقيقه،مش يمكن أكون لعبة من الماضى شبطان فيها إبن الزهار،ولما يوصل ليها يكسرها،وبعدين أنا الحمد لله مش مغصوبه اوافق عليه،عندى شغلى فى المدرسه الخاصه اللى بشتغل فيها مضيت معاهم عقد بخمس سنين لو فسخوه هيدفعولى مبلغ محترم ولو فسخته أنا هدفع لهم خمسين ألف جنيه وأنا مش ناويه أفسخ تعاقدى معاهم،أنا مصدقت أشتغل فى حضانة مدرسه محترمه،ودوليه وليها إسمها.
تبسمت فاديه قائله:ربنا يوفقك،يلا خدى الاكل اللى جهزته ده،ورحى حطيه عالطبليه،وأدخلى صحى أخواتك.
تبسمت مروه،وأخذت بعض الأطباق،بيدها،وذهبت الى ردهة المنزل،وقامت بوضع الطعام على منضده صغيره،وجدت أن المكان مُظلم بعض الشئ،فذهبت الى ذالك الشباك وقامت بفتح قفله،وفتحته على مصراعيه،ليدخل نسمة هواء عليل الى المكان،لكن تفاجئت بصهيل،ذالك الحصان،وبسمة من يمتطيه،وإشارته لها،بالسلام وإلقاء الصباح عليها ثم غادر مُسرعاً.
وضعت يدها على موضع قلبها خشية أن يخرج قلبها خلف ذالك الفارس،التى لا ترفضهُ بكذبة أنه مشوه،لاااا،بل خوفاً من أن تفقد غلاوة،الجزء الباقى من الماضى.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور  عشر أيام
صباحاً
بمنزل هاشم الزهار
كان يجلس على طاولة الطعام وحده يتناول فطورهُ،يستمع الى قول ذالك العامل لديه وهو يُخبرهُ بما يجرى فى البلده.
تحدث هاشم قائلاً: يعنى ولاد  رضوان الزهار الأتنين بقالهم أكتر من أسبوع مش فى البلد   لسه مرجعوش، واحد فى القاهره والتانى فى إسكندريه ومعاه جدته أم أمه،غريبه الإتنين يسيبوا المزرعه فى نفس الوقت،أكيد فى سبب.
رد العامل:لا سبب ولا حاجه يا هاشم بيه،رفعت بيه كتير بيسافر لمصر  وبيفضل لأيام من فتره للتانيه،ورامى بيه جدته طلبت تزور قبر المرحوم جوزها فى إسكندريه وهو راح معاها والجو الايام دى حلو يمكن عجبه،بس البلد بقى ملهاش سيره غير الدكتوره اللى جت جديده للوحده الصحيه،بيقولوا شديده وماسكه عالموظفين والدكاتره،ومش عارفين يزوغوا منها زى ما كانوا بيعملوا،حتى فى أوقات النبطشيات بتاع بالليل بيقولوا بتفضل فى الوحده،لوقت متأخر.
تبسم هاشم قائلاً:تلاقيها حابه تعمل منظر بس فى الأول ومع الأيام هتتعود وتبقى زى المديرين اللى قبلها،تلاقيها دكتوره قربت عالستين،وجايه هنا تشغل وقتها بعد ما كبرت قبل ما تطلع معاش.
رد العامل:لأ يا هاشم بيه،دى دكتوره صغيره أنا شوفتها،دى شكلها مكملتش تلاتين سنه،غير بيقولوا عذبه ومش متجوزه.
تعجب هاشم ووضع سبابته على فمه بتفكير،قائلاً:بتقول مكملتش التلاتين ومش متجوزه،طب جايه هنا ليه،يمكن مش حلوه.
رد العامل:لأ كمان دى حلوه قوى.
تعجب هاشم:كمان حلوه قوى،لأ بقى لازم أشوفها بنفسى،وأقدم لها خدماتى.
فى ذالك الأثناء،دخلت مُهره،الى غرفة السفره،
نظر هاشم للعامل قائلاً:روح إنت شوف شُغلك دلوقتى. 
سمع العامل أمر هاشم له،وأثناء خروجه إنحنى ل مُهره،التى تجاهلته،وتوجهت الى مكانها بالسفره وجلست،وبدأت تتناول فطورها فى صمت.
تنحنح هاشم قائلاً:أيه مفيش صباح الخير.
ردت مُهره بتهكم:صباح الخير،غريبه إنك بتفطر هنا فى السفره النهارده بقالك مده،كنت بتفطر فى مزرعة الخيل،بس شايفه مفرقش هنا عن مزرعة الخيل،الخدام بتاعك كان جنبك،يا ترى أخدت منه أخبار البلد والناس اللى فيها وشاغلين تفكيرك طول الوقت.
رد هاشم بتعالى:أنا مفيش حد فى مستوى إنه يشغل تفكيرى،وأيه يضايقك إن أفطر هنا،النهارده،ناسيه إن البيت ده بيتى،ولا خلاص إبن الشامى،نساكى مين اللى له الحق يقعد على رأس السفره دى .
ردت عليه:إبن الشامى له هنا حق مش لقيط،يا هاشم،متنساش أن له تلث البيت ده وكمان تلت المزرعه اللى إنت بتدير شؤنها،وبسهوله يبقى تحت إيديهُ تلتين كل ده،لو ضميت نصيبى لنصيبه من المرحومة "حسناء" مامته.
نظر هاشم لها بنظره ساحقه،مُهره بدأت تستعيد قوتها مره أخرى بعد عودة ذالك المدعو وسيم الشامى.
نهض هاشم،
أقترب من مكان جلوس مُهره وإنحنى وهمس جوار أذنها يبُخ سُمه الى قلبها:مش فاضى للتُرهات اللى بتقوليها يا مُهره،أصلى مش زى فرسة الحكومه لما بتعجز وخلاص ميبقاش منها أمل،يا بتتركن بجنب،يا بتطلب الرحمه،مش بتستقوى بوريث غيرها.
إستقام هاشم،،لكن  قبل أن يغادر الغرفه تصادم على باب الغرفه مع وسيم الذى قال:صباح الخير.
تنحى هاشم  جانباً الى أن دخل وسيم للغرفه ورد بسخريه:أهلاً بالوريث.
ثم غادر.
تعجب وسيم من قول هاشم،وقال هو يقف أمام طاولة الفطور:خالى هاشم قصده أيه،بالوريث.
تعلثمت مُهره قائله!مفيش يلا خلينا نفطر سوا.
رد وسيم:لأ أنا صحيت من بعد الفجر،جريت شويه بالفرسه،وفطرت بعدها،وكمان عندى محاضره كمان ساعتين،لازم أمشى،أنا كنت جاى أصبح عليكِ يا أجمل مُهره.
تبسمت مُهره بغصه،هذا يقول عليها جميله والآخر الذى تحملت قسوته،ونست أنها كانت أنثى بريه صعبة الترويض،لكن سقطت بعشق خيال مخادع،ليس فقط مُخادع،بل عقيم،تحملت عُقمهُ ونست أمومتها التى ليست مفقوده عوضتها ب "وسيم" التى أكملت تربيته بعد وفاة أختها.
إنحنى وسيم وقبل رأس مُهره قائلاً:لازم أمشى،علشان الوقت،أشوفك المسا.
تبسمت له  وهو يغادر،مازال معنى حديث هاشم برأسها،أصبح يعايرها أنها أصابها الكِبر،لم تعد تلك المرآه،فالمرأه تفقد أنوثتها حتى إن كانت أجمل الجميلات  مع  بلوغها "سن اليأس" وإنقطاع الحيض".
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل والد مروه.
صحوت هبه وليلى،ومروه رغم أنها مستيقظه لكن لم تنهض من على الفراش تشعر بكسل،أو خمول لا تريد القيام ولا الذهاب الى أى مكان،فقط تريد البقاء بالفراش لديها حالة ملل.
غمزن هبه وليلى لبعضهن،أن يُغلسن على ليلى التى تتكاسل عن النهوض من على الفراش منذ عدة  أيام،ذهبن الى فراشها،وبدأن بالتلقيح عليها،قالت هبه:
بقولك أيه يا لولا،بقالى كم يوم مش بسمع صوت صهيل الحصان،يوه قصدى المنبه اللى بصوت صهيل الحصان اللى كنا بنسمعه كل يوم ونصحى عليه،ليكون الحصان هنج،أو بطاريته فضيت.
تبسمت ليلى قائله:أو يمكن المنبه زهق وطفش.
تبسمت هبه قائله:والله أنا لو مكان المنبه ده كنت طفشت من زمان..
تبسمن هبه وليلى لبعضهن،حين نهضت مروه من فراشها وقالت لهن:أنا بقول نصتبح عالصبح،وبعدين مش وراكم غيرى.
تذكرت هبه قائله:هروح أشوف ماما حضرت الفطور ولا لسه معرفش إمبارح كانوا بينادوا فى البلد بيقولوا طلاب الثانويه العامه بكره يروحوا المدرسه للاهميه،يمكن علشان نكتب الاستمارات،يلا يا بنات رجعالكم.
نظرت مروه،ل ليلى قائله:وأنتى مش عندك محاضرات النهارده.
ردت هبه:عندى طبعاً بس مش مهم أتأخر شويه،بقولك ايه هو الحصان الأسمر اللى كنا بنصحى كل يوم على صوت صهيله،متعرفيش بقاله أسبوع كده،مكتوم.
ردت مروه بتسرع:بعيد الشر عليه من الكتمه.
إنتبهت مروه على تسرعها فصمتت.
تبسمت ليلى قائله:طب طالما بتخافى عالحصان الأسمر ليه،مش بتوافقى عليه،مروه أيه سبب رفضك،ل رامى،أنا عندى شك يكاد يكون يقين،إن عندك مشاعر،ل رامى،يبقى ليه بتعذبى نفسك،متقوليش علشان بيقولوا عليه جسمه مشوه أو مسخ،متاكده إن مش ده السبب،من إمتى الشكل بيفرق فى المشاعر،وبعدين،ده عليه سمار يجنن،وعلى رأى الصبوحه،أسمر أسمر طيب ماله والله سماره،سر جمالهُ.
تبسمت مروه قائله:عجبك سمارهُ،قوى،إختشى عيب.
تبسمت ليلى بمكر:مش بس عاجبنى لوحدي نص بنات البلد و مش بس بنات البلد بنات أغنى الأغنياء مستنيه منه إشاره،إن كان هو ولا أخوه،بس هما يشاوروا.
تنهدت مروه قائله:أهو إنتِ قولتيها بنات أغنى ألاغنياء،يتمنى من رامى أو أخوه إشاره،يبقى هيحبنى على إيه،وأنا بنت واحد شغال عندهُ سايس،أنا مش أكتر من نزوه عنده،بنت وعجباه،زى عيل مدلع وشاف لعبه وعجبته،بس بمجرد ما هيوصل لها هيكسرها أو ممكن يحتفظ بها فى ڤاترينه خاصه بيه،ويدور على لعبه غيرها،يبقى بلاش من أولها،أنا مش هتحمل أكون لعبه فى حياته،ولا هقدر أبقى،زى ماما أتحمل بس علشان ولادى.
دخلت عليهن أمهن،فسكتن 
تبسمت لهن قائله:يلا الفطور جاهر وبينادى عالصبايا الحلوين.
تبسمن لها وذهبن خلفها،لكن تفاجئن،بذالك الجالس،ووقفن الثلاث بنات مشدوهات.
نظر لهن صفوان قائلاً:أيه شايفين عفريت مش هتعقدوا تفطروا علشان كل واحده تشوف طريقها.
تبسمن وجلسن أرضاً يتناولون الفطور،بصحبة صفوان،كان الحديث،شبه معدوم،
لأكثر من مره أرادت مروه السؤال عن رامى،وسر غيبته عن البلده،لكن خشيت من والداها أن يزمها أو يسخر منها،ويقول لها إن كانت ِ تريد معرفة أخباره لما ترفض الزواج منه،هل من أجل العناد فقط.
لكن أحياناً يرسل الله لك جواب سؤال دون عناء،وها هو الجواب،فى رنين هاتف والداها.
نهض صفوان سريعاً وترك الفطور،ورد،على الهاتف،
ثم قال بأختصار:يعنى رفعت بيه راجع من مصر النهارده،وكمان رامى بيه راجع من إسكندريه،يرجعوا،بالسلامه،شويه كده وهكون عندك.
نظرت ليلى ل مروه وتبسمن لبعضهن،لاحظت بسمتهن فاديه،تضاربت بداخلها المشاعر،تتمنى لإبنتها السعاده،وبنفس الوقت خائفه أن تكون سعاده زائله مع الوقت.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الظهر بقليل 
بالوحده الصحيه.
تبسمت زينب وهى ترد على مناكفة أخيها لها بالهاتف،حين قال لها:
يعنى بركاتك لسه محلتش عالوحده اللى بتشتغلى فيها.
تبسمت قائله:أهو قرك الفقر وقعنى فى مكان هادى مفيش فيه مشاكل،بقالى عشر أيام هنا،كل المشاكل عاديه،يادوب عالموظفين اللى بحاول أعلمهم الإنضباط،وكمان الدكاتره اللى بيجوا للوحده بمزاجهم،ومقضينها فى عيادتهم،يبتزوا الأهالى الغلابه،أهو بحاول أعمل توازن.
تبسم أخيها،لكن،يبدوا أن المشاكل تطاردها،بأى مكان،تذهب إليه،سمعت صوت صُراخ.
نهضت من على المقعد وقالت لاخيها،سلام،فى صريخ كده بالوحده،هطلع أشوف فيه أيه،يمكن مريض محتاج لمساعدة.
أغلقت الهاتف ووضعته بجيب معطفها الابيض،وخرجت تتوجه الى المكان الذى ياتى منه الصريخ وذالك المكان هو بتلك الحديقه القريبه من الباب الداخلى  للوحده.
حين خرجت من الباب،رأت تجمع لأناس واقفين،يحجبون عنها رؤية ما يحدث،
قالت بصوت عالى:،فى أيه ايه اللى بيحصل هنا،وسع منك ليها.
بالفعل وسعوا لها،
ذُهلت مما رأت 
ذالك الوغد يقوم بصفع وسحل تلك التمرجيه التى قابلتها سابقاً،يسُبها،بسُباب نابى وبذئ،والجميع واقفون يشاهدون،دون أن يتدخلوا،للدفاع عن تلك المرأه،أين النخوه.
تحدثت بصوت عالى وآمر:إبعد عنها بدل ما أطلعك من الوحده عالمشرحه.
توقف ذالك الرجل الوقح،عن ضرب التمرجيه وإستقام واقفاً،ونظر لها قائلاً بحنق:بتقولى أيه يا إبله،هطلعى مين عالمشرحه،أنا أقدر أولع لكم الوحده،دى كلها باللى فيها،شوفى بتتكلمى مع مين.
ردت زينب بغضب:بكلم واحد مجرم جبان بيتشطر على واحده ست،ومفيش راجل فى المكان قادر يدافع عنها،كأن النخوه عندهم ماتت،وإنت اللى متعرفش أنا مين،بس أنا بقى هعرفك أنا مين.
فى لحظه كان ذالك الرجل الذى يدعى الإجرام مُسجى أرضاً،بعد أن رفعت زينب ساقها،وقامت بضربه ضربه قويه جوار أذنهُ أفقدته الأدراك،للحظات وقبل أن يفيق من تلك الضربه باغتتهُ بضربه أخرى قويه بكف قدمها فى منتصف صدرهُ ليقع صريع على الارض يلتقط أنفاسه بصعوبه.
نظرت للواقفين المذهولين مما فعلت قائله بأمر:خلاص الشو خلص،أتنين يشيلوا الحيوان ده يدخلوه أوضة الكشف،ويأيدوه من الاربع جهات،بالسرير،على ما أشوف سبب للى عمله ده.
بينما هى توجهت لتلك التمرجيه التى تحاول ستر نفسها أمام أعين الواقفين،وإنحنت جالسه جوارها ومدت يدها لها قائله:قومى معايا.
تعجبت التمرجيه،لكن تبسمت لها زينب،فأمسكت بيدها وحاولت الوقوف،لكن ساقيها لم تتحمل.
قالت زينب بأمر:هاتولى نقاله هنا بسرعه.
تحدثت التمرجيه:لأ مش لازم يا دكتوره أنا هقف أهو.
سندت زينب تلك التمرجيه وسارت بها الى داخل الوحده،ودخلت الى غرفتها بها،وقالت لاحدى الممرضات:هاتيلى،شاش وقطن ومُطهر،بسرعه.
ساعدت زينب التمرجيه بالجلوس على أحد المقاعد،الى أن آتت تلك الممرضه،بما طلبت،
داوت زينب جراح تلك المرأه الظاهره،وقالت لها:
أكيد فى جروح فى جسمك مش ظاهره هكتبلك على نوع علاج مُسكن مش عارفه هتلاقيه فى صيدلة الوحده ولا لأ بس هو مش غالى،بس بما إنك بقيتى كويسه شويه.، قوليلى بقى مين الحيوان اللى كان بيضربك ده،وإزاى الناس سابوه من غير ما يبعدوه عنك.
ردت  التمرجيه بدموع:ده يبقى طليقى،ربنا ينتقم منه،مش كفايه،إنى مبطلبش منه لا نفقه ولا حاجه،وأنا اللى بشتغل،وبطفح الدم علشان أربى بنتى،بالحلال،لأ كمان عاوز يجوزها وهى مكملتش خمستاشر سنه،لواحده من شلة الصيع اللى بيتلم عليهم،ويضيع مستقبلها،دى شاطره قوى فى المدرسه وبتطلع من الاوائل ونفسها تبقى زيك دكتوره،ليه أن البنت رفضت،وأنا كمان،جاى لهنا،علشان يتسبب فى قطع عيشى،أنا بشتغل هنا فى الوحده بعقد،وهو عارف،والأداره لو شمت خبر باللى حصل ده ممكن تنهى عقدى،علشان تتجنب المشاكل،وغلاوة أغلى حاجه عندك يا دكتوره بلاش تعملى،زى مدير المدرسه اللى كنت بشتغل فيها،قبل كده،وتقطعى عيشى،هو مش أول مره يضربنى،ربنا ينتقم منه،بس أبوس ايدك بلاش تقطعى عيشى، من هنا.
تدمعت عين زينب قائله:يعنى هو بقى متعود يضربك كده،طب ليه مش قدمتى فيه شكوى اللى أعرفه البلد دى فيها قسم صغير،أو نُقطة شرطه،زى ما بتقولوا،وفين الاهالى،إزاى يسبوه يعمل كده.
ردت التمرجيه:لو عملت له محضر هيخلى مراته التانيه تعملى محضر وتبقى محضر قصاد محضر وفى الاخر الحكومه هتقول إتصالحوا،أنا فوضت أمرى منه لله يخلصلى حقى أنا وبنتى اللى عاوز يظلمها،بجوازه وهى لسه صغيره،والاهالى هيعملوا له إيه،ده مستبيع وبيشرب مخدرات وممكن يقتل اللى قدامه،والناس بتخاف على نفسها وعيالها.
ردت زينب بتصميم:أنا بقى معنديش عيال ومش بخاف غير من ربنا،قومى تعالى معايا وأمسحى دموعك دى ومتخافيش،مش هبلغ الاداره،واقرب وقت هتوسطلك وأخليهم يثبتوكى هنا فى الوحده،يلا قومى معايا،وأنا هفرجك على  بيستقوى عليكِ وهو زى الفرخه اللى بتهرب خايفه من الدبح.
فرحت التمرجيه قائله:ربنا يخليكي ويبارك فى شبابك،إنت طلعتى أحسن من مدير المدرسه اللى لغى عقدى وطردنى قبل كده بسببه،وقال مش عاوز مشاكل مع الاداره.
تبسمت زينب،قائله:لأ متخافيش أنا بحب المشاكل،يلا قومى معايا وإتفرجى،ولازم هكسرلك عينهُ قدامك،يخاف بس تقابليه فى السكه صدفه،بس عاوزاكى كده قويه،يا أم الدكتوره.
تبسمت التمرجيه وذهبت مع زينب الى غرفة الكشف.
دخلن وجدن،ذالك الرجل،مربوط من يديه وقدميه بالفراش الحديدى الخاص بالمشفى،وهنالك حارسان يقفان بالغرفه،وتركت باب الغرفه مفتوح،ليأتى بعض الماره ويشاهدوا ماذا ستفعل بذالك الوضيع،بعد أن قامت بضربه سابقاً.
تبسمت زينب له بزهو،وهو يتلوى،يحاول فك وثاق يديه وساقيه،قائله:
حلو قوى منظرك ده،مش كنت عامل فيها سبع رجاله فى بعض،حبلين مربوط بهم مش عارف تفُك نفسك،وعمال تتلوى،بس متخافيش أنا بعد اللى هعمله فيك،هتمشى تتوارى مين  عيون الناس. 
إرتعب الرجُل حين رأئها تمسك بيدها مشرط طبى،وقالت له:مش بتتشرف برجولتك،بين الناس أنا هعدمك الرجوله دى،ومش بس كده،كمان هطلعك من الوحده دى عالسجن مباشر،وأوعدك تقضى الباقى من شبابك فى السجن،ليه بقى عد ورايا،التهجم على منشآه حكوميه اللى هى الوحده دى،كمان التهجم على موظف أثناء تأدية خدمته،واللى هى أنا طبعاً ومش أى موظف أنا مديرة الوحده،بس كده،لأ طبعاً،سب وقصف وسب وضرب صفاء اللى هى طليقتك،والتمرجيه هنا فى الوحده،ومش هحتاج لشهود عليك ،أكيد الكاميرات اللى فى مدخل الوحده مسجله كل اللى حصل،بالتفصيل.
نظرة هلع من الرجُل حين إقتربت زينب منه،ووضعت المشرط أمام عيناه قائله:نسيت أقولك إنى هعملك العمليه اللى تساويك بالست بدون بنج،للأسف إنت عارف الوحده،فيها علاج ناقص،ومن ضمن العلاج ده،مفيش أى مخدر،ولا بنج فى الوحده،لو عاوز بنج،هات فلوس أبعت اشتريلك من أى صيدليه قريبه من الوحده.
أصبح الرجُل يرتجف،ويصرخ كالنسوه،ويستعطف بدموع.
نظرت له زينب قائله بأستهزاء:راجل وبتعيط،إخص عالرجوله،طب تعرف إنت  صعبت عليا،، وأنا قلبى حنين، وعندى ليك أوبشن تانى،أوبس نسيت متعرفش إنجليزى هقولك عرض تانى.
أيه رأيك هفكلك أيد واحده،هتمضى على 
إقرار عدم تعرض ل صفاء ولا لبنتها،وهتبعد عنهم وتنساهم خالص من حياتك،والاقرار ده هيتوثق فى الحكومه،ها مسمعتش ردك،ولا تحب أبدأ،بالعمليه مباشر. 
صرخ الرجُل بهلع قائلاً:موافق أمضى عالأقرار،بس بلاش العمليه أبوس إيديكي،
فلتت ضحكه من شفاه التمرجيه،وهى ترى ذالك الذى كان يتجبر عليها دائماً،وهو يترجى تلك الطبيبه أن ترأف به.
نظرت زينب لصفاء قائله:ها أيه رأيك،يا صفاء،هو هيمضى التعهد مش عاوزاه يمضى على حاجه تانيه.
ردت صفاء:لأ مش عاوزه منه غير يسيبنى أنا وبنتى فى حالنا،ويبعد عنا بشرهُ.
قالت زينب:والله إنك قنوعه،يا صفاء،عارفه لو هو اللى كان مكانك كان مضاكى على كل أعضاء جسمك،بس تمام،هتمضى عالتعهد وبعدها،تتأسف ل صفاء.
ذهبت زينب الى اليد اليمنى  ل ذالك الوغد وبدأت بقطع الحبل الموثوق به،بالمشرط،لكن جرحت يدهُ جرح صغير،وقالت:أوبس،مكنش قصدى المشرط فلت من الحبل على إيدك.
تبسمت صفاء على صرخة ذالك الوغد الجبان قائله: بس هو بيكتب بالشمال يا دكتوره أصله أشول.
تبسمت زينب قائله:مش كنتِ تقولى كده من الأول،ياصفاء،بس تمام،نحل إيدهُ الشمال،هو شكله اساساً من أهل الشمال.
ذهبت زينب وفعلت بيدهُ اليسرى مثلما فعلت باليد الاخرى وجرحتها أيضاً،وإدعت الخطأ.
ثم آتت بورقه وقلم وكتبت تعهد بعدم التعرض  ل صفاء وإبنتها وقالت له:خد إمضى عالتعهد،وهنا إتنين من الشغالين فى الوحده هيشهدوا عالتعهد ده،وكمان التعهد ده هيتسجل فى المحكمه نفسها متفكرش إنك بعيد عن إيدى،بإشاره منى هخليك تلبس البدله الزرقه.،قوم إمضى.
نهض الوغد جالسً على الفراش ومسك القلم بيد مرتعشه وقام،بإمضاء التعهد،خطفت،زينب التعهد منه قائله:هات لايدك تلوث التعهد بدمك الزفر،يلا يا صفاء نطلع من الاوضه دى الهوا فيها مكتوم،وإنت يا حلوف،هتعرف تفُك نفسك والا أجى أفُكك بالمشرط.
رد مرعوب:لأ هفُك نفسى.
تبسمت زينب وقالت للحارسين،هو مفيش ترحيب بالضيف ده فى الوحده،قدموا له واجب الترحيب،يلا بينا،يا صفوؤه،نفسى اشرب كوباية شاى بنعناع،من اللى بتزرعيه فى جنينة الوحده و من إيدك الحلوه.
تبسمت صفاء التى كانت تشعر بالقهر،الآن تشعر،بالفخر،فمن كان يتجبر عليها وأذاقها الذل والهوان أمام الناس وهو يضربها، ها هو يصرخ،وهو يُضرب على يد ذالك الحارسين اللذان كانا خائفين منه،لكن إمرأه جعلت منه مُسخه بين الناس. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بكليه الطب البيطرى.
بأحد المدرجات كان وسيم يقف يُلقى محاضره على الطلبه أمامهُ،كانت تلك الهائمه،التى لا تعرف سبب إنجذابها له،هى ليست تافة العقل،لكن القلب حين يتدخل،أحياناً يلغى العقل،وبالأخص إذا كان القلب،يشعر بنبضات جديده عليه
أنهى مدة المحاضره وقال:قدامكم يومين وهستلم الأبحاث منكم،ومتخافوش،مكتبة الجامعه فيها كتب هتساعدكم فى البحث،غير كمان قدامكم،النت فى مواقع شهيره أنا ذكرت إسمها فى المحاضره ممكن تستعينوا منها،فى الأبحاث،والى اللقاء فى المحاضره الجايه ومش هقبل أى أعذار عن تأخير الأبحاث،سلاموعليكم 
نهضت ليلى،سريعاً،علها تحدثهُ،لكن كان غادر القاعه هو الأخر،سريعاً،وقفت تتنهد،لكن آتت الى رأسها فكره،عليه أن تذهب له الى مكتبه،بحجة أن تسأله على معلومه بالبحث 
لكن قبل أن تذهب الى مكتبه،رأته يخرج منه،ويسير،بأروقة الجامعه،سارت خلفه الى أن  دخل الى غرفة المكتبه،فكرت قليلاً وقالت والله فرصه،يلا ربنا يسهل.
دخلت خلف ذالك الطاووس كما تنعته الى غرفة مكتبة الجامعه 
وجدته يتوجه الى أحد الاركان،كانت تسير خلفه،رأته يرفع يدهُ يسحب،ذالك الكتاب من أحد ارفف المكتبه،مدت يدها وأخذته منه،قرات ما هو مدون على الكتاب.
بينما هو نظر له بلا مبالاه،وترك الركن وذهب لغيره،يبحث عن ما يريدهُ.
نظرت له ثم وضعت الكتاب بمحله وسارت خلفه،بالنفس الطريقه السابقه حين أخذ كتاب مدت يدها تأخذهُ منه 
حدث ذالك لاكثر من مره،مما جعله يتضايق وقال لها:
فى أيه يا آنسه هى المكتبه مفيهاش كتب غير اللى أنا بمسكها.
ردت ببراءه مصطنعه:أنا آسفه حضرتك،مقصدش طبعاً،بس أنا مطلوب منى بحث،وبدور على كتب معينه علشان أعمله منها،اعمل إيه الاستاذ الى طلب البحث،واضح أنه غبى،تصور حضرتك،طلب إن البحث،يتسلم خلال يومين بس،أعمل ايه؟
نظر لها قائلاً:إنتى فى سنه كام،والبحث ده عن إيه؟
ردت:أنا فى سنه أولى طب بيطرى حضرتك،والبحث عن كيفية إستخدام التكنولوجيا الحديثه فى علاج بعض الامراض فى بعض سُلالات الخيل العربيه،أستاذ غبى،محدد وقت قليل،حضرتك شايف،نص الدفعه أهم قاعدين فى المكتبه علشان،يعملوا البحث،واكيد حضرتك كمان زميل لينا،وجاى علشان نفس السبب.
تعصب عليها قائلاً: إسمك أيه؟
ردت ببساطه:ليلى صفوان المنسى،بس بتسأل ليه؟
رد عليها:علشان أعرف سبب إن البحث بتاع حضرتك يتأخر وكمان علشان تعرفى،سبب إن البحث بتاعك بالذات هيترفض وهياخد صفر ، علشان تبقى تعرفى، إن السبب هو طول لسانك اللى بينقط دبش،علشان انا،الأستاذ وسيم الشامى،الى طلب البحث ده .
قال هذا وغادر،وتركها تبتسم قائله:طب ما انا عارفه إنت مين،هو انا تايهه عنك،يا سُومى يلا كده إتعرفنا على بعض،يا سُومى،اما اشوف بحث مين الى هياخد صفر،دا أنا كنت عملت إعتصام فى الجامعه،وجبتلك فى مكتبك قفص وز 
وبط فراخ من  اللى ماما بتربيهم عالسطح،وقولت طلب منى دول  رشوه  
..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آتى المساء.
بسرايا رضوان الزهار.
بغرفة الصالون.
جلس رامى متنهداً يقول:أخيراً رجعنا لمكانا تانى،مش عارف سبب إنك تفضل فى القاهره المده دى،لأ وكمان تقولى آخد جدتك ونروح إسكندريه.
رد رفعت:جدتك السبب طلبت منى كذا مره وبإلحاح قبل ما أسافر عاوزه تروح تزور قبر جدك،وتطمن على شقتها هناك.
تبسم رامى قائلاً:والله أنا مش عارف جدتك دى ايه،عندها زهايمر وساعات بتغيب بصحيح ولا بتستعبط علينا،بص بقى أول منزلنا إسكندريه،فاكره الشوارع حتى مكان الشقه،وكمان مكان قبر جدك،لأ وحكت لى على قصة جوازها له ومن أول مره شافها عالبحر وهى بالمايوه الازرق،لحد جوازه منها،وتجى هنا ترجع تانى تنسى وتغيب،وتفتكر بس اللى على مزاجها،ومحاسن،يا عينى طالع عينها معاها ومستحمله حالتها دى.
تبسم رفعت قائلاً:هى بتنسى كل حاجه ماعدا ذكرياتها مع المرحوم،والمايوه الازرق الحكايه اللى حكتها لأمة لا إله الا الله،وبعدين محاسن بتخدمها من زمان قوى،دى جدتك تقريباً هى اللى مربياها،وعارفه أطباعها،بس سيبك عملت أيه فى الموضوع التانى اللى قولتلك عليه.
تبسم رامى قائلاً:عيب يا ريس،كله تم،هقوم أنا أنام بقى،الوقت بدأ يتأخر،أيه مش هتنام،ولا خدت عالسهر الكام يوم اللى فاتوا،مش هتبطل السهر الرقصات دول بقى.
تبسم رفعت: مالهم بقى الرقصات،من البدايه كل واحد فينا عارف،هياخد أيه والمقابل أيه،علاقه صريحه،مفيهاش لوع ولا كذب بالمشاعر.
هز رامى رأسه،بأسف قائلاً:عارف نفسى،تجى بنت تحبها و تغير تفكيرك ده،وقتها هتندم عالوقت اللى ضيعته مع الرقصات والفنانات اللى من النوعيه دى.
تبسم رفعت يقول:لأ أنا سايبلك موضوع المشاعر البريئه دى،ربنا ينولك مرادك،مش عارف هتفضل صابر لحد إمتى،عندك أبوها موافق،طب ليه بقى صابر.
تنهد رامى قائلاً: لسه هى توافق،أنا سهل عليا أضغط عليها وأخليها توافق،بس لغاية دلوقتي مش عاوز أجبرها،بس تأكد قريب جداً هتوافق،بإرادتها.
تبسم رفعت يقول:بإرادتها أو غصب،عاوزك تخلص الموضوع ده فى أقرب وقت،علشان نفضى،لشُغلنا،الراجل الخليجى،طلب منى فرسه تانيه،زى اللى أخدها هديه لصديق له إنجليزى،وكمان 
 "أندريه چيريمان"،كلمنى،عالموبايل،وبيقول بنته هتنزل مصر قريب،عاوز نكون جاهزين.
تبسم رامى قائلاً:إطمن،عندنا تشكيله هتعجب،بنت أندريه،وهى سبق وجت هنا وعندها إعجاب كبير،مش بس بالخيل.
تبسم رفعت قائلاً:لأ أنا مش بعمل علاقات مع العملاء،مش عاوز أخسر أندريه له سُمعته فى أوربا كلها. 
تبسم رامى: فعلاً  أندريه له سُمعته فى أوربا كلها   وفى إيدك تكسب، رضاه بسهوله، بس هقول إيه براحتك، يلا تصبح على خير،أنا طالع أنام.
رد رفعت:وإنت من أهل الخير،ومتنساش تقفل باب البلكونه،قبل ما تنام،إحنا فى أيام،رياح الخماسين،والرياح بتبقى ملانه تراب،علشان صحتك.
صعد رامى،وترك رفعت الذى ظل قليلاً ثم صعد الى غرفة نومه،لا هى ليست غرفة نومه،هى غرفة والدايه سابقاً،
حقاً إختلفت الغرفه عن قبل أحتراقها،لكن مازال،يرى بسمة والداته له،وهو ذاهب للأسكندريه من أجل إكمال دراسته،أخته تدخل للغرفه دون إستئذان كى يربط لها والداهما رباط حذائها،وتُجدل والدتهما لها خُصلات شعرها ،ورامى يأتى متأخراً لها كى تربط له والداته رابطة العُنق كى يذهب الى المدرسه،قبل أن يغادر باص المدرسه ويتركه.
ذكريات صبي يافع،دمرتها بليله نيران حرقت كل هذا،حرقت معاها صباه،شَاب سريعاً،من هول نار لم تشبع الأ حين أخذت منه،والداته وأبيه وأختهُ،نيران لم تفرق،بين جماد وحيوان وبشر إلتهمت كل شئ عدا أخيه،الذى أخرجه من بين النيران،وهناك شيئاً أخر،تركته النيران،هو تلك المُهره القويه،التى أعادت بناء إسم أبناء "رضوان الزهار" مره أخرى.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
صباحاً.
بأستطبل رضوان الزهار.
كان رفعت يجرى بذالك المضمار الموجود بالمزرعه،يتريض على إحدى خيوله
رأى  جلوس العمال،معاً يتسامرون وهم يتناولون فطورهم،كان حديثهم عن الحديث الدائر بالبلده،وهو فعلة تلك الطبيبه بذالك الوغد طليق التمرجيه،يتحدثون وهم متعجبون ومعجبون من فعلة تلك الطبيبه، فى النهايه إمرأة.
نزل رفعت من على فرسه وإقترب من مكان جلوسهم،وجلس معهم،بود 
لكن صمتوا قليلاً
فقال لهم:أنا سمعتكم بتتكلموا عن الدكتوره،دكتورة أيه دى.
رد أحد العمال:
دى الدكتوره الجديده فى الوحده،وكمان تبقى مديرتها،بس دى أيه جباره،دى خلت الرجاله فى البلد يخافوا منها،بسبب اللى عملته فى طليق التمرجيه صفاء اللى بتشتغل فى الوحده،دى خلته ناقص يلبس طرحه وهو ماشى.
تعجب رفعت قائلاً:ليه عملت أيه.
سرد أحد العمال له ما سمعوه عن فعلتها من طليق التمرجيه،وشراستها معه.
رغم ذهول رفعت من ما قصهُ عليه العامل،لكن قال:وعملت أيه مع التمرجيه.
رد العامل:دى بقت صاحبتها،ومعاها فى كل السكك فى البلد.
رد رفعت:بتقول إن الدكتوره شابه مش كبيره فى السن،طب أيه اللى جابها هنا للبلد دى.
رد العامل:الله أعلم،يا رفعت بيه،بس البلد بقالها كام يوم ملهاش سيره غير الدكتوره واللى عملته.
تبسم رفعت،لا يعرف إذا كانت بسمته إعجاب،بتلك الطبيبه التى يسمع عنها لاول مره،أم إستغراب إن هنالك إمرأه بتلك الشراسه،تُشبه المهره البريه،لا يعرف لما أراد أن يراها.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً.
بمنزل مروه.
تنهدت بسعاده،وهى تسمع صهيل تلك الفرسه،القريب من شباك منزلهم،إذا كما قال والداها أن رامى عاد للبلده منذ يومان لكن كان يشَغل عقلها،لما لم تسمع صهيل فرسه،باكراً كما كان يفعل فى السابق،لكن أتى اليوم مساءً ماذا لو قامت وفتحت شُباك الغرفه،وأطلت عليه،لكن لا سيفتضح أمرها هى عاشقه،له،وتخاف أن تكون بحياته نزوه،هى سمعت عن  نزوات هؤلاء الأغنياء،ولا تريد أن تُصبح إحدى ضحايهم،لا تريد خسارة ذالك الجزء الذى بقلبها منذ الطفوله وذكرياتها البعيده والسعيده،حين كان رامى هو الآخر طفلاً مثلها،لكن حين عاد رامى،مره أخرى للبلده،تذكرت فقط قول تلك المربيه التى كانت تعتنى،ب رامى وأخته، والتى قالت لها أنها ليست سوى بنت خادم فى سرايا والد رامى،لا تحلم باللعب معه مره أخرى،ها هى،تضب قلبها بأقفال.
كانت هناك أيضاً ليلى مستيقظه،وسمعت صهيل،الحصان،تبسمت وتذكرت،ذالك الوسيم الذى يُشغل عقلها التفكير به،هل هو أيضاً مازال يتذكرها،وسيعلم إسمها من بين الأبحاث التى قُدمت له اليوم.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة وسيم الشامى،جلس على مكتب،بالغرفه،ووضع تلك الأبحاث،أمامه،
تذكر إسم تلك الشعنونه الدبش التى تحدثت معه منذ يومين بمكتبة الجامعه،نطقه قائلاً:
ليلى صفوان المنسى 
بحث بين الأبحاث عن البحث الخاص بها،للحظه،شار عليه عقلهُ بقطع ذالك البحث،وإعطائها صفر كما قال لها سابقاً،لكن تحكم ضميرهُ وفتح البحث،وبدأ يقرأ محتواه،تعجب هو ظن أنها لن تقوم بفعل بحث مفيد،لكن ها هو أمامه،البحث مكتوب،بطريقه علميه مُنمقه،يستند لبعض المراجع الهامه،وتقديم بعض الحلول العلاجيه،لبعض أمراض الخيول،محتوى البحث جيد،بل ممتاز،لكن طريقة تلك الفتاه فى الحديث معه لم تعجبه،أغلق البحث الذى حاز إعجابهُ،لكن فجأه 
أعاد الأسم برأسه،"ليلى صفوان المنسى"
فذكره بأسم أخرى 
قالته له الصيدلانيه حين أخبرته عن إسم تلك الرقيقه،"مروه صفوان المنسى"،أعاد تذكر وجه الأثنتين،مروه ملامح رقيقه وهادئه، وجميله ولديها حياء، وليلى، ملامح جميله لكن تنضخ،بالعبث أو بمعنى أصح الشعننه،أيعقل أن الاثنتين أخوات،، جاوب عقلهُ   ولما لا فكثير من الاخوات يجمعهم التضاد،تبسم وهو يتذكر تلك الشعنونه الدبش.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى 
عقب الظهر
بمنزل مروه.
عادت مروه من تلك المدرسه التى تعمل بها باكراً،دخلت الى المنزل ،نادت على والدتها،لم ترد،عليها،فأيقنت أنها ليست بالمنزل،ذهبت الى غرفتها مع أختيها ،وبدلت ثيابها،بأخرى.
فى ذالك الاثناء
عادت والداتها للمنزل،بعد أن إشترت بعضاً من مستلزمات البيت،دخلت ووضعتهم،بالمطبخ،وجلست تبكى،حتى أنها لم تسمع خطوات مروه التى حين سمعت فتح باب المنزل خرجت من غرفتها،وتوجهت للمطبخ.
قالت مروه بلهفه:ماما بتبكى ليه.
صمتت فاديه وجففت دموعها بيديها،وقالت مفيش،دا شوية هوا طرفوا عنيا،وبعدين إنتِ رجعتِ من المدرسه بدرى ليه النهارده.
نظرت لها مروه بعدم تصديق قائله: مكنش عندى حصص، قولت بلاش أستنى الباص، ورجعت موصلات بس هوا أيه اللى طرف عنيكى،يا ماما،قولى الحقيقه،بابا زعلك زى عادته.
ردت فاديه:لأ،،،بس مصيبه تانيه حصلت. 
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحدة الصحيه.
كانت زينب تشعر،بالبغض من نظرات هذا الكهل الذى يجلس امامها تقوم بتقطيب جرح غائر له بمعصم يدهُ،الى أن إنتهت،وقبل أن تتحدث له،وجدت،ذالك المدعو،طارق التقى،وكيل إدارة الوحده،يدخل مرحباً بقوه:
هاشم بيه الزهار هنا فى الوحده،ليه يا هاشم بيه جيت بنفسك،كنت إبعت أى عامل من عندك،وكان الدكتور،بنفسه جالك لحد بيتك،أو الاستطبل الخاص،بيك،بس الوحده نورت،بوجودك النهارده.
قال طارق هذا ونظر الى زينب قائلاً بنفاق:
ده  يا دكتوره زينب، هاشم بيه الزهار،من أعيان البلد ومن رجال الخير كمان اللى إتبرعوا قبل كده كتير فى بناء الوحده دى،وكمان فى بناء الملحق السكنى بالوحده،غير إنه إتبرع فى بناء المبنى الجديد للوحده اللى تحت الانشاء وهيخلص قريب.
تبسمت زينب بسمه سطحيه  وقالت:أهلاً وسهلاً،بحضرتك.
قال طارق بترحيب زائد:دا ميت ألف اهلاً وسهلاً، بيه،لازم تتوصى،بهاشم بيه يا دكتوره.
ردت زينب بحنق قائله:أتوصى بيه إزاى،أزود له البنج شويه ولا اخيط له ايده بمكنة سرفله،أنا معنديش تفرقه،بين المرضى،
قالت هذا ونظرت للمدعو هاشم قائله:
أنا خيطت لك الجرح اللى كان فى معصم إيدك،وهو مش جرح غميق،وبالنسبه للجرح اللى فى كف إيدك ده مينفعش يتخيط،لأن كف الأيد مش بيتخيط،بس مع المواظبه على تغيير الضماد بواحد تانى نضيف وكمان عدم تعرض الأيد للميه،جرح كف إيدك هيلتئم بسرعه،وهكتب لحضرتك،مُسكن،ومعاه مضاد حيوى.
نظر لها هاشم،بنظره تتفحصها،من أسفل لاعلى،وهمس لنفسه قائلاً: واضح إن  الكلام اللى داير عنك فى البلد يا دكتوره،شويه عليكِ،إنتِ أجمل وأشرس،وأنا أحب المُهره الشرسه،أروضها بمزاج.
.....ـ...ــــــــــ
لكن بنفس التوقيت 
كان رفعت أيضاً  بالوحده  الصحيه، يطمئن على أحد العاملين لديه بمزرعة الخيول وقع من على أحدى الخيول وأغمي عليه،وأتوا به العاملين الى هنا بالوحده، ، لكن العامل لم يُصيبه مكروه،مجرد كدمات فقط.
خرج من غرفه العامل بعد أن أطمئن عليه، وضع نظارته الشمسيه،وكاد يخرج من باب الوحده الداخلى
لكن لفت أنتباههُ
سير 
هاشم الزهار مع ذالك المدعو طارق التقى،ومعهم أيضاً إمرأه،ترتدى معطفاً أبيض،قربين من باب الخروج من الوحده الصحيه
نظر لهم من بعيد،
ذهب هاشم ومعه طارق
،لكن 
عادت الطبيبه الى الداخل مره،أخرى تأمل ملامحها،هى جميله جداً، هى أجمل مما وصفوها به لم يتوقع أنها صغيره بالعمر هى تبدوا بوضوح لم تُكمل الثلاثين من عمرها،تسير بشموخ كالمهره ،تحير عقلهُ، لماذا آتت تلك الطبيبه لهنا،وهى بهذا السن كيف أصبحت مديره لتلك الوحده،
كلما أقتربت خطواتها من مكان وقوفه،كان يشعر بزيادة خفقان قلبهُ،
لكن تبسم وهو يقول لنفسه:
هاشم الزهار،بيحب،البنات الصغيره الورور،بس دى واضح إنها مُهره شرسه، ومتأكد  إنها دخلت  مزاجهُ والأ مكنش جه لحد هنا بنفسهُ،
كويس قوى،كل شئ فى الحب والحرب مُباح،واللى بينى وبين هاشم الزهار،،،،
حرب لغاية دلوقتي بارده بمزاجِ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أحياناً الاحتياج والمسئوليه يجعلوا تلك المسؤله تشعر بمرارة الخساره لأشياء بسيطه بالنسبه لها كبيره.
جلست مروه جوار والداتها بفزع قائله:مصيبة ايه يا ماما اللى حصلت،واحده من أخواتى جرالها مكروه؟
هزت فاديه رأسها بنفى،وقالت:يارب يبعد عنهم الشر يارب.
آمنت مروه قائله:يارب يبعد عننا الشر،ايه اللى حصل خلاكى قاعده تبكي بالشكل ده.
ردت فاديه:الطيور اللى كنت بربيها عالسطح،معرفش إيه جرالها فجأه طلعت الصبح أحط لها أكلها زى كل يوم،لقيت شئ منهم ميت،والباقى مدروخ،ومن شويه طلعت لهم،لقيت الباقى كمان ميت،مفضلش غير الحمام والأرانب،،مصيبه،هصرف على اخواتك منين،دول كنت بدبر مصاريف اخواتك منهم،بيبيع الكبير والصغير أربيه والفرق اللى بينهم،أهو كان بيصرف عالبيت وأخواتك جنب القرشين اللى بتديهم ليا كل شهر من مرتبك،وكانت ماشيه بالزق،دلوقتي هعمل إيه.
ضمت مروه كتف والداتها قائله:ده اللى مزعلك ووبتبكى بسببه،ربنا مش بينسى عبيدهُ مش دى كلمتك يا ماما،طب عارفه ايه سبب رجوعى من المدرسه بدرى النهارده.
ردت فاديه:يا بنتى دول راس مالى،بس ايه سبب رجوعك بدرى،أوعى تكونى عيانه وبدارى عليا.
تبسمت مروه على لهفة والداتها وقالت:
لأ مش عيانه انا الحمد لله بخير وبخير جداً،أنت عارفه إنى معظم الوقت بروح المدرسه فى الباص التابع لها فى كم تلميذ من البلد فى المدرسه دى،وانا كنت بظبط مواعيدى مع مواعيد الباص ده،فابالتالى،كنت بوفر مصاريف الموصلات،والدكتوره ناهد صاحبة الصيدليه،كانت من فتره قالتلى انها هتعمل جمعيه،وقالتلى إن كنت عاوزه ادخل معاها،وانا قولت أدخل بالجزء ده من مرتبى،وهى إتصلت عليا وانا فى المدرسه النهارده وقالتلى إن ده دورى فى قبض الجمعيه،وأنا مكنش عندى حصص كتير النهارده،فقولت أرجع بدرى،ولما جيت ملقتكيش قولت استريح شويه وأروح لها أخدها منها عالعصر كده،يعنى،ربنا قد ما بياخد،بيدى،ويمكن بيعطى أكتر كمان الجمعيه بمبلغ محترم.
وتحدثت ليلى من خلفهن قائله:وأنا كمان إتفقت مع الدكتوره ناهد أنى أرجع اشتغل تانى معاها فى الصيدليه،بنص آجر فى الاوقات اللى معنديش فيها محاضرات،وأيام الاجازه.
نظرن الاثنتين،ل ليلى،ببسمه،
أقتربت ليلى من مكان جلوسهن،وأكملت،يعنى كده  الآجر اللى هاخده من الصيدليه،هيغطى مصاريفى،يبقى مش ناقص غير مصاريف،هبه والجمعيه أهى تسد لحد ربنا ما يعوض عليكِ،بس مش كنتِ قولتلى إن الطيور عيانه كنت طبقت عليهم عملى،ناسيه إنى بدرس طب بيطرى ومن ضمنه الطيور والحيوانات،كنتِ هعالجهم،تطبيق عملى،بس ياخساره كنت محتاجه دكرين بط،كنت هبعتهم رشوه،بس يظهر مالوش نصيب فيهم بقى.
تبسمت فاديه قائله:وكنتِ هتبعتيهم رشوه لمين؟
ردت ليلى:خلاص بقى مش لازم هتصرف،من ناحيه تانيه،أبعتله جوزين أرانب وجوزين حمام،مش الحمام والأرانب،هما اللى فلتوا من الفِره.
تبسمت فاديه وضمتهن بين يديها،قائله:ربنا يخليكم ليا،ويستركم،ويفرح قلوبكم،ويرزقكم الرضا دايماً.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه.
أثناء سير زينب،لتعود لداخل الوحده،
رن هاتفها،أخرجته من جيب معطفها الأبيض،وتبسمت حين نظرت للشاشة الهاتف،وتجنبت تقف تحت أحد ظلال الأشجار،وردت على الهاتف: ايه رجعتى من التأمينات وبابا لسه مرجعش ولا أيه؟
ردت هاله:لأ بابا كان فى الاداره،خلاص عينوه موجه عام،وهيلف بقى عالمدارس ومعدش هيبقى مرتبط بمواعيد رجوع.
تبسمت زينب قائله:خلاص يا مامى بقى مين قدك،بقيتى حرم الموجه العام،وإبنك بيقبض بالدولار،إتغرى بقى شويه،فى وسط موظفين التأمينات.
تبسمت هاله قائله:هتغر على أيه،على بنتى الدكتوره المجنونه،اللى مقضياها من يوم ما إتخرجت من بلد للتانيه،بس غريبه واضح كده،الشرقيه هاديه،وجايه على هواكى،هتجى للقاهره إمتى،وحشتينى.
تبسمت زينب:هى الشرقيه شكلها كده هاديه،أو لسه فى أولها الله أعلم،معرفش هاجى القاهره إمتى،وبعدين لحقت أوحشك،بالسرعه دى،أنا لسه مكملتش خمستاشر يوم.
همست هاله فى نفسها بأشتياق أم:متعرفيش إنك دايماً فى بالى،مبتروحيش معرفش إزاى بتحمل بُعدك غصب عنى.
لكن قالت لها:بجد هتيجي للقاهره إمتى مش عندك أجازات.
تبسمت زينب:عندى أجازات،بس إتفقت أنا والواد مجد هظبط نفسى على ميعاد أجازته وأجى للقاهره،نقضى الاجازه سوا،وأهو أقلبه فى قرشين ينفعونى.
تبسمت هاله قائله:دكتورة جراحه وعايشه على تقليب أخوكِ،أعقلى وربنا هيرزقك من وسع.
تبسمت زينب قائله:تعرفى،يا ماما أنا اكتشفت إن بينى بين الفلوس مفيش عمار خالص،بس فى خطتى الخمسيه الجايه لما أرجع للقاهره أفتح فى الشقه عندك عياده وأستغل الجيران واهل  المنطقه وأقلبهم شويه وأتغنى على قفاهم.
ضحكت هاله:أوهام ياروحى،إنتِ فقر من يومك،يلا ربنا يسترك،خلى بالك من نفسك ومتنسيش تاكلى و تاخدى علاجك فى مواعيده،وبلاش ترهقى نفسك زياده،مش بيطمر فى حد شوفى الأماكن اللى خدمتى فيها قبل كده،حد منهم عبرك،بسؤال حتى.
تبسمت زينب:كفايه كسبت دعواتهم الطيبه،يمكن عايشه ببركتها.
تبسمت هاله:ربنا يخليكِ ويحفظك يارب،فى أمان الله.
ردت زينب:سلميلى على بابا،فى أمان الله.
أغلقت زينب الهاتف ووضعته مره أخرى فى جيب معطفها،وتوجهت تدخل الى الوحده،لكن ليس من الباب الرئيسي،بل ذهبت الى باب آخر جانبى،للوحده،قريب من مكتبها. 
كان ذالك الواقف أمام الباب الداخلى عيناه مُسلطه على تلك الطبيبه،لا يعرف بأى شعور،يشعُر،كان يتأمل ملامحها الجميله،سأل عقله مع من كانت تتحدث بالهاتف،هى لديها زوج،أو خطيب،أو حبيب،كم أراد أن يعرف،كل شئ عن تلك الطبيبه،هذه هى المره الاولى الذى يراها،سمع عنها فقط،لكن كيف لصاحبة تلك الملامح الرقيقه،أن تكون تلك الشرسه التى يتحدثون عنها بالبلده،
فى أثناء إنشعاله بالتفكير فى تلك الطبيبه،جاء لهاتفهُ رساله،فاق عليها،وعاد لوعيه،فتح الهاتف،وقرأ الرساله،ثم قام بإتصال على أحدهم،كانت المكالمه مختصره:
فى دكتوره جديده مسكت إدارة الوحده الصحيه هنا،بالزهار،عاوز كل تفصيل عنها،قدامك يومين مش أكتر.
قال هذا وأغلق الهاتف،ووضعه بجيبه،ولم ينتظر،سار مُغادراً للوحده.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
صباحاً
بكلية الطب البيطرى،
بقاعة المحاضرات،وقف وسيم،يقول تقديرات ألأبحاث التى قُدمت له،نادى على الكثير من الطلبه،كانت التقديرات بين مقبول وجيد 
كانت ليلى جالسه لا تعرف سبب شعور التضاد بداخلها،شعور يقول انه سينفذ ما قاله لها ويعطيها صفرً،وشعور أنه يكون قد نسيها،ويعطيها تقدير مثل زملائها،التضارب،ينهش بعقلها مع طول الوقت،الى أن نادى إسمها قائلاً:
الآنسه ليلى صفوان منسى،ياريت تجى هنا جانبى عالمنصه.
وقفت ليلى،وسارت ترتجف،يبدوا أنه يتذكرها،وسيوبخها أمام زمُلائها اليوم،مع كل خطوه كانت تقترب منه،كانت تريد رجوعها،كم فكرت وهى تنظر الى باب قاعة المحاضره أن تجرى وتخرج سريعاً،لكن،لا تعلم كيف طاوعتها أقدامها،وذهبت الى جوار وسيم على المنصه.
تبسم وسيم على ملامحها،التى تغيرت،بوضوح،وقال بتلاعُب:آنسه ليلى صفوان المنسى.
أومأت ليلى برأسها،وخرج صوتها محشرج،خافت:أيوه.
تبسم وسيم قائلاً:على صوتك شويه مش سامع.
جلت ليلى صوتها وقالت:أيوا أنا،ليلى صفوان المنسى.
تبسم وسيم ثم نظر الى الطلبه الجالسون بالمحاضره قائلاً:
أنا لما طلبت منكم عمل أبحاث،عن التطور التكنولوجي،فى علاج بعض أمراض الخيول،كنت سيبت لكم أسماء بعض المواقع وكمان المراجع اللى هتفيدكم فى البحث،وكتير منكم مدورش خارج المواقع والمراجع دى أو أقدر أقول كلكم تقريباً،بس الآنسه ليلى هى....
توقف وسيم وذهب الى طاوله وأخذ كوب ماء،يرتشف منه بعض قطرات المياه،ثم عاد ينظر لليلى بمكر قائلاً:
الأنسه ليلى،الوحيده اللى قدمت بحث مختلف عنكم كلكم،وأستعانت بمواقع تانيه ومراجع تانيه غير اللى أنا قولت عليها،وقدمت بحث،أقل ما يقال عنه....
توقف وسيم مره أخرى وأرتشف بعض المياه،ونظر للطلاب مازحاً،يقول:مش عارف ليه كل ما بشرب من الميه دى بعطش أكتر،يمكن علشان من مية النيل،واللى يشرب من مية النيل ما يشبعش منها.
تبسم الطلاب 
لكن تلك الواقفه تكاد يُغمى عليها،لما لايقول ما يريده وينتهى،حتى لو وبخها أفضل من ذالك الأنتظار بوقفتها هذه،بالقُرب منه.
رأى وسيم تهجم ملامح ليلى،ووجهها التى أصبح بلون الدماء،يعطى لها توهج آخاذ،
رأف بها قائلاً:
والبحث بتاع الانسه ليلى،كان أفضل الأبحاث اللى إتقدمت لى منكم،وحصل على تقدير جيد جداً،براڤو ليلى.
ماذا قال هذا الطاووس،هو تلاعب بأعصابها،ماذا سيحدث لو صفعته الآن،وجرت من أمامه،ياله من وغد،مُتلاعب،لكن تعجبت،أنسي إسمها،جيد من الأفضل أنه نسيه.
مد وسيم يده بالبحث،بأتجاه ليلى قائلاً:أنا أحتفظت بنسخه عندى عالابتوب من بحثك،وهقدمها لمجله علميه،بأسمك،ودى نسخة البحث الاصليه تقدرى تحتفظى بها.
تبسمت ليلى وقالت بصوت محشرج:شكراً،يا دكتور وسيم.
لا يعرف وسيم،سبب لذالك الشعور الذى إختلجه حين سمع إسمه منها،
نظر لبقية الطلاب قائلاً:نتقابل المحاضره الجايه،ونتناقش فى كم نقطة ضعف كده لاحظتها فى الابحاث  بتاعتكم،سلام وعليكم.
حمل وسيم الحاسوب الخاص به،وهاتفهُ  وبعض الاشياء الخاصه به من على طاوله،بالمنصه وغادر تاركاً ليلى تقف مكانها كأن قدميها إلتصقت بالارض،
فاقت على إقتراب زملائها منها،ذهبت الى تلك الطاوله،وأخذت كوب الماء الذى شرب منه وسيم،وتجرعت الباقى منه،مره واحده،تلملم شتات نفسها الذى تسبب فيه ذالك الطاووس،لكن لا تلاعب بها الفضول،لمعرفة سبب لما لم ينفذ قوله،أنسيها،إذن بعد ما فعل به وتلاعب باعصابها،لن تتركه،ستذهب خلفه وتعرف سبب أعطاؤه لها تقدير عالى.
بالفعل تركت زمُلائها و ذهبت بأتجاه مكتب وسيم. 
دخلت دون طرق الباب.
تعصب وسيم من ذالك،وقال:مش فى باب،يا آنسه مخبطيش عليه ليه ولا قلة الذوق متوفره عندك،متفكريش إنى نسيت إنتِ مين؟
تبسمت ليلى رغم حديثه الجاف،إذن هو يتذكرها،كيف أذن أعطى لها هذا التقدير ومدح بها أمام زمُلائها،فقالت له:
طب ليه منفذتش  اللى قولته قبل كده،وإديتنى صفر فى البحث.
نهض وسيم من على مقعدهُ قائلاً:فعلاً فكرت وكنت هقطع البحث بتاعك،بس أنا شخص مسؤول وعندى ضمير،قولت أقرى البحث،يمكن وقتها أريح ضميرى،وأنا بعطيكى الصفر،بس مع الأسف،رغم لسانك الزالف،وقلة ذوقك فى دخولك لمكتبى  دلوقتي،لكن البحث متقدم بطريقه علميه جيده،وده اللى شفعلك عندى،ودلوقتى إتفضلى أخرجى من مكتبى،وإتعلمى،بعد كده الذوق،بلاش تبقى دبش كده.
رغم ان وسيم ذمها بكلمة "دبش"،لكن تبسمت قائله:شكراً يا دكتور،سلام عليكم.
خرجت ليلى من مكتب وسيم،الذى تبسم لا يعرف السبب،
بينما وقفت ليلى بجوار،باب مكتبه،بالخارج،تلتقط انفاسها كانها كانت تجرى لألف ميل.
.....
بعد وقت  قليل 
نزلت ليلى من ذالك السرفيس،بقرية الزهار،لمحت تلك السياره،هى تعرفها جيداً،، إنها سيارة وسيم لكن،ما سبب وجودها،فى البلده،تعجبت كثيراً،وقالت:دى عربية وسيم،بس أيه جايبه هنا للبلد،فكرت كثيراً وقالت،طب وانا ليه أفكر كتير انا همشى وراء العربيه،
بالفعل سارت خلف السياره التى كانت تسير،بسرعه معقوله لتتبعها،الى أن دخلت الى منزل هاشم الزهار.
وقفت حائره تقول:أيه جايب وسيم الشامى ده،لبيت هاشم الزهار،لكن جاوب عقلها سريعاً:هاشم الزهار عنده مزرعة خيل،ووسيم دكتور بيطرى،يمكن جايله علشان كده،بغباوتك،يا ليلى،كان وسيم هيركب عربيه زى دى من مرتبه فى الجامعه،ولا الكام سنه البعثه اللى خدها من الجامعه فى لندن،أكيد بيشتغل دكتور بيطرى وهاشم الزهار ممكن يكون بيستعين بيه.
نهرت ليلى وقفتها قائله:الصيدليه نسيت ميعادها،يارب الدكتوره ناهد متزعلشى منى،منك لله يا سُومى،عالرعب اللى عيشتنى فيه النهارده،مسيرى فى يوم أرعبك كده،بس الصبر حلو،وأنت أحلى طاووس وسيم.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بسرايا رضوان الزهار.
نزل رفعت على السلم الداخلى للسرايا
ليقوم رامى،بالتصفير قائلاً:
اللى يشوفك يقول عريس،أيه الاناقه دى.
تبسم رفعت يقول:فين الاناقه،دى جلبيه بلدى وفوقها عبايه عربى سوده،بخطوط مُدهبه،هتلاقى معظم الحاضرين فى الحنه،لابسين نفس اللى اللبس ده.
رد رامى:فعلاً هيبقوا لابسين نفس اللبس لكن مش بهيبة،رفعت،إبن رضوان الزهار.
تبسم رفعت قائلاً:ولاد رضوان الزهار،هيبتهم مش فى اللبس،هيبتهم فى عقولهم،ويلا بينا بلاش كلام كتير،متشوق أشوف الحنه والمدعوين اللى هيشرفوا الحنه.
تبسم رامى قائلاً:يلا بينا..
بعد قليل بمنزل عضومجلس الشعب،
كان إستقبال حافل ليس ،من العضو فقط،بل الأهالى أيضاً،يهللون بأسمه،
مما أغاظ ذالك الذى دخل خلفه،يشعر بغلول،من إستقبال أبني،رضوان الزهار،وبالأخص الأبن الأكبر،
ذهب كل منهم لمكان يجلس به.
جلس هاشم بين الصفوه،وتوجه رامى ورفعت الى مكان قريب من عامة البلده.
بعد قليل مال رفعت على،رامى،وهمس له بشئ،بعدها،خرج رامى،لدقائق،لكن عاد يمتطى جواداً قوياً،وقام بالرقص عليه بحرفيه عاليه ،كأن ذالك رساله،لهاشم الزهار،فهم مغزاها،لكن مهلاً مازلت الليله  بأولها.  
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل
بمنزل والد مروه.
دخلت فاديه الى غرفة بناتها قائله:لسه.مخلصتيش لبس،يا مروه،يلا علشان منتأخرش فى الرجوع من الحنه وابوكى يجى يزعق.
ردت مروه:ما بلاش نروح الحنه دى من أصله.
ردت فاديه:يا بنتى ليه،دى حنة أبن عضو مجلس الشعب والعروسه بنت اخوه  ،ومراته متصله عليا ومأكده عليا أحضر الحنه.
قالت هبه التى تجلس بالغرفه قائله:مش معقول إتصلت عليكى وأكدت إنك تحضرى الحنه.
ردت فاديه:أيوا،مش  بببيع لها بط وفراخ، دى أكتر زبونه عندى،يلا،ربنا يعوض عليا،شويه كده،وأهو،عتق من الفِره كم بطه وكم وزه،وأشترى شوية فراخ معاهم،وبعدين يلا يا ليلى،بلاش لكاعه.
تبسمت مروه قائله: خلاص جهزت يا ماما،والله ما كنت عاوزه أحضر الحنه،دى،كلها بتبقى نميمة نسوان عالفاضى.
تبسمت هبه تصفر قائله:إيه ده يا مروه انا بقول بلاش تروحى الحنه دى لا العريس يشوفك يغضب على عروسته،ولا المعازيم يفكروكى العروسه.
تبسمت فاديه وهى تقول:خمسه وخميسه فى عين اللى ما يصلى عالنبى،ويارب يسمعها منك،وتبقى هى العروسه الجايه.
تبسمت مروه بحياء.
قالت هبه:أمين،يا ماما علشان الاوضه تفضى عليا انا والشعنونه،هبه،زمانها جايه من الصيدليه،تقولى حضريلى الحمام،يا هبابه.
تبسمت فاديه قائله:ربنا يخليكم ليا،ويعوصنى فيكم خير.
....
بعد قليل 
بمنزل عضو مجلس الشعب 
مظاهر بزخ كبيره 
حناء العريس والعروس أبناء عم 
بداخل صوان كبير منصوب فوق سطح المنزل الضخم 
كانت تجلس النسوه والفتيات ومعهن العروس.
دخول مُهيب لتلك المُهره،
وقفت لها زوجة عضو مجلس الشعب،ترحب بها،بحفاوه،تمدح بجمالها الآخاذ،
تبسمت مُهره بترفُع،هى حقاً مازالت جميلة الجميلات التى تغنوا وفتنوا،بها فى الماضى،حتى لو صابها بعض الشيب،والتجاعيد التى أخفتها مساحيق التجميل البسيطه،التى تكاد لا ترى،للعين،ذهبت وباركت للعروس،ثم جلست بين نسوة الصفوه.
كانت النساء تتهامس على تلك المُهره،التى وقف عندها الزمن،يحسدونها على جمالها،الفاتن،،لكن لا يعلمون أنها فقدت جزء كبير من جمالها فى قلبها،بسبب ذالك الخيال المخادع،الذى أصبح يُقلل ليس فقط من جمالها،بل من شأنها.
لكن يبدوا أن الجميلات ينجذبن لبعضهن،
آتت مروه ووالداتها الى صوان النسوه،نظرن لمكان يجلسن به المكان مزدحم،هناك مكان فاضى جوار مُهره،رأته مروه،جذبت يد والداتها،وذهبن إليه.
إرتبكت والدة مروه حين علمت بجوار من جلست.
تحدثت مُهره قائله:إزيك يا فاديه من زمان متقبلناش،دى بنتك.
تلبكت فاديه قائله:أيوا مروه بنتى الكبيره،ومعايا كمان بنتين غيرها.
تبسمت مُهره قائله:ربنا يخليهم لك،وتفرحى بيهم،ربنا عوضك بيهم،ياريتنى عملت زيك زمان،يمكن كان زمان معايا،بنات زيهم.
تبسمت فاديه،دون رد،وحمدت أن مروه،مشغوله،بالنظر من شُرفة المكان،تنظر الى ما يحدث أمام المنزل،من مظاهر الحناء للعريس،رقص الشباب.
لكن لفت إنتباه مروه ذالك الفارس الذى إمتطى جوادهُ،يرقص به يفعل حركات خطِره،به،مع كل حركه كان يحصد أعجاب الفتيات الاتى ينظرن إليه من الشُرفه،كم ودت فقع عيونهن، وهن يتغامزن،بأعجاب على أسم ذالك الفارس،لتقول إحداهن:
ده "رامى الزهار."
نطقة إسمه،شعللت غيرتها أكثر،هو يحصد إعجاب فتيات من عائلات كبيره،كل منهن تشتهى فقط أن يرفع بصرهُ وينظر إليها،لكن الفارس قلبهُ مفتون بجميله عنيده.
شعرت مروه انها لو وقفت كثيراً،ستقوم بحدف هؤلاء الفتيات من فوق السطح، فمالت على والداتها قائله:
ماما هروح أشم هوا شويه،بدأت اتختق مش هغيب وهرجعلك.
سمحت لها فاديه.
نزلت مروه من على سطوح المنزل،وذهبت الى الحديقه الخلفيه للمنزل،كانت شبه مُضاءه بسبب إنعكاس ضوء انوار الحناء،سارت لخطوات قبل،أن تجد يد تسحبها،لتقف بها أسفل شجره،بمنطقه شبه مُعتمه بالحديقه.
رغم خضتها،فى البدايه،لكن تمالكت جأشها،ونفضت تلك اليد التى سحبتها،بقوه وقالت بأستهجان:
مش هتبطل طريقتك دى،قولتلك قبل كده متلمسش إيدى،يا رامى.
نظر لها رامى بعين عاشقه،قائلاً:أيه اللى نزلك من حنة العروسه للجنينه،أنا شوفتك واقفه،وسط اللى كانوا واقفين فى البلكونات.
ردت بغيره شبه ظاهره:وانت بقى كنت مركز مع البنات اللى كانوا واقفين فى البلكونات،ولا فى الحصان اللى كنت بترقص عليه،طبعاً،كنت بتعمل الحركات الخطره دى علشان تشوف،وتسمع صريخهم،وإعجابهم بيك.
تبسم رامى:أنا مشوفتش غيرك،يا جميلتى،مفيش غيرك لفتت نظرى،توقف ينظر لها بصمت ثم قال:بس يضايقك فى ايه،صريخ وإعجاب البنات بيا.
ردت مروه بتعلثم:ولا يفرق معايا،واوعى من قدامي، إبعد خلينى أرجع تانى لحنة الحريم.
تبسم رامى،وبدل ان يبتعد كان يقترب أكثر،وهى تعود للخلف،الى ان أصبحت تحت الشجره،وبينهم خطوه واحده.
مد  رامى يدهُ وملس على وجنتها بظهر أصابع يدهُ قائلاً:عقبال حنتنا،يا جميلتى.
قال رامى هذا وإنحنى،وكاد يُقبل وجنتها،
إهتزت كل خليه ب مروه،وكادت تتركه يُقبل وجنتها،لكن،صوت،ذالك الطلق النارى جعلها تعود لرُشدها،فضربت على يدهُ بقوه وفرت هاربه من أمامه،
لينظر إليها يتنهد بعشق ويبتسم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بصوان الرجال.
كان هاشم يقف بالعصا يتباهى أنه هزم من كان يتبارز معه فى اقل من دقيقه، أطار من بين يديه العصا وإستسلم له، 
لكن 
نظر ناحيه 
رفعت الذى يجلس يتسامر مع أحد المدعوين، لم يكن رفعت ينظر لهُ، لكن لديه يقين أن هاشم سيفعل شئ يرغمه على مبارزته، 
وها هو، بالفعل 
ظن هاشم أن رفعت لا ينتبه له 
إنحنى وأخذ عصى من إستسلم لها، وبأندفاع، حدف العصا، ظن أنها ستقع أمام ساق رفعت لكن تعجب ليس هو فقط من تعجب، بل الجالسون أيضاً، تعجبوا حين 
تلقى رفعت العصا بيدهُ
نظر رفعت له نظره ثقه 
بادلهُ هاشم النظره بتحدى، وأشار له أن يتبارى أمامه بالعصا. 
مازالت نظرة الثقه لدى رفعت، نهض واقفاً وخلع تلك العباءه العربيه التى كانت على كتفيه وتركها على المقعد الذى كان جالس عليه، وتقدم بخطوات كلها ثقه، ليست ثقه فقط، بل إصرار وتحدى أنه سيكون الفائز ليس فقط بتلك المبارزه، بل بالحرب التى سوف يُشعلها بعد هذه الليله. 
رفع هاشم عصاه وكانت ضربة البدايه له، لكن تصدى لها رفعت، بكل سهوله، كانت مبارازه متكافئة بين الذئب والفارس، ضربه لضربه، لكن صاحب الصبر وقوة التحمُل هو من يفوز، بدأ هاشم يتضايق، هو ظن أن رفعت لا يعرف التحطيب بالعصا، ظن أنه سيهزمه من أول ضربه كما فعل مع من سبقه، بدأ هاشم يفلت صبرهُ و يتعامل بعنف، ويُخطئ فى الرد على بعض الضربات، 
الفارس مراوض جيد لديه ملكة الصبر،وقوة التحمُل،التى يستفز بها مراوضهُ، وها هو هاشم بدأ، ينهزم، بلحظه إستغل رفعت ذالك الخطأ وضرب بعصاه ضربة الفوز، التى أطارت عصا هاشم من يدهُ بعيداً، وفاز الفارس، بالمبارزه. 
رغم غِل هاشم، لكن تمالك حِقده أمام العامه من أهل البلده، ومد يدهُ يُصافح، رفعت
رفعت الذى نظر ليدهُ الممدوده، بأستهزاء، هل يظن هذا الأحمق أن يمد يدهُ له ليصافحه، حقاً أحمق، لكن رفعت ليس بأحمق، وعرف كيف يخرج من ذالك أمام العامه منتصر، وبزهو الفارس الشجاع، وبدل أن يمد يدهُ له 
فعل مثلما هو فعل فى البدايه، 
حدف رفعت له العصا، 
لكن برجلة هاشم حين تفاجئ بحدف رفعت العصا، جعلته يرجع خطوات للخلف، خوفاً أن تصيبهُ العصا، وقعت العصا أمام ساق هاشم. 
نظر رفعت للعصا على الارض ثم نظر الى هاشم بزهو، دون حديث، وعاد الى مقعدهُ وجذب عبائته ووضعها على كتفيه وجلس بين المدعوين، بزهو،وسط هتافات المدعوين، بأبن رضوان الزهار، الذى حصد إعجاب العامه والخاصه، هذا إبن الفارس العائد لأخذ مكانة أبيه السابقه وبجداره.
ذهب هاشم للجلوس بين الصفوه،وكانت عيناه تشع  بنيران،ساحقه، وغلول الماضي تعود لقلبهُ مره أخرى،ها هو إبن رضوان الزهار،يعيد  ذكرى أبيه للأذهان مره أخرى،سابقاً كان رضوان يتفوق عليه،عاد نفس الحقد القديم لقلبه،لكن هذه المره لا يعلم أن الفارس هو من يُشعل الحرب،ولديه عتاد قوى.  
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى.
قبل العصر بقليل
بداخل الوحده،دخلت صفاء الى غرفة المدير،
تبسمت لها زينب قائله:تعالى،يا صفاء إقعدى،ده وقت الغدا نتغدى سوا.
ردت صفاء:بصراحه يا دكتوره أنا كنت جايه ليكِ فى طلب،ومكسوفه أقولك،بس إن موافقتيش مش هزعل.
تعجبت زينب قائله:طلب أيه ده،قولى متنكسفيش،ولو فى إيدى هنفذلك طلبك.
ردت صفاء ببعض الكسوف:أمى يا دكتوره،عازماكى عالغدا،بس انا والله قولت لها هى الدكتوره ناقصها أكل،قالتلى قوليلها وملكيش دعوه،انا عاوزه أتعرف عالدكتوره زينب.
تبسمت زينب ونهضت من على مقعدها،وخلعت معطفها الأبيض،وعلقته قائله:طب،يلا خلينا نروح نتغدى،عند الحاجه والداتك،أنا جعانه جداً ومصارينى نشفت من أكل الوحده المسلوق،والفول والطعميه،خليتى اشوف سفرة أهل الشرقيه العامره،بما لذ وطاب،قبل إستراحة الغدا ما تخلص.
تعجبت صفاء قائله:دى امى هتفرح قوى قوى،دى من يوم ما حكيت لها على اللى عملتيه فى المخسوف طليقى،ونصرتك ليا،وهى بتدعيلك ونفسها تشوفك،بس هى رجلها مبقتش تتحملها،السن له حُكم.
تبسمت زينب قائله:ليه إنتِ عندك كم سنه يا صفاء.
ردت صفاء عندى خمسه وتلاتين سنه.
تبسمت زينب قائله:يعنى والداتك أكيد لسه صغيره فى السن،سلامة رجليها.
ردت صفاء:الفقر،يا دكتوره بيركبك عُمر على عُمرك،وبيهد الحيل،وأمى طول عمرها شقيانه من يوم ما أبويا ربنا افتكره وهى شابه،وضيعت شبابها علشان تربينى أنا وأخويا،ربنا يرزقه بالحلال،بيشتغل فى مزرعة رفعت بيه الزهار.
ردت زينب: خلينا نمشى وقوليلى، رفعت الزهار ده يبقى إبن هاشم الزهار اللى كان هنا فى الوحده من كام يوم،وقابلنا إمبارح فى حنةإبن عضو مجلس الشعب.
ردت صفاء بنفي:لأ هاشم بيه ده مش مخلف،بس يبقى قريب رفعت بيه،أبو رفعت بيه الله يرحمه،يبقى إبن عم هاشم الزهار،يعنى هاشم بيه تقريباً عم رفعت بيه،بس متعرفيش أيه بينهم الأتنين مش بيرتاحوا،لبعض،رفعت بيه إمبارح فى الفرح،حطب قصاد هاشم بيه وكسبوا،لو كنتِ فضلتى فى الحنه شويه كنتِ شوفتى وهما بيتباروا قصاد بعض،زى ابطال السيما،بس رفعت بيه ربنا يحميه لشبابهُ كسبه،هو من يوم رجوع،رفعت بيه وأخوه لهنا البلد من تانى،والبلد كلها ملاحظه إنقسام بين رفعت بيه وأخوه،وبين هاشم الزهار،سمعت من أمى زمان إن كل ولاد الزهار كانوا إيد واحده،بس الحريق اللى حصل فى الماضى وحرق سرايا أبو رفعت بيه،واللى نجي من الحريق،رفعت بيه هو وأخوه،وخدتهم بعدها جدتهم أم أمهم معاها لأسكندريه،بس رجعوا من تانى من كام سنه،ورجعوا أيه مفيش كبير فى البلد والمحافظه كلها إلا،وهو بتمنى يقرب من رفعت بيه هو وأخوه.
سخرت زينب قائله:ما هو المال والسلُطه أعز الحبايب،بيتكم بعيد عن هنا يا صفاء.
ردت صفاء:لأ خلاص يا دكتوره قربنا نوصل،بيت أمى،بعد سرايا رفعت بيه اللى ماشين جنبها دى بدقيقتين مشي.
نظرت زينب للسرايا قائله:هى دى سرايا رفعت بيه.
ردت صفاء:أيوا هي،دى سرايا ومزرعة خيول كمان،دى كبيره قوى من جوه،أنا دخلتها مره كنت راحه لأخويا بالغدا،كان نسيه، عارفه يا دكتوره،دى بلد تانيه وراء السور ده،وعايش فيها هو وأخوه وجدته،ست كبيره هى اللى ربتهم بعد موت أبوهم وأمهم،أصلهم مش بيدخلوا أى حد غير بس الشغالين،بالسرايا والمزرعه،غير كده قليل لما بيسيبوا حد غريب يدخل من السور ده
أصل رفعت بيه واخوه مانعين أى عامل فى المزرعه،يطلع لبرها،لحد ما يوميتهُ تخلص،بس،لازم ياخد منهم الأذن الاول.
نظرت زينب،للسرايا،هى عبارة عن قصر كبير بطراز عريق وفخم،وتلك الأسوار العاليه تُحيط به،تُشبه حِصن كبير.
وقالت بأستغراب: طب ليه مش بيدخلوا أى حد للسرايا،والعمال إزاى،قابلين بكده ده يعتبر حاجزهم فى المزرعه.
ردت صفاء:والله ما أعرف،هو ده نظامهم،والعمال غلابه واللى يهمها أجرتها وبس،وطالما معاملته لهم كويسه خلاص.
تعجبت زينب لكن نفضت عن،رأسها هذا الأمر لا يُخصها فى شئ.
.......
بينما بالمزرعة 
شعر  رفعت بالانهاك قليلاً من ترويض أحدى المُهرات فذهب
وإستلقى، أسفل أحد الأشجار بالمزرعه،
لا يعرف كيف سحبهُ النُعاس،أم هى غفوة عين 
ليرى بغفوته
تلك الفتاه،تخرج من النيران،تقترب منه،بيدها نفس الدلو،أقتربت أكثر منه،حين أصبحت أمامه،تطاير جزء من الوشاح الذى على رأسها، على وجهها فأخفى رؤية ملامح وجهها،لكن هى ذهبت خلفه،ولفت يدها حول صدرهُ،وضعت كف يدها على موضع قلبه،
شعر بنسمات أنفاسها على عُنقه،وقال:
إنتِ مين وفين؟
همست جوار أذنه:أنا قريبه منك،لو فتحت عيونك هتلقانى،ووقتها هتعرف أنا مين،،
إفتح عيونك،يارفعت.
فتح رفعت عيناه،ونظر أمامه،هبت رياح ربيعيه،مُحمله برائحة زهور الربيع،إنتعش قلبه ونهض،من مجلسه، فك لجام ذالك الجواد المربوط بوتد قريب من الشجره،وأمتطاه،وسار،به الى ان خرج من داخل المزرعه،وأصبح يسير،فى أروقة البلده،دون هدف يعلمه.
بنفس الوقت
نهضت زينب واقفه وقالت بشُكر:أنا من يوم ما جيت للبلد دى مأكلتش فى طعامة الأكل ده،لدرجة إنى نسفت الأطباق.
تبسمت والدة صفاء قائله:مطرح ما يسرى،يا دكتوره،والله أنا مش عارفه أقولك أيه،على مجيتك لبيتى الفقير ده،وكمان عن دفاعك عن صفاء.
تبسمت زينب:بيتك مش فقير ياحجه،بيتك غنى وعمران،طالما عندك فى بيتگ قوت يومك وحِيطان ستراكى،تبقى من ألأغنياء.
تبسمت والدة صفاء،وجذبت زينب تحتضنها قائله:ربنا يسترك،يا بنتى،قصدى،يا دكتوره.
صمتها زينب بود قائله:كلمة بنتى أحلى من كلمة دكتوره وبعدين إحنا بقى بينا عيش وملح،قوليلى،يا زينب من غير دكتوره،إنت فى مقام جدتى.
ضمتها المرأه أكتر قائله بعتاب:بينا عيش وملح صحيح بس إنتِ مأكلتش غير شوية خُضار وبس.
تبسمت زينب قائله:والله انا مش باكل لحوم خالص،بتتعب معدتى.
تبسمت والدةصفاء:ربنا يبعد عنك التعب،يا بنتى ويبارك فى شبابك،ويرزقك بالراجل الصالح اللى يتقلك بالدهب،ويقولك 
إمشى أما أنظرلك،وعينهُ متشبعش من وشك الحلو ده.
تبسمت لها زينب. 
خرجت من منزل،والدة صفاء،تسير الى جوارها،كانتا تتحدثان معاً 
لكن فجأه أثناء خروجهن من تقاطع الشارع، فوجئن، بذالك الجواد، 
مباشرةً فى وجه زينب 
إنخضت زينب وتلجمت فى مكانها، للحظه، لكن صهل الجواد، ورفع ساقيه الاماميه،جعل زينب تعود للخلف،لم تنتبه،فسقطت أرضاً،تشعر بألم ولكن سبت الذى يمتطى الجواد قائله:
"بغل" غبى متخلف همجى مبيشوفش وراكب حصان،يدوس بيه الخلق.
بينما رفعت،مسك بلجام الجواد،وحاول السيطره عليه،وإبتعد قليلاً عن مكان وقوع زينب،خشية أن يدهسها الجواد،لكن سمع سب زينب له،وكان هذا هو الصِدام الأول بينهما.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقعت زينب،تشعر،بألم قوى بكاحل إحدى قدميها،حاولت الوقوف،لكن لم تستطيع الوقوف،فظلت جالسه أرضا،لكن رغم الألم التى تشعر،بها لم يكن لسانها صامت،أكملت سب.
تلهفت عليها صفاء،ليست متعجبه من سبها ل رفعت الزهار،فسابقاً لقنت طليقها درساً قوياً،يبدوا أن الطبيبه لا تهاب من أحد،أو ربما لا تعرف من رفعت الزهار:جلست صفاء لجوارها قائله:سلامتك يا دكتوره حصلك ايه.
تخلت زينب عن سبها،لرفعت وردت على صفاء قائله:معرفش كاحل رجلى بيوجعنى قوى،قالت هذا وعاودت سب رفعت مره أخرى.
بينما رفعت،سار قليلاً بالجواد،يحاول السيطره عليه  الى أن تمكن من السيطره عليه،نزل سريعاً،من عليه،وتوجه الى مكان جلوس زينب، بلهفه لا يعرف سببها.
جثى على ركبتيه أمام زينب قائلاً:إنتِ السبب،شهقتك،خضت الحصان خلته عمل كده،وعالعموم متأسف وخلينى أساعدك،لو سمحتى.
قال رفعت هذا ومد يده،كى يضعها على كاحل زينب،لكن،زينب بحركه عفويه،شدت كاحلها،بيدها وبعدت يدهُ عنها،نظرت له نظره ساحقه قائله :
إنت إتجننت،إزاى تلمسنى،إبعد عنى كفايه،لأ وكمان بترمى اللوم عليا،وإنت اللى غلطان،مش بتعرف تركب حصان بتركبه ليه عاوز تدهس الخلق،وتجيب اللوم عليهم،اما إنك همجى بصحيح والحمار اللى كنت راكبه ميفرقش عنك.
تنحنحت صفاء قائله:معليشى،يا رفعت بيه الدكتوره زينب متعرفش إنت مين.
نظرت زينب  ل صفاء بحِده قائله:أنتِ بتقولى أيه،أعرفه او معرفوش،ميهمنيش،ده واحد غلطان بيرمى اللوم على غيره،يبقى اقل ما يقال عنه همجى،ومش بس همجى،ده ميفرقش عن الحيوان اللى كان راكبه،وإياك تدافعى عنه يا صفاء،
قالت زينب هذا وعاودت تسب رفعت.
صمتت صفاء. 
بينما،رفعت
رغم وصلة السب التى ألقتها عليه، لا يعرف لما أراد أن يضحك  ، لكن حاول تمالك نفسه، حتى لا تُزيد من سبابها، ما المضحك بالنسبه له،لا يعلم سبب لذالك لو كانت غيرها من تسبه هكذا لكانوا يقرؤا الفاتحه على روحها الآن، لكن تلك تثير ضحكه، فلتت منه بسمه على محياه. 
رأت زينب بسمته فقالت بحده وغيظ: 
بتبتسم على أيه أما أنك همجى صحيح، واضح جداً  إن رجلى إنكسرت بسببك دا انا هوديك فى ستين داهيه، علشان تبقى تشوف قدامك قبل ما تدهس فى الخلق، ساعدنى، يا صفاء أقوم أرجع الوحده، أشوف أى دكتور فى الوحده، يشوفلى فيها أيه. 
رغم تعجب صفاء من بسمة  رفعت وصمته وعدم رده على تهجم الدكتوره وسبها له، لكن مدت يدها، تساعد زينب، التى حين وقفت لم تستطيع الوقوف من آلم ساقها، فجلست مره أخرى. 
عاود رفعت يُقدم لها المساعده مادداً يدهُ قائلاً: خلينى أساعدك، صفاء مش هتعرف تساعدك. 
نظرت زينب  ليدهُ الممدوده قائله  إبعد عنى، حسابك معايا بس أصبر. 
تبسم قائلاً: تمام هستنى حسابك، بس دلوقتي  خلينى أساعدك. 
ردت عليه بسخريه قائلاً: وهتساعدينى بقى إزاى هتجبسلى رجلى بأيدك  اللى معرفتش تتحكم فى الحصان بيها. 
تبسم قائلاً  بخباثه: لأ هشيلك لحد الوحده،يمكن نلاقى  دكتور هناك، يشوفلك رجلك فيها أيه. 
نظرت له وقالت بغيظ: تشيلنى لحد الوحده، اللهى يشلوك مرابعه، غور من وشى. 
لم يستطع كتم ضحكته أكثر من ذالك، رغم أنها تسبهُ، وتدعى عليه،،الى أنه ضحك  عالياً، مما أغاظها أكثر، لو تستطيع الوقوف على ساقها، لوقفت وقامت بخنقه، لا بذبحه أفضل. 
وهمها رفعت أنه إمتثل لطلبها ان يبتعد عنها وبالفعل توجه الى مكان وقوف، جوادهُ، وكاد يمتطيه، لكن قالت زينب بضيق: 
موافقه تاخدنى للوحده، بس مش هتشيلنى، هركب عالحصان. 
تبسم رفعت 
ثم عاد لمكان جلوسها، وقال بمكر، تمام، زى ما انتى عاوزه، خلينى أساعدك تركبى الحصان. 
مدت زينب  يدها ل صفاء قائله: خدى بايدى المسافه اللى بينى وبين الحصان. 
ندبت صفاء نفسها قائله: حطى أيدك على كتفى يا دكتوره وأسندى عليا. 
قبل أن تضع زينب يدها على كتف صفاء، فوجئت برفعت حملها بين يديه، وسار بها، 
شهقت زينب بخضه قائله: نزلنى، يا همجى، مين سمحلك تشيلنى. 
صمت رفعت، يُخفى بسمته، 
حاولت زينب التملُص منه، لكن همس رفعت، بوقاحه: 
إهدى، يا زوزى، لو سيبتك من إيديا مش هيبقى كسر رجل بس، يمكن يكون كسر ضهر،ولا كسر رقبه ولا حوض،. 
نظرت له بحده، قائله: وقح و همجى وحقير، وهتشوف أنا هعمل فيك أيه. 
وضع رفعت زينب، على الجواد، قائلاً: هنتظر رد فعلك بعدين. 
قال هذا وبسرعه كان يمتطى الجواد خلفها، يمسك اللجام بيديه. 
شهقت زينب  قائله: وده إسمه إيه، بقى أنزل من على الحصان. 
رد رفعت: ولما انزل  من على الحصان مين اللى هيوصلك للوحده. 
ردت زينب: إنزل من على الحصان، وأسحبه من اللجام،وجهه لمكان الوحده 
همس  رفعت قائلاً: ما انا كده، سهل اوجه الحصان للوحده، وعادى جداً. 
قال رفعت هذا ونظر لصفاء قائلاً: 
حصلينا براحتك عالوحده، يا صفاء. 
قال رفعت هذا ولم ينتظر أن تتحدث، زينب، 
ضرب بساقه بطن الجواد، لينطلق، سريعاً. 
للحظه شهقت زينب وخافت أن تقع، مسكت يدى رفعت بتلقائيه، وسرعان ما إنتبهت على ذالك وتركت يديه، وقالت: هدى سرعة الحصان، وإبعد شويه عنى بلاش التحرش ده. 
ضحك رفعت دون  ، رد
زاد غيظ زينب وقامت بضربه بكوعها، فى صدره. 
ضحك  أكثر
فقالت زينب: أيه مش قادر تمسك نفسك من الضحك أيه بزغزغك، صحيح  وقح وهمجى. 
قالت زينب هذا وصمتت، باقى الطريق الى أن وصلوا الى الوحده الصحيه. 
قال رفعت:إمسكى لجام الحصان بأيدك،
فعلت زينب مثل ما قال وأمسكت اللجام 
  بينما رفعت، حين مسكت اللجام قفز من على الجواد، أرضاً، بخفه،وسهوله. 
تعجبت زينب  من ذالك، لكن أيقنت أنه مدرب على ذالك. 
فجأها رفعت حين وضع يديه حول  خصرها، وكان سينزلها من على الجواد 
برد فعل  تلقائي  منها قامت بضربه على يديه، بلجام الجواد 
تبسم رفعت قائلاً: أيه مش هتنزلى خليني  أنزلك ولا عجبك القعاد على الحصان، أطلع تانى ناخد جوله أكبر فى البلد. 
نظرت له بغيظ  يشتد قائله: عارف لو مبطلتش وقاحتك دى، أنا هخنقك باللجام اللى فى إيدى ده، إدخل الوحده، نادى على أى واحده من الممرضات تجبلى كرسى متحرك، إنشاله نقاله. 
تبسم قائلاً: طب وليه انا موجود وهما خطوتين بس، سبق وشيلتك،من شويه،يعنى مش أول مره،وبلاش وقفتنا دى الوحده فيها ناس كتير ويفهموا وقفتنا دى غلط.
قال هذا ولم يمهلها أن ترد وفاجئها مره أخرى يحملها ودخل بها  الى أحد غرف الوحده 
ثم وضعها على أحد المقاعد.
نظرت زينب له قائله:يلا غور من وشى.
إقترب رفعت من زينب وحاصرها  يضع يديه على مسندا المقعد قائلاً:تعرفى أنى معرفش سبب إن ساكت على سبك ليا،ولسانك ده تلميه،شويه،ولا مفكرانى زى طليق صفاء،لأ إصحى يا دكتوره زينب صفوت السمراوى،إنت متعرفيش مين،رفعت رضوان الزهار.
إرتبكت،زينب من قُرب رفعت منها بهذا الشكل،وإبتبلعت حلقها قائله بتحدى:ومين بقى رفعت رضوان الزهار،كويس إنك قولت إسمك كامل قدامى،أكيد هحتاجهُ فى المحضر،اللى هعملوه لك،وإبعد عنى أحسنلك،متفكرش إن كسر رجلى،يمنعنى أبعدك عنى،بكل سهوله.
نظر رفعت لعين زينب،وتبسم قائلاً: أنا مروض خيول،وياما روضت خيول كانت شرسه،كان الضربه منها تموت،وطوعتها لأمرى.
كانت نظرات عيونهم مركزه فى عيون بعضهما،
زينب عيناه تنظر له بتحدى،بينما رفعت لا يفهم معنى لنظرات عيناه، سوى أنه يريد ذالك
ظلا تائهين،بأعين بعضهما،
لكن دخل أحد الأطباء للغرفه 
قطع تواصل العيون بينهم 
حين قال:بيقولوا الدكتوره زينب مُصابه.
ترك رفعت مسندا المقعد وإبتعد عن بنظرهُ عن زينب،ونظر للطبيب قائلاً:واضح إن فى إصابه فى رجِلها.
تحدث الطبيب قائلاً:فى فى الوحده دكتور عظام منتدب،غير فى جهاز آشعه،هخرج  اقول لواحده من الممرضات،تجيب للدكتوره كرسى متحرك،وتاخدها،لأوضة الآشعه.
قال الطبيب هذا وغادر 
تحدثت زينب قائله:تقدر تمشى،خلاص،بس متستناش منى،شُكر،و أقول عمل معروف وجابنى هنا للوحده،لأنك من البدايه السبب فى إصابتى بهمجيتك.
نظر رفعت لها مبتسماً بمكر،يقول:ومين اللى قالك إنى منتظر منك شُكر،أنا معاكى،تقدرى تقولى،إعمل الخير وإرميه البحر.
نظرت له زينب قائله بتهكم:بتقول خير،لأ والله ضحكتني،إنت السبب أصلاً فى إصابتى،وإتفضل إخرج بره،قبل......
لم تكمل زينب وعيدها،حين دخلت إحدى الممرضات،بمقعد متحرك،
نظرت ل رفعت،بأحترام،ثم قالت:الدكتور قالى،حضرتك يا دكتوره رجِلك مصابه،ولازم تعملى عليها آشعه.
قربت الممرضه المقعد المتحرك من مكان جلوس،زينب،التى سندت على مسند المقعد،وسارت خطوه وجلست،على المقعد المتحرك،قائله:كمان عاوزه دكتور،لأن معصم إيدى متعور،جرح كبير.
نظر رفعت لمعصمى،زينب،يبدوا بالفعل أن أحد معصمها مجروح،هنالك أثار دم على كُم كنزتها.
قامت الممرضه،بدفع، المقعد التى تجلس عليه،زينب،وخرجت من الغرفه
لكن سار خلفها،رفعت.
قالت زينب:أقفى لو سمحتى.
وقفت الممرضه 
نظرت زينب لرفعت قائله:على فين يا أخ،هتجى ورايا كمان لأوضة الآشعه،لأ بقى ده كتير،إتفضل شوف طريقك.
نظر رفعت لها قائلاً:ومنين جالك إنى جاى وراكى،مش شايفه إن أوضة الآشعه جنب،باب الخروج من الوحده،وأنا وخلاص كده،عملت بأصلى،أتمنالك الشفا،ياااا دكتوره.
قال رفعت هذا وتوجه الى باب الخروج من الوحده،بينما دخلت الممرضه،ب زينب الى غرفة الآشعه،وهى تستشيط غيظاً من ذالك الهمجى،كم ودت النهوض من على المقعد المتحرك والذهاب خلفه وإلقائه بحجر كبير برأسهُ،علها تشفى غيظها منه.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بفناء كبير بالبلده،مجاور للوحده الوحده الزراعيه. 
كان صوان العُرس المهيب، مظاهر العُرس طاغيه، 
لكن هذا العُرس ومظاهرهُ ما هى الادعايه، لوالد العريس، كان من الطبيعى، إقامة العُرس، بأفخم القاعات، لكن مع إقتراب الأنتخابات البرلمانيّة، وجب عليه، اللعب، بأهالى البلده وغيرها، ويظهر بها كرجل يريد العيش والفرح وسط أهله وعزوته، كما يُقال، فى هذه المناسبات. 
على مسرح كبير يجلس العريس وجواره عروسه المتضايقه كانت تريد أن تُقضى، ليلة عُرسها بأفخم القاعات، ويشاركها النُخبه فقط 
النخبه اللذين بجلسون بمكان مُخصص لهم بالفناء، والعامه بمكان يفرحون ويمرحون ويهللون  ببعض الأشياء البسيطه كالأطعمه المُميزه، 
من بين النُخبه كانت تلك المُهره تجلس أمام أحدى الطاولات،وجوارها،كان يجلس هاشم الزهار وبالمقابل لها كان يجلس وسيم، 
تفاجئت مُهره، بمن ينحنى على يديها يُقبلها قائلاً: عمتى مُهره، أجمل الجميلات هنا فى الحفله،والله أنتى أحلى من العروسه بكتير،كويس أنك قاعده بعيد عنها كانوا فكروكى العروسه،وتخذى جنب جمالك.
تبسمت مُهره قائله:رفعت الزهار،شكل ترويضك  الخيل علمك البكش،وحشنى من  فتره مشوفتكش،وفين رامى،هو كمان؟.
تبسم رفعت،قائلاً: رامى أهو، والله مشاغل،مشغولين فى مزرعة الخيل،بس منقدرش ننسى أحلى مُهره فى عيلة الزهار،اللى فى حضرتها يختفى القمر مالوش مكان جنبها،صح ولا أيه رأي هاشم الزهار،اللى فاز بأجمل مُهره.
نظر هاشم له بحقد قائلاً:طبعاً،مفيش حد يقدر يقول غير كده،مُهره الزهار أجمل مُهره فى مصر كلهاُ.
تحدث رامى الذى إنحنى هو الآخر يُقبل يد مُهره: مش بس أجمل مُهره فى مصر،دى الأجمل فى الكون كله،مش كنتِ،أستنتينى،ليه تكسري قلبى.
تبسمت مُهره:سلامة قلبك،ياأبن أختى،بلاش بكش ويلا أقعدوا  جنب وسيم.
تبسم وسيم قائلاً:ليه عاوزاه الناس  تحسدنا على شرف قُعادنا مع  أجمل مُهره فى الكون على طرابيزه واحده.
تبسمت مُهره على مديحهم قائله:أنا اللى هتحسد إن قاعد معايا أحلى تلات فرسان مش بس فى الحفله،لأ فى البلد.كلها،عقبالكم،قريباً.
تبسم رفعت قائلاً بسخريه مبطنه:وهاشم الزهار،أكتر فارس محسود إنه فاز بالمهره،وشكراً لأمنيتك الجميله.
رسمت مهره بسمه طفيفه،
جلس رامى ووسيم جوار بعض،بالمقابل جلس رفعت لجوار،مُهره من الناحيه الأخرى،كانا يتهمسان بود  معاً،رفعت يثير غيرة وغضب هاشم،
بينما وسيم ورامى كانا يتحدثان معاً الى أن،أضاءت شاشه هاتف وسيم،نظر الى الهاتف،ثم إبتسم ونهض واقفاً.
تبسم رامى قائلاً:أيه مين اللى بيتصل عليك،لتكون موزه أجنبيه.
تبسم وسيم قائلاً:لأ إطمن،ده صديق ليا من أيام بعثة لندن،هطلع أرد عليه بره الصوان،علشان الصوت،وأطمن أكتر أنا بشجع المنتج المصرى.
تبسم رامى قائلاً: أجمل مثال للمنتج المصرى،المُهره. 
تبسم رامى،ورفعت،وقال رفعت:المُهره مفيش منها إتنين.
إغتاظ هاشم الجالس بينهم كأن على رأسه الطير،صامت،وهو يرى هؤلاء الشباب،يمدحون،بمُهره،ويتغزلون بها،وليس هم فقط،فهنالك أعين كثيره،بالحفل، كانت قديماً تتمنى فقط نظره من عين المُهره،التى مازالت تحتفظ بجمالها الآخاذ،رغم مُضى السنوات،وعين عاشق قديم،طلب الوصال،لكن كان الرفض من نصيبه،ترك البلده،وزهد النساء بعدها،لكن ربما للقدر مشيئه أن يعود الليله ليراها،لم تكبُر بنظرهُ.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل
بالصيدليه التى تعمل بها ليلى
دخل ذالك الشاب.
قالت ليلى بتهجم:على ما افتكرت تجى الصيدلية،أيه اللى أخرك الساعه بقت تسعه وربع،والمفروض تستلم ورديتك بالصيدليه،الساعه سبعه ونص،تمانيه بالكتير.
تبسم لها قائلاً:كنت فى الفرح روحت أروح عن نفسى شويه،وكمان إتعشيت هناك،معليش بقى،ما انام كمان كل يوم باجى قبل سبعه ونص إستلم منك الصيدليه،إتأخرت يوم من نفسى.
ردت ليلى بتهجم: آه يا طفس،ماشى أنا همشى بقى،سلام.
خرجت ليلى من الصيدليه،تعجبت قائله:هى البلد ماتت ولا أيه مفيش أى حس فيها،كده ليه،آه أكيد كلهم فى الفرح،علشان يتعشوا،اما أخف رجلى، ماما من شويه إتصلت عليا،بلاش أقلقها.
سارت ليلى،بضع خطوات،لكن فجأه فى تقاطع شارع،ظهر خيال أمامها هنالك من يسير خلفها،إرتعبت وبدأت تُسرع بخطواتها،الى أن إقتربت من خلف ذالك الصوان،ولسوء حظها كان هنالك نُقرة مياه ضحله،حاولت تفاديها،والتجنب منها،لكن تعثرت بأحدى الأحجار الصغيره،وكادت تقع،لولا أن أمسكت بها يد،
إرتجفت،ونظرت له،رأت الشر بعينيه،حاولت جذب يدها من يدهُ،بقوه،لكن الآخر كان يطبق،يدهُ على يدها بقوه،ليس هذا فقط،بل سحبها خلفه،صرخت ليلى،لكن بسبب أصوات الموسيقى العاليه بالمكان،لم يكُن يسمعها أحد 
كانت تحاول التملُص من ذالك الوغد،الذى قال:
من شويه جيتلك الصيدليه،وقولتلك عاوز علاج مرضتيش تدينى،وقولتى مش بيتصرف غير،بروشته،أنا بقى خرمان،يا حلوه،وهعدل مزاجى الليله بيكى،البلد كلها جوه فى صوان الفرح ومحدش هيسمعك،مهما تصرخى.
لم يقول هذا فقط،بل أخرج من سُترته،مديه قائلاً:لو سمعت صوتك هشُق حنجرتك،وبرضو هاخد اللى يعدل مزاجى،يبقى تنكتمى
نزلت دموع ليلى تقول بأستجداء:حرام عليك،صدقنى اللى بتعمله ده ممكن يضيع مستقبلك،معندكش أخوات بنات تخاف عليهم،أعتبرنى زى أختك.
رد الوغد:لا معنديش أخوات بنات،وبلاش كلام كتير،
قال هذا وجذب ليلى من ذراعها الذى يكاد ينخلع من جسدها،،بسبب محاولاتها شد ذراعها من يدي ذالك الوغد،إبتعدا قليلاً عن مكان العُرس،لمكان بأضاءه خافته،صرخت ليلى،مازالت تستنجد ربما أحداً يسمعها،
بمكان صغير وضيق،تابع لتلك الوحده الزراعيه،ألقى ذالك الوغد ليلى،على بقايا القش، المكان عبارة عن غرفه قديمه،شبه مهجوره بظهر الوحده الزراعيه،تبدوا انها مكان تُلقى به المخلفات ،
كل ذره بجسد ليلى ترتجف،لكن صوتها كان يستغيث،ربما يرسل لها الله من ينقذها من ذالك الوغد الآثم،
قبل أن تنهض ليلى،أقترب منها ذالك الوغد،ووضع حبه بفمه،
إبتلعها بدون جرعة ماء،نظر لليلى بأستمتاع،هى أصبحت بين براثنهُ،بدأ فى خلع ثيابه،جزء خلف أخر،أصبح لا يسترهُ سوى شورت فقط.
صرخت ليلى صرخه مدويه،شعرت بانشقاق صوتها،مع تلك الصرخه،التى كانت بالنسبه لها صرخة نجاه.
قبل لحظات خرج من الصوان،وسيم،ونظر للهاتف، الذى فجأه، فصلت شاشتهُ يبدوا أنه فصل شحن،
ضرب وسيم بيدهُ على راسه قائلاً:نسيت أشحن التليفون قبل ما أخرج،
فكر أن يعود للزفاف مره أخرى،ويقوم بشحن الهاتف،حين يعود للمنزل،
لكن قال:
ممكن أما أروح للبيت أنسى أحط الموبايل عالشحن،معايا فى العربيه شاحن،هروح أحط الموبايل فيه،وأرجع تانى للزفاف،أهو يشحن شويه على ما أروح للبيت،أبقى أكمل شحنه.
بالفعل ذهب وسيم،الى مكان وقوف سيارته،بمكان قريب من تلك الغرفه المهجوره،بظهر الوحده الزراعيه،
سمع أصوات،صُراخ،وإستغاثه،ثم صوت صرخه قويه،تتبعها صرخات متتاليه
سار خلف ذالك الصراخ،الى أن وقف أمام تلك الغرفه،
راى شاب،شبه عارى،من ظهره،وهنالك من تتوسل إليه،أن يتركها،لكن هو يترنح بأستمتاع،كأن يتلذذ بصراخها وإخافتها..
دخل الى تلك الغرفه،وضع يدهُ على أنفه،بسبب تلك الرائحه الكريهه،
رأى فتاه مُلقاه أرضًا،تعطى لذالك المتسكع ظهرها،كاد ذالك الوقت أن يتهجم عليها،
لكن قبل أن يضع يدهُ على جسدها،كان لا يشعر بتلك الضربه العنيفه التى أخذها بأنفه،ولا يشعر بأنفه الذى ينزف الدماء بغزاره،، رغم ذالك كان يترنح، من أثر تلك الضربه هو تحت تأثير المخدر الذى تناول منه حبه قبل قليل.
سَب ذالك الوغد المتسكع،وسيم بألفاظ نابيه،ناوله وسيم بعض اللكمات،ولكن ذُهل حين رفعت الفتاه وجهها،تنظر أمامها،قائلاً:
ليلى!
بدموع وضياع،لفظت ليلى إسمه،بصعوبه قائله: دكتور وسيم!،قالت هذا ولم يعد عقلها التحمُل،إختار الإنسحاب من الواقع المرير،التى مرت به.
لا يعلم وسيم سبب لتلك الرجفه الذى شعر بها فى قلبه،حين،رأى ليلى تُغمض عيناها،فقام،بضرب ذالك الوغد،ضربات متتاليه وقويه،أعدمته الحركه،ووقع أرضاً،فاقدً للوعى.
بصق وسيم عليه وتوجه،الى ليلى المُغمى عليها،رفع رأسها،وضرب بخفه على وجهها كى تفيق،لكن لم تفيق،تنحى عقله،وقام بحمل ليلى،من ذالك المكان الموبوء،وسار بها،ووضع جسدها على مقدمة السياره، ثم فتح باب سيارته وأتى بقنينة عطر كانت معه بالسياره،وقام برش رذاذ منها على وجه ليلى،التى بدأت تفيق وهى تهزى،برعب وهلع،حتى أنها صرخت .
مسك وسيم كتفيها قائلاً:ليلى إهدى،ومتخافيش.
لكن ليلى مازالت تُغمض عيناها، عقلها مازال يصور لها أن من أمامها ذالك الوغد المتسكع، وانهامازالت تحاول التملُص منه وتترجاه أن يتركها .
شعر وسيم بوخزه قويه بقلبه،وهو يراها بكل هذا الضعف،أمامه،تحدث قائلاً:
ليلى إفتحى عيونك،خلاص الوغد بعد عنك.
بدأ عقلها يستجيب لتعود الى رُشدها،فتحت عيناها،رأت،وسيم،قال عقلها،هى تتخيل ذالك،ليست حقيقه،
لكن قام وسيم،برش رذاذ من قنينة العطر على وجها قائلاً:ليلى،ليلى.
أغمضت ليلى عيناها،ثم فتحتها،مره أخرى،هى لا تتخيل،بالفعل وسيم أمامها،بتلقائيه منها،كانت ترمى بنفسها بين يديه،تعانقهُ.
تفاجئ وسيم فى البدايه،ولكن ربما هو رد فعل تلقائي منها،بوقت صعب كانت على شفى الضياع.
بلُطف،قام وسيم،بأبعاد ليلى عنه،
هنا شعرت ليلى على حالها،فابتعدت،وخجلت من فعلتها،وقالت،بتعثُر:
أنا آسفه،يا دكتور وسيم. 
نظر وسيم لوجه ليلى التى تحولت كل ملامحها الى زرقاء اللون،ذهب الى داخل السياره،وأتى بزجاجة مياه،واعطاها لها قائلاً:
خدى إشربى شوية ميه.
أخذت ليلى منه زجاجة المياه بيد مرتعشه،لم تقدر على رفع يدها بالزجاجه،نحو فمها،سكبت المياه على ملابسها،دون شعور منها.
تنهد وسيم،وقام بمسك يدها التى تمسك الزجاجه،ورفعها نحو فمها،تجرعت ليلى المياه،كانها كانت تشعر بجفاف،مند أمد من الزمن،ثم تركت القليل فى الزجاجه،
وتركت يدها من حولها،مسك وسيم الزجاجه قائلاً:إغسلى وشك،بالميه علشان تفوقى.
قال هذا وسيم،وسكب بعض المياه على يد ليلى التى،بدأت تغسل وجهها،مره خلف أخرى.
نظر لها وسيم قائلاً:بقيتى أحسن دلوقتي.
أومأت ليلى رأسها،وقالت بخفوت:الحمد لله،شكراً لك،ربنا بعتك ليا علشان تنقذنى.
رد وسيم:وأيه اللى مخليكى خارج  بيت أهلك،لدلوقتى،أكيد كنتِ فى الزفاف،مش المفروض بنت زيك تبقى بره بيت أهلها لدوقتى،الساعه،داخله على عشره ونص،ودى بلد أرياف،والطقس،مايل لسه للشتا،يعنى الناس بتنام بدرى.
ردت ليلى:بس أنا مكنتش فى الزفاف،وووو...
رد وسيم مقاطعاً:مكنتيش فى الزفاف،أمال إيه اللى جاب المكان ده،عالعموم،مش وقت تبرير،إتفضلى معايا خلينى أوصلك لحد باب بيت أهلك.
قبل أن تتفوه ليلى،قال وسيم:قولت يلا،بلاش الوقت بدأ يتأخر،إخلصى.
صمتت ليلى،هى بالاساس غير قادره على التنهد،لا المناهده والتبرير،
لكن حين حاولت أن تسير،كادت أن تتعثر وتقع،لاحظ وسيم ذالك،فأمسك يدها،الى أن جلست،بداخل السياره.
قال وسيم:بيت أهلك من أى إتجاه؟
أشارت ليلى له على إتجاه منزلها، 
سار بالسياره،كانت ليلى صامته،تود أن تصل الى منزلها فقط،تحتمى بحيطانه،رغم ان الطقس يعتبر،ربيعياً،لكن تشعر ببروده شديده،وضعت يديها حول كتفيها تمسد بهم،علها تشعر،بالدفئ.
تحدثت قائله:خلاص وصلت،بيتى اللى هناك،ده.
نظر وسيم الى ذالك المنزل التى أشارت إليه ليلى،هو منزل بسيط من دور واحد،وسور فوقه،توقف وسيم بالسياره،
لم تستطع ليلى التحرك من مكانها،كأنها إلتصقت،بالسياره.
تنهد وسيم،ونزل من السياره،وذهب للباب الآخر وقام بفتحه،ومد يدهُ لليلى قائلاً:خلينى أساعدك.
مدت ليلى،يدها له فقام بجذبها،برفق،تجاوبت معه ونزلت من السياره،وقالت له:بشكرك يا دكتور وسيم،أنت أنقذت حياتى.
رد وسيم قائلاً:ياريت تتعظى،وبعد كده بلاش تروحى أفراح،وتتأخرى،أهو انت شوفتى بنفسك،كان بينك وبين الاغتصاب او يمكن القتل خطوه.
رغم أن ليلى تعلم أن هذا ليس صحيح،هى لم تكن بذالك الزفاف،لكن غير قادره على التبرير الآن،ربما فى وقت،لاحق،كل ما تريده الآن هو الدخول الى منزلها والذهاب الى فراشها،والنوم فقط.
قالت ليلى قبل أن تسير تتجه لمنزلها:شكراً لك وتصبح على خير.
ظل وسيم واقفاً،ينظر لليلى،الى أن فتحت باب منزلها ودخلت إليه،ثم عاد لسيارتهُ مغادراً.
بينما،ليلى فتحت باب المنزل،ودخلت وأغلقت خلفها الباب،وإنهارت أرضاً،لدقائق،تشعر برجفه وألم بكل جسدها، كل ذره به تؤلمها،ثم تحاملت على نفسها،ودخلت الى داخل المنزل.
وجدت والداتها واقفه،كانت ترتدى ملابس للخروج،تلهفت حين رأت ليلى وقالت بلهفه:
ليلى إيه اللى أخرك الليله كده فى الصيدليه،مش متصله عليكى من ساعه،وقولتى،خلاص هتيجى.
ردت ليلى بكذب:دخلت إتفرجت شويه على،زفاف أبن عضو مجلس الشعب.
إقتربت فاديه باسمه من ليلى وقبل ان تتحدث،وضعت يدها على كتف ليلى،شعرت برعشة جسدها
فقالت بخيفه:ليلى مالك بترتعشى ليه،الجو مش برد علشان ترتعشى كده.
ردت ليلى:يظهر أخدت دور برد،وفعلاً انا بردانه قوى.
ضمتها فاديه،لجسدها،لكن إشتمت،تلك الرائحه الكريهه،العالقه بثياب ليلى وقالت:
أيه الريحه النتنه اللى على هدومك دى،أنتى كنتى فين؟
ردت ليلى:أنا زى ما قولتلك كنت فى الفرح،بس وانا ماشيه وقعت فى نُقرة ميه،يمكن،مطرح بلاعة صرف صحى.
ردت فاديه:يمكن ده اللى محسسك بالبرد تعالى معايا،خديلك دُش ميه دافيه،وهعملك شاى بلمون ونعناع،يدفوكى،شويه.
ردت ليلى:لا متعمليش حاجه يا ماما،انا هاخد قرصين مضاد حيوى مع مجموعة برد وهنام وهصحى بكره كويسه.
ردت فاديه:
طيب هحضرلك لقمه تاكليها.
ردت ليلى:لأ مش جعانه،يا ماما كنت جبت سندوتشات وأنا فى الصيدليه وأكلت،انا عاوزه أنام،أمال مروه وهبه ناموا ولا إيه.
ردت فاديه:أه هبه هلكانه طول اليوم من درس،لدرس تانى ما بتصدق،تدخل المغرب،وتقول فين السرير،ومروه،كمان بتصحى بدرى،نامت،يلا على ما تقلعى هدومك فى الحمام هجيللك غيار نظيف.
تركت ليلى والداتها وتوجهت الى الحمام،خلعت ثيابها،ونزلت أسفل المياه،البارده،تسيل المياه مع دموعها،كلما أغمضت عيناها،ترى الجحيم التى عاشته من قبل دقائق،ورأفة الله بها حين سترها من هلاك،كان من الممكن أن يتسبب لها ولاختيها فى فضحيه،تؤثر عليهن.
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد إنتهاء العُرس
عادت مهره،وهاشم الى منزلهم.
دخلوا مباشرةً الى غرفة النوم.
تحدث هاشم بسخريه:
شايفك راجعه من الفرح مبسوطه قوى،ايه كنتِ سعيده،بلمة الشباب حواليكى.
تبسمت مُهره:من زمان محستش بالراحه اللى أنا فيها دلوقتي،بصراحه فرق كبير،لما تقعد وسط شباب  وتتكلم معاهم، عن  لما تكون طول الوقت قاعد بين حيطان تكلم نفسك،حسيت معاهم إنى رجعت بالزمن،شويه للوراء،حسسونى باحساس مفقود من زمان  كأنى زى مامتهم،لأ أختهم الكبيره،زى،رفعت ورامى،ما كانوا بيقولوا،حتى كمان وسيم،اللى أختفى،شويه ورجع تانى.
رد هاشم ساخراً:أختهم الكبيره،ها،أنت تقريباً فى سن مامت رفعت ورامى،ناسيه أنك كنتى أكبر من والدة وسيم ولا أيه.
ردت مهره:لأ مش ناسيه،يا هاشم،إنك زمان إتكرمت وإتجوزتنى،بعد ما خلاص كنت عديت التلاتين،بس كان نص شباب البلد وولاد اغنى الاغنياء،يتمنوا من إشارة،بس،
بس للأسف المهره،اللى كان صعب ترويضها،جه حظها،مع خيال مُخادع،مش بس مخادع،لأ وكمان عقيم. 
قالت مهره هذا وذهبت الى حمام الغرفه.
كلمة مُهره (عقيم) كانت كرباج نارى،شق لهيبهُ قلب هاشم، تلك الكلمه،لاول مره تنطق مهره بها،هل جلوسها جوار رفعت الزهار،طوال حفل الزفاف،يتجذبان الحديث والمرح،أعطى لها ثقه بنفسها،أو كلمات الأطراء التى حصلت عليها من هؤلاء الشباب الثلاث،اعادت لها ثقتها القديمه فى نفسها،التى كان يعمل على زعزعتها طوال سنوات فى ظل غياب،وسيم،وبُعدها عن أبني رضوان الزهار،
لكن لا، تلك المُهره،لن تتغلب على خيال مخادع.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار 
بالحديقه.
جلس رامى جوار تكعيبه صغيره،مزروعه،بزهور "الخُبيزه"
تذكر طفولته التى إحترقت باكراً
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــباك♡
طفل بالثانيه عشر من عُمره،كان يلهو مع أخته الأكبر منه بعام واحد فقط،يلعبان بأحد مُسدسات تطلق سهام بلاستيكيه،يطلقون بعشوائيه،على أى شئ بالحديقه،ثم يذهبون لجمع تلك السهام ليطلقوها مره أخرى،
أثناء سير،رامى بالحديقه 
كاد أن يتعثر،بفتاه بحوالى التاسعه من عمرها،كانت تقف بجوار تلك التكعيبه المزروعه،"بزهورالخُبيزه" تلك الزهره ذات اللونين،الوردى والأحمر والاوراق الصغيره الكثيره والرقيقه،ذات الأوراق الخضراء الناعمة الملمس لكن ورقتها سميكه،وتحمل عطراً كزهرتها،
تبسم رامى حين مدت يدها له قائله:السهم ده،كان ممكن يجى فى الورده،ويقطع أورقها،وتبقى شكلها مش حلو .
مد رامى يدهُ أخذ السهم من يد تلك الفتاه الجميله،قائلاً:أنا رامى رضوان الزهار.
ردت الأخرى:وأنا مروه صفوت المنسى.
تبسم رامى قائلاً:انتِ بنت عم صفوت السايس اللى بمزرعة الخيل.
تبسمت مروه كأنها شعرت بحرج قليلاً.
شعر رامى بذالك الحرج على وجهها قائلاً:،وايه اللى فى ايدك ده؟
ردت مروه:ده الغدا بتاع بابا ماما بعتتنى بيه علشان نسي ياخده معاه،هروح أوديه له،بس مش عارفه هو فين،المزرعه كبيره قوى.
تبسم رامى قائلاً:،مش محتاجه تدورى عليه،أستنى.
نادى رامى على أحد العاملين بالمزرعه،وقال له:خد الكيس اللى فى أيد مروه ده،ووديه لعم صفوت فى إستطبل الخيل.
أعطت مروه للعامل كيس الطعام على مضض،لديها شك،أنه ربما يأكل ما به،ولا يعطيه لوالدها،وحين يعود للمنزل،يعنفها هى ووالداتها،لكن،ليس بالأمر حيله.
تبسم رامى قائلاً:أول مره تجى لهنا المزرعه،تحبى أفرجك عليها،أنا حافظها ركن ركن.
ردت مروه قائله:لأ أنا عاوزه اقعد هنا جنب،الورد الحلو ده،شوف جماله وريحته الحلوه،انا أخدت فى المدرسه درس عن النباتات العطريه،واللى منها الكولونيا،والخبيزه،رغم أن ورقتهم قاسيه شويه،بس فيها عطر جميل،وكمان لهم زهور،اوراق الزهره رقيقه،عكس ورقة النبات نفسه.
تبسم رامى قائلاً:تحبى أقطفلك ورده من الورد ده.
أومأت مروه رأسها،بنعم.
بالفعل قطف،رامى،ليس زهره واحده،بل زهرتان،إحداهن،وردية اللون والاخرى حمراء،وقام بمد يده،وقام بغرسهم أعلى شعر مروه بين خصلات تلك الضفيره التى  بشعرها.
تبسمت مروه قائله:كده تنعكش شعرى،دى ماما بصعوبه على ما بتلمه،فى ضفيره.
تبسم رامى،ظلا الاثنان جلسان جوار تلك التكعيبه،لوقت طويل،يتحدثان بكل شئ،ببراءة طفلين،معاً،لكن حان ميعاد الغداء،نادت تلك المربيه،على رامى،الذى نهض،قائلاً:دى الداده،أكيد هتقولى ده ميعاد الغدا،أيه،رأيك تجى تتغدى معانا.
رغم أن مروه جائعه لكن،رفضت،وقالت له:لأ لازم اروح علشان ماما مش بتتغدى من غيرى انا واخواتى.
تبسم رامى قائلاً:هشوفك تانى،أبقى تعالى كل يوم لهنا،يارب باباكى كل يوم ينسى الغدا.
تبسمت مروه وهى تتجه للخروج من تلك المزرعه،إنحنت قليلاً إلتقطت شئ من على الارض،ثم أكملت طريقها الى أن خرجت من باب المزرعه،تحت انظار،رامى،كان هذا اللقاء الأول بينهم الذى خلف خلفه مشاعر نبتت منذ الطفوله،أخترقت القلب،لم تستطيع نيران الماضى محوها.
عاد رامى للحاضر……*
يشعر بوخز فى قلبه،ليت ذالك اليوم يعود،ما كان ترك مروه تخرج من السرايا،كان إحتجزها،ربما كان تغير القدر،وما إشتعلت النيران،وترك المكان بعدها،واختفى عن هنا،لكن عاد لموطنه،مره أخرى،لكن،بَعد الطريق،بينه،وبين من عشقها فؤاده،أصبحت،ترى به ذالك المسخ الذى عاد من نيران أثرها،ليس فقط على جسدهُ،بل على قلبه الذى،يآن بعشق الجميله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه فخمه فى إحدى مُدن الشرقيه
كانت تلك اللعوب،تتمايل على نغمات إحدى الأغنيات الشعبيه،ليست فقط تتمايل بل تغنى معها أيضاً،ولما لا وهى بالأصل مغنية تلك الاغنيه الشعبيه الدارجه،،ببعض الالفاظ الهابطه،ويقال انها أغنية دلع ودلال لصاحبتها،التى تثير الشباب،بأنوثتها،المصطنعه،والتى ترتدى زي،ربما بذة الرقص،محترمه عنه،
لكن لسوء حظها أن من تفعل هذا من أجلهُ،عقلهُ الليله شارد،لا تستهويه،تلك اللعوب.
جلست لجواره تتدلل عليه بميوعه:
جرى ايه،يا "روفى" مالك الليله،شكلك كده مش مركز معايا،أيه،يا "روفى"
أنا فضلت هنا الليله فى الشرقيه مخصوص علشانك مع إن  عندى بكره قبل الضهر تسجيل فى الاستديو،بس إنت عارف غلاوتك عندى،أنا مقبلتش إنى أجى لهنا الشرقيه أحيي الفرح ده إلا علشانك قولت هشوفك ونقضى لينا ليله مع بعض،زى ليالينا السابقه مع بعض،مالك مين اللى شاغل عقلك.
نهض رفعت قائلاً: معليشى عقلى مشغول،بصفقه ومش قادر أفكر غير فيها،الشقه تحت أمرك،أنا لازم أرجع للسرايا من تانى،هبقى أتصل عليكى بعدين،تصبحى على خير.
قال رفعت هذا وغادر الشقه وسط إستعجاب تلك المُغنيه،فلاول مره منذ أن تعرفت على رفعت،تراه مشعول الذهن هكذا،وتهرب من قضاء الليله معها،لكن هناك ما جعلها لاتبالى،ذالك الشيك الذى تركه لها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما رفعت ترك تلك المُغنيه،ونزل لسيارته،وقادها عائداً،الى البلده،لا يعرف،سبب،لذالك النفور الذى شعر به لأول مره،منذ مده زمنيه طويله،كان يُغرق نفسه،بملذات مع تلك النوعيه من النساء،لماذا أصابه،ذالك النفور الليله.
إقترب من الوحده الصحيه،جاءت الى مُخيلته،تلك الشرسه التى 
سَبتهُ صباحاً،تبسم بتلقائيه،وهو يتذكر،سُبابها،نظر بأتجاه،ذالك السكن المرفق،خلف الوحده الصحيه،هنالك ضوء خافت من تلك الشقه التى تقطن بها الطبيبه،أتكون مستيقظه،ساهره،هل تتألم من ساقها،أو ربما ساهره تفكر فى شخصاً ما يُشغل قلبها.
جاوب سريعاً:لا،ولكن لما لأ أليست أنسانه،لديها مشاعر واحاسيس،لما حين فكر أن يكون بحياتها شخص،شعر بغيره،
نفض عن عقله سريعاً،وقاد سيارته متجه الى سراياه،يكبت تلك المشاعر التى ليست لها مكان بحياته القاسيه.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
بصباح اليوم التالى 
بسرايا رضوان الزهار.
بعد أن تناول رفعت الفطور مع أخيه،تركه،وذهب الى المكتب،لعمل بعض الأتصالات التليفونيه الهامه،بغرفة المكتب،
تبسم وهو يسمع من يقول له:
رفعت بيه كنت طلبت منى تقرير مفصل عن الدكتوره،زينب صفوت السمراوى،أنا أسف اتاخرت،على ما جمعت عنها،كل المعلومات اللى طلبتها منى،لان الدكتوره بصراحه ليها سجل حافل،هتلاقى كل المعلومات فى ملف انا حولته لك عالايميل الخاص،بحضرتك.
تبسم رفعت قائلاً:تمام متشكر هحولك حسابك لرصيدك فى البنك.
أغلق رفعت الهاتف،وفتح حاسوبه الخاص،وفتح ذالك الملف،لم يقرأ أى محتوى به،أراد فقط أن يعرف،إن كانت مرتبطه سابقاً،
لكن تفاجئ،هى،بالفعل كانت مخطوبه،لعدة أشهر،ثم تم الإنفصال،تحير عقله،وشعر بغيره،
لكن تبسم،حين وقعت عيناه على صوره،لها،بالملف.
أغمض عيناه،بسبب نسمة هواء بها،بعض ذرات الأتربه دخلت الى الغرفة من الشباك.
فجأه،سكنت زينب خياله،
رأها أمامه،تقترب منه،أكثر،وأكثر،أصبحت مُلاصقه،له،تسلطت  عيناه لعيناها،ثم نزل ببصره الى تلك الشفاه نظر لها،بأشتهاء،يريد تذوقها،وبالفعل،إقتنص شفاها،بقُبلة جامحه،
لكن لسوء حظه أفاق من خياله،على رنين هاتفه،رد بأختصار:
تمام،ربع ساعه واكون عندك،بقسم الشرطه.  
بينما..
بقسم شرطه صغير، بقرية الزهار(نُقطة شرطه)، جلست زينب  أمام الضابط المسئول  عن القسم، بعد أن رحب بها، قائلاً: 
أهلاً، يا دكتوره، الشاويش قالى، إنك طلبتى، تقابلينى. 
ردت زينب: بصراحه عندى شكوى عالشاويش ده، إتعامل معايا بقلة ذوق، متعدلش غير لما قولت له إنى مديره الوحده الصحيه، حتى مكنش مصدق، بس أنا مش جايه لهنا علشان  كده. 
رد الضابط  مُعتذراً: متأسف على قلة ذوقه، وأنا تحت أمرك. 
ردت زينب: أنا وأنا ماشيه إمبارح فى البلد، طلع عليا فجأه واحد همجى، راكب حصان، وإتسبب إنى وقعت وكاحل رِجلى إنكسر، غير أخدت غرزتين فى معصم إيدى، بسبب الوقعه دى،ومعايا، تقرير كشف حكيم، بعلاج أكتر من واحد وعشرين يوم، وكنت جايه أعمل فيه محضر ضرر. 
تبسم  الضابط قائلاً: تحت أمرك، وأنا بنفسى اللى هعملك المحضر،هنادى عالعسكرى اللى بره يجى لهنا تمليه بيانات المحضر . 
بعد دقيقتين، كان يجلس الشُرطي المسئول وفتح دفتر المحاضر. 
تحدث الضابط: تقدرى تملي، العسكرى بيانات المحضر، ويا ترى مين الشخص اللى أذى حضرتك. 
ردت زينب  بكل ثقه: رفعت رضوان الزهار
هو الشخص اللى جايه أعمل فيه محضر. 
إنخض العسكرى،وتوقف عن إستكمال بيانات المحضر 
بينما
إنصدم الضابط، قائلاً: مين حضرتك ؟ 
ردت زينب  بتأكيد: قولت رفعت رضوان الزهار، هو الشخص الهمجى اللى كان راكب الحصان، اللى  وقعت بسببه، ورِجلى إنكسرت،وانا جايه علشان أعمل فيه محضر،ضرر،ومعايا كشف حكيم بعلاج لاكتر من واحد وعشرين يوم.  
تحدث الضابط: 
تمام، بس ممكن نحل الموضوع ودى مع رفعت الزهار. 
ردت زينب: مفيش ود بينى وبين، رفعت الزهار، اللى بينا عقاب، لازم ياخده، وانا ليا حق عنده، ومش هتخلى عنه. 
رد الضابط: ممكن أطلبه يجى لهنا، ووقتها ممكن يعتذر لك ممكن كان سوء تفاهم. 
كانت زينب  ستصر على تقديم بلاغ، لكن فكرت، ربما إكتسبت شئ، تريده من خلف، ذالك المحضر، فقالت: 
والله  لو رفعت  الزهار، جه لهنا، وقدم أعتذار، مناسب ليا ممكن، وقتها أفكر، أنى مقدمش فيه بلاغ. 
تبسم  الضابط  قائلاً: 
تمام انا معايا، رقم، رفعت الزهار، هطلبه، وأقوله يجى  لهنا النُقطه. 
صمتت زينب، دون، رد، بالفعل قام الضابط، بالاتصال على رفعت، وطلب منه المجئ للنُفطه الشرطيه. 
اغلق الضابط الهاتف ووضعه أمامه، وجلس قائلاً: 
رفعت الزهار، كلها دقايق  ويبقى هنا فى النُقطه. 
تبسمت زينب بخفاء
وبالفعل ما هى الا دقائق،وكان رفعت،يدخل الى غرفة الضابط،برد فعل طبيعي تبسم حين،رأى زينب أمامه،بينما هى عبست بوجهها.
نهض الضابط واقفاً يرحب،به.
تبسم رفعت بدبلوماسيه،وقال:سيادة الضابط،طلبتنى من شويه وقولت محتاجنى فى أمر ضرورى.
تبسم الضابط قائلاً:بصراحه الدكتوره،زينب،عاوزه تقدم فى حضرتك،محضر أنك أتسببت فى ضرر ليها،ومعاها كشف حكيم بعلاج أكتر من واحد وعشرين يوم.
ذُهل،رفعت فى البدايه،لكن رسم الهدوء قائلاً:
حضرة الضابط ممكن تسيبنى مع الدكتوره،لوحدنا عشر دقايق،وبعدها،مش همانع الدكتوره فى اللى عاوزه تعمله.
تبسم الضابط،وأشار،لذالك العسكرى ان يخرج خلفه ويترك رفعت مع زينب.
بالفعل خرج الاثنان،وأغلقا خلفهم باب الغرفه.
نظر رفعت،ل زينب قائلاً:إنت عاوزه،أيه بالظبط.
ردت زينب بأختصار وثقه:
عاوزه،ربع مليون جنيه تعويض عن كسر رِجلى،وأيدى اللى إتعورت،بسبب همجيتك أنت و حصانك إمبارح.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بمنزل والد مروه قبل قليل
وقفت هبه أمام المرأه تعدل حجابها قائله بتذمر: 
منك لله يا قاسم يا آمين، كان حد قالك نادى بتعليم المرأه ما كنا مستتين ومتهنين، لازمتها أيه السحله اللى إحنا فيها دى،والنبى الواحده فينا مالها غير جيب جوزها تشحوره،وعيالها تتطلع فيهم غُلبها منهم هما وأبوهم،أنا خلاص مش عاوزه أكمل تعليمى أنا عايزه أتجوز ، أنا لو عدت علياالسنه دى، ولسه فيا عقل  يبقى إنكتب لى عمر جديد،قال ثانويه عامه قال،ماله الجواز،دا حتى جواز البنات سُتره. 
تبسمت لها مروه قائله:لأ إجمدى كده من أراد العُلا سهر الليالى.
ردت هبه:مش عاوزه عُلا،ولا سهر،أنا عاوزه أتجوز وأخلف ولدين توأم ألعب معاهم.
تبسمت مروه قائله:يا بنتى مستقبلك فى شهادتك،اللى هتبقى فى إيدك وبعدين ما إحنا مر علينا قبل حوار الثانويه العامه ده قبلك،وأهو،عندك ليلى أهى السنه اللى فاتت كانت زيك كده مسحوله ،ودخلت الجامعه اللى كان نفسها فيها عقبالك يا بشمهندسه،مش نفسك تبقى مهندسه برضوا.
ردت هبه:أه نفسى أدخل هندسه بيترول،متعرفوش شركات البترول دى بتقبض بالدولار. 
تبسمت مروه قائله:ربنا ينولك مرادك،وبلاش عويلك ده كل شويه.
تبسمت هبه لمروه،ثم نظرت ناحية ليلى الجالسه على الفراش لا تشاركن المُزاح كعادتها.
نظرت مروه وهبه لبعضن،ثم نظرن بأتجاه ليلى،مستغربتان،فهى لا تشاركهن المزح كعادتهن.
أقتربتا من فراش ليلى،كل منهم جلست على ناحيه،تحدثت مروه:فى ايه يا لولا مش عادتك ساكته ليه،ومش هتقومى تجهزى علشان تروحى للجامعه النهارده!
ردت ليلى:لأ مش هروح الجامعه،النهارده.
تعجبن هبه ومروه وقالت هبه:عجيبه ليه مش هتروحى النهارده؟
ردت ليلى بإخفاء:عندى صداع وشاكلى داخله على دور برد،ويمكن لو روحت للجامعه،يزيد عليا التعب.
تلهفن الاثنتين عليها وتوجهن لفراشها قالت،مروه:
إ انا صحيت الفجر على صوت هلوستك  سمعتك تهلوسى،بس مأخدتش بالى قولت ،نايمه و بتتكلم وهى بتحلم،زى عادتها ساعات كتير،بتتكلمى وأنتي نايمه.
ردت ليلى بخيفه قليلاً قائله:كنت بقول أيه المره دى؟
ردت مروه:بصراحه مفسرتش ولا كلمه من كلامك،حتى قولتلك أنتى صاحيه يا ليلى،ردتى عليا وقولتى أيوا،بس بعدها نمتى تانى بسرعه،هطلع أقول ل ماما تعملك،شاى بلمون،وتجيبلك مضاد حيوى للبرد،وو....
قاطعتها ليلى قائله:لأ بلاش تقولى لماما،أنى تعبانه بلاش تُخضيها،أنا هقوم اخد حبايتن مُسكن وبعدها هنام،ولما هصحى،هبقى كويسه،ويلا كل واحده تشوف طريقها ومتقلقوش عليا،أنا زى القطط،كل شويه بحال،قبل ما ترجعوا من اماكنكم هكون بقيت زى القرد.
تبسمن لها وقالت هبه:تمام انا عندى درس كمان ساعه لازم الحقه أول ما اطلع من الحصه هتصل أطمن عليكي،بس ردى متخافيش،على رصيد الموبايل،أنا خلاص حولت لنظام باقه،شهريه،زيك كده،هتكلم بقى براحتى من غير ما يقولى لقد نفذ رصيدكم،برجاء شحت الرصيد.
تبسمت ليلى قائله:شحن،مش شحت،يا متسوله.
تبسمت هبه قائله:والله شركة التليفونات دى،بتحسسنى أننا بنشحت منها،وهى بخيله،تصدقى،بفكر ابقى مهندسة إتصالات وأشتغل معاهم وأسرق العملاء.
تبسمت مروه قائله:ومهندسين البترول واللى بيقبضوا بالدولار.
فكرت هبه ثم تبسمت قائله:لأ الدولارات تكسب،يلا انا همشى يا بنات وادعولى،انول اللى عاوزاه،وانا أبشرقكم،وقتها وهخليكم تحولوا تليفوناتكم من كارت لخط،سلامى لجميلاتى.
تبسمن هبه ومروه حين أرسلت،لهن هبه قُبلات بالهواء،وهى تغادر الغرفه.
نظرت ليلى ل مروه قائله:وانتى مش هتمشى علشان تلحقى باص المدرسه.
نهضت مروه من على الفراش،سريعا قائله:
تصدقى نسيت،هاخد شنتطى واجرى،ألحقه،يلا هتصل أطمن عليكى،وانا فى المدرسه.
تبسمت ليلى لها قائله:لأ أطمنى انا شويه وهبقى كويسه،هما شوية برد صغيرين،يمكن من تغير الطقس كل شويه،إنتى عارفه جو الربيع،يوم يبقى دافى،ويوم برد ويوم نصه برد ونصه دافى ومع ذالك هو أحلى فصول السنه،  بيجيب طقس الاربع مواسم،فى يوم واحد.
تبسمت مروه لها قائله:تمام همشى أنا بقى،يارب أرجع القاكى بقيتى بخير.
تبسمت ليلى،وتنهدت بعد ان خرجت مروه،دون وعى منها نزلت دموع عيناها،تشعر بالم بكل جسدها،لا الألم يسكن روحها،ما مرت به ليلة أمس ليس بهين،كانت على شفا خطوه واحده من الأغتصاب،والقتل أيضاً،وهنالك وخز قوى ينخر قلبها لا تعرف سببه،وسيم ظلمها حين ظن أنها كانت ساهره بذالك الزفاف،الأ يعلم انها لا تحب تلك المناظر الفارغه ولا تستهويها،تعلم ان تلك المناظر ما هى الا لعب باحلام الفقراء البسطاء،يتلاعبون بمشاعر البسطاء بخبث نواياهم التى  يريدون الفصول إليها،دهساً على أحلامهم البسيطه،عقلها حائر ماذا تفعل الآن هى لا تريد أن تدافع عن نفسها،بشئ لم تفعله،هى غير قادره على مواجهته والدفاع عن نفسها.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار.
نزل وسيم،تقابل مع إحدى الخادمات التى قالت له:مدام مُهره،فى أوضة السفره مستنيه حضرتك،يا دكتور وسيم.
رد وسيم:
تمام أنا رايح لها.
توجه وسيم الى غرفة السفره،تبسم قائلاً:صباح الجمال عالمُهره اللى مع كل طلعة شمس بتزيد جمال.
تبسمت مُهره قائله:صباح السعاده،ايه أخرك فى الصحيان النهارده كده،سهرة ليلة إمبارح هى السبب أكيد.
تبسم وسيم قائلاً: مش عارف،يمكن تكون السبب،حتى لما رجعنا من الفرح جالى آرق،ومنمتش غير بعد الفجر.
تبسمت مُهره بمكر قائله:وأيه سبب الآرق اللى جالك،كنت بتفكر فى أيه،شاغل عقلك.
تبسم وسيم قائلاً:شاغلنى المُهره الجميله اللى كانت إمبارح فى الفرح،ملكه.
تبسمت مُهره قائله:أنا فعلاً إمبارح وأنا قاعده وأنت وولاد رضوان إبن عمى قاعدين حواليا  كنت  الملكه وجنبها فرسانها،وكمان مبسوطه قوى إن لسه علاقتك برامى،زى زمان البُعد مغيرش من مشاعركم لبعض.
تبسم وسيم قائلاً:قصدك لسه الأخوه أعداء.
تبسمت مُهره:عمر الأخوه ما يبقوا أعداء،بس بقى قولى، مفيش بنوته كده شغلت قلب وسيمى،نفسى أبقى جده،قريب.
تبسم وسيم،لا يعرف لما هفوت على خياله تلك الرقيقه الخجوله التى قابلها بالصيدليه،لكن بنفس الوقت تذكر،تلك الدبش ولديه شغف معرفة حالها الآن،لكن قال:
تقدرى تقولى فى ومفيش،لسه مش محدد إختياري،بس أكيد هتبقى أول حد أقوله،أمال مين اللى هيطلبهالى،وتعمل مارى منيب،وتديها حباية البندق تكسرها بسنانها علشان تطمن صحتها كويسه أو لأ.
تبسمت مُهره:عيب عليك أنا هبقى حما من النوعيه دى،برضوا،بس أتمنى،تتوفق فى إختيارك.
تبسم وسيم:يارب،بقولك أيه مش كان فى سايس،بيشتغل عندنا زمان،أنا فاكر إسمه صفوان المنسى.
تبسمت مُهره:ايوا بتسأل ليه،بس ده ساب الشغل عندنا من مده،ورجع من تانى يشتغل فى مزرعة ولاد،رضوان،ليه بتسأل.
رد وسيم:مفيش،بس انا فاكر إن قبل ما أسافر البعثه كان بيشتغل هنا فى المزرعه،أصلى قابلته من كام يوم صدفه فى الطريق وأفتكرته.
تنهدت مُهره:هو فى الأصل كان بيشتغل فى مزرعة رضوان الله يرحمه،بس لما مزرعة رضوان إتحرقت وولاده سابوا البلد وراحوا عاشوا مع جدتهم فى اسكندريه،جه أشتغل مع هاشم،بس لما رجعوا ولاد رضوان للبلد تانى،هو رجع يشتغل عندهم من تانى،ومش بس هو،فى عمال كتير،كانوا بيشتغلوا فى مزرعتنا،ولما رجع ولاد رضوان،راحوا،يشتغلوا عندهم،وده كل بسبب معاملة هاشم لهم بغطرسه،كآنهم عبيد عنده،كانوا زمان بيقبلوا لأن مكنش قدامهم غيره،لكن العمال غلابه،وتبع لقمة عيشهم،وولاد رضوان قدموا لهم آجر أفضل،وكمان معامله أفضل من هاشم.
رد وسيم:فعلاً العمال غلابه وتبع لقمة  عيشهم، وأنا زمان شوفت  معاملة خالى هاشم للعمال، شوفته مره، كان بيجلد واحد من العمال، علشان سبب بسيط، أنه إتأخر فى سرج الحصان  له، بس ده  طبعاً هيتغير برجعتى أطمنى، وطبعاً صفوان ده رجع تانى لمزرعه ولاد عمى،رضوان،هو عنده أسره ومُلزم بها،فإن كان زمان محتاج وقابل طريقة خالى هاشم فى الشغل،بالطريقه دى ،زى بقية العمال اللى كانوا بيشتغلوا،عند عمى،رضوان،و والحوجه خلتهم أشتغلوا وإتحملوا قسوة خالى هاشم،دلوقتي مش مُجبر يتحمل طريقته الفظه،والقاسيه فساب الشغل هنا،بس متعرفيش،عنده  ولاد قد أيه.
ردت مُهره:أنا معرفش عنده ولاد قد ايه،اللى شوفتها بنت،كانت مع مامتها فى فرح إبن عضو مجلس الشعب،بس ليه شاغل عقلك الراجل ده.
رد وسيم:مفيش مجرد فضول مش أكتر،هقوم أنا بقى عندى محاضرات فى الجامعه،وبعدها هرجع على مزرعة الخيل،فى كذا حصان كده، ضعفانين شكلهم مش عاجبنى،وكمان فى بعض السُلالات مش موجوده  عندنا فى المزرعه، هروح،أشوف سبب ضعفهم ده وأعالجهم،وكمان هبدأ أباشر مزرعة مع خالى هاشم،لازم المزرعه ترجع زى سابق عهدها،مش حقى فيها التلت. 
تبسمت مُهره قائله:مش التلت بس إنت لك التلتين،وبتمنى،ترجع المزرعه،لزهوتها زى زمان،ولاد الزهار كان بينهم منافسه شريفه فى تربية الخيول،أتمنى،يبقى بينك وبين،ولاد رضوان منافسه شريفه،وتكون فارس زى باباك.
تبسم وسيم قائلاً:هترجع إنشاء الله وإبن  'جلال الشامى" هيبقى أقوى منافس لولاد،بس منافسه بشرف الفرسان،أشوفك المسا عالعشا.
قال وسيم هذا وغادر الغرفه،لكن دخلت إحدى الخادمات ومعها باقة زهور قائله:
مدام مُهره،بوكيه الورد ده،واحد من محل ورد،عطاه لحارس من اللى على بوابة البيت،ومعاه الظرف ده لحضرتك.
أخذت مُهره بوكيه الزهور،وذالك الظرف من الخادمه،ونهضت من أمام السفره قائله:هاتيلى قهوتى،التراس.
ذهبت مُهره الى تلك الشُرفه الكبيره المُطله على حديفة المنزل وجلست على أحد المقاعد،تستنشق رائحه تلك الزهور الخلابه،انها نوع الزهور المفضل،لديها،ثم فتحت،ذالك الظرف الذى فاح بعطر زهرة(الليليان) "شقائق النُعمان"
تعجبت كثيراً،من الذى أرسل هذه الزهور ومعها ذالك الظرف،فتحت ورقة الرساله.
وقرأت محتواها،بصوت قائله:
حتى الزهور اليانعه، تستطيع المُهره،بحضورها أخذ الجمال منها تصبح باهتة الألوان،خالية العبق،مازالتِ،المُهره التى أُفتتن بها بستاني،أصبحتِ (زهرة الليليان،شقائق قلب النُعمانِ) مازلت على وعدى،لم أهوى أى إمرأه،عدت لا أعلم،لما،ربما لأنهى حياتى،بمكان فقدت فيه قلبى،أريد أن أدفن،هنا،يا "ملكة الزهار"
أغلقت الرساله،وإرتجف قلبها،أيُعقل أن البستانى مازال حي يتذكرها،يتذكر من رفضت حبهُ يوماً،وفضلت حب مُخادع سقطت ببراثن خداعه،لكن لما عاد الآن،حقاً ببعض مساحيق التجميل البسيطه،عادت النضاره لوجهى،لكن شيب القلب كيف يعود صبياً.
.......ــــــــــــــــــ
كان يُعصب عين تلك الطبيبه بشريط أخضر،يمسك بيدها،تسير معه الى أن  اقترب من مكان وقوف أحدى المُهرات ،بأستطبل الخيل الخاص،به،تبسم وهو يفُك عُصابة عيناه، فتحت عيناها لترى  أمامها إحدى المُهرات،وقالت له ببسمه رقيقه:هاشم!
الفَرسه دى جميله قوى،وشكلها قويه.
تبسم قائلاً: الفرسه دى تشبهك.
تبسمت زينب له برقه،ونظرت له وهو يسير،الى أن وقف خلفها،وأحاط خصرها بيدهُ وإقترب منها بشده يستنشق عبقها،الذى يأسره،وإنحنى وكاد يُلثم عُنقها،بقبلاته،،،،،
لكن إستقيظ متذمراً،بسبب صوت ذالك الهاتف،المُزعج،الذى قطع عليه ذالك الحلم الجميل،كان قريب من تلك الطبيبه التى بدأت تستحوذ بمكانه خاص لديه،
مد يدهُ وجذب الهاتف،حين علم من يتصل عليه،نفخ بسأم،فى البدايه فكر فى عدم الرد وكان سيترك الهاتف،يرن،لكن،جاء للهاتف،رساله،جعلته يرد على رنين الهاتف،بأستهجان قائلاً:
بتتصل عليا بدرى كده ليه اللى أعرفه إنك بتصحى متأخر.
رد الآخر:إتصلت عليك أكتر من مره فى اوقات مختلفه مكنتش بترد،ليه بتطنش،إتصالاتى،عالعموم مش ده المهم عندى دلوقتي،أنا متصل عليك محتاج لمبلغ مالى.
رد هاشم:منين المزرعه مبقتش زى الأول من يوم ما رجع أبن رضوان هنا،ياما قولت لك حاول تسيطر عليه،لما كان تحت إيدك فى إسكندريه،بس هقول أيه طول عمرك،كنت غبى.
رد الآخر:بلاش تغلط فيا عالصبح، أنا محتاج المبلغ ده ضرورى،علشان أعوض خسارتى،كمان أسد فوايد قرض البنك،خلاص ميعادها قرب.
رد هاشم: قولتلك بلاش تشارك فى النوعيه دى من سباقات الخيل دى تعتبر لعبة قمار وده،اللى خسرك زمان،وخلاك بقيت مديون للبنك،بمبلغ كبير،مبقتش عارف تسده،بتسد كل سنه فوايد البنك،لكن القرض نفسه مش بتسده،طالما،كده،ليه مش بتهرب لخارج مصر،زى بقية رجال الأعمال،اللى هربوا لما مبقوش قادرين يسدوا القروض اللى عليهم.
رد الآخر:مش وقت سخافتك،عالصبح،متنساش إنى شريكك،حولى المبلغ اللى بعت لك قيمته فى الرساله، فى أقرب وقت، خلاص، دفع فوايد البنك، قرب، ومش عاوزهم يتصلوا عليا، بالميعاد، زى كل سنه، سلام.
أغلق هاشم الهاتف،وقام،بإلقائه جوارهُ على الفراش،زافراً أنفاسهُ بعيظ،لم يكن يبقى سوا هذا الغبى كى يُعكر عليه مزاجهُ،الا يكفيه،إستفزاز،إبني رضوان الزهار له،بالأخص،رفعت الذى لم يأخذ من والدهُ فقط الشكل،بل أخذ الحِنكه،والدهاء.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده،لقسم الشرطه.
نظر رفعت ل زينب،بذهول قائلاً:عاوزه،ربع مليون جنيه تعويض عن كسر كاحل،رجلك،ليه،ده لو عاهه مستديمه،مش هتطلبى المبلغ ده كله.
ردت زينب بثقه وهى مازالت جالسه:
والله أنا معايا تقرير طبى،بعلاج أكتر من واحد وعشرين يوم،وفى القانون،وبإصابتى دى طالما قدمت بلاغ  تعتبر،جُنحه.
تبسم رفعت الذى مازال واقفاً:قولتى جُنحه،هو إنتى،بتشتغلى أيه،بالظبط،دكتوره ولا قاضيه،عالعموم،إنتى قولتيها جُنحه،يعنى قضيه بسيطه،وعندى طقم محامين،أهم يشتغلوا عليها،بدل ما بدفع لهم أتعاب عالفاضى،ومش هيكلفونى،ربع المبلغ اللى طلبتيه تعويض،غير أنهم بسهوله جداً يطلعونى من القضيه،وتترد عليكى مصاريف المحكمه يا دكتوره.
رفعت زينب، رأسها ونظرت له بسخريه قائله:وإزاى،ده بقى؟ هترشى المحكمه!.  
ضحك رفعت قائلاً:لأ طبعاً،ببساطه،فين شهودك عالمحضر ده اللى يثبتوا،إن أنا السبب فى كسر رجلك،المحضر لازم يكون عليه شاهدين إتنين عالأقل.
إرتبكت زينب قائله:عادى هقول إن الحادثه كانت فى شارع جانبى،ومكنش معايا غير صفاء،وهى هتشهد معايا،غير اللى شافوك فى الوحده.
تبسم رفعت وإنحنى،ووضع يديه على مسندا المقعد التى تجلس عليه زينب،وحاصرها بينه وبين المقعد قائلاً بضحك:وجودى فى الوحده معاكى كان شهامه منى،كان ممكن أسيبك فى الشارع،مش قادره تقفى على رجلك،بعد سَبك ليا،غير إنى ممكن بسهوله أعملك محضر،سَب،وقذف،واللى هتشهد صفاء نفسها،بسهوله جداً،متنسيش مهما كنتى عملتى علشانها،فى الآخر إنتي هتشتغلى هنا لمده معينه وهتسيبى البلد وتمشى، لكن أنا باقى هنا،أصلى هنا،وكمان أنا من أهل بلدها،يعنى إنسى المحضر ده يا دكتوره ونتفاهم ودى،عاوزه تعويض معنديش مانع،بس يكون بمبلغ معقول،يعنى خمسين ألف جنيه حلوين قوى.
شهقت زينب  بأرتباك من قُربه منها قائله:دول ميشتروش توكتوك،وبعدين إبعد عنى ومتقربش منى بالشكل ده،تانى،وخلاص أنا قررت أعمل المحضر،والمحكمه تتصرف معاك بقى،غير أنى ممكن أعملك محضر تحرش.
إستقام رفعت ضاحكاً يقول: كمان محضر تحرش،وإزاى إتحرشت بقى بيكى،بوستك مثلاً.
غضبت زينب وسندت على ذالك العكاز الطبى ووقفت قائله:إنت شخص غير مهذب ومعندكش أدب،وكمان همجى،وإنت كده بتسد التفاهم الودى بينا يبقى المحكمه تفصل بينا،وعندى شهود على تحرشك بيا،لما كنت راكب الحصان ورايا البلد كلها،شافتك. 
تبسم رفعت قائلاً:الحصان أساساً بتاعى،وأنا اللى ركبتك عليه،علشان أخدك للوحده،سبق وقولت شهامه منى وكرم أخلاق،يعنى أول سؤال،هيتسأل،طالما معندكيش ثقه فيا ليه ركبتى الحصان من الأول أساساً،أنا قولت ممكن أعطيكى خمسين ألف جنيه تعويض،أكتر من كده متحلميش وإعملى اللى عاوزاه،أنا مش فاضى  أنا وقتى بفلوس،ولازم أمشى،هو ده آخر كلام عندى.
قال رفعت هذا وأعطاها ظهرهُ وكاد أن يفتح باب الغرفه، لكن قالت زينب:
ولو قولتلك المبلغ ده مش هاخده ليا،ده هيطلع فى فعل خير،لصالح بلدك،زى ما بتقول،وهينوبك منه ثواب،غير متأكده إن المبلغ ده ميفرقش معاك،ميجيش تمن فرسه من عندك،أعتبره زكاة أموالك.
تبسم رفعت وهو مازال يُعطيها،ظهره،تلك الطبيبه لم تُخيب توقعه من البدايه،هو كان يعلم أن هناك هدف آخر من طلبها لهذا المبلغ،غير أنها تريدهُ كتعويض لضرر أصابها،ولهذا أراد محاورتها من البدايه،كان من السهوله عليه الرفض،وإنهاء الموضوع،بمكالمة هاتف منه.
رد قائلاً:وأيه الخير بقى اللى لصالح بلدى فى طلبك للمبلغ ده؟
إبتلعت زينب حلقها وقالت:عاوزه أجيب عربية إسعاف خاصه،بالوحده،تخدم أهل البلد ومش بس البلد ممكن كمان البلاد اللى جنب البلد دى،بدل ما المريض أهله بيطلبوا عربية أسعاف من مستشفيات خاصه،بالشئ الفلانى،لمجرد نقل المريض من بيته لمستشفى حكومى،يتعالج فيها،بكده،هتوفر عالناس مصاريف كتير،غير إنها ممكن كمان زى ما حصلى كده ومكنتش قادره اقف على رجلى كنت طلبت إسعاف الوحده جه،خدنى،ووفرت عليك،شهامتك و كرم أخلاقك.
تبسم رفعت وأدار وجهه لها قائلاً: ومطلبتيش ده ليه من الأول،مش يمكن كنت وافقت،بسهوله عن الابتزاز اللى عملتيه فى البدايه؟
ردت زينب:تقدر تقول محبتش احسسك إن بتعمل خير،وتفرد نفسك على اهل البلد،إنك من رجال الشهامه والأحسان.
تبسم رفعت قائلاً:بس أنا مش محتاج أفرد نفسى على أهل البلد،أنا فعلاَ من أهل الشهامه والأحسان،بس مبحش أتكلم عن نفسى.
نظرت له زينب قائله بنبره يشوبها بعض السخريه:مكنتش أعرف إنك متواضع،عالعموم بالنسبه للربع مليون جنيه،أنا ممكن اوافق على ميه وخمسين ألف،ومش شرط عربية الإسعاف تبقى مُجهزه بالكامل،المهم يكون فى عربية إسعاف تنجد الناس من إستغلال المستشفيات الخاصه.
تبسم رفعت قائلاً:أنا موافق،وهتبرع،بالربع مليون جنيه،ومش بس كده،لو إحتاجتى أكتر من المبلغ ده،هدفعله ليكى،بس ليا طلب عندك،خلى التصرف فى الفلوس تحت إيدك،بلاش تثقى فى الموظفين اللى فى الوحده،أنا عندى ثقه فيكى عنهم،أنا عارف معظهم،وبالذات اللى إسمه طارق التقى،بيبان أنه بيحب الخير،والمساعده،وهو بيحلل لنفسه على هواه،بمقولة(والعاملين عليها)
وبيساعد الناس اللى على مزاجه بس.
تبسمت زينب قائله:لأ إطمن قابلت من نوعية طارق ده كتير،وفهامهم كويس،وعربية الإسعاف أنا اللى هشرف عليها بنفسى.  
تبسم رفعت وقام بأخراج،دفتر شيكاته من جيبه،وبدأ فى كتابة الرقم التى قالت عليه زينب،ثم قطع الشيك من الدفتر 
أعطى  ل زينب ذالك الشيك، أخدته منه مبتسمه  ومدت يدها لتصافحه قائله: 
كده تقدر تعتبر المحضر  اللى كنت هعمله لك، لاغى.
تبسم ونظر ليدها الممدوده له، لكن 
لفت إنتباهه، تلك الشامه، الموجوده بمقدمة معصم يدها، بعد كف يدها مباشرةً، 
تأمل تلك الشامه، ثم رفع وجهه ونظر الى وجه، زينب، تلك البسمه التى تُزين ثغرها، هى نفس بسمة، "رحمه" 
تنهد هامساً لنفسه: "رحمه" 
مد يده لها مُصافحاً، شعر، ببركان يشتعل، بقلبه، من حرارة يدها، ضغط على يدها، بقوه، وهو ينظر لتلك الشامه التى بيدها، تغلى الذكريات برأسه، 
لكن ربما تكون تلك "رحمة" أرسلت له من القدر،لكن ربما بوقت غير مناسب. 
تبسمت زينب حين دخل الضابط قائلاً:أتمنى تكونوا إتفاهمتوا؟
ردت زينب:تمام فعلاً إتفاهمنا،ومالوش لازمه المحضر،بشكر حضرتك.
تبسم  الضابط قائلاً:ده واجبى،ورفعت بيه،من الشخصيات المعروفه فى المحافظه كلها،ومعروف بتواضعه.
تبسم رفعت قائلاً: متشكر،لأبلاغك ليا،وكمان إنك سيبتنى مع الدكتوره نتفاهم بهدوء وأهو وصلنا لحل بينا.
تبسم الضابط قائلاً:أنا فى خدمة اهل البلد وكمان خدمة الدكتوره.
رغم تلك السخريه التى تشعربها الطبيبه من قول الضابط،لكن لا يهمها،ما قاله المهم انها حصلت على ما أرادتهُ.
تبسمت بدبلوماسيه وهى ترى،الضابط يصافح رفعت ثم يصافحها،ثم غادر رفعت وهى خلفه،تسير ببطئ،مستنده على ذالك العكاز الطبى.
وقفت أمام باب القسم تنظر حولها،تنتظر أى توكتوك،يُعدى من أجل أن تُشير له أن يقلها الى الوحده،لمزاولة عملها،لكن كأنهم أختفوا فجأه،شعرت،بالسأم،والألم من وقوفها على ساقها المُجبره.
بينما رفعت،سار بسيارتهُ لبضع خطوات،لمح زينب واقفه من مرآة السياره،عاد للخلف مره أخرى وأنزل زجاج شباك السياره،قبل أن يطلب من زينب الصعود للسياره،آتت نسمة هواء ربيعيه،قويه،أطارت أطراف حجاب،زينب،على وجهها،بسرعه،تركت زينب العكاز الطبى،وأمسكت أطراف وشاحها،تبعدهُ عن وجهها،
كاد أن يختل توازنها،لكن مسكت بالعكاز سريعاً،
سريعاً أيضاً،نزل رفعت من سيارته،حين رأى زينب تكاد يختل توازنها،ذهب،بأتجاهها قائلاً:
إتفضلى إركبى العربيه أوصلك للوحده.
ردت زينب برفض:لأ متشكره،دلوقتي يعدى توكتوك.
رد  رفعت:بلاش عناد،يا زينب،وإركبى،العربيه متخافيش مش زى الحصان،ومش  هعرف أتحرش بيكي.
نطق رفعت،لأسمها،دون لقب الدكتوره الذى كان ينطق به سابقاً،رن بقلبها،ليس بأذنيها،لكن نظرت له قائله:
إسمى الدكتوره زينب،يا "سيد رفعت"
قالت هذا وأشارت لذالك التوكتوك،وذهبت الى مكان وقوفه،وغادرت،تاركه رفعت يبتسم،تلك الشرسه بدأ يستهويها،ليس فقط عقلهُ،هنالك أيضاً نغزات يشعر بها القلب.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمدرسه التى تعمل بها مروه.
بغرفه خاصه،بالمدرسين.
كانت تجلس مروه وحدها،تنظر،الى شاشه هاتفها وتبتسم،شارده مع لقطات الڤيديو المضحكه،لها هى وأختيها،بهذا الفيديو،لكن فصلها عن مشاهدة الڤيديو،ذالك النقر على زجاج تلك الطاوله الكبيره،خلعت سماعات الآذن ونظرت،لمن ينقُر،على زجاج الطاوله.
تبسم لها قائلاً:متاسف لو كنت قطعت عليكى،متعة المشاهدة على  التليفون،بس بصراحه،كنت محتاج أتكلم معاكى فى موضوع مهم.
أغلقت مروه الهاتف قائله:
لا أبداً،خير موضوع ايه ده.
تبسم وجلس قائلاً:بصراحه كنت هطلب منك إننا نقعد مع بعض سوا على إنفراد فى أى مكان تطلبيه،بس خوفت ترفضى طلبى،ده،او تفهميه غلط،ولما لقيت الاوضه فاضيه مفيش فيها غيرك،من المدرسين،قولت دى مش صدفه دى إشاره ليا،بصراحه هدخل فى الموضوع مباشرةً ومش هطول عليكى، أنا أشتغلت،مدرس فى مدرسه حكومى،كنت بشتغل،بالحصه،وبعدها أتشاركت أنا وكذا مدرس،خريجين تربيه وفتحنا سنتر دروس خصوصيه،والحمد لله،بيطلعلى منه دخل كويس،ده غير أنى كمان إشتغلت فى أكتر من مدرسه خاصه قبل،ما أشتغل فى المدرسه 
أنا الحمد لله،قربت على تلاتين،سنه،كونت نفسى،لحد معقول،عندى شقه فى بيت أهلى،وجهزتها من كافة مستلزاماتها،مش ناقصه غير عالعروسه،اللى تنورها،انا من أول ما جيت أشتغل هنا فى المدرسه دى،وأنا معجب،بيكى،وبهدوئك وإنك فى حالك ملكيش فى جو الشلاليه،وده أكتر شئ،جذبنى،ليكى،أنا لو مكنش فى شخص تانى فى حياتك،بعرض عليكى،إن أتقدملك ونكمل بُنا حياتنا سوا.
تفاجئت مروه وتعلثمت قائله:بصراحه أنا إتفاجئت بطلبك ده،ممكن تدينى وقت أفكر وبعدها هرد عليك.
تبسم قائلاً: خدى،وقتك وأينكان،ردك،بالرفض أو بالقبول،وإن كنت أتمنى القبول،لكن لو حتى رفضتى،هنفضل زمايل،وليكى كل إحترامى.
غص قلب مروه ونظرت له،أمامها فرصه،للهروب من ذالك المتربص،بها "رامى"،فرصه تُنهى،قصة حب الجميله والوحش. 
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بالوحده الصحيه. 
جلس هاشم، أمام زينب تقوم بفك تلك الغُرز المُقطبه، بمعصم يده.
الذى قال:بصراحه زعلت جداً لما عرفت إن،رجلك إتكسرت،قولت يظهر بلدنا وشها نحس عليكى،وكمان متوقعتش إنك تنزلى تشتغلى فى الوحده تانى يوم،لكسر رجلك،قولت أكيد هتاخدى أجازه،كنت جاى،أطمن عليكى  ومتوقع أن دكتور تانى يفك لى الغرز،اللى فى إيدى.
رسمت زينب بسمه قائله:لأ ده مش كسر،ده ألتواء أربطه،والجبس روتين مش أكتر،ومش هيمنع إنى أنزل أشتغل وأخدم المحتاجين،واهو أنا قاعده،وبفك لك الغرز،يعنى شئ مش مأثر عليا،وبشكرك لاهتمامك أنك تسأل عنى.
تبسم هاشم عيناه تتفحص كل إنش بوجه زينب،لا ليست تتفحص بل تنهش.
لكن بعد ان إنتهت زينب، 
من فك تلك القُطب من معصم يد هاشم، رغم إنها  لا تعلم لما لديها شعور بالنفور والبُغض من هذا الكهل، لكن، أشار عقلها، لن تخسرين شئ. 
قالت  زينب: أنا فكيت لحضرتك الغرز، وبالنسبه للجرح اللى فى كف إيدك واضح إنك إلتزمت الاعتناء بيه وطاب بسرعه هو مكنش جرح  كبير. 
تبسم  هاشم قائلاً: فعلاً  أنا كنت ملتزم العنايه، بيه رغم أنه خسرنى فى مبارزه رفعت الزهار، فجأه حسيت بوجع أيدى ومعرفتش أرد الضربه عليه، لكن مش مهم. 
تبسمت زينب  قائله: مكنتش اعرف إن الشرقيه، عندهم رقصة التحطيب اللى أعرفه إنها خاصه بأهل الصعيد. 
رد هاشم: كمان الشرقيه بيحطبوا، متعرفيش إنهم بيقولوا على أهل الشرقيه، "صعايدة بحرى" 
ردت زينب: لا للأسف مكنتش أعرف  ، بس اللى أعرفه أن أهل الشرقيه، أهل كرم، وبصراحه ده بيخلينى أتجرأ وأطلب منك طلب، أتمنى، مترفضوش. 
تبسم  هاشم قائلاً: 
طلبك اينكان مُجاب يا دكتوره. 
تبسمت زينب  قائله: بصراحه محتاجه منك 
ميت ألف جنيه،وطبعاً قبل ما تفكر فيا السوء،الفلوس،دى أنا محتجاها،علشان،تجديد صيانة غرفة غسيل الكلى،التابعه للوحده هنا بالبلد.  
شعر هاشم بتفاجؤ،هى تقوم بتوريطه، لو رفض،ربما تأخذ عنه فكره سيئه وهذا آخر ما يريده،الآن،المبلغ بالنسبه له ضئيل،وبالنسبه للطبيبه قد يكون،كبير و تمهيد لطريق معها،هى تُشغل تفكيره منذ أن سمع عنها فى البلده،حتى حين رأها وجهاً لوجه،شغلت عقله،لديه فضول،تذوق،طعم شفاها،يتمنى الأختلاء،بها،أصبح كلما يراها،يريد الإنقضاض عليها،تذوق ليلة غرام مع تلك الشرسه،التى،لا تهاب من أحد هو سمع عن ركوبها الجواد مع رفعت الزهار،رفعت فاز بقُرب الدكتوره حتى لو لدقائق،انتشر فى البلده أنه الشهم الذى ساعد الطبيبه ونقلها للمشفى،لو قام الآن،بالتبرع بذالك المبلغ،لحساب الوحده،سيظهر أمامها،لا بل امام البلده كلها،بصوره جيده،ويزعزع، تلك المكانة، التى بدأ  رفعت يأخذها بالبلده،على أنه الفارس،الشجاع،لكن هو الذئب،الذى يتلاعب بضحاياه قبل إلتهامهم،حسناً لا بأس.
تحدث هاشم مبتسماً:أكيد طبعاً،تقدرى تقولى إن المبلغ ده تحت أمرك،لكن للأسف مش معايا دفتر الشيكات،بس ممكن أبعتلك المبلغ كاش،هو معايا فى البيت.
تبسمت زينب قائله:تمام،متشكره جداً،تقدر تبعت الملبغ،عليا مباشر مع أى شخص من عندك.
هو يفهم لعبته جيداً،لو أرسل المبلغ مباشرةً الى يد الدكتوره،لن تفصح عن الأمر شئ،لكن هناك من سيجعل من المئة ألف،مئة مليون فى عين أهل القريه.
وقال: انا واثق جداً فى طارق التقى،هبعتلك معاه المبلغ اللى طلبتيه،وأى شئ تحتاجه الوحده،تقدرى تقولى لطارق عليه وهو يبلغنى بيه.
علمت زينب،مقصده،فهى تعاملت مع طارق التقى حقاً مده صغيره،لكن لاحظت أهم صفاته،النفاق والرياء،وتفخيم بعض كبار  البلده ،لكن لا يهم المهم أن تحصل منه على المال من أجل تطوير الوحده الصحيه لخدمة البسطاء.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بحديقة سرايا رضوان الزهار.
جلس،رفعت أسفل مظله بالحديقه،يرفع رأسه،ينظر للسماء،رغم أن الطقس،ربيعياً،لكن هنالك رذاذ أمطار،يتساقط،على سقف تلك المظله،المصنوعه من "الصاج  المقوى"،والتى تضخم صوت الأمطار،كأن السماء تُمطر بشده،نهض من أسفل المظله وخرج،يقف تحت رذاذ الأمطار،تتساقط الأمطار الخفيفه على وجهه،اغمض عيناه،جاء لخياله،تلك اليد التى صافحها صباحاً،ذكرته،بيد أخرى،كان لديها نفس الشامه،بنفس المكان بيدها،لكن كان هنالك بيدها،وحمه،على شكل قلب،كثيراً ما كانت تُخفيها،كانت تشعر انها تشوه،كف يدها،تذكر ببسمه تلك "رحمه"،أخته التى كانت بالوسط بينه وبين رامى،رغم أنها كانت فتاه وسط ذكرين،الأ أنها كانت رقيقه،كأسمها،كانت زهرة رقيقه إحترقت باكراً،لما للحظه حين كان يصافح يد تلك الطبيبه،شعر،بأنه لم يكن يريد،ترك يدها،
على ذكر الطبيه،رن هاتفه،أخرجه من جيبه،وقام بالرد على الآخر الذى قال له:
حضرتك جبت المعلومات اللى طلبتها عن الشخص اللى كانت مخطوبه ليه،الدكتوره زينب السمراوى،هو كان إسمه(سميح متولى)
بيشتغل محاسب فى الضرايب بالفيوم،وكمان يبقى إبن أخو عمة والد الدكتوره،وهى كانت مقيمه معاها الفتره دى من عمرها،والغريب أن الخطوبه دى إتفسخت يوم المفروض كان هيتكتب كتابه عالدكتوره،وهو اتجوز،بس من شهرين إنفصل عن مراته،ومعاه منها،بنت وإسمها"زينب"
سأل رفعت:طب ليه الخطوبه إتفسخت يوم كتب الكتاب؟
رد الآخر:حضرتك معرفش حضرتك عارف الأمور الشخصيه دى بتبقى،سريه بين اللى يخصهم الآمر.
رد رفعت:تمام متشكر،وعاوز عنيك تفضل عالشخص اللى قولتلك عليه،ومتغفلش عنه،أخبارهُ تكون عندى أول بأول.
رد الآخر:إطمن هو تحت عيون رجالتى،وراه خطوه بخطوه،بيرقبوه عالنفس،لسه فى معلومات تحب أجيبها عن الدكتوره.
رد رفعت:لأ متشغلش بالك،بس،ركز فى اللى قولتلك عليه،وحولتلك حساب أتعابك عالبنك،سلام.
أغلق رفعت الهاتف،حائراً الطبيبه كان بينها وبين الزواج خطوه،لما لم تخطوها،هل كانت تحب،ذالك الشخص،أم كان سيكون،زواج عائلى،
تنهد رفعت،ثم دخل الى أسفل المظله مره أخرى،يتسمع أصوات،رذاذ المطر المتضخمه،كذالك التضخم الذى يشعر به كيف تنساق مشاعرهُ بطريق يجهل نهايته،ولا يريد بدايه له،هو يريد معرفة أكثر عن الطبيبه من أجل الفضول لأكثر،هذه حقيقة مشاعره.
بينما هنالك تلك العجوز،تراقب من شرفة غرفتها جلوس،رفعت وخروجه تحت المطر ثم عودته لداخل المظله،بقلب منفطر،ليس عليه فقط،بل على أخيه الذى كان هو الآخر يجلس،بالحديقه ليلة أمس،هذان الفرسان،ترك  الحريق على قلبيهما،أثراً صعب المحو،هنالك طريقه واحده،لمحو أثر الحريق من على قلبيهما وهو العشق،حين يعثر كل منهما على من تجازف،وتدخل بقلب شجاع،لحياتهم،الملتهبه،ستبرد نيران قلبيهم،
رامى لديه حبيبه،يتمنى وصالها،لكن تلك الغبيه تهوى،حرق قلبه،وذالك الزائر من داخله،لابد أن تدخل فتاه قويه لحياته،هى سمعت عن إحداهن،وعن أنه حملها،وذهب بها الى الوحده،لديها فضول،لتراها،ربما تكون هى صاحبة محو أثر النيران من قلب رفعت الزهار،حفيدها الأكبر،تبسمت بمكر،هى ستسغل حالتها الصحيه،وستجعل الطبيبه تأتى إليها،بالمزرعه،بأقرب وقت.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوعين
بكليه الطب البيطرى
بمكتب وسيم،فتح الحاسوب الخاص به،تفاجئ حين،رأى نشر البحث الخاص،التى قامت بعمله ليلى،على إحدى المجلات المتخصصه،بالخيول التى يراسلها من حين لآخر ،تبسم  لا يعلم لما أراد أن يُخبر،ليلى،لكن كيف هى منذ أسبوعين لم تأتى للجامعه،أو ربما تأتى،ولا تحضر المحاضرات الخاصه،به فقط،عليه التأكد من ذالك،ربما تتجنب الالتقاء عنوه منها.
نهض واقفاً وحسم أمرهُ،ذهب الى المدرج الخاص،بالمحاضره،وفتح باب القاعه،دون إستئذان منه،وأفتعل أنه تفاجئ بوجود،دكتور آخر،بقاعة المحاضرات،وقال معتذراً: متأسف،يا دكتور،واضح إنى لخبطت بين مدرجات المحاضرات.
تبسم له الآخر وأماء رأسه بتفهم،لكن لم ينتبه وسيم،لذالك،عيناه جابت قاعة المحاضره،بالكامل،ليلى،ليست موجوده،خرج من القاعه،وسار،عائداً،الى مكتبه،يشعر،بالفضول،يفكر بطريقه،يعلم لما ليلى،لا تأتى طوال الاسبوعين الماضيين للجامعه،لكن سريعاً،نهر نفسه قائلاً:مالك يا وسيم،كل ده علشان توصل،وتعرف من ليلى تفاصيل عن أختها،فوق،قدامك الطريق المختصر مش بعيد.
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً، 
بمنزل صفوان المنسى، 
بغرفة الضيوف. 
جلس كل من فاديه وصفوان، يستقبلان ذالك الضيف،ووالدايه. 
كان صفوان، من حين لآخر، ينظر لساعة يدهُ  كأنه ينتظر مجئ أحد، بينما فاديه كانت ترحب، بذالك الضيف، ووالده ووالداته اللذينا، رافقوا ولدهم، من أجل طلب يد مروه للزواج، 
تبسمت والدة ذالك المدرس قائله: 
إحنا ده اول تعارف بينا، وبصراحه ترحيبكم بينا، يشجعنى إنى أطلب أيد الآنسه مروه 
لابنى. 
لكن قبل أن يرد أحد والدي، مروه 
كان هنالك رداً حازماً حاسماً بصوت يجعل الحائط ترتعش: 
طلبكم مرفوض، الآنسه مروه، مخطوبه، وكتب الكتاب، والفرح بعد عشر أيام، بالضبط. 
تعجب العريس قائلاً: أيه التخاريف اللى بتقولها دى، أنا واخد ميعاد من الآنسه مروه، وهى سبق وأبدت موافقتها على طلبى لها بالجواز. 
رد والد مروه: فعلاً، رامى بيه هو خطيب مروه، وفعلاً حددنا ميعاد كتب الكتاب، والزفاف، بعد عشر أيام. 
بينما حاول رامى تمالك أعصابه، كى لا يقتل ذالك المُدرس، أمام والدايه، ونظر بأتجاه مروه التى دخلت للتو تحمل بعض أكواب القهوه، وقال وهو يُسلط عيناه التى تحول لونها الى أسود غطيس، ينظر ل مروه بنظره تحذيريه،إياها أن تتفوه بشئ عكس ما سيقوله : 
أظن القهوه،وقتها مش مناسب،، الباب لسه مفتوح يا مستر،مش خلاف بينى،وبين خطيبتى هيخليها تضيع حُب نشأ من سنين،مروه حبت تختبر،حبى ليها،بس فكرت ودخلتك ما بينا، غلط علشان تكون،كبش فدا،علشان أرجعلها،من تانى.
وقفا والدا العريس،بغضب قائلين:
مكنش لازم تلعب اللعبه القذره دى على إبننا طالما كانت عاوزه خطيبها السابق،ليه،وافقت أنها تخلينا نجى لهنا علشان نتهزأ،وهى ترجع لخطيبها من تانى،قوم،هى مش آخر البنات،كان إختيارك غلط من البدايه.
نهض العريس،وخرج هو ووالدايه من منزل،صفوان.
تبسم رامى بأنتصار،بينما إقتربت مروه من مكان وقوف،رامى قائله:حتى لو البشريه خلصت ومبقاش فى راجل غيرك أنا مش هتجوز،مشوه أو مسخ ،يا رامى يا زهار.
أخرج رامى صوت ضحكة سخريه وتهكم،محموله بغصات ألم قائلاً:إنتى نصيبى ،يا مروه،حطى دى فى دماغك،وزى ما قولت من شويه،كتب كتابنا وفرحنا بعد عشر أيام،مفيش قدامك  غير طريق بيودى للمشوه المسخ.
....ـــــــــــــــــ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بنفس الوقت، بشقة  والد زينب بالقاهره
بغرفة المعيشه،كانت تجلس هاله ومعها صفوت ومجد،
تحدث مجد بمزح قائلاً:مالك يا ماما قاعده قلقانه كده ليه،أوعى،تقوليلى قلقانه عالبت،زينب،دى،ما يتخافش عليها،دى البشريه يتخاف عليها من نوعية البت دى،يارب أرزقنى،بعروسه حلوه وطيبه زيك كده،يا ماما،ويبعد عنى شر نوعيه البت زوزى دى آذيه للبشريه خلفتيها إزاى دى.
قبل أن ترد هاله،ردت من دخلت تتسحب،قائله:
خلفتنى،زى ما خلفت حيوان زيك،أيه الفرق بينا.
إنخض مجد قائلاً:إستغفر الله إنصرفى جيتى أمتى،ودخلتى إزاى،للشقه من غير ما نسمع صوت فتح الباب.
بينما  هاله وصفوت،نهضا مخضوضان ،حين سارت  أمامهم زينب،ترتكز على عكاز طبى،ونظروا،لساقها،المُجبره.
نهضت هاله بلهفه قائله:زينب،أيه اللى جرالك كان قلبى حاسس علشان كده إتأخرتى فى الوصول للقاهره.
تبسمت زينب قائله:أعتبر ده نفاق بقى،قلبك حاسس بأيه،أنا خلاص قربت أفك الجبس. 
تبسم مجد قائلاً: جبت قلم أهو علشان أكتبلك إهداء عالجبس. 
نظر له صفوت قائلاً: يعنى إنت كنت عارف إن زينب رِجلها متجبسه وقاعد، كده هادى، يا جبروتك. 
تبسم  مجد قائلاً: رِجل أيه يابابا اللى مكسوره، ده إلتواء، بس هى حبت تزود شويه من بُهارات من عندها علشان تحلل الربع مليون جنيه اللى أخدتهم تعويض من اللى كان السبب فى إلتواء رجلها، والله أنا لو مكانه ما كنت دفعت ربع جنيه حتى، بس يظهر، إنه أهبل. 
تعجبت هاله قائله: ربع مليون أيه ومين اللى أهبل اللى دفعه، أيه القصه، بالظبط، عملتى أيه فى الشرقيه. 
تبسم مجد  قائلاً: هتكون عملت أيه فى الشرقيه رايحه تقلب الناس هناك، كويس ربنا يبعدها عنى. 
تبسم  صفوت قائلاً: لأ  شكل فى موضوع كبير تعالى أقعدى إرتاحى، وأحكى لينا ايه حكاية الناس اللى قلبتيهم فى الشرقيه  دول. 
جلست زينب قائله: ها أقعد أحكى كده وأنا جعانه، أوعوا تكونوا إتعشيتوا من غيرى، والواد ده لهف منابى فى الأكل. 
تبسمت  هاله قائله: لأ لسه متعشناش، كنا مستنينك، أنا ما بصدق نتلم كلنا على آكله، هروح أنا ومجد نحضر السفره، وخليكى مرتاحه جنب باباكى، هو اللى هيغسل المواعين بعد العشا. 
نظرت زينب لوالدها وقالت بمزح: هى لسه بتخليك تغسل المواعين، يا بابا، لأ خلاص بقيت موجه عام، لازم تترقى، بقى، مش قولتلك  هات غسالة أطباق أو أتجوز على ماما أحسن. 
تبسم صفوت، يضم، زينب قائلاً: هجيب غسالة أطباق  على أيه طول الوقت هما طبقين اللى بناكل فيهم أنا وهاله، وأنتى وأخوكى كل واحد فيكم فى مكان، بعيد عننا، ما بنصدق تجيوا يومين أجازه ونتجمع فيهم. 
تبسمت  زينب  قائله: زمانك بتقول إمتى اليومين  دول يخلصوا علشان أستفرد بالموزه فى جو هادى، بعيد عن دوشة الاتنين الأشرار دول.
تبسم صفوت قائلاً:والله الأتنين الأشرار دول هما اللى محلين حياتنا،بكره تتجوزى وتخلفى،وتعرفى قيمة الولاد.
شعرت زينب بغصه بقلبها لكن رسمت بسمه قائله بمزح:لو عندك عريس متعاون زيك كده،يا بابا،يلا أنا موافقه.
تبسم مجد الذى دخل قائلاً: عريس ايه،أنتى هتعنسى،ده إحساسى،يا عانس آل السمراوى يلا يابابا،،العشا جهز عالسفره.
تبسم صفوت قائلاً: مين اللى هتعنس دى زينب الف مين يتمناها.
تبسم مجد قائلاً:طب،يجى واحد من الألف دول،وأحنا هنقوله ربنا يصبرك على مابلاك، راجل مين يابابا،مستغنى عن عمره،يتجوز واحده،معاها الحزام الأسود فى الكارتيه،دا غير إنها دكتوره،يعنى الغلطه معاها،يا بحش وسطه أو بضياع عمرهُ. 
تبسمت هاله قائله: صدقت فيما قولت،يا محد،و يلا خلونا نتعشى وبعدها إبقوا ناقروا فى بعض. 
تبسمت زينب  ليد صفوت  الممدوده لها، ووضعت، يديها بيدهُ، قائله: أنا بحبك قوى، يابابا. 
تبسم صفوت  قائلاً: أنا بحبك أكتر، واللى مصبرنى بعدك عنى أنا وماما،هو إننا نسمع إنك بصحه كويسه،بعيد عن إلتواء رِجلك ده اللى مكوناش نعرفه،بس واضح كده الشرقيه جايه على هواكى.
تبسمت زينب وهى تجلس على مقعدها أمام السفره قائله:جايه على هوايا جداً،كفايه بلاقى ناس أقلبهم فى فلوس هوايتى الأولى من وأنا صغيره،فاكر يابابا لما كنت باخد مصروف من ماما وأجيلك تدينى مصروف تانى،حتى لما روحت الفيوم وعشت مع عمتو"كوثر" الله يرحمها كنت بقلبها فى فلوس،رغم الفلوس اللى كنت بتحولهالى،كل شهر،بتكفينى وزياده،بس هوايه بقى عندى.
تبسمت هاله قائله:وايه حكاية الناس اللى قلبتيهم فى الشرقيه دول بقى،وبيدوكى فلوس ببساطه كده.
تبسمت زينب:هقولك،ياماما علشان عارفه إنك فضوليه،بصى يا سيتى،انا اللى إتسبب فى  التواء كاحل رجلى،ده تاجر خيول وغنى ،خدت منه ربع مليون جنيه،فى الأول كان معترض،بس لما قولت له سبب إنى عاوزه التعويض ده،بصراحه متأخرش،حتى أنه شخص غريب،تصورى محدش يعرف،بأنه إتبرع بالمبلغ ده غيرى أنا والحيوان مجد ودلوقتى إنت وبابا،واحد غيره كان إتباهى قدام أهل بلده،زى ما عمل الراجل التانى ده،بعت الفلوس مع موظف بالوحده،الموظف ده مسبش كلب ماشى فى البلد اللى وقاله،عن رجل البر والتقوى،بس ميهمنيش،اللى يهمنى أنه بعت المبلغ،وتستفاد الناس  غلابه،بدل إستغلال الدكاتره والمستشفيات الخاصه،وكمان بالربع مليون  النهارده قبل ما أجى للقاهره ، مضيت على إستيلام عربية إسعاف مُجهزه خاصه بالوحده،تنقل المرضى،اللى حالته صعبه،وده سبب تأخيرى فى الوصول،بس تعرفوا كمان عينى على واحد ناويه أما أرجع البلد أقلبه فى مبلغ.
تبسم مجد قائلاً:ومين ده اللى عليه الدور،بقى؟
ردت زينب ببسمه:عضو مجلس الشعب،ده سمعت أنه راجل بخيل،بس طبعاً مش معايا وكمان إحنا داخلين على إنتخابات برلمانيه. 
تبسمت هاله قائله:طب بتقولى بخيل،هيعطيكى إزاى.
ردت زينب:ما هو محتاج يعمل بروباجندا عن نفسه هو كمان وطبعاً  هيتباهى إنه دفعلى المبلغ اللى هطلبه منه، كمان مش أى حد بيطلب منه هيعطيه، ناسيه إنى مديرة الوحده الصحيه، اللى مش بس بتخدم أهل الزهار، لأ كمان قُرى تانيه جنبها، يا ماما النوعيه دى من البشر مش بتتبرع بفلوسها لله وللوطن، دى رياء علشان يوصلوا لمناصب عاليه،مفيش غير رفعت الزهار،ده اللى إستثناء معرفش ليه عطانى الفلوس،بدون شُهره أو فشخره كدابه.
رن إسم رفعت الزهار، بأذني كل من، صفوت، وهاله التى قالت: يمكن له هدف تانى هيظهر بعدين، متأمنيش لحد. 
تبسم صفوت قائلاً: هيكون له هدف تانى أيه، ممكن هو مش من النوعيه اللى غاويه تتفشخر، وتِمِن عالناس،زى ما فى نوعيه الراجل التانى، وعضو مجلس الشعب اللى بيعملوا الخير، رياء أو شهره، أو لهدف فى دماغهم، فى نوعيه، بتعمل خير، ومش مستنيه شُهره.
ردت هاله:ممكن الله أعلم بنوايا وخفايا القلوب،بس برضوا الحذر واجب مع الناس دى. 
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان.
تحدث رامى قائلاً بحسم: بعد كده ممنوع تروحى للمدرسه دى تانى، وعالعموم المده قصيره عشر أيام مش كتير، يادوب تجهزى نفسك وتشوفى البنات بتعمل أيه لعرسانها وتعمليه، علسانى ،ومتقلقيش مش محتاجه لجهاز عروسه حتى شنطة هدومها،هبعتلك كتالوجات،تختارى منها اللى يعجبك،ومالكيش دعوه بالباقى  . 
لم ينتظر  رامى ردها  وخرج  من المنزل صافعاً خلفه الباب بقوه تكاد تخلعه من مكانه. 
بينما نظرت مروه لوالدها قائله بغضب ساحق:
إنت اللى قولت ل رامى عن ميعاد العريس،وخليته يجى لهنا علشان يطفشهُ. 
صمت صفوان كان الجواب. 
تنرفزت مروه قائله: قولى يابابا، أمتى هتعرف إننا بناتك ومسؤلين منك، عارف، إن سبب رئيسي  من رفضى، ل رامى الزهار، هو إنت، عمرك ما حسستنا أنك أب لينا، مش علشان  زى ما بتقول كان نفسك فى ولد، يشيل إسمك ويتحمل مسؤليتك أما تكبر،لأ إنت كان نفسك فى ولد علشان تتواكل عليه،زى طول عمرك ما كنت متواكل على ماما فى تربيتها لينا،من غير ما تطلب منك أى شئ هى أو إحنا محتاجينه حتى إحتياجاتك كمان ماما أوقات كتير،بتلبيها لك،علشان بس متتعصبش عليها ولا علينا،يا خساره،يابابا،بس بوعدك الجوازه دى مش هتم ولو على موتى.
قالت مروه هذا وغادرت وتركت صفوان،ومعه فاديه التى تبكى عيناها،بقهر،
نظر لها صفوان قائلاً بحجود:عقلى بنتك يا فاديه هتلاقى جوازه زى دى فين،رامى الزهار من أسياد البلد وكمان،مش هيحملنا أى مصاريف جهاز،وأهو أنتى سمعتيه بيقول حتى شنطة هدومها هيحبهالها،عقبال الاتنين التانين،منلاقى اللى يشيلهم عننا بنفس الطريقه،أنا خارج. 
خرج ذالك  الجاحد وترك فاديه  التى جلست تبكى بقهر سنوات تحملتها من البدايه بسبب مروه، ثم من أجل أختيها، أرادت لهم حياه كريمه أمام الناس، لكن ذالك الجاحد، كان أبعد عن الكرم، بالنسبه لهن، لكن الآن ما باليد حيله. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان 
صباحاً بقرية الزهار
على ضفتى، ذالك المجرى المائى بالقريه، كلا منهم  بناحيه
كانا يتسابق كل من، رامى ووسيم كعادتهم السابقه، من الحين للأخر، يتقابلا وهما يتريضان بخيولهم، يتحدثان بصوت عالٍ
تبسم وسيم قائلاً: سلامات  يا إبن الزهار بقالى كذا يوم مشوفتكش، قولت لتكون سيبت البلد من تاني. 
تبسم رامى قائلاً: لأ البلد دى بلدى، وبلد أجدادى، بس كنت مشغول، وكمان لك عندى خبر. 
تبسم وسيم قائلاً: خبر أيه اتمنى يكون سعيد. 
تبسم رامى قائلاً: معرفش بالنسبه لك سعيد ولا لأ بس هقولك أنا خلاص كتب كتابى وفرحى الأسبوع الجاي  وأنت والمُهره مدعين للحضور طبعاً، بس بلاش حضور هاشم الزهار، عاوز الفرح يعدى بسلام، مش بتفائل بوشه. 
تبسم  وسيم قائلاً: ومين سمعك وخالى هاشم، زى غراب البين، بس مقولتليش من الفدائيه اللى هتتجوز، الوحش، من هنا من البلد ولا إسكندرانيه. 
تبسم رامى  قائلاً: لأ من هنا من البلد، إسمها مروه، بنت صفوان المنسى. 
لم يسمع وسيم إسم مروه، ولا أسم والداها، بسبب صهيل جوادهُ العالى فى تلك اللحظه، كل ما سمعه أنها من البلده. 
تبسم وسيم قائلاً: مبروك واعمل حسابك إنى شاهد على عقد الجواز، مش ألاخوه أعداء،ومفيش عداوه أكتر من إنى أشهد على تدبيسك. 
تبسم رامى  قائلاً: لأ أطمن، إنت  الشاهد التانى، بعد رفعت، اللى أقنعته بصعوبه،بيقولى المثل بيقول،إمشى فى جنازه ولا تمشى فى جوازه.
تبسم وسيم قائلاً:وهو رفعت ده هيفضل عازب لحد إمتى،ده خلاص قرب عالسته وتلاتين سنه،وكمان أنا عندى،ليكى مفاجأة،بفكر أنا كمان أدخل الفقص قريب.
تبسم رامى قائلاً:بجد مبروك،ها مين تعيسة الحظ.
تبسم وسيم:هتعرف فى وقتها،خليها مفاجأة،يلا أنا بقى،هتصل عليك بعدين نحدد وقت  نتقابل ونقعد مع بعض،قبل ما تتجوز وتنشغل مع العروسه، ونتكلم فيه براحتنا دلوقتي  لازم أرجع للبيت أخد شاور، علشان، عندى محاضره فى الجامعه. 
رد، رامى: تمام هستنى إتصالك. 
غادر الأثنان المكان كل منهم يسير نحو طريق عكس الآخر. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل صفوان 
إرتدت مروه، ملابسها، وخرجت من الغرفه، لكن تصادمت مع والداها، الذى نظر لها بتقييم، قائلاً! 
على فين دلوقتي؟ 
ردت مروه: رايحه المدرسه عندى حصص، ولازم ألحق باص المدرسه قبل ما يمشى. 
رد  صفوان بسخريه: 
مدرسة أيه وحصص أيه، مش سمعتى كلام رامى بيه لما قالك ممنوع تروحى للمدرسه دى من تانى، خلاص فرحك، فاضل عليه أيام. 
ردت مروه: قولتلك  قبل كده الجوازه دى مش هتم. 
سخر صفوان قائلاً: الجوازه دى هتم، ورِجلك فوق رقابتك، وزى ما قال رامى، ممنوع تروحى للمدرسه دى تانى. 
قال  صفوان هذا  ونادى على فاديه بتعسُف. 
آتت فاديه، ووقفت تقول: فى ايه بتنادى لى، كده ليه.؟ 
نظر صفوان  لمروه قائلاً: عَقلى بنتك، يا فاديه، جاى لها نعمه، وبترفصها برِجليها. 
ردت مروه  بتهكم: جوازى من رامى الزهار نعمه فى أيه. 
رد صفوان: مش عارفه جوازك من رامى الزهار  نعمه، فى أيه، أقل ما فيها هبقى نسيبه مش سايس عنده. 
نظرت له مروه بتهكم قائله: نسيبه مش سايس، مفيش فرق بين الأتنين،الأتنين فى الآخر بتاخد عليهم نفس الآجر. 
رد صفوان: لا فى فرق كبير ليا بين العمال أكيد هبقى، رئسيهم مش سايس زيهم. 
ردت مروه: حتى لو بقيت رئيسهم، 
هتفضل سايس برضوا، بابا بلاش تبيعينى، لابن الزهار، بالرخيص. 
نظر  لها صفوان بذهول قائلاً:أبيعك بالرخيص،عالعموم انا قولت آخر ما عندى،ممنوع،تروحى للمدرسه دى،تانى،وإلا وقتها امك تبقى طالق،وده مش أول طلاق بينا.
كلمة طالق أصمت،ليست آذان مروه وفاديه وحدهن،بل أيضاً أذان كل من هبه وليلى اللتان خرجن من الغرفه على صوت والداهن العالى،دون شعور منهن شقت عيونهن دمعة حسره،فها هو من يفترض أن يكون سند لهن،يساومهن ببخُبث.
نظرت فاديه لهن بحسره،ليتها ما عادت لذالك الوغد سابقاً،وأكتفت بمروه فقط التى لم تكن أنجبت غيرها،بذالك الوقت،لكن،هى عادت لذالك الوغد،سابقاً فقط من أجلها،حتى تتربى مروه بمنزل والداها،أفضل أن تتركها وتتزوج برجُل آخر،كان من  الممكن أن يعوضها عن ذالك الوغد،فضلت ذالك الوغد وعادت له وتحملت حياة البؤس معه،فقط،لكن كانت سعيده،ب بناتها وهن يكبرن أمامها يحققن جزء من أمانيهم،لكن ها هو الوغد يهدد إحداهن ويساوم عليها.
نظرن هبه وليلى،لمروه،التى قالت بأسف:
للآسف إنت السبب إنى برفض رامى،لأنى عارفه إنك عمرك ما هتكون سند ليا قدامه،لما يزهق منى.
إقتربت منها ليلى قائله:إحنا سندك يا مروه،أنا وماما وهبه،سند بعضنا،بلاش توافقى على حاجه غصب عنك،دافعى عن قرارك،مش هنخسر حاجه،بابا طول عمره بعيد عن مسؤليتنا.
كذالك إقتربت هبه من مروه،توافق ليلى الرأى.
لكن نظرت مروه،لوالداتها التى تبكى بقهر،وقالت:عمرى ما هسيب لبابا فرصه إنه يطلق ماما تانى،بس كمان مش هتجوز من رامى الزهار لو فيها موتى،موتى أهون عليا.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
مساءً بشقة والد زينب بالقاهره.
كانت زينب ومجد جالسان بغرفة المعيشه،
كان رامى مشغول،بهاتفه،يتصفح بعض الأخبار عليه،حين قالت زينب: 
واد يا مجد، أيه رأيك تدينى ألف جنيه سلف، وأديك أنا حته بسبوسه من اللى معايا دى. 
رد مجد بسخط: ليه كانت بسبوسه، بمية المُحياه، والا بالبترول، وبعدين قاعده عالكنبه كده ومدده رجلك ومجضوعه بضهرك واخده راحتك، مش حاسه إنك حاطه رجلك على رُكبي، ورِجلك بالجبس تقيله، حوشى، رِجلك من على رُكبى، وإنسى مش معايا فلوس، روحى خدى من الربع مليون اللى أخدتيهم تعويض عن كسر رِجلك، إنتي اللى  بتاخديه منى ،بيطير مش بيرجع تانى. 
ردت زينب  بدلال:  لأ دى بسبوسه  ، بالقشطه وعسل النحل البيور، وبعدين عيب عليك يا ميجو مش أخويا اللى بيقبض بالدولار، هتجيب الالف جنيه ولا أنشر الڤيديو بتاعك وعليه شويه تحابيش من عندى.
أغلق مجد هاتفه، ووضعه على منضده أمامه 
وأزاح  قدميها من على ركتبه ونهض قائلاً: هو أنا مقولتكيش، مش هناك فى جبل عتاقه، قطعوا كل وصلات النت، حتى شبكة المحمول مش بتلقط، غير كمان، رئيسى المباشر إترقى وسافر للفرع الرئيسى  للشركه فى الخليج،واللى جاى مكانه لسه مستلمش مهامه عقبالى كده،، يارب ما أترقى وأهج من وشك، شوفى غيرى بقى ألقبيه فى الألف جنيه. 
قال مجد هذا وشاور لها بيده وهو يخرج من الغرفه، پأصابعه قائلاً: تصبحى على خير، يا مفلسه دائماً،شوفى غيرى قلبيه،فى دكتوره زيك كده عايشه على تقليب أخوها الغلبان،يا بنتى،شوفى الدكاتره التانين وأعملى زيهم وبلاش تفضلى طول عمرك فقريه. 
نظرت زينب  له بغيظ لكن سُرعان ما تبسمت بعد أن وجدت ضالتها، سريعاً، أخذت ذالك الهاتف الذى نسيه مجد على الطاوله، وقالت له: وإنت من أهله، يا ميجو حلو الفون أبو أربع كاميرات ده، أبيعه بالألف جنيه، وبارك الله فيما رزق، ربنا كريم، يقطع من هنا ويوصل من هنا. 
عاد مجد سريعاً، يقول: هاتى الموبايل بتاعى، يا زينب، فون أيه اللى بأكتر من إتناشر ألف جنيه، وهتبيعه بألف جنيه، علشان سرقاه. 
تبسمت زينب قائله بخضه: بتقول الفون بكم، ليه، عالعموم  مش مهم ابيع فونى القديم، وأشتغل بده،وأتمنظر عالمقاطيع اللى شغالين معايا فى الوحده، وأهو  أبقى حللت السرقه. 
إقترب مجد منها وقال: تحللى أيه،هاتى الفون وبطلى،هزار،ومعيش ألف جنيه. 
تمسكت زينب  بالهاتف قائله: خلاص مش عاوزه منك وشك حاجه، حلو الفون ده. 
حاول مجد خطف الهاتف من زينب، لكن تمسكت به بقوه، مما جعله يحاول أخذه منها بالقوه قائلاً: هاتى الفون، لا يتكسر فى إيدينا. 
ردت زينب: وماله هو لسه فى فترة الضمان، هو مدة ضمانه قد أيه؟
لكن قبل أن يرد مجد على زينب،رن الهاتف فى يد زينب،نظرت للشاشه،ثم نظرت ل مجد الذى،رأى من يتصل عليه،وسئم وجهه،مثلما سئم وجه،زينب قائله: 
سميح بيتصل عليك ليه؟ 
تعلثم مجد قائلاً: معرفش والله، بقاله حوالى أسبوعين كده، كل يوم والتانى يتصل عليا، ويلف ويدور، وفى الأخر، ينهى المكالمه، بس اللى عرفته أنه طلق مراته من شهرين كده. 
تعجبت زينب  قائله: طلقها ليه مش معاه منها بنت، وبينهم عِشره، عالعموم، خد فونك، أهو تصبح على خير. 
أعطت زينب الهاتف  ل مجد ونهضت و تركته، يشعر أنها، مازالت تشعر، بذالك الجرح القديم، حزِن بشده، ليته لم يرد على ذالك التافه سابقاً، ربما ما كان عاود الإتصال عليه مره أخرى. 
بينما دخلت زينب  لغرفتها وأغلقت الباب، خلفها، توجهت تجلس على مقدمة فِراشها
فجأه، شعرت بدوخه بسيطه، أغمضت عيناها، ونهضت، وتوجهت الى تلك التسريحه، بغرفتها، وفتحت إحدى الأدراج، وأخذت منها شريط دواء، تناولت منه حبه، وإرتشفت بعدها بعض قطرات المياه، تبتلعها بها، لم تتحمل الوقوف على ساقيها، جلست على مقعد التسريحه، ونظرت الى إنعكاسها بالمرآه، رأت نفسها فتاه قبل سبع سنوات. 
فلاشـــــــــــــــــــباك. 
الفيوم. 
للتو فرحه كبيره فأخيراً بعد سبع سنوات قضتها، بدراسة الطب، تخرجت، لكن كان هناك عقبه، أمامها، وهو جواب التكليف الخاص بها،ربما يأتى بمكان بعيد عن الفيوم،التى تقطن بها بمنزل،(كوثر) عمة والداها،التى لم تُنجب،وأخذت زينب من والدايها وهى بحوالى الثالثه عشر من عمرها،لتعيش معها،بذالك المنزل الكبير الذى تركهُ لها زوجها،وتعيش من معاشه زوجها الكبير  صغيره ،بعد وفاة زوجها،فهو كان يعمل بمصلحة الضرائب،كما أنه كان ميسور الحال وترك لها أيضاً عماره صغيره، تأتى، لها ً بريع جيد مقابل تأجير بعض الشُقق ،لكن لم يريد الله لهم الذريه،عوضت أمومتها،حين أخذت زينب من والدايها،تعيش معها،كانت هى كل حياتها،وهبتها حبها،ودعمها،حتى هى من أدخلتها الى أحد نوادى الفيوم،الكبيره،تتعلم فيها،رياضة الكارتيه،لسببين،الأول تقوية جسدها،الذى كان ضعيف فى ذالك الوقت،وأيضاً الشجاعه،والعنفوان،وقوة الشخصيه،وبالفعل إكتسبت زينب كل تلك الصفات،وكبرت على أنها صاحبة قرار قويه،لا تهاب من شئ،لكن شعرت كوثر،أن لو  ببعدت زينب عنها  ستشعر بفراغ كبير بحياتها،كان هناك حل واحد هو زواج،زينب،أو عقد قرانها،من أحد يجعلها تبقى بالفيوم،ويأتى لها خِطاب التكليف هنا بأحد الأماكن بالفيوم،كان هناك قصة حب فى مهدها،أو بالأصح إعجاب من زينب،بذالك الفتى(سميح) إبن أخ زوج عمتها الراحل،والذى يعمل بمصلحة الضرائب،وميسور لحدٍ ما،فزوج كوثر،وزع ممتلكاته قبل أن يتوفى،وأعطى لكل مستحق منهم حقهُ بالشرع،وفصل المنزل من حق زوجته،  كانت تسير، العلاقه بين زينب وسميح ببطئ شديد، ربما كان هذا من صالح زينب، طلبت كوثر من سميح الذى كثيراً  ما يودها، أن يعقد قِرانه على زينب، قبل أن يتم توزيع التكليف، فتضمن بقاء، زينب معها بالفيوم، وبالفعل، إمتثل سميح وزينب لهذا الآمر، بترحيب من زينب، لكن لم تكن تعلم خفايا القلوب الطامعه، 
لكن ربما من رضاء ربنا عليها، أظهر لها حقيقة مشاعر، سميح إتجاها قبل ليلة عقد القران. 
مساءً، آتى من القاهره، والد ووالدة زينب، وكذالك أخيها مجد، من أجل عقد القران، كانت زينب تشعر، بسعاده، لا تنكرها، 
حين دخلت عليها هاله قائله: 
كان نفسى تتجوزى جنبى، فى القاهره وترجعى تعيشى قريبه منى.
تبسمت زينب قائله:وهى الفيوم بعيده،يا ماما،دى ساعه ونص بينها وبين القاهره،وكمان الجو هنا فى الفيوم صحيح حر عن القاهره،بس خلاص إتعودت عليه وصحتى شكلها جت عالجو هنا.
تبسمت هاله قائله:ربنا يديكى الصحه،يارب،وتفرحى كمان وكمان،بس مقولتليش قبل كده،إن فى عواطف،بينك وبين سميح،بصراحه أنا مش بستريح،لمامته،ولا هو كمان،بس واضح إنه شاريكى،وطلب كتب الكتاب قبل توزيع التكليف الخاص علشان  متروحيش بعيد،عن الفيوم. 
تبسمت  زينب قائله: بصراحه مش عارفه، إن كانت مشاعرى ناحيته حب أو إعجاب، بس مع الوقت، حتى لو إعجاب العِشره، ممكن تحول الأعجاب ده، لحب.  
تبسمت  هاله وقالت: أكيد اهم من الحب التفاهم بينكم، ربنا، يسعدك. 
تبسمت زينب  لها، ولكن فى ذالك التوقيت، رن هاتف، زينب، 
تبسمت وهى تنظر للشاشه ثم لوالداتها. 
فهمت هاله، أن زينب، تريد الاختلاء والتحدث مع سميح، وحدهما، فقالت: 
هنزل أشوف باباكِ ومجد فين، وكمان أقعد شويه مع عمتى كوثر. 
تبسمت  زينب. 
بعد أن غادرت هاله الغرفه، ردت زينب على الهاتف.
تحدث سميح: أيه يا زينب، كل ده على ماتردى أنا قولت لتكونى نمتى. 
ردت زينب لأ مكنتش نايمه، بس ماما كانت معايا فى الأوضه، وخرجت. 
تبسم سميح قائلاً: بكره هتبقى حرم سميح متولى.
ردت زينب قائله:ده مجرد كتب كتاب لكن لسه وقت على ما يتم الجواز،رسمى،وقتها أبقى حرم سميح متولى.
تبسم سميح قائلاً:مش وقت ولا حاجه،قبل شهور هنكمل  بقية جوازنا. 
تبسمت زينب: اللى فى أمر ربنا هو اللى هيكون. 
فى ذالك الأثناء، فتح مجد غرفة زينب قائلاً:بلاش رومنسيات عالمسا،العشا جاهز وعمتو كوثر بتقول مش هناكل قبل ما زوزى تنزل تتعشى معانا إحنا متعودين على كده كل يوم.
تبسمت زينب قائله:تمام،غور إنت وأنا دقيقتين وهحصلك عالسفره.
تبسم مجد قائلاً:غور إنت،طب،بلاش اللفظ ده زمان سميح سمعه،يقول إتورطت فى بومه.
إعتاظت منه زينب وقامت بحدفه،بأحدى الوسادات قائله:بومه تقلع عينك غور،من وشى،هحصلك علطول.
تبسم مجد وغادر.
بينما سمعت زينب،صوت ضحكات سميح،الذى قال:مجد عنده حق،فى دكتوره،رقيقه وتقول غور.
سخطت زينب منه قائله:هو اللى واد سمج،عالعموم كفايه،كلام بقى هنزل أتعشى علشان أنام بدرى،اليوم بكره طويل،لسه هنزل انا وماما وعمتو كوثر،نشترى فستان للخطوبه،وكمان بقية التجهيزات التانيه.
تبسم سميح قائلاً:
تمام،الى اللقاء فى الغد يا حرم سميح متولى.
تبسمت زينب،وظنت أن سميح أغلق الهاتف، وذهبت لتضعه على الشاحن لكن سمعت صوت مازال يأتى من الهاتف،وضعت الهاتف على أذنها،وكانت ستتحدث،لكن سمعت ما جعلها تصمت وتتسمع.
حين سمعت صوت والدة سميح تتحدث معه بأستهجان قائله:كنت بتكلم مين أكيد الدكتوره اللى كوثر خايفه تبعد عن حضنها وامرتك تتجوزها.
رد سميح:أنا محدش يقدر،يأمرنى أعمل حاجه مش عاوزه،ومرات عمى فعلاً طلبت منى أكتب كتابى على زينب،علشان مكان التكليف بتاعها يجى هنا فى الفيوم  قريب منها،وأنا لو مكنتش مقتنع مكنتش وافقت.
ردت والدة سميح بتهكم!
مقتنع بأيه،بقى عاوز تورط نفسك مع زينب،وتتجوزها،وهى ورثت مرض عمة،باباها،ومش بعيد كمان تبقى،زيها عاقر،ومتخلفش،وقتها هتضيع شبابك زى عمك ما عمل مع كوثر وإستحمل قلة خلفها،علشان بيحبها.
رد سميح:زينب صحيح ورثت مرض كوثر مرات عمى،بس الله أعلم موضوع الخلفه ده بأيد ربنا،وكمان متنسيش،إن مرات عمى كتبت كل أملاكها،باسم زينب،البيت،وكمان العماره اللى مأجره شُققها اللى ورثتهم من المرحوم عمى،يعنى ده يشفع مرض زينب،وبالنسبه لحكاية أن زينب ممكن تطلع عاقر،زى عمة باباها دى مش مؤكده،وحتى لو إتأكدت،ليها حل وقتها ممكن أتجوز،واحده تانيه،وأكيد وقتها زينب مش هتمانع،لو كان فعلاً منها عيب فى الخِلفه.  
تبسمت والدة سميح له بظفر،غير منتبهان أن سميح لم يغلق الهاتف،وسمعت زينب حديثهم اللئيم.
رمت زينب الهاتف على الفراش،بداخلها،تشعر،بحرب ضاريه،تفور بعقلها،ذالك السميح،ما هو الا طامع،بما سترثه من عمتها،ماذا لو تحقق قول والداته،كانت عاقر مثل عمة والداها،هو ليس كزوج عمها الذى تقبل قدرهُ وتعايش معه بتصالح وطيب خاطر،مع من عشقها قلبه،لكن هذا الطامع قالها صراحه،سيتزوج،بأخرى وقتها،هنا شعرت زينب،بقدر من المهانه لها،هى ليست من وضعت،ذالك المرض بجسدها التى تعايشت معه منذ أن كانت بالثانيه عشر،كان قدرها وتقبلته وتغلبت عليه، بقوه وصلابه، والآن  لا  ،لن تكون فريسه لذالك الطامع،لكن لا مانع من تلقينه درس قبل أن تُنهى،ذالك الزواج الذى من رحمة ربنا عليها،أن أنار لها الطريق،قبل أن تسير،بطريق مُعتم مع،ذالك الطامع.
تحملت زينب،حُزنها بقلبها،ورسمت بسمه أمام الجميع.الى أن 
دخل المأذون الى أحد غرف المنزل،وإستقبله سميح،ومعه والدها،وكذالك والد سميح،وأخيه،وكان معهم مجد ، بعض الأقارب أيضاً، 
جلس المأذون مبتسماً،يدعوا،بالزواج السعيد المبارك،ثم قال،فين عروستنا،ياريت حد يناديها علشان ناخد موافقتها على كتب الكتاب وكمان تقول مين وكيلها.
بالفعل ذهب سميح لندائها،وعاد وهى خلفه.
تبسم لها المأذون قائلاً:أهلا بالعروس مبروك،بالرفاء والبنين،إنشاء الله.
غص قلب زينب،عن أى بنين يدعو لها،وذالك الطامع يتمنى أن تكون عاقرً لا تنجب له. 
وقفت زينب صامته.
بينما قال المأذون:موافقه يا عروس على عقد قرانك للسيد سميح متولى.
نظرت زينب لسميح،ثم لوالدلها،وأقتربت منه قائله:
لأ مش موافقه،أنا كنت مضطره على كتب الكتاب ده،بس خلاص الآمر اللى كنت مضطره علشانه،إتحل خلاص،يبقى مالوش لازمه كتب الكتاب ده.
تعجب جميع الجالسون بالغرفه،تحدث المأذون: راجعى نفسك يا بنتى. 
ردت زينب: راجعت نفسى وكمان إستخارت ربنا وده اللى هدانى ليه. 
نهض المأذون  قائلاً: كل شئ قسمه ونصيب،هستأذن أنا.
بالفعل غادر المأذون،وخلفه بعض اللذين كانوا جالسون بالغرفه،يتهامسون فيما بينهم عن ذالك الأمر الذى رفضت بسببه زينب،تكملة عقد القران.
وقف سميح مصدوماً مزعوجاً يقول:ليه عملتى كده،وصغرتينى قدام أهلى وكمان المأذون.
ردت زينب بشموخ:عملت كده،لأنى عرفت إنك شخص طماع، ومكنش قبولك لكتب الكتاب علشان مصلحتى ولا مشاعر بتحس بها ناحيتى،لأ،ده كان علشان طمعان فى البيت ده،وكمان العماره،اللى عمتو كوثر كتبتهم بأسمى،صعبانين عليك،أنت والست مامتك،وأحب اقولك،إن فعلاً خلاص جواب التكليف جالى،فى أسيوط،وهستلم من أول الشهر،يعنى مستغنيه عن كرماتك،شوف غيرى،تطمع فيها.
صُعق سميح،كيف علمت،زينب بهذا الحديث التى قالته،زينب جعلت منه مُسخه أمام أهله،ليس أهله فقط،فقد كان بالبيت بعض الغرباء وعلموا أن زينب هى من رفضت عقد القران، خسر زينب التى كان يكن لها مشاعر غير الطمع،لكن سيطر عليه وقتها الطمع،ليخسر كل شئ حتى زينب،الذى حاول مراراً إسترجاع فقط أن تكون صديقه له لكن رفضت حتى التحدث معه وإبتعدت عن الفيوم بعدها،لم تذهب لها الأ مره واحده،يوم وفاة عمة والداها ووقت دفنها،ثم تنقلت من مكان لأخر،بسبب عملها كطبيبه.
عودهــــــــــ.... 
حين إنتبهت زينب،على فتح باب غرفتها عادت من تلك الذكرى  الأليمه لها، 
ونظرت ،لدخول سميح قائلاً:
زينب أنا والله،قولت لسميح،معدش يكلمني،تانى،سميح ده اصلاً من زمان مكنتش بستريح،له. 
تبسمت زينب. 
تحدث مجد قائلاً: جبتلك الألف جنيه اللى طلبتيه أهو علشان متزعليش منى. 
تبسمت زينب، ونهضت واقفه وحضنت مجد قائله: طالما جبت الالف جنيه،رشوه معاك مش زعلانه.
تبسم مجد قائلاً:بس الالف جنيه مش رشوه دول سلف وهترديهم وعلشان أضمنك جبت معايا وصل أمانه،علشان تمضى عليه.
خطفت زينب المال من يد مجد قائله:وصل أمانه،أيه يا ابو وصل من إمتى اللى بقلبه منك بيرجعلك تانى.
نظر لها مجد قائلاً:خدى،بالك لما بتاخدى منى حاجه غصب،بعدها ربنا،بينتقم لى منك 
فاكره المره اللى فاتت لما قلبتينى فى الفلوس اللى كانت معايا،أهو،رجعتى بعدها لهنا رِجلك مكسوره،المره دى إنشاء،توقعى فى حيوان يخلص حقى منك ويتجوزك،ويصبحك بعلقه ويمسيكى،بعلقه،بالكرباج اللى كنا بنشوفه فى الأفلام القديمه.
تبسمت زينب قائله:دا أنا كنت جبت له عاهه مستديمه،ومسحته من سجل الذكور.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم 
بغرفة  وسيم
لا يعرف  سبب لشعوره بالضجر الوقت مازال باكراً،فالساعه لم تتعدى السابعه،مساءً،
تذكر،ليلى التى مازالت لا تأتى للجامعه،وقوله لزُملائها،أن يقولوا لمن لا يحضر المحاضره والسكشن العملى،أن هنالك درجات على الحضور،وعليهم إخبار زملائهم الغائبين،فكر فى ذالك كى تعود ليلى لحضور المحاضره،
لكن هو لا يفكر بليلى، هو يفكر بطريق، يدخل به، ليتعرف على أختها، شعر بالضجر، فنهض حاسماً أمرهُ، سيذهب الى تلك الصيدليه، الذى إلتقى، ب مروه بها للمره الوحيدة، وسيسأل تلك الصيدلانيه عنها، ويعرف كل شئ
بالفعل بعض دقائق، دخل الى الصيدليه، وجد فتاه لكن كانت تُعطى له ظهرها. 
تحدث قائلاً:  مساء الخير. 
إستدارت الفتاه له 
قائله: دكتور وسيم. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بسرايا، رضوان الزهار 
مازال الوقت مبكراً، لكن شعر رفعت ببعض الإنهاك فذهب الى غرفته، لأخذ حمام بارد وتغير ثيابه، 
إرتمى على الفراش، يزفر انفاسه يشعر بسأم وملل، لا يعرف سببهم، 
أغمض عيناه، لتسحبه غفوه 
ليرى بها نفسه 
كان يقف أسفل سلم تلك السرايا العتيقه
رفع رأسه لثانيه رأى زينب تنزل بذالك الرداء الأبيض،تبتسم. 
هى كالنجمه  متوهجه فى ليلةبدر مُكتمل  بليالى الصيف الهادئه
لا يدرى كيف 
غنى دون وعى منه 
«لما النسيم بيعدى بين شعرك حبيبتي بسمعه بيقول أهات، وعطورك الهاديه الى دايبه فيكى كل ماتلمسك بتقول أهات، 
عايزانى ليه لما تقوليلى بعشقك مصرُخش وأملى الكون أهات، يا نجمه كل ما ضيها،يلمس حجر يعلى ويتحول قمر،بكتب حروف اسمك بحبات الندى على كل أوراق الشجر،مين الى يقدر يعشقك قدى انا،مين الى يقدر يوصفك زي انا،يا حلم نفسى تحلمه كل القلوب،يا اعلى احساس شدنى خلانى أدوب،خلانى احس انى بشر،عايزانى لما تقوليلى بعشقك مصرُخش وأملى الكون اهات  »
حين أقتربت منه ضمها بين يديه،ومال ليُقبلها،
لكن.....
أستيقظ من غفوته، أيعُقل أنه وقع بعشق تلك الطبيبه الشرسه، ما بها دون عن غيرها، ليتها ما وقعت أمام حصانه، ذالك اليوم،  من وقتهاسكنت خياله، 
رغم لذاعة لسانها، وشراستها القويه، حين سبته، وكادت تتهجم عليه.
لاااااا  
العشق ليس مُدرج  بقوانين الانتقام مستحيل،رحلة أنتقامه لم تنتهى بعد،
لما ظهرت الآن،لتُضعف قلب المُنتقم المُشتعل بنيران الماضى 
لا لن تكون،،لكن ليس هناك هرب من  العشق
فالعشق مثل النيران يشتعلان دون إنذار وبلا إراده
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بمنزل شبه كبير  ، بقريه بعيده قليلاً عن  قرية الزهار، لكن بمركز آخر تابع لمحافظة الشرقيه. 
وقفت تلك الصبيه الصغيره، بزيها الشبه عارى، تتدلل بغنج قائله: هاشومى عندى له خبر حلو لما هتعرفه هطير من الفرحه. 
نظر لها  هاشم بعين ذئب فاجر  ينهش على تفاصيل جسدها العاريه أمامه ، و قام بوضع خصرها بين يديه  يطبق عليه بقوه تكاد يديه تسحق خصرها بين يديه وقال بأشتهاء: بعدين دلوقتي، تعالى معايا. 
للحظه إرتجفت تلك الصبيه، هى تعرف ما هى مُقبله عليه مع ذالك الكهل الشَرِه، لديه قوه مُفرطة بسبب تلك العقاقير الذى يتناولها، بالفعل ماهى الا دقائق، كانت تطلب منه الشفقه، أن يكتفى، ولكن بداخله لم يشبع بعد  وكأنه لا يسمع، لصوت آنينها، هو يستمتع بذالك، صوت ذالك الآنين الصارخ بعض الشئ، يُعطيه نشوه أكثر
،بعد وقت ليس بقصير 
ترك تلك الصبيه، بالفراش،ونهض من جوارها،  تبسم بأنتشاء، وهو يري، بعض قطرات الدماء، تسيل من على شفتيها، تركها تشعر بآلام بكل جسدها، حقاً  ليست المره الأولى، الذى يفعل معها، ذالك، لكن عقل الفتاه الصغيره، بدأ، يكره ذالك  الآمر، فى البدايه حين إشتكت لوالدتها من قسوته فى التعامل معها، قالت لها، أن تتحمل، ربما مع الوقت يلين، لكن هو لا يلين، بل مع الوقت يزداد عُنف، وشراهه، تعلم أنها ما هى الإ دقائق وسيعود، يُعيد ما حدث قبل قليل، لكن لا، ستفعل ما قالته لها والداتها، هنالك حل لذالك  الآمر، قد يجعلهُ يلين معها،وبالفعل، كما توقعت، ما هى الأ دقائق  وعاد ذالك الكهل الذى دخل للغرفه، وهو عارى، عيناه الذئبيه تنظر بأشتهاء مره أخرى، لتلك الصبيه التى مازال جسدها يؤلمها، وتخشى قربه، بل تخشى أكثر، أن ترفضه
إضجع  هاشم على الفراش، عقله شرد، تخيل تلك الطبيبه، ماذا لو قضى معها ليله يسمع آنينها بين يديه، يستمتع بصُراخها أسفله، وهى تترجاه أن يشفق عليها، كما تفعل تلك الصغيره التى مازالت ساكنه، بالفراش، لا تقدر على النهوض حتى،
عاد ببصره نحو تلك الصبيه،وأقترب منها،مبتسماً عيناه تنضخ برغبه أن تكون من مكانها هى تلك الطبيبه،وبالفعل عاود ما كان يفعله قبل قليل لكن،ببعض اللين ليس كالمره السابقه،يُغمض عيناه يشتهى أن يفتحها،ويجد من كان يطارحها الغرام هى تلك الطبيبه،لكن  فجأه لا يعرف سبب لقوته التى ضعفت فجأه،وشعر،بآلم خفيف بصدره،فتنحى عن الصبيه وتركها،وإضجع على الفراش،يلهث،قليلاً  
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالصيدليه.
نظرت ليلى لوسيم المشدوه،دون رد،لكن هو أعاد قوله:
إنتى بتعملى هنا أيه.
وضعت ليلى الهاتف الذى كان بيدها على الطاوله الزجاجيه أمامها قائله:
بلعب لارا كرافت،حتى بسببك خسرت الليڤيل على آخر لحظه،مش مهم،أعيده وأكيد هكسب المره دى .
نظر وسيم لها مذهول من ردها البارد قائلاً:قاعده فى الصيدليه،بتلعبى،لارا كرافت عالفون،هى الصيدليه دى بتاع مين؟
ردت ليلى:الصيدليه دى بتاع بابى،بجى أضيع وقتى فيها ،بدل ما أضيعه فى السهر فى الأفراح. 
رمت ليلى حديثها على وسيم الذى نظر لها قائلاً  لذاته: إنها حقاً يليق بها كلمة "دبش"، لكن مهلاً ماذا تقصد، بكلمة السهر، فى الأفراح. 
تحدث وسيم: يعنى ايه بتسهرى فى الأفراح، وكمان بقالك أسبوعين مش بتحضرى المحاضرات ليه.
ودت ليلى أن تقول لها أنها لا تذهب الى الجامعه خجلاً منه فهذا آخر سبب ممكن الأ تذهب الى الجامعه بسببه،لكن هى لا تود أن توضع بموضع شك،كما قال لها سابقاً هو ظن أنها كانت ساهره بذالك الزفاف،وبسببه كادت تُغتصب،ليست مُخطئه لما تبرر له أساساً،لكن قالت له:أنا بشكرك أنك أنقذتنى و وصلتنى لبيت أهلى ليلة زفاف إبن عضو مجلس،إنت كنت نجده ليا من السما.
نظر وسيم لها بتمعن وكاد يقول لها أنه يشعر بلوه أرسلت له،لا يعرف السبب،لكن عاود قوله:بقولك ليه مش بتحضرى محاضراتك،وكمان عندى ليكى خبر حلو.
ردت ليلى،بأستفزاز:عارفه الخبر الحلو،هتقولى المجله العلميه نشرت البحث بتاعى،وكمان،حصل على إعجاب بعض القراء المتخصصين فى المجال ده.
نظر لها بتعجب قائلاً:عرفتى منين؟
ردت ليلى ببساطه:أنا متابعه المجله دى أصلاً عالنت،واخده واصلة نت من الواد" حنكش "
وكمان المجله دى كنت واخده منها محتويات ساعدتنى فى البحث بتاعى.
تعجب وسيم قائلاً:(حنكش)ده مين.
تبسمت ليلى قائله:(حنكش)ده، أبوه تقدر الشركه المصريه للأتصالات فى الزهار،ويبقى جارنا، خطوط موبيلات  تلاقى عنده،تجديد باقات نت عنده،وكمان،حتى لو عاوزين يدفعوا فواتير خطوط التليفونات الأرضيه عنده،وكمان بيبيع موبيلات،وبطاريات وشواحن موبيلات،عنده من الموبايل للكارت بيتاع الموبايل،والواد (حنكش) ده فى اولى ثانوى ومش بيفهم وأنا كنت بشرح له مواد المدرسه من وهو فى اعدادى،وقصاد كده،أبوه مدينى وصلة نت مجانى،يعنى بدخل على كل المواقع اللى عاوزها ومش بحمل هم إن الباقه تخلص،هى بتتجدد لوحدها. 
نظر وسيم لليلى، لا يعرف إن كانت نظرة إنبهار من عفويتها إم نظره غير مُصدقه لما يسمع منها،أنها مُستغله.
لكن أزاح عن رأسه قائلاً:مجاوبتيش عن سؤالى ليه مش بتحضرى المحاضرات؟
صمتت ليلى تفكر:أتقول الحقيقه،أنها لا تريد تبرير انها تظهر أمامه بصوره خاطئه، فهو هاجمها تلك الليله، فكرت ببديهه سريعه وقالت: 
مبجيش الجامعه علشان بنحضر لفرح أختى آخر الأسبوع  الجاى. 
تفاجئ وسيم قائلاً بلا وعى: أختك مين؟ 
ردت ليلى: أختى الكبيره،وبعدين حضرتك كنت جاى الصيدليه ليه؟. 
ماذا قالت هذه الحمقاء الدبش
رد بلا وعى: عاوز أى مُسكن للصداع. 
تحدثت  ليلى: صداع نصفى ولا مزمن. 
نظر وسيم  لها قائلاً بتهكم:قصدك أيه،بصداع نصفى،ولا صداع مزمن،وبعدين إنتى المفروض بتدرسى طب بيطرى ولا  صيدله.
ردت ليلى:متفرقش كتير،الصيدله من الطب البيطرى، وبعدين أنا  غلطانه،هجيبلك مُسكن،أنا بخدوه لما بصدع من المذاكره. 
لكن قبل أن يرد وسيم
دخل كل من، صاحبة الصيدليه ومعها، شاب، مُلقين السلام. 
رد وسيم السلام، بينما ليلى 
تبسمت  قائله: كويس، يا دكتوره ناهد إنك جيتى علشان أروح بدرى، الأستاذ اللى مع حضرتك ده، بقاله فتره بيتأخر، على ما بيجى يستلم منى الورديه وعلشان كده إتصلت عليكى، علشان تصدقى، هو ميعاده يستلم منى الساعه سبعه ونص، واهى الساعه قربت على تمانيه. 
تبسمت ناهد، وقال الشاب بدفاع: والله يا دكتوره حضرتك عارفه إنى فى كلية الصيدله، بسلم حضرتك الصيدليه الصبح أروح لمحاضراتى، وبرجع أساعد أبويا شويه فى الغيط و هلكان يا دوب بريح تلات أربع ساعات ، وأجى أستلم من لولا الصيدليه وبسهر فيها للصبح. 
لا يعلم وسيم لما شعر، بغيظ حين نطق هذا الشاب، إسم لولا، أيُدللها، لكن سرعان ما نفض عن رأسه، وود أن يسأل ليلى ربما ليست مروه  هى أختها الكبيره وهناك أخرى.
لكن
تبسمت ناهد قائله: معليشى بقى يا لولا نستحمله شويه، الوقت خلاص،ساعات النهار بقت أكتر من الليل. 
تبسمت ليلى، قائله: علشان خاطرك يا دكتوره هستحمله، بس لو إتأخر تانى هقول لحضرتك تتصرفى معاه، همشى أنا بقى كده ورديتى خلصت، 
قالت ليلى هذا
ثم نظرت  ل وسيم  قائله: آه نسيت أجيبلك مُسكن  للصداع، خلى الصيدلى أو الدكتوره ناهد ، يجيبولك مُسكن مناسب  أهو هو بيدرس، صيدله مش طب بيطرى زيي،وكمان الدكتوره عندها خبره أكبر. 
تبسمت ناهد قائله: أهلاً بحضرتك، بتشتكى من أيه؟ 
قبل أن يرد وسيم، قالت ناهد بتذكر، أنت الشاب اللى من كام فتره صغيره جه وأخد منى، علاج لمدام مُهره الزهار، وأفتكر قولتلى إنك قريبها؟ 
رد وسيم: أيوا أنا أبقى إبن أختها، وكنت مسافر لبره ورجعت من فتره. 
بعد أن كادت ليلى تغادر الصيدله، تصنمت مكانها للحظات، ثم نظرت خلفها له، ثم أكملت سير الى خارج  الصيدليه  تسير بالشارع تهمس لنفسها قائله: ده طلع من عيلة الزهار هو كمان، بس بيقول إبن أخت مُهره  الزهار، وطب أيه الشامى دى كمان، لأ واضح إنى لازم أعمل تحريات عنه، بس مين يساعدك يا لولا، هى مفيش غيرها،،، ماما، تعرف كل أهل البلد، تبسمت  ليلى قائله: ظلمتك يا سُومى طلعت بتقرب عيلة الزهار، وأنا اللى كنت بقول بتشتغل عند هاشم الزهار، طلع خالك، بس، يا خوفى تطلع أخلاقك واطيه زيهُ. 
سُرعان ما نهرت ليلى نفسها قائله: 
واطى إزاى وأنقذك من الحقير اللى كان هيغتصبك، صحيح إتهجم عليكى وفكرك كنتى سهرانه فى الفرح، بس كتر خيره، وصلك لحد البيت. 
بينما وسيم  وقف مع ناهد التى قالت له: 
مدام مُهره  بعتت تانى وأخدت أنواع المسكنات المنومه، أنا سبق وقولتلك إنها لها ضرر عالجهاز العصبى فى المخ، وهى لازم تحاول، تقلل من نوعية المُسكنات دى، لأن مع طول مدة أخدتها بتتلف الجهاز العصبى، وممكن مدام مهره بعدها تدور على مُسكن أقوى، وتتحول العمليه لأدمان. 
تعجب وسيم قائلاً: 
بس أنا أول مره أسمع لكلامك ده، أنا لازم أمنعها من المُسكن ده، وفوراً، شكراً  إنك نبهتينى. 
ردت ناهد قائله: أنا سبق ونبهتك بس واضح إنك مأخدتش بالك، وكمان إتصلت على مدام مهره ونبهتها، وقالتلى هتحاول، تقلل من المُسكن ده، بس للأسف، جت شعاله من عندها تصرف المُسكن ده، وأنا عطيته لها، وكنت بفكر أرفض اعطيه لها بس قولت هتروح تجيبه من صيدليه تانيه، وكمان فى حاجه  مهمه لازم تنتبه لها، أن المُسكن ده مع طول الوقت بيدخل المريض فى حالة إكتئاب، وممكن يخليه يفكر ينتحر وهو مش فى وعيهُ. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت، بمنزل هاشم الزهار
دخلت  مُهره الى غرفتها القديمه التى كانت لها قبل أن تتزوج من هاشم الزهار وتذهب الى غرفته، توجهت الى ذالك الدولاب بالغرفه، فتحت تلك الخزنه الصغيره، وبحثت بين عدة أوراق، الى أن أخرجت تلك الرساله، ثم 
قرأت محتوى تلك الرساله القديمه والمهترئه، التى عدى عليها حوالى ثلاثون عام، دمعة  نزلت من عينيها،،لامت نفسها،لأول مره، لما لم تجازف، تلك الصبيه وقتها، وذهبت خلف العشق، ربما كان تبدل قدرها، للأفضل، لحياه تشعر بها بالحياه حقاً، لا إمراه تتنفس فقط، شعرت أنها مُهره  هُزمت تلك الليله التى تخلت فيها عن قلب عشقها، أرادها فقط، بعيداً عن سطوة عائلتها القويه، 
لكن سأل عقلها، قلبها 
لما لم تجازفين كأختك حين إختارت العشق مع سائس يعمل بمزرعتهم وتمسكت به أمام الجميع،لكن فجأة انتهت قصة كانت بدايتها لا يفرقنا الا الموت،أنتهت حين تملكت الآنانيه منها،ماذا خشيت،خشيت أن تُصبح المهره،بيد بُستانى،رحل البُستانى،وحدهُ،وضلت المُهره الطريق،لتقع بيد خيال مُخادع عقيم،لم تشعر،بحياتها التى تسرسبت من بين يديها،أصبحت فى التاسعه والأربعون  عمرها فجأه،كبتت جموحها،وتخلت عن صهوتها،لمخادع، لم يخدعها هى فقط سابقاً بكلمة عشق،أنها هى  من سلبت  قلبهُ المخادع،بل خدع والدايها،ولكن بعد رحيلهم،ثم رحيل زوج أختها وثم بعدها ببضع أشهر،رحيل أختها،بدأ فى الظهور على حقيقته،التى جعلهتا مع الوقت تشعر، أنها بضعف عمرها. 
توجهت الى فراشها القديم وتمددت عليه، وبيدها تلك الرساله المُهترئه، لا تعرف كيف، سحبها النوم، فاقت على يد حنونه، تقول: 
ماما مُهره. 
فتحت عينها، وجدت من ينظر لها مبتسماً، بتلقائيه منها تبسمت له. 
تحدث قائلاً: واضح  إن المُهره إستغيبت رجوعى، وجت لهنا لاوضتها القديمه، أيه الورقه اللى فى إيدك دى؟ 
إعتدلت مُهره وجلست، تضم الورقه بين يدها قائله: مفيش دى ورقه عاديه، بس إنت قولت أيه من شويه وإنت بتصحينى. 
تبسم وسيم قائلاً: قولت ماما مُهره. 
تبسمت مهره  بأشتياق قائله: من زمان مقولتليش الكلمه دى ليه، إنت فعلاً  إبنى من دمى، دم أختى بيجرى فى دمك، وأختى من نفس دمى، تبقى إنت إبن دمى. 
قالت مُهره هذا وقامت بجذب وسيم وإحتضنته بقوه، ثم قبلت إحدى وجنتيه. 
تبسم وسيم ومسك يدها وقربها من شفاه قائلاً: فعلاً  إنتى مش عوضتى مكان أمى، لأنى محستش إنى فقدتها، بسببك فاكر، لما ضمتيتى وقولتلى، أنا مكانها،قولى ياماما، فعلاً  وقتها محستش بيُتم، بس.... 
توقف وسيم عن الحديث. 
قالت  مهره: بس أيه اللى حصل خلاك،بعد ما سافرت لندن تبطل تقولى، يا ماما؟ 
كان وسيم سيقول لها أن من ضغط عليه وقتها هو هاشم، وقال له أنها ليست أمه، لاداعى لأن يتمحك ويطمع بكرمها وحنانها،  عليه أكثر من هذا هو أصبح شاباً يافعاً، لا يليق عليه قول، كلمة ماما لأمرأه غير أمه، حتى لوكانت أخت والداته،لكن نظر لتلك الدمعه التى سالت من عينيها،ومد يده،وجففها قائلاً:يمكن كنت عاوز أثبت لنفسى أنى كبرت على كلمة،ماما،بس إكتشفت،إنى لسه صغير،ومحتاج لكلمة ماما.
ضمت مهره وسيم بقوه قائله:عمرك مهما ما كبرت ما هتكبر عليا،هتفضل البيبى،اللى الدكتور أدهولى وشوفته قبل ما مامته الحقيقيه تشوفه،الى كاتت أول بسمه له فى حياته كانت ليله،أيدى كانت أول إيد إتمسك بها فى حياتهُ.
تبسم وسيم ومسك يدي مهره وقبلهم قائلاً:وعمرى ما هسيب الأيدين دى أبداً،بس ليا عندك رجاء.
ردت مهره:رجاء،رجاء أيه؟
رد وسيم:المُسكن اللى بتاخديه ده علشان يساعدك عالنوم،لازم تبطليه.
تلبكت مهره قائله:هحاول أقلل منه،ومع الوقت،أكيد هبطله.
تحدث وسيم بحسم:لأ تمنعيه خالص،من دلوقتي،ولما تلاقى نفسك عندك أرق،تعاليلى حتى لو نايم صحينى،ونسهر سوا،وبلاش تاخدى المُسكن ده مره تانيه،أوعدينى،هتبطليه من دلوقتي.
تبسمت مهره قائله:أوعدك هبطله،ولما هلاقى نفسى مش جايلى نوم هجيلك وأسهرك معايا تحكى لى،وتقولى هو مفيش بنوته كده،هزت القلب ده.
أشارت مهره على قلب وسيم،الذى تنهد صامتاً،حائراً، لا يعلم سبب لتلك الحيره، لاول مره يقع بها، قلبه بأتجاه، وعقله، بأتجاه آخر، والأثنان يتصارعان، ولا يجدان بدايه طريق العشق. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع خيوط الفجر الأولى، لليوم التالى. 
بسرايا الزهار. 
نزل رفعت الى مطبخ السرايا، تبسم حين وجد وسيم يجلس وأمامه إفطاره. 
تبسم رفعت وهو يضع يده على كتف رامى قائلاً: كلها أيام، معتقدش هصحى الفجر كده ألقاك فى المطبخ. 
تبسم رامى  قائلاً: أيه اللى مصحيك بدرى كده مش عادتك، أيه اللى شاغل عقلك. 
تبسم رفعت وهو يفتح الثلاجه وياتى بأحدى علب العصائر قائلاً: مفيش سبب، يمكن علشان نمت إمبارح بدرى، كمان بفكر بعد جوازك اسافر، سوهاج، كم يوم، أشترى سُلاله جديده من الخيول. 
تبسم رامى  قائلاً: أيه اللى فى دماغك، يا رفعت، مش معقول هنسيب المزرعه هنا إحنا الإتنين مع بعض، أنا هسافر مع مروه كم يوم لاسكندريه، وبعدين مين اللى هيهتم بجدتك الفتره دى، هنسيبها هنا لوحدها، دى ممكن تقتل محاسن.
تبسم رفعت قائلاً:خدها معاك إسكندريه.
نظر رامى له بسخط قائلاً:عمرك شوفت عريس وعروسه فى سهر العسل بياخدوا،حد معاهم،ودى مش أى حد دى ممكن تدخل عليا أنا ومروه أوضة النوم،ومش بعيد قبلها قبلها تكون طالبه لينا بوليس الأداب،يرضيك أخوك ومراته،يتمسكوا بالملايات.
ضحك رفعت قائلاً:تصدق دى تعملها،أكيد هلاقى حل،بفكر أجيب لها ممرضه متخصصه فى رعاية حالات الزهايمر،تساعد محاسن فى رعايتها،كمان محاسن كبرت دى تقريباً هى اللى شايله إدارة كل الستات اللى بيستغلوا فى السرايا،محتاجه حد يساعدها،تصدق ممكن مراتك تساعدها فى إدارة الشغالات فى السرايا،عاوزين شوية حزم،يعنى أنا وإنت قاعدين المفروض عالاقل واحده تجى تخدم علينا،بس ده مش هيستمر كتير مجرد مروه ما تدخل البيت سلمها بقى إدارتها وتتحكم هى مل اللى  فى السرايا، ها قولى لسه برضوا معانده ولا سلمت بالأمر الواقع.
زفر رامى نفسه قائلاً:للأسف،لسه معانده،بس هى اللى إضطرتنى أعمل كده،زهقت محايله فيها،وأقول بلاش أغصبها لكن فى الآخر القاها جايبه زميلها وعاوزه تتجوزه،لأ بقى،يبقى مفيش غير الإجبار.  
تبسم رفعت قائلاً: والله الستات دول معرفش ليه بيضطرونا، نعاملهم بطريقه جافه، تجى معاهم بالراحه يفكروك ضعيف، يلا ربنا يهنيك معاها. 
تبسم رامى قائلاً: يااارب وعقبالك مش تعقل كده، وتبطل، تتنطط من رقاصه للتانيه، وتجى اللى تخليك تستقر بقى، وبلاش العاهرات دول،معرفش أيه المتعه اللى بتلاقيها معاهم. 
تبسم، رفعت يقول:  ولا بحس معاهم بأى متعه، بس تقدر تقول زهق، أنا مش من نوعيتك أرتبط بست واحده وأتأيد بها،كده أحسنلى،وبعدين إنت عليك عمار عيلة رضوان الزهار،عاوزك بعد تسع شهور،تكون جايب،رضوان رامى الزهار،تعيد الأسم يطبل من تانى.
تبسم رامى قائلاً:بس الأسم كان،رضوان رفعت الزهار.
تبسم رفعت قائلاً:رامى من رفعت واحد المهم يرجع إسم (رضوان الزهار)يشُق الزهار كلها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع،لهاشم الزهار.
بعد أن شعر بوخز بقلبه وإنهاك،إستسلم قليلا للنوم،لكن فجراً إستيقظ،ونظر لتلك الغافيه لجواره،شعر،برغبه تسير،بجسدهُ،لم يرفق قلبه بحالها وهى نائمه،شبه مُعدمه،من جبروته وقسوته معها،فقام بأيقاظها،بطريقه فظه،
صحوت الفتاه،التى مازال جسدها يؤلمها بشده،فزعت من نظرات عيناه الذئبيه،التى تنهش جيدها العارى الذى سحب من عليه غطاء الفراش،
نظر لها بجيع،إرتجفت الفتاه بشده،أيقنت،سيُعيد ما فعله معها بأول الليل،لكن  لن تقدر على إستحماله،فهاودها عقلها،ستخبره بذالك الخبر،عله يُنهيه كما يفكر في فعله معها الآن.
تبسمت الفتاه قائله بدلع:صحيت يا هاشومى،كده،تنام قبل ما أقولك الخبر اللى هيفرحك.
نظر لها بجيع قائلاً:قوليلي بعدين،دلوقتي أنا بفكر فى شئ تانى.
قال هذا وهجم عليها،لكن قالت الفتاه:
أنا حامل.
فصل عقل هاشم،لدقيقه،غير مستوعب،ما قالته تلك الحقيره فى نظرهُ.
قال لها:قولتى أيه.
رسمت الفتاه بسمه مرتجفه على شفاها قائله:
أنا حامل،يا هاشومى،يعنى لازم نحول بقى جوازنا العرفى ده،لجواز،رسمى وأنا خلاص تميت تمنتاشر سنه من أربع شهور،وكل ما ابويا يقولك نحول الجواز من عرفى بينا لجواز رسمى بتتهرب،أظن بعد الخبر ده مش هتتهرب،وتحول جوازنا،لجواز.......
لم تُكمل الفتاه،بقية حديثها، حين، رفع، هاشم تلك الوساده التى كان نائماً عليها، وكتم بها أنفاس تلك الفتاه، مستمتعاً بصراخها المكتوم، وهى تحاول أن،تخلص نفسها من أسفله،لكن فاق من إستمتاعهُ،حين شعر بسكون،جسد تلك الفتاه،بعد عن وجهها تلك الوساده،لكن كان قد نفذ الوقت،تلك الفتاه فارقت الحياه.
نهض عنها،يشعر بريبه قبل أن يفكر،هو قتلها،لكن قال عقلهُ هى تستحق القتل،هى خانته،كيف هى حامل،وهو عقيم،عاشر غيرها الكثير من الفتيات لم تحمل إحداهن،حتى مُهره،التى أراد منها أطفالاً ربما لو كانت أنجبتهم،لتبدل حالهُ،وما كان سار خلف شيطانه،بالزواج من الفتيات الصغيرات،يسلب عذريتهن وصباهن بعد أن تنتهى شهوته منهن يرميهن لأهلهن ومعهن حفنة نقود،يستغل برائتهن ،ينقيهن بأسلوب،خاص،فتيات أقل من السن القانونى للزواج،يتزوج منهن بعقود عرفيه،يتحايل على القانون،ولكن ليس هو المُخطئ فطمع أهل الفتيات فى أمواله،يجعلهم يصمتوا،كتلك التى أصمتها للأبد،فكر عقله،ماذا لو إنكشف أمرهُ،وعُلم أنه قتلها،لا،لن يحدث،فهو الذئب،وحتى الجان تخشى الذئب،فكر عقله وأهتدى،أرتدى ملابسه سريعاً،وذهب الى المطبخ،قام بفتح أنابيب الغاز الموجودة بالمنزل،وأغلق كل منفذ فى البيت،وضع منديل على أنفه،وإنتظر أن يتأكد أن الغاز،إنتشر،بالمنزل،خرج من المنزل،يتسحب كاللصوص،لكن قبل خروجه من المنزل وضع مفتاح المنزل فى مقبض الباب الرئيسى بالمنزل من الداخل،كى يسبك خطتهُ.
وبالفعل،كان لحُسن حظه،الوقت باكر والناس نيام أو مستيقظون بمنازلهم،لم يراه أحداً. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً. 
فى حوالى الحاديه عشر 
بسرايا الزهار 
طرقت محاسن باب غرفة، رفعت الذى سمح لها بالدخول، كان نائماً بالفراش، تحدثت محاسن: 
رفعت بيه الست إنعام، دايخه وبتخرف، ومعرفش فجأه جسمها  بقى بيصب عرق، معرفش أيه اللى حصلها. 
نهض، رفعت مفزوع، وذهب الى غرفة جدته، وجدها، بحاله شديدة الإعياء، فكر عقله سريعاً، عليه أخذها، بسرعه الى المشفى، لكن قالت إنعام بأعياء: 
سيبنى أموت على سريرى، مش عاوزه أتبهدل فى المستشفى،لو عاوز هاتلى دكتوره هنا تكشف عليا.
رد رفعت:دكتورة أيه يا جدتى خلينى أخدك،ونروح للمستشفى،بسرعه.
تمسكت إنعام بقولها وقالت بوهن،وهى تكاد تغيب عن الوعى،قائله:قولتلك مش بحب أروح مستسفيات هاتلى الدكتوره اللى بتشتغل فى الوحده،سمعت إنها دكتوره شاطره.
نظر رفعت لها بأستغراب قائلاً:وسمعتى منين بقى،جدتى خلينى أخدك للمستشفى،أفضل.
ردت بتصلب،رأى:قولتلك،يا تجيبلى الدكتوره يا تسيبنى أموت على سريرى وبلاش بهدلة المستشفى.
زفر رفعت نفسه قائلاً:
حاضر،يا جدتى،هجيبهالك.
قال رفعت هذا وخرج من الغرفه،ونزل،ينادى على أحد العاملين لديه،وأمرهُ،بالذهاب الى سكن تلك الطبيبه و أخد سياره وعليه إحضارها معه قائلاً:
خد أى ست بتشتغل هنا فى المزرعه،وتروح تخليها هى اللى تطلع للدكتوره،وتقولها أن جدتى مريضه،وتجيبها معاها لهنا،الست اللى تطلع لها للسكن وإنت تستناهم تحت،مفهوم.
أومأ العامل برأسه، قائلاً  مفهوم، يا رفعت بيه 
،بالفعل نفذ ذالك العامل،ما قاله له رفعت،وذهب الى مسكن الطبيبه المرفق بالوحدة الصحيه
بينما تبسمت إنعام بنصر،فخطتها تسير كما رسمتها،ولكن هل ستأتى تلك الطبيبه،التى تود رؤيتها..
بالمسكن المرفق بالوحدة.
صحوت زينب من النوم على صوت،رنين جرس الشقه التى تسكن فيها،
نظرت بالساعه، وجدتها عدت الحاديه عشر،. 
لم تتعجب ونهضت من على الفراش،ربما هناك من يريد مساعدتها،بذالك الوقت،
أخذت وشاح صغير،ووضعته على رأسها،بالكاد،ستر شعرها من الأمام،ونظرت لنفسها،بتقييم هى ترتدى منامه نسائيه مكونه من قطعتين،زهريه اللون،لا تصف،ولا تشف جسدها،ذهبت،وفتحت باب الشقه،وجدت أمامها إمرأه،
تحدثت المرأة سريعاً:معليشى،يا ست الدكتوره إن كنت زعجتك وصحيتك من النوم،بس الست إنعام عيانه قوى،ورفعت بين بعتنى انا والسواق،لحضرتك علشان تجى معانا للسرايا تكشفى عليها وتعرفى أيه اللى جرالها وتعالجيها.
تحدثت زينب قائله:الست إنعام مين،ورفعت بيه مين.
ردت المرأه:الست إنعام جدة،رفعت بيه الزهار.
ردت زينب:أه،رفعت الزهار، طب ما يجيبها للوحده،وأنا هغير هدومى وأنزل اكشف عليها فى الوحده.
ردت المرأة:هو قالى أخدك للسرايا حتى معايا السواق تحت.
ردت زينب:روحى قولى له،يجيبها الوحده،وأنا هستناه،فيها،يلا بسرعه.
إمتثلت المرأه لقول زينب ونزلت للسائق وأخبرته قول الدكتوره.
قبل أن يتحدث السائق،كان رفعت يهاتفه،قائلاً:أيه إتأخرت ليه.
رد السائق وقال له ما قالته له العامله التى معه وصعدت لزينب.
تنهد رفعت قائلاً:إدى الموبايل ده للست اللى معاك وتطلع مره تانيه للدكتوره وأنا هكلمها بنفسى.
بالفعل أخذت المرأه الهاتف،وصعدت،ورنت جرس الشقه على زينب،التى إستغربت عوده المرأه،لكن،إستغربت أكثرحين قالت المرأه وهى تمد يدها لها بالهاتف قائله:رفعت بيه عالموبايل،إتفضلى ردى عليه.
أخذت زينب الهاتف من يد المرأه،وسمعت طلب رفعت منها الحضور مع السائق والمرأه،بأمر.
ردت زينب: أنا قولت للست اللى بعتها، خليه يجيب  جدته للوحده، أظن عندك عربيه، ولو عاوز ممكن أبعتلك عربية الأسعاف. 
تضايق رفعت قائلاً: طب قدام السكن فى عربيه بسواق هتجيبك للسرايا، تعالى مع السواق، والست اللى معاه. 
ردت زينب  برفض: أنا قولت هاتها للوحده، أظن نفس المسافه من السرايا للوحده، واحد، وبدل ما أنا أجى فى نفس الوقت ممكن تجيبها للوحده، وأتعامل مع حالتها، وده آخر كلام عندى. 
قالت زينب هذا  وأغلقت الهاتف، بوجه رفعت، 
تعجبت المرأه  قول وفعلة تلك الطبيبه، بينما زينب نظرت لها قائله: عن إذنك هقفل الباب وادخل اكمل نوم، تلاقى، رفعت بيه هيودى جدته مستشفى خاصه، تصبحى  على خير. 
نزلت المرأه  وهى متعحبه، لكن إنخضت حين رن الهاتف بيدها، ردت سريعاً، كان قول رفعت مختصراً: 
خليكى عندك، أنا جاى بنفسى. 
بالفعل ما هى الا دقائق، وكان رفعت بصُحبة إثنين من النساء ومعهن مفرش سياره كبير، وقال لهن، إتفضلوا أطلعوا، عاوزكم تنزلوا، بالدكتوره.
صعدن المرأتان الى شقة الطبيبه،رنت إحداهن الجرس،فتحت لهن زينب،ولكن تعجبت منهن،وقبل أن تتكلم،رمين عليها ذالك الغطاء وشللن حركتها،ونزلن بها الى أسفل،وهى تسبهن وتتوعد لهن، 
أشار لهن،رفعت بيده،أن يدخلنها الى السياره،وبالفعل وضعنها،بالسياره، الذى صعد رفعت الى مقودها، وأشار للنساء بترك السياره والابتعاد عنها، وفى ثوانى أغلق، التحكم الاليكترونى  بأبواب السياره، وتحدث قائلاً  وهو يحاول كبت ضحكته: 
مش كنتى جيتى مع السواق والست اللى كانت معاه، ووفرتى جو الأكشن ده يا دكتوره،حتى كنتى وفرتى على نفسك،لسانك اللى مش مبطل سب ده. 
سحب رفعت جزء من المفرش بالكاد كشف عن وجه زينب، التى إلتقطت أنفاسها قائله، بنهجان: يعنى همجى وحقير وكمان بتخطف نسوان، إنت أيه، مفكر نفسك مين، أنا هوديك فى داهيه، 
حررت زينب إحدى يديها ومدتها بأتجاه مقبض باب السياره، حاولت فتحه، لكن لا يفتح، نظرت لرفعت بعصبيه قائله: إفتح السنتر لوك بتاع العربيه ونزلنى وروح شوفلك أى دكتور فى البلد غيرى.
رد رفعت بأستفزاز:وانتى أيه مش دكتوره ودى رسالتك،بلاش كلام كتير،إنتى اللى هتكشفى على جدتى،دى طلباكى بالأسم.
قال رفعت هذا،ولم يتنظر رد زينب،وإنطلق بالسياره،وما هى الا دقائق،وكانا الأثنان بفناء السرايا،فتح رفعت التحكم فى السياره،ونزل منها،ثم توجه الى الخلف، مد يده يدعوها للنزول قائلاً: وصلنا السرايا إتفضلى يا دكتوره.
قالت زينب: إبعد إيدك دى من وشى، 
حاولت زينب،سحب الغطاء من عليها،لكن سبقها،رفعت قائلاً:خلى الغطا عليكى لحد نا تدخلى لجوه السرايا  فى هنا حُراس فى المكان.
إمتثلت زينب له بالفعل بعد أن رأت بعض الحُراس بالفعل فى المكان.
دخلت زينب وخلفها رفعت للسرايا،
نادى رفعت ل محاسن التى أتت له قائلاً:خدى الدكتوره لأوضة جدتى
.. 
ذهبت زينب مع محاسن  الى غرفة جدته، بالفعل وجدت إمرأه كبيره  بالعمر، تبدوا مريضه، قالت زينب: 
أهو الهمجى خطفنى من السكن، ودلوقتى هكشف عالجحه دى إزاى. 
رد رفعت الذى دخل: إتفضلى يا دكتوره، شنطة طبيه كامله أهى، وبلاش طولة لسان، وشوفى رسالتك إن تعالجى الناس. 
نظرت زينب  لتلك الحقيبه، وخطفتها من يدهُ  قائله: إتفضل إطلع بره، وخلينى أشوف رسالتى، وبعدها هتشوف أنا هتصرف معاك إزاى، أنا هقدم فيك محضر خطف. 
تبسم رفعت وخرج  من الغرفه دون، رد. 
بدأت زينب فى الأستعداد للكشف على إنعام، تحدثت لمحاسن الواقفه وقالت لها: 
الحجه دى مش بتعانى من أى مرض قبل كده. 
ردت إنعام نفسها: عندى السكر ونفسى هفتنى على بسبوسه  بالقشطه  والمكسرات والسمنه البلدى، وكترت السكر شويه علشان يديها طعم. 
تبسمت زينب قائله: طب وأخبار الكسترول معاكى أيه، يا تيتا. 
تبسمت إنعام بوهن قليل قائله: مالوش معايا لا أخبار ولا جمهوريه، بس عارفه حلوه منك كلمة تيتا، دى، عندى بغلين أحفادى، مطلعتش منهم مره، صحيح، البنات بتبقى، رقيقه، إنما دول بغلين. 
تبسمت زينب قائله: شايفه صحتك كويسه، طب ليه الهمجى حفيدك خطفنى بقى. 
ردت إنعام: أنا فعلاً  كنت تعبانه من شويه، بسبب حته البسبوسه الصغيره الخالص اللى أكلتها، يعنى لخبطه صغيره كده، وتأثيرها مكنش كبير، وبعدين إنت مش مبسوطه إنك جيتى وإتعرفتى عليا أنا تيتا إنعام، جدة البغلين، رامى ورفعت الزهار، اللى خطفك وجابك لهنا. 
تبسمت زينب قائله: والهمجى رفعت، خطفنى علشان  الحاجه البسيطه دى. 
ردت إنعام: لأ ما أنا مثلت الدور كويس عليه، وغصبت عليه يجيبك إنت بالذات  علشان عاوزه إتعرف عليكى، بسبب الكلام اللى محاسن بتقوله ليا عنك. 
نظرت زينب  لمحاسن قائله: ويا ترى محاسن بقى بتقولك عليا أيه وعرفتنى منين أصلاً،. 
تبسمت  محاسن قائله: قولتلها على اللى سمعته من كلام الناس عنك، فى البلد، وعن الفتره الصغيره اللى قضيتها هنا، وغيرتى الوحده، وشديتك مع دكاترة الوحده. 
تبسمت زينب قائله: تمام دلوقتي، برضوا هتحتاجى، شوية تظبطات بسبب حتة البسبوسه الصغيره اللى أكلتيها، هقيسلك نسبة السكر والكوليسترول، بس إنتم عندكم حد فى العيله دكتور، الهمجى جاب الشنطه دى منين، دى مفيش فيها جهاز ناقص. 
ردت إنعام: أحفادى صحيح معندهمش أدب، بس مش معايا، وبيهتموا بصحتى، علشان كده الشنطة دى موجوده هنا فى السرايا. 
تبسمت زينب وقامت بمعاينة إنعام، لتقول بعد قليل: 
نسبة السكر مرتفعه، شوفيه، وكمان الكوليسترول، هى نسبه مش كبيره، بس لازم ننتبه، بعد كده ممنوع، تاكلى أى سكريات، لمدة يومين عالأقل، وكمان الطبيخ يبقى  سوتيه، ونقلل الملح شويه، السكر صديق المريض ويقدر يتعايش معاه بسلام لو بعد عن اللى بيضره، يا تيتا. 
تبسمت  إنعام قائله: تعرفى إنى حبيتك قوى، وبتفكرينى، بواحده ناسيه هى مين، أيه رأيك تفضلى معايا شويه. 
تبسمت زينب قائله: أمرك يا تيتا انا كمان حبيتك، شكلنا  هنبقى أصحاب، بعيد عن الهمجى حفيدك،بس لازم تاخدى حقنه،علشان نظبط السكر،شويه وحتة البسبوسه،اللى بالسمنه البلدى والقشطه والمكسرات والسكر،متأثرش عليكى،لأن أنا كمان بحب البسبوسه دى جداً،بس باخدها بعسل النحل بدل السكر،ومش بالسمن البلدى،لأنى أنا كمان عندى السكر زيك يا تيتا،وعايشه معاه من وأنا عندى أتناشر سنه. 
تبسمت  إنعام وكذالك محاسن التى إستغربت قول الدكتور. 
ظلت زينب مع إنعام التى إستراحت لها، وتحدثت معها بود كأنها تعرفها منذ زمن لا أول لقاء بينهم، حتى خيوط الفجر الأولى. 
وقفت زينب قائله: لازم أرجع للسكن بتاعى، علشان، النهار قرب يطلع، إتشرفت بحضرتك، وهنتظر تزورينى فى الوحده، بس مش مريضه ضيفه. 
تبسمت إنعام قائله: وحدة أيه وإنتى مين أصلاً. 
تعجبت زينب قائله: نعم.....! 
نظرت محاسن وتبسمت، فيبدوا أن إنعام عادت لحاله فقدان الذاكره. 
إقتربت محاسن من زينب قائله: معليشى، هى كده، يا دكتوره، تبقى بتكلمك  وفجأه، متعرفش إنتى مين، اصلها، بتغيب  ساعات. 
نظرت لها زينب بتفهم قائله: قصدك بيجلها، زهايمر، تمام، فهمت، هستأذن أنا، وده رقم تليفونى الخاص، تقدرى تبقى تتصلى عليا تطمنينى عالجحه، ولو تعبت فى أى وقت إبقى قوليلى. 
تبسمت لها محاسن بود قائله: شكرا ليكى، يا دكتوره، ومعليشى سامحى، رفعت بيه فى طريقته إنه جابك لهنا، بالغطا بتاع العربيه. 
إغتاظت زينب  قائله: بلاش تدافعى عن الهمجى ده قدامى، تانى، مفهوم، يلا هنزل انا أمشى من الخرابه دى. 
قالت زينب هذا وتوجهت الى الفراش وقبلت وجنة إنعام قائله: ألف سلامه عليكى، يا تيتا، وبلاش بعد كده أكل بسبوسه  تانى. 
تبسمت لها إنعام قائله: ربنا يسلمك، إبقى هاتى مامتك وتعالى نتسلى مع بعض،ونشوف فيلم عالفيديو. 
تبسمت زينب هامسه: كويس إن ذاكرتك جابت الفيديو، أهو بِطِل مش من مده طويله هانت كلها  كم سنه وتوصلى لعصر التاتش والثرى دى. 
غادرت زينب غرفة إنعام ونزلت مع محاسن توجهها للطريق، لكى فوجئ الأثنين بجلوس رفعت ببهو المنزل، أشار رفعت لمحاسن قائلاً، روحى لجدتى وخليكى جنبها يا محاسن. 
فعلت محاسن ما أمرها به رفعت، بينما إغتاظت  زينب  من قول رفعت لها بأسمها دون أى لقب سابق، وهمست: فعلاً  همجى الست تقرب على مامتك فى السن وبتناديها باسمها. 
تبسم  رفعت  ونهض واقفاً يقول: متشكر، يا دكتوره. 
لم ترد زينب عليه وسارت خطوتين. 
جذبها رفعت من معصم يدها قائلاً: على فين يا دكتوره. 
نفضت زينب يده من على معصمها قائله: إبعد إيدك لأكسرهالك، متفكرش خطفك ليا هيمر بالساهل كده. 
تبسم رفعت قائلاً: هتطلبى كام المره دى منى عالعموم المبلغ اللى هتقولى عليه هدفعه. 
نظرت له وعادت تسير لكن قال رفعت: 
إستنى يا دكتوره. 
وقفت زينب قائله: عاوز ايه تانى. 
إقترب رفعت، وقام، بألقاء عباءه عربيه رجاليه سوداء مطرزه بخيوط الذهب خاصه  به فوق كتفيها قائلاً: السرايا فيها  بره حُراس ميصحش يشفوكى، بالبيجامه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور ست ايام 
لم يبقى سوى ثلاث ليال على الزفاف التى تتحدث عنه ليس فقط البلده، بل البلاد المجاوره لها، فها هو الأمير يكسر القاعده، وسيتزوج من إبنة السائس 
....  .............. 
صباحاً
بمنزل عضو مجلس الشعب. 
إستقبلت إحدى الخادمات زينب، وأدخلتها الى أحد غُرف الضيوف. 
جلست لدقيقه قبل أن يدخل عضو مجلس  الشعب للغرفه، مادداً، يدهُ، يرحب بها بحفاوه، قائلاً: 
أهلاً يا دكتوره، حضرتك مديرة الوحده الصحيه بتاع بلدنا أهلاً  بيكى،للأسف كان لازم أكون فى إستقبالك،بنفسى،ده أول مره نتعرف،شرفتى بيتى المتواضع. 
تبسمت  زينب ومدت يدها تصافحهُ قائله: 
أنا الدكتوره  زينب السمراوى، إتشرفت بحضرتك. 
أشار لها عضو مجلس الشعب  بالجلوس.
قائلاً: تشربى أيه. 
تنحنحت زينب قائله: متشكره مش عاوزه  أشرب حاجه، بصراحه كده أنا جايه لحضرتك فى طلب خاص. 
تبسم عضو مجلس الشعب  قائلاً: أؤمرينى يا دكتوره. 
ردت زينب، بمجامله: بصراحه أنا سمعت عن كرم وسخاء حضرتك مع أهل دايرتك، وده اللى شجعنى آجى لحضرتك النهارده وأطلب منك طلب. 
تبسم النائب بزهو قائلاً: من عنيا طلبك دكتوره مع إن دول زى ما قولتى أهل دايرتى، يعنى أهلى وعزوتى، بس متقليش عنهم مَعَزه. 
رسمت زينب  بسمه، وبداخلها تقول: يالك من مُخادع، بمعسول الكلام الزائف، لكن لا يهم. 
تحدثت زينب: حضرتك عارف إن فى مبنى جديد ملحق بالوحده الصحيه، وهو لسه تحت التشطيب وهيفتتح بعد شهر ونص تقريباً، وفيه بنك خاص، بالدم، وطبعاً حضرتك عارف المستشفيات والوحدات الحكوميه، بيكون دايما  عندها نقص إمكانيات، فأنا بطلب منك مبلغ مالى كتبرع من حضرتك، ل بنك الدم ده نجهزه، بفصايل الدم المختلفه مساعده للناس الغلابه اللى متقدرش، تشترى أكياس الدم من بنوك المستشفيات الخاصه،  وأنا عملت حسبه، وقولت مش لازم يكون عندنا بنك دم كبير، فى البدايه، ممكن مع الوقت نكبره، والمبلغ المطلوب  مش كبير، هو سبعين ألف جنيه بس.
إزدرت ذالك النائب حلقهُ،وفكر قليلاً.
نظرت له زينب تعلم أنه ربما يفكر فى الرفض بطريقه محترمه،فقطعت عليه التفكير قائله:بنك الدم ده مش هيبقى محسور بس على أهل البلد متنساش أن الوحده بتخدم كذا قريه جنب الزهار،وأكيد يهمك راحة أهل دايرتك،وصحتهم،وأنهم ميقفوش فى طوابير علشان ياخدوا كيس دم مُدعم من الحكومه،علشان مش معاهم تمن يشتروه من مستشفى خاصه، شوف وقتها بقى مرضى قد أيه ممكن كيس دم ينقذ حياتها، وقتها هيدعوا لحضرتك، ويقولوا مش خساره فيه أصواتنا اللى إديناها له. 
تبسم النائب وقال:موافق،يا دكتوره أى حاجه تخدم أهل دايرتى أنا خدام عندهم.
تبسمت زينب بظفر قائله:أكيد طبعاً،خدام أهل دايرتك واهل بلدك اللى عشت وسطهم،بالنسبه للمبلغ هتدفعه كاش ولا بشيك،علشان لو بشيك،أكيد مش هيطلع بأسمى،ممكن تحوله على إسم طارق التقى.
رد النائب:لأ مش هدفعه بشيك،بس من هنا لآخر النهار أكون دبرت ليكى المبلغ،وهبعته للحاج طارق،لو كنتى جيتى من ساعه كان المبلغ موجود،بس طلع لأهل الخير.
نهضت زينب واقفه ودت لو قالت له يا مُرائي،يا كذاب،لكن كل ما تريده هو إستفادة أهل البلده من أموال،ذالك المُرائى الكذاب 
قالت بمجامله كاذبه: بشكر حضرتك عالوقت اللى قابلتينى فيه وكمان  بشكر تعطفك على أهل دايرتك، هستنى تبعت المبلغ مع أستاذ طارق، هستأذن أنا. 
نهض النائب  قائلاً  برياء: مأخدتيش واجبك يا دكتوره. 
تبسمت  بأصطناع قائله: مره تانيه، لازم الحق الدوام فى الوحده. 
تبسم النائب قائلاً: شرفتينى، يا دكتوره، وأكيد مش المره الاخيره اللى تشرفى فيها بيتى المتواضع، وقبل آخر النهار إنشاء الله المبلغ هيكون عندك فى الوحده. 
تبسمت زينب قائله: 
مره تانيه بشكر إستقبالك ليا من غير ميعاد سابق وكمان كرمك الزايد. 
....... 
خرجت زينب من منزل النائب:تسير بالبلده تحدث نفسها قائله: راجل واطى، داهيه فى أمثالك، مفكر نفسه أهل كرم، ده بخيل جلده ونتن كمان،يارب يصدق ويبعت المبلغ اللى طلبته منه. 
تفاجئت زينب، بتلك السياره التى تجنبت بالطريق تسير جوارها،ببطئ، لكن هى علمت من صاحب السياره بسهوله فهو ذالك الهمجى،بالتأكيد، أكملت سير تتحاشى النظر للسياره تلتزم جانب الطريق، لكن 
فتح رفعت زجاج باب السياره، وتحدث: صباح الخير يا دكتوره، جايه من ناحية بيت النايب بتاعنا، بدرى كده ليه انتى مش من بلدنا، علشان يشترى صوتك. 
نظرت له زينب بأستهزاء ولم ترد عليه وأكملت سيرها، لكن نزع رفعت نظارته الشمسيه و عاود  الحديث: تعالى إركبى أوصلك للوحده، يا دكتوره، شكل لسه رِجلك بتوجعك، ماشيه تقزحى زى الكنجر. 
توقفت ونظرت له بغيظ قائله: شكل المحضر المره دى هيبقى تحرش فى الطريق العام.
تبسم رفعت قائلاً:معايا دفتر الشيكات،وهدفع اللى تقولى عليه من غير ما تدورى مره على هاشم الزهار ومره على سيادة النايب ومش عاوز منك شُهره ولا مقابل  زيهم.
نظرت له بغيظ قائله:واضح إن معاملة مع الحيوانات خلتك متفرقش عنهم،همجى.
قالت زينب هذا وعاودت السير،مره أخرى.
بينما تبسم رفعت قائلا:تعرفى إن التعامل مع الحيوانات أسهل بكتير من التعامل مع الدكاتره،بالذات لما تكون شرسه.
توقفت زينب عن السير ونظرت لرفعت قائله:
كويس إنك عارف إن مش سهل التعامل مع الدكاتره الشرسه،يبقى إبعد عن طريقى ومش عاوزه أشوف وشك تانى.
قالت زينب هذا وأشارت لذالك التوكتوك توقف لها ركبته وغادرت،بينما رفعت أطلق تنهيده مبتسماً،لا يعلم سبباً لحبهُ إثارة غضب تلك الطبيبه.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل العصر بقليل
بقرية الزهار. 
بمنزل متواضع،لا بالكبير ولا بالصغير 
فتح وسيم باب ذالك المنزل،ودخل الى تلك الحديقه الجرداء التى بمدخل المنزل،سابقاً تلك الحديقه كانت صغيره حقاً لكن كانت نباتتها خضراء يانعه،تذكر والداته حين كانت تسقى أوانى الزهور الفُخاريه المصطفه على جانبى الحديقه،وتقطف بعض أوراق النعناع الأخضر،تصنع لوالده كوب النعناع،كل صباح،يُنعشه،منذ أن توفيت والداته بعد عدة أشهر من وفاة والده،وهو بحوالى الحادية عشره من عمره،هجر هو الآخر ذالك المنزل،ها هو اليوم عاد له،مُدمى الفؤاد،من ذكريات الطفوله التى تطارد عقله،حين كان يختبئ من والداته،بين أشجار الحديقه،وحين كان يهرب منها ويذهب خلف أبيه الى ذالك الأستطبل بمزرعة جدهُ لأمه،كان يسعد كثيراً،حين يرى والده،وهو يعمل،بالمزرعه،كسائس،للأحصنه،يروضها،
ويُطعمها قطع السكر،حتى أنه كان أحياناً يشتهى قطع السكر،ويلتقم أحداها بفمه،إبتلع ريقه،شعر بطعم السكر،لكن ليس كطعمه الحلو السابق،هو أصبح علقم تجرعه منذ سنوات،حين أخبروه أن الفارس،سقط من على حصانه،وقتله،لديه إحساس أن هنالك شئ خفى خلف سقوط والدهُ،ذالك اليوم،فكيف لجواد يقتل مروضه،لكن تقبل الآمر،سابقاً،والآن عليه،هو أن يعود ليكون كأبيه،فارساً مروضاً،لكن بأسلوب،الحذر والحيطه،
فتح وسيم باب المنزل الداخلى،ودخل،وجد الظلام يعم المنزل من الداخل،أشعل الضوء،لحسن حظه انه أنار،فيبدوا أن خالته مهره كانت تدفع فواتير الكهرباء الخاصه بالمنزل
كل الاثاث مُغطى،بمفارش بيضاء عليها كمية غُبار،لا بأس بها،حتى الصور على الحائط مازالت مُعلقه بأماكنها،تبسم وهو ينظر لتلك الصوره،والده يحمله أمامه على جواد وهو عمره لم يتعدى بضع أشهر،يبكى خوفاً،وأخرى وهو أمام والداته على جواد آخر،وأخرى وهو ووالداته وإبيه ثلاثتهم على ظهر جواد واحد،يتحكم والده،باللجام وهو يمسك بيده الصغيره اللجام جوار يد والدهُ،ذكريات تعصف،بالقلب،دخل من غرفه لأخرى،يتجول،بالمنزل تعود ذكريات،لم تتلاشى بمُضي الوقت.
لكن أخرجه،من تلك الذكريات،صوت جرس المنزل.
تبسم وخرج،وفتح لمن يرن الجرس،
تبسم له الآخر،ومد يدهُ له بذالك الملف.
أخذه من يده،وشكره  ثم دخل وجلس،على تلك الأريكه،القديمه بالحديقه،وقام بفتح الملف بدأ يقرأ ما هو مدون به،تأكد من شكوكه،أغلق الملف،وقام،بإتصال هاتفى،تحدث،بأختصار قائلا:
زى ما توقعت الخيول فى المزرعه بتتحقن بمنشطات مضاعفه للقوى،بس دى بتفضل لمده معينه وبعدها،قوة الخيول بتضعف،وبتبقى هزيله،محتاج مساعدتك.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار.
ببداية الليل
دخل رامى الى غرفته مُنهك،دخل مباشرةً الى الحمام ونزل أسفل المياه،تسيل على جسده،تمحو أثار اليوم المُرهق، 
ظل أسفل المياه،لمده لا بأس بها،ثم لف خصره ببشكير قُطنى،وأخذ منشفه صغيره،يجفف بها وجهه و خُصلات شعره،ثم خرج من الحمام،وأغلق خلفه باب الحمام،لكن حين إستدار،تفاجئ بمن تجلس على الفراش،تلف يدها خلف ظهرها.
تحدث رامى بتفاجؤ:جدتي!
جدتى أيه اللى جابك لاوضتى،أنتى تعبانه ولا حاجه.
نهضت إنعام،تسير وإقتربت منه بدون سابق إنذار،كانت تجلده بذالك الكرباج الصغير الذى بيدها، ليس هذا فقط بل بدأت توبخهُ،بصوت عال قائله:
كنت فين يا صايع لحد دلوقتي،لأ متفكرش إنك كبرت عليا،دا أنا أربطك فى الجنينه وأجلدك،قدام العمال.
رغم تفاجؤ رامى،وآلمه من لسعات الكرباج،لكن تبسم قائلاً:إنتى قديمه قوى،يا جدتى،معدتش حد فى الزمن ده بيجلد بالكرباج،بقى فى إختراع إسمه،صاعق كهربائى،بيعذب أكتر من لسعات الكرباج. 
زادت إنعام قوه فى ضرباتها له قائله: بتتريق كمان يا مشوه، خليك بقى ماسك البشكير، على وسطك كده، وإستحمل الضرب. 
تبسم رامى يحاول الا يخرج صوت ضحكهُ يغيظ جدته أكثر، وقال: أنا ضايقتك  أو عملت  أيه يخليكي تضربينى،بالكرباج. 
توقفت إنعام لدقيقه، تنظر للكرباج ثم له تُفكر  ثم قالت: هو مزاحى كده، أنا هربيك من جديد يا صايع كنت فين  ، لسه داخل السرايا من شويه. 
تبسم رامى  وقبل أن يرد، دخل رفعت ليس متفاجئاً من منظر ضرب جدته ل رامى،حاول التحكم فى نفسه الأيضحك هو الآخر لكن فلتت منه بسمه،قائلاً:
رامى عمل أيه يا جدتى،بتضربيه وهو عريان بالشكل ده.
نظرت إنعام ل رفعت وقالت له بسخط:أيه جدتى دى كمان صحيح همجى،بعد كده تقولى،يا تيتا،زى البسكوتايه الدكتوره زوزى.
لم تكتفى إنعام بهذا التهكم فقط،بل أعطت،لرفعت هو الآخر،حفنه من الضربات،ثم خرجت من الغرفه،صافعه الباب خلفها تقول:
حيوانات معاشره حيوانات.
ضحك الأثنان معاً بعض خروج جدتهم.
تحدث رامى لرفعت بسؤال:لابس كده ورايح فين،دلوقتي؟
تبسم عمار قائلاً:رايح فرح العامل والده جالى بنفسه دعانى،وأترجانى أحضر الزفاف،وكمان عندى ملل،هروح.
تبسم رامى قائلاً: هاشم الزهار لو حتى والد العريس وطى على إيده وباسها،علشان يحضر فرح إبنه مش هيروح.
تبسم رفعت قائلاً:بس أنا رفعت إبن رضوان الزهار،يلا أشوفك الصبح،روح إستر نفسك،كويس إن البشكير موقعش من على وسطك قدام جدتك.
تبسم رامى قائلاً:لأ ما أنا إتمسكت جامد بالبشكير،وسيبت جدتك تضربنى، الضرب هيوجع شويه ويروح، لكن البشكير، لو كان وقع هتقع معاه كرامتى، حفظت كرامتى  قدامها،بس مين البسكوتايه زوزى اللى جدتك بتقول عليها،وأيه تيتا دى كمان،واضح الكام يوم اللى فاتوا،وانا كنت فى إسكندريه فاتنى كتير.
تبسم رفعت قائلاً:أبداً،هقولك بأختصار وبعدها همشى علشان متأخرش عالزفاف.
تبسم رامى قائلاً:إحكى يا شهريار.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
رغم أن الزفاف كان لعامل يعمل  عند رفعت هو ووالده، لكن حضور، رفعت الزهار، بين المدعوين كان له شَمخه كبيره  عند العامل ووالدهُ 
جلس بين الناس البسطاء، منهم بعض كبار السن والكهول، يتذكرون، بساطة والدهُ، يبدوا أن المثل الذى يقول:(هذا الشبل من ذالك الأسد) حقيقياً، قديماً والده كان بنفس التواضع والشده والذكاء، يبدوا أن نجلهُ الأكبر ورثهم عنه
إنتهى الزفاف  بعد وقت ليس متأخر كعادة افراح البسطاء، غادر رفعت المكان، لكن لم يبتعد كثيراً، ذهب وجلس تحت إحدى تلك الشُجيرات المزروعه على جانبى، ذالك المجرى المائى الموجود خلف منزل العريس، جلس لوقت لا يعرف لما أصبح شعور الملل يرافقهُ، قطع فرع صغير من تلك الشجره، وبدأ بقطع أوراقه ورميها، بالمياه أمامه، لكن أثناء  جلوسه، بالمكان، سمع صرخه أنثويه، 
تبسم بفهم، فيبدوا، أنها زوجة ذالك العامل،وأول ليله لها،لكن عادت الصرخه وأقوى، نظر خلفه ونهض وكان سيغادر المكان، لكن رأى خروح   ذالك العريس من منزله وهو يحمل  عروسه بين يديه التى تكاد تكون غائبه عن الوعى ، وخلفهُ والدهُ ووالداته، تسب وتلعن فيه. 
إقترب منهم قائلاً: فى أيه وشايل عروستك كده ليه،جرى لها أيه. 
لم يرد العريس، رد عنه والده بخذو، يظهر إتعامل مع عروسته بشويه إندفاع ومتحملتش، هنخدها نوديها للوحده، يكشفوا عليها. 
نظر رفعت للعامل، ورأى زيغ عينيه، أيقن أن هذا الحيوان تحت تأثير منشط، فقال: 
عربيتى قريبه من هنا، تعالوا ورايا بسرعه
، وبالفعل ما هى الأ دقائق، وكان رفعت معهم بالوحدة  الصحيه. 
دخل ذالك العامل الى الوحده، ودخل الى غرفة الكشف مباشرة ً 
قالت لهم إحدى الممرضات: معرفش الدكتوره زينب هنا ولا مشيت هروح أشوفها بمكتبها 
بعد قليل عادت الممرضه ومعها زينب 
  والتى لسوء الحظ أنها مازالت ساهره  بالوحده.
نظرت لوقوف، رفعت ومعه ذالك الرجل العجوز، وإمرأه وشاب آخر، لم تتحدث ودخلت فوراً، الى غرفة الكشف. 
بينما رفعت سمع ذم والدة ذالك العامل له، وإخبرها أن ما حدث، لزوجته، بسبب تلك المواد المُنشطه الذى يتناولها 
جُن عقل رفعت، ولم يدرى 
وطبق فى طوق ملابس، ذالك العامل قائلاً: 
بقى يا حيوان، تبقى شغال طول اليوم وطالع عينك، علشان آخر اليوم تضيع تعبك فى تمن حباية ترامادول، تنشط بها جسمك، خلتك إستقويت على مراتك. 
صمت العامل بخذو، 
قام رفعت بضربه بعض اللكمات، دافع عنه والده قائلاً: معليشى، يا رفعت بيه هو خلاص بعد الليله هيبطل الحبوب دى،بعد ما شاف نتيجتها،سامحه،يا رفعت بيه.
دفعه رفعت بعيد عنه قليلاً كاد العامل أن يقع أرضاً لولا سند بيدهُ على الحائط. 
بينما رفعت وضع إحدى يديه،يمسح على وجهه،ينظر الى العامل،يحدث نفسه ويلومها:
على ماذا تلوم على ذالك العامل البسيط هو كان يتناول تلك المنشطات سابقاً كى تساعده على العمل دون الشعور بالأجهاد،والليله تناولها كى تُشجعه فى التعامل مع زوجته،كما إهتدى له عقلهُ،حقاً تلك المنشطات خطيره وتستنزف ماله وصحته، ولكن على ماذا يلوم العامل،أليس هو من يدفع آلاف الجنيهات لتلك العاهرات مقابل قضاء ليالى معهن،بالحرام المُقنن بنظره،بعقد عرفى،فالزواج العرفى بالنهايه،ليس حراماً كاملاً،فقديماً كانوا يتزوجون عرفياً قبل إختراع سجلات الحكومه،كما أنه لم يكن يجبرهن،كان بالتراضى بينه وبين من يقضى معها الليالى،فأساس الزواج القبول والآشهار،وهذا ما كان يحدث مع تلك العاهرات،هكذا فسر له عقله الذى يعلم أن تفكيرهُ مُخطئ،لكن يُنيم ضميره قليلاً 
بعد وقت ليس بالقليل. 
خرجت زينب من غرفة الكشف ونظرت أمامها دون مقدمات صفعت ذالك العريس بقوه قائله: 
أنا هوديك فى داهيه البنت اللى جوه دى مش، دى عروسه،وليلة دخلتها، دى مغتصبه. 
تدخل والدة العريس يهدأ الموقف قائلاً: معليشى يا ست الدكتوره عريس جديد وإندفع شويه. 
ردت زينب بسخريه: كل ده وإندفع شويه، أمال لو كان إندفع بقوه كان أيه كان موتها.
أخرجت زينب، من جيب معطفها الابيض، حُقنه قائله: مد أيدك يا حيوان علشان آخد عينه من دمك الزفر، متأكده، إنك واخد نوع من المنشطات،ويمكن كمان مخدرات. 
عاد العريس للخلف وكاد يتهجم على زينب، لكن نظر بأتجاه رفعت الواقف، وأخفض وجهه. 
لاحظت زينب نظره، ل رفعت وقالت بتهجم: 
مد إيدك خلينى أخد عينه من دمك الزفر، بدل ما أملى الحُقنه هوا وأغرسها فى قلبك أجيب آجلك. 
إرتجف العريس ومد يدهُ التى ترتعش. 
سحبت زينب عينه من دماء ذالك العريس قائله بسخريه: بترتعش دلوقتي ليه، مرتعشتش وإنت بتتهجم زى الحيوان على عروستك، غور فى داهيه إنت وأمثالك. 
قالت زينب هذا وسارت خطوات، لتقف للحظه تنظر لرفعت الواقف يكبت ضحكته، على تهديد زينب، لذالك العريس،وخوفه منها، لكن هى تحدثت: 
هنتظر أيه  من نوعية الحلوف ده ، طالما بيشتغل عند الهمجى. 
كاد رفعت أن يضحك، لكن مازال يتحكم فى نفسه لا يريد إستفزازها أكثر ، فيبدوا أنها مازالت مغتاظه من فعلته السابقه. 
دخلت زينب الى مكتبها، وتناولت أحد قطع الحلوى، المُنكهه بالنعناع، بفمها، وخلعت عنها ذالك المعطف الأبيض، وعلقته على شماعة بالغرفه،ثم وضعت سماعتها الطبييه على المكتب،إستعداداً لمغادرة الوحده،لكن 
دخل رفعت عليها الغرفه دون طرق للباب.
نظرت زينب،إليه قائله:أيه الهمجيه دى،إزاى تدخل عليا المكتب بدون ما تخبط عالباب،إتفضل إطلع بره،روح للحيوان الهمجى التانى اللى بيشتغل عندك،أكيد همجى بيشتغل عند همجى زيه.
نظر لها رفعت قائلاً بوقاحه:ممكن أكون همجى،بس لما بتعامل مع ست ببحسسها إنها ملكه،عالعموم أنا مش هنا علشان كده،أنا لما كنتى عندى بالسرايا وكشفتى على جدتى،نسيت أديكى الڤيزيتا. 
نظرت زينب له بحنق قائله: ڤيزيتا، لأ خليهالك، أعتبر معاينتى لتيتا إنعام، كادوه منى، إتفضل إخرج من الأوضه، علشان أنا همشى من الوحده، ولازم أقفل الاوضه بنفسى قبل ما أمشى. 
لكن قبل أن يرد رفعت، رن هاتف زينب. 
نظرت الى الشاشه وتبسمت، ثم نظرت لرفعت قائله: 
إتفضل  إخرج من مكتبى،وبعد كده مش هسمحلك بهمجيتك دى،وهيكون ليا رد تانى عليها، وخلى الڤيزيتا علشانك، إديها للحيوان اللى بيشتغل عندك، خليه يجيب بها محامى يدافع عنه بعد محضر تعاطى الترمادول، أنا إحتفظت بالحقنه والصبح  هبعتها للمعمل وأما النتيجه اللى أنا متأكده منها تتطلع هعمل محضر وأحوله التحقيق غير محضر عنف ضد مراته. 
تبسم رفعت يقول: بس العامل مش محتاج لمحامى، لان مش هيبقى في محضر من أصله عارفه ليه يا دكتوره، لأنى متأكد مراته، مش هتتهمه بالعنف، وهتقول اللى حصل بينهم آمر طبيعى بين إتنين متجوزين، جديد، شوية إندفاع أول مره يقرب من ست، وهى متحملتوش علشان كانت أول مره  لها،وأكيد إنتى فاهمه ولا أوضح أكتر. 
نظرت زينب، لرفعت وقالت له بغيظ: بره إنت مش بس همجى وكمان وقح، غور عاوزه أرد عالتليفون. 
تبسم رفعت، فيبدوا أن الطبيبه لديها بعض من الخجل، قال: ومين اللى بيرن عليكى دلوقتي. 
ردت زينب بضيق قائله:  وإنت مالك، إتفضل إطلع بره، وبلاش تطمن قوى كده، لان لو حتى مرات العامل شهدت فى حقه، فهتبعد عنه إزاى قضيه تعاطى الترمادول . 
قالت زينب هذا، وذهبت بأتجاه الباب وفتحته قائله: إتفضل بره المكتب، وبعد كده بلاش همجيتك دى معايا متفكرش كل مره هتقدر تحل الأمر بفلوسك.
رغم غيظ رفعت من طردها،له لكن إنحنى بالقرب من أذنها قائلاً: ودى آخر مره هسمحلك تطولى لسانك عليا،يا دكتوره،كمان نصيحه منى،بلاش تثقى فى الناس بسهوله وتطلبى منهم فلوس،صحيح هى لفعل الخير،بس النوعيه دى قبل ما بتدى،بتبقى عارفه هى هتاخد أيه،وحاولى تحطى بينك وبين هاشم الزهار حد فاصل،لأنه وغد مُخادع.
إبتعدت زينب قائله:أنا بفهم كويس فى الناس،عضو مجلس الشعب،كل اللى عاوزه مقابل اللى دفعه هو  أنه يظهر نفسه قدام ألأهالى  أنه الأجدر أن يمثلهم قدام الحكومه ،إن كان هاشم وغد مُخادع،فأنت همجى،وبتمنى مشوفش وشك تانى، بس ياترى إنت كمان أيه هدفك من وراء المبلغ اللى دفعته. 
نظر لها رفعت قائلاً: ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه،وأنا ماليش أى هدف من وراء المبلغ اللى دفعته،لأن مش أنا اللى دافعه من جيبى،ده صدقه عن الشخص اللى كان يستحق،يبقى مكانى دلوقتي، عن إذنك يا دكتوره، ردى على تليفونك،  لا اللى بيطلبك يزهق. 
خرج رفعت من الغرفه، أغلقت خلفه زينب الباب، تزفر أنفاسها بضجر، ثم ردت على الهاتف، قائله: إزيك يا مجد. 
تبسم مجد قائلاً: مالك شكل صوتك مضايقه، أيه مش عارفه  تمارسى هوايتك فى التقليب. 
تبسمت زينب  قائله: مش مضايقه ولا حاجه، أنا بس مرهقه من الشغل، يادوب أهو لسه قالعه البالطو وكنت هروح للسكن إستريح، وبعدين أنا الدكتوره زينب السمراوى، محدش بيرفضلى طلب. 
تبسم مجد قائلاً: مش عارف إزاى بتقدرى تأثرى عليهم ويعطوكى اللى عاوزاه، طب أنا أخوكى وقلبى طيب،وبقول شحاته، دول ليه بيسلموا بسرعه ويعطوكى الفلوس اللى طلبتيها منهم.
تبسمت زينب قائله: مفيش حد بيدى حاجه  ببلاش يا حبيبي، كل واحد له هدف من وراء ده، وأنا فاهمه  كل واحد كويس، وعارفه نيته، مفيش غير الهمجى اللى إسمه، رفعت الزهار، ده مش عارفه أوصل نيتهُ أيه. 
تبسم مجد قائلاً: يمكن نيته الدكتوره زوزى نفسها. 
ردت زينب، بلذاعه: كويس إنك بعيد عن إيدى كنت رديت عليك رد مناسب. 
ضحك مجد قائلاً:ربنا يبعد شرك عنى،ها مش قبضتى مرتبك فين الالف الجنيه اللى كنت واخداهم سلف مش هترديهم بقى؟
ضحكت زينب قائله:السلف تلف والرد خساره يا عزيزى،واللى بيروح عند الحكومه مش بيرجع تانى.
رد مجد: شحاته وهتفضلى طول عمرك شحاته، يا زوزى، رغم إن عندك ملايين. 
تبسمت زينب قائله: فين الملايين دى! 
رد مجد: العماره والبيت اللى عمتو الله يرحمها كتبتهم، بأسمك. 
تبسمت زينب  قائله: البيت أهو فى الفيوم مقفول من يوم عمتو ما ماتت، والعماره، إيجار قديم، يعنى إيرادها ملاليم، وساكته بسبب وصية عمتو إن مطلعش منها سُكان، وأعتبر إيراد العماره دى صدقه على روحها.
تبسّم مجد قائلاً:ما علشان كده عمتو حرمتنى من الميراث، عارفه إنى معنديش ضمير، كنت طردت السكان وهديت العماره وشيدت برج سكنى مكانها، وأخدت الروڤ بتاعها، وإتجوزت فيه. 
تبسمت زينب قائله: يلا ربنا يرحمها، وبعدين يا غبى، اللى محدش يعرفه غيرنا، إن العماره وبيت الفيوم مناصفه بينى أنا وأنت،عمتو كانت واهمه اللى حواليها إنها كتبتهم بأسمى لوحدى،علشان كانت تتطمع الغبى سميح اللى ظهر على حقيقته،يلا ربنا يسهلهُ.
تيسم مجد قائلاً:سميح غبى فعلاً،وأخد جزاء طمعهُ كفايه خسرك،إنتى كنتى هتبقى أكبر مكسب وصل له فى حياته،يلا مالوش فى الطيب نصيب.
تبسمت زينب قائله:بقولك أيه سيبك من سيرة سميح،سمعت كده أوشاعه بتقول إنك إشتريت الشقه اللى قصاد شقة بابا وماما.
تبسم مجد قائلاً: بالقسط والله،دفعت نص تمنها والباقى على الاقساط،قبل ما تفكرى إنى معايا تمنها،وماما هى اللى إتوسطت عن الست جارتنا،عاوزه مرات إبنها تبقى جنبها،وتعمل فيها فردوس محمد.
تبسمت زينب قائله:أهو كويس مراتك تبقى تغسل المواعين بدل بابا.
ضحك مجد قائلاً:فشر مراتى أنا هجيب لها غسالة أطباق،بس انا مش خايف على مراتى من ماما أنا خايف عليها منك تعملى عليها مرات أخ غلوله وعانس.
ضحكت زينب قائله:هجيبهالك من شعرها كل يوم.
تبسم مجد قائلاً:مش اما تبقى ترجعى للقاهره تانى،بسبب طول لسانك،مش عارف ليه حاسس إنك هتفضلى فى الشرقيه عندك،تقلبى فى أهلها،بس اللى عندى فضول ونفسى أشوفه،هو رفعت الزهار ده،الأجازه الجايه،هجيلك الشرقيه بنفسى،علشان أشوفه.
ردت زينب ساخره:شافتك العافيه،راجل زى بقية الرجاله وهمجى،هتعمل زى ماما،ما بتقول عليه،واضح أنه يليق عليه لقب  (فارس)،هو اللى يليق بيه لقب همجى،
يلا خلاص أنا هنجت ومحتاجه أنام،أما تفضى تانى كلمني.
تبسم مجد قائلاً:تصبحى على خير،يازوزى، بتمنالك كوابيس سعيده مع الهمجى.
إغتاظت زينب وأغلقت الهاتف بوجه مجد
الذى تبسم.
.....
بينما بخارج مكتب زينب.
حين خرج رفعت وقف جوار الباب،يتنهد،لديه بداخلهُ شعور لا يعلم تفسير له،تلك الطبيبه ثتير بداخله مشاعر،لا يعلمها،ليست رغبة رجُل بأمرأه،أغمض عينه لثوانى،دخل الى فؤاده،رائحة فمها المُنعشه،بالنعناع،ود تقبيلها،ليس شهوةً منه،بل أمُنيه،يريد تحقيقها،تلك الطبيبه أصبحت تستحوذ على تفكيرهُ،
فتح عينيه سريعاً،ونهر نفسه قائلاً:
جرى أيه يا رفعت فيها أيه الدكتوره،زياده عن غيرها،دى حتى مفيهاش شئ يجذب أى راجل ليها،سواء كان لبسها اللى شبه لبس الشباب،بالبنطلون الجينز والقميص فوقها،دا لو مش لابسه حجاب مكنتش تفرق عن الشباب،وكمان لسانها وشراستها،فوق يا رفعت،كل ده بسبب هاشم الزهار،إنت عارف إنه رمى عينه عليها،بس لازم أحرق قلبه قبل ما يطولها.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت تلك الليله وبدأ نهار جديد  
بمنتصف النهار. 
بمنزل صفوان 
فتحت فاديه الباب، وتبسمت للواقف أمامها الذى قال: 
مساء الخير، يا ست فاديه، أنا صابر سواق عند رامى ورفعت بيه، وهو أمرنى أوصل الحاجات اللى معايا فى العربيه لهنا. 
تبسمت له فاديه قائله: 
إتفضل. 
ادخل صابر أكثر من صندوق ورقى كبير الى داخل المنزل، ثم إستأذن وغادر. 
اغلقت فاديه خلفه الباب 
خرجن كل من مروه وليلى 
التى قالت: مين اللى كان بيخبط يا ماما، وأيه العلب الشيك دى فيها أيه؟ 
ردت فاديه وهى تنظر الى مروه قائله: 
سواق رامى جاب العلب دى وقال إنها منه وساب الظرف،ده وقال من رامى لمروه. 
خطفت ليلى الظرف من يد فاديه  قائله: أكيد رساله غراميه، أفتحها أقراها وبعدها نشوف العلب الشيك دى فيها أيه؟ 
فتحت ليلى الظرف، وقرات تلك الرساله الصغيره: أتمنى فستان الزفاف يعجبك، ذوقى،مع إنى عارف إنى ذوقى راقى بدليل إن إختارتك دون عن بنات حوا،جميلة الجميلات. 
وضعت ليلى الرساله على طاوله بالصاله، وفتحت إحدى العلب وقالت بأنبهار: 
بس ده مش فستان زفاف، ده فستان حنه، لونه  أزرق  زى لون البحر من بعيد،وكمان حشمه،واو.
أما أشوف العلبه التانيه دى فيها ايه أكيد فستان الزفاف،
فتحت ليلى العلبه الأخرى،بالفعل بها فستان زفاف،
إنبهرت ليلى أكثر قائله:الفستان يهوس،ده روعه،الفستان بيشبه فستان سندريلا.
تضايقت ليلى قائله:ما هو فعلاً فستان سندريلا،بس مش اللى حبها الأمير،لأ اللى أشترها بفلوسه،بس كفايه كده.
قالت مروه هذا وحملت حقيبتها وخرجت من المنزل،مُسرعه.
نظرت ليلى لفاديه قائله بأستغراب:مروه مالها،ورايحه فين دلوقتي.
ردت فاديه:ربنا يستر،مش عارفه ليه قلبى مش مطمن.
.......
بعد قليل،بغرفة الصالون الكبيره بسرايا الزهار،وقفت ليلى تشعر أن ثوانى الإنتظار ساعات
بالفعل ها هو رامى يدخل الى الغرفه مبتسماً،ينظر لها بشوق وعشق.
تحدثت مروه بتهجم قائله:أيه  اللى فى العلب اللى  أنت باعتها عندنا للبيت دى؟
رد رامى: العلب دى فيها فستان للحنه وفستان للزفاف،عادى جداً أى عريس ممكن يجيبهم لعروسته،وسبق وبعت ليكى كتالوجات تختارى اللى على مزاجك،ومردتيش عليا فأختارت انا على ذوقى،وعالعموم،لو مش عاجبينك لسه فى وقت نقدر نبدلهم ونجيب اللى يعجبك.
إقتربت مروه من رامى،ورفعت سبابة يدها اليمنى قائله:أنا مش عاجبنى الجوازه كلها،سبق وقولت لك إنت آخر راجل إتجوزه،هو أيه الجواز بالغصب. 
إقترب رامى يحاول ضبط نفسه قائلاً: فعلاً  بالغصب، سبق وطلبت بالرضا وموافقتيش، يبقى  مفيش غير طريق الغصب. 
تحدثت مروه بتهجم  وغيظ قائله: قولتلك قبل كده، إنى مستحيل أتجوزك مش بس علشان إنت مسخ مشوه لأ كمان علشان بكرهك، يا رامى، يااااا
لم تكمل مروه قولها، على حين غُره جذبها رامى، يضمها بين يديه، ليس هذا فقط بل يُقبل شفتيها، فى البدايه مُعنفاً ثم تهادت قُبلاته وهى مستكينه بين يديه. 
لكن فجأه عادت مروه من سطوته المفاجئه عليها ودفعته بيديها، لكن أطبق رامى يديه حول جسد مروه،وظل يُقبلها الى أن شعر بأنقطاع نفسيهما. 
ترك شفاها لكن مازالت بين يديه،يستنشقان الهواء،الى أن عاد تنفسيهما طبيعياً. 
نظرت له مروه بحِده، وبرد فعل تلاقئ، كانت صفعه قويه، على وجه رامى، وكانت ستصفع الأخرى لكن مسك رامى يدها قائلاً: 
مروه بلاش تستفزينى أكتر من كده، وإرضى بنصبيك إنتى هتبقى ملكى، بمزاجك أو غصب عنك، مفيش قدامك إختيار تالت، فأرضى بمزاجك ووفرى مجهودك ده ينفعك معايا بعدين. 
جذبت مروه يدها من يد رامى وقامت بضربه بحقيبة يدها على كتفه، ولسوء حظها، كانت الحقيبه غير مُغلقه جيداً، ووقعت محتواياتها أرضاً. 
لكن هناك شئ لفت إنتباه رامى، هو لمعة، ذالك الخاتم، إنحنى وألتقطه من على الأرض، مندهشاً، نظر لمروه ، ثم نظر للخاتم مذهولاً يقول: 
الخاتم ده بتاعى، وفكرته ضاع من زمان، إزاى وصل ليكى، ردى يا مروه. 
لم ترد عليه مروه وتركت السرايا وغادرت مُسرعه، حتى أنها كادت تخبط بأحد جدران السرايا دون إنتباه منها. 
بينما وقف رامى مذهولا ينظر الى ذالك الخاتم، كيف وصل الى مروه، هو ظن أن هذا الخاتم إحترق يوم حريق السرايا. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
صعدت مروه على سطح المنزل
كانت ليله قمريه، بطقس ربيعى، تشوبه بعض الرياح الخماسينيه المحمله ببعض الأتربه الناعمه، كعادة الطقس فى هذا  الوقت من العام 
نظرت الى القمر وتلك النجوم حوله، شعرت بهالة القمر بين النجوم، لكن كان القمر يسير، بالسماء، ، سارت معه على سطح المنزل، تُتابع، سيرهُ، بعقل طفله تعتقد أن القمر فى السماء يسير، مع خطواتها، تبسمت، وصعدت على سور المنزل، ووقفت تنظر للقمر هو توقف عن السير مثلها، أغمصت عيناها بسبب بعض ذرات الرمل دخلت  لعيناها، 
لكن سمعت صوت فزعها من خيالها مع القمر، يقول بحِده: مروه واقفه على سور البيت ليه. 
إنخضت مروه وفتحت عيناها، هبت نسمه قويه ببعض الرمال، دخلت عيناها، أغمضت عيناها  وبرد فعل تلقائى تحركت دون أن حذر منها
ليتهاوى جسدها، يفصل وجدانها عن الوجود، لا ترى أمامها سوا القمر.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قبل قليل 
بمنزل هاشم الزهار. 
كانت مُهره تجلس فى تلك الشُرفه المُطله على حديقة المنزل، بيدها كتاب تقرأ فيه. 
لكن رفعت وجهها عن الكتاب صُدفه، تبسمت حين رأت من يدخل الى المنزل، هو الآخر تبسم وأشار لها بيده، الى أن صعد تلك السلالم القليله وأصبح أمامها، إنحنى يُقبل يدها قائلاً: مُهرتى الجميله، اللى أحلى من القمر. 
تبسمت مُهره قائله: بس يا بكاش زعلانه منك، بقى اعرف إنك هتتجوز  زى الناس الغريبه، وجيت بعد ما  رفعت كلمنى من شويه. 
تبسم رامى قائلاً: رفعت كلمك والله ما أعرف، ووالله ما أقدر على زعلك، الموضوع جه كده بسرعه وكمان أنا جايلك اهو بنفسى،أسترضيكى،وبعدين إنتى مش محتاجه دعوه إنت أخت العريس الكبيره وكمان مين اللى هتحنى العروسه بايديها الحلوه دى.
تبسمت مُهره قائله:بكاش ماشى هحنيهالك،شوفت عروستك قبل كده،عرفت تنقى ياواد عقبال رفعت وكمان وسيم أفرح بيهم كمان قريب.
تبسم وسيم الذى آتى قائلاً:لأ أنا لسه شويه على ما أخد القرار عندى الأهم دلوقتي،بس شوفتى عروسة الواد ده فين.
ردت مُهره:كانت مع مامتها فى حنة إبن النايب،والصدفه قعدت جانبى،بس قمر،كان المفروض يسموها قمر مش مروه.
لفت إسم مروه إنتباه وسيم قائلاً:هى العروسه إسمها مروه.
تنهد رامى قائلاً:أيوا،بس تعرف العروسه عندها أختين كمان،بفكر أجوزك واحده منهم وأهو بدل ما نبقى الأخوه أعداء نبقى عدايل وأعداء برضو.
ضحكت مُهره قائله:مين اللى أعداء،ولاد أخواتى مستحيل يبقوا أعداء،عاوزكم زى زمان كده،فاكره لما كان يجى،ل وسيم جواب إستدعاء لولى الأمر من المدرسه،كنت بروح المدرسه ألاقى رضوان هناك،وطيبها لكم.
تبسم رامى قائلاً:على فكره با مُهرتى الواد وسيم ده كان بينضرب كتير،لو مش أنا كنت بدافع عنه.
ضحكت مُهره قائله:مين اللى كان بيضربه،إنتم كنتم عاملين إرهاب فى المدرسه،ولو المدرسه مكنتش خاصه،كانت هترفدكم،بلا رجعه.
تبسم وسيم يقول:سيبك وأخوات  عروستك دى حلوين زى ما ماما بتقول عليها كده،عايزين نضمن جودة النسل الجديد.  
ضربت مُهره على يد وسيم بخفه قائله: بلاش تبقى وقح، إنت دكتور فى الجامعه، لازم تكون مُهذب. 
تبسم رامى قائلاً: أنهى واحده فيهم، ليلى ولا هبه، بصراحه حماتى حلوه وبناتها طالعين لها، كويس ماخدوش حاجه من أبوهم. 
تبسمت مُهره: فعلاً  فاديه حلوه، إنما صفوان، أعوذ بالله، بس واضح أنها عندها أخلاق، لاحظت ده فيها يوم الحنه، وفاديه عرفتنى عليها، ربنا يهنيكم. 
لفت إسم ليلى إنتباه وسيم، وقال: أنت هتتجوز بنت صفوان المنسى السايس،طب فين الفوارق الإجتماعيه  
تعجب رامى قائلاً: إنت فين يا عم أنا مش قايلك من كام يوم لما كنا عند الترعه، وبعدين أنا ميهمنيش مين باباها ولا مامتها أنا اللى يهمنى هي، وأنا بحبها، الفوارق الإجتماعيه دى ملهاش مكان عندى.
تبسم وسيم بشعور لا يعرفه،هو ليس متضايق كآن مروه لا تعنيه ربما ما شعر به سابقاً لم يتخطى الإعجاب،لكن حين ذكر إسم ليلى إنتبه عقلهُ.
تحدث وسيم:فعلاً لما يكون فى حب حقيقى الفوارق الإجتماعيه بتبقى آخر شئ تقف قصاد الحب عندك أمى زمان حبت السايس وإتجوزته وكانوا سعداء. 
تبسم رامى قائلاً بمزح: 
هما تلاقيهم كانوا سعداء لحد إنت ما شرفت للدنيا.
ضحك رامى،بينما مُهره شعرت بغصه قويه فى قلبها لما لم تفعل مثل أختها،ربما كان لديها أبناء كهذين الشابين تفرح وتمرح معها مثل الآن لكن فات آوان الندم.
بينما يمزح ثلاثتهم معاً
دخلت سياره فخمه الى المنزل 
نظروا بأتجاه صوت زامور السياره.
تحدثت مُهره قائله:واضح إن فى ضيف جانا.
نظرا كل من وسيم ورامى الى ذالك الشخص الذى نزل من السياره متأنق يرتدى ثياب مُنمقه بماركات عالميه شهيره.
نهض كل من وسيم ورامى الذى قال:
هشام الزهار!
أيه اللى جابه ده ربنا يستر مفيش مره جه لهنا إلا وحصل مصيبه بعدها أنا عندى تجهيزات فرح وكده،يلا يا مُهرتى متنسيش حنة العروسه بكره لازم تحنيها بايدك.
تبسمت مُهره له قائله:خد وسيم معاك وأختفوا دلوقتي ربنا يستر وبلاش حركات عيال قدام هشام  الله يبارك فيكم مش ناقصه كفايه مصدقت رجعتوا لهنا من تانى.
قبل أن يصل هشام الى مكان جلوس مُهره 
كان رامى ووسيم يسيران بعيداً من ممر آخر بالحديقه.
بينما ذهب هشام التى وقفت مُهره ترحب به قائله:أهلاً يا هشام نورت الزهار من زمان مجيتش لهنا جاى ليه قصدى خير.؟ 
رد  هشام بنزك: فى ايه يا مُهره  ناسيه إن الزهار بلدى اللى إتولدت وعشت فيها ولا علشان ظروفى حكمت أعيش فى إسكندريه أنسى أهلى هو ده إستقبالك ليا فين هاشم؟ 
ردت مُهره: مش قصدى إنت طبعاً  مرحب  بيك هاشم تلاقيه فى مزرعة الخيل بس طمنى على بناتك مجوش معاك ليه؟ 
رد هشام: بناتى كويسين بقالهم فتره عايشين مع مامتهم فى اليونان بزورهم من وقت للتانى وأوقات هما بيجوا اسكندريه، بس ليه رامى ووسيم مشيوا لما شافونى،مش المفروض يجوا يسلموا عليا،ولا مش مالى عنيك ولا مش قد مقامهم،خلاص كبروا وهيكتبروا عليا. 
ردت مهره: ليه لازمته كلامك ده،وهيكتبروا عليك ليه  هما كانوا ماشين أصلاً، أكيد مش شافوك، الزمن بيغير الملامح برضوا، وإنت بقالك مده بعيد عن هنا وناسين ملامحك، أنا نفسى معرفتكش غير لما قربت عليا. 
رد هشام: جايز برضوا يكون شكلى خال عليهم، بس أيه اللى سمعته ده، رامى إبن رضوان إبن عمى هيتجوز ونسى يدعينى، ليه خلاص مبقيتش من العيله! 
ردت مُهره: لأ إزاى هو الجواز جه بسرعه كده، شباب بقى ومستعجلين، انا بنفسى كنت بلومه وبقوله ليه الأستعجال، إتأنى شويه، بس طيش شباب. 
رد هشام: طيش ايه، رامى ووسيم خلاص داخلين عالتلاتين، وطيش ايه اللى ينسى رامى الواجب، لما أعرف من الغُرب، هو كان فى إسكندريه ودعا بعض أصدقائى وواحد منهم هو اللى قالى،افتكر دول ونسينى أنا أبن عم رضوان،يعنى فى مقام عمه،كبر خلاص وفكر إنه من غيرنا أحنا الكبار يسوى شئ.
تحدثت مُهره:لا طبعاً ميقدرش يتكبر عليك وإنت فعلاً عمه وخليك الكبير.
رد هشام:تمام هكبر عقلى،سمعت إن وسيم كمان بقى دكتور فى الجامعه بعد ما رجع من لندن،واضح إن الجيل الجديد هيتفوق علينا.
كانت مُهره بداخلها تتمتم قارئه الماعوذتين،تخمس بيدها وتقول،يارب أحميهم من عينيك،يارب أستر يارب. 
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحديقةسرايا رضوان الزهار 
كان رفعت نائماً فوق تلك الحشائش، مغمض العين فقط،ليس نعِس لكن أتى لخياله  الحريق الذى ترك بصمته على قلبه، فتح عينيه،نظر لأعلى،القمر بدر مُكتمل،للحظه،رأى بصورة القمر بسمة تلك الطبيبه،تنهد بطوق لرؤيتها مُجدداً،ما بها دون عن النساء،ينجذب لها سريعاً،يبتسم حين تتهجم عليه لما لايضع لها حدً كغيرها لم يسمح لأحد سابقاً فقط أن يتحدث بفظاظه معه أما هى يبتسم على تهجمها ونعتها له بالهمجى،تذكر  يوم أن جاء بها الى هنا للكشف على جدته وتهجمها عليه قبل أن تغادر السرايا.
فلاش باك،،،،،،،،
وضع رفعت عبائته على كتف زينب قائلاً:
ميصحش تطلعى من السرايا ويشوفك الحرس اللى بره بالبيجامه.
نظرت له زينب بأستهزاء وقالت بتهجم:
وبالنسبه لك عادى تشوفنى بالبيجامه،لا والله وعندك نخوه،كان عقلك فين وإنت وباعتيلى نسوان يخطفونى،بس تمام حلوه العبايه عقبال ما البسها وأنا جايه أعزى فيك.
تبسم رفعت ببرود يقول:هبقى سعيد فى قبرى وأنا عارف إن الدكتوره زينب هتحضر عزايا. 
تبسمت زينب بسخافه، وأستادرت لتغادر  لكن أوقفها رفعت مره أخرى،حين رأي تلك الضفيره من شعرها منسدله من أسفل الحجاب قائلاً: 
إستنى يا دكتوره، شعرك نازل وراء ضهرك من الحجاب.
وضعت زينب يدها خلف ظهرها وأدخلت شعرها أسفل الحجاب،ولم ترد وسارت للخارج.
وقفت تنظر بتعجب الى المكان 
قائله:شكلى وقعت فى فيلم حرب طراوده،
أسوار عاليه تقفل عالمكان،ولا يكون ده سور الصين العظيم ونقلوه مصر،ما هى الصين غزت العالم كله.
تبسم رفعت من خلفها قائلاً:لأ ده مش سور الصين،ولا فيلم طرواده،دى سرايا رضوان الزهار،وإتفضلى خلينى أوصلك لحد السكن بتاعك،أكيد مش هتقدرى تمشى كتير على رجلك وكمان إعتبريه شكر منى.
ردت زينب وهى تنظر لكم الأضويه الموجودة بالمكان،رغم أن الوقت غسق بعض الشئ لكن  أنوار المكان تُشبه النهار الساطع،المكان كله مكشوف ومُضاء،أيقنت أن ما هذه الأ بزخ. 
وقالت: تمام ممكن توصلنى، للسكن، وهعتبره إعتذار منك على خطفك ليا بالطريقه دى. 
تبسم رفعت قائلاً: أنا مقولتش إعتذار قولت شُكر منى، وعالعموم أعتبريه زى ما أنت عاوزه مش فارقه معايا. 
ردت زينب: تصدق إن أحسنلى أمشى ومش عاوزه  منك توصلنى بعربيتك. 
قالت زينب هذا  ونزلت بضع درجات السلم وسارت  قليلاً، لكن تبسم رفعت  وهو يفتح  باب السياره قائلاً: 
إتفضلى إركبى، يا دكتوره، الوقت لسه ضلمه يقابلك كلب ضال وشباب  من اللى بيسهروا عالقهاوى. 
نظرت زينب له قائله: مش بخاف من الضلمه ولا من الكلاب الضاله، ولا حتى الشباب اللى بيسهروا  يشربوا مخدرات عالقهاوى، بس هركب، ومش عاوزه أسمع صوتك لحد ما توصلنى، للسكن، ومش عاوزه، لاشكر ولا إعتذار منك. 
تبسم رفعت وهو يُغلق باب السياره بعد أن صعدت زينب، ثم توجه الى الباب الآخر وجلس خلف المقود. 
لم يتحدث رفعت طوال الطريق كذالك زينب التى إلتزمت الصمت، لكن رفعت من حين لآخر كان ينظر لها ويكبت بسمته، إنتهى الطريق فى لحظات بالنسبه له، أما هى شعرت أنها بالسياره منذ ساعات، مجرد أن وصل أمام مكان السكن، نزلت سريعاً دون أن تتحدث ودخلت الى السكن. 
شعر رفعت بعد أن نزلت زينب من السياره بخواء، لما تمنى أن يطول الطريق بهم، لأول مره تحرك إمرأه بداخله شغف
تنهد رفعت براحه يشعر بها منذ زمن طويل يفتقدها أدار سيارته مغادراً
بينما زينب بمجرد أن دخلت للشقه، خلعت عنها العباءه ورمتها على أحد المقاعد قائله: همجى، حتى كلمة إعتذار مستكبر يقولها، بتمنى مشوفش وشه تانى، عبايتهُ دى أنا هحرقها، ومش هرجعهاله تانى. 
عوده،،،،،، 
بينما رفعت  سارح بخياله يفكر بزينب
شعر بمياه مثلجه تُسكب على صدرهُ وهو نائم 
شهق ونهض ونظر أمامه رأى تلك الواقفه بيدها دورق مياه به مياه ومعها قطع ثلج تذوب أعطت للمياه بروده قاسيه وبعض مكعبات الثلج أيضاوقعت عليه. 
تحدث بشهقه قائلاً: فى أيه يا جدتى. 
ردت إنعام: إنت اللى فيك أيه نايم كده على الحشيش، وسهيان على نفسك،وكمان فين الصايع أخوك، عمتاً مش مهم، دلوقتي  أنا عاوزه أكلم زوزى حبيبتى، عاوزه اسمع منها كلمة تيتا
رد رفعت:تكلميها فين دلوقتي.
ردت إنعام:أكلمها عالموبايل.
رد رفعت:للأسف نسيت آخد رقمها.
ردت إنعام:بس هى إدت رقمها لمحاسن وقالت لها تتصل عليها فى أى وقت،وموبايل محاسن معايا أهو،بس معرفش أشتغل عليه أصله تاتش وأنا مش بعرف اتكلم غير من موبايلى أبو زراير ده.
تبسم رفعت قائلاً:طب وأيه اللى جاب موبايل محاسن معاكى؟
ردت إنعام:أنا إستعارته من غير هى ما تعرف،يلا خد موبايل محاسن،وأنقلى رقم زوزى على موبايلى.
تبسم رفعت وفتح هاتف محاسن بحث بين الأسماء وجد إسم زوزى فعلم أنه رقم زينب، بالفعل نقل رقم هاتف زينب  على هاتف جدته، وأعطى لها هاتفه. 
ضغطت إنعام على زر إلاتصال، ثم نظرت لرفعت قائله:بيرن.
تبسم رفعت،بينما قام بأرسال رقم زينب من من  هاتف محاسن الى هاتفه. 
إنتبهت جدته على صوت الرساله قائله: موبايلك جاله رساله منين؟ 
رد رفعت ببساطه: يمكن من شركة الأتصالات، ركزى إنتى فى موبايلك اللى بيرن. 
فرحت إنعام قائله: زوزى ردت. 
وقالت لها بعتاب دون ترحيب: 
كده يا زوزى مش تسألى على تيتا هو الواد رفعت زعلك أنا عارفه انه معندوش ذوق. 
تبسمت زينب قائله: فعلاً  حفيدك يا تيتا معندوش ذوق بس مش هو السبب، السبب الحقيقي، والله مشغوله فى الوحده، بس أوعدك فى أقرب وقت هجيلك بنفسى أطمن عليكى، وخلاص رقم تليفونك معايا هسجله وهبقى أتصل أطمن عليكى، بأستمرار،بس عايزاكى تحافظى على أكلك بلاش بسبوسه وسكريات كتير. 
تبسمت إنعام قائله: هستناكى يا زوزى، وكمان مش هاكل بسبوسه غير معاكى، فى آمان الله. 
أغلقت إنعام الهاتف ونظرت لرفعت قائله بتهجم: 
إنت واقف كده ليه، بتتصنت عليا وأنا بتكلم مع زوزى، أيه قلة الأدب دى مين اللى هعلمك التصنيت. 
تعجب رفعت، وشهق بعد أن القت عليه بقية المياه المثلجه التى كانت بالدورق قائله: 
بعد كده ممنوع تتصنت يا همجى. 
رغم شعور رفعت، ببرودة المياه لكن تبسم، ونظر للسماء متنهداً يطلب الصبر على أفعال جدته، لكن تبسم أكثر حين عاود كلمة همجى، جدته من أين آتت بتلك الكلمه، يبدوا أن لتلك الطبيبه تأثير على شخص آخر غيره بالعائله.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لمنزل صفوان.
تلجم صفوان للحظات مكانه وهو يرى مروه تهوى من فوق السور، لكن فاق سريعاً على أمل أن ينقذها،لكن حين أقترب من السور كان قد فات الوقت،هى تهوى الى أسفل
زهد عقلهُ، وتوجه للنزول سريعاً 
بينما مروه فى الهواء  تشعر أن عقلها فصل عن الوجود لا تشعر بشئ كما يقولون ساعة القدر يعمى البصر 
لم تشعر بشئ سوا الآلم،حين إرتطم جسدها بتلك الخيام المكومه أرضاً   
صرخت من الآلم صرخه واحده وغابت عن الوعى،ربما هذا من لُطف ربنا بها. 
إصطدم صفوان  وهو ينزل على السلم، بفاديه التى سمعت صرخه، 
نظرت فاديه لصفوان قائله: مالك نازل عالسلم بتنهج كده ليه، ومين اللى صرخ بره ده. 
لم يرد صفوان وتركها وخرج مُسرع
خرجت خلفه فاديه 
التى وقفت هى الأخرى عقلها يشت، إبنتها ممده لا تتحرك على تلك الخيام المكومه 
لكن صرخت وتوجهت وجثت على ركبتيها وتحدثت بأستجداء: 
مروه مالك  قومى يا روحى قومى محدش هيقدر يغصبك تتجوزى من رامى. 
لكن مروه لا تتحرك. 
صرخت فاديه  ليلتف الجيران حولها يتعشتمون على تلك الشابه التى علموا انها سقطت من فوق السطح، جثت إحدى الجيران العرق النابض برقبة مروه وقالت: 
مروه عايشه. 
فرح صفوان الذى نزلت دموع عينيه  وكاد أن يحملها، لكن منعته تلك المرآه قائله: 
بلاش تحركها من مكانها إتصلوا بأسعاف الوحده، يجوا يشلوها بحذر. 
بالفعل إتصل أحدهم،بالوحده ما هى الا دقائق وكانت مروه بسيارة الإسعاف تدخل الى الوحده. 
توجهت فاديه الى غرفة زينب قائله  وهى تبكى وتلهث: 
بنتى يا دكتوره، بنتى هتروح منى. 
نهضت زينب قائله: إهدى يا حجه وأطمنى، بنتك فين؟ 
ردت فاديه: لسه داخله الوحده دلوقتي. 
تحدثت زينب قائله: تمام إطمنى، تعالى معايا. 
فى دقائق كانت زينب تفتح باب غرفة الآشعه بالمشفى وهاتفت المسؤل عنها والذى أتى مضطراً  
كذالك طبيب عظام مُختص 
ووقفت على رأسهم بغرفة العمليات الخاصه بالوحده، يقفون جميعاً بالغرفه يداوون بعض كسور وجروح مروه. 
..... 
بينما 
بسرايا الزهار. 
تبسم رفعت وهو يستقبل كل من وسيم ورامى قائلاً: جايين منين؟ 
رد رامى: أنا كنت بدعى عمتى مهره وإتقابلت مع وسيم، بس فى ضيف غير مرغوب فيه، وصل فهربنا منه قبل ما تصيبنا لعنته. 
تبسم رفعت قائلاً  بأستفسار: ومين الضيف ده. 
رد وسيم: خالى هشام. 
إستغفر رفعت وقال: خير من مده مجاش للبلد أيه اللى جايبه، ربنا يستر، أكيد هتفضل هنا يا وسيم لحد ما خالك يرحل. 
تبسم وسيم قائلاً: مفيش حل تانى، وكمان علشان أبقى جنب العريس أديه حافز. 
تبسم رفعت لكن قبل أن يساعد وسيم فى المزح، دخل أحد العاملين يلهث قائلاً: 
رامى بيه، كان فى صريخ قدام بيت صفوان المنسى وبيقولوا بنته وقعت من عالسطح. 
تلهف رامى قائلاً: بنته مين. 
رد العامل: معرفش يا بيه أخدوها وراحوا للوحده، بس واحد من الجيران سألته قالى الآبله مروه. 
تلهف رامى يركض سريعاً، وخلفه رفعت ووسيم. 
بعد دقائق كانوا بالوحده 
إقترب رامى من مكان وقوف صفوان، ومسكه من تلابيب ثيابهُ قائلاً: 
مروه فين جرالها أيه عملت فيها  أيه، قال رامى هذا وكان سيلكم صفوان، لكن مسك يده رفعت قائلاً: إهدى يا رامى. 
تحدث صفوان الذى يبكى قائلاً: والله ما عملت فيها حاجه، انا كنت طالع عالسطح أنور لعمال الفِراشه علشان ينصبوا فِراشة الحنه، لقيتها واقفه على سور السطح، ولما كلمتها رمت نفسها، وملحتقهاش، وقعت على خيام الفِراشه. 
ذُهل عقل رامى قائلاً: يعنى أيه، مروه إنتحرت. 
بينما وسيم حين رأى ليلى تقف بأحد أركان المكان تبكى بشده، لا يعرف سبب لتقربهُ منها وقام بأعطائها علبة محارم ورقيه، 
نظرت له ليلى بدموع وأخذتها منه باكيه. 
لا يعرف لما اراد أن يجذبها لحضنهُ ويطبطب عليها ويواسيها لكن إقتربت أختها التى تبكى هى الأخرى وحضنتها  بينما 
فاديه تجلس على أحد المقاعد تبكى بأنتحاب إحدى زهراتها ألقت بنفسها للموت دون أن تفكر في شعور والداتها
نهضت فاديه وذهبت لمكان توقف صفوان وتهجمت عليه قائله: 
إنت السبب عمرك ما كنت أب لبناتك عمرك ما حسستهم إن لهم ضهر يتسندوا عليه مروه إنتحرت بسببك ياريتنى ما كنت رجعت لك زمان وفضلت من غير جواز وعشت انا وهى بعيد عنك، إنت إنسان أنانى.
جذب رفعت فاديه بعيداً عن صفوان،وحاول تهدئتها وأجلسها مره أخرى.
بينما عقل رامى لا يستوعب ما حدث مروه فضلت الإنتحار عن أن تتزوجه،يكاد عقلهُ يشت منه ألهذا الحد تكرهه.
نظر رفعت لرامى بحُزن كبير،هو يعلم مدى حُبه لمروه،هو قالها له  يوم أن طلب منه العوده الى هنا ،لولا مروه بالبلده ما كان عاد لها مره أخرى،فذكرياته إحترقت لم يعُد موجود منها غير مروه  
مروه التى لم تقدر  عشقهُ لها، وأرادت الأنتحار لو بيدهُ لقتلها الآن،حتى لا يرى وجه أخيه بهذا الشكل المُدمر. 
..... 
بعد وقت
خرجت زينب من غرفة العمليات
وجدت الجميع أمام الباب 
إقتربت من  مكان جلوس فاديه قائله: 
إطمنى  هتبقى كويسه، حالتها مش خطيره زى ما توقعنا 
قبل من اسبوع هتكون كويسه وتقوم ترمح كمان.
نظرت فاديه لزينب قائله برجاء:
بجد يا دكتوره،يعنى مروه هتبقى بخير.
تبسمت زينب قائله:صدقنى هتبقى بخير وهتخف بسرعه كمان بس قوليلى أيه سبب اللى جرالها ده.
قبل أن ترد فاديه رد رفعت:
إتزحلقت من على السلم.
رفعت زينب وجهها ونظرت ل رفعت وقالت:
أنا مسألتكش،أنا بسأل طنط يبقى هى اللى ترد مش إنت.
نظرت فاديه لرفعت ثم لزينب وقالت:
زى ما قال رفعت بيه،بس هى هتبقى بخير زى ما قولتى.
تبسمت زينب قائله:هتبقى بخير صدقينى وهى دلوقتي هتطلع لأوضه عاديه بس هتفضل تحت إشرافى الطبى،علشان خاطرك.
وضعت فاديه يدها فوق يد زينب قائله:ربنا يسترك يا بنتى،ويطمن قلبك زى ما طمنتينى،أنا هفضل هنا معاها.
ردت زينب قائله: تمام يا طنط، انا بايته هنا فى الوحده إن إحتاجتنى فى اى وقت  وهخلى معاكم فى الاوضه ممرضه خاصه، بس لينا كلام تانى مع بعض بعدين، ربنا يكمل شفاها بخير.
إستقامت زينب ونظرت بتهجم لرفعت ثم ذهبت وتركتهم 
فى ذالك الأثناء خرجت مروه من غرفة العمليات 
مُغطاه كل ما يظهر منها هو وجهها فقط الملئ ببعض الكدمات وهنالك ضماد بأسفل ذقنها وكذالك حامل عُنق طبى على رقبتها.
تلهف كل من ليلى وهبه وفاديه،حتى صفوان 
سار خلف النقاله،الى ان دخلت الى أحدى الغرف.
وقف رفعت ووسيم، الذى بداخله تضارب كبير يشفق على ليلى الباكيه. 
رفعت المغتاظ من تهجم زينب عليه أمام الواقفين. 
بينما تجمدت نظرات رامى وهى يرى مروه.
......  
بعد قليل 
بمكتب زينب  
تحدثت للطبيبان اللذان يجلسان معها قائله: عاوزه تقرير مُفصل بحاله البنت دى، أنا عندى شك فى إنها إتزحلقت من على السلم زى ما بيقولوا أهلها. 
رد احد الطبيبن: وأهلها هيكدبوا ليه.
ردت زينب:معرفش بس بخبرتك كدكتور آشعه الجروح والكسور والردود اللى فى جسم البنت دى،تدل على أيه ده غير الكدمات اللى بوشها.
رد الطبيب الآخر وهو ينهض قائلاً:تمام انا هكتب تقرير مُفصل بحالتها وأبعته لحضرتك.
نهض الطبيب الآخر وقال نفس الشئ.
نظرت لهم زينب قائله:تمام ياريت التقرير يكون عندى بكره الصبح،تقدروا تتفضلوا وبشكر مجيكم لهنا بعد ما طلبتكم عالتليفون،أكيد عطلتكم عن عيادتكم،بس دى رسالتنا ولازم نأديها.
رد الطبيبان:فعلاً دى رسالتنا ومش لازم شُكر تصبحي على خير يا دكتوره. 
بعد خروج الطبيبان وضعت زينب إحدى قطع الحلوى بفمها وأضجعت على مقعدها، تزفر نفسها قائله: 
ياترى أيه سبب حالة البنت دى. 
..... 
بعد وقت 
دخل رامى الى الغرفه الموجود بها مروه قائلاً: 
مديرة المستشفى قالت شخص واحد بس اللى مسموح له يبات هنا، وسيم بره علشان يوصلكم للبيت، وطنط فاديه هى اللى هتفضل هنا، وانا هبقى موجود أظن الدكتوره طمنتنا. 
نظرت فاديه ل هبه وليلى قائله: روحوا أنتم وأنا هفضل هنا، وأبقى تعالوا الصبح. 
كانتا سترفضان، لولا أن نهض صفوان قائلاً: 
بيقولوا مديرة المستشفى  شديده وممكن تمنع أى حد يفضل معاها بلاش نتجمع هنا، هى قالت مروه مش هتفوق قبل بكره وجودنا،زى عدمه فاديه هتفضل معاها وأنتم يلا بينا. 
أشارت فاديه  براسها للفتاتان أن يذهبا مع والداهن فطاوعنها وذهبن مع والداهن للخارج وتبقى رامى مع فاديه 
وقال بسؤال يود أن تقول له تفسير آخر: 
أيه اللى حصل  لمروه: 
ردت فاديه بدموع: والله ما أعرف أنا سمعت صرخه وكنت طالعه أشوف سببها إتصدمت مع صفوان نازل بلهوجه من على السطح وطلع لبره طلعت وراه لقيت مروه ممده على الخيام بتاعة صوان الحنه وده يمكن اللى خفف من وقعتها يمكن لو وقعت عالأرض كان زمانها....... 
تحدث رامى:يعنى ممكن تكون إتخانقت مع صفوان و....
قاطعته فاديه قائله:صفوان قاسى ومتواكل صحيح،بس معتقدش يتسبب فى أذى لمروه بالشكل ده.
رد رامى:يعنى أيه هى اللى رمت نفسها علشان تنتحر عالعموم أنا هنا فى الوحده،خارج أشم هوا.
خرج رامى ووقف أمام الغرفه،بداخله نيران ولو تركها الآن ستحرق مروه،لكن مهلاً.
بعد صلاة الفجر.
دخلت زينب الى غرفة مروه  عاينتها قائله:
هى بنتك كانت هتتجوز من إبن الزهار زى ما سمعت من الممرضه.
ردت فاديه:أيوا والنهارده كان هيبقى حنتها بس قدر ربنا،مش عارفه ليه عملت كده.
ردت زينب بأستفسار:عملت أيه،قصدك أيه.
إنتبهت فاديه قائله:مش قصدى حاجه،بس ده قضاء ربنا،ربنا يقومها بالسلامه.
ردت زينب:لو قولتلك إنى مش مصدقه إنها إتزحلقت عالسلم زى ما قال رفعت الزهار.
ردت فاديه:لا هى زى ما قال رفعت الزهار،الفجر أذن من شويه وزمانهم طلعوا من الصلاه،هقوم أتوضى وأصلى وادعى ليها وادعيلك كمان.
تبسمت زينب قائله:تقبل الله عن إذنك.
خرجت زينب ثم خرجت فاديه لتتوضأ وتركت مروه بالغرفه وحدها.
رأى رامى خروجهن خلف بعضهن،وأيقن أن مروه وحدها بالغرفه
فدخل الى الغرفه
نظر بتجمُد وتصلُب مشاعر الى تلك الساكنه بالفراش،إنحنى وهمس جوار أذنها قائلاً: أنا قدرك يا مروه، مش هتقدرى تهربى منه حتى بالموت، بوعدك تندمى، مش فضلتى الموت على إنك تعيشى معايا هتعيشى معايا بالغصب. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يوم كامل
صباحاً
دخل هاشم الى غرفة زينب بالوحدة 
تبسم والقى الصباح. 
ردت زينب: 
صباح النور،، أهلا يا سيد هاشم  خير جاى تزور مروه عروسة رامى الزهار أظن انكم قرايب. 
تبسم هاشم  قائلا: 
فعلاً  زورتها وأطمنت عليها هى فاقت بس مش قادره تتحرك بس مش ده السبب اللى جاى ليكى علشانه، أنا جاى فى إستشاره طبيه خاصه  بيا. 
ردت زينب: خير ياترى ايه هى الاستشاره دى؟ 
رد هاشم: 
أنا بقالى فتره صغيره  كده بحس بوجع فى إيدى الشمال، ونغزه خفيفه كده فى قلبى من فتره للتانيه. 
ردت زينب: لا سلامتك، ليه معملتش فحوصات طبيه تتطمن على نفسك. 
رد هاشم ما انا ناوى اعمل الفحوصات، بس بقول لو تكشفى عليا وتكتبلى نوعيه الفحوصات دى. 
ردت زينب: المفروض من غير ما اكشف عليك تعمل لنفسك مجموعة فحوصات طبيه حتى لو مش بتحس باى ألم كروتين لحياتك،وتمام إتفضل حضرتك عالشيزلونج أفحص حضرتك وأكتبلك على الفحوصات الازمه.
بالفعل ذهب هاشم وتمدد على الفراش الصغير الذى بالغرفه.
وقفت زينب أمامه وهى ترتدى قفازات طبيه قائله ممكن تفتح القميص من على صدرك.
فتح هاشم القميص من على صدره 
وضعت زينت السماعه الطبيه بأذنها وبدات بالكشف عليه وسماع نبضات قلبهُ بمهنيه منها. 
بينما هو شعر بوضع يدها على صدرهُ تمنى أن تخلع ذالك الفقاز ويشعر بملمس يدها على صدره،صور له عقله لما لا يجذبها ويُقبل شفاه لكن لايريد هذا فقط يريد أن يستمتع بأنينها بين يديه.
. ـــــــــــــــ
امام غرفة مروه 
وقف رفعت مع طبيب العظام الذى رفض خروج مروه من الوحده،ليس بسبب حالتها الصحيه بل خوفا من مديرة الوحده وقال له وهو يزيح عن عاتقه:
أنا مقدرش أكتب للأنسه على خروح المسؤله هنا هى الدكتوره زينب تقدر تطلب ده منها،لكن انا آسف كنت أتمنى أخدمك،هى دلوقتى بمكتبها تقدر تروح لها. 
بالفعل ذهب رفعت الى مكتب زينب وفتح الباب دون طرق منه 
وإنصدم حين رأى هاشم، ينهض من على ذالك الفراش  الذى بالغرفه والصدمه الأكبر حين رأى ملابسه مفتوحه من على صدره، وشعر بغيره قاتله. 
بينما زينب كانت تجلس على مكتبها تدون شيئاً
تحدث بسخريه: خير هاشم الزهار بيشتكى من أيه، ياترى. 
نهضت  زينب من خلف مكتبها بغضب قائله: مش فى باب لازم تخبط عليه قبل ماتدخل بهمجيتك دى. 
رسم هاشم بسمه قائلاً: مش بشتكى من حاجه  شوية إرهاق، وطلبت من الدكتوره تفحصنى وتكتبلى على فحوصات أعملها، علشان  أفضل محافظ على صحتى، والدكتوره كتر خيرها فحصتني. 
كم ود رفعت أن يطبق فى رقبة هاشم ويقتلهُ الآن وأيضاً أراد تعنيف زينب على لمسها لجسد ذالك الوغد، لو ترك شيطانه الآن سيقتله بلا رحمه 
كانت نظرات التحدى والتشفى بين 
هاشم ورفعت كافيه لخلق نيران تلتهم تلك الطبيبه 
التى تحدثت وهى تنظر لهاشم تُعطيه تلك الورقه قائله: دى الفحوصات اللى ممكن تعملها علشان  تتطمن على صحتك بتمنى تعملها لان نبضات القلب عندك فعلاً  مش منتظمه، وزياده عن المعدل الطبيعى. 
تبسم هاشم  وهو يأخذ الورقه من يدها قائلاً: متشكر يا دكتوره، هعمل الفحوصات وهرجع ليك مره تانيه تشوفي نتايجها. 
تبسمت زينب قائله: تمام بتمنالك الصحه. 
نظر هاشم لرفعت قائلاً: عن إذنك يا رفعت 
آه بصحيح هو فرح رامى إتاجل ولا ايه،مش معقول الفرح هيكمل من غير عروسه.
رد رفعت:لأ إطمن الفرح هيتم النهارده،كون متأكد وأكيد هتحضر الفرح بنفسك علشان تتأكد.
تبسم هاشم باستفزاز وخرج من الغرفه.
أغلق رفعت خلفه الباب ونظر لزينب قائلاً:
كان عاوز أيه هاشم الزهار؟
ردت زينب ببساطه:أظن سمعت انه كان عاوزنى أفحصه لانه بيحس بشوية وجع.
تبسم رفعت بسخريه قائلاً:هاشم يحس بوجع ويجيلك أنتى مخصوص علشان تفحصيه لأ نكته حلوه بس مش مضحكه، سبق وحذرتك منه. 
ردت زينب: حذرتنى او محذرتنيش تقدر تقولى سبب لهمجيتك ودخولك بدون إستئذان. 
إبتلع رفعت ريقه قائلاً: مروه لازم  تخرج  من الوحده النهارده. 
ردت زينب برفض: مستحيل، دى على الاقل كده محتاجه  رعايه خاصه هنا لمدة يومين. 
رد  رفعت: هتلاقى الرعايه فى بيت جوزها  النهارده كتب كتابها.
ردت زينب:يتأجل مش مشكله كبيره،عادى جداً.
رد رفعت:مينفعش يتأجل فى معازيم وناس مهمه جايه من القاهره ومن أماكن تانيه.
ردت زينب بغضب:يغور كل شئ قصاد صحتها،وكمان متحلمش أنى أكتب لها على خروج من الوحده مش بس بسبب حالتها الصحيه لا وكمان بسبب همجيتك دى .   
نظر  رفعت بغضب قائلاً: زينب بلاش طريقتك دى معايا....... 
قبل أن يُكمل حديثه تحدثت هى بلهجه حازمه: 
إسمى الدكتوره زينب، ممنوع تنادى عليا بدون لقب دكتوره مش مسموح لا ليك ولا لأى شخص غيرك  هنا ينادينى بدون لقب الدكتوره زينب. 
تعصب رفعت قائلاً: مروه هتخرج من الوحده حتى لو بعت اللى ياخدها من هنا بالقوه. 
ردت زينب: خليك مستمر فى همجيتك دى، بس مروه مش هتخرج من هنا قبل ما تنهى فتره علاجها،وكمان تكمل التحقيق اللى بعته للنيابه، وأتفضل أخرج بره مكتبى. 
فتحت زينب له الباب
بينما أغتاظ رفعت وأغلقه بعنف وأقترب منها قائلاً: 
زينب كفايه إستفزاز. 
 تحدثت زينب بحده: أنا مديرة المستشفى  ومستحيل المريضه تخرج من المستشفى  قبل أكتر من يومين  على الأقل
دى جسمها كله مكسر وأنا  خلاص زى ما قولت حولت حالتها عالنيابه تحقق صحيح
أذا كانت وقعت من على السلم ولا رمت نفسها من على السطوح
أنا دكتوره وعارفه الفرق  كويس. 
رد بتهكم: وأيه الفرق يا دكتوره يا نابغه. 
شعرت بالسخريه من حديثه
وأجابت بنبره حاسمه: 
لو أتزحلقت من عالسلم زى ما بيقولوا
كان هيبقى فى جسمها كدمات وكسور بسيطه
لكن الكسور الى فى جسمها تدل أنها وقعت من فوق مكان عالى .. سطح مثلاً 
واكملت تنظر لوجهه قائله بنفور: 
أكيد قالت الموت أفضل من انها  تتجوز  من واحد من ولاد الزهار. 
نظر لعيناها بتمعن:  ومالهم ولاد الزهار يا....
دكتوره زينب، صمت قليلاً قائلاً بتهكم: 
دكتوره زينب السمراوى منقوله لهنا عقاب على طولة لسانك على رؤسائك الأعلى منك وتشكيك فى مهارت  زملائك الطبيه. 
ردت بثقه: 
أيوا أنا الدكتوره زينب  السمراوى بس مش سبب نقلى لهنا تطاولى على رؤسائى  وكان فعلاً بسبب تشكيكى فى مهارة واحد من الاطباء
وكمان سبب نقلى لهنا هو أنى مبيعجبنيش الواساطه
ولا المحسوبيه
ودلوقتى 
مفيش قدامكم غير تأجيل الفرح لحد ما البنت تخف. 
نظر لها قائلا بتصميم: 
الفرح هيتم الليله زى ما هو
بس الى هيختلف العريس والعروسه
العروسه هى...زينب السمراوى
العريس...رفعت الزهار
مبروك يا عروسه...الليله ليلتك.
نظرت بنظره  ساخره... بمعنى لن يحدث ذالك أبداً
بينما هو رد لها النظره  ... بتحدى وتصميم على الزواج منها هذه الليله حتى لو كان غصباً واتقائاً لنار قادر على أشعالها ولن يطفئ لهيبها غير حدوث ما يريدهُ. 
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أظن انا سبق وقولت مواعيد ثابته 
للروايه وهى 
الاحد والثلاثاء والجمعه، وبعد كده مفيش غير التلات ايام دول 
وهلتزم بيهم 
البارت الجاى الاحد فى اى وقت هنزله. 
#يتبع 
للحكايه بقيه. 
... 
إقتباس 💞
إقتباس 
دخلت زينب الى داخل السرايا، بضيق 
قابلت إحدى الخادمات قالت لها بضيق: 
فين زفت، قصدى فين رفعت؟ 
ردت الخادمه: رفعت بيه فى البيسين. 
ردت زينب بضيق قائله: فين البيسين ده كمان، ما أنا حاسه إنى زى اللى وقع فى حِصن معرفش اوله من آخره. 
أشارت لها الخادمه عن مكان حمام السباحه، 
ذهبت زينب للمكان ودخلت، رأت غرفه واسعه مُغلقه بها مغطس كبير.، 
نظرت الى المغطس، رأت رفعت يعوم على ظهره 
تبسم حين رأها فهى تبدوا بوضوح أنها غاضبه. 
تحدث هو أولاً: صباح الخير. 
ردت زينب: ليه مانع حرس البوابه إن يخرجنى من هنا، عاوزه أروح الوحده. 
تبسم رفعت قائلاً: عاوزه تروحى للوحده بعد يومين من جوازنا عاوزهم يقولوا عليا أيه فى البلد؟ 
نظرت له قائله: يقولوا اللى يقولوه ميهمنيش، إنت عارف حقيقة جوازنا إنها كذبه بالغصب، إتصل على حارس البوابة  خليه يفتحلى البوابة. 
تبسم رفعت ماكراً: طب ممكن تناولينى الفوطه اللى عالشيزلونج اللى عندك ده. 
ردت زينب بغيظ: إطلع من الميه خدها بنفسك. 
تبسم رفعت قائلاً: 
مش هينفع أطلع من الميه، لأنى مش لابس أى هدوم، عالعموم ممكن أطلع عادى. 
نظرت له زينب بغيط قائله: 
تمام هجيبهالك. 
أخذت زينب المنشفه، وإقتربت من المغطس
ومدت يدها بالمنشفه قائله: 
إتفضل الفوطه أهى وإطلع كلم الحيوان اللى عالبوابه خليه يسيبنى أخرج. 
مد رفعت يده لكن لم يأخذ المنشفه، مسك معصم زينب وجذبها بقوته، ليختل توازنها وتسقط فى مياه المغطس. 
أخرجت زينب وجهها من الماء تستنشق الهواء، لدقيقه الى أن قدرت على الحديث، ضربت المياه بيدها قائله: بعصبيه همجى حقير، إفرض مش بعرف أعوم وغرقت. 
تبسم رفعت وهو يقترب منها قائلاً: كنت هنقذك طبعاً. 
نظرت له زينب بعصبيه قائله: بطل طريقتك الهمجيه دى معايا، بقولك، عاوزه أخرج من هنا إتخنقت. 
تبسم رفعت  وهو يقترب من زينب أكثر قائلاً  بوقاحه: بقى، يا زوزى فى عروسه كانت دخلتها من يومين، وعاوزها تخرج تروح الوحده، تشتغل قدام الناس، يقولوا عليا أيه، مش قايم بالواجب مع مراتى. 
نظرت زينب  له قائله: بطل وقاحتك دى بقولك، وخليهم يسبونى أخرج من هنا، بدل ما أنط من على السور. 
ضحك رفعت وأصبح لا يفصله عن زينب، شئ، إقترب من أذنها هامساً: قرنفل. 
تعجبت زينب قائله: أيه قرنفل ده! 
نظر رفعت لشفاه زينب  قائلاً: طعم شفايفك قرنفل، قال هذا يُقبل شفاها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بسرايا الزهار، باستطبل الخيل. 
كان يجلس رامى، يمسك بيدهُ ذالك الخاتم المدموغ بأسمه هو كان له منذ الصغر فوالدته هى من صنعت له ذالك الخاتم  منذ الصغر كان يوسعه حسب حجم إصبعه، كذالك رفعت  له واحداً مدموغ بأسمه معه يرتديه بأصبعه دائماً، شرد عقلهُ كيف وصل هذا الخاتم لمروه،هو ظن أنه إحترق يوم حريق المنزل يشعر بحسره فى قلبه من عاد من أجلها  الشكوك تساور عقلهُ، شكوك بل يقين أمامهُ واضح مروه حاولت الأنتحار من أجل ألا تتزوج به،ليته ما عاد وأحتفظ بذكريات الطفوله، إهتدى عقلهُ أيبتعد مره أخرى ويرحل عن هنا ويتركها تعيش حياتها كما تريد، لكن ماذا عن قلبه الذى يآن من عشقها، لا لن يترك هنا، لا تستحق هذا العناء بقلبهُ من أجلها،إن كان عاد من أجلها فلآن  كما يقولون، شدة الحب قد تؤدى الى شدة الكراهيه، قلبهُ الآن يكرهها وسترى ذالك وكل ما عليها هو الخضوع لأمره، حتى لو كان....... غصباً. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الهاتف
تحدث وسيم مع مُهره قائلاً: 
بركات  هشام الزهار ظهرت، و فرح رامى إتأجل، هو لسه مطول هنا مش هيرجع إسكندريه تانى ولا أيه؟ 
ردت مُهره: والله  ساعة ما شوفته نازل من العربيه قلبى قالى مصيبه هتحصل، معرفش  هيمشى أمتى، نفسى يغور من دلوقتي، بس رامى عامل ايه؟ 
رد وسيم: أول مره اشوف رامى بالشكل ده، حاسس إنه تايه ومتلخبط أو مصدوم، أنا مش فاهم حكايته مع مروه، ولما سالتهّ مجاوبش، وكمان رفعت متعصب قوى على غير عادتهُ بارد،أنا عندى دلوقتي محاضره هدخلها ولما أخلصها هرجع على السرايا.
تنهدت مُهره قائله:تمام. 
اغلقت مُهره الهاتف تتنهد بينما جاء من خلفها هاشم الذى دخل للمنزل قائلاً بتهكم: 
كنتى بتكلمى مين أكيد المحروس  إبن أختك، أيه عاجبه القعاد فى سرايا الزهار ومش عاوز يرجع.
ردت مهره: خرجت ورجعت تانى بسرعه غريبه إنت متعود تخرج مترجعش غير آخر الليل، وبعدين وايه يضايقك أن وسيم يقعد مع ولاد رضوان الزهار،متنساش إنهم أخواته،عالعموم يقعد فى المكان اللى يريحه،عن إذنك لازم أروح ازور خطيبة رامى فى الوحده،بيقولوا فاقت
تركت مُهره هاشم وهو بقمة غضبهُ،الذى إزداد حين آتى لمكانه هشام أخيه قائلاً:
صباح الخير يا هاشم،يا ترى دبرت المبلغ اللى قولتلك عليه قبل كده.
رد هاشم بضيق قائلاً:دبرتلك المبلغ بس دى آخر مره بعد كده إتصرف بنفسك أنا مش مسؤول عنك وعن ديونك،اللى بتخسرها فى الرهانات الفارغه فى سباقات الخيل،بدل متراهن على الخيل إرجع لعقلك وروح عيش مع بناتك فى اليونان،وبكده ترتاح من سداد فوايد القرض للبنك.
رد هشام:أنا مرتاح هنا فى إسكندريه، وبناتى هناك مع مامتهم مرتاحين. 
همس هاشم لهشام قائلاً: طبعاً  مرتاحين وهما ماشين على حل شعرهم هناك، صياعه وإنفتاح، لو كنت سمعت كلامى وجبتهم عاشوا هنا يمكن كانوا شغلوا عقول ولاد رضوان وكنت إستفادت من أموالهم، لكن هقول أيه، طبعاً  إنت بالساهل تبتزينى وتاخد اللى محتاجه، بس إعمل حسابك، دى آخر مره مزرعة الخيول عندى مبقتش تشتغل زى زمان، بقى فى سُلالات تانيه أقوى من اللى عندى، ومحتاج إنى أدخل السُلالات دى لمزرعتى وللأسف الفلوس  مأثره معايا، ولاد  رضوان الزهار تقريباً  بقوا هما اللى بيتحكموا فى سوق الخيل  فى مصر. 
تبسم هشام قائلاً:أوعدك أعمل بنصيحتك،و(ريما،وآلما) هينزلوا مصر قريب،وبقى من الواضح كده  أكيدفرح رامى
مش هيتم دلوقتي.
تبسم هاشم بتهكم لذالك الأحمق توأمه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع للوحده الصحيه. 
دخلت صفاء الى مكتب زينب، بعد ان أذنت لها، 
تعجبت صفاء حين رأت رفعت يقف بالمكتب وجهه متهجم، وزينب هى الأخرى تبدوا عصبيه. 
تنحنحت صفاء قائله: 
دكتوره زينب أنا جبت أمى للوحده تعملى لها الأشاعه على رِجليها زى ما قولتيلى إمبارح، وهى قاعده قدام باب اوضة الآشعه. 
ردت زينب: تمام إسبقينى وانا ثوانى وهحصلك. 
خرجت صفاء من المكتب وظل رفعت بالمكتب مع زينب التى قالت له: إتفضل أخرج من مكتبى وأنسى الغباء والهبل اللى قولته وانا عن نفسى هعتبر مسمعتوش. 
تبسم رفعت رغم ضيقهُ قائلاً: 
قبل الليله ما تنتهى هتكونى مراتى يا دكتوره، وعد منى ليكى. 
سخرت زينب ببسمه زائفه وتركته وخرجت من المكتب . 
خرج رفعت من مكتب زينب وفتح هاتفهُ وقام بأتصال هاتفى قائلاً: 
هبعتلك عنوان إتنين عاوزهم يكونوا عندى هنا فى الزهار قبل آدان العصر. 
وضع رفعت نظارته الشمسيه على عيناه وقال بتوعد هفضل سابقك بخطوات يا هاشم يا زهار، واول خطوه الدكتوره رغم أنى مستعجب إنها مش من النوع اللى بتفضله، بس يمكن فيها شئ جاذبك ليها. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمزرعة خيل هاشم الزهار 
رن هاتفه. 
نظر للشاشه بتأفف ورد قائلاً: 
خير بتتصل عليا ليه. 
رد الآخر برجفه قائلاً: هاشم بيه النيابه بتحقق فى قضيه موت بنتى وأستدعتنى تانى علشان  أروح لها. 
رد هاشم: وأيه سبب الاستدعاء مش خلاص بنتك التقرير قال سبب موتها إختناق من تسرب الغاز، وخلاص  دفنتها. 
رد الرجل: ده فعلاً، بس انا إتفاجئت بالاستدعاء ده وقولت أقول لحضرتك قبل ما أروح. 
رد هاشم: تمام روح للنيابه، ولو جبت سيرتى من بعيد عارف  أنا ممكن أعمل إيه  مفيش أى ورقه تثبت إن بنتك كانت مراتي. 
تعلثم الرجل خوفاً يقول: حاضر يا هاشم بيه، أنا بس كنت بقولك. 
تنهد هاشم قائلاً: تمام مش عاوز أسمع صوتك مره تانيه، أظن المبلغ اللى أخدته كافى غير البيت اللى ماتت فيه بنتك  كان بأسمك. 
اغلق هاشم الموبايل، وزفر أنفاسهُ، يتذكر كيف خرج من تلك الورطه، الفتاه حقاً كانت تستحق القتل لأنها خائنه،كيف حملت بأحشائها جنيناً،وهو تأكد أنه لن يقدر على الإنجاب،حاول بشتى الطرق لكن كان الفشل هو النتيجه الوحيده لذالك،آتأتى تلك الحمقاء الخائنه وتقول له أنها حاملاً،أقل عقاب لها هو الموت،لكن لن يُدان بموتها ولا يُريد شوشره،هو مل ذالك النوع من الزواج من القاصرات،لكن كانت فكرته عظيمه حين أخرج نفسه من تلك المشكله بطريقه سهله للغايه.
فلاش باك........ 
**
فتح هاشم أنابيب الغاز بالمنزل وتأكد من تسربها،وترك مفتاح المنزل فى الباب من الخلف وتسحب وخرج من المنزل دون أن يراه أحداً فى ذالك الوقت وذهب الى مكان بقاء سيارته بعيداً عن المنزل،وظل بها الى أن أصبحت الساعه العاشرة صباحاً،ذهب الى منزل والد تلك الفتاه،ودخل يحمل بعض الهدايا  القيمه الذى إشتراها، ومثل عليهم الترغيب قائلاً: قولت قبل ما أروح البيت أجى لهنا، علشان نتفق بقى نكتب الكتاب عند المأذون طالما بنتك جابت السن القانونى. 
تبسمت والدة الفتاه بأنشراح قائله: ألف مبروك يا هاشم  بيه، ربنا  يرزقك بالذريه  الصالحه من بنتى اللى تعوض صبرك خير. 
تبسم هاشم  برياء: يارب، وقتها هتبقى هى الملكه، بس هى فين؟ 
تعجبت والدة الفتاه قائله: 
دى فى بيتها من ليلة إمبارح قالت أنك أتصلت عليها وقولت لها إنك جاى. 
رد هاشم: أه فعلاً  كنت إتصلت عليها، بس للأسف، جالى شُغل مفاجئ ولسه يادوب واصل أهو، هقوم اروح لها، بس عاوز أعمل  اللى قولتلكم عليه مفاجأة  لها،إيه رايكم حد منكم يجى معايا للبيت يقولها قبل ما انا أدخل أقولها وأشوف فرحتها؟. 
تبسمت والدة الفتاه ببهجه قائله: انا هاجى معاك يا هاشم بيه وهقولها بنفسى، هدخل أغير هدومى. 
بالفعل بعد دقائق ذهب هاشم مع والدة تلك الفتاه، وأخرج مفتاح المنزل، وحاول وضعه بمقبض الباب لكن لا يدخل  المفتاح،
أخرج هاشم المفتاح ينظر له قائلاً:
غريبه المفتاح مش بيدخل فى الكالون،هى غيرت الكالون ،هتصل عليها.
تعجبت والده الفتاه هى الأخرى وتسرب الى أنفها تلك الرائحه وقالت:
غريب لأ مغيرتش الكالون، وكمان فى ريحة غاز.
إدعى هاشم عدم الشم وقال:طب والعمل ايه دلوقتي،انا برن على بنتك اهو مش بترد عليا.
توجست المرأه بخوف وقلق وقالت: مفيش غير إننا نكسر الباب،ليكون جرالها حاجه،ريحة الغاز قويه.
تشمم رفعت قائلاً:فعلاً فى ريحة غاز،وسعى كده وأنا هكسر الباب.
بالفعل كسر هاشم باب المنزل بعد عدة محاولات منه،لكن سريعاً وضع منديل على أنفهُ بسبب رائحة الغاز القويه وقال للمرأه أوعى تولعى نور ريحة الغاز قالبه البيت،أفتحى الشباك 
وضعت المرأه جزء من حجابها على أنفها وفتحت أحد الشبابيك وسارت خلف هاشم بالمنزل يتفقدوه الى أن وصلوا الى غرفة النوم،وجدت إبنتها ترتدى عباءه منزليه،ومُمده على الفراش
بلهفة أم نست رائحة الغاز و جرت علي إبنتها حاولت أن توقيظها لكن لا جدوى من ذالك،صرخت المرأه صرخه واحده.
لم يقترب هاشم فى البدايه منها،وأخرج تلك القفازات وإرتداها بيده ثم اقترب وحاول بتمثيل ان يفيقها 
لكن مثل الحزن الشديد،وهو يقول:عليه العوض.
ذُهل عقل أم الفتاه وكادت تصرخ مره أخرى،لولا أن وضع يدهُ على فمها قائلاً:أكتمى بلاش فضايح،لو الناس سمعوا صريخك و شافونى هنا هيقولوا أيه،أنا همشى دلوقتي،وهتصل على جوزك يجيلك وهبقى أرجع تانى.
من شدة حزن المرأه على إبنتها صمتت ولم تستوعب هروبه،بتلك الطريقه،
بعد قليل جاء والد الفتاه وأحد الاطباء الذى كتب تقرير مبدئى أن الوفاه بسبب إختناقها  بتسرب غاز،لكن حُول الآمر على النيابه.للأسف
هكذا ظن هاشم ان القضيه إنتهت،لكن لا يعلم أنه ترك بداخل الفتاه دليل من الممكن أن يدينهُ بسهوله لو تدخل الطب الشرعى.
عوده..
عاد هاشم يشعر بزهو ذكائه،لديه فريسه أخرى يفكر بها،يود أن يلوذ بها قريباً. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بكليه الطب البيطرى.
دخل وسيم للمحاضره 
تفاجئ بجلوس ليلى بين زميلاتها،لا يعرف سبب لأنشراح قلبه هو لم يكن متوقع أن تأتى للجامعه فى تلك الظروف،هى منذ ما يقارب على ثلاث اسابيع لم تحضر،وجاءت اليوم،نظر لها تبدوا بوضوع متهجمة الوجه وعيناها تبدوا منتفخه وحمراء أسفل النظاره الطبيه التى ترتديها،رجف قلبه،لكن تمالك نفسه وبدأ بألقاء المحاضره على طُلابه،وإستمع لأسئلتهم وإستفسارتهم،تعجب من ليلى الصامته فهى كانت دائماً تسأل وتستفسر اليوم صامته حتى أنه لم يراها تتحدث مع زملائها بعد إنتهاء المحاضره تعمد أن يقف قليلاً مع بعض الطلاب يتحدث معهم 
ورأى ليلى التى جمعت كتبها وكانت ستخرج من قاعة المحاضره بصمت،إستأذن من الطلاب وذهب قبل ان تخرج من قاعة المحاضره وقال:آنسه ليلى ممكن تجيلى مكتبى بعد خمس دقايق.
أومأت ليلى براسها دون حديث.
بعد خمس دقائق.
سمع وسيم طرق على باب مكتبهُ،فأذن لها بدخول متعجب فهى لأول مره تطرق الباب قبل الدخول.
سمح لها بالدخول.
تحدث وهو يشعر بغصه بقلبهُ:
إزي أختك النهارده، أعتقد أنها فاقت. 
ردت ليلى: أيوا مروه فاقت بس أكيد لسه مش وعيها بالكامل وكمان المُسكنات  القويه اللى بيعطوهلها مأثره عليها، حضرتك طلبتنى، خير. 
رد وسيم: خير، مكونتش متوقع إنك تجى للجامعه فى الظروف  دى إنك كنتى غايبه الفتره اللى فاتت. 
ردت ليلى: أنا فعلاً  مكنتش هاجى، بس لو فضلت فى البيت أو روحت لمروه المستشفى  ممكن عقلى يجن، فقولت اجى للجامعه أهو أحاول أفصل شويه، وكمان حضرتك بلغت زمايلى أنك هتحط درجات الحضور وقولت كده كفايه  مش هتبقى من كل ناحيه على ماما، مروه فى المستشفى  وأنا أشيل ماده علشان قلة الحضور. 
تبسم وسيم على تلك الدبش كما ينعتها، لكن ربما ليست دبش، هى صريحه تقول ما يجول بخاطرها دون تذويق أو لف ودوران كما يفعل البعض وقال: 
لأ أطمنى دى كانت محاضره عاديه انا كان قصدى عالسيكشن العملى اللى حضرتك مش بتحضريه، بس أكيد متوقع إنك ممكن تكونى بتاخدى المحتوى من زملائك او حتى من عالنت اللى ببلاش بسبب إستغلالك
   ل حرنكش.
رغم ألم قلب ليلى لكن تبسمت قائله:حنكش،والله ياريته هو اللى كان وقع من عالسطح يمكن كان مُخه نضف شويه او جاله تربنه ومُخه ضاع عالاخر وإرتاحت من غباوته. 
تبسم وسيم قائلاً:طب ولما حنكش مُخة يضيع وقتها ابوه هيسيبلك وصلة النت ببلاش؟
ردت ليلى:أكيد هيسيبها رحمه ونور على عقل إبنه،بس حضرتك مقولتش ليه طلبتنى لمكتبك.
لم يستطع وسيم منع نفسه من الضحك وقال:ليلى أنا مكنتش أعرف إنك بتشتغلى فى الصيدليه بعد ما بتخلصى محاضراتك.
ردت ليلى:وانا كمان مكنتش اعرف أنك بلدنا وتبقى  إبن اخت الست مُهره الزهار، بصراحه شوفتك كذا مره داخل لبيت هاشم الزهار، قولت يمكن بتشتغل عنده، تدخل دخل تانى جنب التدريس فى الجامعه، ماهو التدريس برضوا مكنش هيجيبلك عربيه زى اللى معاك وكمان طلعت قريب عيلة الزهار. 
تبسم وسيم قائلاً: ده نظام قر بقى ولا نق،ولا حسد. 
رسمت ليلى بسمه طفيفه وقالت: لا قر ولا نق، ولاحسد، ربنا يباركلك، أنا الحمد لله راضيه بعيشتى،طالما بحط دماغى آخر الليل مش بفكر غير فى الستر والصحه والنجاح ليا ولاخواتى،بس يظهر ربنا كان له رأى تانى فى الستر والصحه، 
لو مش وجودك الليله إياه يمكن كان الحقير أغتصبنى وأتفضحت،وكمان مروه أختى رغم ان الأطبه قالوا أن كسورها مش قويه بدرجه كبيره،بس هتاخد وقت على ما تخف،وتقف على رُجليها من تانى،الحمدلله على كل شئ.
نظر وسيم لليلى بنظرة فسرها عقله أنها إعجاب،لا يعلم أنه يتسرب لداخل قلبهُ  شعور آخر،قد ينمو مع الأيام.  
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده
بعد أن إنتهت زينب من عمل تلك الآشعه لوالدة صفاء عادت الى غرفة المكتب قليلاً ثم قامت بممارسة عملها بالوحده، بين المرور بين أروقتها والكشف على بعض المرضى ومداوتهم، لكن أثناء سيرها بالوحده تعجبت أن هاتفها لم تسمع رنين له طوال اليوم الوقت إقترب على العصر، وهذا وقت مهاتفة والداتها لها، هل نسيت، بحثت بجيبها لم تجد هاتفها، قالت: يظهر نسيت موبايلى فى المكتب هروح أشوفه، زمان ماما إتصلت عليا أكتر من مره ولما هرد عليها هتعملى محاضره.
بالفعل توجهت الى المكتب بحثت عن هاتفها لم تجدهُ،تعجبت كثيراً،فأين هو،إهتدى عقلها ربما سقط منها بأى مكان بالوحده،ماذا تفعل وأين تبحث عنه،فهى سارت تقريباً بكل أروقة الوحده،رفعت سماعة ذالك الهاتف الأرضى الذى بغرفتها،وقامت بطلب رقم هاتفها عَل أحداً وجدهُ.
بالفعل سمعت رنين هاتفها.
إنتظرت لبعض الوقت الى ان رد شخص عليها.
تحدثت له قائله:الفون اللى بترد عليا منه ده بتاعى،أنا الدكتوره زينب السمراوى مديرة الوحده الصحيه.
رد الطرف الآخر عليها قائلاً:
كويس انا لقيت الموبايل ده وانا كنت فى الوحده،وكنت مستنى صاحبه يتصل عليا علشان أرجعه له،انا من اهل البلد يا دكتوره نص ساعه والموبايل يكون عند حضرتك فى الوحده.
تبسمت زينب قائله:تمام انا منتظراك فى مكتب مدير الوحده. 
وضعت زينب سماعة الهاتف الارضى وتنهدت قائله: صحيح المال الحلال مش بيروح لو كنت طمعت فى  فون الواد مجد يمكن كان ضاع ومرجعش.
بينما على الطرف الآخر تبسم رفعت قائلاً:
تودى الموبايل للدكتوره الوحده،ولو سألتك قولها لقيته فى الوحده وانا ماشى وكان عندى شغل مهم،ده اللى خلانى مسالتش اللى ماشين فى الوحده وبلاش تطول قصادها،ولما تطلع من عندها ترن عليا.
رد الشخص قائلاً: حاضر يا رفعت بيه. 
اخذ الشخص الهاتف وخرج من امام، رفعت الذى تبسم قائلاً: 
أما اشوف تأثير المفاجأه اللى محضرها للدكتوره، هيكون ردها  عليها أيه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده. 
بالغرفة الموجوده بها مروه
كانت مروه شبه مُستيقظه
وكانت تجلس فاديه معها، تقرأ بعض أيات القرآن، الى ان سمعت همس مروه بشبه آنين، صدقت وقامت ووضعت المُصحف على إحدى الطاولات ثم توجهت الى مروه قائله بلهفه:
مروه حاسه بوجع،أنادى للدكتوره زينب او أى ممرضه تشوفلك مُسكن.
ردت مروه بصوت ضعيف:لأ يا ماما،انا مش حاسه بوجع قوى.
نظرت فاديه لمروه بعتاب قائله:كده يا مروه عاوزه تحرقى قلبى عليكى،ليه ترمى نفسك من فوق السطح،عاوزه تموتى كافره وأقعد انا بحسرتك اللى باقى من عُمرى.
تعجبت مروه قائله:أنا عملت كده،أنا مش فاكره أنا آخر حاجه فكراها لما كانت ليلى راجعه من الصيدليه واتقابلنا فى مدخل البيت،هى قالتلى انها مُرهقه،وهتدخل تتعشى وتحصلنى عالسطح،وانا سبقتها بعدها مش فاكره أيه حصلى غير أنى فوقت لقيت نفسى هنا مربطه ومتجبسه وحاسه جسمى كله بيوجعني،بس لما الدكتوره جت من شويه وعطتنى الحقنه حسيت براحه شويه.
تعجبت فاديه وكانت ستتحدث لولا سماعهن لطرق على الباب،سمحت فاديه للطارق بالدخول.
إرتعشت فاديه للحظه وهى تقول:رامى.
رد رامى:أنا جاى أطمن على مروه،حالتها ايه النهارده.
ردت فاديه:الحمد لله  الدكتوره زينب وكمان دكتور العظام قالوا  حالتها كويسه شويه عن إمبارح.
نظر رامى لوجه مروه الذى عليه بعض أثار زرقاء،وقال بأقتضاب يتلاعب بذالك الخاتم ببنصرهُ:ربنا يتم شفى العروسه.
رغم ألم مروه،لكن وقع بصرها على ذالك الخاتم الذى ببنصر رامى،أغمضت عيناها،تشعر بألم ليس جسدى فقط بل نفسى،تأوهت بأنيين خافت.
تلهفت فاديه قائله:واضح إن مُسكن الحقنه اللى الدكتوره عطتها ليك،بدأ يروح هروح أنادى للمرضه المسؤوله اللى الدكتوره واصتها عليكى تجى تديكى حقنه تانيه وكمان هجيب رقم موبايل الممرضه معايا.
نظرت فاديه لرامى قائله:صفوان فين؟
رد رامى:صفوان فى مزرعة الخيل،بيشوف شُغله طالما الزفاف إتأجل، روحى نادى للممرضه شكل مروه بتتألم،وأنا هنا على ما ترجعى 
نظرت فاديه له ثم لمروه  وخرجت من الغرفه،دون غلق الباب خلفها. 
ذهب رامى واغلق خلفها الباب وأقترب من فراش مروه، وأنحنى قليلاً يقول: 
حمدالله  على سلامتك، يا مروه فشلتى فى الأنتحار. 
إرتعشت مروه من داخلها حين نظرت لعيني رامى التى أختفى لونها وأصبحت مُعتمه كليلة شتاء قاتمه، أبتلعت ريقها، وحاولت التحدث، لم تستطيع صوتها ضاع. 
نظر لها رامى قائلاً: ساكته ليه مش بتردى ولا لسانك كمان بيوجعك زى بقية جسمك، سؤال واحد اللى هسأله ليكى ومش مستنى منك أجابته 
حاولتى تنتحرى علشان متتجوزنيش،أنا قدرك يا مروه اللى مفيش منه مهرب،حتى بالموت. 
تحشرج صوت مروه وقالت:ميه،عاوزه أشرب من فضلك.
نظر رامى لدورق المياه الموجود على طاوله بالغرفه، وذهب اليه وأفرغ القليل منه بكوب صغير ووضع شاليمو، به وأقترب من مروه ووضع الشاليمو بفمها، سحبت بعض قطرات المياه، وقع بصرها مره أخرى على ذالك  الخاتم بيد رامى، ركزت به لثوانى، ثم تركت الشاليمو
بعد  رامى كوب المياه ووضعه جوار الدورق،وعلم من نظرة عيناها ليدهُ انها رأت الخاتم ببنصره
فقال: الخاتم ده ماما اللى كانت صنعاه بايدها، اللى متعرفهوش إن ماما كانت بتحب  الشُغل بالفضه، ونفس الخاتم ده فى إيد رفعت، بس الخاتم ده مش من الفضه ده من الدهب الأبيض، ومدموغ بأسمى، وكانت ماما عملاه أنه يستحمل يتوسع مع الوقت حسب كبر صباعى، الخاتم ده وصلك إزاى، يا مروه، آخر مره لبسته كان قبل يوم حريق السرايا 
بيوم واحد. 
قبل أن تعطى له مروه أجابه دخلت فاديه ومعها تلك الممرضه، ورأين إنحناء رامى قليلاً الذى إستقام بمجرد دخولهن وقال: 
زيارة المريض لازم تكون  خفيفه، عن إذنكم. 
غادر رامى تحت نظر مروه، التى تشعر بألم فتاك بقلبها، ماذا تخبرهُ عن الخاتم، وماذا تقول أنها رأت والداها تلك الليله يخرج من خلف المزرعه وبيده إحدى المُهرات. 
فلاش باك......
***
حين كانت مروه بالحاديه عشر من عمرها. 
أثناء لعب مروه مع رحمه أخت رامى فهما بفضله أصبحن صديقتين الفرق بينهم اربع سنوات فقط بحكم تقارب عمرهن،أصبحت مروه تدخل الى داخل السرايا وتلعب معها بلعبها القيمه،وايضاً اوقات كثيره كان ينضم لهن رامى باللعب، 
ذالك اليوم لعبت مع رامى، الذى ربما دون إنتباه منه وقع من يدهُ ذالك الخاتم، 
التى تعثرت مروه به أثناء سيرها بحديقه السرايا، علمت سريعاً أنه لرامى فهى رأته كثيراً  بيدهُ، كانت ستدخل تعطيه لها لكن والداها نادى عليها وأخذها معه ليعود للمنزل فوقت عملهُ إنتهى ويريد الراحه، ذهبت معه على أمل انها ستاتى بالغد وتعطى الخاتم، ل رامى. 
بالفعل ذهبت مع والداها الى المنزل. 
تناولت العشاء معه هو وأمها وأختيها الصغار. 
لكن تحدث والداتها قائله: 
البلد كلها  بتتكلم  عن العامل اللى سلمه هاشم الزهار بعد ما تهمه بسرقة الخاتم بتاعه، والعامل بيقول إنه مسرقش حاجه، ده كان  لاقاه وهو ماشى فى المزرعه، بالصدفه. 
رد صفوان:  هاشم الزهار  أكيد كذاب، هو واطى ومعندوش أخلاق، غير معرفش فيه بينه وبين رضوان الزهار خلاف معرفش ليه، عالعموم ملناش دعوه به، قومى اعمليلى كوباية شاى. 
بعد وقت نام كل من بالمنزل، لكن عقل مروه الصغير هيئ لها أنه ربما يتهمها رامى بسرقة الخاتم مثل ذالك العامل، اصبحت فى الفراش تتقلب يمين ويسار خائفه تهلوس، بالشرطه تقبض عليها توضع بالحبس، أهتدى عقل الطفله وقامت من الفراش وتسحبت وخرجت من المنزل كان الوقت فى الثانيه عشر بليالى الصيف، سارت بالطريق خائفه، تقول: أنا هرمى الخاتم من وراء السلك اللى حوالين السرايا والمزرعه ومحدش هيشوفنى، بالفعل  أقتربت مروه من تلك الأسلاك الشائكه التى تلف حول السرايا والمزرعه، لكن فوجئت بلهيب نيران قويه تلتهم المكان بأكمله، نيران حارقه تلتهم الأخضر واليابس، حديقة السرايا أصبحت كتل ناريه، تتطاير النيران بكل مكان، من يرى النار يُقسم أن لن يخرج منها كائن حي، 
دخان النيران يتصاعد للسماء الرؤيه تعتم النيران، أصبح كل شئ يشتعل بسرعه، وضعت يدها على تلك الأسلاك، لكن الأسلاك حرقت كف يدها، عادت للخلف وكادت أن تقع على ظهرها، لولا أن إصتطدمت بذالك الرجل الملثم الذى رأت عيناه  بها  إنعكاس النيران، عيناه كوحوش افلام الرعب، خافت وجرت مُسرعه، خُيل لها أن ذالك الرجل يلحقها، كانت تقع وتنهض سريعاً، الى أن إقتربت من باب خلفى لمزرعة الخيول، كانت الصدمه الثانيه، والداها يخرج ويسحب بيده أحدى المُهرات، ابتعد بها سريعاً  عن المكان، كانت صدمة عمرها التى دمرت قلبها، والداها سارق، وهى أخذت ذالك الخاتم، سمعت أن السرايا لم يخرج منها سوا، رفعت الزهار ورامى أخيه الذى إحترق جسدهُ بالكامل قد يواجه الموت هو الآخر، صديق طفولتها سيموت كما ماتت بقية عائلته، دعت له الله أن يترآف به، ويحيا بعيداً عنها ويكفيها ذالك الخاتم ذكرى منه، وذكرى نهاية طفولتهم و طريقهم. 
عادت مروه من ذكرى الماضى على شعورها بألم أختراق سن تلك السرنجه التى أعطتها لها الممرضه التى لم تخدر فقط وجع جسدها، بل خدرت معه عقلها لتعود للنوم، الذى ربما يغيب عقلها  لكن بداخلها مازالت تشعر أنها إبنة ذالك السارق وليس هذا  فقط فربما يكون والداها مشارك بأشعال تلك النيران. 
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه. 
دخل ذالم الشخص وقام بأعطاء الهاتف، ل زينب شكرته وغادر سريعاً 
تبسمت وهى تفتح الهاتف قائله: زمان الف مُكالمه مش بس من ماما وتلاقى بابا كمان ومش بعيد الواد مجد. 
تعجبت حين لم تجد أى مكالمات فائته، وتعجبت أكثر حين رنت هى على هاتف والداتها، يعطى رنين ولا يوجد، رد 
كذالك هاتف والداها، بدأ يساورها بعض القلق، فقامت بالاتصال على الهاتف الأرضى الخاص بهم، لكن لارد أيضاً، إزداد القلق، 
لكن دخلت إحدى العاملات تخبرها بوجود مريض بالمشفى، فنهضت وذهبت للكشف عليه وعادت بعد وقت 
عاودت الأتصال على والدايها، لكن لارد 
فكرت ان تهاتف مجد ربما يعرف شئ، لكن أجلت الفكره قليلاً، وجلست بين الحين والآخر تتصل عليهم وقامت بأشغال فكرها بالمرور على غرف الوحده  حتى لا تفكر بالسوء
 الى قبل المغرب بقليل دخلت الى مكتبها
جلست زينب على المقعد مُنهكه تشعر بالأرهاق الشديد هى تقريباً  منذ يومان لم تنم بدرجه كافيه. 
أغمضت عيناها لثوانى قبل أن تفتحها وهى تسمع صوت رساله آتت لهاتفها 
نظرت للهاتف بتأفُف وقامت بفتح الرساله  لم تكن غير صوره، لكن مهلاً، الصوره بها منظر مُخل لها مع ذالك الهمجى،ثم أتت عدة رسائل بصور مختلفه  
سخرت زينب  منها وقامت بأرسال رساله: 
فاشل قوى اللى عمل للصور دى فوتومونتاج، غير المصمم شكله غبى وفاشل. 
تبسم رفعت وهو يقرأ الرساله إذن الصور قد وصلت إليها، ورأتها ليرسل لها رساله أخرى. 
تنهدت زينب بزهق وفتحت تلك الرساله، لتهب واقفه، قائله: 
لأ كده كتير، كتير قوى كمان أنا هروحله بنفسى وهعرف إزاى اوقفه عند حدهّ. 
بالفعل بعد دقائق 
دخلت زينب الى  إحدى غرف الأستقبال بسرايا  الزهار
تبسم رفعت الجالس على أحد المقاعد قائلاً
ببرود: إتأخرتى خمس دقايق السكه من الوحده للسرايا متاخدش الوقت ده كله، عالعموم مش مهم، المأذون مستنى فى الصالون الكبير ومعاه والدك الأستاذ صفوت السمراوى كل شئ جاهز على إمضتك . .  
تحدثت زينب  بتعجب وقوه قائله: بابا هنا فى الصالون فين ماما، يا رفعت، عارف لو بس صابها خدش أنا مش هيكفينى فيك عمرك. 
تبسم رفعت ببرود: أهدى يا دكتوره بلاش طريقتك دى، عاوزه تشوفى ماما يبقى تمضى على كتب الكتاب، بعدها نتفاهم قبل ما تمضى على قسيمةالجواز، أنا مش هرد عليكى. 
قال رفعت هذا ونهض من مكانه وسار بضع خطوات قائلاً: على فكره أنا طلبتك من باباكى وهو قال  موافق،طالما دى رغبتك، وهومستنى  دلوقتي فى الصالون مع المأذون والشهود، وميعرفش طبعاً، عن إختفاء والدتك. 
إغتاظت زينب قائله: سهل أمضى على قسيمة الجواز، وسهل بعدها أطلق، بس صدقنى إنت الخسران،أنا مش خسرانه حاجه،مجرد ورقه تتبدل بسهوله لما أقدم دعوة خلع منك وأفضحك فى البلد قدام أهلها.
تبسم رفعت ببرود:بعد ما تمضى على قسيمة الجواز،يحلها ربنا، بلاش كلام كتير، المأذون مستنى فى الصالون الكبير يلا تعالى ورايا. 
سارت زينب خلف رفعت لو بيدها لقتلته بلا رَفة جفن لها، دخلت الى غرفة الصالون، غرفه واسعه للغايه بها أكتر من أريكه ومقاعد كثيره، رأت والدها يجلس يتحدث مع شابين رأتهم سابقاً بالوحدة ومعهم رجل ذو وقار، لابد أنه المأذون. 
تبسم رفعت قائلاً: أهى العروسه أخيراً وصلت، كان عندها شغل كتير بالوحده، وأخيراً خلصته، أتفضل يا حضرة الشيخ خد موافقتها و أعقد القران. 
نظرت زينب لوالدها الذى نهض مبتسماً يقول بلوم: 
كده يا زينب تخضينى عليكى  وتبعتى ليا رساله إنك تعبانه ومحتاجه إنى اجيلك لهنا ولما اجى الاقى رفعت الزهار فى إنتظارى ويقولى دى مزحه منكم علشان أجى وأوافق على كتب كتابكم، أنا كنت هرفض، بعد الخضه اللى إتخضيتها، بس هو قالى عامل الموضوع مفاجأة  ليكى، وصدقته لما شوفت رسالتك اللى بعتيها ليا عالموبايل كويس إنى جيت من غير ما أقول ل هاله كان زمان عقلها تار منها. 
نظرت زينب ل رفعت الذى يبتسم بزهو، راجع عقلها قول والداها عن رسالتين وصلتا له من هاتفها الذى كان مفقود، إذن هاتفها كان مع ذالك الوغد الذى نظم تلك الكذبه، إبتلعت حلقها وحاولت الثبات قائله: معليشى يا بابا، هو كل شئ جه بسرعه، وكويس إنك مقولتش ل ماما  كانت إتخضت. 
تبسم رفعت قائلاً: أظن الأوراق قدامك يا حضرة  الشيخ وافيه لكتب الكتاب والأستاذ صفوت وكيل العروسه، والعروسه نفسها حضرت، بلاش تضييع وقت لأن بعد شويه هيبدأ المعازيم فى الحضور. 
تبسم المأذون  قائلاً: تمام يلا نبدا فى عقد القران وبالرفاء والبنين،أتفضل حط إيدك فى أيد والد العروس الدكتوره،وضع رفعت يده بيد والد زينب وبدأ المأذون يتلوا تراتيل الزواج وخلفه يرد رفعت ووالداها  
الى أن
أتم المأذون  عقد القران
وقال: أتفضلى يا رفعت  بيه أمضى مكان الزوج والأستاذ رفعت يمضى مكان وكيل العروس، بالفعل مضى رفعت ثم مضى والد زينب، تبسم المأذون وقال: أتفضلى إمضى يا دكتوره ومن ثم الشهود، السيد رامى الزهار، والسيد وسيم الشامى. 
تقدمت زينب، ونظرت لوالدها الذى يبتسم لها، ثم نظرت، ل رفعت الذى يبتسم  هو الآخر لا تعرف سبب لبسمته غير أنها زهو بما ناله، لكن مهلاً هو مُخطئ فعقد القران من السهل إبداله بورقة طلاق قبل نهاية سواد الليل. 
مضت زينب  على عقد القران، ومضى وسيم ورامى كشهود، وذهبوا وباركوا، لرفعت، بينما إحتضن صفوت  زينب وهنئها قائلاً: 
كان نفسى تبقى هاله حاضره وكمان مجد أخوكى. 
تبسم رفعت قائلاً: 
إنشاء الله هنعمل حفله تانيه بحضورهم،  ممكن أخد الدكتوره خمس دقايق بس وهنرجع تانى.
تبسم صفوت له بموافقه قائلاً: خلاص مبقتش محتاج إذن هى خلاص بكتب الكتاب بقت مراتك رسمى إنتهت ولايتى عليها. 
تبسم رفعت قائلاً: حضرتك هتفضل صاحب الكلمه والأمر عليها، هما خمس دقايق  وراجعين تانى، عن إذنكم. 
مد رفعت يده ومسك يد زينب التى كادت أن تقتله لولا تحكمت بنفسها، وسارت خلفه 
دخل بها الى إحدى الغرف بالسرايا عباره عن غرفة نوم متوسطه. 
بمجرد أن دخلا الى الغرفه. 
نظرت له زينب بحده، ثم قامت بصفعه صفعه قويه
كادت نيران عيناه  تحرقها لو لا تحكم بها
قبل أن تقول له:
جوازنا بالغصب، يعنى جواز باطل، بل الورقه وأشرب ميتها عالريق
لم تشعر بعدها 
الأ أنها مُلقاه على الفراش يكتم أنفاسها بقُبلاته العنيفه، التى أدمت شفتيها
حين تركها تلتقط أنفاسها، 
تبسم وهو يراها تصارع الهواء لتتنفس وهى 
مازالت نائمه بالفراش،
بينما وهو رفع نفسه عنها قليلاً ينظر لها بزهو
قائلاً: قبل ما تتكلمى أو تمدى أيدى، أبقى أعرفى مين الى قدامك، مش أبن رضوان الزهار الى يسيب أيد تتمد عليه، أحمدى ربنا  أنك مراتى وأن ده كان ردى  
رغم أنها تتنفس بصعوبه،لكن ردت قائله:
مُغتصب حقير.
تبسم بخبث،وهو يمد يدهُ يفتح أزرار كنزتها.
وضعت يدها على يدهُ قائله برعشه:هتعمل أيه؟
شعر برعشة يدها على يدهُ
تبسم بسخريه يقول:أيد الدكتوره  بترتعش، راحت فين شراستك،مش هتنفعك شراستك معايا ،وردى على القلم،،، هو أنى هحققلك الكلمه الى قولتيها،مُغتصب،،،هغتصبك.
قال هذا وقيد يديها الأثنين،وأحكم جسدها أسفل جسدهُ،وعاد يُقبلها مره أخرى،لكن فجأه نهض عنها. 
يبتسم بسخريه قائلاً:ألبسى هدومك يا دكتوره،ماليش مزاج أغتصبك النهارده،بس ده كان مجرد درس صغير،للى يحاول يتحدى،،،،، رفعت الزهار
وأطمنى مامتك هنا فى السرايا. 
تنهدت زينب براحه قائله: والمأذون كمان أكيد لسه فى السرايا، خلينا نطلق. 
نظر لها رفعت ساخراً يبتسم وخرج دون رد
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
طرق  رفعت على باب إحدى الغرف
لم تنتظر زينب أن يسمح بالدخول وفتحت مقبض الباب ودخلت، بلهفه سُرعان ما تحكمت بها وهى ترى والداتها تجلس مع تلك الجده إنعام ومعهن محاسن وإمرأه أخرى . 
وقفت هاله مبتسمه،وحضنتها قائله: 
أخيراً جيتى من الوحده،مش مستغربه أنا متوقعه تنزلى بكره للوحده تمارسى شغلك.
تبسم رفعت ولف يدهُ حول خصرها قائلاً:لأ زينب من الليله أجازه لمدة أسبوع،مفيش خروج من السرايا.
للحظه تفاجئت و رجفت زينب من وضع رفعت يدهُ حول خصرها،ولكن تضايقت وحاولت أن تُبعد يدهُ عن خصرها،لكن هو تشبث بيدهُ على خصرها. 
تبسمت إنعام وقامت تضمها هى الأخرى قائله: 
أنا وزوزى خلاص  هنبقى مع بعض طول الوقت من أول مره شوفتك  فيها قولت هجوزك للواد... رفعت حفيدى، مفيش واحده هتعرف تربيه غيرك. 
تبسمت مُهره قائله: ليه كده بس يا مرات خالى، هو فى زى رفعت إبن أخويا، خلينى أعرف نفسى للدكتوره .. 
أنا مُهره الزهار، أبقى بنت عم والد رفعت  ، يعنى فى مقام عمته، وكمان أبقى مرات هاشم الزهار. 
قبل أن ترد زينب مصمصت إنعام شفتاها قائله بسخريه: للأسف، مش عارفه كان فين عقلك، يلا كله من قلة البخت. 
سئم وجه مُهره لكن تداركت القول وقالت: 
مبروك يا دكتوره، سمعت عنك وبصراحه كان نفسى أتعرف عليكى، ومفيش مناسبه أحلى من كده، أهلاً بيكى فى عيلة الزهار. 
رسمت زينب بسمه هذا الهمجى يضع يدهُ حول خصرها كأن يدهُ إلتصقت بخصرها، حتى حين جذبتها إنعام يدهُ لم تفارق خصرها
مدت يدها ووضعتها بيد مُهره قائله: أهلاً وسهلاً إتشرفت بحضرتك. 
تبسمت مُهره قائله: أيه حضرتك دى كمان، قوليلى، يا عمتو. 
تبسمت زينب دون رد، كل تفكيرها فى كيف تتخلص من يد ذالك الهمجى الذى لا يستحى، وهو يضع يدهُ  على خصرها أمامهن، تود الأختلاء بوالداتها ومعرفة كيف آتت هى الأخرى الى هنا وكيف تقبلت هى ووالداها، أن تتزوج من هذا الهمجى الوقح، وبالفعل آتت نجده لها 
حين دخلت إحدى الخادمات،وأقتربت من رفعت قائله بهمس: 
رفعت بيه الميكيب إرتيست وصلت وكمان الفستان وصل، وفى الاوضه اللى حضرتك قولت عليها. 
تبسم رفعت يومئ برأسه لها، ثم نظر لوالدة زينب قائلاً:  المفاجأه وصلت، ممكن يا مدام هاله أنتِ وزينب تجيوا معايا. 
تبسمت هاله قائله: بلاش مدام هاله دى، خلاص بقينا أهل ناسى أنى حماتك، قولى يا طنط،ويلا بينا عاوزه أشوف المفاجأة. 
تبسم رفعت لها بود، وسحب زينب معه لتسير لجوارهُ، وأمامهم هاله. 
حين خرجت زينب من الغرفه إقتربت من أذنهُ هامسه: شيل أيدك من على وسطى لأحسن هكسرهالك، وبطل وقاحتك دى، متفكرش الشو ده هيدخل عليا، أنا مش عارفه إنت إزاى أقنعت ماما وبابا، يوافقوا عليك ويرحبوا بالشكل ده، أكيد خدعتهم، ببرودك بس إستنى عليا، بقى كتبت مؤخر الجواز مليون جنيه، أنا هخليك تدفعهم قبل من شهر. 
تبسم رفعت ببرود هامساً بأذنها: هنشوف و أهو الغلابه يستفادوا بالمبلغ. 
وبالفعل ترك خصرها،ليفتح إحدى الغرف،
دخلت اولاً هاله التى سعدت كثيراً،ثم دخلت خلفها زينب التى تعجبت،وهى ترى بالغرفه 
فتاة وهنالك فستان ليس زفاف،ولكن يشبه فستان الزفاف بلون أبيض يميل لزُرقة امواج البحر،لامع وبه بعض التطريز الأمع رائع التصميم، كما أنه لديه حجاب من نفس لونه ونفس التطريز تقريباًً، لا تنكر ذوق الفستان، لكن صمتت حين تحدثت والداتها قائله: 
ذوق الفستان شيك قوى وبسيط مش مبهرج، أنتم كنتم عاملين حساب كل حاجه، وكانت مفاجأه حلوه قوى. 
تبسم رفعت يقول: بصراحه الفستان كان مشاركه بينى وبين زوزى إختارناه سوا من موقع عالنت، بس أكيد هيبقى أجمل لما زوزى تلبسه، هستأذن أنا علشان أجهز وكمان تلحق الوقت خلاص المغرب آذن وشويه والمعازيم هيبداوا يحضروا. 
تبسمت هاله قائله: كانت فكره حلوه منك إنك تقعد إنت بين الرجاله فى الصوان اللى فى الجنينه، والستات تقعد هنا فى السرايا. 
تبسم رفعت  يقول: بصراحه مش فكرتى، دى فكرة زوزى، عن إذنكم.
قال رفعت هذا وغادر الغرفه، سريعاً، يعلم أنه لو بقي بالغرفه أكثر من هذا ستفسد زينب كل شئ خطط له. 
بينما زينب همست بغيظ:  
زوزى!
أغتاظت زينب من تلك الكلمه،ولكن إقتربت منها تلك الفتاه التى كانت بالغرفه قائله:
إتفضلى ألبسى الفستان،علشان نلحق نعمل الميكب،الوقت خلاص قذف.
تنهدت زينب قائله:تمام ممكن تسيبنى انا وماما لخمس دقايق من فضلك.
زفرت الفتاه قائله:تمام،بس مش أكتر من خمس دقايق.
امائت لها زينب برأسها.
خرجت الفتاه،وأغلقت خلفها الباب.
نظرت زينب لوالداتها قائله بأستفسار:
بابا قالى أن فى حد إتصل عليه وقاله إنى تعبانه ومحتاجه له ولما جه لهنا قابل زفت قصدى،رفعت،وطلبنى منه وانا بعت له رساله عالموبايل انى موافقه،وحضرتك جيتى إزاى،بقى لهنا.
ردت هاله:نفس اللى حصل مع باباكى انا كنت فى شركة التامينات وجالى رساله منك إنك تعبانه بس باعته ليا عربيه تحت شركة التامينات علشان اوصل ليكى بسرعه ركبتها ولما وصلت لهنا لقيت رفعت بيقولى إن ده كان فخ بينك وبينه علشان تجيبنى انا وباباكِ هنا،ولما بعت لموبايلك رساله قولتليى موافقه،وقعدت شويه مع الست إنعام وبعدها جت مدام مُهره قعدنا مع بعض،ناس تدخل القلب من أول ما تشوفيها.
تنهدت زينب ثم زفرت نفسها قائله:يعنى أنا موبايلى كان النهارده،واخد دور الخاطبه،
وحضرتك إنتِ وبابا  اول ما رفعت قالكم إننا هنتجوز،وافقتوا ورحبتوا بالأمر هو انا بلوه بتخلصوا منها بسهوله كده.
تبسمت هاله قائله:لا يا حبيبتى،إنتى عارفه إنى أنا وبابا قد أيه بنحبك وبنثق فى قراراتك،وبعدين ناسيه إنك جيبتينا قبل كده بنفس الطريقه لما كنتى هتكتبى كتابك مع سميح،بس فرق كبير،سميح انا عمرى ما إرتاحت لا له ولا لأهله،إنما العكس مع رفعت،ده يدخل القلب،وشخصيه قويه،وأهله ناس عسل وكفايه مش هيبقى ليكى حما،أبوه وأمه ميتين،مفيش غير الست إنعام دى وشكلها كده بتغيب،دى كل شويه تسألنى إنتى مين،بس إفتكرتك أول ما دخلتى.
تعجبت زينب قائله:وهى الأسباب دى اللى خلاتكم توافقوا على الجوازه دى،مفيش أى شئ غريب،لفت نظركم،إن تليفونى مثلاً يكون ضايع،وأن مش أنا اللى برد عليكم.
ردت هاله ببساطه وهى تتصل على هاتف زينب التى سمعت رنينه معها :ما موبايلك بيرن فى جيبك أهو،ضايع فين بقى ،وبعدين بطلى رغى وتضييع وقت،يلا أدخلى خدى شاور دافى كده عالسريع علشان تحسى بانتعاش،وأنا والميكب أرتيست هنخليكى قمرايه،مع إنك قمرايه،بس رفعت بقى قال ان حفله الستات هتبقى لوحدها والرجاله لوحدهم،بس علشان خاطر خطيبة أخوه يا حرام بيقول فى المستشفى وإتزحلقت على سلم بيتهم وقال إنهم كمان كانوا هيتجوزوا معاكم بس الظروف بقى،ولازم يراعى مشاعر أخوه.
تعجبت زينب قائله: كمان حكالكم على خطيبة أخوه،يا سلام رفعت ده ساحر.  
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت من  عقد القران
بسرايا الزهار  
بمكان واسع وكبير جوارمضمار الخيل 
كان صوان كبير للرجال 
فكان المدعوين ما بين كبار رجال البلده وبعض رجال السياسه بالمحافظة  ، ورجال الاعمال وبعض الضيوف المُهمين
كان رفعت يجلس يرتدى بذه رسميه بماركه شهيره، يضع فوق كتفيه تلك العباءه العربيه المُطرزه بخيوط الذهب من على الكمين ومن الأمام، كان صاحب هيبه وحضور طاغى، حقاً عريس يليق بأسم الزهار الكبير فى سوق الخيول
كان يجلس على يمينه وسيم وعلى اليسار رامى الذى نحى مشاعره كعاشق إختار القدر الا يجتمع مع عشيقتهُ الليله تأجل الوقت،لكن كان سعيد بزواج أخيه،فرُبَ ضرةٍ نافعه،تأجيل زواجه جعلهُ يرى أخيه الذى كان يرفض الزواج... هو العريس
كانت البسمه تزين وجوه الثلاثة فرسان،يلتقون التهانى ويرحبون بالمدعوين،الى أن دخل هذان الأخوين الى المكان.
كان رفعت شارد كيف سيتعامل مع تلك الشرسه ولما فعل كل هذا بهذا الوقت الصغير مسافة ساعات،لو أحداً قال له صباحاً مساءً سيكون عُرسك ليلاً  لقال له أجُننت،هو حقاً،جُن من أفعال تلك الشرسه،لكن هو روض مُهرات وخيول، كان من الصعب التعامل مع شراستها،وتلك لن تكون أكثر جموح منهم  
تبسم وهو يتذكر رجفتها حين وضع يدهُ حول خصرها، لكن 
عاد من شروده على قول رامى له: 
رفعت شوف مين اللى حضروا، ربنا يستر، هاشم وهشام مع بعض. 
تبسّم  رفعت بزهو قائلاً يا مرحب بيهم. 
تعجب رامى وكذالك وسيم 
وقفوا يستقبلوهما، 
مد هشام الزهار، يده أولا يصافح وسيم ثم رفعت ثم رامى، كذالك فعل هاشم، رغم تحفظ رفعت لكن صافحه، وضغط بقوه على يدهُ مرحباً بفتور خفي: 
أهلا وسهلا بكبار عيلة الزهار. 
تبسم هشام قائلاً: ويا ترى بقى إحنا كبار عيلة الزهار، قيمه ولا سن؟ 
رد رامى: متفرقش، ياهشام باشا، أهلاً نورتوا الفرح. 
تحدث هاشم قائلاً: غريبه إزاى الفرح هيكمل والعروسه أعتقد لسه فى الوحده، غير فين صفوان المنسى مش باين فى المكان. 
رد وسيم: ما هو فرح رامى  إتأجل على العروسه ما تشد حيلها إحنا فى فرح رفعت. 
تعجب هاشم وهشام بالأكثر، وقال: فرح مين!؟ 
رفعت هيتجوز.! 
رد رفعت: وليه متجوزش ناقص ولا عندى عِله تمنع جوازى، ياااا هشام باشا. 
تنحنح هشام قائلاً: لأ أبداً  محدش يقدر يقول  كده، بس إستغربت، ويا ترى مين سعيدة الحظ اللى فازت بفارس عيلة الزهار. 
نظر رفعت لوجه هاشم وقال: 
معتقدش إنت هتعرف مين سعيدة الحظ، لكن هاشم الزهار، أكيد هيعرفها، سعيدة  الحظ هى.... الدكتوره زينب السمراوى، حتى والداها هنا وكان جانبى من شويه، بس بيرد على تليفونه وراجع تانى. 
صدمه، لا بل صاعقه سمعها هاشم، أصمته، لدقيقه، تلجم لسانهُ، كيف حدث هذا، كيف سبقه ونال الطبيبه. 
تبسم رفعت على قسمات وجه هاشم التى تغيرت بوضوح، ظهر عليها الغلول، لكن تدارك هاشم قائلاً: 
مش غريبه إنك تتجوز إنت والدكتوره فى يوم وليله كده. 
رد رفعت بثقه: مش غريبه  ولا حاجه  الحب مش محتاج لوقت طويل، أنا والدكتوره من أول ما شوفنا بعض، ربنا زرع فى قلوبنا ود ووفاق لبعضنا، وطلبت إيديها من والداها  وهو وافق على موافقتها، وكنت ناوى أعملها مفاجأة  فى فرح رامى، بس للأسف إنت عارف،اللى حصل لعروسة رامى، قولت يمكن دى إشاره من ربنا، إنى أسبق رامى وأتجوز قبلهُ. 
تبسم رامى، كذالك تبسم وسيم وقال: فعلاً النصيب بينادى صاحبه، وده اللى حصل،إن الدكتوره تجى لهنا علشان تتقابل هى ورفعت وتكون من نصيبه.
نظر هاشم لثلاثتهم،لديه غِل كافى،بأحراق هؤلاء الثلاث الآن،كيف إتحدوا،وتوافقوا مع بعضهم،رجوعهم الثلاث الى البلده له تاثير عليه،وعلى قوته السابقه،كان هو صاحب الكلمه،لكن منذ عودة رفعت ورامى منذ سبع سنوات،تقاسمت ليس فقط البلده ولا المحافظه أعجابها وتحيُزها ما بينه وبين رفعت وظلهُ رامى، والآن عاد هذا الثالث منحاز معهم، كيف يستطيع أن يسترد مكانته بالبلده والمحافظه، بل بسوق الخيول بأكمله فالثلاث لديه خبره كافيه بالخيول وكيفية التعامل معها،لابد من وقوع ذريعه بين هؤلاء الثلاث،فكما يقول المثل
"فرق تسود" 
٠٠~~~~~٠٠٠٠٠٠٠
بعد وقت إنتهى حفل الزفاف
دخل رفعت بصحبة رامى  ووسيم الى داخل السرايا، فلقد إنفضت النساء أيضاً، لكن بردهة السرايا 
تحدث رامى قائلاً: انا مستغرب، إنت اول مره تمد إيدك وتسلم على هاشم الزهار مع إنه سبق ومد أيده لك يوم زفاف ابن النائب، وإنت إتجاهلت مدة إيده، ورميت العصايه عليه. 
رد رفعت ببساطه: 
تعرف المثل اللى بيقول
(إن جالك عدوك دارك خاويه، وإن قابلك فى الخلا خاليه) 
وكمان انا ناوى أغسل أيدى بدييول أطهرها. 
تبسم رامى ووسيم الذى قال: 
ها يا كبير ناوى تشرفنا الليله مع الدكتوره. 
تبسم رفعت قائلاً: الدكتوره لو قربت منها الليله  دى بعد اللى عملناه، مش بعيد تقروا الفاتحه عليا قبل الفجر. 
تبسم رامى قائلاً: كبير عيلة الزهار خايف من ست، عيب عليك إنت لفيت أبوها وامها فى دقايق وأقنعتهم بجوازك من بنتهم، هتقف هى قدامك،لو مش عارف خفاياك كنت قولت سلام يا رجوله. 
تبسم  رفعت قائلاً: لأ متخافش الرجوله موجوده، بس أنا لسا قدامى هدف عاوز أوصله، مش عاوز أموت الليله على إيد الدكتوره. 
تبسم وسيم ورامى وهما يدخلان خلف رفعت الى غرفة الصالون الكبيره. 
توقف رفعت يخفُق قلبه بشده وهو يرى تلك الأميره البديعة الجمال، القليل من مساحيق الجمال أعطت لها توهج آخاذ، كذبوا حين وصفوا أميرات الخيال، فتلك تفوقهن جمال وفتنه، بثوبها الذى يشبه أمواج البحر من بعيد، هى لا وصف يكفيها حقها. 
تدارك رفعت نفسه ودخل مبتسماً. 
إقترب صفوت من زينب  وقام بجذبها من يدها للسير معه، وتوقف أمام رفعت ومد يد زينب له قائلاً: بسلمك بنتى، أوعدنى أنك تصون الأمانه. 
مسك رفعت يد زينب  وإنحنى يُقبل جبينها، ثم نظر لصفوت قائلاً: أمانتك فى رقابتى. 
رأت زينب نظرات الثقه من والداها لرفعت كم ودت أن تصفعه أمامهم قائله: هذا الكاذب يخدعكم، هى وافقت على ذالك الزواج، بالأجبار والمساومه منه، لكن يبدوا أن لديه طريقه  فى أقناع من أمامه، بتمثيل الرجوله والشجاعه، لكن لن يدوم ذالك كثيراً، ستظهر حقيقته عاجلاً أو آجلاً، ووقتها لن تشفع له أمامهم تلك الشجاعه الكاذبه. 
أتت الجده إنعام وشدت يد  زينب من يد رفعت قائله: 
زوزى هتنام معايا الليله. 
تعجب الجميع وقالت مُهره: جرى ايه يا مرات خالى، إنت عارفه إن الليله دخلة رفعت والدكتوره. 
ردت إنعام بتصميم: وماله بكره الليالى جايه كتير، انا قولت زوزى هتنام فى حضنى الليله، يعنى هتنام فى حضنى، ومفيش إعتراض. 
تبسمت زينب بمكر قائله: 
وأنا مقدرش منفذش طلب لتيتا هو أنا أطول أنام جنب تيتا  إنعام الجميله. 
تبسمت إنعام قائله: حلوه تيتا منك مش زى الجلنفات اللى بيقولولى يا جدتى، يلا يا بسكوتى، أنا  حاسه إن دماغى من السهر خلاص قربت تهنج. 
تبسمت زينب وسارت جوار إنعام تبتسم بانتصار، لكن قبل ذالك همست فى إذن رفعت قائله بتشفى: تصبح على خير، يارفعت يازهار..... عدت الليله وأنا مش مراتك. 
تعجب الجميع  ولكن سُرعان ما إبتسموا الأ رفعت الذى كان يود الأختلاء، بزينب الليله، ليس كزوجه، بل كان يريد فقط قُربها والشعور بانفاسها قريبه منه. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باستطبل هاشم. 
كان صدى صهيل ذالك الجواد القوى، يرج االاستطبل ، كان العامل بالخارج يسمع صوت الجلدات عليه، للحظه فكر بالدخول للأستطبل ومنع هاشم من جلده، لكن خاف، أن يترك الجواد ويجلده هو، 
كان يجلد الجواد يزيد فى جلده بقسوه حين ياتى الى خياله تلك الطبيه يتراقص طيفها، وهى تشاطر رفعت الفراش، يتخيلها معه تتطارحه الغرام، يُقبلها يتمتع بها بين يديه، نيران تسحق قلبه، كيف ومتى أُعجبت الطبيبه برفعت، لا ليست فقط أُعجبت  به بل تزوجته، بهذه السرعه، كيف فاز رفعت، بتلك الطبيبه، كيف وصل إليها قبله، كان هناك خطوه واحده بينه وبين الطبيبه، لكن إختطفها رفعت، قنصاً منه، صهيل الجواد يصرخ بالأستطبل كانه يطلب الرحمه، لكن يطلبها من من من قلب تجرد من الأنسانيه، قلب حقود، كل ما يريده بالحياه هو الحصول على ما تشتهى نفسه من ملذات حتى لو كانت على حساب تحطيم غيرهُ...... 
لكن فجأه شعر بألم بيدهُ وجثى على رسغيه يلهث، حتى أن الجواد كاد أن يدهسه، وهو يتحرك لكن تفادى ذالك وإبتعد عنه، لكن دهس إحدى يديه، ليصرخ هو من شدة الآلم. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليونان
فتاه تستمتع مع شاب بالقُبلات الحراقه، ليس هذا فقط بل تشاركه الفراش، بمهاره
قطع وصلة الغرام، صوت ذالك الهاتف الذى لا يكف عن الرنين. 
أبتعدت عن من معها بالفراش، وجذبت ذالك الهاتف، وأجابت وهى نائمه بتذمر قائله باليونانيه: 
دادى... ده وقت إتصالك عليا، ألا تعلم فرق التوقيت. 
رد عليها باليونانيه أيضاً: ليس هناك بين مصر واليونان فرق توقيت نحن بنفس التوقيت "ريما"، إتصلت عليكى  لشآن هام لا يؤجل للصباح.
تأففت ريما قائله:وما هو هذا الآمر الخطير الذى لا ينتظر الى الصباح،دادى.
رد هشام:الآمر يخُص رفعت،لقد تزوج رفعت الليله.
أعتدلت ريما وقالت بالعربى:قولت أيه رفعت إتجوز الليله،إزاى مش كنت بتقول،رامى هو اللى هيتجوز. 
رد هشام: لما سألته قال أنه كان عاملها مفاجأة.
ردت ريما بغيره وإستقلال: شكلها ايه اللى إتجوزها رفعت دى، أحلى منى؟
رد هشام:أنا مشوفتهاش،بس لما سألت هاشم عليها مردش عليا وكان مضايق حتى مرجعش معايا للبيت،راح للاستطبل،بس حتى لو أنتى أحلى منها هى أصبحت مراته رسمى.
ردت ريما بثقه:متقلقش دادى، هنزل لمصر قريب بعد ما  أرتب أمورى هنا،ووقتها،رفعت هو اللى هيسيب الجربوعه اللى أتجوزها، إنت عارف مكانتى عند رفعت،جوازه من البنت دى مش أكتر من نزوه. 
رد هشام بلوم: قولتلك قبل كده، رفعت صعب تتوقعى أفعاله، الليله سلم على هاشم، بعد ما كان حتى مش بيقبل بيص فى وشه، حاولى ترتبى أمورك وتنزلى مصر فى اقرب وقت، إفرضى البنت اللى إتجوزها دى، بقت حامل منه وقتها هيبقى صعب يتخلى عنها، كمان سمعت إنها دكتوره، يعنى مش مجرد بنت عاديه. 
ردت ريما: خلاص، يا دادى قولتلك فى اقرب وقت هنزل مصر، يلا باي. 
اغلقت ريما الهاتف، ونهضت من الفراش وتركت الآخر،وإرتدت مئزر خفيف على جسدها ، وذهبت الى ذالك البار الذى بالغرفه وملئت كأس وأخذت معها زجاجة الخمر، وأخذته وإتجهت الى شُرفة الغرفه، نهض خلفها الشاب، وأخذ هو الآخر كأس  من زجاجه أخرى، وذهب الى خلفها بالشُرفه وازاح ذالك المئزر عن كتفها قليلاً  وقَبله قائلاً: 
ما بيكى ريما كنتى تستمتعين معى، ماذا سمعتى بالهاتف. 
إبتعدت ريما عنه قائله: لا شئ فابيو 
فقط أرادت إحتساء كأس وتدخين سيجاره، من فضلك أتركنى وحدى. 
رغم تعجب فابيو لكن تركها وعاد مره أخرى لداخل الغرفه، بينما هى تجرعت الكأس مره واحده، وليس هذا فقط، بدأت فى إلاحتساء
من الزجاجه نفسها،تنعى خيبتها برفعت كيف تزوج بغيرها الآن،عليها العوده لاسترداده مره أخرى،صور لها عقلها أنها مازال يهواها،وتلك هى نقطتها الرابحه،أمام الآخرى.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار.
تسحب رفعت الى غرفة جدته وفتح الباب بشويش،ودخل الى الغرفه.
تبسم حين رأى زينب تنام على إحدى يدي جدته،تبدوان وهن نائمتان ك جده وحفيدتها،أعادت لذاكرته ذكرى قديمه،حين كانت جدته تأخذ أخته،تنام معها بغرفتها حين كانوا بزيارتهم لها بالاسكندرية وهم صغار،ما الذى،بزينب يشد جدته إليها،تلك الشامه التى بيدها مثل التى كانت بيد (رحمه) هذا فقط وجه الشبه بينهم،ربما أن زينب بنفس عُمر رحمه،أو أصغر منها ببضع أشهر،ربما.
تبسم وهو يرى جدته تشد الغطاء على زينب وهى ناعِسه،
تعجب كيف نامت زينب،بتلك الراحه،هو توقع أن يُجافيها النوم،لكن هى ناعِسه بهدوء وبوجه بشوش. 
تنهد مبتسماً يقول: وكيف لا تنام بسهوله، وهى ليس هناك ما يُشغل بالها، ولا يؤرق ضميرها، فمن مدة معرفتهُ بها القليله، هى شجاعه بالحق، تريد الخير للأخرون الضعفاء المحتاجين، تبسم وقال: 
تشبهين روبين هود، لكن لا يوجد مكان للأبطال الآن. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
سطعت شمس جديده. 
بسرايا الزهار
فى حوالى السابعه صباحاً. 
شعرت زينب بالصجر هى تلازم تلك الغرفه منذ ليلة أمس هى من أختارت المبيت فيها، تعجبت من ترك رفعت لها، حتى أنه لم يعارضها، وتركها تنام بغرفه مُستقله عنه، من الجيد أنه تجنبها، بعدما ترك والدايها السرايا وعادوا للقاهره، لم تخرج من تلك الغرفه سوا للمكوث قليلاً مع الجده إنعام التى تحكى لها حكايه واحده، هى حكاية زواجها من ذالك الفلاح الذى راها على أحد شواطئ الاسكندريه وتزوجها وانجبا فتاه واحده، هى والدة ذالك الهمجى، ثم يعود عقلها يُغيب مره أخرى، حتى أنها تتناول الطعام بتلك الغرفه وحدها، 
سئمت ذالك، لابد أن تعود لعملها بالوحده مره أخرى، 
ذهبت الى الحمام المرافق للغرفه وأخذت حماماً دافئاً ثم خرجت، فتحت تلك العلبه الصغيره ووضعت إحدى العلكات المُنكهه بالقرنفل بفمها، وبدأت تمضغها وهى تمشط شعرها، ثم ذهبت الى الدولاب وفتحته، لم يُعجبها شئ من تلك الملابس  الموضوعه بالدولاب، فذهبت الى تلك الحقيبه التى أتصلت على صفاء وطلبت منها أن تأتى لها بها من السكن المرافق للوحده، وبالفعل آتت بها، فتحت الحقيبه واخرجت ملابس خاصه بها، وأرتدت، بلوزه من الحرير بنفسجية اللون، وبنطال جينز أسود، وأرتدت معطف من اللون الرمادى فوقهم وخرجت من الغرفه وإتجهت الى بوابة السرايا.
وقفت أمام أحد الحراس وقالت له: 
إفتح البوابه. 
تحدث الحارس، بأحترام: متأسف يا دكتوره عندى اوامر من رفعت بيه إنى مفتحش البوابه لحضرتك. 
تعجبت زينب قائله: قصدك ايه، يعنى انا محبوسه هنا، لأ بقى كده كتير، بقولك إفتح أحسنلك. 
رد الحارس: متآسف يا دكتوره، رفعت بيه لسه فى السرايا تقدرى حضرتك تخليه يأمرنا نفتح البوابه، لكن من غير أمره متأسف. 
تضايقت زينب بشده قائله بتوعد: ماشى يا همجى مفكر لما تأمرهم عالبوابه ميفتحوش البوابه ليا، بكده، هتفرض سيطرتك عليا، بس انا هوريك ، بس الصبر. 
تحدثت زينب بضيق قائله: وفين رفعت ده دلوقتي. 
رد الحارس: معرفش يا دكتوره، إسألى الشغالين اللى جوه السرايا 
بالفعل
دخلت زينب الى داخل السرايا، بضيق 
قابلت إحدى الخادمات قالت لها بضيق: 
فين زفت، قصدى فين رفعت؟ 
ردت الخادمه: رفعت بيه فى البيسين. 
ردت زينب بضيق قائله: فين البيسين ده كمان، ما أنا حاسه إنى زى اللى وقع فى حِصن معرفش اوله من آخره. 
أشارت لها الخادمه عن مكان حمام السباحه، 
ذهبت زينب للمكان ودخلت، رأت غرفه واسعه مُغلقه بها مغطس كبير.، 
نظرت الى المغطس، رأت رفعت يعوم على ظهره 
تبسم حين رأها فهى تبدوا بوضوح أنها غاضبه. 
تحدث هو أولاً: صباح الخير. 
ردت زينب: ليه مانع حرس البوابه إن يخرجنى من هنا، عاوزه أروح الوحده. 
تبسم رفعت قائلاً: عاوزه تروحى للوحده بعد يومين من جوازنا عاوزهم يقولوا عليا أيه فى البلد؟ 
نظرت له قائله: يقولوا اللى يقولوه ميهمنيش، إنت عارف حقيقة جوازنا إنها كذبه بالغصب، إتصل على حارس البوابة  خليه يفتحلى البوابة. 
تبسم رفعت ماكراً: طب ممكن تناولينى الفوطه اللى عالشيزلونج اللى عندك ده. 
ردت زينب بغيظ: إطلع من الميه خدها بنفسك. 
تبسم رفعت قائلاً: 
مش هينفع أطلع من الميه، لأنى مش لابس أى هدوم، عالعموم ممكن أطلع عادى. 
نظرت له زينب بغيط قائله: 
تمام هجيبهالك. 
أخذت زينب المنشفه، وإقتربت من المغطس
ومدت يدها بالمنشفه قائله: 
إتفضل الفوطه أهى وإطلع كلم الحيوان اللى عالبوابه خليه يسيبنى أخرج. 
مد رفعت يده لكن لم يأخذ المنشفه، مسك معصم زينب وجذبها بقوته، ليختل توازنها وتسقط فى مياه المغطس. 
أخرجت زينب وجهها من الماء تستنشق الهواء، لدقيقه الى أن قدرت على الحديث، ضربت المياه بيدها قائله: بعصبيه همجى حقير، إفرض مش بعرف أعوم وغرقت. 
تبسم رفعت وهو يقترب منها قائلاً: كنت هنقذك طبعاً. 
نظرت له زينب بعصبيه قائله: بطل طريقتك الهمجيه دى معايا، بقولك، عاوزه أخرج من هنا إتخنقت. 
تبسم رفعت  وهو يقترب من زينب أكثر قائلاً  بوقاحه: بقى، يا زوزى فى عروسه كانت دخلتها من يومين، وعاوزها تخرج تروح الوحده، تشتغل قدام الناس، يقولوا عليا أيه، مش قايم بالواجب مع مراتى. 
نظرت زينب  له قائله: بطل وقاحتك دى بقولك، وخليهم يسبونى أخرج من هنا، بدل ما أنط من على السور. 
ضحك رفعت وأصبح لا يفصله عن زينب، شئ، إقترب من أذنها هامساً: قرنفل. 
تعجبت زينب قائله: أيه قرنفل ده! 
نظر رفعت لشفاه زينب  قائلاً: طعم شفايفك قرنفل، قال هذا وجذبها من رأسها يُقبل شفاها.
تفاجئت زينب بذالك فى البدايه، ولكن ما هى الأ ثوانى، قامت بدفع رفعت، ليبتعد عن شفتاها
إستنشقت الهواء قائله: همجى بأى حق بتبوسنى، آخر مره هسمحلك تقرب منى، بعد كده هيكون ليا، رد تانى. 
تبسم رفعت يقول: ويا ترى أيه هو الرد التانى ده عاوز أعرفة ودلوقتى. 
قال رفعت هذا وجذبها مره أخرى سريعاً وعاود تقبيلها، ومسك يديها التى تحاول إبعادهُ عنها، ثم ترك إحدى يديها وجذبها من خصرها وقربها بشده منه ولم يكتفى بهذا، بل مد يدهُ أزاح ذالك الحجاب من على رأسها وأسدل شعرها خلف ظهرها، وثم ترك يدها الأخرى، وبدأ فى فتح أزرار كنزتها، 
بينما زينب كأن قُبلاته خدرتها لدقائق، لم تفيق سوى على صوت من خلف ظهر رفعت الذى بمجرد أن سمع صوت رامى، وقف ثابتاً بجسدهُ يُخفى جسد زينب أمامه. 
بينما شعر رامى بالحرج، وقال: آسف، مكنتش أعرف إن زينب معاك هنا، أنا كنت جاى أقولك إن عمتى مُهره هنا فى  السرايا.
أشار رفعت،بأصابعه لرامى دون حديث
لينصرف،رامى سريعاً.
بينما زينب تشعر بالغضب،كيف سمحت لذالك الهمجى أن يتعامل معها بتلك الطريقه الحميميه،
فقامت بضربه بيدها فى منتصف بطنه قائله:إبعد عنى يا همجى،وبعد كده متقربش منى خالص،واوعى من وشى خليني أطلع من الميه،كفايه قلة أدب.
تبسم رفعت وإبتعد قليلا وترك زينب التى خرجت من الماء ثم خرج خلفها،يقول بوقاحه:عاوزه توصليلى إن بوستى ليكى مكنتش عجباكى،وإنك تتمنى بوسه تانيه.
إستدارت زينب له وكادت تصفعه،لكن رفعت مسك معصمها بقوه قائلاً بحِده قليلاً:
قولتلك قبل كده مفيش إيد تتمد على رفعت الزهار،وإن كنت سامحت مره مش هسامح تانى،مفهوم. 
ردت زينب قائله:مش مفهوم وسيب أيدى وخلى الحرس يفتحولى البوابه.
رد رفعت،وهو يجذبها للسير معه قائلا: هنا أوامرى أنا  بس  اللى بتتنفذ،ومفيش خروج من السرايا غير بعد أسبوع.
شهقت زينب قائله بتحدى:ده فى أحلامك،أنا محدش يقدر يتحكم فيا.
رد رفعت:أنا أقدر أتحكم فى كل شئ يخصك،ناسيه إنى جوزك،وكلك ملكى.
ردت زينب بتهكم:إنت صدقت اللعبه ولا أيه،أنت لو آخر راجل فى الدنيا مستحيل أكون مراته حقيقى، خلينا ننهى اللعبه دى، ونخلص. 
قهقه رفعت بسخريه: مين اللى قالك  إن جوازنا لعبه،جوازنا حقيقه،وأوعدك فى أقرب وقت أجيبك تحتى،وآخد حقى الشرعى وبمزاجك.
قهقهت زينب بسخريه قائله:إبقى أتغطى كويس،وسيب أيدى.
تبسم رفعت بتوعد دون رد على سخريتها،لكن قال:
تعالى معايا من هنا فى سلم بيطلع على الدور التانى للسرايا،وبلاش تطلعي من الباب ده علشان محدش يشوفك وهدومك لازقه فى جسمك بالشكل ده ومحدده معالم الأنوثه لعقل خالى من الأنوثه.
نظرت له زينب بسُحق على فظاظته وسارت معه،وصعدوا الى الدور الثانى عبر ذالك السلم 
دخلت زينب الى الغرفه التى تمكث بها،وقفت بعصبيه تنزع تلك الملابس عن جسدها،وتُلقيها أرضاً،تود الفتك بذالك الهمجى الذى يفرض تحكُماته ووقاحته عليها،إقتربت من المرآه، ونظرت الى شفاها وضعت ظهر كف يدها تمسحها بقوه قائله: 
همجى حقير. 
لكن أتى صوت من خلف باب الغرفه قائلاً: زينب إن كنتى غيرتى هدومك خلينا ننزل. 
تعجبت زينب قائله: لحق يلبس هدومه ده إمتى، ردت زينب بحِده: مش نازله، إنزل لوحدك. 
تحدث رفعت قائلاً: إخلصى يا زينب  وخلينا ننزل نستقبل عمتى هى جايه تصبح  علينا. 
ردت زينب بحِده أقوى: قولتلك مش نازله، غور لوحدك. 
فتح رفعت الباب فجأه قائلاً: 
قولت...... 
توقف رفعت عن الحديث ونظر الى زينب الواقفه أمامه شبه عاريه يستر جسدها فقط بعض ملابسها الداخليه. 
شُرعان ما جرت زينب وشدت غطاء الفراش ولفته على جسدها، يسترها من رأسها الى إخمس أصابع قدميها، وقالت بغضب: 
ايه دخلك لاوضتى بدون إستئذان، إتفضل إطلع بره، هلبس هدومى وأحصلك. 
رد رفعت بهدوء عكسى: تمام أنا هستناكى قدام الباب، بس ياريت تلبسى هدوم شيك بلاش لبس البوابين بتاعك ده، عنده إستاند كامل فى الدولاب فيه هدوم شيك وعصريه ومُريحه. 
فتحت زينب شفاها بسخريه. 
تبسم رفعت وخرج من الغرفه، وأغلق خلفه الباب، وقف على جانب الباب، وضم جسدهُ للحائط يتنهد، وأغمض عيناه، بطوق، لا يعرف لما تبرجل ليس عقله، فقط حين رأى زينب شبه عاريه، كم ود أن يجذبها ويقبل كل إنش بجسدها يدمغه ببصمات يديه وشفاه، لكن فتح عيناه على صوت زينب 
التى قالت: 
خلينا ننزل نستقبل  ضيفتك، وبعدها ليا تصرف تانى، على همجيتك. 
تبسم رفعت وهو يرى زينب فعلت عكس ما قال، هى إرتدت ملابس من ملابسها  القديمه، لكن لا يهم. 
بعد دقيقه، دخل رفعت الى غرفة الصالون، يقول: عمتى مُهره الجميله. 
تبسمت له مُهره وهو ينحنى يُقبل يدها قائله: بطل حركاتك دى لا الجميله اللى وراك تزعل منك. 
تبسم رفعت يقول: لأ إطمنى زوزى عارفه إنك أختى الكبيره. 
تبسمت مُهره قائله: أنا جايه أصبح على زوزى الجميله، مرات إبن أخويا، وكمان أقولها، لو زعلتها تقولى، وشوف انا هعمل فيك ايه وقتها أقل ما فيها هزعل منك. 
تبسم رفعت قائلا: مقدرش على زعل عمتى مُهره.
بينما زينب تعجبت من حديث رفعت الراقى مع عمته،بينما هو معها منذ اول لقاء أظهر همجيته.
جلس ثلاثتهم يتحدثون معاً لمده،الى أن دخل،رامى قائلاً: أنا جاهز يا عمتى،يلا علشان نزور مروه بالوحده.
نهضت مُهره وهى تنظر لزينب قائله: أنا إرتاحت للحديث معاكى جداً، وبتمنى لقائنا ده يتكرر، هستنى تشرفينى فى بيتى.
قبل أن ترد زينب رد رفعت بحسم:
لأ،تقدرى تقابلى زينب فى أى مكان ماعدا بيت هاشم الزهار.
شعرت مُهره ببعض السوء وقالت:تمام أنا أخدت رقم زينب وبعد كده هتفق معاها  ، نتقابل، يلا سلامُ عليكم، كمان زيارة العرسان لازم تكون خفيفه، ربنا يهنيكم ويرزقكم الذريه الصالحه. 
تبسم رفعت، بينما سخرت زينب بين نفسها لكن تعجبت لما قال رفعت  هذا ولما لم تعقب مُهره  على ذالك، ما السر بينه وبين هاشم الزهار. 
غادرت مُهره، بينما نظرت زينب، ل رفعت الذى قال: أنا رايح إستطبل الخيل، لو تحبى تجى معايا، تتفرحى عالخيل. 
ردت زينب: مع إنى عمرى ما ركبت خيل غير مره واحده، بس معنديش مانع أهوعالاقل أتنفس هوا، بعيد عن الحِصن ده. 
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بالوحده الصحيه. 
دخل رامى ومعه مُهره  التى قالت: 
انا عارفه إنى إتأخرت فى الزياره، معليشى. 
تبسمت فاديه قائله: لأ أبداً  ، شرفتينا وكفايه سؤالك كل يوم بالتليفون. 
تبسمت مُهره  قائله: لأ ده أقل من الواجب، مروه تبقى خطيبة رامى، ورامى زى وسيم إبن أختى، بتمنى ربنا يشفيها بسرعه يارب. 
تبسمت فاديه لها، وآمنت على دعائها. 
بينما رامى  كانت عيناه تنظر لمروه بنظرات عشق مُغلف بقسوه زائفه،يتوجع قلبه من رؤيتها ترقد بهذا الشكل فى الفراش.
........ 
بينما بأحد أروقة الوحده 
كانت تسير ليلى مع ذالك الكهل تتدلل عليه قائله:كنت فين يا خالو الايام اللى فاتت،ليه مشيت وسيبت الزهار،يعنى لو مكنتش قولتلك من وراء ماما على اللى حصل لمروه مكنتش رجعت تانى.
تبسم لها قائلاً:لأ كنت راجع كان عندى شوية أعمال مهمه خلصتها وخلاص قررت هفضل هنا فى الزهار جنبكم وجنب أختى فاديه.
تبسمت ليلى قائله:وأنا أوعدك يا خالو،كل يوم هجيلك البيت أنضفه وأطبخلك بس بلاش تبعد عن هنا من تانى،أحنا لو مكنش التليفون مكوناش هنعرف إن عندنا خال،عايش فى الغربه من سنين.
تبسم لها قائلاً:فاديه أختى طول عمرها،هى اللى كانت بتمد وتوصل بينى وبينها،بس كفايه بُعد بينا بقى.
تبسمت ليلى قائله:ماما هتنبسط لما تشوفك وكمان هتنبسط أكتر لما تعرف إنك ناويت خلاص تفضل وتعيش معانا هنا فى الزهار.
خلاص وصلنا لأوضة مروه.
طرقت ليلى الباب ودخلت الى الغرفه،ثم دخل خلفها خالها،
الذى ألقى السلام 
لكن وقفت مُهره تقول بذهول:
نعمان! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور أربع أيام. 
صباحاً، بأستطبل الخيول لرفعت الزهار
كان رفعت بالمضمار الموجود بالمزرعه، يمتطى جوادهُ،الذى يقفر فوق الحواجز  تبسم وهو يرى زينب تأتي  من قريب، بإتجاههُ، وجهها  يبدوا عليه التجُهم بوضوح، فهى فعلت ككل يوم، تذهب الى بوابة المزرعه، تطلب من الحرس الخروج، وهم يرفضوا، ذالك بناءً على أوامرهُ لهم، الآن ستخرج بعض العصبيه ككل يوم ستهدأ بعدها قليلاً
بينما هى عيناها نيران لو طلقت ألسنتها لحرقت ذالك الهمجى، وما تركته الأ رمادً
أصبحت قريبه للغايه منه، نظرت له هو يقفز بالجواد من فوق بعض الحواجز المعدنيه، لا تنكر إعجابها بمهارته بالفقز بالجواد، فهو بالتأكيد متمكن من ذالك، لديه قلب شُجاع. 
لامت نفسها قائله: أنتى جايه تهزأيه ولا جايه تُعجبى بيه،قلب شجاع قال،ده واحد همجى مُتسلط،معرفش ليه ربنا سلطهُ عليا،أكيد ده دُعا الواد مجد عليا،علشان بفترى عليه،وبقلبه فى فلوس ومش برجعهم تانى،وهو بيدعى عليا وقلبه محروق على فلوسه،ماشى يا مجد الكلب،لما أشوفك،هقولك متدعيش عليا تانى،شكله مكشوف عنه الحجاب. 
أثناء هيامها بالنظر الى رفعت لم تلاحظ إقترابهُ منها، فوجئت به يقف بالجواد أمامها حتى أنه كاد أن يصتطدم بها، لولا تجنبت منه قليلاً و وقعت بظهرها على أكوام القش بعيداً عن منطقة سيره بالجواد
لا يعرف لما إنخض أن يكون أصابها مكروه أوقف الجواد ونزل من عليه سريعاً، وتركه وذهب الى مكان وقوع زينب، 
لكن تبسم وهو يراها تنهض، تنفض بقايا القش عن ملابسها وبدأت بوصلة السب، قائله: 
هتفضل همجى، المره اللى فاتت رِجلى إنكسرت بسببك، وقولت ظهرت قدام الحصان فجأه إتبرجل المره دى هتقول أيه كمان؟ 
تبسم وهو يقترب منها قائلاً: لأ المره دى كنت قاصدها، وكمان الشمس زغللت عين الحصان. 
نظرت له بغيظ قائله: البجم بتاعك اللى عالبوابه مرضاش يفتحلى البوابه هفضل محبوسه هنا لحد إمتى. 
تبسم رفعت قائلاً: فى عروسه جديده بتخرج من بيتها قبل ما يخلص شهر العسل وتربعن كمان. 
شهقت زينب قائله: شهر أيه، وأربعن ايه، إنت بتحلم انا مكملتش أسبوع وزهقت وطهقت وعاوزه أخرج من الحِصن ده انا حاسه انى زى ما أكون فى الجيش و داخل دوشمه حربيه ممنوع أخرج منها غير بأذن من القائد.
ضحك  رفعت على تشبيهها للسرايا قائلاً من بين ضحكاته: فعلاً  لو فتحوا الجيش للبنات هتكونى أول المتطوعات. 
سخرت منه قائله: سخيف وهمجى، أنا عاوزه أخرج خلاص جبت آخرى من الحبسه دى . 
تبسم رفعت دون رد
لكن آتى الجواد عليه مره أخرى مُسرعاً تقدم خطوه للأمام بأتجاه وقوف زينب  حتى لا يحف الجواد به،بتلقائيه عادت زينب للخلف تلك الخطوه،لكن لسوء الحظ إختل توازها،مدت يدها تُمسك يد رفعت،علها لا تسقط مره أخرى،لكن عدم إنتباه رفعت جعله هو الآخر يختل توازنهُ،ووقع بثُقل جسده عليها،لتقع مره أخرى فوق كومة القش،لكن هذه المره كان رفعت يجثو فوقها، أغمضت عينيها وشعرت بألم طفيف بظهرها،حين وقع رفعت فوقها،تألمت بخفوت،بينما رفعت،رفع ثُقل جسده عنها قليلاً، 
فتحت عينيها وتلاقت عينيها  مع عيني، رفعت الذى لا يعرف سبب لذالك الشعور الذى يُسيطر عليه حين يكون قريب منها، يود الالتحام معها، ليست شهوه، فهو رغم علاقاته النسائيه، ليس شهوانى،كان يستطيع التحكم بنفسه أمام إغراء الآخريات، وهى ليست شهوه،يحب مشاغابتها وعنادها ، ذالك ما يُخبره به عقلهُ، ماذا تعنى له منذ أن رأها ذالك اليوم، يوم ان كاد يدهسها أسفل  أقدام جواده، رغم أنها سبتهُ، ما بها دون عن غيرها، تجعله يتنحى عن سبها له بل ويتقبله مبتسماً، لما أصبحت تغزو تفكيرهُ، لما يريد الآن أن يُقبل تلك الشفاه التى ترتجف أمامه، رفع إحدى يديه ومرر سبابته على وجنتيها ثم شفاه وهمس  بشعور لا يعرفه:
إنتِ ليه دخلتى لحياتى،ليه القدر وقعك قدامى.
قال هذا  وكاد يُقبلها لولا أن قاطعه رنين ذالك الهاتف المُزعج.  
بينما هى حين سقط بجسدهُ فوق جسدها، رغم انها شعرت بألم من ثُقل جسده، لكن شعرت بتذبذب بعقلها وبدل من أن تدفعه لينهض من فوقها صمتت، وكلماتهُ برجلت عقلها لولا صوت رنين هاتفها أعاد لها عقلها، نظرت له بحِده، وقبل أن تلذعهُ بلسانها نهض عنها واقفاً يقول: مين اللى بيتصل عليكى عالصبح كده.
إبتلعت ريقها ونهضت تخرج الهاتف من جيب معطفها الأسود قائله:وإنت مالك مين اللى بيتصل عليا. 
كان رفعت سيرد على حِدتها لكن، راى مجئ أخيه عليه، صمت بينما هى نظرت لشاشة هاتفها، وعبس وجهها، فكرت الا ترد، لكن عاد رفعت قوله: 
مين اللى بيتصل عليكى، سايباه يرن ليه مش بتردى عليه. 
نظرت له ثم إبتعدت بضع خطوات منه، وردت على هاتفها بجفاء، لولا وجود رفعت لم تكن لترد على من يتصل عليها:
ألو أيوا يا سميح صباح الخير.
تبسم سميح قائلاً:صباح النور،إزيك يا زينب من زمان متكلمناش ولا جيتى للفيوم.
تنهدت زينب قائله:مشاغل،خير متصل عليا ليه،عالصبح كده،وجبت رقمى موبايلى منين.
تنهد سميح بعشق قائلاً:جبت رقمك من العامل اللى بينضف  بيت مرات عمى الله يرحمها من فتره للتانيه. 
ردت زينب: وخير أيه سبب إتصالك بيا؟ 
ردت سميح: الموضوع مش شخصى و مينفعش نتكلم فيه عالموبايل، ممكن أجى للقاهره نتكلم فيه باستفاضه. 
ردت زينب: بس للأسف انا إتنقلت من القاهره ومنتدبه فى الشرقيه، ومعرفش هنزل للقاهره إمتى، قول الموضوع  اللى عاوزنى فيه عالموبايل. 
تبسم سميح: قولت مش هينفع عالموبايل، انا ممكن أجيلك الشرقيه، ونتكلم فى الموضوع ده، براحتنا، أنا عندى أجازات كتير مكنتش أخدتها مش هيجرى حاجه  لو أخدت اجازه يومين وجيت لحد عندك نتكلم وش لوش، لو مكنش يضايقك. 
ردت زينب: أيه اللى يضايقنى، قولت أنه موضوع مهم، طالما مش شخصى خلاص أوكيه براحتك. 
تنهد سميح: تمام فى أقرب وقت هكون عندك فى الشرقيه نتكلم فى الموضوع  ده، وكمان يمكن يكون بدايه لعودة صداقتنا القديمه. 
ردت زينب: تمام لما تحدد الوقت إبقى إتصل عليا قبلها، سلام. 
رغم أن زينب كانت تتحدث معه بدبلوماسيه، لكن بداخله أمل أن يُصلح ما أفسدهُ بالماضى، يُمنى نفسه، بعودتها إليه. 
بينما زينب أغلقت الهاتف، ولم يُشغل بالها الأمر الذى يريدهُ سميح، هى عقلها منشغل، بهمس هذان الاخوين لبعضهما، إقتربت منهم مره أخرى، لكن، أنهى رفعت قوله لأخيه: تمام عالمغرب هكون عندك. 
تبسم رامى ونظر ل زينب قائلاً: صباح الخير يا زينب، شايفك بقيتى بتحبى تتمشى كتير فى المزرعه.
رسمت زينب بسمه قائله:المشى رياضه،وبشغل وقتى،بينما هى الحقيقه بداخلها تتمشى بالمزرعه بحثاً عن نقطة ضعف بالمزرعه علها تستطيع إستغلالها وتخرج من هذا الحِصن كما تطلق عليه،لم تجد نقطة ضعف بالمكان،سوى بوابه حديديه صغيره بين الأسوار بالكاد يستطيع فرد واحد الدخول والخروج منها كما أن أسفلها ماسورة ضخمه يدخل منها مياه تصب بمجرى مائى صغير بالمكان  تُغذى المزرعه بالماء الأزم لها .
تبسم رامى وقال بأستئذان: هستأذن أنا، سلامُ عليكم. 
رد الاثنان عليه السلام. 
نظر رفعت لزينب قائلاً: مين اللى كان بيكلمك عالموبايل؟ 
ردت زينب: وإنت مالك باللى يكلمني، شئ ميخصكش. 
مسك رفعت زينب من عضدها بقوه قائلاً: بقولك مين اللى كان بيكلمك تردى مش تقوليلى ميخصكش. 
نفضت زينب يد رفعت عنها قائله  بحِده: 
فعلاً  ميخصكش  انا كنت بكلم مين،وسيب إيدى ومش مسموح لك تكلمنى بالطريقه دى تانى. 
ردت رفعت  بعصبيه: ومسموحلى بأى طريقه اكلمك ناسيه إنك مراتى، بقولك مين اللى كان بيكلمك ردى؟ 
ردت زينب: إنت صدقت الكدبه ولا أيه؟ 
اطلق رفعت ضحكة إستهزاء قائلاً:هو فى جواز بيبقى لعبه،جواز آمر واقع يا دكتوره وعاجلاً او آجلا هيتم كل الآركان،متفكريش إنى سايبك تنامى فى أوضه لوحدك علشان خايف منك،ومن شراستك،أنا سايبك لحد ما تجى إنتى لوحدك لحد أوضتى،ووقتها هتتأكدى إن جوازنا مش لعبه،دلوقتي قوليلى مين اللى كان بيتصل عليكى،بدل ما أمنع خروجك من هنا من السرايا وأظن لسه جايه من شويه من عند البوابه والحرس مرضاش يفتحلك البوابه،كل شئ يُخصك هنا بيتم بس بأمرى،يعنى بلاش تناطحى معايا.
تحدثت زينب ساخره:أناطح معاك،قصدك ايه إنى محبوسه هنا،أنا بتلفون منى أجيبلك البوليس قلب المزرعه وأطلع منها قدام عنيك غصب عنك.
تبسم رفعت ساخراً وخطف من يدها الهاتف قائلاً:موهومه يا دكتوره،وأنا هعرف مين اللى كان بيتصل عليكى عن إذنك ممكن أفتح موبايلك.
لم يتنظر رفعت رد زينب وفتح الهاتف،وآتى بأخر إتصال عليها،ورأى إسم سميح تملكت منه غيره،حاول السيطره عليها وقال بسؤال:
مين سميح ده وكان عاوز منك أيه.
صمتت زينب بغيظ منه.
بينما عاود رفعت الحديث بحِده: بقولك مين سميح ده.
ردت زينب بأغاظه:سميح كان خطيبى وكنا بنحب بعض قبل ما أجى لهنا.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه بعد وقت قليل.
فتح رامى باب الغرفه الموجود بها مروه ودخل،لحُسن حظه أن هذا الوقت هى وحدها بالغرفه أو ربما هذا ترتيب منه ،،فأختيها كل منهن ذهبت الى دراستها ووالداتها ذهبت للمنزل لقضاء بعض الأشغال،وستعود بعد وقت،ووالداها بعمله بالمزرعه.
حين رأته مروه إعتدلت قليلاً بالفراش، ونظرت لعيناه التى كانت سابقاً تنضخ لها بعشق، الآن تبدوا بوضوح عيناه حانقه وبها توعد. 
تبسم رامى بزهو وهو يرى تلك  النظرة بعين مروه،نظرة سؤال وخوف،لا تعرف سببه لكن ها هو يجيب على سؤال عيناها:
طبعاً هتقولى أيه اللى جابنى فى الوقت ده،أقولك،أنا كنت جاى لنائب مدير الوحده،علشان يخلصلى الكشف الطبى اللى بيتعمل قبل كتب الكتاب،أصل النهارده كتب كتابى.
إرتجف قلب مروه وأهتز جسدها بالكامل،ماذا يقول،كتب كتابه! 
هل سيتزوج بأخرى غيرها! 
أغمضت عينيها فرت دمعه هاربه لا تعرف لها سبب.
رأى رامى تلك الدمعه التى فرت من عين مروه،للحظه شفق قلبهُ عليها،لكن تذكر أنها 
حاولت الإنتحار حتى لا تتزوج به.
حاولت مروه التحكم فى صوتها،وخرج خافتاً:مبروك.
رسم رامى بسمة أستفزاز قائلاً:مبروك لينا إحنا الاتنين،ما هو إنت العروسه،اللى هيتكتب كتابها النهارده قبل ما يخلص النهار هتكونى على ذمتى،يعنى محاولتك للانتحار علشان تتخلصى منى،بدل ما تبعدنى عنك قربتك أكتر منى،أنا عارف إنك مفكره إن حبى ليكى كان نزوه وزهوه هيضيعوا مع الوقت،فعلاً حبى ليكى كان زهوه بس لسه مخلصتش،ولا إنتهت،هتنتهى لما أوصل للى عاوزه منك.
ردت مروه بخفوت:وأيه اللى عاوزه منى،أنا معنديش حاجه أديهالك.
إقترب رامى من الفراش وقال:لأ عندك قلبك،قلبك ده ملكى وكلك هتبقى ملكى،وهو شوية وقت وهزهق وها مل منهم ووقتها متخافيش هتطلعى بقرشين حلوين،يطمعوا أى راجل تانى فيكى،زى المدرس اللى كنت عاوزه تتجوزيه. 
دمعه أخرى إنسابت من عين مروه وقالت:أنا مش فاكره إنى كنت هنتحر،وحتى لو كنت هنتحر،ده سبب،يخليك تبعد عنى متقربش منى وتسيبنى فى حالى.
تبسم بسخريه يشعر بغصه بقلبه من دمعتها قائلاً:مش رامى الزهار اللى يسيب حاجه نفسه فيها قبل ما يدوقها،آخر كلام عندى النهارده كتب كتابنا،والفرح لما تبقى تخف كل الكسور اللى لسه فى جسمك،اعتقد إيدك اليمين سليمه هو كان حرج صغير فيها،تعرفى تمسكى قلم وتمضى عالقسيمه.
ردت مروه قائله:وإن رفضت كلامك ده.
تبسم رامى يقول:وقتها هسجن باباكى،بالخاتم اللى كان معاكى ومعرفش إزاى وصلك،ومش بعيد أتهمه كمان أنه كان عاوز يسرق السرايا بس الآمن تعامل معاه وشوفى وقتها سمعته وسمعة أخواتك هتكون شكلها ايه فى البلد،انا بقول إمضى مش هتخسرك كتير،بالعكس دى ممكن تنفعك إنتى وأخواتك،شوفى لما ينتشر فى البلد أن رامى الزهار إتنازل وإتجوز بنت عامل عنده،بنات البلد كلها هتحسدك.
شعرت مروه بالمهانه من حديث رامى المُتعسف،وقالت:هوافق على كتب الكتاب يا رامى،بس ده مش هيغير من مشاعرى ليك حاجه،هتفضل فى نفس المكانه عندى،صديق طفوله مش أكتر. 
رد رامى: إنسى ذكريات الطفوله، إنتهت عندى ما يوم ما طلعت من الحريق وبقيت مسخ مشوه، زى ما بتقولى، اللى قدامك، رامى رضوان الزهار، اللى طلع من الحريق بعد ما حرق قلبهُ البرئ،كنتى إنتى الحاجه الوحيدة الحلوه اللى فضلتلى من الماضى، بس طلعت علقم شربته وانا  اللى كنت مفكر أن بعد السنين ده كلها هنسى معاكى طعم المر، جيتى أنتى وزودتى العلقم فى حلقى، خلينا نعيشه سوا شويه. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار. 
على طاولة الإفطار. 
تحدث وسيم وهو ينظر الى هاشم قائلاً: نفسى اعرف كانت فين رحمة قلبك وإنت بتجلد الجواد، بلاش رحمة قلبك كان فين عقلك، الجواد ده من سُلاله قويه واللى عملته فيه أكيد هيسيب أثر فيه ومستحيل يرجع بنفس القوه القديمه تانى، نفسى أعرف سبب لضربك له. 
رد هاشم وهو يرفع يدهُ أمام وسيم، مش شايف صوابع أيدى كلها متجبسه قولتلك هو دهس أيدى وإتعصبت عليه. 
سخر وسيم قائلاً: إتعصبت عليه علشان  دهس إيدك وضربته الضرب ده وأنت مش حاسس بوجع إيدك، غريبه والله عالعموم أنا بحذرك بعد كده ممنوع تأذى أى جواد أو مُهره فى الاستطبل وبعد كده أنا المسئول صحة  الخيل بالاستطبل.
سَخر هاشم قائلاً:
وده من امتى ومين اللى عطاك المسؤليه دى؟
ردت مهره التى دخلت عليهم قائله:أنا،بصفتى بملُك تلت المزرعه ووسيم التلت التانى،بكده هو المسئول الاول عن المزرعه،يا هاشم.
صُعق هاشم،قول مُهره معناه ان يتنفى هاشم عن إدارة المزرعه ويبقى بيده فقط ثلث المزرعه،نهض هاشم بغضب قائلاً:
متفكرش اللى درسته بالكتب والطب البيطرى هيعطوك قدره جباره فى إدارة المزرعه والخيل،الخبره أهم من الدراسه،يا دكتور،أنا عندى خبره أكتر من خمسين سنه قضيتها بين الخيول،متفكرش إنى فاشل زى المرحوم والدك وهقع من على حصانى يقتلنى،قبل الحصان ما يقتلنى هكون ضربه ولا انا زى خيل الحكومه لما بتعحز وتستنى 
رصاصة الرحمه،أنا اللى هضرب رصاصة الرحمه.
قال هاشم هذا وترك الغرفه.
جلست مُهره تشعر بسوء لا تعرف سببه،بينمل وسيم بدأ يترسب له يقين والده لم يقتلهُ جوادهُ بأرادته.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
قبل المغرب بحوالى ساعه ونصف
بسرايا الزهار
كادت  زينب أن تتصادم  مع رامى،وهى تحمل كوباً من القهوه،لكن هو تفادها،
تحدثت زينب قائله:آسفه مأخدتش بالى.
تبسم رفعت قائلاً من خلفه:فال حلو مش بيقولوا دلق القهوه خير،يبقى كتب الكتاب هيتم بخير.
نظرت له زينب قائله بأستفسار:
كتب كتاب مين.
رد رفعت:كتب كتاب مروه ورامى،إحنا رايحين الوحده دلوقتي نكتبه حتى المأذون إتصل عليا وقال إنه وصل للوحده.
تعحبت زينب قائله:مروه دى البنت اللى بسببها إتجوزتنى،بس إزاى هينكتب كتابها دى أكيد لسه حالتها متسمحش.
رد رفعت:وليه متسمحش عادى جداً شوية كسور،إنما عقلها بخير،وبعدين رامى جاب الشهادات الطبيه وخلاص كده مش فاضل غير كتب الكتاب.
ردت زينب:ومنين جبت الشهادات الطبيه يا سيد رامى؟
رد رامى:من وحدة بلدنا،يا دكتوره.
ردت زينب:وإزاى أخدت الشهادات دى المفروض أنى امضى عليها.
رد رامى:قولت أريح مرات أخويا وهى فى شهر العسل مش معقول أتعبها،واقطع عليها العسل هى وأخويا وأتصرفت،طارق موحود بالانابه عنك يا دكتوره،متأسف مش هقدر أفضل اكتر من كده مش يلا يا رفعت زمان وسيم سبقنا على الوحده.
تبسم رفعت وهو يسير جوار رامى مروراً جوار زينب التى يشت عقلها،رمت كوب القهوه بقوه بالحائط قائله:واضح إن كل ولاد الزهار،أغبيه ومتخلفين وهمجيين،وعايشين بغصب غيرهم على معاشرتهم،بس مش هفضل محبوسه هنا كتير،لو وصلت هقتلك يا رفعت.   
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بعد قليل 
بالوحده الصحيه
كانت غرفة مروه يوجد بها 
كل من أختيها ووالديها وخالها نُعمان
لكن فُتح الباب، لتدخل تلك المُهره التى مازالت تحتفظ ببهائها القديم، ومعها وسيم 
الذى تبسم قائلاً: 
رامى إتصل عليا وهو على وصول هو ورفعت، ومعاهم المأذون، ألف مبروك، أنا وسيم الشامى إبن عمة رامى ورفعت ومُهره تبقى خالتى. 
قال هذا وهو ينظر لليلى، التى تبسمت له،كأنه يقصد إخبارها بذالك مره أخرى، بعد أن قالت له أنها ظنت انه يعمل لديهم، يود إخبارها أنه قريب منهم للغايه. 
تبسمت لهم فاديه قائله: أهلا بيك يا أبنى، إتفصل إقعد الكراسى فى الاوضه  كتير، حتى الاوضه  دى من يوم ما دخلتها مروه محدش تانى دخلها معانا. 
تبسم وسيم وشد مقعد لمُهره جلست عليه
لكن قبل أن يقع نظر نُعمان على مُهره 
وقع نظره على ليلى التى كانت تختلس النظر، لذالك الشاب والذى هو إسم على مسمى، وسيم، تبسم بغصه 
كآن الماضى يُعيد نفسهُ بالحاضر 
قديما هو كان يختلس النظر الى مُهره، لكن هنالك فرق كبير، بين وسيم ومُهره
وسيم  يبدوا أحمق، عيناه تفضحه، هو يكن إحساس ل ليلى، لكن ربما يُفسرهُ على أنه مجرد إعجاب، لكن من السهل أن يتحول الإعجاب الى عشق يغزو قلبهُ، كما حدث بالماضى، بينه وبين مُهره التى كانت هى أول من أعترفت بعشقها للبستانى، الذى كان يزرع زهرة النُعمان التى لا تُزهر سوى بالربيع، وتتفتح زهرتها نهاراً فقط وتغلق ليلاً، وهذا ما حدث ووأد عشق كاد أن يتحدى الأعراف، بمجرد أن تفتح العشق آتى الليل لتُغلق زهرة النُعمان أوراقها وتسير بظلام ولا ترى النور مره أخرى، لتظهر حقيقه واحده
كيف ل مُهره جميله أن تعشق بستانى يداه ملوثه بطين الأرض التى تدهس عليه بقدميها ليقتنصها ذئب فاجر . 
عاد بنظرهُ الى معشوقته القديمه والوحيده التى نبض قلبه بها،مازالت تلك الجميله صاحبة التاسعة عشر عامً،بل إزادات جمالاً وفتنه،لكن أصبحت بعيده،وعيونها إنطفئ شموخها القديم،الزمن سرق منهما الشباب،هو أصبح كهلاً،لم يشعر بشبابه الذى دفنه وهو بالغُربه يبحث عن النسيان،وحتى هى ليست أقل منه،لامت نفسها هى حاولت أن  تعتذر لرامى عن المجئ، لكن هو اصر عليها،وقال انها بمقام والداته،لكن هى حاولت  من أجل الأ ترى نُعمان،ويعود الماضى التى إعتقدت ان الزمن انساه لها،لكن هنالك  ذكريات يحتفظ بها العقل من الصعب،الصعب جداً نسيانها،هى ليست محفوره بالذاكره فقط هى بالقلوب وشم صعب محوه بغير النيران.
بعد دقائق.
دخل رامى وخلفه المأذون ثم دخل رفعت خلفهم. 
حاولت مروه ان تتلاشى النظر لرامى،وهو كان يتعمد النظر لها،ولفت إنتباهها،لكن تعمدها عدم إلتقاء عينيها بعيناه، يُدخل لقلبه يقين مروه لا تكن له مشاعر عشق، هى تمتثل فقط لتهديده، لكن لا يهُمه الآن مشاعرها، فهو الآخر مروض خيول، وقادر أن يجعل أسرش الخيول تستجيب له، وتخضع له. 
فتح المأذون دفتره مُسمياً بأسم الله، ثم قال
ياريت العريس ووكيل العروسه يجوا هنا جانبى. 
نهض رامى وجلس على يمين المأذون، بينما قال المأذون: من وكيل العروس. 
ردت مروه سريعاً: وكيلى هو خالى نُعمان. 
رغم ان صفوان لم يكن يوماً  والداً بالمعنى الحقيقى لبناته، لكن شعر بغصة كبيره بقلبة إبنته أختارت رجُل لم تقابلهُ بحياتها، سوى من أيام، حتى إن كانت على تواصل معه على الهاتف، يظل هو أحق بوكالتها منه. 
بينما وصلت رسالة مروه لرامى، لا تعتقد أنى بلا ظهر فكما يقولون الخال والد، والفرق واضح أمامه بين الأثتين. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
شعرت زينب بالضجر من غرفتها ذالك الهمجى، يُعطى اوامر للحرس الا تخرج من السرايا، إنتهت قدرتها على تحمل هذا السجن، تذكرت سخريته وهو يُخبرها، انه فاز بالتحدى، وبالنهايه عقد أخيه قرانه على تلك الفتاه التى تسببت فى زواجه منه، ذالك الهمجى  يكسب كل تحدى أمامها، لكن لا سينتهى ذالك والآن، حتى لو قتلته. 
دخلت الى غرفة الحمام الحمام وفتحت حقيبة الإسعاف، وبحثت بين محتواياتها، عن ضالتها وها هى وجدتها ذالك المشرط الطبى، لو طالت ستذبحه وتخرج من ذالك الحِصن على جثتهُ
وبالفعل  أخفت ذالك المشرط بكم ملابسها وخرجت من غرفتها. 
تسللت الى غرفته خلثه
لم تُشعل الضوء
أقتربت من فراشه نظرت له ببُغض كبير
أخرجت ذالم المشرط الطبى من كُم منامتها وصعدت على الفراش
قامت بوضع المشرط الطبى على عنقه قائله :
عارفه أنك صاحى
كويس علشان تعرف أنى هاخد تارى منك وأنت واعى.
ضحك وهو يمُسك يدها التى تضعها على عنقه
قائلاً:
أما تُحطى المشرط على رقبة حد بلاش أيدك ترعش.. أمال دكتورة جراحه أزاى
ولو قادره تدبحينى أعمليها من غير ما تتكلمى
فى ثانيه كان يبدل وضعهم ويجعلها هى أسفله
ومازال المشرط بيدها على عنقه
نظر لعيناها
تحدثت هى بحده: أنت جبتنى هنا علشان تسيطر عليا.. بس أنا زرع شيطانى.. هالوك.
ضحك وهو يقول.. أن كنتى أنتى زرع شيطانى
أنا الشيطان نفسه
أنهى قوله وهو ينحني يُقبلها بقوه
قبله كادت أن تقطع أنفاسها ومع ذالك مازال المشرط على عنقه
ضحك وهو يراها تُصارع أنفاسها المسحوبه
أخذ المشرط الطبى من يدها وألقاه على طول يدهُ،
لتسمع هى صوت رنين المشرط الطبى على أرضيه الغرفه
وكان صوت ذالك المشرط هو أخر ما سمعت
قبل أن يعود لتقبيلها مره أخرى ويستبيح جسدها
لينهض بعد وقت عنها نائماً على الفراش بظهره يُفكر فيما حدث
بينما هى تشعُر بتوهه.. كيف أستسلمت لمن أرادت قتله
ضحك عالياً يقول: قولتلك هجيبك تحتى وبأرادتك
ضحكت قائله : بمزاجى وده أنتقام جديد منى
وأنتى وقعت فيه
هترجع تتشهانى تانى ومش هطولنى 
ضحك بسخريه قائلاً: ومش يمكن سيبت سمى فى جسمك وتشيلى بحشاكى جمره من جمرات
الزهار تحرقك قبلى
ومش أنا الى أشتهى أكله سبق ودوقتها ومتكيفتش منها
نظرت له بغيظ،وقالت بتحدى:
هنشوف،يأبن الزهار.
قالت هذا ولمت غطاء الفراش،تستتر به،لكن 
شد رفعت الغطاء،قائلاً بطريقه فظه:
بتغطى أيه مفيش فيكى حاجه تغري،زى أى جسم ملكان من الخشب،خالى من الروح. 
فكرت زينب لما لا تقوم وتأتى بذالك المشرط وتذبحه على قوله الفظ فى حقها، لكن مهلاً، ذالك الهمجى، سيندم لاحقًا على ما تفوه به. 
قالت زينب: طب طالما جسمى مفيش فيه شئ يغريك، ليه عاوزه مكشوف قدامك، عالعموم، هدومى أهى هلبسها، ومش محتاجه للغطا خليه لك، إستر بيه غرورك، يارفعت يا زهار. 
إرتدت زينب ملابسها وسارت، باتجاه باب الغرفه، لكن داست قدمها على ذالك المشرط الطبى، إنحنت، وأخذت المشرط، وقامت بألقائه على رفعت قائله: 
المغرورين المتغطرسين اللى زيك، ميستهلوش ألوث إيدى بدمهم، لو دبحتك أبقى بريحك، خليك للنار اللى جواك هى هتحرقك لوحدها، ووقتها يمكن تحتاج للمشرط ده، تنهى بيه حياتك علشان ترتاح من قوة النار بيك.
قالت زينب هذا وغادرت الغرفه، تركته، ينظر لذالك المشرط الطبى، الأ تعلم إن قلبهُ قُتل منذ سنوات، تمنى أن تنتهى حياتهُ، يعيش فقط من أجل الإنتقام، أيقن عقلهُ، تلك الطبيبه ما كان عليه إدخالها لحياته، الملتهبه، هو كذب، 
هو معها عاد يشعر بالحياه، قلبهُ كان ينبض، وهى بين يديه، ينهل منها، يريد أن تعود له، يتنفس من أنفاسها، يغوص معها بنهر عشق بارد، يطفئ لهيب قلبهُ المشتعل، بنيران الماضى
لكن عليه اختيار أهون الشرين
إما العشق، أو النيران.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل هاشم الزهار 
كانت مُهره تجلس أمام المرآه  سارحه بخيالها تصفف شعرها الذهبى الذى غزاه بعض شعرات الشيب لكن بالمُجمل مازال لونه الذهبى هو المسيطر علي خُصلات شعرها، تنهدت بشعور  قديم إفتقدته، شعور الشوق لرؤية المعشوق، لكن وسط سرحانها، لم تشعر بذالك الذى دخل الى الغرفه، لم تشعر به سوا بعد أن صفع خلفه باب الغرفه.
إنخضت ونهضت قائله: هاشم. 
رد هاشم: لا خياله، سرحانه فى ايه أيه اللى واخد عقلك. 
ردت مُهره: ولا حاجه، مش سرحانه، بس إنت جاى متأخر منين. 
رد هاشم: هكون كنت فين كنت فى الاستطبل ولا مفكره كلام إبن اختك الاهبل هنفذه وأعيش زى خيل الحكومه، لأ إنسى يا مُهره، أنا هاشم  الزهار، وهفضل واقف على رجلى لأخر يوم فى عمرى، وكلامك اللى قولتيه عن إن وسيم له التلتين ده تنسيه، لو باقيه عليه،ولا مفكره انى مش عارف برحوع نُعمان الجناينى للبلد من تانى . 
إرتجفت مُهره، وقالت له: إبعد عن وسيم يا هاشم، كفايه الماضى مش هيتعاد تانى، ومش هضعف بتهديدك زى زمان، كفايه عشت أكتر من تلاتين سنه من عمرى فى سجنك. 
تبسم هاشم وأقترب من مُهره وقام بوضع يده السليمه حول عنق مُهره قائله: 
اللى حصل من تلاتين سنه سهل اعيده تانى الليله وأسوء من الماضى وده فعلاً  اللى هيحصل دلوقتى 
ضيق هاشم يده حول عنق مُهره  وكاد ان يخنقها وهو يجذبها من عُنقها خلفه، حاولت الصراخ لكن كتلك الليله القديمه صوتها لا يخرج منها، رمى هاشم  مُهره على الفراش، تلتقط أنفاسها، لكن قبل أن تهدأ أنفاسها كان يجثو بجسدهُ فوق جسدها، ينهشهُ كالذئب وإن كان الذئب لا ينهش لحم ذويه، هذا الحقير، إستباح قديماً جسدها، وفرق بينها وبين زوجها، بحجة انها مازالت تحت الوصايه وأن هذا الزواج باطل، فهو تم  من دون موافقة الوصي عليها. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
.بعد مرور ثلاث أيام 
بمنزل صفوان المنسى
دخلت فاديه الى غرفة بناتها وقامت بفتح شباك الغرفه،ليدخل النور والشمس الى الغرفه،هبت نسمة هواء قويه رغم ان الطقس بمنتصف الربيع لكن أحياناً، يتقلب الطقس ويعود للشتاء وبالفعل الطقس ليس فقط بارد لكن هناك صوت لهطول بعض الامطار. 
أغمضت مروه عيناها بسبب دخول الهواء، لكن آتى طائف الى خيالها، سُرعان ما ذهب عنها، تعجبت من ذالك الطيف، رأت نفسها كانت تقف على سور المنزل،ووالدها يُحدثها، سألت نفسها، هل بالفعل حاولت الإنتحار كما يقولون؟
، لكن هى ليست بهذا الضعف أن تقتُل نفسها
وتزيد من ذنوبها،يكفى ذالك الذنب التى تتحمله،عن أبيها،وهو الذنب الذى يقف بينها وبين حبها،بل عشقها لرامى، الذى حاولت كثيراً  أن تُبعدهُ عن حياتها، مازالت تتذكر ذالك  اليوم التى علمت أنه عاد مره أخرى للبلده، هو لا يعلم أنها ذهبت ذات مره من أجله الى الاسكندريه خلثه من خلف أبويها وقت أن كانت تدرس بالثانويه، إنتهزت تلك الرحله وذهبت من أجل أن تراه، هى كان تعلم عنوان منزل جدتهُ بالأسكندريه صدفه أخبرتها به رحمه أخته وكتبته لها بورقه إحتفظت بها وقتها،كانت حين تسمع منهم عن جمال بحر الأسكندريه،كانت تود الذهاب معهم،فهم كانوا سيذهبوا الى الاسكندريه لقضاء عُطلة الصيف،لكن ذالك الحريق أنهى تلك الرحله للبعض والبعض الآخر،ذهب ليعيش مؤقتاً بالاسكندريه مع جدتهم،بعد الحريق
،إدخرت ثمن الرحله من مصروفها الخاص،وذهبت مع زمُلائها،الى عروس البحر الأبيض التى كانت تسمع عنها من رامى ورحمه 
فلاشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ... باك 
إسكندريه قبل تسع سنوات،كانت مروه بعمر السابعه عشر وقتها كانت بالصف الثالث الثانوى،رحله قامت بها مع بعض زميلاتها بالمدرسه حين وصلوا بالقطار  الى محطة الاسكندريه، توهت من زُملائها، وخرجت من محطة القطار، أشارت لأحد سيارات الآجره، توقف لها فصعدت به ومدت يدها بورقه قائله للسائق: ممكن توصلنى للعنوان ده يا اسطى لو سمحت.
أخذ السائق منها الورقه وقرأها،وقال لها،تمام.
بعد وقت كانت تقف أسفل أحدى البنايات الفاخره الضخمه، نظرت بذهول الى ذالك المبنى السكنى الراقى، إقتربت من مكان دخول العماره، لكن اوقفها البواب قائلًا: 
إنتى جايه لمين هنا يا بنتى؟ 
ردت مروه: أنا جايه ل رامى الزهار، هو مش ساكن هنا مع جدته. 
نظر البواب لها نظره شُموليه، وقال باستغراب: فعلاً  رامى بيه ساكن هنا مع مدام إنعام جدته، عاوزه رامى بيه فى أيه؟
ردت مروه:هو ساكن فى الدور الكام. 
رد البواب: بقولك عاوزاه ليه، الست إنعام مانعه اى بنت تطلع للشقه، عاوزه رامى  بيه تقدرى تقابليه فى الجامعه، مش إنتى زميلته برضوا. 
تلبكت مروه قائله: أه، لا مش زميلته، أنا قريبتهُ، طب ممكن تقولى هو فى جامعة أيه. 
نظر البواب  لها بأزدراء قائلاً: رامى بيه خرج من شويه هتلاقيه فى كلية العلوم. 
إنسحبت مروه من أمام البواب، وأشارت، لسيارة آجره آخرى وركبتها وذهبت الى كلية العلوم بالأسكندريه،وليتها ما ذهبت.
وسط تدافع للدخول الطلاب من بوابة الجامعه،دخلت معهم،دون ان يوقفها آمن الجامعه،تجولت باروقة الجامعه،تسير،بأستغراب وهى ترى البنات والشباب بينهم أُلفه فى الحديث مع يعضهم،مجتمع لاول مره تراه بالواقع،رأت جزء منه بالتلفاز ببعض الافلام والمسلسلات الدراميه،كان هناك أيضاً اشياء تثير دهشتها،بعض البنات يجلسن جوار الشباب،دون فاصل بينهم بمواقف شاذه لكن ذالك كان قليل،الجامعه كبيره أين تبحث عن رامى،فى كل هذا الكم من الطلاب،
لكن ربما ليزداد سوء الحظ،لمحت ذالك الفتى البرونزى،او الأسمر،يسير جوار فتاه جميله يتحدثان بتألف وإنسجام،هى الشاب به ملامح رامى التى نضجت،أصبح شاباً يافعاً،سارت خلفه،كادت تنادى عليه،لكن رأته يدخل لمنعطف بعيد بالجامعه،ذهبت خلفه،راته يجلس مع تلك الفتاه،بأحد الأماكن بالجامعه كانا يجلسان متلاحمان،يتحدثان بانسجام،من يراهما يعتقد أنهم عاشقين،لا زملاء،لكن سمعت من خلفها ما ذبح قلبها الصغير
شابان يتحدثان معاً بسخريه:شايف رامى الزهار،دنچوان الجامعه مش بيضيع وقت،يسيب دى يمسك فى غيرها معرفش فيه ايه يغرى البنات يخليها توقع فيه،وهو ولا على باله أى واحده،صحيح محظوظ.
تحدث الآخر قائلاً:فعلاً محظوظ،وخلاص دى آخر سنه له هنا فى الجامعه فواخد،راحته عالآخر،لأ والغريب أى بنت بتتعلق بيه عارفه إن آخرها زى غيرها،كم خروجه حلوه،وكلمتين حلوين،وفى الآخر هتاخد رقم فى ليستتهُ،ويبص لغيرها.
رد الآخر:مش عارف سبب تهافت البنات عليه إيه،سمعت إنه كان إبن تاجر خيول كبير وساب له ثروه كبيره هو وأخوه،وأخوه له مركز وواصل،أكيد الفلوس لها إغراء كبير تخلى القرد غزال،هو مش قرد،شايف بُنيته الجسديه،جيم بقى وحركات،الفلوس بتخلى الجامده تفُك،يلا ياعم ورانا محاضره خلينا نحضرها،اللى زينا،مالوش غير شهادته،هى اللى تعمله قيمه شويه.
تبسم له زميله وسار.
تدمعت عين مروه وهى ترى تلك الفتاه ترسم الدلال،ترمى شباكها على رامى،وهو مُرحب بذالك.
صاحبتها خيبة الأمل من ظنت أنه كان صديق الطفوله،تغيرت أخلاقه،للضد،عليها الآن العوده ونسيان ذالك الطفل الذى كانت تعتقد أنه رفيق طفولتها لم تنساه رغم مرور السنوات،كبرت بداخلها،مشاعر تفوق الصداقه،عليها الآن وئدها،و بالفعل،بدأت طريق العوده مره أخرى للشرقيه،تاركه الاسكندريه،بتلك الخيبه التى تلاقتها صبيه صغيره،تأخرت فى العوده للمنزل،بيوم شتوى،مساءً مازالت بالطريق للمنزل أمطرت السماء وهى تنزل من آخر موصله ركبتها تقلها الى البلده،نزلت من السياره،ومازالت الأمطار تهطُل بل كانها إزدادت،سارت لا تعرف أكانت السماء تمطر أم عيناها من تمطر بخيبه،دخلت الى منعطف منزل والداها،وجدت والداتها تقف يبدوا انها كانت ستخرج للبحث عنها،لكن منعتها أختها ليلى،تلهفت فاديه حين راتها تدخل وملابسها تعتصر من الماء،قالت لها:مروه كنتى فين لدبوقتى،خرجتى من بعد الفجر ولسه راجعه العشا ادنت بقالها اكتر من ساعه.
ردت مروه وهى تشعر ببدايه توعك:كنت بذاكر عند واحده زميلتى والدنيا كانت بتمطر وكل ما أقوم علشان أجى لهنا كانت المطره بتزيد كنت بقعد تانى بس قولت شكل الجو مش هيروق،وفى الآخر جيت وأخدت الشتى على دماغى،ماما انا بردانه.
ردت فاديه:ادخلى اقلعى هدومك دى بسرعه وهعملك شوربه تدفيكى،كويس إن صفوان مش هنا مكنتيش هتسلمى من بطشهُ.  
دخلت مروه وبدات يخلع ملابسها المبوله، ثم إرتدت أخرى وتمددت على الفراش، تشعر بآلم بكل جسدها، أقسمت بعد تلك الليله أن تنسى ذالك الفتى الصغير صديق طفولتها، كأنه لم يخرج من الحريق ذالك اليوم، لكن لم تكن تعلم أن للقدر خبايا، وأن ذالك الشاب الأسمر سيعود بعد عام ويطاردها حتى فى أحلامها. 
عادت مروه من شرودها على صوت والداتها: 
مروه روحتى فين بكلمك  مش بتردى  عليا، الحمدلله  لله أخيراً طلعنا إمبارح من الوحده، هنا هناخد راحتنا، من قعدة الوحده، كانت صعبه، ربنا ما يرجع الايام دى تانى، الدكتور قال بلاش تمشى على رجلك المكسوره، وبعد شهر هيفكلك الجبس اللى عليها هى وايدك الشمال الحمد لله ربنا لطف بيا، وكمان رامى  كتر خيره إتفق مع الدكتور يبقى يجى لهنا يعاينك من فتره للتانيه، علشان راحتك، يلا ربنا يتمملكم بخير مش عارفه كان فين عقلك، بس ربنا لطف بيكى، علشان قلبى، هسيبك الفطور، جنبك عالسرير اهو  وهروح أشوف شغل البيت وإن عوزتى اى حاجه  نادى عليا. 
تبسمت مروه بغصه، من إعجاب والداتها بكرم، رامى لا تعلم انها بالنسبه به زهوه هو قالها لها صريحه، شعرت بيأس من ذالك العشق المر كالعلقم كما قال لها رامى منذ أيام بالوحده الصحيه. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بسرايا الزهار.
بعد تلك الليله التى سلمت بها زينب نفسها ل رفعت أصبحت تتجنب القرب منه،حتى أنها أصبحت لا تذهب الى البوابه وتطلب  من الحرس فتح البوابه،كانها إستسلمت للامر الواقع،وهذا يسبب دهشه،ل رفعت،لقد أصبحت تتجنب حتى مشاغبته لها،وتقضى الوقت بين الجلوس بصُحبة جدته ومحاسن،وبعض العاملات بالسرايا،صُدف تجمعهم أحياناً وقت الطعام،ويكون رامى بصُحبتهم،فلا يُشاغبها أمامهُ حتى لا تلذعهُ بشراستها،الذى يفتقدها.
تحدث رفعت لأحدى الخادمات قائلاً:الدكتوره فين.
رد الخادمه:الدكتوره من شويه كانت مع الحجه إنعام ونزلت للبيسين،تحب أحضر لحضرتك الفطور،رامى بيه خرج من شويه.
تبسم رفعت قائلاً: تمام حضريه وهاتيه عند البيسين، بس لفردين. 
إنصرفت الخادمه، وذهب رفعت الى مكان المغطس، تبسم وهو يرى زينب تجلس تضع قدمها، بالمياه، تحدث قائلاً: 
غريبه فكرت البيسين فاضى، متوقعتش تكونى هنا، وكمان الجو برد، وحاطه رِجلك فى الميه. 
ردت زينب بسخريه: بضيع وقتى، حتى بفكر أخدلى غطسين فى الميه،  الميه دافيه، بسبب نظام التسخين اللى فى المكان. 
إقترب رفعت وجلس لجوارها قائلاً: صباح الخير. 
نظرت له زينب بصمت. 
تبسم رفعت، وسَحب يدهُ حول خصرها ومال يُقبل وجنتها، 
قامت زينب بضربه على يده التى يضعها على خصرها قائله: لم نفسك شويه وإبعد عنى. 
تبسم رفعت قائلاً: ليه بتتجنبينى من بعد الليله إياها، مع إن المفروض بعد الليله دى خلاص كل شئ بينا إتكشف. 
نظرت له بأستهجان ووقفت وكادت تتركه وتغادر المكان،لكن تصادمت مع الخادمه التى جائت بالفطور وقالت بأحترام:
الفطور أهو زى ما حضرتك أمرت،تأمرنى بحاجه تانيه.
رد رفعت:لأ سبيه وروحى كملى شغلك.
تحدث رفعت من خلف زينب قائلاً: زينب خلينا نفطر سوا فى موضوع عاوز نتفق عليه. 
ردت زينب وهى تعطيه ظهرها:موضوع أيه ده،مفيش بينا حاجه نتفق عليها.
تبسم رفعت يقول:وموضوع رجوعك للشغل تانى بالوحده،خلاص شيلتيه من دماغك والله أحسن،ممكن تقعدى هنا فى السرايا تراعى جدتى،وتاخدى ضعف مرتب الحكومه.
إستدارت زينب وأقتربت من مكان وقوف رفعت وقالت له:قبل ما تفكر تقول كلامك البايخ ده شوف بتقوله لمين انا مش داده علشان أقعد وارعى جدتك قصاد كم ملطوش منك،انا دكتورة جراحه مش تمرجيه،ومتفكرش إنك هتحبسنى هنا كتير،سهل أطلب مساعدة وأخرج من هنا،بس أنا اللى مطنشه بمزاجى.
تبسم رفعت قائلاً:مطنشه بمزاجك،زى ما جيتى لاوضتى بمزاجك كده،زينب بلاش كِبر وتعالى نقعد نتفق.
ردت زينب:مش هعقد وقول اللى عاوزه وانا واقفه.
تنهد رفعت قائلاً:تمام،انا عطيت اوامر للحرس اللى على البوابه يفتحوا ليكى البوابه،ومش بس كده فى عربيه هتوصلك للوحده،و....
قاطعته زينب قائله:وفر عربيتك،السكه من هنا للوحده،يا دوب تلت ساعه مشى،حد قالك إنى مكسحه،وفر بنزين العربيه.
تبسم رفعت قائلاً:تمام بلاش العربيه،ندخل على المواعيد،،أنا عارف إنك قبل ما نتحوز كنتى بتفضلى أوقات كتير بالوحده لوقت متأخر،الكلام ده خلاص أتلغى و ممنوع قبل الساعه سبعه تكونى هنا فى السرايا.
نظرت له زينب ساخره،دون رد.
تبسم رفعت على سخريتها قائلاً:وكمان بلاش أسلوب الشحاته اللى بتمارسيه على أغنياء البلد الاسلوب ده ممنوع يحصل،تحت اى بند،مرات رفعت الزهار متطلبش فلوس من أى شخص أى نكان،او لأى سبب حتى لو كان إنسانى،كمان طريقة لبسك دى تتغير،فى إستاند كامل فى اوضتك فيه هدوم شيك وحشمه تليق بالدكتوره زينب مرات رفعت الزهار .
ردت زينب قائله:انا دى طريقتى فى اللبس من زمان،ماليش فى لبس الجونلات،ولا الكنزات التانيه دى كمان،وعاجبنى لبسى ده،وإن كان عالفلوس اللى كنت بطلبها من الاغنياء،دى مش شحاته،دى مساعده منهم للناس الغلابه اللى محتاجه،وتقريباً كده خلاص جهزت المبنى الجديد بالوحدة،وكلها تلات اسابيع ويجى المحروس الوزير يفتتح الوحده ويتفشخر كأنه هو اللى مجهز الوحده من جيب أبوه.
تبسم رفعت قائلاً:تمام دى شروطى،اللى لازم تتنفذ،لان لو الشروط دى متنفذتش وقتها هيكون فى عقاب قصاد كل شرط متنفذش.
نظرت له زينب بتهكم قائله:محسسنى زى ما يكون تلميذه قدامك وبتهددها يا تكتب الواجب،يا تعبُطها،هطلع أغير هدومى،وأروح للوحده أهو أخلص من الخنقه اللى هنا،وأولهم......
صمت وقالت بهمس لنفسها:هخلص من خلقتك،مفكر نفسك تقدر تتحكم فيا بس أنا أخرج من هنا،وبعدها يحلها ربنا،يا همجى.
تبسم رفعت وهو يعلم انها تسبهُ فى سرها. 
بعد دقائق نزلت زينب ترتدى بنطال جينز بنى اللون وفوقه كنزه صوفيه من اللون الاسود والبنى وفوقهم معطف آخر اسود.
نظر رفعت لها بتقييم،رغم ان زيها لحد كبير مُهندم لكن كان يود أن ترتدى من تلك الملابس الذى إشتراها لها،لكن لا مانع من السخريه من ملابسها،فتحدث:
ايه ده لابسه زى يونيفورم  العيال بتوع الابتدائيه. 
نظرت له قائله: المره الجايه هلبس بينك يونيفورم الحضانه.
تبسم رفعت قائلاً:اللون البينك ده للبنات أنما إنتى تلبسى السماووى بتاع الصبيان.
ردت زينب:طب تعرف أكتر لون بحبه هو اللون السماوى،حتى يشبه الفستان اللى جيبته ليا يوم ما غصبتنى اتجوزك،سلام مش فاضيه لمهاترات.
تبسم رفعت وهى تفر من أمامه،تنهد ببسمه لما يود أن لا تذهب للعمل وتغيب عن رؤياه نظره. 
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه. 
دخلت زينب الى مكتب المدير وجدت ذالك المدعو طارق يجلس عليه،بمجرد أن راها نهض واقفاً يقول:دكتوره زينب،أهلاً بحضرتك،فكرتك هتمدى فى أجازته،آسف نسيت اباركلك عالجواز،ألف مبروك،وبالرفاء والبنين.
ردت زينب بحسم:شكراً،بلاش تضيع وقت فى مُجاملات تافهه،إتفضل شوف شغلك وخلينا انا كمان أشوف المرضى وأعمل حسابك فى ربع ساعه وفى مرور عالوحده كلها هشوف سير العمل فى غيابى . 
إرتبك طارق قائلاً: الوحده كانت ماشيه بنفس طريقة  حضرتك قبل الاجازه، عن إذنك. 
صمتت زينب بينما غادر طارق سريعاً. 
تبسمت زينب، هى تعلم أن بالتاكيد كان هناك فوضى، لكن بعودتها ستنتهى تلك الفوضى 
تبسمت زينب وهى ترى صفاء تدخل عليها بكوب من النعناع قائله: النعناع بتاع الدكتوره زينب، والله نعناع طازه من جنينة الوحده،لاحلى عروسه فى مصر كلها،والله ما صدقت عينيا من بعيد لما شوفتك داخله الوحده من شويه قولت اكيد رفعت بيه مش هيسيبك كده بالساهل،بس لما شاورتيلى قولت تبقى الدكتوره زينب،رجعت من أجازة الجواز،عقبال ما ترجعى من أجازة الوضع إنشاء الله ويعوضك بالذريه الصالحه من رفعت بيه والله هو ما يتخير عنك وبيحب يساعد الناس المحتاجه من غير ما يتفشخر،زى ناس غيرهُ،ده أدى لاخويا فلوس،يرمم بها بيتنا وكمان هيساعده فى جوازه،ربنا يباركلك فى شبابه يارب.
تعجبت زينب لكن شعرت بداخله بانبساط،ربما هو له أفعال كلها معها  وقحه  لكن لديها احساس أن لغز لم تفُك شفراته بعد.
.........
آتى المساء، بالعاشره 
بسرايا الزهار.
تحدث رامى،ل رفعت قائلاً:جالى خبر إن هاشم الزهار سافر لاسكندريه إمبارح.
تبسم رفعت قائلاً:عرفت بكده،يمكن رايح يتفسح ويروح عن نفسه.
تبسم رامى قائلاً:يمكن يروح ما يرجع والكل يرتاح منه،والله مش عارف عمتى مُهره مستحمله كلب زى ده إزاى،هقول ايه نصيب،أنا هطلع انام هلكان طول اليوم،الفرسه الجديده دى شرسه قوى،وهلكتنى على بس ما عرفت أحط عليها اللجام.
تبسم رفعت قائلاً:لأ شد حيلك خلاص،جيرين قدمت ميعاد نزولها لمصر وعاوزه تنبهر،بالفرسه دى،وكمان أنا فى قدامى كذا مكان كده ناوى أشترى منه خيول جديده،وأهجنها بالسلالات اللى عندنا،جالى عرض من مُربى خيول  فى سوهاج إسمه
(مُحسن الهلالى)وأحتمال كبير أسافر الفتره الجايه سوهاج.
تبسم رامى:لا أطمن قبل جرين ما تجى مصر هكون خليلتلك الفرسه دى رهوانه،زى إسمها،يلا تصبح على خير،بس فين مراتك مش باينه فى السرايا،من شويه كنت عند جدتك،وسألتنى عنها،إنها مشفتهاش طول اليوم.
تبسم رفعت:زينب رجعت للشغب فى الوحده من تانى،وطبعاً ما صدقت طلعت من السرايا،بس إطمن،أنا بنفسى هروح أجيبها.
تبسم رامى:شكلك وقعت فى عصى والديك،دى آخرة اللى يقضيها مع المطربات والرقصات،تجى الدكتوره تفرهده جرى وراها.
تبسم رفعت:لأ إطمن،أخوك مش سهل برضوا.
تبسم رامى:تصبح على خير.
رد رفعت:وإنت من أهله.
صعد رامى بينما زفر رفعت انفاسهُ بقلة حيلة فالطبيبه لم تلتزم بما قاله،لكن فى ذالك الأثناء آتى الى هاتفه إتصال،أخرح الهاتف ونظر للشاشه ثم رد بأختصار:
قولى أيه آخر الأخبار.
رد الآخر:زى ما سيادتك توقعت،هاشم والشخص ده إتقابلوا على يخت ،فى نفس المكان اللى متعودين عليه،وبعد وطلعوا  باليخت بره إسكندريه، ونزلوا فى مرسى مطروح،ودخلوا عند واحد من شيوخ القبايل هناك،،هبعتلك مجموعه من الصور له معاهم،وكمان بالنسبه،للى إسمه سميح اللى حضرتك طلبت مننا معلومات زياده عنه،موصلناش لجديد عن اللى سبق وقولته لسيادتك،هو شخص عادى وحياته عاديه جداً.
رد رفعت:تمام،عاوز كل تحركات هاشم خطوخ بخطوه،وحاذر هاشم مش سهل،يكتشف إن فى حد بيراقبه.
رد الآخر:لأ إطمن واخدين حذرنا،أول ما أوصل لمعلومات تانيه عن لقاؤه بشيخ القبيله،هعرف حضرتك فوراً.
رد رفعت:تمام.
وقف رفعت قليلاً ينظر لتلك الصور التى ترسل له على الهاتف،تحدث قائلاً:يا ترى بتخطط لأيه،ياهاشم إنت والخاين اللى معاك ده.
أغلق الهاتف،ووضعه بجيبه ودخل الى غرفة النوم الخاصه به،ومنها الى الحمام أخذ حماماً دافئاً وخرج بعد قليل،وارتدى ثياب رياضيه مُريحه، وخرج من غرفته،وذهب الى الغرفه التى تجلس بها زينب،وفتح باب الغرفه،ودخل ينظر بداخلها،زينب ليست موجوده،أيقن أنها لم تعود للآن وأخترقت إتفاقهم،تبسم بمكر،وذهب الى غرفته،أخذ مفتاح سيارته وذهب الى الوحده.
بينما زينب بعد يوم طويل بالعمل الشاق،بعد عودتها للوحده،شعرت بالأجهاد،هى لا تود العوده الى تلك السرايا الأشبه بالحِصن كما تقول،فكر عقلها قليلاً:
يا ترى ليه الأسوار العاليه دى اللى حوالين السرايا ومزرعة الخيول،خايفين من أيه؟
قطع تفكيرها  
فُتح باب مكتبها ووقوف ذالك الذى  يثنى إحدى  قدميه على إطار الباب، ونظر لساعة يده وتبسم قائلاً: الساعه حداشر وربع بالليل، حصل زى ما
كنت متوقع إنك مش هترجعى للسرايا فى الميعاد اللى إتفاقنا عليه، واضح كده من البدايه، إنك هتخلفى وعدك، يا مدام رفعت الزهار. 
تعصبت زينب من فتحه للباب كعادته دون إستئذان، وليس هذا فقط ما عصبها، نعتهُ لها بلقب مدام هو يُلمح أنها أصبحت زوجته قولاً وفعلاً، 
نظرت له قائله بأستهجان: 
يعنى هى كانت إتفاقيه سلام ولا ترسيم حدود، عادى كل الأتفاقيات والوعود، دايماً بتخُترق، هى معموله أساساً علشان تُخترق. 
تبسم قائلاً:طالما كده يبقى هنفذ عقاب إختراق الأتفاقيه اللى بينا وهنا فى الوحده. 
نظرت له زينب بتهكم. 
بينما هو نظر لها بتسليه وهو يدخل الى المكتب و يغلق الباب بالمفتاح من الداخل عليهم، ويقترب من مكان جلوسها خلف المكتب، بخطوات واثقه. 
بينما هى حين إقترب من مكان جلوسها نهضت تخلع معطفها الأبيض قائله: 
خلاص أنا خلصت شُغلى، فعلاً  الوقت إتأخر.  
لم يرد رفعت وجذبها من خصرها، ولف يديه حول يديها يُقيد حركاتها وقام بتقبيلها بقوه، ثم ترك شفاها يبتسم وهو يراها تتنفس بقوه، وقال بوقاحه: أيه رأيك نجرب سرير الحكومه نشوفه متين وهيستحمل ولا لأ. 
ردت عليه بلهاث قائله: مش سبق وقولت مكيفتكش. 
رد رفعت  بوقاحه: وماله نجرب تانى يمكن علشان كانت المره الأولى ليكى، يمكن المره التانيه تكون أفضل. 
نظرت له بغيظ قائله: اللى فى دماغك مش هيحصل، يا رفعت يا زهار، إنت متعرفش  أنا ممكن أعمل فيك أيه. 
تبسم رفعت ساخراً لكن فجأه شعر بألم أسفل خصرهّ، جعله يترك يديه الذى كان يلجم بها حركتها، ليس هذا فقط، بل جثى على ركبتيه أمامها يتألم بشده. 
أخفت بسمتها وهى تراه راكعاً أمامها، لكن هو من بدأ بالسخريه والتهكم، وفرض هيمنتهُ عليها، وهى ضاق بها الآمر من ذالك. 
نظرت لوجهه وخاولت إخفاء بسمتها وقالت بتشفى: قولتلك بلاش تتهاون معايا. 
رفع وجهه ينظر له للحظه خافت من تقاسيم وجهه الحانقه بشده، رأت إحمرار عروق جبهتهُ ليس هذا فقط،بل عيناه اللتان إختفى لونهما وأصبحا شُفيرات دمويه،وهو ينهض بصعوبه ،يتحدى الآلم الذى يشعر به. 
رأفت به قائله:خلينى أساعدك،وهات مفاتيح العربيه مش هتعرف تسوق بحالتك دى 
نظر رفعت  لها بتآلم كم يود سحقها الآن بين يديه،سحقها،بل قتلها أفضل، لكن ذالك  الآلم اللعين يمنعه، كز على أسنانه من الألم قائلاً: 
وإزاى عرفتى إنى جاى بالعربيه؟
ردت زينب ببساطه:توقعت كده،إنت بتخاف تمشى على رِجليك،يا بتمشى،راكب حصان،يا راكب عربيه،مشوفتكش مره ماشى على رِجلك زى بقية الناس،يمكن بتخاف الشوز بتاعك يتعفر.
رد بآلم لا يهدأ:توقعك غلط يا دكتوره،بس إنتى بتعرفى تسوقى عربيه.
تبسمت زينب وهى ترى الآلم بعين رفعت رغم أنها تعلم مدى آلمه وقالت:
عندى خبره قليله فى السواقه،وكمان العربيه بتاعتك تحكم إليكترونى مش يدوى،فسهل أسوقها.
رد رفعت:تمام خلينا نطلع من هنا،ولينا حساب تانى فى السرايا.
تبسمت زينب قائله:حساب أيه،الحساب يوم الحساب،يا رفعت يا زهار.
بعد قليل 
دخل رفعت برفقة زينب لداخل السرايا.
تبسمت زينب وهى تراه يمشى يعرج بوضوح،وقالت:
ميه بتلج.
نظر لها رفعت بفهم لكن إدعى عدم الفهم وقال لها:أيه ميه بتلج ده؟
حاولت زينب إخفاء بسمتها وقالت:
نزل الجزء اللى تحت من جسمك فى ميه بتلج ومع الوقت هتحس براحه. 
نظر لها بغيط،وقام بجذبها من ذراعها بقوه قائلاً:عارفه لو حد تانى غيرك عمل فيا نص اللى بتعمليه كان زمانهم بيقروا على روحه الفاتحه،بس بلاش تتغرى،يا زينب.
لم تستطيع زينب إخفاء بسمتها،قبل أن ترد عليه بلسانها،سمعت صوت محاسن تقول:
رفعت بيه الحجه إنعام كانت بتسألنى عن الدكتوره وقولت لها هنزل اشوفها وصلت ولا لسه كويس إنها رجعت.
ترك رفعت يد زينب قائلاً:وجدتى ايه اللى مصحيها لحد دلوقتي مش عادتها تسهر بعد الساعه عشره.
ردت محاسن هى كانت نامت،وصحيت تانى وسألتنى عن الدكتوره وقالت لى انها عاوزاها.
تبسمت زينب قائله:أنا هطلع لها جناحها،وأنتى هاتى لرفعت لوح تلج كبير.  
تعجبت محاسن قائله: ورفعت بيه عاوز لوح تلج كبير ليه.
تبسمت زينب وهى تسير قائله:أهو عندك أسأليه عاوز لوح التلج ليه.
صعدت زينب تبتسم، بينما عين رفعت جمرات ملتهبه،ليس فقط عيناه،لكن الصبر عليه التخلص من ذالك الآلم  أولاً.
نظرت محاسن له وهو يسير يعرج فقالت له:بتعرج ليه يا رفعت بيه سلامتك. 
رد رفعت: مفيش بس وقعت على رجلى هاتيلى تلج لأوضتى، بسرعه. 
ردت محاسن بحسن نيه: تلج ليه،  ما تدهنها  مرهم لوجع المفاصل. 
رد رفعت  بضيق وحسم:قولتلك هاتى لوح تلج لأوضتى.
ردت محاسن:حاضر براحتك،بس المرهم بيريح أسرع. 
صعد السلم بخطوات متعثره من الآلم ودخل الى غرفته، جلس على الفراش، يزفر نفسه تلك الحمقاء، بحركه منها جعلته يجثو على ركبتيه أمامها، كيف حدث هذا بلحظة غفله منه، أم أن تلك الطبيبه لديها من الشراسه ما تدافع به عن نفسها، أصبح حائر كيف يتعامل معها، بسهوله يستطيع منعها الخروج مره أخرى من السرايا، لكن ليس هذا حلاً، عليه الوصول لطريقه لأخضاعها له.
فى أثناء تفكيره دخلت محاسن تحمل بيدها صندوقاً متوسط الحجم به مكعبات ثلج متوسطة الحجم وقالت:ملقتش عندنا الواح تلج كبيره بس لقيت كمية التلج ده فى الفريزر جمعتها فى صندوق وجبتها لحضرتك.
رد رفعت تمام،إدخلى إملى البانيو  بميه  بارده،وحطى فيها المكعبات دى،كفايه.
دخلت محاسن فعلت ما قاله وخرجت بعد قليل،قائله:عملت زى حضرتك ما طلبت،لسه محتاج منى حاجه؟
رد رفعت:زينب لسه فى اوضة جدتى.
ردت محاسن:لأ شوفتها طالعه من الاوضه وقالت طلعت لقتها نايمه.
رد رفعت:تمام روحى أنتى تصبحى على خير.
نهض رفعت وتوجه للحمام بخطوات متأنيه،وخلع عنه ملابسه،ونزل الى حوض الإستحمام،شعر بألم حين إصتطدم جسدهُ بالمياه المثلجه،التى تزداد بروده مع ذوبان الثلج،لكن بعد قليل شعر بانتهاء الالم رويداً رويداً،وتكيف جسدهُ مع برودة المياة.
آتى لتفكيره تلك الشرسه،تبسم بخبث ولما لا.
رأى هاتفه الذى كان يجيب قميصه ووضعه على أحد الارفف،جذبه وقام بارسال رساله لهاتفها يطلب منها الذهاب الى غرفته.
بينما زينب بعد أن وجدت إنعام نائمه،ذهبت لغرفتها،وقامت بخلع حجاب رأسها وأسدلت شعرها،فكرت فى آخذ حمامً دافئاً ثم تتناول طعام خفيف،وتنام فهى هالكه،لكن سمعت رنين هاتفها نظرت للشاشه وتبسمت،وقامت بقراءة :
 رسالة  رفعت "ممكن تجيلى أوضتى،لخمس دقايق." 
تبسمت قائله:غريبه ليكون التلج مأثرش عليه،مُصيبه.
ذهبت الى غرفته،طرقت الباب،لم تسمع صوته،ظنت أنه ربما بحمام الغرفه ولا يسمعها،فتحت باب الغرفه،وبمجرد أن خطت لداخل الغرفه،باغتها يُغلق الباب ويجذبها بقوته،وقام بتقبيلها بقوه،يسحب جسدها للسير معه،الى أن إقترب من الفراش خلفها،فترك شفاها وفك يديه من حولها،وقام بدفعها،لتقع على الفراش أمامه،شعرها كان مُبعثر حول وجهها على الفراش،تنفست ولمت شعرها،لكن قبل أن تنهض،وجدت رفعت ينقض عليها بالقُبلات،الجارفه،تركها مسلوبة الأنفاس ونهض عنها ينظر لها بتشفى قائلاً:
ده كان ردى عن اللى عملتيه فى الوحده من شويه،شايف مفيش فرصه مره تانيه معاكى  مش هتفرق  برضو.....
صمت ثم هز رأسه بلا مبالاه.
بينما زينب سخرت منه قائله:عارف يا رفعت،لو فكرت كويس فى اللى قولته لك هترجع تتشهانى أهو حصل،بس أنا اللى كسبت المره دى،رغم آلمك كنت عاوزنى،بس عارف ليه سيبتك من غير ما أقاوم،لأنك مكنتش هتقدر تكمل لأن عندى عذر شرعى يمنعك ،تصبح على خير،يا رفوعه.
قالت زينب هذا ونهضت من على الفراش عدلت ملابسها وخرجت من الغرفه.
ودخلت الى غرفتها تتنهد بغضب، لا تنكر ذالك الوقح،أصبح له تأثير عليها لولا ذالك العذر  لكان من الممكن  أن تُسلم له مره أخرى،قالت كل ده بسبب العاده اللعينه،اللى عندى إمتى أيامها تنتهى.
بينما رفعت هو الآخر،يشعر بغضب لم تستطيع إمراه أن تسيطر عليه سابقاً كان لديه القدره فى التحكم بنفسه،لكن معها كان يود أن يذهب معها لموجة عشق،أنقذه منها شعوره فعلاً بذالك الآلم،فكر جيداً،زينب لم تحاول إبعادهُ عنها فهى تعرف أنه لن يقدر علي فعل ذالك ،فرك بيدهُ جبهتهُ يتنهد قائلاً بمواجهه: فوق يا  رفعت إنت مخطفتهاش من قدام هاشم الزهار علشان تحرق قلبهُ،  وتغرق إنت فيها.    
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى ظهراً
بمجرد أن نزل مجد من تلك السياره على مشارف قريه الزهار، سار قليلاً ينظر حوله، يريد أن يسأل أحد الماره يستدل منه سواء على سرايا الزهار أو الوحده الصحيه، ليلتقى بزينب يفاجئها بمجيئهُ، كان من السهل عليه الإتصال عليها أو على رقم رفعت الذى أخذه من والده، لكن يود أن تفاجئ زينب به أمام عيناها. 
سار بضع خطوات، رأى فتاه تسير بالقرب منه،قال:أيه الموزه الصغيره الحلوه دى،هى دى البنات مش البت زينب اللى شبه صبى البواب، بس دى أكلمها إزاى، أنا أبسبس لها وأسألها، أختى إجرام وأكيد البلد كلها عرفتها غير رفعت الزهار مشهور هنا. 
تنحنح يقول: 
بس بس يا. 
فى البدايه أعتقدت أنه شاب وقح يحاول معاكستها، تجاهلته ولم ترد وزادت فى سرعة خطواتها، كذالك هو زاد بخطواته خلفها، الى أن قال: 
لو سمحتى يا آنسه،أنا مش بعاكس والله أنا مش من القريه، ممكن أسألك على مكان هنا فى القريه. 
توقفت هبه تنظر له هو شاب أنيق ويبدوا عليه الأحترام، وبالفعل لكنته وطريقة حديثه، يبدوا غريب. 
قالت له: إتفضل إسأل عن المكان. 
تبسّم مجد قائلاً: سرايا الزهار أو الوحده الصحيه. 
تعجبت قائله: أفندم إختار واحد منهم أدلك عليه. 
رد مجد ببساطه: أى مكان أبعد فيهم. 
قالت بتعجب: نعم، حضرتك، بتهزر. 
رد مجد: لأ والله أصل انا اقولك، أنا مجد السمراوى أخو الدكتوره زينب السمراوى، وهى بتشتغل فى الوحده الصحيه وكمان أتأهلت من كام يوم وكتبوا كتابها على رفعت الزهار، وعرفت انها سابت السكن وراحت تعيش فى سرايا الزهار، مع أنى كنت متوقع إنها تعنس، بس قدر ربنا بقى. 
تبسمت هبه قائله: حضرتك تبقى أخو الدكتوره زينب،، مديره الوحده. 
تبسم مجد قائلاً: آه والله أخوها، ومهندس بترول تحبى تشوفى بطاقتى الشخصيه ولا بلاش أصل صورتى فيها مش حلوه. 
تبسمت هبه قائله: الدكتوره انا مشوفتهاش غير مره واحده، بالوحده، بس واصح إنها شخصيه قويه. 
رد مجد وهو يلف يدهُ حول عنقهُ قائلاً: هى مش شخصيه قويه هى جبروت انا عكسها خالص، انا كيوت ولذيذ وبحب الضحك والهزار، إنما هى قفل بعيد عنك، أنا بستغرب إزاى إتجوزت أصلاً. 
تبسمت هبه قائله: حضرتك  مقولتليش عاوز أدلك على أى مكان، السرايا ولا الوحده الصحيه. 
رد مجد بدون تفكير: أى مكان فيهم أبعد عن هنا. 
تعجبت هبه قائله: حضرتك بتهزر، وبالطريقه دى هسيبك تسأل غيرى. 
رد مجد سريعاً:  لأ خلاص دلينى على السرايا،عاوز أشول رفعت الزهار ده.
ردت هبه قائله:تمام،السرايا قريبه من هنا.
همس مجد بندم:يا ريتنى قولت الوحده أهو كنت مشيت شويه جنب القمر الى بيطلع بالنهار،دى البنات الرقيقه الكيوته،مش المُسجله إجرام زينب أختى،ميجيش من وراها خير،يلا نصيبى.
ردت هبه:حضرتك بتقول حاجه؟
رد مجد:لا أبداً كنت هقول شكلك لسه صغيره وبتدرسى،يا ترى بتدرسى أيه؟
ردت هبه:أنا ثانويه عامه.
رد مجد ببلاهه:لأ دا انتى  مش صغيره قوى فرق بينا أكتر حاجه سبع تمن سنين.
تعجبت هبه قائله:أفندم،حضرتك تقصد ايه بفرق السن بينا وعالعموم خلاص إحنا وصلنا بوابة السرايا أهى،رن الجرس،والحرس هيفتحلك سلامُ عليكم. 
وقف مجد سارح لثوانى ثم أخرج هاتفه وقام بألتقاط صوره لها، كم تمنى أن تنظر برأسها للخلف، يرى وجهها مره أخرى لكن إختفت من أمام عيناه بالطريق. 
توجه الى جرس البوابه وقام بالضغط عليه، فتح له أحد الخرس بعد أن قال له إسمه، وقال انه أخو الدكتوره زينب. 
طلب منه احد الحراس إثبات هويته: 
أخرج مجد حافظته وأخرح منها حواز سفر له. 
تأكد الحرس من الأسم،ثم قام بأتصال هاتفى،ثم نظر لمجد قائلا: أتفضل حضرتك.
تعجب مجد قائلاً بسخريه:على فكره لسه مفتشتنيش أنا شايل متفجرات فى المحفظه.
تبسم الحارس له.
بينما دخل مجد متعجباً وهو يرى كل ذالك الحرس بالمكان،وقال:
تلاقى رفعت جايب الحرس دول علشان يضمن البت زوزى مش تهرب من فوق السور.   
لكن فوجئ بشاب يرتدى زى فارس، يقترب منه مرحباً بحفاوه يمد يدهُ يصافحه قائلا: ً لو كنت إتصلت عليا كنت بعتت عربيه مخصوص تجيبك من القاهره للشرقيه،أنا رفعت الزهار. 
تبسم مجد قائلاً: وانا مجد السمراوى للأسف نسيبك،و حبيت أعملها مفاجأه ل زوزى هى فين،أوعى تقولى إنها فى الوحده،تبقى فرصه راحت منى؟ 
تبسم رفعت:فعلاً فى الوحده،بس الوحده قريبه مسافة دقايق،إتفضل معايا لجوه السرايا وأنا هتصل عليها علشان تجى ومش هقولها إنك هنا.
تبسم مجد يهمس قائلاً:اول مره أسمع كلمة سرايا خارج مسلسل تاريخى،والمكان نفسه يحسس الواحد إنه وقع فى كتاب التاريخ،والعصر الرومانى.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار. 
دخلت الخادمه الى غرفة  سيدة المنزل، 
إنفجعت وهى تراها، راقده بالفراش، العرق يغزو جسدها وتنتفض بشده، 
إقتربت منها، تقول: 
مدام مُهره. 
كانت مُهره بعالم آخر تهذى قائله: وسيم. 
أعتقدت  الخادمه أنها تريدها ان تتصل بوسيم، بالفعل مسكت هاتف مهره وقامت بالاتصال  على رقم وسيم لكن لا رد 
إرتجفت الخادمه قائله: 
الدكتور وسيم مش بيرد 
ردت مهره دون وعى منها: رفعت  الزهار. 
بحثت الخادمه بين الاسماء ووجدت إسم رفعت فقامت بالأتصال عليه. 
رد سريعاً يمزح لكن تفاجئ بقول الخادمه: 
مدام مُهره معرفش ايه جرالها، وبتصل على الدكتور وسيم مش بيرد، وهاشم بيه مسافر. 
رد رفعت قائلاّ: أنا جاى مسافة السكه. 
وبالفعل ما هى الا دقائق كان يدخل رفعت بسيارته الى ذالك المنزل، وسار سريعاً  جوار تلك الخادمه ودخل لغرفة مُهره، للحظه شعر بغثيان، لكن تحمل ذالك البُغض، وإتجه الى الفراش وحاول إفاقة مهره لكن هى تهزى، بعالم آخر، وضع رفعت ذالك الوشاح يُغطى شعرها به، وقام بحملها والنزول بها سريعاً  الى مكان سيارته، لكن كانت تهزى قائله: 
وسيم، أختى، نعمان، وما أثار دهشته، رضوان، رفعت رجع من تانى. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بكلية الطب البيطرى 
أنهى وسيم محاضرته وذهب الى مكتبه وضع هاتفه الصامت أمامه على المكتب، ونسى أن يشغل الصوت مره أخرى، فتح حاسوبه وبدأ بقراءة بعض الابحاث 
.سمع  طرق على  الباب، ثم دخلت فتاه، رائحة عطرها الفواح سبقتها الى أنفهُ، رفع وجهه عن حاسوبه ونظر أمامه ثم وقف  قائلاً بذهول:لمى (ألما) 
تبسمت ألما وهى تسير، بدلال أنثى فاتنه، بزيها الضيق والقصير الذى بالكاد يصل لمنتصف ركبتيها، كانت ترتدى نظارة شمس سوداء خلعتها وهى تقترب منه بدلال، قائله: 
سومو،، وحشتنى كتير. 
بلحظه كانت تلف يديها حول عُنقهُ تقبل خدهُ، وتركت أثر قُبلتها على وجنته. 
إندهش وسيم من فعلتها الجريئه، لكن قبل أن يبعدها عنه كانت ليلى كعادتها تفتح باب المكتب وتدخل دون إستئذان  لتنصدم مما رأت، وسيم يحضن إمرأه صارخة الأنوثه كما أن هناك أثار حمرة شفاه على وجنته. 
رغم شعور ليلى بالخجل لكن قالت:
على فكره هنا جامعه محترمه،مش عارفه إزاى سمحوا بدخول العاهره دى.
نظرت لها ألما قائله:أى عاهره إنتى مين بتكوني علشان تكلمينى،بالطريقه دى.
ردت ليلى:أنا طالبه هنا فى الجامعه،بس أول مره أشوف دكتور وسيم فى منظر مخجل،يا خساره يا دكتور،سقطت من نظرى كتير
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بالعوده بالزمن قبل ساعتين تقريباً. دخل رفعت بصُحبة مجد الى إحدى غرف الأستقبال. 
وقال: هتصل على زينب تجى دلوقتي 
فتح رفعت هاتفه قام بالإتصال على هاتف زينب. 
بينما بالوحده
نظرت زينب لشاشة الهاتف الذى يرن، وقالت بتذمر: عاوز أيه الهمجى دلوقتى، أكيد هيعملى فيها غضنفر،ويقولى إرجعى بدرى للحِصن بتاعه،فكرت فى عدم الرد،لكن الإتصال المتكرر جعلها،ترد بالنهاية.
حاول رفعت ضبط عصبيته من تأخرها فى الرد،أمام مجد،وتحدث بهدوء عكسى:
زوزى عاوزك فى السرايا دلوقتي.
تضايقت زينب من قوله (زوزى)وقالت بسخط:وعاوزينى ليه،لسه الوقت بدرى،عن الميعاد اللى قولت عليه.
تبسم رفعت قائلاً:حبيبتى محتاجك ضرورى فى السرايا،هتعرفى السبب أما تجى يلا وبلاش تأخير.
نظرت زبنب للهاتف،وقالت بحنُق:حبيبتى،حبك برص،وكمان بتفقل الموبايل فى وشى، إتقفل فى وشك باب.... 
بلاش، بس ليكون الوجع، رجع له تانى تبقى مُصبيه، بس الضربه مكنتش متمكنه قوى، هى توجع أه وتشل الحركه، بس مش للدرجه إن الوجع يفضل الوقت ده كله... 
أعمل أيه... أثناء حديثها مع نفسها
دخلت الى الغرفه صفاء قائله: 
دكتوره زينب كنت عاوزه أقولك على حاجه  حصلت الأيام اللى فاتت وإنتى فى الأجازه، بس متقوليش عليا لا فتانه ولا وقاعه. 
تبسمت زينب وهى تخلع معطفها الأبيض، وتردى معطفها الآخر قائله: إطمنى يا صفاء مش هقول عليكى كده، أيه بقى اللى حصل وانا فى الإجازه. 
ردت صفاء: الوزاره كانت بعتت كمية أدويه للوحده، وكل موظفين الوحده، صرفوا منها ومش بس كده، كمان ألاضيشهم، كانوا بيجوا يقطعوا ورق للكشف وياخدوا من العلاج ده، ولما طلبت من الحاج طارق إنه يدينى علاج الضغط بتاع امى عطانى علبه واحده وقالى إن الكميه خلصت مع أنه مدكنها لللى على مزاجهُ. 
تبسمت زينب  قائله: يعنى العلاج الحكومه بعتاه للناس الغلابه وطارق وموظفين الوحده إستولوا عليه مش بس ليهم لأ كمان لألاضيشهم، تمام كويس إن عرفت، ومتقلقيش على علاج الضغط  بتاع والداتك، أنا خلاص جهزت لها ورق إنها تستحق العلاج  على نفقة التأمين الصحى. 
تبسمت صفاء قائله: ربنا يخليكي  يا دكتوره ويخليك  رفعت بيه ويرزقكم الذريه الصالحه، اللى تقر عيونكم، وتملى الفرحه قلوبكم الطيبه.
تبسمت زينب بأستهزاء فعن أى ذريه تتحدث صفاء فنهاية زواجها من رفعت متوقعه وقريباً جداً،فليس هنالك توافق بينهم،وهى لن تقدر على تحمل أطباع وتحكمات ذالك الهمجى كثيراً.
بعد وقت قليل 
دخلت زينب الى السرايا،تحدثت الخادمه قائله:دكتوره زينب رفعت بيه منتظر حضرتك فى أوضة الصالون.
تبسمت زينب وذهبت الى غرفة الصالون،دخلت تقول:خير يا رفعت إتصلت عليا اجى دلوقتي ليه،لسه بدرى عا الوقت اللى قولت لازم أكون موجوده فى السرايا قبله
تبسم رفعت وتوجه الى زينب وقام بلف يدهُ حول خصرها، كانت ستتضايق زينب  
لكن
خرج  مجد من خلف الباب يقول بذهول:هو رفعت محدد ليكى ميعاد للرجوع للبيت،لأ مش مصدق اللى سمعته،زوزى تسمع لكلام حد،وتنفذهُ.
للحظه إنخضت ونظرت خلفها تقول:مجد!
إنت أيه اللى جابك هنا يا حيوان ومستخبى ليه وراء الباب زى الحراميه؟
تبسم كل من رفعت ومجد الذى إقترب منها وفتح يديه وضمها وهمس فى أذنها مبتسماً:
يظهر ذنب ناس بتخلصه ناس تانين يازوزى،شكل رفعت هيمشيكى عالمسطره.
نغزت زينب سميح وهى تضمه هى الآخرى بود مبتسمه قائله بهمس:دى خطه تكتيكيه يا حيوان،بس وصلت إزاى لهنا وكمان مش لسه كم يوم على ميعاد أجازتك.
تبسم رفعت وهو يضع يديه مره اخرى حول خصر زينب قائلاً:بلاش وقفتكم دى كتير خلونا نروح أوضة السفره الغدا أصبح جاهز.
تبسم مجد وترك زينب قائلاً:أنا فعلاً جعان من وقت ما خرجت من عتاقه مدوقتش الذات،نضفت بطنى قولت هاجى الشرقيه وأكل فلاحين بقى والشرقوه أهل كرم،لازم أكون جعان علشان أشوف الكرم ده على حق.
تبسم رفعت يقول:إتفضل معايا للسفره وشوف كرم الشرقوه مع إنى معظم حياتى قضيتها فى إسكندريه مش فى الشرقيه لأنى كنت فى مدرسه عسكريه،بس الطبع غلاب وأنا أصلى شرقاوى. 
سار رفعت يضع يدهُ حول  خصر زينب، الذى حاولت نزع يدهُ لكن كالعاده وقح وتشبث بخصرها
تبسم مجد وهو يدخل لغرفة السفره يرى الطعام الموضوع على المنضده قائلاً:والله فعلاً،مش كرم لأ بزخ،وبعدين كرمك سابق يا رفعت،كفايه إنك إتجوزت زوزى،أنا كنت متوقع تعنس وتبور.  
 ضحك رفعت،بينما قالت زينب وهى تُشهر سكين الطعام قائله:
أنا بقول تتمسى أحسنلك،بدل السكينه دى ما تعلم عليك،وأيه اللى جابك لهنا،مروحتش على ماما وبابا ليه دوغرى.
تبسم مجد قائلاً:أنا قولت أسيب عصافير الجنه لوحدهم يولفوا على بعض وأجى هنا للحدايه أشوف مين اللى قدر يجى على نفسه ويقبل يتجوز الدكتوره زينب السمراوى اللى سُمعتها سابقها فى مستشفيات جمهوريةمصر العربيه.
تبسمت زينب وهى تجلس على السفره قائله:ومالها سُمعتى بقى،الحمد لله أى مكان بروحه بحاول أطهره من الفساد
على قد ما بقدر.
تبسم مجد:بأمارة إبن أخو الوزير.
تبسمت زينب قائله بثقه:
طب تعرف بقى إن الوزير ده بنفسه هيجى لهنا الشرقيه بعد عشر أيام يفتتح الوحده الجديده،اللى أنا كملتها فى اقل من شهر بتجهيزات طبيه ولأ وهيفكر أن اللى حصل بفضل توجيهاته،ويتغر ويفكر نفسه أبو الطب المصرى وهتلاقى الحمار إبن أخوه معاه ما هو عامل زى ضله فى أى مكان بيروحه.
تبسم مجد قائلاً:إبن أخوه كان مُعجب بس الدكتوره معجبهاش.
تبسمت زينب قائله:مُعجب ايه،ده شخص وصولى وإنتهازى وصدقنى لو طال يخلع عمه من الوزاره وياخد مكانه مش هيتردد،سيبك منه  أناقابلت من النوعيه دى كتير،لدرجه إن مبقاش يدخل عليا كدبهم.
تبسم مجد قائلاً:على فكره بابا وماما عارفين انى هنا انا قولت لهم،قالولى أسلم على رفعت واقوله ربنا يكون فى عونك،وقعت فى بلوه جايبه مصر من قبلى لبحرى وبنحبوه،اتولدت فى إسكندريه،عاشت جزء من طفولتها فى القاهره وكملتها فى الفيوم لحد الجامعه وبعد كده إنطلقت فى الصعيد الجوانى من مكان لمكان،ولما قولنا خلاص هتستقر فى القاهره،هُب هزأت زميل لها،وفى الآخر كان مُعجب وبيجُر وصال،بس وصال مين الكابتن زوزى،وأخيراً وصلت للشرقيه،الله اعلم المكان الجاى فين يمكن يودوها السلوم عالحدود.
رغم ضحك رفعت لكن بداخله شعر بغيره،حاول إخفائها بسبب قول مجد دون إنتباه منه عن محاولة آخر جر وصالها،وقال:
لأ خلاص بوعدك آخر مكان هنا فى الشرقيه،الأ لو أنا اللى قررت أسيب المكان هنا وقتها أكيد هتيجى معايا فى المكان اللى هروح له. 
تبسم مجد على رد رفعت هو تحدث بقصد عن ذالك الطبيب الذى نُقلت زينب بسببه الى هنا،ود معرفة رد فعل رفعت،وها هو يشعر من نبرة صوت رفعت أنه شعر بالغيره  ،من ذالك الطبيب الذى تحدث عنه.
بعد قليل
وضع مجد ملعقة الطعام بجانب الطبق الذى أمامه قائلاً:خلاص،إنتفخت مبقتش قادر أكل أكتر من كده،خلاص هفرقع شوفيلى فوار يا زوزى علشان يفضى فى معدتى مكان للحلو بقى.
ضحك رفعت بينما قالت زينب:فوار أيه اللى ينفع معاك أيه رأيك بغسيل معده وأعمله أنا بنفسى لك.
نظر مجد بصدمه قائلاً:لأ خلاص مش عاوز حلو،حتى الحلو مُضر بالصحه،بس غريبه يا زوزى إنك أكلتى فطير،وكمان معاه عسل أسود مش عسل نحل،مش خايفه تدوخى،من السكر والكوليسترول؟
نظرت له زينب بتهكم قائله:أنا أكلت حته فطيره صغيره متجيش قد كف ايدى ومكلتش من العسل غير لقمه واحده،أنا بعرف أظبط نفسى،بص لنفسك نسفت فطيره بحالها وكلت طبق مش بدوده،وكمان كيلو عسل اسود غير اللحوم البط والوز اللى أكلتهم،شكلك هترجع عتاقه من الاجازه دى كرشك منفوخ.
رفع مجد يدهُ بوجه زينب قائلاً:أنتى بصيتيلى فى اللقمه شكلى هيجيلى تسمم من عنيكى،أنا خلاص قايم من وشك،أروح اتمشى شويه،أهضم للعشا،بس بليز يا رفعت ياريت نتعشى أنا وإنت لوحدينا بلاش دخلاء عنيهم صفره.
تبسم رفعت على نقار مجد وزينب أمامه،آتى لخيالهُ،نقار كهذا قديم كان بين رحمه أخته ورامى أخيه،لكن بسرعه نفض الذكرى عن رأسهُ،دخول الجده إنعام،التى نظرت لمجد وقالت بأعجاب:
الله مين الواد الحليوه ده،أوعى تقوليلى يا زوزى إنه خطيبك،بقى فى واحده عاقله تسيب الموز الحلو ابو عيون بتنور ده وتبص للجلنف رفعت.
تبسم مجد وأنحنى يُقبل يد إنعام قائلاً:
دا أنتى اللى موزه وحلوه وقمرايه،ربنا يجبر بخاطرك يا تيتا ايوا قولى كمان وغيظى الأعادى،ونسيت اقولك كمان يا تيتا إنى بقبض بالدولار.
تبسمت إنعام قائله:
دا أنت عريس لُقطه،عندى لك عروسه يا واد، إنما أيه ملكة جمال متتخيرش عن زوزى،الواد رامى،خطيبته عندها أختين حلوين،أيه رأيك أخطبلك واحده منهم.
تبسم مجد:موافق يا تيتا بس أشوفهم الاتنين الاول وأختار الحلوه اللى فيهم.
نظرت له إنعام قائله:تشوف مين وتخطب مين،مين حضرتك وجاى عندنا السرايا ليه؟
مين ده يا رفعت إنت تعرف الواد التوتو دى منين؟
سقطت زينب من الضحك تقول:الواد التوتو ده يبقى مجد أخويا الصغير يا تيتا.
ردت إنعام:أيه اخوكى،طب مش تقولى كنا عملنا له واجب ضيافه،يلا تعالى نتغدا وأحكلى يا توتو على البنات زمايلك فى الكلاس.
تبسم رفعت الذى يكبت ضحكه قائلاً:خلاص أتغدينا يا جدتى،هنروح نشرب قهوه فى الصالون يلا بينا.
ردت إنعام:آه يلا خلينا نشرب قهوه،خد إيدى يا واد يا توتو.
تبسم مجد:وأخذ يد إنعام وسار لجوارها،كانت تنظر لعيناه بين الحين والآخر  الى أن جلست على أحد المقاعد وجوارها جلس مجد مبتسماً الى أن وضعت الخادمه صنية القهوه على منضده قائله:القهوه،يا رفعت بيه،الاتنين دول مظبوطبن والفنجال ده بس اللى ساده زى  الدكتوة ما بتشرب القهوه.
تبسم رفعت يهز رأسه،ونهض يحمل كوباً من القهوه واعطاه لزينب وهو يبتسم،أخذته منه بلا مبالاه،بينما أخذ الفنجال الآخر واعطاه لمجد الذى قال:
متشكر.
نظرت لهم إنعام قائله:شوف الشغاله الغبيه معملتش حسابى فى القهوه ولا حتى جابتلى كوباية عصير معاها،البنت دى لازم تنطرد وحالا أنا هنا ماليش قيمه ولا أيه.....
محاسن،،يا محاسن،،إنتى فين الطرش حل عليكى إنتى كمان.
دخلت محاسن مُسرعه تقول:أنا أهو خير فى أيه؟
تحدثت إنعام قائله:الحماره الشغاله اللى جابت القهوه من شويه،معملتش حسابى فى القهوه،الحماره دى تنطرد وفوراً.
ردت محاسن:حاضر هطردها،بس ايه رأيك تجى معايا وتطرديها بنفسك.
فكرت إنعام قليلاً ثم نهضت قائله:تمام،يلا بينا هطردها بنفسى،وإنت يا واد يا توتو اوعى تمشى قبل ما تجى تسلم عليا وحلوه منك كلمة تيتا،مش زى الجلنفات أحفادى،بيقولولى،يا جدتى،بحسهم بيقولولى يا قردتى.
تبسم مجد يقول:لأ معندهمش حق،إنتى أحلى تيتا.
،قال هذا ونهض يقبل يدها مبتسماً  
تبسمت له إنعام قائله: كده إنت حبيبي  وهشوفلك إخوات خطيبة رامى وهختارلك الموزه  الحلوه اللى فيهم. 
تبسم مجد، بينما نظر رفعت ل مجد قائلاً: 
متشكر إنك قبلت تقلبات جدتى، هى كده اوقات عقلها بيغيب. 
تبسم مجد قائلاً: لأ عندى خلفيه و...... 
قبل أن يُكمل مجد قوله، رن هاتف، رفعت، فأخرجه من جيبه ورد عليه سريعاً، لكن إستغرب كل من زينب ومجد حين نهض رفعت قائلاً: أنا جاى حالاً
أغلق رفعت الهاتف ونظر لمجد قائلاً: إنت مش غريب  البيت بيتك، لازم أخرج دلوقتي  عن إذنك.
خرج رفعت مُسرع دون إنتظار رد 
بينما قالت زينب هو ايه اللى حصل خلاه قام زى الملسوع كده.
ر د مجد: خير يمكن مُهره بتولد ولا حاجه، سيبك ومتشغليش بالك بقولك أيه، انا وانا ماشى كده فى البلد، فى بنت هى اللى دلتنى على مكان السرايا، بس البنت دى أيه قمرايه وصغيره وكيوته كده حاجه  رقيقه بونبونايه، لو وريتك صورتها تعرفهالى. 
تبسمت زينب قائله: والله حتى لو معرفتهاش أعرف واحده عارفه البلد كلها ممكن بسهوله تعرفها،بس فين الصوره. 
وضع مجد الهاتف فى وجه زينب قائلاً: أهى صورتها أهى لو تعرفيها دلينى عليها، ومسامحك فى الفلوس اللى قلبتينى فيها، ومش هدعى عليكى تانى. 
نظرت زينب لصورة الهاتف قائله: بقى يا غبى صورتها من ضهرها وعاوزنى اعرفهالك
رد مجد: ياريتنى كنت  وقفتها قولت لها هاخدلك سيلڤى علشان تعملى محضر تحرش،وكنت عرفت هى مين وأحنا فى القسم.
تعجبت زينب قائله:واضح إن قاعدتك كتير فى عتاقه ووسط الصحارى،تنقب عن البترول خلاص سيحت عقلك وقريب جداً
هتبقى مريض بالتهيؤات زى حسن يوسف فى فيلم (للرجال فقط). 
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بالعوده للحاضر الجامعه
تحدثت ألما قائله: إنت إزاى تتطاولى علينا بالشكل ده، وإنت يا وسيم أزاى ساكت للحشره دى؟ 
ردت ليلى: الحشره هى اللى بت..... 
توقفت ليلى تشعر بالخجل من ان تقول أنها كانت تحضن وسيم. 
ثم اكملت قائله: بس العيب مش عليكى، العيب عالدكتور الجامعى، اللى المفروض بيقى قدوه فى الأحترام قدام طُلابهُ، بس يظهر عيشته فى مجتمع اوربى لفتره نسته الاخلاق. 
ردت لمى بوقاحه:وسيم إنت إزاى ساكت عالوقحه دى؟
ردت ليلى:إنتى اللى وقحه،وناسيه انك فى حرم جامعى بس العيب مش عليكى العيب عالدكتور اللى قبل بكده،وناسى إنه فى جامعه محترمه.
تضايق وسيم قائلاً:ليلى إلزمى حدودك وبلاش تتخطيها،وشوفى مين اللى قليل الذوق من الأول ودخل المكتب من غير ما يخبط عالباب يستأذن قبل ما يدخل. 
ردت ليلى:للأسف أنا خبطت،بس يظهر حضرتك كنت مشغول،ومسمعتش خبط الباب،وحتى لو مخبطش أحنا فى الجامعه ووارد دخول طلبه وطالبات لمكتبك،يعنى الموقف المخجل ده كان ممكن غيرى يشوفه ويبقى زيى ويفقد إحترامه ليك كقدوه له.
تعصب وسيم قائلاً:ليلى بلاش طريقتك دى فى الكلام وبعد كده إنتى ممنوعه من حضور المحاضرات والسكاشن العملى بتاعتى ،زكلمه واحده منك زياده إعتبرى إنك شيلتى الماده بتاعتى أتفضلى أخرجى بره المگتب.
تبسمت لمى بخباثه،بينما ليلى ذُهلت من رد وسيم وكادت دموع عيناها تتساقط،لكن فعلت كما قال وخرحت مُسرعه من المكتب 
بينما لمى إقتربت من وسيم بدلال وكانت ستقوم بحضنه مره أخرى لكن قال وسيم:
كفايه يا لمى وقوليلى ليه جيتى لهنا عالجامعه؟
ردت لمى:علشان وحشتنى يا وسيم فاكر زمان إحنا كنا قريبين من بعض قوى،أنا راجعه مصر علشانك فاكر لما إتقابلنا آخر مره من كام شهر فى إنجلترا وسهرنا سوا،بصراحه كنت عاوزه أعترفلك إنك أكتر شخص أنا بتمناه يكون الكابلز بتاعى.
سخر وسيم قائلاً:كابلز معناها ايه دى،وبعدين مينفعش كلام هنا أنا خلاص خلصت محاضراتى النهارده وراجع البيت إتفضلى قدامى،وياريت تمشى مظبوط وبلاش حركات المياصه دى تعمليها قدام اللى فى الجامعه كفايه لبسك المثير ده معرفش إزاى أمن الجامعه دخلك أصلاً.
ردت لمى:دخلونى لما قولت لهم إنى خطيبتك.
إنصدم وسيم قائلاً:أيه وكمان قولتى خطيبتى،لأ ده كتير،كتير قوى كمان. 
بينما ليلى ذهبت الى المُصلى الخاص للفتيات بالجامعه،ودخلت دموعها تسيل،على وجنتيها،فذهبت الى حوض الوضوء وغسلت وجهها،ثم جلست لدقيقه واحده وخرجت من المُصلى،ورأت ما جعل دموعها تسيل مره أخرى،
وسيم يسير جوار تلك المتبرجه الوقحه،تحدثهُ وهو يرد عليها بهدوء،لا تعلم أنه هو الآخر رأى إنعاكسها من خلف عدسات نظارته الشمسيه، لديه حرب دائره بداخله، وهو يراها، تجفف عيناها بمحرمه ورقيه. 
توجه الى السياره وصعد هو وألما إليها، بينما ليلى عزمت أمرها، ستبتعد من الجيد أنه حرمها من حضور محاضراته والسكاشن الخاصه، بهذا لن تراه مجدداً، وستؤد ذالك الشعور الذى من الجيد أنه وئد من البدايه. 
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان المنسى 
خرج رامى من الغرفه خلف الطبيب الذى كان يُعاين مروه، وقام بسؤاله: 
هى إيدها ورجلها  هيفضلوا قد ايه لسه فى الجبس؟
رد الطبيب:لأ مش مده طويله يعنى كمان خمستاشر يوم نفُك الجبس،بس ممكن تحتاج بعض جلسات العلاج الطبيعى لمده،وبعدها مع الوقت أكيد حركة إيدها ورِجلها مع الوقت هتتعدل. 
تبسم رامى شاكراً الطبيب يقول:شكراً لحضورك هنا للبيت لمعاينة مروه والسواق بالخارج هيوصل حضرتك مكان ما تحب.
تبسم الطبيب:لا شكر ولا حاجه،وربنا يشفيها.
وقف رامى امام باب الغرفه التى بداخلها مروه،يتنهد يزفر انفاسه بقوه علها تهدأ تلك النيران المُشتعله بداخله،لا يعلم لما يكره صمت مروه التى أصبحت تمارسه معه فى الايام الأخيره بعد عقد قرانهم،يود أن تتحدث،حتى لو هاجمته كما كانت تفعل أحياناً بالسابق،هل الخضوع أصبح ردها بالقبول عليه.
بينما بداخل الغرفه،ساعدت فاديه مروه على ان تعتدل بالفراش،قائله:والله رامى يستاهل الشكر،دى تانى مره يجيبلك الدكتور هنا فى البيت يعاينك غير لما كنا بالوحده،كان برضوا بيجيب الدكاتره من بره الوحده يعاينوكى،ربنا يهدى سركم.
لم ترد مروه عليها حين سمعت صوت طرق الباب ودخول رامى بعدها.
تحدث رامى قائلاً:طنط فاديه ممكن لو سمحتى تعمليلى قهوه مظبوط.
تبسمت فاديه قائله:عنيا.
تبسم رامى قائلاً:تسلمى.
خرجت فاديه وتركت مروه مع رامى بالغرفه..
نظر رامى لمروه قائلاً:الدكتور قال إنه الجبس هيتفك بعد خمستاشر يوم،وفرحنا هيتم بعد فك الجبس مباشرةً،وتكملى العلاج الطبيعي عندى فى السرايا متخافيش  هتلاقى فى السرايا،رعايه وإهتمام أكتر.
نظرت له مروه قائله:مش فاهمه يعنى ايه هلاقى فى السرايا رعايه وإهتمام أكتر،وهنا ماما واخواتى بيهتموا بيا،ليه الأستعجال؟
رد رامى:أنا قولت الفرح بعد ما تفكى الجبس مباشرةً،ولا  هتفكرى تنتحرى مره تانيه. 
ردت مروه بدموع خانتها:
قولت لك مستحيل أنى أفكر انتحر لاى سبب من الأسباب حتى لو كان السبب إنت وأنى متجوزكش،انا لغاية دلوقتى مش فاكره إزاى طلعت اساساً على سور البيت وإزاى وقعت،مش مصدق إنت حر،لكن انا مش هكفر و أموت نفسى،كان بسهوله أنى اهرب من الأساس وأبعد عن هنا ومكنتش هتعرف مكانى.
إقترب رامى من الفراش وإنحنى على مروه يكلمها بهسيس قائلاً:كنت هدور عليكى وهجيبك من تحت الأرض،قولتلك أنا قدرك يا مروه،وجوازنا بعد فك جبس إيدك ورجلك،
قال  رامى هذا وإنقض على شفاه مروه يُقبلها بنهم وعشق مستتر خلف الجفاء الذى يُظهرهُ،لكن ترك شفاه ووقف ثابتاً حين سمع صوت مقبض الباب،ودخول نعمان الى الغرفه،مبتسماً.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل رفعت الى السرايا  بمُهره التى أصبحب فاقده للوعى،تحدث لاحدى الخادمات التى قابلته قائلاً:الدكتوره فين؟
ردت الخادمه:
الدكتوره مع أخوها فى أوضة الصالون.
تحدث رفعت:تمام روحى بسرعه ليها خليها تحصلنى على أوضة نومى،بسرعه.
ذهبت الخادمه الى غرفة الصالون قائله:
دكتوره زينب،رفعت بيه عاوز حضرتك دلوقتي ضرورى فى اوضة نومه،بسرعه.
وقفت زينب قائله:وعاوزينى ليه عالعموم انا رايحه له.
تبسم مجد ساخراً بعدخروج الخادمه:هو إنتم مش بتناموا فى اوضه واحده مطبقين نظريه الزواج الحديث كل واحد له أوضه خاصه ونتقابل فى التراس قدام الناس. 
رمت زينب وساده صغيره بوجه وسيم قائله:لأ يا حيوان دى نظريه صورنى من ضهرنى تعرفنى،بلاش سخريه هروح اشوفه عاوز ايه وارجعلك تانى.
تبسم مجد بوقاحه قائلاً:متخافيش هطلع أرتاح فى الاوضه اللى رفعت قال للشغاله تحضرهالى،يعنى خدى وقتك،يمكن الموضوع يطول،وتجيبى بيبى شبه خالو.
ردت زينب:بتتريق يا حيوان عليا،ماشى رجعالك اعرفك مقامك،يظهر إشتاقت للضرب. 
تبسم مجد.
بينما حين إقتربت زينب من غرفة وجدت باب الغرفه مفتوح،فدخلت مباسرةً للغرفه.
رأت تلك المرأه التى قابلتها منذ أيام،ورفعت بيدهُ زجاجة عطر يحاول أن يجعلها تعود للوعى لكن لا تستجيب،تنحنحت زينب 
إلتفت رفعت لصوت نحنحتها قائلاً بلهفه:زينب عمتى مهره معرفش جرالها أيه من فضلك.
ردت زينب سريعاً وهى تقترب من الفراش،نادى على أى حد يجيبلى الشنطة الطبيه اللى هنا بسرعه.
فى خلال دقيقه،كان أمام  زينب حقيبة طبيبه بها كل مستلزمات الطبيب.
وضعت زينب سماعة طبيه وبدات فى فحص مؤشرات مُهره وقالت له:
هى عمتك بتاخد نوع معين من الادويه او بتشتكى من أى مرض مزمن.
رد رفعت:معرفش،بس بتسألى ليه وبعدين هى مش بتفوق ليه.
ردت زينب:المفروض عمتك تدخل المستشفى لان لازمها غسيل معده،واضح جداً إنها إتناولت حبوب أو جرعة علاج أكتر من الازم وده عمل لها هبوط فى الدوره الدمويه ولازمها رعايه خاصه فى مستشفى،وكمان تحليل دم علشان نعرف نوع العلاج اللى أخدته وسبب لها الحاله دى وتاخد مصل مضاد للنوع ده من الادويه،وكمان هتعوز تعلق محاليل وو....
رد رفعت إنتى مش دكتوره،إتصرفى هنا أنا مش هوديها للمستشفى،وقولى لى على المستلزمات اللى محتاجه لها،وهتلاقيها كلها قدامك فوراً.
ردت زينب:تمام،اول حاجه محتاجه اعرف نوع العلاج اللى أخدته،وده مفيش غيرى حلين،يا اما تقولى اسم العقار ده،يا تحليل دم سريع.
فتح رفعت هاتفه سريعاً،قام بالاتصال على رقم منزل مُهره الارضى،ردت عليه إحدى الخادمات،وقام بسؤالها أجابته أنها كانت تأخذ أحد العقارات الطبيه المنومه من حين لأخر وانها لديها الروشته الخاصه بهذا الدواء.
رد رفعت:طب  أنا هقفل
الخط و بسرعه إبعتيلى عالموبايل صوره واضحه  للروشته دى من موبايل عمتى مُهره.
بالفعل خلال دقيقه كان يسمع رفعت صوت رساله على هاتفه،فتحها سريعاً واتجه الى مكان وقوف زينب وأعطى لها هاتفه وقال:اسم العلاج أهو اللى كانت بتاخده عمتى مُهره.
أخذت زينب الهاتف ونظرت الى الصوره وقالت له تمام،هكتبلك شويه ادويه مضاده للعلاج ده،تجيبها وكمان محلول طبى.
بالفعل دونت زينب على ورقه مجموعة ادويه وقامت باعطائها لرفعت الذى فر سريعاً يأتى بتلك الادويه بنفسه،وعاد خلال دقائق معدوده،بدأت زينب بعلاج مُهره،بالمضادات وتعليق المحاليل الطبيه لها.
.....
بينما دخل وسيم الى منزل هاشم الزهار،بصُحبة تلك الفتاه
تقابل من الخادمه التى قالت له:
دكتور وسيم طلبت حضرتك كتير علشان اقولك إن مدام مُهره تعبانه،بس حضرتك مردتش عليا وإضطريت إتصل على رفعت بيه وجه وأخدها معاه،وهى كان شبه مغمى عليها وبتهلوس.
إنخض وسيم وأخرج هاتفه وجده على الوضع الصامت،فقام بفتحه،بالفعل عدة مكالمات فائته،لكن نظر للخادمه،وقال:
ورفعت خد ماما وراح بيها فين.
ردت الخادمه:معرفش حتى كان اتصل عليا وقالى إن كانت مدام مهره بتاخد ادويه معينه وأنا صورت له الروشته بتاع الدوا اللى بصرفه لها من الصيدليه كل فتره.
رد وسيم بغضب:هى كانت رجعت تانى للمهدئات دى،مش كانت بطلتها.
صمتت الخادمه.
تنهد وسيم وقام بالاتصال على رفعت،لكن لارد عاود الاتصال أكثر من مره لكن لارد أيضا،فكر سريعاً،وقام بالأتصال على رامى.
بمنزل صفوان.
كان رامى يجلس مع صفوان الذى يتحدث بهدوء ولديه شعور أن مروه غير مُرحبه بهذا الزواج،،او انها مُرغمه عليه،لكن أثناء حديثهم،رن هاتف رامى،نظر للشاشه رأى إسم وسيم:
رد عليه بهدوء لكن فجاه إنتفض واقفاً يقول:
بتقول ايه أنا مش مع رفعت،إتصل على تليفون السرايا الارضى وأسألهم،عنه،وانا دقايق وأكون فى السرايا،أكيد رفعت أخد عمتى مُهره،للدكتوره زينب تعالجها.
حين سمع نُعمان إسم مُهره أنخلع قلبه ونهض هو الآخر قائلاً:
مُهره،مُهره جرالها أيه؟
تعجب رامى ولكن قال:معرفش انا لازم امشى دلوقتي.
تحدث نُعمان يقول بتلهف ودون تفكير أنا جاى  معاك،أثار ذالك تعجب كل من مروه ورامى،لكن غادر رامى ومعه نُعمان سريعاً.         
بعد قليل 
كان 
بالسرايا 
كل من رامى، ووسيم،  وأيضاً نُعمان. 
يقفون أمام باب الغرفه ينتظرون خروج زينب أو رفعت من الغرفه. 
بالفعل بعد دقائق خرج، رفعت ثم، زينب. 
تحدث نُعمان بلهفه مُهره جرالها أيه، من فضلكم حد. يطمنى عليها. 
رغم تعجب رفعت من قول نُعمان، 
لكن تحدثت زينب قائله: 
مدام مُهره هتبقى كويسه الحمدلله إمتثلت للمضاد بتاع المهدأ اللى أخدته،وواضح إنها أخدت كذا حبايه،تساعدها عالراحه،ومكنتش مفكره إن زيادة الجرعه ممكن تكون إنتحار منها.
تعجب رفعت يقول: قصدك أيه، إن عمتى مُهره حاولت تنتحر! 
ردت زينب: لأ ده مش إنتحار بمعنى إنتحار، واضح جداً  إن عمتك مُهره كانت بتتعاطى منوم مُعين يساعدها عالنوم، النوع ده من الأدويه، له تأثير كبير  على المخ، بيساعده على الأسترخاء، بالتالى بيشعر العقل بالغياب وبيستسلم للنوم، بس بعد فتره تأثير العقار ده على المخ، بيضعف، فالمريض بيزود الجرعه يعنى مثلاً بدل ما ياخد حبايه واحده، بياخد اتنين أو أكتر، مع طول الوقت بيأثر على عصب الدماغ نفسه، وكل ما الجرعه بتزيد بيقفد الجسم القدره على الراحه، بيبقى زى إدمان كده، بس سهل الاقلاع عنه، بس لازم إرادة اللى بياخد النوع ده من المُهدئات، لانها خطيره زى المخدرات بالظبط، حتى أسوء لأن فى ادويه ممكن تخلى المريض ينتحر، بسهوله جداً  وهو مش حاسس أنه بينتحر هو مفكره علاج، ومدام مُهره، تناولت أكتر من حبايه فى إعتقادها إنها هتساعدها تنام وتفصل عن الشئ اللى بيضايقها ، بس يمكن من رحمة ربنا بيها إنها إتلحقت بسرعه.
لم يتعجب وسيم وقال: 
بس هى وعدتنى أنها كانت هتبطل اخد المهدئات دى ، وبالفعل كانت بطلتها، بس أيه اللى جرى خلاها ترجع ليها من تانى، أكيد فى سبب. 
بينما ذالك العاشق القديم قال: 
ممكن أدخل أطمن على مدام  مُهره. 
تعجبوا جميعاً وقال رامى: أنت ايه حكايتك مع عمتى مُهره، أنا لاحظت نظراتك ليها يوم كتب كتابى بالوحده، وهى كانت بتهرب من نظراتك دى. 
رد بنفس الشئ وسيم قائلاً: إنت مين؟ 
رد نُعمان عليه: أنا نُعمان الجناينى، أنا حكايه من الماضى
....... 
بينما مُهره سابحه تتلاطم وسط أمواج الماضى، تهمس بأسم "نعمان" 
قائله: نعمان أنا خسرت كل اللى بحبهم فى الماضى، كأنى كنت لعنه، من كل اللى بقرب منهم، انا كنت، جبانه زى ما قولتيلى، ياريتنى، سمعت كلامك، بس مينفعش الندم دلوقتي، ليه رجعت إبعد تانى، كفايه مش هقدر أتحمل أخسر حد تانى من الى بحبهم، 
زمان قولتلي هتقبل بيا، حتى بعد اللى عملهّ هاشم، بس انا كنت جبانه وخوفت مع الأيام تتبدل مشاعرك، وتندم إنك قبلت بيا، فكرت إنى لما إتجوزت من هاشم، إنى بنتقم منه،أنه يتحمل وز اللى عمله فيا،وقولت اللى عمل الذنب يتحمل الجزاء،بس للأسف انا اللى إتحملت الجزاء كلهُ، على ذنب إرتكبهُ غيرى، ودمر حياتى. 
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بنفس الوقت، 
بيخت عائم بالبحر بين الأسكندريه ومرسى مطروح
تحدث الآخر قائلاً: بلاش تستهون بقوة رفعت، رفعت مش زي رضوان، رفعت بكلمه منه مش بس يقلب مينا إسكندريه، يقدر يقلب موانى مصر كلها، وأنا حاسس من يوم رفعت ما ساب منصبهُ القديم ورجع تانى للزهار إنه مش ناوى على خير. 
ضحك هاشم قائلاً: مكنتش أعرف إنك جبان للدرجه دى، عالعموم براحتك بس خليك فاكر إحنا إبتدينا الطريق سوا، وإنت عارف رجال أوربا معندهمش مكان للمشاعر ولا لصداقه، يا عزيزى، 
كانت الكلمه النهائيه الذى سمعها الآخر قبل أن يسقط مُسجى فى دمائه، بعد رصاصه واحده أخترقت رأسه
تبسم هاشم لتلك التى آتت من الخلف، تسير بدلال وهدوء كأنها لم تُزهق روحاً بشريه الآن، 
تسير بغنج وبيدها السلاح، والقت السلاح من يدها بعيداً على سطح اليخت
حين أقتربت من هاشم الذى جذبها بقوه، يلتهم شفاها فى قُبلات عنيفه يعتصر خصرها بيديه وهى ترحب بذالك بل تريد عُنفاً أكثر، وها هى تنول ما تريد، علاقه ساديه تصرخ من شدة الالم لكن باستمتاع منها، بينما ذالك الذئب، يشتهى بخياله أخرى، أغمض عيناه يتمنى سماع صراخات
تلك القاتله، لكن بصوت الطبيبه، لكن جاء الى خاطره ما يحول بينه وبين الطبيبه 
هو بقاء رفعت على قيد الحياة.
بعد جولة تعذيب سعيده، إرتمى الأثنان على الفراش يلهثان. 
تبسمت القاتله قائله، بلكنه عربيه مكسره: 
ليتنى قابلتك هاشم قبل أن أقابل ذالك الأحمق هشام توأمك، ربما أصبح بنتاى، بناتك وورثن قوتك، لا حماقة أبيهم هشام. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رغم تعجُب الثلاث من قول نُعمان أنه حكايه من الماضى، لكن قال وسيم: 
مش فاهم قصدك أيه بحكايه من الماضى، طب لما إنت حكايه من الماضى  أيه اللى رجعك دلوقتي! 
رد نُعمان: هتصدقونى لو قولت لكم معرفش أنا أيه اللى رجعانى للزهار من تانى، بعد تلاتين سنه غُربه كنت شريد بلا وطن، معرفش غير إنى إشتقت أن نهاية حياتى أقضيها فى بلدى، رغم إن كلها بلاد الله بس خوفت أموت فى الغُرفه وإندفن فى مكان غريب عنى.
نظر له رامى بتمعُن قائلاً:شكل حضرتك واضح إن صحتك كويسه.
تبسم نُعمان: فعلاً  الحمد لله صحتى على قد سنى كويسه وبعدين هو الموت بيفرق بين اللى صحته كويسه والمريض(مال عيانكم سليمنا مات)وياما ناس عايشه بس قلوبها ميته،حكاية الماضى مش أنا الوحيد اللى أملُك سردها ليكم،مُهره كمان ليها الحق،ويمكن تكون نسيتها وسط زحام الحياه،ودلوقتى ممكن تخلونى أدخل أشوف مُهره،رجاءً. 
لا تعرف لما شعرت زينب أن هذا الرجُل لديه جرح غائر بقلبهُ لم تدرى وهى تفتح له باب الغرفه قائله:إتفضل إدخل شوفها وأطمن عليها،وأطمن هتبقى كويسه.
تبسم نُعمان قائلاً:متشكر يا بنتى،ربنا يطمنك يريح قلبك دايماً على أحبابك.
تبسمت له زينب وهو يدخل ويغلق خلفه الباب.  
نظر رفعت ل زينب بغضب من فعلتها، ولكن لم يتحدث، بينما وسيم ورامى لاموها قائلين: 
إزاى تسمحى له يدخل بدون ما نعرف هو مين؟ 
ردت زينب: والله الاوضه مش مقفوله بقفل صعب فتحه، تقدروا إنتم كمان تدخلوا، أنا رايحه أوضتى،وأطمنوا مدام مُهره مش هتفوق قبل الفجر.
غادرت زينب المكان وتوجهت الى غرفتها، بينما إقترب وسيم من باب الغرفه وكاد يفتحه لولا أن قال له رفعت: 
بلاش تدخل دلوقتي، حتى لو مكناش نعرف مين نُعمان ده وقصته بس واضح إنه مستحيل يأذيها،أنا رايح وراجع تانى،بلاش وقفتكم دى هنا،وعمتى فعلاً حالتها بقت كويسه لحد كبير.
تنهد وسيم وأتى بمقعد قائلاً أنا هقعد هنا لحد ما أعرف مين الآخ نُعمان ده كمان وأيه حكايته القديمه مع ماما مُهره. 
تنهد رامى دون رد وظل واقفاً جوار وسيم. 
بينما دخلت زينب لغرفتها تشعر بدوخه بسيطه، ذهبت سريعاً وآتت بجهاز فحص السُكرى الخاص بها وقامت بخلع بلوزتها بالكامل،وظلت بتوب  داخلى بثلث كُم لكن يصف جسدها من أعلى كما أنه بفتحة دائريه من يُظهر جزء كبير من ظهرها وصدرها ، ثم قامت بعمل إختبار قياس السُكرى ونظرت لنتيجتهُ، زفرت نفسها قائله: 
برضو السُكر زايد، مش عارفه السبب أنا محافظه عالآخر هعمل أكتر من كده أيه، يمكن لازم أزود جُرعة الأنسولين شويه. 
وضعت جهاز قياس السكر وأخذت جهاز آخر ووضعت به محلول الأنسولين، ووقفت تحقن به نفسها بعضد يدها، الى أن إنتهت ألقت الحُقنه 
ثم جلست على الفراش قليلاً الى أن شعرت براحه،نهضت تتوجه الى دولاب الملابس تُخرج لها ثياب أخرى،
لكن فى ذالك الأثناء دخل رفعت بهياج قليلاً يقول:إزاى تسمحى للى إسمه نُعمان ده يدخل الأوضه لعمتى مُهره،مين اللى عطاكى إذن بالتصرف ده؟
ردت زينب:إزاى تدخل اوضتى من غير ما تستأذن الأول مش هتبطل الهمجيه دى،وأنا معملتش جريمه،واضح اللى إسمه نُعمان ده،على معرفه قديمه بعمتك،وده موقف إنسانى،لشخص بيترجى يشوف مريض.
نظر لها رفعت بذهول يقول:موقف إنسانى،حلوه قوى إنسانيتك،إنسانيتك دى هى اللى جابتك هنا،لو بتحكمى عقلك مش عواطفك يمكن كان زمانك فى مكان أفضل من هنا،ويمكن مكنتش إتقابلت مع إنسانه مستهتره زيك.
تعصبت  زينب:أنا مش مستهتره،وإلزم حدك وإنت بتتكلم معايا،وحتى لو مستهتره إيه اللى يجبرك تتحمل إستهتارى،فى إيديك الحل،خلينا ننفصل وأرتاح من همجيتك،وبعدين أنا دكتوره ومهمتى أقدم خدمتى للناس اللى تحتاجنى فى أى مكان  مودرن أو نائي، حتى لو كان هنا فى الزهار.
تبسم رفعت ساخراً وهو يمسك معصم زينب يقول:آخر شئ تفكرى فيه إنى أنفصل عنك قبل......
صمت رفعت فجأه.
نظرت له زينب:قبل أيه كمل كلامك،قول سبب يخليك تتحمل إستهتارى.
وقع بصر رفعت بنظره خاطفه لمعصم زينب، رأى آثر لسن سرنجه، لكن لم يعطى للأمر أهميه. 
لكن ترك معصم زينب ووقف أمامها يحجب رؤيتها، حين فُتح باب الغرفه دون طرق، وكاد مجد أن يدخل،لكن شعر بالحرج، وقال متآسف كنت مفكر زينب لوحدها. 
قال مجد هذا وأغلق خلفهُ الباب. 
بينما قالت زينب: إتفضل إطلع بره، عاوزه أغير هدومى. 
نظر رفعت لها بسخريه قائلاً: مكنتش أعرف إن الدكتوره اللى جاتلى لحد أوضتى بتنكسف تغير هدومها قدامى، بعد ما شوفت كل جسمها عريان ومآثرش ذره فيا. 
نظرت له زينب قائله بغيظ وغضب: بره يا رفعت، وإن كان على دخولى لأوضتك، تأكد إنها مش هتكرر تانى، وفى أقرب وقت هننفصل، لا قبل ولا بعد اللى بتفكر فيه، أنا خلاص كرهت الأسوار العاليه اللى إنت عايش فيها، مش عاوزه أعرف خايف من أيه ومفكر إن بالأسوار دى هتحمى نفسك منه، عيش بين الأسوار دى لوحدك، بغرورك. 
ترك رفعت يد زينب وخرج من الغرفه غاصباً، بينما زينب، تشعر بإنهاك لا تعرف سببه أهو بسبب ذالك المرض اللعين الذى صاحبها منذ طفولتها أم هنالك شعور آخر، يتسرسب اليها، لا تفهمه، لم تقدر على الوقوف كثيراً، ذهبت الى الفراش وإرتمت بجسدها عليه، تشعر بدوران خفيف، أغمضت عيناها وهى تعرف أنها ستتحسن بعد قليل وينتهى هذا الدوران. 
.. 
بينما رفعت نزل سريعاً درجات سُلم السرايا، وغادرها، ذاهباً الى إستطبل الخيل، سرج إحدى المُهرات وإمتطاها، يجرى بها بين المضمار الموجود بالمكان، لكن فجأه، أوقف المهره ونزل من عليها، يرمى عصاه بالارض بُعنف، لما تعصب بتلك الطريقه على زينب، ما السبب، سماحها لدخول ذالك المدعو نُعمان الى غرفة عمته مُهره، أم مواجهاتها له أنه خائف من شيئًا ما يُخفيه،للحظه كاد ينفلت لسانه ويقول أنه إختطفها من أمام عدوه،كى يحرق قلبه أنه أخذ من أمامه شيئًا كان يشتهيه،لكن مهلاً،أنت كاذب يارفعت،أنت بداخلك شئ ينبض لتلك الطبيبه تثير بداخلك مشاعر موؤده منذ زمن،أنت تشتهيها،تريدها تستمتع بقُربها،نفض ذالك التفكير عن رأسهُ لائماً ذاتهُ يجلُدها بقسوه،قائلاً:يكفى تلك الطبيبه وجودها يُشتت  بداخلك مشاعر ليس وقتها،فالنهايه معروفه مُحترق مع من أحرقوا قلب ذالك الشاب اليافع صاحب العشرون عام.
أثناء تفكيره هذا رن هاتفه 
أخرجه  من جيبه ورد  بصاعقه: 
يعنى هاشم و"جاكلين" 
نزلوا من اليخت على لانش صغير، وبعدها اليخت إتفجر وولع، طب والقبطان اللى كان معاهم؟ 
رد الآخر: أكيد كان فى اليخت، لأننا كنا قريبن جداً  من مكان اليخت وشوفنا بس جاكلين وهاشم وشاب معاهم فى اليخت، وبعد ما بعدوا شويه، فجأه إنفجر اليخت، وطالما القبطان مكنش معاهم عالانش، يبقى أكيد كان فى اليخت، وبكدا، يبقى إتأكدنا إن فى تصفيات الفتره الجايه بنزول جاكلين لمصر فى الوقت ده، وأكيد الراجل التالت اللى معاهم هينكشف، شكل هاشم كده  ناوى يبقى هو المُسيطر هنا فى مصر، وقُربهُ من جاكلين بيمهد له الطريق، تفتكر إن الضلع التالت لهاشم والقبطان اللى كان بيساعد فى دخول الأدويه المُخدره دى لمصر،غير البنات اللى كان بيبعهم هاشم،للنخاسه  يكون مين؟
عندى شك فى هشام أخوه؟.
رد رفعت:لأ هشام أجبن من كده،وأهو أنت سمعت جزء من تسجيلات الصوت  اللى كانت مزروعه فى اليخت المره اللى فاتت بين القبطان وهاشم،الشخص ده شخص مسئول فى البلد أو له حصانه دبلوماسيه،والاوصاف دى متنطبقش على هشام الزهار آخره رهانات الخيل اللى بيدخلها على أمل يكسب رهان وقتها يسترد جزء من أموالهُ اللى ضيعها فى خسارته للسباقات دى،هشام مستنى ضربة حظ. 
تبسم الآخر قائلاً: طب وحكاية نزول واحده  من بناته لمصر الوقت ده مع مامتها! 
رد رفعت: حتى بناته مش زى مامتهم، دول آخرهم يصتادوا راجل يصرف عليهم ببذخ ويستمتعوا شويه، والبنت نزلت على هنا فى الزهار، ومتأكد إن التانيه مسألة وقت وهتنزل بس تلاقى طريقه تتخلص من عشيقها. 
رد الأخر: 
تمام هنفضل على تواصل  وأطمن تليفونك محدش يقدر يراقب تحركاتهُ، والتليفون اللى طلبت مراقبة مكالماته ورسايله هبعتلك كود تقدر تدخل منه وتعرف كل المكالمات الخاصه بيه، بس غريبه الرقم ده رقم الدكتوره  زينب السمراوى يعنى المدام، غير متأكد إنك حاطط فيه جهاز تعقُب يبقى خايف من أيه؟ 
رد رفعت: مش حكاية خوف تقدر تقول زيادة إطمئنان ، عليها هى كمان يلا بالسلامه  وخلينا على تواصل. 
أنهى رفعت المكالمه ووقف يُزفر أنفاسهُ،لكن نظر الى السماء ورأى بها ظلام ونجوم تخنُقها بعض السحُب السوداء،كحياتهُ هنالك نجمه ظهرت يخشى أن تتوراى أو تخنُقها سُحبهُ السوداء . 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــ
 بالأسكندريه
بڤيلا بمنطقه راقيه
قبل أن تنزل جاكلين من سيارة هاشم  قبلته قُبله قويه عاتيه قائله:رغم أن الوقت الذى نقضيه معاً يكون عادتاً  صغيراً،لكنى أشعر بمُتعه كبيره معك،لنعيد ذالك اللقاء بأقرب وقت.
رسم هاشم بسمه قائلاً برياء: وأنا أيضاً،أشعر بمُتعه كبيره معك،وبالتأكيد هنتقابل قريباً مره تانيه، نسيتى تقوليلى إمتى هترجعى تانى  لليونان؟
ردت جاكلين:أجازتى قصيره يومان فقط،بالغد مساءً سأعود لليونان.
قبلها  هذه المره هاشم يمتص شفاها بقذاره وقوه قائلاً،سأظل هنا بالأسكندريه،لنلتقى غداً مره أخرى قبل أن تُغادرى الأسكندريه.
تبسمت قائله:حسناً سأهاتفك غداً صباحاً،نلتقى،وأذهب للمطار بعد أن أقابلك.
تبسم هاشم بقبول رحب،وقبلها قُبله جافه من المشاعر،لكن كما تشتهى هى .
بينما نزلت جاكلين من السياره،منتشيه من تلك القُبله.
دخلت الى رواق الفيلا،ثم رنت الجرس،فتحت لها إحدى الخادمات التى إستقبلتها، مُرحبه بها بحبور.
تحدثت جاكلين:أين هشام.
ردت الخادمه:المهندس هشام هنا فى الڤيلا،بغرفته،يستعد للخروج.
تبسمت جاكلين قائله:حسناً سأذهب له،بامكانك ترك الڤيلا الليله.
تبسمت الخادمه لها،وقالت:ليله سعيده.
بعد دقيقه واحده،كانت جاكلين تفتح باب غرفة هشام،نظرت بداخلها ليس موجود،ذهبت الى باب الحمام المُرفق بالغرفه وفتحته دون حياء منها،تبسمت وهى تراه يجلس بحوض الأستحمام يُغمض عيناه،تسحبت من خلفه ووضعت يديها على عيناه،للحظه إنخض،لكن حين همست جوار أذنهُ أطربت قلبه فقال:
جاكى،إمتى جيتى لأسكندريه.
ردت جاكلين:آتيت برفقة لمى،هى ذهبت للشرقيه وأنا بقيت هنا لقضاء بعض الاعمال وسأعود لليونان غداً فى المساء.
جذبها هشام بقوته،لتقع جواره بحوض الإستحمام،مبتسمه تقترب منه مُقبله برقه قائله:لقد وحشتنى لمساتك الجميله هشام،لنعيش ليلة حب معاً مثل الماضى.
تبسم هشام قائلاً:ليه مش راضيه نرجع لجوازنا  مره تانيه وترجعى تعيشى هنا معايا بالأسكندريه زى  بداية جوازنا،وبما إن لمى رجعت اكيد ريما هترجع لهنا قريب هى كمان ليه منتلمش أسره مع بعضينا مره أخرى،بعد  طلاقنا بعد عشر سنين من جوازنا وبعدهاأنتى رجعتى لليونان والبنات هنا شويه وفى اليونان شويه .
ردت جاكلين:هذا أفضل لنا نحن الأثنان،انا لدى أعمالى باليونان وأنت كنت  كبير مهندسين بهيئة الملاحه المصريه،وكل ما يفصل بيننا هو البحر فقط يا عزيزى إنفصالنا لم يمنع أحدنا أن نظل نُحب بعضنا،هذا افضل لنا ولبناتنا هناك باليونان يجدن حريه أكثر من مصر ،الأهم الآن يا عزيزى لا أريد قضاء الوقت معك بالتحدث حول آمر عودتنا  لبعض،ولا الحديث حول بنتانا،أريد أن نستمتع سوياً بالوقت. 
قبلها هشام بحميميه يقصيان معاً وقت مُحرم لكن ممتع بالنسبه لهما الاثنين.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان.
كانت مروه نائمه 
ترى بمنامها نفسها على سطح منزلهم،تنظر للسماء بها قمراً بدر تسير يمين ويسار تتلاعب كطفله وهى تظن أن القمر يسير مع خطواتها،لكن فجأه ساد ظلام،وبعدها إنتهى كل شئ،تشعر بآلم آنت منه. 
وأستيقظت على صوت ليلى التى قالت لها: 
مروه مالك أيه اللى بيوجعك؟
بكت مروه قائله:دماغى بيوجعنى قوى،لما بحاول أسترجع اللى حصل يوم ما وقعت من على السطح،بيجى لحته معينه وعقلى بيفصل،مش قادره افتكر اللى بابا قال عليه أنه شافنى واقفه عالسور وأنى.....
ردت ليلى: وأنك محاولتيش تنتحرى صح،مروه انا متأكده إنك مستحيل تنتحرى،عارفه ليه؟،لأن ببساطة إنتى بتحبى وسيم،بس الخوف من طبقات المجتمع هو اللى خانق الحب ده،وإحساسك إنك أقل من وسيم فى نظره،وانه كان لازم يختار اللى تليق به وبمكانته الأجتماعيه مش بنت سايس.
تعجبت مروه قائله:وسيم مين ده كمان اللى بحبه؟
إنتبهت ليلى أنها بدل أن تذكر إسم رامى ذكرت إسم وسيم،تنحنحت قائله:أنا قصدى رامى،بس غلطت فى الأسم،هقوم اقول لماما إنك صحيتى،علشان تجيبلك العشا،وبعدها تاخدى أدويتك،علشان كسورك تلتئم بسرعه.
فرت ليلى من أمام مروه قبل أن تسألها لما ذكرت إسم وسيم،أيُعقل ليلى لديها مشاعر إتجاه وسيم،يبدوا أن بنات صفوان المنسى،يقعن فى حُب من يفوقهن من الطبقات العُليا.     
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع للغرفة الموجوده بها مُهره. 
دخل نُعمان الى غرفة مُهره 
إقترب من الفراش النائمه عليه، ودمعت عيناه، بحسره
من أصعب الدموع دمعة عاشق، فهى تأتى بعد، دموع الفقد والقهر وإن كانت تندرج تحت دموع قهر وضياع،، 
نظر نُعمان لمهُره النائمه على الفراش لا تشعر بشئ حولها، وجهها غاب عنه النضاره لكن مازالت نفس الجميله التى قابلها بالقُرب  من  حوض مزروع  "زهر النُعمان"، وأنقذها وقتها من موت مُحقق، حين أمسك لجام سرج حِصانها الغاضب التى فقدت السيطره عليه،
إنحنى يُقبل يدها تساقطت من عيناه دمعه على كف يدها،فرت غصبًا من عيناه،بسرعه جففها بأناملهُ،وعاد بنظرهُ لوجهها،رأى شفاه تشُق بسمه،كأنها تشعر به.
تبسم هو الآخر يتذكر (زهر النُعمان) الذى إحترق سريعاً.
فلاشـــــــــــــــــ*باك
قبل ثلاثون عام.
كان ذالك الشاب البستانى  الجديد ،يرعى حديقة ذالك المنزل الكبير الذى يمتلكه  (همام الزهار) 
وما كان الإ رجلاً مُتجبر وقاسى،بكل شئ،كان هنالك إبنه الأكبر هاشم نسخه من تجبُرهُ بل وأسوء وهنالك الآخر توأمه الذى رأه مره واحده فقط وعلم أنه يعمل بمنصب هام بميناء الأسكندريه
يرعى أزهار وأشجار تلك الحديقه،كان يقف أمام حوض مزروع من زهور شقائق النُعمان،زرعها هو بنفسه منذ بضع أشهر وبدأت الزهور تُزهر،كعادتها بنهايه فصل الشتاء وبداية فصل الربيع،
أثناء وقوفه 
رأى وسمع فتاه آيه فى الجمال تصرخ،وذالك الجواد التى تمتطيه،يسير بهيجان،وكادت أن تسقط من عليه،بالفعل 
هى 
أثناء سيرها بالجواد فجأه صهل الجواد ورفع ساقيه لأعلى مما أخضها،فأنفلت من يديها لجام الجواد،لكن تشبثت بالسرج الذى على ظهر الجواد،لكن هيجان الجواد كاد أن يُنهى حياتها،لولا إمساك ذالك الواقف أمامها،يدها ملوثه بالطين 
لم تشعر مُهره بحاله وهى ترتمى بجسدها على جسد ذالك البستانى، الذى لولا إمساكه للجام الجواد بقوه لكانا سقطا الاثنان أرضاً، ظلت مُهره واقفه بين يدى نُعمان لبضع دقائق، لديها شعور غريب بالأمان لأول مره بحياتها تشعر به بعد وفاة والدايها منذ طفولتها هى وأختها التى تصغُرها بعام واحد فقط،وهو الآخر شعر بذوبان فى قلبهُ وهى تقف بالمنتصف بين يديه وذالك الجواد،الذى لولا صهيله لبقيت مُهره وقتً أطول يشعر بأنفاسها قريبه منه،صهيله أعاد الأثنان الى الواقع،إبتعد نُعمان عنها للخلف خطوات،رفعت مُهره،رأسها تنظر له كان وسيماً أسمر بلفحة شمس مصريه،كأنه ألقى عليها تعويذة غرام،منذ النظره الاولى وهو ليس أقل منها وقع بعشق تلك الجميله التى ليس لجمالها وصف،شعر غجرى طويل بلون شمش المغيب الصافيه عينان كالبحر الهادى وملامح من يراها يقسم أنها من الحور الجميلات،صهل الجواد مره أخرى يقطع تواصل العيون،ليس هذا فقط،بل مجئ ذالك المتغطرس هاشم قائلاً:
مُهره أيه اللى موقفك هنا بالحصان،وبعدين إزاى تقللى من مقامك وتوقفى مع الجناينى
وإنت ليه سايب مسئوليتك وواقف كده،غور شوف شُغلك.
بالفعل إبتعد نُعمان عن المكان،ذهب يعمل بمكان آخر بحديقة المنزل،ينظر خلفه لها بين كل خطوه وأخرى،
بينما قالت مُهره:لسه مبطلتش عادة الاستقلال بالناس اللى فيك الجناينى مغلطش فى وقفته كتر خيره لو مش هو كان ممكن زمانى ميته او أقل ما فيها جسمى متكسر.
نظر هاشم الى جسد مُهره بأشتهاء يكبتهُ وقال: خلينا ندخل نتغدى بابا معرفش عاوزك ليه.
ردت مُهره:تمام خلينا ندخل نتغدى،بس بطل غطرسه على العمال اللى بيشتغلوا عندك شويه هما مش خدامينك دول خدامين لقمة عيشهم،غير إنك بتكسب قوتك ومكانتك وفلوسه من وراء عرقهم.
رد هاشم بغطرسته المعهوده:مكنتش أعرف انهم فى كلية الحقوق اللى بتدرسى بأسكندريه فيها عينوكى فى حقوق الإنسان،بلاش تعملى فيها الآميره إنچى،صديقة الفلاحين والعمال.
تنهدت مُهره،وصمتت  ودخلت الى داخل المنزل،قالت لها الخادمه:
همام بيه قالى أحضر الغدا وعاوز حضرتك فى أوضة مكتبه.
تبسمت مُهره:تمام روحى إنتى وانا داخله له.
دخلت مُهره الى داخل غرفة المكتب وخلفها دخل هاشم وأغلق خلفهُ الباب.
تبسمت مُهره قائله:خير يا عمو عاوزنى فى أيه؟
رسم همام إبتسامه مكر قائلاً:تعالى يا بنت أخويا الغالى،مبقاش ليا ذكرى من أخويا غير إنتى وأختك،ربنا يخليكم ليا يارب،إنتم مش بنات أخويا إنتم بناتى،لو مش أختك هى اللى أصرت تدرس  فى مدرسه داخليه وإنتى كمان كنتى زيها حتى دخلتى جامعه فى إسكندريه،مكنتوش هتبعدوا عن عنيا،بس يهمنى راحتكم ،المهم يا بنتى،طبعاً ميراثكم اللى سابه ليكم أخويا المرحوم بعد ما أتنازلت لكم عن نصيبى فيه،دلوقتي الحكومه طالبه مستندات وتوكيلات معينه،منكم ليا،يأما هدخل كل ممتلكاتكم تحت المجلس الحاسبى،وبتوع المجلس الحاسبى دول معاملتهم سوده كل مليم تصرفوه عاوزين قصاده وصل،من المكان اللى إتصرف فيه ،وبعد ما توفى عمى رفعت اللى كان واخد وصايتكم بعد وفاة أخويا  ،وأنا والله لو مش علشان خاطركم  ومصلحتكم مكنش همنى،بس حتى رضوان إبن عمى هو اللى إقترح عليا آخد وصايتكم،دلوقتي يا بنتى فى أوراق لازم تمضى عليها إنتى وأختك،علشان أقدر أتصرف وأبعد المجلس الحاسبى عنكم،وتفضل ممتلكاتكم تحت إيديكم بعيد عن الحكومه،ومُنغصاتها، وتستلموها لما تتموا واحد وعشرين سنه. 
ردت مهُره ببراءه: اوراق ايه دى يا عمى؟ 
رد همام:مطلوب  منكم موافقه بوصايتى عليكم.
فكرت مُهره قليلاً وقبل أن ترد تدخل هاشم بمكره المعهود قائلاً:أكيد هيوافقوا يا بابا حضرتك من البدايه كنت الأجدر والاحق بوصايتك عليهم بس كان إحترامك لعمى رفعت هو اللى خلاك إتنازلت عن الوصايه له،ومش معقول يوافقوا حد تانى غيرك يكون وصى عليهم،والمده مش طويله يعنى،مُهره عندها تسعتاشر سنه وأختها عندها تمنتاشر يعنى سنين قليله،وبعدها ربنا يديك طولة العمر وتسلمهم أملاكهم وإنت مزودها  لهم.
لا تعرف مُهره لما شعرت بغبطه،ليت والد رضوان ما توفى،وليت رضوان هو من يأخذ وصايتها هى وأختها،لكن رضوان لديه زوجه وإبن واحد و يعيش بين الشرقيه والاسكندريه،وكذالك إحراج هاشم بحديثه.
تنهدت مُهره قائله:أنا موافقه يا عمى على وصايتك ليا أنا و(لبنى) أختى أكيد هتوافق.
تبسم هاشم وهمام الأثنان لبعضهم بمكر،وقال همام:
تمام أختك جايه بكره لهنا هتقضى أجازة نص السنه هنا هى كمان،ومهمتك تبلغيها وأنا هقول للمحامى يجهز الاوراق الخاصه بالوصايه.
بالفعل فى اليوم التالى كانت كل من مُهره ولبنى تمضيان على أوراق الوصايه عليهن،ولصغر عُمرهن وعدم معرفتهن لم يقرأن بنود الوصايه،والذى من ضمن بنودها،عدم زواج واحده منهن دون موافقة عمها على هذا الزواج،بأذن كتابى منه وإن حدث هذا يعتبر الزواج باطل.
بالفعل مرت الأيام إقتربت أجازة نصف العام على الانتهاء،كانت مُهره يومياً تذهب الى ذالك الحوض وتنتظر نُعمان الى أن يأتى،بدأت شرارة الحب تُشعل بالقلوب أول فتيل لها حين أعطى نُعمان إحدى الزهرات لمُهره،تعجبت مُهره من شكل الزهره الهُلامى وعطرها الفواح قائله:
الزهره دى شكلها غريب مع ذالك ليها عطر مميز.
تبسم نُعمان يقول:
دى زهرة (شقائق النُعمان)) وهى شكلها فعلاً غريب بس ليها عطر مميز.
تبسمت مُهره:مش بس شكلها اللى غريب كمان إسمها غريب(شقائق النُعمان) يعنى أيه!؟ 
تبسم نُعمان: الزهره  ليها أكتر من حكايه
فى حكايه بتقول إنها أول مره ظهرت الزهره دى كانت على قبر أحد الملوك القدامى وكان إسمه نُعمان المنذر والملك ده فى كذا حكايه عنه، حكايه بتقول إنه رفض يغصب أخته إنها تتجوز  من أحد ملوك الفُرس، وبعدها ملك الفُرس هدده أنه هياخد كل نساء العرب سبايا له،بس هو حاربه بس للأسف خسر الحرب وإتقتل،وإن الزهره نمت على قبره بسبب دموع أخواته على قبرهُ ده كان حكايه للزهره بس بيقولوا دى الأقرب للواقع،وفى حكايه تانيه بتقول إن الزهره دى كانت مرسال الحب بين أدونيس وعشتار،بس الحكايه الاولى هى الاصدق،وبيقولوا عليها (زهرة دماء المحبوبه)او(الحبيب المغدور) لأن أدونيس مات مغدور، كمان فى شعراء كتير كتبوا شعر فى الزهره دى زى "محمود درويش&" إيليا ابوماضى " قصيدة نزيف الحبيب،وكمان بيقولوا عليها انها أسطورة الحب والدم ، وكمان لها استخدمات طبيه منها علاج السُعال والقولون.
تبسمت مُهره قائله:فعلاً حكاية الزهره دى زى شكلها وعطرها غريبه.
تبسم نُعمان قائلاً:أجازة نص السنه خلاص قربت تنتهى وأكيد هترجعى لاسكندريه من تانى.
تبسمت مُهره:فعلاً الاجازه خلاص هتخلص أول مره فى حياتى من بعد وفاة بابا وماما أحب أنى أفضل هنا ومرجعش تانى لأسكندريه،والعُزله هناك،رغم إنى معظم حياتى بعد وفاة ماما وبابا أنا واختى فى مدارس داخليه فى إسكندريه وبنيجى لهنا فى الزهار فى الأجازات الكبيره بس زى أجازة نص السنه وآخر السنه.
تبسم نُعمان قائلاً:خدى الزهره معاكى تفكرك بيا قصدى بهنا بالزهار.
تبسمت مُهره قائله:متأكده إن دى أكتر اجازه إستمتعت بيها هنا فى الزهار،ولاول مره بتمنى مرجعش لاسكندريه وابعد عن الزهار،نفسى أفضل هنا علطول وأعيش وسط الجنينه وزهرة شقائق النعمان يفضل عطرها يفوح حواليا.
تبسم نُعمان:للأسف زهرة النعمان عمرها قصير،لانها ليها طقس معين وهو نهاية الشتا وبدايه الربيع أول ما بيطلع عليها الصيف بتحرق.
إرتجف قلب مُهره للحظه حين أخبرها نعمان بأن الزهره عمرها قصير،لكن قالت له:
كنت عاوزه آخد رقم تليفونك، علشان أنا ناويه أزرع بعض الزهور فى بلكونة الشقه اللى عايشه فيها. 
تبسم نُعمان وأعطى لها رقم هاتفه الأرضى. 
لتظل بينهم الأتصالات الهاتفيه، وليست الاتصالات فقط بعض الرسائل الورقيه الذى كان يُرسلها لها نُعمان ومعها بعض الزهور الذى يقوم بزراعتها بين الوقت والآخر، وها هى إنقضت مدة البُعاد وعادت المُهره مره أخرى لمكان  اللقاء الأول  لكن الزهره حقاً إحترقت اوراقها والحوض به نبات آخر ينموا، يتحمل حرارة الصيف، لكن ما نمى بالقلب هل يستطيع تحمل حرارة الغدر المرصود. 
كان اللقاء الثانى بين نُعمان  ومُهره، سيختلف كثيراً، فقد نمى بقلب كل منهم عشق للأخر، رغم البُعاد، من قال إن البُعاد يُنسى، لا فهو يزيد الاشتياق بالقلوب والعيون لرؤية الحبيبه والحبيب، نظرت مُهره حولها بالحديقه تنتظر أن ترى نُعمان  بأنتظارها، لكن هو ليس موجود، لما؟ 
هنالك بستانى آخر يعمل بالحديقه، أين نعمان؟ 
ذهبت مُهره  الى البستانى وكان رجلاً، تعدى عمرهُ الاربعين عام، وقف بأحترام معتدل حين إقتربت منه، سألته قائله: فين نُعمان؟ 
رد الجناينى: قصدك نُعمان  الجناينى، اللى كان بيشتغل هنا قبلى، ده هاشم بيه طرده من شهر ونص، وأنا جيت أرعى الجنينه بداله. 
تعجبت مُهره: وطرده ليه؟
رد الجناينى وهو يتلفت حوله:معرفش والله يا ست هانم إسأليه؟
تعجبت مُهره،لما لم يُخبرها نُعمان أن هاشم قام بطرده لا فى رسائلهُ الورقيه ولا بأتصالتهم الهاتفيه.
تركت الجناينى ودخلت الى المنزل تسأل عن هاشم قالت لها الخادمه أنه يسبح بحمام السباحه الموجود خلف المنزل، بالفعل ذهبت الى مكانه، وجدته يعوم بالمياه. 
تحدثت قائله: ليه طردت نُعمان  الجناينى؟ 
رد هاشم وهو يسبح: طردته وخلاص بتسألى عنه ليه كان من بقية العليه ولا الأصدقاء، واحد كان شغال وخلاص  طردته. 
ردت مُهره: يعنى طردته بدون سبب، ده يعتبر ظلم. 
رد هاشم  وهو يخرج من حمام السباحه،ينفض عن جسدهُ الضخم المياه من يرى منظرهُ يقسم أنه وحش خرج من الماء لتوه، وإقترب من مكان وقوف مُهره يقول: ظُلم، ظلمته فى ايه هو كان شغال  تحت التجربه، وفشل ساب زرع الجنينه إتحرق من  العطش ، غير بعض الزهور اللى كانت نادره وموجوده هنا فى البيت كمان مهتمش بيها،فطردته.
تعجبت مهره قائله:بس أنا لسه جايه من الجنينه ومفيش الكلام ده. 
إقترب هاشم من مُهره وجذبها من خصرها وقربها منه قائلاً:ومالك محموقه عالجناينى ده قوى كده،يكون فيه بينكم سنس وأنا معرفش؟
إشمئزت مُهره من مسك هاشم لها ودفعته بيدها قائله:قبل كده  قولتلك بلاش طريقتك دى معايا، سبق وعمو رفعت حذرك تقرب منى.
ضحك هاشم وهو يضع يديه يتحرش بجسد مُهره:عمو رفعت تعيشى إنتى دلوقتي بقى فيه عمو همام وده زى الخاتم فى صباعى
يعنى إنسى عمو رفعت ده خلاص....الله يرحمه 
دفعت مُهره هاشم بقوتها،ليبتعد عنها لكن كيف ل عصفوره أن تقاوم ذئب،كاد أن ينهش شفاها لكن لسوء حظه دخول الخادمه،تنادى على مُهره كى ترد على الهاتف.
رغم غيظ هاشم من تلك الخادمه التى قطعت عليه،فلولاها  لكان  الآن  يتذوق شفاه مُهره،لكن قال:مين اللى بيطلبها عالتليفون.
ردت الخادمه: بتقول مامتها الست إنعام.
تبسم هاشم يقول:إنعام حمات رضوان الزهار،مامتك بالرضاعه،مكنش لازم مرات عمى تسيبك ليها ترضعك مع المرحوم إبنها اللى مات وهو عنده عشر سنين،من وقتها ومفكره إنك بنتها بجد وعامله فيها القلب الكبير،وأنها مش مرات خالكم لأ مامتكم،وبالذات بعد ما رضوان إتجوز من بنتها وخلف إبنه رفعت،عامله فيها أمينه رزق وكلهم أولادى.    
ردت مُهره: فعلاً  بحس باتجاها انها زى مامتى وكفايه إنها الوحيده اللى بتزور أختى فى المدرسه الداخليه  وتطمن عليها وعليا أنا كمان،دى مشاعر إنت متفهمش فيها. 
قالت مُهره هذا وغادرت مكان حمام السباحه
وذهبت للرد على إنعام وتحدثت معها بود وهى تطمئن منها على حالها الى أن إنتهى الاتصال بينهم،فكرت مُهره،قليلاً ثم قالت ولما لا.
هاتفت مهره هاتف منزل نُعمان،لكن لم يرد عليها فى البدايه نُعمان،كان صوت إمرأه،ترددت مُهره أن تسألها من تكون،لكن نُعمان جاء أثناء حديث مُهره قبل أن تُغلق الهاتف دون تعريف نفسها لمن ردت عليها.
سمعت صوت نُعمان يقول:بتكلمي مين عالتليفون يا فاديه؟
ردت فاديه:دى واحده بتسأل عنك،ومقالتش إسمها.
تعجب نُعمان وأخذ سماعة الهاتف من يد أخته ورد على الهاتف،بمجرد أن سمع صوت أنفاس  مُهره التى تخترق سماعة الهاتف ودون أن تتحدث،تنهد بشوق قائلاً:  مُهره.
تلبكت مهره قائله:عرفت إن أنا مُهره منين؟
تبسم نُعمان:من صوت أنفاسك.
تلبكت مُهره:أنا رجعت للزهار وعرفت إن هاشم طردك من الشغل عندنا فى الجنينه، ومقاليش عالسبب. 
تبسم نعمان:فعلاً هو إتلكك على سبب تافه وطردنى من الشغل عندكم فى جنينة البيت،بس الحمدلله لله كان من مصلحتى فى الوقت المناسب،أنا كنت مقدم على وظيفه فى الحكومه والحمد لله أخيرًا إتعينت فى وزارة الزراعه،فى الوحده الزراعيه مهندس زراعى بشهادتى.
تبسمت مُهره:مبروك يا بشمهندس.
تبسم نعمان:بس بصراحه كان نفسي أفضل أشتغل فى الجنينه كفايه إنى كنت هشوفك،فى كل وقت.
تبسمت مهره بخجل وقالت:أنا لازم أقفل دلوقتي....
تحدث نعمان سريعاً يقول:مش هشوفك.
خجلت مُهره قائله:وعاوز تشوفنى ليه؟
تبسم نعمان:علشان أملى نظرى بجمالك.
تبسمت مُهره بخجل:قائله:خلينا نتقابل،أنا بكره الصبح بدرى هطلع أمشى بالحصان جنب الترعه بتاع البلد. 
تبسم نعمان يقول:هكون فى إنتظارك من قبل آذان الفجر الأولانى.
تبسمت مُهره له،وأغلقت الهاتف،على دخول هاشم الغرفه يقول بسخريه:
طمنتى أمينه رزق عنك،بس ليه لبنى لسه موصلتش لتكون هتقضى الأجازه هناك فى إسكندريه.
ردت مهره:فعلاً،لبنى هتقضى أجازتها مع مرات خالى فى إسكندريه.
تبسم هاشم ساخراً:وماله أهى تشوف البحر طول السنه ياعينى محبوسه فى المدرسه الداخليه،على فكره كان فى شوية اوراق محتاج توقيعك عليها إنتى ولبنى،بس طالما لبنى هتفضل فى إسكندريه،ممكن تتأجل شويه يمكن لبنى تراجع عقلها وتجى لهنا قريب،يلا خلينا نتغدى الخدامه حضرتهُ عالسفره. 
تنهدت مُهره بسأم وذهبت خلفه الى غرفة السفره. 
مساءً بغرفة مُهره:فتحت شُرفة غرفتها وجلست على مقعد هزاز مقابل النجوم المضيئه بالسماء،كانت تتنهد بطوق لرؤية نعمان بعد ساعات فقط،
وكان نعمان هو الآخر نفس الشئ يجلس على سطح منزلهُ،ينظر للمعة تلك النجمات المليئه بالسماء،بريقها يضوى أحياناً ويخفُت أحياناً،لكن ذالك الشعور الذى بقلبه مع الوقت يضوى،الى أن إقترب الظلام أن يُبشر بنهايته،وتبدأ النجوم بالرحيل تاركه مكانها غسق ستشرق من بعده الشمس،نزل من على سطح منزله،وخرج متجه الى ذالك المجرى المائى.
وكذالك مُهره التى تسحبت من غرفتها وخرجت من البيت وتوجهت الى إستطبل الخيل وسرجت إحدى المُهرات وإمتطتها لكن قبل خروجها من الاستطبل، كان هنالك من أوقفها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نظرت مُهره خلفها لذالك الصوت الذى أوقفها
وقالت:إنت مين؟
إقترب الآخر من مكان وقوفها بالجواد،وقال:آنسه مُهره أنا آسف،مشوفتش حضرتك،أنا هنا  سايس ومسئول عن ترويض الخيول،إسمى  
(وحيدالشامى) 
تبسمت زينب ونظرت بتمعن له
رأته شاب بمقتبل العشرينات وسيماً،به هو الآخر لفحة سمار وجسده مشدود،ويبدوا عليه العنفوان  
تحدثت: أهلاً  يا وحيد، أنا حاسه بزهق من الحر  هطلع  أتمشى بالحصان شويه،فى الهوا.
تبسم وحيد يقول بأستغراب: دلوقتي، الفجر لسه مأذنش، والدنيا ضلمه. 
تبسمت مهره: متخافش البلد أمام وأنا  مش هبعد عن الأستطبل كتير هتمشى حوالين البيت والاستطبل شويه وهرجع. 
تبسم وحيد  يقول: لو تحبى انا ممكن أسحبلك الحصان. 
ردت مهره: لأ مالوش لازمه، انا مش هغيب، وكمان المكان كله نور، ومش ضلمه. 
تبسم وحيد  وتركها تخرج بالجواد 
ذهبت مهره  بالجواد الى ذالك المجرى المائى، توقعت أن لن تجد نُعمان، لكن كان توقعها خطأ ها هو يجلس تحت شجرة صفصاف مزروعه على المجرى المائى، نهض سريعاً حين سمع صوت صهيل الحصان، وتوجه الى مكان وقوفها، وامسك لجامه كى تنزل. 
نزلت مهره   ووقفت تتأمل ملامح نعمان، على ضوء خافت لأحد أعمدة الاناره القريبه من المجرى المائى، كذالك هو راى ضوي عيناها الامعه رغم خفوت الاناره، كان شعور كل منهم يريد الإنجراف، يريدان عناق بعضهم بشوق وتوق، نظرات وقف لها الزمن يسروقها من الظلام، يريدان أن يُبعث ضوء جديد بحياتهم وهما معاً، لكن فاق الاثنان على صهيل ذالك الجواد 
تبسمت مهره وهى تنظر ليد نعمان قائله: أيه اللى فى إيدك ده. 
تبسم نعمان وهو ينظر الى ما بيده وقال: بصراحه مكنتش متوقع إنك هتيجى فى الميعاد وقعدت تحت شجرة  صفصاف، وكان فيه فروع نازلين  منها ومقربين من الأرض ، قطعتهم ووأنا بفكر فيكى عملت الفروع تاج. 
تبسمت مهره  وهى تمد يدها وأخذت من يده ذالك التاج المصنوع من فروع شجرة الصفصاف، ووضعته فوق رأسها قائله: طالما قولتلك هاجى، يبقى لازم أكون قد كلمتى، بس سيبك، أيه رأيك 
حلو عليا التاج الأخضر ده؟ 
تبسم نعمان  ينظر لها بإعجاب: 
وهى تضع التاج فوق شعرها الذهبى الغجري، لتتمرد خصلاته أسفل ذالك التاج، وقال: أجمل ملكه جمال فى الكون كله. 
تبسمت  مُهره بحياء، وأخفضت وجهها. 
رغم النور الخافت لكن رأى نعمان وجه مهره الأحمر خجلاً وتبسم لها وقال: 
مكنتش فاكر إنك ممكن تتصلى عليا بعد ما هاشم طردنى من الشغل فى الجنينه عندكم. 
تبسمت مهره قائله: ممكن نربط الحصان فى الشجره ونقعد شويه. 
تبسم نعمان  وأخذ لجام الحصان وقام بربطه بجذع الشجره وجلس الاثنان أسفلها. 
تحدثت مُهره قائله: لما رجعت روحت للحوض اللى كان مزروع زهر النعمان، لقيت مكانه زهور تانيه، بس ملهاش لا منظر ولا ريحة زهره النعمان. 
تبسم  نعمان: سبق وقولتلك، زهرة النعمان مش بتتحمل حرارة الشمس القاسيه، مبتقدرش تقاومها. 
ردت مهره: خساره كان نفسى أجى ألقاها لسه خضرة و مزهره، بس يظهر هى زى كل شئ حلو بحياتى، بينتهى بسرعه. 
رد نعمان: علشان كده سموها زهره الحب الدمويه. 
ظل الاثنان جالسان أسفل  تلك الشجره ناسيان الوقت الى أن سطعت الشمس الصباح. 
نهضت مهره  واقفه تقول: الكلام سحبنا الشمس خلاص بدأت تشرُق.
تبسم نعمان قائلاً:فعلاً محستش بالوقت،فجأه الشمس،ظهرت،هشوفك تانى،قصدى.....
تبسمت مُهره لا تعرف كيف أجابته:هاجى بكره لنفس المكان فى نفس التوقيت.
تبسم نعمان وفك لجام الجواد وأمسكه الى أن صعدت عليه مهره،وغادرت،يراقبها الى ان أختفت من أمام عيناه.
عادت مهره بالجواد الى الأستطبل  وجدت وحيد يقوم بترويض إحدى المُهرات،تبسم لها،ساقها الفضول،وذهبت الى مكانه وقالت له:صباح الخير.
تبسم وحيد قائلاً:صباح النور كنت لسه هطلع أدور عليكى،خوفت ليكون الحصان أذاكى.
تبسمت له قائله:لأ أنا إسم على مسمى،وبركب خيل من وأنا معنديش عشر سنين،بس ليا طلب عندك ياريت محدش يعرف إن طلعت بالحصان قبل الفجر.
تبسم وحيد قائلاً:أمرك يا آنسه مهره.
تبسمت له وكانت ستغادر لولا أن اوقفها وحيد قائلاً:آنسه مهره،هى الآنسه لبنى مش هتيجى تقضى أجازة آخر السنه هنا؟
رغم تعجب مهره لكن قالت:لأ هتجى بعد شهر،فى بعد نص الاجازه، هتفضل فى اسكندريه شويه مع مرات خالى إنعام والنص التانى يكون الحر كسر شويه هتجى لهنا،بس بتسأل ليه؟
تعلثم وحيد قائلاً:أصلها لما كانت هنا فى أجازه نص السنه كانت طلبت منى أعلمها ركوب الخيل.
تبسمت مُهره بأستغراب قائله:لبنى عاوزه تتعلم ركوب الخيل،دى بتخاف تقرب منها.
تبسم وحيد:هى كانت بدأت تتعلم فى أجازه نص السنه بس حضرتك عارفه الاجازه بتبقى صغيره وقالت انها هتكمل فى اجازة آخر السنه بتبقى طويله.
تبسمت مهره له وغادرت الأستطبل.
ذهبت الى غرفتها،وإرتمت على الفراش،وأغمضت عيناها،تسترجع ذكريات ما حدث قبل قليل،ولقائها مع نعمان،نهضت ونظرت بالمرآه الى ذالك التاج الأخضر فوق رأسها،تبسمت وهى تُنحيه عن رأسها،وضمته لصدرها تبتسم،ثم ذهبت الى الدولاب وأخرجت علبة الذهب الخاصه بها،وفتحتها،كان هنالك مصوغات ذهبيه كثيره،جنبتها ووضعت ذالك التاج الأخضر أسفلها،ثم اغلقت العلبه ووضعتها بمكانها.
تكرر هذا اللقاء بينهم لمره ومرات،تسرب الى القلوب شعور العشق والأحتياج لقضاء وقت اطول معاً،
فى ذات ليله بالصدفه لمح هاشم خروج مهره من غرفتها قبل الفجر،تعجب وتعقبها 
الى أن ذهبت الى الأستطبل،تعجب وهو يراها تخرج بأحد الأحصنه،تعقبها من بعيد،وراها تقف مع أحداً أسفل إحدى الشجرات 
غَلت الدماء بعروقه، وذهب إليها، ودون سابق إنذار هجم بالضرب والسب على نعمان، أبعدته مهره عنه، 
لكن هاشم، أثناء عراكه مع نعمان دفعه ليقع بمياه الترعه، 
إنخضت مهره كثيراً، وذهبت باتجاه الماء، لكن شد هاشم يد مهره بقوه وسحبها خلفه هى والجواد، بشراسه، 
بينما خرج نعمان من المياه، بشعور سيئ. 
ترك هاشم الجواد بالأستطبل، ومازال يسحب مهره خلفه الى أن دخل الى المنزل، ينادى على والده بعلو صوته. 
أتى والده سريعاً، دفع  هاشم  مهره بقوه لتقع أسفل قدم والده قائلاً: 
ربة الصون والعفاف، بتتسحب وراحه تقابل الجناينى اللى انا طردته فى إنصاص الليالى، يا ترى بينه وبينها أيه،،تكون عشقاه وياترى سلمتى نفسك له ولا لسه. 
ردت مهره عليه: إخرس يا حيوان مسمحلكش تتهمنى بالأتهام الخسيس ده.
تحدث همام قائلاً اللى بيقوله هاشم ده صحيح؟
لكن صمت مهره إستفز عمها فقام بصفعها بقوه،صفعه جعلت الدماء تفر من بين شفتاها.
وقال بتجبر:كتب كتابك يوم الخميس الجاي اللى بعد اربع ايام على هاشم.
صدمت،بل صُعقت مهره وقالت:
مستحيل لو فيها موتى.
رد هاشم:مش موتك موت الجناينى،لو موافقتيش على اللى قاله عمك.
نهضت مهره قائله:إنت خسيس وآخر واحد أربط حياتى معاه هو إنت يا هاشم،ولو لمست شعره من نعمان هقتلك.
تبسم هاشم بسخريه،وقال:هنشوف كلام مين اللى هيتنفذ يا مهره،مهره الزهار مش هتكون لغيرى.
قال هاشم هذا وخرج من المكان.
تحدث همام قائلاً:أنا هبعت أجيب اختك من اسكندريه،وزى ما قولت ،كتب كتابك على هاشم بعد أربع أيام.
بينما خرج نعمان من الماء يرتجف جسدهُ ليس خوفاً، بل توعكاً، ذهب الى منزله ودخل الى غرفته يهزى بحمى قويه.
بعد يومان
ليلاً
رغم الرقابه الشديده الذى يفرضها هاشم ووالده على مهره،لكن إرتدت زى إحدى الخادمات وغادرت المنزل،وتوجهت الى منزل نعمان.
أستقبلتها والدة وأخت نعمان 
وهو الآخر خرج من غرفتهُ،يبدوا عليه أثار التوعك،لكن شعر برجوع صحته له وهو يراها،
قالت مهره:ممكن تسيبونا لوحدنا دقايق.
إمتثلتا الاثنتان رغم تعجبهن،وخرجن وتركن مهره ونعمان 
مهره التى سرعان وأرتمت بحضن نعمان،قائله:خوفت عليكى قوى،الحيوان هاشم مش هيسيبك،خد أختك ووالداتك من هنا وسيب البلد،هاشم شرانى.
رد نعمان:أنا مش جبان يا مهره ومستعد اواجه العالم كلى بحبى ليكى،بس تكونى معايا.
ردت مهره:صعب يا نعمان،أرحل عن هنا.
رد نعمان:قولى يا مهره إنك مش بتحبينى ووقتها هرحل عن هنا خالص ومش هرجع.
صمتت مهره تبكى بدموع.
تحدث نعمان،يبقى مفيش غير المواجهه،واول طريقها أنك تكونى مراتى رسمى.
تعجبت مهره وتبسم نعمان،وقال:انا هروح اطلبك من رضوان إبن عمك،وهو شخص متفهم،ومعندوش كِبر وغرور هاشم.
ردت مهره:للأسف رضوان مش هنا فى الزهار رضوان فى اسكندريه مراته والده وقاعده عن مامتها لحد ما تبقى كويسه ومعرفش هيرجع إمتى وهاشم وعمى مُصرين يكتبوا كتابى على هاشم بعد يومين.
رد نعمان بتفكير:يبقى خلاص نكتب كتابنا النهارده ووقتها تبقى مراتى رسمى،ويشوف عمك وهاشم هيعملوا أيه.
تبسمت مهره لنعمان،رغم شعورها السيئ لكن لا تملك خيار آخر الآن،بالفعل بعد وقت فى نفس اليوم تم عقد قران مهره ونعمان،وكانت الصدمه 
الكبيره،حين إقتحم هاشم ورجاله منزل نعمان،يبحثان عن مهره،وها هم وجدوها بغرفة نعمان،كاد هاشم أن يصفعها لكن يد نعمان كانت الأقوى،وبدل أن تنزل الصفعه على وجنة مهره كانت تنزل على وجنة هاشم يصحبها قول نُعمان:أوعى تفكر تمد إيدك على مراتى.
أيقظت تلك الصفعه شياطين هاشم،وقال بعيون تقدح نيران،نكته حلوه،بس سخيفه وإزاى بقى تم الجواز ده؟ 
تحدثت مهره: أنا فعلاً  مرات نعمان ورسمى كتبنا كتابنا عند المأذون النهارده. 
ضحك هاشم  بسخريه يقول: جواز باطل، بدون موافقة ولي أمرك.
ردت مهره:بس انا موافقه عالجواز من نعمان ومستغنيه عن إسم عيلة الزهار وكل املاكى مش عاوزاها خدها،وإبعد عن حياتى 
جلجلت ضحكة هاشم أكثر وقال:أنا ناوى أخد الأملاك فعلاً بس فوقها هديه وهى المهره اللى من حقى مش من حق جناينى جربوع.
قال هاشم هذا ونادى على أحد رجاله:
هاتلى  أم المحروس ده وأخته هنا قدامه.
تَحَر نعمان قائلاً: لو لمست منهم شعره هقتلك،قال نعمان هذا وحاول الذهاب اليهم لكن أمسكه إثنين من رجال هاشم . 
ضحك هاشم، واثنان من رجاله، يسحبان والدة وأخت نعمان  ويركعهن أمام قدم هاشم. 
تبسم هاشم  بزهو وقال وهو يضع سلاحه برأس والدة نعمان قائلاً: 
هقتل أمك وأختك حلال للرجاله. 
بالفعل عَمر هاشم سلاحه ووضعه برأس والدة  نعمان التى تبكى لكن لا تستعطفه، كما كان يظن، كذالك أخته تبكى  وترتجف بصمت، 
تحدث هاشم: كلمه واحده،، إرمى اليمين على مهره. 
صمت نعمان الذى يحاول فك لجام هذان الرجلان من حوله لكن هما أقوى وأعتى منه 
عاود هاشم نفس القول: قدامك دقيقه واحده، يا ترمى الطلاق على مهره، يا تقرى الفاتحه على روح امك وشرف أختك. 
تحدثت مهره بدموع وأستجداء: 
إرمى اليمين  يا نعمان.
أغمض نعمان عينيه وقال: أقتلنى يا هاشم، لانك لو مقتلتنيش النهارده هرجع فى يوم وهنتقم منك بأشد انتقام. 
تبسم هاشم  بسخريه يقول:  الدقيقه قربت تخلص. 
قال هاشم  هذا  ووضع سلاحه برأس والدة نعمان مره أخرى. 
أغمض نعمان عينه  وقال: إنتى طالق يا مهره. 
خارت قوى مهره  ووقعت جاثيه  على الأرض، وتبسم هاشم بزهو، وبدل أن يضرب والدة نعمان، قام باطلاق رصاصه بساق نعمان قائلاً: 
رحمتك  ومستنى إنتقامك يا نعمان. 
قال هذا ووضع سلاحه بجيبه وسحب مهره خلفه كالذبيحه، هى فعلاً  ذبيحه. 
بينما والدة نعمان،أغمي عليها،واصيبت أخته بذهول.
.....
بعد مرور شهر ونصف شعرت مهره الحبيسه بتوعك،بمعدتها، ظنت فى البدايه بسبب قلة طعامها فهى تكاد لاتأكل الأ القليل، لكن فجأه وقعت مغشياً عليها، بغرفتها، تفاجئت الخادمه ونزلت بسرعه الى أسفل تخبر همام وهاشم  بما راته. 
صعدا الاثنان، وقاما بأفاقتها وطلب أحد الاطباء لها. 
بالفعل عاينها الطبيب مبتسماً
وقال: مبروك يا مدام حضرتك حامل، ولازمك تغذيه. 
تفاجئت مهره، ووضعت يدها على بطنها تشعر بالخوف الشديد 
نزل الطبيب مبتسماً، وقال البشاره لهاشم ووالده، اللذان صُعقا من الخبر، لكن تمالكا نفسيهما أمام الطبيب. 
مساءً دخل هاشم لغرفة مهره وبيدهُ سوط جلدى، كالذى يضرب به الحيوانات، وأغلق خلفه باب الغرفه، وعيناه تقدح نيران وقال لها: سلمتى نفسك للحيوان نعمان، شوفى مين هينجدك منى الليله مش هينجدك منى غير الموت اللى مش هطوليه. 
بالفعل تزاوت مهره بأحد أركان الغرفه، لكن اين ستهرب، من سوط هاشم الذى بدأ ينزل بضربات قويه على جسدها، الى ان أصبحت تتلقى الضربات دون صُراح فصوتها ضاع، من قوة صراخها الذى يسمعه كل من بالمنزل  لكن لايملكون سوا الصمت،ليس هذا فقط ما فعله،بل نظر بأشتهاء لجسدها المكدوم والظاهر أمامه بعد أن تمزقت ثيابها من ضربات السوط 
بالفعل تخلى عن إنسانيته وتحكم به الشيطان، وأغتصب مُهره لم يتركها الا حين رأى دمائها تسيل منها، ووجهها أصبح كالموتى،
سريعاً لف جسدها بملاءة الفراش وحملها وخرج من المنزل،وذهب بها الى تلك الوحده الصحيه بالبلده،
تلقت مهره علاج من الأطباء،لكن صمتوا خوفاً من جبروت هاشم.
أثناء وجودها بالوحده بعد أيام،عِلم نعمان من إحدى الممرضات صديقة أخته،أن مهره بالوحده،بالفعل دخل الى غرفتها متخفياً  
كانت شاحبة الوجه، إزداد عمرها للضعف 
تحدث بصوت مُرتجف: مهره. 
فتحت مهره عينيها، ونظرت له دمعه شقت عيونها، وقالت بخفوت: إبعد عنى يا هاشم انا خلاص مبقتش أنفعك، أنا بقيت مُدنسه. 
تعجب نعمان واقترب من فراشها قائلاً: 
قصدك ايه يا مهره. 
تزاوت مهره بخوف تنظر لباب الغرفه قائله: 
إبعد عنى، متلمسنيش انا بقيت مدنسه، هو، هو إعتدى عليا. 
صدم نعمان وجلس جوار مهره على الفراش وجذبها من يدها وبقيت بحضنه ترتجف وتبكى وهو الآخر يبكى، بدموع حسره 
تحدثت مهره: هاشم مش بس  هيقتلك يا نعمان قبل ما يقتلك هيحسرك على أمك وأختك ، إبعد عن هناو إرحل،وقتها هو مش هيقدر يأذيهم.
تحدث نعمان:مستحيل امشى من هنا غير وأنتى معايا.
إبتعدت مهره عنه قائله:أنا مش همشى من هنا يا نعمان،مش هسيب حقى لهاشم يمرع فيه،غير انى هحس انى مطارده منه طول الوقت،غير إن ممكن مع الوقت تنتهى زهوة الحب وتفتكر بس إن هاشم أغتصبنى.
رد نعمان:صدقينى مش هيحصل يا مهره،تعالى معايا أخدك انتى وامى واختى بلاد الله واسعه.
ردت مهره بحسم:لأ مش هاجى معاك وأعيش حياتى مطارده،خلاص قصتنا خلصت يا نعمان،كانت طيف حلم وصحينا منه مستحيل بنت الزهار تكمل حياتها مع الجناينى بتاع بيتها،أخرج من الاوضه وأنسانى،زى ما انا هنساك ومش هفتكرك وهكمل حياتى.
قالت مهره هذا وإبتعدت بجسدها بعيد عن نعمان،
نعمان الذى خسر كل شئ،لم يبقى سوا والداته وأخته،عليه الخوف عليهن الآن،وبالفعل ما هى الا أيام ورحل نعمان وترك البلده،مقسوم الروح،يرحل من مكان لأخر.
عوده للحاضر 
فاق نعمان من دوامة الماضى حين شعر بفتك باب الغرفه،ودخول وسيم وخلفه
رامى.
تبسم لهم وأزال تلك الدمعه من عيناه.
رغم تعجب الأثنان لكن صمتا،حين قال نعمان،محدش يسألنى،ممتلكش الاجابه لوحدى،بس اللى أقدر أقوله:
إنى مبسوط أن فى فى حياة مهره شباب زيكم.   
تبسم الاثنان،وجلس كل منهم على مقعد جوار فراش مهره 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة
تنبهت زينب فجراً فنهضت من فراشها وذهبت الى الحمام وتوضأت وأدت فرض الله ثم خرجت من غرفتها وذهبت الى الغرفه الموجود بها مُهره 
دخلت الى الغرفه، تعجبت حين رأت وسيم يضع رأسهُ جوار كف يد مُهره من ناحيه ومن الناحيه الأخرى كان رامى نفس الشئ، تنهدت براحه حين لم تجد معهم بالغرفه، ذالك الهمجى رفعت، من الأفضل أنه ليس موجود، لا تريد أن تراه، لكن العجب الأكبر كان من ذالك الشخص مازال موجود بالغرفه يجلس على أحد المقاعد،هى حقاً لا تعرف من يكون وماذا تعنى له مُهره،لكن لديها شعور بالراحه إتجاهه على غير عادتها فى التعامل مع الغرباء عنها دائماً ما تضع بعض الفروض،وسوء النوايا. 
بينما 
شعرا الأثنان وسيم و رامى بحركة يد مُهره جوار رأسيهما، فإستيقظا،او بالأصح فتحا عيونهما هما لم يكونا نائمان،مُغمضين العين فقط،رفع رأسيهما ينظران لوجه مُهره، تبسما بسعاده حين رأوها تفتح عيناها، الجميله، هى الأخرى تبسمت لهما، ووضعت يديها فوق رؤسهم، قائله بوهن: 
فين رفعت؟ 
تبسم لها رامى ووسيم اللذان أمسكا كفا يديها،وقال وسيم : بقى أحنا هنا جنبك، واول ما تفوقى تسألى على رفعت، منعرفش رفعت راح فين؟
تبسم رامى بعد أن نظرت له مُهره يقول:،والله ما أعرف هو فين،من أول الليل سابنا ومرجعش لهنا.
تعجبت زينب،عدم عودته،لكن نفضت عن رأسها وقالت:حمدلله على سلامتك،يا مدام مُهره،أنتى محظوظه قوى،واضح اللى بيحبوكى كتير،رامى ووسيم وكمان معاهم الأستاذ....؟
نهض نعمان من مجلسهُ قائلاً:نُعمان،يا دكتوره.
تبسمت له زينب
بينما خفق قلب مُهره وكاد يخرج من بين ضلوعها، تدمعت عيناها لكن أغمضت عيناها تحاول كبت تلك الدمعه، تحشرج صوتها: 
أنا أيه اللى جرالى، وأنا فين؟ 
رد وسيم بأستغراب: مش فاكره أيه اللى جرالك! 
بينما قال رامى: إنتى فى سرايا الزهار، طب طالما مش فاكره ايه اللى جرالك ولا إنتى فين ليه اول ما سألتى سألتى على رفعت؟! 
ردت مُهره: آخر حاجه فكراها رفعت وهو بيشلنى، وبعدها مش فاكره أى حاجه  خالص. 
تبسمت زينب قائله: ده شئ طبيعى، بيحصل العقل بيفقد الإدراك وبينسى آخر شئ حصل معاه، يمكن ده من رحمة ربنا على البشر، ممكن لو سمحتوا كل اللى فى الأوضه يخرج بره علشان أعاين مدام مُهره. 
تبسم نُعمان الذى عيناه لم تفارق مهره التى تشرد بعيناها بعيد عنه، وقال: أنا همشى طالما مُهره فتحت عينيها، كده إطمنت عليها.
تعجب الجميع،بينما  عين مُهره التى تُجاهد أن تحيد النظر له،لم تنتظر كثيراً ونظرت له،تلاقت الأعين تُخبر عين كل منهما عن قسوة ما تلاقاه بعد إن إنتُهك العشق الذى كان بقلبيهما،يوماً ما،لكن  العشق مازال تحت الرماد،ليته ينفض ذالك الرماد ويشتعل مره أخرى.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على مقعد خشبى كبير بحديقة سرايا الزهار 
كان رفعت نائماً يحلُم 
بتلك النيران،القديمه،نفس الفتاه تخرج من بين النيران لكن هذه المره لا تحمل دلوً،بل بيدها شئ تُخفيه خلف ظهرها،مازال وجهها يخبئهُ دخان النيران،سارت بعيداً عن مكانه،الى أن وقفت أسفل إحدى الشُجيرات التى بدأت النيران تلتهم بعض أفروُعها،نهض من مكانه سريعاً يتجه الى مكانها،حاول مسك يدها ليجذبها بعيد عن النيران،لكن كلما مسك يدها كأنه يمسك الهواء،كأنها هُلام،كيف هذا هل هى خيال،حاول إطفاء النار،لكن سمعها تقول:
مش هتقدر تطفى نارى يا رفعت،نارى هتنهش فى قلبك،رفع وجهه ونظر لوجهها،لاول مره يراه،ذُهل قائلاً: رحمه!
ردت عليه:أنا فعلاً رحمه جت لحد عندك،بس أنا مش رحمه،أنا "الشجره الطيبه"اللى نمت مره تانيه من  جدرها علشان( تظِلك مش تضِلك). 
استيقظ رفعت حين شعر بتلك القطرات تتساقط على وجهه،هى قطرات ندى فروع تلك الشجره الذى نعِس أسفلها،تعجب كيف سرقهُ النوم هنا،لكن العجب الآكبر ذالك الدثار الذى فوق جسدهُ يدفئنه من البروده،فرغم أن الطقس يعتبر بالربيع لكن يبدوا أن الشتاء مازال يُريد العوده مره أخرى،من الذى وضعهُ عليه،نهض جالساً ينفض النوم من عينيه ويُجفف قطرات الندى عن وجهه،بمحرمه ورقيه،فكر قليلاً فى ذالك الحلم،منذ مده كان إختفى،لم يكن يحلم بيه،ولا بتلك الفتاه،لما ظهرت بوجه (رحمه) أخته لكن هى ليست رحمه أخته كما قالت له،لا صوتها ولا شكلها،لو كانت رحمه لعاتبته أنه تركها تحترق تلك الليله وهو يحاول تفادى النيران كى يصل لها لكن كانت النيران أسرع منه وإلتهمتها بوحشيه  
نهض واقفاً ينظر الى السماء بدأ الغسق يزول، ويُبعث ضوء جديد، نفض عن عقله التفكير فى ذالك الحلم، وآتى الى خياله تلك الطبيبه الشرسه التى تناطحهُ، ولكن لا يعرف فجأه تنهد ببسمه ينتعش من رائحة الزهور بالمكان، تلك الشرسه تشبه الربيع القادم من بعيد، كيف وصلت إلي هنا، وهل ستبقى رائحة الربيع أم تحترق مع  أول شُعاع لشمس الصيف الحارقه، وتبقى فقط رائحة النيران. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الصباح 
على طاولة الفطور 
تجمع كل من 
رفعت ورامى ووسيم، الذى قال: 
كنت فين يا رفعت من ليلة إمبارح، ماما مُهره أول ما فاقت سألت عليك. 
رد رفعت: كنت فى الأستطبل فى مُهره كانت   الحدوه بتاعتها تقريباً إتخلعت وهى بتجرى، عدلتها ليها، وجت عليا نومه ونمت فى الاستراحه اللى جنب الاستطبل. 
تنهد رامى قائلاً: يا بختك نمت وريحت جسمك كم ساعه أنا ووسيم منمناش من امبارح، كنا جنب عمتك مُهره،والخال نُعمان اللى منعرفش حكايته أيه مع عمتك مُهره،حتى لما رجعنا نسأله،قال نفس الرد،الماضى مش من حقى أنا لوحدى سرده،وطبعاً فى الظروف دى منقدرش نسأل عمتك مُهره غير إن  الدكتوره مراتك كمان أمرتنا نسيبها ترتاح شويه،وبلاش نضغط عليها. 
تبسم رفعت بشوق لتلك الطبيبه وقال:يا خبر بفلوس بكره يبقى ببلاش،بس عمتى مهره تسترد صحتها وبعدها نبقى نعرف مين نُعمان وتفاصيل حكاية الماضى. 
تبسم رامى يقول: والله نُعمان  ده لو مش خال مروه ما كنت سمحت يدخل حتى من باب السرايا. 
تبسم رفعت  يقول بمزح: يا عينى عالرجوله خايف منها وإنت لسه عالبر، أمال لما تدخل بقى هتمشيك عالصراط. 
تبسم وسيم ورامى الذى قال: 
لأ متخافش أخوك راجل وحِمش مش انا اللى تمشينى واحده ست على كيفها، وبالمناسبه اللى حصل لعمتى مهره نسانى أقولكم إنى خلاص حددت ميعاد زفافى أنا ومروه، بعد عشرين يوم. 
تبسم رفعت يقول: مبروك بكده يبقى مش فاضل فينا أعزب غير الآخ الصغير وسيم، ها مفيش واحده  فى سكتك، أوعى تقولى لمى اللى نزلت من اليونان عالشرقيه على عندك فى الجامعه،الإ صحيح هى فين دلوقتي، النوعيه دى تصاحبها آه تتجوزها لأ، إسأل أخوك عن تجربه سابقه مع توأمها.
تنهد رامى،وآتت لخيالهُ أخرى،تلك الدبش ليلى لام نفسه لما تسرع وحرمها من حضور محاضراته،لكن تيقن عقلهُ هى من بدأت بالوقاحه معه،وتستحق ذالك.
تبسم رامى يقول:كل دى تنهيده أوعى تكون طبيت فى لمى،تبقى تزرع آرايل  من دلوقتي.
تبسم رفعت بينما إغتاظ وسيم وهو يحدف رامى بملعقه أمامه قائلاً:لأ إطمن أخوك رجوله ونوعية لمى متمشيش معايا،كفايه أنها  لما عرفنا إن ماما  هنا وعيانه إتحججت  إنها جايه من السفر ومحتاجه لراحه،ومش هتقدر تجى لهنا،ما أنت عارف أنها هى وأختها مش وش مسئوليه،وكمان     
أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتي  ، لسه قدامى وقت، مش مستعجل، زى الآخ رفعت اللى إتجوز فى يوم واحد، وأتجوز من دكتوره مشاء الله واضح إنها مهنياه عالآخر، شايف كان نايم فى إستراحة الأستطبل. 
تبسم رامى، وقبل أن يمزح هو الآخر، سمعوا صوت مجد قائلاً: صباح الخير يا شباب، بتضحكوا على أيه ما ضحكونى معاكم قبل زوزى أختى ما تجى وتقلب وشها ليا. 
تبسم رفعت  كذالك رامى ووسيم، لكن سمعوا من تقول له:تصدق إنك آخ هزوء 
تبسم مجد وإقترب منها قائلاً:أختى الكبيره يا جماعه وبحترمها رغم طول لسانها،صباح الخير يا زوزى أختى حبيبتى الغاليه. 
قال مجد هذا  وقبل رأس زينب بمرح. 
تبسمت له زينب قائله: خلاص بلاش كلام كتير خلينا نفطر إنت مش أجازتك كانت يوم ولازم النهادره المسا ترجع عتاقه. 
تبسم مجد  وهو يشد أحد المقاعد لتجلس زينب قائلاً: إتفضلى، يا ليدى، سامحنى ياارب فى الكدبه دى.
نغزت زينب مجد بكوعها قائلاً:أنا بقول نصطبح عالصبح. 
تبسم مجد وجلس  على مقعد جوارها، قائلاً  بمرح: 
مقولتوش يا شباب كنتم بتضحكوا على أيه؟ 
رد رامى قائلاً: مفيش أنا كنت بقولهم إنى خلاص حددت ميعاد زفافى بعد عشرين يوم، هحجز القاعه فى الميعاد ده. 
تبسم مجد  قائلاً: وطبعاً أنا مش ضمن المدعوين. 
رد رفعت قائلاً: مش محتاج دعوه يا أبو نسب إنت من أهل العريس ناسى إن أختك مراتى حتى علشان خاطر نكسب الرضا. 
نظرت زينب لرفعت وتبسمت بسخافه، بينما قال وسيم: طبعاً علشان الورد ينسقى العُليق. 
ضحك وسيم قائلاً: فين الورد ده، قصدك تقول علشان الشوك اللى فى الورد بحب الورد، زوزى ورده مفترسه. 
نظرت له زينب  بغيظ ولكن قبل أن ترد فجأه داهمها دوار خفيف، فصمتت وأغمضت عيناها بقوه للحظات قبل أن تفتحها مره أخرى، تقاوم هذا  الدوار، وبالفعل أظهرت القوه الواهيه، وقالت: 
بلاش ترجع لعتاقه متعلم عليك وكُل وإنت ساكت، أنا مش ماده للسخريه.
قالت هذا ونظرت لرفعت بتحذير. 
نظر رفعت لها وإبتسم بلا مبالاه. 
تبسم مجد لكن فجأه شعر هو الآخر بخطبٍ ما  بزينب، هو توقع منها رد آخر، صمت الجميع وبدأوا يتناولوا الفطور، لكن فجأه عاد لزينب الدوار، وسقطت الملعقه من يدها، لم يلاحظ ذالك سوى مجد الذى أعطى لها الملعقه مره أخرى ونظر لوجهها، يبدوا عليه بداية شحوب، وما زاد قلقه، هو نهوض زينب قائله: أنا شبعت، هطلع أوضتى أجيب شنطتى، على ما تخلص فطورك يا مجد نمشى. 
لفت الآمر أيضاً نظر رفعت، وعاد أنها ربما مُجهده من ليلة أمس، والعوده للعمل مره أخرى. 
تحدث وسيم قائلاً: رجعنا قعدة رجاله تانى مع بعض.
تبسم رفعت،بينما نهض مجد قائلاً:كان بودى أفضل معاكم أكتر من كده وسعيد إنى إتعرفت عليكم،واكيد لينا لقاءات تانيه مع بعض،وكمان هحاول أضبط أجازتى على ميعاد زفافك يا رامى وأحضر فرح فلاحى.
تبسم رامى قائلاً:لأ خلاص توبت،مفيش فرح فلاحى،هو زفاف فى قاعة يوم الفرح وبس.
تبسم مجد:مبروك مقدماً،وربنا يتمملك بخير.
تبسم وسيم يقول:أيوه أدعى من قلبك يتمم له بخير لا المره دى أنا اللى أتورط فى جوازه مش مستعد لها.
تبسم الجميع،وغادر مجد.
تحدث رامى يقول:والله أنا مش عارف إزاى  حصل النصيب وخلى الدكتوره من نصيبك، فرق كبير بينها وبين اللى كنت بترافقهم قبل كده، حتى أهلها ناس محترمه. 
تبسم  وسيم: ربنا رايد له التوبه على أيد الدكتوره. 
نظر رفعت لضحكهم وقال: حلو قوى جو المسخره ده أفطروا وأنتم ساكتين لا لبس كل واحد فيكم الطبق اللى قدامهُ. 
تبسم الاثنان بصمت وهما يعودان لتناول الفطور، وسط حُنق رفعت 
...،،،،،،،، 
أما بالأعلى
بغرفة زينب 
دخلت للغرفه تقاوم ذالك الدوار الخفيف،التى تشعر به،وقامت بفتح ورقة قطعة الحلوى ووضعتها بفمها وألقت بجسدها على الفراش،وأغمضت عيناه،سرعان ما شعرت بزوال جزئى لذالك الدوار 
لكن   
دخل مجد الى غرفة  دون طرق الباب، إنخض حين وجد زينب مُمده على الفراش بظهرها ومغمضة العين وإقترب سريعاً، يقول بلهفه: 
زينب،مالك إنتى تعبانه؟!. 
فتحت زينب عيناها ونهضت جالسه، تبستم قائله: لأ أنا كويسه قدامك أهو زى القرد. 
جلس مجد لجوارها ووضع يدهُ على كتفها يقول: خضتينى عليكى،  طب ليه مكملتيش فطورك وكمان لما دخلت لقيتك نايمه عالسرير إتخضيت أكتر، زينب إنتى بتاخدى علاجك بأنتظام،وشك شكله مُجهد. 
تبسمت  زينب قائله: أيوا، انا كويسه والله، هو بس إجهاد الشغل فى الوحده، كان بقالى كام يوم مش بشتغل ويظهر اخدت عالأنتخه فلما رجعت للشغل حسيت بشويه إجهاد، وبعدين كويس إنك جيت لعندى، كنت عاوزه منك؟ 
قاطعها مجد قائلاً: اوعى تقولى عاوزه فلوس خلاص إنسى بعد كده انتى اللى هتعطفى عليا إنتى متجوزه مليونير.
تبسمت زينب قائله:
ياواطى،وأنا مالى ومال أموال رفعت،وبعدين متخافش مكنتش هطلب منك فلوس،أنا كنت هقولك إن سميح إتصل عليا تانى،مردتش عليه،بعت رساله إنه حدد أنه هيجي لهنا الشرقيه الأسبوع الجاى،أنا مستغربه تفتكر عاوزنى ليه؟
رد مجد:أنا كمان مش عارف سبب أنه يقطع المسافه من الفيوم للشرقيه علشان يقابلك،بس يا خبر بفلوس،انا قطعت إتصالاتى معاه حتى حذفت رقمهُ،وبابا وماما قاطعين معاه الحوار من بعد اليوم اللى لغيتى فيه كتب الكتاب.
ردت زينب:كله من العامل اللى بينضف البيت وبيهتم بالجنينه،هو اللى عطاه رقمى،وعلى رأيك،كلها كم يوم وأعرف أيه سبب الزياره اللى مش سعيده.
تبسم مجد قائلاً:تعرفى يا زوزى انى حلمت بالبنت اللى شوفتها إمبارح وكانت لابسه فستان ازرق،وانا كنت لابس بدله توكسيدو بيضا، تفتكرى ده معناه إننا هنتقابل تانى ونبقى لبعض، البت دى رقيقه قوى وعندها حيا وخجل كده وشها بيحمر لوحده، مش زيك شرسه ومعندكيش لا حيا ولا خجل،وقحه،ووشك مكشوف.
نظرت زينب له وقامت بصفعه على رقابته من الخلف قائله: بدله!  وتوكسيدوا كمان!  طبعاً من الدولارات اللى بتقبضها كل شهر وبعدين على الاقل أنا  وشى مكشوف مش عقلى غبى زيك بتصور البنت من ضهرها وعاوزنى أعرفهالك،يلا قوم يا حيوان خلينى أروح للوحده وانت شوف طريقك لعتاقه. 
وضع مجد يدهُ على رقابته من الخلف قائلاً: 
إيدك تقيله يا غبيه انا عينى إحولت بقيت شايفك أربعه، خدى بالك كل ما بتفترى عليا ربنا بيوقفلى اللى ياخد حقى منك يا ظالمه، يارب تُقعى من على حصان أهبل يكسر رقابتك.
ردت عليه بسخريه:وايه اللى هيركبنى حصان يا أهبل يلا قوم أخلص خلي كل واحد فينا يشوف طريقهُ 
نهض مجد مبتسماً وخرج الأثنان من الغرفه، لكن أثناء نزولهم تقابلا مع رفعت الذى وقف أمامهم عيناه على زينب وهو يتحدث: 
أنا عطيت أوامر للسواق يوصلك للمكان اللى إنت عاوزه. 
لاحظ مجد ذالك وقال: تُشكر يا جوز أختى يا غالى كلك كرم مش زى ناس تاخد متديش، بس أنا هتمشى مع زوزى شويه لحد الوحده خلى السواق يستنانى هناك، أهو أخد جوله صغيره فى البلد، 
قال مجد هذا  وهمس: يمكن صدفه تانيه أقابل السندريلا. 
تبسم رفعت يقول: تمام هتصل عالسواق أقوله ينتظرك قدام الوحده، ومره تانيه شرفتنى وأتمنى تحضر زفاف رامى. 
تبسم مجد: أكيد إن شاءلله هحضر، أنا علاقتى مع رؤسائى كويسه مش زى ناس بتخبط فى أى حد تقابله ومبتعمرش فى مكان.
تبسم رفعت قائلاً:لأ خلاص إطمن هتعمر هنا.
تبسم مجد قائلاً:أتمنى  كده،ومره تانيه شكراً لكرم ضيافتك،
قال مجد هذا وأقترب من أذن رفعت يقول بصوت مُنخفض:
بدعيلك من قلبى،ربنا يقدرك عالبلوه اللى وقعت فيها.
تبسم رفعت وهو ينظر لزينب وقال:
لأ إطمن  أنا قدها وقدود كمان.
نظرت زينب لهما الأثنان بسخريه ولا مبالاه،وسارت بعض الخطوات ثم نظرت خلفها قائله:أيه يا مجد هو حوار الهمس بينكم مش هيخلص مش عندك ميعاد رجوع لعتاقه.
مد رفعت يدهُ يصافح مجد يبتسمان،ثم سار مجد خلف زينب
تنهد رفعت ببسمه قبل أن يتجه الى الغرفه الموجود بها مُهره.
.......
بعد قليل 
أثناء سير زينب ومجد بالقريه 
جذبت زينب مجد من يدهُ قائله:
مالك ماشى تبحلق فى الناس كده،أول مره تشوف ناس فى الشارع. 
رد مجد:لأ أنا ببحلق فى الناس يمكن أقابل السندريلا اللى شوفتها إمبارح مره تانيه.
تبسمت زينب قائله:طبيت يا غبى من أول نظره ولا أيه،عالعموم نصيحه منى،بلاش تبحلق فى الناس كده،إنت مش فى القاهره هنا مش هيعملولك محضر تحرش يا حلو،هنا هيعلقوك على شجره من غير هدوم، وإنت ونصيبك بعدها وأنا هعمل نفسى معرفكش. 
نظر لها مجد قائلاً: طول عمرك أصيله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد العصر 
أمام مطار الأسكندريه 
توقفت سيارة هاشم
تبسمت جاكلين وإقتربت منه تُقبله قُبله جارفه ساحقه 
ثم نظرت له قائله:سأعود قريباً للأسكندريه مره أخرى والمره القادمه،سأبقى لمده أطول،هذه المره كانت لمهمه خاصه،وأنجزتها سريعاً المره القادمه ستكون للمُتعه فقط.
رسم هاشم بسمه على شفاه فقط دون رد.
عادت جاكلين تقول:
نسيت أن أقول لك عليك التحدث مع الرجل الآخر لأنهاء بعض التصاريح الخاصه بدخول تلك الشُحنه الخاصه بأدويه الأحصنه الذى لديك والتى سيدخل من ضمنها تلك الأدويه الآخرى،لا أعلم لما الحكومه تحظر إستيراد تلك النوعيه من الأدويه،أنت درست الصيدله سابقاً وتعلم أنها تستخدم كعلاج لبعض الأمراض وتنشط الجسد وتُعطيه شعوه بالقوه مضاعفه،يصبح كالخيل القوى.
سآم وجه هاشم قائلاً:الشخص ده بقى طماع جداً،وبيطلب مبالغ مُبالغ فيها، وفعلاً دراستى السابقه للصيدله ومعرفتى عن بعض تركيبات الادويه والتفاعلات الدوائيه، تأكد أن الادويه المحظور إستخدامها دى، بتدى قوه مُفرطه وكمان بتساعد على تحمل الشغل لأوقات طويله، وأكتر فئه تستفاد من الأدويه دى هما الشغالين فى بعض المصانع واللى بيشتغلوا على قوت يومهم كفايه أنها مش بتحسسهم بالتعب لفتره طويله، العامل يحط الحبايه تحت لسانه، يشتغل زى التور طول اليوم وميحسش بتعب، غير الادويه التانيه الزرقا كفايه، بتخلى الراجل قدام مراته حُصان، وبيبسطها. 
ضحكت  جاكلين:
مثلما قولت لكن الخكومات تأخذ ذالك بطريقه خاطئه ما علينا من ذالك :وما العمل مع ذالك الشخص الآن؟
رد هاشم بسآم:للأسف مضطر له لأن معنديش له بديل هو سهل يطلع التصاريح دى بسهوله من الجمارك،بس على ما اعتقد هو بيجهز أبنه ياخد مكانه،والتعامل مع إبنه أسهل منه،بس غشيم عاوز يتخطى أبوه قبل ما يكون جاهز ياخد مكانه.
تبسمت جاكلين:حسناً لا تقلق المره القادمه سأطلب لقاؤه،وإن لم يمتثل لأمرك سيلحق بالقبطان ويأخذ مكانه إبنه كما حدث مع إبن القبطان الذى يتحدث عنه الإعلام على أنه شهيد.
تبسم هاشم لها قائلاً:كانت فكرتى جيده،هكذا تبتعد الشُبهات عن إبن القبطان،مجرد حادث عابر بباخره كبيره وسط المياه جعلها تحترق،سانتظر الطرد  سريعاً.
تبسمت جاكلين وقبلته مره أخرى وغادرت بعدها السياره.
تنهد هاشم بعد نزولها من السياره، كآنه يزيح عن كاهلهُ ثُقل كبير،ولكن سُرعان ما تنهد بشوق يُفكر فى تلك الطبيبه التى توحش رؤياها تبسم هو سيعود الليله للزهار،ويراها بالغد بحجة تلك الفحوصات،هو لن يتركها لرفعت يظفر بها بسهوله،هو خِصم قوى،ذئب فاجر.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بالوحده الصحيه
شعرت زينب، ببعض التعب الخفيف وهى تقوم بمعاينة على أحد المرضى، أنهت الكشف عليه، غادر الغرفه، جلست قليلاً ووضعت تلك العلكه بفمها، ثم شعرت ببعض التحسُن، فنهضت تخلع معطفها الأبيض، فذالك الأثناء، دخلت صفاء بعد أن سمحت لها. 
تبسمت زينب لها، قائله: تعالى يا صفاء عاوزه حاجه؟ 
ردت صفاء: تسلمي يا دكتوره أنا كنت جايه أطمن عليكى، أصل شكل وشك كده مُتغير شويه، هو إنتى هتمشى دلوقتي. 
ردت زينب: تسلمى يا صفاء، أيوه همشى، حاسه بشوية صداع بسيط كده. 
ردت صفاء بلهفه: سلامتك ألف سلامه دكتوره، بس شكل وشك مخطوف  ميديش صداع تكونيش حبله يا دكتوره! 
نظرت زينب لها بذهول قائله: لأ طبعاً، هو صداع وهيخف، وحبلى ايه أنا بقالى قد ايه متجوزه. 
تبسمت صفاء قائله بحياء: الحمل بطول مدة الحواز فى حريم كتير، بتحبل من أول ليله لجوازهم، زى ما حصل معايا، يلا الحمد لله بنتى بالدنيا كلها. 
تبسمت زينب قائله: ربنا يباركلك  فيها يارب، وبعدين أنا متأكده إنى مش حامل، ده صداع مش أكتر، يلا أشوفك بكره. 
تبسمت صفاء قائله: ربنا يشفيكى يا دكتوره ويطعمك الذريه الصالحه إنتى ورفعت بيه يارب فى أقرب وقت. 
تبسمت زينب لها، لكن بداخلها، تعجبت من دعاء صفاء، فأى ذريه ستجمع بينها وبين هذا الهمجى. 
.......**
بنفس الوقت 
بسرايا الزهار.
دخلت تلك اللعوب لمى 
 الى غرفة مُهره تقول بميوعه:
عمتو مُهره حمدلله على سلامتك،والله أنا زعلت جداً لما دخلنا إمبارح بيت أونكل هاشم،والخدامه قالت إنك مريضه شويه بصراحه خوفت عليكى كتير وكنت هاجى مع سُومو  أطمن عليكى بس كنت مُجهده من السفر،جيت من اليونان على اسكندريه على هنا مباشرةً،بصراحه خوفت أتعب وبدل ما يراعوا واحده يراعوا إتنين،إزى حضرتك دلوقتي.
ردت مهره بتهكم:أنا الحمد لله بقيت بخير،والفضل يرجع للدكتوره زينب مرات رفعت،دكتوره شاطره قوى،وكمان حلوه.
تبسمت لمى بسخافه قائله:وهى فين دلوقتي الدكتوره دى،مش المفروض تفضل جنبك تراعيكى،وكمان فين رفعت ووسيم مشفتوش طول اليوم مرجعش للبيت،سألت عليه الخدامه لما صحيت من النوم قالت إنه مرجعش من إمبارح.
ردت مهره:هو بعد ما أطمن عليا خرج معرفش راح فين،ورفعت هتلاقيه هنا فى السرايا يمكن فى إستطبل الخيل،بس غريبه ليه مسألتيش على رامى،كان له مَعَزه خاصه،ولا خلاص سفرك لليونان نساكى،صديق الطفوله المُحبب.
ردت لمى بأرتباك وكذب: 
كنت لسه هسأل عليه بس حضرتك سبقتينى. 
ردت مهره: أكيد رامى عند خطيبته أصله خلاص قالى إنه حدد ميعاد لفرحه، ولازمهم شوية  ترتيبات مع بعض، ربنا يتمم لهم بخير. 
قالت مُهره وهمست قائله: ربنا يُستر بصراحه أنا بتشائم من وجود هشام او بناته فى الزهار. 
فى ذالك الاثناء رن هاتف لمى أخرجته من حقيبة يدها ونظرت له ثم لمُهره قائله: دى ريما. 
تبسمت مُهره ثم زمت شفتاه، وهمست لنفسها: ربنا يبعدها بشرها وتغورى إنتى كمان من هنا فى أقرب وقت. 
لكن ردت على لمى:  ردى عليها قبل الفون ما يخلص  رنين  سلميلى عليها. 
تبسمت لمى قائله: أوكيه هبلغها سلامك هطلع أكلمها بره علشان الشبكه وكمان علشان مزعجكيش. 
تبسمت مُهره، وقالت: ربنا يستر منكم يا بنات هشام نفس خبث ولؤم اليونانيه أمكم، زمان فرقت بين هشام ورضوان بكذبه رخيصه، يا خوفى تكونى جايه تعيدى التاريخ من تانى،رفعت نجى من كذب وخداع أختك،بس ياترى إنتى مين هدفك رامى ولا وسيم؟ بس رامى بيعشق البنت اللى خطبها،الخوف على وسيم. 
...... 
خرجت لمى خارج الغرفه 
ردت على الهاتف. 
تحدثت الآخرى سريعاً: بتصل عليكى من إمبارح ليه مش بتردى عليا. 
ردت لمى بتذمر: كنت عامله فونى صامت علشان الازعاج ومسمعتوش، وكمان كنت مُجهده من السفر ونايمه طول الوقت، يادوب صاحيه، من ساعتن، ريما. 
تنهدت ريما تُزفر دخان تلك السيجاره التى كانت بفمها قائله: قابلتى رفعت وصلتى له رسالتى. 
ردت لمى: لأ مقبلتوش لسه أنا يادوب لسه داخله السرايا وقولت أكسب ثواب وأشوف اللى إسمها مُهره،اللى زى ما يكون كانت مستنيه نزولى وتتعب،ووسيم ساب البيت وقاعد جنبها فى سرايا رفعت من إمبارح حتى هو كمان جيت لهنا ملقتوش،حتى رامى مش موجود،زى ما يكون إتبخروا قبل ما أجى  مفيش غير مُهره اللى هنا لوحدها، الخرفانه إنعام، شكلها فى اوضتها، يارب ما أتقابل فى خلقتها. 
ردت ريما: والبنت اللى إتجوزها رفعت فين مش فى السرايا. 
ردت لمى: لأ مش هنا، مهره بتقول دكتوره وراحت تشوف شُغلها. 
ردت ريما: حسناً لا تنسى رسالتى لرفعت. 
ردت لمى بسآم: لا أعلم طالما مازالتى تحبين رفعت لما تركتيه وسافرتى لليونان، وفابيو ماذا ستفعلى معه؟ وهو بيعشقك بجنون. 
زفرت ريما دخان سيجارتها وقالت: ما منعنى من العوده الى مصر هو فابيو، بأى حجه كنت سأقول له أنى أريد السفر لمصر، كمان عنده عِلم بقصتى القديمه مع رفعت،المهم دلوقتي توصلى رسالتى لرفعت،وبعدها آمر التخلص من فابيو مش هيكون صعب قدام رفعت،إبقى إرجعى إتصلى عليا وقوليلى رد فعله أيه على رسالتى.
تنهدت لمى قائله:تمام بس بلاش كل شويه تزنى عليا أكيد هنتهز أقرب فرصه وأعطيه رسالتك على إنفراد طبعاً زى ما طلبتى.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بمنزل هاشم الزهار 
دخل هاشم الى المنزل 
إستقبلته إحدى الخادمات تقول: حمدلله عالسلامه يا هاشم بيه، تحب أحضرلك العشا. 
رد هاشم: فين الناس اللى فى البيت، فين مهره. 
إرتبكت الخادمه قائله: 
مدام مهره مش هنا فى البيت مدام مهره إمبارح تعبت جامد وجه رفعت بيه أخدها وهى عنده فى السرايا.
تعصب هاشم قائلاً:
رفعت جه لهنا وأخد مهره،ليه كانت بتموت!
ردت الخادمه:مدام مهره كانت تعبانه جدا اتصلت على موبايل الدكتور وسيم مردش عليا،قالتلى إتصلى على رفعت بيه،إتصلت عليه وجه أخدها،وعرفت أنه أخدها عنده للسرايا،بس لما إتصلت عليه من شويه قالى إنها بقت كويسه الحمدلله.
سَخِر هاشم قائلاً بهمس:بقت كويسه،وماله.
تحدثت الخادمه:حتى وسيم بيه هناك معاها من إمبارح مرجعش،والآنسه ألمى كمان راحت للسرايا من شويه تطمن عليها.
سخر هاشم يقول:ألمى رايحه تطمن على مهره،معتقدش،أكيد فى لعبه بتخطط ليها.
نظر هاشم للخادمه:وليه معنديش خبر باللى حصل لمهره؟
إرتبكت الخادمه قائله:حضرتك مكنتش فى البلد  ومدام مهره كانت تعبانه قوى،سخنه وبتهلوس وخوفت عليها. 
نظر لها هاشم يقول: كانت بتهلوس تقول أيه؟ 
ردت الخادمه: معرفش مفهمتش منها ولا كلمه مفسرتش غير إسم الدكتور وسيم ،ورفعت بيه.
آه وكمان قالت،رفعت رجع يا رضوان تانى للزهار وهياخد مكان الفارس اللى إتغدر بيه.
للحظه رجف عقل هاشم فى معنى تلك الكلمه التى قالتها له الخادمه نقلاً عن سماعها من مهره.
تضايق قائلاً:تمام غورى وأنا رايح أشوف الست مُهره اللى عقلها خرف،وبعد كده أى حاجه تحصل هنا فى البيت يكون عندى خبر بها.
ردت الخادمه:حضرتك كنت مسافر كنت هقولك إزاى ومدام مهره كانت تعبانه قوى.
رد هاشم:قولت غورى من وشى.
غادرت الخادمه مكان وقوف هاشم،الذى وقف يُزفر أنفاسه بوجل ماذا  تعنى مُهره بقولها أن رفعت عاد ليأخذ مكان الفارس الذى غُدر به، هل رجوع ذالك الوغد نُعمان سيجعل مُهره تعود لتمردها القديم،لكن لا كما سحقهم بالماضى أسفل حذائه سيفعل الآن،وأول خطوه رجوع مُهره الى هنا،وتنسى تمردها،القديم تعود تلك الخاضعه التى روضها طوال السنوات الماضيه.   
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت
أغلقت لمى الهاتف وهى تشعر بضجر ولم تعود لغرفة مُهره،بل نزلت لأسفل بالسرايا،وذهبت الى المطبخ وتحدثت مع العاملات قائله بأمر وتعالى:
واحده فيكم تعملى إكسبريسوا، وتجيبه فى الصالون. 
ردت إحداهن:حاضر يا آنسه.
ردت لمى بأشمئزاز قائله:أيه آنسه دى،شكل رفعت مشغل شوية متخلفين عنده،عالعموم،أنا بتصل على رفعت بالفون مش بيرد عليا،إبعتى واحد من العمال اللى بره يبعتله خبر إن ألما الزهار هنا  فى السرايا وأنا هستناه فى الصالون. 
ردت الخادمه: أمرك يا هانم، هبعت له  خبر. 
بالفعل بعد دقائق دخلت الخادمه، بطلب لمى الى غرفة الصالون، وضعته أمامها وخرجت سريعاً، فى أثناء سير الخادمه تقابلت مع 
زينب، إبتسمت لها: حمدلله على سلامتك يا دكتوره تؤمُرينى بحاجه؟. 
ردت زينب: لأ متشكره. 
تبسمت الخادمه قائله: تمام فى ضيفه فى أوضة الصالون، مستنيه رفعت بيه. 
تعجبت زينب قائله: وهو رفعت فين. 
ردت الخادمه: رفعت بيه فى الاستطبل وبعتنا له خبر وهو على وصول.
ساق زينب فضولها أن تعرف من تلك الضيفه وقالت للخادمه:تمام روحى إنتى يا صالحه وأنا هدخل أرحب بضيفة رفعت بيه،وأعرف هى مين.
تبسمت الخادمه وغادرت المكان،بينما زينب سارت خلف فضولها،ودخلت للصالون.
رأت فتاه ترتدى فستان قصير للغايه بنصف كُم،بطبقه شفافه من فوق الصدر،تضع معطف فرو على مسند المقعد جوارها،وهنالك العطر الأنثوي الصارخ بالمكان  تجلس بأتيكيت تضع ساق فوق أخرى،لم تتعجب زينب من منظرها الفاتن فهى رأت أشباهها سابقاً،لكن لم تتوقع أن ترى هذا المنظر هنا بالسرايا.
لاحظت لمى نظر زينب لها فقالت بتعالى:
إنتى مين،إنتى شغاله  هنا.
تضايقت زينب قائله:
شغاله مين أنا ...... 
لكن أكمل الذى دخل تعريفها قائلاً: الدكتوره 
زينب رفعت الزهار مراتى،يا لمى.
لم يقول هذا فقط بل وضع يده حول خصرها وهو يقف لجوارها، يبتسم لها. 
للحظه إنخضت زينب من قوله ووضعه يدهُ حول خصرها، لكن تبسمت له. 
بينما ذُهلت لمى ووقفت تتمعن النظر، بزينب، هى حقاً جميلة الوجه، ولكن ترتدى ملابس شبه صبيانيه، فهى ترتدى 
بدله نسائيه رسميه، تُشبه جيمبسوت 
باللون الأزرق، وترتدى أيضاً وشاحاً فوق رأسها تُخبئ شعرها أسفلهُ. 
بعدت لمى عيناها عن زينب وإقتربت من رفعت وبلا حياء رفعت يديها وقامت بأحتضانهُ، قائله باليونانيه: 
وحشتنى "روفى"  بقالنا فتره طويله مشوفناش بعض. 
رغم أن زينب لم تفهم ما قالته لكن تعجبت  من فعلة تلك الوقحه،وقالت لنفسها :
وحش يلهفك ويقطعك حتت يا قليلة الأدب والتربيه نفس وقاحة الهمجى،لأ وبتتكلم باليونانى كمان علشان مفهمش هى بتقول أيه،بس الغبيه مش عارفه إن الجواب بيبان من عنوانه. 
بينما رفعت تضايق من فعلتها لكن تعامل ببرود و أبعدها عنه بلُطف قائلاً بالعربى: أهلاً بيكىفى السرايا يالمى، أكيد جايه تطمنى على عمتى مُهره. 
ردت لمى بالعربى وهى تنظر لزينب : لأ جايه مخصوص علشانك روفى، ممكن نبقى لوحدنا دقايق، لو مكنش ده يزعج مراتك. 
ردت زينب: وأيه اللى يزعجنى أنا اساساً، هطلع أطمن على طنط مُهره. 
قالت زينب هذا وغادرت ولكن لم تصعد لغرفة مُهره، بل دخلت الى غرفتها، رمت حقيبتها على الفراش بقوه، وشعرت بحراره تغزو جسدها بقوه، وبعض الأختناق، فخلعت حجابها وألقته هو الآخر على الفراش، لكن سُرعان ما هدأت نفسها قائله: مالك يا زينب ليه إضايقتى من الهمجيه الوقحه دى لما حضنت رفعت، فوقى، الحب مش ليكى، كفايه اللى حصلك منه أول مره، نهاية قصتك معروفه مع رفعت،،، الأنفصال عاجلاً أو آجلاً بلاش تاخدك مشاعر مش قدها. 
بالفعل توجهت زينب للحمام، وأخذت حماماً دافئاً وبدلت ثيابها بأخرى وتوجهت الى غرفة مهره مبتسمه. 
..... 
بينما بالأسفل أعطت لما ذالك الظرف الورقى لرفعت قائله: ريما باعته معايا الظرف ده رساله ليك. 
رد رفعت بدبلوماسيه: 
وأيه الرساله اللى فى الظرف ده؟ 
ردت لمى: معرفش انا بس مسؤله عن توصيل الرساله مش أكتر،تقدر تفتحه وتشوف فيه أيه  .
تعجب رفعت وبالفعل فتح رفعت الظرف،وجد به صوره 
له وهو يُقبل ريما بحميميه،إشمئز من الصوره،ثم ونظر لذالك الظرف الصغير الموجود أيضاً،وفتحه توقع ما فيه بسهوله هى فلاشه صغيره، أخرجها من الظرف، ووضع الظرف بالصوره على منضده بالغرفه وكاد أن يُدخل الفلاشه بهاتفه،لكن آتى رساله لهاتفه قرائها وتبسم  ثم كان سيضع الفلاشه بالهاتف، لولا سماعه لذالك الصوت الغاضب بخارج غرفة الصالون 
وضع الفلاشه بجيبه وخرج سريعاً،تاركاً الظرف والصوره، وخرج من الصالون توجه لمكان الصوت نظر الى صاحب ذالك الصوت. 
قائلاً بحسم وحزم: 
صوتك ميعلاش فى سرايتى يا هاشم يا زهار،أوعى تنسى إنى رفعت إبن رضوان الزهار وحفيد (رفعت الزهار) اللى كان كبير عيلة الزهار خرج من نسلهُ( رفعت) تانى كبير عيلة الزهار. 
إحتدت النظرات بين هاشم الزهار ورفعت، وزاد من حِدة نظرات هاشم وقوف رامى ووسيم اللذان دخلا الى السرايا للتو جوار رفعت، وليس هذا فقط 
بل مجئ زينب هى الآخرى للمكان خلف رفعت.
تقول:فى أيه يا جماعه أيه الصوت العالى ده؟
نظر هاشم ل زينب وتبدلت ملامحه كالحرباء،مَثَل الهدوء أمامها،وصمت.
بينما لاحظ رفعت نظرات هاشم لزينب،إشمئز منه وقال:زينب إطلعى لفوق،مالكيش دخل باللى بيحصل هنا.
عاندت زينب وظلت واقفه مما أغاظ رفعت وقال بأمر:زينب قولت مالكيش دخل باللى بيحصل هنا ده خلاف عائلى إنتى براه 
ظلت زينب واقفه بفضول، مما أغاظ رفعت وقام بمسك يدها وسحبه خلفه قائلاً: رامى إستقبل الضيف فى أوضة الصالون وأنا دقيقه ونازل. 
سحب رفعت يد زينب ودخل الى غرفتها، 
نفضت زينب  يدهُ قائله: مش هتبطل همجيتك دى، عملت أيه فيه وبيزعق بالشكل ده. 
رد رفعت: شئ ميخصكيش تعرفيه ليه مش بتسمعى كلامى ولا عاجبك نظرات إعجاب هاشم الزهار ولا على نياتك ومش  فهماها. 
ردت زينب بغضب: صحيح إنسان همجى مفكر إن كل الناس زيك، أنا بفهم كويس فى نظرات الناس وهاشم الزهار عمره ما تعدى حدوده معايا مش زى همجيتك من أول ما عرفتك وأنت بتعدى حدودك معايا،بس خلاص إنسى إنك تفكر إنك تحبسنى هنا بعيد عن الناس،هخرج براحتى وأرجع براحتى وكمان أقف فى أى مكان براحتى.
سَخِر رفعت قائلاً:بتحلمى يا دكتوره أوامرى أنا اللى هتتنفذ وهتشوفى وأولها أنك هتفضلى هنا فى الاوضه دى،مش هتخرجى منها غير بأمرى.
قال رفعت هذا وتوجه الى باب الغرفه وأخذ المفتاح من مقبض الباب الذى بداخل الغرفه،ووضعه بالناحيه الأخرى،وأغلق الباب عليها بالمفتاح.
سمعت زينب تكات المفتاح بالباب توجهت الى الباب ومسكت المقبض قائله:أفتح الباب يا رفعت بدل ما أنط من البلكونه وأجيبلك مُصيبه.
تبسم رفعت يقول:براحتك نطى من البلكونه بس متنسيش ان البلكونه عاليه وممكن تنزلى على رقابتك تتكسر وتجى بمصلحه وقتها تتجبسى وترقدى فى السرير ومتخرجيش خالص من السرايا غصب عنك،راجعلك تانى يا دكتوره.
تضايقت زينب لو فتح رفعت الباب ووقف أمامها الآن لقتلته ببساطه وبضمير مرتاح، لكن فجأه شعرت بدوخه بسيطه، ذهبت وأخرجت جهاز قياس السُكرى، نظرت للنتيجه قائله: 
هو ايه ده يوم السكر عالى ويوم نازل مش عاوز يتظبط،وضعت تلك العلكه بفمها وبدأت بمضغها قائله: كله من الهمجى رفعت من يوم ما شوفته بيحرق السكر فى دمى، هو ده سبب عدم تظبيط السكر عندى، بس مش هيفضل ده كتير. 
.... ـــــــــ
بينما رغم غيظ رفعت من زينب لكن تبسم بانتشاء وهو يتخيلها تأكل بنفسها غيظً منه. 
عاد الى داخل غرفة الصالون، وجد هاشم يجلس ومعه رامى فقط تبدلت ملامحه وعادت الى طبيعتها الشيطانيه، تحدث رفعت يقول: 
دلوقتي نتفاهم يا هاشم، قولى سبب أنك تتهجم عالحرس اللى هالبوابه و تدخل لسرايتى تزعق بعلو صوتك ده كان ليه،عاوز تثبت لنفسك أيه،إنك كبير عيلة الزهار،تبقى غلطان،زى ما قولتلك دايمًا كبير عيلة الزهار من نسل رفعت،ومن وراه رضوان وبعدهم أنا واللى ورايا رامى،إنسى إنك تبقى الكبير فى وجودى أنا ورامى.
بركان يغلى بقلب وعقل هاشم لكن رسم الثبات قائلاً أنا مش بتكلم عن الكبير والا الصغير،فين مُهره،إزاى أطلب من الخدامه أطلع لمهره وتقولى إنها نايمه،ولو مش فاكر أفكرك مهره تبقى مراتى.
رد رفعت:ثوانى.
نادى رفعت على إحدى الخادمات التى لبت ندائه سريعاً
تحدث رفعت إنتى المسئوله عن رعاية عمتى مهره وأنتى  قولى للسيد هاشم إنها نايمه.
ردت الخادمه:أيوا يا رفعت بيه،الدكتوره زينب كانت عندها من شويه وعطتها أدويتها وقالت إنها هتنام ومش لازم نزعجها،النوم ليها راحه أفضل من العلاج نفسه.
نظر رفعت لهاشم قائلاً:أهو سمعت بنفسك الدكتوره بنفسها منعت حد يزعج عمتى مهره.
رد هاشم:بس أنا مش أى حد أنا جوزها،والمفروض كانت تتعالج فى بيتى مش هما فى سرايتك.
رد رامى:سرايا رضوان  زى بيت عمتى مهره بالظبط،يعنى هى مش فى بيت حد غريب،يا سيد هاشم،وبعدين إنت كنت فين اليومين اللى فاتو،وجاى النهارده تسأل عنها بقى مفيش حد من الشغالين عندك قالك إن عمتى عيانه؟ 
تعصب هاشم من رد رامى وقال:أنا كنت فى إسكندريه عند هشام تعبان هو كمان شويه وروحت أشوفه ومحدش من العمال اتصل عليا،ومعرفتش غير لما رجعت،هى مهره مالها جرالها أيه قبل ما أسافر اسكندريه كانت كويسه.
رد رامى:إطمن الدكتوره قالت شوية إرهاق وزى ما سمعت من المسؤله عنها إن الدكتوره قالت محتاجه للراحه وهدوء النفس ومتهيألى أفضل مكان ممكن تلاقى فيه هدوء هو هنا طبعاً قبل ما تدخل زى أمشير بزعابيبك،بس الحمد لله صوتك موصلش عند عمتى مهره والا كان أزعجها.
نظر هاشم لرامى هو إستخف به وظن أنه سهل المنال،لكن يبدوا رامى ضلع ثانِ من رضوان ليس أقل شجاعه من رفعت،رضوان كان نسخه واحده  رحل وترك منه نسختان،لكن هو بالماضى أوقع رضوان بكذبه واليوم عليه تفريق هذان الأثنان،لكن عليه التفكير بحنكه وهدوء،حتى يستطيع الايقاع بينهم وتفريقهم،وقتها سهل إصتياد كل منهما على حِده،لكن يبدوا أنه يحتاج لقوى أكبر حين دخل الضلع الثالث وسيم الذى وضع يدهُ على كتف رفعت قائلاً:
بشكرك يا رفعت فعلاً طول عمر بيت خالى رضوان هو اللى بيلمنا،أنا كمان متربى هنا من صغرى، رغم إن نصى بس هو اللى زهار، بس خالى عمرهُ ما فرق بينى وبين رامى وكان بيحللنا مشاكلنا سوا. 
تبسم رفعت له وقال: إنت قولت نصك زهار بس نسيت تقول أنك أخو رامى فى الرضاعه، وإن أمك وأمى الأتنين إتشاركوا فى رضاعتكم سوا. 
تبسم وسيم يقول: لأ مش ناسى، فاكر كمان اللقب اللى كانوا بيطلقوه علينا فى المدرسه الأخوه أعداء 
كنا بنبقى متخانقين بس واحد فينا يحس بخطر عالتانى، من غير ما يفكر يجرى عليه، ياما أتعاقبنا سوا فى اوضة مدير المدرسه نستنى خالى رضوان يجى يجيب لينا حقنا ونطلع براءه زى الاطفال مع أننا كنا أشرار المدرسه. 
عين هاشم بركان لو تركه لثار عليهم الثلاث ما تركه الأ وهو يُذيب عظامهم يُخفى معالمهم، لكن مهلاً ماذا قال ذالك الغبى وسيم... الأخوه أعداء، بالفعل هى فرصته جعل الأخوه أعداء، وقريباً. 
لم يستطيع هاشم المكوث أكثر من ذالك وسماع مديحهم لبعضهم أمامه، فقال: 
أنا جاى من اسكندريه مُجهد لازم أستريح، طالما الدكتوره زينب أمرت أن مهره لازمها رعايه صحيه، تمام خليها هنا لحد صحتها ما تتحسن و تستريح وترجع للبيت من تانى، همشى أنا بقى. 
رد رامى: تمام براحتك. 
رد رامى بلا مبالاه على هاشم كان القشه النهائيه لتحمُل هاشم الذى خرج من الغرفه كالملسوع الذى يهرب من نيران عيون هؤلاء الثلاث، الذى تبسموا بعد خروجه وقال رامى وهو يمسك ذالك الظرف قائلاً: 
إزاى سايب صوره زى دى هنا على الطرابيزه مش خايف لو الدكتوره شافت الصوره دى ومفكرتش انها فوتشوب كانت ممكن تخلى هاشم يقرى عليك الفاتحه. 
تبسم رفعت قائلاً: بس الصوره مش فوتشوب،وكمان قديمه والدكتوره ملهاش تحاسبنى عليها بس كويس إنك خفيت الصوره،بس يا ترى هاشم شافها ولا لأ.
رد رامى:معرفش هو دخل ورايا أنا قلبت الصوره على ضهرها وحطيت الظرف فوقها. 
تبسم وسيم يقول: بس هاشم الزهار ديب وعنيه بتشوف فى الضلمه. 
تبسم رفعت وقال: فين لمى؟ 
رد وسيم: لمى أنا وصلتها لباب السرايا، قالت أنها لسه حاسه بشوية إجهاد. 
تبسم رامى، ل رفعت وقال باستهزاء: 
لأ  سلامتها، هنفضل واقفين كده أنا جعان، وانتم مش جعانين. 
تبسم وسيم يقول: لأ انا جعان جداً  جداً  كمان، وبعدين إنت خلاص كلها  أيام وداخل على جواز ولازم تتغذى كويس. 
تبسم رامى  يقول: عارف أنا شاكك أن عينك مش هتخلى الجوازه تكمل بخير،يظهر نسل الزهار نصيبهم فى الجواز مش قد كده،وعندك المثال بتاعنا رفعت زينب مطلعه عنيه مفيش كلمه بيقولها لها بتسمعها. 
تنهد رفعت يبتسم. 
تحدث رامى: كل دى تنهيده، يظهر الدكتوره بدأت تستحوذ على قلب وعقل رفعت الزهار. 
صمت رفعت كفيل بتأكيد ذالك. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاث أيام 
ظهراً بسرايا الزهار. 
دخل رامى على رفعت غرفة المكتب وجدهُ يتحدث بالهاتف
إنتظر الى أن أنهى إتصاله وقال: 
رفعت إنت زعقت لعمى صفوان قدام العمال النهارده. 
رد رفعت قائلاً: بالعجل قالك أيوا زعقتله، ده مش شايف شُغله فى الاستطبل، قاعد يتمنظر على بقية العمال وعامل فيها ريس عليهم انا معنديش مانع يعمل ريس عليهم بس يشوف شُعله بالمظبوط، مش يأنتخ ويتمنظر هو ميفرقش عن العمال. 
رد رامى: ناسى أنه حمايا يا رفعت،وبعدين أيه اللى عمله خلاص تزعق فيه قدام العمال؟
رد رفعت:سايب شُغلهُ وبسبب إهمالك كنا ممكن نخسر فرسه،الحدوه بتاعتها إتقلعت من رِجلها،كان من السهل يدخل مسمار او شوك من المكان ووقتها كان هيبقى صعب تعالجها ومش اول مره يأهمل فى شُغله وحذرته وإنت عارف انا ساكت عليه ليه من البدايه علشان خاطرك،بس ده إتمادى فى الإهمال بزياده،أنا من الأساس مكنتش هرجعه يشتغل عندنا فى الاستطبل،لو مش طلبك منى،أنا مصدفتش كدبته من الاول إن هاشم طردته علشان كان بيشتغل عند بابا قبل كده،هاشم طرده علشان هو مش بيحب يشتغل غير كمان أن من كام يوم شوفته مولع راكية نار بالقرب من  التبن بتاع الأحصنه،أفرض النار سحبت وولعت فى التبن والاستطبل،رامى،بلاش تسمع للراجل ده،أنا لو مش متأكد من أخلاق بنته وكمان مراته وسيريتها الطيبه بين الناس كنت منعت الجوازه دى من البدايه،بس قولت البنت ملهاش ذنب فى غباوة أبوها،أنا خارج دلوقتي،عندى كم مشوار هعملهم،واعمل حسابك (جيرين جيريمان)جايه بعد يومين وعاوز الفرسه بريفكت قدامها.
خرج رفعت وترك رامى يُزفر أنفاسه بحيره.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
الوحدة الصحيه 
حاله من الرعب والهلع،بين الموجودين،بالوحده،
خرجت زينب من غرفة المدير،بسبب سماعها لبعض الأصوات العاليه.
تعجبت من ذالك المنظر امامها الجميع يجرى ويصرخ 
تعجبت وبدل ان تجرى هى الأخرى،توجهت الى المكان الذى،ياتون من ناحيته يصرخون،إنها غرفة العمليات بالوحدة،بابها مغلق بأحكام.
توجهت اليها،كان هناك أحد حراس الوحده،يقف على أحد المقاعد بالقرب من الغرفه،وسلاحه مركز ناحية باب غرفة العمليات.
نظرت له بحده قائله:واقف كده ليه،ورافع سلاحك ،فى أيه فى اوضة العمليات.
قالت هذا، وتوجهت الى باب الغرفه، 
قال لها الحارس بتحذير، أوعى  تفتحى الباب يا دكتوره. 
نظرت له قائله: ليه فى أيه جوه الأوضه. 
رد الحارس: فى تعبان كبير نايم بالأوضه، منعرفش إزاى دخل للأوضه، أكيد إتسحب من الترعه  اللى وراء الوحده. 
نظرت له ساخره تقول:  والتعبان ده،دخل أوضة العمليات،علشان يعمل عملية سلخ جلد.
تحدث الحارس وهو ينظر لها وهى تضع يدهت فوق مقبض باب الغرفه قائلاً بتحذير: 
اوعى تفتحى الباب، يا دكتوره، ليكون التعبان واقف وراء الباب، الحاج طارق، راح يتصل على واحد رفاعى يعرفه يجى يتعامل مع التعبان ده. 
نظرت له زينب ساخره تقول: 
بلاش غباء إحنا نعتبر فى لسه فى الشتا مش شايف الجو برد، ولو فى تعبان بصحيح فى الاوضه أكيد هيكون صغير ومش فى قواه، لانه لسه فى مرحلة البيات الشتوى. 
بالفعل فتحت زينب باب الغرفه، وسارت خطوات 
ووقفت مذهوله مما تراه، حقاً هنالك ثعبان، شبه ضخم، عكس ما توقعت، ويبدوا غاضب من شى، يزحف وهو يخرج لسانه يستعد لبخ سُمه على فريسه له، وبالفعل إقترب من مكان وقوفها، لم يفصله عنها سوى أقل من عشره سنتمتر، لكن فجأه دوى صوت رصاصه بالمكان تفرتك رأس الثُعبان، ونثر دماؤه بالغرفه وطال ملابسها بعض دماء الثُعبان، نظرت زينب خلفها لمن أطلق تلك  الرصاصه، ووقفت مذهوله وقالت سيد هاشم. 
تبسم هاشم قائلاً: بلاش تجازفى يا دكتوره، كان لازم تسمعى للحارس ومتدخليش للأوضه والتعبان فيها. 
ردت زينب: بصراحه متوقعتش تعبان بالحجم ده يكون موجود هنا فى وقت زى ده، شكله  كمان كان غضبان. 
رد الحارس: تلاقى التعبان ده كان مستخبى فى الاحراش اللى وراء الوحده، ولما اللودر جه وحشها هو هج على هنا ويمكن ماتت وليفته، وغضبان. 
تبسمت زينب وقالت: بشكرك مره تانيه يا سيد هاشم، يمكن من حسن حظى إنك كنت موجود بالوحده خير؟ 
رد هاشم: خير أنا كنت جاى علشان عملت الفحوصات اللى كنتى قولتيلى عليها عملتها وكنت جايلك أستشيرك. 
تبسمت زينب قائله: واضح إن الحظ بعتك ليا نجده النهارده، عالعموم إتفضل معايا على مكتبى. 
تبسم هاشم  وسار خلف زينب الى مكتبها، يبتسم بزهو فهو فى نظرها الآن مُنقذها من موت كاد يقترب منها. 
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان 
مساءً 
دخلت صفاء  الى غرفة مكتب زينب مبتسمه تقول: 
جرى ايه يا دكتوره مش هتروحى للسرايا ولا أيه. 
تبسمت زينب ونهضت تخلع معطفها قائله: 
لأ خلاص الساعه بقت تمانيه بالليل، كفايه كده. 
تبسمت صفاء: والله يا دكتوره أنا مش عارفه رفعت بيه سايبك كده إزاى، تفضلى لبليل فى الوحده تقدمى للناس المساعده وتكشفى عليهم ببلاش، وتتأخرى كمان ساعات للساعه تسعه وعشره بالليل، بالك المدير اللى كان قبلك كان  آخره الساعه خمسه المغرب، غير أنه مكنش بيكشف فى الوحده خالص، كان اللى يجى الوحده لو صباعه مدوحس يقوله تعالالى العياده بعد ساعه، يلا اهو رجع بلده، تانى، وجالنا مكانهُ دكتوره نواره وزينة الدكاتره كلهم، والله يا دكتوره من أول مره شوفتك فيها دخلتى قلبى، ولما دافعتى عن قدام الكلب طليقى، وكمان مقطعتيش عيشى. 
تبسمت زينب  قائله: كل واحد بيعامل ضميرهُ يا صفاء، وانا فعلاً  هلكانه، وعاوزه أروح آخد شاور دافى وبعدها أتغطى و أنام،الطقس زى ما يكون الشتا رجع تانى،المفروض خلاص قربنا عالصيف .
تبسمت صفاء  قائله: نوم العوافى يا دكتوره،هو كده الربيع بحالات يوم حر ويوم برد والسنه دى البرد كان زايد شويه. 
تبسمت زينب وغادرت الوحده. 
بعد قليل. اثناء دخول زينب الى السرايا، رأت ببهو السرايا رفعت يقف مع إمرأه، تبدوا  من ظهرها  بشعر أشقر
ساقها فضولها وقالت: 
أما أروح اشوف مين دى كمان يمكن تكون المخفيه لمى ضربت شعرها أوكسچين، بس دى كانت بتجى علشان وسيم ووسيم خلاص رجع مع خالته لبيت هاشم  ، أنا هحتار ليه أروح اشوف مين دى؟ 
إقتربت زينب  من مكان وقوف رفعت مع تلك الشقراء، نظرت له باستغراب، هو يتحدث معها الإنجليزيه بطلاقه وسلاسه، همست قائله من كام يوم كان بيرد عالمخفيه لمى باليونانى، والنهارده بيتكلم إنجليزى لبلب كأنه عايش فى إنجلترا، رفعت ده درس أيه يا ترى، وإزاى بيعرف لغات اصلاً،. 
تبسم رفعت حين إقتربت زينب وراى بعينيها الفضول، هو أصبح يعلم بالتدريج بعض خصالها، ومن ضمن خصال زينب الفضول الزائد. 
تبسم وأقترب منها ولف يدهُ حول خصرها، تلك الحركه التى تضايقها وتجعلها تود الفتك به، لكن تضبظ نفسها قسراً. 
تبسم رفعت يتحدث بالأنجليزيه: 
دكتوره زينب زوجتى 
وتلك (جيرين جريمان) من أفضل عملائى فى شراء الخيول. 
تبسمت زينب تصُقك اسنانها، وقامت بالترحيب بجيرين 
نظرت لها جيرين بتفحُص، كيف لرجُل مثل رفعت يتزوج من فتاه كهذه يُفضلها عليها، هى سبق وحاولت جذبهُ إليها لكن كان البرود هو المسيطر عليه، بينما تلك البسيطه كيف دخلت لحياته وجعلته يُقبل على خطوة الزواج الذى سبق وأخبرها أنه لا يفكر فى الأرتباط بهذا الوقت وما كان هذا الحديث سوا قبل أشهر قليله متى وكيف دخلت تلك الى حياتهُ 
بينما زينب تشعر بغيره من تلك الفتاه وهى تراها تتدلل بخطواتها أمام رفعت 
الذى اقتربت من الخادمه وقالت: 
العشا جاهز يا رفعت بيه. 
تبسم رفعت ورفع يده أمام جيرين قائلاً: العشاء أصبح جاهزًا، لقد أمرتهم بتحضير تلك المأكولات التى سبق وتناولتى منها وأعجبتك. 
تبسمت جيرين وسارت أمامه تتهادى بخطواتها التى أغاظت زينب وقالت: 
صحيح  إنجليزيه ودمها بارد وهو وقح وتلاقى عاجبه اللى ماشيه تتمرقص. 
سمع رفعت همسها، ومال على أذن زينب قائلاً: مش ماشيه تتمرقص، دى بتمشى زى الليدى ولبسها أنيق  مش ماشيه ولا لبس عبده البواب. 
نظرت له زينب بغيظ وقالت: له طالما مش عجباك ليه أيه يغصبك، خلينا ننفصل. 
تبسم رفعت دون رد، وسار الى غرفة السفره، ترك يدهُ من حول خصر زينب، وذهب الى مكان وقوف جيرين  وشد المقعد للخلف الى أن جلست، ثم ذهب الى مكان وقوف زينب وكاد أن يفعل ذالك لكن قالت زينب له وهى تجلس، خليك فى الاتيكيت مع شررين بتاعتك ولا إسمها ايه دى. 
تبسم رفعت وإنحنى على أذنها يهمس: إسمها چيرين. 
قال هذا وإستقام، وذهب على رأس الطاوله 
وقال: أتمنى أن يُعجبك الطعام چيرين. 
تبسمت چيرين له، وبدأت فى تناول الطعام، أثناء الطعام كان رفعت وچيرين يتحدثان حول الخيل وعن تلك الجوله التى قامت بها بأستطبل الخيل الخاص بها، وعن سعادتها بمرافقتهُ لها طوال الجوله. 
كان رفعت يرد بدبلوماسيه 
بينما زينب كانت تتناول الطفيف من الطعام،وتختلس النظر لجيرين ورفعت  لاحظ ذالك رفعت ولم يُعقب على الآمر. 
بعد قليل نهضت چيرين من على طاولة الطعام قائله: 
لقد شبعت، واشعر بأجهاد، واريد الراحه، سعدت بمعرفتك دكتوره. 
تبسمت زينب بأماءه. 
تبسم رفعت، ونهض هو الآخر قائلاً: حسناً سأصطحبك 
خرج رفعت مع جيرين من السفره وظلت زينب لدقائق تجلس مكانها،لكن نهضت قائله:الهمجى راح وراءالانجليزيه البارده ولا عمل أعتبار ليا كأنى موجوده، هسود ليلته هو وهى. 
قبل أن تخرج زينب من غرفة السفره إصطدمت برفعت الذى عاد يبتسم. 
نظرت له زينب قائله: أنا كمان هلكانه فى الوحده هطلع اتخمد زى الانجليزيه البارده. 
تبسم رفعت دون رد. 
صعدت زينب لغرفتها لا تعرف تفسير لما للحظه تضايقت حين ظنت أن رفعت ذهب مع تلك الانجليزية  الى الغرفه، لامت شعورها، وذهبت الى الحمام، 
خرجت بعد قليل 
قائله: أما أنشف شعرى وبعدها ابقى البس البيجامه، بدل ما تتبل ميه من شعرى، وتسقعنى، والجو مش ناقص برد 
بالفعل جففت شعرها بالمُجفف الكهربائى، ثم خلعت عنها رداء الحمام وأرتدت بنطال المنامه، لكن قبل أن تُكمل إرتداء باقى أجزاء المنامه، فتح رفعت باب الغرفه كعادته دون طرق الباب. 
إرتبكت زينب من دخوله، وأخذت باقى المنامه وأرتدته سريعاً تقول بغضب: 
مفيش باب تخبط عليه قبل ما تدخل زى الهمج كده، وجاى دلوقتي لاوضتى ليه؟. 
تبسم رفعت يقول: يعنى شوفت أيه جديد عادى جسم بلاستيك، أنا للأسف هنام هنا لان جيرين هتنام فى أوضتى. 
ردت زينب: نعم هتنام فين عندك السرايا واسعه شوفلك أوضه تانيه. 
صمت رفعت  وهو يتجه الى الفراش، وخلع ساعته ووضعها على طاوله جوار الفراش، ثم بدأ فى خلع ملابسه، الى أن بقى بشورت فقط، ثم تمدد على الفراش بصمت. 
تعصبت زينب وذهبت الى مكانه وقالت:  أيه مسمعتش اللى قولته، قوم أطلع بره الاوضه شوفلك أوضه  تانيه. 
رد رفعت للأسف:  لازم أنام هنا، قدام چيرين، يرضيكى تقول ان  مش بنام مع مراتى فى أوضه، واحده. 
ردت زينب: يرضينى جداً، قوم من على السرير مش بحب حد ينام جنبى عالسرير. 
تبسم رفعت يقول: هى مسألة كم ساعه أتحملى عادى، زى ما انا هتحمل برضوا. 
إغتاظت زينب وأخفضت إضاءة الغرفه ونامت على الفراش، وجعلت بينها وبين رفعت مسافه تعطيه ظهرها 
لكن فجأه، شعرت بيد رفعت أسفل غطاء السرير تتحرش بها، ليس هذا فقط بل أقترب منها ولف يديه حول خصرها، شعرت بأنفاسه قريبه من عُنقها 
فجأه أبعدت يدهُ عنها ونهضت من جواره  
ووقفت على الفراش ووضعت يديها حول خصرها وتخصرت قائله: ما هو مش هتسيب أوضتك للست زفت الطين تنام فيها وتجى تبلينى بيك وتنام جانبى عالسرير تتحرش بيا، وهسكت 
لأ أنسى، يا تنام بأدبك، يا تقوم تنام عالارض، 
قالت هذا وقامت برفص جسده بأصابع قدمها 
أخفى بسمته  وهو نائم على ظهره ينظر لها وقال ببرود:  والله  السرايا كلها ملكى، أنام فى الأوضه الى تعجبنى، وأنتى كمان ملكى ومش عيب أتحرش بيكى.
قال هذا ورفع ساقه بمباغته وهو نائم يخبط ساقها وهى واقفه 
للحظه أختل توازنها وسقطت بجسدها فوق جسده 
سريعاً  أحاط جسدها بيديه،  لجم حركتها وأستدار بيهم على الفراش، وأصبح فوقها 
وضع رأسه بين حنايا عُنقها.
شعرت هى بأنفاسه الملتهبه على حنايا عنقها 
أغمضت عيناه، وتنفست بقوه تتحدث وهى تصُقك أسنانها قائله: قوم من فوقى، وخلى ليلتك تفوت بدل ما هرد عليك بطريقتى.
رفع رأسه ونظر لعيناها قائلاً بتحدى: مش هقوم، وعاوز أشوف طريقتك الحلوه فى الرد؟!
قال هذا وعاد يدفس رأسه بعُنقها لكن هذه المره قبل جانب عنقها مره ومرات كاد عبقها أن يُسكره.
لكن فاق من قوة الألم الذى شعر به!
رفع رأسه  من عنقها ونهض عنها، ووقف على الفراش يقول بتألم:  أنتى بتعضى كمان 
بتعضينى من رقابتى!
نزل من على الفراش، وأشعل ضوء الغرفه  وأتجه الى المرآه، ونظر الى رقابته، وجد علامة أسنانها القويه بارزه بها.
عاد بنظره لها وجدها نائمه على الفراش، تضحك بتشفى.
تحدث  يقول:   شايفه عضتك معلمه فى رقابتى أيه ده 
أنتى حفيدة دراكولا 
ردت بلامبالاه:حفيدةدراكولا حفيدةكوكولا
شوفلك مكان تنام فيه، وأبعد عنى،
أقولك روح لزفت الطين، تاخذك جنبها 
أنجليزيه، ودمها بارد، ومهتصدق والجو برد،
خليها تدفيك.
أخفى رفعت بسمته وقال بوعيد: المره اللى فاتت كنتى هتجيبلى عاهه مستديمه والمره دى عضتينى، إن كنت سكتت المره اللى فاتت المره دى مش هسكت. 
نظرت له بسخريه وقالت: آخر ما عندك هاته، ميهمنيش هتعمل أيه يعنى. 
نظر لها رفعت وقال: إنتى مستبيعه بقى ومفكره إنى علشان بطنش عن أفعالك بمزاجى إنى مقدرش أعرفك مين رفعت الزهار اللى بس ذكر إسمه يرعب رجاله مش حتة دكتوره منقوله لهنا عقاب عن طولة لسانها، ومش بس لسانها اللى طويل، لأ إيديها وسنانها، بس أنا بقى مش هسيب حقى الليله. 
نظرت له زينب بلا مبالاه، لكن فجاه وجدته يقترب من الفراش، وقبل أن يهجم عليها ازاحت الغطاء ونهضت من على الفراش، بعيداً عنه تبتسم، مما اغاظه، فتوجه إليها، صعدت على الفراش تبتعد عنه ووقفت قائله: 
أنا بقول تتمسى وتشوفلك أوضه تانيه يا همجى، مش هتقدر تمسكنى.
تبسم رفعت بخفاء وأتجه يصعد للفراش،لكن كانت أسرع منه ونزلت من على الفراش،تنظر له وتبتسم،فنزل خلفها،لكن لسوء حظها أنها ترعقلت بسجاده موضوعه على الأرض لكن نهضت سريعاً،تصعد مره أخرى على الفراش،لكن حين أقترب رفعت يصعد على الفراش قبل أن تنزل،سحب الغطاء من اسفل قدمها فأختل توازها وسقطت على الفراش،
سريعاً وضع رفعت فوقها الغطاء يقيد حركتها به وجثى بجسده فوق جسدها،وتبسم بأنتصار،لكن زينب أخرجت يدها من الغطاء ودفعته عنها قائله:شكلك محرمتش من المره اللى فاتت لما كنا فى الوحده.
تبسم رفعت بزهو،
لكن زينب حين حاولت رفع ساقه لم تقدر فرفعت قيد حركتها بالغطاء،ليس هذا فقط،نظر لها يقول:هعضك نفس العضه فى نفس المكان،قال هذا ووضع رأسه بعنقها.
تحدثت زينب قائله:بلاش يا رفعت،خلاص نام عالسرير وهنام أنا عالأرض بس بلاش تعضنى.
رفع رفعت رأسه ونظر لعيناها،لكن قبل أن يتحدث قالت زينب:
أرجوك يا رفعت بلاش تعضنى.
تبسم رفعت،لكن وضع رأسه بعنفها للحظه أعتقدت أنه سيقوم بعضها،
لكن شعر رفعت بضربات قلبها العاليه،أسفله،ووجد نفسه يقوم بتقبيل عُنقها بقبلات ناعمه.
للحظه إهتز كيان زينب وهى تشعر هى الاخرى بضربات قلبه العاليه،لكن فاقت تدفعهُ بيديها قائله:قوم من فوقى يا متحرش.
رفع رفعت رأسه ونظر لوجهها وأستقرت عيناه على شفاهها،مسك يديها بيده وقام بتقبيلها،قبلات متشوقه،قاومت زينب تلك المشاعر التى تسيطر عليها، لكن بحنكته وخبرته السابقه فى التعامل مع النساء  جعلها تستسلم أمام غزو طوفانه لمشاعرها البريئه،وسحب غطاء الفراش الذى كان يحول بينهما،ويمتلك هو زمام الآمر  وينعم معها بلحظات عشق يختطفها من الزمن،لكن قبل النهايه شعر بأن زينب قد تكون تؤنب نفسها،وتذكر عضها له،فقام تقبيل شفتاها ثم عض شفتاها، مما أغاظها، 
تنحى رفعت نائماً بظهره على الفراش، ينظر لها ينتظر أن تثور عليه بعد ما حدث بينهم 
بينما هى فكر عقلها وقالت: حالاً يشغل همجيته . 
نهضت تسحب الغطاء عليها، وتقول له بحِده: قوم من جانبى يا حقير يا همجى، يا مُغتصب، المره اللى فاتت قولت أنى انا اللى جيتلك لحد أوضتك المره دى إنتى اللى غصبتينى عاللى حصل يا حيوان يا حقير يا همجى. 
ضحك رفعت وهو يعتدل  نائم على ظهره
يقول: برضوا متكيفتش. 
إغتاظت منه زينب وسحبت غطاء الفراش كلهُ عليها وقامت بدفعه عن الفراش قائله: 
كنت عارفه إنك همجى وهتقول كده، يلا قوم غور من أوضتى، وبعد كده ممنوع تدخلها، عندك السرايا فيها اوض كتير، شوفلك أوضه تانيه إتلقح فيها بعد كده ممنوع تبلينى بيك . 
تبسم رفعت ونهض من على الفراش وإنحنى يأخذ بنطاله من على الأرض و إرتداه وهو ينظر لزينب بتسليه، لكن عاد مره أخرى للفراش وجلس جوارها وأخرج من جيب بنطاله سلسال من الذهب الأبيض وأقترب منها ولف يديه حول عُنقها، 
للحظه رجعت زينب برآسها للخلف تضرب يدهُ بيديها تُنحى يداه عن عُنقها، لكن حاوط رفعت عنقها بذالك السلسال الذى تدلى على عُنقها، نظرت زينب للسلسال لمعت عيناها وإنبهرت به قائله: 
المُصحف ده تصميمهُ جميل قوى. 
تبسم رفعت يقول: 
المُصحف ده متقلعهوش خالص، هيحفظك يا زينب. 
تبسمت زينب وهى تُمسك المُصحف بفرحة طفله بفستان العيد. 
بينما رفعت هو الآخر يشعُر براحه بعد أن وضع هذا السلسال حول عُنق زينب، فهذا السلسال كان هديه من والداتهُ، لديه يقين أن هذا المُصحف كان سبب نجاته تلك الليله من الحريق
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بدأت الخيوط الاولى لآشعة الشمس 
نظر رفعت لتلك النائمه الى جواره تنام براحه كما أنه هو الآخر شعر براحه  فى نومه جوارها لم تزوره تلك الكوابيس المعتاد عليها والتى تؤرق نومه كثيراً،  ازال عن جبينها بعض الخُصل المتمرده من شعرها وتمعن النظر لها تبسم وهو يتذكر فرحتها الكبيره بذالك السلسال القليل  فى الثمن لكن كبير فى القيمه بالنسبه لم يفكر أنه قد يُعطيه لأحدً فى يوم من الأيام هو كان تذكار من والداته أعطته له حين أتم عامهُ العشرون قبل أشهر قليله من الحريق،هادى غيرها سابقاً بهدايا  ماسيه ثمنها باهظ يفوق ثمن ذالك السلسال بكثير،كان يرى بعيونهن الطمع وإردة المزيد،لكن تلك شعر من فرحتها أنه أعطاها كنزًا،بالفعل السلسال كنز لكن بالنسبه،تبسم وهو يتذكر أيضاً تركها له ينام جوارها دون إعتراض أو بالاصح دون إنتباه منها هى كانت تحت سطوة فرحتها بذالك السلسال نعست وهى تقبض عليه بيدها،إقترب بجسدهُ منها وضمها بين يديه هامساً لنفسهُ: مع الوقت بتأكد 
أنى مكنش لازم أدخلك لحياتى يا زينب،معملتش حاجه كويسه علشان تكونى مكافأة ليا.
شعرت زينب بيديه اللتان تضمها،فتحت عيناها،للحظات تبسمت بتلقائيه ثم أغمضت عيناها مره أخرى، لكن مازالت البسمه على شفاها. 
هو الآخر تبسم وهو يتخيل أنها ربما مازالت تحت تأثير سطوة النوم وربما تحلُم.
إنتهز فرصة سكونها وإقترب من شفاها يُقبلها قُبلات هادئه.
شعرت زينب بأنفاس رفعت وبدأت تسعيد وعيها وتفيق من نومها،وفتحت عيناها 
وقامت برفع يديها وكادت تصفع  رفعت
لكن أمسك يديها وإبتعد عن شفاها، ينظر لها ببسمه قائلاً: ببرود صباح الخير يازوزى. 
حاولت زينب أن تُملص يديها من يدهُ وقالت: صباحك زى وشك أيه اللى نيمك هنا فى أوضتى، ياهمجى. 
ضحك رفعت يقول: يظهر قاعدتك كتير مع جدتى عدتك من الزهايمر اللى بيقى يجى لها، أنا نايم هنا من أول الليل ولا نسيتى اللى حصل بينا كمان، 
قال رفعت هذا وإنحنى وهمس جوار أذنها: أيه رأيك نعيده دلوقتي تانى يمكن تفتكرى. 
سحبت زينب يديها  من بين يدى رفعت ودفعته عنها قائله: إطلع بره يا همجى، مش قولت إنى مكيفتكش؟ 
ضحك رفعت يقول بوقاحه: يمكن مع التكرار أتعود.
نهضت زينب وحاولت لكمه،لكن بسهوله تلقى اللكمه ونهض هو الآخر بسهوله وتعامل معها،حاولت زينب أكثر من مره لكمهُ لكن رفعت كان يتمكن من صد اللكمه،بل ويضحك كثيراً.
توقفت زينب عن لكمه تلهث قائله:بتضحك على أيه،قدامك آرجوز.
رد رفعت:لأ أرجوزه عريانه.
إنتبهت زينب لنفسها وسريعاً سحبت غطاء الفراش وقبل أن تتحدث،
تحدث رفعت:خلاص شوفت كل شئ قبل كده قولتلك مليكان بلاستيك.
نظرت له زينب بغيظ قائله:بره يا رفعت وممنوع تدخل الأوضه دى تانى،وإنشاء الله فى أقرب فرصه هخلعك،والسبب وقاحتك دى.
تبسم رفعت يغيظ زينب قائلاً:وهتخلعينى إزاى بقى هتقولى مبيعرفش؟
ردت زينب بسخريه:لأ هقول حلوف ووقح وعنده قوه مفرطه،وأخاف الأ أقيم حدود الله.
ضحك رفعت بتهجم يقول:متقيه قوى يا زوزى،عالعموم،هروح الحمام أغير هدومى علشان عندى سفر للقاهره،هوصل چيرين للمطار.
ردت زينب:تروح ما ترجع إنشاله،وأخلع منك بدون قضيه ولا مأذون. 
تبسم رفعت دون رد وذهب الى حمام الغرفه.
بعد قليل خرج من الحمام يلف خصرهُ،وجدها إرتدت تلك المنامه التى كانت تريدها بأول الليل تبسم وتوجه الى ذالك الدولاب وأخرج من أحد الضُلف التى لا تستعملها زينب طقم ملابس كامل له.
تعجبت زينب وقالت:أيه اللى جايب هدومك هنا فى دولاب أوضتى. 
رد رفعت ببساطه: تعرفى إن الأوضه دى فى الأصل كانت  بتاعتى وأوقات كتير كنت باجى أنام فيها قبل ما نتجوز،شوفتى يا زوزى أهو أنتى اللى أختارتى الأوضه من الأول طمعتى فى أوضتى . 
نظرت له قائله بتهكم:طمعت فى أوضتك لو بأيديا مش عاوزه أعيش هنا من أصلهُ أنا حاسه إنى عايشه فى حِصن عسكرى مش بيت تعيش فيه ناس طبيعيه خايف من أيه. 
أزال رفعت عن خصره تلك المنشفه وأعطاها ظهره وبدأ بأرتداء ملابسهُ قائلاً بنبره ناهيه: مش خايف من حاجه، ومتدخليش فى حاجه  متخصكيش. 
ردت زينب عليه بحزم:فعلاً  مفيش حاجه من ناحيتك تخصنى، هدخل آخد شاور أطلع تكون غورت من الأوضه. 
قالت زينب هذا ودخلت الى الحمام تصفع خلفها الباب  بقوه، 
أدار رفعت  وجهه ناحية باب الحمام وشعر بالغضب، بماذا كان يرد عليها  أيقول لها أنه هو من شيد تلك الجُدران العاليه وأحكمها حول المكان،بالفعل هو يريدهُ حِصن منيع صعب الأختراق،لا يريد للماضى أن يتكرر،حين كان مكان تلك الأسوار العاليه فقط أسلاك شائكه،سهل إختراقها،وبالفعل إختُرقت من خائن وأشعل نيران حرقت كل شئ لم تترك سوا جُدران تلك السرايا خاويه،هو من أعاد ترميمها وبناء تلك الجدران العاليه.
بالفعل أنهى رفعت إرتداء ملابسهُ وترك الغرفه قبل خروج زينب من الحمام 
والتى خرجت بعد قليل،لم تجد رفعت بالغرفه،تنهدت تلوم نفسها قائله:
غبيه يا زينب،ليه الهمجى ده له تأثير كبير عليكى، وبشوية لمسات منه بتحنى له وتسلمى،وبعدها بيهن أنوثتك قدامهُ،لازم لده من نهاية،الجواز ده لازم ينتهى فى أقرب وقت،
أثناء لوم زينب لنفسها،سمعت طرقًا على باب الغرفه،تأكدت أنه ليس رفعت فهو همجى يدخل دون إذن،سمحت لمن يطرُق بالدخول.
دخلت محاسن مبتسمه.تقول:
معليشى يا دكتوره عارفه إن الوقت لسه بدرى،ويمكن صحيتك من النوم،غصب عنى والله،الست إنعام قالتلى هاتيلى الدكتوره هنا دلوقتي،حاولت معاها وقولتها الوقت بدرى وإنك لسه نايمه، بس إنتى عارفه عقلها،
وووو
قاطعتها زينب مبتسمه تقول: لأ مفيش مشكله أنا متعوده عالصحيان بدرى هغير هدومى وأروح لها. 
تبسمت محاسن لها قائله: 
والله الست إنعام عندها حق تحبك من قبل ما تشوفك،وهى اللى قالتلى أقول لرفعت بيه  انها عيانه وعاوزه دكتوره مخصوص علشان تشوفك وتتعرف عليكى،بعد ما سمعت عنك،هى أوقات صحيح بتغيب بس يمكن من رحمة ربنا عليها،دى خسرت إبنها الصغير وهو إبن عشر سنين،وبنتها كمان خسرتها شابه وهى حفيدتها،وبتقولى أنك بتفكريها بحفيدتها،بس حفيدتها كانت طيبه عنك. 
تبسمت  زينب باستغراب، هو رفعت كان عنده أخت، طب أيه سبب موتها هى ومامته 
وباباه. 
ردت محاسن بألم: ربنا يرحمهم، كان قام فى السرايا والمزرعه كلها حريق من حوالى خمستاشر سنه ومنجيش من الحريق غير رفعت بيه وأخوه رامى بيه. 
ردت زينب: وأيه كان سبب الحريق ده. 
ردت محاسن باختصار: القدر، هسبقك على أوضة الست إنعام، وأنتى غيرى هدومك براحتك... 
بعد قليل 
بغرفة إنعام 
تبسمت زينب وهى تدخل الى الغرفه قائله بمرح:  صباح  العسل على تيتا الحلوه العسوله. 
تبسمت إنعام  الجالسه على الفراش وفتحت لها يدها قائله بعتب:  زعلانه منك بقالك يومين مش بتجى لاوضتى، ونسيتينى كده انا قولت مهره مشيت وخلاص مش هيبقى فى غيرى هنا قدامك. 
تبسمت  زينب وذهبت لها وأرتمت بحضنها قائله: مقدرش أنساكى، يا تيتا يا عسوله، بس أيه اللى فى إيدك ده، ده ألبوم صور، ياترى بتفرى فى صور مين بقى، يا تيتا يا شقيه. 
تدمعت عين إنعام، قائله: دول كلهم من الماضى، تعالى أعرفك عليهم، وكمان فى صور للواد. رفعت وهو صغير مكنش صغير قوى كان بتاع خمس سنين كده، وكان ملط من غير هدوم. 
همست زينب قائله: مشاء الله طول عمره وقح من صغرهُ. 
تبسمت إنعام التى سمعتها قائله: هو طول عمره وقح بس يتحب، ولا أيه رأيك، يعنى هتكدبى على تيتا وتقولى إنه مش معشش فى قلبك بس بتكابرى، يابت دا أنا شيفاه ليلة إمبارح داخل أوضتك،وكنت لسه هخبط عالأوضه بس وقولت بلاش أبقى عازول. 
تبسمت  زينب قائله: هو حفيدك ده فيه حاجه  تتحب يا تيتا ده همجى و أنا مستحملاه بس علشان خاطرك بس، وبفكر أخلعه قريب. 
تبسمت إنعام قائله: لأ متخلعهوش خليه يعترف أنه بيحبك، وشعوطيه كده، زى ما أنا عملت مع المرحوم زمان، تعالى أما أفرجك على صورى أنا والمرحوم 
تبسمت زينب لها وبدأت إنعام تفر بين صفحات الالبوم، تحكى لها حكايه كل صوره، كآن ذاكراتها عادت من جديد، لكن أثناء تقليب إنعام،  بصفحات الألبوم، إندهشت زينب من تلك الصوره، 
رفعت يبدوا أصغر فى بداية العشرينات من عمرهُ ويرتدى (زى ملكى)
ولسوء الحظ لم تُعقب إنعام على تلك الصوره وقلبت الصفحه بأخرى،لكن فضول زينب،جعلها تسأل إنعام،وتعيد نفس الصفحه على الصوره وقالت بسؤال:
الصوره دى محكتيش حكايتها زى الباقين ليه يا تيتا.
تمعنت إنعام من الصوره وعادت مره أخرى،تُغيب عقلها:
معرفش حكاية الصوره دى أيه وبعدين مين اللى طلع الألبوم ده من مكانه أكيد محاسن عايزه تحرقه،
لم تقول هذا فقط،بل أغلقت صفحات الألبوم وضمته لصدرها تلف يداها حوله بقوه قائله:
ده اللى باقى لى من ذكريات  اللى راحوا واللى إتحرقوا. 
شعرت زينب بالأشفاق على إنعام ولم تجادلها، بل أحتضنتها  بود. 
تبسمت إنعام ولفت يديها حول زينب وأحتضنتها هى الأخرى قائله: 
نفس الشامه اللى كانت فى إيد رحمه فى إيدك يا زينب، أنا متأكده إنى شوفتك قبل كده فين مش فاكره. 
تبسمت زينب، لكن عقلها شارد بتلك الصوره، رفعت يرتدى (زى ملكى) قادها فضولها لجواب واحد،ربما كان بفترة قضاء خدمتهُ العسكريه. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.فى عصر نفس  اليوم 
دخل رفعت الى الأستطبل 
تبسم وهو يقترب من مكان وقوف أخيه 
تحدث أخيه يقول:وصلت جيرين للمطار؟
رد عليه: أيوا وصلتها 
قال هذا وشد تلك الكوفيه الذى كان يلفها حول عنقه. 
وقع نظر أخيه صدفه على رقابته، ورأى تلك العلامه البارزه بجانب رقابته 
تحدث  بلهفه : أيه العلامه الى فى رقابتك دى يا رفعت ثم أكمل بخبث: لتكون علامة الدكتوره 
زينب السمراوى 
رد رفعت وهو يضع يده على العلامه يشعر بألم بسيط: متقولش دكتوره  زينب قول 
حفيدة دراكولا. 
تبسم رامى يقول بتوريه: بس غريبه أنا قولت هتوصل چيرين المطار وتفضل فى مصر كام يوم تريح أعصابك، بس يظهر اللى هنا وحشوك. 
رد رفعت: مين اللى هنا هيوحشنى إنت مثلاً. 
تبسّم  رامى: لأ طبعاً  لو الود ودى مكنتش هترجع فى نفس اليوم كده، بس فى حفيدة دراكولا، يمكن علشانها، أصلى قريت إن اللى بيعضه دراكولا دايما بيشتاق لعضهُ. 
نظر رفعت لرامى بسخط وقال: أنا بقول تخلص تدريب الفرسه اللى معاك بدل ما أخليك تحضر فرحك فى الجبس. 
تبسم رامى: على أيه يا سيادة القائد، قلبك أبيض، هبقى أنا والعروسه متجبسين، طب خلى واحد فينا يسند التانى. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل غروب الشمس بحوالى ساعه 
عند ذالك المجرى المائى بالبلده 
كان يسير نُعمان تجُول عيناه بالمكان الذى تغير جذرياً عن وقت ما تركهُ، إختفت المساحات الخضراء أصبح مكانها كُتل خراسانيه سدت الهواء النظيف الذى كان يأتى بهذا الوقت مُحمل برائحة زهور الربيع المُنعشه، إنعدم الهواء،مجرد نسمات عابره حتى المجرى المائى ضاق وأصبح أقل عُمق، تذكر كيف رطبت مياه هذا المجرى جسده من حرارة الصيف تزيل عنهُ عرق جسدهُ الذى كان يحترق من  تعامُدحرارة الشمس عليه وهو يعمل بالحقل بأيام الصيف الحاره، تذكر  حتى تلك الأشجار التى كانت مزروعه على ضفتي المجرى لم تعُد موجوده بنفس الكثافه القديمه مجرد شُجيرات صغيره،بالماضى كان على ضفتى المجرى  أشجار متنوعه، أشجار التوت المُثمره التى مازال مذاقها بفمهُ لم ينساه، حين كان يفتطفه ويذهب به لوالداته وأختهُ وتفرحان به كأنه أتى لهن بكنز ثمين، وأشجار زينه تظل مياه  المجرى، شجر الصفصاف، أثناء سيره توقف أمام نفس المكان القديم هنا كانت بداية نهايه قصة حب المهره والبستانى البسيط،هنا إرتسم طريق الفراق،
كل شئ تغير عن قبل ثلاثون عامً،عُمر آخر عاشهُ بعيداً عن هنا،ترك كل شئ خلفه،ترك والداته وأخته دون سند لهن،أعتقد أن المال الذى كان يُرسلهُ لهن هو السند،تزوجت أخته لم يُسلم يدها لزوجها ويقول له أن خلفها رجُل عليه أن يهابه ويعاملها بالحُسنى،وفارقت والداتهُ الحياه لم يُكن واقفاً يأخذ عزائها،ليت الزمن يعود ما كان تركهن خلفهُ وما إستسلم لطاغوت هاشم،لكن كان الأختيار وقتها صعباً عليه ما كان يقدر على المجازفه بهن الثلاث،والداتهُ وأختهُ وعشق قلبهُ والذى إن كان قلبه مازال ينبض فهو ينبض من أجل تلك المُهره.
أثناء وقوفه سمع صوت صهيل يقترب منه بسرعه حتى أنه كاد أن يدهسه لولا تنحى جانباً كاد يقع بمياه المجرى المائى،لكن تمسُكهُ بلجام الجواد بشجاعه حال بينه وبين السقوط فى مياه الترعه وليس هذا فقط بل أجبر الجواد على الوقوف،مما إستفز الآخر الذى كان يمتطى الجواد.
نظر نُعمان له وسُرعان ما أخفض وجههُ
تبسم الآخر بزهو يقول:فعلاً أحسن حاجه تعملها أنك متقدرش ترفع وشك لفوق قدامى.
رفع نُعمان وجهه وقال بأستهجان:لسه عندك نفس الغطرسه يا هاشم،بلاش تتغر أنا اللى خلانى نزلت وشى حاجتين،
الأول الشمس زغللت عينى
التانى إنى قرفان أبص فى وش حقير زيك.
إغتاظ هاشم قائلاً:يظهر لسه غباوة زمان فى دماغك لما فكرت تقف قصادى وتتحدانى فاكر حصل أيه؟
سخر نُعمان قائلاً:زمان كنت ضعيف كان عندى شئ وخوفت أخسره، النهارده أنا قوى،وللأسف معنديش أى حاجه  أخسرها. 
كل اللى خوفت عليهم زمان خسرتهم خلاص،بس على يقين  إنى هرجع أكسبهم تانى وقريباً . 
إغتاظ هاشم يقول: يظهر راجع من بلاد بره وعندك طموح ومفكر بشوية الفلوس اللى جمعتهم من الغربه هتقدر توقف قدامى وتتحدانى يا نُعمان، فوق لنفسك، شايف أبو قردان اللى واقف قدامك ده آخرك زيه تلقط أكلك من عالأرض. 
تبسم نُعمان  ينظر لذالك الطائر  وقال: تعرف يا ياريتنى كنت زى أبو قردان  ده أكتر طائر مفيد فاكر كنا بناخد فى المدرسه أنه صديق الفلاح، بينقى الدود والحشرات الضاره من الأرض، وينضفها وبعدها البذره بتطلع جيده وتخضر وترعى والخير يزيد،لكن فى زرع هالوك له شوك كل مهمته فى الحياه يأذى بأى شكل ناسى إن آخره للنار تحرقهُ،أنا راجع تانى يا هاشم وهسترد كل اللى خسرته فى الماضى،وأولهم مراتى اللى غصبتنى أطلقها لم حطيت سلاحك على راس أمى،بوعدك السلاح ده إنت بنفسك هتحطه فى رأسك وقريباً جداً،ولاد رضوان نسخه أقوى منه،ومعاهم التالت اللى أتربى فى بيتك وقدام عنيك بس معرفتش تاخده لصفك،ويبقى زيك أنا شوفت بنفسى وحيد الشامى الفارس الحقانى اللى شهد بالحق ومتأكد بل على يقين إنك السبب فى موتهُ بطريقه غير مباشره بسبب طمعك وحقدك القديم، أنا كنت بتمشى  علشان أشوف قرص الشمس الدهبى وهى بتغيب علشان أعرف إنها راجعه تانى بكره بنور جديد أقوى، بس للأسف  لونها الدهبى النهارده مُختفى خلف الغيوم، بكره الطقس يتعدل وتستطع أقوى تبدل العتمه بالنور. 
ضرب هاشم الجواد بسوطه بقوه مما جعل الجواد ينتفض ويتحرك بقوه، وفلت اللجام من يد نُعمان، أو بالأصح هو تركهُ برضاه، 
سار هاشم بالجواد سريعاً   
رغم وجع قلب نُعمان لكن تبسم وهو ينظر الى قرص الشمس الذى يتوارى خلف الغيوم، وقال: 
شمسك هتغُرب يا هاشم، وهتستطع شمس جديده بنور أقوى وزاهى. 
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بسرايا الزهار. 
تسحب رفعت ودخل الى غرفة زينب 
وجدها نائمه  بهدوء، تبسم وهو يراها نائمه مُطمئنه تُشبه الأطفال، كان الغطاء مُنزاح من عليها، جذبه وقام بدثرها به جيداً، تعجب كيف تذهب للنوم سريعاً، أيقن أن سبب ذالك هو خلو بالها وصفاء ضميرها ونيتها الطيبه، هى تحب مساعدة الآخرون دون هدف، لكن قال عقلهُ ربما عليها الحذر قليلاً فالجميع ليس بطيبة نواياها، أراد أن يقترب منها ويُطفئ ذالك الشوق الذى يشعر بيه حين تكون قريبه منه، هو يكذب ويدعى أنها لا تملئ عيناه هو معها فقط يشعر بالحياه وأحتياج المزيد منها لكن يقاوم ذالك الشعور، بأدعاء عدم الشعور بالكمال وهى معه، كاذب هو يشعر بأكتفاء فقط من مجرد تقبيل شفتاها، تعامل مع الكثير من النساء لم يشتهيهن، كانت مجرد رغبات، يُعطى ما يريده فقط، تلك ليست رغبه ولا شهوه، تلك تُزلزل كيانه حين يقترب منها، تُضعفه على إستعداد من أجلها إشعال الكون
، لكن.... 
أخرجه من تأمُلهُ ل زينب،  إهتزاز ذالك الهاتف بجيبهُ من الجيد أنه وضعه على الوضع الصامت لكان صوت رنينهُ الآن فضحه، وأيقظ زينب وما سلمَ من لسانها . 
تسحب مثلما دخل وخرج من الغرفه، سار قليلاً الى أن وصل الى غرفته، ونظر للهاتف وأغلقهُ دون رد، لكن آتت له رساله، فتحها فضول منه لا أكثر، وإبتسم بعدها بسخريه، وهو يعلم أن الهاتف سيرن مره أخرى، وها هو بالفعل رن. 
فتح الخط 
سمع من تقول بأنتصار: كنت عارفه إنك مش هترد عليا، غير بعد ما تشوف الصوره دى. 
رد بهدوء: عاوزه أيه يا (ريما) قصتنا القديمه خلاص إنتهت، وإنتى اللى نهيتها بنفسك. 
شعرت ريما بالندم وقالت له: 
مكنتش عارفه أنى لسه بحبك. 
سَخِر رفعت يقول: وفابيو يعرف الكلام ده؟ 
إرتبكت ريما قائله: شوفت الفلاشه؟ 
رد رفعت بكذب: للأسف لأ لانها ضاعت منى. 
غضبت ريما قائله: رفعت أنا لسه بحبك و....
قاطعها. رفعت  قائلاً: 
فات الوقت يا ريما قصتنا خلصت أنا دلوقتي  متجوز وبحب مراتى وأتمنالك السعاده مع فابيو انتى اللى أختارتى وسافرتى اليونان زمان ورميتى نفسك فى حضنهُ،تصبحى على خير. 
قال رفعت هذا واغلق الهاتف، يُزفر أنفاسهُ وقال: قمة الوقاحه يا ريما إزاى فى يوم دخل عليا خداعك وكذبك  وصدقت بأنى أول راجل والوحيد فى حياتك، فتح ذالك الملف على هاتفه وتبسم بسخريه يقول: 
ممثله فاشله يا ريما، وتستحقى اللى فابيو هيعملوا فيكى لو فكرتى تخونيه. 
قال هذا وآتت لخيالهُ تلك الشرسه عديمة الخبره التى تقع فى براثنه من مجرد قُبلات، يخترق بها مشاعرها البريئه. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد
منتصف الليل
بمكان شبه مظلم كانت تقف سياره فخمه، تتوارى عن العيون. 
صعد لداخلها  
هاشم الزهار بيتسم لذالك الرجُل،الذى رد عليه نفس البسمه 
نزل السائق وتركهم سوياً
تبسم هاشم قائلاً: غريبه ليه جاى بالسواق معاك مش خايف منه، يكون جاسوس عليك فى مجالنا المثل بيقول حرس ولا تخون. 
تحدث الآخر: قصدك خون حتى ولادك، مفكر أن دخل عليا إن موت القبطان كان بسبب حرق اليخت بتاعه، أنا عرفت  إن جاكلين كانت هنا. 
تعجب هاشم: إزاى عرفت إن جاكلين  كانت هنا.
رد الآخر:من أصدقائى فى المطارات والموانى،بس عاوزك تعرف حاجه واحده إبنى مش زى إبن القبطان اللى  أبوه دخله فى شُغلهُ الديرتى وحب يكبر على حساب أبوه ،أنا فى نظر إبنى قديس،عالعموم مش ده المهم عندي،زى ما طلبت منك قبل كده نسبتى هتزيد،أنا اللى بسهل بعلاقاتى فى إستخراج تصاريح دخول الأدويه اللى بتدخل لمصر على إنها مقويات وعلاجات حيوانيه 
لتسمين الطيور أو الحيونات،وكمان أنها بتستعمل فى علاج الخيل،مش ترمادول وأدويه محظوره. 
رد هاشم: بس كده نسبتك تعتبر مساويه لنسبتى خلينا  المره دى زى ما كنا قبل كده  التلت والتلتين والعمليه الجايه تبقى مناصفه. 
فكر الآخر قائلاً: تمام، بس المره الجايه  مناصفه،متنساش إنى كمان أنا اللى بستخرج بسبورتات وهاويات للبنات اللى بتبعتهم لبره مصر فى حاويات السُفن ومتنساش لو مش وقوفى جنبك وتهديد المحامى اللى من طرفى لأبو البنت اللى ماتت دى وكمان سكتت الحكومه،كان بسهوله يوصلولك بسبب تقرير الطبيب الشرعى،اللى أثبت أن البنت دى كان بداخلها نِطاف رجل بعد علاقه حميميه،لو أبوها كان وصل له التقرير ده وعرف بيه كان ممكن يدعى الشرف ويقِر على أسمك بسهوله،بس أنا اللى أخفيت التقرير ده،ليه قتلت البنت. 
ردهاشم:علشان كانت خاينه،واللى يخون هاشم الزهار أقل جزاء له الموت. 
تعجب  الآخر وقال:إزاى قدرت تخونك وهى حته عيله صغيره،كان بلاش تقتلها وكنت بعتها للناس اللى بره،زى اللى سبقوها،عالعموم سيبك من الكلام عن الشغل والبنات،و قولى أيه أخبار رفعت إبن رضوان الزهار،وجود رفعت فى الزهار خطر،مش عارف أيه اللى رجعه هنا تانى،وإزاى ساب منصب زى اللى كان فيه وقِبل يرجع يبقى تاجر خيول. 
رد هاشم بسخريه: راجع ياخد مكان أبوه، ويعمل فيها شيخ عرب،زى المرحوم أبوه. 
ضحك الآخر قائلا:  ومأخدش عظه من اللى حصل لابوه لما طمعهُ زاد عن حدهُ،بس لازم نعترف هو أذكى من رضوان،هو عارف إن منصبه زايل ومهما عِلي وإترقى، كان هيبقى أيه فى النهايه،وزير، رئيس وزراء بالكتير،لكن لما يبقى من أشهر تُجار الخيول مش بس فى مصر فى المنطقه العربيه ويسمع إسمهُ فى أوربا وإسمه يكبر،وقتها مش هيبقى له سُلطه بس فى مصر،لأ كمان مع رجال أعمال عرب وأجانب يتمنوا يخدموه،زى ما بيقولوا
"الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة". 
سَخِر هاشم يقول: لأ رفعت فى دماغهُ هدف تانى غير أنه يكون أكبر تاجر خيل مفكر أنه هيقدر يعمل اللى أبوه فشل فيه زمان ويجمع الكل حواليه فرحان بأخوه والتانى إبن وحيد الشامى. 
رد الآخر : لو ده تفكيرهُ يبقى نفس غباوة أبوه فيه ناسى إن الناس 
المزمار  يجمعها والعصا تفرقها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين. 
تزينت الوحده الصحيه ليس  الوحده الصحيه فقط من تزينت بل البلده بأكملها مُزينه بلافتات ترحيب بكل مكان ترحب  بأستقبال الوزير ورُفقائه من كبار رجال المحافظه وبعض نواب الدوائر بالمحافظة  لافتتاح المبنى الجديد  للوحده الصحيه، الذى تم تجهيزه بمده قياسيه وبجوده عاليه. 
على الطريق كان بعض الرجال والنساء مصفوفون يهللون ترحيب بذالك الوزير، الذى تكرم ونزل لتلك البلده الصغيره، وما كان هذا منهم الأ رياء مدفوع الثمن مُسبقاً من أجل عدسات كاميرات بعض القنوات الفضائيه المصحوبه مع زيارة الوزير. 
بالوحده، كانت زينب تجلس بمكتبها دون مبالاه فهى على درايه بذالك الموضوع، وليست أول مره يمُر عليها، دخلت صفاء التى ليست كعادتها ترتدى ثياب بسيطه، بل ترتدى عباءه سوداء سوريه بتطرير مُتقن، تبدوا بها ليست عامله، بل إمرأه ريفيه راقيه. 
تبسمت زينب حين رأتها. 
تحدثت صفاء قائله: 
هو رفعت بيه مش هيجى للوحده، يا دكتوره زى بقية كبارات البلد كده. 
ردت زينب: أكيد هيحضر طارق مسبش حد من كُبارات المحافظه كلها الا ودعاها يحضر الأفتتاح يرحب، بالوزير الغبي، بس قوليلى أيه العبايه الحلوه دى يا صفاء، دى بمبلغ وقدرهُ. 
تبسمت صفاء قائله: والله إشترتها بالقسط كل شهر هدى لصاحبة المحل حسبه كده، ماهو ميصحش أقابل الوزير بعبايه من عباياتى القديمه، وكمان أبقى أحضر بيها فرح رامى بيه خلاص كلها أيام. 
تبسمت زينب بسخريه قائله: كان أفضلك توفرى الفلوس اللى دفعتيها فى العبايه تنفعك، وتقابلى الوزير بهدومك العاديه، حتى يمكن كان يحس وقتها إن الناس مش مُرفهه، وشقيانه وهدمتها إتهرت زيها من الشقا وبهتت ألوانها، عالعموم تدوبيها فى الهنا. 
تبسمت صفاء  قائله: هطلع أتفرج على موكب الوزير، أول مره وزير يزور بلدنا،وأشوف موكب عالحقيقه مش فى التلفزيون وكمان بيقولوا فى قنوات فضائيه بتصور.
تبسمت لها زينب ببساطه،فلو يقُدر هؤلاء المسئولين إنبهار البسطاء بهم، لكانوا تمنوا لهم الأفضل،لكن ذالك الأنبهار يفُسر بعقولهم بطريقه عكسيه ويشعرهم أنهم الساده وعليهم التكبُر على هؤلاء البسطاء.
بعد قليل 
دخل الى مكتب زينب طارق الذى يرتدى حِله رسميه عكس ذالك الجلباب وفوقه عباءه عربيه الذى كان معظم الوقت يأتى بهم للعمل بالوحده،سَخِرت حين رأته،
لكن هو قال لها بلهفه،يلا يا دكتوره خلاص موكب الوزير بقى قدام الوحده لازم تكونى فى إستقباله مش مديرة الوحده.
سَخِرت زينب قائله:لأ إزاى ميصحش ده لازم أستقبله إستقبال حار،يليق بمقامه كفايه هو اللى نقلنى لهنا،يلا خلينا نستقبله سوا.
لم يلاحظ طارق سخرية زينب 
خرج الاثنان الى أمام باب الوحده الداخلى،بالفعل كان موكب من السيارات الفخمه سواء كانت سيارات الحراسه او كبار الشخصيات بالمحافظه التى آتت تُرحب
بالوزير 
همست زينب لنفسها:لو حرامى سيارات عنده ضمير يسرق العربيات دى ويتبرع بس بنص حقها للغلابه فى البلد مكنش حد فعلاً نام جعان،يارب تولع بهم وهما راجعين بعيد عن العمار.
نزل الوزير من السياره وجواره ذالك اللفيف من الكبار،ودخل الى مكان وقوف زينب.
مد يدهُ لها بمديح منه
نظرت زينب ليدهُ ساخره أليس هذا من قام بنقلها او بالأصح بأعتقاد منه بنفيها لهنا،عقاباً على سبها لأبن أخيه 
إبن أخيه ها هو خلف عمه يرافقه كظله.
قبل أن تمد زينب يدها لتصافح الوزير،كانت يد أخرى تفعل ذالك 
يد رفعت الذى وضعها بيد الوزير قائلاً:رفعت رضوان الزهار.
تبسم الوزير قائلاً:غنى عن التعريف يا سيد رفعت.
تبسم رفعت وأقترب من زينب ووضع يده بيدها قائلاً:وأبقى زوج الدكتوره زينب صفوت السمراوى.
تبسم الوزير بمديح لها أمامه قائلاً:
فعلاً الدكتوره فى فتره قصيره أنهت كل تجهيزات الوحده الجديده،يُحسب لها،بصراحه،وكمان يُحسب للحكومه وكبار رجال البلد  اللى مدتها بالمصروفات الازمه .
تبسم رفعت وزينب بداخلهم على قول هذا الأحمق،فعن أى مصروفات يتحدث،فهى من صَعَرت خدها وطلبت من البعض المال وأتمت التجهيزات الازمه ولولا ذالك لما تجهزت الوحده بهذا الوقت.  
دخل الوزير يتجول بين أركان الوحده بزهو أمام  عدسات الكاميرات التى تصور، مشفى بكل هذه الامكانيات ببلده ريفيه، ذالك من فضل توجيه الوزير، من البدايه، 
لم يترك رفعت يد زينب للحظه واحده طوال الجوله، كانت عين هاشم الذى كان من أول الحضور يشعر بنيران تنهش به من رفعت الذى ظهر أمام الجميع، أنه كبير تلك البلده الصغيره، والفضل عاد لتلك الطبيبه، التى يمسك بيدها طوال الجوله الذى قضاها الوزير، بالوحدة، 
بينما زينب لما شعرت بقوه إضافية  حين أمسك رفعت بيدها أمام ذالك الوزير، وإبن أخيه، التى لاحظت نظرات عيناه لها مازالت نفس النظره القديمه، نظرات إعجاب، شعر هو الآخر بالغيره من رفعت، كيف لها رفضت وصالهُ يوماً وأهانته وترضى بذالك الفلاح الذى كان يرتدى بدله رسميه فوقها عباءه من الطراز العربى 
بينما زينب بداخلها  شعور بالفخر ليس بأنجازها وتكملة تجهيز تلك الوحده بمده قصيره، بل بذالك المُحنك اللبق رفعت الزهار 
الذى لا يُشتت فقط عقلها بل قلبها أيضًا. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام 
اليوم الذى كانت تنتظره البلده. 
اليوم زفاف ثانى أبناء رضوان الزهار، 
فبالأمس كانت وليمه كبيره جمعت بين سادة القوم والبُسطاء اللذين تغنوا بأبناء الزهار وسخائهم عليهم، ومعاملتهم بود وأحترام وكرم غير معهود من مثل هؤلاء الأغنياء فهم يعطون بالمقابل يأخذون منهم المقابل، أما أبناء (رضوان الزهار) يعطون دون مقابل، ليس لديهم شئ يريدونه من هؤلاء البُسطاء فمعظهم يعملون بمزرعة الخيول التابعه لهم 
أما الآخرون يطعمونهم مقابل قضاء مصلحتهم. 
........... 
بسرايا رضوان الزهار 
دخل وسيم الى غرفة النوم الخاصه ب رامى 
وجدهُ مازال نائماً ظهرهُ عارى ،تبسم بمكر وأتى بتلك المياه وقام بسكبها على ظهرهُ كعادته القديمه معه.
إنخض رامى وأستيقظ فزعاً ينظر له قائلاً:هتفضل مؤذى طول عمرك.
تبسم وسيم يقول:ناموسيتك كُحلى يا عريس أيه الساعه قربت على عشره الصبح مش هتصحى علشان نجهزك للعروسه.
نظر له رامى بسخط هتجهزنى للعروسه ليه هتودينى للكوافير يعملى مانكير وبادكير،هو أحلق دقنى أو أهذبها شويه وخلاص،أيه اللى جابك بدرى كده معندكش محاضرات النهارده.
رد وسيم:كان عندى ولغيتها فرح أخويا وأسيبه فى يوم ميمون زى ده.
نظر له رامى قائلاً:بلاش تقُر فيها من أولها،خلى الليله تعدى.
تبسم وسيم:هتعدى وهتبقى أحلى عريس،وتدبح القطه كمان،بس أنا خايف لهى اللى تدبحلك القطه من أولها وتمشيك عالصراط المستقيم،مش شايف مرات رفعت عامله معاه أيه مطلعه عينهُ ماشيه معاه بالعكس.
ضحك رامى يقول: رفعت مكنش ينفع معاه واحده تقوله أأُمر فتطاع يا مولاى، هى الشرسه زى ما بيقول عليها، وبعدين 
إنت أيه آخر أخبارك بقى عاوز تقنعنى مفيش واحده كده دخلت دماغك حتى لو إعجاب، ومتقوليش لمى، دى بتلعب على كل الأحبال، زمان لما كنا فى إسكندريه حاولت معايا وأنا صدتها، أنا مش برتاح لا ليها ولا لأختها وأهو أنت شايف الصوره اللى شوفناها اللى كانت بعتاها لرفعت، شكله عاوزه تبتزهُ، معرفش ليه؟ 
تنهد وسيم وآتت لخياله 
ليلى، تذكر رؤيتهُ لها قبل ثلاث أيام 
تسير مع بعض زملائها بالجامعه يتحدثون بمرح بينهم، ورؤية ذالك الشاب زميلها يمرح معها وتتعامل معه برحابه حتى أنها ذهبت وجلست لجواره بأحد أروقة الجامعه وظلوا جالسون بمفردهم لوقت ليس بالقليل، لا يعلم إن كانت رأتهُ أو لأ لكن هو رأها من شباك غرفة مكتبه بالجامعه، لا يعلم وقتها لما شعر بالغيره وأراد الخروج من غرفته والذهاب إليها يوبخها على جلوسها مع زميل لها، حتى إن كان جلوسهم معاً برئ ليس مجرد أكتر من زماله، فيبدوا أن زميلها كان يشرح لها شيئاً، يتناقشان فيه، بعدها هى غادرت المكان بل الجامعه كلها، ودخل زميلها لمدرج المحاضره وكان هو المحاضر، كم أراد أن يقوم بطرده ومنعه هو الآخر من حضور محاضراته، فهو لا يطيق رؤياه امامهُ حتى أنه كاد أن يتلكك له ويقوم بطرده لكن أظهر الآخر إحترامهُ له.
آنب نفسه وقتها بأى ذنب تأخذهُ أنت من بدأت وتسرعت وحرمت ليلى من الحضور والآن تريد طرد آخر لمجرد أنه كان يجلس معها،لما هذا الشعور يختلج به،ماذا بليلى تفرق عن غيرها، بداخله يقاوم ذالك الشعور ليس وقتهُ الآن،لديه هدف آخر.
لاحظ رامى سرحان وسيم و طقطق  أصبعيه له أمام عيناها يقول :أيه روحت فين بكلمك مش بترد عليا، لتكون طبيت وبتدارى عليا،قولى هى مين وأنا أخطُبهالك  بنفسى.
تبسم وسيم يقول:لأ خليك فى نفسك الليله.
تبسم رامى:أيه آخر أخبارك مع لمى 
رد وسيم بزفره:والله وقاحه لا تنتهى،مقضى معظم وقتى بتهرب منها، من الجامعه لأستطبل الخيل لهنا، والله لو مش وجود ماما مهره هناك كنت سيبت البيت وروحت عيشت فى بيت أبويا وخدت ماما مهره معايا بس هى اللى مش موافقه وتقولى إننا لينا نص البيت ده ومستحيل تسيب البيت اللى إتربت فيه. 
رد رامى: عمتى مهره غلطانه، هاشم المفروض يعيش لوحده، بس لمى عملت أيه خلتك تطفش  بالقوى كده، أوعى يكون اللى فى بالى إتحرشت بيك . 
ضحك وسيم يقول: حشم الفاظك أيه إتحرشت بيا ده شايفنى بنت ولا عيل صغير، هتحسس على جسمى، لمى أشطر من كده، جاتلى أوضة نومى لابسه قميص نوم مفتوح عالبحرى ومعاها إزازة فودكا نوع نضيف وبتقولى نتسلى سوا، أصلها مش جايلها نوم متعوده عالسهر يا ولداه،
ضحك وسيم ثم أكمل بمزح: بس للأسف جاتلى فى الوقت الغلط، كنت خلاص فاصل شحن وقولت لها مش هنفعك أنا مش قادر أتحرك طول اليوم كنت بين الخيل وهلكان وبنام على نفسى، خلينا لبكره. 
ضحك  رامى يقول: وهى سابتك بسهوله كده. 
تبسم وسيم: لأ طبعاً حاولت تظهر كرامتها ،وقالتلى هعملك مساچ يريح جسمك وبدأت تحسس،  بس أخوك واعى لها، قولت لها تمام مفيش مانع آخد كاس معاكى يمكن أنتعش، صبت الكاسين، وشربتهم هما الاتنين ومعاهم حباية منوم غير الحبايه التانيه اللى كانت حطاها فى الكاس اللى إديتهولى، يلا مش خساره فيها شربتهم صحه وهنا على قلبها وراحت فى سابع نومه وهى بتتخيلنى معاها زى ما هى عاوزه. 
تبسم رامى قائلاً: قلبك جاحد يا سومى. 
تبسم وسيم، لكن فى ذالك الوقت دخل عليهم رفعت مبتسماً يقول: صباح الخير يا شباب، ها إزى عريسنا هترفع راسنا الليله. 
تبسم وسيم يقول: بلاش إنت كفايه علامات الدكتوره السابقه. 
تبسم رفعت ووضع يدهُ على عُنقه قائلاً: 
بلاش تحضر فرح أخوك متخرشم، ولمى تفرح فيك، كويس إنت هتكون مع رامى طول الوقت وأنا هسبق عالقاعه أستقبل بعض الشخصيات المُهمه. 
تبسم رامى  يقول: والدكتوره وأهلها اللى جاين يحضروا الفرح. 
تبسم رفعت يقول: حمايا وحماتى خلاص وصلوا للسرايا وإستقبلتهم، بس آخر النهار زينب وجدتى، ومعاهم أهل زينب هيجوا بعربيه خاصه عالقاعه، فى شخصيات مهمه هتبقى فى الزفاف، ودول لهم بيرستيچ خاص والقاعه لازم تكون متأمنه. 
تبسم وسيم  يقول: ومن ضمن الشخصيات المهمه دى طبعاً، رؤسائك القدام. 
تبسم رفعت يقول: يلا عندى كذا مشوار هعملهم وهروح بعدها عالقاعه، سلام يا شباب. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل 
هاشم الزهار. 
دخل ساخراً ينظر لمهره يقول: 
شايف فرحه فى عنيكى كأنك رايحه تحضرى زفاف الأمير تشارلز. 
ردت مهره: رامى عندى أحلى وأغلى من ميت أمير زى تشارلز، رامى فارس وانا بفتخر أنه أبن أختى، ناسى إنى كنت راضعه على أخو مامته الله يرحمها وكمان يبقى إبن المرحوم رضوان الزهار إبن عمى، واللى كان أكتر من أخ ليا أنا وأختى الله يرحمها. 
رد هاشم بأستهزاء: رضوان الله يرحمه، كان بيحب يوصل الرحم. 
شعرت مهره بنبرة إستهزاء هاشم 
نظرت  له وضحكت بسخريه قائله:هاشم الزهار لسه عنده نفس غِل الماضى،زمان كنت بتكره رضوان الزهار،وفرحت لما إتحرقت مزرعته،وهو جواها هو ومراته وبنته،بس القدر نجى ولاده الصبيان،اللى رجعوا من تانى أقوى،وغِلك رجع أقوى،بس زمان رضوان كان واحد 
إنما دلوقتى ولاد رضوان صحيح إتنين،بس إيد واحده،مش هتقدر تقف قدامهم وتتحداهم،لازم تعترف إن الخيل لما بتكبر،بتستنى الرحمه.
أعترف يا هاشم رفعت أقوى من رضوان ومش عود واحد وسهل كسره زى رضوان، أنا نازله لازم أحضر الزفه من أولها. 
قالت مُهره هذا وتركت هاشم بالغرفه  وحده يقول: 
تحضرى  الزفه من أولها ولا تلحقى تملى عيونك من حبيب الماضى، بس ده مش هيفضل كتير يا مهره إتمرعى شويه أنا عارف إزاى هقدر أرجعك تخضعى لى من تانى. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... بعد قليل بمدخل تلك القاعه الفخمه
قد ترسم طريقاً لنفسك لكن القدر لا أحد يرسم له الطريق، من شدة الرفض ها هى تُسلم يدها ليدهُ تسير جواره بخطوات متهاديه بعض الشئ فهى فقط منذ أيام فكت جبيرة يدها وساقها الذى بها عرجه خفيفه لكن مُلاحظه للآخرين 
لكن بسبب الزحام، كانا يسيران خطوات ويقفان خطوه لالتقاط بعض الصور 
الى أن دخلوا الى غرفة ليست بصغيره، جوار قاعة العُرس، لتعلم أنها أستديو تصوير فوتغرافى، 
كان هنالك إثنان بالمكان رجُل وإمرأه 
إقتربت من المرأه قائله: 
مبروك ربنا يتمم بخير 
ممكن أخد العروسه لدقيقه واحده. 
تبسم رامى وترك يد مروه 
التى أصابتها رعشه حين ترك يدها لا تعرف لما السبب. 
أملت عليها المرأه بعض اللقطات واللمسات التى تفعلها من أجل إلتقاط صور فوتغرافيه 
لهم، كان منها بعض اللقطات الحميميه بينهم، سواء كانت قُبلات أو لمسات حميميه كانت تخجل من فعلها، لكن رامى كان يستهزأ بداخله  من خجلها، عليها أن توفر هذا الخجل لما بعد أن يُغلق عليهم باب واحد
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قبل قليل بسرايا الزهار 
دخلت هاله لغرفة زينب وجدت الغرفه فارغه، تبسمت وهى ترى على الفراش ذالك الرداء الفسفورى الأنيق وجوارهُ علبه من القطيفه وعلبه كارتون صغيره عرفت أن بها حذاء ،فتحت العلبه القطيفه إنبهرت بذالك السلسال الموصول بقلاده ماسيه على شكل قلب. 
وضعت السلسال بالعلبه ونظرت أمامها لزينب التى خرجت من الحمام، تبسمت لها قائله بنبرة تريقه: 
حمام الهنا،فى واحده تروح تشتغل يوم فرح سلفها لأ وجايه كمان بعد المغرب الفرح خلاص قرب يبتدى.
تبسمت زينب التى تُجفف شعرها بمنشفه ثم أمسكت المشط تُمشط شعرها قائله:أهو أنتى قولتها فرح سلفى مش فرحى،وأنا نص ساعه بالضبط هكون جاهزه،حضرتك عارفه إنى مش باخد وقت فى اللبس.
تبسمت هاله ونهضت من على الفراش وأقتربت من زينب وأخذت المشط من يد زينب المشط،التى أعطتها ظهرها بتلقائه. لتقول هاله:
عارفه أنك مش بتاخدى وقت فى اللبس بس ده لما كنتى آخرك تلبسى قميص وبنطلون،وفوقهم الطرحه إنما ده فستان ولازمه ميكيب وتفاصيل، عالعموم انا هساعدك وهعملك مكيب خفيف.
تبسمت زينب تقول بأستهزاء:أنا أحط مكيب،ده المره الوحيده اللى حطيت فيها ميكب فى حياتى كان يوم كتب كتابى عالهمجى رفعت،وكنت حاسه انى شبه عروسة المولد.
تبسمت هاله تقول:عايزه تحضرى الفرح بوشك اللى واضح عليه الإجهاد ده،زينب إنتى بتاخدى علاجك بأنتظام.
ردت زينب:أيوا،بس معرفش السكر فى الفتره الأخيره معايا مش متظبط ليه،يوم عالى يوم نازل،أهو بتعامل معاه.
إنخضت هاله قائله:بتتعاملى معاه إزاى وأيه سبب اللخبطه دى،بتلخبطى فى الأكل.
تبسمت زينب قائله:أنا ألخبط فى الآكل حضرتك عارفه إنى مش من هواة الأكل أصلاً أنا باكل سد جوع مش أكتر.
تعجبت هاله قائله:طب أيه سبب إن السكر عندك مش منتظم،لا تكونى.......
توقفت هاله عن الحديث فجأه.
تعجبت زينب من صمت هاله  المفاجئ قائله:لأكون أيه؟
ردت هاله:زينب أنتى عملتى أختبار حمل قبل كده. 
إندهشت زينب قائله: إختبار أيه!، وأعمل إختبار حمل ليه؟
ردت هاله:دكتوره ومش عارفه بيعملوا إختبار الحمل ليه،عاوزه تفهمينى إن محصلش بينك وبين رفعت أى لقاء حميمى الفتره اللى فاتت دى؟
إرتبكت زينب قائله:أكيد مش حامل،أنا متأكده،انا دكتوره ولو كنت حامل أكيد هعرف، هو تلاقى بس بسبب إجهاد الشُغل والهمجى رفعت بيحرق فى دمى بحركاتهُ الهمجيه.
تبسمت هاله بخبث قائله:وأيه هى حركاتهُ الهمجيه دى بقى؟
زفرت زينب قائله:وهو أما يتحكم فى مواعيد رجوعى من الوحده ده مش همجيه منه،ده غير بيقول عليا عبده البواب،ولبسى مش بيعجبهُ.
ضحكت هاله قائله: والله عنده حق أنتى فعلاً لبسك شبه عبده البواب والراجل بيحتاج اللى تلبس له لبس يظهر أنوثتها قدامهُ،وحكايه تحكمهُ فى مواعيد شغلك فى الوحده دى عنده حق فيها إنتى بتجهدى نفسك زياده عن الحد وبتنسى نفسك وبتيجى على صحتك كتير،لدرجة أوقات بتنسى إن لصحتك عليكى حق.
تبسمت زينب تقول:شوف مين اللى بتتكلم مش حضرتك اللى عملتى إعتصام وجمعتى أصدقائك الموظفين والمدرسين زمايل بابا قدام كلية الطب  لما دكتور فى الجامعه رفض و منعنى أنى أدخل قسم الجراحه علشان عندى السكر وإنى ممكن أيدى ترتعش فى أوقات وانا ماسكه المشرط،ويأثر على الناس اللى بعمل لهم عمليات.
تبسمت هاله قائله:كانت غلطة حياتى،بعدين بطلى رغى خلينا نجهز خلاص الوقت آزف.
تبسمت زينب وهى تنظر لانعاكسها هى ووالداتها بالمرآه وهى تُصفف لها شعرها،قالت هاله بمزح وهى تشد بشعر زينب:
ايه شعرك ملبد كده ليه مش بتسرحيه خالص.
تبسمت زينب قائله:ووالله بغسله كل يوم واوقات بسرحه واوقات لأ،حسب مودى أو الوقت. 
تبسمت هاله قائله بسخريه:كتر خيرك إنك بتغسلى شعرك، لأ وبتقولى على رفعت هجمى.
تبسمت زينب 
بعد قليل إرتدت ذالك الرداء وقفت خلفها هاله تقوم بتظبيته على جسدها،ثم قالت:
كده حلو قوى،مش ضيق ومش مبهوق عليكى،خلينا بقى نحط التاتش الأخير وننزل.
نظرت زينب لنفسها بالمرآه وقالت:والله حاسه إن الفستان فاضل تحطى على راسى لمبه وهتنور. 
تبسمت هاله ونغزت زينب قائله:بطلى تريقه،خلينا نخلص.
تبسمت زينب قائله:أهو هسكت خالص علشان تكملى اللوحه الفنيه بتاعتك بالتاتش الأخير،بس كترى البويه شويه على خدودى.
تبسمت هاله وبدات بوضع بعض الرتوش التجمليه البسيطه على وجه زينب أظهرت جمال ملامحها دون مبالغه منها.
فى ذالك الأثناء سمعن طرق على الباب،فسمحن لصاحبه بالدخول.
دخل مجد ينظر پانبهار لزينب قائلاً بمزح:
أيه ده ياماما إنتى خلاص إختارتى عروسه لبابا، علشان تغسل المواعين بدالهُ، بس وقعتى عالبت الحلوه دى منين،دى خساره تغسل المواعين،أنا ممكن أتجوزها أنا واغسلك المواعين.
تبسمت زينب وهاله التى قالت: لأ أطمن باباك مرتاح فى غسيل المواعين ومش عاوز عروسه انا ماليه عنيه، دى بلوة حياتى، ربنا ما يوقعك فى واحده زيها. 
تبسم مجد يقول بتفكير: قولتى بلوة حياتك، يبقى عندى شك، فين البت زوزى. 
تبسمت هاله وأشارت على زينب. 
إندهش مجد قائلاً: مستحيل تكون دى زوزى أختى الشمطاء، إنتى  وديتها التوكيل عملولها ضبط هيئه ولا أيه ياماما، دى بقت موزه، أمال فين زوزى أختى صبى البواب. 
ضحكت هاله، بينما قامت زينب بصفع مجد على كتفهُ قائله: صبى البواب فى عينك يا غبى، خلاص نظرك من تراب الصحرا  راح، ومبقتش تشوف. 
رد مجد: لأ بقى بيجيلى تهيؤات زى حسن يوسف، كله من السندريلا اللى شوفتها هنا، إدعى ياماما تكون من المدعوين فى الفرح واقابلها الليله، وأكبرك وتبقى حما للمره التانيه، بس انا هجيبلك موزه رقيقه مش صبى البواب زوزى. 
تبسمت هاله له قائله: واثقه فى ذوقك يا روحى. 
بينما زينب سخرت منهم لكن ذالك الدوار عاودت الشعور به، للحظه كادت أن تقع، لكن مسكها مجد الذى إنخض هو وهاله التى قالت: مالك يا زينب. 
إبتلعت زينب ريقها وقالت بكذب: أنا كويسه، بس يظهر علشان مش متعوده على لبس فساتين طويله، كنت هتكعبل فى ديل الفستان كل ده من قر الواد مجد عليا. 
تبسمت هاله بشعور الخوف التى حاولت إبعادهُ عن تفكيرها وقالت: 
إلبسى الشوز  اللى فى العلبه بكعب عالى هيرفع الفستان شويه وتعرفى تمشى من غير ما تتكعبلى فى ديل الفستان. 
ردت زينب: والله انا ما خايفه غير من الشوز ده، ماله الشوز الرياضى، حتى مُريح للرِجل والضهر. 
ضحك مجد يقول: عاوزه تلبسى شوز رياضى، على فستان سواريه،والله صبى البواب بيفهم عنك.
ضحكت هاله بينما كادت زينب ان تضرب مجد لكن هاله منعتها قائله:بطلوا نقار فى بعض،خلاص مش فاضل غير الشوز،بلاش مناهده كفايه جبت آخرى منك،إلبسيه يلا خلينا نلحق الوقت خلاص،زمان الزفاف هيبدأ.
تبسم مجد قائلاً:فعلاً السواق كان بيستعجلنى،قولت له دقايق،كمان هيبقى معانا تيتا إنعام والست محاسن المرافقه ليها،وبابا يا بخته سابقنا عالقاعه،اكيد رايح يظبط مع الرقاصه يمكن تكون بتعرف تغسل المواعين .
نغزته هاله من كتفهُ قائله:بطل هزار يا أهبل،ويلا إنزل إسبقنا عالعربيه.
تبسم مجد وتركهن بالغرفه.
ذهبت زينب وجلست على الفراش وآتت بذالك الحذاء المُضاهى اللون للرداء وبدأت فى إرتدائه،لكن حين إنحنت تربط سيور الحذاء،شعرت بدوخه،فأغمضت عينيها بقوه.
لاحظت هاله عدم معرفة زينب ربط سيور الحذاء، فقالت بسخريه:
غبيه مش عارفة تربطى سيور الشوز طبعاً متعوده تحطى رجلك فى الكوتشى وتربطى الحبلين  وخلاص،مالكيش فى الرِقه.
تبسمت زينب بخفوت.
إنحنت هاله أمامها وربطت لها سيور الحذاء الجلديه ثم نهضت قائله:كده خلاص يلا بينا،زمان السواق زهق من الإنتظار،وكمان زمان الفرح هيبدأ،وإحنا آخر من هيوصل.
رغم شعور زينب بالدوار،لكن رسمت بسمه قائله: يلا بسرعه قبل ما يفتحوا البوفيه ومنلاقيش حتة جاتوه حتى،وكمان نفسى أشوف دخلة زفة العروسه،اللى بسببها إتجوزت من الهمجى،رفعت.
ضحكت هاله قائله:والله دا هيدخل الجنه بسبب جوازه من صبى البواب.
نظرت لها زينب قائله:حتى إنتى ياماما بتقوليلى كده،انا ماليش غير بابا هو اللى بيرفع من معنوياتى،يارب نروح القاعه نلاقيه لافت عليه موزه حلوه تخليكى إنتى اللى تغسلى المواعين من القهر.     
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لمكان الزفاف 
إن كان للوقاحه عنوان فهما هذان الأثنان 
هكذا فكر عقل ليلى التى كانت تسير خلف أختها منذ أن نزلت من السياره الى أن دخلت الى ذالك الاستديو الصغير المجاور لقاعة العُرس 
لكن هناك ما كان  يضايقها هو سير وسيم هو الآخر خلف رامى، كانا شبه يسيران جوار بعضهم، لكن آتت تلك التي  أقل ما يُقال عنها عاهره سواء كان زيها أو حتى فعلها، هى أقتربت وإلتحمت ب وسيم 
وسيم الذى حاول بلطافه أن يبعدها عنه، لكن هى كالعلقه إلتصقت به. 
لاحظ نظرات ليلى نُعمان إقترب منها ووضع يدهُ على كتفها مبتسماً يقول: 
عقبالك يا ليلى، ويكون نصيبك مع اللى يقدرك ويصونك. 
رسمت ليلى بسمه قائله: أنا مش بفكر أتجوز دلوقتي  يا خالى، مش هتجوز قبل ما أكمل دراستى وأشتغل كمان لازم أعمل لنفسى كيان خاص بيا الأول. 
تبسم نُعمان وقبل جبين ليلى قائلاً: ربنا يحقق لك مرادك، فاديه وهبه هيستنوا هنا لحد مروه ورامى ما يطلعوا من الاستديو بلاش نوقف، فى زحمه  هنا ملنهاش لازمه تعالى نسبق العرسان عالقاعه. 
تبسمت ليلى،وسارت تضع يدها ببين معصم خالها وعضده. 
بينما نفض وسيم يد لمى عنه بعصبيه. 
لاحظت  لمى نظرات وسيم لليلى  وقالت بخبث: مالك يا وسيم مضايق ليه، المفروض تبقى مبسوط الليله زفاف، رامى اللى زى أخوك، مع أن ليا تحفُظ على عروسته وأهلها واضح أنهم ناس مش قد مقام رامى، وأكيد مصدقوا عريس زى ده يتقدم لبنتهم، سمعت إنها بنت واحد من اللى بيشتغلوا عنده فى مزرعة الخيل، أكيد شافها عجبته ورسمت عليه، وقدرت توقعه، بس حاسه إنها مش أكتر من نزوه فى حياته بمجرد ما هياخد منها اللى هو عاوزه هيسيبها. 
نظر وسيم لها بأستهزاء قائلاً:  وايه اللى عاوزه منها، اللى متعرفهوش، رامى هو اللى مغروم فى مروه، وعمل المستحيل  علشان يتجوزها أنا بقول بلاش وقفتنا هنا قدام الاستديو، خلينا نسبق عالقاعه. 
قال وسيم هذا ونفض يد لمى عن جسده وسار أمامها بخطوات سريعه، دون أن ينتظر، سارت بسرعه الى أن لحقته وعادت تلتصق به كالعلقه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام قاعة الحفل 
نظر رفعت  فى ساعة يدهُ تعجب لما تأخروا فى الوصول، أخرج هاتفه كى يُهاتف السائق، لكن قبل أن يُهاتفه، رأى 
تلك التى دخلت الى الممرتقترب عليه بخطوات بطيئه، ترتدى ذالك الفستان الفسفورى الامع، تبسم بتلقائيه عيناه إنسحرت بها، لام نفسه كثيراً، لما آتى لها بذالك الرداء، لما لم يترك لها الآمر وكانت آتت برداء آخر من إختيارها ما كان برز جمالها بهذا الشكل الفاتن التى هى عليه، حقاً الرداء، لا يصف جسدها، لكن ينسدل عليه بنعومه فائقه وساحره،،، 
مهلاً ما ذالك الشئ الذى على وجهها 
زينب..... تضع مكياچ! 
رغم أنها مجرد رتوش قليله، لكن برزت جمالها الرقيق.. 
ظل مكانه واقف ينظر لها وهى تقترب من مكانه، كل خطوه ينتظر أن تكون آخر خطوه والخطوه القادمه تكون  أمامه، أقسم عقله لن تنتهى الليله إلا و هى بين يديه  يهيم بها غزلًا. 
بينما هى تضع يدها بين معصم مجد وعضده من ناحيه والناحيه الأخرى كانت تفعل نفس الشى الجده إنعام، كانت زينب تستند عليه وتسير ببطئ، بادعاء انها تواكب خطوات الجده إنعام، بينما هى تشعر بداور يشتد رويداً رويداً وألم طفيف فى قدمها بسبب ذالك الحذاء اللعين. 
تبسم حين إقترب مجد من مكان وقوف رفعت قائلاً: شايف الموزه اللى على يمينى دى عسل وبحبها قوى، إنما اللى عالشمال ده ربنا يبعد شرها عنى، خد مراتك يا عم وسيبلى أنا تيتا العسل ندخل سوا للقاعه، هتلاقى تصفير وتهليل، علشانها. 
تبسمت إنعام قائله: وانا بحبك يا واد يا مجد، وحاسه إنك هتطلع بعروسه من الفرح، يلا خلينا ندخل عاوزه أقعد فى طرابيزه قريبه من البيست وتكون بعيده عن السماعات علشان ودانى. 
تبسم مجد قائلاً:  أستنى يا تيتا أما نسلم أهل الشمال. 
تبسم رفعت وهو يأخذ يد زينب التى لم تُعقب على قول مجد، مما أثار دهشة رفعت. 
بينما تبسمت هاله لترحيب رفعت بها ودخلت خلف مجد وإنعام الى داخل قاعة الحفل. 
نظر رفعت ل زينب، بأنبهار، وقام بجذبها للسير معه الى أن دخلوا الى أحد الممرات الضيقه البعيده عن العيون، ثبت رفعت زينب على الحائط وإنقض على شفتاها بالقُبلات، لم تمنعهُ زينب لشعورها بالدوار، لكن ترك رفعت شفتاها ينظر لها لائماً: 
إزاى تحطى مكيب وروج بالذات، مرات رفعت الزهار مش لازم تظهر جمالها قدام الناس. 
قال هذا وأخرج علبة مناديل مبلله من جيبه ومسح الروج من على شفتاه، كذالك تلك الرتوش البسيطه عاد وجهها لطبيعته، لكن للأسف رغم ان وجهها يبدوا عليه الشحوب، لكن مازالت جميله كأن بقايا المكياج تركت أثرها على وجهها،وبالأخص كُحل عيناها الصافيه. 
تعجب رفعت من صمت زينب، ووضع إبهامه على شفاه زينب وقال: 
مالك القطة كالت لسانك،ساكته ليه،ولا عاوزانى أبوسك تانى؟. 
نفضت زينب يده عنها بضعف وقالت:خلينا ندخل للقاعه،عاوزه اشوف الزفه من اولها،العروسه أكيد غاليه،بسببها أتجوزتك يا همجى 
تبسم رفعت يقول: همجى.... لأ كده إطمنت إنك زوزى مراتى فكرت حماتى بدلتك بواحده تانيه. 
نظرت له زينب قائله: ليه كنت علبة جبنه وهتبدلنى من السوبر ماركت. 
تبسم رفعت، وسار، لكن تعجب حين وضعت زينب يدها على معصمهُ، لكن تبسم لها وسار الأثنين الى أن دخلا الى القاعه. 
ذهب رفعت بزينب ووقف جوار جدته التى تجلس بطاوله وجوارها مجد وأيضاً هاله وإنضم لهم صفوت والد زينب، تركت زينب يد رفعت وجلست على أحد المقاعد جوارهم. 
بينما رفعت ظل واقفاً جوارهم، الى أن 
بدأت تعمل الكاميرات الموجودة  بالقاعه تُعلن عن قدوم العرسان، يظهر منها سير العروس والعريس، بعد خروجهم من الأستديو الفوتوغرافى، 
كان خلفهم والدة مروه وأختها الصغيره. 
الذى بمجرد أن ظهرت إستحوزت على الكاميرا، بجمالها البسيط والرقيق. 
نهض مجد من جوارهم واقفاً يقول بلهفه: سندريلا، سندريلا أهى ياماما اللى كلمتك عنها، مين البنت اللى ظهرت عالكاميرا دى يا رفعت.
نظر رفعت لمكان إشارته وقال:
دى تبقى أخت عروسة رامى.
تبسم مجد يقول:ومرتبطه قول لأ يا جوز أختى.
تبسم رفعت يقول:لأ مش مرتبطه يا أخو مراتى،ده لسه تقريباً فى الثانويه،يعنى صغيره قوى.
رد مجد:لأ مش صغيره عليا ولا حاجه،انا عندى سبعه وعشرين سنه وشوية فكه،وهى أكيد عندها بتاع تمنتاشر سنه،يعنى تسع سنين بالكتير،ربنا يوفق،بس قول يارب. 
تبسم رفعت وهو ينظر لزينب الصامته تتابع بصمت عكس طبيعتها ولسانها الزالف، كذالك هاله تتابعها بعينيها لديها شعور أن زينب بها خطبًا ما، ليست بخير. .. 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
تحت أنظار المتابعين منهم بأنبهار ومنهم يمن على بذخ الزفاف
دخل العروسان الى القاعه  
بعُرس مهيب فالقاعه من أفخم قاعات ، الشرقيه
وكيف لا للفخامه فالعريس هو الأخ الوحيد ل. رفعت الزهار
أشهر تاجر خيول بمصر، بل بالمنطقه العربيه
يوجد بالعُرس 
قيادات سياسيه،ورجال أعمال، وبعض البسطاء القلائل
أيضاً 
فوالد العروس، ما هو الأ سائس 
أما العروس التى ترتجف وتشعر بآلم بسيط بساقيها، لم تحلم يوماً  بعُرس كهذا حتى لتدعوا لحضوره فقط، فكيف هى سندريلا العُرس! 
بينما صاحب العُرس يتذكر يوم أن نجى من بين النيران، لتترك أثرها، ليس فقط على جسده، بل أيضاً  على قلبه، هو وأخيه
اليوم عُرسهُ على من ملكت قلبه منذ صباها عاد من أجلها لكنها لم تُقدر هذا العشق وحاولت الانتحار كى لا تتزوج منه،ستدفع ثمن ذالك ستبوح بلسانها بعشقها له قبل أن ينالها بطريقته الخاصه. 
أما رفعت الذى يقف، يلف يدهُ حول خصر تلك الشرسه، التى تزوجها، بالأجبار، حقاً  لم يقُم لها بعُرس كهذا، فقد كان عقد قران فقط، لكن هى الى جواره الآن لا يعرف سبب، لصمتها، وجهها، يبدوا مُجهداً، ربما من فترات العمل الطويله، بتلك الوحده الصحيه، والتى تقصدها، هى تبتعد عنه بالعمل، رغم أجهاد وجهها بنظره لكن هى فاتنه. 
بعد قليل
بمسرح القاعه وقف
الأخان كل منهم يلف يديه حول خصر زوجته، مبتسمان،يرقُصون بهن،و يُعلنان أن هاتان هن ملكات، قلوب أبناءالزهار 
لكن كان هناك عين حقوده، 
أخيراً وجدت ضالتها، وجدت نقطة ضعف لأبني الزهار
ولكن لا يعلم أنهن نقطة قوه لهم 
فالعشق يقوى القلب لا يضُعفه. 
كانت هناك عين عاشق ثالث لكن يُجاهد ذالك العشق، يختلس النظر بين الحين  والآخر لتلك الدبش،رأى بسمتها التى لا تفارق وجهها،قُربها من أختها تميل عليها وتبتسم،شعور بالغيره ينهش بداخله وهو يراها عبر الكاميرات وفى المواجهه له تخطف الكاميرا من أختها ببسمتها الرقيقه، يرى عيون تنظر لها تمدح فى جمالها.
وهنالك عين طامع وقع بصرهُ عليها أين كانت تختفى تلك الجوهره الصغيره عن عيناه،عين الذئب هاشم الذى يشتاق لفريسه جديده،صور عقلهُ له الدناءه،ليترك أمر الطبيبه الآن ويظفر بسهوله بتلك الصغيره لبعض الوقت،كما يشتهى،كما أنه لاحظ نظرة عين وسيم التى تقدح نارً لتلك الفتاه أيضاً،هو يريد إقتناص الفُرص،لن ينتظر كثيراً كما فعل مع الطبيبه وإقتنصها رفعت من أمامه،عينيه أيضاً رأت نُعمان الجالس جوار أخته وفتاه أخرى ومعهم صفوان المزوى،فهو يشعر انه ليس له أهميه،بعد أن طلبت إبنته من نُعمان أن يُسلم يدها هو لرامى،كما فعلت بعقد القران سابقاً،لكن لما يشعر بالنقص هو بالفعل ناقص لم يكُن يوماً أبًا لهن يحميهن ويحاوط عليهن،رمى مسئوليتهن على زوجته التى عاشت مكسورة الجناح بعد سفر أخيها ووفاة والداتها كل ما طمحت له حياه هادئه ومستقره معه،لكن كانت هى من تتحمل عبء بناتها على عاتقها منذ أن كانوا أطفال،هو كان زائر غير مرغوب في حضورهُ وجودهُ من عدمه لايفرق بل الأفضل عدم وجوده. 
هنالك أيضاً  من عادت نضارة الشباب، ليست فقط لوجهها بل لقلبها أيضاً، تجلس تشعر بسعاده كبيره بزهو وفرحة أُم ولدها يتزوج هى تلك المُهره التى نهضت من مكانها وذهبت الى منصة العُرس بالقاعه، ورامى الذى وقف لها جذبتهُ تختضنه تُهنئه، كذالك إنحنت على مروه الجالسه تهنئها، لكن قبل أن تنزل من على المنصه، تقابلت مع 
رفعت ووسيم، وكذالك آتى رامى ، تحاوطوا الثلاث بها، تبسمت وهى تراهم، يتراقصون حولها وهى بالمنتصف كالملكه، وسط فرسانها وقفت تصفق لهم بسعاده وإنشراح. 
مازال الزفاف قائماً وسط الصخب 
شعر وسيم ببعض السأم وهو يجلس لجوار تلك الحمقاء لمى التى ترافقهُ، نهض  واقفاً. 
نهضت  لمى هى الأخرى ومسكت بيد وسيم  ظناً منها أنه مل هو الآخر و يريد المغادره  قائله: أنا زهقت من الدوشه والصخب أيه رأيك نسيب الزفاف ونروح إحنا للبيت. 
رد وسيم: مينفعش، نسيب الفرح فى نصهُ، أنا رايح الحمام وراجع خليكى هنا . 
قال لها هذا وخرج بسرعه، جلست مره أخرى تشعر بالملل
لاحظت ليلى ذالك  فهى عيناها لم تنزل من على وسيم، كم خفق قلبها بضربات لولا تلك الموسيقى العاليه بالمكان لكانوا سمعوا عزف قلبها وهى تراه بين رفعت ورامى وهم يرقصوا سوياً قبل قليل، 
نهضت هى الأخرى من مجلسها، وخرجت من القاعه تتسحب، بحثت بعيناه بالممر الذى أمام القاعه  الى أن رأت سير وسيم بمكان قريب 
من قاعة العُرس 
نادت ليلى:وسيم.
توقف لها ولم يُدير وجهه لها.
أقتربت منه ووقت أمامه،تنظر لعيناه وقالت:
سيبت حفلة الزفاف ليه،يا وسيم، أظن هنا مينفعش أقولك،يا دكتور،أحنا مش فى الجامعه ولا هتقدر تطردنى وتحرمنى من حضور سكشن العملى.
لا يعلم لما تضايق وسيم من ليلى دون سبب هى لم تقول شئ يستدعى ضيقهُ
فقام بمسكها من معصم يدها  وسحبها خلفهُ الى أن خرحوا من القاعه الى تلك الحديقه الخلفيه الملحقه بالقاعه. 
شعرت ليلى برجفه بسبب مسك وسيم ليدها وسحبه لها للسير خلفه و شعرت بألم  فى يدها من طبق يدهُ فوق معصمها بقوه ، حاولت سلت يدها من قبضته لكن يدهُ كانت الأقوى
توقف وسيم جوار أحد الشجيرات وترك يد ليلى ونظر لعيناها رأى تلك الدموع التى إنسدلت على وجنتها ،التى قهرت قلبهُ 
مد يدهُ يجفف تلك الدموع،لكن ليلى عادت بوجهها للخلف قبل أن تلمس أناملهُ وجهها،تعصب وسيم يقول:
عاوزه منى أيه يا ليلى ليه خرحتى من القاعه ورايا.
ردت ليلى وهى تُجفف دموعها بيديها:مش عاوزه منك،أنا.... أنا...مكنش قصدى أخرج وراك أنا.... أنا...
تعصب وسيم وقال:إبعدى عن طريقى يا ليلى أنا..... 
لم يكمل وسيم قوله،فرت ليلى من أمامهُ. 
ليلى التى كادت تصتدم بشخصٍ ما دون إنتباه منها انه إلتقط مجموعه من الصور لها مع وسيم بهاتفه، أعتذرت وأكملت سيرها، بينما ذالك الشخص تبسم بظفر. 
زفر وسيم أنفاسه المشدوهه،ماذا تعنى له ليلى،بداية عشق،لا هو غير جاهز لهذا الآن مثلها كغيرها،كان قبلها مُعجب بمروه،لكن بسهوله تخطى ذالك حين علم أنها حبيبة قلب رامى،لم يأخذ معه الأمر شئ وكأنها لم تلفت حتى إنتباهه ليلى بالتأكيد ليلى مثلها،هو لديه هدف،يسعى له،بعد أن علم بطريق الخطأ من أحد عاملى مزرعة الخيل أن حادث وقوع والده ذالك اليوم من على جواده كان مُدبر،لكن ليس لقتله بل لشل حركة جسدهُ،لكن لسوء حظه وقع برأسه على أحد الأحجار فتسببت له بنزيف دموى أرداه قتيلاً  فى الحال،عليه محاسبة المسئول عن ذالك لديه يقين أنه ذالك الوغد هاشم هو المتهم الأول،لكن لما فعل ذالك وماذا إكتسب من خلف قتلهُ،عقاب هاشم ليس القصاص بالقتل،بل  بقتلهُ حيًا يتحسر حين يسحب السطوه  من تحت يدهُ، وهذا ما يُخطط له،وسيحدث حين تصبح مزرعة الخيول كلها تحت إمرتهُ قريباً.
.... ــــــــــــــــ 
بالعوده لداخل قاعة العُرس.
ذالك الذئب المراوغ كان له بصمه أمام الأعين حين نهض من مكانه وأقترب من منصة العُرس،مد يدهُ كى يُصافح مروه أولاً،لكن كانت يد رامى هى من صافحتهُ،إنتهز هاشم هذا وجذبه لينهض من مجلسهُ وقام بالرقص أمامه كأنه شاب بريعانه،لا كهل،حاز على إعجاب البعض وهللوا له فهو أثبت أن العمر مجرد رقم وأنه يُجامل أبناء إبن عمه الراحل،  ظهر بمظهر الشهم للبعض ولكن حاز على سخرية البعض 
أيضاً منهم رفعت الذى تبسم بأستهزاء وادار وجهه الى تلك  الجالسه جواره. 
زينب التى لا ترى شئ هى يسحبها ذالك الدوار لهوه تقاومها بشده،كل ما تتمناه الآن نهاية هذا العُرس وتعود لتلك السرايا تحقن نفسها بمصل السكرى كما تعتقد أن هذا هو سبب ذالك الدوار. التى تشعُر به.
لكن للأسف مازال العُرس صاخباً،وأستمر الى ساعات الليل الاولى لليوم التالى، وكان من الممكن أن يستمر أكثر، لولا أن أنهى رفعت الحفل بعد طلب رامى منه ذالك،بعد أن شعر بالسأم من الصخب وأيضاً مروه وشعرت بألم بجسدها،وبالفعل يكفى هذا إقترب الوقت من الثانيه صباحاً. 
....... 
أخذ رامى عروسهُ وكانت معهم بالسياره والدة مروه ومُهره. 
....
وأخذ السائق كل من إنعام ومعها محاسن المرافقه لها ومعهن أيضاً هاله وصفوت والدا زينب.
...
بينما رفعت إصطحب زينب بسيارته،
فى أثناء العوده حاول مشاغبتها لكن لم تكن ترد عليه،مما أثار دهشته،لكن حين سألها:
مالك يا زوزى،زعلانه وقالبه وشك ليه طول الفرح، زعلانه علشان  مسحت الميكب من على وشك، ولاكان نفسك فى زفاف بهيصه زى ده. 
ردت زينب: أنا كل اللى نفسى فيه إنى أتخلص منك ومن همجيتك، ركز فى طريقك وأنت ساكتت أنا محتاجه أنام. 
تبسم رفعت يمد يده يضعها على وجنة زينب يقول بتحرش: عيب يا زوزى تنامى أيه فى ليلة مفترجه زى دى، ليلتنا طويله، أعتبرى الليله ليلة فرحنا إحنا كمان. 
لسوء حالة زينب نظرت له بسخريه دون رد فهى ليست قادره على المناهده معه وصمتت
الى أن وصلا الى داخل السرايا ووقف السياره،نزل رفعت أولا من السياره،آتى إليه سريعاً أحد الحرس ومال عليه وأخبرهُ بشئ،
بنفس الوقت فتحت زينب  باب السياره تشعر بدوخه كبيره،ورعشه بيدها،ظلت جالسه لدقيقه،
حين لاحظت قدوم رفعت الى مكانها  أظهرت القوه الواهنه حين قال رفعت:هتفضلى قاعده كتير فى العربيه،يلا أنزلى ولا أجى أشيلك. 
نظرت له زينب دون رد، مما يزيد فى دهشة رفعت، صمت زينب وعدم ردها غريب بالنسبه له، ركزعيناه عليها 
حين نزلت زينب من السياره إنحنت وخلعت حذائها، حين إستقامت  ورفعت وجهها شعرت بدوار، أغمضت عيناها ووضعت يدها على السياره تسند نفسها لثوانى، إقترب رفعت من مكانها 
لاحظ شحوب وجهها،
 فمهما كانت درجة تحكمك فى مشاعرك قويه وتقدر على إنكارها فى لحظه سترمى كل شئ خلفك وتظهر حقيقه واحده 
أنك عاشق.
  إقترب منها بلهفه يقول: 
زينب  مالك وشك مخطوف كده ليه؟ 
فتحت زينب عيناها وحاولت الثبات قائله: 
مفيش أنا كويسه، بس يمكن إجهاد من السهر. 
نظر رفعت لها بضيق لائماً يقول: 
كل ده بسبب إجهاد نفسك فى الوحده، أعملى حسابك النهارده وبكره مفيش مرواح للوحده. 
لشعور زينب بالدوار لم تجادلهُ، سارت أمامه تحمل حذائها بيد واليد الاخرى ترفع ذيل فستانها الطويل
كانت تسير تشعر بترنُح. 
لاحظ ذاك رفعت، فأقترب منها ووضع يدهُ حول خصرها، لم تتهجم عليه كعادتها، وسارت جواره صامته 
الى أن صعدا على سلم السرايا إبتعدت زينب عنه وتقدمت بدرجه وهو خلفها 
تشبثت بالسياج الحديدى للسلم، لكن قوتها على التحمُل إنتهت 
للحظه فقدت السيطره وسابت مفاصل يدها وأرتعشت، لم تعُدقادره على التحكم بها، ولا بجسدها بالكامل، أغمضت عيناها تاركه جسدها يهوى
لكن قبل أن تهوى كانت يد رفعت تتلقاها
إرتجف قلبهُ بل توقف قلبهُ وهو يحملها سريعاً ينظر لوجهها الذى يُشاحب الموتى وجسدها الذى يرتعش بين يديه. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام قاعة العُرس قبل دقائق. 
وقف نُعمان حائراً يقول: يظهر إننا إتأخرنا على ما طلعنا من القاعه يا لولا هنروح إزاى دلوقتي، العربيات كلها مشيت وسابتنا، شكلنا هنرجع مشي. 
تبسمت ليلى وهى تتدلل على نُعمان  قائله: دى أحسن حاجه أهو نتسلى سوا وإحنا ماشين فى نسمة الهوا الحلوه دى، وتحكى لى عن مغامراتك فى بلاد أروبا. 
تبسم نُعمان: أسمها أوربا مش أروبا، يا أروبه. 
تبسمت ليلى قائله: مش عارفه أيه سبب الكميا اللى بينى وبينك من وقت ما رجعت يا خالو، أنا بحب أفضل معاك حتى أوقات  بتمنى تكون إنت بابا. 
تبسم نُعمان  يقول: ما أنا زى بابا، مش بيقولوا الخال والد، 
فى اثناء وقوف نُعمان  وليلى، رأى نُعمان  خروج وسيم، فقال: 
ها لقيت لينا توصيله يا لولا، شكلك بنت حلال ومُرزقه، إستنى هنا وراجعلك. 
نظرت ليلى لنُعمان وجدته ذهب ووقف مع وسيم لدقيقه، ثم عاد لها يقول: 
لقيت لينا توصيله طلبت من وسيم ياخدنا معاه وهو ذوق ورحب بأنه يوصلنا، يلا بلاش نسيبه واقف. 
كانت ليلى ستعترض، لكن جذبها نُعمان  من يدها يقول: 
يلا يا لولا، خالك مش شاب وهيقدر يمشى من هنا لاول الشارع. 
رسمت ليلى بسمه، ذهبت خلف نُعمان. 
لم ترفع وجهها وتنظر ل وسيم، الذى فتح لها باب السياره الخلفى، صعدت للسياره دون حديث، وصعد نُعمان  فى الامام جوار وسيم الذى يقود السياره. 
تبسم نُعمان  يقول: إنت جيت لينا نجده إتأخرنا  على ما طلعنا من القاعه بسبب الزحمه والعربيات مشيت وسابتنا، بس إنت أيه اللى أخرك لدلوقتى.
رد وسيم  : مفيش نفس السبب تقريباً، الزحمه وأنا مش بحب الزحمه. 
رفع وسيم يده  يُعدل المرآه الاماميه للسياره وقع بصرهُ على إنعكاس وجه ليلى بالمرآه،للحظات نظر لانعكاسها بالمرآه،لكن هى لاحظت ذالك فبدلت نظرها ووجهت بصرها نحو شباك السياره تُغمض عيناها.
إنتبه وسيم وغص قلبه، ثم قام بعدل المرآه وقام بتشغيل السياره وبدأ بالسير،كان فى البدايه يحاول نُعمان الحديث مع وسيم،لكن وسيم كان يرد بأقتضاب
،الى أن قال نُعمان:
على فكره أنا كنت صديق ل وحيد الشامى الله يرحمه.
نظر له وسيم 
تبسم نُعمان:كنا أصدقاء جداً كمان وكنا على إتصال حتى بعد ما سافرت،صحيح كانت مكلمات تليفونيه من فتره للتانيه،بس كان بينا صداقه،وهو كان فارس شُجاع.
تبسم وسيم على مدح نُعمان لوالده وقال بحسره فى داخله:
الفارس الشُجاع مات مقتول بعد ما وقعه حصانهُ.
تنهد نُعمان بأشتياق يقول:أنا وووحيد كان سبب صداقتنا إننا إحنا الاتنين إشتغلنا عند همام الزهار.  
..... 
بعد قليل بسرايا الزهار 
بعد ذالك الأستقبال الحافل الذى كان فى إنتظار رامى ومروه بالسرايا، أعيره ناريه وأعيره طلق مصحوبه ببعض الألعاب الناريه. 
وإستقبال شخصى لها من مُهره، التى تمنت لهم السعاده. 
صعد رامى  برفقة مروه الى ذالك الجناح الكبير بالسرايا والذى جُهز خصيصاً من أجلهم 
تبسم رامى وهو يدخل خلف مروه التى تشعر بالخجل
سَخِر رامى من ذالك الخجل، وقام بفك رابطة عُنقه، ووضعها على الفراش وعاد بنظره الى مروه، ثم سار بأتجاه وقوفها بالقرب من باب الجناح
ونظر بتسليه لها 
فهى و قفت  تفرك بيديها على ثنيات فستان زفافها، وحين أقترب منها 
عادت للخلف خطوات 
ووقفت ترتجف، تنظر له تخبر عقلها أن 
من أمامها الأن هو ما يدعونه بالوحش المشوه، ربما وجهه، يحمل الوسامه ولكن  بعض الحده، 
ربما مثلما يقولون أنه مشوه الجسد، كالمسخ.
بينما هو تبسمت عيناه 
هو يشعر بخوفها، ضربات قلبها يسمعها، شعر، بألم كيف لها أن تخشى منه، فهى من سكنت قلبه صغيراً، 
هى أبنة أحد السائسين لديه بالمزرعه، لو كانت غيرها، لرحبت بالزواج منه،وما عاندت كل ذالك الوقت ، وكانت هى من بادرت أقتربت منه، وطلبت وصالهُ،
 لكن،
 لما نسيت، ذالك الفتى بالماضى، هو أزاح كل الفوارق، وأراد الزواج من أبنة خادميه، لكن ظل حرق الماضى له أثار ليس على الجسد فقط، بل بالروح. 
أتجه الى الفراش، وبدأ فى خلع ثيابه أمامها قائلاً: عندك الحمام، تقدرى تدخلى تغيرى الفستان فيه، ما هو مش معقول، هتفضلى طول الوقت لابساه. 
اتجهت هى الأخرى الى الفراش، وأخذت تلك المنامه، ودخلت الى الحمام فوراً 
وقفت خلف الباب، تضع يدها على صدرها قائله: 
يارب أنت عالم بيا 
أبن الزهار الصغير أنا مكنتش أحلم بس أنه يبصلى، بس يارب، هو كيف ما بيقولوا  عليه جسمه كله مشوه، يارب انت عالم أنى وافقت عالجوازه دى بالأجبار 
، سمعت خبط على الباب 
خلفه صوت غليظ يقول: لو خلصتى عاوز أدخل للحمام. 
سريعاً  خلعت الفستان، وأرتدت تلك المنامه، وفوقها مئزر رجالى كان بالحمام وخرجت. 
كانت المفاجأه حين خرجت خائفه خجله ،ولكن رفعت نظرها لثوانى  ونظرت أليه،وأخفضت عيناها مره أخرى لكن سُرعان ما رفعت عيناها وعادت بالنظر إليه. 
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوقف وسيم السياره أمام منزل نُعمان 
نزل نُعمان السياره  أولا ثم نزل وسيم هو الآخر خلفه 
تبسم نُعمان وهو ينظر لليلى وتتحدث الى وسيم: 
ليلى يظهر من الأرهاق نعست، هصحيها علشان تنزل ومره تانيه بشكرك يا وسيم إنك وصلتنا. 
تبسم وسيم الذى عيناه على تلك الملاك النائمه وقال: مالوش لازمه الشكر بينا، كفايه حضرتك طلعت صديق قديم للمرحوم والدى. 
تبسم نُعمان  ووضع يده على كتف ليلى بحنان يُقظها قائلاً: 
ليلى أصحى وصلنا للبيت. 
فتحت ليلى عيناه  ونظرت لنعمان تبسمت ثم فركت عينيها بيدها وقالت: أنا ازاى نمت فى العربيه. 
تبسم نُعمان: أكيد من الأرهاق، يلا يا حبيبتي  إنزلى. 
تبسمت ليلى ونزلت من السياره دون  النظر  بأتجاه وسيم، الذى شكرهُ نعمان  مره أخرى قبل أن يتوجه خلف ليلى الى داخل منزله . 
صعد وسيم يشعُر بضيق ليلى تحاول قدر الامكان تجاهُل حتى النظر إليه 
وضع يدهُ على مقود السياره وسار بضع خطوات، لكن لفت نظره حركة شئ وقع بالمقعد الخلفى للسياره، توقف ونظر بالمقعد الخلفى، وجد حقيبة يد صغيره، هى الحقيبة التى كانت بيد ليلى، بالتأكيد نسيتها دون وعى منها، أمسك الحقيبه بيدهُ، فكر للحظه أن يُرسلها لها بأى طريقه فيما بعد، 
فكر قليلا 
لكن هو مازال قريب منزل خال ليلى، لما لا يعود ويُعطيها له، ثم يغادر. 
بالفعل 
عاد تلك الخطوات بالسياره ونزل من السياره وهو لا يعلم أن القدر قد أرسله نجده لليلى ونُعمان من براثن قاتل منتهك.  
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قبل قليل أمام قاعة العُرس
رأى مجد هبه ومعها ذالك الرجل الذى كان يجلس جوارها بالقاعه، يتجهان لركوب إحدى السيارات، تحدث لنفسه قائلاً: جاتلك الفرصه يا واد يا مجد، يلا ربنا الموفق. 
ذهب مجد وقال للسائق الذى كان يقف امام السياره: 
بقولك ايه يأسطى هات مفاتيح العربيه وشوفلك عربيه تانيه إركبها. 
تعجب السائق: حضرتك  بتقول، لو عاوز ممكن تركب مع عم صفوان وبنته أوصلهم لبيتهم وبعدها اوصل حضرتك للسرايا. 
رد مجد: لأ  تُشكر كلك ذوق أنا هوصلهم وبعدها هاجى بالعربيه السرايا، ولا تكون مفكر إنى هطمع فى عربية جوز أختى، رفعت بيه وأخدها وأهرب. 
إرتبك السائق  قائلاً: لأ حضرتك فهمتنى غلط انا قصدى راحتك حضرتك متعرفش الطريق من هنا للبلد. 
رد مجد: العربيه مش فيها  Gps وشغال. 
رد السائق: أيوا حضرتك بس الطُرق هنا متفرعه وممكن Gps ميعرفهاش. 
رد مجد: لأ متقلقش وبعدين معايا الحاج والآنسه أكيد عارفين الطريق،مش هنتوه يعنى خلصنى وهات المفتاح. 
مد السائق يده وأعطاه المفاتيح قائلاً: المفاتيح  أهى طريق السلامه. 
تبسم مجد بظفر، وهو يأخد مفاتيح السياره يقول: هو كان لازم أفكرك أنى أخو مرات رفعت بيه عالعموم، طريقك أخضر وأدعيلى.
تبسم السائق وعاد للخلف.
صعد مجد للسياره ووضع المفتاح فى الكونتاك وأدار السياره،تبسم بزهو وهو يرى هبه هى من تجلس لجواره،وكان بالخلف والداها صفوان. 
الذى قال: اول مره أشوفك 
إنت سواق جديد عند رفعت بيه. 
رد مجد: لأ أنا مش سواق انا مهندس بترول، أبقى جوز أخت رفعت ،قصدى أختى جوز رفعت .
رد صفوان بأستغراب:بتقول أيه مش فاهم.
تبسم مجد يقول:قصدى رفعت يبقى جوز أختى،أنا أخو الدكتوره زينب .
رد صفوان:أهلاً وسهلاً،فين السواق مش جاى،هنفضل هنا طول الليل ولا أيه.
رد مجد:لأ فى عجز فى السواقين،فقولت أنا أوصلكم،لو مكنش يضايقك يا عمو وأنت والآنسه....؟ 
رد صفوان: هنضايق ليه وبعدين أحنا نسايب انت اخو الدكتوره زينب، سلفة بنتى. 
همس مجد بصوت سمعته هبه فقط: 
قصدك من سوء حظها، واضح أن الواد رامى مراته رقيقه مش زى المتوحشه زوزى أختى. 
تبسمت هبه التى سمعته، وتحدث صفوان: والله البلد كلها بتحب  الدكتوره زينب. 
تبسم مجد يقول: والله الدنيا كلها بتحب الدكتوره زينب ماعدا انا ورفعت، أكتر أتنين هى ظاهره على حقيقتها معاهم،بس الحمد لله بعد ما اتجوزت إرتاحت من غلاستها. 
تبسمت هبه تقول: واضح أن الدكتوره مضيقاك فى حياتك. 
تبسم مجد يغمز بعيناه لهبه قائلاً: 
أسوء حاجه إن بنت تجى قبل الولد اقولك ليه.. يا.... 
نسيتى تقوليلى إسمك؟ 
ردت  هبه: إسمى هبه. 
تبسم مجد بغمز قائلاً: أحلى الاسامى تحسيه كده من الهبه، مش زى زينب أختى، تحسيه من الزن والذنب الأتنين مع بعض، بالك يا قمر أنتى، شوفى رقيقه إزاى، أختى زينب دى راجل متنكر فى دكتوره. 
تبسمت هبه بخجل، بينما قال صفوان: الدكتوره معاملتها لطيفه مع كل أهل البلد. 
تبسم مجد: آه هى لطيفه مع الناس لكن معايا بتستقوى عليا وتقلب فلوسى، هحكمك يا عم الحاج، دى بتقبض مرتبها وتخلصه من أول أسبوع فى الشهر وبقية الشهر تفترى عليا وتاخد منى فلوسى، بالغصب والقمار. 
ضحكت هبه بينما إنصدم صفوان يقول: هى الدكتوره بتلعب قمار. 
رد مجد: دى قُمارتيه ياعم الحاج، وبتغشنى فى البلاي إستيشن، بتغشنى وفى الاخر تكسب وتاخد فلوسى بالعافيه،وغُلبت فيها أقول لها إحنا بنلعب جيم تسالى،والقمار حرام،تفترى عليا وإيدها تقيله،وكمان أختى الكبيره وانا متربى ومبرضاش أمد ايدى عليها علشان هى فى الآخر بنت مع أنى مش مقتنع بكده بس انا محترم. 
ضحكت هبه تقول: بس انا اتعاملت مع الدكتوره قبل كده، وكانت فى غاية الرِقه. 
سخر مجد يقول: رِقه... زينب أختى أبعد واحده عن الرِقه، بالك الشامه اللى جنب عنيها دى مفكرها حسنه، دى سيئه طلعه لها فى وشها، بالك أنا عندى شامه فى ايدى الشمال نفس الشامه فى ايدها اليمين، وكمان فى أيد ماما نفس الشامه فى ايدها الشمال وتقولى إنت لقيط وماما خدتك تربيك وتكسب فيك ثواب. 
تبسمت هبه، وكذالك صفوان. 
تنحنح مجد قائلاً: 
كفايه كلام فى سيرة البت زوزى، زمانها شرقت ومش بعيد أرجع للسرايا ألقاها ودعت. 
قال مجد هذا ونظر لليلى يقول بتوريه: 
أنا عرفتكم عن نفسى مش تعرفنى عنك يا عم الحاج، بتدرس أيه أدبى ولا علمى، قصدى نتعرف على بعض. 
لاحظ صفوان نظر مجد لهبه وأخذته النخوه قليلاً وقال: بلاش كلام كتير وركز فى الطريق قدامك، أنا عمك صفوان، والد مروه مرات رامى سلفة الدكتوره، وكمان بساعدهم فى الاستطبلات تقدر تقول أنا المسئول عن الخيول. 
تبسم مجد يقول: فارس يعنى، تعرف أن نفسى أركب خيل قوى، بس للأسف معنديش وقت، أجازتى ليوم واحد أصل أنا كنت بشتغل فى عتاقه، وإتنقلت للعوينات. 
تبسم صفوان يقول: الأتنين صحرا، ربنا يكون فى عونك. 
تبسم مجد: ايوه أدعيلى يا عم الحاج، انا خلاص مُخى ساح من الشغل فى الصحرا، وبقيت بشوف القمر بالليل وبالنهار وأنا صاحى ووأنا نايم. 
رد صفوان، ربنا يكون فى عونك، بس إنت كده دخلت من طريق غلط، الطريق ده عكس طريق الزهار. 
رد مجد: معليشى، يظهر العيب فى  Gps
أنا ماشى عليه يظهر غلط. 
رد صفوان: أيه Gsده كمان. 
ردت هبه بتوضيح:  المهندس مجد قصده Gpsوده جهار زى خريطة للطريق يا بابا، بس إليكترونى. 
تبسم مجد بهمس: أخيرا سمعت إسمى بصوت الكناري، بس بلاش  مهندس دى قولى يا ميجو. 
نظرت هبه له وكانت ستتهجم عليه لولا أن قال صفوان الذى ينظر خارج شباك السياره: 
يا أبنى سيبك من الجهاز اللى بتقول عليه ده، ووجهيه يا هبه للطريق، ولا تعالى مكانى وأوجهه أنا خلاص قربنا عالفجر مش هنبات عالطريق. 
رد مجد سريعاً: لأ خلى الآنسه هبه جنبى توجهنى للطريق. 
ثم قال بهمس: وجهينى للطريق يا عسل. 
ردت ليلى بزهق من تحرش مجد وقالت: تمام هدلك عالطريق بس ركز فى عالطريق خلينا نوصل بالسلامه للبلد. 
تبسم مجد وبدأ يسير حسب توجيه هبه له للطريق، الى أن وصلا الى أمام منزل صفوان. 
نزل صفوان من السياره، وفتحت هبه، باب السياره، لكن مسك مجد يدها وقال: 
هنتقابل تانى صح. 
شدت هبه يدها من يد مجد وكانت ستتهجم عليه، لكن خشيت من ردة فعل والداها، سارت بصمت خلفه. 
تنهد مجد يقول: أكيد هنتقابل خلاص عرفت إنتى مين يا سندريلا. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل نعمان قبل  دقائق. 
فتح الباب مبتسماً أفسح مجال ل ليلى التى سبقته بالدخول ووقفت قريبه منه، بسبب خفوت الأضاءه بمدخل المنزل، دخل نُعمان وتوجه الى زر الكهرباء، وأشعل الضوء، مبتسماً.
قالت ليلى:أنا هلكانه هدخل أنام تصبح على خير ياخالو.
تبسم نعمان:تصبحى على جنه يا روح خالو.
توجهت ليلى لأحدى الغرف، ودخلت وأغلقت خلفها الباب وهى لاتدرى ماذا ينتظرها بداخل الغرفه.
أشعلت الضوء،لترى عينان شريره،هى رآت تلك العينان سابقاً،نهض بترنُح يقول:
أكيد فكرانى يا موزه.
بالفعل هى تتذكره هو ذالك الوغد الذى كاد أن يغتصبها سابقاً،لولا أنقذها وسيم حينها. لم تنتظر ليلى وفتحت باب الغرفه سريعاً وخرجت منها تستغيث ب نعمان،الذى خرج من غرفته مفزوع هو الآخر. 
إرتمت ليلى بحضن نعمان ترتجف. 
نظر نعمان أمامه، وجد شاب، يبدوا بوضوح أنه متسكع و تحت تأثير المُخدرات، تحدث بثبات: 
إنت مين وإزاى دخلت لهنا فى البيت؟ 
أشهرالمتسكع مديه بيدهُ وقال بوقاحه: إبعد إنت يا عجوز، وسيبها متخافش هظبطها بالراحه.
تعصب نُعمان قائلاً: شكلك شارب ومش فى وعيك،إزاى دخلت لهنا .
رد المتسكع:دخلت من الشباك،أصله واطى قوى،سهل النط من عليه،بقولك أيه ياراجل يا خرفان إنت إبعد عنها أنا مش هسيبها الليله،هى هتعمل عليا شريفه وهى مقضياها،أنا شايفها فى قاعة الفرح من شويا وجدع زانقها تفعيص تحت الشجره. 
ردت ليلى التى ترتعش ببكاء: إخرس يا حيوان وأخرج من هنا بدل ما اصرخ وألم عليك الجيران. 
إقترب المتسكع يلوح بالمديه التى بيده قائلاً: صرخى يا موزه علشان أشُقلك الراجل الكُباره ده، ومتلقيش له ملامح، وبعدها هاخد برضوا اللى عاوزه، من المره اللى فاتت فاكره، وبعدين انا معايا صور بشوية تعديلات  لو نشرتها هسوء سمعتك فى البلد كلها.
كانت ليلى ستتحدث لكن قال نعمان وهو يسحب ليلى من صدرهُ ويلفها خلف ظهرهُ قائلاً:بس يا ليلى بلاش تنزلنى من نفسك وادافعى عن نفسك قدام قذر زى ده.
قال نعمان هذا وتقدم بإتجاه ذالك المتسكع،الذى أظهر جُبنه فهو لا يستقوى سوا على الضعيف،وبدأ يتراجع للخلف الى أن إصتطدم بالحائط خلفه،فأشهر المديه بوجه نعمان قائلاً:بقولك إرجع للوراء،الصور خلاص أنا بعتها للباشا وفيضحة السنيوره هتلف البلد.
تحدث نعمان:ومين الباشا بتاعك ده بقى،ولما أنت جبان  وخواف كده ليه بتتهجم على بيوت الناس،وعاوز تنتهك حُرمتها.
أشهر المتسكع المديه بوجه نعمان يقول بقوه زائفه:أنا مش جبان بقولك إرجع للوراء بدل مأذيك،أو أقتلك.
نبسم نعمان بسخريه يقول:ها إنت غلطان انا عايش ميت من سنين مش هتفرق لما أموت دلوقتي فعلاً. 
قال نعمان هذا وأصبح بينه وبين ذالك المتسكع خطوه واحده،والذى من جُبنه،إرتعشت يدهُ على المديه وهاجم نعمان بها.
تلقى نعمان الضربه بمعصم يده،لكن قام بصفع المتسكع،ووقعت المديه من يدهُ بعيد قليلاً وبدأ فى تلقى بعض الصفعات واللكمات من نعمان،لكن  مد يده وكان سيلتقط المديه من على الارض،لكن ليلى سريعاً أخذتها من على الارض،ترتعش يدها.
فى ذالك الحين،دق جرس الباب،إتجهت ليلى سريعاً للباب وقامت بفتحه،تقابل وجهها مع وسيم الذى إرتجف قلبه بسبب دموع ليلى،وقال ليلى فى ايه بتبكى ليه؟
ردت ليلى بلجلجه وتقطع كلمات:الحيوان،هيقتله،خالى،إلحقهُ جوه.
رغم أن وسيم لم يفهم معنى قولها، 
لكن دخل سريعاً، ليرى ذالك المتسكع  الوغد، قام بضرب نعمان، لكن مازال ل نعمان الغلبه عليه، أبعد وسيم نعمان  قائلاً: إنت يا وغد مش سبق ضربتك قبل كده، قام بوسيم بضربه هو الآخر عدة ضربات ثم قام بتقيدهُ بحبل أتى به نعمان. 
تحدث وسيم وهو يبصُق على ذالك  المتسكع، بقوه: الوغد ده لازم يتسلم للبوليس ده مش أول مره يتهجم على ليلى. 
تعجب نعمان يقول: قصدك أيه، هو فعلاً  كلامه انه حاول قبل كده يأذى ليلى. 
نظر الأثنان لليلى التى لم تعد تتحمل وكادت أن تسقط أرضاً، لكن لحقها وسيم وسندها وأجلسها على أحد المقاعد القريبه، الى ان دخل نعمان وأتى وبزجاجة عِطر،ووضع على يديها وقرب يدهُ من أنفها بلهفه قائلاً:ليلى،فوقى،يا بنتى.
إستجابت ليلى لنُعمان وبدأت تعود لوعيها 
تبسم نعمان وهو يجلس جوارها يضمها تحت يدهُ. 
بينما وسيم بداخلهُ تضارب مشاعر كبير كم تمنى أن يضمها هو مكان نعمان، يُجفف تلك الدموع التى تسيل من عيناها، ايقن بداخله، هو لديه مشاعر خفيه وقويه إتجاه ليلى، لكن عليه وئدها، ليس وقتها الآن. 
نهض وسيم وإبتعد قليلاً وقام باتصال هاتفى ثم عاد مره أخرى عيناه تنظر ل ليلى،التى إستعادة جأشها بشكل كبير،تحدث قائلاً:أنا أتصلت على ضابط القسم اللى هنا فى البلد وهو جاي،دلوقتي،ياخد الوغد ده،وأكيد هتعمل فيه محضر.
رد نعمان:ده أكيد،بس أنتى أيه اللى جابك دلوقتي؟ 
رد وسيم:  يمكن القدر، شنطة ليلى،  نسيتها فى العربيه. 
تبسم نعمان يقول: فعلاً  القدر، كتر خيرك يمكن لو مش مجيك كان الوغد ده مع الوقت قدر يقتلنى ويأذى ليلى. 
نظر وسيم لليلى التى تتشبث بحضن نعمان وصمت 
بعد وقت، سمعوا طرقاً على الباب. 
قبل أن تنهض ليلى تحدث وسيم: خليكى يا ليلى، أنا هفتح ده أكيد الظابط. 
بالفعل فتح وسيم الباب، يرحب بذالك الضابط، الذى دخل ومعه عسكريان، آخذا ذالك الوغد المتسكع، وخرجا من المنزل، نظر الضابط لنعمان الذى اثار دماء على يدهُ وقال: 
هنحتاج من حضرتك كشف حكيم وكمان تجى أنت والانسه معايا تقدموا بلاغ فى الوغد ده. 
رد وسيم: ممكن المحضر وكمان كشف الحكيم يتأجلوا لبكره، زى حضرتك ماشايف تأثير اللى حصل عالآنسه. 
تبسم الضابط يقول: تمام هستناكم بكره الصبح نكتب المحضر وكمان تجيبوا معاها كشف حكيم ونشوف الوغد ده إزاى جاله الجُرأه أنه يتعدى على بيت فيه سُكان. 
تبسم وسيم وهو يُصافح الضابط الذى خرج. 
مازالت عين وسيم على تلك القابعه أسفل  يد نعمان،شعر بوخز كبير فى قلبهُ،أغمض عيناه،ولكن حين فتحها تحدث نعمان:
تقدر تمشى يا وسيم الوقت إتأخر،ومره تانيه بشكرك،وأنا وليلى الصبح هنروح للقسم نقدم أقوالنا. 
رد وسيم الذى لا يود الذهاب ويود البقاء لكن لو بقي لوقت أكثر من ذالك سيسحب ليلى من يد نعمان  يسكنها ضلوعه: 
تمام هفوت عليكم عالساعه عشره الصبح نروح للقسم نقدم أقوالنا. 
تبسم نعمان وكاد ينهض يرافق وسيم الى الباب، لكن وسيم قال: 
خلى حضرتك مستريح أنا هقفل الباب ورايا. 
تبسم نعمان  واماء برأسه. 
خرج وسيم وأوصد الباب خلفه، ووقف يستند عليه يتنهد يلتقط أنفاسهُ الثائره الذى تقوده نحو هوة العشق. 
بينما نهضت ليلى من جوار نعمان وذهبت وأتت بعلبة الاسعافات وبدات تُضمد جرح مِعصم نعمان بيد مرتعشه. 
مسك نعمان يد ليلى وقال: هاتى يا ليلى أنا هداوى أيدى، وادخلى انتى أستريحى، الحمد لله عدت على خير يا حبيبتي. 
رسمت ليلى بسمه وقالت: بس أنا خايفه ادخل الاوضه يا خالى هنام هنا فى الصاله. 
تبسم نعمان  يقول: نامى فى المكان اللى يريحك بس أطمنى. 
تبسمت ليلى وهى تتمدد على تلك الأريكه الموجوده بالصاله. 
أغمضت عيناه، سحبها النوم سريعاً، أو بالأصح اختارت الانسحاب من الواقع بالنوم. 
نهض نعمان ودخل الى غرفته أتى بذالك الدثار ووضعه على ليلى، تنهد ببسمه، وهو يتذكر نظرات وسيم لليلى، كذالك نظرات ليلى التى تتهرب منه، يبدوا أن هنالك قصة عشق جديده، تنهد بعذاب، يُخبر نفسه، ويتمنى ألا يُعيد التاريخ ذاته مع هذان الاثنان. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لجناح رامى بالسرايا. 
نظرت مروه ل رامى باندهاش وهو و يقف امامها نصف عاري، لتشرد لثوانى 
لكن حين أنتبهت أن رامى آخذ باله من نظراتها، 
قال بوقاحه: أيه جسمى المشوه مش عاجبك، ولا إتفاجئتى بيه! 
إبتلعت مروه ريقها، صمتت. 
ضحك رامى يقول: إتفاجئتى  صح إنى مطلعتش مسخ مشوه زى ما كنتى بتقوليلى دايماً، أحب أقولك أنا فعلاً  النار طالت جسمى، بس مكنش لها تأثير حروق كبير على جسمى، لانى طلعت من النار قبل ما تشعلل فى جسمى بس كان جالى حالة إختناق من الدخان، وده اللى خلى الكل توقع أنى جسمى أتحرق، بس اللى أتحرق بعدها مش جسمى، اللى إتحرق قلبى أكتر، وإتحرق اكتر لما رجعت لهنا ولقيت اللى رجعت علشانها نسيتنى، وانا عمرى ما نسيتها للحظه وكنت راجع مخصوص علشانها، بس بدل ما تفرح بكده، كانت دايماً  تنعتى، بالمسخ المشوه، وياريت بس كده، دى حاولت تنتحر علشان خافت تشوف المسخ ده فى الضلمه يرعبها. 
تنحنحت مروه وقالت: ليه مصدق إنى حاولت انتحر قولتلك مش فاكره اللى حصل ليلتها. 
رسم رامى بسمة سخريه، وقام بأمساك جهاز تحكم عن بُعد(ريموت كنترول)  وضغط على أحد ازراره، لينفصل ذالك الفراش الكبير الموجود بالغرفه الى فراشين متوسطان الحجم. 
تعجبت ونظرت مروه ل رامى بأستغراب قائله: أيه ده! 
رد رامى بإستعباط: قصدك أيه ب ده؟  
ردت مروه: الأوضه فيها سريرين ليه؟ 
رد رامى بلا مبالاه:سرير ليا وسرير ليكى، عادى وفيها أيه أنا متعود أنام طول عمرى على سرير لوحدى. 
نظرت له مروه قائله: 
يعنى أيه تنام على سرير لوحدك! 
إقترب رامى عيناه تجول على جسد مروه بشغف يداريه خلف بروده وقال: 
قولت عادى، ولا عاوزانى أنام جانبك على سرير واحد، معنديش مانع، بس بالطريقه دى ممكن.........
ردت مروه وهى على شفا البُكاء: 
ممكن أيه؟ 
وضع رامى يداه حول خصر مروه وجذبها بين أحضانه، وإنحنى يهمس جوار أذنها قائلاً بصوت إقشعر له بدنها قائلاً: 
عاوزانى أنام جنبك على سرير واحد، وإنتى لسه كسور جسمك ملتئمتش بدرجه كافيه تتحمل لمساتى، وكمان مش خايفه آخد منك اللى يخلينى أزهق منك بسرعه وأفوق من زهو نزوتى بيكى،أهو كل المده ما تطول إنتى المستفاده. 
شعر رامى بإرتعاش  جسد مروه بين يديه، وعاد برآسه للخلف رأى بعين مروه دموع، تجاهلها وإنحنى يقتطف من شفاها قُبلات مُغلفه بشغف عاشق بارد.
بعد قليل ترك شفاه مروه ينظر لضياعها أمامهُ وإبتعد عنها وإرتمى بجسدهُ على أحد الفراشين قائلاً ببرود:أطفى النور كله متعود أنام فى العتمه. 
تدمعت عين مروه وشعرت بالمهانه من نفسها، كيف لها أظهرت أنها تريدهُ وهو تعامل معها ببرود، أطفأت الضوء الأ من نور خافت بالغرفه  وذهبت الى الفراش الآخر. 
تحدث رامى: ليه مطفتيش النور كلهُ. 
ردت مروه: متعوده يكون فى نور فى الاوضه علشان بخاف. 
تبسم رامى دون رد، منتشياً، هو اقسم لنفسه لن ينال مروه قبل أن تعترف بلسانها أنها تعشق المسخ المشوه. 
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادت مُهره للبيت، ذهبت مباشرةً الى غرفتها القديمه، وأغلقت على نفسها بالمفتاح، تعيش بين جُدران تلك الغرفه، بعض من ذكريات الماضى 
أقسى عتاب هو عتاب الحبيب المقهور خاصةً إن كان العتاب عن بُعد ببضع كلمات برساله ورقيه. 
فتحت صندوق الذكريات، وأخرجت تلك الرساله الورقيه، كانت آخر رساله أرسلها لها نُعمان وهو بخارج مصر، كان هناك مرسال بينهم يستلم تلك الرسائل ويعطيها لمُهره. 
وتلك كانت آخر رساله، أرسلها لها 
بعد أن علِم أن مهره تزوجت من ذالك الحقير هاشم. 
دمعه نزلت من عيناها، وهى تفتح ذالك المنديل القماشى، بقايا زهره جفت بين أنسجتهُ، وضعت المنديل على الفراش، وقرأت تلك الرساله الأخيره، 
"عزيزتي  مُهره، 
لأول مروه مش بس قلمى اللى وقف  قلبى  كمان وقف وانا بكتب ليكى، آخر رساله
رسالة وداع، او ضياع، كان لسه فى قلبى أمل أنى أرجع لمصر تانى ألقاكى مستنيانى، بس الليله حسيت أنى أتيتمت من نفسى، أنتى كنتى نفسى اللى عايش بيه يا مهره، كنت مفكر مع طول الوقت أنى أرجع لمصر تكونى فى إستقبالى، بس لما عرفت إنك اتجوزتى من الشخص اللى زمان السبب فى فُراقنا، منكرش الغضب حرق قلبى، بس أيقنت أن حدوته ست الحسن والشاطر حسن (خيال) 
كانوا بيضحكوا علينا بيها، وإن عُمر عشق المهره الجميله والجناينى إنتهى وكان مستحيل يكمل، هى المُهره العاليه، وهو الجناينى اللى بيشتغل فى الأرض اللى بتدهسها برجلها، لاول مره هختم رسالتى الأخيره، معدش ينفع أقول حبيبتي الغالية 
بتمنالك السعادة، وداع." 
نزلت دموع مُهره بغزاره وهى تعيد تطبيق الرساله ووضعها بصندوق الذكريات، رغم لقاءات مُهره ونعمان منذ عودته من السفر، لم يتحدث الأثنان لبعضهما مباشر، حتى الليله بالزفاف تلاقت عيناهم كثيراً، لكن كان كل منهم يبعد نظرهُ عن الآخر سريعاً، قبل ان تتحدث عيناه بحنين، لذالك الحب المؤود تحت الرماد. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
نظر رفعت برجفه لوجه زينب التى وقعت بين يداه ترتعش، إرتعش قلبه هو الآخر، يقول، بأستجداء: زينب،،، زينب. 
فى ذالك الحين كانت هاله تنزل بالصدفه، رأت زينب بين يدي رفعت، إنخلع قلبها، وتوجهت لمكانه بسرعه وقالت: 
زينب رينب بنتى، كان قلبى حاسس أنها مش بخير من قبل ما نروح للقاعه بس هى كابرت وقالتلى انها كويسه. 
رد رفعت: هاخدها للمستشفى حالاً. 
ردت هاله: لأ لازم نحقنها بالحقنه الاول، وبعدها أطلب لها دكتور هنا يجى يشوفها، بسرعه بلاش تضيع وقت لتدخل فى غيبوبه. 
تعجب رفعت يقول: غيبوبة ايه وحقنة ايه! 
قالت هاله: مش وقته أكيد فى هنا حقن أنسولين، أنا شيفاها موجوده فى ألاوضه، وسالتها، قالتلى كويسه، وبتاخد علاجها. 
رغم عدم فهم رفعت لكن صعد بزينب الى الغرفه التى تبقى بها، وقام بوضعها على الفراش، فوجئ وهو يستدير بظهره، بأمساك هاله، لحقنة أنسولين، كذالك جهاز قياس السكر. 
سريعاً وقفت هاله بحقنه ووضعتها أمام عضد زينب،لكن هى الأخرى،إرتعشت يدها،
لاحظ ذالك رفعت،فأخذ السرنجه من يد هاله وقام بغرسها بعضد زينب، ووقف مره أخرى 
  إنتظرت  هاله دقائق تمر كالساعات، وقامت بقياس السكر، وزفرت نفسها قائله: لسه السكر مش مظبوط، أطلب دكتور بسرعه. 
رغم أن رفعت لأول مره يشعر أنه شبه تائهه مسلوب القلب، لكن فتح هاتفه وقام بالأتصال على أحد الأطباء. 
ووقف بالغرفه يرى هاله التى تجلس جوار، زينب كل دقيقه  تنظر لوجهها الذى بدأ يستعيد جزء لا يُذكر من حيويته، قامت بقياس السكر، وجدته بدأ يتحسن قليلاً، تنهدت قائله: الغبيه شكلها مبتاخدش علاجها بأنتظام مع انى كل يوم بتصل عليها أفكرها. 
رد رفعت: علاج أيه، هى زينب عندها أيه؟ 
ردت هاله: السكر، عندها السكر من وهى مكملتش أتناشر سنه، هى مقالتش لك. 
رد رفعت بصدمه وهو ينظر لزينب، ليس بشفقه بل بعذاب، هو يشعر كأن  جسده خاوى، يتألم قلبه، على منظرها، أليست هذه هى الشرسه التى تناطحهُ دائماً، نائمه كالملاك بوجه شاحب، يكاد وجهها  يعود لحيويته، تلك سليطة اللسان وقعت بين يديه بلحظه ترتعش. 
قطع نظر رفعت لها دخول محاسن وخلفها الطبيب. 
ألقى الطبيب السلام، 
تنحت هاله من جوار زينب، وقام الطبيب بإفاقة زينب، التى فتحت عيناها بوهن، 
لا يعرف رفعت غير تفسير واحد لذالك الشعور الذى أخلتج قلبهُ حين فتحت زينب عيناها،هو عاشق،أجل هو يعشق تلك الشرسه التى ألقاها القدر بطريقهُ بالوقت الخطأ،للحظات تمنى أن يُمحى ذاكرته و كل شئ مر به فى  حياته ويتذكر فقط تلك الطبيه الشرسه،لكن عاد للواقع والطبيب يتحدث بعتب.
المدام واضح انها عارفه ايه سبب اللى حصلها،وخض اللى حواليها.
صمتت زينب الواهنه التى مازالت تشعر بدوخه وتوهان.
ردت هاله:أكيد السبب السكر،هى قالتلى انه مش منتظم عندها من فتره،بس متوقعتش انها ممكن توصل أنها كانت خلاص هتدخل  لغيبوبه.
تبسم الطبيب قائلاً: كويس أنكم حقنتوها،بالانسولين فى الوقت المناسب،فعلاً المدام كان ممكن تدخل فى غيبوبة سكر  بسبب زياده فى معدل  السكر، وكمان معاه إنخفاض  فى الضغط بسبب الأجهاد الزايد المدام محتاجه راحه مع مواظبه عالعلاج اللى هكتبه لها،زائد هنزود جُرعة الانسولين لفتره لحد ما يتظبط السكر.
نظر رفعت لزينب التى عادت تُغمض عيناها للحظات ثم فتحتها بوهن ملحوظ
وقال بتصميم: إطمن يا دكتور اكيد هناخد بالنا من راحة الدكتوره بعد كده. 
تبسم الطبيب  يقول: يعنى المدام دكتوره وزميله، غريبه كان لازم تعرف طاقة نفسها، عالعموم بتمنى لها الشفا. 
تبسم رفعت، يقول: بشكرك يا دكتور أنك جيت فى الوقت ده خلاص كلها اقل من ساعه والفجر يأذن. 
تبسم الطبيب: لأ مفيش شُكر، يا رفعت بيه، وبعدين الدكتوره زميله، ربنا يشفيها، أستأذن أنا. 
تبسم رفعت وهو يسير خلف الطبيب، ثم عاد بعد لحظات للغرفه وقال: 
زينب نامت. 
ردت هاله: أيوا السكر تقريباً  بدأ يعود لمعدل مقبول. 
رد رفعت: أنا اديت الروشته لواحد من الحرس اللى عالبوابه والعلاج هيكون هنا خلال دقايق،بس حضرتك قولتى انك ملاحظه عليها التعب من قبل ما تروحوا لقاعة الزفاف. 
ردت هاله:ايوه انا كنت ملاحظه عليها التعب،بس لما سألتها قالت انها بتاخد علاجها بانتظام مع ذالك السكر مش متظبط،وكنت مستنيه بعد الزفاف،وكنا هنعمل أختبار.
رد رفعت:إختبار سكر؟
ردت هاله:لأ إختبار حمل انا كان عندى شك أن ممكن يكون عدم أنتظام السكر عندها سببهُ حمل،بس الدكتور قال أنه إجهاد من الشغل.
للحظه إنصدم رفعت،كيف لم يُفكر أن تحمل زينب منه طفلاً،هو حقاً لم يستعمل معها أى موانع كالتى كان يستعملها مع الأخريات،تاه عقلهُ،مع زينب تخطى كل شئ حتى الحدود،هل كان بداخلهُ يريد أن تحمل زينب منه بأحشائها طفل، هل هو مستعد لذالك، لديه هدف آخر، هل يُعقل أن تأتى زينب له بطفل يرث منه اليُتم باكراً. 
فار عقله لو بقي بالغرفه لدقائق، لجُن عقلهُ، من التفكير  والنظر الى تلك النائمه، التى بلحظه جعلته يواجه أشياء  لم يُخطط لها سابقاً وأهمها العشق الذى توغل وتمكن من قلبهُ. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت تلك الليله، بدأ يوم جديد. 
بحوالى الثامنه صباحاً
دخل مجد الى غرفة زينب متلهفاً يقول: 
ماما زينب مالها لسه عارف من بابا من شويه قابلته تحت بيشرب قهوه. 
فتحت زينب عيناها بوهن قائله: أنا بخير يا حيوان مش هموت قبل ما اشوفك بتتجوز من سندريلا بتاعتك، وأهزأك قدمها شويه. 
تبسم مجد قائلاً: هزأينى براحتك وكمان قلبينى بس أبقى بخير ،أنا قابل.
تبسمت زينب قائله:طب هات ألف دولار  وانا اقوم  ارمحلك فى الاوضه دى،أصل انا ريحة الدولارات بتفوقنى.
تبسم رفعت الذى دخل وقال: قومى أرمحى فى الاوضه  ومش بس هتاخدى ألف دولار، لأ هديكى عشرتلاف دولار. 
تبسم مجد يقول بمزح: حيث كده بقى أنا معايا كشف حساب بكل مليم قلبتنى فيه زوزى وبقولك بالمُجمل كده هما حوالى عشرتلاف دولار وبارك الله فيما رزق يلا هاتهم ولا أقولك هاتلى بهم حصان عفى كده، اتمنظر بيه قدام الموزه. 
تبسم رفعت له وقال: هو أنت كمان من ضمن اللى الدكتوره قلبتهم فى فلوس، واضح انها غيه عندها بقى. 
تبسم صفوت الذى دخل قائلاً: أنا اول واحد زوزى اتعلمت تقلبه بفلوس كانت بتاخد من هاله مصروف وتجى ليا تقولى فين مصروفى. 
تبسمت لهم هاله وشعرت زينب انهم يحاولون  التريقه عليها  وقالت: 
حتى أنت يا بابا بتتريق عليا معاهم وانا اللى كنت بشفق عليك من غسيل المواعين.
تبسم الجميع تبدل الحال بين ليله وضحاها،من كانت تشاحب الموتى،ها هى تمزح معهم،وتبتسم،رغم وهنها الملحوظ. 
........ 
عقب الظهر. 
بجناح رامى. 
رد رامى  على هاتفهُ مبتسماً يتحدث بود الى أن أنهى حديثه وأغلق الهاتف، ونظر الى مروه التى تشغل نفسها بذالك الهاتف، تحاول عدم إجتذاب الحديث مع رامى. 
الذى قال: 
دى عمتى مهره، بتتصل بتقول إنها هنا فى السرايا وشويه هتطلع لينا هنا  الجناح، علشان تصبح علينا. 
ردت مروه بأقتضاب: تشرف. 
تبسم  رامى يقول: ياريت تفردى وشك قدامها وكمان تلبسى عبايه تليق بعروسه يوم صباحيتها أظن مش محتاجه أقولك إن اللى بينا يفضل سر مش لازم تقولى لوالداتك إننا لسه متجوزناش، أظن فاهمه قصدى أيه،لأنك لو قولتى ليها،وقتها هتضطر أتمم جوازنا وده ممكن يقصر مدة جوازنا.
نهضت مروه لكن أثناء نهوضها السريع شعرت ببعض الالم بساقها،وكادت تقع،لكن نهض رامى سريعاً،وقام باسنادها،نظر لعيناها للحظه تاه بذالك البحر الغائم بعيناها،ونظر الى شفاه التى ترتعش،سار بقلبهُ لهفه،وقام بتقبيل شفاها قبلات شغوفه وعاشقه،تود كل ذره به أن يذوب الآن معها بالعشق ،لكن عقلهُ ينبهه،الوقت لم يحين بعد.
ترك شفاها،وترك الغرفه ذهب الى الشُرفه سريعاً،يستنشق الهواء بغضب،لائماً نفسه،يُخبرها أن من وصل بهم لهذا الحال،هو عقل وقلب مروه التى لم تشعر به.  
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل 
بغرفة زينب  
تبسم رفعت لمُهره التى دخلت الى الغرفه، تقول: 
ألف سلامه عليكي  يا دكتوره. 
ردت هاله: الله يسلمك يا مدام مُهره. 
تحدثت مهره: خير يا دكتوره أيه اللى حصلك فجأه كده  ، أكيد أتحسدتى،بصراحه إنتى قمر بس ليلة إمبارح كنتى قمرين. 
تبسمت زينب قائله: أنا صفر عالشمال جنب جمال حضرتك. 
تبسمت مهره تقول: بلاش حضرتك، قوليلى، يا عمتو إنتى زى بنتى، وبعدين خلينا نشهد صاحب الآمر، بذمتك يا رفعت مين فين أحلى أنا ولا زوزى،قول بالحق بدون مُجامله.
تبسم رفعت  وهو ينظر ل زينب التى عاد وجهها للحياه من يراها يقول ليست هى من فزعت قلبهُ منذ ساعات تُصارع الموت على يديه، شعر وقتها بالخوف الشديد، شعور لم يعيشه منذ ليلة الحريق. 
رد رفعت بدبلوماسيه: بصراحه أنتم الأتنين فى نظرى كل واحده ليها جمالها الخاص بيها. 
تبسمت مهره وهى تنظر لهاله قائله: رفعت دبلوماسى شاطر، بس أيه سبب تعب زينب المفاجئ؟ 
ردت هاله: زينب عندها السكر ومع زيادة الضغط عليها مع هبوط السكر  الاتنين السبب فى تعبها. 
نظرت مهره لزينب بشفقه قائله: ألف سلامه مش تاخدى بالك من صحتك وبلاش إجهاد زياده، تعرفى فكرتينى، ب لبنى أختى هى كمان كان عندها السكر بس أكتشفناه وهى حامل فى إبنها وسيم وكنا مفكرين أنه سكر مصاحب بس لفترة الحمل بس للأسف إستمر معاها، وقدرت تعيش بيه، أخدته وراثه عن المرحومه أمى. 
تبسمت زينب لها كذالك هاله التى قالت: 
للأسف زينب كلنا أتفاجئنا انها إنصابت بالسكر وهى صغيره  كده، بس هى كانت قويه، وإتمردت عليه، وقاومت وقالت إنها لازم تكون دكتوره وتساعد فى شفا الناس. 
تبسم رفعت، مع الوقت تلك الشرسه ما كان عليها أن تدخل لحياته القاتمه الآن. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع ظهراً. 
بسرايا الزهار 
بغرفة زينب. 
دخل رفعت كعادته بدون طرق الباب. 
تعصبت عليه زينب قائله: 
مش هتبطل همجيتك دى وتخبط عالباب قبل ما تدخل أفرض معايا حد بالأوضه. 
تبسم رفعت الذى إنسحرت عيناه بزينب التى تقف أمامه، بقميص أخضر  داخلى قصير بالكاد يغطى فخذيها كما أنه بحمالات رفيعه ومفتوح من على الصدر، يُظهر الكثير جسدها. 
لاحظت زينب نظرات عين رفعت، فذهبت وأخذت ذالك المئزر وأرتدته تقول: خير أيه اللى جابك أوضتى دلوقتي. 
إبتلع رفعت ريقهُ وقال: 
كنت جاى أقولك أن مامتك  وصلت القاهره، وكمان أن الغدا جاهز. 
ردت زينب: كنت وفرت على نفسك تدخل عليا بهمجبتك، ماما اتصلت عليا من شويه وقالتلى انها وصلت الشقه والغدا كان كفايه تبعت اى واحده من الشغالين، بس كويس انك جيت كنت عاوزه اقولك إنى هرجع لشغلى فى الوحده من بكره، خلاص مليت بقالى اسبوع فى البيت خلاص قربت أفرقع. 
تبسم رفعت يقول: وصحتك. 
ردت زينب: مالها  صحتى بقيت كويسه جداً. 
رد رفعت: تمام ارجعى بس ممنوع الأجهاد فى الشغل، وتكونى هنا فى السرايا قبل المغرب. 
سخرت زينب منه قائله: إنشاء الله. 
تبسم رفعت  وأقترب من زينب، وقال: يعنى أيه بتاخدينى على قد عقلى وهترجعى تجهدى نفسك تانى، وتوقعى من طولك تانى ، بس مش كل مره هتلاقى أيدي تمنعك من الوقوع عالأرض يا زوزى. 
قال رفعت هذا ووضع يده من أسفل ذالك المئزر  على ساقها العارى. 
رجعت زينب للخلف قائله: همجى، إبعد عنى. 
تبسم رفعت وكان سيُعيد فعلته، لكن سمعا طرقاً على الباب. 
زمت زينب طرفى الرداء عليها وسمحت لصاحب الطرق بالدخول. 
دخلت الخادمه  تقول: رفعت بيه فى ضيفه تحت منتظره حضرتك. 
رد رفعت: مين؟ 
ردت الخادمه: مقالتش هى مين؟ 
رد رفعت: تمام انا ثوانى وهنزل وراكى أشوف مين، ضايفيها على ما أنزل. 
غادرت الخادمه  الغرفه. 
تحدثت زينب بفضول: يا ترى مين ضيفتك الخفيه دى؟ 
تبسم  رفعت وأقترب من زينب  وجذبها من خصرها، ينظر لشفاها ودون مُقدمات قام بتقبيل زينب التى حاولت التملص منه، لكن هو قام بعض شفاها ثم تركها يقول: هنزل أشوف مين الضيفه الخفيه، سلام يا زوزى. 
تعصبت زينب قائله: همجى حقير. 
تبسم رفعت وهو يغلق باب الغرفه خلفه. 
وضعت زينب يدها على شفاها تشعر بألم وقالت: يارب سنانك كلها تقع يا همجى. 
فكرت زينب قائله بفضول: يا ترى مين الضيفه الخفيه دى كمان، 
انا هعقد افكر كتير ليه، أما ألبس بسرعه وأنزل أشوف مين، مش عارفه ليه ماشاء الله كل ضيوفه ستات. 
بينما رفعت توقف أثناء سيرهُ وتنهد بابتسامه يشعر بتذوق شفاه زينب، التى حُرم من تذوقها طوال الأسبوع المنصرم، بسبب مكوث والداتها معها بالغرفه طول الوقت، الى أن أطمأنت أن صحتها أصبحت بخير فغادرت الى القاهره مره أخرى. 
ظل للحظات يقف يبتسم منتشياً، لكن قابلته محاسن قائله: رفعت بيه كنت عاوز أقول لحضرتك إن الست إنعام غضبانه عالاكل وعاوزه أكل مخصوص مش مناسب لصحتها. 
تبسم رفعت يقول: وعاوزه أيه؟ 
ردت محاسن: نفسها فى ملوخيه وتكون معموله على شوربة بط بلدى. 
تبسم رفعت يقول: تمام أعمليها لها زى قبل كده وقولى لها انها بشوربة بطه بلدى، بس قللى الدهون والملح. 
تبسمت محاسن له. 
ترك رفعت محاسن وتوجه الى الصالون، ودخل قائلاً: مساء الخير. 
أستدارت الاخرى له و خلعت تلك النظاره الكبيره التى كانت تُخفى وجهها  وتوجهت ترتمى بحضنه وقبلت وجنتيه قائله بحماس وإشتياق: وحشتنى، يا "روفى" 
فى ذالك الأثناء دخلت زينب  التى إنصدمت من حضن رفعت لتلك الفتاه التى ترتدى زى متبرج، وتنحنحت، قائله بسخريه: 
مش تعرفنى عالموزه، يااااا"روفى ". 
نظرت الفتاه لزينب بأستقلال وأجابت هى: 
أنا (ريما الزهار) مرات رفعت. 
رد رفعت  سريعاً: قصدك" طليقتى".
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بسرايا الزهار بجناح رامى 
كانت مروه تتمدد على الفراش، تنظر ل لا شئ عقلها شارد، مضى على زواجها من رامى أكثر من أسبوع، المعامله بينهم لا تتخطى بعض كلمات ينامان تحت سقف غرفه واحده لكن كل منهم على فراش منفرد، كل ما جمعم بعض القُبلات فقط، وبطرق غير مقصوده، هى تنهار أمام لمسات رامى، لكن رامى لديه قدره فى التحكم فى ذاته عند حد معين، يبتعد عنها، يتركها وبعدها تشعر بغُربه وتشتُت، رامى مراوض بارع، هكذا قال عقلها، لكن عقلها سيشت منها إذا كان رامى أصر على زواجها من البدايه كى ينالها فقط وبعدها تخُفت زهوتها لديه ويتركها مُهشمه، لما يؤجل ذالك الآمر، هل هو صادق بما قاله لها سابقاً حين كانت تنفُرهُ دائماً، هو قال أنه يعشقها وعاد من أجلها فقط، هى حاولت كثيراً إبعادهُ عنها، حتى أنها نعتته بالمسخ المشوه، حتى يبتعد عنها، فوجئت بجسده ليس مشوه كما أعتقدت وإن كان هنالك بعض الأثار الواضحه على جسدهُ تُشبه البهاق، 
تفكر وتفكر وعقلها لا يُعطى جواب، رامى قال أنه كان يعشقها، هل مازال أم كما قال لها أم مشاعرهُ إتجاهها تغيرت بعد محاولة إنتحارها التى لا تتذكرها، كأن أحداً محي ذاكراتها فى ذالك الوقت. 
شعرت بدوار خفيف بسبب التفكير، أغمضت عيناها علها تتذكر، كل ما رأته أنها تنظر للسماء بليله قمريه كانت تلعب مقابل القمر كالاطفال حين يظنون إن القمر فى السماءيسير مع خطواتهم بالأرض، وبعدها يفصل عقلها وتشعر بظلام تتوه به، أين هذا الجزء المفقود،كيف وقفت على سور المنزل،وقفزت كما قال والداها،ركزت بالظلام،سمعت صوت....
فتحت عيناها بسبب ذالك الصوت،هو طرق على باب الجناح،نهضت من على الفراش،وذهبت الى الباب،رأت أمامها إحدى الخادمات تقول:
مدام مروه الغدا جاهز فى السفره.
ردت مروه:رامى جه من الاستطبل.
ردت الخادمه:مش عارفه،من شويه رفعت بيه قالى أجهز الغدا وأنادى لحضرتك.
تبسمت مروه بغصه وقالت:تمام هنزل وراكى.
تنهدت مروه وأغلقت الباب،تُزفر أنفاسها تقول: بالتأكيد رامى هيجى زى عادته على وقت الغداء،يتناول غداؤه ثم يعود مره أخرى للأستطبل،ويعود ليلاً على النوم،حقاً كل من بالسرايا يعاملها بأحترام وتقدير كسيدة المنزل،لكن صاحب الشآن رامى اوقات كثيره يتجاهلنى،حسناً،لن يستمر هذا كثيراً. 
.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسفل بالسرايا 
ابتعد رفعت عن ريما وعيناه تنظر لوجه زينب لا يعلم حقيقة معالم وجهها، ولا نبرة صوتها التى تحدثت بها، أهى فضول أم غِيره 
منها،صمت ينتظر سؤالها مره أخرى ربما يستطيع تحديد إن كانت غِيره منها أو فضول؟ 
أما بالنسبه لزينب 
صدمه كبيره ألجمت لسانها للحظات ثم قالت: أنا مش فاهمه حاجه، إنت جوزها ولا كنت متجوزها،وطليقتك،وإزاى اصلاً كنت متجوز وأنا معرفش؟! 
تبسمت ريما تنظر لزينب بأستهتار 
وكادت تتحدث لكن سبقها رفعت وإقترب من مكان وقوف زينب، ولف يدهُ حول خصرها وقبل إحدى وجنتيها قائلاً بصدق: 
مقولتش ليكى علشان نسيت الموضوع ده من أصلهُ، يا حبيبتى. 
أعرفك: 
الدكتوره زينب رفعت الزهار 
ومدام.. ريما الزهار طليقتى منفصلين من حوالى أربع سنين فبالتالى الموضوع كان منتهى ومالوش لازمه يُذكر بينا يا حبيبتي 
إنصدمت زينب، ماذا سمعت... أقال حبيبتي! مرتين لا فضولها يقول هنالك قصه كبيره مخفيه عنها،يبدوا أنه يحاول أغاظة تلك المتبرجه الوقحه التى ترتدى زى أقل ما يُقال عنها عاهره،فهى ترتدى شورت جينز فضى اللون يصل لنصف فخذيها وفوقه كنزه بنصف كُم من نفس اللون وبالمنتصف حول خصرها حزام فضى مرصع ببعض الأحجار،وتضع مكياچ صارخ بالأخص على شفتيها،وشعرها القصير المصبوغ منه بعض الخصلات بالفضى،همست زينب لرفعت:
إنت كنت متجوز الموزه الفضيه دى، غلطان ليه طلقتها،دى فضلها وصلة كهربا وهتنور فى الضلمه،إبعد إيدك عنى يا همجى،حسابك بعدين، أهو لقيت سبب أحطه فى قضية الخلع، وهاخد الحكم من أول جلسه، هكتب السبب كان متجوز من الفتاه الفضيه، وخبى عليا. 
كتم رفعت ضحكته وتبسم وهمس يقول: بس مثبوت فى قسيمة الجواز يا زوزى أنى كنت متجوز قبل كده، يعنى فين الكذب القاضى هيقول عليكى، ساذجه ومش بعيد يطلع قرار بألزامك ببيت الطاعه، ووقتها فرصتى مش هخرجك من السرايا، أو بالأصح من أوضة نومى وآخد حقى الشرعى اللى سيادتك هدراه وبتنامى فى أوضة تانيه لوحدك بعيد عنى.
ردت زينب:كسر حُقك يا وقح يا همجى،جايبلى طليقتك هنا البيت تحضنها قدامى،ماشى أستحمل بقى يا رفعت. 
شعرت ريما بنيران ساحقه فى قلبها من فعلة رفعت ووقوفه جوار تلك الحقيره بنظرها،هى لا تمتلك مثلها أنوثه ولا أناقه،ترتدى مثل بقية البسطاء،ماذا بها جعل رفعت يتزوجها،بل ويتركها ويذهب يقف جوارها يتحدث بهذا التقدير وماذا يهمس لها وهى ترد عليه بنفس الهمس،ماذا تقول له تجعله مبتسماً،هكذا.
سلتت زينب يد رفعت من فوق خصرها وتوجهت الى مكان ريما ومدت يدها كى تصافحها تقول بترحيب فاتر:
أهلاً بطليقة جوزى نورتى الحِصن،"أنتم السابقون ونحن الاحقون " 
كاد رامى الذى دخل للصالون يقع أرضًا من الضحك، من رد تلك السرشه، لو أخرى غيرها لكانت أقل شئ طردت ريما، أما تلك الشرسه تُرحب بها، ورفعت هو الآخر يكتم ضحكهُ بأعجوبه. 
أما ريما نظرت ليد زينب الممدوده بتعالى وصافحتها بقرف وتعجب، لو الوضع معكوس لكانت قتلت تلك الحمقاء، ألديها ثقة كبيره برفعت لهذا الحد هو قال لها حبيبتي مرتين وقبل خدها أمامها، أنسي رفعت أنه فى يوم تزوج منها،لا تتذكر أنه قال لها يوماً،حبيبتي،لا تعلم لما،هى حقاً بالماضى أحبته وأوقعته بين شباكها وتزوج منها لبضع أشهر،كانت العِشره بينهم فاتره كثيراً، رفعت ليس هنالك وقت مُحدد لعملهُ الذى كان يأخذ معظم وقتهُ، ليس هذا فقط السبب فى إنفصالهم، بل كان السبب هو طلب رفعت منها العوده لهنا لبلدة الزهار وتكملة حياتهم معاً، لكن هى تريد الحريه والأنطلاق، لا تريد الأنغلاق هنا فى قريه ليست لها وجود على الخريطة من الأساس.
دخلت فى ذالك الحين مروه الى غرفة الصالون،نظرت بأندهاش ل رامى الذى يكاد يفطس من الضحك.
وقالت:فى أيه يا جماعه هنا،بتضحك بالطريقه دى ليه يا رامى؟
لم تنتظر مروه الرد كثيراً،حين إقتربت ريما من رامى وقامت بحضنهُ هو الآخر قائله:
وحشتنى....رام.
ماذا قالت...رام
ماذا فعلت...حضنته
لا،لا داعى للانتظار،لما لا أنتف شعر تلك الوقحه الفضى...هذا ما أرادت فعلهُ مروه.
لولا ضحك زينب وأقترابها من مكان وقوفها: وقالت بتريقه وهى تنظر ل مروه:
مفيش داعى تلوثى إيدك يا ميرو،بالدم
الاتنين دول واضح دمهم بارد وزفر،أنا بقول أحنا نبدأ إجراءات الخُلع من دلوقتي،أنتى من البلد وتعرفى محامى شاطر، يخلعنا من الأتنين الهمجين دول،تعالى نتسند على بعض ونطلع أوضنا أنا السكر شكلهُ هيهيج عليا،وانتى رجِلك بترعش. 
ردت مروه: بس أنا جعانه أنا على عشايا من إمبارح حتى الصبح مفطرتش. 
تبسمت زينب قائله: أقولك أنا كمان جعانه أصل مريض السكر بياكل كل ساعتين، تعالى نتغدا أنا وأنتى فى المطبخ، نتسلى مع الشغالات، تيتا إنعام بتقولى دول عندهم قصص البلد كلها حتى تبقى قاعدة ستات وبس. 
تبسمت مروه قائله: على رائيك والنبى ما فيه أحلى من نم النسوان. 
بينما الآخان رفعت ورامى، نظرا الى ريما التى إقتربت من رفعت وكادت تحضنه مره أخرى، لكن إبتعد للخلف وأحرجها قائلاً: 
جايه هنا ليه، يا ريما قصتنا القديمه خلصت، وأنا خلاص، بدأت حياتى مع غيرك، وفعلاً بحب مراتى، وإلا مكنتش أتجوزتها. 
دمعت عين ريما بتمثيل قائله: رفعت إنت لازم تسمعنى، أنا راجعه علشان، إبننا،لازم يتعرف مع باباه الحقيقى. 
إنصدم رامى ونظر لوجه رفعت الهادئ وقال: 
إبن مين؟ إنتى عندك ولد من رفعت طب هو فين الولد؟ 
ضحك رفعت بسخريه: عايش مع باباه الحقيقى فى اليونان،(فابيو مونتريس) 
لعبه قديمه مش ده اللى كان على الفلاشه، ريما بلاش كدب زياده خلاص قصتنا القديمه إننا كنا متجوزين إنتهت، خلينا نبقى على صداقتنا، زى ما سبق وقولتى. 
تعصبت ريما قائله: 
لأ قصتنا مخلصتش يا رفعت وانا راجعه علشان أسترد حقى فيك، ولازم تصدق إن (جامى) إبنك مش إبن فابيو. 
تبسم رفعت بسخريه غير مُصدق كذبها، وقال: شرفتى يا ريما وزى ما أنتى شايفه أنا بقيت راجل متجوز، وبحب مراتى، ومش عاوز بينا مشاكل بسببك. 
ردت ريما بتصميم: وياترى رد فعل مراتك هيكون أيه لما تعرف إن عندك ولد،وأنى هفضل هنا، أنا من عيلة الزهار أعتبرنى ضيفه عندك،فى السرايا. 
ضحك رفعت يقول: تمام، بس ياريت تلتزمى بأسلوب وذوق أنك ضيفه و سيدات السرايا هنا هما الدكتوره زينب وكمان مروه مرات رامى، هأمر الخدم يجهزولك أوضه. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
لا يوجد بين الرجل وزوجته، شئ إسمه حياء أو خجل، بالأخص إذا كان ذالك الوحش المشوه العقل، كما أصبحت تنعتهُ، 
ذهبت مروه الى إستطبل الخيل 
ووقفت تتوارى  بالقرب من ذالك السياج الخشبى 
تتابع بعيناها 
كيف يروض رامى ذالك الفرس الصغير، الشرس
بدأ بأدخال اللجام الى عُنقه، ثم صعد على ظهره، لكن الفرس،مازال  شرساً، حاول أسقاطه من على ظهره، لكن هو تشبث باللجام قوياً، وخرج من داخل السياج،الى ذالك المجرى المائى الصغير الذى يشق المزرعه
كانت تسير،خلفه،تتوارى خلف الأشجار،كى لا يراها
لكن هى من فضحت أمرها حين 
صرخت بخضه حين كاد، يقع من على ظهر الفرس، 
سمع هو صرختها، نظر لها وتبسم،هو كان يشعر بها خلفه منذ البدايه،لكن تغافل بمزاجه 
شعرت بالخجل حين نظر إليها، وابتسم، تصنعت عدم الامبالاه، وأدارت ظهرها، تلوم نفسها، لكن تبسمت بشعور لا تعرفه، شعور جديد، يغزوها،لكن هل 
وقعت  الجميله  بعشق الوحش هذا ما أخبره رامى لنفسه ويتمنى تصديقهُ. 
نزل رامى من على الفرسه، وذهب الى مكان وقوفها، أسفل إحدى الشجيرات، تبسم قائلاً: 
أيه اللى جايبك هنا، غريبه دى أول مره تطلعى من السرايا، بعد أسبوع من جوازنا. 
ردت مروه بكذب: 
زهقت من القاعده لوحدي فى الجناح قولت اطلع أتمشى شويه،الدكتور بعد ما فكلى جبس رِجلى قالى أبقى أتمشي عليها،كل يوم شويه،أهو منه علاج ومنه أشم هوا العصارى . 
تبسم رامى  وأقترب من مروه بخبث قائلاً:
لازم تسمعى كلام الدكتور،عالعموم انا خلاص خلصت تدريب الفرس ده،أو تقدرى تقولى ماليش مزاج أدربه النهارده،وحاسس بشوية إرهاق،هدخله للاستطبل،وأرجع عالسرايا،أخد شاور،ينعش جسمى،وبعدها.....
ردت مروه:بعدها ايه،تلزق للبومه اللى إسمها ريما اللى حضتتك من غير حيا،صح،إنسى يا رامى،بقولك،متخلنيش أجيبها من شعرها قدامك،واحده وقحه ورخيصه زى أختها بالضبط.
تبسم رامى وأصبح لا يفصله سوا خطوه من مروه وقال بهمس:أعتبر دى غيره من ريما وأختها.
تعلثمت مروه ليس من قول رامى،بل من إقترابه بهذا الشكل وهمسه لها قائله:
مش غِيره،ده تقدر تقول عاوزه أحافظ على كرامتى، كفايه إنصدمت إن رفعت كان متجوز من البومه ريما، وانتم فى إسكندريه، الله أعلم إنت كمان عملت فى الفتره دى أيه، يمكن كنت دنچوان الجامعه، الفلوس لها سطوه برضوا، ممكن تخلى البنات مكنوش يشوفوا المسخ، ويشوفوا فلوسهُ، عاوز تفهمنى إن مكنش ليك علاقات ببنات قبل ما ترجع لهنا. 
تبسم رامى وقال: 
كان ليا علاقات كتير، يا مروه، وكنت فعلاً  دنچوان الجامعه، بس عمر قلبى ما دق لأى واحده  قربت منى، عارفه ليه 
نظرت له مروه هو يؤكد ما سمعته عنه سابقاً. وقالت بخفوت: ليه قلبك مدقش لاى واحده من اللى كانوا حواليك؟ 
رد رامى وهو يضع يدها فوق قلبهُ: 
القلب ده مدقش الإ لواحده بس، بس يا خساره هى مقدرتش الحب ده. 
قال رامى هذا وعاد يسحب الفرس ودخل به الى داخل الاستطبل يبتعد عن مكان وقوف مروه التى تدمعت، وقالت: 
وأنا كمان للأسف  يا رامى، قلبى مدقش لغيرك حاولت كتير أشغل نفسى بحب تانى، بس حتى الوهم كنت مرافق قلبى فيه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بغرفة زينب، 
شعرت بحراره تغزو جسدها وقالت: 
الهمجى الحقير تلاقى هو اللى طلب من طليقته تفضل هنا فى السرايا عاوز يحرق دمى ويعلى لى السكر، كل ما أشوفها. 
قالت هذا وقامت بحقن نفسها بحقنه الانسولين، بذالك الوقت دخل رفعت. 
نظرت زينب له قائله: هتفضل همجى، خير أيه اللى جابك. 
نظر رفعت ليد زينب وحاول الثبات قائلاً: بتاخدى أنسولين دلوقتي ليه؟ 
ردت زينب بتهكم: علشان يدينى باور أصلى محتاجه باور إضافى. 
تبسم رفعت. 
تحدثت زينب: إعمل حسابك من بكره إنى راجعه للوحده تانى، أهو أسيبك مع طليقتك يمكن الود يتوصل من تانى، وأطلع أنا من الحِصن ده. 
إقترب رفعت من زينب، ولف خلفها قائلاً: 
مين اللى قالك إنى عاوز الود يتوصل بينى وبين طليقتى، لو كنت عاوزها كنت رجعتها من زمان، ريما صفحه قديمه وإنتهت خلاص. 
تحدثت زينب: ولما هى صفحه قديمه، أيه اللى رجعها وكمان خلاك وافقت تفضل هنا فى بيتك. 
إقترب رفعت أكثر من زينب ووضع يديه على معصمي يدها ووضع رأسهُ على كتفها قائلاً:
ريما...ضيفه عاوزانى أطردها.
حاولت زينب السير لخطوه لتبتعتد عن رفعت لكن هو تشبث بمعصميها.
تحدثت زينب:طردها من وجودها ميفرقش معايا أصلاً،إنفصالنا شئ مؤكد هيحصل مع الوقت.
ضعط رفعت بقوه فوق معصمي،زينب وقال:
إنفصالنا أو بقائنا شئ فى إيد القدر،مش فى إيدنا،زى لُقانا كان من ترتيب القدر.
قبل أن ترد زينب بلذاعه،إستدار رفعت وأصبح وجهه بوجه زينب،وقال:
أنا عمرى ما كان بينى وبين ريما أى مشاعر،كانت جوازه غلط من أولها،وكان تصحيحها هو الطلاق. 
نظرت زينب لعين رفعت الصافيه، يبدوا أنه صادق، للحظه تاهت لكن قالت له: 
ميهمنيش جوازك منها كان بمشاعر أو لأ، اللى يهمنى نفسي، أنا....... 
قطع رفعت حديث زينب حين تهجم على شفاها بالقُبلات العاشقه. 
نفرت زينب فى البدايه قُبلاتهُ، لكن كادت تذوب بين يديه، لكن فاقت حين شعرت بيديه تسير على جسدها أسفل منامتها، دفعته عنها قليلاً وعادت للخلف قائله: 
إخرج بره يا رفعت. 
نظر لها رفعت قائلاً: جسمك ليه سخن يا زينب. 
ردت زينب بعصبيه: قولت بره أوضتى يا رفعت. 
تبسم رفعت بمكر يقول مره أخرى: جسمك ليه سُخن، أنتى.......؟ 
ردت زينب زينب: قولت بره يا رفعت كفايه لحد كده، أنا مليت من القصه دى، مبقتش متحمله اللى بيحصل، كل يوم أتفاجئ بواحده جديده، آخرها طليقتك اللى جايه وعاوزه تستردك من تانى،أى نكان مشاعرك إتجاها كان لازم تحافظ على كرامتى قدمها،مش ترحب بقعدتها هنا فى السرايا بوجودى أنا كمان،بس ده ميفرقش معايا،لأنى عارفه نهايه اللعبه اللى إحنا فيها.
رد رفعت بسخريه: جوازنا لعبه، إنتى شايفه كده. 
ردت زينب: أنا مش شايفه غير كده، واللعبه هتخلص قريب، أنا هطلب نقلى من هنا، لأى مكان تانى حتى لو هتنقل لحلايب وشلاتين ووقتها جوازنا هينتهى بالأنفصال. 
نظر رفعت لزينب بتحدى يقول: ومين اللى هيسمحلك بالنقل من هنا، ومين اللى قالك إن جوازنا هينتهى بالأنفصال، زينب إنتى مش هتخرجى من حياتى غير بموتى. 
قال رفعت هذا، وخرج من الغرفه يصفع خلفه الباب بقوه وغضب، من قول تلك الحمقاء. 
بينما زينب تنهدت بسأم وجلست على الفراش، تشعر بغصه بقلبها، ودت من داخلها أن يبقى، رفعت بالغرفه، لكن هو خرج، لا داعى للوهم، قصتهما معاً، لعبه فى يد القدر. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار
بغرفة وسيم. 
كان نائماً على فراشهُ
شعر بحراره تغزو جسده بقوه، وصداع يفتك برأسهُ، وجسده يؤلمه،تحامل على ذاته ونهض من الفراش وتوجه الى الحمام،وقف بمنامته أسفل المياه البارده، تسيل فوق رأسه،لكن الصداع مستمر،ينهش برأسهُ،خرج من الحمام، بملابسهُ المبلله،سمع طرق على باب الغرفه،كان بالنسبه له صوت طرق الباب كصوت المطارق القويه،وضع يديه على أذنيه وسمح بالدخول لمن يطرق الباب،علها تكون خالته وتساعده بشئ يتخلص من ذالك الصداع،لكن كان مُخطئ،كانت تلك الافعى،لمى التى نظرت لالتصاق ملابسه على جسدهُ تظهر معالم جسده الرجوليه بشده،عضت على شفاها تشتهيه،لكن قال وسيم بعصبيه:عاوزه ايه يا لمى فى وقت زى ده.
ردت لمى بادعاء:أنا كنت جايه أطمن عليك لاحظت أنك عالعشا مكنتش مظبوط،ولما عمتو مهره سالتك قولت لها إجهاد من الشغل بين التدريس ومزرعة الخيل.
رد وسيم:فعلاً عندى صداع،هاخد أى مسكن وانام بعدها وهصحى الصبح كويس شكرا ليكى،أتفضلى أخرجى من الاوضه علشان أغير هدومى،علشان ماخدش برد من التكييف.
آتت ل لمى فكره شيطانيه ستستغلها،وربما تأتى بثمار وتأخذ ما تخطط له،خرجت لمى ببراءه.
زفر وسيم أنفاسه وذهب الى دولاب الملابس أخرج منامه أخرى له وخلع التى كانت عليه وبدأ فى ارتداها.
بينما لمى،ذهبت الى غرفتها،وأخرجت ذالك الشريط الدوائى،ونظرت له بأنتصار قائله:جه وقتك.
أخذت حبه وذهبت الى غرفة رامى،وطرقت الباب ودخلت وجدت،رامى ممدد على الفراش يغمض عيناه،يرتدى بنطال قطنى وفوقه قميص قطنى من نفس لون البنطال،لكن لا يرتديه جيدا،بالكاد يدخل من عُنقه وصدره عارى،نظرت له بأشتهاء وقالت:وسيم،أنا جبت لك كبسولة مسكن،باخده لما بحس بصداع،هو علاج مستورد مخصوص من إنجلترا.
رد وسيم:لأ مش محتاج لعلاج قولتلك هنام وهصحى كويس.
قالت لمى:براحتك بس ده مفعوله سريع،وبيساعد كمان على راحة الجسم.
تنهد.وسيم يقول:تمام هاتى الكبسوله أخدها،يمكن تريح جسمى،حاسس أنه مكسر.
تبسمت لمى وأعطته الكبسوله،ونظرت الى دورق المياه،وقامت بسكب مياه بكوب صغير،وأعطته ل وسيم الذى وضع الكبسوله بفمه،وإبتلعها ببعض رشفات المياه،ليغوص،بعدها بمتاهه لا يشعُر بشئ مع تلك الافعى الرقطاء.   
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أربع أيام 
صباحاً
دخل رفعت الى غرفة زينب كعادته دون طرق الباب، وجدها تجلس محنيه على الفراش ترتدى حذائها الرياضى، نظر لها بتقييم يقول: 
كويس لبسك ده ينفع للمشوار اللى رايحين له. 
نظرت له قائله بأستعلام: مشوار إيه اللى هنروحه، أنا عندى شغل فى الوحده، ونفسى اعرف عامل ليه باب للأوضه طالما بتدخل من بدون استئذان. 
رد رفعت بتحرش: والله نفسى أفتح الأوضه دى على الأوضه التانيه، وملهاش لازمه البيبان بينا، يعنى هتدارى أيه. 
نظرت له زينب قائله: مش فاضيه لتحرشك عالصبح، أنا خارجه عندى شغل فى الوحده. 
رد رفعت: النهارده أجازه، مفيش خروج وهتيجى معايا. 
ردت  زينب: أجازة بمناسبة  ايه بقى؟ وهاجى معاك فين؟ 
رد رفعت بوقاحه: أعتبرى الاجازه بمناسبه عيد الحب. 
سخرت زينب قائله: شكلك فاضى، ورايق وطالما الإجازه بمناسبه عيد الحب، يبقى ريما موجوده  هى ألاولى، واولى بالأجازه دى. 
رد رفعت: بلاش رغى كتير، قولت مفيش مرواح للوحده، يبقى عارفه أن كلامى هيتنفذ، خلينا ننزل نفطر وبعدها هنقضى بقية اليوم كله فى إستطبل الخيل. 
نظرت له زينب: يعنى آمر بقى، ماشى، بلاش أروح الوحده النهارده، لو أحتاجونى فى حاجه  هيتصلوا عليا، حتى انا محتاجه أنى أغير مكان، والاستطبل بين الخيل مكان كويس. 
.....
بعد قليل  
بإستطبل الخيل 
وقفت مروه أمام باب احدى الغرف الخاصه بالخيل 
ملست على شعر عنق أحدى المُهرات التى تمزج بين اللونين البنى الداكن وبعض البطشات الصفراء على جلدها 
حتى أنها غزلت من شُعيراتها ضفيره صغيره 
دخلت عليها 
تلك الشرسه، تبسمت قائله: واضح أن عندك حب للخيل، ومش بتخافى منها. 
تبسمت مروه: أنا من صغرى ليا تعامل مع الخيل، زى ما انت عارفه، بابا كان سايس 
أنخضت زينب بسبب صهيل تلك المهره المفاجئ حين وضعت يدها على عنقها وعادت للخلف 
تبسمت مروه
لكن صوت الأثنان اللذان دخلا معا أربكها أكثر حين قالا معاً: متخافيش. 
لكن هى عادت للخلف لتصتطدم بصدر ذالك الفارس
ضمها بين يديه. 
بينما تبسم رامى هو  الآخر وهو يتجه الى مروه مبتسماً، والتى  بادلته البسمه بعبوس. 
لكن رامى  أدعى عدم الأنتباه 
وفتح باب الغرفه وأخرج المُهره ووضع عليها لجاماً. 
وسحبها وخرج من داخل الأستطبل، وصعد خلفه رفعت 
تاركين 
زينب، ومروه معاً
تحدثت زينب قائله: نفسى أعرف سبب هما جابونا هنا ليه، ومن وقت ما جينا هما مشغولين، وأنا زهقت. 
تبسمت مروه قائله: المزرعه كبيره، أيه رأيك نتمشى، وندردش سوا، أحنا صحيح سلايف بس مينعنش أننا ندردش سوا. 
ضحكت زينب قائله: أه قصدك يعنى علشان سلايف أننا لازم يكون بينا حرب، لأ متخافيش أنا مسالمه ومستأنسه. 
ضحكت مروه: أنتى مسالمه، دا رفعت مش بيقول عليكى غير الشرسه. 
ضحكت زينب قائله: أه بيقولى كده بس ليه معرفش. 
ضحكت مروه قائله: بقى أنت مش عارفه انك شرسه، دا البلد كلها ملهاش سيره غير الدكتوره زينب السمراوى مديرة الوحده الصحيه بالبلد والى بتعمله فيها، دول بيقولوا عليكى دكتوره زينب حُقنه، ماشيه تهددى الناس بالحقن. 
ردت زينب: هو فى نوعيه كده من الناس لازم تظهرى لهم القوه، علشان تعرفى تتعاملى معاهم 
بس سيبك منى، أنا فى البدايه أستغربت انك وافقتى تتجوزى من رامى، أنا متأكده إنك   رميتى نفسك من على السطح قبل كده مكنش زى ما قالوا وقعتى من عالسلم،وأكيد عملتى كده  علشان متتجوزيش رامى ، وده  كان السبب فى جوازى من الهمجى  رفعت بالأجبار قصاد رفضى أنك تطلعى من الوحده الصحيه وكمان خطفهُ لماما. 
ردت مروه: هتصدقينى لو قولتلك إن مش فاكره إن أيه اللى حصلى فى الليله دى و  اللى خلاكى وافقتى تتجوزى من رفعت، هو الأجبار، أنا نفس الشئ الأجبار، ولاد الزهار معندهمش مكان للرفض، لازم يوصلوا للى عايزينه حتى لو بالأجبار، وأنا أبويا راجل بسيط، بيشتغل سايس عندهم ومامتى هى المسؤله عنى أنا وأخواتى الاتنين التانين، أحنا تلات بنات، أنا الكبيره فيهم، أتخرجت من كذا سنه، من كليه التربيه طفوله، كنت بشتغل من وأنا فى الدراسه، فى كذا حضانه فى البلد 
حتى لما أتخرجت،فضلت أشتغل من حضانه للتانيه،ومن سنه ونص تقريباً سمعت أن فى مدرسه خاصه فتحت لها فرع هنا فى الشرقيه و طالبه مُدرسات لحضانه تابعه لهم، قدمت، وقبلونى، مرتبها كويس، وكمان برستيچ عن حضانات البلد، عالأقل فى المدرسه، هيقولولى يا مس، مش زى هنا، كانوا بيقولوا لى دادا، بس بقى أبن الزهار من يوم رجع تانى للبلد وهو بيطاردنى، وكمان أتقدملى أكتر من مره،وكنت برفضه، بس طبعاً بالنسبه لبابا، هو يطول بس أبن الزهار يسلم عليه، ما بالك طالب بنته وهيخليها زوجه قدام البلد كلها، طبعاً، أبويا وافق، 
وانا مكنتش موافقه، بس النصيب محدش بيقدر يقف قدامهُ
تبسمت زينب قائله: إحساسك إنك مش فاكره أيه اللى  حصلك الليله دى، شئ طبيعى بيحصل لبعض الناس وقت حدوث شئ صعب، العقل بيفصل، يمكن ده من رحمة ربنا وتفسير للمثل اللى بيقول(وقت القدر، يعمى البصر) 
و فعلاً النصيب محدش بيقدر يقف قدامه عندك أنا أهو أتنقل لهنا علشان أقابل رفعت الهمجى ويتجوزنى، بالغصب، بعد ما خطف ماما. 
تبسمت مروه قائله: عاوزه تفهمينى ان معندكيش مشاعر إتجاه رفعت، وبتنبسطى بافعاله. 
ردت زينب: انا عندى مشاعر إتجاه  رفعت الهمجى ده، دا انا نفسى اتخلص منه ومن تحكماتهُ. 
تبسمت مروه قائله: 
طب وريما أللى نفسى أجيبها من شعرها وأمسح بكرامتها السرايا والمزرعه الوقحه شايفه طريقة لبسها ولا العاهرات. 
ردت زينب: هى فعلاً  عاهره، دى ماشيه بمايوه، انا بنكسف لما بشوفها. 
تبسمت مروه قائله: والله انا كمان بنكسف لما بشوفها، وبحس انى عريانه زيها كده، شكلها  لسه مطوله هنا. 
ردت زينب: لا مطوله ولا مقصره متفرقش معايا أنا طول الوقت ببقى فى الوحده، بعيد عن السرايا، وبرتاح من وشها. 
ردت مروه: بس انا بقى طول اليوم هنا فى السرايا، وشيفاها راميه شباكها، وأحنا اللى مدينها الفرصه دى، سواء انها تقف مع رامى او رفعت. 
ردت زينب: وهتعملى معاها ايه، هتطرديها هتتواقح وتقولك سرايا ولاد عمى  وانا من عيلة الزهار. 
ردت مروه وإقتربت من زينب  قائله: بس انا عندى فكره تخليها تسكن اوضتها من المغرب ونرتاح أحنا الاتنين منها. 
ردت زينب وأيه هى الخطه دى؟ 
تبسمت مروه قائله: 
أقولك لانى هحتاج مساعدتك. 
تبسمت زينب قائله قولى أنا بصراحه متغاظه من وقاحتها قوى،أيه هنعمل أيه هنحط لها سم فى الآكل،ولا أغزها حقنة هوا،بس مع النوعيه دى لا السم ولاحُقنه الهوا هيأثروا فيها،لأن ممكن حقنة الهوا تجيب معاها مفعول كويس وتزود عندها الأنوثه أكتر وهى كلها نفخ أصلاً دى عندها البالونات منفوخه بمعايير قياسيه مظبوطه مش زينا ناقصنا شنبين ونبقى رجاله رسمى.
ضحكت مروه قائله: ولو حطينا لها سم فى الاكل كمان مش هيأثر فيها دى حيه متنكره فى صورة أنثى، ايه رأيك بمُلين! 
نظرت زينب ل مروه بتفكير قائله: هو ده اللى يجيب معاها، تصدقى إنى كنت مفكره بس نفسى اللى شريره، لكن واضح كده إننا هنتفق، يا ميرو. 
تبسمت مروه قائله: بصراحه هى إستفزازيه، وأنا خلاص جبت آخرى منها، ولاحظت إنها بتتعشى كميه قليله من الأكل وبعدها بتاخد زبادى بلمون،قال أيه بتهضم وتحرق الكالورز،أيه رأيك نزود لها الهضم وحرق الكالورز.
تبسمن الأثنين لبعضهن بشر وتوافق،فهى تستحق ذالك. 
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب الظهر مباشرةً
بمنزل هاشم الزهار أيضاً، لكن بغرفة هاشم ذاتهً
كان نائماً وحدهُ بالغرفه، مُهره منذ ليلة زفاف رامى تمكُث بغرفتها القديمه قبل الزواج منه، هو يتركها بمزاجهُ، يتركها لظنها أن لديها القُدره على  الوقوف أمامه، لكن بالحقيقه هو قادر بسهوله أن يُعيدها لغرفته بالأجبار كما سبق وتزوج بها، وأجبرها تمتثل لطغيانهُ سابقاً، لكن هو زهد منها، لم يعد لديه رغبه بها، كالسابق، هو كان يظن أنه يعشقها، بلا كانت زهوة وقت، وجبروت منه نيلها،أما الآن هنالك ما تُشغل بالهُ بقوه،هل يشتهى جسدها كمُهره،أم أنها هى العشق،لا يعرف تفسير لذالك الشعور الذى يجتاح جسده حين تكون قريبه منه وأمامهُ،يريد إقتناص جسدها،حين يشعر بوضع يديها على جسدهُ، يُريد المزيد، لكن هنالك ذالك الوغد رفعت، هو الحائل بينهُ وبين تلك الطبيبه، سبقُ بالوصول إليها تزوج بها مفاجأه صدمتهُ وأفشلت خِططهُ فى نَيل زينب..... 
أغمض هاشم عيناها علهُ يتخيل جسدها بين يديه يسحقها أسفل منه كما يفعل مع الآخريات. 
لكن لسوء حظهُ حتى الخيال لم ينالهُ، حين آتى لخيالهُ، ذالك اللقاء السابق له مع زينب بالوحده الصحيه، بذالك اليوم. 
فلاشــــــــــــــــــــ*باك
يوم أن قتل أمامها الثعبان بالوحده. 
سار لجوارها الى أن دخلا الى مكتبها، تبسمت له بمهنيه قائله: إتفضل يا سيد هاشم، غريبه أيه اللى جابك الوحده  فى وقت زى ده؟ 
رد هاشم: يمكن القدر، يا دكتوره. 
تبسمت زينب  وهمست لنفسها: القدر، فعلاً  كان مجي للبلد دى قدر علشان اقابل قدرى هنا، الهمجى. 
لكن تحدثت لهاشم قائله: خير أيه الظرف اللى فى إيدك ده، واضح أنه لمعمل آشعه وتحليل. 
وضع هاشم الظرف امام زينب قائلاً: فعلاً  دى نتيجة الفحوصات  والتحاليل اللى  طلبتيها منى عملتها وكنت مستنى ترجعى للشغل فى الوحده  من تانى علشان  تعاينيها بنفسك، أنا سألت دكتور الآشعه قالى إن النتايج كويسه الحمدلله   بس مش عارف سبب الوخزه اللى أوقات بتجيلى وبتعِل على إيدى الشمال. 
فتحت زينب الظرف وبدات بقراءة نسب نتائج الفحوصات، بتركيز، غير منتبهه لنظرات ذالك الذئب الذى يود إلتهامها الآن، يتخيلها وهو يمارس عليها ساديته، لا لا زينب لا تستحق تلك الساديه هو يود الظفر بها بأى شكل. 
إنتهت زينب من قراءة الفحوصات  قائله: فعلاً  نتيجة الفحوصات والآشعه بتأكد كلام الدكتور، ممكن الوخز اللى بيجيلك فى ايدك الشمال ده يكون شد عضلى، أو لو حضرتك بتاخد أى نوع من المنشطات.
إرتبك هاشم قائلاً:أنا مش باخد أى منشطات،حتى قليل لما بستعمل الادويه،غير فى الحالات القصوى.
ردت زينب:ممكن...وممكن يكون شد عضلى بسبب زياده تحميل على أيدك دى،ممكن تستعمل مراهم الشد العضلى،وتحاول تريح إيدك.
تبسم هاشم يقول:تعرفى إنى إطمنت من رايك اكتر من الدكتور اللى متابع معاه،طب ممكن لو مفيهاش مضايقه لحضرتم تعاينينى مره تانيه.
ردت زينب:أعتقد معاينتى لخصرتك مش هتقدم جديد الفحوصات كويسه جداً،ووممكن  الاعراض دى وقتيه وهتزول،بعد شويه.
شعر هاشم بخذو.
لكن زينب قالت له بمفاجأه:مدام مهره إزي صحتها دلوقتي
قبل  الوقت بمزرعة رفعت. 
كان يقوم بترويض إحدى المهرات، حين ذهي اليه أحد العاملين وقال: رفعت بيه، الحق صفاء أختى بتشتغل مع الدكتوره فى الوحده، ومن شويه كنت بتصل عليها، وسمعت صريخ، سالتها السبب قالتلى، إنهم بيقولوا  فى تعبان كبير فى أوضه العمليات، والكل بيجرى وبيصرخ، ما عدا الدكتوره راحت لأوضة العمليات. 
قفز رفعت من على المهره سريعاً،  قائلاً: دخل المهره الاستطبل. 
قال رفعت هذا وهو يجرى سريعاً وركب سيارته وخرج من السرايا، ضرب مقود السياره بيديه  قائلاً بعصبيه: 
متبقاش زينب السمراوى لو الفضول ماخدهاش وإتحققت من وجود التعبان بنفسها، بترمى نفسها فى الخطر من غير ما تفكر. 
سريعاً  كان بالوحده، نزل من السياره، ودخل الى داخل  الوحده  منها الى غرفة زينب مباشرةً وفتح الباب دون طرق قائلاً بلهفه: 
زينب أنتى.......
قطع رفعت قوله حين راى هاشم يجلس أمام زينب.
تسأله عن مهره. 
رد هاشم: 
مُهره الحمدلله  صحتها بقت كويسه تقدرى تجى للبيت بنفسك تطمنى عليها وكمان تطمينينى عليها، بصراحه بقيت بخاف على صحتها قوى بعد الوعكه الاخيره دى. 
دخل رفعت الى الغرفه وقال: 
الدكتوره زينب مش بتروح لحد بيته، اللى محتاج لها، يا يجى هنا الوحده، أو سرايتى مفتوحه، إنما الدكتوره مش بتروح لحد بيته، وعمتى مهره أول واحده  سرايتى مفتوحه ليها تدخل بدون إذن، دى سرايتها. 
نهض هاشم واقفاً، نظرات العين بينه وبين رفعت حارقه. 
نهضت زينب هى الاخرى، ونظرت لهما، أيقنت هنالك حرب بين الأثنين لا تعرف سببها، ولا تعرف أيضاً أنها أصبحت جزءً كبير من تلك الحرب. 
إقترب رفعت من مكان وقوف زينب  ولف يدهُ حول خصرها، يقول: لما عرفت إن فى تعبان فى الوحده جيت فوراً، خير؟ 
ردت زينب: خير الحمد لله فعلاً  كان فى تعبان معرفش دخل منين وشكله كمان كان غضبان، بس السيد هاشم تعامل معاه وقتله. 
نظر رفعت لهاشم وقال: السيد هاشم  عنده خبره فى التعامل مع التعابين، عالعموم بشكر شجاعتك. 
رد هاشم: الدكتوره تستحق كفايه إللى بتقدمه لاهل البلد، هستأذن انا. 
ردت زينب: مره تانيه بشكرك، وسلميلى على مدام مهره. 
تبسم هاشم وخرج، بنيران تود سحق رفعت الحائل بينه وبين الدكتوره. 
بينما بداخل المكتب 
نفضت زينب يد رفعت عنها وقالت: هتفضل همجى فى التعامل مع الناس، هاشم مغلطش فى حاجه  لما قالى اروح بيته أطمنه على مدام مهره، لازمته ايه كلامك الغبى انى مش بروح لحد بيته، انا دكتوره وبأدى مهنتى اللى اقسمت عليها يمين، انى اعالج اى شخص محتاج ليا، فى اى مكان، ومتنساش سبق وخطفتنى علشان اكشف على جدتك فى سرايتك. 
رد رفعت: انا ممنعتكيش عن تادية مهنتك لكن ممنوع رِجلك تدخل بيت هاشم الزهار فاهمه، ودلوقتى بقول كفايه وخلينا نروح للسرايا. 
ردت زينب: إحنا لسه نص النهار وعندى شغل، ومش هسيب الوحده. 
نظر رفعت لزينب يقول: تمام بعد كده لما أمنعك من الخروج من السرايا متبقيش تشتكى. 
قالت زينب يعنى ايه بتهددنى تحبسنى فى السرايا. 
رد رفعت: وارد جداً، طالما مش بتسمعى كلامى. 
ردت زينب بغيظ: بتحلم يا رفعت، واتفضل مع السلامه بلاش تعطلنى. 
نظر رفعت لها وحاول الهدوء: تمام يا زينب أنتى اللى أختارتى، بس خليكى فاكره وخليكى قد كلمتك، حسابنا مش هنا حسابنا فى السرايا. 
خرج رفعت هو الآخر من الغرفه مستشاط غضباً. 
جلست زينب على المقعد تشعر ببوادر دوخه خفيفه، فوضعت قطعة حلوى بفمها. 
عودهـــــــــــــــ،،،، 
عاد هاشم من تذكره لهذا اليوم يشعر بنار ساحقه فى قلبه يريد إشعالها بجسد رفعت وهو ينظر بعنياه وهو يحترق، يتلذذ بذالك وسيحدث هذا  قريباً، لا داعى لطول الوقت، ولا للانتظار كثيراً
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد الظهر بقليل
أثناء سير 
زينب ومروه تتجولان بالمزرعه فوجئن الاثنتان بمن خلفهن 
تحدث رفعت وهو يجذب زينب من خصرها يقربها منه قائلاً: أظن الشمس قويه،خلاص بقينا بعد الضهر كفايه كده مشى تعالى معايا،أنا أمرتهم بتحضير الغدا بعد ساعه تحت المظله اللى هنا. 
وضعت زينب يدها على يده التى حول خصرها،وحاولت أبعاده عن جسدها،لكن هو تصرف بوقاحه،وضمها قائلاً:
هاخد مراتى،محتاجها فى كلمتين،نتقابل أنا وأنتم بعد ساعه عند المظله،أتمنى لكم وقت سعيد.
قال رفعت هذا وشد زينب للسير معه،رغُم عنها سارت معه الى أن أبتعدوا قليلاً
ثم حاولت فك يده من حول خصرها،وتحدثت بعصبيه: بعد أيدك عنى وبطل الهمجيه دى معايا بقولك. 
ضحك رفعت قائلاً:كنتي بتتكلمى أنتى ومروه عن أيه،أكيد عنى أنا وأخويا؟
نظرت له زينب قائله:وهنتكلم عنكم ليه،وهنقول أيه،أتنين أغبيه مفكرين نفسهم لهم سطوه على كل الى قدامهم،حتى أنهم بيغصبوا بنات الناس على الجواز منهم،أنا متأكده أن جواز "مروه،ورامى"كان غصب من مروه زى ما أنا أتغصبت أتجوزك.
ضحك رفعت قائلاً:أتغصبتى تتجوزينى،لكن لما جيتى ليا أوضتى كان بأرادتك،وأنا مغصبتكيش على الى حصل،وقولتى كان فخ منك ليا،بس أنا موقعتش فيه،لأنك بالنسبه ليا زى أى ست ممكن تشاركنى السرير.
نظرت له زينب بغيظ،وقامت بضربه بقدمها،فى ساقه قائله:حقير،وسافل،ووو
قبل أن تُكمل وصلة سبها له 
نظر رفعت حوله بالمزرعه،وجدها خاليه،قام بجذبها وأسكاتها بالطريقه التى بدأ يُدمنها 
وهى 
تقبيل شفاه تلك الشرسه،يُصمتها بطريقته المُحببه له.
أحتضنها بين ذراعيه القويه،وشل حركتها بين يده 
ظل يُقبلها الى ألى أن شعر بأنقطاع نفسيهما،ترك شفاها،ولكن مازال يحتضنها بين يديه.
وقفت زينب تلتقط أنفاسها بسرعه الى أن هدأت،نظرت له بغيظ،وقامت بتكوير كف يدها،وأعطته لكمه قويهً ببطنه،
شعر رفعت بألم ففك يديه من حولها،وعاد للخلف يشعر بالآلم 
وقبل أن يتحدث،تحدثت زينب قائله:
لسه عند رأيي فيك أنك حقير وهمجى ومُغتصب.
رغم شعور رفعت بالآلم لكن تبسم وهو يخرج ذالك الكيس الصغير من جيبه قائلاً بمرح،وأستفزاز:
أتفصلى،ده كيس فيه ملبس وكرمله ولبان من الأنواع الى بتحبيهم ،خدى لك منه ملبستين لاحسن تهبطى بعد البوسه دى،قال هذا وقام بتقبيل شفاها قُبله خاطفه ووضع الكيس بين يديها وسار أمامها،
يبتسم. 
بينما مروه ورامى،،ذهبا معاً
فى ذالك الأثناء رن هاتف رامى،تبسم وهو ينظر الى الشاشه وإبتعد قليلاً عن مروه ورد على المتصل أو بالأصح المتصله.
ساق مروه فضولها،وسارت خلفهُ،تتسمع على حديثه بالهاتف،ايقنت من طريقة نُطقه أنه يتحدث مع إمرأه،كان حوار بسيط ربما ليس به شئ لافت لمعزه خاصه،لكن بالنهاية يتحدث مع إمرأه،
سمعته يقول بنهايه المكالمه أنه سيذهب الى ألاسكندريه بأقرب وقت لمقابلتها،الفضول بداخلها يشتعل.
أغلق رامى الهاتف ونظر خلفه،وقال ببرود:
زمان الشغالين حطوا الغدا تحت المظله،خلينا نروح أنا جعان.
إقتربت مروه من رامى ووضعت يدها فوق عضدهُ وقالت:كنت بتكلم مين فى الفون.
تبسم رامى من قرب مروه منه ووضع يده فوق يدها وقال:دى زميله ليا من أيام الجامعه.
شعرت مروه بغِيره وقالت: أنت هتروح إسكندريه قريب. 
تبسم رامى بمكر:أيوا،بتسألى ليه ولا كنتى بتتصنتى عليا وأنا بتكلم؟ 
شهقت مروه قائله:هتصنت عليك ليه ، أنا سمعتك صدفه،وعالعموم ميهمنيش،تروح وترجع بالسلامه. 
تبسم رامى  وهو ينظر لمروه التى تغيرت ملامحها ولعب على وتر الغِيره علها تعترف بحبهُ وقال: لو عاوزه تجى معايا اسكندريه معنديش مانع، انا معزوم على فرح واحد كان زميلى فى الجامعه، وهو عازم كل زمايلنا اللى كانوا معانا فرصه نتقابل مره تانيه، ونعيد ذكرايتنا مع بعض.
إبتلعت مروه ريقها وقالت بتسرع:وطبعإ عازم زمايلكم البنات كمان.
تبسم رامى:أكيد هو أكدلى كده.
وقفت مروه،وتوقف رامى هو الآخر،ببسمه على قولها:إعمل حسابك هحضر معاك فرح زميلك ده،واهو بالمره أتفسح فى إسكندريه يومين أعتبرهم من شهر العسل اللى بلطت عليه. 
تبسم رامى وقال بتحرش: يومين بس ايه رأيك  فى أسبوعين تلاته، يمكن هوا إسكندريه يعدل مزاجى وأنتعش.
نظرت له مروه قائله:ليه وهو هنا فى الزهار مفيش هوا يعدل مزاجك ويخليك تنتعش.
رد رامى: هوا إسكندريه له خصوصيه، مش فى اى مكان تانى. 
ضربت مروه كتف رامى  قائله: 
قصدك أيه،طبعاً ما هناك بيفكرك بأيام الجامعه وزمايلك،اللى بتحن لهم  وأيامك معاهم، انا بقول خلاص قربنا من المظله مش كنت بتقول جعان.
تبسم رامى ينظر حوله بالمكان،خالى،فهو وقت غداء العمال، 
جذب مروه من خصرها على غفله، ونظر لشفاها وعيناها الغائمه، مروه رقيقه أكتر من الازم، عاد بنظره لشفاها، ليراها تبللها بلسانها، لم يعد للتفكير مكان، إلتقم شفتاها يُقبلها بتوق ولهفة عاشق. 
 
بعد العصر وإنكسار الحر قليلاً
تحدثت زينب بتذمر: 
قولتلك مش عاوزه أركب خيل، أبعد إيدك عنى خلينى أنزل، هو إجبار. 
تبسم رفعت، وقام بضرب الجواد ليجرى، سريعاً تزداد سُرعتهُ مع الجرى، كانت زينب تُمسك باللجام خلف يد رفعت، لكن دخل رفعت بالجواد الى ذالك المضمار، وبدأ الجواد يجرى أسرع، ليس يجرى فقط بل قام بالفقز من فوق إحدى الحواجز، إنخضت زينب وشهقت وتركت اللجام وتشبثت بيد رفعت المُمسكه باللجام تبسم وهمس جوار أذنها: 
لو سيبتى إيدى هتوقعى، يا زينب. 
تشبثت زينب بيدها فوق يدهُ الممسكه باللجام، بدأ الجواد يقفز فوق الحواجر، شهقت زينب لمره وإثنان، لكن بعد ذالك إستمتعت بذالك تشعر بأحتواء رفعت لها بين يديه، هو كان أكثر إستمتاعاً وهو يحتوي جسدها بين يديه يشعر بنسمات العصارى، تُنعش فؤاده، بعد وقت بدأ يُهدئ من سُرعة الجواد، يسير ببطئ، يخرج خارج المضمار، ترك رفعت لجام الجواد وقفز من فوقه، رفع يدهُ يساعد زينب للنزول، لكن قالت له بحِده: إبعد إيدك هنزل لوحدي. 
تبسم رفعت وتركها، 
لكن حين حاولت النزول كادت تقع بسبب شعورها بدوخه خفيفه، بسبب أنها لأول مره تمتطى جواد، تشبثت بلجام الجواد الى أن وضعت قدميها فوق الأرض، تبسم رفعت وهو يراها نزلت لوحدها ووقفت تترنح. 
إقترب منها يقول: هى أول مره هتحسى بدوخه بعد كده هتتعودى. 
سخرت زينب منه قائله: طبعاً هتعمل عليا خبير فى ركوب الخيل، عادى جداً، محسسنى إنك مولود فوق ضهر الخيل. 
تبسم رفعت يقول: لأ متولدتش على ضهر الخيل، بس عشت عمرى كله وسط الخيل. 
ساق زينب فضولها وقالت له: 
رفعت إن درست إيه؟ 
إقترب رفعت من أذن زينب وهمس.......؟ 
وقفت زينب لثوانى كالصنم متعجبه.
فاقت على هبوب عاصفه ترابيه بسبب جريان ذالك الجواد الآخر الذى ينفض تراب المزرعه أسفل أقدامهُ، ليس فقط ينفض التراب، بل كان يقترب منها وكاد يدهسها، لولا أن جذبها رفعت له 
ليقع على ظهره وهى الأخرى بظهرها فوق صدرهُ
تألم رفعت من ظهره، لكن ضم جسد زينب بين يديه، شعر بخفقات قلبها السريعه أسفل معصم يده. 
بينما زينب قالت بخضه: الحقيره ريما الحيوانه أكيد قاصده تدهسنى بالحصان، الغبيه المجرمه طبعاً عاوزانى أموت علشان ترجعلها، مفكره أن الكلام الأهبل اللى قولته قدامها صحيح وإنك بتحبنى. 
همس رفعت لنفسهُ: أنا فعلاً بعشقك يا زينب، مفيش واحده قبلك قدرت تتوغل وتحتل قلبى زي، ماأنتى أخترقتى مش بس قلبى أخترقتى كيانى بشراستك وعفويتك،أنتى الوحيده اللى ضعفت قدام عِشقها،معاكى أخترقت كل قوانين الانتقام،وأول قانون كان أنى مستحيل أقع فى العشق .
بينما همست زينب: وأنا الل. كنت بفكر أسيبك النهارده ومسمعش لكلام مروه واساعدها فى خطتها  ، لكن ده بعدك يا بومه إن منيمتك فى الحمام مبقاش أنا الدكتوره  زينب السمراوى. 
حاولت زينب القيام من فوق جسد رفعت، لكن هو أحكم يديه حوله وجلس، وهى بين يديه، نظرت له زينب قائله: 
فك إيدك من حواليا، خلينى اقوم أشوف الوقحه اللى كانت عاوزه تموتنى دى. 
تبسم رفعت  ونظر لها يقول: 
محدش يقدر يأذيكى وأنتى معايا يا زينب كونى متأكده من كده، مش هسمح بأى أذى يطولك. 
نبرة صوت رفعت جعلت زينب هى الأخرى  تنظر له 
لتتلاقى أعينهم ببعض، عين كل منها تبوح بشئ لم يكن متوقع حدوثه، وقوع كل منهما فى العشق، 
العشق! 
نفضت زينب عن تفكيرها وقالت: بلاش غباء، نهاية القصه معروفه. 
لكن كان ل رفعت رأى آخر، حين وضع يدهُ فوق عُنق زينب وقرب وجهها من وجهه وبمفاجأه قَبلها. 
تفاجئت زينب لكن لم تمانع قُبلته كأنها هى الأخرى كانت تريد تلك القُبله، 
لكن تلك الوقحه ريما تنحنحت 
تشعر بنيران من تلك القُبله. 
حين سمعت زينب نحنحة ريما، عادت من تلك السحابه، وإبتعدت قليلاً عن شفاه رفعت، الذى شعر بأنقطاع نفسه حين إبتعدت بشفاها عن شفاه. 
بينما زينب بتلقائيه وضعت رأسها على صدره وسمعت تلك الخفقات المتلاحقه، هو أيضاً شعر بخفقات قلبها أسفل يدهُ،. 
لكن قطع ذالك التواصل، صوت مُزعج
حين تحدثت بغِيره وغلول تلك السوداء القلب ريما: 
أنا آسفه مقدرتش اتحكم فى الحصان وهو بيجرى، حتى كان هيوقعنى، لو مكنتش أتمسكت فيه، انا جيت بسرعه أطمن عليكى، ياااا دكتوره. 
إنتبهت زينب أنها تجلس فوق ساق رفعت، فنهضت سريعاً وقالت: 
صادقه، هو انتى مجرمه العيب مش عليكى العيب عاللى روض الحصان، يظهر معرفش يسيطر على جموحه بقى ريما البومه، قصدى ريما الرقيقه تحاول تقتل برضو. 
اخفى رفعت بسمته، بينما اغتاظت ريما من نعتها لها بالبومه، كم تود الآن إشعال نيران بزينب وتتخلص منها، فهى العائق بينها وبين رفعت الذى يبدوا صادقاً بقوله أنه يُحب تلك الطبيبه الحمقاء، لكن مازال لديها ذالك الكارت الرابح ماذا ستفعل تلك الحمقاء إذا علمت أن لديها طفل من رفعت. 
 
مساءً. 
أثناء تناول العشاء 
نظرن مروه وزينب لبعضهن حين آتت الخادمه بطبق صغير به قطعة زبادى مخلوطه بالليمون ووضعته امام ريما، التى قامت بخلطه مره أخرى بالمعلقه وبدأت تتناول منه ونظرت لمروه وزينب بأشمئزاز وقالت لهن: 
المفروض تنتبهوا شويه على أكلكم، أنا شايفه أنكم بتاكلوا أى حاجه عالعشا، لازم تحافظوا على رشاقتكم الرجاله بتحب الست الرشيقه أكتر. 
نظرن كل من مروه وزينب لأجسامهن ثم نظرن الى ريما وقالت مروه بإغاظه: بس
رامى عاوزنى أتخن وأربرب، صح يا روميو. 
تبسم رامى ورد باماءه من رأسه. 
بينما قالت زينب: أنا بقى عندى السكر وهو بيحرق لوحده الآكل اللى باكله، خليكى إنتى فى الزبادى واللمون وانا هاكل طبق المحشى ده، صحه وهنا على قلبك. 
نظرت ريما لهن بغيظ وقالت: أنتم أحرار أنا كنت بنصحكم. 
ردت مروه: عارفين نواياكى كتر خيرك  برضوا بتوعينا، قالت مروه هذا ونظرت لرامى قائله: مش بتاكل  ليه يا رميو لتكون عاوز تخس، لأ يا حبيبى أنا بحب الراجل ابو عضلات مقويه صدره خد كُل طبق المحشى  ده،انا وزينب اللى طابخين الآكل ده كلهُ،ما عدا الزبادى مقربناش منها ملناش فى الدايت والكلام الفارغ،كُل مطرح ما يسري يربى عضلات يا حبيبى. 
تبسم رامى وأخذ الطبق من يد مروه. 
نظرت زينب ومروه لبعضهن  يبتسمن فمروه كاذبه هن لم يضعن يدهن بصناعة أى طعام سوا طبق الزبادى بالليمون أضفن له مذاق خاص بهن. 
بينما رفعت لاحظ نظرات زينب ومروه لبعضهن بتوافق، يبدوا انهن لديهن ما يخططن له. 
بعد قليل نهضت زينب من أمام السفره تتثائب قائله: 
أنا شبعت وكبس عليا النوم هطلع أغير هدومى وانام . 
تبسمت مروه ونهضت هى الآخرى قائله نفس الشئ، وأزادت: يظهر تعب وإرهاق اليوم حل على جسمى، مش هتطلع تنام إنت كمان يا رميو. 
رد رفعت: لأ أنا محتاج رامى فى موضوع،نص ساعه كده وهيحصلك. 
تبسمت مروه وقالت: تصبحوا على خير. 
صعدن مروه وزينب، وتركوا ريما التى ظنت أنهن أفضين مكانهن لها،للسهر لكن ذهب رامى ورفعت الى المكتب وجلسا معاً قليلاً.
فكرت ريما فى ذالك الوقت بمكر وخباثه،لما لا تذهب الى حمام السباحه الخاص بالسرايا لكن قبلها تطلب من رفعت مرافقتها لبعض الوقت تنتهز فرصة غياب تلك الحمقاء زوجته ولكن قبل ذالك صعدت الى الغرفه التى تظل بها،أخرجت مايوه قطعتين صارخ العُرى باللون اللمونى،لكن يبدوا أن هنالك شئ بمعدتها بدأ يصرخ،يبدوا أنه مفعول الليمون،ذهبت للحمام سريعاً تشعر بمغص قوى،بدون سبب معلوم لديها،لتنتهى أمالها فى محاوله قضاء وقت ممتع برفقة رفعت،فبدلاً من ذالك قضت الوقت بين الغرفه والحمام،ذهاب وإياب الى أن خارت قواها،وارتمت على الفراش تشعر بالضعف العام.
بالاسكندريه.
على متن أحد اليخوت
كانت فتاه بالكاد تبلغ من العمر أكثر من السابعه عشر بقليل. تقوم بالرقص، وهى شبه عاريه أمام ذالك الوغد هاشم، كان ينظر بأشتهاء لجسدها الغض الذى يصرخ بالأنوثه،بينما هى رغم حداثة سنها لكن كانت تتمايل بحركات مثيره بخبره كبيره قلدتها من إحدى الراقصات البارعات الاتى تشاهدوهن عبر شاشات الفضائيات،
شعرت بأنهاك فجلست أسفل قدمه تلهث.
شعر هاشم بأنتشاء وهو ينهض يجذبها معه من خصلات شعرها،ويدخل الى أحد غرف النوم باليخت،ألقاها بقوه فوق الفراش،
رغم خضتها لكن تبسمت له،وهى لا تعلم مالذى هى مُقبله عليه،قبل أن تنهض كان يهجم عليها كالذئب الذى ينهش فريتسته،يُقطعها بمخالبه،بالفعل قطع جسدها بلمساته المتوحشه،يشعر بانتشاء كلما سمع صوت إستغاثه منها،أن يرحمها قليلاً ويتركها هى لم تعد تتحمل أفعاله بها،لكن هيهات فالذئب مازال جائع،يرغب بأخرى يشتهيها،لكن هى بعيده عن يديه،لكن آتت تلك الصبيه الأخرى لخياله، تلك إبنة صفوان،عليه التسليه معها قليلاً قبل أن يحصُل على الطبيبه،بمجرد أن يعود الى البلده سيرسل لذالك السائس الذى بالتأكيد لن يرفض عرضهُ ويتفق معه ويعطيه ما يريد ويأخذ تلك الفتاه لمكان بعيد عن البلده يستلذ بها لبعض الوقت،حتى ينتهى من رفعت،وبعدها لن يكون هنالك عائق بينه وبين نَيل الطبيه.
نهض عن تلك الفتاه،يشعر بأنتشاء،غير مُلاحظ لتلك الدماء التى سالت ومازالت تسيل منها  مع عُذريتها التى سلبها لها بقسوه على ذالك الفراش الناعم،أو بالأصح هو لا يآبه بذالك،فالذئب منظر الدماء تُشعرهُ باللذه.
إرتدى قميصهُ وخرج من الغرفه،وقف ينظر للبحر أمامه مازال الليل بأوله،مازال لديه الوقت قبل أن ياتى ميعاد تلك المهمه التى هو من أجلها يقضى الليله بالبحر،بليله شبه صيفيه بفضاء أمامه مُعتم.  
بمنزل هاشم الزهار 
بغرفة وسيم. 
كان ينظر لذالك الهاتف القديم الطراز رأى تلك الصور له مع ليلى، وفتح ملف أرقام الهاتف، آتى بذالك الرقم المدون بأسم الباشا. 
فكر بالاتصال عليه، لكن هو يعلم أنه لن يرد عليه. 
لكن رن هاتف وسيم الخاص، نظر للشاشه ورد على المتصل سريعاً، يقول بلهفه: 
ها عرفت صاحب الرقم ده مين؟ 
رد الآخر: للأسف لأ الرقم مدون فى الشركه بأسم ست متوفيه من كذا شهر، بس طلبت من الشركه مراقبه أتصالات الرقم ده، بس للاسف الرقم ده مقفول  من كذا يوم لا إتصال ولا رساله، روحت للظابط القسم. 
رد وسيم: روحت له وقريت تقرير المعمل الجنائى بنفسى، الوغد مات بسبب زياده فى جرعة الدوا المخدر اللى كان بيتعاطاه،اكيظ الباشا ده الديلر اللى كان بياخد منه الحبوب المخدره دى،بس أيه مصلحته فى تصويرى مع ليلى.
رد الآخر:معرفش بصراحه سبب،عالعموم رقم الباشا أنا طلبت منهم مراقبته وهنشوف الايام الجايه أيه اللى هيحصل.
رد وسيم:تمام بالسلامه.
وضع وسيم الهاتف على الفراش وإرتمى بظهره عليه،يشعر بأنهاك عقلى،لما ذالك الوغد قام بتصويره هو وليلى،كأنه كان يراقبهم وانتظر  هذه اللحظه،
على ذكر ليلى،تنهد يشعر بشوق لرؤياها،فمنذ ذالك اليوم الذى تقابل فيه معها هى وخالها بقسم الشرطه لم يراها،حتى خلثه بالجامعه،يبدوا أنها تقصد الغياب عن عيناه.
تنهد بشوق يبتسم يتذكر خجلها ذالك اليوم ومحاولتها تجنب الحديث معه والابتعاد بنظرة عيناها عنهُ،هى مُحقه،هو من يبدأ،بالتهجم عليها،فكر عقلهُ،لما حين تكون بورطه يرسله الله لها نجده  ، هو ينقذها ويريد من ينقذهُ من الوقوع ببراثن عشقها. 
فى ذالك الأثناء، سمع طرق على الباب، إعتدل جالساً، وسمح بالدخول: 
دخلت تلك الأفعى عليه ببسمه مُسممه وقالت: سُومى كنت عاوزه أتكلم معاك فى موضوع خاص.
تنهد بسأم قائلاً:خير ايه هو الموضوع الخاص.
إدعت لمى الخجل وقالت:بصراحه بعد اللى حصل بينا من كام ليله،وانا مكسوفه أبص فى وشك.
نظر وسيم لوجهها وسَخِر بداخله،عن أى كسوف تتحدث تلك الوقحه،وقال بأستهزاء:وأيه بقى اللى حصل بينا الليله دى؟
رفعت لمى وجهها تنظر لوسيم وقالت بخذو مصطنع: معقول مش فاكر أيه اللى حصل بينا، أنا حاولت أمنعك يومها بس مقدرتش أقاومك،انت عارف مشاعرنى ناحيتك أيه. 
تعجب وسيم يقول: مقدرتيش تقاومينى، كان ممكن تصرخى واللى فى البيت مش طُرش كانوا هيسمعوكى، بلاش كلام  فارغ هاتى من الآخر يا لمى، عاوزه أيه يعد اللى حصل بينا  واللى انا مش فاكره ولا عارف حصل إزاى أصلاً. 
ردت لمى: الطبيعي  بعد اللى حصل بينا إننا نتجوز عالأقل لفتره قدام الناس، إفرض طلعت حامل،وارد جداً انا ميعاد البريود إتأخر عندى الشهر ده.
نظر وسيم بذهول يقول باستهزاء:البريود عندك متأخره قد إيه.
ردت لمى:حوالى أسبوع.
تنهد وسيم يقول:واللى حصل بينا كان من أسبوع عالعموم تمام،أنا موافق يا لمى إننا نتجوز،بس هنعمل فتره خطوبه كده صغيره،لو ظهر إنك حامل هنتمم الجواز بسرعه،مفيش حمل،يبقى نتجوز بعد ست شهور.
تبسمت لمى بفرحه ونشوة فوز قائله:تمام أنا موافقه،هروح اكلم بابى يجى لهنا،علشان نعمل بارتى خطوبه،ولا تحب نسافر إسكندريه نعمل الخطوبه هناك.
رد وسيم:لا بارتى ولا غيره الخطوبه هتكون عالضيق،قدامك لسه الزفاف ابقى أعملى البارتى اللى فى خيالك،انا عندى شُغل هنا وخلاص إمتحانات آخر السنه قربت وهنشغل فيها هى كمان،آجلى البارتى للزفاف. 
وافقت لمى على مضض،فالمهم الآن هى وصلت لما خططت له،وها هو وقع بفخ عِشقها.
لا تعلم أنه يحاول الهروب من ذالك العشق لأخرى تتوغل فى قلبه دون إراده منه.   
بسرايا الزهار
بغرفه نوم رفعت،
خرج من الحمام على صوت رنين هاتفه وفتح الخط سريعاً،يستمع الى  ما يقوله له الآخر  وجاوب عليه قائلاً: لأ إطمن هكون عندك فى إسكندريه قبل الميعاد.
وضع رفعت هاتفه على الشاحن وخلع عنه ذالك المعطف القطنى،وإقترب من المرآه ينظر الى إنعكاس ظهره،هنالك بعض أثار مدميه على ظهره بسبب وقوعه على أرضية الأستطبل،تبسم وهو يتذكر قُبلتهُ لزينب وقتها،كم شعر بالسعاده وكان لا يريد أن تبتعد بانفاسها عنه،لكن تلك اللعوب قطعت عليه اللحظه،
نظر الى تلك التجمعات الدمويه بظهره وفكر بمكر لما لا يستغل ذالك،بالفعل،أخذ هاتفه واتصل على هاتف زينب التى ردت بعد أكثر من رنين، تحدث رفعت: كل الرن ده مسمعتهوش ليه؟ 
ردت زينب بنُعاس:عاوز ايه أنا كنت نايمه ليه بتتصل وتزعجنى.
تبسم رفعت يقول:كنت عاوزك فى أوضتى خمس دقايق.
ردت زينب:عاوزنى فى إيه.
رد رفعت:لما تجى الاوضه هتعرفى.
ردت زينب بتحدى:مش جايه ومش عاوزه اعرف عاوزنى ليه،تصبح على خير،أو شر مش فارقه معايا انا عاوزه انام.
تبسم رفعت يقول:تمام براحتك،هطلب اللى عاوزه من ريما.
نهضت زينب قائله:ليلتك سوده يا رفعت وهاجيلك الاوضه أسودها لك أكتر،كده كده النوم طار من عينى.
قالت زينب هذا ونفضت الغطاء من عليها ونهضت من الفراش وأرتدت مئزر حريمى طويل فوقه طرحه بعشوائيه، وذهبت وهى تتوعد له. 
تبسم رفعت وهو يضع الهاتف على الشاحن مره أخرى،وتوقع ان تآتى تلك الشرسه بزوبعه.  
وها هى بالفعل فتحت باب الغرفه بعنف وأغلقته خلفها بعنف قائله: كنت عاوز ريما فى أيه يا همجى، أيه عاوز تعيد معاها ذكرياتكم القديمه اللى كل ما تشوفك تقعد تفكرك بها قدامى، من غير حيا، دى ناقص تطبعها  مشاهد على سيديهات. 
تبسم رفعت وقال:طب وده مضايقك فى أيه.
ردت  زينب:ولا فارق معايا،بس هى بتقصد تستفزنى علشان........
إقترب رفعت منها يقول بخبث: بتستفزك ليه... 
ردت زينب بتتويه: ولا بتفرق معايا، كنت متصل عاوزنى ليه؟ 
وضع رفعت أنبوب مرهم قائلاً: عاوزك بصفتك دكتوره، ضهرى بيوجعنى، يظهر كده إنجرح. 
ردت زينب باستهزاء: إن أيه، إنجرح عالعموم دير كده خلينى أشوف ضهرك. 
إستدار رفعت أمامها. 
نظرت زينب لظهره وقالت بأستهزاء: 
ضهرك بيوجعك من الكام خربوش دول، دا لو طفل صغير مش هيحس بهم، أنا غلطانه إنى جيتلك من البدايه، خد المرهم ده وبطل دلع عيال، نام واتغطى هتصبح كويس. 
تحدث رفعت بمكر: خلاص براحتك، هتصل على ريما تجى تدهنلى مكان الوجع فى ضهرى ومش بعيد تعملى مساچ كمان بايديها الناعمين . 
تضايقت زينب من ذكر رفعت لتلك الوقحه، ونظرت أمامها تزفر أنفاسها بضيق، لكن وقع بصرها على طبق فاكهه موضوع بالغرفه وبه سكين صغير، وأشارت عقلها وحسمت أمرها وذهبت الى مكان طبق الفاكهه وأخذت السكين، ثم عادت الى مكان وقوف رفعت 
أمسكت زينب، ذالك النصل الصغير، وأشهرته بوجه رفعت، ثم صوبت حد السكين ناحية عُنقهُ قائله: 
هو أنا هلاقيها من الست جيرين، ولا سيمبا كمان، الى طلعتلى فى البخت دى. 
حاول رفعت تمالك نفسه من الضحك على تلك الشرسه وقال:،أسمها "ريما"،قال هذا ونظر للنصل الموضوع على عنقه قائلاً: زوزى، السلاح يطول، السكينه حاميه. 
نظرت للسكين، ثم رفعت وجهها له تقول له:خد بالك أنا دكتوره،و المشرط فى أيدى زى لعبه بالنسبه ليا، 
أخر كلام عندى، تتعدل معايا تشترى عمرك.
لا تقولى ريما ولا البومه وبعدين زمان البومه ريما........ 
صمتت زينب. 
تحدث رفعت بمرح: زمان ريما مالها، أوعى تكونى قتلتيها قبل ما تجى لهنا. 
نظرت زينب لرفعت وقالت: تصدق شكلى هقتل فعلاً  الليله. 
تبسم رفعت وهو يعود للخلف أمام زينب يجذبها معه للسير الى أن وصلا الى أمام الفراش، ترك رفعت جسده  يهوى فوق الفراش لكن جذب زينب من يدها لتسقط فوق جسدهُ ومازال النصل قريب من عُنقه، 
تبسم بمكر ومد يده وأخذ النصل من يدها وألقاه أرضاً ولف يديه حول خصر زينب. 
وقال: أنتى بتقتلينى بسلاح تانى يا زوزى. 
قبل أن تتحدث  زينب وتستعلم منه عن ذالك السلاح الآخر الذى يقصده، كان رفعت يستدير بهم على الفراش وإنقلب الوضع. 
تفاجئت زينب  بذالك فدفعتهُ بيديها قائله: قوم يا همجى أحسنلك. 
امسك رفعت يدها
بينما قالت زينب هذا ورفعت ساقها وكادت تضرب رفعت،لكن ترك رفعت يدها وووضع يدهُ على ساقها،مبتسماً ينظر لها قائلاً بهيام
...... زينب. 
نبرة صوته جعلت زينب ترتبك ولم تشعر غير بانفاسهُ القريبه من وجهها قبل أن ينهل من شفتيها  قُبلات ممزوجه بالعشق،فى البدايه مانعت،لكن أمام مشاعره الجياشه إستسلمت لقُبلاته ولمساتهُ التى يستطيع بها السيطره عليها،ويشعرها أنها أنثى تطفو معه بغيمة العشق تُسقط بين شفتيه أمطاراً تروي صحراء قلبهُ القاحله بعذوبة قُبلاتها.
بعد وقت شعر رفعت بالكمال،وتنحى عن زينب نائماً جوارها،تبسم وهو يراها تُغمض عيناها
همس رفعت بأسمها:زينب.
فتحت عيناها ونظرت له للحظه تحدث عقلها الباطل وقالت:دلوقتي هيقل فى أدبهُ كالعاده ويفكر إنى اللى رميت نفسى عليه.
سبقت زينب بالحديث قائله:قبل ما تقول مكيفت.......
قبل أن تُكمل زينب كلمتها،إلتقم رفعت شفاها بقُبلات متشوقه،ثم ترك شفاها،وجذبها يحتضنها بين يديه بقوه قائلاً:
تصبحى على خير يا زينب.
تلبكت زينب من رقتهُ وقالت:وأنت من أهلهُ يا رفعت.
قالت زينب هذا وأغمضت عيناها،لتذهب الى النوم سريعاً.
تبسم رفعت وهو ينظر لها وهى نائمه،تشبه الأطفال،يحسدها على نومها السريع،ولكن كيف لا تنام سريعاً وهى صاحبة ضمير صاحى 
بجناح رامى. 
خرج رامى من الحمام تفاجئ بأنضمام الفراشين كانهم فراش واحد،نظر لمروه قائلاً:
ايه ده؟
ردت مروه:زى ما انت شايف أنا ضميت السريرين بصراحه مش بعرف انام على سرير لوحدى متعوده أحس بنفس حد نايم جنبى.
تبسم رامى يقول:تمام اساساً السرير واسع جداً.
تبسمت مروه بظفر،هى ستبدأ خطتها فى الأستحواذ على مشاعر رامى من جديد، وتمحو أى أنثى مرت بحياته ستُعطى لقلبها الفرصه معه،ستجعله لا يقدر على التفكير بغيرها.
لكن صوت ذالك الهاتف المزعج،ضايقها،حين نظر رامى للهاتف وقال: غريبه دى ريما،بتتصل عليا ليه دلوقتي.
أخذت مروه الهاتف من يدهُ وقالت:لا ريمه ولا بومه،هتكون عاوزه ايه دى واحده سخيفه انا بقول تنام وتسيبك منها اريحلك،ولا ببعجبك دلعها ومسخرتها عليك إنت ورفعت ،مش عارفه رفعت ازاى كان إنتص فى نظره واتجوزها،دى ضفر زينب برقابتها.
تبسم رامى يقول:واضح إنك انتى وزينب إتقفتوا مع بعض. 
إرتبكت مروه قائله:إتفقنا على أيه؟
رد رامى:أتفقتوا على كُره ريما ولمى،عالعموم أنا انا هعمل الفون صامت وهنام،تصبحى على خير.
تبسمت مروه:وانت من اهله يا رامى.
بعد قليل أضائت شاسة الهاتف،أستيقظ رامى ونهض من على الفراش وأخذ الهاتف معه،لكن قبل أن يخرج من الغرفه  
أزاحت مروه الغطاء، وأضاءت نور أباچوره موجوده بجوار الفراش، قائله: على فين يا رميو، بتتسحب زى الحراميه كده. 
وقف رامى، ثم أدار، لها وجهه، قائلاً: 
أنا عطشان هنزل أشرب، من المطبخ وأرجع. 
نظرت الى كومود موجود جوار الفراش، فرأت زجاجة مياه، وجوارها كوباً، فقالت له: 
والأزازه، الى على الكومود دى فيها أيه ، بنزين. 
قالت هذا ونهضت من على الفراش، وأمسكت الزجاجه، وأفرغت بالكوب ماء، ووجهت الكوب الى يد رامى قائله بحنق: 
أتفضل أشرب، رطب على قلبك من الحر. 
مد يده ياخذ الكوب ، لكن بعد أن أخذه أوقفته قائله:هشرب أنا الأول وبعدها أشرب بعدى،علشان تجرى ورايا.
أخفى،رامى بسمته وقال:طب ما أنا بجرى وراكى من زمان أيه الى أتغير؟
نظرت له،دون رد
لكن تفاجئ رامى، بها تفتح الزجاجه، وبلا سابق إنذار، شعر بأندفاع مياه الزجاجه، فوق، رأسه، ثم نظرت له قائله: 
بفوقك، يا عزيزى، المره دى ميه، ساقعه، المره الجايه مية نار، أنا بقول ترجع للسرير، وتنام تانى، أظن كده، أرتويت. 
تعجب رامى قائلاً: أيه اللى عملتيه ده. 
ردت  مروه: مش قصدى غطا الازازه هى اللى اتفتح لوحده  يارامى. 
نظر رامى لها قائلا: طب هاتيها كده أما اجربها على دماغك واشوف الغطا هيفتح لوحده ولا لأ. 
جرت مروه من أمامه، وهى تقول: خلاص أنا آسفه،قلبك ابيض يا رميو.
رد رامى بادعاء النرفزه:أيه رميو دى كمان اللى طالعه لى فيها،بقولك أيه انا ده اكتر اسم بكرهه. 
وضعت مروه يدها بخصرها وقالت: امال بتحب أسم رام 
على الاقل رميو كان عاشق مشفش غير حبيبته وجازف بحياته علشانه مش  زيك عملت فيها، الدنچوان رشدى أباظه وجمعت البنات حواليك عملت فيها چان،و لو مش فلوسك مكنتش بنت بصتلك،يا مسخ.
رغم ان مروه تتهجم على رامى لكن أخفى بسمته فغِيرتها واضحه،أقترب رامى منها لكن هى جرت امامه فجذبها من يدها،وشدها عليه،ونظر لعيناها يقول:
يعنى البنات كانت بتحب فلوسى وأنتى ليه محبتيش فلوسى زيهم؟
ركزت مروه بعين رامى وقالت:علشان الجميله وقعت فى حب المسخ نفسه .
تبسم رامى ونظر لشفاه مروه التى تهتز،وقام بتقبيلها،ثم ترك يدها وضمها لجسده يلف يديه حوله جسدها...
تفاجئ بمروه هى الاخرى لفت يديها حوله تضمه بحميميه،ترك رامى شفاه مروه ونظر لعيناها،التى سرعان ما أخفضت وجهها 
رفع رامى وجهها ينظر لعيناها وقال: 
والمسخ عشق الجميله من زمان يا مروه.
أرتعش جسد مروه بين يدى رامى،لم تعد تشعر بساقيها،تفاجئت بجسدها فى الهواء بين يدى رامى يحملها،ثم سار بها نحو الفراش ثم  وضعها عليه وأقترب منها يُقبلها،بشغف،بادلته مروه نفس الشغف على إستحياء منها،توغلت قُبلات رامى،وليس فقط قُبلاته بل لمساته أيضاً،إندمجت أجسادهم وأرواحهم بعناق حميمى.
كان عقل كل منهم شارد فى مستقبلهُ مع الآخر،بعد هذا العناق الحميمى.
عقل رامى يريد معرفة إن كان إستسلام مروه له مجرد شعور عابر منها بالغِيره من غيرها،أم أنها وقعت بعشق الوحش.
بينما مروه جازفت بكل شئ لتعرف إن كانت بالنسبه له نزوه سيخفُت زهوتها بعد حصوله عليها،أم عشق سيسطع نورهُ.   
 
بالعوده لغرفة رفعت. 
نهض من جوار زينب، وذهب الى الحمام، وخرج بعد قليل، وقف لدقائق ينظر لها كآنه يُشبع عيناه منها، لكن فاق على نور هاتفه، نسى انه كان وضعه على الوضع الصامت قبل أن تأتي  زينب للغرفه. 
نظر لشاشه الهاتف، وجد إسم ريما فتجاهل الرد. 
وذهب الى دولاب الملابس  أخرج ملابس له وقام بأرتدائها، سريعاً، ثم أخذ من الدولاب حقيبة ملابس  صغيره، وأقترب من الفراش، وقام بتقبيل شفاه زينب ثم خرج من الغرفه بهدوء، وغادر السرايا بأكملها. 
 
بعد وقت  بنفس الليله
قبل الفحر 
بأسكندريه على مرسى  لليخوت بأحد الموانئ. 
تحدث أحدهم قائلاً: 
أهلاً بيك  يا سيادة المقدم قبطان بحرى: رفعت رضوان الزهار. 
جيت فى ميعادك بالضبط. 
تبسم رفعت يقول: 
أتعلمنا الانضباط من سيادتك يا أفندم، أنا جاهز لأداء المهمه اللى إتكلفت بيها. 
تبسم القائد  قائلاً: عندى ثقه فى رجالتى يا سيادة القبطان... رفعت، ومش اول مهمه تقوم بيها فى مطاردة مجرمين فى البحر، بس المره  دى، المجرم اللى هتطارده  هو 
هاشم الزهار، اللى يعتبر فى مقام عمك،ويعتبر إسم الزهار عالمحك. 
رد رفعت بجساره: العضو الفاسد فى الجسم يا أفندم لابد من بترهُ.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بأستطبل الخيل. 
تبسمت زينب لتلك الطفله التى تمتطى الجواد الصغير،يمسك رفعت لجام الجواد ويسندها أيضاً،تبسم لها هو الآخر حين رأها،بينما الصغيره تحدثت بطفوله :
تعالى يا مامى شوفينى وبابى بيعلمنى ركوب الخيل. 
تبسمت زينب وإقتربت من مكان وقوفهم ووقفت جوار رفعت ونظرت له مبتسمه تقول بإعجاب: بابى خيال ماهر. 
لف رفعت يدهُ حول خصر زينب قائلاً: خيال ماهر بس للأسف معرفش يروض الشرسه. 
تبسمت له قائله: بس الشرسه للأسف وقعت فى الهمجى، وبدل حياتها.
تبسم رفعت وإنحنى يُقبل وجنتها،تبسمت زينب،لتلك الصغيره 
لكن سآم وجهها وشعرت بغصه وخوف حين  قالت الصغيره:مامى هو أنا ممكن أورث منك السكر.
سمعوا صوت ضحكة تهكم  من خلفهم،نظرت زينب الى صاحب الضحكه،نظره إزدادت إزدراء له  عن قبل،  حين سمعتهُ يقول :أكيد هتورثيه،زى مامتك ما ورثتك من اللى سبقوها،بس الغريبه إزاى خلفتك،أكيد مش بنتها. 
فتحت زينب عينيها فجأه ورفعت رأسها من فوق الوساده التى كانت نائمه عليها  نظرت جوارها لم تجد رفعت،تعجبت،لكن إهتدى عقلها،ربما كان بالحمام،لفت يديها تلملم خُصلات شعرها، خلف عنقها،ثم وضعت رأسها مره أخرى على الوساده،شردت فى ذالك الحلم وتلك الفتاه،هل هى أمنيه لها قد تُنجبها يوماً،أم أنها وهم قد لا يتحقق، ويكون قول ذالك الطامع سميح هو ووالداته صحيح، حين قالا أنها  قد تكون ورثت العُقم كما ورثت مرض السكرى، من عمة والداها، عقلها يخبرها العُقم لا يورث،و بإمكانك التأكد وقطع الشك باليقين بأجراء طبى بسيط، لكن لا تعرف  لما لديها هاجس الخوف أن يكون هذا صحيحً وتكون غير قادره على الإنجاب، شت عقلها هى لم تفكر  فى ذالك سابقاً، لم ترسم حياتها هكذا كانت ترتكز حياتها فقط على عملها كطبيبه لا أكثر لم تكن تُخطط  للزواج بعد إنصدامها سابقاً فى سميح، بالتالى كانت فكرة الإنجاب مستبعده لديها،ما تفسير هذا الحلم،ولما حلمت به الآن أهو شوق أن يكون لديها طفله أم خوف أن تأتى بطفله ترثها مرضها اللعين التى تصاحبت عليه،
فاقت من شرودها على صوت ذالك الطائر كما يطلقون عليه طائر الليل (الكروان)
إنتبهت رفعت لم يعُد بعد نظرت بإتجاه باب الحمام،للغرابه يبدوا غير مُغلق جيداً،جذبت غطاء الفراش ولفته حول جسدها ونهضت من عليه توجهت الى الحمام وأضاءت النور،رفعت ليس بالحمام،إذن أين ذهب وتركها بعد أن نامت،جائها هاجس أيكون ذهب الى غرفة تلك الوقحه،ريما....
هتفت قائله:أما ألبس هدومى وأشوفه فين لتكون الجرعه اللى حطينيها فى الزبادى كانت زياده عليها وماتت من الضعف.
إرتدت منامتها مره أخرى،لكن إستغربت تلك الرساله التى آتت لهاتفها الآن.
تحدثت:كويس إنى كنت حطيت فونى فى جيب البيجامه بس مين اللى هيبعتلى رساله دلوقتي،ليكون الواد مجد هو أوقات كده بيحب يتساخف عليا.
أخرجت هاتفها ونظرت للشاشه،تعجبت الرساله من....رفعت!
فتحت الرساله،وقرأتها
(أكيد أستغربتى لما صحيتى،وملقتنيش جنبك عارف تفكيرك هتفكرى أنى روحت عند ريما اللى إتفقتى انتى ومروه عليها وحطيتوا لها مُلين فى الزبادى،بس بصراحه هى تستحق اللى عملتوه فيها،بس أنا مش فى السرايا خالص،أطمنى،انا مش فى الزهار خالص ولو ربنا سهل لى أمرى إحتمال أرجع آخر النهار،أدعيلى،ولا أقولك بلاش  ....
آه نسيت أقولك إنى متكيفتش).
ألقت زينب الهاتف على الفراش بقوه قائله بغيظ:همجى حقير وهيفضل همجى طول عمره يارب ما ترجع وأرتاح من وقاحتك،بس الحقير إزاى عرف إننا حطينا مُلين فى الزبادى،أكيد زارع كاميرات مراقبه فى كل زوايا الحِصن ده.  
قالت زينب هذا وتلفتت حولها قائله: واكيد هنا فى الأوضه كاميرات  مراقبه،وقح ويعملها عادى،بدأت زينب تبحث بعيناها داخل الغرفه،وبالصدفه خبطت يدها بمقبض أحد أدراج طاوله جوار الفراش،وإنفتح الدرج...
رأت جزء من  صوره بها رفعت فتحت باقى الدرج لتنصدم من الصوره كامله،،،رفعت وتلك الوقحه ريما بقُبله حميميه، شعرت زينب بغيره كبيره كادت تُقطع الصوره لكن إنتبهت قائله: مالك يا زينب، حاسه بنار فى جسمك كده ليه، هى كانت مراته، بس ليه محتفظ بالصوره هنا فى أوضه ودرج جنب السرير، يمكن علشان لما توحشه يشوف الصوره دى تفكره بها، حيوان، حقير همجى، مستنيه منه أيه، وبتفكرى فى أيه، لازم للقصه دى من نهايه قبل...... 
توقفت زينب، تفكر قبل.. أيه!
قبل ما توقعى فى حُبه، فوقى يا زينب،ملوش لازمه التجربه معروف نهايتها.....الفشل. 
.....ـــــــــــــــــــ.. 
بينما على الجهه الأخرى بأحد السُفن فى بحر الاسكندريه على عُمق كبير بداخل المياه الاقليميه،تبسم رفعت وهو يغلق الهاتف نهائياً وقال:كويس إنى مش قدامها كانت قتلتنى بدم بارد.
ضحك زميله الذى دخل عليه يقول:مين اللى كانت هتقتلك بدم بارد يا سيادة المقدم.
تبسم رفعت وقال:مفيش حاجه يا محمود خلينا فى الأهم دلوقتي،خلاص وقت تسليم الأدويه خلاص السفينه اللى جايه من اليونان قربت على المكان اللى راسى فيه يخت هاشم والأوغاد اللى معاه.
تبسم محمودقائلاً:فعلاً خلاص الأشاره جت إن السفينه خلاص على مشارف دخول المياه الاقليميه لينا،وأكيد زى كل مره السفينه هتهدى السرعه لدقايق،تنزل الادويه عاليخت بتاع هاشم،وبعدها السفينه هتكمل خط سيرها للمينا،ألحق بقى إلبس الدرع الواقى وجهز نفسك.
تبسم رفعت وهو يضع ذالك الدرع الواقى على صدره ووضع حزام جلدى على صدره به سلاح وأرتدى قبعه سوداء تخفى ورأسه ووجهه بالكامل عدا عيناه.
لكن أثناء وقوف رفعت وزميله،دخل عليهم أحد المعاونين لهم قائلاً:فى لانش صغير بيقرب عالسفينه هنا واضح انه جاى من ناحية اليخت اللى واقف قريب من هنا.
رد محمود:تمام إنت عارف لو سألوك هترد تقول أيه؟
رد المعاون لهم:تمام يا أفندم عارف،هرد أقول،إننا صيادين وطالعين جولة صيد فى البحر والجو ضلمه والبحر شبه هادى،ادعى لينا ربنا يرزقنا،بالخير الوفير.
تبسم رفعت يقول:قول ياارب قدمنا الصيد الثمين،لو وقع الليله ده اكبر خير.    
...... 
بالفعل ما هى الا دقائق وكان الصيد يبدأ
هدأت سرعة  السفينه عملاقه، لدقائق، بمكان قريب من ذالك اليخت، نزل رجال  أقوياء البُنيه، وأخذو قارب ليس  بالصغير وساروا   جوار السفينه العملاقه بنفس سرعتها،وقاموا بأنزال بعض الصناديق على القارب الخاص بهم، الى أن أنتهوا، ثم عادوا بأتجاه اليخت الذى عليه هاشم،بينما السفينه  عادت لسرعتها مره أخرى. 
وضع الرجال تلك الصناديق على اليخت، ثم صعدوا يعطون التمام، ل هاشم الذى تبسم بأنتشاء وظفر، ولكن لم تدوم بسمته سوا دقائق، خرج من تلك السفيه الأخرى، مجموعه من القوارب البحريه السريعه،وأضاءت ظُلمة البحر قليلاً تحاوط يخت هاشم من جميع الجهات،وحدث تشابك نارى بين هولاء الاوغاد اللذين على السفينه ومع الشرطه، كان عنصر المفاجأه قوى بالنسبه لهاشم، كما ان رجالهُ بدأو بالسقوط الواحد يلى الآخر، الغلبه للشرطه، وطريق الهروب صعب لكن ليس مستحيل، 
والمستحيل  بالنسبه لهاشم  له هو  القبض عليه أو حتى قتله،هنالك طريق للفرار،حقاً صعباً لكن عليه المجازفه،بالفعل ذهب الى آسفل اليخت وفك رباط،ذالك القارب الصغير للغايه،فهو قارب إنقاذ لشخص واحد، لكن فى ذالك الوقت كان صعدت بعض قوات الشرطه الى اليخت، وبداو بتمشيط غُرفهُ، لاحظ رفعت هروب هاشم، سار فى إتجاههُ، لكن كان هاشم كان الاسرع و انتهى من حل قارب النجاه وسار به فى المياه لبضع الامتار القليله، لكن كان رفعت على مقربه منه بضع أمتار، صوب رفعت سلاحه على هاشم ربما يقتنصهُ، بالفعل الرصاصه أصابت هاشم، لكن إستطاع الذئب الهرب، هذه المره.. 
بعد قليل على متن اليخت وقف القائد، ينظر لرفعت ومن معه قائلاً: للأسف هاشم هرب مننا، بس الحمد لله رغم كده، كفايه إن الصناديق  دى وقعت تحت إيدينا كان هيفسد بها عقول وأجسام المصريين. 
تبسم رفعت يقول: إن كان هاشم قدر يهرب مننا فهو بخطر أقوى، الكميه اللى إتمسكت دى مش شويه، وأكيد التجار اللى كان بيورد لهم فى مصر،مش هيسكتوا على فلوسهم،وكمان الأخوه بره مصر،تصفية العمليه دى مش سهله،هاشم كان الأفضل له يا أتقتل الليله أو سلم نفسه للشرطه،يمكن كانت تقدر تحميه سواء من التجار،أو الموردين اللى بره مصر.
تبسم القائد وهو ينظر لرفعت قائلاً:فعلاً كلامك صحيح هاشم حط نفسه فى النص بين الشياطين، عالعموم مبروك يا شباب عمليه ناجحه،أنتظروا الترقيات.
تبسم رفعت والضابط الآخر،لكن رفعت بداخله نشوه،بعد أن أصاب هاشم،هو يعلم أنه لم يقتلهُ لكن هو الآن ذئب جريح عليه أن يتوارى قليلاً حتى يلتئم جُرحه،قتل هاشم لن يشفى غليل نيران رفعت.
تبسم القائد وأقترب من رفعت،ومد له يدهُ بملف ورقى قائلاً:دى بيانات الشخص اللى بيساعد هاشم فى تدخيل الادويه الفاسده والمخدره دى،للبلد وأعتقد الأمر ده لازم تعرفهُ،لانه شخصيه قريبه منك.
أخذ رفعت الملف من القائد وقام بفتحه،ورأى صورة ذالك الشخص،وقال بذهول:
مستحيل الشخص ده يكون هو اللى بيساعد هاشم وبيسهله أعمالهُ المخالفه للقانون.
رد القائد:للأسف هو،ومش بس كده،كمان ساعده فى أخفاء أثر لاكتر من جريمه إرتكبها هاشم فى حق البنات الصغيره اللى كان بيتجوزها، وبعد فتره بيساومهم، ويسفرهم لبره مصر يشتغلوا فى الدعاره واللى ترفض مصيرها الموت و أعضاء جسمها تتقطع قطع غيار تتباع بمبالغ كبيره،جزء كبير منها بيدخل لهاشم واكيد الشخص ده،كمان كان بينوبه نصيب قصاد تصاريح سفر البنات دى،سواء كان بجوازات سفر مضروبه أو حتى رسميه انهم مسافرين للعلاج على نفقة الدوله لخارج مصر،أو تكميل تعليمهم فى جامعات أروبيه،هما فى الاصل بيبعوهم نخاسه،غير البنت اللى لقناها عايمه فى دمها عاليخت من شويه،مش عارف ربنا هينجيها وتعيش وتكون طرف خيط،لما تِقر على هاشم ولا هيكون الحظ معاه ولسه وقت على وقوعه،بعدين مالك مندهش قوى كده،من الشخص ده،فى شغلنا سهل تنصدم فى بعض البشر.
رد رفعت: لأن الشخص ده كان وزير سابق، ومش بس كده والده كان من أعز أصدقاء والدى حتى هو كمان كان قريب بصفه شخصيه من والدى. 
رد القائد: هترجع الزهار تانى طبعاً. 
رد رفعت: أيوه يا أفندم هرجع النهارده. 
تبسم محمود قائلاً: النهارده، طب خد نفسك شويه من العمليه سفر صد رد كده  يهلك صحتك. 
تبسم القائد 
بينما قال رفعت: لأ إطمن لسه شباب، وهنفضل على تواصل زى ما أحنا، انا لو مش طلب القائد إنى أشارك معاكم فى المهمه دى حبيت أبين أنى قد ثقتهُ فيا،الحمد لله العمليه تمت،بدون خساير للشرطه ولا لرجال البحريه،مجرد إصابات مفيش فيها إصابات خطره،لأى فرد آمنى شارك فى العمليه
انا فعلاً  بفكر الفتره الجايه إنهى خدمتى بالبحريه نهائى،مش مؤقتاً وأعيش فى الزهار، بين الخيول. 
تبسم القائد  قائلاً: إنت ضابط وقبطان بحريه كُفأ يارفعت وفعلاً خساره تنهى خدمتك للبحريه، بس الحياه فيها خيارات وأولويات،وكمان قدر نافد وإحنا اللى بنحدد أولوياتنا، بس بتمنى لك التوفيق  فى إختيارك، بس آجل موضوع إنك تسيب البحريه ده شويه،حتى بعد ما نشوف موضوع هاشم الزهار ده هينتهى إزاى.
تبسم رفعت بموافقه،بينما بداخله غليان يفور،ويقول لنفسه:أنا كنت أقدر أصفى هاشم الزهارالليله بس موته مكنش هيطفى نيرانى قبل ما أعرف الشخص التانى اللى كان بيساعده وخلاص،عرفت هو مين،ونهايتهم هما الأتنين على إيدى،بنفس اللى حصل لى فى الماضى...حرق القلب.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لغرفة، رامى ومروه. 
نظرات الخجل فى عين مروه لم تستطيع النظر لعين رامى، تتهرب بعيناها بعيداً عنه. 
آخذ رامى نظرهُ من تهرب مروه بعيناها بعيداً عنه،فتبسم وقام بشدها على صدره ورفع وجهها ينظر لعيناها التى أغمضتها وقال:
أفتحى عينك يا مروه،ليه مكسوفه من المسخ. 
فتحت مروه عيناها تنظر لعين رامى، تشعر بتوهان عقلها، هى أصبحت زوجته قولاً وفعلاً، عقلها يسأل: 
من ذالك الحنون الذى كان، هو الوحش الذى كنت أشعر بنفور منه، ليس بسبب تشوه جسدهُ، بل خوفاً من حقيقه كنت أرسمها، أننى لست سوا نزوه بمجرد نيلها ستنتهى زهوتها، هل سيحدث، ذالك حقاً، مع الوقت وتزول الزهوه.
لكن اعادها من شرودها، رامى حين نظر لعيناه وقال: 
مكنتش أعرف إنى حلو كده، لدرجة أنك مركزه قوى فى وشى. 
شعرت مروه بالخجل فأخفضت وجهها فى صدره كالنعامه حين تخبئ وجهها وسط الرمال، وتعتقد انها بذالك تختفى عن الأعين، كذالك تشعر  مروه الآن، كل الهواجس تجمعت لديها، لما تجاوب رامى معها الليله وأتم زواجهم، لما لم يفعل كما فعل فى الآيام السابقه وإبتعد عنها حين أقترب أن يمتلكها هو إمتلكها فعلاً، ليس فقط جسداً بل روحاً وعشقاً، كم هو غريب العشق من شدة النفور لقمة الذوبان بمجرد قُبله، قُبله إنتهت بأمتلاك، ولكن لما إنتهت القُبله هى عطشه مازالت تريد أكثر وأكثر لم ترتوى بعد.
يقولون الصمت فى حرم الجمال،جمالُُ،حقاً جمالُ وكمالُ أيضاً،هذا ما يشعر به الأثنان،فقط صوت دقات القلوب القريبه من بعضها لا يفصلها سوا جلد وبعض ضلوع الجسد.
قطعت مروه الصمت وقالت:سامع؟
تعجب رامى قائلاً:سامع أيه!؟ 
رفعت مروه رأسها من على صدر رامى قائله:
صوت الكروان فى السما،تعرف بيقولوا عليه صوت الليل الحزين،مع انى كنت بتونس بصوته،هو وو......
نظر رامى لها يقول بسؤال:
هو وأيه  التانى، اللى كنتى بتتونسى بصوته. 
صمتت مروه تكز بأسنانها على شفتيها بتفكير. 
تبسم رامى وقال بمكر: يمكن الصوت التانى كان مُزعج.
نظرت له مروه تقول بدلال:هو مكنش مُزعج قوى،بس كنت أنا وأخواتى بنصحى على صهيلهُ كل يوم قبل الفجر او بعدهُ بشويه،حسب وقت صاحب الحصان.
تبسم رامى يقول:طب الحصان مكنش بيصعب عليكى فى الشتا،وتقولى الدنيا برد عليه أنده له أعمله أى حاجه دافيه يشربها تدفيه.
تبسمت مروه بدلال:وهو كان أيه بيجبرهُ يطلع من بيته فى الشتا يجى يقف تحت شباك بيتنا.
نظر رامى لمروه بعشق:مش عارفه أيه اللى كان بيجبرهُ! 
ده اللى كان بيجبرهُ،شوقه أنه يحس إنك قريبه منى،مفيش بينا غير حيط هو اللى فاصل بينا،كنت أوقات كتير،ببقى نفسى أهد الحيط دى وأدخل علشان أشوفك.
تبسمت مروه وهى تنظر ليد رامى الذى وضعها فوق قلبهُ
قالت بمفاجأه:أنتى حبتينى أمتى يا رامى،لما رجعت للبلد وأتقابلنا عند السكه،أنا أستغربت وقتها إنك لسه فاكرني بعد أكتر من سبع سنين.
تبسم رامى:  
مروه أنا عمرى ما نسيتك ورجعت لهنا بس علشانك، صدقنى لو مش أنتى هنا عمرى ما كنت فكرت ولا طاوعت رفعت لما قالى أننا هنرجع للزهار من تانى، بس بصراحه كنت قبلها خلاص قررت أرجع لهنا، علشان خاطر الجميله. 
تبسمت مروه، ثم رفعت وجهها تنظر لعيناه، قالت بحياء: والجميله كان قدرها عشق الوحش اللى كان جواها أمل أنه يرجع فى يوم ويدور عليها، رامى الجميله كان قدرها الوحش. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة الجده إنعام صباحاً
تبسمت زينب وهى تفتح باب الغرفه بمواربه قائله: تيتا إنعام الحلوه صاحيه ولا لسه بتاكل رز مع أصحابها الملايكه. 
تبسمت إنعام قائله:  
لأ سيبت أصحابى الملايكه ياكلوا هما رز وصحيت ومحاسن جابتلى فطورى، اللى مفيش فيه رز أنا مش باكل رز ولا نشويات كتير محافظه أهو زى ما بتقوليلى تعالى يا زوزى ياقلبي،أنا بتفرج على صور الألبوم تعالى أفرجك عالصور ده ألبوم تانى غير اللى شوفتيه قبل كده،الألبوم ده كان عندى فى شقة إسكندريه متحرقش،هنا فى الحريق.
تبسمت زينب ودخلت الى الغرفه،جلست جوار إنعام على الفراش،بدأت إنعام فى تقليب الصفحات وحكايه مناسبة كل صوره الى أن وصلت الى صورة فتاه صغيره،
طوت إنعام الصفحه،لكن أعادت زينب الصفحه،وقالت بسؤال:مين البنت الصغيره دى يا تيتا؟
ردت إنعام بغصه قائله:دى رحمه....
رحمه بنت بنتى،أخت الهمجى رفعت والمسخ رامى،بس هى كانت رقيقه زى إسمها،انا كنت  محتفظه لها بصور كتير وهى صغيره فى ألالبوم ده فى صور تانيه لها.
قلبت إنعام صور الالبوم الى أن وصلت الى صوره توقفت عندها قائله:رحمه كانت بتحب ركوب الخيل ورفعت كان بيعلمها،شوفى الصوره دى كان راكب وراها الفرسه .
نظرت زينب للصوره، للحظات آتى طيف ذالك الحلم براسها كآنه تحقق أمامها،بنفس ما رأته فى الحلم،لكن هنا رفعت يبدوا صبياً،والفتاه أكبر قليلاً،لكن للعجب الأكثر إنها نفس الفتاه التى رأتها بحلمها. 
فاقت من التفكير فى الحلم حين بدأت إنعام تقليب الصور، بدموع بها فرحه وحزن فى نفس الوقت  تتذكر الذكريات القليله. 
أغلقت إنعام الالبوم بدمعة عين لاحظتها زينب، فقالت بمزح: كده يا تيتا العيون الحلوه دى تدمع. 
ببسمه ممغوصه قالت إنعام: 
العيون دى شبعت دموع يا زوزى، لسه فاكره الماضى، كأنه قدام عنيا، لما رفعت ورامى الأتنين جولى إسكندريه بعد الحريق، مكنتش مصدقه، إن بنتى وبنتها خلاص راحوا وبقوا رماد بين الرماد. 
تعجبت زينب من قول إنعام، كيف هى مازالت تتذكر الماضى،هل هى مريضه فعلاً بمرض التوهان أم تتوه بخاطرها،لكن وضعت يديها حول كتفي إنعام  وقالت: 
أيه اللى السبب فى حريق السرايا يا تيتا؟ 
ردت إنعام: معرفش السبب، بس رفعت قالى إن الحريق  كان مقصود وبفعل فاعل مكنش زى ما إتقال وقتها صدفه، إتنين من العمال كانوا بيشربوا سجاير ورموا اعقاب السجاير ولعت فى القش والأستطبل وقتها وكمان النار طالت السرايا نفسها، هو قالى إن فى التحقيقات إتذكر إن فى ماده سريعة الأشتعال هى السبب وبتسبب إختناق،بيقول باين إسمها غاز الهيدرو....  الهيدرو.. ،
مش فاكره بقيه الكلمه.
ردت زينب: قصدك (غازالهيدروچين). 
قالت إنعام: أيوه هو ده  وكمان كان 
معاه ماده تانيه مش فاكره اسمها اللى شاف الحريقه وقتها كانوا بيقولوا كل ما يحاولوا يطفوا النار بالميه كانت بتولع أكتر،مفيش نجى من الحريق غير رامى ورفعت،لكن بنتى ورضوان ورحمه التلاته راحوا فى الحريق،ياريتنى كنت وياهم وروحت معاهم وقتها،بس أنا لسه ليا عمر،أنا رجعت إسكندريه يوم الحريق الصبح.
ضمت زينب إنعام وجففت دموعها قائله:بعيد الشر عنك يا تيتا،وبعدين ربنا أكيد كان له هدف،إنه تكملى تربية رامى،ورفعت.
حاولت زينب التخفيف من دموع إنعام قائله بمزح:
مع أنى شايفه يا تيتا إنك فشلتى فى تربية الاتنين معندهمش ريحة التربيه او على الاقل الهمجى رفعت،ده ناقص تربيه جداً.
تبسمت إنعام وقالت:فى إيدك تربيه يا زوزى،إطردى البت البومه  الفضيه ريما من السرايا،وإستفردى برفعت وأدبيه من اول وجديد وخليه يشيل فكرة الإنتقام من دماغه،رفعت رجع لهنا علشان هدف واحد أنا عارفاه....هو الإنتقام..هو عارف مين اللى كانوا السبب فى الحريق،وراجع ينبش وراهم،وأولهم....هاشم الزهار نفسه...
رفعت شاف جمرة نار بتحرق اللى بيحبهم الجمره لسه والعه فى قلبه... أنا خايفه عليه من النار اللى فى قلبه تحرقه هو كمان، 
رفعت مش هيرجعه عن فكرة الإنتقام اللى فى دماغه،غير شئ واحد.
تعجبت زينب قائله:علشان كده بحس دايماً،رفعت بيكره هاشم الزهار،بس أيه الشئ الوحيد اللى هيرجع رفعت عن الانتقام اللى فى دماغهُ؟
نظرت إنعام لزينب وقالت بأختصار:
عشقك....يا زينب
قالت إنعام هذا ونظرت لزينب المذهوله من قولها فأكملت قولها: 
أنتى ورفعت موعودين لبعض من زمان،من يوم ما شافك عندى فى إسكندريه وشالك بين إيده وقال
"شجرتى الطيبه"
إنتى مكنتيش توعى عالدنيا بنت شهر تقريباً وهو كان صغير بتاع ست سنين،يمكن هو نسي،بس لا أنا ولا القدر نسينا.......
الوعد المحتوم.    
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار مساءً
على طاولة العشاء.
جلس وسيم بعد ان القى التحيه على مُهره الجالسه.
تبسمت مهره له،وقالت:كنت فين طول اليوم مشوفتكش حتى الصبح مصبحتش عليا زى عادتك.
رد وسيم:كنت فى استطبل الخيل قبل ما اروح الجامعه،وحتى لم رجعت من الجامعه كنت فى الاستطبل،فى كم حصان ومهره مش بصحتهم بحاول اعالجهم.
ردت مهره:تمام يا حبيبي،ربنا يجيب تعبك بفايده مع الخيل.
تبسم وسيم بصمت 
بينما تحدثت لمى وهى تنظر ل وسيم قائله:
مش هتقول لعمتو مهره عالأتفاق اللى بينا؟
نظر وسيم ل لمى ثم نظر ل مهره التى قالت بأستفسار:
إتفاق إيه اللى بينكم؟
رغم تردد وسيم،لكن حسم أمره حين قالت لمى:إتفاق هيفرحك قوى يا عمتو......
قاطعتها  مهره كانها كانت تشعر بما سيقول وتود أن يخلف قوله شعورها هذا 
وقالت: عاوزه أعرف  من وسيم نفسه إيه  الاتفاق اللى بينكم ده؟ 
مازال وسيم متردداً لكن تواقحت لمى ومدت يدها ووضعتها فوق يد وسيم على الطاوله، مما جعل وسيم يشعر بالنفور وسحب يدهُ من أسفل يدها ونظر لمهره قائلاً بحسم: 
أنا ولمى قررنا نرتبط ببعض. 
رغم فهم مهره لقول وسيم لكن بعقلها الباطن لا تريد ذالك وتريد تكذيب وسيم نفسه، قالت: يعنى أيه ترتبط انت ولمى ببعض؟ 
ردت لمى: مش فاهمه يعنى ايه نرتبط انا ووسيم، يعنى قررنا نتجوز. 
تحدث وسيم بحزم: سبق وقولت خطوبه، الحواز مش قبل ست شهور عالأقل، الأ لو حصل فى الامور آمر تانى؟ 
ردت مهره بأستفسار: مش فاهمه هو جواز ولا خطوبه، وأيه هو الأمر التانى ده. 
رسمت لمى الخجل، بينما قال وسيم: مفيش مش قصدى حاجه، ذلة لسان مش أكتر، دلوقتي  أنا ولمى قررنا  نعلن خطوبتنا وانا إتصلت على عمى هشام وهو هيجى لهنا آخر الأسبوع الجاى، هنعمل حفلة خطوبه عالضيق كده. 
نظرت مهره لعين وسيم، أيقنت هنالك ما يُخفيه عنها، ليس طبيعياً، ماذا حدث فجأه لعقله ويقول انه يريد الارتباط ب لمى، وهو واضح جداً  أمامها أنه  لا يريدها، هنالك شئ مخفى عنها. 
حسمت مهره قولها وقالت ل وسيم: أنا مش موافقه عالأرتباط ده وشايفه أنكم بتسرعوا بدون أى سبب. 
نظر وسيم لعين مهره ولكن سُرعان ما أخفض وجهه خوف أن تقرأ عيناه وتعلم أنه يفعل ذالك بضغط ليس من لمى، بل من قلبهُ، يريد إيقاف توغل أخرى الى قلبهُ.. 
نهض وسيم قائلا:: انا مش جعان قوى، هطلع آخد شاور وعندى كم بحث للطلبه عندى هقراهم وبعدها هنام، تصبحوا على خير. 
غادر وسيم وترك، لمى ومهره التى قالت لها: 
أيه اللى حصل بينك وبين وسيم خلاه عاوز يرتبط بيكى بالسرعه دى. 
نهضت لمى قائله: اللى حصل إننا بنحب بعض، ليه حضرتك مش عاوزه تفهمى ده، أنا كمان عامله دايت ومكنتش هتعشى، هطلع أكلم مامى فى اليونان وبعدها هنام، تصبحى على خير. 
لم ترد مهره عليها، وعقلها يخبرها هنالك شئ حدث، هى لن تسمح لوسيم بتدمير حياته مع فتاه مثل لمى، ليس لديها أخلاق، هى متاكده أنها مثل والداتها.... توقف عقل مهره وتذكرت... جاكلين
لمى بنت چاكلين وأكيد واخده من خصالها السيئه، لن تسمح بحدوث ذالك الارتباط حتى لو وقفت أمام وسيم نفسه وسردت له ما حدث من والداتها بالماضى، وفرق بين هشام ورضوان.... 
رضوان... رفعت
عليها عرض الآمر على رفعت وطلب تدخله هو وقع سابقاً ببراثن إحدى بنتي چاكلين، لكن القدر أنجاه منها وأرسل له زينب، تلك الملاك الشرسه، ستذهب له بالغد وتضعه بالصوره، وتطلب منه إثناء وسيم عن الارتباط بأبنة چاكلين. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل وقت قليل
بسرايا الزهار
خرج رفعت من حمام غرفته  يرتدى مئزر حمام قُطنى،سمع طرق على الباب.
سمح له بالدخول.
دخلت إحدى الخادمات قائله:رفعت بيه العشا جاهز عالسفره ورامى بيه ومراته وكمان مدام ريما فى إنتظارك.
رد رفعت بأستخبار:الدكتوره زينب رجعت من الوحده ولا لسه؟
ردت الخادمه:لأ لسه مرجعتش.
تحدث رفعت:تمام انا نازل بعد دقايق 
غادرت الخادمه، زفر رفعت أنفاسه بضيق، زينب لا تمتثل لامره لها بالعوده باكراً من الوحده، تنهد رفعت بقلة حيله ماذا يفعل معها أينفذ ما قاله لها أنه قادر على منعها من الذهاب للعمل بالوحدة، لكن لايريد صدام معها الآن، حسناً سيحذرها للمره الأخيره  وإن لم تمتثل لأمره سيكون  له رد فعل آخر.
بعد دقائق نزل رفعت الى غرفة السفره،وجد رامى ومروه يجلسان بتهامسان،وهنالك تلك الرقطاء ريما التى تجلس لولا مساخيق التجميل التى على وجهها لظهر الضعف والاجهاد بوضوح على وجهها لكنه تُخفيه خلف مساحيق التجميل حتى لا تُعطى فرصه لا ل مروه ولا لزينب بالتشفى بها . 
تبسم وذهب يجلس مكانه على رأس الطاوله،لكن آتت إنعام من خلفه وقبل أن يجلس قالت له متعقدش هنا ده مكانى أنا الكبيره هنا وانا اللى اقعد على راس السفره.
تقبل رفعت ذالك ببسمه وذهب للجلوس على أحدى المقاعد،لكن قالت إنعام:تعالى يا رفعت أقعد على يمينى،قومى يا بومه شوفيلك مكان تانى أقعدى فيه.
أخفى رفعت ورامى ومروه بسمتهم  بصعوبه، بينما تضايقت ريما وودت خنق تلك الشمطاء الخَرِفه، لكن تحكمت فى غضبها أمامهم بتمثيل تقبُل قول إنعام، وذهبت تجلس بينها وبين رفعت مقعد واحد خالى.
بدأو فى تناول الطعام.
فى ذالك الوقت دخلت زينب للسرايا،قابلتها إحدى الخادمات بترحيب قائله:حمدلله عالسلامه يا دكتوره،رفعت بيه والعيله حتى الست إنعام معاهم  فى اوضة السفره. 
تبسمت زينب قائله: رفعت رجع  فكرته كان بيهزر، سافر فين ورجع بسرعه كده،تمام أنا هروح للسفره  
بعد لحظات
دخلت  زينب الى غرفةالسفره، قائله: مساء الخير. 
تبسمت أنعام بموده وقالت: مسالخير على زوزى حبيبة قلبى. 
نظر رفعت لساعة يدهُ قائلاً:. الساعه تمانيه ونص وأظن أنا قايل تكونى فى السرايا من قبل المغرب، ليه كلامى مش بيتسمع. 
ردت زينب وهى تنظر الى تلك الوقحه ريما  وقالت: عادى من أمتى بسمع الكلام، وأهو بسيبك تاخد راحتك فى غيابى، حتى مبقاش كاتمه على نفسك. 
تبسمت إنعام وقالت: إقعدى  يا زوزى أتعشى ومتحطيش كلام الواد رفعت فى دماغك، يلا أقعدى، محاسن عامله ملوخيه طعمها حلو قوى، أصلها عملاها على مرقة بطه بلدى، وكمان فى بط ووز عالسفره، بس أنا بسمع كلامك ومش هاكل منهم هاكل ورك الأرنب. 
تبسمت زينب قائله: تسلمى يا تيتا بس أنا ڤچيترين.
إستغربت إنعام الكلمه وحاولت نطقها قائله: 
ڤير... فيچ...ڤ ، ڤيرچين!
يعنى أيه أنتى  ڤيرچن، يا زوزى. 
وضع رفعت المعلقه من يده و ضحك  قائلاً: زينب خلاص مبقتش ڤيرچن، وإسأليها لوعندك شك  فيا يا جدتى، زينب قصدها 
ڤيچترين،، يعنى نباتيه ملهاش فى آكل لحوم الحيوانات. 
إغتاظت زينب من وقاحة رفعت وقالت: 
بس ليا فى آكل لحوم البشر وقبل ما آكل لحمهم بسلخهُ الأول. 
قالت زينب هذا، وشدت مفرش السفره، ومعه اطباق الطعام، لولا رجوع رفعت بمقعده للخلف خطوه لنالهُ حظ وفير من باقيا الطعام على جسدهُ. 
نظرت إنعام للسفره التى أصبحت خاويه من الاطباق وقالت ل رفعت بتهجم: 
كده يا همجى، تزعل زوزى حبيبتى، بس تصدقى أحسن حاجه  عملتيها يا زوزى إنك وقعتى الأكل ده من عالسفره، الآكل طعمه ماسخ، حتى الملوخيه محاسن عملها بمية غسيل المواعين غير مورقه مش  مخروطه كويس ومسقطه كمان. 
نهضت إنعام وإتجهت ناحيه وقوف زينب وضمتها تنظر لرفعت قائله: 
عارف يا همجى، زوزى دى مولوده على إيدى وأنا اللى أختارت لها إسم (زينب) على إسم امى الله يرحمها، وكمان إنت شوفتها وهى صغيره وكنت بتقول هتجوزها لما تكبر، بس تعرف هى خساره فيك، إنت متستحقش غير البومه اللى قاعده جنبك. 
أخذت إنعام زينب من يدها وغادرن غرفة السفره.
نهض رامى يجذب يد مروه وقال بضحك:السفره كلها إتقلبت أنا مكنتش جعان هطلع للجناح بتاعى،شكلك جاى من السفر هلكان،تصبح على خير،يلا بينا يا مروه.
غادر رامى ومروه أيضاً.
نهضت ريما قائله بتهجم:واحده وقحه وقليلة الذوق وشكلها ضاحكه على عقل جدتك،المفروض كنت تطردها بعد عملتها دى،أنا ملاحظه إنها حاسه نفسها صاحبة أهميه أكتر من الازم،بتتواقح عليك وإنت ساكت لها،رغم إنى لاحظت كمان إنها بتنام فى أوضه لوحدها بعيد عنك،واضح إنها بتتمنع عنك علشان تشتاق لها أكتر وو.....
لم تُكمل ريما تهجمها على زينب حين قاطعها رفعت بحِده قائلاً:ريما مالكيش دعوه بشئ خاص بينى وبين زينب،ولازم تعرفى إن مكانتك هنا مش أكتر من ضيفه،إنما زينب مراتى وست السرايا دى وتأكدى لو قالت لى إنها مضايقه من وجودك هنا فى السرايا أنا مش هتردد للحظه انى أطلب منك تسيبى السرايا،زينب مش بس مراتى،لأ كمان زى ما سبق وقولتلك....زينب حبيبتي.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة زينب.
إرتدت منامه برتقالية اللون بنصف كُم،وتوجهت تأخذ تلك الحقنه قائله:الهمجى والحقيره ريما أكيد كملوا عشاهم،بعد ما مشيت أنا وتيتا،الأتنين حارقين دمى ومعليين عندى السكر،يظهر عاوزين يجيبوا أجلى،لكن مش هيفضل ده كتير.
فى ذالك الأثناء دخل رفعت كعادته دون إستئذان.
نظرت له زينب وقبل أن تتحدث،رأى رفعت زبتب تغرز بيدها سن تلك الأبره،شعر بتآلم وقال: بقيت شايفك كذا مره بتحقنى نفسك بحقنة الانسولين،ليه السكر عندك مش متظبط،أكيد من شُغلك فى الوحده لفترات طويله،إعملى حسابك بعد كده تكونى فى السرايا قبل الشمس ما تغيب،بلاش تضطرينى أحبسك هنا فى السرايا،بالغصب وأنتى عارفه إنى قد كلمتى،أنا يهمنى صحتك قبل أى شئ.
تهكمت زينب قائله: تهمك صحتى لأ كتر خيرك والله،بلاش الطريقه دى معايا أنت عارف أنى مش هنفذ اللى بتقول عليه،وكمان غيابى طول الوقت بديك فرصه يمكن تقدر تسترد حبك القديم لمراتك الآولانيه اللى راجعه مخصوص علشانك،أهو مبقاش عازول بينكم.
إقترب رفعت من زينب وأمسك معصمها يقول بقوه:زينب أنا كل اللى بينى وبين ريما إنتهى من وقت ما إتطلقنا يمكن كمان كان منتهى من قبل الطلاق،جوازى من ريما كان غلطه من البدايه ،وسبق وقولت كان تصحيحها هو الطلاق.
سَخِرت زينب قائله:صادق،بأمارةالصوره الغراميه اللى محتفظ  بيها فى الكمودينو اللى جنب سريرك،رفعت لو كان  غلطه فى حياتك هى جوازك منى،خلينا.....
لم تُكمل زينب قولها،حين جذبها رفعت،وقطع حديثها بقُبلاتهُ المُغلفه بعشقهُ. 
تفاجئت زينب من رد فعل رفعت،دفعته عنها بقوه،ليبتعد.
بالفعل إبتعد عنها، ينظر لها  و تحدث هو يحاول تهدئة نفسهُ:أعملى حسابك إننا مسافرين سوهاج بكره سوا.
ردت زينب بلهاث: مش هسافر معاك، وهقدم على طلب نقلى من هنا فى أسرع وقت و... 
رد رفعت بحسم: قولت هتسافرى معايا سوهاج بكره  وجهزى نفسك للسفر، تصبحى  على خير.
غادر رفعت الغرفه يصفع الباب خلفه بقوه.
جلست زينب على الفراش،تضع وجهها بين يديها، هى تكره تحكم رفعت بها، كذالك تشعر بالغِيره حين ترى تلك الوقحه بالقرب منه، ذالك الشعور يجعلها تريد الأبتعاد عن هنا
 لكن مهلاً،، ماذا عن الحديث التى قالته لها إنعام، بداخلها تناقض تريد الفرار وترك رفعت، هنالك شعور آخر تريد إخراج رفعت من ظلام يسحبه نحو هلاكهُ،هى رأت نظرات رفعت لهاشم الحارقه،كذالك نظرات هاشم لرفعت الشريره،لم تكن سابقاً  لديها لها تفسير لكن الآن فهمت تفسيرها
  هل تبقى وتحاول أن تجعل رفعت ينسى ذالك الإنتقام الذى قد يحرقهُ. 
أى الاختيارين أصعب
الفرار.... أم البقاء المجازفه
لم تهرب سابقاً من أى شئ صعب فى حياتها واجهت الأصعب بمرض كاد يوميتها يوماً تحدته وتصاحبت عليه... 
إذن هو... البقاء والمجازفه. 
....ــــــــــ 
دخل رفعت لغرفته وصفع  خلفه باب الغرفه بقوه، يشعر بنيران حارقه تنتهك قلبهُ، لم يفرض نفسه يوماً  على وجود أحد بحياته من يريد البقاء أو يريد الرحيل لم يفرق معه ، لما يخشى، رحيل زينب التى أصبحت تهدد به 
لما لا تشعر بنيران قلبهُ المُشتعل، هى البلسم الوحيد القادر على تطيب حرق قلبه بالماضى، الذى يكوى أوردة قلبهُ التى جفت مع نيران الماضى 
ذهب وفتح ذالك  الدرج، وأخرج تلك الصوره، لا يعرف سبب لما إحتفظ بها، لما لم يحرقها سابقاً.
لكن لفت نظرهُ شئ آخر بالدرج...بحث عنه لم يجدهُ،،قال:فين الفلاشه،كانت  هنا فى الدرج جنب الصوره. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى 
بعد الظهر بقليل 
بمظله بحديقه الزهار 
جلست مروه ومهره  تتحدثان بود بينهن، 
تبسمت مهره قائله: يعنى رفعت خد زينب وسافروا سوهاج، طب أخدها معاه ليه طالما مسافر فى شُغل؟ 
ردت مروه: والله ما أعرف، يمكن بيفكر ياخد راحه كام يوم وهى معاه. 
تبسمت مهره قائله: مع أنى كنت جايه مخصوص له علشان يساعدنى فى موضوع مهم، بس يمكن رامى يساعدنى فيه. 
تعحبت مروه وكانت ستسأل مهره عن ذالك الموضوع، لكن
دخل نعمان عليهن المظله يُلقى السلام 
ردت مروه عليه ونهضت تحتضنه مبتسمه ترحب به الى أن جلس معهن تحت المظله   
تحدث ثلاثتهم بود، رغم تحفُظ مهره فى الحديث، كانت تتلاقى العيون، تبوح بألم 
وندم...... 
ندم!.... ندم! 
على ماذا على عُمر ضاع بين متاهةآلم سُجن بالقلب لم يشُفى بمُضى الوقت.. خفقات تعلو وتهبط فقط مع النفس، لا أكثر، لكن بالحقيقه هذان القلبان سجينان يعيشان بدوامة ذكريات قليله، ذكريات مُهرة النُعمان التى إحترقت سريعاً، أصبح الآن من الصعب أن تنفض الرماد وتُزهر زهره أخرى. 
هكذا  هو الحال 
عناق أعيُن تنظر لبعضها 
عين مُهره ونُعمان، الجالسان تحت مظله بالحديقه،بصحبة مروه التى صدح صوت هاتفها  
فنهضت  قائله: دى ليلى، الشبكه هنا مش مظبوطه هتمشى أكلمها وأرجع تانى أوعى تمشى يا خالى هنتغدى سوا،أنا وأنت وعمتى مهره ورامى كمان . 
تبسم نعمان وهو ينظر لمُهره: 
لأ مش همشى، وقولى لليلى متعملش حسابى معاها عالغدا هتغدى هنا. 
تبسمت مروه وهى تتركهم وتغادر 
حاولت مُهره أن تبتعد بنظرها عن نعمان. 
لكن قال نعمان: أنا عارف كل اللى حصل بعد ما مشيت من البلد.، يا مهره، وعارف سبب اللى خلاكى توافقى تتجوزى من هاشم، خوفك على فاديه منه. 
نظرت مُهره له بعيون دامعه، ودت أن ينهض ويأخذها بين يديه يحتضنها بقوه يمحى آلم تحملته لسنوات وسنوات، بعد أن ظنت انها وجدت السعاده، أقتنصت منها، ما أقساها الحياه، حين تعطيه هديه وسُرعان ما تأخذها منك، هديه من صُلب من عشقتهُ حد الآلم ذاتهُ، تحملتهُ لأشهر وأشهر، لكن بالنهايه هو الآخر تركك عنوه 
آلم حمل وولاده وفقدان وجبر آخر كان مؤقت، لكن ربما وقتها طيب القلب مساعدة من إحتاجت لحنان صدرها. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فجأه إنفجرت الدموع زخات من عين مُهره، دموع كُبتت لسنوات بداخل عيناها، صمدت بعيناها أهلكت قلبها، كانت عصفوره رقيقه أمام  بحر هائج غادر  ظنت أنها قادره على تحدى طوفانه، لكن مع أول موجه له إبتلعها طوفانهُ  
نهض نعمان من مكانه وجلس جوار مهره مد يدهُ كى يزيل تلك الدمعات عن وجنتيها لكن قبل أن تصل أناملهُ لوجهها، توقف يلعن ذالك الوغد هاشم الذى فرق بينهم بالماضى والحاضر 
رفعت  مهره عيناها ورأت يد نعمان الذى يطبقها بقوه تكاد تنفُر  دماء عروق يده منها. 
تحدثت بندم: 
ياريتنى طاوعتك وهربت معاك زمان يمكن كان قدرنا إتغير، او حتى كنا موتنا سوا، بس أنا خوفت على اللى الجنين فى بطنى وقتها
بس حتى الجنين ده إتمسك بالحياه وهو فى لسه جوايا،ولما خرج منى سابنى هو كمان أعيش حسره ووجع أكبر. 
إنذهل نعمان قائلاً: قصدك أيه بالجنين اللى كان فى بطنك؟
نظرت له مهره قائله:الجنين اللى كان فى بطنى كان زى زهر النعمان وإتحرق بسرعه يا نعمان.
فلاشــــــــ،، ــــــباك 
الأسكندريه. 
قبل  تسعه وعشرون عام. 
بعد إغتصاب هاشم  بعدة أشهر 
 علمت مهره صدفه إحدى الطبيبات وهى بالمشفى وقتها أن مازال جنينها متمسك بالحياه رغم ذالك النزيف الذى حدث لها، شعرت أن هذا إشاره لها عليها التضحيه بقلبها من أجل تلك النبته التى بداخلها من نعمان وهذا ما حدث بالفعل، ضحت بحب نعمان وأحتفظت بجنيها، وتركت الزهار وذهبت للعيش بالأسكندريه هى وأختها وحدهن، لكن كانت إنعام تعلم بالقصه وبحملها، وكانت دائمة السؤال عليهن وزيارتهن، حتى يوم ولادة مهره المفاجئه السابقه لآوانها فهى مازالت بالشهر الثامن من حملها   كانت معها بالمشفى حين قرر أحد الأطباء توليدها من أجل سلامتها هى والطفل،بعمليه قيصريه،نجح الأطباء فى تخليض حياة الأثنان،لكن كان المولود ضعيف ولديه مشكله قويه بالتنفس وضع بحاضنه بالمشفى تحت جهاز تنفس خاص بيه،لعدة أيام حتى بعد إنتهاء فترة علاج مهره وخروجها من المشفى،خرجت وحيده من غيره لكن كان بداخلها الأمل أن يقاوم ذالك الصغير كما قاوم ذالك النزيف وهو برحِمها وتمسك بالحياه،كانت يومياً تذهب له بالمشفى تقوم بتعصير ثدييها وتعطيه لمن بالحاضنه يقوموا بتوصيلهُ لها عبر أنانبيب مخصصه لتغذيتهُ،كان التقدم بطئ وأحياناً يفقد الاطباء الأمل بنجاة هذا الصغير،لكن كان لديها أمل تتمناه،تُناجى الله أن يستجيب لها  
لكن لأ أحد يقدر على تغيير القدر 
بعد أيام من ولادة ذالك الطفل،دخلت مهره الى غرفة الحاضنه سمعت بنفسها صوت تصفير الأجهزه الموصوله بجسد صغيرها،تُعلن النهايه المأساويه التى كانت لا تريدها،بداخلها كانت تتمنى أن يحيي عُمر أطول بعيداً عنها أسفل تلك الأجهزه،ولا أنه يُفارق دنياها،كانت معها ذالك اليوم إنعام 
أيضاً شعرت بنفس الوجع هى عاشته سابقاً حين توفى ولدها الصغير بعمر العاشره،لم تستطيع مُهره الوقوف،وقعت جالسه على فخذيها يرفض عقلها تصديق صوت تلك الصافرات،وضعت يديها حول أذنيها كأنها تصمهم،تكذب حالها،هى مازالت تحت تأثير مخدر الولاده ستصحو منه وتجد طفلها جوارها يبتسم،أو حتى يبكى،نهضت سريعا وفتحت تلك الفتحه الزجاجيه وأدخلت يديها تضعها حول طفلها سارت على كل جسده،تستجديه بدموع:
أصحى..إصحى..إضحك...طب إبكى..إبكى 
لكن الملاك إختار أن ترحل روحه تطوف بالسماء
هيستريا عقليه مرت بها مُهره،تبكى وتنوح تصرخ وتضحك،خسرت 
خسرت كل شئ بترك هذا الملاك لها،لم تعد باقيه على الحياه،لما لا تنزل رحمه عليها وتذهب خلف هذا الملاك تطوف روحها معه فى ملكوت الجنه....
أى حياه ستعيشها بعد الآن.
دموع إنعام كانت تهطل كأمطار رعديه،طلبت من أحد الأطباء تخدير مهره.
بالفعل إمتثلوا لها وخدروا مهره 
لمدة يومان 
وباليوم الثالث منعوا عنها المخدر. 
بذالك اليوم صدفه 
كانت تسير إنعام أمام  المشفى،وجدت إمرأه حامل تسير جوار زوجها كانت تشعر بآلام المخاض لكن كانت تقاومها بشده لكن أثناء سيرها شعرت بسيلان بين ساقيها،وقفت تنظر لأسفل رأت تلك الدماء تسيل منها صرخت بألم ،كانت أنعام أقرب لهما أقتربت منهما نظرت لزوج تلك المرأه الذى إرتعب حين رأى هو الآخر تلك الدماء التى تسيل من أسفل زوجته.
تحدثت إنعام لها قائله:إهدى يا بنتى،ربنا ينتعك بالسلامه،إهدى وحاولى تاخدى نفس وتطلعيه بالراحه،وأنت يا أستاذ سيبها وأجرى بسرعه عالاستقبال بتاع المستشفى خليهم يجيبولنا كرسى وانا هسندها أنا معاها متقلقش.
وقف زوج المرأه حائر أيتركها مع إنعام أم يذهب ويدخل للمشفى ويأتى لها بمقعد متحرك،لديه خوف أن يترك زوجته التى تلد برفقة إمرأة لا يعرفها.
لكن صرخة زوجته جعلته يسلمها أمانه بين يدي إنعام،وذهب للمشفى سريعاً،وأتى بناقله لزوجته وأدخلها للمشفى منها الى غرفة الولاده مباشرةً،كانت إنعام ستترك تلك المرأه،لكن تمسكت بيدها قائله:أرجوكى متسبينيش لوحدى أنا خايفه يجرالى حاجه وأنا بولد،خليكى معايا.
ضغطت إنعام على يدها بقوه قائله:تفائلى بالخير يا بنتى هتولدى وتقومى بالسلامه إنتى واللى فى بطنك،إنتى إسمك أيه؟
ردت عليها: إسمى هاله
تبسمت إنعام قائله: خدى نفسك 
 أدعى يا هاله  وقولى يارب.
تنهدت هاله وبدأت تشعر بألم أقوى، ألم خروج جسد ضعيف  من جسد أهلكهُ الآلم، خرجت للحياه طفله صغيره. 
كانت اول يد تحملها هى يدي إنعام التى استقبلتها تبتسم على بكاء تلك الصغيره. 
نظرت لهاله قائله: مبروك، ربنا رزقك ببنت، ربنا يجعلها ذريه صالحه وتشوفيها دكتوره وعروسه زى القمر. 
تبسمت هاله بوهن قائله: يارب يسمع منك يا ست....؟ 
ردت إنعام: إسمى إنعام خدى بنتك أهي. 
تبسمت هاله  وهى تضم صغيرتها وقالت لإنعام هى إتولدت على إيدك يبقى إنتى اللى تسميها. 
ردت إنعام: أنا معرفش الاسماء اللى نازله موضه، خايفه أقولك على إسم تقولى ده إسم قديم وبلدي. 
تبسمت هاله: الإسم اللى هتقوليه، هيكون إسمها. 
تبسمت إنعام وقالت: زينب... إسم أمى الله يرحمها كان نفسى أخلف بنت وأسميها زينب على إسم أمى بس ربنا مأردش. 
تبسمت هاله قائله: زينب أهى قدامك وإتولدت على إيدك يا ست إنعام. 
تبسمت إنعام لها، وتذكرت مهره فقالت بأستئذان هطلع أبشر جوزك بره زمانه على نار. 
بالفعل  خرجت  إنعام وبشرت والد زينب بها ثم توجهت الى غرفة مهره التى إجتازت تلك الايام  بوجع ليس فقط نفسى، بل عضوى أيضاً، بسبب ثديها الذى ينضخ بداخلها يُشعرها بآلم شديد. 
فى اليوم التالى،، أثناء خروج إنعام بمهره من المشفى، كان أيضاً  خروج هاله من المشفى تقابل الأثنان ببهو المشفى، تحدثت هاله لأنعام قائله: زى ما قولتى حتى صفوت عجبهُ إسم زينب وسمينا بنتنا زينب. 
تبسمت لها إنعام وتمنت لهم السعاده مع مولودتهما الصغيره.
توقفت هاله وقالت:ست إنعام ممكن تدينى رقم تليفونك علشان أبقى أدعيكى على سبوع زينب.
تبسمت إنعام وأعطتها رقم هاتفها ثم خرجت مع مهره من المشفى،مهره التى حين رأت وجه تلك الفتاه وضعت يدها على صدرها تشعر بحنان غريب لها.
باليوم التالى،دخلت إنعام للغرفه التى تنام بها مهره فهى أخذتها معها لشقتها،وجدت مهره نائمه بوضع الجنين تضع يديها فوق صدرها،تبكى بصمت.
تعذب قلب إنعام عليها.
لكن رن هاتف إنعام الارضى،للحظه إنخضت مهره قائله:ده أكيد تليفون من المستشفى،هيقولوا إبنى صحى تانى،أنا اللى هرد عليه يا مرات خالى.
تعذب فؤاد إنعام وهى ترى مهره تهرول وترد على الهاتف،لكن بعد لحظات أعطت السماعه لإنعام قائله:دى واحده بتقول إسمها هاله عاوزاكى.
ردت إنعام،التى سمعت بكاء تلك الصغيره بالهاتف،وقول هاله لها:إلحقينى يا ست إنعام زينب مش مبطله بُكى ومش عارفه اعمل معاها أيه.
ردت إنعام:إدينى عنوانك.
بالفعل أخذت أنعام عنوان هاله وذهبت لغرفتها وبدلت ملابسها،وحين خرجت من الغرفه وجدت مهره تقف امامها قائله:هاجى معاكى يا مرات خالى.
كانت إنعام سترفض،لكن خافت ان تفعل مهره بنفسها شئ سيء أثناء غيابها فوافقت وأخذتها معها.
بالفعل دقائق كانت الاثنتان أمام تلك الشقه التى تسكن فيها هاله،فتحت لهن،ودخلن،قالت إنعام لهاله:فى ايه بتبكى إنتى كمان ليه؟
ردت هاله:زينب مش مبطله بكى معرفش ليه.
أخذت إنعام زينب من هاله وقالت لها شكلها جعانه،مرضعتهاش ليه؟
ردت هاله:أنا رفقتها على صدرى،بس للأسف لسه صدرى منزلش فيه لبن،وصفوت إستشار دكتور أطفال على نوع لبن لها وحضرته ليها بس مش راضيه ترضع من البيبرونه ومش مبطله بكى،أنا خايفه عليها قوى.
ردت إنعام:هو فى نسوان اللبن بيتأخر نزوله عندها شويه كنا زمان بنرضع لبعضنا،دلوقتي.....
لم تكمل إنعام قولها لهاله حين سمعن مهره تمد يديها تأخذ زينب من يد إنعام قائله:
هرضعها أنا.
بالفعل تركت إنعام زينب لمهره التى حملتها وسارت بضع خطوات تنظر لها ببسمه وجلست على أحد المقاعد ورفقت زينب لصدرها،التى سُرعان ما ألتهمت زينب صدرها  تتغذى من حنانهُ الى أن شبعت ونامت بين يدي مهره 
تعجب الاثنتان من ذالك لكن تبسمت إنعام وهى ترى بسمه بعين مهره.
تكرر هذا كثيراً الأيام التاليه،كانت تذهب مهره تُرضع زينب التى كانت تمتثل لصدر لمهره حتى عن صدر والداتها
الى يوم سبوع زينب 
تفاجئت إنعام بزيارة رضوان ومعه رفعت،
تبسمت إنعام وأخذت رفعت معها للسبوع 
كانت حفلة سبوع صغيره مجرد تفاريح من أجل تلك الصغيره،كانت إنعام تجلس وعلى ساقيها تحمل زينب.
إقترب رفعت منها ونظر لهاقائلاً:  
دى صغننه قوى يا جدتى أنا عاوز أشيلها.
ردت مهره:لأ بلاش لا توقع منك.
تبسمت هاله امام إصرار رفعت وقالت لأنعام:خليه يشيلها وانا هسندها معاه.
بالفعل أخذت هاله زينب من إنعام واعطتها ل رفعت الذى حملها مبتسماً  وضع إبهامه بكف يدها فأطبقت عليه 
ليقول: شوفتى يا تيتا زينب فى إيدها شامه زى اللى فى أيد رحمه أختى، أنا هتجوز زينب بس لما تكبر شويه.
تبسمن له،لتمر أيام وشهور كانت مهره على تواصل مع هاله،الى أن فرقتهم الأيام لتعود الحياه وتجمع الأم وإبنتها بالرضاعه.
بالعوده للحاضرــــــــــــــــــــــــ
عادت مهره تشعر بقهر،ليس أقل من شعور نعمان،المقهور يوم ان علم أنه كان لديه طفل من حبيبة عمرهُ علم انه فقده ملاك صغير.
إزداد الحقد بقلب نعمان وقال:زمان كنت ضعيف يا مهره وهربت خوف على أمى وأختى كنت جبان  النهارده أنا مش  ضعيف  ولا جبان أطلبى الطلاق من هاشم يا مهره لازم نبدأ نصلح أخطاء الماضى وأول خطأ هو جوازك من هاشم اللى لازم ينتهى،لازم يعود الحق لأصحابه وأول حق إنتى يا مهره لازم ترجعى لمهره القديمه،المهره الآبيه. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالطائره 
نظر رفعت للنائمه على المقعد المجاور له تبسم وهو يتذكر قبل ساعات 
بالسرايا
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــــــ،،، باك. 
دخل رفعت الى غرفة زينب بعد أن سمحت له بالدخول، وجدها واقفه بالقرب من المرآه تُصفف شعرها، تبسم قائلاً: 
صباح الخير. 
نظرت زينب لأنعكاسه فى المرآه قائله بتهكم: 
صباح النور... غريبه أول مره تخبط عالباب قبل ما تدخل أوضتى! 
تبسم وهو يقترب من مكان وقوفها قائلاً: مفيش زوج قبل ما يدخل أوضة مراته بيخبط عليها يا زوزى، وسبق وقولتلك دى كانت أوضتى القديمه، وأنا سايبك تنامى فى أوضه خاصه بيكى لوحدك بمزاجى، لو عاوز أجى أنام هنا مش هتقدرى تمنعينى وكمان لو عاوز أخدك تنامى معايا فى أوضتى برضو مش هتقدرى تمنعينى، إنتى مراتى. 
ردت زينب: إتفقعت مرارتك، روح للبومه ريما وخدها لأوضتك براحتك، أنا خلاص قررت فى أقرب وقت هسيب الشرقيه كلها، مشوفتش فيها يوم عِدل. 
رغم غيظ رفعت لكن تبسم قائلاً بتحدى: مين اللى هيسمحلك تسيبى الشرقيه، ناسيه إنك مرات رفعت رضوان الزهار... اللى بكلمه منه ينقل المحافظ ذات نفسهُ، بلاش تحدى يا عزيزتى وجهزى نفسك قدامنا سفر طويل. 
ردت زينب بتهكم: عزيزتك! 
وماله، سبق وقولتلك مش هسافر معاك يبقى طريقك صحراوى وبلاش تأخر نفسك بسببى. 
تبسم رفعت وهو ينظر لها وهى تنتهى من تصفيف شعرها ثم قامت ببرمه ولفه كعكه مُحكمه وثبتتها بأحدى دبابيس الشعر، ثم توجهت للفراش واخذت ذالك الوشاح وبدأت بلفه حول رأسها وتثبيته ببعض الدبابيس،ثم توجهت تجلس على أحد المقاعد  ترتدى حذائها الرياضي،ثم نهضت واقفه وتوجهت نحو تلك الطاوله وأخذت هاتفها وضعته بحقيبه صغيره،توجهت ناحية باب الغرفه لكن حين مرت من جوار رفعت،تفاجئت بلف يدهُ على خصرها أوقف سيرها
حاولت فك يدهُ قائله:سيبنى خلينى أروح للوحده وأنت كمان تشوف طريقك.
نظر لها بتحدى قائلاً:طريقنا واحد يا دكتوره،هتجى معايا سوهاج.
تبسمت ساخره تقول:"سوهاج بلد المواويل،سوهاج برج الزغاليل"
أبقى هاتليى معاك زغلولتين وانت جاي اوعى إيدك.
حاولت زينب إبعاد يد رفعت عن خصرها،لكن هو تمسك به وتبسم على قولها،وقال:
خليكى فاكره إنى حاولت معاكى بالذوق،لكن إنتى اللى إضطرتنى لكده.
لم تلحق الرد عليه حين شعرت برذاذ قريب من أنفها جعلها تغيب عن الوعى. 
حملها رفعت بين يديه وخرج من الغرفه متوجهاً لأسفل ينادى إحدى الخادمات التى آتت له مُسرعه 
حين رأتهُ يحمل زينب قالت بخضه:مالها الدكتوره هى تعبت تانى.
رد رفعت:لأ الدكتوره بخير عاوزك تطلعى أوضتها عشر دقايق تكونى نازله بشنطة هدوم فيها كم غيار داخلى وخارجى لها ومتنسيش جهاز قياس السكر وكمان علبة حُقن الانسولين.
تبسمت الخادمه وفعلت ما قالهُ لها وعادت إلى مكان وقوفه بالسياره بحديقة السرايا وأعطته الحقيبه ليغادر رفعت ومعه زينب النائمه حتى أنهما صعدوا للطائره ومازالت هى غافيه.   
بــــــــــــــاك،، 
عاد رفعت من تذكره يبتسم وهو يرى زينب  
بدأت تعود لوعيها تدريجياً، الى أن فاقت تشعر بآلم طفيف فى عُنقها، وضعت يدها تدلكهُ، نظرت لجوارها وجدت رفعت قالت بتهجم: بخيت فى وشى أيه يا همجى. 
تبسم رفعت يقول: قولتلك اللى أنا عاوزه  هو اللى هيتنفذ وأهو أنتى معايا فى الطياره هنروح سوهاج. 
ماذا قال....طائره!
فزعت ونظرت الى جوارها شباك فعلاً  الطائرة بالسماء تمُر جوار السحاب نهضت واقفه بفزع تقول بصوت عالِ: نزلنى 
أنا عاوزه أنزل دلوقتي  من الطياره  أنا مش بحب ركوب الطيارات بقولك نزلنى  فين طيار الطياره دى هاتلى سواق الطياره أنا لازم أنزل دلوقتي. 
وقف رفعت يقول بذهول: زينب إهدى طياره إيه اللى تنزلى منها دلوقتي  مفكره نفسك راكبه ميكروباص. 
نظرت زينب  ل رفعت وقالت له: لازم انزل دلوقتي  هتخنق. 
قالت هذا وتركت مكانها وسارت بالطائره تبحث عن الباب 
الى ان وجدته  وضعت يدها تحاول فتح باب الطائره لكن لم يفتح تضايقت  تتحدث بتهجم وصوت عالى  بسببه أتى طيار الطائره والمضيفات وبعض الركاب أيضاً
حاول رفعت التحدث معها بهدوء يطمئنها لكن لا فائدة، حتى طيار الطائره  هو الآخر حاول تهدئتها قائلاً: 
إهدى يا مدام  إحنا خلاص قربنا كلها نص ساعه و نوصل لمطار سوهاج. 
ردت بإستهجان: لا نص ولا ربع  أنا عاوزه أنزل دلوقتى  إفتحلى باب الطياره. 
ردت الطيار: حضرتك ده باب طياره مش باب ميكروباص وهتنزلى إزاى  من الطياره هتنطى بالبراشوت. 
نظرت زينب له قائله بسب: نفس كلمة الهمجى رفعت إنت حقير وهمجى زيه وأكيد متفق معاه  بقولك نزلى من الطياره لصور لكم قتيل دلوقتي. 
ردت إحدى المضيفات: ممكن تهدى يا مدام وتجى معايا تشربى عصير وهتهدى  متخافيش إحنا خلاص قربنا..... 
قاطعتها زينب قائله: بقولكم حد يفتح  باب الطياره أنا هنزل دلوقتي  يعنى هنزل دلوقتي. 
رد الطيار: يامدام إحنا فى الجو إزاى عاوزانى أفتح باب الطياره  حضرتك بكده بتعرضى الطياره والركاب للخطر ممكن تسمعى الكلام وترجعى لمكانك وحاولى تسترخى.
ردت زينب:بقولك إفتح باب الطياره لاديك حقنة هوا أخليك أنت تسترخى انا معرفش ركبت الطياره دى إزاى أصلاً،أكيد الهمجى خدرنى.
كان رفعت يقف يحاول تهدئتها رغم شعوره بالكسوف لكن زينب أعطته الحل لتلك الهيستريا التى بها
 بكلمة
(خدرنى)....إذن المخدر..من الجيد أنه مازال بجيب بنطاله بالفعل أخرج المخدر وأحتوى جسدها  وقال: 
زينب 
نظرت له
سريعاً قام برش رذاذ على وجهها سرعان ما غابت عن الوعى وهى واقفه بين يديه.
سندها رفعت وأعتذر من الطيار وتلك المضيفات وبعض الركاب اللذين تبسموا  وتنهدوا براحه. 
رد الطيار:لأ حضرتك خلاص مش مشكله قابلت حالات زى المدام قبل كده تقدر ترجع بيها لأمكانكم لأن خلاص قربنا عالهبوط بمطار سوهاج.
بالفعل حملها رفعت وعاد لأماكنهم بالطائره 
وجلس جوارها،يُعيد ما حدث قبل دقائق وتهجمها على الطيار وإصرارها على النزول من الطائره،تبسم تلك الشرسه تُثير جنونه.
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار
دخل وسيم الى غرفة مهره، نظر لوجهها تبدوا عليه الدموع وكما ان عيناها حمرواتين منتفختان كذالك أنفها. 
شعر بغصة قويه فى قلبه وأقترب منها بتلهف ووضع يدهُ فوق يدها قائلا:  ماما مهره مالك أيه اللى مزعلك قوى كده؟
نفضت مهره يدهُ قائله:مزعلنى حالك المايل  وخيبتك لما تفكر تربط حياتك بواحده من نوعية لمى بنت هشام الزهار،قولى سبب واحد يخليك ترمى نفسك فى التهلكه معاها،مش خايف تعمل فيك زى أختها مع عملت مع رفعت قبل كده وسافرت لليونان وطلبت الطلاق وهى هناك.
رد وسيم:من فضلك يا ماما بلاش طريقتك دى فى الكلام معايا،أنا مش عيل  صغير و مش عارف مصلحته، دى مجرد خطوبه مش جواز، علشان تقولى كده، ولمى مش زى ريما، حتى لو زيها حصرتك شايفه ريما راجعت تانى لهنا ندمانه واكيد لمى مش هتعمل زى أختها وترجع تندم تانى على اللى ضيعته. 
نظرت مهره له قائله: ريما ندمت بعد فوات الاوان وكفايه ربنا نجى رفعت منها وبعتله الدكتوره اللى تصون شرفه وكرامته وهيبته قدام الكل. 
صمم وسيم قائلاً: مالوش لازمه طريقتك دى يا ماما وخلاص لمى اتصلت على عمى هشام انه يجى لهنا علشان الخطوبه، ومقدرش أخلف وعدى ليها، أنا لازم أروح للاستطبل دلوقتي، مواعيد علاج الخيل المريضه. 
قال وسيم هذا وفر هارباً من أمام مهره 
التى قالت بتوعد: على جثتى لو الجوازه دى تمت، مفيش غير رفعت هو اللى يقدر يوقف المهزله دى، ياريت  ميطولش فى سوهاج ويرجع قبل النكسه دى ما تحصل. 
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد فنادق سوهاح الفاخره 
بأحد الغرف 
وضع رفعت زينب على الفراش تنهد بارتياح وهو ينظر لها، لثوانى أعاد ما فعلته بالطائره وتلك الهيستريا التى إنتابتها... ضحك
تلك الشرسه التى تناطحهُ هو وغيرهُ بلحظه كانت تشعر بالرهبه هو ظن أنها لا تخشى من أى شئ مُخطئ فلكل إنسان مهما كانت قوته نقطة ضعف  
تلك الشرسه لديها رُهاب الطائرات... 
فى ذالك  الأثناء صدح هاتف رفعت 
نهض بعيد قليلاً وقام بالرد على من يُهاتفه، وتحدث معه بترحيب، وانهى قوله: تمام ربع ساعه ونتقابل فى مطعم الأوتيل. 
اغلق رفعت الهاتف وعاد يقف أمام الفراش ينظر لتلك النائمه، فكر عقلهُ لو خرج وتركها بالغرفه وفاقت وجدت نفسها وحدها بالغرفه ماذا ستفعل
ليس عليه التفكير كثيراً  هنالك طريقه واحده لضمان بقائها نائمه الى أن يعود
أخرج ذالك المُخدر من جيبه ونظر له بإبتسام قائلاً: معليشى يا زوزى مُجبور علشان أضمن أرجع من غير ما الاقى الامن واقف فى الأوضه بتهزأيه. 
قال هذا وقام برش المخدر على وجهها، خرج من الغرفه متوجهاً لمطعم الفندق للقاء ذالك الشخص . 
.............ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندرية 
رغم ان الشمس للتو غابت ومازل هنالك ضوء بسيط....  لكن ذالك المكان مُظلم بسواد كسواد قلب ذالك النائم بالغرفه
والذى نهض يُشهر سلاحه بوجه من دخل للغرفه،لكن سرعان ما أضاء نور الغرفه يرى من وقال:
إنت؟!
رد الآخر أيوا أنا يا هاشم،انا هشام أخوك،قولى سبب إصابتك برصاصه فى كتفك مصدق إنى صدقت إن طلع عليك شوية بلطجيه فى الطريق وإنت جاي لأسكندريه وكمان إتأكدت بسبب السلاح اللى معاك ده،يعنى ببساطه لو كان طلع عليك بلطجيه ومعاك السلاح ده كنت عرفت تتعامل معاهم قولى الحقيقه.
رد هاشم بتأكيد:زى ما قولتلك،هما شوية قطاعين طرق وبعدين إنت هتحقق معايا أنا غلطان إنى جيت لهنا. أنا هقوم ألبس وأرجع الزهار تانى غلطان إنى كنت جاي اطمن عليك.
ضحك هشام بسخريه:إنت كنت جاي تطمن عليا،كدبه ظريفه دى عالعموم إنت حر
أنا كنت جاي أقولك إن لمى من شويه إتصلت عليا وخلاص هى ووسيم هيعملوا حفلة خطوبه عالضيق كده بعد خمس ايام هناك فى الزهار.
ضحك هاشم ساخراً:بنتك طلعت ذكيه وعرفت توقع وسيم مش زى الغبيه التانيه اللى بدل ما كانت تضمن رفعت وتسيطر عليه،ضيعته من إيدها بسبب نزواتها وحبها لعيشة الحريه لأ وراجعه بعد ما إتجوز.
رد هشام:تفتكر فى واحده تقدر تسيطر على رفعت معتقدش،بطل كلامه ده وسيب بناتى فى حالهم،كفايه اللى حصل زمان من رضوان لما فكر يساوم چاكلين إنها تتطلق منى وتتجوزه فى مقابل إنه يجيب لها الجنسيه المصريه، حتى لو كان ده صحيح مكنش لازم أطاوعك وأشاركم فى اللى حصل، أنا بندم فى اليوم ألف مره فى النهايه خدت أيه غير الندم على مشاركتى فى جريمه، أملاك رضوان فضلت بأسم ولاده اللى رجعوا وزودوا كل الاملاك الضعف كنت شيطان ودخلتلى فى لحظة ضعف من ناحيه كنت بنتقم ومن ناحيه تانيه طمع وفى الآخر أنا اللى خسرت كل شئ وبعدها بفتره قصيره چاكلين طلبت الطلاق ورجعت لليونان.
سَخِر هاشم بتهكم قائلاً:يظهر نوع الويسكى اللى بتشربهُ اليومين دول مغشوش ولا نسيت أنا مأجبرتكش على حاجه إنت اللى طمعك عماك.
رد هشام:طب أنا  كان الأنتقام والطمع فى أموال رضوان  كانوا عامينى وقتها إنت كان إيه السبب عندك أقولك السبب كان الغِل طول عمرك كنت بتغِل من رضوان،كنت عاوز تبقى مش بس  الأقوى لأ وكمان الأفضل،بس رضوان كان صاحب شخصيه قويه على كل اللى قدامهُ وده كان سبب إن تدخل شريك تالت معانا فى تحالف الشياطين، شريكك التالت  اللى كان خايف من سطوة رضوان اللى كان بسهوله ممكن ياخد من تحت إيده مكانتهُ السابقه أو حتى الحاليه. 
نهض هاشم قائلاً: إحنا التلاته بالماضى كان لينا أسباب فى كُره رضوان
قاطعهُ هشام قائلاً:
بس أنا الوحيد  اللى طلعت خسران، بلاش تخلينى أفتح فى الماضى اللى بحاول أنساه، سواء كان بالشُرب أو حتى الراهانات اللى بدخل فيها
أنا خارج ومش هرجع غير متأخر،عندك الشغاله أما تعوز حاجه إطلبها منها. 
غادر هشام وترك هاشم يشعر بالحقد الذى يزاداد فى قلبهُ فتح هاتفه النقال، نظر لتلك الرساله المبعوثه له، هى من چاكلين التى تهاجمهُ فى الرساله ولما قام بالأتصال عليها  سابقاً اليوم ربما يكون هاتفه مُراقب، كانت رسالتها مُختصره تخبرهُ فيها أن المُخطى فى إفساد تلك العمليه الضخمه سيعاقب بما يليق  بها فالكميه لم تكُن هينه وانه ربما يوجد خائن بالمنتصف. 
رجف قلب هاشم للحظات قبل أن يعود  ويتحكم الجحود والوعيد بقلبه وعقلهُ، الذى يُعيد  تذكُر تلك العينان الذى رأها على مقربه منه تصوب النار عليه،رفعت كذب أنه ترك عملهُ بالشرطه البحريه، كان بإمكان أحدهم النيل من الآخر وقتله، لن يتوه عن عين رفعت الذى رأها من خلف ذالك القناع الذى كان على وجهه تلاقت نظرة عيناه مع رفعت الذى سيندم كثيراً  أنه لم يستغل الفرصه ويقتلهُ،الآن تضاعف الحساب رفعت سيدفع الثمن... ليس فقط بسبب تلك الرصاصه، هنالك الطبيبه التى خطفها من أمامه
  وأخيراً إفساد تلك العمليه التى قد تودى بحياتهُ رفعت هو من بدأ بالعداء.   
توعد هاشم  لن ينتهى  قبل أن يُنهى حياة رفعت ولو كان آخر شئ يفعلهُ بحياته
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج. 
بدأت زينب تستعيد وعيها  ، رويداً رويداً 
تشعر بخمول، لكن قاومته وإستقظت فتحت عيناها هى نائمه على فراش جالت عيناها بالمكان  وجدت نفسها  بغرفه تبدوا وثيره بديكور مميز تنهدت قائله:تلاقى الحقير الهمجى هو الطيار اللى زيه رمونى من الطياره،يلا أحسن  
أكيد أنا دلوقتي فى الجنه وهرتاح من وش الهمجى لأنه مستحيل يدخل الجنه.
ضحك رفعت الذى دخل الى الغرفه قائلاً:للأسف إحنا سوا فى سوهاج يا عزيزتى.  
رفعت زينب رأسها عن الوساده ونظرت له قائله: أيه عزيزتى اللى طالعلى فيها دى كمان
إزاى وصلت لهنا، أنا مش فاكره غير إنى كنت واقفه وراء باب الطياره. 
تبسم رفعت ووضع يده بجيبه وأخرج ذالك البخاخ قائلاً: البركه فى ده، له مفعول سريع جداً. 
نظرت زينب ليد رفعت قائله: منوم طبعاً، يعنى جبتنى لهنا بالغصب، بس تصدق كويس أهو آخد جوله هنا يمكن يعجبنى المكان هنا أطلب نقلى من الشرقيه لسوهاج. 
نظر رفعت لها بغيظ لكن كبتهُ قائلاً: أنا من شويه طلبت عشا، انتى طول اليوم تقريباً مأكلتيش لازم تاكلى ليجيلك هبوط وكمان جبت ليكى ده. 
قال رفعت هذا وأعطى لها ما بيده، أخذته قائله: 
أيه اللى فى الكيس الأسود ده. 
رد رفعت: أفتحيه وشوفى فيه أيه. 
فتحت الكيس وجدت كيس آخر بالفطره علمت ما به،نظرت ل رفعت قائله:ده بونبونى.
جلس رفعت على الفراش قائلاً:قولت لما هتصحى أكيد من الغيظ هينخفض السكر جبت ليكى حاجه حلوه تعدل مزاجكك. 
نظرت  زينب له بغيظ وفتحت الكيس وأخذت واحده وضعتها بفمها
 قائله: بس ده نوع بونبونى مميز وكمان بنكهات مختلفه،أهو اللى يجى منك أحسن منك. 
تبسم رفعت ومد يدهُ كى يأخذ واحده من البونبون،لكن 
أغلقت زينب الكيس.
تبسم قائلاً:دا أنا اللى جايبهُ عالعموم مش عاوز،أنا هقوم آخد شاور على العشا ما يجى،وكمان حاسس هدومى ريحتها بنج،طبعاً إنتى بالنسبه ليكى البنج زى البرفان.
نظرت له ثم وضعت إحدى البونبونيات بفمها تمضُغها باستمتاع دون الرد عليه. 
ضحك ونهض ذاهباً للحمام، لكن توقف للحظه يقول: 
آه بلاش تكترى فى آكل الحلو ليسد نفسك عن العشا ولا تجيلك كريزة سكر مره تانيه. 
لم تنظر له زينب ووضعت قطعه أخرى بفمها دون الرد عليه هى تعلم أنه يستفزها بالقول. 
بينما تبسم رفعت وقال بخبث وهو ينظر لها بوقاحه:آه نسيت اقولك إبقى إلبسى بقية هدومك 
قبل ما  تفتحى الباب  للروم سرڤيس مش معقول هتفتحى لهم بهدومك الداخليه.
قال هذا  ودخل الى الحمام مباشرةً يضحك قبل أن يسمعها تسبهُ.
إنتبهت زينب ونظرت لنفسها وجدت نفسها بملابسها الداخليه فقط..
إغتاظت قائله:همجى حقير. 
ثم رمت غطاء الفراش بقوه من عليها ونهضت وجدت بقية ملابسها موضوعه على أحد مقاعد الغرفه، إرتدتها سريعاً وهى تسب رفعت، لكن قطع وصلة السَب، طرق على باب الغرفه، وضعت وشاح رأسها عليها وذهبت تفتح الباب. 
دخل فرد من العاملين، ومعه طاولة طعام صغيره. 
ثم وقف مبتسماً يقول: تأمرى بشئ تانى يا أفندم. 
ردت زينب: لأ شكراً  ، بس إستنى لحظه. 
نظرت زينب حولها بالغرفه، وجدت حافظة مال خاصه رفعت موضوعه على أحد الطاولات جوار الفراش،فتحتها وأخذت منها بعض المال وأعطته للعامل مبتسمه.
تبسم لها وشكرها وغادر.
بينما وقعت حافظة المال من يد زينب على الارض ووقع المحتوى الذى كان بها 
إنحنت تجمعهُ،لكن لفت نظرها تلك الصوره 
الصوره كانت لها وهى تدخل الى الوحده الصحيه لأول مره
إذن لم تكن المره الاولى الذى رأها فيها يوم أن كاد يدهسها بجوادُه هو كان يعرف وقتها من تكون؟ 
 تعجبت لكن سُرعان ما وضعت الصوره بالحافظه مره أخرى  هى وغيرها من المحتويات ثم وضعت الحافظه بمكانها على الطاوله مره أخرى.
فى ذالك الحين خرج رفعت من الحمام بمئزر حمام،وبيده منشفه أخرى يُجفف  بها الماء من رأسهُ. 
تبسم حين وجد طاولة الطعام 
وقال:كويس إنهم جابوا العشا بسرعه أنا جعان جداً على فطورى من الصبح، وهلكان كماز لكن إنتى طبعاً صايمه من الصبح يا بختك مقضيه اليوم كله نوم.
تبسمت له بسخافه  وخلعت الوشاح عن رأسها،وجلست أمام طاولة الطعام وبدأت تأكل 
تبسم رفعت وجلس هو الآخر يأكل معها  يحاول مشاغبتها وجذبها للحديث  معه، لكن كانت تلتزم الصمت، الى أن نهضت من أمام الطعام قائله: شبعت هروح آخد شاور، طبعاً جبتلى معاك هدوم تانيه، ولا تكون نسيت. 
تبسم رفعت يقول: لأ نسيت ممكن تلبسى من هدومى عادى جداً، أنا أما نرجع من هنا مش هلبسها تانى. 
ردت عليه بغيظ قائله: ليه شايفنى جربانه ولو لبست هدومك هسيب فيها العدوى،وانا أساساً لو هفضل من غير هدوم مستحيل ألبس من هدومك،ذوقك مش بيعجبنى أساساً.
تبس رفعت يقول:تمام يا ملكة الاناقه،وانا مش هبقي مبسوط وأنا شايفك عريانه سبق وقولت جسم بلاستيك.
أغتاظت زينب منه وقامت بزغده فى كتفه قائله:بطل طريقتك الإستفزازيه دى معايا أنا مغصبتش عليك تجيبنى معاك هنا إنت تعتبر خطفتنى أساساً وو....
قاطعها رفعت قائلاً:فى شنطة هدوم ليكى فى الدولاب.
نظرت له بغيظ وذهبت الى الدولاب وفتحته وأخرجت منه حقيبه صغيره،أخرجت منها منامه وبعض الملابس الداخليه وذهبت الى الحمام،ولم تغيب كثيراً،خرجت لم تجد طاولة الطعام بالغرفه،حتى رفعت لم يكن بالغرفه لكن باب الشرفه مفتوح وتسمت صوته، ربما يتحدث مع أحداً بالهاتف 
صففت شعرها وتوجهت الى الفراش ونامت عليه.
بينما رفعت كان يتحدث بالشرفه قائلاً: 
خير يا محمود بتتصل عليا ليه؟ 
رد محمود: بتصل انبهك الراجل اللى فى اليونان بيقول إن فابيو بنفسه نازل مصر الأسبوع ده، وأكيد أنت أول واحد فى قايمة زيارته لمصر بسبب ريما اللى قاعده عندك فى السرايا. 
رد رفعت: يشرف حتى ياخد أمانته معاه انت عارف إن ريما خلاص مبقتش يهمنى أمرها، هى اللى اختارت فابيو من البدايه وسابتنى وراحت لعنده، بتحب الراجل اللى يمشيها على هواها، بس وقعت فى جحيم فابيو، بس غريبه أنا توقعت چاكلين هى اللى تنزل لمصر؟ 
رد محمود:  وانا كمان كنت متوقع كده، بس الراجل اللى لينا هناك بيقول إن نزول فابيو هيحط هاشم فى خط المواجهه، لو چاكلين اللى كانت نزلت هاشم كان هيلعب على نقطة ضعفها معاه، لكن فابيو معندوش نقطة ضعف، وعنده إستعداد يقتل حتى أبوه زى ما عمل إبن القبطان قبل كده،نزول فابيو هيقلب الدنيا،وكمان هو عامل زى البركان  ماكان ما بيروح لازم يحصل فوران وكوارث. 
رد رفعت: فعلاً  فابيو، ملقب بالبركان وأكيد مش السبب الرئيسى وجود ريما فى مصر، فابيو نقطة ضعفه الوحيده هى ريما، وأنا مش ناوى أقف قصادها علشانها أنت عارف إنها متهمنيش من الأساس. 
رد محمود: تمام أنا بس حبيت اعرفك بأخر الاخبار اللى وصلتنى ونكون على تواصل. 
تبسم رفعت يقول: تمام. 
أغلق رفعت الهاتف ونظر أمامهُ لمياه النيل الامعه تنهد وتنفس ذالك الهواء المُنعش وتبسم وهو يتخيل عصبية زينب حين ينام لجوارها على الفراش، يعلم بالنهايه ستسمح له، لكن هو يعشق مشاكستها معه 
بعد لحظات
  دخل  الى الغرفه وأغلق باب الشرفه وأطفئ نور الغرفه وظل ضوء خافت بالغرفه،خلع عنه ذالك المئزر وتسطح على الناحيه الأخرى من الفراش،كانت لا تزال زينب مستيقظه،نهضت جالسه تقول له:
إنت هتنام جانبى عالسرير.
تحدث ببرود:شايفه فى سرير تانى فى الاوضه أنام عليه،متخافيش مش هقرب منك ماليش مزاج،بقول تنامى  أفضل ليكى.
ردت زينب:مالكش مزاج لأيه وأيه تنامى أفضل ليكى،وإن منمنتش هتعملى أيه،ليه محجزتش لينا أوضتين من البدايه.
تنهد رفعت قائلاً:أنابعد اليوم الطويل المرهق ده محتاج أنام مش أتجادل معاكى فى تفاهات ،فانا هديكى ضهرى وهنام تصبحى على خير.
ردت زينب:يكون أفضل برضو،متصبحش على خير وتحلم بكوابيس تقومك من النوم مفزوع.
تبسم رفعت دون رد وهو يشعر بإستلقاء زينب على الفراش،توقع أنها لن تنام لكن كعادتها مجرد أن تضع رأسها تنعس،
إستدار ينظر لوجهها مبتسماً وأقترب يستنشق أنفاسها بقبله هادئه ليغوص بعدها فى نوم هانئ.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بسرايا الزهار 
بجناح رامى.
خرج رامى من الحمام،يرتدى شورت فقط،نظر لمروه التى تجلس على الفراش تتابع شئ على هاتفها،حتى أنها لم تنتبه لخروجه،صعد لجوارها على الفراش وقام بضم جسدها له.
إنخضت مروه.
تحدث رامى: أيه اللى فى الموبايل سرحانه  فيه كده لدرجة محستيش بيا لما جانبك عالسرير؟!
ردت مروه:سرحانه فى خالو نعمان وعمتك مهره،أنا نفسى أعرف حكايتهم القديمه،وكنت هعرف بس تيتا إنعام قالتلى سيبهم لوحدهم وتعالى معايا،أنا لاحظت عمتك مهره كانت بتعيط وكمان خالى كانت عنييه مدمعه،نفسى اعرف سر الماضى اللى بينهم.
رد رامى وهو يجذب مروه لصدره وينام على الفراش قائلاً: وأنا كمان عاوز اعرف من باب الفضول حتى لكن واضح أنه سر يخصهم لوحدهم.
تبسمت مروه قائله:فعلاً حتى لما سألت ماما اتهربت منى ومجاوبتش عليا، بس مقولتليش عمتك مهره كانت عاوزه رفعت ليه، أكيد قالتلك. 
رد رامى:ده موضوع خاص ب وسيم هيخطب لمى توأم ريما وهى مش موافقه على كده،وكانت عاوزه رفعت يقنع وسيم ينهى الخطوبه دى قبل ما تتم.
ردت مروه:فعلاً عندها حق أكيد لمى نفس نوعية ريما البومه بالظبط،شخصيه مستفزه صعب تتعاشر معاها،وملهاش غير فى التفاهات زى أختها اللى بتلقح عليا أنا وزينب.
تبسم رامى يقول:وده نفس رأيي أنا ورفعت،لمى مش اللى تنفع تشارك وسيم حياتهُ،بس هو مصمم أنا مستنى رفعت يرجع وهحاول انا ورفعت نقنعه يعدل عن الخطوبه دى،لمى مش من النوعيه اللى تحترم فكرة إن الجواز حياه كامله،مش مظاهر فارغه أو سرير بس زى نوعية لمى وريما،أنا عاشرت ريما ولمى لفتره فى إسكندريه وقت ما كان رفعت متجوز ريما،مكنوش على إتفاق بسبب شُغله فى الشرطه والبحر هى عاوزه زوج متفرغ لها،وفسح ومناسبات إجتماعيه ومظاهر فارغه،زى الهدايا الغاليه اللى طبعاً قصادها لحظات رومانسيه،انا معرفش سبب قبوله بالجواز من ريما من البدايه متأكد أنه مكنش بيحبها،ومع ذالك إتجوزوا لفتره مش طويله أقل من ست شهور وفجأه طلبت الطلاق ورفعت وافق بدون ندم وبعدها ريما سافرت اليونان ولحقتها لمى،ومرجعوش غير من فتره صغيره،لمى حاولت معايا قبل كده وقت ما كان رفعت متجوز من ريما،بس أنا وقفتها عند حدها وقولت لها إن قلبى مع غيرها،تعرفى ردها وقتها كان أيه؟
قالتلى عادى جداً فى جوازات كتير قامت من غير حب وإستمرت وبدأت تزيد فى وتيرة إغرائها ليا،بس فشلت فى كده،أنا مش من النوع اللى بيجرى وراء غرايزه وقولت لها تريح نفسها أنا راسم فكره تانيه عن الجواز فى دماغى.
نظرت مروه ل رامى بسؤال قائله:أيه فكرتك عن  الجواز  يا رامى؟ 
رد رامى: فكرتى نفس اللى شوفته وأتربيت عليه بين بابا وماما،زوجين متافهمين ومتألفين بينهم موده وحب،أنا مش عاوز جسم ست علشان أكمل بيه غريزه 
 أنا مجتاج لست تشاركنى كل دروب الحياه،سعاده وحزن وأمل وتفاؤل،مش ست انا بالنسبه لها بنك يكلف على مظاهر فارغه قصاد شوية لحظات رومانسيه،سهل أخدها من أى عاهره ووفر على نفسى أنى أنسبها لنفسى زوجه.
نظرت مروه ل رامى بأعجاب قائله: وأنا بالنسبه لك كنت الزوجه دى؟
نظر رامى لمروه قائلاً:أنا بعترف إنى وافقت رفعت لما قالى نرجع لهنا فى البدايه علشان أشوفك تانى،مكنش فى بالى إنى بحبك،كنت مفكر إنك مجرد صديقة الطفوله،لحد لما إتقابلنا صدفه،وقتها ملامحك كانت إتغيرت للأجمل بس عرفتك وناديت عليكى ولما وقفتى قدامى وعملتى نفسك متعرفنيش حسيت بغربه فى قلبى  وقتها وإضايقت جداً،وبدأت أطاردك فى السكك فى البدايه علشان بس أفكرك بيا،ولما قولتلى أبعد عن طريقك وأخلى ذكريات الطفوله اللى بينا بنفس النقاء القديم قولت تبقى لسه فاكرانى مع الوقت كنت بغرق قصاد رافضك المستميت كان عشقك بيتوغل فى قلبى مروه انا معرفش أمتى عشقتك من وإحنا لسه أطفال ولا لما رجعت هنا وشافت عنيا أجمل صبيه.
تبسمت مروه قائله: يعنى انا الوحيده اللى سكنت قلبك مفيش أى بنت أيام ما كنت فى إسكندريه فكرت إنك تحبها،ولا حتى مشاعرك إتحركت ناحيتها. 
تبسم رامي قائلاً: أبقى كذاب  لو قولتلك مفيش بنات دخلت حياتى وفكرت فى وقتها إن ممكن تجمعنى بها قصة حب، بس دايماً كان فى لحظه فارقه مع كل قصه فى نهايتها كانت بتجى صورتك قدامى وبعمل مقارنه، بعدها كنت بحس إن الأفضل التراجع، نهاية القصه معروفه يومين تسالى وبعدها كل واحد هيكمل فى طريق تانى. 
ردت مروه:  وأنا مش يمكن مع الوقت تكتشف...... 
لم تُكمل مروه حديثها حين أكمل  رامى حديث من نوع آخر بقُبلاته العاشقه، ثم ترك شفاها ينظر لعينيها قائلاً: سبق وقولت الوحش المسخ عشق الجميله وكان فى إنتظارها علشان يقدر يسترد جزء من وسامته بس هى غابت عنه كتير وكانت عاوزه تهرب منه وفكرت فى الإنتحار. 
ردت مروه بغصه: هتصدقنى يا رامى أنا مش فاكره إزاى وقعت من على سطح البيت، كل اللى فاكراه أنى  كنت عالسطح بتاع البيت بمشى قصاد القمر وبعدها مش فاكره أيه اللى حصل كأن عقلى فصل بعدها، بس أنا متأكده إنى..... بحبك يا مسخ ومن زمان يمكن من قبل إنت ما تفكر تحبني،حبيت رامى صديق الطفوله،إبن الزهار الصغير المتواضع اللى كان بيلعب مع بنت السايس اللى بيشتغل عنده فى الأستطبل. 
تبسم رامى قائلاً:الكل قدام العشق بيتساوى يا مروه،وأنا عشقتك.
قال رامى هذا وأنهى قوله بقُبلات شغوفه بالعشق تبادلها هو ومروه يعزفان ألحان سيمفونية عشق بليلة عشق هانئه.  
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشرقت شمس صباح يوم جديد 
بسوهاج. 
أستيقظ رفعت من نومه المُريح ليلة أمس، نظر لجوارهُ على وجه تلك الشرسه صاحبة ملامح تمزج بين الملامح الرقيقه والشرسه، تعجب كيف مازالت نائمه بعد نومها لٔاوقات طويله بالأمس، لكن تبدوا هذه عادتها هى تنام سريعاً وبراحه. 
إقترب منها ولف يديه حول جسدها. 
شعرت زينب بيدي رفعت فتحت عيناها وتبسمت ثم غفت عيناها مره أخرى. 
تبسم رفعت همس بالقرب من أذن زينب: صباح الخير، يا زوزى. 
تنهدت زينب وفتحت عيناها قائله: صباح النور. 
تبسم رفعت وهو ينظر لشفاها بعطش.
ضم جسدها بين يديه وإلتقط شفاها يُقبلها بنهم يستقى  من نداها، للعجب زينب لم تمانع هى الأخرى، ظلا يُقبلها لوقت ترك شفاها ودفن رأسه بعنقها يقبله هو الآخر، يستنشق أنفاسه على عنقها، وهى ممتثله له، بل مستمتعه بقبلاته الذى يوزعها على عنقها ومقدمة صدرها، حتى أنها لم تشعر بيده التى فتحت أزرار منامتها، شعرت بأناملهُ التى بدأت تسير، على جسدها، 
شتت بلماساته بين عقلها وقلبها، قلبها الخائن لعقلها الذى يعلم بمجرد ان تنتهى رغبته فيها، سيعود لوقاحته معها ويقول أنه لم يشعر بالأكتفاء وهو معها، لكن قلبها  يريد أن يخرجه من تلك النيران الذى  يسعى لها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عاد رفعت يُقبل شفاه زينب،ثم ترك شفاها  يُوزع قُبلاته  على عنقها 
لكن 
فى تلك اللحظه تحكم عقل زينب لو سلمت له ككل مره لن تخرجه من تلك النيران، وسيُهين أنوثتها لاحقاً، إذن لتوقفه من البدايه. 
بالفعل فاقت من تلك السطوه ورفعت يديها تدفعهُ عنها قائله: رفعت إبعد عنى. 
لكن هو مسحور مفتون مسك إحدى يديها ومازالت قُبلاته مستمره. 
تحدثت زينب قائله بحِده: رفعت  إبعد عنى  فوق خلاص إحنا هننفصل فى أقرب وقت. 
همس رفعت بعقله: عمرى ما هنفصل عنك يا زينب غير بموتى.
بينما مازال يحاول إستمالتها بقُبلاته كالسابق  لكن شعر بالرفض منها وعدم الأستجابه  حتى من حديثها الجاف حين قالت: رفعت كفايه خلاص أنا مش طايقه لمساتك   إبعد عنى أنا بكره تحكمك فيا كفايه مش قادره أغصب على نفسى وأتحملك أكتر من كده، إن كنت غصبت على نفسى قبل كده  وإتحملت غطرستك، خلاص كفايه مش هسمحلك تقولى بعد شويه متكيفتش أنا لا سيجاره ولا كاس فى إيدك 
قالت هذا وقامت بدفعهُ بيديها بقوه. 
رفع رفعت وجهه ونظر لوجه زينب وتلاقت عيناهم، رأى بعين زينب تحدى له وقال: 
يعنى أيه؟ 
ردت زينب بتحدى: 
يعنى خلاص يا رفعت زى ما قولتلك قبل كده قصتنا من البدايه  غلط، والطلاق هو تصحيح الغلط ده. 
ماذا سمع... لاول مره تقول كلمة طلاق صريحه
سابقاً كانت تقول إنفصال... ماذا تعنى بكلمة الطلاق.
تحدث قلبهُ: إعترف لها يا رفعت إنك بتعشقها  وأطفى النار اللى جواك.... 
بينما قال عقلهُ: إعقل يا رفعت وأرجع لرُشدك زينب بتسحبك نحو الميه.... 
بس هى متعرفش إن الميه هتزيد من إشتعال نيرانك، من إمتى فرضت نفسك على ست قبل كده  كلهم كانوا بيتمنوا منك بس إشاره حتى زينب  نفسها سلمت لك قبل كده بسهوله، هى بتلعب بيك برفضها وكلامها عن الطلاق.... بلاش تخلى قلبك يتحكم فيك إنهى اللحظه إنت مش هتطلب عطفها.. 
بالفعل إمتثل رفعت لقرار عقلهُ، وتنحى عن زينب، لكن قبل أن يتنحى عنها قبل جانب عُنقها، ثم قبل كتفها وقام بعضها من كتفها عضة غيظ. 
تحدثت له بلذاعه: حيوان وهمجى آخر مره هسمحلك تقرب فيها منى أول حاجه هعملها  أما نرجع للشرقيه هسيبلك الحِصن بتاعك وهرجع أعيش فى الملحق بتاع الوحده لحد ما يتم نقلى من الشرقيه. 
نظر رفعت لها قائلاً: أوهام يا عزيزتى 
اللى بينا مالوش
غير نهايه واحده.... موتى بس مش قبل ما أشعل النار فى اللى حرقوا.. قلبى أنا عارف إللى جدتى قالتلك عليه... إنى رجعت للزهار علشان أنتقم للماضى... لو مفكره بحركاتك دى هتقدرى تمنعينى  تبقى غلطانه. 
نظرت له زينب قائله: حركات أيه اللى تقصدها؟ 
رد رفعت: حركات تمنُعك عنى. 
سخرت منه زينب قائله: فعلاً همجى وحيوان مش بتفكر غير فى غرايزك الدنيئه
أنا دكتوره يا رفعت مهمتى أقدم للقدامى العلاج على قد ما أقدر، بس لو هو اللى كان عقله مريض ورافض العلاج وبيستسلم للموت مقدرش أنقذه من وهم سهل يقتلهُ
طلاقنا بقى آمر حاتمى يا رفعت وإنسى إنك تقدر تحبسنى جوه أسوار حِصنك العاليه. 
نهض رفعت من على الفراش وتوجه للحمام قائلاً:ياريت على ما أخرج من الحمام،تكونى طلبتى لينا فطور،لأنى عندى ميعاد مهم  بعد شويه.
قبل أن ترد زينب دخل رفعت للحمام وأغلق خلفه الباب بعصبيه،
بينما زينب نهضت جالسه على الفراش نظرت لكتفها ورأت آثار عضة رفعت سبته،لكن ليست تلك العضه ما أغاظتها من رفعت اغاظها حديثه عن قوله أنها تعتقد أنها قادره على محو فكرة الإنتقام من رأسه،لكن مهلاً..... هو قال أنه علم أن جدته تحدثت لزينب عن سبب عودته للزهار،وسابقاً علم عن وضعها هى ومروه مُلين بطعام ريما،هذا بالتأكيد يعنى أنه يضع كاميرات أو أجهزة تصنت بالسرايا، الأثنان أسوء من بعض عليها مواجهته الآن....
بالفعل بعد قليل خرج رفعت من الحمام نصف عارى،رأى زينب مازالت جالسه على الفراش لكن هندمت ملابسها،تجاهلها وفتح الدولاب أخرج ملابس له  أعطى ظهرهُ  لها وبدأ فى إرتداء ملابسهُ،لكن توقفت يدهُ عن تزرير أزرار قميصه حين قالت له:إنت زارع كاميرات ولا أجهزة تصنت بالسرايا وأكيد الكاميرات ولا أجهزة التصنت دى فى أوضة نومى  وأكيد أوضة نومك. 
نظر رفعت لها بذهول قائلاً: شايفانى قذر قوى للدرجه دى علشان أزرع كاميرات مراقبه أو أجهزة تصنت فى أوضة نومى أو أوضة نومك، غباء منك الدكتوره التفكير ده عارفه ليه مستحيل أعمل كده لأنى مش الراجل اللى يفضح نفسه أو مراته بتسجيلات من النوعيه دى،ناسيه إن حصل بينا كذا لقاء حميمى فى أوضة نومى، وكمان فى أوضة نومك،أكيد مش هخاطر واحط كاميرات أو أجهزة تصنت فى الأوض، مش هبقى مبسوط لو تسجيلات زى دى وقعت فى إيد تانيه بالغلط.
ردت زينب بثبات:أمال عرفت منين إن تيتا إتكلمت معايا وكمان إنى أنا ومروه حطينا ملين للبومه ريما فى الزبادى.
رد رفعت: المُلين كان توقع منى لأن بعد ما نمتى ريما بعتت رساله إنها تعبانه وعندها مغض قوى فى بطنها، بس أنا توقعت انك إنتى ومروه حطيتوا لها شئ فى الزبادى، بالذات إنكم متغاظين منها ومن سخريتها الدايمه منكم، قولت مقلب منكم فيها، تستاهله.... 
أما
جدتى أناعارف إنها عندها يقين إنك الوحيده اللى تقدرى تطفى النيران اللى فى قلبى ومعرفش جايبه اليقين ده منين، لأنى سبق وقولت ليكِ إنك زى أى ست قبلك نامت  فى سرير معايا. 
رغم شعور زينب بالغيره لكن قالت بسخريه: واضح إنهم كتير... كتير قوى اللى ناموا قبلى  معاك  فى سرير عالعموم تأكد يا رفعت إنك بالنسبه ليا مش آكتر من تجربه سيئه مرت بحياتى.
قالت زينب هذا ونهضت من على الفراش توجهت الى حمام الغرفه... وقفت خلف باب الحمام، خانتها تلك الدمعه التى سقطت من عينيها  كم هو شعور مؤلم بالمهانه،ليس فقط المهانه ذالك الوجع التى تشعر بيه بقلبها الذى ينتفض بداخلها لأول مره بحياتها  تندم على شئ مرت بيه، ليتها ما ذهبت الى تلك القريه ليتها نُفيت لأقاصى القُرى أو النجوع فى مصر وإبتعدت عن تلك القريه لكن مهلاً لم ينتهى الوقت، بمجرد عودتها الى الشرقيه ستقدم على طلب نقل لها وتأخذ إجازه حتى يتم نقلها الى أى مكان بعيد عن الزهار وتلك الأجازه ستقضيها مع والدايها بالقاهره بعيد عن رفعت، ذالك الوغد الهمجى. 
بينما رفعت بمجرد دخول زينب للحمام جلس على أحد المقاعد يشعر بالغضب من نفسه هو يكذب... زينب ليست كأى إمرأه شاركها الفراش سابقاً..... لام نفسه كيف قال لها هذا أخوف أن يفتضح شعوره أمامها أنها الوحيده التى يضعف أمام إجتياحها لمشاعره بمجرد أن يقترب منها
ندم...ندم على ماذا على  إدخالها لحياته عنوه ظناً منه أنه يختطفها من أمام هاشم يشعر بنشوة الظفر بشئ كان هاشم يريدهُ وأخذه هو من أمامه
كم أنت كاذب يا رفعت...أنت عاشق متيم هى تسكن قلبك 
لا لا لايوجد مكان بقلبى للعشق قلبى مشتعل لن ينطفئ الآن ولن ينطفئ قبل أن أحقق قصاص للماضى ولو إحترقت معهم بنيران واحده. 
خرجت زينب بعد قليل من الحمام وجدت رفعت يجلس على احد المقاعد تجنبت الحديث معه، وصعدت للفراش مره أخرى لا تعرف سبب لذالك الشعورها بالخمول ربما بسبب ذالك الداء الذى صاحبها بحياتها،بالفعل تسطحت على الفراش،سُرعان ما سحبها النوم بعد دقائق من الصمت.
كان رفعت سيتحدث لها لكن حين إستدار ينظر لها وجدها نائمه بالفعل لا تدعى ذالك،تبسم بتعجب منها كيف نامت بهذه السهوله وهو بداخله حرب طاحنه بسبب حديثهما الحاد معاً قبل قليل،وتلك عادت للنوم براحه!     
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل 
بسوهاج... دوار عمده قرية الهلالى.
على مدخل الدوار
تبسم ذالك الكهل لأحد ابنائه الذى قال:
صباح الخير يا حضرة العمده.
تبسم له بألفه قائلاً:طالما قولت حضرة العمده،يبقى فى طلب بعدها قول من الآخر.
تبسم مُحسن وهو يضع يده حول عنقهُ قائلاً:ميزتك يا بابا إنك فاهمنى. 
تبسم له قائلاً: أنا فاهم دماغ كل واحد فيكم بيفكر أزاى يلا قولى عاوز أيه. 
تبسم محسن يقول:بنت السلطان.
رد يونس قائلاً:أى واحده فيهم؟
رد محسن:ماما طبعاً رشيده التانيه دى ماليش معها أى صولات إحنا إخوات أنا قصدى ذات الخال  وقبل ما تقول أى واحده فيهم هقولك ماما،التانيه دى "شرشر".
تبسم يونس قائلاً:مالها ذات الخال عاوز منها أيه سبق وقولتلك بلاش حركات الحنجله بتاعتك دى قدامها  ولا تكون عملت حاجه زعلتها منك.
تبسم محسن:بص يا سيادة العمده عميد الجامعه،أنت عارف إن من صغرى كنت بهوى الخيل وتربيتها ولم كبرت دخلت كلية طب بيطرى علشان كده وبدأت مشروعى الخاص فى تربية الخيول جنب إنى ادرس فى الجامعه.
رد يونس:بلاش اللف والدوران هات المختصر،انا مش مامتك بتحب التفاصيل.
تبسم محسن قائلاً:من الآخر كده أنا جايلى عرض من تاجر من أشهر تجار الخيول فى مصر  وشبه إتفقت معاه على بيع فرستين وهو جاي بنفسه النهارده علشان يتمم البيعه دى،بس بقى فى مهره من الفرستين بيضا فى أسود مُهجنه  ماما بتحبها قوى خايف تزعل منى لما تعرف إن فى تاجر جاى علشان يشتريها. 
تبسم يونس قائلاً: لأ متخافش رشيده عقلها مش صغير كده وتتمنى لك الخير. 
تبسم محسن براحه يقول: والله طمنتنى يا أبو الرجال هروح أنا بقى هروح أنتظر ضيفى فى الاستطبل، على فكره ذات الخال الكبيره مع "شرشر" فى الجنينه الورانيه. 
تبسم يونس له ونغزه بكتفهُ قائلاً:  إياك أسمعك تقول على رشيده الهلالى "شرشر". 
ضحك محسن قائلاً: أنا مالى ده الواد حسين اللى طلع عليه الأسم ده. 
تبسم يونس يقول: حسين أهبل تمشى وراه
رشيده الهلالى  دى ملاك. 
نظر له محسن بأستغراب يقول: ملاك! 
دى عندها سنتين بس مشرشره كل اللى فى الدوار بهم حتى مامتها. 
تبسم يونس يقول:تستحقوا أنتم اللى بتعندوها.
تبسم محسن يقول:كنت عارف هتقول كده هما ذات الخال حد يقدر يقول علي واحده منهم كلمه الإتنين لهم حصانه خاصه عند حضرة العمده
يلا هروح أنا بقى للأستطبل  زمان التاجر على وصول. 
تبسم يونس وذهب الى الحديقه الخلفيه للدوار 
تبسم لتلك الطفله الصغيره التى تَحبى بالحديقه بمجرد أن رآته زحفت إليه سريعاً،
تبسم وإنحنى يحملها بين يديه ينفض بقايا التراب من يد الصغيره يُقبل وجنتيها 
تبسمت تلك التى كانت تجلس تقرأ  أسفل  إحدى الشجرات بالحديقه ونهضت من مكانها واقفه، وتقابلت مع يونس ببسمه قائله: 
شايفه ذات الخال الصغيره خدت مكانتى. 
تبسم لها وقال: مفيش واحده عمرها خدت جزء من مكانتك بس دى رشيده الهلالى ليها مكانه خاصه ومتنسيش إنها أول حفيده، و البنت الوحيده فى الدوار. 
تبسمت رشيده قائله:عقبال ما يبقى عندك عشر أحفاد يا إبن الهلالى ويعجزونا.
تبسم يونس يقول: بنت السلطان عمرها ما هتعجز فى نظرى  هتفضل الجنيه اللى طلعتلى من الميه عمرك شوفتى جنيه عجزت. 
تبسمت له قائله: خلينا ندخل للدوار علشان شكل رشيده الهلالى بتنعوس،تاخد لها راحه ساعتين وتصحى بنشاط وهمه بقية اليوم. 
تبسم يونس وهو يسير لجوار رشيده قائلاً: 
على فكره محسن كان عاوزنى واسطه بينه وبينك. 
تبسمت  رشيده: ليه عاوز أيه؟ 
رد يونس: جايلهُ تاجر خيول كبير وهيشترى منه فرستين منهم الفرسه الملبطه أبيض فى أسود اللى بتحبيها. 
تبسمت  رشيده: وعاوزك واسطه علشان كده أنا إتبسط لما أشوفه ناجح  بس بصراحه الفرسه دى جميله جداً  بس بنتها شبهها  يعنى فى عوض بدالها يبقى هزعل ليه لما يبيعها ويكسب تمنها يطور  بيه نفسه ويكبر مزرعتهُ قولهُ إنى مش زعلانه بالعكس فرحانه له وكمان قوله يعزم تاجر الخيول ده للغدا عندنا  بكره  أنا سمعت  عن التاجر ده منه قبل كده وانه يتمنى يتعامل  معاه  وقالى إنه له إسم كبير فى سوق الخيول  عاوزه أتعرف عليه و أوصيه عالفرسه دى وأقوله دى فرسه أصيله ولازم يكرمها. 
تبسم يونس  يقول: طب ليه معزمتهوش النهارده
ردت رشيده! النهارده  اليوم اللى بنتجمع فيه عند أمى، وممنوع حد من العيله يكون غايب حتى محسن هيجى على هناك،أنا كنت مستنياك ترچع علشان متعوده نروح سوا. 
وقف يونس، ينظر لرشيده بهيام. 
تعجبت رشيده قائله: وقفت تبصلى كده ليه؟ 
رد يونس: مُغرم يا بنت السلطان. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسكندريه. 
رد هاشم على هاتفه ساخراً: غريبه كان عندى يقين إنك مش هتتصل عليا الفتره دى، أكيد وصلتلك الأخبار إن البضاعه الشرطه صادرتها فى البحر يا سيادة النايب (نجيب الكفراوى). 
رد نجيب:عرفت يا هاشم وصلتنى الأخبار وكمان عرفت إنك قدرت تهرب من الشرطه،بس الله أعلم إن كان حد من الشرطه إتعرف عليك أو لأ، بس عندى يقين لو كانت الشرطه عندها إشتباه فيك كانت كثفت جهودها فىةالقبض عليك 
ومتنساش  الرقم ده خاص ومش بأسم هاشم الزهار و حتى لو معروف عادي لو أنا إتصلت عليك محدش هيشك فيا ناسى أنا مين... أنا نايب الدايره اللى تابع لها  قرية الزهار غير إنى كمان منها وعايش فيها معظم الوقت.. وعادى إنى أتصل على واحد من كُبرات الدايره اللى أنا النائب عنها فى مجلس الشعب.
ضحك هاشم بسخريه:
نايب مجلس الشعب بمساعدتى ليك فاكر زمان لو مش اللى حصل كان زمان رضوان أخد منك كرسى البرلمان ومكنتش فى يوم بقيت وزير سابق وعضو مهم فى البرلمان.
رد نجيب:مالوش لازمه التقليب فى دفاتر الماضى يا هاشم،أنا مش بتصل عليك علشان كده أنا بتصل علشان حاجه تانيه وصلنى خبر إن فابيو نازل لمصر خلال الأسبوع ده نزول فابيو بنفسه لمصر أكيد مش هيعدى بالساهل ده... البركان.
إرتجف هاشم قائلاً:منين جبت معلومة إن فابيو نازل مصر.
رد نجيب: المعلومه من جهة موثوقه.
رد هاشم:أنا عارف سبب نزول فابيو لمصر مش علشان العمليه اللى إتصادرت دى،    
لأ علشان السنيوره ريما الزهار اللى سابت اليونان ونزلت الزهار علشان خاطر عيون رفعت، يعنى حسابه مع رفعت. 
رد نجيب: ورفعت أيه دخله فى كده،هو متجوز من الدكتوره بتاعة الوحده الصحيه يعنى ريما بالنسبه له كارت محروق معتقدش يقف قدام فابيو علشانها. 
رد رفعت بأستهزاء: لأ ممكن  يوقف قصاد فابيو ويعمل فيها حامى الحمى وشهم زى المرحوم أبوه ما عمل زمان لما چاكلين طلبت حمايته من باباها اللى كان بيطاردها علشان ترجع اليونان وهى عاجبها مصر وعاوزه تبقى مصريه بأى شكل وإتجوزت من هشام علشان كده، بس للأسف القوانين أيامها كانت ضدها، كانت تاخد حق الإقامه بس لكن الجنسيه لأ، بسبب القانون اللى كان حتى بيمنع اللى أبائهم مش مصريين من الجنسيه، بس للأسف  القانون لما إتغير كان رضوان إتحرق وهى سافرت اليونان بعد ما أطلقت من هشام. 
رد نجيب: برضو عندى إحساس قوى إن رفعت  مش هيقف قصاد فابيو.
رد هاشم:واضح إن هشام نقح عليك هو كمان بيدخل راهنات خسرانه،هتشوف،رفعت على راس جدول أعمال فابيو فى مصر،ناسى إن كان بينهم حرب بارده قبل كده صحيح إنتهت لما ريما سابت رفعت وسافرت لفابيو. 
رد نجيب: متنساش رفعت لما كان ضابط فى البحريه صادر أكتر من عمليه ل فابيو ويمكن فابيو نهى الحرب دى بعد رفعت ما ساب الخدمه فى البحريه.
ضحك هاشم ساخراً:مين اللى قالك إن رفعت ساب الخدمه فى البحريه،دى كانت كذبه منه...رفعت لسه فى منصبهُ فى البحريه أنا بنفسى شوفته من ضمن القوات اللى كانت فى البحريه.
تفاجئ نجيب وقال برعب:قصدك أيه أنت متأكد!
رد هاشم بثقه:متأكد جداً...رفعت خدع الجميع وأولهم فابيو.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
بسوهاج 
بعد الظهر... 
إستيقظت زينب من النوم 
كانت الغرفه شبه مُظلمه تمطئت قائله:هى الساعه كام دلوقتى 
مدت يدها آتت بهاتفها وعلمت الوقت، شعرت بجوع قائله: 
أما أطلب من الروم سيرڤيس آكل، أهو منه فطور وغدا
بالفعل بعد قليل  إنتهت من وجبتها، ألهت نفسها  بين الهاتف والتلفاز، إنتظارًا أن يعود رفعت..... 
رفعت ذالك الهمجى الطريق بينهم يسير للنهايه ربما أفضل لها هى لن تقدر على رؤيته يشتعل بين النيران التى يريد إشعالها إنتقامً للماضى التى جمعت خيوطه من إنعام ومهره التى تعتبر والداتها   
رفعت واهم يعتقد أن تلك الأسوار العاليه قادره على حماية من يُحبهم و.... 
قطع تفكير زينب رنين هاتفها 
جذبت الهاتف ورأت من يتصل 
رغم ذالك الشعور الذى ينهش قلبها من ناحية رفعت   
كان هذا الإتصال ربما يخرجها من تلك الحاله الرد عليه...  بمجرد أن فتحت الخط 
سمعت من يقول بإستهزاء مرح: 
زوزى أختى المفتريه والله معرفش إزاى هفيتى على بالى وأنا فى وقت الراحه قولت أتصل أغلس عليكِ شويه، أهو أتسلى و أكسر الملل اللى عايش فيه. 
ردت عليه بسخط: وأيه سبب الملل اللى عايش فيه، وظيفه فى شركه محترمه بيقبضوك بالدولار. 
ضحك مجد قائلاً: كفايه الصحرا اللى عايش فيها وسط أصوات البريمات طول اليوم،بس أنا مش متصل عشان أشكيلك همى،أنا متصل عليكِ علشان أطلب منك فلوسى اللى سبق وقلبتيها منى،دلوقتي إنتى متجوزه مليونير وأنا محتاج كل قرش ليا عليكِ.
ردت زينب:سبق وقولتلك السلف تلف والرد خساره إنسى فلوس رفعت ماليش دعوه بيها،وبعدين محتاج الفلوس دى ليه؟
رد مجد:محتاج الفلوس دى عشان أكون نفسى وأتقدم رسمى للسندريلا بتاعتى خلاص بفكر بعد ما تخلص الثانويه أتقدم لها رسمى،أحجزها قبل ما تطير منى.
ردت زينب بأستهزاء: يارب تطير منك،يأبنى أعقل ده لسه قدامها أقل شئ أربع سنين جامعه.
رد مجد:لأ خمس سنين أصلها عاوزه تدخل هندسه زيي غاويه بريمات.
ضحكت زينب قائله:وعرفت منين إنها غاويه بريمات.
رد مجد:هو أنا مقولتلكيش إنها بقت من الفريندز عندى عالفيسبوك والإنستجرام عقبال الواتس وتدينى رقمها،مع إن سهل أخده من رامى جوز أختها بس خليها واحده واحده كده عالهادى.
ردت زينب:عالهادى وإزاى أصلاً بقيتوا أصحاب؟
رد مجد:أبداً أنا مع رامى فى الفريندز عالفيسبوك فدعبست كده فى أصدقاؤه لقيت مراته دعبست وراها لقيت سندريلا لها صفحه بإسمها....هبه دعبست فى صفحتها لقيت عندها شوية إهتمام بهندسة البترول 
قولت دى إشاره ربنا ليا طبعاً كان بينا قبل كده لقاء لما وصلتها وإستغليت إنى أخوكِ أو مره تجيلى مصلحه من وراكِ علقت لها على بوست كانت عامله له شير من صفحه متخصصة فى البترول،جر رِجل،لحد ما بقينا نتكلم فى مواضيع خاصه بالبترول،وتواصلنا خاص بعيد عن الفيسبوك وهى اللى بعتت ليا طلب صداقه أنا مكنتش مصدق فى البدايه بس قبلت الصداقه بسرعه لا تكون عملتها بالغلط وتاخد بالها حطيتها قدام الآمر الواقع.
ردت زينب:طب ما هو سهل تديك بلوك يا فالح،إتقل شويه لا تقول عليك أهبل مدلوق وتركبك وتدلدل رِجليها. 
تبسم مجد: ياريت أنا قابل تدلدل رِجليها أيدها مش مهم عندى غير إن سندريلا تكون من نصيبى، مش شايفه هى قد أيه رقيقه مش زيك صبى بواب
ردت زينب:تصدق إنك واد غبى أنا أما ارجع للزهار هقولها ده واد تافهه وبيغل منى ومعندوش ريحة الأخوه،ده مش راجل تعتمدى عليه،ده أخره يغسلك المواعين.
تبسم مجد يقول:لأ وكمان ممكن أخرط ليها الملوخيه زى عبد المنعم إبراهيم فى السكريه وأغنى ليها بس قولوا لأمى بس هى اللى تهز أنا مش بعرف أهز.
ضحكت  زينب قائله: إنت عندك هزه فى عقلك أصلاً،قولى عندك أجازه أمتى؟
رد مجد:مش قبل من عشر أيام متقلقيش هاجى أقضى الأجازه فى الزهار أملى عينى بشوفة السندريلا. 
ردت زينب: أكيد سندريلا هتقلب غوريلا لما تشوفك فى الزهار، أهو أكون رجعت من سوهاج أتفرج عليك وهى بتوبخك. 
ضحك مجد يقول: سندريلا توبخنى زى ما هى عاوزه أنا أقابل.... بس إستنى أنتى فى سوهاج بتعملى أيه لا تكونى إتنقلتى لهناك عملتى أيه تانى، وفين رفعت إزاى..... 
قاطعته زينب قائله: لأ إطمن متنقلتش لسه من الزهار، بس مش بعيد أتنقل قريب، بس فكره سوهاج  حلوه وبعيده. 
تبسم مجد يقول: طالما متنقلتيش طب أيه وداكِ سوهاج، رايحه تشترى زغاليل. 
تبسمت زينب: لأ كله من الهمجى رفعت جاى يشترى خيل من سوهاج  وخدنى معاه، غصب 
صحيت لقيت نفسى فى طياره. 
تعجب مجد قائلاً: طياره! 
ومجاش ليكِ فوبيا ولا رفعت سبتك. 
ردت زينب: لأ خدرنى مره تانيه الهمجى. 
ضحك  مجد وقال بسخريه: القوى فى اللى أقوى منه، شوفى كنتِ بتفترى وتستقوى عليا،ربنا بعت رفعت يخلص حقي.
ردت زينب:حق أيه يا أبو حق كنت إستقويت عليك أمتى إنت اللى خرع من يومك وهتخرط ملوخيه لسندريلا بتاعتك ومش بعيد تقمع باميه وتخليك إنت اللى تهز على سلك الكهربا العريان اللى هتمسكهولك لو عصيت أمرها بدلقتك دى عليها.
تبسم مجد يقول:أنا هبقى راجل حمش زى رفوعه كده وأكح أرعبها...
سيبك من الهزار مفيش نونو كده جاى فى السكه علشان ألسعهُ على قفاه، أعلملكِ عليه وأقوله برد جزء اللى المفتريه مامتك كانت بتعمله فيا.
ضحكت زينب وسَهمت قليلاً 
لكن قال مجد:خلاص البريك خلص هرجع أكلمك مره تانيه تكون ثبتت الرؤيه نفسى أبقى خال يا زوزى،كل زمايلى هنا بيعايرونى بصور ولاد وبنات أخواتهم أنا كنت بنكسف اقول إنى عندى أخت عانس،دلوقتي بغير منهم،إشطرى وإسقى رفعت حاجه أصفره   ولا أقولك بلاش عارفك مالكيش فى الأنوثه أصلاً 
اغلق مجد الهاتف قبل أن تسبهُ زينب.
لكن زينب وضعت الهاتف على الفراش ونامت على الفراش،تفكر فى قول مجد 
طفل...من رفعت،تذكرت ذالك الحلم كانت فتاه وضعت يديها على بطنها تخيلت أن يكون لديها طفل من رفعت
لكن سُرعان ما فاقت من ذالك الحلم...أجل حلم.... طريقها مع رفعت مُلغم.   
بعد الظهر 
شعرت زينب بملل وهى جالسه طول الوقت بغرفة الفندق،رفعت بعد مشادتهم المُحتده مع بعض خرج ولم يعُد حتى الآن سأمت الجلوس بين حيطان تلك الغرفه،شاور عقلها
لما تحبس نفسها بالغرفه لاول مره تأتي الى سوهاج لما لا تنزل تكتشف بها أماكن جديده عليها،بالفعل بدلت ملابسها وخرجت من الفندق تسير جوار كورنيش النيل تأخذها أقدامها لأول مره تشعر بالتوهه بعقلها.    
...... 
عصرًا 
بالفندق. 
دخل رفعت الى الجناح الخاص به
نظر به لم يجد زينب، ذهب بإتجاه الحمام طرق أكثر من مره على الباب ، لكن لا رد، فتح الباب ونظر بداخل الحمام هى غير موجوده. 
أخرج هاتفه قام بالاتصال عليها، لكن أيضاً لا رد، قام بالاتصال على الأستقبال بالفندق علها تكون طلبت منهم شئ او أخبرتهم بخروجها، لكن كان الرد أنها لم تتصل عليهم أبداً 
إنتابه التفكير والقلق مع طول الوقت وعدم عودتها أين تكون ذهبت. 
فى حوالى العاشره مساءً. 
دخلت زينب الى الجناح. 
وجدت رفعت يقف يبدوا على وجهه الضيق والتهجم، تبسمت بخفاء. 
لكن هو حين سمع فتح باب الجناح نظر لها بغضب لكن مع ذالك شعر براحه من عودتها بخير
لكن لابد من معرفة لما خرجت من الفندق دون إخبارهُ بذالك ولما لم ترد على إتصالاته عليها؟ 
تحدث رفعت وهو ينظر فى ساعة يدهُ: الساعه عشره  بالليل ممكن أعرف المدام خرجت ومقالتش هى رايحه فين وبتصل عليكى ليه مش بتردى. 
ردت زينب ببساطه: فونى عملاه صامت ومسمعتش الرن، وكنت بتمشى، إنت خرجت الصبح وسيبتنى نايمه، وأنا زهقت من القعده فى الاوتيل حسيت إنى محبوسه فخرجت أشم هوا. 
نظر رفعت لها وهو يسير بإتجاه وقوفها وقال بتهكم: خرجتى تشمى هوا من قبل العصر والساعه دلوقتي  عشره مش ملاحظه إنك رجعتى بدرى. 
رد زينب بأستفزاز: فعلاً  رجعت بدرى، كنت بفكر أركب باخره فى النيل أسهر عليها بس حسيت بشويه صُداع، يمكن من اللف فى الطُرقات. 
ماذا يفعل، ماذا يقول، هو بقمة غيظهُ، يود الفتك بها. 
بينما زينب بداخلها تبتسم هى تعلم أنها تستفزه، تنتظر ثورته عليها. 
لكن رفعت جذبها من يدها بقوه، ولف يديه حولها يُقيد حركتها وقال: 
ممنوع تخرجى بعد كده من باب الجناح. 
ردت زينب: ليه هتحبسنى أياك... متقدرش. 
تبسم رفعت وقال:أقدر أحبسك وبلاش تستفزينى علشان  متشوفيش وشى التانى. 
ضحكة سُخريه من زينب 
اغاظت رفعت، 
فضم جسدها بقوه بين يديه وقام بتقبيل شفاها بقسوه كبيره أدمى شفتاها، وليس هذا فقط، سحبها معه للفراش رغم مقاومتها له. 
كان رفعت يُقبلها بنهم وعشق 
قاومت زينب فى البدايه وحاولت إبعاده عنها... 
لكن فجأه إستكانت لا تُعطى أى ردة فعل 
شعر رفعت بأستكانة زينب فتعجب  ورفع وجهه ونظر لها وجهها بارد كأنها تقول له لا يهمنى ما تفعل ولا أريدك.
تعصب رفعت من برود زينب وذالك الاسلوب الجديد،بالمرات السابقه كانت سريعاً تتجاوب معه،
ماذا حدث فجأه..
جاوب عقله:  هى تتلاعب بيك يا رفعت يكفى هذا.
بالفعل نهض رفعت عنها وترك الفراش ينظر لها بحِده قائلا:
إعملى حسابك بكره عندنا عزومه الغدا،والمسا هنرجع القاهره.
ردت زينب:معزومين عند مين؟ وهنسافر هنرجع للقاهره إزاى؟ 
رد رفعت:لو قولتلك عند مين يعنى هتعرفيهم وهنسافر طبعاً بالطياره.
إستقامت على الفراش قائله: بس انا مش بحب ركوب الطيارات وعندى فوبيا منها بس عندى حل تانى .
رد رفعت: وأيه الحل التانى ده بقى؟
ردت زينب:أنت سافر بالطيارة،وأنا أرجع فى القطر.
نظر رفعت لها وقال بإستهزاء:غريبه الدكتوره  زينب السمراوى اللى دخلت بنفسها تواجه تعبان بشراستها عندها فوبيا ركوب الطيارات،عالعموم متقلقيش لسه محتفظ ببقية إزازة البنج،وليا معارف يقدروا يخدمونى فى أمن المطارات ويسهلوا الآمر عليا زى ما حصل وإحنا جايين. 
لم ينتظر رفعت ردها ودخل الى الحمام.
بينما زينب قالت:يارب الطياره توقع وكل اللى فيها ينجوا ماعداك عشان أخلص منك.
تبسم رفعت الذى سمعها وهو بالحمام. 
خرج رفعت بعد قليل من الحمام يرتدى مئزر الحمام، تجنب زينب التى تجلس على أحد المقاعد بالغرفه  تشاهد أحد الأفلام العربيه القديمه
خلع المئزر الذى عليه وألقاه على أحد المقاعد ونحى غطاء الفراش وتسطح عليه.... صامتاً. 
نظرت له زينب قائله: مش هتتعشى. 
رد رفعت: لأ مش جعان. 
قالت زينب: بس أنا جعانه. 
تنهد رفعت قائلاً: ليه مكملتيش سهر ودخلتى أى مطعم إتعشيتى فيه؟ 
ردت زينب: أنا فعلاً  كنت أكلت سندوتشات وأنا راجعه، بس معرفش ليه جوعت تانى، أكيد من السكر، مريض السكر بيجوع بسرعه، أنا طلبت عشا من الروم سيرڤيس وطلبتلك معايا. 
رد رفعت وهو يُغمص عيناه.: لأ أنا مش جعان،صحه وهنا على قلبك.
شعرت زينب بنبرة تهكم فى رد رفعت فقالت له:أحسن برضوا توفر أكلك أكله أنا،وكده كده هينضاف تمن العشا فى فاتورة الأوتيل عليك.
رد رفعت:لأ إطمنى الأوتيل ده العشا والفطور مجاني تصبحى على خير،بلاش تتقلى فى العشا لتحلمى بكوابيس.
ردت زينب:هو فى كابوس أسوء من وجودك فى حياتى. 
تبسم رفعت  لا يعرف أى شعور يطغى عليه مع تلك الشرسه ما بين الشد والجذب...العشق والجنون.  
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
بظهيرة اليوم التالى
بمنزل صفوان المنسى 
وضعت فاديه طعام الغداء على طاوله أرضيه 
إلتفت كل من ليلى وجوارها نعمان، وجواره جلست هبه جوار صفوان، قبل أن تجلس فاديه تشاركهم الطعام، سمعوا رنين جرس الباب. 
نهضت هبه قائله: هروح أفتح أشوف مين اللى حماتهُ بتحبهُ
فتحت هبه الباب وعادت مره أخرى خلها مروه تبتسمان، قال نعمان بترحيب: 
متأكد لو مامت رامى عايشه كانت هتحبك يا مروه، ظابطه وقتك عالغدا يلا أقعدى إتغدى، دى فاديه طول عمرها طعم طبيخها كان يجنن المرحومه أمى كانت تقول عليها فاديه ليها نفس فى الطبيخ حتى الميه من تحت إيدها ليها طعم تانى. 
تبسمت مروه وجلست أرضاً جوارهم تتناول الغداء وسط جو من الألفه بين نعمان وبنات أخته كان صفوان شبه منزوى بالحديث، يستمع لأقوالهم بداخله يتحسر كيف لم يدرك تلك النعمة  التى بين يديه زوجه وبنات من صُلبه هو ولا يتحدثون معه بتلك الطريقه الرحبه كما يتحدثون مع نعمان الاتى تعرفن عليه من أيام معدوده كأنهن بناته هو حتى فاديه زوجته الجميله التى عادت لصباها مره أخرى ونسيت تعب تلك السنوات الماضيه عادت تتفتح مره أخرى، ماذا وجدوا بنعمان... لم يجدوه معه
أتفكر؟ 
أنت تعلم ما هو هذا الشئ.... السند 
أجل السند يقوى الإنسان
انت لم تكن يوماً  سنداً.. لا لبناتك وقبلهم لم تكن سند لزوجتك تركتها تشق معهن الحياه وحدها كانوا يساعدونها منذ صغرهن سواء بأعمال المنزل او حتى تدبير مصاريفهن 
أنت مجرد أسم على ورق يخلف إسمهن فقط... لكن السند ظهر لهن برجل كان تائه بالغُربه وعاد لوطنه يبحث عن ذاته ووجدها بسهوله بهولاء الفتيات ومعهن أمهن، 
فتياته الاتى تتدللن على نعمان ويضعن الطعام أمامه يطلبن منه رأيه بما فعلن وهن يساعدن أمهن بالطهى قبل قليل 
لكن لاحظت ليلى عدم تناوله للطعام وقالت: 
بابا ليه مش بتاكل إحنا طبخنا الطبيخ اللى بتحبه ماما قالت إنك بتحب الفراخ البلدى، أهى يا بابا انها اللى أتوليت مسئوليتها من الدبح لحد هنا عالسفره عملتها مخصوص علشانك وكمان الفاصوليا،هى صحيح طريه شويه بس تعدى قولى كلمه حلوه بقى .
قالت ليلى هذا ووضعت الطعام امام صفوان،الذى تبسم لها وقال:تسلم إيدك يا لولا.
تبسمت له ليلى وقالت:صحه وهنا يا بابا.
بعد قليل إنتهوا من تناول الغداء وسط جو أسرى بسيط.
تحدثت فاديه قائله:
يلا يا بنات قومى معايا نشيل السفره وواحده تعمل الشاى.
تبسمن ونهضن معها،لكن ظلت مروه تجلس مع خالها وصفوان الذى صدح صوت هاتفه،فنهض يرى من يتصل عليه ذهب لمكان الهاتف ونظر له تعجب حين رأى إسم من يتصل عليه،لابد أن عيناه لاترى جيداً تمعن بالأسم مره أخرى ليتأكد من الأسم...
هاشم الزهار! 
ماذا يريد منه؟ 
بينما ظلت مروه جالسه مع نعمان الذى تبسم لها قائلاً: فين رامى مجاش ليه معاكِ
تبسمت مروه قائله: رامى فى إستطبل الخيل 
بيدرب مُهره، أنا لوحدى فى السرايا حسيت بملل قولت أجى، وإتصلت عليه وهو هيجى المسا ياخدنى.
تبسم نعمان قائلاً:وأخباره معاكِ أيه؟
ردت مروه بتنهيده:رامى بيعاملنى كويس جداً...بس ساعات بحس إن فى شئ هيحصل هينغص علينا السعاده دى؟
تعجب نعمان:وليه تفترضى السوء،أنا عرفت إن رامى بيحبك من زمان وأنتى اللى كنتى مغلباه معاكِ.
تبسمت مروه تقول:ليلى اللى قالتلك صح؟
تبسم نعمان على دخول ليلى بصنيه عليها  اكواب الشاى تقول:
قصدك إنى فتانه.
تبسمت مروه لها 
وقالت:مش قصدى،بس ليه مروحتيش للجامعه النهارده.
ردت ليلى:مكنش عندى الا محاضره واحده وماليش مزاج أحضرها الدكتور بتاع الماده غلس.
تبسمت مروه وقالت: هو مش وسيم الشامى إبن أخت عمتى مهره بيدرسلك فى الجامعه.
ردت ليلى التى شعرت بنغزه فى قلبها لاتعرف سببها:أيوا،بتسألى عليه ليه؟
ردت مروه دون إنتباه منها:
أصلى سمعت إنه هيخطب أخت البومه ريما،اللى إسمها لمى،بس خالته مش موافقه عالخطوبه دى ومستنيه رجوع رفعت من سوهاج علشان يقنعه أنه يعدل عن خطوبة البت دى،أنا بصراحه موفقاها جداً،أكيد هى نسخه كربون من أختها البومه اللى قاعده عندنا فى السرايا،والله نفسى أطردها بس هى فارضه نفسها إنها واحده من عيلة الزهار
تلاقى أختها زيها رمت شباكها على وسيم،بس تيتا إنعام قالت لعمتى مهره،رفعت الوحيد اللى يقدر يرجع وسيم عن الخطوبه دى،هو إتجوز أختها قبل كده وعارف مساوئهم.
فجأه إختلت يد ليلى ووقع من يدها  كوب الشاى التى كانت تناوله ل نعمان،لحسن الحظ أنه وقع منها على الأرض 
تحججت ليلى بسبب وقوع الكوب من يدها بأنه كان ساخن جداً  على يدها. 
وقالت: هدخل أغير هدومى علشان الحق ميعاد ورديتى فى الصيدليه
قالت ليلى هذا ودخلت الى الغرفه سريعاً
حاولت ليلى كبت دموعها و ذالك الشعور الذى يؤلم بقلبها،وبدلت ملابسها. 
لكن  نعمان لاحظ  سأم وجه ليلى شعر بقلبها الذى صُدم،حزن من أجلها،هو رأى نظرات ليلى ووسيم لبعضهم،لمرتان...
المره الاولى وقت أن دافع  وسيم عنهم ليلة ذالك المتسكع
المره الثانيه باليوم التالى لتلك الليله أثناء إعطائهم أقوالهم بالقسم 
وسيم يبدوا بوصوح لديه مشاعر إتجاه ليلى،
ليلى هى الاخرى كانت تتهرب من النظر إليه فى المرتان،لماذا  إنتهت تلك القصه باكرًا.. هنالك جزء مفقود بالقصه جعلها لم تكتمل. 
وسيم...إبن صديقهُ القديم وخالته هى مهره 
هو توقع أن يُعيد هو وليلى قصة حب أخرى،لكن يبدوا انه كان مخطئ،وربما حدوث هذا من البدايه أفضل للأثنين . 
بعد قليل 
وخرجت من الغرفه قائله:هروح انا بقى أستلم ورديتى بالصيدليه،أنا أتأخرت.
نهض نعمان يقول:خدينى معاكِ عندى مشوار مهم.
تبسمت مروه قائله: مشوار مهم ولا  أكيد مليت من رغيي. 
إنحنى نعمان يقبل  رأس مره قائلا: أنا أطول اقعد مع أحلى رغايه، حبيبة خالو، هرجعلك تانى، عندى ميعاد مع واحد سمسار قولت له عارض عليا حتة  هروح اقابله وأشوفها إن كانت مناسبه هشتريها،  وهراجع تانى هنا اوعى تمشى قبل ما أرجع. 
تبسمت مروه قائله: ربنا يوفقك يا خالوا، أكيد هستناك. 
رسمت ليلى بسمه وخرجت هى ونعمان،يسيران بالبلده 
إقترب نعمان من ليلى الذى يشعر بآلم قلبها  وقال:  لولا هى إمتحانات آخر السنه مش قربت خلاص المفروض تبطلى تشتغلى الفتره دى عالاقل علشان تركزى وكمان تواظبى على حضور المحاضرات النهائيه دى بتبقى زى مراجعه للمنهج.
ردت ليلى:فعلا المحاضرات الأخير بتبقى زى مراجعه للمنهج أنا بحضر معظم المحاضرات دى،بس محاضرة النهارده مكنش ليه لازمه حضورها،زى ما قولت ل مروه دكتور غلس،ومش هستفاد منه،وإن كان على شغلى فى الصيدليه،مش هيعطلنى عن المذاكره أنا باخد الكتب معايا بذاكر فى وقت الفضا.
تبسم نعمان يقول:ولو قولتلك علشان خاطرى تبطلى شغل فى الصيدليه،وأنا هتكفل بكل مصاريفك إنتى وهبه،أنتم بناتى،مش بمِن عليكم،كفايه هاله كانت بتحوش الفلوس اللى كنت بحولها لها علشانها،فوجئت بها بتقولى انها عملت دفتر توفير بأسمى والفلوس اللى كنت ببعتها ليها كانت بتحطها فى الدفتر،فاديه تعبت قوى وهى بتربيكم وأنتم كمان كنتم بتساعدوها،وآن الآوان ترتاحوا كلكم بقى.
تبسمت ليلى قائله:أنا بحبك يا خالى ياريتك كنت رجعت من زمان،فعلاً ماما تعبت قوى فى تربيتنا،والسبب بابا اللى عمره ما ساعدها ولا حتى بكلمه حلوه تهون عليها تعبها.
تبسم نعمان بغصه فى قلبه مع الوقت يندم أكثر على طول مدة غيابه،لكن آن الآوان يستعيد مكانه ومكانتهُ.
......
فى ذالك الأثناء 
كان ذالك الوغد هاشم يسير بالسياره وكاد يدهس ليلى، لكن نعمان جذبها سريعاً من أمام السياره ونظر بإحتقار لهاشم ومسك يد ليلى سار معها دون أن يشتبك مع هاشم ُ،ليس خوفاً بل تجنباً لصدام ليس وقته،هو متأكد أن هاشم قصد ذالك عنوه منه لفت إنتباه له لا أكثر. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى عقب الظهر.
دخل رفعت بصُحبة زينب الى السرايا 
تبسمت لهم الخادمه وهى ترحب بهما ببهو السرايا وأخذت الحقائب قائله:
رفعت بيه فى ضيف مستنى حضرتك فى  الصالون الكبير.
رد رفعت بإستعلام:مين الضيف ده؟
ردت الخادمه:معرفوش اول مره أشوفه،وحتى لغتهُ غريبه،بالعافيه على ما فهمت منه كلمتين.
رد رفعت:والحرس اللى عالبوابه إزاى سابوه يدخل للسرايا،تمام خدى الشنط وأنا هروح أشوف مين الضيف ده،وبعدها ليا حساب مع الحرس اللى عالبوابه.
غادرت الخادمه،لكن بنفس الوقت آتى إتصال هاتفى ل رفعت 
أخرج هاتفه ورأى من يتصل عليه 
نظر ل زينب قائلاً:دى عمتى مهره هرد عليها فى الجنينه الشبكه أقوى عن هنا.
خرج رفعت الى حديقة السرايا 
لكن
... كالعاده تحكم بزينب الفضول وذهبت الى غرفة الصالون تستعلم من ذالك الضيف 
تفاجئت بشاب بعمر رفعت أو أكبر قليلاً، يبدوا من ملامحهُ أنه... أجنبى. 
نهض من مجلسهُ مبتسماً، ونظر لها بإعجاب فهو توقع أن تكون زوجة رفعت ليست بهذا الجمال، إقترب منها ومد يدهُ كى يُصافحها
قائلاً بلكنه أجنبيه: سيدتى. 
شعرت زينب بالحرج من مد يدهُ لها بتلقائيه مدت له يدها، لكن ذُهلت حين أحنى رأسه على يدها وكان سيُقبلها لولا وضع رفعت الذى دخل للتو  يده على ظهر يد زينب مما جعل الآخر يُقبل يدهُ بدلاً من يد زينب، 
زينب التى شعرت بضغط يد رفعت فوق يدها بقوه وهو ينظر لها بوعيد.. بينما قال باليونانيه: أهلاً بيك سيد.... فابيو تستطيع آخذ أمانتك وترحل عن هنا دون معارضه منى.  
نادى رفعت على إحدى الخادمات التى لبت نداؤه سريعاً: 
قائله: تحت امرك يا رفعت بيه. 
تحدث رفعت: روحى لاوضة مدام ريما قولى لها فى ضيف علشانها  بالسرايا. 
ردت الخادمه: بس مدام ريما مش فى السرايا، دى خرجت من الصبح وقالت هتروح بيت هاشم بيه عمها، وهترجع المسا. 
رد هاشم: تمام روحى إنتى شوفى شغلك. 
نظر رفعت ل فابيو وقال باليونانيه: 
للأسف ريما ليست هنا.. هى بمنزل هاشم الزهار، سأرسل معك سائق خاص يدلك على المنزل، بإمكانك آخذها من هناك وسأبعث كل ما يخصها هنا الى هناك، تقدر تتفضل معايا لحد باب السرايا. 
شعر فابيو بلهجة رفعت الصارمه وأيضاً بنظرة الغيره منه حين كاد يُقبل يد زوجته، فحاول إستفزازه، ومد يده بناحية زينب قائلاً: 
تشرفت برؤيتك سيدتى. 
نظرت زينب لرفعت أولاً،ثم ليد فابيو الممدوده لها شعرت بإشمئزاز من نظرات ذالك الوقح ووقفت خلف رفعت بتلقائيه منها كأنها تختفى عن نظر ذالك الوغد. 
تبسم رفعت، بينما شعر فابيو بالأهانه لعدم مصافحتها له. 
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفتكروا زوزى لما قابلت 
يونس وبنت السلطان عملت أيه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
الأخوه سند، مهما طال الغياب ها هو يعود 
يُرجع لها الشعور بالأمان التى إفتقدته لسنوات، كانت تخاف حتى وهى بكنف زوجها الذى لم يشعرها معه يوماً  بالامان. 
تبسم نعمان وهو يرى فاديه تدخل عليه بصنيه عليها كوبان من الشاى وجوارهما قطع من الكيك 
تبسمت له فاديه قائله: عملتلك كيكة البرتقان زى اللى امى زمان كانت بتعملها لينا فى الأعياد. 
تبسم نعمان  بغصه فى قلبه، تذكر وفاة والداته وهو بالغربه لم يستطيع النزول لمصر وقتها وآخذ عزائها، كم هو آلم بقلبه مازال مرافق له، حتى الوداع الأخير له مع امه حُرم منه قهراً، حاول نعمان مدارة تلك الدمعه بعينيه وقال: فين البنات؟ 
ردت فاديه: ليلى راحت الصيدليه وهبه زمانها على وصول من الدرس. 
تبسم نعمان  يقول: هى مش إمتحانات ليلى خلاص قربت المفروض تركز فى دروسها وملهوش لازمه شغلها فى الصيدليه ده، وكماز اوقات بتتأخر والسكك مبقتش أمان. 
تنهدت فاديه قائله: والله بيفضل قلبى ملهوف عليها لحد ما ترجع المسا وقولت لها طالما خلاص إمتحانتك قربت بلاش تشتغلى الفتره دى، خدى اجازه لحد ما تخلصى إمتحانتك والحمد لله معايا قرشين من بقية الجمعيه اللى مروه كانت عملاها، رامى ربنا يسترهُ مكلفناش حاجه  خالص فى الجهاز. 
تبسم نعمان  يقول: أنا زعلان منك يا فاديه، ليه إشتغلتى وبهدلتى نفسك إنتى وبناتك، ليه مكنتيش بتصرفى من الفلوس اللى كنت بحولها ليكِ. 
شعرت فاديه بالخزو قائله: دى كانت فلوس غربتك يا أخويا ودول كانوا بناتى وانا ملزمه بيهم، إنت كنت فى غربه وعاوزنى أصرف  فلوسك، ولما تنزل متلاقيش حاجه تعيش منها. 
تبسم نعمان  بغصه قائلاً: الفلوس دى كنت ببعتها مصاريفك يا فاديه أنا كان معايا غيرها الحمد لله، ربنا كان رزقه عليا واسع،بفضل دعوات أمى... وقفلى ولاد الحلال فى الغربه، حتى لما رجعت لهنا ربنا كمان وقفلى ولاد الحلال، عارفة الارض  اللى زمان كنا بنأجرها ونزرعها،إبن صاحبها الله يرحمه مالوش فى الزراعه وكان عارضها للبيع وخلاص ربنا كرمنى و أشتريتها وناويت أهد البيت القديم بتاعنا  وأبنى بيت كبير شويه  الأرض هعمل  مزرعة شتلات للزهور  صغيره على قدى كده  أسترزق منها وأشغل نفسى بدل الفضا. 
تبسمت فاديه بفرحه: مزرعه صغيره، دى أرض تجى على تلات  فدانين واكتر ربنا يرزقك يا أخويا طول عمرك كنت بتحب الزرع والخضار أنا فاكره الشتلات اللى كنت بتشتلها فوق سطوح بيتنا، وكنت بتبيعها جنب وظيفتك الحكوميه، على فكره وظيفتك لسه مستنياك أنا كنت بدفعلك كل سنه تمن الاجازه للحكومه، قولت الزمن  مش مضمون ممكن تحتاج لمعاشك منها فى يوم. 
تبسم نعمان  يضم فاديه قائلاً: 
ظلمتك يا فاديه لما سيبتك أنتى وامى زمان وهجيت من البلد شريد، كان لازم أقاوم علشان خاطرك، بس وقتها كنت ضعيف، حتى صفوان كمان كان ندل، بدل ما يصون الجوهره اللى فى إيده والنعم اللى ربنا انعم عليه بها، رفصها برِجله، متأكد  ربنا يعوضك فى النهايه فى بناتك وتفرحى بيهم، ومن النهارده خلاص إنت وبناتك ملزومين منى وليلى معدتش تشتغل وتركز فى مذاكراتها حتى هبه متحمليش هم مصاريفها وأنتى كمان خلاص ممنوع تلفى عالبيوت تانى تبيعى او تشترى طيور، خلاص زمن الشقى إنتهى. 
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار. 
خرج رفعت مع فابيو وأوصله لإحدى السيارات وأمر السائق بإيصاله الى أمام منزل هاشم الزهار. 
ثم توجه الى مكان الحرس خلف بوابة السرايا 
وقف مع قائد الحرس قائلاً بحسم: 
سبق وقولت محدش يدخل غريب للسرايا بدون إذن منى أو من رامى، مين اللى سمح بدخول الشخص ده من  بوابة السرايا ؟ 
رد قائد الحرس:مش أنا يا أفندم،ده دخل فى المناوبه السابقه،وأنا لما عرفت فوراً عاقبت الحارس اللى سمح بدخوله وإستغنيت عنه.
رد رفعت:تمام،والحارس ده فين لو  لسه هنا، إبعته ليا المكتب كمان نص ساعه، عاوزه اتكلم معاه قبل ما يمشى من هنا.
أومأ له قائد الحرس بموافقه قائلاً:تمام حضرتك هو كان فى سكن الحراس بيلم متعلقاته،هبلغه يجى لحضرتك.
ترك رفعت الحرس وعاد يدخل الى السرايا،ذهب الى غرفة الصالون،لكن لم يجد زينب بها،نادى على إحدى الخادمات التى لبت نداؤه سريعاً:
قال بسؤال:فين الدكتوره؟
ردت عليه:الدكتوره طلعت لاوضتها.
رد رفعت:تمام روحى شوفى شغلك. 
بينما 
دخلت زينب الى غرفتها بالسرايا، شعرت بارهاق، شعرت بحرارة الطقس
خلعت عنها جاكيت البذه النسائيه التى كانت ترتديها، وفتحت أزرار بلوزتها التى كانت أسفله، شعرت ببعض الأرهاق، نامت بظهرها على الفراش قائله: 
منك لله يا همجى، حاسه أنى عاوزه انام مقومش من عالسرير، كل ده بسبب البنج اللى كل شويه ترشه فى وشى، نفسى أديك منه بختين أنيمك يوم بطوله أرتاح من شوفة وشك...يا همجى. 
رغم غيظ رفعت من فضول زينب، لكن حين فتح باب الغرفه الخاصه بها وسمعها تبسم قائلاً: للآسف أمنيتك مش هتحقق يا دكتوره مش هترتاحى من وشى.
إنخضت زينب ونهضت جالسه على الفراش  تزم طرفى كنزتها تغلقها على جسدها  قائله : فعلاً  همجى مفيش مره تخبط عالباب قبل ما تدخل،وبعدين داخل أوضتى ليه دلوقتي. 
تبسم ساخراً  رفعت ليس فقط من قولها بل  إغلاقها لملابسها وقال: سبق وقولت إنك مراتى وأدخل أوضتك بدون إستئذان عادى، بس ده مش موضوعنا دلوقتي، أنا جاى أسألك
ليه  سمحتى لفابيو انه كان هيبوس إيدك من شويه. 
ردت زينب: مين فابيو.... آه ضيفك اللى كان فى الصالون، وسأل عالبومه ريما... عادى هو مد إيده يسلم عليا، وأنا مديت له إيدى عادى زى أى شخص بسلم عليه بس هو فاجئنى وكان هيبوس إيدى، لو مكنتش  أنت حطيت إيدك فوق إيدى، شكله  جينتل مان. 
سخر رفعت قائلاً: جينتل.... جنيتل أيه 
أكدت زينب قولها له بأغاظه: جينتل مان. 
إقترب رفعت من مكان جلوس زينب على الفراش وشدها من معصم يدها لتقف أمامه وقال بعصبيه: أللى يسمعك يقول كنتِ مبسوطه وهو بيوطى علشان يبوس إيدك وكان نفسك يبوسها. 
حاولت زينب سلت معصم يدها من يد رفعت وقالت له: سيب أيدى،وبعدين أنا  لا مبسوطه ولا مضايقه وإنت أيه اللى يضايقك فى كده؟ 
ضغط رفعت على معصم يد زينب بقوه ود لو سحقهُ من فرط الغيره الذى شعر بها، من نظر ذالك الحقير الى زينب.
لكن زينب شعرت بوجع معصمها وقالت له:رفعت سيب إيدي.
نظر رفعت ل زينب ودون سابق إنذار ترك يدها ودفعها لتقع على الفراش خلفها،وقبل أن تنهض كان يجثو بجسدهُ فوق جسدها،يلتهم شفاها فى قبلات متملكه،لكن زينب شعرت بالأختناق ودفعته بيديها كى يبتعد عنها،لكن كان غياهب عقله يود أن يُمحى عقلهُ،لمسة يد فابيو ليد زينب 
ترك شفاها لكن مازال فوقها
نظر لوجهها وهى تلهث تلتقط نفسها،تنظر عيناها له وقالت بنهجان:حقير همجى،إبعد عنى خلاص بقيت بكرهك متقربش منى تانى،وأيه اللى يضايقك إنى أتكلم مع  فابيو أو حتى  يبوس إيدى،إنت أكدتلى إنك حيوان فعلاً وكل اللى فى دماغك السيطره على اللى حواليك،بس أنا خلاص يا رفعت كرهت السيطره دى،ومش هسمحلك إنك تمنعنى من الخروج من السرايا....وهرجع من بكره لشغلى فى الوحده وتأكد فى أقرب وقت هسيبلك الزهار ولع فيها براحتك،المهم تولع وأنا بعيد.
نهض رفعت من فوق زينب ينظر لها ببُغض ليس لها بل لنفسه،بسبب ضعفه أمامها وغيرته حين لمس فابيو يدها،خرج رفعت دون حديث صافعاً خلفه باب الغرفه.
وقف يتكئ على حائط الغرفه يشعر بنيران بجسدهُ،نيران قويه،زينب أصبحت تتوعد بالرحيل،كانت سابقاً تهدد أما الآن تتوعد،يؤلمه هذا الوعيد،لا يريدها أن تبتعد عنه،أيعود للغرفه،ويطلب منها عدم قولها مره أخرى أنها ستغادر وتتركه،لن يقدر على ذالك بداخلهُ نار قويه تنهشه،نار أقوى من نار الإنتقام التى بعقلهُ،هو حائر بين قلبهُ الذى يريد زينب فقط بعيد عن أى إنتقام 
وعقلهُ الذى يريد القصاص لحريق الماضى الذى مازالت نيرانهُ مشتعله أمام عيناه.... لم ولن تهدأ قبل تحقيق القصاص
هل نيران العشق أقوى من نيران الماضى؟ 
لا زينب تتوعد بالرحيل.... لترحل وتبتعد عن تلك النيران التى يشعر أنه إقترب إشعالها. 
بينما زينب بداخل الغرفه مازالت نائمه على الفراش،قلبها مشتعل من ذالك الهمجى،تود إنقاذه من تلك النيران،لكن هو مع الوقت يتجه اليها بخطوات سريعه،تذكرت بالآمس حين عزفت عن قولها له انها ستترك العمل بالزهار وتظل بها من أجل رفعت....
كان ذالك بعد أن ذهبت برفقته الى ذالك الغداء     
فلاشــــــــــــــــ*باك
بسوهاج 
بحوالى الواحده والنصف ظهراً 
بالدوار
إستقبل محسن 
رفعت الذى كان يمسك بكف يد  زينب 
دخل محسن بهم الى غرفة الضيوف 
وجدوا بأستقبالهم 
إمرأه شابه فى أواخر العقد الرابع من عمرها لكن من يراها يُجزم أنها لم تتم الخامسه والثلاثون ورجُل كهل يبدوا عليه أيضاً الإحترام والهيبه.
تبسمت لهم رشيده مرحبه تقول:
أهلاً بيكم فى بيتنا المتواضع.
ترك رفعت يد زينب ومدها يُصافح يونس مبتسماً.
تحدث يونس بحفاوه:أهلاً بيكم فى بلدنا، مش بس بلدنا اللى نورت 
سوهاج كلها نورت .
تبسم رفعت:سوهاج منوره بأهلها وبحضرتك. 
تبسمت رشيده قائله: هنضيع الوقت فى الترحيب، خلونا نتغدى الأول الغدا جاهز وكمان يكون بعدها الكلام وإحنا بينا عيش وملح، إتفضلى يا.....؟ 
رد رفعت: مراتى.... دكتوره زينب.
تبسمت رشيده قائله:أهلا وسهلايا دكتوره،إتفضلوا،ندخل أوضة السفره 
بالفعل دخلوا، الى غرفه السفره كانت عامره بأفضل الأطعمه، لاحظت رشيده أن زينب لم تأكل أى نوع من أنواع اللحوم، تبسمت قائله: 
واضح إن الدكتوره بنداريه، إطمنى يا دكتوره كل اللحوم اللى عالسفره دى تربيه بيتى يعنى لا متهرمله ولا واخده علاجات قد إكده وكمان طبيخ يدي أنا وأمى نرچس اللى تبجى حماتى بس هى نعست من شويه بتاخد تجيليه. 
تبسمت. زينب قائله: هو واضح جداً  إن الطبيخ شهى جداً،بس أنا للأسف مش باكل أى نوع لحوم من صغرى، كانت بتسبب لى قرحه فى المعده فبطلتها من وقتها. 
تبسمت  رشيده تقول: فعلا االواحد طبيب نفسه واللى يضرهُ مياكلوش، صحه وهنا يا دكتوره. 
تبسمت  زينب وعادت تأكل تشعر بالأُلفه إتجاه تلك السيده التى تبدوا شخصيتها قويه. 
بعد قليل إنتهى الغداء، نهضوا من أمام طاولة السفره ودخلوا الى غرفة الضيوف بالدوار،لكن سُرعان ما قال حسين إيه رأيك يا رفعت بيه نسيب الدكتوره شويه ونروح للأستطبل معايا.
تبسم رفعت بموافقه ونهض وغادر مع حسين،إستأذن يونس هو الآخر بسبب ذالك الأتصال الهاتفى الذى آتى له  
ظلت زينب ورشيده فقط 
كانت زينب مبتسمه تتحدث مع رشيده التى تجذبها للحديث فى البدايه  كانت زينب ترد بإقتضاب، لكن مع الحديث الهادئ والودى، لكن لا تعرف سبب لذالك الشعور التى شعرت به حين دخلت إحدى الخادمات بالدوار بتلك الصغيره الباكيه. 
التى أعطتها لرشيده التى أخذتهما منه بمجرد أن حملتها صمتت الصغيره. 
تبسمت رشيده على نظرة عين زينب، وقالت: 
متجوزه من إمتى. 
ردت زينب:مش كتير من حوالى شهرين كده،بس حاسه إنهم قرنين من الزمن.
تبسمت رشيدة قائله:ليه بس مع إن شكل رفعت بيحبك،لاحظت ده وإحنا عالغدا،من نظراتهُ ليكِ.
ردت زينب:الهمجى ده يحب ده كل هدفه فى الحياه السيطره،أنا ارتاحت لحضرتك،هقولك بصراحه،أنا أتجوزته بالغصب خطف ماما وساومنى.
تبسمت رشيده قائله بذهول:خطف مامتك،معقول أنا متأكده إنه بيحبك،وبيحبك جداً كمان،وأنتى كمان بتحبيه بس بتكابرى.
تبسمت زينب....
قالت رشيده...يعنى انا صح بتحبيه وبتكابرى،تعرفى إنى كنت زيك كده فى يوم من الايام.
تبسمت زينب قائله:بس واضح جداً إن فى تفاهم بينك وبين زوج حضرتك،إنما أنا والهمجى مفيش حاجه بنتفق عليها غير الخناق،عاملين زى القط والفار،حتى أنا بفكر فى أخلعهُ الفتره الجايه.
ذهلت رشيده وإبتسمت قائله:تخلعيه!
طب ليه بعيد الشر،راجعى نفسك أنا كنت فى يوم من الأيام بس فى لحظه العشق هو اللى فاز ونحيت الكِبر،وقبلت بيونس وحطيت إيدى فى إيده وغيرنا بحبنا كل شئ حوالينا ومرينا بظروف صعبه وقدرنا نتخطاها،وإحنا مع بعض،حتى تربية ولادنا ربينا ست شباب.
نظرت لها زينب قائله بذهول:
ست ولاد!
حضرتك عندك ست ولاد غير البنت اللى معاكى دى؟
ضحكت رشيده:البنت دى حفيدتى الأولى،حتى إسمها على أسمى أنا ومامتها،مامتها كمان إسمها رشيده تبقى بنت إبن عمى.
تعجبت زينب قائله:حفيدتك كمان،حضرتك أكيد اتجوزتى صغيره،وبعدين أنا........
صمتت زينب ماذا تقول....أنها قد لا تُنجب لا تعرف لما لديها هذا الهاجس منذ أن سمعت قول ذالك الوغد سميح ووالداته،وأيضاً لا تعرف  سبب لذالك الشعور الذى بدأ يتوغل لقلبها،تريد أن تُصبح أمً،سابقاً لم يكن يهفوا عليها ذالك الشعور.
نظرت رشيده لها قائله:أيه رأيك تشيلى رشيده الهلالى شويه تتعرفوا على بعض.
تبسمت زينب وأخذت الطفله من يد رشيده وحملتها فى البدايه بكت الصغيره لكن زينب هدهدتها وشغلتها باللعب،إمتثلت لها الصغيره وصمتت تتقبل منها المزاح.
تبسمت رشيده قائله:مقولتليش إنت دكتوره تخصصك أيه.
تبسمت زينب:تخصصى جراحه.
تبسمت رشيده وقالت:دكتورة جراحه 
تعرفى أنك متناقضه مع مهنتك،شكلك بتستسلمى بسرعه،المفروض يكون عندك طولة بال وتحاولى بدل المره إتنين وتلاته،وأكيد هتوصلى لهدفك
هدفك.... قلب رفعت
ووصلتى له زى ما أنا شايفه  
بس لسه عقله... لو الدكتور فقد الأمل فى المريض وإستسلم من أول محاوله  عمرهُ ما هيقدر يعالج المريض، أكيد الأمل اللى عند الطبيب هو اللى ممكن يجبر المريض أنه يستسلم ويتجاوب للعلاج. 
فهمت زينب قول رشيده وتبسمت،هى لن تستسلم وستبقى لكن ستجعل ذالك الهمجى يجن اولاً حتى لو بالتهديد الكاذب أنها ستترك الزهار بسببه. 
.......
مساءً
بغرفة الفندق
جلست زينب على الفراش مُلثمه 
تفاجئ رفعت حين خرج من الحمام ورأها ملثمه وقال:متلتمه زى الحراميه وقطاعين الطُرق كده ليه.
صمتت زينب وهى تنظر له.
عاود رفعت الحديث قائلاً:متلتمه كده ليه،خلاص ناويتى تتطلعى تشتغلى مع المطاريد فى الجبل.
صمتت زينب ايضاً تنظر لسخريته منها.
تبسم رفعت وجلس جوارها على الفراش وحاول فك التلثيمه من على وجهها لكن زينب منعته قائله:عاوز أيه؟
رد رفعت ببسمه:عاوز أعرف ليه متلتمه زى الحراميه وقطاعين الطرق.
ردت زينب من أسفل التلثيمه:ناويت أتنقب،ربنا يتقبل منى التوبه وجه المرأه عوره.
ضحك رفعت قائلاً بتكرار:تتوبى ووجه المرأه عوره....عوره على جوزها فى أى شرع ده ومن إمتى.
ردت زينب بغيظ:أيوه،من دلوقتي طالما هننفصل قريب،يبقى الأفضل أنى أتنقب قدامك.
مد رفعت يده على وجه زينب يفك التلثيمه وقال بضيق:  بطلى نغمة إننا هننفصل دى،وفُكى التلثيمه دى،ويلا قومى غيرى هدومك دى علشان نلحق الطياره،وبعدين اللى ناويه تتنقب،بتلبس النقاب على لبس حِشمه مش على بيجامه بنص كم مبينه نص إيدها وشورت لنص رِجليها.
ردت زينب:دى برمودا مش شورت ومالكش فيه أنا من الآخر مش هسافر معاك فى الطياره غور لوحدك وأنا خلاص إتصلت على محطة القطر وحجزت تذكره لقطر الساعه خمسه الفجر.
تبسم رفعت يقول:خمسه الفجر نكون فى القاهره بنستعد نرجع للزهار تانى،يلا قومى غيرى، هدومك الطياره فاضل عليها ساعه يادوب نوصل المطار. 
ردت زينب: قولتلك مش هسافر بالطياره خلاص، سافر براحتك وأما كمان هرجع بالقطر وأهو كمان فرصه معايا وقت أشوف سوهاج، بصراحه عجبتنى وناويه أطلب نقلى لهنا وبالذات لبلدة الست رشيده دى شوفت واحنا ماشين فيها وحده صحيه شكلها شغاله، مش هحتاج أطلب من حد ما يسواش معونات. 
تبسم رفعت يقول: قصدك بمين اللى  ميسواش، عالعموم أمر نقلك ده نبقى نشوفه بعدين دلوقتي شيلى التلثيمه اللى على وشك دى وقومى غيرى هدومك ولا مكسوفه منى عادى يعنى... 
ردت زينب: أنا مش هركب طياره يا رفعت وده آخر قرار عندى. 
تبسم رفعت  وقال: طب فكى التلثيمه وأنتى بتتكلمي، ولا خايفه......؟ 
قاطعته زينب: خايفه من أيه. 
تبسم رفعت يقول: خايفه أبنجك، علشان كده متلتمه. 
ردت زينب: أنا مبخافش على فكره وأتلتم براحتى، ودلوقتى أنا هنام وبلاش تأخر نفسك عالطياره. 
تبسم رفعت بمكر  ومد يده ناحية التلثيمه، لكن زينب عادت للخلف وتستطحت على الفراش وجذبت الغطاء عليها. 
تنهد رفعت وزفر أنفاسهُ بغيظ وقال للأسف مفيش قدامى حل تانى. 
رفعت زينب وجهها وقالت: أيه الحل التانى، هتلغى السفر بالطياره وتسافر معايا بكره الفجر فى القطر، بس الحمد لله أنا حجزت تذكره واحده معملتش حسابك معايا، مش مشكله إبقى سطح عالقطر. 
تبسم رفعت يقول:بس أنا عملت حسابك معايا وهنسافر بالطياره ومفيش قدامى حل تانى.
ردت زينب بإستهزاء:وأيه الحل التانى إنسى إنك ترش عليا بنج.
تبسم رفعت وتوجه الى ناحيه المرآه وآتى بقنينة العطر وعاد للفراش مبتسماً بمكر،وقال لزينب مفيش حل تانى قدامى.
قبل أن تستعلم منه زينب،شعرت بحرقة فى عينيها بسبب رذاذ تلك الزجاجه التى سلطها  على عينيها،بتلقائيه ورفعت يديها تفرك حرقة عينيها،إستغل رفعت ذالك وأزال التلثيمه من على وجه زينب وقام برش البنج عليها،لتسترخى فى ثوانى نائمه على الفراش 
نهض رفعت قائلاً بأستهزاء:سلميلى على وجه المرأه عوره قدام جوزها.
قال رفعت هذا ونهض يأتى بملابس أخرى. لزينب وبدل لها ملابسها ثم غادر الفندق متوجه للمطار.
بعد دقائق،بغرفة خاصه بالمطار،دخل مدير المطار إليه 
نهض رفعت يسلم عليه واخرج بطاقة هويته كضابط بالقوات البحريه،وقال له:
للأسف دى زوجتى وعندها سكر وجالها هبوط من ثوانى  وأخدت حقنه أنسولين وبعض الأدويه خلتها تغيب عن الوعى ولازم  نرجع للقاهره فى أسرع وقت .
أخذ مدير المطار بطاقة هاوية رفعت وقرئها ثم تبسم قائلاً:ألف سلامه عالمدام،يا حضرة الضابط،رغم انه ممنوع،بس طبعاً حفاظاً على سلامة المدام،هسمح بركوبها للطياره وهى نايمه.
تبسم رفعت يقول:متشكر جداً لسيادتك.
بعد حوالى  ساعتين
أثناء هبوط الطائره بمطار القاهره.
وضع رفعت قطنه مبلله بعطر على أنف زينب،بدأت تعود تدريجياً للوعى،نظرت لرفعت وهى بين الغفوه واليقظه،تبسمت تعتقد أنها مازالت بالفندق...
تبسم رفعت لها قائلاً:صح النوم خلاص الطياره هتنزل للمطار.
مازالت غير مستوعبه ومغمضة العين  وقالت ببسمه:إبقى سلملى عالطيار.
تبسم رفعت وهو يعلم أنها مازالت غير واعيه،من الأفضل هذا،ربما تفتعل مشكله أثناء هبوط الطائره
بالفعل هبطت الطائره بمدرج الطائرات وزينب لم تستوعب بعد،وضع رفعت نفس القطنه مره أخرى على أنفها وبدأ يوقظها الى أن وعت شبه كلياً..
تبسم قائلاً بظفر:
صح النوم يا زوزى خلاص كل ركاب الطياره تقريباً نزلوا إيه مش ناويه تنزلى إنتى كمان.
وضعت زينب رأسها بين يديها وقالت بدوخه:همجى حقير،إزاى عرفت تبنجنى،آخر مره أسافر معاك.
قالت زينب هذا ونهضت،لكن حين وقفت شعرت بدوخه فجلسلت مره أخرى.
تبسم رفعت وقام بمسك يدها قائلاً:خلينى أسندك حتى لحد ما ننزل من سلم الطياره.
بسبب شعور زينب بدوخه وليس هذا السبب فقط،بل ذالك الرُهاب الذى لديها من ركوب الطائرات تركت يدها ل رفعت  الذى حاوط خصرها الى أن نزلوا من الطائره 
ليس هذا فقط بل الى امام باب المطار،شعرت زينب بتحسن نسبى،فنفضت يده عن خصرها قائله:خلاص انتى خدتها فرصه،شوفلنا تاكسى،أنا عاوزه أبات الليله عند بابا و ماما وغور شوفلك أوتيل إنزل فيه.
تبسم رفعت يقول:بذمتك أنا أقدر اسيبك تباتى بعيد عنى يا زوزى،أكيد حمايا وحماتى مش هيمانعوا أبات عندهم الليله أنا كمان،وتاكسى ليه،أنا راكن عربيتى هنا فى جراچ المطار قبل ما نسافر،يلا خلينا نروح للجراچ،هتقدرى تمشى لوحدك ولا هدوخى تانى،علشان أقرر أن كنت أسندك او أسيبك تمشى لوحدك.
نظرت له زينب بغيظ قائله:لأ متشكره لخدماتك هقدر أمشى،إبعد إيدك عنى.
قالت زينب هذا وسارت أمام رفعت الذى سار خلفها يبتسم الى أن وصلوا الى جراچ المطار،صعدوا الى السياره،كان الوقت فى حوالى العاشره مساءً.
وقفت زينب أمام شقة والديها ورفعت يديها تضرب جرس الشقه..
سريعاً فتح صفوت باب الشقه متبسماً يقول:أيه آخركم كده الطياره نازله المطار بقالها أكتر من ساعتين والسكه من المطار لهنا يا دوب تلتين ساعه.
تعجبت زينب 
بينما رفعت تبسم قائلاً:مفيش كنا بنخلص إجراءات الخروج من المطار أصلهم كانوا إشتبهوا فى زوزى أنها مدمنه وكانوا هيعملوا لها أختبار،بس أنا أتصرفت.
نظرت له زينب قائله:يحق لهم لما يلاقوا واحده مدروخه وهمجى ساحبها،والله كنت هقول خاطفنى وأعملك فضيحه فى المطار بس خوفت على سمعة مصر قدام الاجانب.
ضحك رفعت وصفوت الذى قال:هتقفوا عالباب كده،إدخلوا،هاله كانت على نار ولسه كانت هتتصل عليك يا رفعت 
تبسم رفعت ودخل الى الشقه بينما زينب عانقت صفوت قائله:أكيد الهمجى هو اللى إتصل عليكم قبل ما نركب الطياره من مطار سوهاج وقالك إننا جايين وانا اللى كنت بفكر أطرده وأخليه يبات فى اى أوتيل،بس هو دخل قبلى أيه رأيك أخليه يغسلك المواعين.
تبسم صفوت قائلاً:والله لو قِبل معنديش مانع.
تبسمت زينب وهى تدخل خلف والدها،رأت نوال تخرج من غرفة السفره،تبسمت وذهبت تُعانق زينب،قائله:أكيد جعانه،أنا وصفوت لما رفعت كلمنا وقال أنه هيبات فى القاهره،إستنينا من غير عشا علشان نتعشى معاكم،بس أنتم اتأخرتوا،يلا إدخلى أغسلى إيدك أنا خلاص جهزت السفره.
تبسمت زينب وهى تترك عناق هاله قائله:لو عندك سم حطيه فى طبق الهمجى بسببه عنيا من شايفه بهم،غير مصدعه بسبب البنج اللى رشه عليا.
تبسمت هاله قائله:بلاش رغى كتير،روحى اغسلى إيدك ووشك وهتفوقى،رفعت أهو خلاص غسل إيده ووشه.
نظرت زينب،لرفعت وهو يأتى من ناحية الحمام وقالت بسخط:ده بيتصرف كآن البيت بيته،ده ناقص تطردونى بسببه.
تبسمت هاله قائله:قولت بلاش رغى،يلا روحى أغسلى إيدك ووشك بسرعه وهتحسى بروقان.
ذهبت زينب غسلت يديها ووجهها وعادت الى غرفة السفره،جلست جوار والداها،قائله:
هى ماما أغتلست  مؤسسسه التأمينات أيه أصناف الأكل  دى كلها.
تبسم صفوت يقول بهمس:أصلها جابت بواقى أكل الأسبوع كله.
تبسمت زينب قائله:فعلاً الهمجى يستحق ياكل الآكل البايت.
تناولوا الطعام فى مزح وتريقه بين صفوت ورفعت وكذالك هاله، على زينب وهو يسرد لهم أفعالها حين فاقت ووجدت نفسها بالطائره....
بعد وقت ليس بطويل 
تثائبت زينب قائله:البنج شكله لسه به تأثير عليا،يلا هقوم أنام،تصبح على خير يا بابا متنساش تخلى رفعت يغسل بدالك المواعين،إكرام الضيف إنه يغسل المواعين اللى أكل فيها.
تبسمت هاله قائله:بس رفعت مش ضيف،ده صاحب مكان،روحى نامى شكلك هتوقعى من طولك،إسندها يا رفعت لحد أوضتها،تصبحوا على خير.
قالت هاله وهذا واشارت ل رفعت على مكان غرفة زينب التى قالت:لأ خليه بروح ينام فى اوضة الواد مجد.
نظرت هاله ل زينب قائله:بطلى سخافه،يلا تصبحوا على خير.
ردت زينب:وانتى من اهله تصبح على خير يا بابا.
بعد قليل بغرفة زينب،قالت بتهجم:بقى تخلى عندك أدب والسرير هنا صغير عندك كام كرسى فى الاوضه ضُم كرسين ونام عليهم.
تبسم رفعت بمكر:متعودتش أنام على كراسى،والسرير مش صغير يعنى حجمه متوسط ممكن يسعنا إحنا الاتنين.
قال رفعت هذا وتحرر من ملابسه وتوجه للنوم على الفراش وأغمض عيناه،نظرت له زينب بغيظ وسبته للحظه ترددت فى خلع ملابسها أمامه،لكن هو كان مغمض العين...
تحررت هى الأخرى من ثيابها وإرتدت منامه لها وذهبت للنوم على الفراش جوار رفعت الذى تبسم وهو يفتح عيناه ينظر لها،وهى تذهب للنوم سريعاً،تنهد ببسمه وضمها بين يديه للحظه ترددت قولها
 بأذنه (جوازنا غلطه وتصحيحها الطلاق)  
زفر أنفاسه وضمها بقوه بين يديه، عازماً أمره أنه لن يتركها أبداً، ولو كلفه ذالك تخليه عن فكرة الأنتقام. 
بالرجوع للحاضر
عادت زينب من تذكر ما حدث ليلة أمس، ذالك الهمجى يستحق أن تجعله يتراجع عن فكرة الإنتقام، لكن ستلاعبه بطريقتها الخاصه، حتى لو هددته مراراً وتكراراً أنها ستغادر وتتركه. 
............ 
نزل رفعت الى أسفل السرايا تحدثت له إحدى الخادمات قائله: فى حارس فى أوضة المكتب بيقول إن حضرتك عاوزه. 
رد رفعت: تمام، أعمليلى قهوه، وفين رامى ومراته؟ 
ردت الخادمه: رامى بيه فى الإستطبل ومراته فى الجناح الخاص. 
دخل رفعت الى غرفة المكتب وجد الحارس يقف ينتظرهُ قائلاً:رفعت بيه بلغونى حضرتك طلبتينى.
رد رفعت:إنت سبق دخلت ريما الزهار للسرايا بدون ما تاخد إذنى الاول ولما لفتت نظرك،قولت إنها ست وإنكسفت تسيبها واقفه عالبوابه وهى قالتلك إنها مش بس من عيلة الزهار،لأ كمان مراتى،وفرجتك كم صوره لينا مع بعض عالموبايل،وانا إتغاضيت عن الموضوع وإكتفيت بلفت نظر لك،لكن النهارده ليه سمحت لفابيو بدخول السرايا،بدون إذن من رامى فى غيابى.
رد الحارس بخزو مفتعل:هو قالى إنه صديق ليك،وانه مش مصرى،وأنا فتشته قبل ما يدخل وكمان هو كان لوحده.
تهكم رفعت قائلاً:لأ براڤوا عليك إنك فتشته قبل ما يدخل للسرايا،وكمان رحبت بيه الراجل مش مصرى ولازم نضايفه...تمام 
أنا عرفت إن قائد الحرس طلب منك تسليم سلاحك قبل ما تغادر السرايا، وده أقل واجب يتعمل معاك علشان بعد كده  تبقى تنفذ أوامر اللى بتخدم عندهم، تقدر تمشى من السرايا.. تصحبك السلامه. 
خرج الحارس من غرفة المكتب زفر رفعت نفسه وقام. بإتصال هاتفى قائلا: 
من بكره تنزل الزهار، مهمتك حراسة الدكتوره مش عاوزها تغيب عن نظرك، أى خدش هيصيبها هتكون المسؤول قدامى ووقتها مش هرحمك. 
قبل ان يغلق رفعت الهاتف، جاؤه إتصال آخر سُرعان ما رد عليه وقال: عارف سبب إتصالك يا محمود 
هتقولى إن فابيو هنا فى الزهار. 
رد محمود: واضح أن عنده هدف كبير، بعد ما كان لسه بيقول هينزل مصر آخر الاسبوع قدم ميعاد نزوله لمصر، وأن يكون أول ومحطه له يجى لعندك، أكيد عنده نوايا تانيه، حاول تزود الحراسه. 
رد رفعت: الزهار كان أول محطه له علشان يرجع ريما، وخلاص هى مكنتش هنا هى فى بيت هاشم الزهار، يروح ياخدها من هناك ويعمل معاها اللى هو عاوزه، وانا فعلاً  هغير بعض عناصر الحراسه. 
رد محمود قائلاً: بس فى شئ تانى حصل مش عارف عندك علم بيه ولا لأ؟ 
قال رفعت: ايه الشئ ده... خير؟ 
رد محمود عليه واخبره بالشئ. 
تعجب رفعت قائلاً  متأكد... تمام خلينا على تواصل. 
أغلق رفعت  الهاتف وقام بشد خُصلات شعرهُ بقوه يُزفر انفاسه قائلاً: واضح النهايه بتقرب. 
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً 
بسرايا الزهار 
دخل وسيم الى غرفة المكتب، فوجئ بجلوس مُهره،ورامى ومعهم رفعت ، أيقن عقله لما هى هنا هو توقع سابقاً سبب إتصال رفعت عليه وطلب لقاؤه بالسرايا اليوم..... بالتاكيد بسبب خطوبته، ل لمى الزهار. 
ألقى عليهم السلام
رد رامى عليه السلام 
بينما رفعت ومهره لم يردان عليه.
تحدث وسيم:على فكره السلام لله وهتاخدوا عليه ثواب.
ردت مهره:أنا رديت فى سرى
قال رفعت:فعلاً هناخد على ردنا عليه السلام ثواب،وهناخد ثواب كمان لما نرجعك عن غلط إنت بترمى نفسك فيه،أظن فاهم قصدى؟
رد وسيم:فاهم يا رفعت،من أول مكالمتك ليا الصبح،وطلبك إنى أجيلك علشان أمر مهم،بس صدقنى وفر حديثك فى الموضوع ده لأنه بالنسبه ليا منتهى خلاص،خطوبتى أنا ولمى بعد يومين بالظبط.
نهضت مهره قائله بعصبيه:مستحيل الخطوبه دى تتم،ولو تمت إنسى......
قاطعها وسيم:أنسى أيه،عاوز اعرف سبب لاعتراضك على خطوبتى أنا لمى؟
ردت مهره: مش سبب واحد دول اسباب، أهمها إن لمى متنفعش زوجه وفيه وأنت عارف السبب، لمى زى مامتها وأختها  معندهمش...إنتماء لأى دين،كان المفروض بالتبعيه لأبوهم هشام الزهار،يبقوا مسلمين،لكن لمى وأختها زى مامتهم مش معترفين بأى ديانه ولا بأى أخلاق،عندك رفعت قدامك أهو متحملتش جوازها منه حتى لسنه،لأ زهقت وملت إنها ترتبط براجل واحد وتخلص ليه،خلته كرهها وطلقها وقبل ما تطلع ورقة طلاقها من المحكمه كانت سافرت اليونان،ورجعت من تانى لحياة الإنحطاط اللى كانت عايشه فيها،فوق يا وسيم وقولى سبب واحد لأصرارك على إكمال الخطوبه،لأ وممكن الجواز كمان.
صمت وسيم بداخلهُ يعلم أن خالته مُحقه بكل كلمه تقولها لكن شيطانه يسوقه نحو هاويه ساحقه.
نظر له رفعت قائلاً: متأكد مفيش غير سبب واحد اللى يجبرك إن تربط حياتك بواحده زى لمى،إنك تكون نمت معاها وحتى السبب ده ده ميجبركش عندى أهون إنى أجلدك مش ميت جلدة عقوبه الزانى،أجلدك ألف ولا أنى أوافق تورط نفسك مع واحده زى لمى،معندهاش لا حلال ولا حرام،كله مباح طالما هوصل لهدفى فى النهايه.
تعصب وسيم قائلاً:أوعى لكلامك يا رفعت وأيه هو هدف لمى معايا،أنا مش زيك،منصب فى الشرطه ولا عندى نص أملاكك،أنا إبن وحيد الشامى  السايس،مش من أعيان عيلة الزهار.
تبسم رفعت بسخريه يقول:أنت فعلاً من أعيان عيلة الزهار يا وسيم،بلاش تستقل بنفسك عمرنا ما فكرنا إنك أقل منا أو مش منا طالما كنيتك الشامى،وسيم بلاش تحور الحديث لهواك،قولى ليه مُصر على الأرتباط،ب لمى الزهار،ليه فجأه كده،بعد ما كنت رافض وبتتهرب منها،فجأه وقعت تحت تأثيرها،ولا كأنها سحرتلك.
رد وسيم:لا مسحرتليش يا رفعت ودى حياتى وأنا حر فى إختيارى،حتى لو غلط هتعلم منه،ويمكن المره التانيه أقع فى دكتوره،زى مراتك كده اللى كلنا عارفين إنت أتجوزتها ليه،علشان كنت عارف إن هاشم الزهار عينيه منها،بس للآسف وقعت فى غرامها،رفعت بلاش دور الكبير اللى واخده ده،مش عليا،أنا حر فى حياتى،ولمى ممكن تكون توأم ريما،بس مش زيها،وخلاص مالوش لازمه الاجتماع ده،الخطوبه بعد يومين اللى عاوز يحضر أهلا بيه واللى مش عاوظ هو حر.
قال وسيم هذا وكان سيغادر،لكن سمع رفعت يقول:
أنا فعلاً حر ومش هحضر متعملش حسابى فى المعازيم،متعودتش ادخل مكان مش بحس فيه بالراحه.
ردت مهره هى الأخرى:ولا انا هحضر يا وسيم مش هقدر أشوفك بتورط نفسه مع واحده من نوعية لمى،نوعية لمى مش هى اللى تصون شرف جوزها،وأهو أنت شايف،ريما جت تجرى وراء رفعت مره تانيه بدون حيا ولا خجل وهى عارفه انه متجوز واحده تانيه،ورفعت متجوزش من زينب علشان ياخدها من قدام هاشم...رفعت أنا اللى قولت له أتجوز زينب علشان يحميها من هاشم اللى كان بينام يحلم بيها،لان زينب بنتي بالرضاعه.
ذُهل وسيم وإستدار بوجهه ونظر لمهره ماذا تقول...زينب إبنتها بالرضاعه...كيف هذا!؟  
  ........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأستطبل الخيل التابع لهاشم الزهار 
إستقبل هاشم صفوان 
مد يده يصافحه.. 
تعجب صفوان من ذالك، فمعروف عن هاشم الزهار  كِبره وغطرسته مع العاملين لديه، هذه أول مره يتحدث ويمد يدهُ يصافح أحد من العاملين 
حقاً صفوان لم يعد يعمل لديه لكن بالأخير هو مجرد سائس بسيط. 
مد صفوان يدهُ على إستحياء يصافح صفوان. 
تبسم هاشم  يشد على يد صفوان المرتجفه  قائلاً: عارف مستغرب أنا ليه إتصلت عليك كذا مره، وطلبت منك تقابلنى هنا فى الأستطبل، هدخل فى الموضوع مباشر... 
أنا عاوز أتجوز بنتك ليلى. 
تعجب صفوان يقول: تتجوز بنتى ليلى، بس دى لسه صغيره، وصغيره قوى على جنابك. 
رد هاشم: لا مش صغيره عليا، أنا الحمد لله لسه شباب، وأنت ليه قاطعتنى قبل ما أكمل كلامى. 
أنا هتجوزها عرفى مش رسمى وبعيد عن هنا، هاخد ليها بيت فى إسكندريه. 
فوجئ صفوان بقوله وقال: تتجوزها عرفى... 
طب ليه جنابك، وليلى مش بتفكر فى الجواز دلوقتي، دى بتدرس طب بيطرى وهتبقى دكتوره بيطريه زى وسيم بيه كده. 
رد صفوان: وماله تكمل دراستها بعد الجواز  مش همنعها تبقى تقدر تنزل للشرقيه عالامتحانات، بس طبعاً  محدش يعرف أنها هتبقى مراتى غيرك وبس. 
إهتز صفوان قائلاً: أنا مقدرش اغصبها يا هاشم بيه. 
رد هاشم: ولما غصبت على مروه تتجوز من رامى بعد ما كانت هتنتحر بسببه وانت اللى قولت كده
صفوان هدفعلك أى مبلغ تقول عليه بدون نقاش
توقف هاشم لدقيقه ثم قال بتهديد: وكمان 
مش هسرب خبر ل رفعت الزهار إنك زمان طمعت وسرقت من عندهُ مهره، ويمكن كنت السبب وقتها فى الحريق اللى حصل
... قدامك أسبوع ويكون الرد بالقبول عندى، تقدر تمشى دلوقتي. 
غادر صفوان المكان وهو يرتعش، بينما 
هاشم يبتسم بظفر، ذالك الأحمق الطامع صفوان لن يقدر على رفض طلبه....
سيتسلى مع ليلى قليلاً حتى يتمكن من القضاء على رفعت وبعدها يظفر بالطبيبه. 
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
بجامعة ليلى
إنتهت المحاضره، تحدثت إحدى زميلات ليلى لها: برضو مش هتحضرى محاضرة الدكتور وسيم، ايه السبب؟ 
ردت ليلى وهى تجمع كتبها وتضعها  قائله: مفيش سبب، أنا لازم أستلم الصيدليه من الدكتور نهاد، يلا سلام، أشوفك فى محاضرة بعد بكره. 
نزلت ليلى سُلم مُدرج المحاضره، ولكن قبل أن تخرج من المُدرج، بسبب إنشغالها بوضع الكُتب، بحقيبتها، إصتطدمت مع أحدهم، ووقعت الكتب منها، إنحنت سريعاً تجمعها، لكن هنالك صوت هز كيانها حين سمعت من يقول: آسف، وليس هذا فقط، بل إنحنى هو الآخر يلتقط معها الكُتب، ثم نظر لها قائلاً: 
إحضرى المحاضره يا ليلى. 
رفعت ليلى وجهها ونظرت لوجهه للحظه لكن تذكرت قوله السابق بمنعها من حضور مُحاضراته، وليس هذا فقط وقعت عيناه على يدهُ اليمنى رات ضوى خاتم خِطبه بيده، إذن ما سمعته كان حقيقياً هو إرتبط بأخرى، للحظه شعرت بنار تشتعل بقلبها، لكن ردت بثبات: 
متلزمنيش المحاضره، ولو عاوز تشلينى الماده معنديش مشكله. 
قالت ليلى هذا وأخذت من يدهُ الكتاب الخاص وغادرت تكبت دموع عينيها. 
بينما وسيم تعصب كثيراً وذهب الى منصة المدرج وقال بحِده وتصميم: 
مساء الخير.... 
محاضره النهارده  هتتأخر ساعه ونص لأنى هحط درجات العملى النهارده،بناءٕ نسبة الحضور النهارده،قدامكم ساعه ونص تعرفوا زملائكم الغايبين،وأكدوا عليهم اللى مش هيحضر المحاضره النهارده يتأكد أنه شايل الماده بتاعتى.....سلاموا عليكم .
قال وسيم هذا وغادر قاعة المحاضره تسحقةُ نار بقلبهُ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بالوحده الصحيه. 
كانت زينب بغرفة الكشف تقوم بالكشف على أحد المرضى 
دخلت عليها صفاء قائله بلهفه: إلحقى يا دكتوره كان فى خناقه فى البلد بين عيلين صيع وواحد منهم فتح بطن التانى بسافوريا وجابوه الوحده ودخلوه أوضة العمليات. 
ردت زينب: طيب أنا خلصت كشف عالحجه هكتب ليها العلاج، مش فى دكتور تانى فى الوحده يتابع. 
ماهى الا دقائق ودخلت زينب الى غرفه العمليات، وجدت شاب بحوالى السابعه عشر من العمر ينازع الحياه يلتقط أنفاسه الأخيره، حاولت سريعاً التعامل معه هى وذالك الطبيب الآخر لكن نفذ القدر والصبى إنتهى عُمرهُ.... حزنت زينب بشده وهى تلفظ الشهاده أمامه، ثم خرجت من غرفة العمليات متأثره بصريخ تلك الأم التى فقدت ولدها، لم تتحدث زينب، من قال لذوى الفتى انه توفي كان الطبيب الآخر هو من أخبرهم ... إزداد عويل ونحيب الأم وبدأ والد الفتى بالهذيان، لكن... 
دخلت زينب الى مكتبها وضعت تلك العلكه بفمها ثم قامت بمسك سماعة الهاتف الأرضى كى  تطلب الشرطه. 
لكن تفاجئت بشاب  بالعشرينات من عمرهُ هجم  على باب مكتبها ودخل وأخذ منها سماعة الهاتف قائلاً بشراسه وشر: 
هتعملى أيه دكتوره. 
ردت زينب ببساطه رغم تأثرها: هطلب الشرطه أبلغها إن فى جريمة قتل. 
رد الشاب عليها: 
مفيش جريمة قتل أخويا مات موتت ربنا كل اللى مطلوب منك هو تصريح الدفن. 
فهمت زينب مقصد الشاب وقالت: أنا قدامى جريمة قتل، ومعرفش غير إن القتيل كان فى خناقه، ولازم الشرطه تاخد خبر. 
فتح الشاب سكين صغير قائلاً: أخويا مات موتت ربنا وده اللى هينكتب فى تصريح الدفن  يا دكتوره. 
سخرت زينب منه قائله: يعنى جاى تهددنى بالسكينه اللى فى إيدك دى، طب ليه مدافعتش بها عن أخوك، يمكن  مكنش إتقتل، أنا بقول تبعد إيدك عن التليفون  وتسيبنى أكلم الشرطه تجى تحقق فى اللى حصل أهو الشرطه تجيب حق أخوك من اللى قتلهُ. 
رد الشاب: حق أخويا أنا هجيبه من اللى قتلهُ. 
فهمت زينب مقصده لكن إدعت عدم الفهم وقالت: إزاى، هتروح تقتله زى ما أقتل أخوك وتبقى مجزره وتار بين العليتين. 
 رد الشاب بإستهجان: أنا عارف إنك مرات رفعت الزهار، بس أنا مبخافش من حد، ومش هيهمنى... إمضى التصريح يا دكتوره. 
ردت زينب  بتحدى: أنا فعلاً  مرات رفعت الزهار، بس واضح إن معلوماتك عنى ناقصه، بس أنا هعرفك أنا مين بالكامل. 
سَخِر منها الشاب وأشهر السكين أمام وجهها. 
نظرت زينب للسكين وأظهرت له انها مرتعبه لكن هى بالحقيقه بداخلها تبتسم. 
عادت زينب خطوه للخلف أوهمت الشاب أنها خافت منه، مما جعله يزهو بنفسه للحظات قبل أن يجد يدهُ التى كانت تمسك بالسلاح مُثناه خلف ظهره وسمع طقطقة عظام يده، ليس هذا  فقط بل قامت بتلقينه درساً بحِفنه من الضربات متفرقه على جسده المسجى أرضاً، لكن 
السكين  التى وقعت على الأرض من يدهُ كانت قريبه من يدهُ، بالفعل مد يدهُ وأخذها وكان سيطعن زينب بساقها،
لكن يد أخرى مسكت يدهُ  بعنفوان وأحكم قوة يدهُ على يد الشاب الذى نظر لمن يقف أمامهُ بهلع. 
بينما نظرت زينب للشاب بإستهزاء
ضحك الذى يمسك يد الشاب قائلاً:  واضح الدكتوره إديتك درس كويس،لازمتها ايه بقى تستقوى بسكينه...مش عارف أنه عيب أما ترفع سكينه على واحده ست.
قال هذا ونظر بفخر لزينب قائلاً:شكلى جيت بعد ما أنفضت المشكله.
تبسمت له قائله:عادى يا سيادة الضابط..رفعت الزهار...آه نسيت أقول ضابط  سابقاً،علشان منظلمش الشرطه ونقول دايماً بتجى متأخر.
تبسم رفعت يقول:لأ الشرطه هنا فى الوحده من بدرى يا دكتوره...بس كانوا مستنين إشاره منك.
قال رفعت هذا ليدخل من باب الغرفه ضابط النُقطه الخاصه بالبلده خلفه مجموعه من العساكر 
متعجباً من ذالك المسجى أرضاً فمن الواضح أنه تلقى حِفنه من الضربات تكاد تفقدهُ صوابه،تحدث الضابط وهو ينظر لرفعت ملابسهُ مهندمه لا تدل أنه هو من ألقن لذالك الشاب الضرب المبرح الواضح أثاره،وكذالك الطبيبه ملابسها لحد ما مهندمه...
نظر الضابط للشاب قائلاً:بقى غبائك جاى تتهجم عالدكتوره فى الوحده،يعنى جبت لنفسك ولأهلك مصيبه مش كفايه عليهم أخوك القتيل،لأ كمان هتتسجن بتهمة التعدى على الدكتوره بمكان عملها،وكمان قضية حيازة سلاح،طب هينفعك دلوقتى التار بأيه،إنت والمجرم اللى قتل أخوك  ممكن تتلموا فى زنزانه واحده والشاطر اللى هيخلص وقتها عالتانى ويمكن تكون إنت التانى،بدل ما أبوك وأمك قلبهم يتفجع على واحد هيتفجع على الإتنين،بس إطمن مستحيل إنت والقاتل تبقوا فى سجن واحد،لآن القاتل لسه تحت سن الأحداث أنما إنت شكلك عديت الواحد وعشرين سنه يعنى هتشرف فى آرميدان.
قال الضابط هذا ونظر لعساكره قائلاً:خدوا الغبى ده عالنقطه ويتحط فى أوضه مكان لوحده.
نظر الضابط ل زينب قائلاً:بشكر تفهمك للموقف يا دكتوره، فعلاً  لو كنتى إمتثلتى لطلب الحيوان ده وطلعتى له تصريح بالدفن من غير بلاغ للشرطه كان سهل تتحول البلد لبحر دم بين العلتين الليله. 
ردت زينب: ربنا يستر... أنا عندى خلفيه عن النوع ده من القواضى، بس معظم النوعيه دى بتبقى فى الصعيد بسبب إنتشار التار، بس للأسف  بقت بتقابلنا كتير فى محافظات تانيه غير الصعيد... ربنا يهدى النفوس ويصبر قلب أهل القتيل، وكنت أتمنى يكون فى قانون رادع للنوعيه دى من القواضى، طبعاً القاتل لسه فى نظر القانون قاصر تحت سن واحد وعشرين سنه يعنى هياخد بالكتير سنتين تلاته.
رد الضابط:لأ ممكن ياخد أكتر ممكن بتوصل لخمستاشر وعشرين سنه،يعنى يقضى أفضل سنين عمره خلف القضبان،بسبب سوء تربيته.
تبسمت زينب تقول:أتمنى القانون يغلظ النوع ده من العقوبات،علشان مش بس الأهالى تتعظ وتربى ولادها تربيه سليمه، لأ وكمان الشباب تتعظ وتعرف إن تمام  الرجوله مش بالسكينه اللى فى جيبك  ممكن تنهى بها حياة إنسان فى لحظه. 
تبسم الضابط قائلاً: أتمنى ذالك، هستنى حضرتك تشرفينى للقسم علشان تقدمى أقوالك فى محاولة أخو القتيل التهجم عليكى أثناء تأدية عملك. 
تبسمت زينب بموافقه.
بينما مد رفعت يده بالسكين للضابط قائلاً:
إتفضل الحِرز بتاع القضيه.
تبسم الضابط وأخذ السكين من يد رفعت قائلاً:آه نسيت أقولكم أن هيكون فى حظر تجول بالبلد بعد الساعه سبعه المغرب،وهيكون فى دوريات من القسم والمركز فى البلد كلها تحسباً لأى مشكله سلاموا عليكم .
نظر رفعت لزينب وإبتسم بعد مغادرة الضابط وقال:
أظن سمعتى كلام الضابط عن حظر التجول بالبلد الساعه سبعه...أتمنى ترجعى للسرايا قبل الحظر،بدل ما تعرضى نفسك للمسائله القانونيه.
نظرت زينب ل رفعت قائله:متفكرش إن الحظر ده ممكن يكون غصب عنى ألتزم بيه،أنا دكتوره وسهل أكون هنا نبطشيه فى الوحده،الحظر لا يشمل الوحدات الصحيه وبعدين أيه اللى جابك للوحده دلوقتي.
تبسم رفعت يقول:أنا جيت مخصوص علشانك،لما عرفت من واحد من العمال عن الخناقه اللى حصلت وإن فى قتيل،توقعت السيناريو اللى حصل وممكن يحصل تهجم عليكى...خوفت عليكى.
للحظه حل الصمت على المكان،كلمة رفعت إخترقت ليس آذن زينب فقط بل إخترقت قلبها وعقلها الذى عادت كلمته تطن
(خوفت عليكى)
تحدثت نظرات العيون بين رفعت وزينب بأسئله يريد كل منهم من الآخر أن يُجيب عليها.
عين زينب تسأل: ليه خوفت عليا،وأنت عارف إنى أقدر أحمى نفسى..كويس؟
جاوبت عين رفعت:لأنك أول اللى بخاف عليهم وبخاف يمسهم السوء ....وجودك بحياتى مقدرش أستغنى عنه إنتى أغلى شئ  فى حياتى.
ردت عين زينب: أغلى شئ فى حياتك.... طب ليه عاوز تخسرنى بهمجيتك وتصميمك عالأنتقام. 
رد عقل رفعت: حرقوا قلبى، ولازم يدقوا نفس الحرقه. 
ردت عين زينب: هما مين يا رفعت، مين تانى غير هاشم عاوز تحرقه، مش خايف تتحرق معاهم. 
رد رفعت: مكنتش خايف قبل ما أقابلك تانى، مكنش لازم القدر يرجعك تانى لحياتى ويجيبك لحد عندى هنا. 
ردت زينب: يمكن أنا مجيي لهنا كان علشانك، بلاش يا رفعت... لو صحيح ليا عندك  غلاوه.... سامح. 
ردت عقل رفعت  بفزع: أسامح... أسامح فى أيه.. أنا شوفت النار قدام عيني  بتاكل فى جسم أختى وبينى وبينها خطوات، كانت بتدوب زى الشمعه قدامى، الميه بدل ما كانت بتطفى النار... كانت بتخليها تشعلل أكتر.... النيران كانت هدفها إبادةمش بس رضوان الزهار...إبادة كل شئ....
هيدروجين مع ماغنسيوم كانوا كافين جداً للإباده.
نظرت عين زينب صامته لكن بداخل زينب مازال لديها  الأمل لإنتشال رفعت من تلك النيران قبل أن يُشعلها.  
قطع تواصل العيون بين رفعت وزينب،دخول طارق بأدعاء الخوف عليها.
لكن تنهد براحه قائلاً بترحيب:أهلاً رفعت بيه أكيد سمعت اللى حصل وجيت علشان الدكتوره،بس حضرتك إطمن إحنا نحمى الدكتوره بعنينا.
رد رفعت:لأ مستغنى عن عنيك خليهم فى وشك أنا قادر أحمى الدكتوره كويس،أظن كده الشرطه منتشره فى البلد وفى الوحده كمان،وأطمنت عالدكتوره إنها بخير،هرجع للسرايا تانى ...
قال رفعت هذا ونظر ل زينب قائلاً:
ياريت تلتزمى بميعاد الحظر يا دكتوره...سلاموا عليكم.
غادر رفعت بينما قال طارق:حظر أيه يا دكتوره اللى رفعت بيه قال عليها قبل ما يمشى.
ردت زينب:ظابط النقطه بيقول فى حظر تجول بالبلد هيبدأ الساعه سبعه...
أستاذ طارق واضح إن حضرتك ليك علاقات قويه بكُبرات البلد...زى هاشم الزهار وكمان النايب بتاع الدايره وغيرهم.
رد طارق بتفاخُر:أيوا يا دكتوره الحمد لله علاقتى بيهم طيبه محتاجه منهم أى خدمه أنا ممكن أبقى وسيط،بس إنتى مش محتاجه لواساطه،كفايه مركز رفعت بيه فى المحافظه كلها.
ردت زينب:لأ مش محتاجه واسطه ولا حاجه،كنت عاوزه أسألك سؤال،تقدر تقول فضول منى مش أكتر.
رد طارق:إسألى يا دكتوره.
ردت زينب:أنا عرفت صدفه إن كان فى حريق حصل فى سرايا رفعت الزهار من حوالى خمستاشر سنه وبعدها رفعت ورامى سابوا البلد وعاشوا مده فى إسكندريه...
أكيد عاصرت الحريق ده.
رد طارق:إلا عاصرته يا دكتوره ده كان نار من جهنم وقتها البلد كلها كانت بتستغرب النار دى إزاى مبتنطفيش،رغم إن الترعه كانت قدام السرايا والناس تاخد ميه وترميها عالنار،كانت تشعلل أكتر،حتى فى من العمال اللى كانوا بيشتغلوا فى السرايا والمزرعه النار حرقتهم وبقوا رماد،منجيش غير رفعت بيه وأخوه،وبعدها سافروا إسكندريه وإتقطعت أخبارهم لفتره لحد ما إتفاجئنا إن السرايا بتترمم،وكمان بُنى الأسوار اللى حوالين السرايا والمزرعه. 
ردت زينب بأستغراب:ليه هى الأسوار دى مكنتش مبنيه قبل كده؟
رد طارق:لأ يا دكتوره كان فى أسلاك شائكه زى اللى بتبقى عالحدود كده،كانت حوالين السرايا وإستطبل الخيل،الأسوار دى اللى بناها رفعت بيه هو وأخوه.
ردت زينب:مش هاشم الزهار المفروض يبقى زى عم رفعت...طب ليه مرحوش عنده بدل ما كانوا سافروا إسكندريه.  
رد طارق: معرفش  سبب بصراحه، بس رضوان بيه الله يرحمه مكنش على توافق مع هاشم بيه معرفش ليه،وكمان وقتها كان رفعت بيه بيدرس فى الكليه البحريه فى إسكندريه.  
ردت زينب: رضوان بيه ده كان كمان تاجر خيول، يمكن ده السبب إنه هو وهاشم بيه مكنوش على توافق، بس هاشم بيه له شعبيه مش كبيره هنا فى البلد ده اللى لاحظته فى الفتره اللى فاتت. 
رد طارق: لأ للصراحه رضوان  بيه كانت شعبيته أكبر وأطغى،شعبية هاشم بيه مازدتش غير بعد حريق رضوان بيه.  ... رضوان بيه كان له شعبيه أكبر بكتير فى الماضى... وده اللى كان خلى  أهالى البلد يطلبوا منه يرشح نفسه لمجلس الشعب وقتها، وكان فعلاً  إمتثل لهم وقدم ورق ترشيحهُ، بس القدر بقى الحريق يحصل قبل الإنتخابات بكم شهر. 
تعجبت زينب قائله: وايه السبب إن البلد تطلب منه يرشح نفسه لمجلس الشعب؟ 
رد طارق: رفعت بيه مش بس ورث الشكل والهيئه من والده رضوان بيه لأ ورث كمان الشجاعه والهيبه، رضوان بيه كمان كان بيشتغل فى السفاره المصريه، كان سفير لكذا بلد... دبلوماسى يعنى... بس اللى اعرفه إنه نفذ وصية المرحوم والده بعد ما توفى إنه يمسك مكانه هنا فى الزهار ويبقى كبير العيله وكمان يكمل مشواره فى تربية وإقتناء الخيول الأصيله. 
تعجبت زينب قائله: يعنى والد رفعت كان سفير!.... علشان كده  بقى أهالى الدايره طلبوا منه يبقى عضو مجلس الشعب. 
رد طارق: مش بس ده السبب كمان كان محبوب وبيتعامل مع الناس والعمال اللى عنده ببساطه.... أنا كنت شاب صغير وقتها كذا مره شوفته قاعد وسط فلاحين فى الغيط بيشاركهم الأكل والناس كانت بتحبه قوى، عمر ما حد قصده فى خدمه الا ونفذها له، رفعت بيه أوقات بيعمل زيه، بس رفعت ورامى  بيه حذرين شويه فى تعاملاتهم مع اللى حواليهم.
ردت زينب:طب والحريق كان أيه سببه؟
رد طارق:محدش يعرف...فى بيقولوا كان عامل بيشرب سجاير ورمى عُقب السيحاره فى التبن وبسبب الحر ولعت بسرعه وشعللت فى الأستطبل والنار سحبت منه للسرايا،وفى بيقولوا أن كان فى عدو ل رضوان بيه هو اللى ولع فى السرايا والأستطبل.
ردت زينب:طب مين كان العدو ده.
رد طارق:والله ما اعرف يا دكتوره دى كانت تكهُنات الناس فى البلد وقتها...
بس حضرتك ليه بتسألى الأسئله دى،ممكن كنت تعرفى من رفعت بيه نفسه.
ردت زينب:زى ما قولتلك قبل كده مجرد فضول،وبصراحه خوفت على مشاعر رفعت علشان كده مسألتوش.
تبسم طارق يقول:ربنا يخليكم لبعض يا دكتوره ويرزقكم بالذريه الصالحه....هقوم انا أروح مكتبى أخلص مصالح الناس.
اماءت زينب له رأسها.
خرج طارق بينما 
زينب عقلها حائر يربط أقوال طارق مع أقوال الجده إنعام.
كان هنالك عدم توافق بين والد رفعت وكذالك هاشم...رآت نظرات رفعت وهاشم لبعضهم أكثر من مره هنالك بُغض كبير ظاهر منهم للآخر 
رفعت أعطاها سابقاً المال دون أن يتباهى بذالك...عكس هاشم هى لا تشعر بناحيه هاشم براحه نفسيه حين يكون قريب منها تكره نظرات عيناه...
رفعت...بعترف إنه من يوم ما مضى ليا عالشيك لفت نظرى و حسيت إتجاهه براحه وأمان نظراته بحس فيها بشئ خاص ليا،صحيح همجى وعنده داء السيطره عليا بس بحب اعانده.
لكن لامت نفسها قائله: 
فى أيه فوقى يازينب،ده شخص همجى متعجرف وحكايه النار اللى فى قلبه دى هو مبسوط بيها....قال عقلها:وهتسبيه يا زينب يحرق نفسه بالنار دى،النار لما بتشعلل مبتسبش وراها غير حاجتين
الخراب أو أرض خصبه تنبت زرع أخضر من جديد.   
 ......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالجامعه.
بمسجد الفتيات. 
وقفت ليلى تغسل وجهها من أثار تلك الدموع ثم توضأت وذهبت الى المُصلى أقامت الصلاه وصلت ركعات الظهر، شعرت براحه نفسيه لحدٍ كبير
نهضت تأخذ كتبها وحقيبة يدها، كى تغادر، لكن 
وجدت صديقه لها تقول وهى تلهث: 
كويس لحقتك قبل ما تمشى من الجامعه قولت هتصلى الضهر قبل ما ترجع للبلد علشان ميفوتهاش. 
ردت ليلى عليها: خدى نفسك الأول  وبعدين إتكلمى. 
إزدرت صديقتها ريقها وقالت بنهجان بسيط
قائله:دكتور وسيم.
ردت ليلى بأستغراب قائله:ماله دكتور وسيم وبعدين إزاى سيبتى المحاضره بتاعته وخرجتى! 
ردت صديقتها: لأ ما ده السبب إنى  كنت بجرى علشان الحقك قبل ما تمشى من الجامعه.
ردت ليلى بإستعلام:سبب أيه،قولى وبلاش رغى،عاوزه ألحق ورديتى فى الصيدليه.
ردت صديقتها:سيبك من وردية الصيدليه مستقبلك دلوقتى أهم،الدكتور وسيم آجل المحاضره بتاعته ساعه ونص وقال إنه هياخد نسبة الحضور للعملى فى المحاضره دى وأكد اللى مش هيحضر المحاضره هيشيل الماده.
تعجيت ليلى قائله:براحته ميهمنيش أنا مش هحضر ميعاد الورديه كده هيفوتنى،أكيد كلام بيقوله.
ردت صديقتها:لأ مش كلام لو شوفتى وشه هتصدقينى،ورديه الصيدليه الدكتوره ممكن تلتمس ليكى العذر،لكن الدكتور وسيم لو شيلك الماده إنسى إنك تكونى من المتفوقين،حتى لو جبتى فى كل المواد التانيه إمتياز هتفضل الماده دى نقطه سوده فى تقديراتك،وبعدين نفسى أفهم ليه مش عاوزه تحضرى،مش ده الدكتور وسيم اللى كنتِ بتشكرى فيه لأ وكمان بتقولى إنه بلدياتك وقريب جوز أختك.
إرتبكت ليلى وقالت لصديقتها:مفيش...تمام هحضر المحاضره...يلا بينا نروح للمدرج.
بينما وسيم بمكتبه 
جلس على المقعد خلف المكتب وقام بفتح زرين من عُنق قميصه ووسع رابطة العنق على رقابته...يشعر بحراره تغزو جسدهُ...لا يعرف لما تضايق من قول ليلى له.... 
هى لم تُخطئ هو من بدأ بحرمانها من المحاضرات سابقاً... وهذا رد فعل طبيعى منها لو كان مكانها لفعل ذالك.... 
فكر عقله يتسأل: هل ستحضر للمحاضره وتمتثل لقوله أمام زملائها، وتنحى كبريائها... أم يفوز كبريائها  ولا تحضر... لكن حقاً لو لم تحضر للمحاضره ستجعلها ترسب فى مادتك بهذا قد تدمر إجتهادها، ما كان ينبغى أن تتعصب وتقول هذا أمام الطلاب... 
لكن نفذ الوقت، إقتربت الساعه والنصف على الأنتهاء 
وقع نظره على يده نظره خاطفه.. رأى ذالك الخاتم ببنصر يدهُ... شعور بالضيق فى قلبه حين ينظر لهذا الخاتم يشعر كآنه قيد ليس بأصبعه، بل حول عُنقه... بتلقائيه خلع ذالك الخاتم  من إصبعه وفتح درج المكتب وألقاه به... شعور بالراحه كأنه فك القيد من على عنقه.
نهض من مجلسهُ وجذب حاسوبه الخاص وذالك الملف الورقى المكتوب فيه اسماء جميع الطلاب وغادر الغرفه متوجهاً الى قاعة المحاضره...مع كل خطوه يسيرها يُحذر ويفزر،هل ستحضر ليلى أم لا؟
أصبح أمام باب قاعة المحاضرات خطوات قليله للغايه ويعلم،لكن كانت خطوات ضيقه 
پالفعل دخل الى قاعة المحاضره تجوب عيناه القاعه بأكملها.... ليلى ليست موجوده. 
زفر أنفاسه بضيق
لكن سرعان ما إنشرح قلبه وتبسم وهو يراها جالسه بآخر المدرج، كانت جالسه خلف أحد زملائها الواقف يخفيها عن رؤيته. 
تبسم قائلاً بسؤال: كده كل الطلاب موجودين فى المحاضره.؟ 
رد أحد الطلاب: لأ يا دكتور فى كم زميل وزميله للأسف لضيق الوقت محضروش. 
تبسم وسيم يقول: تمام... أنا ممكن أديهم العذر تقدروا تتطمنوهم أنا أتراجعت ودلوقتى بما إن دى المحاضره  الأخيره قبل الأمتحانات... فأنا هخلى المحاضره زى مراجعه شامله للمنهج اللى مش فاهم أى جزء فى المنهج أو عنده أى إستفسار يقدر يسألنى وأنا هجاوب عليه. 
تغاضت ليلى عن النظر له وقالت لنفسها: يالك من طاووس متغطرس، هو فعل ذالك من أجل إجبارها على حضور المحاضره غصباً... والآن يتغاضى عن ذالك 
لكن أثناء إجابة وسيم على أحد  أسئلة الطلبه، رفع يديه، لفت نظر ليلى خلو يدهُ من ذالك الخاتم... تعجبت كثيراً  لما خلع الخاتم من يدهُ  كان قبل قليل يرتديه 
نهرت ليلى ذاتها وقالت: ميهمنيش كل اللى يهمنى تنتهى المحاضره دى وأخرج من المدرج. 
لكن طالت المحاضره زياده عن الازم بسبب أسئلة الطلبه وإستفسارتهم وردود وسيم الذى توقع أن تسأل ليلى، لكن هى إلتزمت الصمت، تستمع فقط لأسئلة زملائها وإجابته عليهم. 
إنتبه وسيم للوقت فلقد طالت المحاضره أكثر من الأزم وأيضاً ليلى لم تسأل سؤال واحد. 
تحدث وسيم وهو ينظر لساعة يدهُ: المحاضره طالت أكتر من الأزم أتمنى تكونوا إستفادتوا منها واللى عنده أى سؤال او إستفسار، يقدر يجيلى مكتبى فى وقت تانى  وأنا هرد عليه سلاموا عليكم.
 ظل وسيم واقف قليلاً يتحدث مع بعض الطلاب، لاحظ خروج ليلى من الباب الخلفى للمدرج، زفر نفسه  بشعور الضيق، لكن يكفى أنه جعل ليلى تحضر علها تستفيد لو جزء بسيط،وايضاً ظلت أمامه لوقت كبير.
بينما خرجت ليلى من الباب الخلفى للقاعه هى وصديقتها التى قالت لها:
ليه خلتينا نطلع من الباب الخلفى كنا طلعنا من الباب الرئيسى كان عندى سؤال للدكتور وسيم.
ردت ليلى:إحنا لسه فيها هو عندك عاوزه تروحى له براحتك إنما أنا خلاص حاسه بصداع همشى حتى ألحق أفوت عالدكتوره فى الصيدليه..أعتذر منها سلام. 
غادرت ليلى تبتسم لديها شعور بالراحه لا تعرف سببه لما إنشرح قلبها حين رأت يد وسيم خاليه من تلك الدبله، لكن نهرت نفسها قائله: فوقى يا ليلى من الوهم، خلاص ده واحد زى الطاووس بيحب  يتفاخر أنه يقدر ينفذ اللى هو عاوزه لما خلاكى غصب تحضرى المحاضره وفى الآخر حتى مندهش إسمين عشوائى، بس والله إستفادت فى نقط وأسئله كنت محتاجه أجوبه واضحه عليها، كويس إنى كتبت الأسئله دى وإديتها لصاحبتى وهى اللى سألته عنها، من غير ما يعرف إن أنا اللى كنت محتاجه للتوضيحات دى. 
........... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى حوالى السابعه والربع
بالسرايا
بأستطبل الخيل
هبط رفعت من على تلك الفرسه التى كان يدربها،أعطى اللجام لأحد العاملين لديه مبتسماً يقول:الفرسه دى تهتم بيها وبأكلها كويس.
اومأ العامل له بالقبول.
اخرج رفعت هاتفه وقام بفتحه 
وجد إتصال هاتفى من محمود،لكن 
بحث عن شئ آخر بالهاتف قبل أن يهاتف محمود،تبسم وهو يرى يرى إشارة جهاز التتبع الموصول بهاتف زينب يعطيه مكانها بالسرايا.
تنهد مبتسماً يقول:كويس إلتزمت بالحظر هتخلينى أفكر أطول مدة الحظر ده.
فى ذالك الأثناء رن الهاتف بيد رفعت:
رد بعد السلام بينهم :كنت لسه هتصل عليك خير...فابيو غادر لليونان ولا لسه؟
رد محمود:لأ لسه والغربيه فتح مدة وجوده بأسكندريه فتره مش محدوده  غريبه أنا كنت مفكر أنه هياخد ريما ويفضل يومين تلاته،لكن ده أعطى للاوتيل اللى نازل فيه خبر انه هيفضل لمده غير محدوده،مش عارف بيفكر فى أيه،والأغرب ريما مظهرتش معاه خالص حتى أوقات بينزل يتعشى فى المطعم بتاع الاوتيل بيكون لوحده...تفتكر عمل فيها أيه؟
رد رفعت:ده إنسان سادى وأتوقع يعمل فيها أى شئ،بصراحه تستاهل،فكرت نفسها زكيه وجايه تلعب عليا بحتة فلاشه عليها صور لطفل صغير وبتقولى أنه إبنى مفكره أنى كنت هصدقها وأقع فى فخها بسهوله إبنها مولود بعد طلاقنا بسنه كامله ليه فضلت حامل سنه بحالها،بس الغريب الفلاشه كانت فى درج فى أوضتى ومعاها صوره، الصوره فضلت والفلاشه إختفت.
تعجب محمود قائلاً:قصدك أن فى حد دخل أوضتك وفتشها؟
رد رفعت:لأ الكاميرا اللى فى الممر اللى قدام الاوضه جابت ريما وهى بتدخل لأوضتى ومغابتش،و ده كان ضهر يوم مأمورية إسكندريه، كنت متأكد إنها خدت الفلاشه علشان تبعتها لزينب بس معرفش سبب إنها لغاية دلوقتي مبعتتهاش لزينب،هى سابت الصوره مخصوص علشان زينب تشوفها فتصدق محتوى الفلاشه،بس مش عارف بقى سبب إنها مبعتتهاش لحد دلوقتي،هى عارفه إن الصوره سهل تلفت نظر زينب،لكن الفلاشه ممكن متاخدش بالها منها أو حتى مش هتلفت إنتباها فلاشه مرميه فى درج عادى اكيد مش مهمه...زينب صحيح فضوليه،بس مش هيلفت إنتباها حتة فلاشه مرميه فى درج عادى كده أكيد هتقول ملهاش أهميه   
هى كانت عاوزه زينب تشوف الصوره، متأكد أن الفلاشه هتبعتها لزينب فى أقرب وقت. 
رد محمود: والفلاشه لما توصل ل الدكتوره هى هتستفاد أيه؟ 
تبسم رفعت: هى عرفت جزء من أطباع زينب فى الفتره الصغيره اللى قعدتها هنا فى السرايا، وأكيد زينب عندها ضمير وهتصدق إن الولد إبنى، وهتقولى إزاى سايب إبنك يتربى بعيد عنك، وممكن تطلب الأنفصال، ووقتها هى ترجع لحياتى هى عارفه إنى أقدر أقف قدام فابيو لو صدقتها، والعقبه قدامها زينب... بس غلطانه حتى لو زينب مش موجوده  مستحيل أفكر أنى أرجعها لحياتى دى كانت غلطه فى لحظة تهور منى، كنت عاوز اقرب من هشام  كان الطريق الوحيد وقتها قدامى كانت ريما، منكرش كنت معجب بيها وبجمالها زى أى راجل ما بيُعجب بنت حلوه وظريفه، بس كنت غبى لما إتجوزتها رسمى وربطت اسمى بها، أنا عندى يقين إن هشام عارف كل الأطراف اللى شاركت فى الحريق وهو كمان شارك معاهم، بس يمكن كان أقلهم أسباب، ويمكن  كمان ندم بس هو أخد عقابه قبلهم... كفايه خسايره فى القمار والرهانات الخسرانه على خيول مضروبه، ومتأكد هاشم لما كان مستخبى كان عنده فى الڤيلا بتاعته، آه صحيح البنت اللى كانت عالمركب فاقت ولا لسه؟ 
رد محمود: للأسف البنت ماتت من يومين وده كان سبب إتصالى عليك النهارده، البنت الدكاتره كانوا بيقولوا حالتها بتتحسن بس فجأه كده  ماتت عندى شك إن موتتها مش طبيعيه،بالذات بعد زيارة واحده ست قالت إنها أمها ودخلت ليها بعدها بساعات البنت ماتت.
تعجب رفعت قائلاً:طب وامها دى مفيش معلومات عنها.
رد محمود:للأسف لأ حتى البنت مكنش معاها اى إثبات حتى على إسمها،هاشم قدر يفلت المره دى،مكنش لازم نسمح له بالهرب 
وجود فابيو قالقينى جداً...فابيو بركان وأكيد هيعمل حاجه تشتت إنتباهنا عنه،خد حذرك كويس الأيام الجايه.
رد رفعت:تمام إطمن فى رعاية الله.
أغلق رفعت الخط مقابل محمود وفتح برنامج على هاتفه ونظر له تنهد بإرتياح قائلاً:
كويس جهاز التتبع اللى فى السلسه شغال وزينب مش بتقلعها غير  حتى وهى نايمه.
تنهد بشوق وقال:أما أرجع للسرايا أناكف فيها شويه عالعشا. 
.... ـــــــــــــــــــــــ
بجناح مروه ورامى
دخل رامى وحد مروه تجلس على احد المقاعد...تبسم وإنحنى يُقبل وجنتها.
زفرت مروه نفسها:
تحدث رامى:وأيه سبب النفخه دى بقى؟
ردت مروه:زهقانه طول اليوم بين حيطان السرايا.
رد رامى:معليشى بس مشغول اليومين دول شويه فى تدريب فرسه وبعد كم يوم أوعدك أخدك نروح نغير جو فى اى مكان تختاريه.
نهضت مروه مبتسمه تلف يديها حول عنق رامى قائله:بجد يا رميو.
تبسم رامى قائلاً:بجد بس بلاش كلمة رميو دى بتعصبنى،أنا مش بحب الدلع.
تبسمت مروه بدلال قائله:طب متحبش أنى أدلعك؟
رد رامى وهو يضع يديه على خصر مروه بتملك قائلاً:أنا دلعى مش بالأسم يا روحى،دلعى يكون كده.
قال رامى هذا وجذب مروه لتلتحم بصدرهُ وقبلها قبلات عاشقه وشغوفه 
لكن قطع القبلات...طرقاً على باب الجناح يصحبه صوت الخادمه تخبرهم ان العشاء جاهز والجميع فى إنتظارهم.
تذمر رامى وهو يترك شفاه مروه ووضع وجهها بين يديه قائلاً:لازم نروح رحله سوا بعيد عن هنا فى أقرب وقت.
تبسمت مروه بدلال  وهى تمسك يديه قائله:
وأنا من ايدك دى لأيدك دى معاك فى أى مكان.
تبسم رامى وقام بحضنها بقوه 
لفت مروه يديها حول رامى تحتضنه هى الأخرى هامسه تقول:بحبك يا أحلى مسخ.
تبسم رامى يقول:بس الجميله لما قالت للمسخ إتحول...لشاب وسيم من تانى وأكيد الاميرات رجعت تانى تلف حواليه..مش خايفه أحلو فى نظر غيرك.
شعرت مروه بالغيره وفكت يديها من حول رامى وقالت بصوت مهزوز:أنا جعانه خلينا ننزل نتعشى. 
تعجب رامى من تغيرها لكن نفض عن باله وقال لها: كويس إن ريما مشيت من السرايا، كانت عامله خانقه فى البيت. 
رسمت مروه بسمه قائله:إنت ليه رفضت إنى أحضر خطوبة وسيم معاك. 
رد رامى: مفيش سبب الخطوبه كانت مختصره حتى رفعت  محضرهاش. 
ردت مروه: رفعت محضرهاش أكيد بسبب وجود ريما. 
رد رامى: ريما نفسها محضرتش، قولتلك كانت مختصره، خلينا ننزل نتعشا.
لا تعرف مروه سبب لشعورها بالغيره بعد رفض رامى ذهابها معه لخطوبة وسيم ولمى،بعد أن علمت أن مهره ايضاً لم تحضر للخطوبه،وكان هناك بعض صديقات لمى جائوا من الأسكندريه،ترى هذا هو السبب  أن يعود رامى مره أخرى لمصاحبة الفتيات.
............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت من إنتهاء العشا 
ذهبت زينب قليلا مع إنعام ثم عادت لغرفتها
بدلت ثيابها بأخرى للنوم،وتوجهت للفراش،لكن سمعت طرق على باب غرفتها.
للحظه أعتقدت انه رفعت لكن بالطبع لا فهو همجى يدخل للغرفه دون إستئذان.
نهضت وفتحت الباب وجدت إحدى الخادمات أمامها،قالت لها:آسفه يا دكتوره الظرف ده جه النهارده الضهر بأسمك عالبوابه والحارس جابه لهنا أتفضلى.
أخذت زينب الظرف مبتسمه تقول: شكرًا تصبحى على خير.
أغلقت زينب الباب وفتحت الظرف تعجبت من محتوى الظرف،هو لا يحتوى سوا على فلاشه!
مسكتها بيدها وقالت بتعجب:مين اللى هيبعتلى فلاشه وياترى عليها أيه،لا تكون خدعه من الهمجى ويكون عليها ڤيرس،يڤيرسلى الفون...
بس الفضول مش هيخلينى أنام قبل ما أعرف الفلاشه دى مين اللى باعتها ليا لو الهمجى وعليها ڤيرس هدفعه تمن فون جديد ماركه عالميه زى الفون بتاعه.
بالفعل آتت زينب بهاتفها ووضعت الفلاشه وقامت بتشغيلها...لتنصدم قائله:رفعت عنده ولد من ريما ومخبى عليا.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
فى العوينات، بصحراء مصر
بعد يوم عمل شاق أسفل شمس الصحراء  وأصوات ماكينات التنقيب، إرتمى مجد بجسدهُ فوق فراشهُ يشعر بالأرهاق، أغمض عيناه جائت تلك السندريلا الى خيالهُ تنهد بأسمها قائلاً: هبه. 
أخرج هاتفه من جيبه وفتحه على تلك الصور الذى إلتقطها لها ليلة عُرس رامى خلثه، يشاهد صوره خلف صوره حفظ عقله تلك الصور
تبسم بتشوق للحديث معها عبر تلك الرسائل القصيره بينهم، لكن الآن الساعه العاشره والنصف وهى قالت له سابقاً انها تنام مبكراً من أجل دروسها، قد تكون نائمه فهى طالبه بالثانويه العامه وهذه السنه هى من تحدد المستقبل كلهُ شاور عقلهُ.... إبعث رساله عاديه إن كانت مستيقظه سترد عليها وإن كانت نائمه ستراها صباحاً، وترد عليها ويكون أحلى صباح حين تستفتح اليوم برسالتها.... لكن لا قد تكون نائمه وتصحو على صوت الرساله 
أصبح  حائر بين إرسال رساله أو عدم إرسالها. 
بينما السندريلا ذاتها هى الآخرى مُستيقظه على فراشها الهاتف على الفراش أسفل يدها  تنظر لسقف الغرفه، لا تفكر بشئ لكن فجأه تذكرت حديث مجد المرح معها حول أفعاله هو  أخته، جذبت الهاتف وضعته بين يديها وفتحت ذالك التطبيق، وآتت بإسم مجد 
شاورت عقلها، أن ترسل له رساله.... 
لكن ماذا تقول... هو بالتأكيد نائم هو يعمل تحت الشمس طوال اليوم،وأيضاً منعها الحياء.... 
لكن فكرت بمكر ودهاء قد تلفت نظره دون أن تضطر لإرسال رساله وتتنازل عن حياؤها. 
فتحت الفيسبوك على أحد المواقع وقامت بأخذ أحد المنشورات ونشرتها مشاركه على صفحتها الشخصيه بالتبعيه سيتلقى مجد إشعار لديه بالمنشور. 
فى ذالك الوقت كان مجد مُستلقى على الفراش، سمع إشعار لديه
نظر للهاتف أنه من صفحة هبه قامت بنشر منشور الآن.... إذن مستيقظه، إنها فرصه له
سريعاً قام بالتعليق عليها 
تبسمت هبه مكرها آتى بفائده. 
ارسل لها مجد رساله 
سرعان ما تبسمت وردت عليه ليأخذهم الحديث سوياً الى عدة حوارات حول بعض اساليب التنقيب عن البترول،الى أن غير مجد دفة الحديث قائلاً:
 تعرفى إننا هنا فى المكان مفيش اى بنت حتى فى الإداره،دول قاعدين تحت التكيفات فى مكاتب خاصه لهم،إنما الغلابه اللى زيي دماغهم ساحت من حرارة الشمس وفى الآخر نتحسد عالمرتب اللى بالدولار.
تبسمت هبه قائله:طيب أهو فى مقابل كويس،بس مين قالك إن البنات اللى قاعدين فى التكيفات مبسوطين بكده،وكمان مش قاعدين يلعبوا  دول بيحللوا عينات من التربه ويقدموا تقارير عن ده يعنى شغلهم كمان صعب وبيعتمد عالتركير والتأكيد، الغلطه منهم ممكن تكلف الشركه كتير ووقتها الشركه مش هتغفر لهم الخطأ ده،أنا بتمنى أدخل كلية الهندسه تعدين،وأشتغل بعدها فى شركة بترول وأقبض بالدولار زيك كده.
تبسم مجد يقول:كلكن عينه واحده عينكم فى  دولاراتى،زيك زيك زى زينب أختى،والله أنا قصاد الدولارات دى بشتغل ليل نهار،يعنى أنا من الفجر عالبريمه فى الموقع يادوب لسه راجع السكن آخد شوية راحه قبل ما أصحى الفجر تانى 
بس أقولك أنا عندى ليكى شغلانه تانيه ممكن تقلبى منى بها دولارات زي البت زوزى ما بتقلبنى ويمكن أكتر كمان.
رغم أن هبه تفهم حديث مجد لكن إدعت الغباء و قالت له:وده إزاى بقى هفتح مكتب صرافه.
تنهد مجد يهمس قائلاً:والله البت دى غبيه ومبتفهمش بالتلميح يا مجد حظك الأسود،أختك والبت اللى بتحبها أغبياء.
تحدثت هبه قائله:مش بترد عليا ليه أكيد هلكان تصبــــــــــ
قبل أن تكمل هبه تحدث مجد:لأ لسه شويه كده مش جايلى نوم   خلينا نتسلى شويه. 
ردت هبه بمكر:هنتسلى فى أيه؟
رد مجد:نرغى سوا وهو فى أحلى من رغى الليل،وحلاوة رغى الليل،طب إنتى ليه منمتيش لدلوقتى.
ردت هبه:مفيش كنت بذاكر وزهقت وقولت آخد وقت مستقطع وبعدها هرجع اذاكر تانى خلاص الأمتحانات عالأبواب،وانت ايه اللى مصحيك لدلوقتى،مش بتقول هلكان طول اليوم؟
رد مجد:أنا بفكر فى اللى القمر ناسينى.
بمكر قالت هبه:قمر ايه اللى ناسيك يا عم أنت قاعد فى الصحرا والشمس والقمر فوق راسك. 
همس مجد يقول:والله نفس غباء زينب أختى. 
لكن قال لهبه:قمره عايشه فى الشرقيه بعيد عنى،والله نفسى أخدها من إيديها وأجيبها هنا جنبى فى العوينات وآخد انا وهى شقه لوحدنا.
فهمت هبه مقصده وقالت بمكر: أه فهمتك قصدك مين القمره.
تبسم مجد يقول بتنهيد:أخيراً...طب فهمتى قصدى مين  ؟
ردت هبه ماكره:أكيد تقصد الدكتوره زينب أختك،مش هى أختك الوحيده وعايشه هنا فى الشرقيه.
صُدم مجد قائلا: وهى زينب أختى تقرب للقمر أصلاً... أنا قصدى.. 
قاطعته هبه قائله: دى قمر اربعتاشر وعارفه إنك تقصدها بالقمره 
بصراحه تستحق تشتاق ليها. 
همس مجد لنفسه: أنا أشتاق لزينب دا أنا مصدقت أتخلصت منها وأتجوزت بعيد عنى.
لكن قالت هبه بمكر:بصراحه أنا بحسد زينب على أخ زيك وكان نفسى يبقى عندي أخ كبير زيك،ونفسى ليه،أنت زى رامى،يعنى تعتبر أخويا. 
 صُدم مجد يهمس عقله: أخويا... يا مصيبتك يا مجد دى  البعيده مبتفهمش خالص. 
لكن  شعر 
 بإغتاظ  منها قائلاً: يظهر من كتر المذاكره مخك ساح،  أنا بقول تروحى تنامى علشان تصحى فايقه. 
ألقى مجد الهاتف  على الفراش قائلاً: 
البت زوزى دى حظك النحس يا مجد لأ وسندريلا شكلها غبيه ومبتفهمش فى التلميح، أحسن حاجه أقول لها كبس كده....أنا بحبك يا سندريلا. 
بينما تبسمت هبه على غيظ مجد الواضح، ماذا ظن هذا الأحمق أنها لا تفهمه، لكن هو لا يفهم مكر حواء مهما كانت صغيره، قادره على التلاعب  بأعتى عقول الرجال  مابالك عقل هذا الأحمق المفضوح أمامها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بمشفى بغرفة حاضنه خاصه  للأطفال المبتسرين المولدين قبل ميعادهم 
كان ذالك الصغير، عيناه تقدح نيران ينظر له 
كآن نظرات عيناه السنة لهب تحرق جسده، 
ليس هذا فقط فُتح باب الغرفه، ودخلت فتيات خلف بعضهن 
منهن من تسير بأجساد مفتوحه خاويه تنزف دماءً وأخريات يرتدين ثياب عاهرات عيناهم متقده بنيران، ألتفوا حوله وبدأن برفع أيديهن يحاولن نهش جسده بأظافرهن الطويله... كان يعود للخلف وهن يتقدمن عليه الى أن وقع على الأرض دون إنتباه، شعر بوقوع ذالك الصغير  فوقه وقام بلف تلك الأنابيب الرفيعه التى كانت عليه حول عُنقهُ وأعطى للفتيات الطرفان من الانابيب، 
أمسكن الفتيات  الطرفان كل من ناحيه تشدان بقوه الانابيب الرفيعه التى تضيق حول عُنقه تكاد تخنقهُ. 
لكن 
إستيقظ فجأه برعب يضع يديه حول عنقه وأشعل الضوء 
ونهض من على الفراش وذهب الى المرآه ينظر بها، حول عنقه،، لا شئ، إذن ما رأه كان كابوساً مُخيف لاول مره يرى كابوس بحياته. 
نظر الى ذراعه وجدها تنزف دماءً... 
تحدث لنفسه: مالك يا هاشم أول مره تشوف كابوس... أكيد ده هلوسه من المسكن اللى اخدته علشان إصابة إيدك 
ذهب هاشم لحمام الغرفه واتى بحقيبة الاسعافات... وبدأ فى تضميد جرح يده الى أن إنتهى، نهض وذهب الى المرآه الموجوده بالغرفه ووضع حقيبة الاسعافات لكن لمح بالمرآه طفل وليد موضوع على الفراش. 
للحظه هلع ونظر خلفه على الفراش، الفراش فارغ، ما قصة هذا  الوليد وتلك الفتيات المرعبات المنظر... 
أغمض عيناه للحظه، لكن ندم على ذالك بسبب ذالك الوليد الذى ظهر له بخياله عيناه إختفت منها الحياه، وأغمض الوليد عيناه  لكن سرعان ما فتح عيناه، رأى عين أخرى رأها سابقاً تتحداه... عين نعمان!... أجل عين الوليد كانت تشبه عين نعمان 
فتح هاشم عيناه  وذهب يجلس على الفراش يتصبب عرقاً، القى بجسده على الفراش حاول أغماض عينه مره أخرى، لكن جاء  ذالك الوليد يُعيد مشهد حدث بالماضى 
هذا الوليد الذى كان كل ما يوصله بالحياه مجموعه من الأنابيب الرفيعه، سواء التى كان يتغذى بها او حتى تمده بأكسچين الحياه 
هو نزع من ذالك الوليد الحياه  ، حين نزع عنه تلك الأنابيب  الدقيقه الموصوله بجسده... لم يتحمل الوليد ذالك سوا ثوانى بعدها فارق الحياه مبرأ من أى ذنب تاركاً ذنب عظيم لمن فقد إنسانيته وتحول لشيطان قاتل يحمل أقسى الآثام سواء كان قتل الفتيات الصغيرات
او
سلب حياة هذا الوليد البرئ. 
لكن... شيطانه تحكم به وفكر أن سبب ذالك الكابوس هو تلك الحبه الذى تناولها قبل أن ينام حتى لا يفكر  
 كيف لذالك الحقير المعدوم صفوان أن يبلغه رفضه عرض زواجهُ من إبنته له بل وتحداه أيضاً بمن يستقوى ذالك المعدوم صفوان أمامه ألا يعلم من.... هاشم الزهار.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بغرفة زينب 
إنتهت من مشاهدة تلك الفلاشه وأخرجتها من الهاتف وألقت الهاتف على الفراش ومسكت الفلاشه بيدها...للحظات فكرت فى الذهاب الى غرفة رفعت ومواجهته بما هو مُسجل على الفلاشه وإن كان له إبن من تلك الحقيره ريما،لما يُخفى عنها الآمر وأيضاً لما يسمح ببعد إبنه عنه وتربيته بعيداً عنه.
لكن 
عادت تفكر ما شآنها بذالك،إن كان له ولد من أخرى ماذا يعنى لها ذالك...ربما أفضل 
تحدثت زينب التى بداخها أكثر من شعور لا تعرف تفسير لهم:مالك يا زينب حاسه إنك مضايقه... علشان إكتشفتى أن له إبن عادى وطبيعى... أنتى من الممكن متخلفيش أصلا  وحتى لو خلفتى ممكن اللى تخلفيه يورث منك المرض و.... 
المرض على ذكر المرض تحدثت زينب: غريبه البريود بقالها أكتر من شهر مجتليش لكن فى نفس الوقت ردت على نفسها وأيه الغريب فى كده هى عندك من الأول مش منتظمه بلاش توهمى نفسك بشئ ممكن يكون كذب،ورفعت طالما عنده ولد من غيرى يمكن ميفكرش إنه يخلف منى،أكيد ده الأفضل...هتروحى تسألى رفعت عندك ولد وليه مخبى عليا،أكيد هيرد زى ما قال قبل كده لما قولت له أنه كان متجوز قبلى،هيقولى إتذكر فى قسيمة كتب الكتاب،وأنتى اللى مأخدتيش بالك،ممكن يقولك طالما كنت متجوز شئ بديهى يكون عندى طفل أو حتى أطفال منها.
إتكئت زينب على الفراش تنظر لتلك الفلاشه بيدها...مشاعر  متضاربه بداخلها 
ضيق شعور بالنقص  وأخيراً 
غِيره... غيره! 
أجل أعترفى يا زينب رفعت خلاص إتمكن من قلبك... كان نفسك تكونى الاولى فى حياته... حتى ولاده منك.. لكن القدر أراد ذالك. 
نهضت زينب من على الفراش وأخذت هاتفها ووضعته هو والفلاشه على طاوله صغيره جوار الفراش... ثم ذهبت الى الحمام تشعر بنيران بجسدها بالتأكيد بسبب الحر الذى بدأ يتوغل... 
خرجت بعد قليل تشعر بترطيب فى جسدها، 
للحظه مسكت المشط تمشط شعرها،لكن قالت:ماليش مزاح أسرح راسى ولا حتى أنشفه،أنا حاسه بإرهاق،أكيد أما أنام هرتاح.
وضعت المشط ولم تنشف شعرها 
شعرت بهبوط قليلاً وكادت تختل 
لكن مسكت بالدولاب،وقالت:مش عارفه مالى،بقالى فتره والله أنا خايفه أدخل فى غيبوبة سكر،كل ده من إكتشافاتى عن الهمجى آخرها إن عنده إبن،أخد حقنه وبعدها أنام أصحى الصبح كويسه 
بالفعل حقنت نفسها من ثم ذهبت الى الفراش كعادتها لم تحتاج لوقت كى تغوص بالنوم.
.........
بغرفة رفعت 
كان نائماً على الفراش يضع يديه أسفل رأسه يفكر فى رد فعل زينب بعد مشاهدة محتوى الفلاشه من باب الفضول لديها 
  بالتأكيد  ستأتى إليه ثائره تطلب التفسير. 
تبسم وتذكر قبل قليل حين دخل له فرد من آمن الحراسه وأعطى له تلك الرساله 
أخذ الرساله 
كان مكتوب عليها إسم زينب فقط 
لا احد غيرها 
أتى بولاعه وقرب لاصق الطرف منها قام بتسيحهُ وفتح الرساله كما توقع منذ أن أخذ الرساله من يد الحارس،فلاشه....
وضعها بهاتفه يتأكد من محتواها ربما عليها شئ آخر 
بالفعل محتواها كما هو... للحظات فكر بعدم إرسال الفلاشه ل زينب ومن الأفضل أنه وقعت بيده أولاً لكن لا يعلم لما اراد معرفة رد زينب، وضع الفلاشه بالظرف وقام بأغلاقه  مره أخرى وقام بالنداء على إحدى الخادمات واعطاها الظرف وأمرها أن تقول لها أن من اعطاها الرساله هو آمن البوابه. 
رفعت ينتظر أن تدخل زينب لغرفته بثوره وسينتهى الآمر بينهم بسهوله كالعاده، لكن توعد لنفسه زينب ستدخل  الليله  لغرفته لن تعود لغرفتها مره أخرى حتى لو طلب الأمر منه الأعتراف أنه يحبها،لا...يعشقها. 
طال الوقت والأنتظار ممل للغايه. 
نهض رفعت من على الفراش فى البدايه تحير أمرهُ أتكون زينب لم تشاهد الفلاشه بالتالى لم تأتى... أجل هذا هو السبب الوحيد لعدم مجيئها بالتأكيد... زينب لديها فضول معرفة أساس الأمر. 
حسم رفعت أمره وخرج من غرفته توجه لغرفة زينب وفتح الباب بهدوء... تفاجئ بها نائمه فى الفراش... إقترب من الفراش ونظر لها على ضوء خافت بالغرفه 
لفت نظره تلك الوساده التى أسفل رأسها تبدوا مُبتله بوضوح للحظه رجف قلبه أن تكون محمومه،لكن تبدوا جيده،أقترب أكثر وكاد أن يوقظها لكن لاحظ خصلات شعرها الرطبه
لكن للحظه أضاء هاتفها   
الموصول بالشاحن فوق طاوله جوار الفراش بنظره خاطفه وقع بصره على الفلاشه جوارهُ..تيقن زينب علمت محتوى الفلاشه...لكن لما لم تفعل كعادتها تواجهه دائماً ألا يهمها الآمر..أتصدق محتوى الفلاشه ولا داعى لتواجهنى....أم..؟
توقف عن التفكير حين لمح عضد يدها يبدوا بوضوح آثر لسن حقنه،لابد أنها تعاطت حقنة الأنسولين...تعجب فى الفتره الأخيره زينب تتعاطى الأنسولين بكثره هل كانت كذالك سابقاً،ما السبب لحاجتها المستمره للأنسولين بكثره هكذا 
فكر عقله وقال:زينب لازم تعمل فحص طبى شامل فى أقرب وقت ...تنهد وهو ينظر لتلك الشرسه النائمه الذى كان يتنظر أن تآتى لغرفته ثائره هى نائمه 
إنحنى على وجهها ووضع قُبله رقيقه على جبينها...متعجباً من رد فعلها المخالف لما توقعه.     
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجناح  خاص بأحد أفخم فنادق الأسكندريه.
كان فابيو يترك أثار قبلاته الداميه على جسد ريما التى تتآلم من معاملته القويه العنيفه،كانت قُبلاته تترك أثار لكن أهون عليها من علامات سياطه على جسدها بالليالى الماضيه كانت حين تصرخ  يضع ذالك الاصق حول فمها 
كل ما تخشاه الآن  أن يأخدها من هذا الفندق ويذهب لشقه خاصه يُذيقها ويلات أكتر من ذالك،لكن مازال يحقد قلبها على زينب لما أحبها رفعت ماذا تفرق عنها،لكن زينب هى من ستجعل رفعت يُنقذها من ذالك البركان الهائج فابيو
من خلال مكوثها الأيام السابقه التى قضتها بسرايا رفعت  لاحظت زينب رغم أنها تكرهها لكن لديها ضمير،كثيراً ما تتوقف أمام رفعت،هى ستصدق تلك الفلاشه وتجعل رفعت يأتى لإنقاذها من ذالك البركان....
لكن هى واهمه لا أحد سينقذها من هذا البركان الآن،هى من إختارت الخيانه وأقل عقاب ما يفعله بها فابيو،يجعلها عاهره يمارس عليها ساديته التى كان يكبتها لفتره،ها هو يترك لساديتهُ زمام الأمر مع ريما...ممارسات موحشه قويه تدمى جسدها تحترق روحها بالبطئ بين يديه ولا رحمه ولا تستطيع أن تصرخ عَل أحداً يُنقذها منه لكن هى على فوهة بركان هائج يتلذذ بصراختها المكتومه بسبب ذالك الاصق الذى يضعه على فمها  يستمتع بها ليس بصراختها المكتومه فقط بل بجسدها الذى ينتهكه 
بعد وقت ليس بالقليل تنحى فابيو عنها نائماً على الفراش جوارها،ينظر لها بإستمتاع وهى غير قادره على الحركه،جسدها بالكامل يؤلمها...تبسم بتشفى قائلاً باليونانيه:
بالغد ستعودين الى اليونان وتنسين نزول مصر مره أخرى دون إذنى...تشكرين الرب أنى رحمتك بسبب طفلنا ذو الثلاث أعوام الذى هجرتيه وجيئتى لمصر لاهثه خلف رفعت الزهار الذى سلمك لى دون تعب 
يبدوا أنه عاشق لمن تستحق ذالك العشق 
طاهره ليست مثلك عاهره تترك طفلها بحثاً عن رجل هجرته سابقاً...أنا سأبقى هنا لبضع أيام مازال لديها أعمال لابد من إنهائها قبل العوده الى اليونان،لا تخافى هنالك رجال حراسه بالمنزل باليونان ستكونين تحت مراقبتهم طوال الوقت..لا تعتقدى أن خيانتك ستغتفر صدقينى لولا وجود طفلنا  لكنتى الآن بقايا رماد بعد أن أحرقتك
حقاً كنت غبياً حين صدقت أن إحدى إبنتي چاكلين صادقه بالحب فالأبنه عاهره أكثر من  ألام. 
لم يقول هذا فقط، بل قام برفصها بقدميه  لتقع من فوق الفراش أرضاً... لا تشعر فقط بآلام بجسدها بل تشعر بالإذلال والإهانه الساحقه. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل وحيد الشامى والد وسيم. 
جلس وسيم على أريكه بحديقة المنزل الصغيره، رفع رأسهُ لأعلى، ينظر الى تلك النجوم المتلألأه بالسماء، ليله صيفيه بنسمات ربيعيه 
تبسم وهو يتذكر حضور ليلى للمحاضره، يعرف أنها حضرت بالإجبار، لكن لا يهم... المهم أنها إمتثلت للحضور، أخرج ذالك الهاتف الذى كان بحوزة المتسكع، فتح الصور 
نظر لصوره مع ليلى كم تعذب قلبه حين تمعن بالصور رأى بعين ليلى نظره حزينه حتى أنها كانت تلمع بدموع تحاول كبتها وقتها. 
تمدد وسيم على تلك الاريكه يُثنى ساقيه كى يلائم جسده تلك الأريكه 
فكر عقله يلوم نفسه: عملت أيه يا وسيم علشان تهرب من حب ليلى ورط نفسك مع واحده أقل وصف لها عاهره 
ليه إتحكم فيك العناد وصممت على خطوبتك من لمى... عِند!  عِند فى مين؟ 
عِد فى نفسك أولاً... ليه بعد ما خالتك سردتلك حكايتها فى الماضى مع نعمان خال ليلى وأنها كان ممكن يكون عندها إبن حسيت بالغيره اللى ظهرت أكتر لما عرفت إنها سردت حكايتها القديمه  ل رفعت قبلك  وكان ممكن متعرفش القصه دى لو مش الصدفه، ليه فضلت رفعت عليا وقالت له على وجعها وأنا لأ... أنا زى إبنها... لأ مش زى إبنها أنا فعلاً  إبنها أنا ليا معاها ذكريات أكتر من ذكرياتى مع أمى الحقيقيه، أحتوتنى فى مرحله كان سهل أضيع بعد ما كنت بحس إنى وحيد لما رامى ورفعت راحوا يعيشوا فى إسكندريه وفضل هو لوحده معاها، أنا هربت من هنا وسافرت البعثه علشان كان عندى إحساس بالوحده، كداب يا وسيم  مهره كانت صديقتك وكل حياتك... قالتهالك صريحه لو خطوبتك من لمى تمت هى مش هتحضرها ولو الجواز كمل تنسانى، حتى رفعت أكد نفس الكلام... لا ليس كلام، بل نفذا ما قالاه الاثنان لم يحضر أحد منهم الخطوبه، لم يحضر سوى رامى فقط... 
ظن وقتها  أن لن يفرق معه وجودهم جواره هو تعود على الوحده
لكن
يشعر الآن بوحده موحشه قاتله لم يشعر بها سابقاً 
يشعر كأن حبلاً يُلف حول عنقه يخنقه، لكن شعر براحه قليلاً حين خلع ذالك المحبس الذى كان بيده يربطهُ ب لمى... لابد أن يُنهى تلك الخِطبه فى أقرب وقت... يكفى عنادًا.... 
أنت تُعاند نفسك لا تستطيع العيش بدون الأحساس بوجود رفعت ومهره بحياتك ...
والأهم.. إعترف أنت عاشق ليلى. 
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان 
دخل الى غرفة بناته 
تبسم حين رأى هبه التى إرتبكت حين دخل وقالت: 
بابا... خير حضرتك لسه چاى من بره.
أماء صفوان برأسه وهو ينظر الى الفراش يرى ليلى نائمه لكن ليست مّغطاه 
تحدث قائلاً:لسه هتسهرى؟
ردت هبه:ايوا هسهر أذاكر شويه،خلاص الامتحانات قربت جداً،ربنا يسهل.
تبسم صفوان يقول:ربنا ينجحك ويوفقك إنتى وليلى وتوصلوا لكل أمالكم.
رغم تعجب هبه لكن قالت:آمين يا بابا أنا نفسى أبقى مهندسه بترول واشتغل فى أى شركه دى مرتباتهم كبيره قوى وقتها أريح ماما وكمان حضرتك متبقاش محتاج تشتغل عند حد.
نظر صفوان لهبه التى دون قصد وضعت السم بمعسول حديثها...
ماذا تقصد بأن تريحه...هو لم يتعب يوماً عليهن ولم يشعربهن فى السابق،لكن لديه زهو لأول مره شعر بقيمة ما يمتلك 
فتيات جميلات بقلوب جميله مثلهن يستحقون التضحيه حتى بعمره من أجلهن.
تبسم صفوان وأقترب من هبه وقبل رأسها قائلاً:
ربنا يحققلك أملك هسيبك تكملى مذاكره، بس حاولى متسهريش كتير علشان عنيكى، تصبحى على خير. 
تعجبت هبه لأول مره يفعل  ذالك لكن شعرت بسعاده بالغه قائله: وأنت من أهل الخير يا بابا. 
تبسم صفوان وتوجه للفراش الآخر التى تنام عليه ليلى وقام بعدل الغطاء عليها، وخرج من الغرفه  وأغلق الباب خلفه وسط تعجب هبه الممزوجه بفرحه بالغه. 
بينما خرج صفوان من الغرفه، وتوجه الى ردهة المنزل وفتح باب الشقه وجلس على السلم الخارجى ينظر الى السماء ونجومها الامعه، هو بحياته أربع نجمات لم يكن يقدر قيمتهن.... فجأه دون سابق إنذار شعر بوجودهن 
تذكر قبل ساعات حين ذهب لمقابلة ذالك الوغد الذى يطمع بصبا إبنته ليلى 
ربما هو كان أنانى معهن سابقاً كان يُفضل العيش بهوى نفسه لم يكن يريد تحمل مسئوليه بحياته كانت السبب فى ذالك هى والداته من عودته على الانانيه، لكن كان هذا خطأ  كبير إبنته ليست للبيع ذالك الوغد هاشم الطامع فى صباها ربما كان يوماً  يتمنى أن يُنجب مثلها وكان سيصونها من الاعين التى تريد إفتراسها وهذا ما سيفعله 
لن يضع ليلى بيد ذالك الوغد... هو حتى لم يخبرها ولم يخبر أحداً بطلب ذالك الوغد الطامع بصبا إبنته 
دخل الى الأستطبل الخاص بهاشم وجلس الأثنان بمكان بعيد قليلاً.
تحدث هاشم بزهو فهو على يقين أنه لن يرفض عرضه
وقال:ها أكيد جاى تقولى إنك موافق على جوازى من ليلى...تأكد هتكسب كتير من وراء الجوازه دى و زى ما قولتلك هتكون عرفى وفى السر بعيد عن هنا و.....
رد صفوان قبل ان يسترسل هاشم حديثه:
لأ مش موافقه...ليلى رفضت ومقدرش أجبرها.
تحدث هاشم بصوت عالي  قليلاً  يكز على أسنانه: يعنى أيه رفضت وإنت رأيك فين ولا ملكش كلمه عليها؟ 
رد صفوان: لأ ليا كلمه... بس أنا كمان معاها مش موافق... هى لسه صغيره يادوب كملت تسعتاشر سنه وبتدرس فى كلية الطب البيطرى وقدامها مستقبل كبير. 
رد هاشم: هيبقى ليها مستقبل أكبر معايا. 
رد صفوان: مستقبل أيه وهى هتبقى زوجه سريه بعقد عرفى... شيل ليلى من دماغك  يا هاشم بيه. 
تعصب هاشم قائلاً: واضح إن مش ليلى بس هى اللى مش موافقه وإنت كمان... مفكر علشان أختها الكبيره إتحوزت من رامى الزهار... إنها هى كمان ممكن يتقدم لها واحد زى رامى... تبقى غلطان وبكره تتأكد رامى هياخد شهوته من بنتك ويرميها ومعاها قرشين، لكن انا بضمنلك بنتك تعيش معايا العمر كلهُ. 
سخر صفوان قائلاً: أى عمر يا هاشم بيه إنت تقريباً  اكبر منى فى السن بكذا سنه، ليه تدفن شبابها، ومتأكد أن رامى عمرهُ ما هيرمى بنتى لأنه بيحبها وتعب على ما نالها واللى بيتعب علشان ينول شئ صعب يفرط فيه... أنا آسف يا هاشم بيه، بنتى مش للبيع. 
تحدث هاشم  بعلو صوت زائد: بنتك مش للبيع بس لو وصل لرفعت الزهار او رامى الزهار إنك زمان سرقت فرسه من الاستطبل يوم الحريق وإنك ممكن تكون... 
قاطعه صفوان قائلاً: إنى ممكن أكون أيه، أنا اللى حرقت المكان طب إزاى وأنا قبلها كنت بكلم رضوان بيه ومعاه فى نفس المكان وكنت بحاول إنقذ الخيول وفعلاً أنقذت فرسه من النار. 
تعجب هاشم ساخراً: أنقذتها طمع بس القدر كان لك بالمرصاد والفرسه كان الدخان ملى رقابتها ومقدرتش تقاوم غير ساعات وماتت. 
تعجب صفوان يقول: وعرفت منين، بكده يومها محدش شافنى... إنت كنت السبب فى الحريق... إنت كان بينك وبين رضوان بيه خلافات كتير وهو كان سحب السوق كله من تحت إيدك.
تعلثم هاشم يقول:اللى بتقوله ده جنان...أنا كان مصلحتى ايه من الحريق...أنا  كان عندى ومازلت  أموال أكتر من أموال رضوان،ورامى الزهار،اللى جاى وممروع ومفكر أنه هينفعك...قدامك فرصه تانيه 
أسبوعين فى إيدى شغلانه أخلص منها وبعدها هفضالك وصدقنى وقتها إنت اللى هتجيب بنتك لحد عندى وترميها قدام رِجلى ودلوقتى غور وفكر كويس فى عرضى وحاول تستغله لمصلحتك إنت وبنتك.
نهض صفوان يقول:رأيي مش هيتغير يا هاشم بيه واللى فى آمر ربنا هيكون.
شعر هاشم بنيران بصدره ذالك السائس الذى طرده يوماً من العمل بمزرعته وقف أمامه اليوم يرفض عرض زواجه من إبنته بل ويتحداه....لا هاشم الزهار كل ما يريده يحصل عليه وذالك الشحاذ هو من سيأتى بأبنته أسفل ساق هاشم.
بينما صفوان لأول مره يشعر بذالك الاحساس...إحساس الأبوه تبسم بغصه من تهديد هاشم له أنه سيفتش أمر تلك الفرسه،هو بالفعل وقتها سيطر الطمع عليه وأخرج تلك الفرسه من أحد ابواب المزرعه وقتها وكان سيبيعها لحسابه طمعاً فى الثراء لكن شاء القدر أن تختنق الفرسه بالعش الذى وضعها فيه وقتها وعاد للمزرعه وحين عاد للأستطبل وجد كل شئ تساوى بالرماد...
ربط صفوان وعيد هاشم له بفتش سر تلك المهره،وبين ما حدث قديماً...أيكون هاشم الزهار هو من قام بحرق السرايا والأستطبل قديماً! 
لكن عاد صفوان من تذكرهُ على يد وضعت على كتفه وصوت دافئ تقول:صفوان قاعد كده ليه قدام الباب..مش هتنام.
نظر صفوان خلفه بعيناه دمعه تود الفرار من بين مُقلتيه ندماً على عمر أضاعه بأنانيته
وقال:أبداً حسيت أنى حران شويه قولت أقعد فى الهوا.
تبسمت فاديه قائله:بيقولوا الصيف السنه دى هيبقى قاسى،زى الشتا ما كان قاسى.
تبسم صفوان يقول:باين كده خلاص مبقتش حاسس بالحر هدخل أنام،يلا بينا.
تبسمت فاديه وسارت أمامه،سار صفوان خلفها،يتمنى أن يُمهله القدر تعويض فاديه عن أنانيتهُ السابقه معها. 
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار 
أغمضت مهره عيناها ثم فتحتها مرت أمام عيناها ذكرى الوقت الضئيل التى قضته برفقة نُعمان فقط وقت ضئيل شعرت وهى بين يديه بالحياه لأول مره 
تذكرت اللقاء من البدايه
قُبله حانيه ممزوجه بعشق، قبلها لها 
نعمان ثم ضمها بقوه بين يديه ثم إبتعد عنها يعطى لها ظهره لائم نفسهُ على تلك المشاعر التى بصدرهُ هى الآن أصبحت زوجته بعقد القران الذى تم بينهم، لكن لا يود إستغلال ذالك ويندمج معها، هى بالتأكيد... لديها رهبه منه لاول مره يُغلق عليهم باب واحد..... وجود أمه وأخته بالبيت معهم بالتأكيد  يشعرها بالحرج. 
لكن مهره شعرت بغربه حين ترك شفاها وإبتعد عنها، لامت هى الأخرى نفسها حين ظنت أنه ينفُر منها بسبب طريقة زواجهم
هل رخصت نفسها له.؟ 
وهو الآخر عقله شارد يسأل نفسه على شعرت بالندم بسبب تسرعها وزواجها منه بهذه الطريقه.؟ 
لكن كان الجواب عكس تلك التخمينات التى بعقولهم، العشق هو المسيطر على قصتهما. 
عاد نعمان يقترب من مهره حاول إجلاء صوته قائلاً: لو مضايقه من وجودى فى الأوضه هطلع أنام عالكبه بره وخدى راحتك، مع الوقت.... 
قاطعته مهره قائله: لأ مش مضايقه لو مضايق إنت من وجودى وبتقول فى دماغك إنك إتسرعت لما إتجوزتنى... أنا ممكن أرجع تانى ل....
كانت الإجابه 
جذبها نعمان بقوه يحتصنها يهمس جوار أذنها أنا بعشقك يا مهره وخايف أنتى اللى تكونى من جواكى بتندمى إنك فى لحظه....
لم يكمل نعمان قوله حين عادت  مهره براسها للخلف ووضعت  أصابع يدها فوق فمه تمنعه من تكملة حديثه وقالت بحياء: أنا بحبك... يا نعمان وعمرى ما هندم إنى حبيت الجناينى اللى كان بيبعتلى الورود. 
تبسم نعمان وضمها بقوه وقبل جانب عنقها  وصولاً لوجنتيها وشفاها الذى أمطرها بالكثير من القبلات العاشقه المتلهفه،شاركته مهره بأستحياء وترحيب،ذاب الأثنان فى العشق كذوبان الملح بمياه البحر الهائج 
توهج العشق بينهم،بعد قليل 
كانت تشعر مهره بهدوء نفسى تُغمض عينيها تخشى أن تفتحهما وتجد ما حدث بينها وبين نعمان ما هو الأ حلم أو طيف سيمر 
وبالفعل قد كان ذالك 
حلم...طيف مر سريعاً قبل أن يفوق الأثنان من نشوة نيلهم لبعض كان ذالك الوغد حتى لم يطرق باب المنزل بل قام بكسره وتهجم على المنزل وأضاع زهوة العشق.
عادت مهره من تلك الذكرى على دمعه تشق عينيها،لقاء حميمى واحد مع نعمان كان له ثمره طفل حملته بأحشائها بالنهايه تركها،ذكرة ترسخت فى قلبها حتى حين تزوجت من هاشم غصباً بسبب تهديده أنه سوف يأخذ كل ممتلكاتها هى وأختها ويمنع عنهم التصرف فيها،لم تخشى على نفسها،خشيت على أختها التى كانت مريضه بمرض القلب ومعه داء السكرى تحتاج لمصاريف علاج كبيره،وزوجها ليس سوا سائس يعمل لديهم من السهل على هاشم طرده... كانت مساومه رابحه ل هاشم لها زواجها مقابل حصولهن على ميراثهن وليس هذا فقط كانت هناك فاديه هى الأخرى تلمع بعين هاشم زوجها عامل بسيط وكان وقتها على خلافات معها وطلقها لبعض الوقت.
كانت التضحيه كبيره منها 
كانت تشمئز من هاشم وحاولت رفضه ليلة زواجهم،لكن هو كان وغدً ليس لديه أى أخلاق لا يهمه أن من أمامه تنفر وتشمئز منه المهم أن ينال ما يريد وناله لسنوات كانت تشعر فيها بالمهانه،بالمقابل أخذت أملاكها هى وأختها وإبتعد هاشم عن طريق فاديه التى عادت لزوجها مره أخرى.  
عمر ضاع بين متاهة مشاعر خاضتها المهره منذ صباها الى أن أصبحت تشعر أن عمرها متضاعف، لكن زهرة الجناينى قد تنبت فى الربيع القادم وتعود للمهره صباها المفقود. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع 
بعد الظهر بقليل،،،بالوحده الصحيه 
شعرت زينب بدوخه خفيفه بعد أن إنتهت من الكشف على أحد المرضى، تحاملت على نفسها جلست على الفراش الخاص بالكشف تدون بعض أسماء الادويه وأعطت الورقه له قائله:
فى علاج هنا فى صيدلية الوحده... روح أصرف علاج الحجه منها ولو قالولك مفيش علاج إرجعلى تانى. 
تبسم الرجل لها قائلاً: متشكر يا دكتوره، ربنا يديكى على قد نيتك الطيبه... فعلاً  رفعت بيه محظوظ بيكى، والبلد كلها بتحسده عليكى. 
تبسمت زينب له قائله: بلاش كلام كتير روح إلحق صيدلية الوحده  قبل ما تقفل. 
تبسم الرجل وأخذ زوجته وخرج من غرفة الكشف،أخرجت زينب قطعة حلوى وضعتها بفمها تشعر بزوال الدوخه قائله:مش عارفه أيه سبب الدوخه اللى بقت مستمره معايا دى،كله من الهمجى رفعت اللى مش بيبطل حرق فى دمى بتحكماته الفارغه،فى مواعيد رجوعى للسرايا والله قلبى حاسس هو اللى كان مخلى الظابط والامن يفرض حظر تجول فى البلد الاسبوع اللى فات،علشان يجبرنى أرجع للحِصن بتاعه بدرى،يلا الحمد لله الحظر إتفك..أنا لازم فى أقرب وقت أعمل فحص شامل.
فى ذالك الاثناء دخلت صفاء الى زينب قائله بلهفه:
دكتوره زينب فى ضيف جه للوحده وسأل عليكى وانا دخلته أوضة المكتب بتاع حضرتك،وجيت اقولك.
ردت زينب:ومين الضيف ده؟
ردت صفاء:أنا أول مره أشوفه هنا فى البلد وكنت هسأله هو مين بس قولت ليقول عليا حشريه.
تبسمت زينب ونهضت من على الفراش قائله:إنتى حشريه يا صفاء قطع لسان اللى يقول كده...أنا وأنتى واجهين لعمله واحده 
فضوليين.
تبسمت صفاء قائله:يعنى أيه فصولين دى يا دكتوره.
تبسمت زينب التى تسير جوار صفاء:نفس معنى حشريين بس إتيكيت شويه.
تبسمت صفاء قائله: أنا بقيت فعلاً إتكيت فى التعامل مع اهالى البلد اللى بيجوا للوحده  بحلل اللقمه اللى باكلها من وراء خدمتى هنا فى الوحده،كتر خيرك يا دكتوره وعدتينى ووفيتى خلاص ثبتونى رسمى وبقيت عاملة نظافه فى الوحده مفيش حد يقدر يستغل حوجتى،اللهى ما يحوجك لحد أبداً يا دكتوره ويخليلك رفعت بيه ويرزقكم الذريه الصالحه.
تبسمت زينب تقول:ليه كل ما تدعيلى تحيبى سيرة رفعت معايا،وإشمعنا الذريه الصالحه اللى دايماً تدعيلى بيها.
ردت صفاء:أصل رفعت بيه ميتخيرش عنك فى الخير يا دكتوره ومش بتاع فشخره كدابه إن كان النايب بتاع الدايره او هاشم الزهار او حد تانى من كبرات البلد،يلا ربنا يسهل لهم ويجعل دُعايا انا والأهالى ليكى إنتى ورفعت بيه من نصيبكم 
تبسمت زينب قائله:آمين يا سيتى،ممكن بقى تسيبنى أدخل اشوف من الضيف اللى بيسأل عنى ده؟
تبسمت صفاء وتركت زينب تدخل وحدها لغرفة المكتب 
فتحت زينب الباب  
وتفاجئت بذالك الزائر الجالس  بالمكتب  دخلت وتركت الباب موارب قليلاً وقبل أن تتحدت.
نهض الضيف ببسمه يقول: وحشتينى يا زينب. 
ردت زينب بتفاحؤ : سميح! 
رد سميح: أيوا سميح مالك متفاجئه كده ليه من وجودى هنا سبق وقولت لك هاجى لهنا علشان عاوزك فى موضوع مهم. 
ردت زينب: 
غريبه لما لقيتك مجتش فى ميعادك اللى قولت عليه قبل كده حتى متصلتش عليا قولت أكيد الموضوع  اللى كنت عاوز تكلمنى فيه مش مهم. 
تبسم سميح يقول: بالعكس الموضوع مهم ومهم جداً  كمان، بس مش هضايفينى فى مكتبك هنا ولا أيه، حتى بسمع عن الشرقيه أهل كرم. 
رد الذى أكمل فتح باب المكتب ودخل  دون إذن وقال: فعلاَ  الشرقوه أهل كرم وبيعرفوا يرحبوا بالضيف كويس.... نورت يا سيد سميح. 
نظر سميح له بتعجب كيف هو يعرفه  وهو لا يعرف من يكون. 
نظرت زينب ل رفعت بضيق من دخوله بتلك الطريقه الهمجيه ولكن تعجبت حين عرف سميح... أيكون يعرفهُ سابقاً... لكن يبدوا على وجه سميح أنه لا يعرف رفعت. 
رد سميح: متشكر بس حضرتك تعرفنى منين؟ 
أغلق رفعت باب المكتب خلفه وأقترب من مكان وقوف زينب ووضع يدهُ حول خصرها ينظر لها مبتسماً. 
ذُهل سميح من فعلة رفعت كيف وضع يدهُ حول خصر زينب بتلك الطريقه المتملكه  وهى لم تُبدى إستيائها من فعلته... بل تبسمت له. 
ولكن كانت المفاجأه الأكبر بل الصدمه: 
حين قالت زينب ببسمه ترسمها على وجهها رغم غيظها من فعلة رفعت وأيضا فضولها كيف رفعت يعرف سميح... وقالت:
رفعت الزهار... جوزى. 
ماذا  قالت... ماذا يرى 
جوزها! 
إمتى إتجوزت قبل أشهر قليله كان يعلم أنها مازالت عزباء... ومن يكون ذالك رفعت الزهار، يبدوا من هندامه وثقته فى الحديث أنه صاحب مكانه كبيره هنا.
تحدث رفعت هذه المره:أهلاً سيد سميح..يا ترى أيه سبب زيارتك الكريمه لبلدى؟
تعلثم سميح ماذا يقول.فكر يبتلع ريقه من تلك المفاجأه الصادمه،بل القاتله له.
وقال:أنا سبق وإتصلت على زينب قبل كده وطلبت منها نتقابل بس أنا الفتره اللى فاتت إنشغلت شويه ولما جه الوقت جيت لهنا زى ما سبق وقولت لها عالموبايل.
نظر رفعت ل زينب ثم نظر ل سميح وقال بثقه:فعلاً زينب كانت قالتلى عن إتصالك بها  قبل كده...خير؟
نظرت زينب ل رفعت:ماذا يقول...هو كاذب لم تخبره بذالك...لكن من أين يعرف سميح الفضول يتآكلها؟
تعلثم سميح يقول:هو الموضوع كان خاص بينى وبين زينب   بس...
قاطعهُ رفعت قائلاً: إسمها الدكتوره زينب...وتقدر تقول الموضوع اللى خلاك تقطع المسافه دى كلها من الفيوم لهنا فى الزهار علشانه...أكيد موضوع مهم جداً.
رد سميح:فعلاً موضوع مهم مش بس ليا لوحدى مهم كمان بالنسبه ل ز...قصدى للدكتوره زينب.
ردت زينب التى تشعر كأنها دميه تقف بينهم قائله:وأيه هو الموضوع ده.
رد سميح:ممكن نقعد ونتكلم فى الموضوع؟ 
تبسم رفعت وترك خصر زينب وذهب يجلس على أحد مقاعد الغرفه 
كذالك جلس سميح وجلست زينب على المقعد خلف المكتب.
تحدث رفعت:أهو قعدنا...خير أيه الموضوع اللى جاى علشانه وقاطع المسافه دى كلها؟
تنحنح سميح وهو ينظر ل زينب وقال:
بيت الفيوم .
تنهد رفعت يقول:ماله بيت الفيوم.
رد سميح:مقفول من يوم مرات عمى الله يرحمها من يوم  ما توفت مفيش غير عامل بس هو اللى بيهتم بتنضيفه وتنضيف الجنينه من وقت للتانى،فأنا بقول بدل البيت ما هو مقفول كده أنا ممكن أشترى البيت،بالسعر اللى ز..اللى الدكتوره زينب تحددهُ.
قبل أن ترد زينب رد رفعت:عرضك مرفوض،أنا وزينب عندنا نية الأحتفاظ بالبيت ينفعنا فى المستقبل ممكن نبقى نروح نقضى أجازاتنا هناك.
نظر سميح ل زينب وأعاد قوله:أسمع الرد من الدكتوره زينب نفسها.
نظرت زينب ل رفعت ثم ل سميح وقالت:
فعلاً زى ما قال رفعت أنا عاوزه أحتفظ بالبيت،ومش هبيعه بأى تمن.
نهض رفعت واقفاً يقول:أظن سمعت رد الدكتوره على طلبك،أعتقد مكنش له لزوم تتعب نفسك وتجى من الفيوم علشان الموضوع ده...كان بسهوله تقدر تقول لها عالموبايل شرفت... يا سيد سميح. 
شعر سميح بالحرج ونهض واقفاً  يفكر ماذا  يرد على ذالك المتغطرس المغرور رفعت فحديثهُ سابق حديث زينب ويرد عنها... متى تعرفت عليه ومتى تزوجته وكيف تترك له زمام الحديث زينب لا تترك زمام شئ يخصها لأحد آخر..لكن هذا ليس أى أحد 
هو زوجها...أيقن سميح فداحة خسارته ل زينب اليوم فكر عقله وجاوب عليه:
ماذا تظن أن كانت تبقى وحيده من أجلك يالك من خاسر...أجل خاسر بطمعك القديم خسرت حب حياتك التى لم تستطيع تحمل أمرأه أخرى بحياتك  ...عُدت لوعيك متأخرًا زينب أصبحت زوجه لآخر تبدوا بوضوح على توافق معه وأنت حتى خسرت ليس فقط زوجتك التى أصبحت طليقتك،بل خسرت طفلتك معها أيضاً.
تحدث سميح يرد على قول رفعت:أنا كان  عندى أمل أنى لما أطلب شراء البيت من الدكتوره مباشر..ممكن أقدر أقنعها ببيع البيت. 
رد رفعت: وأهو انت أخدت الرد. 
إستأذن سميح يقول: تمام الدكتوره طالما مش موافقه عالبيع مالوش لازمه أفضل أكتر من كده إتشرفت بمعرفتك يا سيد رفعت، وإنبسطت إنى شوفتك يا زينب بخير إحنا كان بينا عشره قديمه. 
قال سميح هذا ومد يدهُ ناحية زينب يصافحها، لكن فوجئ بيد رفعت هو من يصافحه ويضغط على يدهُ  بقوه قائلاً: 
شرفت  يا سيد سميح. 
تبسم سميح ل رفعت ثم سحب يدهُ  من يدهُ  ثم غادر كجندى مهزوم فى معركه غير عادله. 
بينما غادر سميح 
نهصت زينب بعصبيه من على مقعدها وقالت: قولى أيه اللى عملته قدام سميح ده، إزاى ترد عنى  كنت وكلتك بالرد عنى . 
رد رفعت بأستفزاز: تقدرى تقولى كده. 
تعصبت زينب  قائله: واضح إنك تعرف مين سميح، أيه إستغليت مهنتك القديمه كظابط وعملت تحريات كامله عنى وياترى أيه اللى جابك للوحده فى الوقت ده.. أه يمكن إشتاقت لى أو... أكيد صدفه. 
تعصب رفعت يقول: تقدرى تقولى الأتنين، لازم أرجع للأستطبل عندى تدريب لفرسه جامحه لازم أروضها، متتأخريش فى الرجوع وتقولى إن الحظر إتفك، متخلنيش أطلب يمدوا الحظر سنه. 
تعصبت زينب  وقالت: مش هرجع غير بمزاجى وحتى لو مدوا الحظر عشر سنين أنا بتمنى مرجعش للحِصن بتاعك ده تانى. 
رد رفعت وهو يفتح باب المكتب: أشوفك المسا يا زوزى. 
تعصبت زينب منه وهو يخرج ويغلق الباب خلفه.. وألقت ذالك القلم الموضوع أمامها خلفه بغيظ ثم جلست على المقعد تتنهد بغيظ قائله: حقير همجى يارب انا زهقت من طريقته دى فى التحكم ... وكنت ناقصه زيارة سى زفت سميح ده كمان...قال عاوز يشترى بيت عمتى كمان...ده بعينه أكيد عاوز يشترى البيت علشان الست امه كان نفسها فى البيت ده من زمان  وكانت طمعانه فيه،بس أبداً ده الذكرى اللى وصتنى بيها عمتى فى آخر إتصال بينا قبل ما تموت إن مفرطش فى البيت ده غير فى حاله ..وأنا هعمل بوصيتها فى يوم. 
بينما نيران الغِيره تقدح بقلب رفعت كيف لهذا الغبى سميح أن يأتى لهنا أيظن بحماقته أنه صدق كذبته أنه جاء من أجل عرض شراء ذالك البيت الذى تحدث عنه،هو بدل الحديث بآخر وقت لشئ آخر،نظرات عينيه ل زينب كانت تفضح قلبه لا يعرف كيف تحمل تلك النظرات ولم يقوم بخلع عينيه من وجهه..كيف لجم غضبه أمام زينب كى لا يقوم بتلقين ذالك الحقير درساً قوياً  لن ينساه يجعله يقفد من ذاكرته حتى إسم زينب.
*----*****
بعد قليل 
حين عاد رفعت الى الأستطبل 
قابله أحد العاملين،ينظر له برجفه يقول بتعلثم وتكرار:
رفعت بيه...رفعت ببه...رفعت بيه.
تحدث رفعت بعصبيه:فى أيه بتكرر أسمى كتير ليه قولى أيه اللى حصل؟
رد العامل برجفه:رفعت بيه الفرسه اللى حضرتك كنت بتدربها قبل ما تخرج بسرعه من الأستطبل.....
رد رفعت:كمل مالها الفرسه سكتت ليه؟
رد العامل:الفرسه رجلها إتكسرت وطلبنا لها دكتور بيطرى وهو جوا فى كابينة الفرسه دى بيحاول يعالجها.
تعصب رفعت وهو يسير بسرعه متوجهاً للدخول الى كابينه الفرسه قائلاً:دى مصيبه كبيره.
دخل رفعت وتحدث للطبيب الذى إنتهى من معاينه الفرسه قائلاً:خير؟
رد الطبيب:للأسف مش خير يا رفعت بيه الفرسه رجلها محشوشه مش مكسوره وصعب تتجبر،حتى لو إتجبرت الفرسه مستحيل ترجع تمشى زى ما كانت.
تحدث رفعت بعصبيه:يعنى أيه...الفرسه دى بالذات أنا محذر على كل العاملين فى الاستطبل يراعوها كويس،قولى مين المسئول عن اللى حصلها لآن عقابه هيبقى كبير؟
رد العامل: المسؤول عن اللى حصل للفرسه هو....صفوان المنسى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مساءً
بمنزل هاشم الزهار. 
رأت مهره دخول وسيم بسيارته  الى المنزل من تلك الشرفه المُطله على حديقة المنزل، نادت عليه حين نزل من السياره  ذهب إلى مكان جلوسها بالشُرفه 
تحدث وسيم: مساء الخير ياماما. 
ردت مهره: مساء  النور جاى منين دلوقتي: رد  وسيم: أنا كان عندي  كذا محاضره وبعدها كان عندى مشوار روحتهم ولما خلصت رجعت لهنا. 
ردت مهره: كويس إنك أفتكرت هنا قولى بقالك كذا ليله مش بتبات هنا فى البيت بتروح تبات فين، لو مش عارفه  توتر العلاقه بينك وبين رفعت كنت قولت بتروح تبات عنده فى السرايا. 
رد وسيم: لأ فعلاً  مش ببات فى السرايا، أنا ببات فى بيت أبويا وحيد الشامى.
ردت مهره بأختصار:والسبب أيه،ليه مش بتنام هنا؟
رد وسيم:بدون سبب....كان مرتاح أكتر.
تنهدت مهره قائله:براحتك نام فى المكان اللى يريحك،أنا هقوم أقول للشغاله تحضر لينا العشا.
قالت مهره هذا ونهضت دخلت الى المنزل وتركت وسيم يزفر أنفاسه بضيق بسبب معاملتها له التى أصبحت شبه حياديه.
بينما كان هناك أذن هاشم التى  تسمعت حوار مهره ووسيم،لكن هرب سريعاً حين نهضت مهره 
دخل الى مكتبه ينهد براحه وشعور سعيد...هنالك خلاف قائم بين وسيم ورفعت،والإثنان يتجنبا بعضهم،زفر أنفاسه بنصر...يقول:يا ترى أيه اللى حصل بين الأخوه،أيه قلبوا أعداء بصحيح أنا إزاى  ملاحظتش عدم حضور رفعت لخطوبة وسيم ولمى ...مر عليا الأمر عادى...واضح إن فى خلاف وخلاف كبير كمان...عندى يقين إن سبب الخلاف ده هى لمى..أول مره يجى مصلحه من وراء بنات هشام وچاكلين.
على سيرة چاكلين كان هنالك رساله آتيه منها لهاتفه 
فتح الهاتف وقرأ الرساله 
التى تخبرهُ فيها أنها ستآتى قريباً للأسكندريه،لكن بعد عودة فابيو الى اليونان 
نفخ هاشم بضيق قائلاً:يعنى فابيو قربت رحلته تنتهى،وهتنتهى كده بسرعه من غير البركان ما يسيب آثر هنا مكانه
لكن كما توقع البركان...ها هى رساله مُشفره تصل له...فحواها اللقاء قريباً بالأسكندريه.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لأستطبل خيل رفعت 
ظل رفعت مع الطبيب الذى قام بتجبير قدم الفرسه حتى إنتهى،وغادر الطبيب الأستطبل وخرج رفعت من غرفة تلك الفرسه تتراقص أمامهُ شياطين العضب.
نادى على أحد العمال وقال له: شوفلى فين صفوان المنسى،وخليه يحصلنى بسرعه عالمكتب فى السرايا. 
دخل رفعت الى السرايا، تقابل مع محاسن التى قالت له: رفعت بيه الست إنعام من الصبح ومش راضيه تاكل وحاولت معاها رافضه،وبتقول عاوزه ترجع إسكندريه  . 
تنرفز رفعت يقول: أيه اللى جاب إسكندريه دلوقتي  فى راسها، حاولى تانى معاها... الدكتوره فين خليه تحاول معاها هى بتسمع كلامها. 
ردت محاسن: الدكتوره مرجعتش لسه. 
تنرفز رفعت يقول:تمام أنا هتصل عالدكتوره وروحى حاولى تخليها تاكل.
غادرت محاسن وتركت رفعت الذى فتح هاتفه يقوم بالإتصال على زينب التى تتجاهل الرد  بالتأكيد  عمداً منها 
تعصب وأغلق هاتفه وكان سينادى على أحد السائقين يذهب يأتى بزينب،لكن تفاجئ بدخولها... 
نظر لساعة يدهُ وقال بعصبيه:أيه آخرك وبطلبك ليه مش بتردى عليا؟
ردت زينب:أنا متأخرتش عادى وأنت كنت بتطلبنى وأنا على باب السرايا فقولت مالوش لازمه أرد على إتصالك.
زفر رفعت نفسه بغضب وقال:تيتا محاسن بتقول إنها غضبانه عالأكل من الصبح.
ردت زينب:والسبب أيه أنا هطلع أشوفها وأطمن عليها. 
صعدت زينب وتوجه رفعت الى غرفة المكتب. 
بعد قليل دخل صفوان الى داخل السرايا، لكن بالصدفه تقابل مع رامى ومروه التى تبسمت له ورحبت به كذالك رامى   الذى صافحهُ  وتبسم له. 
تلجلج صفوان قائلاً:رفعت بيه سابلى خبر اقابله هنا فى المكتب.
تبسم رامى قائلاً:البيت بيتك يا عم صفوان،خير ورفعت كان عايزك ليه؟
تبسمت مروه وهى تنظر لأستقبال رامى لوالدها بترحيب
لكن 
قبل أن يرد صفوان...كان صوت رفعت حاسماً حين خرج من غرفة المكتب وتوجه الى مكان رامى وصفوان:
خلينا ندخل المكتب وهتعرف وقتها يا رامى،إنت كنت فين من الصبح؟
رد رامى:كنت مع مروه  بنتفسح وعملنا شوبينج.
تحدث رفعت وهو ينظر نحو صفوان: خلينا ندخل للمكتب. 
تلجلج صفوان وقال: أمرك يا رفعت بيه؟ 
تعجب رامى 
بينما مروه شعرت بغبطه بسبب تحدث   والداها أمام رفعت بسبب رده بتلك الطريقه الدونيه ظلت واقفه وهى ترى والداها ورفعت يدخل خلفه الى غرفة المكتب 
نظرت لرامى قائله: هو رفعت عاوز بابا ليه؟ 
رد رامى: معرفش يمكن حاجه بخصوص الشغل ، هروح أشوف أيه الحكايه 
تحدثت مروه:هاجى معاك.
كان رامى سيرفض لكن بسبب صوت رفعت العالى أثار فضول رامى ذاته.
بالفعل دخل رامى وخلفه دخلت مروه الى غرفة المكتب وليتها لم تدخل وترى والداها بذالك المنظر المُخزى،وهو يقف أمام رفعت الذى يتحدث معه بتعنيف لحدٍ كبير.
شعرت مروه بحُزن على والداها وقالت:فى أيه يا رفعت بتكلم بابا بالشكل ده ليه؟ 
تهكم رفعت وقال وهو ينظر ناحية رامى: خلى مراتك تخرج من المكتب يا رامى، بلاش تدخل فى اللى ملهاش فيه؟ 
ردت مروه بحِده: هو أيه اللى ماليش فيه،لاحظ اللى بتكلمه ده يبقى بابا،وبعدين إنت إزاى بتكلم بابا بالطريقه دى. 
رد رفعت بعصبيه: وعاوزانى أكلمه إزاى، أطبطب عليه وهو إتسبب لينا فى خساره كبيره. 
حاول رامى تهدئة حِدة الموقف قائلاً: 
أيه اللى حصل، يا رفعت قولى وخسارة أيه اللى إتسبب فيها عم صفوان؟ 
نظر رفعت نحو صفوان قائلاً: إسأل حماك العزيز؟ 
ردت مروه: قولنا أنت أيه اللى حصل وخسارة أيه اللى تقصدها ومهما كانت قيمة الخساره دى، مكنش لازم تكلم بابا بالطريقه الفظه دى. 
رد صفوان: والله أنا ما كان قصدى اللى حصل كان قدر... أنا كنت واخد الفرسه أسقيها وفجأه إتعطرت رِجلها وبعدها نامت،جيت أوقفها ها موقفتش وحاولت   أوقفها  كذا مره لحد ما وقفت بس بسرعه نامت تانى على  بطنها حاولت أنا واتنين من العمال فى الاستطبل معاه، لحد ما بالعافيه دخلنها للبلوك بتاعها فى الأستطبل وطلبنا لها الدكتور، بس كده. 
ضحكة سخريه وتهكم من رفعت  صحبها قوله:طلبت لها الدكتور وروحت فين بعدها،روحت تبلغ اللى أمرك إنك تكسر رجلها ومفكر كلامك الغبى ده هيدخل عليا.
تعجب صفوان يقول:مين اللى أمرنى أكسر رجلها والله ده كان قدر بدون قصد منى، وأنا مشيت من المزرعه روحت لنعمان أخو مراتى، طلبنى عالموبايل وقالى محتاجنى بسرعه، روحت له عالمكان اللى قالى عليه لقيته جايب شتلات زراعيه وقالى أساعده فى غرسها، ولو مش مصدقنى إسأله موبايلى أهو عليه آخر مكالمه. 
بالفعل أخذ رفعت الهاتف من يد صفوان، لكن بحث بين مكالمات صفوان السابقه الى أن وجد ضالته  فوضع الهاتف بوجهه قائلاً بنبرة إتهام: فى هنا مكالمه من هاشم الزهار، أظن فهمت أنا أقصد أخدت من مين آمر كسر رجل الفرسه دى بالذات
تلجلج  صفوان قائلاً: فعلاً  هاشم الزهار أتصل عليا ، بس.... 
قاطعت مروه والداها تنظر لرفعت قائله: اللى بتقوله ده إتهام صريح لبابا انه قصد يكسر رجل الفرسه بأمر من هاشم الزهار، ومتاكده بابا مستحيل يعمل كده. 
تهكم رفعت ونظر لصفوان يقول:  تنكر إنك روحت قابلته فى الٕاستطبل بتاعه  مرتين الأسبوع اللى فات. 
إنصدم صفوان وحاول التحدث
لكن قال رفعت بإتهام: طبعاً  هترد تقول ايه كل شئ واضح، هاشم إشتراك بقد أيه علشان تخونا؟ 
إنصدم رامى ومروه بقول رفعت 
بينما قال صفوان بدفاع واهى: أنا والله ما خونتكم، هاشم الزهار فعلاً  إتصل عليا وطلب أنى أقابله فى الاستطبل، بس مش علشان أخونكم، كان لسبب تانى خالص. 
رد رامى: وايه هو السبب التانى ده؟ 
نظر صفوان لمروه وترغرغت عيناه بالدموع... للحظات حائر، أيقول الحقيقه عن دناءة صفوان وطلبه الزواج بليلى عرفياً، لكن لو قال ذالك أمام مروه قد تظن انه وافق على ذالك وسيسهل له الآمر كما فعل معها سابقاً، وسهل الآمر على رامى ليتزوج بها. 
صمته جعل مروه تقول: قول يا بابا، هاشم كان عاوزك  ليه؟ 
رد صفوان: كان عاوزنى أرجع أشتغل عنده فى مزرعة الخيل بتاعته، وكان هيضاعف ليا أجرتى، بس أنا رفضت وقولت له إنى مستحيل أسيب الشغل هنا.
تهكم رفعت يقول:لا والله صادق،جوابك ميدخلش على طفل صغير،الصدف بتلعب  
بعد ما هاشم يطلب منك،ترجع تشتغل عنده وسيادتك ترفض،تقوم الفرسه تتكعبل منك ورجلها تنحش،صدفه عجيبه مش كده.
ردت مروه عن والداها:رفعت بلاش طريقتك دى فى إتهام بابا،وهو هيكدب ليه،وبعدين ايه مصلحة هاشم الزهار فى كسر رجل الفرسه وكمان بابا هيستفاد أيه،وايه سبب أهمية الفرسه دى عندك كده؟
رد رفعت:الفرسه دى المفروض كانت هتسافر إنجلترا كمان أسبوعين وتمنها متحول علينا مسبقاً،ومن ناحية مصلحة هاشم أقولك 
ضرب من تحت الحزام 
ووالدك هيستفاد طبعاً من كرم هاشم الزهار،اللى بيخص بيه خدامينه المُطعين.
ردت مروه:أوعى لكلامك يا رفعت...بابا مش من خدامين هاشم الزهار وصدقت أو لأ بس أنا مصدقه دفاع بابا،ومش هسمحلك تهينه أكتر من كده يلا يا بابا،أنت مش مجبور تدافع عن نفسك أكتر من كده،إنت قولت الحقيقه...وطالما رفعت مش مصدق هو حر.
قالت مروه هذا وجذبت يد والدها وخرجت من غرفة المكتب.
بينما نظر رامى ل رفعت قائلاً:
مكنش لازم تتهم عم صفوان بالطريقه دى،و...
قاطعهُ رفعت قائلاً:أنا متأكد من إتهامى،أعقلها يا رامى،إشمعنا هاشم بعت لصفوان دلوقتي وعاوز يرجعه يشتغل عنده مع إنه هو اللى من كم سنه طرده من عنده،وفجأه رجل الفرسه دى بالذات تنكسر وفى الوقت ده...أكيد صفوان عمل كده عربون محبه وولاء لهاشم،هاشم عاوز يرجع يسيطر من تانى على سوق الخيول،والطريقه الوحيده هى الخيانه والضرب من تحت الحزام.
رد رامى:مش صحيح يا رفعت...بلاش كرهك لهاشم الزهار يصورلك إن كل اللى بيقرب منه يبقى خاين لك،أنا مصدق عم صفوان.
تعجب رفعت وقال:مصدق صفوان ولا حبك لبنته عمى عيونك مش مخليك تشوف الحقيقه قدام عنيك.
صمت رامى للحظات ثم سمع الإثنين صوت عالى نسبياً  من الخارج فذهبا إليه.
وقف رامى مصدوم حين رأى مروه تقف مع والداها الذى يحاول تهدئتها.
حين قالت له:أنا هاجى معاك يا بابا مش هقدر افضل فى مكان تهموك فيه بالخيانه.
رد صفوان:يا بنتى رفعت بيه فاهم غلط وهو دلوقتي متعصب أما يهدى هيرجع عن تفكيره ده،بلاش تسيبى بيتك.
ردت مروه:بعد ما أتهمك الإتهام الباطل ده ولسه بدافع عنه،بابا أنا مستحيل أفضل هنا.
رد رامى قائلاً:ومين هيسمحلك تخرجي من هنا يا مروه،خلاص كان سوء فهم وإنتهى.
ردت مروه وهى تنظر بإتجاه رفعت الذى خرج هو الآخر من غرفة المكتب:
طالما كان سوء فهم،رفعت ليه ميعتذرش من بابا على إتهامه له بالخيانه .
تهكم رفعت بسخريه هو على يقين أن ما حدث للفرسه ليس من محض الصدفه ولا القدر من صفوان 
نظر رامى ل رفعت عله يتحدث لكن صمت رفعت لا يبالى. 
بينما إغتاظت مروه أكثر وقالت:واضح إن رفعت مُصر على إتهامه لبابا بالكذب كرامة بابا من كرامتى،وإن كان رفعت عنده يقين إن بابا خاين يبقى ليه تفضل بيت الخاين هنا فى السرايا....
قال صفوان بتهدئه:مروه ده بيتك ولازم تحافظى عليه وأنا متأكد أنى برئ من تهمة رفعت بيه...أنا خلاص كنت إتفقت مع خالك إنى هسيب الشغل فى تربية الخيول وهروح اشتغل معاه فى زراعة الشتلات والأرض اللى إشتراها وكان عندي شوية تردد  بس اللى حصل إشاره من ربنا  خلاص أنا أخدت القرار معتش هشتغل تانى فى تربية الخيول...أنا لازم أمشى  وإنتى بلاش تسيبى بيتك علشانى...قال صفوان هذا وقبل جبهة مروه وخرج من السرايا بينما نظرت مروه ل رفعت ثم ل رامى وصعدت سريعاً دون تحدث.
تحدث رامى بلوم:مكنش لازم تتهم صفوان بالخيانه،أكيد هو مش هيكذب لو كان خاين كان باعنا من زمان.
رد رفعت بعصبيه:بلاش نظرات مروه تأثر فيك،صفوان حتى لو مش خاين فهو مش مأتمن،عاوز تفهمنى إن هاشم هيرجعه مره تانيه عنده بعد ما هو طرده زمان،والسبب إنه متخاذل فى شغله وانا بس قبلت أشغله وإستحملت تخاذله  بس علشان خاطرك  
بس كفايه كده مروه خلاص بقت مراتك وتقدر تفرض عليها، كلمتك ولا هتسمح لها هى اللى تمشى كلمتها عليك. 
ردرامى: زى الدكتوره ما بتمشى كلامها عليك وبتنام فى اوضه وأنت فى أوضه وسايبها براحتها، فوق يا رفعت إنت زيي وأكتر، إنت عاشق وغضبك ده بسبب بُعد زينب عنك، إنت بتقاوم فى معركه إنت الوحيد الخسران فيها. 
قال رامى هذا وترك رفعت وصعد خلف مروه 
بينما رفعت  نظر الى أعلى خلف رامى، رأى زينب تقف أعلى السلم يبدوا انها سمعت حديث رامى الأخير، تحدث رفعت: 
جدتى كالت. 
ردت زينب من أعلى: أيوا بصعوبه أقنعتها تاكل، بس لسه مُصره تسافر إسكندريه، بتقول إشتاقت للبحر. 
ردرفعت: تمام كم يوم وهنسافر للأسكندريه. 
ردت زينب بسؤال: مين اللى هيسافر إسكندريه أنا يا دوب لسه راجعه من أجازه مبقاليش أيام أنا من يوم ما أتجوزتك باخد أجازات أكتر ما بشتغل، عاوز تسافر سافر لوحدك ومتفكرش أنه هتخدرنى مره تانيه زى ما حصل لما سافرنا سوهاج، وكمان نسيت أقولك. 
إنى خلاص  قدمت على طلب نقلى من هنا لأى مكان تانى، وأظن إنت عارف بعدها أيه اللى لازم يحصل... إنفصالنا. 
نظر رفعت ل زينب بسحق ولم يرد وتوجه للخروج من السرايا. 
بينما تنهدت زينب قائله: مفيش قدامى غير الطريق ده يا رفعت علشان تتراجع عن الانتقام  اللى متمكن من قلبك  مفيش قظامى طريق التهديد إنى هسيبك وأمشى زى غيرى....بس ده مش هيحصل أبداً أنا معاك للموت أو الولاده من جديد يا رفعت. 
بينما صعد رامى خلف مروه لكن تفاجئ بمروه أغلقت باب الغرفه عليها بالمفتاح... تحدث قائلاً: مروه إفتحى الباب، دى مش طريقه تتعاملى بيها معايا. 
ردت مروه من خلف الباب: رامى من فضلك سيبنى لوحدى، لأن  لو فتحت الباب معرفش ممكن بعدها ايه هيحصل. 
زفر رامى نفسه بغضب وقال: تمام، أما تهدى نبقى نتكلم. 
............ 
بعد قليل بمنزل صفوان المنسى. 
طرق قوى على الباب، فتحت فاديه بلهفه ورجفه. 
وجدت أمامها شاباً يقول: 
إلحقى يا ست فاديه عم صفوان فى إتنين بلطجيه ضربوه وهو راجع فى الطريق وإسعاف الوحده جه خدهُ
إنخضت فاديه بشده كذالك ليلى وهبه اللتان خرجتا خلف فاديه وسمعن ما قاله الشاب 
.......... 
فجراً
لم تستطيع مروه النوم تشعر بمهانه رفعت اهان والداها ونعته بالخيانه، رامى دافع عن والداها أمام رفعت  لكن قليلاً  كانت تخاف أن توضع بموقف كهذا يوماً  كان هذا من ضمن اسباب رفضها حب رامى بالماضى، أن تبقى إبنة خادم لديهم. 
تدمعت عين مروه  .... لكن جففت دموعها حين سمعت رنين هاتفها تعجبت من الذى يتصل عليها بوقت باكر هكذا. 
فتحت هاتفها وإرتجفت حين وجدت إسم والداتها. 
حاولت إجلاء صوتها وردت سريعاً  تقول: ماما خير بتتصلى عليا ليه دلوقتي؟ 
ردت فاديه: مش خير يا مروه صفوان إمبارح وهو راجع من السرايا طلع عليه بلطجيه وضربوه وإحنا فى الوحده دلوقتي 
نهضت مروه قائله: انا جايه حالاً. 
فى ثوانى أبدلت مروه ثيابها وخرجت من الغرفه ثم من السرايا دون علم أحد. 
فى خلال دقائق معدوده كانت فى الوحده الصحيه  ودخلو الى الغرفه التى دلتها والداتها عليها. 
نظرت لمنظر والداها الممدد على الفراش بوجع وصدمه، ودموع فرت من عيناها حين إقتربت منه ورآت بعض أثار الضرب المُبرح على وجهه المكدوم بشده. 
رفعت مروه وجهها ونظرت لوالداتها قائله: أيه اللى حصل لبابا. 
ردت فاديه: معرفش غير شاب من البلد جالنا عالباب وقالنا إن فى بلطجيه إتهجموا على صفوان وهو راجع من السرايا  و.... 
توقفت فاديه عن إسترسال حديثها. 
فقالت مروه وأيه  يا ماما. 
صمتت فاديه وتساقطت دموعها. 
نظرت مروه لأختيها وقالت: قالكم ايه تانى الشاب يا ليلى. 
صمتت ليلى، نظرت مروه لهبه،فقالت لها بحسن نيه: 
قال إنه سمع البلطجيه اللى كانوا ببضربوا بابا قالوله إن رفعت بيه هو اللى أمرهم يضربوه،ويكسروه زى ما كسر رجل الفرسه.
لاتدرى هبه أنها نزعت آخر فتيل لعقل مروه.
التى بمجرد أن سمعت ذالك،غاب عقلها عن التفكير 
وتركتهن بالمشفى وعادت الى السرايا كانت خطواتها تتسابق مع رياح الغضب التى تعصف بها.
دخلت الى السرايا وقابلت إحدى الخادمات قائله:
فين بات رامى ليلة إمبارح؟
ردت عليها:بات فى أوضته القديمه.
تركت مروه الخادمه وتوجهت الى تلك الغرفه فتحت الباب بقوه وعصفته بقوه أكبر مما جعل رامى ينهض بفزع ليس فقط من عصفها للباب بل بسبب ملامح وجهها المتهجمه حين قالت ل رامى
رفعت بعت بلطجيه  من عنده وراء بابا يضربوه ويكسروا جسمه. 
نهض رامى من على الفراش  قائلاً: مروه بلاش جنان رفعت مستحيل يعمل كده... أنا.... 
قاطعته مروه  قائله: وبابا اللى نايم فى الوحده جسمه كله مكسر  واللى سمعوا البلطجيه وهما بيضربوا بابا كدابين... رامى انا مستحيل أفضل هنا  بعد كده مستحيل أقدر أبص فى وش رفعت وانا عارفه أنه السبب مش بس فى إهانة بابا لأ وكمان فى انه يبعت بلطجيه لبابا يضربوه. 
رد رامى: مروه بلاش جنان، تعالى معايا نواجه رفعت أنا متأكد أنه مستحيل يعمل كده... 
ردت مروه: لسه بدافع عنه بعد إهانته إمبارح لبابا، مكفهوش الأهانه كملها بالبلطجيه انا مش هاجى معاك،عاوز تروح له وتصدق كذبه إنت حر. 
ذهب رامى الى غرفة رفعت وفتح باب الغرفه مباشرةً دون طرق على الباب، وجد رفعت مستيقظ وبيدهُ كوباً من القهوه. 
تحدث سريعاً: قولى يا رفعت مش إنت اللى بعت البلطجيه اللى ضربوا عم صفوان. 
رد رفعت: إنت جاى تتهمنى، إنى انا بعتت بلطجيه يضربوا صفوان، ليه مكنتش اقدر أضربه أنا بأيدى، ولا خايف على إيدى لتتكسر أصلى بقيت عيل وواحده ست بتلعب بيا. 
تعصب رامى قائلاً: بلاش طريقتك دى يا رفعت، بسألك سؤال تجاوب عليه؟ 
رد رفعت: أجاوبك على أنه  سؤال ولا إتهام؟ 
ردت مروه التى دخلت: الاتنين يارفعت سؤال واتهام زى ما عملت إمبارح مع بابا كان سؤالك له إتهام ومش بس إكتفيت بأهانة واتهام بابا بالخيانه كمان كملت وبعتت له بلطجيه متفرقش عنهم يضربوه.
رد رفعت بعصبيه:لو كنت عاوز اضربه مكنتش سيبته يطلع من السرايا وكنت جلده هنا قدام الكل مش رفعت الزهار االى يبعت بلطجية شوارع.
تعصبت مروه وهى تنظر ل رامى قائله أنا مستحيل افضل هنا دقيقه واحده لو لسه عاوزنى كزوجه لك مستحيل أعيش أنا ورفعت تحت سقف واحد وده آخر قرار عندى. 
قالت مروه هذا وغادرت الغرفه. 
بينما تهكم رفعت قائلاً: إلحقها قبل ما تنفذ تهديدها وتهجرك. 
رد رامى بآسف: للآسف يا رفعت  إنت الإنتقاموالغرور عموا عيونك مبقتش شايف غير نفسك  اللى صح... فوق وعيش حياتك هتاخد أيه من الإنتقام.
ترك رامى رفعت وذهب الى  غرفة جدته 
طلب من محاسن إحضار حقيبة ملابس لجدته من أجل السفر....
ثم توجه الى الجناح الخاص بيه مع مروه وجدها تقوم بجمع ثيابها بحقيبه،حين رأته قالت له:
بلاش تدافع عن رفعت قدامى خلاص،قرارى لو عاوز جوازنا يستمر يبقى مش هفضل هنا فى السرايا.
تنهد رامى وحاول تلطيف الجو قائلاً:تمام،هناخد جدتى ونروح نعيش فى ڤيلة إسكندريه...هى بقالها كم يوم نفسها تروح هناك.
ردت مروه:إنت عارف إنى بحب تيتا إنعام. 
بينما رفعت حين قال له  رامى حديثه وخرج من الغرفه تارك رفعت خلفه يشعر بثوران فى جسدهُ
سرعان ما ترك رفعت  هو الآخر الغرفه ونزل الى الاسفل نادى على أحد الحرس الخاص له  تحدث معه قليلاً  ثم عاد الى الداخل وكاد يصعد درج السرايا . 
لكن 
تفاجئ  أثناء صعوده للسلم بنزول 
رامى  خلف زوجته التى  تمسك بيد جدتهم 
مرا الأثنتان من جوارهُ، رفع رفعت وجهه ونظر لرامى الذى للحظه أخفض وجهه ثم رفعه ينظر لرفعت الذى قال: 
بيقولوا الأخوات بيفضلوا أخوات لحد ما بيجى حاجه من إتنين تفرق بينهم 
يا أما ميراث .... أو حريم 
وإحنا الميراث مفرقش بينا... بس....؟ 
صمت رفعت وهو يرى نزول زينب هى الاخرى، نظر لعيناها كانت تتحدث بمغزى
. إعتذر يا رفعت لأخوك بلاش تخسر كل اللى حواليك 
ردت عين رفعت: مش انا الغلطان، أنتى كمان هتسيبنى وتمشى.. زيهم. 
ردت عين زينب بتحدى: لأ يا رفعت مش همشى قاعده على قلبك.
لكن رامى لم ينظر لرفعت وأخذ جدته ومروه وغادر،يعلم أنه لو نظر لوجه رفعت لن يغادر السرايا،وسيخسر مروه.
الأختيار الآن صعب،لكن لابد أن تهدأ النفوس أولاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوعين
بعد منتصف الليل بالأسكندريه. 
دخلت مروه خلف رامى الى غرفة النوم قائله بتهجم: بقينا بعد نص الليل على ما أفتكرت إن فى واحده فى البيت قاعده مستنياك وقلقانه عليك ، هتقولى زى كل يوم 
كنت مع أصحابى والوقت سرقنا. 
نظر لها رامى قائلاً: نفس الموشح من يوم ما سيبنا الزهار وجينا عشنا هنا فى إسكندريه، مروه إرحمينى بلاش نكد أنا مصدع مش ناقص. 
إحتدت مروه قائله: ومكنتش مصدع وانت سهران مع أصحابك القدام ولا خلاص زهوتى راحت. 
تعصب رامى قائلاً: مروه بلاش.... 
قاطعته مروه قائله  بدمعه حبيسة عيناها: 
إعترف يا رامى إنك بتتهرب منى جواك نفور منى لأنى كنت السبب فى الخلاف اللى وقع بينك وبين رفعت، ندمت إنك إخترتنى. 
رد رامى بعصبيه: مروه بلاش طريقتك دى كفايه من يوم ما جينا هنا لأسكندريه، كل اللى فى دماغك إنك حاسه أنى ندمان إنى سيبت السرايا لرفعت وجيت لهنا، وإن بسهر علشان أتجنب، كلامك ده، وفعلاً أنا بسهر علشان كده  ، بس مش ندم لأ زهق من غيرتك اللى بشوفها فى عينك لما بتسمعينى بكلم أى حد فى التليفون، مفكره أنى جاى لهنا إسكندريه علشان أبقى دنچوان، مروه أنا اختارتك أنتى وإتجوزتك إنتى علشان بحبك، كان قدامى البنات كتير وأجمل منك واى واحده منهم تستنى منى اشاره بس دول مكنوش فى بالى، مروه ليه مُصره تنكدى علينا حياتنا، رفعت  انا متأكد أنه  مش هو اللى بعت البلطجيه يضربوا باباكي، أنا لما سيبت السرايا سيبتها علشان ترتاح نفسيتك شويه بس للأسف كنت غلطان كفايه ضغط عليا أكتر من كده، غيرتك وأفعالك دى بتأدى بينا لطريق الله أعلم أيه نهايته، مهما كان الحب قوى الغيره والشك لوحدهم قادرين يهدموه. 
قال رامى هذا وخرج  تاركاً الغرفه، لمروه التى جلست على الفراش تبكى، يبدوا أن إحساسها القديم كان صحيحاً وأنها أخطأت حين تركت سرايا الزهار وآتت لهنا الى الاسكندريه ها هو رامى عاد لطريقهُ القديم يؤكد لها أنها لم تكن الأ زهوه وإقتربت تنطفئ. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين ظهر وعصر اليوم التالى 
صدح هاتف رفعت 
قام بالرد قائلاً: أهلاً يا محمود ها قولى آخر الأخبار عندك فابيو غادر إسكندريه ولا لسه عندك. 
رد محمود:لأ لسه هنا فى إسكندريه،بس حصلت حاجه غريبه قوى 
النهارده الفجر فابيو تعب جامد وطلب من إستقبال الأوتيل أنهم يجيبوا له دكتور والدكتور حوله عالمستشفى أنها حالة إشتباه تسمم،وده بحصل بعد ما چاكلين كانت عنده إمبارح بالليل فى الأوضه.
تعجب رفعت قائلاً:قصدك إن ممكن چاكلين وهشام يكونوا إتفقوا يخلصوا على فابيو،بس معتقدش لأنهم لو عاوزين يقتلوه أكيد مش عن طريق التسمم سهل چاكلين تقتله بدم بارد حتى ترحم بنتها من ذله لها  
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الوقت بالأسكندريه 
على طاولة الغداء
على عكس عادتها الأيام الماضيه هى كانت تتجنب الحديث أمام رامى ومروه عن رفعت 
تحدثت إنعام: 
هو رفعت متصلش يطمن عليا ليه النهارده، كل يوم  بعد الضهر كان بيتصل عليا ويسألنى عن رامى وأحواله مش عارفه ليه النهارده متصلش،مش عارفه ليه قلبى ملهوف عليه،خد يا رامى إتصلى بزوزى أسألها عليه،علشان أنا كده زعلانه منه إزاى ينسانى وميتصلش عليا  زى كل يوم.
تعجب رامى قائلاً:هو رفعت كان بيتصل عليكى كل يوم يا جدتى؟
ردت إنعام وهى تنغز رامى بالشوكه بكتفهُ قائله:قولت محدش يقولى تانى يا جدتى دى،أنا بحب كلمة تيتا اللى كانت زوزى بتنادينى بيها هى كمان وحشتنى وبس هى إتصلت عليا الصبح وقولت لها أنى خلاص هرجع من تانى للسرايا،بكره إن شاءلله رفعت الهمجى وحشني .
تبسم رامى يقول:ووحشنى أنا كمان،خلينا نرجع تانى للسرايا وكفايه كده أظن نفسيتك راقت.
قال رامى هذا وهو ينظر لمروه التى صمتت بداخلها عواصف الغيره تقتلع قلبها،ستعود للزهار مره أخرى لكن ليس للسرايا،بل لمنزل والدايها،يبدوا أن زهوتها لدى رامى  بالايام الماضيه إنطفأت ولا داعى لإنتظار النهايه المتوقعه.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ..... 
مساءً
دخلت زينب الى السرايا  لم تجد رفعت توجهت الى غرفتها  مباشرة
شعرت ببعض الإنهاك، تمددت على الفراش قليلاً الى أن سمعت طرق على باب الغرفه 
أذنت بالدخول. 
دخلت إحدى الخادمات لها ببسمه قائله: رفعت  بيه وصل من الإستطبل وبيقول لو حضرتك هتتعشى أحضرلك العشا هو مش جعان. 
ردت زينب: لأ أنا مش جعانه أنا كمان كنت كلت سندوتشات من شويه، أنا محتاجه آخد شاور يريح جسمى، لو تحضريلى الحمام يبقى تشكرى و كتر خيرك 
تبسمت الخادمه  وقالت: إنتى تؤمرى يا دكتوره 
بالفعل بعد قليل خرجت  الخادمه من الحمام 
تبسمت قائله: 
أنا حضرت لك الحمام يا دكتوره وهنزل أحضرلك عشا خفيف وأجيبه لحضرتك هنا  أكيد طول اليوم تعبانه فى المستشفى ولازم تتغذى كويس علشان صحتك. 
ردت ببسمه: لأ متتعبيش نفسك أنا مش هتعشى أنا مش جعانه صدقيني... أنا رقابتى وضهرى بيوجعونى شويه أكيد هيخفوا بعد شويه، هاخد شاور وبعدها هنام كتر خيرك تصبحى على خير.
ردت الخادمه: على راحتك يا دكتوره وإنتى من أهل الخير. 
نظرت زينب  للخادمه وهى تغادر الغرفه وتغلق خلفها الباب 
لفت يديها حول عُنقها تشعر بألم شديد بكل جسدها 
تحدثت لنفسها:جسمى كله بيوجعنى أما أدخل أخد شاور الميه الدافيه تفُك تشنُج جسمى 
خرجت الخادمه وذهبت الى غرفة النوم الخاصه برفعت 
دخلت قائله: رفعت بيه الدكتوره قالت مش هتتعشى هى كمان بتقول مش جعانه أكلت من شويه 
هى حاسه بشوية تعب وإرهاق وبتقول إن رقابتها بتوجعها شويه بس لما تنام هتحس براحه. 
رد رفعت: تمام روحى إنتى نامى، تصبحى على خير. 
غادرت الخادمه،بينما نهض رفعت يتنهد ثم ذهب الى حمام غرفته،وآتى بذالك المرهم وتوجه الى غرفه زينب
فتح الباب كعادته دون إستئذان لم يجد زينب لكن باب الحمام كان موارباً قليلاً،نظر بداخله،ثم توجه يجلس على أحد مقاعد الغرفه،يتوقع رد فعل زينب حين تراه  بضيق. 
وها هى زينب بعد قليل خرجت من الحمام 
ترتدى رداء حمام قصير 
أنصدمت حين وجدته يجلس على مقعد بالغرفه يضع ساق فوق أخرى 
نظرت له بأستغراب قائله بضيق :خير أيه جابك هنا شايفه رجلك جريت على أوضتى مش قولت قبل كده أنك مبتكلش من نفس الطبق مرتين وأنك مبتتكيفش منى وإنى  ومش على قد مزاجك 
تبسم هو يراها بهذا الرداء فاتنه 
نهض واقفاًو تحدث ببرود عكس لهفته: فعلاً لسه عند رأيي بس الشغاله قالت لى أنك رقابتك وضهرك بيوجعكى، قولت أجيبلك المرهم ده..كويس للتشنُجات 
ردت بسخريه وهى تأخذ منه المرهم:شكراً كتر خيرك 
تبسم قائلاً: هتعرفى تدهنى رقابتك وضهرك بيه؟
صمتت ونظرت له بسخريه  
أقترب ووقف خلفها وأخذ المرهم من يدها وأزاح ياقة الرداء عن رقبتها من الخلف ووضع جزء من المرهم على رقابتها 
شعرت ببردوه المرهم مما جعل جسدها يرتعش لكن زالت البروده حين بدأ بأصابعه يُدلك عُنقها وبداية ظهرها  بمساج خفيف 
أختفى ألألم التى كانت تشعُر به، لكن هناك شعور أخر يغزو جسدها 
حين شعرت بأنفاسه الساخنه على رقبتها وشفاه التى قبلت عنقها 
أبتعدت قليلاً 
ولكن جذبها بقوه 
يُديرها لتُصبح بوجهه ليلتهم شفاها فى قُبلات عاشقه 
قُبلات مغلفه بألم الماضى الذى يريد نسيانه 
ويبدأ من حيث أنتهى ذالك الطفل الذى رأت عيناه أشتعال جسدا والدايه ومعهم اختهُ. 
لكن زينب قاومته قليلاً  قبل أن يفاجئها وينحنى يحملها ويضعها فوق الفراش يجذب جسدها إليه يُقبلها بلهفه وشغف، يخترق مشاعرها دون إراده منها كأنها يسلُب عقلها الذى تغيب للدقائق، الى أن شعرت بيدهُ التى قامت بفك حزام ردائها وشعرت بملمس يده الساخنه على جسدها، فاقت من سطوته عليها وقامت بدفعه عنها تقول: 
رفعت إبعد عنى كفايه خلاص.... 
قاطعها رفعت يقول: خلاص أيه إنتى كمان قررتى تسيبنى، زى اللى قابلك. 
ردت زينب: إنت اللى بتختار يا رفعت و.... 
قاطعها رفعت قائلاً: مش أنا اللى بختار بمزاجى... ده قدرى يا دكتوره ولازم أمشى فيه للنهايه بس عندى ليكى عرض لو وافقتى عليه أوعدك دى تكون آخر ليلة لينا مع بعض. 
رغم شعور زينب بغصه قويه بقلبها  لكن الفضول جعلها تقول: وأيه هو العرض ده؟ 
رفع رفعت جسده  عن زينب ونظر لعيناه قائلاً  بتوهه ووجع ينتهك قلبه وعقلهُ: 
الليله 
لو قضيتى معايا الليله أوعدك أحررك منى  بعدها.
ذُهلت زينب ذالك الهمجى يعرض عليها النهايه، ألا يعلم أنها لو سلمت نفسها له الليله لن تستطيع البُعد عنه بعدها، حتى لو تواقح معها بعدها كعادته فى المرات السابقه... .صمتت زينب. 
بينما 
نظر رفعت  لعيناها بشوق عكس ما يتحدث به، هو يتمناها، لااا هو أصبح يعشقها، ليست مساومه عادله  بالنسبه له. 
بينما هى عقلها يُفكر فى مساومته لها، لو رفضت، لخسرت آخر فرصه لها من تحريرهُ من تلك النيران التى يريد إشعالها وسيكون هو أول المُحترقين  
ربما مساومه خاسره منه، لكن هى ستُجازف معه وله، ستخرجه من تلك النيران. 
بالفعل إمتثلت لقوله الذى أعاده: 
الليله يا دكتوره قصاد إنى أحررك منى. 
تفاجئ حين شعر بيدها حول عنقه، عيناها بعيناه وقالت: 
طالما الليله وبعدها هرتاح منك، معنديش مانع، كده كده، بعدها هتقول متكيفتش منى، وأنا كمان مش خسرانه، أنا اللى كسبانه. 
تبسم ينظر لها تيقن، هى مثلما يُريدها هى تُريده، لكن، ذالك الكبرياء اللعين هو المتحكم بينهم، لكن لا مانع من مجازفه الآن أفضل من التراجُع. 
بالفعل هبط بجسده فوق جسدها، طوق شفتيها بشفتيه، ويديها التى كانت تدفعه ليبتعد عنها تشابكت مع يديه، تلاحمت الأجساد كل منهم يجازف، ليصل لقلب الآخر وهو على يقين أن العشق هو المتملك منهم. 
لكن هنالك عاصفه هوجاء، ليس ميعادها الآن، لكن لا مفر. 
إنخضت زينب من أصوات الطلق النارى، 
بعفويه منها تشبثت بقوه بجسد رفعت القابع فوقها.
رفع رفعت رأسه من بين حنايا عُنقها، ونظر لعيناها، رأى بهم الذعر. 
تبسم قائلاً: متخافيش يا دكتوره، ضرب النار لسه بعيد. 
لا تعرف لما أعادت التشبث بجسده فوق جسدها، ألديها خوف عليه، لهذه الدرجه. 
تحدثت بثبات عكس ذالك الذعر بداخلها قائله: 
ومين قالك إنى خايفه، أنا دكتوره وشوفت قد أيه الموت أقرب من رمشة عين، ومش خايفه أموت، أهو عالأقل هخلص منك.  
تبسم قائلاً: بس إنتِ لسه ميعادك مجاش، يا دكتوره. 
قال هذا وتنحى من فوقها، وتدحرج ينزل من على الفراش، ثم زحف أرضاً، يرتدى ملابسهُ مره أخرى، قائلاً  بأمر: 
متقوميش من على السرير. 
قال هذا، وزحف على يديه، وفتح باب ذالك الدولاب وأخذ منه بعض الملابس، وزحف عائداً نحو الفراش، وقام بجذبها، لتنزل من على الفراش، جاثيه لجوارهُ
أعطاها الملابس قائلاً: متقفيش،
وألبسى  الهدوم دى بسرعه، خلاص صوت ضرب النار بيقرب، أكيد دخلوا للسرايا. 
أخذت منه الملابس وبدأت فى إرتدائها، ونظرت له وضحكت بهستيريا. 
تعجب رفعت من ضحكها قائلاً: بتضحكى على أيه. 
قالت وهى مازالت تضحك: أصل السرايا، زى الحصن، بس اللى شوفته، إنها حِصن واهى، سهل إختراقهُ، وأهو بينا وبين الموت خطوه، كنت مفكر إنها زى حِصن بابليون. 
تبسم قائلاً: إلبسى حجابك، ومتخافيش، وعد منى مش هيصيبك خدش، إنتِ الوحيده اللى نيران الزهار هتحميها. 
بالفعل ما إن إنتهت زينب من تعديل حجابها،توجه رفعت زاحفاً على وقام برفع يديه يلتقط هاتفه من على تلك الطاوله المجاوره للفراش فتحه سريعاً لكن للأسف الهاتف ليس به شبكة إتصال،عَلم أنه أمام فخ مُدبر بإتقان، سريعاً  ما إن إنطفئت الآنوار بالسرايا أيضاً
قام رفعت بفتح كشاف الهاتف وجذب هاتف زينب أيضاً وأضاء الكشاف ونظر لها لا يعلم تفسير لتلك النظره التى بعينها  أهى نظرة خوف أم نظرة مؤازره 
بينما وضعت زينب يدها على كتف رفعت وقالت له هتعمل أيه واضح إن ملاك الموت بيحوم حوالينا. 
رد رفعت: قولتلك متخافيش. 
ردت زينب: أنا مش خايفه يا رفعت مش أول مره بواجه الموت بس المره دى الموت شكله مؤكد، برصاصه من اللى بنسمع صوتهم ده. 
رد رفعت: زينب الوقت بدأ... أنا وعدتك وأنا عمرى ما خلفت وعد 
إزحفى ورايا وأوعى توقفى قبل ما أقولك أنا. 
أمائت زينب رأسها بموافقه، بالفعل بدأت تحبي خلف رفعت  الى أن خرجوا من الغرفه منها الى ممر طويل متناثر على أرضيته بعض زجاج الشبابيك المهشم من  إطلاق الرصاص. 
تحدث رفعت: خلى بالك من الإزاز اللى عالارض حاولى تتجنبيه 
بالفعل حاولت تجنب شظايا الزجاج 
الى أن وصلا الى نهاية ذالك الممر 
وقف رفعت وقام بوضع يده على مكان بالحائط
نظرت زينب بتفاجؤ الحائط إنفتح وظهر باب  غرفه زجاجى من خلفه  فتح رفعت الباب ونظر لزينب المتفاجئه قائلاً، بسرعه أقفى وأدخلى يا زينب الوقت خلاص 
بالفعل وقفت زينب  سريعاً  وذهبت الى داخل تلك الغرفه السريه لكن قبل أن تتحدث بإستفسار 
ضمها رفعت بين يديه يحتضنها بقوه ثم قبل شفاها وأعطى لها هاتفها قائلاً:  متأكد أن رامى هيجى لهنا وهو اللى هيطلعك من السرايا.... سلام يا زينب سامحينى. 
قال رفعت هذا وترك جسد زينب وتوجه يخرج من باب الغرفه
قبل ان تتحدث زينب كان الباب الزجاجى يغلق عليها أتوماتيكياً
طرقت زينب  على الباب بلهفه قائله: رفعت إفتح الباب يارفعت، رفعت... رفعت... رفعت. 
لكن لا رد 
وقف رفعت يتنهد قليلاً ثم خرج من ذالك المكان ووضع يده مره أخرى على مكان بالحائط لتعود الحائط كما كانت ديكور، وذهب يواجه قدرهُ بمعركه هو على يقين أنه ليس  بها وحده فهنالك من سيأتون لإنقاذ زينب سواء كان هو  حياً أو ألقى حتفه، هى ستعيش كما وعدها. 
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــ
...........إعتذار....
انا بعتذر عن التأخير ومش بقدم اسباب كدابه 
انا فونى باظ فعلاً  
واحب أقول إن سبب تاخيرى فى تنزيل الفصول الفتره اللى فاتت مش زى ما البعض قال، 
وأنا مبقدمش أعذار وهميه وبالنسبه للى قالولى إن خدت مصلحتى لما صوتوا ليا فى إستفتاء الدار، وبعدها بتصنع الاسباب فى التاخير 
انا مبتصنعش الاعذار على فكره  انا لغاية 
مش مستفاده حاجه من الكتابه صدقونى، 
انا 
لسه  لغاية 
ممضتش العقد اللى كان اتبعتلى واللى يعتبر ضاع بسبب الفون لانى مكنتش نسخت العقد 
وكمان لسه مبعتش الوورد المعدل للروايه كمان 
يعنى تقدروا تقولوا سمك فى ميه، الله اعلم هيتم النشر ولا لأ
انا حالتى النفسيه فى الحضيض وبحاول اخرج منها بس الاتهام انى علشان خلاص هنشر ورقى يبقى أتصنع الاعذار وادلع مش صحيح، وأخر نقطه صدقونى كانت إن الفون يبوظ فى الوقت ده 
انا سبق وقاومت كذا مره بعد ضياع اكتر من اكونت ليا عالوتباد، انا بعد انتى حقى سمرائى كنت اخدت قرار الاعتزال، بس صدفه رجعتنى تانى بروايه جوازة بدل، وانتم شجعتونى وقتها، مكنش عندى أى متابعين غير القليل اللى متابعنى يمكن من اول ما بدات كتابه خالص 
انا صحيح دخلت الوتباد من فون تانى بس للأسف  معرفش السبب عطل فى الفون نفسه، ولا عطل فى الوتباد 
كل الصفحات بتجى بيضا مفيش صفحه بتفتح غير الكتابه،
بيجيلى إشعارات سواء كانت بكومنتات او تصويتات بفتح عليها بيطلعلى الشاشه بيضا 
بعتذر منكم عالتاخير، وعندى إحساس أن ألاسباب اللى بتىحصلى  الفتره الاخيره هى لهدف واحد إنى أنهى رحلتى مع الكتابه  حتى لو مؤقتاً لوقت 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قبل  ست ساعات 
بهنجر كبير، بمكان بين الأسكندريه ومرسى مطروح. 
كان لقاء الشياطين.. الخمس 
فابيو.. چاكلين.. هاشم... نجيب الكفراوى، وهنالك 
قائد مرتزقه لكن يجلس بعيد عنهم قليلاً ومعه مجموعه من ضخام الهيئه الجثمانيه ولزيادة براعتهم ملتحون بذقون كبيره، جالسون تمهيداً لأخذ تعليمات إحدى هجماتهم الإرهابيه.
بينما على تلك الطاوله كان لقاء الرباعى هاشم وچاكلين ونجيب وفابيو الذى تحدث:
إذن رفعت مازال يعمل بمنصبه القديم بين رجال الشرطه البحريه كانت خدعه منه ومن الشرطه إذن لابد من قصاص جيد لخداعنا.
تحدث هاشم بفحيح أفاعى:سبق وقولت إنى مش مصدق إن رفعت يسيب البحريه بسهوله هو من صُغره كان هدف حياته يكون قبطان فى البحر أنا فاكر كويس رضوان والده حاول زمان أنه يقنعه يدرس طب بيطرى علشان الخيول، رغم انه كان عنده عشق لتربية الخيل لكن وقتها إختار البحريه ورضوان إستسلم له، فجأه كده هيسيب حلم حياته  وهينهيه بسهوله كده... رفعت خداعنا فعلاً 
نظر فابيو. ل نجيب الصامت وقال: أين صوتك نجيب منذ أن جلسنا لم أسمع صوتك. 
تنحنح نجيب يقول: أنا بقول تصفية رفعت ممكن تسبب دوشه كبيره أحنا فى غنى عنها دلوقتي. 
ردهاشم: أى دوشه كبيره  ، أنت مفكر إنك ممكن تكسب الإنتخابات لو رفعت فضل عايش، رفعت ظهر بوضوح أنه مع المنافس لك، موت رفعت دلوقتي  فرصه كبيره لك، المنافس التانى مالوش شعبيه وسط الدايره، دعم رفعت له هيكسبه الإنتخابات من الجوله الأولى..وأعتقد إنك بعتت مرسال وسيط بينك وبين رفعت وجالك الرد بعدها لما أعلن شبه دعمه للمنافس بتاعك ، ومتنساش إنك زمان شاركت فى حرق سرايا الزهار لنفس السبب، أنا متأكد رفعت هيساعد المنافس اللى ضدك لسبب واحد، رفعت بعد ما يننهى مدة خدمته فى البحريه وده متوقع قريب جداً، عالفتره الأنتخابيه الجايه هيكون وصل لسن الترشيح للبرلمان ويبقى منافس لك ووقتها إنسى كرسى البرلمان اللى بتجهزه لابنك من بعدك، كلنا هدفنا ومصلحتنا تصفية رفعت. 
صمت نجيب كان رد بقبول حديث هاشم الذى نظر ل چاكلين وتبسم بظفر. 
تبسم فابيو أيضاً وقال: وماذا عن زوجة رفعت؟ 
رد نجيب: مراته شخصيتها قويه  جداً  والبلد كلها بتعمل لها إحترام كبير ومش السبب فيه إنها زوجة رفعت الزهار، السبب فيه هى نفسها قريبه من الناس وبتقدم مساعدات طبيه لأهل البلد مجانيه،
دى فى فتره صغيره بقى فى الوحده غرفة غسيل كلى وبنك دم،غير أوضة عمليات كبيره تشبه أوض عمليات مستشفيات كبيره وخاصه وده بسببنا أخدت مننا تبرعات بسهوله.
سخرت چاكلين قائله: إذن تعتقد نفسها مثل روبين هود لكن تستحق الموت مع ذالك الحقير رفعت. 
تبسم فابيو بإنتشاء يود الظفر بتلك الطبيبه قال:
حسناً  لقدإتقفنا اليوم سيكون القصاص من رفعت الزهار.  
بالفعل إتحدت شياطين الإنس على هدف واحد 
إبادة... رفعت الزهار. 
لكن بعد قليل  ذهب فابيو وقام
بوضع صوره أمام  قائد مجموعة المرتزقه قائلاً: 
أريد تلك المرأه حيه دون خدش..... لكن تتنفس فقط 
فهمت مقصدى
أماء له قائد المرتزقه بفهم قائلاً: تريدها أسيره أم سابيه. 
رد فابيو:  وهل هناك فرق، لكن لا يهمهك ذالك كل ما أريده أن تأتوا بها الي... إحذر  الأ يُصيبها أى مكروه. 
تبسم قائد المرتزقه بثقه: تأكد ستدفئ تلك المرأه مخدعك بنهاية الليله. 
تبسم فابيو: أتمنى ذالك وقتها ستكون جائزتك كبيره. 
رد قائد المرتزقه: إذن جهز الجائزه من الآن، لكن كم أود أن أنهى حياة هذان الوغدان اللذان  يجلسان هناك أولاً، لا أشعر بإتجاههم بأي ألفه. 
تبسم فابيو: سيحدث لكن ليس الآن مازال لديا منهم بعض الأعمال قبل أن آمرك بتصفيتهم وإلقاء جثثهم لكلاب الحراسه الخاصه بيك، ولكن ماذا عن المرآه. 
غمز قائد المرتزقه  قائلاً: جمالها فتاك يُلهب النفس، كما ستفعل بصاحبة تلك الصوره سأفعل بها، ستكون جزءً من مكافأتى كم أهوى نوعية تلك المرآه 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.....
بالأسكندريه قبل ساعتين ونصف تقريباً 
إتصال هاتفى 
رد عليه محمود بصدمه: يعنى أيه فابيو خرج من المستشفى  بدون ما حد من المراقبه  ما يشوفه، كان لابس طاقية الأخفا ولا إتحول لشبح، دى مصيبه متأكد  إحنا كده وقعنا فى خدعه بس كان هدفه أيه من وراء أنه يدخل المستشفى  وبعدها يهرب منها من غير ما نلاحظ هروبه.....؟ 
توقف محمود يُفكر لثوانى ثم قال بإستنتاج: رفعت... 
فابيو هدفه رفعت... رفعت لازم ياخد حذره، إقفل إنت  دلوقتى.
أغلق محمود هاتفه وخرج سريعاً  من مكتبه وتوجه الى مكتب القائد ودخل بعد أن أذن له قدم تحيه عسكريه لقائده قائلاً: مصيبه يا أفندم للآسف فقدنا آثر فابيو بعد ما غفل المراقبه اللى كانت عالمستشفى اللى كان فيها. 
تعجب القاىد قائلاً: يعنى حكايه تسممه كانت  فخ منه، طب ومراقبتكم اللى كانت على چاكلين وهاشم الزهار ونجيب الكفراوى. 
تحدث محمود بآسف: چاكلين وهاشم  معرفش يا أفندم إحنا مراقبين الڤيلا اللى كانوا فيها، وممكن يكونوا خرجوا مقدرش أتأكد بوجودهم جواها غير لو هجمت عالڤيلا ومعنديش سبب أنى أهجم عالڤيلا، ونجيب الكفراوى نفسه ميعرفش إنه إنكشف لينا، فالبتأكيد عنده حريه فى الحركه غير أنه ممكن بسهوله يهرب من المراقبه له ممكن يخرج عربية الحراسه وعربيه تانيه ويوهم اللى قدامه إنه خرج ويخرج هو بعربيه عاديه... أنا عندى شك شبه يقين يا أفندم بهدف المجموعه  دى، رفعت كان معايا  على إتصال قبل ساعات وقالى إن نجيب الكفراوى  زارهُ فى السرايا إمبارح وطلب منه مساعدته له فى الإنتخابات بس رفعت قفل فى وشه الطريق وكمان طلب منه تسليم هاشم الزهار له مقابل إن يساعده قصاد المرشح التانى، اللى دعم رفعت له بسهوله يكسبه الإنتخابات. 
نهض القائد قائلاً: معنى اللى بتقوله أيه... يعنى هدفهم رفعت. 
رد محمود: ده توقعى يا أفندم، رفعت  هدفهم لكذا سبب عندهم، أولاً  الإنتقام بعد مصادرة العمليه الاخيره  لهم،  متأكد هاشم قبل ما يهرب ممكن يكون شاف رفعت وأكيد عرف إنه مسابش الخدمه فى البحريه. 
ثانياً فابيو إحنا عارفين إنه على عداوه مع رفعت بسبب إن رفعت كان هو اللى صفى والد فابيو فى أحد العمليات مشاركه بينا وبين البحريه اليونانيه.
تحدث القائد:إتصل على رفعت حذره
فتح محمود هاتفه يتصل على رفعت لكن يعطى خارج النطاق،نظر للقائد قائلاً: موبايل رفعت بيدى خارج النطاق... هتصل عالتليفون الارضى. 
إتصل محمود عالهاتف الارضى لكن أعطى له أن الهاتف مفصول من الخدمه. 
نظر محمود للقائد: كمان التليفون  الارضى مفصول من الخدمه. 
رد القائد بيقين هو الآخر:بكده يبقى رفعت هو هدفهم،بسرعه بلغ مديرية الآمن التابع لها الزهار،لازم تتدخل...فابيو قدر يوهمنا ووقعنا فى فخ كبير،رفعت هدف كبير بالنسبه له أزاى مفكرناش فى كده،هجومه على رفعت رد كبير،ولأن هيبقى له أكتر من تفسير
الأول تصفية رفعت إنتقام زي ما بتقول،وكمان الهدف التانى زعزعة الآمن العام متنساش إن رفعت ضابط بحريه حتى لو كان سابق فهو من رجال الدوله وهتتحسب إنها عمليه إرهابيه،والشرقيه من المحافظات الهاديه،لو حصل فيها هجوم إرهابى معناه كبير إن مصر مش آمنه،فابيو فعلاً بركان.
تحدث محمود:فعلاً يا أفندم أنا هتصل على مديرية الآمن،وكمان رامى أخو رفعت هنا فى إسكندريه هتصل عليه وأقوله يمكن يقدر يساعدنا فى الوصول لرفعت بأى طريقه.
رد القائد:تمام  إتصرف بسرعه أكيد الهجوم على رفعت هيكون النهارده.
رفع محمود يدهُ يؤدى التحيه العسكريه للقائد قائلاً:تمام يا أفندم انا هتصرف بسرعه وربنا يستر. 
بالفعل خرج محمود سريعاً من غرفة القائد يستمع الى رنين هاتفه حتى أتاه الرد بمزح:
حظابط محمود من زمان والله مشاغبتش فى حد.
رد محمود:مش وقت هزار يا رامى...رفعت فى خطر.
تخدث رامى بلهفه ورجفه:بتقول أيه...أيه اللى جرى ل رفعت؟
رد محمود:رفعت هدف لمجرم عاوز ينتقم سواء من الشرطه أو من رفعت نفسه،إسمعنى،خطوط الموبيلات تقريباً مفيش شبكات شغاله  فى الزهار كلها،ومش عارف كمان الخطوط الأرضيه كده أو لأ،بس انا بتصل على رفعت عالتليفون الارضى بيدى مفصول من الخدمه،دلوقتي مفيش طريقه نتواصل بيها برفعت نحظرهُ يتصرف قبل ما أوصل لعنده.
رد رامى: انا  كمان هروح الزهار بنفسى دلوقتي وهحاول أتصرف،بس خليك معايا على تواصل.
رد محمود:تمام...ربنا يستر.
أغلق رامى الهاتف يشعر بتوهه وخوف،على رفعت...رفعت ليس فقط أخيه الآكبر،بل هو كل شئ بحياته لم ينسى يوم أن أنقذه من الحريق،ربما أختلف معاه بأمر ما ربما لم يكن يستحق كل رد الفعل هذا،الآن فكر يا رامى...رفعت بخطر.
فكر رامى سريعاً وقال:وسيم.
بالفعل قام بالأتصال على هاتف وسيم...خارج التغطيه..إذن هو بالزهار  أغلق الخط وقام بالإتصال على هاتف منزل هاشم الزهار الارضى وهو يتمنى أن لا يكون هاشم بالمنزل،وقد كان.
ردت إحدى الخادمات عليه تحدث لها سريعاً:عاوز أتكلم مع الدكتور وسيم.
ردت الخادمه:الدكتور وسيم مش فى البيت.
تحير رامى قائلاً:مدام مهره،قولى لها رامى،بسرعه.
بالفعل ثوانى كانت مهره ترد على رامى من غرفتها.
تحدث رامى سريعاً: فين وسيم يا عمتى محتاج له ضرورى.
ردت مهره:وسيم بقاله فتره مش بيبات هنا فى البيت بيروح ينام فى بيت وحيد الشامى،عاوزه ليه؟
رد رامى: عاوزه فى آمر خاص ممكن تبعتى له أى حد بسرعه وخليه يرجع يكلمنى من أى تليفون أرضى،واضح إن شبكات الموبايل فى الزهار  واقعه.
تعجبت مهره قائله:خير عاوزه فى ايه ومال صوتك ملهوف كده ليه؟
رد رامى:مفيش يا عمتى من فضلك محتاج وسيم يكلمنى بسرعه هقفل دلوقتي.
إستغربت مهره،وشعرت بحدوث شئ سئ  ،نهضت سريعاً من على فراشها،وأبدلت ملابسها سريعاً وفى ظرف دقائق كانت بمنزل والد وسيم فتحت بتلك المفاتيح التى معها،ودخلت الى غرفة النوم 
وجدت وسيم نائم أيقظته بهدوء قليلا. 
لكن إستيقظ وسيم بفزع قائلاً:ماما خير،أيه اللى جابك هنا دلوقتى.
ردت مهره:خير يا وسيم قوم البس هدومك بسرعه وانا هستناك بره.
خرجت مهره خارج الغرفه،فى لحظات خرج وسيم يرتدى جزء من ثيابه ويكمل إرتداء  باقى ملابسه وقال:خير يا ماما.
ردت مهره:يارب خير أنا معرفش رامى اتصل عليا عالتليفون الارضى وبيقولى شبكه الموبايل واقعه وهو عاوزك تتصل عليه بسرعه من أى تليفون أرضى،يلا بسرعه،نبرة صوته كانت تخوف.
دخل الخوف لقلب وسيم وفتح هاتفه..بالفعل لايوجد شبكه،تعجب،وقال:يلا بينا بسرعه أنا كمان قلقت.
بالفعل فى دقائق كانوا بمنزل هاشم الزهار...طلب وسيم هاتف رامى 
الذى رد سريعاً يقول:وسيم  رفعت.
تحدث وسيم قائلاً:ماله رفعت ومال صوتك ملهوف كده ليه.
رد رامى:بلاش تقاطعنى...رفعت بخطر إنت فى الزهار  إلحقه أنا فى السكه وجاى قدامى أقل من ساعه وهوصل،لازم حد يلحقه بسرعه ويحذرهُ.
إرتجف وسيم قائلاً:بتقول إيه وأيه الخطر اللى رفعت فيه؟
رد رامى:مش وقت شرح بقولك حاول بسرعه تروح تحذره يطلع من السرايا يلا  أنا قربت أوصل.
أغلق وسيم الهاتف، لم ينتظر وسيم أن يضع سماعة الهاتف بمكانها ونظر الى مهره قائلاً: فى هنا سلاح أكيد قوليلى هو فين مكانه بسرعه. 
إرتجفت مهره قائله: سلاح ليه فى أيه وماله رفعت سمعتك بتتكلم مع رامى عنه.
رد وسيم:مش وقته يا ماما...بسرعه فين السلاح اللى هنا خلينى ألحق أروح للسرايا.
ذهبت مهره الى غرفة المكتب وفتحت إحدى الخزائن وأخرجت منها سلاح،لكن وقع بصر وسيم على سلاح آخر،فقام بأخده هو الآخر وآخذ بعض الذخيره الموجوده بالخزنه وغادر دون أن يلتفت لنداء مهره المرتعبه.
بالفعل ما هى الادقاىق وكان وسيم أمام سرايا رفعت لكن كان هناك ما صدمه،سيارتان دفع رباعى وهنالك سياره أخرى كبيره تشبه سيارة ترحيلات السجون  وكذالك أصوات لإطلاق الرصاص من داخل السرايا ،للحظه توقف عقلهُ، لكن هو الآن أمام خيار واحد
... هو الأخوه الحقيقيه... رفعت كان  بالنسبه له أخ أكبر دائماً، ربما حدث خلاف، لكن أخوة... لا مكان للخوف الآن، عليه المغامره هو الآخر، بالفعل تسحب من خلف السرايا وذهب الى ذالك الباب المعدنى الصغير إنصدم حين رآه شبه مفتوح، إذن هؤلاء المرتزقه تمكنوا من الدخول  الى السرايا عن طريق هذا الباب الصغير، بدون تفكير، إنحنى ودخل من ذالك الباب، حين دخل كانت السرايا معتمه بعض الانوار الحمراء فقط هى من تضئ بالمكان وما كانت الإ أنوار أسلحة هؤلاء المرتزقه  ، اللذين يتشابكون مع الحرس الموجود بالسرايا، والذى بدأو يتساقطون أمام هؤلاء المرتزقه، كادت رصاصه أن تُصيبه لكن القدر أنجاه منها، حين إبتعد خطوات، وتخبئ خلف ذالك الحوض المائى الكبير الخاص بإستحمام الخيل، نظر نحو إستطبلات الخيل هنالك مرتزقه على وجوههم النصر وهو يحسبون الغنائم فيبدوا أنهم مرتزقه لُعناء... لكن وسيم لا يهمه الخيول، تذهب الى الججيم... رفعت هو ما يهمه الآن. 
حاول وسيم التخفى من أمام هولاء المرتزقه  وبالفعل إقترب من الدخول من السرايا، لكن كانت الأبواب عليها أوغاد، شت عقل وسيم، وهو يسمع لأصوات الرصاص من داخل مبنى السرايا نفسها، رفعت... ماذا حل به ماذا فعل الأوغاد، لكن لا إستسلام، سيجازف حتى إن لقى حتفه هو الآخر، بالفعل تسرب الى أحد الابواب بالسرايا كان وغداً واحداً يقف، صاوب وسيم على رأسه، ليقع صريع بعدها، أزاح جثته قليلاً  وأخذ سلاحهُ الناري ثم دخل الى الداخل يتسحب هو الآخر، هو الآن بداخل السرايا عليه السير بحذر أكثر.
بينما رفعت بعد أن قام بأغلاق تلك الحائط على زينب توجه الى غرفة نومه مره أخرى وفتح إحدى الخزائن وأخرج منها سلاح نارى آلى مثل أسلحة القناصه ووضع ذالك النصل الأبيض أيضاً بجيبه وكاد أن يرتدى درعهُ الواقى،لكن صوت الرصاص يقترب يبدوا ان الأوغاد دخلوا الى مبنى السرايا،وضع الدرع على صدره دون إحكامه جيداً،وأخذ ذخيره معه وتوجه الى سلم السرايا الداخلى،وقف خلف حائط رأى إنعكاس ذالك الشعاع الأحمر الصاعد على السلم  وقف يترقب إقتراب ذالك الوغد، الى أن فجائهُ امامه فقام بقنصه  وإتخذ من جسدهُ درع واقى له، فى مقابلته لهجوم وغد آخر إستطاع رفعت النيل منه أيضاً وقام بالنزول  من على سلم السرايا، واجه وغد آخر،تحدث عقل رفعت فى ذالك الوقت:يبدوا أن من يريدون إبادته اليوم قد تواصوا به،فهنالك الكثير من المرتزقه الأوغاد،كان بمعركه ضاريه بها وحيد الى الآن،لكن إنقلبت الموازين بعد صوت سرينة الشرطه التى آتت...أيقن رفعت أن الشرطه آتت بعد سماع صوت إطلاق الرصاص لكن الحقيقه كانت غير ذالك 
فمن آتت بالشرطه الى المنزل كانت 
مهره 
التى  تعقبت وسيم حين خرج ورأت تلك السيارات واقفه أمام سرايا الزهار وقبل أن تحذر وسيم من الدخول،كان قد دخل بالفعل للسرايا للحظه شاور عقلها أن تدخل خلفه وتلقى ما تلقى،لكن عادت تفكر وقالت النقطه....بالفعل ذهبت مُسرعه الى ذالك القسم الذى بالبلده ودخلت مباشرةً الى غرفة الضابط تلهث قائله بنهجان:
ولادى،بخطر إلحقوقوا ولادى التلاته.
وقف الضابط يُشبه عليها قليلاً وقال:ولادك مين يا مدام....؟
ردت مهره:أنا مهره الزهار...ولادى فى سرايا رفعت الزهار فى مجرمين دخلوا للسرايا وبيضربوا نار جواها وجوه السرايا ولادى....رفعت ووسيم والدكتوره زينب،لازم تلحقهم قبل المجرمين ما يضروهم.
تحدث الضابط قائلاً:بتقولى ايه يا مدام يعنى أيه ضرب نار جوه السرايا مش يمكن....
قبل أن يكمل الضابط الرد على مهره كان يدخل أحد العساكر  بتلك الإشاره الى الضابط قائلاً:يا افندم فى عسكرى زميل من المركز عاوز يقابلك.
سمح الضابط للعسكرى الآخر بالدخول.
دخل العسكري الآخر بيده ورقه مختومه قائلاً:أنا جاى باشاره من المركز وصلنا أن فى هجوم هيحصل على سرايا الزهار ولازم ننزل بقوه كبيره وبالفعل إحنا نزلنا والقوه زمانها على وصول لسرايا رفعت الزهار،بس ده آمر بمساعدتكم للقوه دى فى التصدى للإرهابيين.
شعرت مهره الواقفه بالراحه قليلاً لكن مازال قلبها يخفق بسرعه كبيره. 
تحدث الضابط بأمر لأحد العساكر:حضرلى القوه حالاً. 
ذهب العسكرى يجمع القوه لكن نظر الضابط للعسكرى المُرسل قائلاً: طب ليه أنا مجاليش إشاره مباشره من المركز. 
رد العسكرى: شبكات الموبيلات إتعطلت عن الزهار كلها  وكمان تليفون القسم ده مش بيرد بيدى خارج الخدمه. 
تعجب الضابط وبالفعل أمسك الهاتف الأرضى، ليس به حراره، وفتح جواله الشخصى لم يلتقط أى شبكه. 
فقال: واضح إنه كمين مدبر كويس. 
تعجبت مهره كيف كان بهاتف منزلها الارضى حراره وهنا لا، إذن كما قال الضابط كمين مدبر... تضرعت الى الله أن يلطف بهؤلاء الثلاث الموجودين الآن بالسرايا. 
بعد قليل كانت سيارات الشرطه سواء الآتيه من المركز أو ذالك الدعم من قسم شرطة البلده والتى كانت معهم مهره، 
كانوا يدخلون من بوابة السرايا بعد أن دخل بعض عناصر الشرطه الى داخل السرايا وإشتبكوا مع بعض المرتزقه اللذين تفاجئوا بمجئ الشرطه السريع،تساقط بعض المرتزقه سهل على القوة العسكريه التمكن من خارج مبنى السرايا  وفتحوا الابواب امام باقى القوات للدخول ليتعاملوا مع باقى هؤلاء المرتزقه،دخلت معهم مهره،لكن أوقفها الضابط قائلاً:من فضلك يا مدام مش مسموح بدخولك،إدعى لينا وإحنا واللى فى السرايا،دخولك نقطة ضعف.
رغم فزع مهره لكن وقفت بعيد عن الاشتباك تدعى وتتضرع الى أن رآت سيارة رامى  شعرت بخوف أكبر ها هو جاء الرابع، لا تعلم ماذا حدث بالثلاث الآخرين ليأتى الرابع الذى أوقف سيارته ونزل يُشهر سلاحه هو الآخر، لكن أثناء دخوله تفاجئ بمهره واقفه، إقترب منها قائلاً: عمتى مهره  ... 
ردت مهره: ربنا يلطف وسيم جوه وزينب ورفعت معرفش حصل لهم أيه، قلبى مش مطمن. 
قبل أن يرد رامى كان قد وصل محمود هو الآخر 
لم يرد رامى ودخل خلف محمود الى السرايا. 
بينما بداخل السرايا، كان الرصاص يتطاير عشوائى، مجموعه من المرتزقه تطارد رجلا  واحد هكذا خُيل لهم، لكن بالحقيقة  كانا إثنان، 
يتخفيان بين أركان السرايا اللذان يعرفان كل شبر بها وذالك ما ساعدهم حتى الآن، لكن فجأه عادت الانوار للسرايا، تكشف المكان مما سهل على هؤلاء  المرتزقه الجبناء رؤية المكان، ذهب أحد المرتزقه بعد أن رأى مكان تخفى رفعت، ذهب يسير كالثعلب المكار بعد أن أوقف ضرب الرصاص يوهم رفعت أنه قد أنهى المعركه لصالحه،رغم أن رفعت رجل عسكري ويعلم إنها بالتأكيد خدعه من الخِصم الجبان،لكن عليه المجازفه،فسلاحه لم يتبقى منه سوا بضع رصاصات،الآن أمام خيار واحد أن يتقدم هو بخطوه إتجاه ذالك الوغد،لكن فى ذالك الوقت لسوء حظ رفعت كان الدرع الواقى الذى علي صدره قد إنزاح كثيراً بسبب كثرة الحركه وأيضاً عدم تثبيته جيداً
سار رفعت بخطوات حذره يخرج من ذالك المكان المُختبئ به،الى أن أصبح قريب ذالك الوغد   بالفعل هجم الوغد لكن كانت رصاصه كافيه بأخذ روحه، حين كانت الرصاصه من رامى الذى دخل الى السرايا، لكن رامى هو الآخر بمرمى سلاح أحد المرتزقه لكن سوء حظ الآخر وجود وسيم الذى إقتنصه،لكن هنالك فئه أخرى من المرتزقه وكذالك قائدهم ووجود الثلاث بمكان قريب من بعضهم قد يجعلهم هدف سهل،لهؤلاء الأوغاد اللذين اصبحوا محاصرين بين الثلاث أخوه وبين الشرطه،فكر قائد المرتزقه بنفسه فقط لكن اوهم هؤلاء الأغبياء اللذين كانوا معه وقال:
الشهاده فى سبيل الله تناديكم يا جنود الله، إلتفوا حولى لمواجهة أعداء الله.
بالفعل اصحاب العقول المُغيبه إلتفوا حوله  
وكان الثلاث أخوه بالمكان نفسه،
دخل قائد المرتزقه وحوله أربع من الاوغاد يحمونه،بالفعل كان رصاصهم يتطاير بالمكان يكسر أى شئ،إ رصاص 
سلاح رفعت وكذالك وسيم ورامى هو الآخر بدأت ذخيرة أسلحتهم تنفذ،الشرطه بالخلف،والاوغاد بالمنتصف،لكن الأقرب للموت هم الثلاث أخوه، 
جازف رفعت بنفسه وخرج من خلف مخبئه يرفع سلاحهُ يضرب بعشوائيه، إقتنص أحد المرتزقه  ، لكن رصاص الغدر أصابه برصاصه وأخرى وأخرى وها هى الثالثه ثلاث رصاصات بالصدر، 
إنخلع رامى ووسيم اللذان خرج من اماكنهم فلا شئ الآن يستدعى الإختباء، بالفعل بعشوائيه بدأ الاثنان بإطلاق الرصاص، ساعدهم فى ذالك تلك القوات التى دخلت الى المكان  لكن رفعت الذى تهاوى جسده على الارض وجلس خلف أخد الجدران، لاحظ قائد المرتزقه  يركز بسلاحه على رأس وسيم، ذالك الوغد ظن أنه نال من رفعت وقتله، لكن قد تصاوب الفارس لكن السلاح مازال بيده لم يسقط، ولن يسقط قبل أن يُنهى حياة ذالك الوغد، بالفعل قبل أن تخرج رصاصة الوغد من سلاحه وتقتل وسيم، كان جسد ذالك الوغد يتهاوى مدرج فى الدماء التى تسيل من منتصف رأسهُ،لكن وسيم لم يفلت من رصاصة الوغد،لكن بدل أن تصيبه فى مقتل أصابت عضد إحدى يديه....مع سقوط قائد المرتزقه قتيلاً 
دخل رجال الشرطه برفقة محمود الذى ذهب سريعاً لمكان جلوس رفعت خلف الحائط وقال له:رفعت.
تحدث رفعت بخفوت وآلم: رامى وسيم 
توجه الإثنان له سريعاً وجثيا الى جواره. 
تحدث رفعت وهو يلفظ أنفاسه: رامى... زينب  فى المخبأ القديم بتاعنا، إطلع إفتح لها. 
دمعه نزلت من عين رامى وحاول حمل رفعت يقول: مش هسيبك يا رفعت، خلينا  نروح للمستشفى بسرعه. 
رد رفعت: بقولك إطلع إفتح  لزينب، أنا معايا وسيم ومحمود هياخدونى للوحده أنا وعدت زينب إنك تخرجها من السرايا سليمه، نفذ وعدى لها،رجاءً وهاتها للوحده الصحيه هتلاقينى هناك. 
إمتثل رامى ل رفعت وتركه مع محمود ووسيم،الذى تدمعت عينه وقال:خلينا ناخد رفعت بسرعه للمستشفى مش فى أسعاف مع القوه اللى جت من الشرطه
بالفعل لحظات كان رفعت بداخل،سيارة الإسعاف،لكن طلب من محمود ووسيم  أن يأخذنه الى الوحده الصحيه.. قائلاً: 
زينب هتجى لهناك.
بينما بتلك الغرفه المحبوسه بها زينب جلست أرضاً تبكى تشعر بآلم حارق بصدرها مع صوت كل رصاصه تسمعها،جثت على ركبتبها ووضعت يديها على أذنيها كأنها تصمهما لا تريد سماع المزيد،تتخيل صوره واحده امام عيناها،رفعت قد إنتهى كيف سينجو وهو وحيد ،لكن عاد لها الأمل حين سمعت صوت سرينة الشرطه،لكن ذالك الأمل واهى كيف سينجو رفعت بعد كل هذا الأصوات المُخيفه.
ليته تركها تواجه معه نفس المصير لما حبسها وخرج وحيد،لما لم يبقى معها أو أخذها معه،الشيطان يلعب بها،رفعت قُتل  فجأه صمت صوت الرصاص....إعترفت قائله:بحبك يا رفعت.
فاقت زينب على صوت فتح الباب وصوت رامى يقول: ورفعت كمان بيحبك  ومحتاج ليكى  خلينا نلحقه بسرعه.
نهضت زينب سريعاً وقالت بلهفه:رامى...رفعت قالى إنك هتيجى وتطلعنى،بس...قولى إن رفعت عايش.
رد رامى: رفعت  لحد  ما طلعتلك سيبته عايش،بس... 
تحدثت زينب بلهفه: بس أيه إتصاب، خلينى أنزل له بسرعه... يلا
بالفعل نزلت زينب الى أسفل السرايا،أثار تدمير الرصاص بكل مكان  
لكن وجدت مهره فقط  تقف تبكى. 
إقتربت زينب  من مهره قائله: رفعت فين؟ 
رد رامى: أكيد وسيم ومحمود  خدوه للوحده خلونا نلحقه بسرعه 
بالفعل بعد دقائق كانت تجرى زينب بممر الوحده ودخلت مباشرة الى غرفة العمليات... 
كان رفعت ممدد على فراش العمليات مدرج بدماؤه التى تسيل ومعه إثنان من الأطباء وبعض الممرضين. 
إقتربت منه بلهفه قائله: رفعت. 
نظر لها رفعت ورسم بسمه راحه قائلاً: وفيت بوعدى ليكى يا دكتوره رامى..... 
وضعت  زينب يدها على فم رفعت قائله: بلاش تتكلم  ، أنا عاوزاك توعدنى وعد تانى، إنك هتعيش يا رفعت.
رد رفعت:مش بأيدى يا دكتوره...ده بأيد القدر.
ردت زينب:قاوم يا رفعت،لو كنت غاليه عليك وعاوزنى أسامحك زى ما طلبت منى قبل ما تقفل عليا وتخرج من الاوضه.
رد رفعت:إنتى أغلى شئ عندى يا زينب أنا.....
إبتلع رفعت ريقهُ وحاول التحدث...لكن ذالك الجهاز الذى كان موضوع بيد رفعت يجث نبض الحياه بداخل جسده قد قام بالتصفير.
ذُهل عقل زينب وضربت بيدها على صدر رفعت قائله:
إنت أيه مش قادر تكمل مره وتقول كلمه بحبك،بس أنا بحبك يا همجى ومش هسمحلك تموت قبل ما تعترف بلسانك إنك بتحبني .
قالت زينب هذا وإستقوت قائله:هاتلى الصاعق الطبى بسرعه.
أعطى لها أحد الممرضين ذالك الصاعق،وقام بتشغيله سريعاً
صعقت زينب رفعت مره وإثنان،لكن لا جدوى،قالت للممرض إرفع الڤولت أعلى،ثم اعلى 
صعقت زينب رفعت أكتر من مره كانت عيناها مُعلقه بشاشة جهاز النبضات،ليست عيناها فقط بل قلبها وعقلها وكل ذره بجسدها وقبل كل ذالك كانت روحها 
تحدث أحد الاطباء ببسمه قائلاً: النبض رجع يا دكتوره. 
تنهدت زينب تشعر كآن روحها هى من رُدت لها  وقالت:  بسرعه جهزوا المريض للعمليه على ما أعقم أيدى.
ما هى الا لحظات وبدأت زينب بمسك المشرط الطبى بيدها التى لم تهتز،لكن اثناء العمليه  تحدثت إحدى الممرضات التى دخلت للغرفه بكيس دم  قائله: 
دكتوره فصيلة دم رفعت بيه تقريبا خلصت من المستشفى هنعمل أيه ده آخر كيس دم موجود من الفصيله دى فى بنك الدم. 
نظرت زينب للموجودين حولها وقالت: مين منكم نفس الفصيله، أنا من نفس الفصيله بس مينفعش أتبرع له بدمى، أعتقد.... 
قبل أن تكمل زينب طلبها من الموجودين بغرفة العمليات، وجدت باب غرفة العمليات يفتح ودخل رامى ينزع عن جسده قميصه قائلاً: أنا ورفعت نفس فصيلة الدم خدى كل اللى محتاجاه منى، حتى لو دمى كله إتصفى، بس رفعت لازم يعيش يا زينب. 
تبسمت زينب بتصميم وأمل قائله: هيعيش يا رامى. 
بينما ذالك الممدد أمامهم  حين توقف نبضه منذ قليل كان بعالم آخر، يرى ذكرى الماضى أمامهُ
فلاشــــــــ..... ـــــــباك
كان ذالك اليوم يوم أجازته من الأكاديميه، لا يعلم أكان من حُسن الحظ أم سوء حظه تأخيرهُ مع زملاؤه بالأسكندريه، وصل الى الزهار فى حوالى الثانيه عشر منتصف الليل، ليرى السرايا تشتعل بالنيران 
دخل سريعاً  وصعد وسط النيران يتجنبها قابل والداته التى تحاول إطفاء تلك النيران التى تشتعل بملابس رامى بيديها التى إحترقت من النيران نظرت لرفعت وقالت برجفه ولهفه  قائله: خد رامى بسرعه وأخرج بيه من النيران  يا رفعت، حاذر من النار. 
مسك رفعت يد رامى وقال: وانتى يا ماما تعالى معانا. 
ردت والداته: بسرعه خد أخوك وخرجه من النيران دى النار مسكت تانى فيه، أنا هروح أجيب رحمه من أوضتها وأجيب بابا ونحصلكم، بس أخرج بأخوك دلوقتي  بسرعه. 
حمل رفعت رامى فوق كتفه وخرج من السرايا ووضعه بحديقة السرايا، وقام برمى بعض الرمال عليه، الى أن إنطفئت تلك النيران  قال ل رامى، أستنانى هنا هجيب  ماما وبابا ورحمه. 
ظل رامى مكانه بحديقة المنزل يبكى ليس فقط من ألم الحريق بجسده بل يبكى بُكاء طفل يشعر بحريق فقد الأهل، فالنيران بدأت تزيد حين أتى العمال بالمياه يحاولون إطفائها، كانت حين تُسكب المياه تشتد الحريق، غابت سيارات الأطفاء، الى أن آتت متأخره 
دخل رفعت الى داخل السرايا وصعد مره أخرى، تجنب من النيران، لكن النيران  أصبحت أقوى، هى نيران من جُهنم، ذهب الى ذالك الممر عيناه تبحث عن ذويه، غرفة أخته الباب لم يعد له مكان، رأها تشتعل والنيران تمنعه من الدخول الى الغرفه، كلما حاول الدخول للغرفه كان شئ يجذبه للخلف مره أخرى، الى أن سمع صوت والداته تستغيث به قائله: أطلع   بره النيران يا رفعت، نظر لوالداته هى الأخرى بالغرفه مع والداه الذى إلتهمته النيران حين حاول  الاثنان إنقاذ أخته، لكن النيران إلتهمت الثلاث، ذابت  أجسادهم أمامه كالشمع الذى يذوب بسبب فتيل رفيع، كانوا يذبون بين النيران وهو غير قادر على إنقاذهم، تمنى أن يحترق معهم ويذوب مثلهم، لكن لا يعلم أن القدر أرسل له رجال المطافئ وبدأت تتعامل مع النيران وتطفئها لكن آتت متأخره مثلهُ، لا يعلم من سحبه  وقتها من تلك النيران  وخرج به الى فناء السرايا، لم يفيق الا على يد من إحتضنه قائلاً  بدموع ووجع: بابا.. ماما... رحمه، فين يا رفعت قولت هتدخل تحيبهم، ليه سيبتهم يا رفعت ياريتك سيبتنى معاهم... 
إحتضن رفعت أخيه قائلاً  بدموع  تحجرت فى مقلتيه: ياريتنى كمان كنت معاهم يا رامى. 
بكى رامى  بحرقه يضم جسد أخاه كذالك رفعت فعل، فالأسره الصغيره التى كان الجميع يحسد رضوان عليها ذاب أكثر من نصفها فى نيران حارقه... تحدث عقل رفعت: لما تأخر فى العوده، ليته عاد باكراً ربما كان أنقذهم، أو ربما كان إحترق معهم، لما أعطاه القدر اليوم فرصه أخرى للحياه  ... ليحيى بقلب مُحترق 
ذُهل عقله وهو يرى النيران فى السرايا بدأت تنتطفئ بعد أن آتت المطافئ، كيف قبل ذالك لم تنطفئ حين  حاول العمال بالسرايا والاستطبل إطفاء الحريق بالمياه، كانت تتوهج أكثر، كل شئ تساوى بالرماد السرايا عباره عن جدران سوداء  خاويه. 
لكن فجأه إشتعلت النيران  مره أخرى، ترك رفعت رامى وذهب يتوجه الى داخل النيران، لكن قبل أن يضع ساقهُ بين النيران، سمع صوت خلفه يقول: لأ يا رفعت. 
نظر خلفه رأى دخان كثيف وفتاه تخترق الدخان الكثيف  بيدها دلو  ومسكت بيدهُ قائله: مش هسمحلك تدخل للنيران تانى يا رفعت. 
نظر رفعت لتلك اليد التى إحتوت معصم يدهُ ثم رفع وجهه ينظر الى وجه تلك الفتاه... 
تعجب كثيراً  يقول: زينب! 
ردت زينب: أيوا أنا الشجره الطيبه  يا رفعت
قالت هذا وألقت ذالك الدلو الذى بيدها على وجهه، ليعود فى تلك اللحظه الى الحياه مره أخرى، بسبب تلك اليد التى سحبته من تلك النيران ترميه بمياه تُهدأ من حريق صدرهُ المشتعل بتلك الرصاصات. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بالوحده الصحيه، 
إنتهى أحد الأطباء من تضميد ذراع وسيم  
خرج وسيم من الغرفه وتوجه مباشرةً الى مكان غرفة العمليات.
بينما أمام ممر غرفة العمليات 
كانت تجلس مُهره يرتجف قلبها،تدعوا أن ينجوا رفعت عيناها إختفى لونها أصبحت لون الدماء  ... تفاجئت بمن يجثوا أمامها ومد يدهُ ويمسك يدها. 
نظرت الى من يمُسك يدها وقالت ببكاء: نعمان... عرفت منين؟ 
رد نعمان: البلد كلها صحيت على صوت الرصاص يا مهره ولما روحت  للسرايا لقيت الشرطه منتشره بالمكان حتى فرضوا حظر تجول بس مهمنيش وقولت لازم أكون جانبك...  وكمان الشرطه هنا فى الوحده.
بكت مهره قائله:رفعت إتصاب فى صدرهُ وحالته خطر ورامى دخل أوضة العمليات يتبرع له بدم، وكمان وسيم إنصاب فى دراعه
غص قلب نعمان وربت على يد مهره قائلاً:  تفائلى بالخير  يا مهره وإدعى لهم يا مهره وقولى يارب. 
ردت مهره: يارب. 
فى ذالك الأثناء وصل وسيم إندهش حين رأى نعمان جاثياً أمام مهره يمسك يدها. 
تحدث قائلاً: فين رامى... محدش طلع من العمليات. 
سحبت مهره يدها من يدي نعمان وقالت: رامى دخل يتبرع ل رفعت بالدم الممرضه كانت طلعت من شويه تاخد كيس دم وقالت لينا إن فى أزمه فى الدم وقالت لسه  العمليه شغاله وإنت عامل أيه. 
رد وسيم: أنا الحمد لله كويس الدكتور طلع الرصاصه من دراعى والجرح مش كبير. 
تنهدت مهره براحه قليلاً قائله: يارب عقبال ما أطمن على رفعت. 
رد وسيم: خير إنشاء الله طالما العمليه غابت كده يبقى رفعت هيقاوم إنشاء الله. 
نهض نعمان وجلس جوار مهره، نظر له قائلاً:يارب خير...رفعت بيفكرنى بالمرحوم رضوان كان فى نفس قوتك وشجعاته كده.
ردت مهره بحسره: رضوان كان فعلاً بنفس خصال رفعت بس للأسف مات فى حريق مُشابه للهجوم اللى حصل النهارده. 
حل الصمت على المكان والإنتظار أصعب شئ، والفِكر يتراقص به الشيطان  بين لحظه وأخرى هنالك إحتمالان، إما الخروج وإعلان نجاة رفعت، أو الإحتمال القاهر.... موت رفعت. 
نهت مهره ذالك الإحتمال عن تفكيرها، فى ذالك الوقت خرج رامى من غرفة العمليات،يُغلق أزرار قميصه، يبدوا على وجهه الشحوب 
والشعور بالدوخان. 
نهض نعمان سريعاً وتوجه له وقام بسنده الى ان جلس على أحد المقاعد وقال: لازم تعلق محلول بسرعه، قوم معايا. 
رد رامى بدوخان: أنا كويس، بس منظر رفعت وهو نايم على سرير أوضة العمليات  هو اللى تاعبنى. 
رد وسيم  بآلم: بلاش عناد تعالى معايا إنت لازم تعوض الدم اللى إتبرعت بيه بسرعه. 
رد رامى: قولتلك أنا كويس مالوش لازمه شويه وهبقى كويس أنا مش هتحرك من هنا قبل ما رفعت يطلع من أوضة العمليات. 
سالت دموع مهره بحُزن... أمامها الثلاث فرسان مُصابون كل منهم يقاوم بكذب
فقالت هقوم أجيب عصير،لازم يشرب سوايل تعوض الدم اللى أخدوه .
 
تحدث نعمان خليكى يا مهره أنا هجيبله العصير وأرجع بسرعه. 
بالفعل ما هى الإ دقائق، كان يعود بأكثر من علبه كارتونيه صغيره
أعطاها لرامى قائلاً: حاول تشرب أى عصير، وشك بدأ لونه يزرق بلاش عناد. 
إمتثل رامى لطلب نعمان هو بالفعل بدأ يشعر بالضعف وخاف أن يغيب عن الوعى، ربما بعض رشفات العصير تُعيد له بعض الطاقه الذى يحتاجها الآن. 
بعد وقت ليس بقليل. 
بداخل غرفة العمليات. 
إنتهت زينب من إخراج تلك الرصاصات من صدر رفعت وقامت بتقطيب مكانها، قامت بوضع ضماد كبير على صدرهُ. 
رفعت وجهها نظرت لوجه رفعت النائم... شعرت بنغزه قويه فى قلبها حقاً كان يستفزها وتقوم بالدعاء عليه، لكن فى تلك اللحظه ندمت كثيراً  ليتها ما دعت عليه، كل ما تتمناه الآن أن يعود يفتح عيناه ويعود لإستفزازها سواء كان بالفعل أو القول... لكن هو بسبات عميق يصارع الموت... ربما مازال معه بمعركه دائره. 
خرجت زينب من غرفة العمليات تشعر بإرهاق وإنهاك كبير. 
نهض رامى ومهره ووسيم وكذالك نعمان.. 
تحدثت مهره: رفعت. 
ردت زينب: رفعت هيطلع على العنايه المركزه.
ردت مهره:يعنى أيه،حياة رفعت لسه فى خطر. 
صمتت زينب أثناء خروج رفعت من غرفة العمليات الى غرفة العنايه المركزه.
نظرت مهره بدموع الى رفعت،التى دخلت خلفه الى غرفة العنايه
نظرت لزينب التى تضع عليه بعض الأجهزه الخاصه والمجثات الحيويه.
بعد قليل دخلت زينب الى مكتبها بالوحده...شعرت بدوخه كبيره كادت تقع لكن سندها نعمان الذى ذهب خلفها قائلاً:مالك يا دكتوره.
ردت زينب:أنا كويسه..شوية إرهاق 
رد نعمان:قوليلى حقيقة وضع رفعت.
ردت زينب:بتمنى ميحصلش مضاعفات على حالته.
رد نعمان بدعاء:ربنا يلطف بيه وبينا،رغم أنى متعاملتش معاه قبل كده بس حاسس إنه زيي إبنى بتمنى ربنا يشفيه.
ردت زينب قائله:إنت حكايتك أيه مع عيلة الزهار.
رد نعمان:حكايتى معاهم نفس حكايتك يا دكتوره عاشق،زى ما أنتى عاشقه رفعت،أنا كمان عاشق مهره،ومش بس عاشقها كانت فى يوم مراتى وأم أبنى اللى لو كان عاش كان هيبقى أخوكى فى الرضاعه يعنى إنتى زي بنتى ...وسمعت إن عندك السكر وجبت ليكى ده.
رغم إندهاش زينب لكن نظرت ليد نعمان...تبسمت بغصه قائله:
بونبونى...نفس النوع اللى كان بيجيبهولى رفعت الهمــــــــــــ....
قطعت زينب الكلمه.
تبسم نعمان يقول:رفعت هيقاوم وهيرجع صدقيني....العشق هو أكبر هدف للمقاومه وقدامك المثال الحي...أنا...أنا اللى رجعنى تانى لهنا  هو العشق.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت تلك الليله 
مع سطوع شمس جديده.
بالأسكندريه،،،بذالك الهنجر كان الأوغاد الأربع فى إنتظار الخبر السعيد...لكن خاب ظنهم،إنقلب المُخطط،هاهى القنوات الفضائيه،تبث أخبار عن سقوط خليه إرهابيه بالشرقيه 
الشرف والزهو للشرطه المصريه...تمكنت من القضاء على خليه إرهابيه كانت تستهدف واحداً من كبار شخصيات المحافظه..ليس هذا فقط بل وكان أحد رجال شرطة البحريه المصريه، الشرطه كان لديها علم بتحركات الخليه مسبقاً  وسمحت لها بدخول تلك السرايا الحصينه، تم القضاء على الخليه بالكامل والقبض على بعض العناصر، الضحايا من الشرطه قلائل بين إصابات خطيره وإصابات عاديه، حتى من كانوا بالسرايا، بخير، وهنالك صوره لخروج صاحب السرايا وزوجته من السرايا أحياء وبلا إصابات. 
كانت صدمه مدويه لهم ذالك الخبر
نهض هاشم يقول بصاعقه: إزاى ده حصل؟ 
رد فابيو: لا أعلم... الخبر يقول أن الشرطه كانت على عِلم بالخليه الإرهابيه. 
نظر نجيب قائلاً: نجاة رفعت مصيبه وحطت علينا كلنا، رفعت قدر يخدعنا، أنا قولت إزاى قدر المرتزقه دخول السرايا، بس كان فخ من رفعت زى ما وهمنا قبل كده إنك ساب الخدمه فى البحريه. 
رد هاشم: اللى يسمعك يقول ندمان، إحنا هنا بعيد. 
رد نجيب: إنت مش سامع الخبر بيقول أيه؟ الشرطه كانت راصده تحركات المجموعه دى.
رد فابيو:هذا كذب من الشرطه...الشرطه تود إظهار نفسها بزهو أمام الشعب،هنالك خطبٍ ما أعد سماع الخبر على الهاتف سترى،من يخرج جوار زوجة رفعت...ليس رفعت...لدي شك فى ذالك هذا فخ جديد لابد أن نحذر.
تحدثت چاكلين:بالفعل هذا صحيح إنظروا معى بالهاتف.
رد نجيب: وهنحذر إزاى؟ 
رد فابيو: أنا سأعود اليوم لليونان، كذالك أنت تعود الى عملك، كذالك  هاشم يعود الى قريته. 
رد هاشم وهو ينظر الى چاكلين  التى سبقت وقالت: أنا سأبقى هنا بالأسكندريه لبضع أيام. 
كذالك  قال هاشم: وأنا مش عاوز ارجع  للزهار لو بإيديا كنت حرقتها كلها وإرتاحت. 
تبسم فابيو يقول: حسناً على راحتكم إفعلوا، لابد من مراوغه قليلاً، وعندي باليونان بعض الاعمال المؤجله سأعود بسببها لكن سأعود لهنا مره أخرى فى أقرب وقت. 
نظر هاشم له يري بعيناه تلك الحسره، هو يعتقد أنه لا يفهمه هو الآخر عيناه  على زوجة رفعت، قرأ ذالك بعيناه وتأكد من ذالك حين إختلس السمع وسمعه وهو يعطى أمراً لقائد المرتزقه بالحفاظ على حياة زوجة رفعت، هذا ما جعله يشعر براحه قليلاً... فابيو ما كان سيحصل على زينب قبلهُ. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه. 
بمكتب زينب.
كانت زينب تضع يديها و رأسها فوقهم على المكتب، ليست نائمه لكن تشعر بإنهاك وأرهاق غير ذالك الوجع الذى يفتك بقلبها 
تفاجئت بدخول والدايها عليها المكتب 
متلهفان. 
إقتربت والداتها منها قائله:زينب إنتى بخير.
رفعت زينب رأسها وقالت:أنا بخير يا ماما إطمنى...توقعت مجيك إنتى وبابا أكيد الخبر إنتشر عالقنوات فى مواقع النت المختلفه
تدمعت عين زينب وقالت:
أنا بخير يا ماما رفعت هو اللى إصابته خطيره.
إحتضنت هاله زينب التى نهضت قائله:هيبقى بخير ياروحى تفائلى.
ردت زينب:يارب يا ماما أدعى له.
رد مجد الذى دخل خلفهم قائلاً بإندهاش:زينب أختى عنيها مدمعه،لأ مش مصدق ومدمعه علشان مين علشان رفعت اللى بتقول عليه همجى،صحيح الحب بيذل الأشرار يا جدعان.
تبسمت زينب رغم شعور قلبها الذى يتوجع.
تحدث صفوت:مش وقت هزار يا مجد..إدعى ل رفعت ربنا يلطف بيه قولى لينا حالته أيه دلوقتي.
ردت زينب بغصوص:أنا مقدرش أحدد حالته قبل يومين ،رفعت يعتبر فى غيبوبه إجباريه مننا  هو  هيفضل تحت تآثير مخدر عام لمدة يومين عالأقل،لأن الإصابه كانت قريبه من الرئه جداً وبسببها فى أزمه فى التنفس الطبيعى...وكمان لو وقفت المخدر  دلوقتي  وفوقته ممكن جسمه ينتكس بسبب الدم الكتير اللى نزفهُ ...المخدر يعتبر زى علاج له بس
خايفه من رد فعل جسم رفعت بعد ما نشيل عنه المخدر ده،ممكن يفضل فى غيبوبه إختياريه منه هو . 
ردت هاله:ربنا يشفيه 
حاولت هاله التخفيف عن زينب وقالت:بس مش ده الهمجى اللى كنت بتضايقى من حركاته الهمجيه أهو هترتاحى من همجيته شويه. 
صمتت زينب.
رد مجد:لأ ما هو على رأى المثل،لا بحبك ولا بقدر على بعدك،بس والله رفعت هو اللى هيرتاح من لسان زوزى.. وهو فى الغيبوبه تلاقيه بيحلم بالحور العين...مش صبى البواب.
بأقسى المواقف قد تكون بسمه تشُق شفتاك قد تعطى لك أمل كبير.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
عصراً بمنزل نعمان. 
دخل رامى... إستقبله نعمان بترحيب وسأله عن رفعت هل هنالك جديد. 
رد رامى: لأ زينب قالت رفعت تحت تأثير مخدر هيستمر معاه لوقت، أنا جاى علشان أشكرك إنك روحت لإسكندريه وجبت مروه وجدتى هما فين. 
رد نعمان: مروه والست إنعام دخلوا يستريحوا شويه... ومعملتش حاجه  أستحق الشكر  عليها... مروه زى بنتى والحاجه إنعام من ريحة الغالين... والداك رضوان الزهار كان زمان له فضل عليا لما إنطردت من الشغل فى بيت همام الزهار خدنى شويه أشتغل عنده جناينى وهو اللى وظفنى فى الحكومه بعدها وقالى الوظيفه دى هتعملى كيان كبير عالاقل مش هكون بشتغل عند حد يذلنى وقت ما يحب. 
رد رامى: أنا هاخد مروه  وجدتى وفى عندنا شقه هنا فى الشرقيه قريبه من الزهار  هنعيش فيها على ما ترميمات السرايا تنتهى.
رد نعمان بعتب: طب ليه يا إبنى مش عاوزنى أرد جزء من جميل والدك رضوان الزهار الله يرحمه،أنا هسيب لك البيت كله تعيش فيه مع الست إنعام ومروه.
شعر رامى بالحرج وقبل أن يرد..خرحت مروه تنظر بشوق ولهفه ودت لو قطعت الخطوات بينها وبين رامى وقامت بحضنه تشعر بنبضات قلبه،تخبره كيف مر عليها الوقت منذ أن رأت ذالك الڤيديو على أحد  المواقع  الإخباريه، لم يهدأ قلبها الإ حين رأت نعمان أمامها بالأسكندريه وطمئنها وطلب منها العوده معه، 
وجدها مستعده لذالك ليست هى فقط، إنعام هى الآخرى آتت معهم رغم عدم عِلمها بما حدث لرفعت ولا بذالك الهجوم الذى حصل على السرايا، حتى أنها طوال الطريق كانت نائمه وحتى حين دخلوا الى منزل نعمان، طلب من نعمان أن يدلها على غرفة النوم تشعر بالارهاق وتود الراحه، دخلت معها مروه، كانت تخشى أن تخبرها بما سمعته من خالها حول حالة رفعت، لكن أنعام حتى لم تبدل ملابسها وتمددت على الفراش سُرعان ما نامت بعدها.
بينما رامى وقع بصره على مروه لاحظ إحمرار عينيها كم أراد أن تأخذه بحضنها يشكى لها خوفه على أخيه يريد منها كلمة إطمئنان فقط...لكن 
تحدث نعمان:تعالى يا مروه شوفى جوزك عاوز ياخدك إنتى والست إنعام تروحوا تعيشوا فى شقه فى الشرقيه،وبيتى موجود.
ردت مروه:هنا زى شقة الشرقيه وكمان خالى مش غريب.
تبسم نعمان وقال:أنتم ولادى عندى كم مشوار هروحهم وبعدها هفوت عالوحده أطمن على رفعت.
غادر نعمان وترك رامى ومروه.
نظرات العيون تبوح بالشوق واللهفه،لكن حديث اللسان كان مقتضباً حين قالت مروه:رفعت عامل أيه دلوقتي؟
رد رامى بآلم:زينب بتقول رفعت مش هيفوق قبل يومين..إصابته خطيره.
ردت مروه:ربنا يشفيه.
نظر رامى لها وقال بعتاب:رفعت بس اللى هتسألى عنه وأنا...؟
ردت مروه:وإنت أيه إنت واقف قدامى كويس وبخير أهو.
نظر لها رامى قائلاً:لأ أنا مش كويس يا مروه...بس طالما إنتى شايفه كده تمام...أنا هبقى مع وسيم فى بيت باباه وأنتى خليكى  هنا فى بيت خالك على ما تخلص ترميمات السرايا و خلي  جدتى معاكى خدى بالك منها،وأى حاجه تحتاجوها إتصلى عليا أنا لازم أرجع للوحده من تانى.
صمتت مروه.
بينما إستدار رامى كى يغادر...شعرت مروه بغصه 
وقبل أن تُخطى رامى قدماه  خارج باب الغرفه نادت عليه مروه بخطوات سريعه كانت تتجه إليه تحتضنه بقوه.
تبسم رامى ولف يديه حولها يحتضنها بقوه.
عادت مروه ونظرت لرامى قائله: متأكده رفعت هيبقى كويس رفعت هيرجع أقوى.
تنهد رامي بأمل يقول:يارب...لازم امشى خلى بالك من جدتى.
تبسمت مروه  قائله:متقلقش عليها.
حضنها رامى  وكذالك هى حضتنه وقامت بتقبيل وجنته 
بينما تحدث رامى: صدقينى بحبك يا مروه لينا قاعده مع بعض بس الوضع اللى إحنا فيه يمر بسلام.
ردت مروه:هيمر يا رامى صدقنى ورفعت هيقوم بالسلامه.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
فجراً
دخلت زينب الى الغرفة  الخاصه برفعت
كم تآلمت وهى ترى رفعت ممدد بهذا الشكل،أنابيب موصوله بجسدهُ وانابيب التنفس الموضوعه على أنفه ،إقتربت من الفراش وإنحنت تُقبل جبيبنهُ قائله: 
أول مره شوفتك فيها بعد ما كنت هتدهسنى بالحصان رغم إنى وقتها كنت متغاظه منك ومن  همجيتك بالذات لما ركبت ورايا الحصان وكنت بتتحرش بيا حتى لو جبتنى هنا للوحده يومها وبعدها مشيت  كان جوايا إحساس تانى مكنتش عارفه ليه نفسى أشوفك تانى وأتعامل معاك عن قُرب وده الدافع اللى خلانى أقدم فيك محضر وأحاول أبتزك... رفعت إنت الشخص الوحيد اللى إتمنيت له الخير والشر مع بعض 
كنت بتمنى لك الخير إنك تبعد عنى وتلاقى غيرى تبدأ معاها بتوافق وحياه سعيده 
وكنت بتمنى لك الشر وأنى أفضل معاك وأنغص عليك حياتك بعنادى الدايم....بحب أعاندك...كمان بحب همجيتك يارفعت...إنت قادر تقاوم يا رفعت مش هقولك علشانى أنا معرفش أنا أيه بالنسبه لك...إن كنت حب حقيقى أو حتى حب إمتلاك  وقت وهينتهى إنت اللى قادر تحدد أى نوع فيهم يا رفعت....بس إنت بالنسبه ليا حبيب عمري اللى مكنتش متوقعه أقابله فى يوم أنا جابنى القدر هنا علشان أحبك يارفعت.
أنهت زينب حديثها وقامت بتقبيل شفاه رفعت.
بينما ذالك السابح بملكوته،يشعر بها يراها طيف يستمع لقولها كأنه بحلم يتمناه...عجز لسانهُ عن النُطق كم ود الرد عليها يقول أنه هو الآخر إنتظرها كثير...ليتهُ قابلها منذ زمن ماكان إقترب من أى إمرأه غيرها...وما كان سار خلف إنتقام كاد أن يخسرها بسببه...لكن لم يفوت الوقت حبيبتي...أجل حبيبتي شعرت بأنفاسك...أنفاسك لى عودة الحياه.
*****
ظهراً
دخل ذالك الطبيب الى مكتب زينب.
قائلاً: مساء الخير يا دكتوره انا جاى أتكلم معاكى بخصوص السيد رفعت... أعتقد كده لازم هنجرب ونفوقه كفايه كده. 
ردت زينب التى يسيطر شعور الخوف بداخلها... ماذا لو لم يستجيب رفعت للإفاقه هى أوقفت إعطاء المخدر له منذ ليلة أمس والى الآن لم يستفيق. 
ردت زينب: فعلاً  كفايه كده أنا منعت عنه المُخدر من بالليل والمفروض كان يعود للوعى  بس مفيش أى  مؤشرات الحيويه، لازم نجرب نفوقه، ونشوف أيه اللى هيحصل، أنا عندى كشف دلوقتى، ممكن تروح إنت العنايه تحاول تفوقه وأنا هنهى كشف عالمريض وهجيلك للغرفه الخاصه برفعت. 
رد الطبيب: تمام... هيفوق إنشاء الله . 
ردت زينب: إن شاءلله. 
غادر الطبيب وترك زينب التى جلست تضع يدها على صدرها تحاول التماسك ومواجهة النتيجه مهما كانت، هى ليس لديها أى كشف هى تحججت بكذب، خائفه... لاول مره بحياتها  الطبيه تخاف أن تعرف النتيجه... شعرت بدوار بسيط قامت بوضع إحدى قطع الحلوى بفمها ثم آتت بذالك المصل وحقنت نفسها وجلست تنتظر ثوانى تمر عليها دهور. 
بينما بالغرفه الخاصه الموجود بها رفهت
دخل الطبيب الى الغرفه... وجد كل من وسيم ورامى يقفان بالغرفه على وجه كل منهم يبدوا بوضوح الترقُب. 
تحدث رامى: مش المفروض  إن رفعت يفوق بقى؟ 
رد الطبيب: بطلب منكم تخرحوا خارج الأوضه علشان أقدر أحاول أفوقه... من فضلكم إنتظروا خارج الأوضه وقوفكم هنا مش كويس. 
بالفعل إمتثل الإثنان الى حديث الطبيب وخرجا خارج الغرفه. 
بدأ الطبيب يتعامل مع رفعت  يحاول إفاقته بعد وقت بدأ رفعت يستجيب للإفاقه ببطئ حاول عيناه وإغلاقها أكثر من مره الى إستطاع فتح عيناه، كانت صورة زينب هى من أمامه تحدث بهمس: زينب 
تبسم الطبيب قائلاً: لو واعى ممكن تهز راسك  ترد على أسئلتى بدون ما تجهد نفسك فى التفكير. 
أماء رفعت برأسه. 
قام الطبيب بسؤاله: إسمك رفعت الزهار؟ 
أماء رفعت برأسه 
سأل الطبيب: متجوز يا سيد رفعت. 
هز رفعت رأسه بنعم
تبسم الطبيب  قائلاً: طب إسم زوجتك أيه؟ 
رد رفعت بهمس: زينب السمراوى... الدكتوره زينب. 
تبسم  الطبيب  قائلاً:  أهلًا برجوعك...كويس فوقت بسرعه حمد لله  على سلامتك  يا سيد رفعت هطلع أبشر اللى واقفين بره وكمان هتصل عالدكتوره زينب أبشرها برجوعك مره تانيه للحياه. 
بالفعل 
خرج الطبيب من الغرفه الموجود بها رفعت، تحدث الى ذالك الواقفان قائلاً: 
رفعت بيه الحمد لله إستجاب للإفاقه وهو دلوقتي  فاق تقريباً  مع الوقت هيفوق أكتر تقدروا تدخلوا له بس بلاش الإزعاج، أنا هتصل عالدكتوره زينب أبلغها أنه فاق 
تبسم الأثنان بإنشراح وقاما بشكر الطبيب الذى غادر 
دخل الأثنان الى الغرفه سريعاً
تبسما وهما يران رفعت يفتح عيناه، أقترب الاثنان من الفراش، كان ينظران ل رفعت بفرحه غامره 
بينما رفعت تحدث بوهن وخفوت: زينب فين زينب؟ 
نظرا الأثنان لبعضهما بفرحه ثم غمزا لبعض بتفهم. 
تحدث وسيم قائلاً: عيب عليك أول ما تفتح عنيك من الغيبوبه كده بدل ما تسأل على أخوك اللى دمه إتصفى بسببك ولا أخوك التانى اللى أخد رصاصه فى دراعهُ بسببك، وتسأل عالدكتوره  زينب اللى مصدقت إنك دخلت الغيبوبه وطفشت. 
تبسم رامى 
بينما رفعت تذمر بوهن قائلاً: بقولكم فين زينب. 
رد رامى: زى وسيم ما قال طفشت دى مصدقت إنك  دخلت الغيبوبه وقالت هرتاح من الهمجى. 
رد رفعت  بتذمر: بقولكم فين زينب مش قادر على المناهده وأنتم بتهزروا. 
تبسما الإثنان وقال رامي مازحاً بإيحاء: وعاوز الدكتوره فى أيه صحتك متستحملش
إحنا أهو ستر عليك. 
رد رفعت بمناهده: إطلعوا أنتم الأتنين بره  مش عاوز أشوف واحد فيكم هنا فى الاوضه، متفكروش أنكم هتستغلوا رقدتى دى وتتريقوا عليا، يلا غوروا من وشى مش عاوز أشوفكم قدامي إصبروا عليا أفوقلكم. 
تبسم الأثنان وهما ينظران الى باب الغرفه الذى فتح 
ليقول وسيم بأدعاء الخوف: لأ يا عم أنا واخد رصاصه فى دراعى ومش قد همجيتك. 
بينما قال رامى: وأنا كمان دمى إتصفى بسببك مش عارف كان أيه اللى لعب فى عقلى وخلانى إتبرعتلك بدمى، مش كنت إتبرعت بيه للهلال الأحمر كنت هاخد ثواب. 
رد رفعت بضيق: أنا بقول أطلعوا بره مش عاوز أشوفكم. 
تبسمت زينب التى دخلت الى الغرفه وشعرت بعودة الروح لها حين رأت رفعت يفتح عيناه بل ويرد على هذان اللذان يستفزانه، وقالت: 
على فكره النرفزه غلط على صحتك إنت واحد لسه يا دوب فايق من غيبوبه وفى أيه يا شباب، سيبينه يهددكم كده وساكتين. 
تبسم وسيم و رامى الذى قال: أهو تعالى يا دكتوره شوفى بنفسك وأحكمى هى دى الأخوه. 
بينما رفعت نظر ناحية صوت زينب التى بدأت تقترب منه ببسمه شعر بعودة الروح مره أخرى لجسده وتبسم بشوق ينظر لوجهها ثم قال: 
هى دى الأخوه  عندى مش عاجكبم يلا بره وحتى لو عاجكبم  برضوا إطلعوا بره. 
تبسمت زينب قائله: أنا بقول نسمع كلام رفعت طالما عاوز يفضل لوحده نسيبه ويرتاح ده لسه راجع من غيبوبه وأى حاجه  تتضايقه ممكن تآثر عليه. 
رد رامى بموافقه: أنا بقول كده.... يلا بينا نخرج ونسيبه يرتاح. 
بالفعل توجه الثلاث ناحية باب الغرفه 
لكن قال رفعت: خليكى زينب. 
نُطق رفعت  لأسمها بتلك الطريقه الضعيفه زلزل قلبها، عادت تنظر له
وتبسمت.
بينما تبسم وسيم ورامى لبعضهما وخرجا من الغرفه وأغلقا خلفهم الباب سعداء  بعودة رفعت.
بينما عاود رفعت قوله:زينب قربى منى.
إقتربت زينب منه وجلست جواره على الفراش تنظر لوجهه.
تحدث رفعت بخفوت:بقالى قد إيه غايب.
ردت زينب يومين يا رفعت.
تحدث رفعت:بس أنا ليه حاسس إنك كنتى بتكلمينى من شويه صوت همسك فى ودانى.
تبسمت زبنب قائله:متهيألك دى تخاريف السكره اللى كنت فيها بس عالعموم أهلاً برجوعك...كنت متأكده إنك مش هتغيب فى الغيبوبه.
شقت بسمه على شفاه رفعت وقال برجاء:زينب ممكن تقربى منى وشى.
نهضت زينب وإقتربت من وجهه.
تحدث رفعت: ممكن تقربى أكتر 
بالفعل إنحنت زينب على وجه رفعت.
رغم وهن رفعت الشديد لكن رفع يدهُ وجذب زينب وقام بتقبيلها قُبله ضعيفه...لكن كانت بالنسبه لهما الإثنان قبلة الحياه.
ترك رفعت شفاه زينب وقال بخفوت:قرنفل.
تبسمت زينب وهى تنظر لعين رفعت وهمست له قائله:أيه اللى قرنقل يا همجى.
رد رفعت:طعم شفايفك...قرنفل...بحبك يا زينب.
تبسمت زينب وقالت:ومقولتهاش ليه قبل ما تدخل للغيبوبه...ولا دى تخاريف إفاقه.
رد رفعت:مقولتهاش لأنى فعلاً قبل الغيبوبه عايش فى تخاريف...
بس دلوقتي الحقيقه...أنى بحبك يا شجرتى الطيبه. 
قطع اللحظه دخول مهره التى دخلت دون طرق على الباب 
وقالت بلهفه: رامى ووسيم قالولى إن رفعت فاق. 
إعتدلت زينب  لكن مازالت جوار رفعت 
إقتربت مهره وشعرت بعودة الروح لها حين رأت رفعت يبتسم ويفتح عيناه... إنحنت على رأسه وقبلت جبهته قائله: 
حمدالله  على سلامتك... كنت متأكده إن الفارس مش هيهزم وهيقاوم بس خضيتينا عليه كانت قويه. 
تبسم رفعت وقال: مش يمكن الفارس كان عاوز يعرف أهميته وغلاوته عند  اللى حواليه. 
تبسمت مهره تقول: إنت غالى... غالى قوى يا رفعت، عندنا كلنا وبالأخص الدكتوره زينب... اللى وجودها كان  إنقاذ لك. 
تبسم رفعت وعيناه تنظر لزينب وقال: فعلاً  وجود زينب جانبى إنقاذ ليا. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
بمنزل الشامى 
صباحً باكراً
نهض رامى من فراشه وتوجه يسير خلف تلك الرائحه، تعجب إنها رائحة القهوه 
دخل الى المطبخ وجد وسيم يتناول إحدى الشطائر وامامه ركوه صغيره على النار، رائحتها تفوح بالقهوه. 
تحدث من خلفه قائلاً: إعمل حسابى معاك فى كوباية قهوه وكمان هات حته لقمه من اللى بتاكله ده، ليه معملتش ليه لينا إحنا الإتنين فطور. 
رد وسيم بخضه: خضتنى يا حيوان مش تكح قبل ما تتكلم وأعملك فطور ليه كنت الفلبينه اللى بتقبضها بالدولار... ده سندوتش جبنه أنا معدتى نشفت من الآكل الجاهز والتيك أواى. 
رد رامى: ومين سمعك أنا زيك. 
رد وسيم: وايه يجبرك إنت راجل متجوز ولك زوجه تعرف تطبخ. 
شعر رامى بغصه قائلاً: ما أنت عارف السرايا بعد الهجوم بقت غير صالحه للإستخدام الآدمى وأهو العمال شغالين فيها ترميمات ومراتى قاعده عند أهلها، عاوزنى أجيب مراتى فى الخُن بتاعك تخدمنا. 
رد وسيم  ولما الخُن بتاعى مش عاجبك أيه يجبرك تتبلينى بيك وتقعد معايا فيه، أهو القهوه فارت من عنيك والوش بتاعها طار، بلاها قهوه هعمل نسكافيه تلاته فى واحد. 
تبسم رامى يقول: 
عارف مفيش متهنى من وراء الهجوم ده غير الواد رفعت نايم فى المستشفى
مدلع عمتى مهره شبه مقيمه معاه طول النهار وطول الليل الدكتوره هناك
وهو إستغلالى ومستغل الفرصه عالآخر وبالذات مع الدكتوره،بيلعب على عقلهم الإتنين .... مش زينا عاملين زى المقاطيع.بفكر أبات معاه الليله أبقى مِحرم. 
تبسم وسيم يقول: فكره برضوا،أهو ارتاح من رخامتك وإستغلالك ليا،كأنى الخدامه بتاعتك،بس طب ما أنا كمان مُصاب فى دراعى محدش عبرنى ليه حتى بورك فرخه أرم بها عضمى. 
تبسم رامى: وأنا اللى دمى إتصفى، شوفت حد جابلى علبة عصير يرد الدمويه لجسمى مكان الدم اللى إتبرعت بيه، بقولك أعملى سندوتش جبنه معاك. 
فتح وسيم الثلاجه وأخرج منها طبق به بقايا جبنه وأتى بعيش ووضعهم على طاوله بالمطبخ وقال: عيش وجبنه أهم أعمل لنفسك. 
رد رامى: لأ انا شايف لانشون فى التلاجه مش عاوز جبنه. 
أتى وسيم  بالانشون ووضعه على الطاوله. 
جلس رامى قائلاً: أقعد نتسلى شويه، بدل الملل اللى إحنا فيه. 
جلس وسيم قائلاً: وماله نتسلى سوا وإحنا عاملين زى الولايا كده حتى ماما مهره نسيانا، بقولها ابعتى لينا أى شغاله من عندك تخدمنا، قالتلى لأ إنتم إتنين شباب مينفعش تبقى معاكم واحده فى البيت
تعالى إنت إرجع للبيت ورامى يجيب مراته ومرات خالى من بيت خالها. 
رد رامى: طب ليه مش بتسمع كلامها أهو اتلم أنا ومراتى فى مكان بدل ما ببقى مكسوف وأنا رايح اشوفها  هى وجدتى فى بيت خالها. 
رد وسيم: أنا كاره للبيت ده زيكم بالظبط والله لو مش وجود ماما مهره ما كنت عشت فيه  أصلاً. 
رد رامى: طب ولمى.؟ 
تحدث وسيم: مالها لمى 
رد رامى: المفروض لمى خطيبتك.... أيه مش سبب انك تحب تعيش هناك؟
رد وسيم:لمى...دى سبب رئيسى إنى سيبت العيشه فى البيت ده.
تعجب رامى قائلاً:قصدك أيه وبعدين إنت مش ناوى تتجوز من لمى قريب.
رد وسيم بقطع:لأ...أنا مستحيل أتجوز من لمى أصلاً.
تعجب رامى قائلاً:قصدك أيه وطالما مستحيل تتجوزها كنت بتخطبها ليه؟
رد وسيم:كان غباء منى،وغفله...بس الحمد لله صحيت قبل فوات الآوان. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه 
لم يتعجب رفعت من تلك الزياره المفاجئه بل توقع سببها 
حين دخل الى غرفته ذالك الضيف 
وقف ذالك الضيف مبتسماً يمد يدهُ للمصافحه،فكر رفعت فى البدايه عدم مصافحته،لكن بالنهايه 
مد يده يصافحه قائلاً:أهلا سيادة النائب   نورت 
تبسم النائب قائلاً: أولاً بعتذر عن تأخيرى فى زيارتك... مكنتش فى البلد الفتره اللى فاتت بس كنت متابع أخبارك واول ما رجعت للبلد قولت لازم أجى بنفسى أزورك وأطمن عليك...  
رد رفعت  يقول: سيادتك طول عمرك صديق
رغم شعور رفعت بالآلم لكن جلس  بتعالى يضع ساق فوق أخرى بتعالى ورسم بسمه على شفاه واشار للنائب بيده كى يجلس هو الآخر..
بالفعل جلس النائب على أحد المقاعد مبتسماً يقول: فعلاً  أنا طول عمرى كنت صديق وده واجب عليا، والدك رضوان الله يرحمه كان أعز صديق عندى. 
نظر رفعت لوجه نجيب قائلاً: والدى.. 
كان أعز صديق عندك... طب ليه  غدرت بيه وشاركت فى موته يا سيادة النائب ويمكن  كمان كنت مشارك فى الهجوم اللى حصل على السرايا من أيام، وكان هدف الهجوم ده تصفيتى. 
إرتبك نجيب  قائلاً: بتقول أيه...وأنا هستفاد أيه من أذيتك؟
رد رفعت:عالمكشوف كده...يا سيادة النائب أنا متأكد أنك ضلع اساسى فى حرق السرايا زمان وكمان الهجوم على السرايا وعارف هدفك 
زمان خوفت بابا يسحب منك عضوية مجلس الشعب اللى كنت بتدارى فيها وتساعد هاشم الزهار فى أعمالهُ القذره 
عندى ليك عرض لو وافقت عليه أوعدك أساعدك فى الإنتخابات الجايه،اللى أنت مرعوب من مساندتى للمنافس بتاعك فيها.
إزدرت نجيب ريقه...لكن قبل أن يتحدث.
تحدث رفعت:سلمنى دليل إدانة هاشم الزهار  سواء كان فى تجارة الادويه الممنوعه أو حتى فى تجارة البنات القُصر اللى بيتجوزهم ويبيعهم بعد كده. 
إنصدم نجيب من ما قاله رفعت وإرتعشت يدهُ وهو يضعها يمسك بكوب الماء الذى سقط منه. 
تبسم رفعت  يقول: إيدك بترعش ليه يا سيادة النايب... إنصدمت إنى عرفت حقيقتك وحقيقة النخاس هاشم الزهار...كل فكره عندى وثائق ومستندات تدينك فى موالستك على هاشم الزهار بالذات البنت اللى قتلها ولو مش مساعدتك له وأخفيت الدلائل كان زمانه مشرف فى السجن،دا غير البنت اللى كانت عالمركب واللى قتلتوها فى المستشفى بس للأسف قتلتوها بعد فوات الآوان البنت أعترفت إنها كانت مخطوفه ومكنتش حاسه هى بتعمل أيه،والبوليس قدر يوصل للست اللى دخلت المستشفى وأدعت إنها أمها بسبب الكاميرات اللى كانت موجوده فى الأوضه نفسها،عندى لك تسجيل هسمعه لك يمكن تصدق.
فتح رفعت هاتفه الجوال وأتى بتسجيل صوتى وقام بتشغيله.
إنصدم نجيب قائلاً:أنا معرفش حاجه عن اللى حصل للبنت دى.
ضحك رفعت يقول:ده تسجيل لوالد البنت اللى رفعت قتلها هنا فى الشرقيه،وجدا بداخل البنت نطاف ذكرى وأنها ماتت بعد علاقه زوجيه...ولما واجهوا والد البنت أنكر أن بنته كانت متجوزه ليه؟
لأنه إتهدد مش بس من هاشم الزهار...لأ من شخص تانى سحب الدليل ده من قلب المعمل الجنائى...وطبعاً هاشم ميقدرش يعمل كده...لكن سيادة النايب أحبابه كتير ويتمنوا الخدمه...غير تصاريح سفر بعض البنات القاصرات اللى كان هاشم بيسلب عذريتهم وبعدها يبعهم للماڤيا، سواء تجارة أعضاء او لأماكن الدعاره خارج أو داخل مصر.... قدامك فرصه يا سيادة النائب  تحاول تكسب منها هاشم خلاص كارت إتحرق للحكومه مجرد وقت وهيشرف عالمشنقه، وكمان كارت إتحرق ل فابيو لو مش مزاج چاكلين له كانت بنفسها إتخلصت منه ومتأكد هيحصل قريباً. 
تعلثم نجيب وتهته فى الرد... 
أنقذه من الرد زينب التى دخلت الى الغرفه.
تحدثت قائله: أهلاً يا سيادة النائب...واضح إنى جيت فى وقت غير مناسب وقطعت عليكم الحديث... بس ده وقت علاج رفعت غير كمان لازم أغير له الضماد اللى على صدرهُ. 
نهض نجيب قائلاً: لأ أبداً  يا دكتوره  أنا كنت خلاص هقوم... زيارة المريض لازم تكون خفيفه... ربنا يكمل شفا رفعت... أستأذن أنا. 
كاد نجيب أن يغادر  الغرفه سريعاً... لكن قبل أن يخرج من الباب تحدث رفعت وهو مازال جالساً: فكر فى عرضى يا سيادة النايب ومستنى منك الرد فى أسرع وقت. 
لم يرد نجيب وهز رأسه بموافقه وغادر الغرفه سريعاً، كأن هنالك ثعبان يركض خلفهُ. 
بينما قالت زينب بفضولها المعتاد: أيه العرض اللى عرضته على النائب. 
رد رفعت:  ولا حاجه  دى حاجه  متخصكيش. 
إغتاظت زينب منه وقالت: 
تمام طالما متخصنيش مش عاوزه أعرف... تسمح تاخد الدوا بتاعك وكمان تقوم تنام عالسرير علشان أغيرلك الضماد اللى على صدرك ده. 
نهض رفعت من على المقعد وسار بخطوات بطيئه وجلس على  الفراش وقال بمكر: أيه مفيش فى الوحده كلها ممرضه تيجى هى تدينى الدوا، ولا أنا ليا معامله خاصه من الدكتوره ولا يمكن الدكتورن بتحبنى . 
نظرت له زينب وهى تعطيه بعض الادويه تناوله كوب الماء وكذالك قامت بمسك سرنجه وملئتها بمحلول طبى وقامت بوضعها بفتحة تلك الكلونه الموضوعه خلف كف يده وقالت:  لأء بلاش توهم نفسك إنى بحبك ومالكش وضع خاص ولا وضع عام عادى، لقيت نفسى فاضيه قولت أشغل نفسى بدل الملل،ولو بأيدى كنت إديتك حقنة هوا وخلصت منك... وإتفضل إقلع الروب ده  ونام عالسرير خلينى أغيرلك ضماد صدرك بلاش تعطلنى أكتر من كده. 
تبسم رفعت وقام بخلع ذالك المئزر وتمدد على الفراش 
دنت زينب منه تضع ذالك الضماد على صدرهُ. 
تبسم بسخريه قائلاً: 
طب إهتمامك بيا ده اسمه أيه لو مش بتحبينى. 
ردت عليه: تقدر تقول إن إهتمامى، بيك زى أى مريض بعالجهُ مش أكتر،متنساش أنى حلفت قسم يوم ما إتخرجت أعالج أى حد محتاج مساعدتى حتى لو كان عدوى. 
تبسم بألم قائلاً:بس أنا مش عدوك أنا جوزك.
قبل أن ترد، فجأه شعرت به يجذبها، لتصبح ممده على الفراش وهو يعتليها. 
إرتجفت قائله: 
رفعت إنت واخد تلات رصاصات فى صدرك إحمد ربنا إنت إتكتبلك عمر جديد. 
تبسم يقول: إنكتبلى عمر جديد على إيدك، ليه أنقذتينى ومسبتنيش أموت، كنتِ هترتاحى من الهمجى. 
صمتت تنظر لعيناه فقط، لكن شعرت بأنفاسهُ على صفحة وجهها
ضغطت على الجرح الذى بصدرهُ تألم لكن قيد يديها بيدهُ ورفعهم فوق رأسها، 
شعرت بأنفاسهُ قريبه من عنقها.
قالت له بحده: قوم من فوقى لصرخ وألم عليك اللى فى الوحده إنت ناسى إنك بالوحده الصحيه، اللى بتعمله ده يندرج تحت فعل فاضح بمكان عام. 
رفع رأسهُ من حنايا عنقها ونظر لعيناها المتحديه 
ضيق عيناه، وقبل أن تتحدث زينب. 
تفاجئت به يشُق مقدمة ملابسها، لتظهر ملابسها الداخليه أمام عيناه، وتحدث بوعيد: 
لو أى حد دخل للأوضه وشافك بالمنظر ده، هقتله حتى لوكانت ست، وإنتِ عارفه إنى قد كلمتي. 
قال هذا ودنا مره أخرى يُقبل جانب عنقها 
تحدثت زينب: بلاش يا رفعت اللى بتعمله ده صدقنى علشان صحتك، إنت واخد تلات رصاصات فى صدرك. 
تنفس على عُنقها هامساً: اللى حاسس بيه هى رصاصه واحده إخترقت قلبى 
ليه ظهرتى فى حياتى، ليه بضعف قدامك، مكنش لازم تدخلى حياتى، كنت هحرقهم، ولسه عند وعدى، لكن أنتِ بتضعفينى. 
تحدثت زينب: أنا مش بضعفك، خلينى قوتك، وبلاش يا رفعت، سيبهم لربنا،صدقني هينتقم منهم هو أقوى من أى إنتقام للبشر،أنا عارفه ومتأكده إنت عارف مين اللى إتهجم عالسرايا،دل الشرطه عليه وخليها هى تعاقبهم ، صدقنى يا رفعت الشُعله لسه فى إيدك تطفيها، قبل ما تشعلل وتحرقك معاهم. 
كان رفعت سيعترض لكن قالت زينب برجاء:
إطفي الشُعله اللى فى إيدك،إطفيها وإشعل قلبك مكانها إنت قولت إنك بتحبنى يبقى ليه تضيع عمرك فى إنتقام كان هينهى حياتك، رفعت لو صحيح بتحبنى إبعد الإنتقام عن قلبك وخلينا نعيش مع بعض في آمان، أنا كنت بموت وأنا بسمع صوت الرصاص، وانا بتخيل رصاصه منهم تكون نهت حياتك، أنا لما سمعت صوت تصفير جهاز مؤشر الحياه  قلبى كان هيوقف. 
نظر رفعت لعين زينب وتبسم وهو يضع يدهُ على قلب زينب وقال: 
وأنا علشان أفضل أسمع نبض قلبك على إستعداد أنسى أى إنتقام هيبعدك عنى. 
تبسمت زينب له وضمته قوياً، 
تبسم رفعت لكن  شعر  بآلم فآن بألم.
خفت زينب من قوة ضمها له، تبسم رفعت ونظر لشفاها المبتسمه ودون إنتظار. 
ظل رفعت يُقبل زينب تائهين، نسى آلم جسده
كذالك زينب نسيت أين هى وتجاوبت معه بالقبلات 
لكن سمع الإثنان صوت نحنحه رقيقه 
بينما حين فتحت مهره باب الغرفه ودخلت... 
تنحنحت  بخزو ليتها ما دخلت ورأت ذالك  الموقف الحميمى. 
شعرت زينب بخزو وهى أسفل رفعت  وقالت له بهمس، مش كنت بتقول هتقتل اللى يدخل للأوضه حتى لو ست، قولى هتقتل عمتك كمان. 
رد رفعت  بنفس الهمس: والله لو رامى أو وسيم كنت فعلاً  قتلتهم بس دى قلبى ميطاوعنيش اشوفها حتى مخدوشه. 
ردت زينب: علشان تعرف قلة أدبك وكمان قوم من فوقى طلعت مش قد كلمتك اللى يدخل لو حتى ست هتقلها. 
رد رفعت: مش قادر  أقوم زُقينى.
تحدثت مهره قائله: براحه وأنتى بتزُقيه... ليقع من عالسرير. 
تنحى رفعت عن زينب ونام على ظهره  قائلاً: منوره  الوحده يا عمتى كويس إن انتى اللى فتحتى علينا  الباب مش جدتى كانت عملت لينا جُرسه فى الوحده. 
بينما زينب نهضت تعدل ثيابها تنظر له بغيظ ولكن شعرت بخزو من مهره وقالت: هروح اشوف شغلى فى الوحده. 
تبسمت مهره قائله: وماله يا حبيبتى ما أنتى هنا كنتى بتشوفى شغلك برضوا، بس قبل ما تطلعى فى كام زرار طايرين من بلوزتك عالأرض إستنى هجمعهم لك أهو. 
ردت زينب بأحراج: لأ مالهومش لازمه هقفل البالطو عليا وعندى هدوم تانيه فى مكتبى هغير البلوزه دى... عن أذنك يا طنط. 
أغلقت زينب معطفها الأبيض وغادرت تشعر بخزو
بينما نظرت مهره ل رفعت وقالت:  إفرض مكنش أنا اللى دخلت عليكم الاوضه كنت هتعمل إيه. 
رد رفعت:  والله  لو كان أى حد تانى غيرك اللى دخل علينا الأوضه 
كنت قتلته حتى لو كان الأغبياء الإتنين وسيم ورامى. 
على ذكر وسيم رامى دخل الاثنان 
تحدث وسيم يقول:  بتجيب فى سيريتنا ليه كفايه انت مقيم هنا، خدمه سبع نجوم ومعاك الدكتوره وكمان دلع  ماما مهره. 
ردت مهره: أهم حاجه  وجود الدكتوره هنا جانبه وجودها ساعده يخف بسرعه. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور يومان 
بالوحده الصحيه ظهراً 
دخلت زينب الى الغرفه الموجود  بها رفعت تفاجئت به يقف نصف عارى وهنالك ممرضه معه بالغرفه 
إنتابتها الغيره وقالت: مساء  الخير. 
ردت الممرضه: مساء النور يا دكتوره. 
بينما رفعت تبسم بخفاء ولم يرد. 
نظرت زينب الى ما بيد تلك الممرضه وقالت: خير هتعملى أيه بالقطن المبلول اللى فى إيدك؟ 
ردت الممرضه وهى تشعر بالخزو... رفعت بيه طلب منى أمسح له جسمه. 
فهمت زينب قول الممرضه وشعرت بالغِيره وقالت لها: طيب روحى إنتى شوفى شغلك... رفعت بيه  ممنوع الميه تلمس جسمه. 
ردت الممرضه  بقبول: تمام عن أذنكم. 
نظرت زينب للمرضه حتى خرجت من الغرفه  وأغلقت خلفها ثم نظىت لرفعت قائله بضيق وتهكم: عاوز الممرصه تمسحلك جسمك ليه خلاص هتموت من الحر. 
رد رفعت  بإستفزاز: لأ مش هموت من الحر بس هموت من ريحة الأدويه والمُطهرات اللى على جسمى، مش قادر أتحملها. 
ردت زينب بتهكم قائله: بعد كده هيبقوا يحطوا فى الأدويه والمطهرات برفان عشان سيادتك مش قادر تتحمل ريحتها،بس تحب سيادتك أى نوع برفان..آكس ولا كوتشى.
ضحك رفعت يقول:جوتشى مش كوتشى على فكره،وبعدين مضايقه ليه ده يعتبر زى إستحمام عالناشف عادى جداً.
نظرت له زينب بذهول قائله:إستحمام عالناشف وكنت عاوز الممرضه تحميك كمان...لأ عيب عليا مكنش لازم أمنع الممرضه.
تبسم رفعت يقول:إحنا لسه فيها بدل الممرضه ما كانت هى اللى هتحمينى عالناشف إنتى موجوده ومتنسيش إنك مراتك يعنى انا أولى بوقتك وإهتمامك من اللى هتعالجيهم فى الوحده.
فكرت زينب وقالت بخبث:تصدق فعلاً إنت جوزى وأولى بالأهتمام والرعايه منى،تمام يا زوحى العزيز أنا هحميك عالناشف.
تبسم رفعت...بينما زينب أخذت ذالك الإيناء الذى تركته الممرضه وبه بعض من قطع القطن المُبلله،مسكت قطعه من القطن وقامت بعصرها وتوجهت ناحية رفعت وقالت له:
خلينى أحميك يا زوجى العزيز.
قالت هذا وقامت بوضع قطعة القطن  على ظهره بضربه قويه.
شعر رفعت بألم وقال:براحه خفى إيدك شويا.
ردت زينب:معليشى إستحمل يا زوجى العزيز،أصلى أول مره أحمى حد وللاسف بحميه عالناشف.
أعادت زينب الفعله أكثر من مره على مناطق متفرقه من جسد رفعت...الذى رغم الآلم الطفيف الذى يشعر به من أفعال زينب لكن بداخلهُ سعيد بأهتمامها وغِيرتها التى أظهرتها دون أن تدرى.
قالت زينب:أظن كده خلاص ريحة المطهرات راحت من على جسمك.
رد رفعت:لأ لسه رقابتى من قدام وكمان صدرى فوق الضماد ده.
ألقت زينب قطعة القطن بالإيناء بقوه ونظرت لرفعت ورفعت يديها ووضعته حول عُنقه قائله:لاء دول مش محتاجين لقطن دول إيديا هى اللى هتشيل ريحة المطاهرات من عليهم.
قالت زينب هذا وحاولت خنق رفعت الذى تبسم وهى يضع يديه فوق يديها التى حول عنقه وجذبها بقوه لجسدهُ رغم شعوره بآلم لكن تبسم يقول:إيدك تقيله يا روحى،ياريتك كنتى سيبتى الممرضه أكيد إيدبها كانت هتبقى أحن.
ضيقت زبنب يدها حول عُنق رفعت وقالت بغيظ:تصدق إنك هتخلينى أندم إنى أنقذتك ومسبتكش تفلسع كنت إرتاحت من همجيتك.
ضحك رفعت وهو يسير للخلف ويدهُ فوق يد زينب وقال:أفلسع...
فى دكتوره تقول لمريض تفلسع...دى ألفاظ بوابين مش دكاتره.
ردت زينب:طيب طالما ألفاظ بوابين بقى أنا هكتبلك على خروج من الوحده يا رفعت خلاص حالتك إتحسنت تقدر تكمل علاجك فى البيت،سيب مكانك لمريض تانى محتاج رعايه.
تبسم رفعت ونام على الفراش وكانت زينب مُنحنيه عليه وقال:هخرج من الوحده أروح فين إنت مش عارفه إن السرايا لسه مخلصتش ترميمات.
ردت زينب:ماليش فيه إنشاله تنام فى الإستطبل مع الخيل بتوعك المجرمين معرفش ليه مضربوش رصاصه عالخيل.
رد رفعت:الطمع...الخيل كانت هتبقى العنيمه بتاعتهم،ويعنى يرضيكى أنام وسط الخيل...طب وأنتى هتنامى فين؟
ردت زينب:لأ ما أنا هرجع للسكن الملحق بالوحده اللى كنت عايشه فيه قبل ما أتغصب وأتجوزك.
رد رفعت:طب ما تاخدينى معاكى للسكن ده.
ردت زينب:لاء السكن ده للعاملين المغتربين بالوحده بس ولو اخدتك معايا ده يعتبر إستغلال وأنا مش مستغله...إنسى...روح إقعد عند قريبك وسيم فى بيته مع رامى،وأهو لو حسيت بالحر واحد منهم ممكن يحميك عالناشف وأعتبره زى الممرضه.   
تبسم رفعت وجذب زينب عليه وقال بمكر:لأ وسيم ورامى إيديهم خشنه زى إيدين البوابين أنا عاوز ممرضه معايا ترعاني...وطبعاً مراتى مديرة الوحده هتنقى لى أحلى...قصدى أشطر ممرضه.
ردت زينب:إتفقعت مرارتك إنت والممرضه..عارف يا رفعت لو مبطلتش طريقتك دى...أنا هحطلك فى العلاج سم فيران وأخليك تهلوس وتشوف الممرضه الحلوه سلعوه.
تبسم رفعت يقول:بحبك يا شرسه.
قبل أن ترد زينب عليه ورغم شعورهُ بألم فى صدره لكن جذبها عليه يُقبلها بشوق.
شعرت زينب بتألمه فأبتعدت بجسدها عن صدره لكن مازالت تستمتع بقُبلته....
لكن سمع الإثنان صوت  نحنحنه قويه.
إستقامت زينب واقفه وإبتعدت  عن رفعت تشعر بخزو.
بينما قالت مُهره:عيب يا جماعه اللى بيحصل ده كويس إن مرات خالى إنعام مدخلتش معايا وقالت هتروح تشوف مكتب زينب كان عندها إحساس إنك هناك،بس انا كان عندى إحساس تانى والحمد لله إن أنا سبقتها لهنا...خلاص كفايه بقى أنا شايفه رفعت حالته بقت كويسه أكتبى له على خروج وأهو تتلموا فى مكان مقفول عليكم ومحدش يحرجكم بعد كده.
صمتت زينب تشعر بأحراج كبير،بينما رفعت تبسم يقول:
هخرج أروح فين يا عمتى،السرايا لسه فيها كم يوم ترميمات...وكمان هنا الرعايه إسبيشيال عندى واسطه قويه وشرسه. 
تبسمت مهره وهى تنظر الى زينب وقالت بتوريه: فعلاً  عنده واسطه قويه جداً، بس أنا كرهت المجي للوحده وكمان مرات خالى إنعام ست كبيره من وقت ما عرفت إنك مُصاب وإنك عند زينب  فى الوحده عاوزه تجي وتاخد أوضه هى كمان علشان تبقى قريبه من زوزى.
شعرت زينب بالإحراج وقالت بهروب:هروح أشوف تيتا فين لا تتوه فى الوحده.
غادرت زينب دون إنتظار...
بينما تبسمت مهره قائله بمزح:الدكتوره اللى كانت عاقله بسبب قربت تجنن مش هتبطل الحركات دى،عيب حتى على رتبتك كظابط سابق..تعرف يا رفعت قد ما كنت زعلانه وحاسه بقهر وخوف  بعد ما إنصابت بس مع الوقت عرفت إن ربنا كل أمره خير، لما شوفتك فتحت عيونك من تانى وكمان الفتره اللى فاتت قربت من زينب كتير وحاسه إن بقى فى بينكم توافق كبير بغض النظر عن الوقاحه اللى شوفتها من شويه او قبل كده كمان إنك إنت ووسيم ورامى رجعتوا من تانى عُصبه واحده وبعدين قوم إلبس بقية هدومك قبل مرات خالى ما تجى ومعرفش رد فعلها أيه. 
تبسم رفعت لها وإتجه يرتدى بقية ثيابه قائلاً: مش غريبه هاشم الزهار بقاله فتره بعيد عن هنا.
تنهدت مهره براحه قائله:ياريته ما يرجع،سمعت من واحد من كلابهُ اللى فى الإستطبل إنه قاعد فى إسكندريه بيعمل فحوصات طبيه وكمان هشام  أخوه كان تعبان شويه. 
رد رفعت: وهو هاشم بيشتكى من أيه، علشان الفحوصات دى، وحتى لو صحيح الكلام ده الفحوصات متاخدش المده دى كلها  بس على قولك ياريته ما يرجع. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بمنزل نعمان..
شعرت مروه ببعض التقلصات فى معدتها،نهضت من على فراشها وذهبت الى الحمام أفضت ما بجوفها تشعر بوهن شديد من حُسن حظها أن خالها نائم ولم يشعر بها،لكن شعرت بها إنعام التى تنام معها بغرفه واحده،فنهضت حين عادت مروه الى الغرفه 
وأشعلت الضوء تنظر لمروه قائله: مالك يا مروه  وشك مخطوف كده ليه؟ 
هو الواد رامى زعلك تانى، لأ بقى أنا سكتت له قبل كده لما كنا فى اسكندريه، هو ناقص ربايه، بس لما يرجع الصايع لهنا وهو وأخوه رفعت الصايعين مش لاقين اللى يلموهم أنتى وزوزى هادين وملكمش ضوافر، بس مفكرين إيه  لأ انا معنديش شباب تسهر بره بيتها لحد دلوقتي. 
تبسمت مروه قائله: أنا كويسه يا تيتا بس أيه اللى صحى حضرتك من النوم دلوقتي. 
ردت إنعام: أنا صحيت مفزوعه... شوفت زوزى وهى عايمه على بؤرة دم فى مية البحر وكان فى نار والعه فوق المايه بتقرب منها وانا صرخت أحذرها بس صوتى زى ما يكون مطلعش منى، بس الغريب فى الحلم رفعت كان قريب منها ومش شايفها وكانت زى ما يكون فى حاجه تقيله شايلاها على قلبها وخايفه عليها،قلبى حاسس إن زينب حامل... بس تعرفى يا مروه أنا قبل الحريق ما يحصل كنت بشوف هلاوس زى دى..
إقتربت مروه من إنعام وحضنتها قائله: دى مش بتبقى هلاوس يا تيتا دى بتبقى رؤى أو إشاره من ربنا، او ساعات مخاوف جوانا. 
ردت إنعام بتوهه: مخاوف أيه... انتى خايفه أننا نايمين فى أوضه لوحدنا... لأ متخافيش أنا شجاعه ومش بخاف  من الضلمه عارفه أنا بحب الضلمه بتبقى هدوء، وبعدين ليه صحيتنى من نومى أنا كنت بحلم بجوزى وهو بيعاكسنى لما شافنى بالمايوه الازرق عالبحر.
تعجبت مروه  من تغير إنعام التى تركتها وعادت للنوم. 
تسطحت مروه هى الأخرى على الفراش، وهى تشعر بوهن، لكن فكرت بشئ وقالت: إزاى مخدتش بالى ممكن فعلاً  يكون  ده سبب إحساسى بالوهن... 
تبسمت مروه لكن سرعان مازالت بسمتها وهى تعيد قول إنعام أن زينب كانت عائمة ببؤرة دم فوق مياه البحر وأنها كانت تحمل ثُقلاً
ما معنى هذا... و لفت إنتباه مروه أكثر ذالك الصوت الذى يؤذن لنداء الفجر الأول، إنعام رأت ذالك الحلم قبل نداء الفجر الأول، وهذا هو الوقت الذى يتلاعب به الشيطان بعقول النائمين. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بعد ظهراليوم التالى 
أمام شقه خاصه بالمدينه... بالشرقيه. 
وقف رفعت يستند على زينب رغم أنه يستطيع السير وحده لكن هو يستغل كل فرصه تأتى له للتقرب من زينب. 
وضعت زينب المفتاح فى مقبض باب الشقه وفتحت الباب.
تحدثت قائله: أكيد عارف أوض الشقه دى خلينا نروح أوضة النوم علشان تستريح. 
تبسم رفعت بمكر: فعلاً  عاوز أستريح. 
قال رفعت هذا وقبل وجنة زينب وهو يسير لجوارها الى أن دخلا الى أحد غرف النوم، سندت زينب رفعت الى أن وصلا الى الفراش مالت معه وهى يتكئ على الفراش، لكن بمكر جذبها وكاد يُقبلها لولا أن دفعته قائله: بطل تحرش وهمجيه رامي زمانه طالع بالعلاج بتاعك  ورانا وباب الشقه مفتوح وباب الأوضه كمان مفتوح،كفايه نظرات طنط مهره ليا بقيت بنكسف أبص فى وشها بسبب همجيتك وأفعالك وإحنا فى الوحده.
تبسم رفعت دون رد،فى ذالك الوقت دخل الى غرفة النوم رامى يحمل معه كيس كبير قائلاً: جبت لك الادويه بتاعتك  أهى وكمان فى هدوم ليك إنت وزينب  فى الدولاب ، وكمان  التلاجه والمطبخ أنا جبت فيهم أكل وفى رقم تليفون عالتلاجه لسوبر ماركت قدام العماره تقدروا تطلبوا منه أى شئ ناقص. 
تبسم رفعت وقالت زينب: شكراً  يا رامى كتر خيرك. 
تبسم رامى  وظل واقفاً... مما جعل رفعت يقول  بفظاظه: مش جبت الادويه وقولت الكلمتين اللى عندك  طب مستنى أيه مش تروح تشوف العمال اللى بيشتغلوا فى السرايا وتقف على إيديهم علشان يخلصوا الترميمات فى أسرع وقت. 
تبسم رامى بأغاظه وقال: مش أما أشرب أى حاجه إنشاله مايه  قبل ما أمشى أبل ريقى من الحر. 
نظر له رفعت وقال: معندناش مايه...المايه مقطوعه،خد عشره جنيه أهى هاتلك علبة عصير من السوبر الماركت اللى قدام العماره..
تبسم رامى وهو يمد يدهُ يأخذ النقود من رفعت وقال برخامه:طب دى حق المايه فين حق الآكل أنا جعان  وده وقت الغدا،طب ما تخلى لك العشره جنيه وتغدونى معاكم. 
نظر له رفعت بغيظ: رامى ورينى عرض أكتافك، مش وقت رخامه. 
نظر رامى ل زينب ببسمه قائلاً: شايفه يا دكتوره الأخوه مستخسر فيا غدوه بعد دمى اللى بيجرى فى عروقه. 
تبسمت زينب بينما قال رفعت: ما هو دم زفر زى صاحبه، قولت بالسلامه وسيبنى أرتاح مش قادر عالمناهده بتاعتك، الحمد لله إن الغبى وسيم مكنش معانا. 
تبسم رامى يقول:  للآسف عنده إمتحانات فى الجامعه بس متخافش هجيبه ونجى نزورك ونطمن عليك المسا. 
رد رفعت له: لأ مش عاوز اشوف وش واحد  فيكم الليله يلا غور بالسلامه. 
تبسم رامى: تمام هنسيبك الليله ترتاح بس بكره  هنجيلك. 
تبسم رفعت له 
لكن تذكر رامى شئ وقال: آه جيرين إتصلت عليا وطلبت فرسه تانيه زى اللى وصلت لها إنجلترا، وكمان حولت للبنك  المبلغ اللى سبق وقولت لها عليه. 
تبسم رفعت يقول: تمام دى مسؤليتك انا زى ما أنت شايف... صدرى بيوجعنى. 
تبسم رامى وقال: متقلقش أنا  كنت متأكد أن الفرسه هتعحبها وهتطلب واحده تانيه وكنت بدأت أروض فى التانيه بس اللى حصل بقى دربك الدنيا. 
تبسم رفعت وقال: طب كويس، يلا بقى بالسلامه عاوز أرتاح. 
تبسم رامى وغادر الغرفه وكانت معه زينب أوصلته الى باب الشقه وأغلقت الباب خلفه وعادت مره أخرى  الى غرفة النوم
نظرت  له وقالت: لأ شقه حلوه ومفروشه فرش غالى. 
تبسم رفعت يقول: ليه كنتى مفكره إنى هجيبك فى شقة تشبه  الملحق بتاع الوحده دى شقه مفروشه عالغالى. 
تبسمت زينب وقالت: ويا ترى فى كم واحده قبلى دخلوا الشقه دى؟ 
رفع رفعت يده ل زينب كى تقترب منه، وبالفعل إقتربت منه ومسكت  يدهُ، ليقف قائلاً: إنتي أول ست تدخل الشقه دى يا زينب. 
قال رفعت هذا وقام بضم زينب بين يديه. 
تبسمت زينب قائله: خليتى أساعدك تغير هدومك وكمان لازم تاخد أدويتك فى ميعادها. 
فتحت زينب دولاب الملابس  وأخرجت زى منزلى ل رفعت 
تبسم رفعت
وهو يترك زينب تساعده فى تغيير ملابسهُ، كان يتحرش بها، وكانت تتذمر من أفعاله الى أن إنتهت من تبديل ملابسه وقالت: هاخد غيار ليا وأروح أغير فى الحمام وبعدها هحضرلك غدا تاكل وتاخد ادويتك وتنام بعدها. 
تبسم رفعت يقول بمكر: طب وتغيرى ليه فى الحمام ما الأوضه واسعه أهى، ولا مكسوفه منى متخافيش مش هبص عليكى وبعدين عادى يعنى ما أنا كنت قدامك عريان من شويه. 
نظرت له زينب وقالت:فعلاً مش بس همجى لأ وقح كمان وبعدين نسيت إنك سبق وقولت  جسمى بلاستيك. 
تبسم رفعت يُضيق بعينيه يدعى التذكر قائلاً: مش فاكر  إنى قولت كده يمكن نسيت أنا فضلت في الغيبوبه يومين. 
نظرت له زينب قائله: نسيت  وإنت فى الغيبوبه، والغيبوبه دى ليه منستكش إسمى اللى أول أسم نطقت بيه ولا الدكتور اللى قالى كان بيضحك عليا. 
تبسم رفعت وهو يضم خصر زينب  قائلاً: أنا فعلاً  بتمنى أنسى كل حاجه ومفتكرش غيرك إنتى بس يا زينب. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل صفوان
وضعت هبه كتابها المدرسى على الفراش وتسطحت تنفخ وجنتيها قائله بسأم: يارب أمتى الثانويه العامه دى أخلص منها أنا خلاص قربت أتجنن من كُتر المُذاكره... نفسى أغمض عينى والقانى هُب فى كلية الهندسه. 
على ذكر كلية الهندسه 
كان هنالك الآخر الذى يُفكر فى السندريلا الخاصه به يتمنى الوصال قريباً 
تنهد مجد الذى يفتح شباك غرفته، يرى القمر يضئ السماء وحوله نجوم كثيره... تحدث قائلاً: النجوم واقفه ليه مفيش نجمه تتحرك من مكانها كنت طلبت أمنيه إن أغمض عينى  وأفتحها ألاقى الساحره بعتت سندريلا لعندى 
يبدوا أن جزءً من أمنيته قد يتحقق سمع مجد صوت رساله من هاتفه. 
ترك الشباك وذهب الى مكان الهاتف... تبسم بفرحه وهو يرى رساله على أحد تطبيقات المراسله... فتحها سريعاً تبسم فالرساله من السندريلا، تطلب منه مساعدتها فى إحدى المسائل المُعقده، وما ذالك الإ خدعه منها كى تستطيع التواصل معه دون فتش أمر أنها هى الآخرى تُفكر به 
ساعدها مجد فى إيضاح المسأله 
لكن سُرعان ما إنجرف بينهم حديث الرسائل بينهم لموضوع آخر حين قالت هبه: تعرف إنك كنت تنفع مدرس شاطر ليه مفكرتش تبقى مدرس. 
رد مجد: لو كنت بقيت مدرس كان زمانى زى بابا كده إتجوزت موظفه ونعيش على قد مرتابتنا لكن الهندسه نفعتنى وخلتنى أقبض بالدولار وأذل البت زوزى أختى الحاقده. 
تبسمت هبه ترد عليه: تعرف إنى بستغرب العلاقه اللى بينك وبين الدكتوره زينب... رغم إنى أنا وأخواتى التانين قريبين من بعض بس مش بناقر فى بعض زيك إنت والدكتوره كده... يمكن السبب بعدكم عن بعض، إنت فى مكان بعيد عنها. 
تبسم مجد يرد: زينب أختى مفتريه وإيديها تقيله أنا برتاح فى بعدها عنى، كمان إستغلاليه وبتقلبنى فى فلوس كل ما تشوف وشى تقولى هات هات.... بس الحمدلله إتجوزت وغارت بعيد عنى وبقالها فتره مش بتستقوى عليا وتاخد فلوس منى غصب عنى.. بالك أنا أقدر أرفض أديها فلوس، بس كنت بستمتع وأنا بحسسها أنها دكتوره وشحاته.
تبسمت هبه :بس هى فى إيديها تبقى غنيه الدكاتره بيكسبوا كتير على فكره.
رد مجد:ما أنا عارف الدكاتره دول زى الجزارين...بس زينب أختى وش فقر وقال أيه عندها مبدأ الطب رساله...خدت أيه من الرساله كل شويه تتنقل من مكان للتانى وتنفض فلوسى...بس كان نقلها للشرقيه مصلحه ليا من ناحيتين.
تبسمت هبه :وأيه هما الناحيتين دول؟
رد مجد:الناحيه الأولى...أهى إتجوزت مليونير يصرف عليها بقى ويرحمنى من تقليبها ليا...والناحيه التانيه ودى بقى أول مره يجيلى خير من وراء صبى البواب...قابلت سندريلا بتاعتى.
تبسمت هبه وردت  بلؤم: يعنى سندريلا بتاعتك عندنا هنا فى الزهار...قولى هى مين يمكن أكون حلقة الوصل بينكم.
تبسم مجد يرد: أوعى تكونى زى البت زوزى غبيه ومش بتفهم بالتلميح.... إنتى كل الوصل يا سندريلا.
تبسمت هبه  وردت بلؤم:مش فاهمه...قولى مباشر بقى مين السندريلا بتاعتك.
تبسم مجد ورد:هقولك على أول حرف من إسمها...هاء.
ردت هبه بخباثه تدعى التفكير:هاء.. هاء...البلد فيها بنات كتير أسمائها بتبدأ بحرف الهاء.
تحدث مجد لنفسه:واضح إنك من نفس نوعية غباء زينب أختى...
بينما قال لهبه:
هقولك فزوره وحلها إسم السندريلا بتاعتى...
بصى يا ستى،إسمها من تلات حروف أول حرف نفس آخر حرف واللى فى النص باء ولو نطقتى الإسم من اليمين زى لو نطقتيه من الشمال...ها سهله أهى.
تغابت هبه عليه:دى صعبه قوى قولى الأسم وبلاش فوازير.
تنهد مجد يقول لنفسه:واضح حظك مع الاغبياء يا مجد.
ردت هبه:ها مش عاوز تقولى أسمها أيه براحتك أنا كان غرضى أساعدك وابقى وسيط بينك وبينها.
رد مجد:هقولك إسمها مباشر..إسم سندريلا بتاعتى هبه صفوان المنسى...ها تعرفيها.
لم يرى رد هبه ووجد أمامه أنها خرجت من المحادثه فجأه. 
ندب يقول:ياحظك يا مجد...سندريلا يظهر النت فصل عندها...كله من قر الفقر زوزى أختك.
بينما هبه حين قال إسمها صريح إرتبكت وشعرت بزلزله فى مشاعرها وخشيت أن تقول له أنها تفهم حديثه من البدايه عنها وكانت تود أن يكتب إسمها  صراحتاً...وها هو كتب ليس فقط إسم هبه...بل إسمها الثلاثى.. ذالك الأحمق يعتقد أنها لا تفهم حديثه وأقواله المفضوحه...هى تستمتع بالتلاعب عليه هى الآخرى حمقاء سقطت فى عشق أحمق.  
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة الشرقيه. 
إنتهى رفعت من تناول العشاء مع زينب بالمطبخ...نهضت زينب قائله:يلا كفايه قعدتك كده مش كويسه علشان الجرح اللى فى صدرك يلا قوم روح نام فى أوضة النوم وأنا هشيل السفره وأحط الاطباق فى غسالة المواعين واضح إن الشقه متجهزه عالأحدث الأجهزه المنزليه.
تبسم رفعت وهو ينهض وقام بتقبيل وجنة زينب قائلاً:يهمنى راحتك يا زوزى.
بعد قليل دخلت زينب الى غرفة النوم وقامت بإعطاء رفعت الأدويه ثم قالت له:لازم تنام بقى.
تبسم رفعت بمكر قائلاً:وأنتى هتنامى فين؟
ردت زينب:أنا خدت جوله كده فى الشقه إكتشفت إن فى أوضة نوم تانيه صغيره شكلها كده أوضة نوم أطفال،و السراير اللى فيها صغيره...وأنا خلاص إتعودت أنام على سرير يناسب جسمى،وكمان إنت مُصاب ومش هتقدر تتحرش بيا فهنام هنا عالسرير الكبير ده.
 جنبك.
تبسم رفعت يقول:متأكده إنى مش هقدر أتحرش بيكى.
تبسمت زينب قائله:هو مش متأكده قوى،بس مُضطره أنام عالسرير ده.
تبسم رفعت وهو يرى زينب تتسطح جواره على الفراش فاجئها يعتليها.
للحظه إنخضت زينب وقالت له:صحتك مستتحملش الشر اللى فى دماغك يا روفى،أنا بقول تقوم من فوقى وتحافظ على صحتك.
تبسم رفعت يقول:مين اللى قالك إن صحتى متستحملش تحبى تشوفى وتحكمى بنفسك.
تبسمت زينب وقالت:لأ مصدقاك و مش عاوزه أشوف ولا أحكم أنا هلكانه ومحتاجه أنام...تصبح على خير يا رفعت.
أنهت زينب قولها بقُبله وضعتها على إحدى وجنتيه.
تبسم رفعت وقام برد القُبله لكن ليس على وجنتها بل على شفتيها
ثم تنحى عنها نائماً جوارها يقول:وأنتى من أهل الخير يا زينب.
بعد قليل نظر رفعت و تبسم لزينب النائمه جوارهُ لأول مره تنام بإرادتها جوارهُ دون مناكفه ومشاكسه من أى منهما منذ ليلة زواجهم.
أغمض رفعت عيناه هو الآخر يغوص فى النوم السريع مثلها.
لكن بعد قليل شعرت زينب ببعض التقلُصات ببطنها ونهضت من جواره ذهبت للحمام...شعرت ببعض الوهن مع تلك التقلُصات،إعتقدت إن تلك التقلُصات التى تشعر بها بسبب عادتها الشهريه الغائبه عنها منذ شهور يبدوا أنها تنذر بقدومها،ذهبت للمطبخ وقامت بعمل كوب من النعناع الدافئ تناولته وشعرت بعدها براحه قليلاً،ثم عادت الى غرفة النوم تنهدت ببسمه وهى تعود للنوم جوار رفعت على الفراش 
تفاجئت برفعت يقترب منها وضع يدهُ تحت راسها وتحدث وهو مُغمض العين:
كنت فين وسيبتينى نايم لوحدى عالسرير؟
تبسمت زينب وقالت:إنت حسيت بيا إزاى إنت مش نعسان.
تبسم رفعت وقال:كنت نعسان بس لما قومتى من جنبى حسيت مكانك عالسرير بارد...زينب أيه رأيك نسافر إسكندريه كام يوم.
ردت زينب: قصدك نسافر نقاهه يعنى...معنديش مانع بس لازم أرتب أمورى فى الوحده قبلها. 
تبسم رفعت  يقول: قدامك أسبوع وبعدها هنسافر... إستجمام فى البحر. 
تبسمت زينب  قائله: بس جرحك لسه ملتئمش بالكامل والميه غلط عليه وكمان دى مايه مالحه ممكن جرحك يرجع  يجمع صديد. 
رد رفعت: لأ متخافيش معايا دكتوره ماهره. 
تبسمت زينب  تقول: متأكد من مهارة الدكتوره دى...مش يمكن إيديها ترتعش.
رد رفعت:متأكد من مهارة الدكتوره وحتى لو إيديها إرتعشت أنا همسك إيديها. 
تبسمت زينب وهى تقترب من صدر رفعت الذى ضم يدهُ عليها صمت الأثنان سادت لغة العيون التى تتبادل نظرات العشق وقُبله كانت تؤكد ما تحكيه تلك العيون العاشقه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
قبل الظهر بقليل 
بجامعة ليلى. 
شعر وسيم بالغيره الكبيره وهو يراقب من نافذة مكتبه..
 ليلى التى  تسير جوار أحد زملاؤها يتحدثان سويا بإنسجام يبدوان بوضوح يرجعان بعض الأسئله فكل منهم يطرح سؤال يجاوب عليه الآخر، يبدوا انهم يرجعان معاً محتويات تلك الماده التى سوف يدخلون إمتحانها بعد قليل.
بالفعل بعد قليل بداخل أحد المدرجات دخل وسيم  ينظر الى الجالسون تبسم الى أحد المراقبين،وسار بعض الخطوات بالمدرج ووقف جوار مكان جلوس ليلى باللجنه وإنحنى عليها قائلاً بهمس:
ليلى ممكن بعد ما تخلصى الإمتحان تجى لمكتبى محتاجك فى أمر مهم.
أمائت ليلى برأسها دون رد...تشعر برجفه بجسدها حتى أنها لم تستطيع مسك القلم بين أصابعها وتركته على ورقة الإجابه وفكر عقلها فيماذا يريدها...لكن فجأه إنتبهت لنفسها وعادت تضع إجابتها على الأسئله.
بعد مرور وقت خرجت ليلى من لجنة الامتحان لكن عادت تسير بممر داخل الجامعه مع نفس زميلها يتناقشان حول إجابتهم لأسئلة الإمتحان...  
كان ذالك الممر المؤدى لغرفة مكتب وسيم الذى رائهما مره أخرى شعر بنيران حارقه... لكن ما جعله يتغتاظ أكثر هو رؤيته لها تمر من أمام مكتبه دون أن تذهب إليه كما طلب منها منذ وقت. 
بينما هبه رأت وقوف وسيم أمام غرفة مكتبه وهى تسير جوار زميلها تجاهلت وقوفه ومرت من أمامه دون أن تذهب إليه، رغم شعورها بالفضول من معرفة ماذا يريد منها، لكن الأفضل لها الإبتعاد عنه يكفى هى بالكاد إستطاعت تخطى أمر خِطبته من أخرى مناسبه له أكثر منها. 
لكن نداء وسيم عليها  جعلها تقف وتنظر خلفها، لاحظت تجهم وجه وسيم الذى قال: آنسه ليلى ممكن تجى لمكتبى خمس دقايق.
إزدرت ليلى ريقها وأمائت برأسها وتركت زميلها وذهبت خلف وسيم الى مكتبه...أغلق وسيم باب المكتب ونظر لليلى وحاول ظبط عصبيته قائلاً:مش كنت طلبت منك تجى لمكتبى بعد ما تخرجى من اللجنه.
ردت ليلى:للأسف كنت ناسيه.
نظر وسيم لها قائلاً: توقعت كده برضوا.
ردت ليلى:وحضرتك كنت عاوزنى ليه؟
لم يجد وسيم رد...أيقول لها أنه فقط يريد أن يتحدث معها ويكشف أمر حُبه لها...لكن جاء لخاطره إجابه أخرى وقال:
كنت عاوز أعرف عملتى إيه فى الإمتحان.
تعجبت ليلى من رد وسيم وقالت:الحمد لله الإمتحان كان معظمه مرجعاه أنا وزميلى قبل ما ندخل للجنه وحليت كويس بس حضرتك بتسأل ليه؟
إرتبك وسيم وقال:ناسيه إن فى بينا صلة قرابه أختك متجوزه من رامى أخويا فى الرضاعه وهو كان وصانى عليكى.
ردت ليلى وقالت:رامى وصاك عليا غريبه،عالعموم الحمد لله مش محتاجه وصايه من حد،تسمحلى أخرج طالما مفيش سبب تانى لوجودى بمكتبك.
صمت وسيم...إتجهت ليلى للباب...لكن قبل أن تفتح باب المكتب تحدث وسيم قائلاً بصوت يُغلفه الغِيره:مستعجله قوى تطلعى للشاب اللى كنتى ماشيه معاه،يا ترى اللى بينكم زماله ولا شئ تانى أكبر من كده.
نظرت ليلى ل وسيم وقالت باستغراب:تقصد أيه بشى تانى أكبر من الزماله.
رد وسيم:يمكن حب  أو... إعجاب مثلاً.
ردت ليلى بحِده:حتى لو بينى وبين زميلى حب أو إعجاب إنت داخلك أيه...تدخل فى شئونى سبق وإتعصبت عليا وحرمتنى من حضور محاضراتك بسبب إنى إدخلت فى شئ خاص بيك،أعتقد دى حريه شخصيه ومالكش تدخل فيها عن إذنك.
كادت ليلى أن تغادر مكتب وسيم لكن كانت يده الأسرع قبل أن تضع ليلى يدها على مقبض باب المكتب كانت يدهُ تجذب ليلى من عضدها وقال:
مش دى الإجابه اللى كنت مستنيها منك يا ليلى..أيه اللى بينك وبين الشاب اللى كنتى ماشيه معاه.
نظرت ليلى له وقالت:سيب دراعى يا دكتور وسيم ومالكش دخل باللى بينى وبين الشاب ده،خليك فى خطبيتك.
قالت ليلى هذا ونفضت يد وسيم عن ذراعها وخرجت من المكتب تعصف الباب خلفها تاركه وسيم يعصف بقلبه الغِيره يلوم نفسه على غباؤه الذى وضعه بهذا المأزق... كم أراد الذهاب إليها  وقول:سامحينى حبيبتى...كنت مغفلاً.  
بينما ليلى ذهبت الى مُصلى الفتيات ووقفت مكان الوضوء وخلعت حجابها تشعر بسخونه قويه قامت بفتح صنبور المياه وبدأت تضع المياه فوق وجهها وحول عنقها...نظرت لتلك المرآه الموضوعه بالمكان وجهها إنصهر باللون الأحمر القاتم تدمعت عيناها تلوم سرعة خفقان ذالك الاحمق الذى بداخلها...وسيم خطيب أخرى هو إختارها بنفسهُ لا داعى لوهم مازالت تنتظر حدوثه...
دمعه شقت خديها سُرعان ما جففتها بيديها وعاودت غسل وجهها وتوضأت وذهبت الى مكان الصلاه وقامت بالصلاه ركعتين تطلب من الله أن يُهدى سرعة ذالك الخافق الذى بداخلها...لكن لا تعلم لما شعرت بالراحه وجاء لها خاطر أمام عينيها خيال وسيم يقول لها
أحبك...أو ربما هذا أمنيه تتمناها،لكن شعرت بهدوء بقلبها. 
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بسرايا الزهار 
دخل رامى يمسك بيد جدته التى تبسمت قائله:السرايا مالها إتغيرت كده ليه إنت عملت ليها تجديد بس الالوان دى أحلى من اللى كانت قبل كده وتدى شعور بالبهجه...فين رفعت وزوزى.
رد رامى:رفعت وزينب سافروا يومين إستجمام.
تبسمت إنعام قائله:كانوا خدونى معاهم بدل ما أنا محبوسه كده هنا فى السرايا،لما زوزى ترجع هقولها زعلانه منها إزاى تسيبنى وتروح تستجم مع الهمجى رفعت.
تبسم رامى 
بينما قالت مروه من خلفها:كنتى عاوزه تروحى معاهم يا تيتا وتسيبنى مع المسخ لوحدى.
تبسمت إنعام قائله:لأ أنتى كمان حبيبتى زى زوزى وكمان هتجيبى لى قريب حفيده جميله زيك إنما زوزى هتجيب بأف جديد لأوغاد الزهار.
ضحكت مروه بينما تعجب رامى يقول:هى جدتى قصدها أيه...مش فاهم؟
ضربت إنعام كتف رامى قائله:قولت متقوليش يا جدتى دى تاتى  تقولى يا تيتا زى زوزى ومروه وحفيدتى اللى هتجيبها مروه،إنما زوزى معاها ربنا هيرزقها بهمجى تانى صغير أنا شوفت كده فى الحلم.
إبتعد رامى عن إنعام يتنهد  إذن ماقالته ليس سوا حلم 
لكن خاب ظنه حين قالت مروه: والله أنا نفسى يصدق حلمك يا تيتا  وأطلع حامل فى بنوته بس لسه الرؤيه مظهرتش. 
نظر رامى لمروه بذهول: قصدك ايه أنتى كمان...  بنفسك ببنوته؟ 
ردت مروه: يعنى قصة الجميله والمسخ  مش هتنتهى حتى لو المسخ  فكر أنها زهوه وإنتهت و هيبعد عنها
 بقى فى رابط قوى يقدر يجمعهم.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد العصر... 
بالاسكندريه 
بڤيلا هشام الزهار 
صحوت چاكلين من النوم  بالسأم والضجر 
نادت على إحدى الشغالات التى لبت نداؤها:تحت أمرك يا مدام چاكلين. 
قالت چاكلين بسؤال: أين هشام؟ 
ردت الخادمه: هشام بيه  خرج من بدرى وحضرتك نايمه ومقاليش هيرجع إمتى، تحبى أحضرلك العشا. 
ردت چاكلين: لا... أريد فقط قهوه. 
ردت  الخادمه: حاضر هنزل أعملك قهوه. 
غادرت الخادمه الغرفه... تمطئت چاكلين تشعر بسأم نظرت بإتجاه هاتفها الموضوع على طاوله جوار الفراش، إقتربت منها وأخذت الهاتف وقام بإتصال. 
سرعان ما رد عليها الآخر. 
تحدثت بسأم قائله: هل مازالت هنا بالاسكندريه هاشم؟ 
رد هاشم: أيوه لسه فى إسكندريه مع أنى كنت بفكر أرجع  للزهار الليله كفايه كده بقالى مده غايب عن هناك،لازم أرجع أطمن على اللى هناك...وأفكرهم بيا ليكونوا نسيونى  
ردت چاكلين بدلع: إذن أجل عودتك للزهار  ولنلتقى الليله  معاً نستمتع سوياً... أنا أيضاً حجزت تذكرة عوده اليونان بالغد عصراً. 
رد هاشم: تمام مستنيكى فى مكانا المعتاد.
تبسمت چاكلين  قائله: حسناً وقت قصير وسأكون عندك جهز المكان لإستقبالى. 
اغلقت چاكلين  الهاتف ونهضت تبدل ملابسها  وخرجت من الغرفه ونادت على الخادمه التى جائت لها وقالت لها: 
أنا خارجه وسأعود متأخرًا بإمكانك مغادرة الڤيلا. 
ردت الخادمه: تمام يا مدام. 
بعد قليل... أمام ڤيلا بمكان راقى بالاسكندريه أخرجت  چاكلين سلسلة مفاتيح وفتحت باب الڤيلا  ودخلت إليها ذهبت مباشرة الى أحد الغرف تبسمت وهى ترى الغرفه مجهزه بطريقه خاصه للممارسة
ذالك النوع من العنف الممتع بالنسبه لها.
وما هى الأ دقائق كانت تصرخ من العنف اللذيذ بالنسبه لها ولذالك المتوحش الذى يستمتع بصُراخها  سواء كان بتعنيفها البدنى او بألفاظ بذيئه ومنحطه منه يقولها لها،حتى أنه جذبها من عُنقها بقبضة يد قويه،وهى مستمتعه وإستمتعت أكثر حين ألقاها على الفراش وجثى بجسدهُ فوق جسدها يعاملها بعنف وتوحش حتى أنه قبض بقبضتى يدهُ حول عنقها يزداد عنفاً يستلذ بصُراخها الذى أصبح شبه مكتوم،لكن فجأه جاء أمامه صورة رفعت ينظر له يبتسم بنصر، أغمض هاشم عيناها يعتصرها،لكن هنالك صوره أخرى جالت بخاطره،رؤيه رفعت بتبادل هو تلك الطبيبه لحظات حميميه...شعر هاشم بفوران بعقله يزداد بصورة رفعت أمامه،فتح عينيه ينظر الى چاكلين هُيئ له أنها رفعت...كان يقبض على عنقها وقتها،إزدادت قبضة يدهُ قوه...فاقت چاكلين من لذتها تحاول أن تجعله يُخفف قبضة يده حول عنقها،لكن تملكت القوه من هاشم وهو يعتقد أن عنق رفعت بين يديه زادت ضغطاته مع صُراخ چاكلين...لكن هو لا يسمع ولا يرى سوا ان ما بيده هو رقبة رفعت.
لكن فاق بعد أن شعر بسكون جسد چاكلين...ترك عنقها ونظر لها 
فز واقفاً على السرير مصدوم  ...حاول إفاقة چاكلين بالضرب على وجنتيها لكن لا تعطى اى إستجابه.
أتى ببعض الماء والقاه على وجهها أيضاً لم تستجيب...جث العرق النابض بعنقها،شعر برجفه قويه....چاكلين...ماتت.
نظر هاشم حوله يشعر بضيق الغرفه عليه...ليس هذا فقط بل ما زاد علي قلبه الرجفه والشعور بضيق جُدران الغرفه عليه 
لكن فجأه خرجت صوره من قلب الجدار تقول له:قاتل...قتلتينى زى ما قتلت وحيد جوزى.
نظر هاشم برعب الى تلك الصوره التى خرجت من الجدار وقال بفزع:لبنى (أم وسيم)
ضحكت الصوره تقول:أيوا قاتل قتلتينى بالعلاج الغلط  اللى كنت بتحطه ليا بين أدويتى،يتمت إبنى بدرى من أبوه ومكفكش...كمان قتلتينى زيه...إنت قاتل ياهاشم....قاتل...قاتل...قاتل.
ضحكت چاكلين ضحكه مجون صاخبه من على الفراش تقول:قاتل...قاتل...قاتل يا هاشم  
عقله يفور بين صوت إثنتين تقولان له نفس الكلمه..قاتل.
تجنب الى إحدى جوانب الغرفه وجلس القرفصاء ووضع يديه على أذنيه يريد أن يصمهما ولا يسمع أى صوت يُخبر نفسه أن ما يراه ما هو الإ هلاووس...من تلك الحبوب الذى تناولها قبل قليل...
 لكن مازال صوتهن تتحدثن بنفس الكلمه...قاتل...نهض واقفاً نظر الى الحائط وقام بإلقاء أحد الأوانى الكريستاليه بالحائط يصرخ قائلاً:إخرسى إنتى تستحقى الموت إنتى اللى كنتى بتقوى مهره عليا...مكنش قصدى أقتل وحيد إن كنت عاوز أتشفى فيه وهو مشلول قدامى بس نصيبه وقع على دماغه ومات فى ساعتها...إنتى كنت بستمتع وانا سامع قولك لكلمة آه....فجأه إختفت صورة الحائط،لكن تلك التى تضحك بمجون على الفراش مازالت تقول:قاتل...صعد هاشم للفراش ووضع يديه حول عُنقها يقبض عليه بقوته يقول:وأنتى كمان أقذر ست شوفتها فى حياتى كنتى فى حضن أخويا وبدورى على حضن غيرهُ تستمتعى معاه إنت السبب إنى أمشى فى طريق الأدويه المُخدره...أنتى خاينه زيي بالظبط قتلك حلال... أنتى قاتله.. قاتله. 
ترك هاشم هاشم عُنق چاكلين...إرتمى جسدها على الفراش .
فجأه فاق هاشم من هلاوسهُ...ونظر لوجه چاكلين منظر وجهها مُخيف بسبب بعض الكدمات المُدميه على وجهها وعينيها الجاحظتين...شد فى شعره يفكر...ويفكر كيف يتخلص من تلك الجريمه،هى تستحق القتل...هو لا يستحق العقاب بسبب خائنه قاتله كهذه العاهره.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت...بڤيلا هشام.
صعد هشام الى أعلى فتح باب الغرفه وهو يكاد يرقص من فرط الفرحه أشعل ضوء الغرفه وقال:چاكى أخيراً كسبت الرهان الجواد اللى كنت مراهن عليه كسب السبق أخيراً الحظ إبتسم لى،وكسبت مبلغ كبير هسدد منه قيمة القرض اللى عليا ومش هطلب من هاشم فلوس تانى ولا أبقى تحت سيطرتهُ
تعجب هشام عدم رد چاكلين النائمه على الفراش يظهر منها ظهرها العارى وهى تنام على بطنها.
ذهب هشام الى الفراش وصعد لجوارها يضع يدهُ على ظهرها يقول:چاكى...كل ده نوم مش سمعانى بقولك الحظ إبتسملى...أخيراً.
قال هشام هذا وجذب چاكلين من كتفها يُديرها له....لكن إنصعق حين رأى وجهها المكدوم وعينيها الجاحظتين،وأثار أصابع يدين حول عُنقها...أصابهُ الهزيان...حاول ان يُنعشها..يضع يديه فوق أثار تلك الاصابع..يُحدثها بإستجداء  أن ترد عليه...لكن فجأه ضحك بهستريا وفقد السيطره على عقله بعدها. 
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ........
فى ظهيرة اليوم التالى 
ببحر الأسكندريه 
حين تعشق عليك ترك كل شئ خلفك لا تفكر سوا فى العشق، وأنت بجوار معشوقتك الشرسه التى لن تقدر على ترويضها . 
... 
  كانت تنام زينب على إحدى الأرائك الصغيره الموجوده على على متن اليخت
تضع نظارة شمس على عيناها،لكن كانت تدعى أنها تقرأ بأحد الكتب بين يديها، بينما بالحقيقه هى    تتابع ذالك الذى يسبح بمياه البحر التى تحيط باليخت، لينتهى من السباحه ويصعد الى اليخت مره أخرى، مبتسماً وهو يعلم أنها لم تكن تقرأ، بل كانت تتابعه من أسفل ذالك الكتاب، 
وبالفعل هى هائمه به، تحدث رفعت: 
زينب مش هتنزلى البحر الميه دافيه وتجنن. 
لم تنتبه لما قاله رفعت. 
تبسم رفعت بزهو وقام بنفض  شعر رأسه لتتساقط المياه العالقه به  فوق وجهها. 
إنتبهت زينب قائله: فى أيه متعرفش إن رش الميه عداوه. 
تبسم رفعت قائلاً: سرحانه فى أيه مش بتردى عليا. 
ردت زينب: مش سرحانه فى حاجه  بس كنت مندمجه مع الكتاب اللى فى إيدى. 
تبسم رفعت بمكر: والكتاب اللى ساحب عقلك ده موضوعه بيتكلم عن أيه؟ 
ردت زينب: ها، أنا عطشانه هروح أشرب. 
قالت زينب هذا ونهضت سريعاً، لكن قبل أن تسير كانت يد رفعت تجذبها من خصرها يضمها لجسده، مُقبلاً بعشق، إنسجمت زينب  مع قُبلاته مُرحبه، بل وبأكثر من القُبلات ذابت معه بالعشق مثلما تذوب الأمواج العاتيه فى مياه البحر. 
بعد قليل جذب رفعت ذالك القميص، ووضعه فوق جسد زينب، التى تبسمت له، 
ضمها رفعت قوياً لصدره ونظر لعضد يدها، ورأى مكانًا به آثر سن إبره، وضع إبهامه عليه ثم إنحنى وقبل مكان الأبره  بمعصمها قائلاً: 
أول مره شوفت علامة سن الحقنه فى إيدك إستغربت، قولت مجنونه يمكن شكت نفسها بالغلط، مكنتش أعرف إن عندك السكر، وفى لحظه يخليكى توقعى بين إيديا، بصراحه  
إستغربت إزاى الشرسه اللى بتناطحنى طول الوقت، فى لحظه وقعت بين إيديا ترتعش، وغابت النضارة وشحب وشها زى اللى بينسحب منه الحياه، وقتها إعترفت أول مره إن الشرسه سكنت روحى، كان سكوتى على أفعالها مش إنها مجرد بنت  مش عاديه لفتت نظرى بأفعالها القويه والعفويه، 
بعترف إنى خوفت أفقدك زى اللى فقدتهم قبل كده، يمكن أكتر كمان، 
زينب أنا أمتى عشقتك، إنتى كنتى هديه  من ربنا ليا فى الوقت المناسب. 
تبسمت زينب قائله: وإنت إمتى إخترقت قلبى يا رفعت معرفش.... يمكن يوم ما مضيت ليا عالشيك أبو ربع مليون جنيه، توقعت بعدها إنك هتتفشخر فى البلد، بس ده محصلش، بصراحه ده كان أول لفت نظر ليا، بعدها بصراحه كنت بكره  همجيتك، حتى لما خطفت ماما وساومتنى عالجواز، كان جوايا شئ بيقولى وافقى وإنهى المساومه هو الخسران 
بس لما إنصابت فى السرايا بصراحه لو كنت موتت مكنتش هسامح نفسى، حتى لما وقعت تحت مشرطى، إيدى مرتعشتش، بس كان نقص الدم مُشكله كبيره وقتها. 
تبسم رفعت قائلاً: فكرتى تتبرعى لى بدمك. 
تبسمت زينب تهز رأسها بنفى: أنا مينفعش اتبرع لحد بدمى، أبقى بضره 
أنا إتفاجئت برامى لما هجم على أوضة العمليات وقلع قميصهُ وقالى: أنا ورفعت فصيله واحده، خدى الدم اللى يرجعه للحياه حتى لو إتصفى دمى كله، رفعت لازم يعيش، أنا أستغربت بصراحه، لأن شوفت خلافك مع رامى وأنه ساب السرايا وخد مروه وجدتك وراحوا يعيشوا فى إسكندريه.
تبسم رفعت يقول: كنت متأكد إن رامى عمرهُ ما يصدق كدبه رخيصه زى اللى إتعملت ويبعد عنى وينسانى، ويستخسر فيا دمهُ، كمان متنسيش إن رامى هو اللى خرجك من السرايا من غير ما يصيبك خدش، يعنى هو اللى أنقذك. 
حضنت زينب رفعت قائله: من البدايه إنت اللى أنقذتنى يا رفعت.
تبسم رفعت بخبث يقول: خدتى حقنة الانسولين النهارده. 
رفعت زينب رأسها تنظر له قائله: بتسأل ليه؟ 
تبسم رفعت وهو يمددها مره أخرى فوق أرضية اليخت يعتليها قائلاً: علشان مش عاوز يجيلك هبوط من دوار البحر. 
تبسمت وهى تلف يديها حول عُنقه قائله: لأ إطمن، مش هيجيلى هبوط من دوار البحر بس ممكن يجيلى هبوط من حاجه تانيه فى دماغك فبقول تقوم من فوقى........ 
لم تكمل زينب حديثها عاود رفعت تقبيلها قائدًا يُبحر معها بالعشق بين ألاموج تاركين خلفهم العالم، عائمين بعيداً عن الأرض  هما وعشقهما فقط.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قبل وقت صباحاً... بڤيلا هشام الزهار.. 
عادت تلك الخادمه الى الڤيلا  ...سمعت صوت لا تعرف إن كان نحيب ام  ضحك صعدت الى الأعلى تفاجئت بغرفة هشام بابها مفتوح،أخذتها قدميها وذهبت الى الغرفه.. نظرت بداخلها 
إنصدمت وهى ترى هشام يحتضن جسد چاكلين بين يديه ينتحب،رأت وجهها المكدوم وعينيها الحاجظتين تيقنت أنه قتلها    وكادت تصرُخ لكن وضعت يدها على فمها تكتم صرختها خوفاً أن ينتبه لها هشام عادت بخطواتها للخلف ثم هرولت سريعاً ووقفت تلتقط أنفاسها،لا تدرى ماذا تفعل الان كادت أن تخرج من الڤيلا لكن أثناء سيرها تعثرت ووقعت  أمام ذالك الهاتف الأرضى..جاء لخاطرها أن تبلغ الشرطه،لكن خافت،لكن حدثها عقلها و إرتعبت أن يهرب هشام ويترك الڤيلا وتُتهم هى بقتل چاكلين...رفعت يدها وأخذت سماعة الهاتف وقامت بالإتصال على الشرطه. 
بعد وقت قليل كانت الشرطه بداخل الڤيلا وصعدت الى تلك الغرفه، رأى الضابط هشام وهو يحتضن جسد چاكلين يناجيها أن  تصحوا وتحدثهُ ثم يضحك بهستريا ثم يبكى بنحيب  ويعود يضحك  فى البدايه إعتقد أنه يفعل ذالك تمويه للشرطه حتى لا يتهم بالجريمه، لكن حين إقترب فرد من أعضاء الطب الشرعى كى يأخذ چاكلين
تمسك بها بقوه يحتضنها يكاد يُهشم عظامها، مانع كثيراً  مما إضطر الشرطه لتخديرهُ وأخذ چاكلين وحولها للطب الشرعى وألقى القبض على هشام الذى يهزى بعقل إختل. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار 
على طاولة الفطور
تفاجئت مُهره بدخول هاشم الى غرفة السفره وجلس بمقعدهُ. 
نظر هاشم بإتجاهها قائلاً: مالك زى ما يكون شوفتى عفريت! 
ردت مهره: مفيش بس بستغرب رجعت إمتى؟
رد هاشم:رجعت إمبارح بالليل متأخر لو بتنامى فى الأوضه كنتى عرفتى من بدرى.
تبسمت لمى وقالت: الزهار نورت يا عمو 
بس أنا كنت متصله على بابى إمبارح وقالى ميعرفش هترجع لهنا إمتى،حتى كلمت مامى وقالتلى إنها هترجع لليونان النهارده بس طلبتها من شويه مردتش عليا يمكن نايمه.
تهكمت مُهره قائله:نايمه فين؟
ردت لمى:أكيد فى ڤيلا بابى،هى لما بتكون فى إسكندريه بتنزل عند بابى.
سخرت مهره قائله:طبعاً هتلاقى مكان أحسن فى ڤيلا بابى،مهما كان فى بينهم عِشره،معرفش كانوا بيتجوزا من البدايه  ليه طالما حياتهم من غير جواز أفضل هشام طول عمره بيميل ناحية تقاليد الغرب،يلا ربنا يهدى،أنا شبعت هروح ألحق  وسيم قبل ما يروح الجامعه عاوزاه فى حاجه مهمه؟
رغم أن  هاشم لديه عِلم بكل ما يحدث هنا فى البلده من خلال أعوانه لكن إدعى عدم المعرفه وقال:ليه هو وسيم فين مش نايم فى أوضته؟
ردت مهره:لأ وسيم بقاله فتره عايش فى بيت أبوه..وحيد الشامى،حتى رامى كمان كان عايش معاه الفتره اللى فاتت على ما السرايا إترممت مش عاوز تعرف دى كمان،غريبه طولت غيبتك المره دى فى إسكندريه...توقعت إنك ترجع لما تعرف إن سرايا رضوان الله يرحمه حصل عليها هجوم من إرهابين بس الحمد لله رفعت والشرطه كان عندهم خبر وعدت بسلام رغم إصابة رفعت اللى كانت خطيرة،بس الدكتوره زينب كانت صاحبة الفضل بعد ربنا  مش عارفه من غيرها يمكن كان رفعت....يلا الحمد لله ربنا يخليهم لبعض ويرزقهم الذريه الصالحه
إغتاظ هاشم من تلميحات مهره ود لو حرقها وأحرقهم معها،لكن صدح رنين هاتف هاشم.
أخرجه من جيبه ونظر للرقم...رقم غير مُسجل لديه لم يتعجب وقام بالرد بكل هدوء لكن فجأه إدعى الفزع وقال:أنا ساعتين وأكون عندك فى إسكندريه.
أغلق هاشم الهاتف ونهض مره أخرى...تعجبت مهره قائله:خير أيه اللى فى إسكندريه فزعك كده.
نظر هاشم ل لمى وإدعى الصعبانيه وقال:التليفون ده من أمن إسكندريه بيقول إنهم قبضوا على هشام إشتباه فى....
توقف هاشم عن الحديث 
فقالت مهره:إشتباه فى أيه؟
رد هاشم:إشتباه إنه قتل چاكلين.
نهضت لمى بفزع قائله:بتقول أيه مامى...بابى مش معقول.
أنا هاجى معاك يا عمو أكيد المكالمه دى غلط،بابى مستحيل يأذى مامى أنا هطلع أجيب شنطتى بسرعه وأنزل.
تعجبت مهره هى الأخرى لكن نشب فى قلبها فزع  وقالت:هو اللى كلمك عالموبايل قالك أيه بالظبط يمكن واحد بيعاكس، مستحيل هشام يقتل چاكلين... عمرى ما أصدق يعملها أنا وأنت عارفين إنه بيعشقها، وحط بينه وبين رضوان الله يرحمه عداوه بسببها زمان وصدق كدبها. 
رد هاشم: ولا أنا مصدق بس فعلاً  الرقم اللى طلبنى كان مكتوب شرطه  يمكن فى سوء فهم هروح أعرف ايه اللى حصل. 
نظرت مهره لهدوء هاشم لا تعرف سبب لذالك الشعور لديها هاشم لما آتى متأخراً ولم تشعر بمجيئه رغم أنها ظلت ساهره لوقت متأخر من الليل... فى ذالك الوقت عادت لمى وعيناه تدمع وقالت: أنا كلمت الخدامه  اللى  فى ڤيلا بابى وردت عليا بتقول إن بابى.... 
صمتت لمى وعينيها تدمعت. 
إقترب هاشم منها وضمها برياء وقال بأستفسار: قالتلك أيه؟ 
ردت لمى: بتقول إن بابى خنق مامى أنا  مش مصدقه بابى يعمل كده. 
ضمها هاشم برياء يقول: طب إهدى خلينا نروح إسكندريه نشوف ايه اللى  حصل، أكيد فى سوء فهم. 
بالفعل غادر هاشم ومعه لمى تاركين مهره المتعجبه والمذهوله تفكر أن هنالك خطبٍ ما بالتأكيد لكن تنهدت وقالت: يارب تروحوا ما ترجعوا  أنتم الاتنين نبقى خليصنا من الأشرار اللى فى حياة عيلة الزهار. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسيارة هاشم على الطريق. 
أعطى هاشم علبة محارم ورقيه ل لمى التى تبكى وقال بمواساه: إهدى يا لمى مش عارف اركز فى هشام ولا معاكى كويس إنى جبت السواق معانا مكنتش هعرف أركز فى الطريق. 
بكت لمى قائله: فى حاجه  غلط بابى مستحيل يأذى مامى أنا متأكده. 
رد هاشم: أنا كمان مش مصدق ومصدوم زيك بالظبط، كلها  ساعه ونص ونوصل إسكندريه... إهدى علشان أنا مش مستوعب ايه الى حصل أصلاً  لهشام لازم يكون إتجنن علشان يعمل كده. 
هدأت لمى قليلاً لكن مازالت تبكى. 
بينما هاشم نظر الى الطريق من خلف زجاج السياره، رأى على زجاج السياره وجه چاكلين  المدمى وعينيها الحاجظه، أغمض عيناه  يتذكر ما حدث بعد أن فاق من تأثير تلك المنشطات الذى تناولها بالأمس وتفاجئ بما فعل.. 
فلاشــــــــــــــــــ،،، باك
حين يتحكم الشيطان فى عقل الإنسان يصور له كل شئ مُباح بل ويُسهل له الصعب،أو يظن ذالك 
بالصدفه وقع بصر هاشم على ملابس چاكلين المرميه أرضاً رأى سلسلة مفاتيح،هو يعرف لمن تكون تلك المفاتيح هى مفاتيح سيارة هشام،هو رأى چاكلين حين دخلت الى المكان بسيارة هشام،إذن هذا هو الحل أمامه...هشام 
نهض سريعاً وإرتدى ملابسه وقام بلف جسد چاكلين بملاءه الفراش وخرج من المكان ووضعهابالمقعد الخلفى بالسياره  وتوجه الى المقود وقاد السياره وأغلق جميع نوافذ السياره  التى لحُسن حظه زجاجها معتم.
بعد قليل فتح له أمن بوابة ڤيلا هشام البوابه وهم يعتقدون أن من تقود السياره هى چاكلين..دخل هاشم بالسياره الى أمام باب خلفى للڤيلا ونزل من السياره ودخل الى الڤيلا تسحب يراقب المكان إطمئن أن الڤيلا لا يوجد أحد بداخلها،عاد مره أخرى للسياره وقام بجذب جسد چاكلين الملفوف بالملاءه وعليها أثار دمائها وصعد بها الى غرفة هشام ووضعها بالفراش وقام بسحب الملاءه من على جسد چاكلين وقام بمسح جسدها بتلك الملاءه يُخفى بصماته من على جسد چاكلين ولف الملاءه وأخذها  بعد أن قام بقلب وضع نوم چاكلين على بطنها
ترك الغرفه ونزل لأسفل يفكر كيف سيخرج من الڤيلا دون أن يراه أحد من أفراد الأمن.
إنتظر قليلاً  وأختبئ بأحد الغرف يفكر،الى أن إهتدى الى ذالك الباب الخلفى لحديقة الڤيلا والذى يفصل بين حديقة ڤيلا هشام وخلفية  ڤيلا تحت الإنشاء جواره فتح ذالك الباب ودخل الى تلك الڤيلا الاخرى والتى مازال الحظ يسانده فيبدوا ان العمال قد غادروا الڤيلا بعد إنتهاء عملهم اليومى.
تنهد هاشم هو نجى من العقاب وعقلهُ مازال الشيطان يستحوذ عليه
أنه غير مُذنب.
عوده...
فتح هاشم عيناه ينظر الى لمى التى تبكى رسم الحزن على وجههُ الخبيث.
............ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
بالعوده الى  اليخت. 
وقفت زينب أمام باب المطبخ ووضعت  يديها بين إطاري الباب وقالت بمزح: ها الأكل جهز ولا لسه... بقالى ساعه بستنى واضح كده إننا هنتغدى نواشف قولت لك أحضر أنا الغدا ... إن كنت محتاج لمساعده قول عادى. 
تبسم رفعت وأقترب من زينب وحملها من خصرها وأجلسها فوق طاوله رخاميه بالمطبخ وقبل وجنتيها قائلاً بغمرة عيناه: المفروض تعملي  دايت شايف حاجات كده  بدأت تظهر، بس بصراحه بتظهر فى أماكن مظبوطه. 
نظرت له زينب قائله: بطل تحرُش وخلص الأكل أنا جعانه. 
تبسم رفعت يقول بوقاحه:إتخنى براحتك يا روحى أهو هلاقى حاجات طريه تحت إيدى أمسكها.
نغزته زينب بكتفهُ قائله:بقولك بطل وقاحتك دى وخلص الأكل خلاص هموت من الجوع،وأنا مريضة سكر وماليش الجوع هتلاقينى إترميت منك عالأرض هنا فى اليخت.
تبسم  رفعت وهو يضع إحدى قطع الطعام فى فم زينب قائلاً بوقاحه:أرضية اليخت ساقعه عليكى ماله السرير دفا وهدفيكى أنا كمان. 
مضغت زينب قطعة الطعام قائله:انا بقول تطلع من المطبخ وتسيبنى أنا أكمل تجهيز الغدا هخلص أسرع.
تبسم رفعت يقول:بس الأكل فعلاً خلاص جهز يا دوب هرصه عالسفره.
تبسمت زينب ووقفت قائله:تمام خلينى أساعدك هموت من الجوع.
تبسم رفعت يقول:بعيد الشر عنك ياروحى
بعد دقيقه جلست زينب مع رفعت على طاولة السفره تتناول الطعام وقالت بتلذُذ:لأ نفسك حلو فى الطبيخ يا ترى إتعلمته فين؟
غريبه رفعت الزهار بيعرف يطبخ!
تبسم رفعت يقول:ناسيه إنى  كنت فى الاكاديميه البحريه وهناك زيها زي الجيش بالظبط إخدم نفسك بنفسك   غير كمان جدتى إنعام 
كانت بتمنع وجود  أى شغاله عندنا بعد الساعه تمانيه وأنا أوقات بحكم شغلى كنت برجع متأخر .
تبسمت زينب قائله بإستفسار:قصدك مش بس  بحكم شغلك، بسبب صياعتك كمان بس إشمعنا بعد الساعه تمانيه الشغاله بتمشى ؟
ضحك رفعت يقول:كانت بتقول إن عندها شابين فى الشقه مينفعش تسيب شغالات فى الشقه،خايفه علينا من الفتنه.
تبسمت زينب قائله:قصدك خايفه عالشغالات منكم بس ومحاسن.
رد رفعت:لأ محاسن دى موجوده بإستمرار معاها،ودى ست كبيره وبالنسبه لينا زى مُربيه او داده.
نظرت له رفعت قائله: متأكده طبعاً كان عندها حق تعمل كده بسببك لكن رامى الله أعلم؟
تبسم رفعت يقول:لأ رامى طول عمره مؤدب آخرهُ كلام وبس.
نظرت له زينب بغيظ:وإنت طبعاً مالكش آخر،والبومه ريما خير مثال.
تبسم رفعت يقول:تعرفى إن ريما مكنتش عاوزانا نتجوز،مكنتش عاوزه إرتباط رسمى،بس كانت غلطه منى وقتها إنى إرتبطت بيها،بس الحمد لله مطولتش فى الغلطه دى وصححتها بسرعه.
تسألت زينب بإستهزاء:وأيه كان سبب الطلاق،اللى شوفته إن ريما لسه عندها لك مشاعر جياشه بدليل سابت إبنها فى اليونان وجيتلك  عاوزه تستردك بأى شكل.
تبسم رفعت يقول:جوازى منها كان غلطتى من البدايه،كنت خلاص قربت عالتلاتين ولازم يكون فى أسره وكمان مش هقول حب،يمكن إعجاب  ريما كانت قريبه منى بحُكم إنها من عيلة الزهار،بس لما إتجوزتها بسرعه هالة الإعجاب أو بمعنى أصح كانت شهوه  وإنطفت بسرعه.. كمان إكتشفت مش هى دى الست اللى نكمل مع بعض مشوار حياتنا غير إنى كنت فى الخِدمه ومش مرتبط بمواعيد محدده للرجوع للبيت وهى عاوزه تعيش حياتها زى اللى فى سنها فُسح وخروج وتباهى ومنظره فارغه قدام أصدقائها،وانا كنت مشغول وحتى لما طلبت منها نسيب إسكندريه ونرجع للزهار ونبدأ حياتنا هناك،هى رفضت مش معقول هتعيش حياتها فى قريه وسط الخيول اللى قالت عليها حيوانات سافرت اليونان لمامتها وانا طلقتها ونهيت الجوازه الغلط دى من حياتى  بدون ندم على ريما،بس لما قابلتك  تانى ندمت؟
تعجبت زينب تقول:ندمت!    ندمت على أيه؟
رد رفعت:ندمت إنى إتسرعت وكنت غلطان فى حياتى كنت بمشى وراء هوايا...ندمت إزاى نسيت البنت اللى أول ما حطيت صابعى بين إيدها الصغيره  طبقت على إيدى،إزاى مدورتش عليكى يمكن كانت حياتى إتغيرت لشكل تانى.  
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان المنسى 
على أريكه بالصاله 
كانت مروه تجلس تبسمت لليلى التى دخلت للصاله تقول: يا باى الجو حر قوى الجو نار بيجيب صهد، والله إحنا كنا فى اللجنه مفرهدين. 
تبسمت مروه تقول: فعلاً  واضح إن الحر السنه دى هيكون قاسى زى الشتا كده  يلا أهى كلها أيام وبتعدى عملتى ايه فى إمتحان النهارده. 
جلست ليلى جوار مروه على الأريكه وفكت وشاح رأسها قائله: الحمد لله الأمتحان كان سهل، ربنا يسهل بالأمتحانات الجايه فاضلى كمان عشر أيام وأخلص إمتحانات وأرتاح بعدها وأنام اربعه وعشرين ساعه فى اليوم أعوض سهرى الفتره دى.
تبسمت مروه بينما نظرن الأثنتين لتلك التى خرجت من الغرفه تربط رأسها بوشاح أزرق  وشعرها منكوش اسفلهُ تشبه المجانين  تقول:يا بخت الناس اللى خلصت دراستها،او حتى خلصت الثانويه العامه،أنا خلاص مخى ساح  ولسه يا يدوب هبدأ إمتحانات الأسبوع الجاى،شهر بحاله حاسه إنى زى اللى بيأدى الخدمه العسكريه فى الجيش فى الصحرا  لأ والله اللى فى الجيش ارحم منى.
تبسمت ليلى وقالت:مصدقاكى يا هبهوب بأمارة السهر بتاعك عالنت اللى أبو الواد حنكش موصله علشانى وأنتى اللى بتسفيه  وأنتى بتذاكري چيولوچيا مع الناس اللى عايشه فى الصحرا وبتقبض بالدولار.
تعجبت مروه قائله:قصدك أيه يا لولا..وچيولوچيا أيه اللى بتسهر  هبه تذاكرها.
تبسمت ليلى وقالت:ده موضوع تبقى هبه تحكيله عليه بعد ما تخلص إمتحان الچيولوچيا المهم دلوقتي ماما قالت لينا أنها كانت معاكى عند الدكتوره إمبارح وأكدت إنك حامل،قولى لينا بقى رد فعل رامى لما عرف بحملك عمل زى أفلام السيما كده وشالك ولف بيكى،وانتى إتسهوكتى زى بطلات الافلام كده.
تبسمت مروه بغصه وتذكرت رد فعل رامى الهادئ حين أخبرته أنها حامل مجرد تهنئه عاديه منه لا أكثر أو هكذا شعرت أن الأمر عادى بالنسبه له،ليس كما توقعت أن يكون رد فعلهُ حين تخبره انها تحمل منه نطفه بأحشائها،توقعت أن يفرح أكثر من ذالك،توقعت أن يضمها بين يديه يُقبلها حتى بعد أن ذهبوا الى غرفتهم الخاصه تفاجئت برامى ذهب للنوم سريعاً دون حديث بينهم.
أنقذ مروه من الرد خروج والداتها تسند والداها من الغرفة نهضت ليلى سريعاً وهبه أيضاً وقامتا بسنده ومساعدته الى أن جلس على أريكه أخرى. 
شعر صفوان بغصه فى قلبه من تلك المعامله التى لا يستحقها منهن  فهو لم يكن أباً جيداً لهن... لكن قلبهن حنون. 
تبسمت هبه وهى تجلس جوار صفوان الذى تبسم حين نظر لوجهها وبالأخص حين تهكمت عليها فاديه وقالت: 
ناكشه شعرك ورابطه دماغك كده ليه زى اللى فى السرايا الصفره. 
ضحكوا جميعاً وردت هبه: وهما السرايا الصفره يفرقوا ايه عن الثانويه العامه..أهو كله جنان.
بص يا بابا أنا من المناهضين لتعليم الفتيات،البت مننا ملهاش غير بيت جوزها أنت لو إتقدملك عريس ليا أنا موافقه وهبصملك بالعشره كمان انا واحده ماليش فى التعليم أنا عاوزه أتجوز.
تبسمت فاديه قائله:أتنيلى مش اما اللى قبلك تتجوز تبقى تتجوزى ركزى فى الشهاده الأول.
تبسمت ليلى تقول:ما انتى اللى مش شاطره يا ماما ومش عارفه تدليلى علينا عند زباينك اللى بيشتروا منك البط والحمام،لو كنتى ناصحه كنتى تقولى لهم عندى زغلولتين اللى ياخد واحده ياخد التانيه فوقها هديه فى باكدچ واحد.
ضحكن جميعاً لكن صفوان تبسم بغصه وهو ينظر ل ليلى كم شعر بالندم لكن فاق بالوقت المناسب ورفض ان يبيع ليلى لذالك الوغد الذى كان يريد سرقة صباها،فكر عقله ماذا لو كان مازال متحكم بيه شيطانه القديم ووافق هاشم وزوجهُ ليلى عرفياً كما كان يريد،هل كان سيرى على وجهها تلك البسمه التى على شفاها الآن،هل كانت ستمزح هى وأختيها كما تفعلان...لا هاشم كان سيؤد صبا ليلى ويطفئ بسمتها ليس نادم بل سعيد بتلك الأسره الصغيره التى إحتواته وقدمت له كل سُبل المساعده والمسانده وقت مرضهُ ليس هذا فقط بل وقوف مروه أمام رفعت تدافع عنه بإستماته حتى انها كادت أن تترك منزلها من أجلهُ..حقا القلوب تسعد فقط بالمحبه والتراحم.
...........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بإستطبل الخيل 
هبط رامى من على إحدى المُهرات وقام بإعطاء أحد العاملين اللجام الخاص بالمهره وتبسم وهو يرى وسيم يفترب منه الى ان أصبح أمامهُ صافحه مبتسماً يقول له:جاي منين دلوقتي.
رد وسيم:جاي من الجامعه إنت عارف إن الإمتحانات شغاله وإنت كنت بتعمل أيه؟ 
رد رامى قائلاً: أنا كنت بدرب فرسه جديده، تعالى نقعد تحت الشجره اللى هناك دى نتكلم وقولى عملت  أيه فى الموضوع إياه اللى إتكلمت فيه مع رفعت من كام يوم قبل ما يسافر هو والدكتوره لأسكندريه. 
تنهد وسيم وهو يجلس أرضاً  جوار رامى تحت ظلال تلك الشحره وقال: مفيش ليلى مصدره الوش الخشب يا دوب الرد على قد السؤال... كان غباء منى من الأول لما فكرت بخطوبتى من لمى إنى ببعد الشر عن ليلى. 
وضع رامى يدهُ على كتف وسيم قائلاً: لو كنت قولت لرفعت من الاول يمكن مكنش ده حصل.
تنهد رامى بسأم وقال:فعلاً كان لازم أقول لرفعت وأستنجد بيه، يمكن كان وصل للباشا. 
تذكر وسيم حديثه منذ أيام مع رفعت حين ذهب الى تلك الشقه التى كان مُقيم بها
فلاشــــــــــــــــ....باك   
نظر وسيم حوله بترقب. 
تعجب رفعت وقال له مالك بتبص حواليك كده ليه. 
رد وسيم: أمال الدكتوره فين؟ 
رد رفعت: الدكتوره زهقت منى وما صدقت رجعت لشغلها بالوحده ومش هترجع قبل المسا بس بتسأل ليه؟ 
رد وسيم: رفعت فى حاجه عاوزه أوريهالك وأخد رأيك فيها وكمان فى حاجه  حصلت  لازم تعرفها. 
تحدث رامى الذى دخل يحمل صنيه عليها بعض المشروبات: أوعى تكون خلاص ناويت تفشكل موضوع خطوبتك  لمى. 
تبسم رفعت  بتعجب وهو ينظر ل وسيم وقال: والله لو كلام رامى صحيح يبقى ربنا بيحبك. 
رد وسيم: أنا فعلاً  خلاص ناويت أنهى موضوع الخطوبه ده، انا من البدايه مكنتش متقبل الأمر بس اللى حصل بقى، بس دلوقتي  عاوزك فى موضوع تانى. 
قال وسيم  هذا وأخرج هاتف بطراز قديم من جيبه وقام بفتحه وأتى بملف الصور الخاص بالهاتف وقام بأعطاء الهاتف لرفعت قائلاً: شوف الصور دى كده. 
تمعن رفعت  بالصور وقال: مش دى ليلى أخت مروه الصور دى متفبركه. 
رد وسيم: لأ الصور دى حقيقيه. 
تعجب رفعت وأخذ رامى الهاتف من رفعت  وتمعن هو الآخر بالصور وقال: إنت بتقول إن الصور دى حقيقيه... أيه اللى بينك وبين ليلى وموبايل مين ده؟ 
رد وسيم  : أنا بصراحه بحب ليلى، بس هى متعرفش بكده. 
تعجب رامى ورفعت الذى قال: بتحب ليلى وخطبت لمى أيه الغباء ده. 
رد وسيم: فعلاً غباء منى، بس انا خايف على ليلى، شوف الصور كده الصور جيبانى انا وليلى وأنا شبه حاضنها واللى يشوف ليلى يقول كانت مبسوطه مع إن فى الحقيقه  هى كانت بتبكى.
تعجب رامى وقال:الصور دى فى الجنينه اللى جنب القاعه اللى كان فيها فرحى أنا ومروه بس  مين اللى صوركم.
رد وسيم:ده واد صايع ومتسكع حاول مره يتهجم على ليلى وانا ضربته ويوم فرحك أنا وصلت ليلى وخالها نعمان لبيته بس ليلى كانت نسيت شنطتها فى العربيه ولما رجعت تانى وروحت لبيت خالها،فتحتلى وعنيها حمره وبكت كنت مفكر فى البدايه إنها بتبكى بسببى بس إكتشفت إن المتسكع ده عندهم فى البيت وبيهددهم وكان هيقتل خال ليلى وهددها بالصور دى وقال إن الصور دى خلاص وصلت للباشا،أنا ضربت الحيوان ده وسلمناه يومها لظابط النُقطه وتانى يوم لما روحت اقدم انا وليلى وخالها أقوالنا الظابط قالنا إن المتسكع ده مات فى الحبس وبعدها بكم يوم سألت الظابط عن السبب قالى أنه مات بسبب حبايه مُنشطه خدها عملت له هبوط فى القلب ومات. 
تعجب رفعت  وقال: مش فاهم ايه دخل المتسكع ده فى امر خطوبتك من لمى. 
رد وسيم: شوف فى رسايل الموبايل هتلاقى فعلاً  الصور إتبعت لشخص مكتوب قدامه: الباشا... أنا عندى شك فى حد يكون هو الباشا. 
رد رامى: ومين الشخص ده. 
رد وسيم: هاشم الزهار. 
تعجب رامى قائلاً: مين... هاشم الزهار! 
بينما رفعت  صمت يسمع حديث وسيم  : 
أنا  وانا صغير بعد أنتم ما سيبتوا الزهار زمان بعد اللى حصل كنت بلعب فى الجنينه بتاع البيت وكنت وراء شباك أوضة مكتب هاشم الزهار، وسمعته  بيكلم حد  وبيتفق معاه يبعت له كميه أدويه مُنشطه زى ترمادول وغيرها وقاله إن السعر هيتغير بعد  كده وانه هو هيبقى الموزع الوحيد للنوع ده من المنشطات. 
معرفش الشخص التانى رد عليه قاله ايه عصبهُ وقتها بس سمعت رد هاشم  عليه وقاله: انا اللى هبقى الباشا المحترم  وهتشوف بنفسك
أنا وقتها كنت صغير وكمان مكنتش لسه أعرف يعنى ايه ترامادول وأدويه مُنشطه ومعرفتهاش غير وانا بدرس طب بيطرى،وكمان متنساش هاشم الزهار دارس صيدله وعنده خلفيه فى التفاعلات الدوائيه وكمان اللى زيه لمى الزهار درست صيدله فى اليونان وبالصدفه سمعتهم مره وهما بيتكلموا عن نوع من أنواع المنشطات القويه غير إنها حاولت تحط لى أكتر من مره نوع مُنشط بس أنا كنت بقدر أخليها تصدق إنى شربت المخدر ده فعلاً،رغم إنها هى اللى كانت  بتشربه فى الآخر  بس انا كنت بزود منوم معاه 
تعجب رفعت وقال:قصدك أيه لمى بتشتغل زى هاشم فى الأدويه دى؟!
أماء وسيم له بموافق قائلاً:عندى شك كبير فى كده أنا كنت روحت لبيت هاشم أجيب بعض الغيارات ليا ولماما من هناك وده كان بعد ما هو جه يتهجم عالسرايا وياخد ماما مهره بالعافيه وانت رفضت بالصدفه  شوفت لمى بتدى لهاشم علبة هديه صغيره وقالت له:ده هديه من فابيو لك.
ولما فتح الهديه شوفته طلع منه علبتين صغيرين واحده كان مرسوم عليها عصب  والتانيه كان حُصان، انا خمنت نوع العلبه التانيه إنها ممكن تكون  فياجرا بس الأولى  عندى شك كبير أنها زى منوم أو مهدأ أعصاب، وشوفت نفس شكل العلبه التانيه دى فى أوضة نوم ماما مهره وهاشم  . 
رد رامى بتعجب: قصدك أيه اللى فهمته علبة الفياجرا ممكن تكون له طب والمنوم أو مهدأ الأعصاب  ده كان لمين؟
رد رفعت:معروف كان لمين...كان لعمتى مهره طبعاً،بس للأسف تعبها الشديد  قبلها صعب المهمه دى لأن عمتى لما تعبت زينب قالت لينا أن نوعية المهدئات اللى كانت بتاخدها عمتى ممكن تسبب الإنتحار
بس أكيد كان مفعول النوع اللى مع هاشم أقوى،يعنى كانت المهدئات اللى بتاخدها عمتى مهره كانت نسبة تفاعلها أكبر من نسبو تفاعل المهدئات اللى كانت بتجيبها من الصيدليه وكان هاشم بيبدل العلب طبعاً.
رد رامى بتعجب:طب وهو هيكسب أيه لما يخلى عمتى مهره تاخد النوعيه دى من المهدئات.
رد وسيم:هيكسب أنه هيخليها تحت سيطرته زى ما كانت السنين اللى فاتت،أنا كنت طلبت من الظابط بتاع النقطه يعرفلى مين صاحب رقم الباشا ده،بس طبعاً مقلتلوش على إن معايا الموبايل بتاع المتسكع ده،بس هو قالى إن الرقم متسجل بأسم شخص مات من حوالى أربع شهور تقريباً..بس المفاجأة بقى إن الشخص ده كان بيشتغل فرد أمن فى عند نجيب الكفراوى.
لم يتعجب رفعت بينما قال:قصدك أيه نجيب الكفراوى عضو مجلس الشعب.
صمت وسيم لكن هز رأسه بالموافقه.
تحدث رامى:يعنى عندك شك إن هاشم مشارك نجيب الكفراوي 
دول عصابه بقى!
رد وسيم:وكمان فاكر لما قولت لك إنى أخدت عينه من بعض الخيول اللى عندنا فى المزرعه وطلع تخمينى صح الخيول بتتحقن بنوع من المنشطات مضاعفة القوى تديها قوه وجموح أكبر،وبمجرد ما الخيول بتبطل تتحقن بالمنشطات دى بتضعف وممكن تموت غير إنها لو زادت النسبه عن حد معين ممكن تفجر قلب الخيول وتموت فى ساعتها.
تعجب رامى يقول:طب وأيه دخل ليلى باللى قولته ده كله هى مالها.
رد وسيم:هاشم...أنا شوفت نظراتهُ لليلى يوم فرحك وكمان لمى دخل لها شك إن معجب بليلى،او بينا حب لان ليلى سبق وإتهجمت على لمى عندى فى الجامعه ومن وقتها لمى حطت ليلى فى دماغها  لمى أخطر  وأسوء من ريما مش زى ما كنا معتقدين ريما يمكن عاوزه تعيش حياتها بحريه لمى لأ عندها ميول للسيطره  والقوه.
تبسم رفعت قائلاً:نفس الحوار القديم مع التوأم...هشام وهاشم،لمى وريما...لمى ل چاكلين وريما زى هشام...بس قولى أيه اللى خلاك فوقت دلوقتي خلاص خوفك على ليلى من لمى إنتهى،بس لمى لسه موجوده.
رد وسيم بندم:أنا مبقتش متحمل أكتر من كده وعلشان كده أنا كنت قررت أقولك عالسبب بس الهجوم اللى حصل عالسرايا هو اللى أجل الموضوع وكمان حاسس ليلى ببضيع منى،وطالب مساعدتك طبعاً بحكم إنك راجل شرطه قبل كده ممكن توصل لمعلومات أكتر،مهما كان  ظابط النقطه هنا معلوماته قليله،إنما إنت ليك أصدقاء زى الضابط محمود كده ممكن يوصل لمعلومات أكتر.
تبسم رفعت يقول:تمام سيبلى الموبايل ده  ومتخافش عالصور هحتفظ بيها أهى ذكرى من ليلى.
تبسم وسيم وتنهد براحه
عاد وسيم من ذكرى ذالك اللقاء على قول رامى:إمبارح عرفت إن مروه حامل. 
تبسم وسيم بفرحه يقول: مبروك.
تنهد رامى.
تحدث وسيم:مالك حاسس إنك زى ما تكون مش فرحان.
رد وسيم:بالعكس أنا فرحان جداً والله،بس مروه وإحساسها بالغيره بيخوفنى  ...لو شوفت شكها المستمر إنى بسهر بره البيت مع بنات  وإحنا فى إسكندريه كنت هتصدقنى...نفسى مروه تتأكد إن مفيش فى قلبى غيرها وإنى أختارتها هى لانى بحبها مش لانها نزوه وممكن تنتهى...دى حتى وهى بتقولى أنها حامل قالتلى بقى فى بين الجميله والوحش رابط حتى لو زهوتها قلت عنده هيفضل بينهم رابط قوى،ليه مش عاوزه تصدق إن حبى ليها بحد ذاته رابط أقوى حتى من إن يكون بينا ولاد  بيربطونا ببعض خايف مروه بالشك والغِيره اللى عندها تموت حبها فى قلبى.    
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه 
صعدت زينب ورفعت الى اليخت بعد أن قضوا وقتاً بالعوم فى مياه البحر
سارت زينب بضع خطوات وشعرت بدوخه وإختل توازنها وكادت تقع لولا أن مسكها رفعت قائلاً  بخضه: زينب.
تمالكت زينب نفسها قائله: فى إيه  أنا كنت هتزحلق بسبب أرضية اليخت الناعمه  رِجلى شبه باشت من  العوم لأكتر من ساعه ونص فى مية البحر. 
تبسم رفعت وهو يحملها بين يديه قائلاً بمزح: 
أيه ده إنتى تقلتى كده ليه، لأ لازم تخسى بعد كده  مش هقدر أشيلك. 
تبسمت زينب وهى تلف يديها حول عنقه قائله: عشان تعرف إنك بتحجج أنا تقلت بسبب الميه اللى فى هدومى. 
تبسم رفعت يقول: قولتلك إلبسى المايو كنتى هتبقى أخف من كده. 
تبسمت زينب قائله: وهو الشورت والتوب اللى لبساهم هما اللى شربوا مية البحر، عاوزنى ألبس مايوه وإحنا وسط البحر إفرض حد شافنى بيه،أو توهنا فى البحر بعيد عن اليخت وقتها نعمل أيه. 
تبسم  رفعت يقول: لأ متخافيش إحنا فى مكان بعيد عن العيون فى وسط البحر مفيش غير البحر والسما، ونتوه فى البحر! 
ليه مش واثقه فيا ولا أيه،البحر ده أنا أعرفه  شط شط. 
تبسمت زينب قائله: محسسنى أنى مع قبطان أعالى البحار. 
تبسم رفعت: فعلاً  إنتى مع قبطان أعالى البحار، بس سابقاً. 
تبسمت  زينب:أهو قولت سابقاً، دلوقتي  أيه بقى؟ 
تبسم وهو يضعها على أريكه كبيره على سطح اليخت وجلس خلفها يضمها لصدره قائلاً: دلوقتي  عاشق متيم فيكى. 
تبسمت وهو يضمها لصدره قائله: رفعت  إنت ليه من البدايه درست البحريه. 
رد رفعت: علشان كان نفسى أبقى ضابط فى البحريه. 
تبسمت  زينب: طب والخيل وإزاى إتعلمت تبقى خيال وتروض الخيول. 
تبسم رفعت: الخيل هوايه عندى من صغرى، وإتعلمت ترويضها من بابا، وراثه يعنى هو كمان إتعلمها من جدى، يعنى تقولى سلسال بيوصل لبعضه. 
تثائت زينب. 
تبسم رفعت قائلاً: أيه هتنامى بهدومك مبلوله كده. 
تبسمت زينب قائله: الجو حر أصلاً وأنا عاوزه أنام هنا وأنا  شايفه النجوم فى السما. 
تبسم رفعت وضمها بين يديه. 
بعد وقت. 
شعر رفعت بأنفاس زينب المضطربه على صدرهُ علم أنها بدأت تصحو 
تبسم وهو يراها تمسد بيديها كتفيها وقال: 
هوا البحر خلاكى حسيتى بالبرد. 
تبسمت وهى مازالت مغمضة العين تستنشق أنفاسها على صدرهُ يدخل الى صدرها رائحة جسدهُ الممزوجه برائحة يود البحر.   
شعرت برفعت يضمها قوياً بين يديه وقام برفع وجهها ينظر لها
فتحت عينيها  وتبسمت له قائله: 
أنا أمتى حبيتك يا رفعت. 
تبسم رفعت قائلاً: من وأنت لسه بنت أيام لما حطيتى صباعك الصغير فى إيدى، أنا عرفتك يا زينب يوم ما كنا فى القسم وإبتزيتنى فى ربع مليون جنيه، عرفتك من الشامه اللى فى إيدك..
تبسمت زينب وقالت له: رفعت هسألك سؤال محيرنى من يوم ما طلعت من الوحده وروحنا شقة الشرقيه.. 
رد رفعت وأيه هو السؤال ده بقى؟ 
تبسمت زينب وقالت: أنا سمعت رامى بيقولك إن چيرين عجبتها الفرسه اللى بعتها لها وعاوزه واحده تانيه طب إزاى والفرسه اللى كنت هتبعتها لها رِجلها إنكسرت؟ 
تبسم رفعت يقول: هى فعلاً  الفرسه رِجلها إنكسرت بس كان فى واحده تانيه فى مكان تانى وشبه مدربه زى الفرسه دى، ورامى كمل تدريبها وبعتها لچيرين فى الميعاد اللى كنت متفق معاها عليه. 
نهضت زينب عن صدر رفعت ونظرت له قائله بتعجب: طب ليه إتعصبت وقتها لما والد مروه إتسبب فى كسر رِجل الفرسه دى طالما كان فى بديل ليها! 
جذب رفعت  زينب لتعود على صدرهُ وقال: أنا مكنتش متعصب علشان  الفرسه على فكره أنا اللى كان معصبنى هو أنتى وبعدك عنى وتهديدك كل شويه إنك هتطلبى نقلك من الزهار غير طلبك للطلاق لأكتر من مره. 
رفعت  مروه رأسها ونظرت ل رفعت وقالت: طب وده كان فارق معاك  وقتها. 
نظر رفعت لوجه زينب وقال: كان فارق معايا يا زينب كنت حاسس إنى ضايع ومتشتت بين قلبى وعقلى وبين نيران الماضى كنت مفكر إن أقوى نيران هى نيران الماضى و الإنتقام لقيت فى نيران تانيه أقوى منهم.
ردت زينب بسؤال: وأيه هى النيران التانيه دى؟
تبسم رفعت وهو ينظر لوجه زينب قائلا: نيران العشق...عشقك يا زينب اللى حاولت أقاوم نيرانه وأطفيها بقلبى بس للأسف كانت أقوى من نيران الإنتقام كنت بتجنن لما بحس إنك بتبعدى عنى سواء إنك تفضلى طول الوقت فى الوحده او حتى كمان لما كنتى بتهددينى بالرحيل عنى.
تبسمت زينب تقول:بس أنا مكنتش هبعد عنك يا رفعت ده كان مجرد كلام فى الهوا بستفزك بيه أنا هفضل تقيله على قلبك زى ما أنا دلوقتي  كده. 
تبسم رفعت وقال: زينب  أنا شايفك بتاخدى أنسولين كتير
إحنا أول ما نرجع تاني  عاوزك تعملى فحص شامل وتشوفى سبب للدوخه اللى بتجيلك دى. 
تنهدت زينب قائله: عادى  بس أنا فعلاً  محتاجه أعمل فحص شامل 
حاسه إن فى حاجات كتير مش متظبطه عندى الفتره الأخيره. 
تبسم رفعت بمكر  وبعد زينب عن صدره وإنحنى عليها يقول: وأيه الحاجات اللى مش متظبطه دى بقى. 
تبسمت زينب تقول بمكر: زى أنى جعانه دلوقتي  مثلاً. 
نظر رفعت  لشفاه زينب  وقال: وأنا عطشان من ماية البحر ولو مشربتش من  شفايفك دلوقتي هموت من العطش.
تبسمت زينب له وهى مُرحبه بتلك القُبلات التى يُمطرها على شفاها ووجهها ويعود مره أخرى لشفاها،ثم ترك شفاها ونهض من على تلك الاريكه يحملها بين يديه وعاود إلتهام شفاها بقُبلات عاشق ومعشوقه،ودخل الى أحد غرف اليخت ووضع زينب على الفراش وإندس بجوارها يُكملا سباحه بين أمواج العشق 
ليعود الأثنان من جولة غرام  ،شعرت زينب بأرهاق وغفت بين يدي رفعت. 
رفعت الذى تنهد  ورفع رأسه ينظر للامام مازال بداخله حرب مشتعله بين 
النيران والعشق 
مازالت أمامه النيران مشتعله يخشى أن تُصيب شظيه من تلك النيران..... 
زينب..... من أجلها فقط قادر على إشعال نيران فوق مياه البحر . 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور  تسع أيام 
ليلا بمنزل هاشم الزهار.
أرسل هاشم رساله من هاتفهُ مُشفره  فحواها:  لقد كبر 
الحِصان وأصبح عجوز ولابد من إرسال الرحمه له. 
آتى لهاتف هاشم رساله مُشفره أيضاً فحواها: بإمكانك إرسال الرحمه له،أريد حفلة شواء فاخره على شرف هذا الحِصان العجوز.
تبسم هاشم بظفر وأغلق الرسائل وبعث رساله لهاتف آخر يقول له:لتنتهى حفلة الشواء الليله.
اغلق هاشم هاتفه     
وتناول إحدى حبات تلك المنشطات، وصعد الى غرفته 
فتح الباب ونظر الى الفراش وجده خالى  مهره مازالت مستمره فى ذالك التمرد عليه، لكن يكفى هذا، مهره ستعود وتخضع له مره  أخرى كما كانت فى السابق، الليله ستكون خاضعته وتفعل ما يريده ويشتهيه
بالفعل ذهب الى غرفة مهره وفتح الباب بعنف كبير، حتى أن مهره إنتفضت على فراشها وقالت برعب: فى أيه يا هاشم؟ 
رد هاشم: إنتى اللى فى ايه يا مهره نسيتى أنا مين أنا هاشم الزهار
جوزك. 
  ب أغلق الباب خلفه وقال: 
مش عاوزه ترجعى لأوضة النوم  وماله اللى كان هيحصل هناك ينفع يحصل هنا برضوا  
كادت مهره أن تنهض من على الفراش لكن كان هاشم الأسرع هجم عليها  بعنف  حاولت مهره أن تبعده عنها بيديها لكن كان عُنفه يزداد 
سحبت إحدى يديها وقامت بمدها تحت الوساده التى كانت تنام عليها وآتت بذالك البخاخ، وقامت بالبخ فى عين هاشم مباشرةً 
مما جعلهُ بشعر بحرقة  قويه بعينيه وإبتعد عن مهره لكن مازال بالفراش يفرك عينيه  بقوه  من شدة شعوره بالحرق لكن قبل أن يفوق من شدة ذالك الشعور بعينيه نهضت مهره تلهث من على الفراش وفتحت أحد أدراج طاوله جوار الفراش وأخرجت منها سلاحً وقامت بتعميره للأطلاق وقالت: إطلع بره أوضتى يا هاشم. 
أزال هاشم يديه عن عيناه ونظر الى مهره ونظر بذهول  لها وهى تعيد قولها: لو عاوز تشترى عمرك الليله إطلع بره أوضتى  وأياك تفكر مره تانيه تقرب منى، مهره الضعيفه خلاص إنتهت  رصاصه من السلاح ده كافيه إن تخليك ترقد مكانك ومتقومش منه أنا مش باقيه على حاجه  زمان كنت بخاف على اللى بحبهم وكنت بيتسسلم بضعف، بس كنت غلطانه كان لازم أدافع بقوه وده اللى هيحصل من دلوقتي... مبقتش خايفه منك يا هاشم ولادى التلاته مش هتقدر تأذيهم وهما إيد واحده. 
إنصدم هاشم: لكن رغم رجفته ضحك بسخريه وقال: فين ولادك التلاته دول... اللى أعرفه إنك خلفتى زمان ولد لكن كان عقاب ليكى بعد ما عيشتى فى وهم شهور فى إنتظاره مكملش يومين عايش ومات. 
ردت مهره: يمكن فقدت أبنى، بس ربنا عوضنى عنه بتلاته غيره تلاته فرسان وعندهم مبادئ وأخلاق الفرسان مش حقارة كلب زيك. 
إغتاظ هاشم وهبط من فوق الفراش وتوجه بناحيه مهره يضحك  بإستفزاز. 
لكن مهره تملك منها الثبات وقالت له وهو يسير بأتجاهها: إخرج بره يا هاشم. 
مازال هاشم  يسير بإتجاهها لكن وقف مصدوم حين شعر بشظية رصاصه تمر جوار كتفهُ تستقر فى الحائط خلفهُ
نظر للحائط ثم عاد بنظره ناحية مهره متفاجئ لا  مصدوم   
قالت مهره له: التانيه هتنفجر فى قلبك يا هاشم  لسه فى إيدك تشترى عمرك إخرج  بره  أوضتى  وإياك تقرب منى مره تانيه ومش بس منى، من أى  واحد من ولادى صدقنى وقتها مش هيكفينى قتلك، وقتها همثل بجثك قدام الكلاب الصعرانه اللى من فصيلتك واللى قتلها حلال. 
شعر هاشم برعب من نبرة صوت ونظرات مهره  المتوعده  أنقذه من أمامها صوت رنين هاتفه. 
خرج من الغرفه كالكلب المذعور، ووقف ببهو المنزل  
رد على الهاتف وسمع قول الآخر له: حفلة الشواء بدأت بس فى حاجه.. سيادة النايب مش هنا فى الزهار، بس بقية الأسره الكريمه جوا الحفله. 
رد هاشم: كويس كده تبقى ضربه فى مقتل لما يرجع للزهار يلاقى عيلته إتشوت. 
أغلق هاشم الهاتف بداخله نيران أخرى يريد إشعالها الليله لكن عليه الحصول على مبتغاه أولاً. 
بينما مهره التى مثلت القوه قبل قليل  أمام هاشم ها هى قواها إنتهت وخارت وجلست على الفراش يدها ترتعش لا تعلم كيف تحكمت بها القوه قبل قليل، والآن ذهبت عنها فكر عقلها عليها التمسك بتلك القوه الآن من أجل حمايتها وحماية من تحب يكفى ضعفاً... إنتهى ذالك الضعف  مهره الجامحه كان لابد أن تكون بريه منذ البدايه  وجيد أنها إستعادت قوتها قبل فوات النهايه. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
خرجت مروه من الحمام وعادت تتسطح جوار رامى على الفراش شعر بها رامى وقال: مالك يا مروه رايحه جايه عالحمام  من اول الليل. 
ردت مروه: مفيش حاسه بمغص وغثيان كده  وخلاص الحمد لله بداو يخفوا. 
نهض رامى من على الفراش وأشعل الضوء وقال هروح أقول لزينب تجى تشوفك. 
تبسمت مروه قائله: لأ مالوش لازمه يا رامى الحاجات  دى طبيعيه فى بداية الحمل. 
تنهد رامى يقول: طبيعيه أيه أنتى مش شايفه وشك أصفر أزاى وكمان ضعفانه. 
تبسمت مروه قائله: انا كنت  إستشارت الدكتوره وكتبت لى علاج للقئ وأخدته والحمد لله هما بس شوية ضعف ولما هنام هصحى كويسه. 
رد رامى: الدكتوره قالتلك كده  طب نامى وإرتاحى وأنا هنزل أعملك كوباية نعناع تروق معدتك. 
تبسمت مروه 
بعد خروج رامى تشعر بفرحة إهتمام رامى بها، هى كانت تظن أنه غير مهتم بحملها لكن ها هو يثبت العكس حين شعر بها و تلهف عليها، 
تبسمت بفرحه أكبر وهى تراه يعود للغرفه ومعه كوب من النعناع  ووضعه على طاوله جوار الفراش قائلاً: على ما يبرد شويه إشربيه وهيريح معدتك شويه وبكره نروح للدكتوره ونطمن عليكي وعالبيبى كمان. 
تبسمت مروه وهى تمد يدها لرامى 
الذى أمسك يدها وجلس جوارها على الفراش وقام بجذب مروه بحضنه. 
تنهدت مروه بسعاده وقالت: أنا بحبك يا رامى متبعدنيش عنك. 
تبسم رامى يقول: وأنا بحبك يا جميلتى وعمرى ما أقدر أبعد عنك يا مروه ولا عمرى هبعد عنك... أنا  الأيام اللى فاتت مكنتش بسهر مع أصحابى زى ما كنتى مفكره أنا كنت بدرب فرسه تانيه بدل اللى رِجلها إنكسرت وده كان السبب إنى برجع هلكان ومش قادر أرد عليكى... مروه أنا مر عليا بنات كتير وعُمر  ما واحده منهم شغلت قلبى وعقلى غيرك  أنا لما رجعت للزهار رجعت علشانك. 
تبسمت مروه  وضمت نفسها بقوه ل رامى الذى ضمها هو الآخر. 
تبسمت مروه وقالت: أهو المغص اللى كان عندى مبقتش حاسه بيه  وكل اللى عاوزاه إنى أنام فى حضنك. 
تبسم رامى وتستطح على الفراش وأخذ مروه بين يديه وقبل شفاها ثم جبهتها يشعر بسعاده كذالك مروه تشعر بفرحة قويه. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الفجر بقليل 
بغرفة إنعام 
نهضت من نومها فزعه تسألت لما تكرر ذالك الحلم 
لكن عاد عقلها الحلم مره أخرى 
تذكرت شئ وقالت
مروه هى اللى راقده على بؤرة الدم...رامى كان بعيد عنها  
وزينب كانت فى وسط النيران اللى والعه فوق ماية البحر... رفعت  مش شايفها
حتى وسيم  تايه هو كمان  بيدور على شئ ومش لاقيه. 
رامى رفعت حتى وسيم التلات فرسان واقعين فى حيره يا ترى  هيوصلوا للى بيحبوهم فى الوقت المناسب قبل فوات الآوان. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مازال الليل لكن
إستيفظت البلده بأكملها على أصوات صافرات إنذار سيارات المطافئ والشرطه
كان الحريق هائل ومنظر النيران مُخيف النيران تلتهم المنزل بالكامل، لن يبقى أحياء بداخل ذالك المنزل، ربما غير ذالك الذى آتى يشاهد المطافئ تتعامل مع النيران 
نزل من سيارتهُ سريعاً متلهفاً وحاول الدخول للمنزل لكن قام بعض رجال الشرطه بتقييد حركته،خارت قواه ولم يستطيع الوقوف على قدميه.،جلس راكعاً ينتحب قلبه وهو يرى النيران التى تنهش كل أسرتهُ بداخل كانوا فى إنتظار عودته،هذا يوم تجمعهم العائلى الجميع بالتأكيد إشتعلت أجسادهم،جلس يتحسر وذكرى واحده أمام عيناه يوم مساعدته فى حريق سرايا رضوان الزهار...ها هو يتجرع من نفس لهب النيران هذا هو القصاص الإلهى العادل...مثلما حرق أبرياء إحترق قلبهُ بنفس النيران التى حرقت من ساهم فى حرقهم يوماً،لكن ما أشد هذا القصاص...خسر عائلته التى كان يساهم فى أعمال شيطانيه من أجل أن يبقى لهم سُلطه وسطوه وأموال يأتى لهم بها تجعلهم يعيشون أسياد،ها هم الآن بين الرماد. 
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظ وسيم أيضاً على نفس الأصوات،نهض من فراشه وبدل ملابسه بأخرى ملائمه للخروج، وخرج من منزل والده وسار ناحية ذالك الدخان الذى يتصاعد رأى رجال المطافئ وبعض سيارات الإسعاف ورجال الشرطه،إستفسر من أحد رجال الشرطه عن ماذا يحدث...أخبره العسكرى بنشوب حريق فى المنزل وأن كل ما به إلتهمتهم النيران،شعر وسيم ببعض الحزن وغادر المكان،أثناء سيره شعر بملل يعرف سببه بالتأكيد الوحده الذى عاد يشعر بها بعد رجوع رامى وزوجته الى السرايا الخاصه بهم فى البدايه أشار عليه عقلهُ بالذهاب الى السرايا وقضاء الباقى من الليل بها لكن بأخر لحظه وجد نفسه أمام منزل هاشم الزهار 
بالفعل دخل الى منزل هاشم الزهار 
تسحب الى غرفته خلسه دون أن يراه أحد لكن هو كان يعتقد ذالك فهنالك من رأتهُ ولابد أن تنتهز فرصة مجيئهُ الليله.
دخل وسيم الى غرفته وألقى بجسده فوق الفراش متنهداً يهمس بإسم.. ليلى
لكن فُتح باب الغرفه ودخلت تلك الوقحه لمى وأغلقت خلفها الباب.
إستقام وسيم جالساً ونظر الى من دخلت لكن سُرعان ما أخفض عيناه وتنحى عن النظر إليها غض بصرهُ عن تلك التى ترتدى ثياب آشبه بثياب العاهرات وإن كانت ثياب العاهرات تستر عن ذالك الرداء الشفاف الكاشف لجسدها أسفله
تقترب منه ببسمة لعوب غانيه.
نهض وسيم واقفاً وقال:لمى أيه اللى مصحيكى دلوقتي،أكيد أصوات إنذار المطافى والشرطه.
ردت لمى بأدعاء الخضه:فين دول انا مسمعتش أى أصوات أنا أساساً مكنتش نايمه...
قالت لمى هذا ثم مثلت الصعبانيه تقول:أنا من يوم ما بابى قتل مامى وأنا مش بعرف أنام بخاف،رغم إنى مش مصدقه إن بابى يعمل كده أكيد إتجنن فعلاً زى تقرير الطب النفسى ما بيقول،أنا بقيت وحيده،حتى ريما فى اليونان لوحدها هى اللى جهزت لدفن مامى هناك بس هى جنبها فابيو،أنا هنا وحيده وإنت بعيد عنى،رغم إننا مرتبطين ببعض ولازم تكون قريب منى زي فابيو ما هو قريب من ريما وأكيد واساها فى موت مامى.
قالت لمى هذا وأقتربت أكثر من وسيم وكادت تلاصقه،لكن عاد وسيم خطوات للخلف يحذر من إقترابها منه وتنهد يقول:كان لازم تسافرى مع جثمان مامتك لليونان وتكونى جنب ريما توأمك يمكن كنتم قدرتوا تخففوا عن بعض.
إقتربت ليلى من وسيم وكادت تلاصقهُ بجسدها لكن عاد وسيم للخلف 
لكن هى لم تيأس وعادت تقترب منه ليس هذا فقط بل قامت بخلع ذالگ المئزر الشفاف عن جسدها ليبقى  أمامه جسدها شبه عارياً تحاول إغوائه،لكن وسيم لم ينظر لها وإبتعد عنها،لكن تلك العاهره إقتربت منه وقالت له:
إنت الوحيد يا وسيم اللى يقدر يخفف عنى الحزن والآلم الى بحس بيه،ليه بتبعد عنى إحنا خلاص بقينا قريبين لبعض جداً.
فتح وسيم باب أحدى ضلف الدولاب وقام بأخراج قميص له منه ومد يده وأعطاه للمى قائلاً:خدى إسترى نفسك بالقميص ده يا ليلى.
تعجبت لمى قائله بدموع:أنا لمى مش ليلى، وبعدين عادى إحنا خلاص هنتجوز قريب يا وسيم،وحصل قبل كده بينا علاقه،يعنى عادى لما تشوف جسمى.
رد وسيم: بلاش كذب يا لمى،وأحنا محصلش بينا أى علاقه قبل كده ده وهم بس فى دماغك،على فكره أنا أوضتى فيها كاميرات يا لمى.
نظرت له لمى متفاجئه تقول ببجاحه:إنت بتقول كده دلوقتي علشان تهرب من مسؤليتك إتجاه اللى حصل بينا قبل كده.
رد وسيم بقوه:قولتلك الأوضه فيها كاميرات يا لمى وبلاش تعيشى الدور،ولو مش مصدقانى إن مفيش أى علاقه حصلت بينا،هفرجك بنفسك عالفيديوهات.
فتح وسيم جهار حاسوب خاص به وقام بتشغيل بعض الفيديوهات، 
خلف بعضها، تثبت صدق حديثهُ، ليس هذا فقط، بل ذهب الى أحد قام بتشغيل فيديو يصور وقوفهم الآن مع بعضهم، مما جعل لمى تثور وتقول له وهى تحاول إستمالته: 
أنا بحبك  يا وسيم أنا رجعت لهنا علشانك، أنا حتى سيبت بابى وجيت علشانك، أكيد الكاميرات دى فيها حاجه  غلط، إنا متأكده إن حصل بينا علاقه قبل كده. 
رد وسيم: لأ يا لمى، وده رحمه  لينا إحنا الإتنين صدقينى لو حتى جوازنا كمل مستحيل  هيستمر،أنتى عايشه بطباع غربيه،مش معترفه بأى حدود ولا بديانه،عارفه لو متمسكه حتى بالمسيحيه أنا كان ممكن أفكر نرتبط،أنا مسلم وموحد بالله ومعترف بس بالديانات السماويه،إنتى تعتبرى مُلحده يا لمى بتمنى تفوقى من الوهم ده،وتنتمى لأى ديانه سماويه،وقتها هتلاقى راحه نفسيه،لمى أنا غلطت فى وقت  لما خطبتك  بس الحمد لله ربنا مش رايد ليا الإستمرار فى الغلط ده، مفيش قدامك غير طريق واحد يا لمى، إرجعى إسكندريه وشوفى خالى هشام وحاولى تعرفى حقيقة قتلهُ لمامتك، وإتعظى من الحكايه دى، يمكن لو كنا إستمرينا مع بعض زيهم كان واحد فينا قتل التانى،أو حتى إرجعى لليونان وحاولى تقربى من أختك يمكن تلاقوا مع بعض بدايه جديده ليكم،أنا خلاص حسمت أمرى،أنا بفض الخطوبه اللى بينا.
ردت لمى وهى تنتحب بتمثيل وتقترب من وسيم:أنا بحبك مقدرش أبعد عنك،هعمل كل اللى عاوزه منى،بس بلاش تسيبنى حتى لو عشنا مع بعض بدون إرتباط رسمى.
إبتعد وسيم للخلف بهز رأسه بنفور وقال:انا مش عاوز أجرحك أكتر يا لمى،خلاص بلاش تمثلى عليا،وكمان أنا مش جاهز لأى إرتباط  وعمرى ما همشى فى طريق إرتباط غير شرعي،قصتنا خلصت من البدايه وكانت غلطه منى ودفعت تمنها،أنتى عارفه إن وجودك السبب الرئيسي إن بسيب البيت ده وأروح بيت والدى،لو طمعانه يا لمى فى حصتى من ميراث أمى أو من ماما مهره ،هقولك صدقينى تبقى غلطانه.... ماما مهره بسببك حولت كل اللى كان بأسم أمى لحسابها بتوكيل رسمى منى لها كنت عامله  قبل ما أسافر إنجلترا، يعنى أنا كل اللى أملكه هو بيت والدى، ومرتبى من الجامعه اللى يعتبر ملاليم بالنسبه ليكى تصرفيه فى ثانيه، قولتلك إنى مش جاهز للأرتباط لا مادياً ولا نفسياً. 
تعجبت لمى وقالت: مستحيل عمتو مهره تعمل كده معاك، أكيد فى شئ غلط. 
رد وسيم: لأ عملت ده عقاب ليا بعد ما خطبتك وبمساعدة رفعت حولت كل أملاكها تحت سيطرته هو وكمان أملاك أمى. 
ردت لمى: رفعت أكيد الى لاعب فى دماغ عمتو مهره، بسبب إن ريما سابته زمان وسافرت اليونان أكيد بينتقم منها. 
رد وسيم:  بينتقم منها او لأ ميهمنيش غير إنى أفض الخطوبه اللى بينا واقولك إنك هتفضلى بنت خالى وبس، أنا غلطت من البدايه بس بلاش نستمر فى غلط، أنتى  جميله وهتلاقى أفضل منى. 
نظرت لمى له وقالت: أنا موافقه أعيش معاك فى بيت والدك وكمان بمرتبك من الجامعه.... 
ضحك وسيم يقول: فرضاً وافقتك هتتحملى قد أيه يا لمى مش أكتر من شهر ووقتها هنوصل للى بقول عليه إحنا مننفعش بعض أنا راجع بيت والدى وهسيب البيت ده أنا كنت جاى صدفه، متوقعتش تكونى صاحيه، بس كويس علشان ننهى كل شئ بينا، خلاص  على كده.... تصبحى على خير يا لمى... اتمنالك السعاده. 
قال وسيم  هذا وغادر الغرفه بل غادر المنزل بأكمله يتنهد بأرتياح... 
بينما لمى إنتباتها موجه من الغِل وقامت بتهشيم كل زجاج موجود بالغرفه وكذالك ذالك الحاسوب، ونظرت حولها تتمعن فى أركان الغرفه، كيف وقعت فى هذا  الفخ، لكن لا لن تترك وسيم يهنئ مع غيرها، تذكرت، ذلة لسان وسيم  حين  نداها ب ليلى، تذكرتها سريعاً، هى رأتها يوم زفاف رامى حين خرجت خلفه، ورأت نظرات إعجاب وسيم لها الذى كان يحاول إخفائها،لن يهنئ وسيم ومن ستدفع ثمن تذلُلها له،هى تلك الفتاه...
همست بحقد قائله:ليلى...زى ما إتذللت ليك يا وسيم،ليلى هتذللى علشان أرحمها. 
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنزاح الظلام وأتى ضياء نهار جديد 
بسرايا الزهار 
شعر رفعت بأنفاس زينب المضطربه والتى بدأت تسيقظ من النوم
لكن ظل نائماً وضم جسد زينب بين يديه،لكن زينب فتحت عينيها ونظرت الى وجه رفعت الذى مازال نائماً بملامح هادئه رجوليه وخصلات شعرهُ شبه المجعده المتناثره على جبهته سحبت نفسها وتبسمت على حالها قبل وقت قليل لا يتعدى شهروأيام لو كانت إستيقظت ووجدت رفعت جوارها كانت أيقظته بفظاظه،لكن الآن ها هى من تتسحب من بين يديه بهدوء،بالفعل إستطاعت أن تنسحب بعيد عنه...نهضت من على الفراش وذهبت الى الحمام.
بينما رفعت حين تسحبت من بين يديه فتح عينيه هو الآخر متنهداً يشعر بخواء مازال يريد أن تظل بين يديه ولا تبتعد عنه...
لكن سُرعان ما أغمض عينيه وهو يسمع فتح باب الحمام وخروج زينب من الحمام 
زينب التى إقتربت من الفراش ونظرت لرفعت تبسمت حين رأته مازال نائمً،فتحت الدولاب وأخرجت ملابس لها وبدأت ترتديها غير منتبه لعين ذالك العاشق الذى ينظر لها خِلسه الى أن إنتهت من إرتداء ثيابها وحتى ارتداء الحذاء،ثم توجهت الى تلك الطاوله المجاوره للفراش كى تأخذ هاتفها من عليها،لكن بمجرد أن وضعت يدها تلتقط هاتفها تفاجئت بيد تسحبها بقوه تجذبها الى فوق الفراش.
تبسمت زينب بخضه وهى تنظر الى وجه رفعت وقالت:خضيتنى...إنت صحيت إمتى؟
تبسم رفعت الذى إنحنى عليها قام بوضع قُبله على أحدى وجنتيها قائلاً:أنا صاحى من قبلك،وسيبتك تقومى من حضنى بمزاجى.
تبسمت زينب قائله:طب طالما سيبتنى أقوم من حضنك بمزاجك،طب كمل مزاجك بقى وسيبنى أقوم علشان أروح الوحده...أنا قربت أترفد بسبب الأجازات الكتير اللى بقيت باخدها،أنا تقريباً قربت أخلص أجازاتى الإعتياديه،بعد كده الأجازات هتتخصم من مرتبى،والواد مجد خلاص مبقتش عارفه أبلطج عليه وأقلبه فى فلوس...بقى حريص عاوز يحوش فلوس علشان يتقدم للسندريلا بتاعته بعد ما تخلص إمتحانات الثانويه بعد كده هطلب منك إنت .
ضحك رفعت يقول:أنا موافق يا روحى تقدرى تطلبى منى،سبق وطلبتى ربع مليون جنيه ودفعتهم ليكى.
ضيقت زينب عينيها وقالت:دفعتهم لى بعد فِصال،فاكر.
ضحك رفعت يقول:كنت حابب أتكلم معاكى لوقت أطول،رغم كانت طريقتك بجحه وقتها،يعنى بدل ما كنتى تروحى للقسم وتعملى محضر تبتزينى بيه كنتى جيتى لى من البدايه وطلبتى المبلغ كنت هدهولك بدون فِصال،بس وقتها حبيت أشاغبك وأنا من جوايا متأكد إنك مش هتاخدى المبلغ ده لنفسك.
تبسمت زينب وقالت:ده بقى كان حُسن ظن منك،ولا كنت عامل تحريات مُسبقه عنى.
تبسم رفعت يقول:لأ ثقه فيكى ومكنتش أعرف سبب ليها رغم إن شغلى كظابط علمنى أنى مثقش فى مظاهر الناس أساساً،بس أنتى رغم لسانك الطويل كان جوايا إحساس إنك مختلفه عن أى شخص غريب قابلته قبل كده كان جوايا شئ بيشدنى ليكى حابب أقرب منك،وفى نفس الوقت كان فى قلبى إنتقام عامينى.. كنت بقول لأ مفيش مكان ولا وقت للعشق فى قلبى،بس إنتى بسرعه غزيتى قلبى كان جوايا صراع بين نيران العشق والإنتقام. 
تبسمت زينب قائله: وأى نيران فيهم اللى فازت؟ 
رد رفعت وهو ينظر لعينيها: اللى فازت الشجره الطيبه اللى خدتنى تحت ظلها واللى إتنفست من هواها نسيم رد ليا روحي...قبلك كنت عايش من غير روح يا زينب...أنا إسترديت روحي تانى لما بوستك بعد ما فوقت من الغيبوبه...أنفاسك ليا كانت حياه تانيه.
أنهى رفعت حديثه يُقبل كل إنش بوجه زينب ثم عاد لشفاها يقبلها بشوق لا ينتهى...
لكن قطع لحظة العشق صوت هاتف زينب،وعت على حالها ودفعت رفعت بهدوء قائله:أنا كمان مع الآسف وقعت فى حب الهمجى رفعت الزهار...وبقول كفايه كده بقى وتسيبنى أرد على موبايلى.
تبسم رفعت يقول: ومين اللى بيتصل عليكى بدرى كده.
تبسمت زينب وقالت:سيبنى أقوم أشوف مين وبعدها أفكر أقولك مين أو لأ. 
تبسم رفعت وقال لها: أنا هعرف مين قبلك. 
تبسمت زينب حين إبتعد رفعت قليلاً عنها ومد يدهُ نحو تلك الطاوله وآتى بهاتف زينب ونظر إلى شاشتهُ وقال: دى صفاء. 
تبسمت زينب وهى تأخذ الهاتف من يد رفعت وقالت: خلصت تحرياتك يا سيادة الضابط تسمحلى أرد على صفاء. 
تبسم رفعت بينما ردت زينب على صفاء بأختصار: تلت ساعه بالكتير وأكون فى الوحده..
قالت زينب هذا وحاولت النهوض من بين يدى رفعت قائله:سمعت بنفسك أهم بيستدعونى للوحده،الوزاره باعته قافله طبيه فيها تخصصات كتير ولازم أكون فى إستقبال القاقله بنفسى.
فك رفعت حصار يديه عن زينب مبتسماً يقول:الوزاره اللى بعتاها ولا مديرة الوحده هى اللى طلبتها عالعموم ترجعى بدرى،ممنوع التأخير زى زمان.
نهضت زينب تُعدل هندامها قائله:براحتى تحكمات زمان إنتهت يا سيادة القبطان.
تبسم رفعت وهو يعتدل على الفراش قائلاً:قبل ما تخرجى إفطرى لدوخى فى الوحده.
تبسمت زينب قائله:لأ إطمن يا رفوعتى صفاء فى الوحده قايمه معايا بالواجب وزياده مامتها مدلعانى،كل يوم تبعتلى معاها فطور بما لذ وطاب...غير كمان كتير بتبعتلى غدا .
تبسم رفعت يقول: بس ده مش يعتبر رشوه يا دكتوره صفاء موظفه عندك فى الوحده. 
تبسمت زينب: هو يعتبر رشوه بس أنا باخدها على إنها محبه منها يا سيد رفعت... سلام بقى. 
قالت زينب هذا وقامت بإلقاء قُبله فى الهواء لرفعت. 
تبسم رفعت يقول بمكر: البوسه موصلتش لازم تعيدها بس قربنى منى شويه. 
تبسمت زينب  قائله: لأ مش مهم توصل دلوقتي  لو قربت هتأخر، سلام بقى أشوفك المسا.
تنهد رفعت وهو يستريح بجسده فوق الفراش بعشق،تلك الطبيبه بدلت حياته من نقيض الى نقيض آخر تلك السعادة التى يشعر بها أطفئت نيران الإنتقام بقلبه.
بمناسبة نيران الإنتقام ها هو هاتفه يصدح...إستقام رفعت وجذب هاتفه نظر للشاشه،وقام بالرد:أهلاً يا محمود خير بتتصل عليا بدرى ليه؟
رد محمود بتعجب:غريبه أنا فكرت إنك إنت اللى كنت هتتصل عليا تقولى على اللى حصل عندك فى الزهار،بس يظهر إنك لسه نايم فى فترة النقاهه اللى كنت فيها الأيام اللى فاتت مع الدكتوره.
تبسم رفعت يقول:وأيه اللى حصل فى الزهار بقى قولى أنا يادوب راجع إمبارح المسا.
تبسم محمود:ما اللى حصل حصل بالليل،بيت نجيب الكفراوى ولع.
نهض رفعت جالساً يقول:بتقول أيه؟!
رد محمود:من كام ساعه بيت نجيب الكفراوى ولع ومش بس كده تقريباً كل عيلته كانت فى قلب البيت ومحدش خرج منهم حى،غيره هو،واضح أنه كان يوم إجتماع العيله وكانوا فى إنتظاره وهو شكل تأخيره كان عمد،علشان يوصل بعد النيران ما تكون شعللت فى البيت..   والتحريات المبدئيه اللى وصلتنى إن سبب الحريق تسريب غار.
تفاجئ رفعت يقول:يعنى عندك شك إن النيران مترتب لها؟
رد محمود:بالتأكيد...شكوا فى سبب زيارته ليك وإنت مريض فى الوحده،وأكيد هاشم ممكن يكون لعب فى دماغ فابيو إن  نجيب ممكن يكون خاين وبسهوله ممكن  يبعهم لك،خصوصاً بعد نجاتك من الهجوم اللى حصل،وقلب الموازين كلها بدل ما كان هيظهر قوة فابيو،بالعكس طلعت قوته قش ولع وإنتهى ومسابش أثر مكانه،  رغم إن الحظ اللى ساعدك فى النجاه من الهجوم ده.
رد رفعت:والشخص المزوع فى اليونان مقالش أيه آخر أخبار فابيو.
رد محمود:لأ بلغنى فابيو خد ريما وإبنه وراحوا رحله فى جزيزه فى اليونان،مش عارف ليه حاسس إن فى فخ هو بيحضر له،عالعموم خد حذرك واضح فى تصفيات كبيره هتتم بعد قتل هشام لچاكلين.
رد رفعت: أنا لغاية دلوقتي مش مصدق إن هشام هو اللى قتل چاكلين،فى شئ غلط،يأما فعلاً هشام إتجنن زي مقولتلى!
رد محمود:فعلاً هشام فقد الأهليه نهائياً أكتر من دكتور كشفوا عليه وأكدوا إن عقله إختل وتم تحويله لمشفى نفسى تحت حراسه مشدده لحد ما يتم إلانتهاء من مدة الحبس الإحتياطى وبعدها هنشوف حكم القضاء عليه،واللى يخليك تستجب موقف بناته الإتنين منه،واحده فى اليونان مع فابيو،والتانيه عندك فى الزهار ولا كأن ده باباهم وحتى مقوموش له محامى يدافع عنه.
رد رفعت:بناته أقذر من منه هو ومامتهم،وده رد فعل طبيعى بحُكم تربيتهم على الانانيه وحب الذات والسيطره.
رد محمود:تمام أى معلومات هتوصلنى هبلغك بيها وأنت كمان تابع حريق بيت النايب وأى تفاصيل توصلها بلغنى...بالسلامه 
أغلق رفعت الهاتف يُفكر فى قول زينب التى قالته له قبل أيام أثناء إصابته بالوحده"سيبهم لأنتقام ربنا يا رفعت إنتقامه منهم هيكون أقوى من إنتقامك"
حقاً إنتقام ربنا أقوى من أى إنتقام 
ها هو النائب الذى ساهم فى حريق أبيه وأمه وأخته...إحترقت عائلته بأكملها أمام عيناه بماذا فادتهُ تلك السُلطه الذى حرق من أجلها يوماً هل أوقفت إشتعال النيران بأسرته...
وهشام الذى طمع بجزء من ثروة أبيه،لم ينالها وفقد ثروته وليس فقط ثروته فقد تلك العاهره التى كان يعشقها وكانت من ضمن أسباب إشتراكهُ فى حريق السرايا،ماذا جنى من الطمع...فقد عقلهُ وإبنتاه تخلي عنه وتركناه لمجهول ينتظره.
حقاً زينب هديه أرسلت له بوقتها المناسب يستظل بعشقها.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
بمرسى مطروح.
بذالك الهنجر 
دخل فابيو وتبسم وهو يجد هاشم يجلس يمسك نصلاً حاد يقطع به قطع من اللحم.
تحدث يقول:أتمنى أن تكون حفلة الشواء لذيذه 
ردت عليه تلك التي دخلت خلفه:تكون لذيذه حسب نوع اللحم.
تبسم فابيو وهو ينظر خلفه لتلك الوقحه التى إقتربت منه تحتضنه بألفه.
تبسم فابيو وهو يعانقها قائلاً باليونانيه:إشتقتُ لكى ألما،ظننت إنكى وجدتى العشق هناك بالزهار ولن تعودى معانا مره أخرى.
ردت لمى:لا لم أجد العشق،لكن لن أدع ذالك الحقير الوضيع وسيم يهنئ بعدى...ستدفع ثمن رفضه لى تلك الحمقاء الذى يهواها أيظن أننى حمقاء ولا أعرف بها.
تبسم فابيو يقول:حسناً لنجلس الآن ننتظر نضوج لحم الشواء.    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده عصراً
جلست زينب خلف مكتبها تشعر بأرهاق وإنهاك وتلك الدوخه التى أصبحت تشعر بها كثيراً بداخلها شك بوجود خطبٍ ما بها لكن تكذب ذالك الإحساس خشية أن يكون وهم تتعلق به. 
لكن تبسمت وهى تسمع رنين هاتفها هى على عِلم بمن يتصل بها، وها هو كما توقعت. 
فتحت الهاتف وقامت بالرد تسمع الى صوت رفعت الحانق الذى يقول: خلاص قربنا عالمغرب الدكتوره مش عارفه إن عندها بيت وزوج فى إنتظارها... سبق وحذرتك إن للتأخير عقاب.... لو إتأخرتى هيبقى فى عقاب جديد غير السابق. 
تبسمت زينب قائله: أولاً إحنا لسه الساعه مجتش أربعة العصر ومن إمتى إلتزمت يا سيد رفعت بمواعيد... وهتأخر براحتى وعاوزه أعرف عقابك الجديد أيه. 
قهقه رفعت يقول: شكل الدكتوره إتغرت فيا الأيام اللى فاتت كنت مدلعها... لأ يا دكتوره بلاش تتغرى.... ولو إتأخرتى هتشوفى العقاب الجديد. 
صمت رفعت لثوانى ثم قال بوقاحه: لوإتأخرتى عن الساعه سبعه سبعه ودقيقه هتلاقينى عندك فى الوحده وهبوسك قدام كل اللى فى الوحده ونطلع من الوحده مباشر على كل مواقع النت. 
ضحكت زينب قائله: وفر وقاحتك يا همجى الساعه سبعه الوحده بتبقى شبه فاضيه. 
تبسم رفعت يقول بتفكير: أها علشان كده واثقه من نفسك.... تمام يا روحى هجيلك دلوقتى أهو هلاقى الوحده شغاله. 
تبسمت قائله: أنا بقول تخليك فى الخيل اللى عندك وتسيبنى أكمل شغلى إنت معطلنى برغيك فى الفاضى...متخافش مش هتأخر بس مش علشان خايفه من عقابك قبل كده كنت بهرب من واحد همجى بأنى أشتغل لوقت متأخر غير إنى كنت بحب أستفزه... بس للأسف الهمجى ده عرف يخترق قلبي. 
تبسم رفعت بزهو يقول: والشرسه كمان الهمجى عشقها بس للأسف مش عارف يروضها. 
تبسمت زينب قائله: الشرسه جامحه وغير قابله للترويض وطالما عجباك لازم تقبل شراستها. 
تبسم رفعت يقول: مش  بس قابل شراستها أنا بعشقها، بلا هسيبك تخلصى شغلك ومتتأخريش، بتوحشينى وإعملى حسابك لو إتأخرتى العقاب هيكون هحبسك فى أوضة النوم ومش شغل بكره هنروح نعمل فحص طبى شامل. 
تبسمت زينب قائله: متاخفش مش هتأخر واضح الأجازه اللى أخدتها الفتره اللى فاتت أثرت علي طاقتى وتعبت من الشغل بسرعه ومحتاجه فعلاً للفحص ده ، يلا أشوفك المسا. 
***.... 
أنهت زينب الحديث مع رفعت على الهاتف ثم وضعت الهاتف أمامها على المكتب تتنهد ببسمه لكن مازالت تشعر بذالك الدوار اللعين.... 
دخلت عليها صفاء تقول: الوحده النهارده شكلها مش هتفضى، كل ده بسبب اللجنه الطبيه اللى فيها كل التخصصات اللى الحكومه بتبقى تبعتها من فتره للتانيه، كانت قبل كده الدكاترة بتجى ساعتين وتمشى، لكن النهارده من الصبح وهما شغالين، شكل وشك أصفر يا دكتوره وخايل عليا وعندى شبه يقين إنك حامل. 
نظرت لها زينب قائله: أيه بتنجمى ولا أيه يا صفاء. 
ردت صفاء: لأ مش بنجم يا دكتوره، وإسمعى كلامى، فى فى اللجنه الطبيه دكتورة نسا مش هتخسرى حاجه لو طلبتى منها تكشف عليكى، ولو طلع شكى صحيح هاخد الحلاوه مش بس منك كمان من رفعت بيه... ده أكيد يوم المُنى عنده. 
تبسمت زينب لديها شك لكن....، لماذا لا تنهى هذا الشك باليقن على أى إتجاه. 
نهضت زينب قائله: هسمع كلامك يا صفاء، وهروح أستغل إنى مديرة الوحده وأخلى الدكتوره تكشف عليا ببلاش. 
تبسمت صفاء وقالت لها: وهى الدكتوره تطول إنها تكشف عليكى، ده شرف ليها. 
تبسمت زينب تُخفى ذالك الخوف أن يصدق إحساسها أنها ليست حاملاً. 
بعد دقائق كانت زينب ممده على الفراش أمام الطبيبه تقوم بالكشف عليها. 
تحدثت الطبيبه: عملتى إختبار حمل قبل كده يا دكتوره. 
ردت زينب: لأ 
تحدثت الطبيبه : أنتى متجوزه من أمتى يا دكتوره. 
ردت زينب: من حوالى أربع شهور عارفه أنها مده قليله إنى أقلق انى مكونش حامل بس أنا.... 
قاطعتها الدكتوره قائله: مبروك يا دكتوره أنتى حامل الجهاز اللى هنا مش متطور مقدرش أحدد من كام شهر بالظبط.... بس غريب إزاى دكتوره ومش عارفه إنك حامل، حتى المفروض يكون عندك شك فى تغير هورمونات جسمك. 
شعرت زينب بأحاسيس مختلفه ممزوجه بالفرح الشديد.... تذكرت كم مره خافت أن تكون عاقرا... حتى تلك الأحاسيس التى كانت تشعر بها وتكذبها تخشى أن يكون وهماً
نظرت زينب للطببه وقالت لها: متأكده إنى حامل. 
تعجبت الطبيبه من شك زينب وقالت لها: متأكده بس ليه مش مصدقه انك يا دكتوره عندك شك فى مهنيتى، على فكره انا بمارس الطب وتخصصى نسا وتوليد من أكتر من خمستاشر سنه يعنى قبل أنتى ما تدخلى الثانويه. 
تبسمت زينب وقالت: مش قصدى تشكيك فى مهنيتك يا دكتوره. 
تحدثت صفاء التى دخلت: ها قوليلى البشاره يا دكتوه أنا كنت واقفه بره على ما تكشفى عالدكتوره.
تبسمت الطبيبه وعادت قولها بتأكيد: الدكتوره مش مصدقه إنها حامل ومكدبانى. 
تبسمت صفاء ودون إنتظار كانت تزغرط بفرحه عارمه تقول: 
شكى طلع صح يا دكتوره وهاخد حلاوة البشاره منك ومن رفعت بيه كمان. 
قالت صفاء هذا وعاودت الزغاريط
بينما زينب مازالت مذهوله.... وتذكرت ذالك الحديث الغبى التى قالته ل رفعت ذات يوم حين واجته أنها لا يهمها إن كان لديه طفل من أخرى، وكذبت وقتها حين قالت أن الأمر لا يعنيها بل كان بداخلها شعور بالنقص حاولت إخفاؤه وهى تدعى عدم الأهتمام لذالك. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحوالى الرابعه والنصف عصراً، بالوحده الصحيه 
دخلت إحدى سيارات الإسعاف الخاصه بأحدى الجمعيات الأهليه ونزل منها شاب مهندم بزى  طبيب إسعاف، ودخل بلهوجه الى الوحده حتى أنه إصتطدم مع صفاء أثناء سيره، كادت صفاء تقع لكن سندت على إحدى الحوائط وقالت:
مش تحاسب يا أخ وأنت مين وداخل الوحده بلهوجه كده ليه،إنت مع القافله الطبيه،متخافش القافله  لسه فى الوحده. 
رد عليها: لأ أنا مش تبع القافله... ممكن تدلينى على مكتب مديرة الوحده... ضرورى من فضلك بسرعه  مسألة حياه أوموت إنسان. 
ردت عليه صفاء: إتفضل معايا، مكتب الدكتوره قريب من هنا. 
ذهب ذالك المُسعف خلف صفاء التى سارت جواره تُماشى  خطواته سريعه،قبل أن تطرق زينب الباب،طرق هو على الباب،وفتح بعد أن اذنت له زينب.
دخل متلهفاً يقول:حضرتك مديرة المستشفى من فضلك يا دكتوره أنا محتاج مساعده علشان مريض وحالته سيئه للغايه وأهله ناس غلابه على قدهم أنا بشتغل مُسعف فى أحد الجمعيات الخيريه،بس للاسف ملقتش له مكان فى مستشفى قريبه هنا ممكن تستقبليه هنا بس على ما أدبر له مكان فى مستشفى خاصه قريبه،المسأله ساعه بالكتير،أكون كلمت حد من مُدريرين الجمعيه الخيريه يتكفل بحالة المريض،هو واضح أنه مريض قلب ومحتاج لأوكسجين وعنايه خاصه...معايا التقرير الطبى الخاص بحالته فى عربية الإسعاف،أنا مكنتش أعرف سوء حالته بالشكل أهله طلبوا عربية إسعاف من الجمعيه ومقالوش عن حالته،بس هو حالته حرجه جداً ربنا يستر.
نهضت زينب من خلف مكتبها وقالت:عندنا فى الوحده غرفة عنايه خاصه وكمان فيها أجهزة أوكسچين بسرعه تقدر تدخل المريض اللى معاك.
تنهد المُسعف يقول:متشكر قوى يا دكتوره،ممكن تجى معايا لعربية الإسعاف علشان تمضيلى على إستلام المريض وكمان تاخدى التقرير الطبى الخاص بالمريض.
قالت زينب له:أنا هطلب منهم إستقبال المريض فى عناية الوحدهوهات التقرير الطبى لهنا.
تحدث المُسعف:على ما تطلبى من المسؤلين عن العنايه نكون دخلنا المريض للعنايه،وجودك أفضل من طلبك منهم الثانيه ممكن تفرق فى حياة المريض.
ردت زينب:تمام أنا جايه معاك خلينا نتصرف بسرعه علشان حياة المريض الثانيه بتفرق فعلاً.
سارت زينب جوار المُسعف.
لكن ساق صفاء فضولها المعتاد وسارت بعدهم ببضع خطوات.    
توقف المُسعف  أمام باب سيارة الإسعاف  وقام برش رذاذ على وجه زينب مما جعلها تتنرنح، وفى ثوانى كان هناك من ساعد المُسعف  فى حملها وإدخالها لسيارة الإسعاف ودخل المُسعف  سريعاً وأغلق الباب وإنطلقت السيارة بسرعه البرق تغادر الوحده. 
ذُهلت صفاء من ذالك الموقف وقامت الصُراخ إستنجاداً بمن فى الوحده  لكن هيهات فهى خطه مُحكمه ونحجت، قبل أن يتجمع من بالوحده كانت السياره خرجت من الوحده وأصبحت على الطريق تسير بسرعه رهيبه. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسرايا 
مازالت مروه  تشعر بتقلصات قويه فى بطنها منذ الصباح هاتفت الطبيبه وسألتها عن علاج لتلك التقلصات قالت لها أنه من الأفضل الذهاب إليها ومعاينتها الآن، قامت بالإتصال على والداتها تخبرها أن تذهب  لها لتذهب معها الى عيادة الطبيبه ولم تخبرها عن تلك التقلصات التى تشعر بها، لكن والداتها قالت لها أنها ليست بالمنزل، هى ذهبت الى مشتل خالها بطعام الغداء له وللعمال العاملين معه...
أغلقت الهاتف مع والداتها وشعرت بزيادة تلك التقلصات،لا ليست فقط تقلصات هنالك شعور بشئ ساخن يسيل بين ساقيها،نظرت لساقيها تفاجئت بدماء تسيل منها،إنخضت وقاومت ذالك الوجع وقامت بالإتصال على رامى،الذى رد عليها سريعاً،قالت له:
رامى إلحقنى أنا بنزف وحاسه بوجع جامد فى بطنى.
رد رامى: أنا جاى فوراً،مروه بلاش تتحركى كتير.
بالفعل ما هى الإ دقائق وكان رامى يدخل الى السرايا سريعاً يصعد درجات السلم برجفه،رأته جدته وقالت:مالك يا  رامى فى ايه بتجرى كده ليه  ؟ 
لم يرد رامى وهرول سريعاً  الى الجناح الخاص به ودخل، وقف لثوانى مذهولا وهو يرى مروه جالسه أرضاً جوار الفراش تبكى بتآلُم  وأسفلها بؤرة دماء...لم يفكر لثوانى وذهب إلى مكان جلوسها وقام بحملها سريعاً وخرج من الجناح  
فى ذالك الوقت كانت قد دخلت إنعام للغرفه ورأت جلوس مروه، شعرت بسوء هذا تفسير جزء من حلمها البغيض الذى تكرر لأكثر من مره فى الايام الماضيه، فجأه تذكرت جزء آخر من الحلم... 
زينب... وسط نيران فوق المياه، شعرت إنعام بدوخه، لكن تمسكت بمسند أحد المقاعد بالجناح وفرت دمعه من عينيها وطلب الرآفه فى القادم من الله، هى لم تعد قادره على خسارة أحد ممن تحبهم... يكفيها عذاب ما مرت به سابقاً، تعلم أن نسيانها لبعض الذكريات  المريره جعلها تشعر بهدوء فى قلبها، لكن حين تعود لذاكرتها تلك الذكريات،تتمنى أن يُخلصها الموت من هذا العذاب الذى يفتك بقلبها. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ........
بجامعة ليلى  بحوالى الرابعه والنصف 
اليوم هو اليوم الأخير فى الإمتحانات
راقب وسيم ليلى عن قُرب اليوم سيعترف لها بحبه  ويعتذر منها عن سوء الفهم الذى حدث منه 
خرجت ليلى من اللجنه تسير مع بعض زملائها وكذالك ذالك الشاب الذى يشعر بنيران حين يراه قريب منها 
نادى وسيم على ليلى أثناء سيرها معهم،
تركتهم وذهبت إليه 
دخل الى غرفة مكتبه وقال بصرامه: مين الشاب اللى ملازم ليكى دايما ده يا ليلى؟ 
ردت ليلى ببساطه: ده زميل ليا، سبق وقولتلك وبعدين مالكش خق تسألنى السؤال  ده... ولو كنت منادى عليا علشان كده  ، يبقى عن إذنك الوقت قربنا عالمغرب لازم الحق ارجع  البلد علشان الاقى موصلات. 
تمالك وسيم عصبيته وقال: ليلى ممكن نخرج نقعد فى أى مكان بعيد عن الجامعه نتكلم شويه، هو مسألة نص ساعه مش أكتر و... 
قاطعته ليلى بحده قائله: عاوزنى أخرج معاك ونقعد فى كافتيريا أو كافيه بصفتك أيه، واضح إن معاشرتك الأجانب سابت أثر كبير عندك، يا دكتور يا متحضر عن إذنك. 
قالت ليلى هذا وتوجهت الى باب المكتب لكن تحدث وسيم بحده هو الآخر:  وكلامك لزميلك اللى لازق ليكى دن مش تحضر برضوا.
ردت ليلى:أنا بكلمه بس فى داخل الجامعه بره الجامعه حتى مش بمشى معاه لوحدى وعمرى من يوم ما دخلت للجامعه ما قعدت مع زميل ليا لوحدى فى أى كافيتريا عامه بنبقى مجموعة زمايل بنات وشباب ،كل كلامنا بيكون عن الجامعه وعن دراستنا فقط عن أذنك. 
غادرت ليلى الغرفه وتركت وسيم الذى تبسم وتنهد بإرتياح رغم تهجم ليلى فى الرد عليه، لكن أراحت قلبه، أنه لايوجد لديها مشاعر خاصه ناحية هذا الشاب،إذن أصبح الطريق مُمهد حتى ولو كان بنسبة خمسون بالمئه هو يعلم من أين يُكمل باقى الطريق،
لكن 
خرجت ليلى من غرفة وسيم توجهت للخروج من الجامعه،وجدت إحدى زميلاتها  كانت بإنتظارها،سارتا الإثنتين معا بالطريق من أجل الذهاب الى موقف الموصلات،لكن فجأه بالطريق،سيارة إسعاف قطعت عليهن الطريق،وتوقفت ونزل منها شابين ملثمين،وفى ظرف دقيقه واحده كانا يحملان ليلى بسرعه وأدخلاها الى سيارة الإسعاف،وانطلقت بعدها السياره تكاد تصطدم بالماره فى الشارع لولا تفاديهم لها، فى ذالك الوقت كان يخرج وسيم من الجامعه وسمع صراخ زميلة ليلى، توجه بسيارته سريعاً ونظر لزميلتها التى قالت ليلى عربية الإسعاف دى خطفتها  وجريت. 
لم ينتظر وسيم وتتبع سيارة الإسعاف. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخبر السئ لا ينتظر وقت للوصول لصاحبه. 
ها هو رفعت، جاء إليه خبر من ذالك المسؤل عن سلامة زينب يخبره بما حدث هاتفياً... تعصب رفعت كثيراً  وأغلق الهاتف وخرج سريعاً  من الإستطبل متوجهاً الى الوحده الصحيه، فى ظرف دقائق كان يقف مع ذالك المسؤل... يوبخه، لكن يقف صامتا بخزو لا يستطيع الرد على رفعت 
لكن آتت صفيه الى مكان وقوف رفعت وقالت له وهى تبكى... الدكتوره خطفوها من قلب الوحده يا رفعت بيه والله أنا مرتاحتش للكلب اللى دخل للوحده، هو ده جزائها الكلب  قالها انه معاه حالة مريض صعبه وهى بطيبتها طلعت علشان تساعده أتاريه كان فخ لها وقام رش على وشها معرفش أيه داخت وكانت هتقع، بس فى واحد تانى فى عربية الإسعاف، شدها قصادها وقبل حتى ما يقفلوا باب عربية الإسعاف  كانت جريت وطلعت من الوحده... أنا خايفه قوى عالدكتوره هى واللى فى بطنها،من الكلاب دول. 
نظر رفعت  لصفاء وقال: أيه اللى فى بطن زينب؟ 
ردت صفاء: الدكتوره حامل، دكتورة النسا اللى كانت فى القافله الطبيه كشفت عليها النهارده وأكدت إنها... حامل. 
رفعت مصدوم مما سمعه من صفاء 
زينب خُطفت وليس هذا فقط 
زينب حامل! 
سريعاً 
رن هاتفه برساله فتحها كانت من رامى الذى يخبره: رفعت أنا فى المستشفى مع مروه جالها نزيف شديد وإحتمال كبير تكون أجهضت. 
المصائب لا تأتى فرادى هو ها هاتفه يرن والمتصل وسيم فتح الخط أمامه ليسمعه يقول:رفعت ليلى إتخطفت من قدام الجامعه وأنا ماشى وارء عربية الإسعاف اللى خطفتها. 
عاد رفعت بعقله كلمة وسيم وقال له بلهفه: وسيم خليك وراء عربية الإسعاف زينب كمان إتخطفت وإحتمال كبير تكون فى العربيه مع ليلى، أوعى العربيه تتوه منك وخليك معايا على إتصال وأنا هجيلك بسرعه. 
........ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ💜ـ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تتبع وسيم سياره الإسعاف حافظ على وجود مسافه بينه وبين سيارة الإسعاف حتى لا يلفت إنتباه من بها أن هناك من يتتبعهم  تعجب وسيم حين دخلت سيارة الإسعاف الى جراچ خاص باحدى مستشفيات الجمعيات الأهليه....إقترب من الجراچ ودخل خلفهم بعد أقل من دقائق...
...... 
فى نفس الوقت عبر الطُرقات كان رفعت  يقود سيارته سريعاً متوجهاً الى ذالك المكان الذى يدلهُ عليه وسيم عبر الهاتف.
..... 
بأحد المشافى،كان رامى يقف أمام باب أحد الغرف،وقع بصرهُ على ملابسهُ المُلطخه بدماء مروه يشعر بخوف أن يقفد جنينهما باكراً. 
..... 
بالعوده لسيارة رفعت 
كان يقود بسرعه عاليه جداً بالكاد يستطيع تفادى السيارات أمامه حتى أنه سار بطرق مخالفه  عكس سير الطريق،جملة صفاء هى الملازمه لعقلهُ" الدكتوره قالت للدكتوره زينب أنها حامل مش أقل من شهرين ونص" 
كيف زينب كانت حاملاً دون أن تشعر بذالك،وهناك إحتمال آخر ربما كانت تعرف وأخفت عليه ذالك،ظنون تستولى على عقله،والظن الأقوى زينب بخطر لا ليس ظناً بل يقيناً، عادت نفس الجمله تطن برأسه،وتذكر تلك الليله التى أخبرته فيها أنه لا يهمها إن كان لديه طفل من ريما....
فلاشـــــــــــــــــــــــــــــــــ،،،باك
قبل الهجوم على السرايا بثلاث ليالِ 
فى حوالى التاسعه والنصف ليلاً 
دخلت زينب الى غرفتها وأشعلت ضوء الغرفه،لكن بمجرد أن إستدارت للحظه إنخضت حين رأت رفعت يجلس فوق الفراش ويضع ساق فوق أخرى.
إبتلعت ريقها وقالت:رفعت قاعد هنا ليه فى أوضتى وكمان فى الضلمه؟
نهض رفعت واقفاً ينظر لساعة يدهُ قائلاً بحنُق:
الساعه تسعه ونص ولسه راجعه دلوقتي من الوحده،مش ملاحظه الوقت؟
ردت زينب بلا مبالاه:عادى،المفروض إنى دكتوره وقبل ده كمان مديرة الوحده،وكان فى ناس من أهل البلد تعبانين وأنا كنت بأدى إلتزامى و واجبى 
إقترب رفعت من زينب ومسك عضدي يديها وجذبها عليه قائلاً بعصبيه:زينب قبل كده بلغتك ترجعى قبل المغرب  للسرايا،وهاشم الزهار كان بيعمل أيه عندك فى الوحده.
نفضت زينب يدي رفعت عنها بعنفوان قائله:من إمتى سمعت كلامك ورجعت لاسوار الحِصن بتاعك أنا ما بصدق أخرج منه وببقى مش عاوزه أرجعله،وبعدين أيه عرفك إن هاشم الزهار كان فى الوحده النهارده،أيه مشغل حد يراقبنى فى الوحده...
جذب رفعت زينب  مره أخرى وقام بتقبيل شفتيها  بقوه، ليس هذا فقط بل ألقاها على الفراش وأعتلاها وعاود تقبيلها بغيظ... 
للحظات تفاجئت زينب  بما فعل رفعت ثم تمالكت نفسها وقامت بدفع جسده عنها بقوه تلهث قائله: أبعد عنى يا رفعت، مش عاوزه أذيك. 
عقل رفعت يكاد يذهب منه نيران العشق تتحكم به، تلك النيران أقوى وأقسى من أى نيران  أخرى،نيران الانتقام  تنهش  العقل والقلب أما نيران العشق فهى تنهش الفؤاد والروح.
عاودت زينب الحديث بقوه وهى تدفعه بقوه لاهثه:بقولك إبعد يا رفعت وإفتكر إنى حذرتك قبل كده.
قالت زينب وكانت سترفع ساقها،لكن،فجأه نهض رفعت من فوقها    
نظر لها يلهث قائلا: بقولك هاشم الزهار كان عندك فى مكتبك فى الوحده عاوز أيه؟
هدأت زينب  قليلاً من نفسها وجلست على الفراش قالت ببساطه:تعبان وجاى يكشف.
نظر لها رفعت وقال بسخط:هاشم الزهار تعبان ورايح الوحده يكشف من قلة الدكاتره ولا من قلة الفلوس معاه،بقى مُعدم مش قادر يدفع تمن فيزيتا لدكتور فى عيادتهُ،ولا يمكن فى سبب تالت عنده؟
نهضت زينب من على الفراش وإدعت البرود وقالت:معرفش أسأله هو أنا مالى،أنا جالى مريض أديت واجبى وكشفت عليه.
تعصب رفعت وقال بسخريه:وياترى طلع مريض بأيه...أقولك أنا هو مريض بأيه هو مريض بالدكتوره اللى سمحت لنفسها تكشف على شخص حقير وقذر زى هاشم الزهار،أنا متأكد إنك فاهمه نظراته ليكى،وإنه بيتحجج بالمرض علشان يجى يشاهد فى جمالك ويتساير معاكى.
ردت زينب بعصبيه:رفعت إفهم معنى كلامك،قصدك أيه إنى مبسوطه بنظرات هاشم ليا،أنا مش بسمح لأى شخص يزيد عن حده معايا،الوحيد اللى.....
صمتت زينب قبل أن تكمل وتقول له أنه هو الشخص الوحيد التى سمحت له أن يزيد عن حدهُ معها،بل وأحياناً تدعى التذمر والضيق من أفعاله لكن بالحقيقه تكون مستمتعه بأفعاله معها..
نظر رفعت ل زينب وقال:كملى الوحيد اللى أيه؟
ردت زينب مالوش لزوم أكمل،قول إن كل عصبيتك دى إنى كشفت على هاشم الزهار...ليه بتكرهه قوى كده،فى بينك وبينه أيه؟
صمت رفعت وهو ينظر ل زينب،لكن تحدث عقله:أيوا بكرهه ولو بأيدى كنت ولعت فيه حي وأستمتعت كمان وأنا بشوفه بيتعذب وهو النار بتاكل فى جسمه.
نظرت زينب لعين رفعت الصامت وتحدثت بعيناها:رفعت إنت غلطان النار دى هتحرقك زيه بالظبط.
ردت عين رفعت: أنا قابل بالنار دى بس قبل ما أتحرق أشوفه بيتحرق ويشفى قلبى من الآلم اللى عشت فيه سنين.
ردت زينب بعيناها:وأنا يا رفعت مفكرتش فيا،مش خايف أتحرق بعدك؟
بعد رفعت عينيه عن زينب وقال بإنهزام أمامها:أعملى اللى أنتى عاوزاه يا زينب.
تعجبت زينب قائله:أنا فعلاً هعمل اللى عاوزاه يا رفعت،وخلاص قدمت على طلب نقلى من هنا،لأى مكان تانى.
نظر رفعت لها وقال:قصدك أيه بطلب نقل...مين هيسمحلك تمشى من هنا،ناسيه أنا مين،أنا بأشاره منى أوقف أى طلب نقل قدمتيه،ومش بس كده أوقفك عن العمل وألزمك متخرجيش من السرايا.
نظرت له زينب وقالت: يعني هتحبسنى!  هنا بين الأسوار دى، بس بدل ما تحبسنى أنا وسط أسوارك العاليه،هات إبنك من اليونان  يمكن أما تبص فى وشه تنسى الإنتقام اللى فى قلبك،وتفكر فى مستقبله من دونك.
تقرب رفعت من زينب وأمسكها من معصمها،وجذبها بقوه تسير خلفه،الى أن دخلا الى غرفة نومه.
حاولت زينب سلت مِعصمها من يد رفعت لكن رفعت كان يُطبق عليه بقوه،ولم يتركها الأ بعد أن دخلا الى غرفته...
ترك يدها وتوجه الى دولاب الملابس الخاص به وفتح خزنه بضغطه معينه  من  فوق شاشة هاتفه وكلمة سر كتبها على لوحة الخزنه، ثم قام بأخراج أحد الملفات الخاصه، مد يدهُ بالملف ل زينب قائلاً: بما أنك دكتوره أكيد هتفهمى المكتوب أقرى الفحص ده،وركزى فى التواريخ اللى فيه كويس.
من باب الفضول لدى زينب قرأت ما بالملف وركزت على التواريخ،وقالت:ده فحص چينات وراثيه dna وكمان ملف صحى كامل لطفل. 
رد رفعت:ركزتى فى التواريخ.
ردت زينب:مش فاهمه تقصد ايه يا رفعت؟قولى دوغرى.؟ 
أخرج رفعت ملف أخر وقام بإخراج ورقه منه ومد يدهُ بها ل زينب وقال:دى قسيمة طلاقى من ريما،وعندك التاريخ قبل ولادة إبن ريما بسنه كامله،ده غير إن الملف اللى معاكى ده الملف الطبى  الخاص بأبنها من يوم ما اتولد و اللى إتولد قبل ميعاده الطبيعى بأكتر من شهر،وأنا معرفش السبب أيه،غير أنه فضل فى الحاضنه أكتر من شهرين وإن إسم الأب فابيو جونزاليز،والأم ريما جوانزاليز،وإثبات فحص الچينات الوراثيه بأبنهم چاكى فابيو جوانزاليز.
شعرت زينب بسعاده بداخلها لا تعلم سببها،لكن طن برأسها قول والدة سميح أنها قد تكون عاقرًا،فهى منذ أن بلغت الحيض لم تكن منتظمه لديها كانت تغيب بالأشهر وتعود لأيام قليله،لم تكن مثل باقى الفتيات، وحين إستشارت إحدى الطبيات المتخصصه  أرجحت ذالك بسبب إصابتها بداء السكرى منذ طفولتها،ربما أثر على هورموناتها الجسديه،كما أن هنالك لبعض الفتيات طبيعه خاصه بأجسادهن،وقد يؤثر ذالك على الإنجاب أو لا...كل شئ بيد الله.  
شعرت زينب بدوخه،وخشيت أن يختل توازنها وتقع أمام رفعت ،أغمضت عينيها ثم فتحتها وقامت بمد يدها لرفعت بالملف والورقه الذى أعطاها إياهم،وقالت له بإدعاء البرود:
ميهمنيش أنك تكون عند ولد من ريما أو لأ،ميهمنيش الموضوع ده من أساسهُ...دى حياتك وإنت حر فيها المهم تكون بعيد عنى. 
قالت زينب هذا وخرجت من الغرفه تاركه رفعت يكاد قلبه يخرج من بين ضلوعهُ خلفها،جلس رفعت فوق الفراش يُزفر أنفاسهُ بغضب
نهض فجأه وفكر فى الذهاب خلف زينب ويشكى لها من قسوة تلك النار بصدره بلمسة يد منها قادره أن تهدأ لهيبها المُشتعل ...
لكن فجأه لام نفسه قائلاً:بلاش ضعف يا رفعت،من الأفضل أن زينب تبعد عن حياتك،وجودها بيضعفك عمرك ما كنت ضعيف.
النيران مُشتعله بين القلب الذى يريد الحبيبه والعقل الذى يفور من نيران الماضى،عاود رفعت التفكير فى الذهاب والأرتواء من العشق وإلقاء كل شئ خلفه حتى نيران الماضى،لكن قبل أن يخرج من الغرفه آتى له إتصال هاتفى،نظر للشاشه،ورأى من يتصل عليه 
وجد أنها ريما،تنهد بغضب وقام بأغلاق هاتفه،وبالفعل خرج من الغرفه،لكن لم يذهب الى غرفة زينب،ذهب الى إستطبل الخيل،وقام بإخراج إحدى المُهرات وقام بسرجها باللجام  وأمتطاها وخرج من السرايا بأكملها يتجول بالمروج الموجوده حول البلده عل إستنشاقهُ للهواء خارج تلك الأسوار العاليه، يُساعده بالحصول على الراحه والهدوء النفسى،لكن هيهات لن يقدر على إطفاء نيران العشق،فهى لا تهدأ سوا بنسمات أنفاس العشُاق. 
بينما زينب حين تركت رفعت وخرجت من الغرفه دخلت لغرفتها شقت عينيها دمعه،ذالك الأحمق ماذا يظن كيف يفكر فى أنها تريد حتى رؤية وجه هاشم الزهار،ذالك الوغد هى تشمئز من نظرهُ لها تشعر ببغض كبير بإتجاهه هى لم تشعر بذالك البغض لأحد سابقاً،لاتعلم سبب لذالك،حتى اليوم حين تفاجئت به فى الوحده ودت لو أنه يختفى من أمامها،تذكرت حديثه الغبى،حين سألته عن زوجته مهره،كم كان ممثل بارع وتفوق على أمهر المخادعين،حين رسم على وجهه الحزن وأخبرها كم هو يعشقها وهى من تبتعد عنه وذالك يؤلم قلبه،قلبه!
هو لا يمتلك أى قلب 
حكى لها أنه مازال يشعر بنغزات بقلبه خائفاً أن تسبب له تلك النغزات أزمه أو جلطه بقلبه،يريدها أن تفحصهُ.
لكن هى خرجت من ذالك وجمله واحده قالتها له..إذهب الى أحد أطباء القلب هو من سيفدك أفضل منى،قالت له هذ ونهضت تخبرهُ أن لديها مرضى بالوحده على الكشف عليهم...أحرجته فغادر مستئذناً منها بتمثيل القبول،ولكن بالحقيقه كان يشتعل بداخلهُ غِل يشتعل ل رفعت.
فى ذالك الأثناء،سمعت صوت صهيل خيل،ذهبت بإتجاه شُرفة غرفتها وفتحت بابها ونظرت بإتجاه صوت الصهيل،رأت رفعت يخرج من السراها على إحدى الخيول 
زفرت أنفاسها بغضب،ماذا كانت تظن أن رفعت سيأتى لغرفتها ويتنحى عن غرورهُ ويستمع لها حين تقول له تنحى عن ذالك الإنتقام الذى بقلبك ودعنا نعيش سوياً بهدوء... واهمه 
أجل هذا وهم...يكفى رفعت لا شئ سيجعله يتنحى عن ذالك الإنتقام،هددتى كثيراً بالبُعد عنه،حان الوقت بالفعل للإبتعاد هذه آخر محاوله،إما أن يأتى خلفك وينسى ذالك الإنتقام أو ينتهى ذالك العذاب لكما الأثنين،لكن كان للقدر رأى آخر وجمع قلوبهم بأيام سعيده هل ستنتهى سريعاً كما فى إنتهت سعادته الأسريه سابقاً وعاش بآلم نيران حارقه تنهش قلبهُ لسنوات عِجاف قبل أن تأتى زينب وتدخل لحياته...لا لم يعد لديه قُدرة  تحمُل آلم غيابها عنه كما تحمل غياب غيرها سابقاً...زينب ستعود له .
عوده....ـــــــ
عاد رفعت من تذكر تلك الليله حين إقترب من  ذالك المكان الذى قال له عليه وسيم وفتح هاتفه يتصل عليه..  
بينما وسيم حين دخل الى الجراچ خلف سيارة الأسعاف بدقيقتين تقريباً،لمح شاباً يجرى ناحية باب الدخول الى المشفى  
نزل سريعاً من سيارته وتوجه ناحية سيارة الإسعاف، وجد بابها مفتوح وخاليه تماماً، إندهش من ذالك وسريعاً توجه الى باب دخول المشفى وقف متعجباً الممر لا يوجد به سوا القليل بعض المرضى يسيرون جوار ذويهم، أين أختفى ذالك الذى دخل أمامه منذ قليل، 
فى تلك اللحظه، رن هاتفه رد سريعاً  وقال:رفعت أنا فضلت ماشى وراء الإسعاف وفعلاً العربيه دخلت لمستشفى بنفس الإسم،بس فى حاجه غريبه أنا مغبتش فى الدخول وراء العربيه للجراچ دقيقتين بالكتير ولما دخلت الجراچ مكنش فيه حد غير واحد شوفته من ضهره دخل لممر بيدخل المستشفى 
رد رفعت:إزاى ده حصل،أنا خلاص قربت على مكان المستشفى وهجيلك عالجراچ...
بالفعل ما هى الإ دقائق وكان رفعت بداخل الجراچ  أخذ سلاحهُ من درج السياره ووضعه بين ملابسه،ثم نزل من السياره،وتوجه مكان وقوف وسيم.
تجولت عين رفعت بزوايا الجراچ يتأكد وجود كاميرات مراقبه أو لا،بالفعل كان هنالك كاميرات مراقبه.
لكن فى البدايه تحدث مع وسيم قائلاً: مشوفتش وش الشخص اللى كان داخل للمر.
رد وسيم:لأ أنا بستغرب أنا مغبتش دقيقتين وكنت فى قلب الجراچ،إزاى لحقوا يطلعوا ليلى،من العربيه بالسرعه دى.
تنهد رفعت يقول: إحنا فى زمن السرعه دلوقتي نشوف إزاى،يمكن نلاقى تفسير وبداية طريق.
فى ذالك الأثناء دخل شاب بعمر رفعت مُهندم الثياب ويبدوا عليه الوقار وبيدهُ حقيبة طبيه،وقال:لو سمحتم أنتم واقفين قدام عربيتى،وأنا دكتور وعندى حاله مستعجله.
تجنب رفعت ووسيم من أمام تلك السياره الفخمه،بالفعل صعد الشاب لسيارته وقادها وخرج بهدوء من الجراچ أمام نظر رفعت ووسيم.
تحدث وسيم لرفعت التى تجول عيناه بين السيارات وقال:هنعمل أيه يا رفعت.
إبتعد رفعت عن وسيم وبدأ يفتح أبواب سيارات إسعاف أخرى موجوده بالجراچ،تنهد بغضب ودخل الى ممر المشفى،وتوجه الى الإستقبال وسأل على غرفة مدير المشفى وتوجه إليها وخلفهُ وسيم
دخلا الإثنان إلى غرفة المدير...أخرج رفعت شارة الشرطه الخاصة به وقال:رفعت الزهار،ضابط فى البحريه.
أخذ المدير الشاره من رفعت وقام بقرائتها ثم أعادها لرفعت قائلاً:تحت أمرك،أقدر أخدمك إزاى.
رد رفعت: أنا شوفت الجراچ بتاع المستشفى فيه كاميرات،أنا محتاج أشوف تسجيل الكاميرات دى حالاً
تعجب مدير المشفى قائلاً:حضرتك محتاج تسجيل الكاميرات دى ليه،ممكن أقدر أخدمك بدون تسجيل الكاميرات حضرتك عارف إن تسجيل الكاميرات دى خاص بالمستشفى. 
رد رفعت:فى عملية خطف تمت والخاطف كان راكب عربية إسعاف عليها شعار المستشفى دى وكمان دخل بالعربيه هنا،لو مش عاوز شوشره تتم حوالين المستشفى والجمعيه الخيريه المموله للمستشفي،يبقى تقولى فين أوضة المراقبه ... إنت شوفت إنى ضابط وكمان التانى اللى معايا ده دكتور جامعى. 
إرتبك المدير وقال: حضرتك أنا مقصدش حاجه  ، بس أكيد عارف إن مينفعش ندخل حد غريب لأوضة تسجيل  كاميرات المراقبه، غير الشرطه. 
تنهد رفعت بغضب وقال: وأنا شرطه واللى أتخطفت فى عربية الإسعاف مراتى ومعاها أخت مرات أخويا، ومفيش قدامك غير تقولى فين أوضة المراقبه والأ الجمعيه اللى المستشفى من ضمن أعمالها الخيريه ه.... 
قاطع مدير المستشفى  حديث رفعت قائلاً: إتفضل حضرتك معايا، أوضة المراقبه قريبه من هنا. 
رافق وسيم  ورفعت خلف ذالك المدير، ودخلوا الى غرفه صغيره  
تحدث المدير، دى ألاوضه الخاصه بالتحكم بالكاميرات، ممكن أطلب لك المهندس الخاص بها يجى دلوقتي يشغلك التسجيلات. 
رد  رفعت: لأ مالوش لازمه عندى خبره.
قال رفعت هذا وقام بفتح جهاز التسيجلات وبدأ يبحث عن الوقت التى دخلت به تلك السياره الى جراچ المشفى،بالفعل،ها هى الكاميرات أمامه تبث دخول تلك السياره. 
أوقف رفعت الكاميرا  وتحدث الى مدير المشفى: 
العربيه دى عليها شعار المستشفى  وكمان الجمعيه  الخيريه اللى مسئوله عن المستشفى. 
تمعن المدير قائلاً: غريبه العربيه دى إتسرقت النهارده الصبح بدرى والمُسعف والسواق اللى كانوا فيها، قالوا إنضرب عليهم نار وإتثبتوا عالطريق، ومش بس كده، دول كمان ضربوهم بالشومه  وعملوا محضر فى النقطه التابع لها المكان اللى إنضربوا فيه وهو قريب من هنا، وكمان عندى فى المكتب نسخه من المحضر.
زفر رفعت نفسه وأعاد تشغيل الفيديو 
رأى رفعت ووسيم التسجيلات...التى أثبتت ظن رفعت أن زينب بنفس السياره
رأو 
ثلاثه من الملثمين يقومون بأخراج زينب وبعدها أخرجوا مروه بسرعه،لكن العجب،أنهم أدخلولهم لسياره أخرى سوداء  تقف قريبه جداً من سيارة الإسعاف، فعلوا هذا وتوجه إثنان للركوب بالسياره السوداء، والآخر توجه الى الممر المؤدى لدخول المشفى، وذُهل رفعت ووسيم، تلك هى السياره التى خرجت أمامهم من الجراچ، وقادها ذالك الطبيب.
تحدث وسيم بذهول:رفعت الشخص ده...
لم يكمل وسيم حديثه،وتحدث رفعت بغيظ:واضح إن العمليه متخطط لها كويس جداً،الشخص ده عارف أن فى كاميرات فى الجراچ،وجاى فى التسجيل بظهره،واضح جداً إن هو الشخص اللى كان دخل للمستشفى حتى فى دخوله كان لابس كمامه مغطيه نص وشه والكاب اللى على راسه أخفى بيه باقى معالم وشه،إزاى كنا بالغباء ده،واضح أنه كان عارف إنك ماشى وراه بالعربيه،وطبعاً دلوقتي،العربيه السوده دى لازم نوصل لصاحبها واللى أتوقع تكون مسروقه،زيها زى عربية الإسعاف.
ضرب وسيم بيده الحائط قائلاً:العربيه اللى خطفت زينب وليلى طلعت قدام عنينا .
تنهد رفعت الذى يغلى بداخله، ولم يرد، فكر لما لم يقوم بأغلاق الجراچ وتفتيش السيارات كلها، كان عثر على زينب بسهوله، أو كان أغلق المشفى وبأكملها، 
لكن وقع بخطئ جسيم يخشى أن يكلفهُ فقدان زينب. 
قرب رفعت الكاميرا وأوقفها وأخد أرقام السياره،وسجله على هاتفهُ ينظر لمدير المشفى:متقدرش تتعرف عالشخص ده،ممكن يكون فعلاً بيشتغل فى المستشفى؟
تمعن المدير بالفيديو،وقال:صعب جداً،ممكن فعلاً يكون بيشتغل فى المستشفى،بس فى أى إداره  ،مش لازم يكون دكتور.
تحدث وسيم وهو ينظر لرفعت قائلاً:والعمل أيه دلوقتي...أحنا مش عارفين مين اللى خطفوا ليلى وزينب،وليه؟
رد رفعت ومد يده للمدير قائلاً:بشكر حضرتك،بس ممكن تدينى إسم المستشفى اللى فيها المسعف والسواق اللى أنضربوا.
رد المدير:المستشفى قريبه من هنا وكمان مش لازم شكر أتمنى توصل للمدام واللى معاها بأقرب وقت.
غادر رفعت ووسيم المشفى...بالطريق فتح رفعت هاتفه،وقام بإتصال...رد عليه الآخر..تحدث سريعاً:
محمود هبعتلك رقم عربيه دلوقتي،عاوزه تعرفلى أيه أماكن سيرها.
تحدث محمود يقول: كويس إنك إتصلت عليا جالى خبر دلوقتي  من الجوازات فابيو هنا فى مصر، بس خير أيه اللى فى العربيه دى؟
أغمض رفعت عينيه  بيقين،وقال:زينب مراتى إتخطفت هى وأخت مرات رامى.
تعجب محمود وقال:أكيد هاشم له رجل فى الخطف ده،طب مراتك وعارفين السبب،أخت مرات أخوك شأنها أيه.
رد رفعت:معرفش،أنا عاوزه تجيبلى خط سير العربيه دى،أكيد فى ردارات عالطريق ممكن ترصد لينا حركتها عالطُرق،وشوفلى مين صاحبها وإذا كانت مسروقه ولا لاء.
رد محمود: تمام، هبلغ دلوقتي  ، الردارات اللى حوالين الشرقيه، وأشوف العربيه دى إتجهت لفين، وأنت إهدى كدا، إنشاء الله خير. 
أغلق رفعت الهاتف يتنهد بغضب ساحق، فابيو وهاشم  لعبا  به وأخرج زينب من أمام عينيه.
باحد مشافى الشرقيه 
كان رامى يقطع الممر أمام تلك الغرفة ذهاباً وإياباً 
يتملكه الفكر السئ، وها هو الخبر السئ لا ينتظر 
خرجت الطبيبه من الغرفه، توجه رامى لها سريعاً دون حديث... 
يخشى أن تؤكد مخاوفه وتكون مروه  فقدت الجنين بالفعل هذا ما قالته الطبيبه: ، إحنا سيطرنا عالنزيف،بس للأسف المدام لما وصلت للمستشفى كانت بالفعل أجهضت الجنين بسبب النزيف اللى كان ده والحمد لله حالة الرحم كويسه ربنا يعوض عليكم بأفضل منه. 
شعر رامى بحزن شديد، وتقبل الآمر قائلاً: الحمد لله أهم حاجه  عندى هي وسلامتها، بس أيه سبب الإجهاض ده يا دكتوره؟ 
ردت الطبيبه: مفيش سبب مُحدد فى ستات كتير بيحصل لها كده، ممكن يكون الحمل لسه متثبتش فى الرحم وأقل حركه أو إنفعال ينزله،وقبل ده قضاء ربنا طبعاً،المدام هتخرج دلوقتي لأوضه عاديه بمجرد ما تفوق وتخلص أكياس الدم والمحلول،لو كانت كويسه هكتب لها على خروج،عن إذنك.
بعد أقل من ساعتين،،،
بغرفه عاديه كان رامى يجلس إنتظار أن تفوق مروه،يشعر بآلم كيف ستتقبل مروه الآمر حين تعلم بفقدان الجنين...هى كانت سعيده بهذا الجنين 
ها هى مروه بدأت تعود للوعيها.
شعرت بتلك الإبر المغروزه بكف يدها،حين حركتها،نظرت ليدها،وقالت بوهن:أنا فين؟
إقترب رامى وجلس جوارها على الفراش،نظرت له مروه وعادت سؤالها:أنا فين،أنا آخر حاجه فكراها إنى كنت....
توقفت مروه ووضعت يدها الأخرى على بطنها وأكملت...
الجنين اللى فى باطنى جراله أيه
إبتلعت مروه حلقها ثم تحدثت برجاء:قولى يا رامى أنه بخير.
أخفض رامى وجهه ثم رفعه قائلاً:مروه المهم عندى سلامتك كل شئ يتعوض وربنا هيعوضنا بأفضل منه.
ماذا يقصد رامى،معنى حديثه أنها فقدت الجنين.
نزلت دمعه من عين مروه وحاولت عدم التصديق وقالت:قصدك أيه برينا هيعوضنا بأفضل منه،قصدك إنه نزل من بطنى،خلاص مبقاش موجود...طب ليه وأيه السبب.
إقترب رامى وضم جسد مروه قائلاً بوجع: بدون سبب ربنا عاوز كده، هنعترض على قدر ربنا، قدر ربنا خير يا مروه، يمكن كان يكمل ويكون مريض، ونتعلق بيه  ووقتها برضو يفارقنا، يمكن كده رحمه لينا، أنه يفضل ملاك... يشفع لينا. 
تعصبت مروه تقول: أنا كنت عاوزاه  يعيش حتى لو مريض.
رد رامى: مروه بلاش تعترضى على أمر ربنا.
بكت مروه بحُرقه وقالت ونعم بالله،يارب عوضنى بالأفضل،.
قالت مروه هذا ونظرت لوجه رامى قائله برجاء:أنا عاوزه أخرج دلوقتي مش بحب المستشفيات.
رد رامى:تمام هتصل عالدكتوره تجى تفحصك قبل ما نخرج.
بعد وقت قليل بالسرايا 
دخل رامى بحمل مروه بين يديه، كان سيصعد الى الجناح الخاص بهم، لكن مروه قالت: 
أنا مش عاوزه أروح الجناح بتاعنا ودينى مكان تانى، يا ريتك خدتنى عند ماما.
لم يرد رامى وأخذها الى غرفته القديمه،وضعها على الفراش 
وقبل أن يتحدث دخلت والدة مروه بلهفه قائله:أنا كنت مستنياكم هنا من بدرى،أنا بعد وديت الغدا لخالك المشتل،اتصلت على موبايلك أنتى ورامى  محدش منكم رد عليا 
اتصلت على محاسن وقالتلى  إن رامى خدك للمستشفى،إتصلت على رامى مكنش بيرد عليا.
تحسس رامى جيوبه وقال:واضح إنى نسيت موبايلى فى العربيه،هروح أشوفه فيها.
غادر رامى الغرفه إقتربت فاديه من مروه وحضنتها قائله: ربنا هيعوض عليكى بالأفضل منه إنشاء الله إنتى لسه صغيره وقدامك العمر تعوضى وبكره أفكرك.
تدمعت عين مروه وقالت:أنا قلبى بيوجعني قوى يا ماما،كان نفسى الحمل يكمل.
ضمتها فاديه التى تشعر بسوء فى قلبها وقالت: ربنا على قد ما بياخد بيعوض وأكتر كمان بكره تشبعى وتزهقى عيال.
تنهدت مروه بداخلها شعور سئ هى الأخرى تخشى أن يبتعد عنها رامى هى ظنت بهذا الجنين قد ضمنت بقائها بحياة  رامى،لا تعلم أن هنالك رابط قد يكون أقوى  بينهم نبض قلبيهما.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحدة الصحيه،عاد رفعت ومعه وسيم 
دخل رفعت مباشرةً الى مكتب طارق الذى هاتفه وهو بالطريق،وقال له ينتظره بالوحده...
تحدث رفعت قائلاً:أظن معاك عهدة مفاتيح الوحده أفتحلى أوضة المراقبه بتاعة الكاميرات اللى على باب دخول الوحده وكمان كاميرات الممرات.
نهض طارق يسير خلف رفعت الذى خرج من الغرفه قبله قائلاً:أيوا معايا يا رفعت بيه والله أنا عرفت اللى حصل ومش عارف حصل إزاى الدكتوره تتخطف من قلب الوحده.
رد رفعت: مش وقت نفاق خلصنى،وأفتح باب أوضة المراقبه.
رد طارق:حاضر،يا رفعت بيه 
بالفعل فتح طارق غرفة تسجيلات الكاميرات،بدأ رفعت فى إعادتها الى وقت إختطاف زينب،لم يكن هنالك حركه غريبه،رغم وجود زوار كُثر للوحده من المواطنين بالبلده  بسبب تلك القافله الطبيه التى كانت موجوده بالوحده،
رأى دخول تلك السياره،ونزول ذالك الشاب منها،لكن كما توقع،كان هذا الشاب يضع كمامه حول فمه كاب على رأسه أخفى ملامح وجهه أمام الكاميرات،حتى صفيه قالت له أنها لم تتمعن فى ملامحه،بسبب وضعه لكمامه على فمه كل ما رأته هو عيناه وجبهته.
الخطه مُحكمه للغايه وكل الطرق مُسدده.
تذكر رفعت،هنالك طريق قد يكون أمل واهى،لكن لا مانع للسير فيه.
ترك رفعت غرفة المراقبه وخرج هو ووسيم،الذى ترك سيارته بالوحده،وصعد مع رفعت وقال له:قولى هنعمل أيه ليلى وزينب بخطر،نفسى أعرف ايه هاشم هيخطفهم مصلحته أيه؟
رد رفعت:مصلحته بيحب زينب ونفسه فيها،إنما ليلى ممكن تكون من النوع اللى بيتشهاه،البنات الورور العذراء الصغيره.
رجف قلب وسيم وقال:قصدك أيه؟
رد رفعت الذى يقود السياره بسرعه جنونيه:  
مزاجه كده عنده عقدة العذروات الصغيرات يمكن عقده نفسيه سببها عمتى مهره لما أتجوزها كان فى في حياتها راجل تانى سبقهُ،مرض نفسى،وكمان تجاره مُربحه له بعد كده.
تعجب وسيم يقول:فهمنى يعنى أيه تجاره؟
رد رفعت:هاشم بيتجوز بنات قُصر تحت السن القانونى،وياخد كيفه منهم،وبعدهم يرمى لأهلهم قرشين ويقولهم أنه هيسفرهم بره مصر يكملوا تعليمهم وهو فى الاصل نخاس،بيبعهم لبيوت الدعاره اللى بره مصر فى أوربا،وطبعاً بأوراق مضروبه،وطبعاً لصغر سنهم مبيعرفوش يرجعوا،لانهم ميعرفوش هما فين واللى بتحاول تهرب أو تتمرد عليهم،بتتباع أعضاء بشريه،يعنى كده كده موت،آه ده غير البنات والعيال الصغيره اللى بيخطفوهم كمان،هاشم ده شيطان،أنا بندم إنى مقتلتوش لما جاتلى الفرصه قبل كده، وكنت عاوز أشوفه بيتعذب قدامى ويصرخ يطلب الرحمه، بس وشرفى لو زينب صابها سوء بسببه لأحرقه وأخليه يتمنى الموت وميطلوش.
شعر وسيم بخوف أكبر على ليلى،وتذكر لمى،فتح هاتفه وقام بالإتصال عليها،لكن لا رد...تعجب وقام بالإتصال على مهره التى ردت عليه،لم يرحب بها وقال مباشرةً:هاشم فين؟
ردت مهره:معرفش أنا صحيت الصبح مكنش فى البيت،حتى كمان لمى فوجئت بالشغاله قالتلى خدت شنطة هدومها ومشيت،كنت مستنيه ترجع وأسألك يمكن تعرف سبب إنها غارت من هنا،بصراحه حسيت براحه لما مشيت،السكه اللى تودى...بس بتسأل ليه على هاشم؟
رد وسيم:مفيش يلا عندى شوية أشغال إدعيلى محتاج لدعائك ليا.
تعجبت مهره وقبل أن تسأله  أغلق الهاتف  
ونظر لرفعت قائلاً: هاشم الزهار  مش هنا، وكمان لمى سابت البيت متوقعتش تسيب البيت بالسرعه دى، انا سايبها فى البيت بعد نص الليل ماما بتقول صحيت ملقتهمش تتفتكر يكونوا مشيوا مع بعض، تفتكر هيروحوا إسكندريه. 
رد رفعت: مش عارف كل شئ وارد،فابيو فى مصر وده بركان،وأكيد لازم  يرد على فشله فى عملية الهجوم على السرايا بس متوقعتش يكون الرد بخطف زينب،نهايتهم هما الأتنين على إيدى.
بعد قليل بأحد المنازل،بقرية الزهار
دخل رفعت وخلفه وسيم الى ذالك المنزل المتواضع نسبياً،دخلوا الى إحدى الغرف،تحدثوا بعد الترحيب من صاحب المنزل نظروا لذالك الراقد على الفراش يحتوى بين يديه صوره صغيره،هى كل ما بقيت له ممن كان من أجلهم يسير بطريق الشيطان.
تحدث رفعت:ممكن تسيبنا دقايق مع سيادة النايب.
خرج صاحب المنزل وتركهم مع النائب،تحدث رفعت يقول:قدامك فرصه تكفر بيها عن خطايا الماضى وكمان تنتقم من اللى حرقوا قلبك،هاشم خطف مراتى وكمان بنت معاها،أكيد إنت عندك خلفيه بالأماكن اللى ممكن يكون هاشم موجود فيها.
نظر نجيب له بحسره وقال:كل شئ راح كل اللى عشت عمرى أكوش عالدنيا علشانهم راحوا حتى الفلوس الحرام اللى كنت بكسبها مكنتش بحطها فى البنوك،كنت عامل خزنه كبيره فى البيت وحولت كل فلوسى لمضوغات دهبيه وماسيه،النيران خدت كل شئ حلال ف حرام وكنسته ساوته بالرماد.
رد وسيم:زى رفعت ما قالك كده تقدر تنتقم من اللى عملوا فيك كده لو دلتنا على أماكن هاشم.
رد النائب قائلاً:هدلكم على كل الأماكن،أنا متأكد هاشم هو اللى لعب فى دماغ فابيو،من ناحيتى.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسياره ليموزين فخمه.
بدأت تشعر زينب بعودة الوعى،
لكن كانت بسكرتها تسمع همس بأذنها 
صوت طفل  مُقبل عليها يقول:ماما 
نظرت للطفل ببسمه وقالت: أنت مين؟
رد الطفل عليها:أنا الأمل المفقود،خلاص مبقتش مفقود إصحى يا ماما.
فتحت زينب عينيها ببطئ شعرت بإضاءه عاليه فى عيونها فأغمضت عيناها مره أخرى،وعادت فتحها 
سمعت صوت يقول:أخيراً  أستيقظتى يا دكتوره زينب.
نظرت زينب لمن يتحدث،وقالت:فابيو 
ثم نظرت لمن يجلس جوار فابيو وقالت:وهاشم الزهار أنا فين؟
رد فابيو ببسمه مقيته: سعيداً جداً أنكى مازالتى تتذكرينى،لم نلتقى وجهاً لوجه سوا مره واحده،لكنى أنا أيضاً لم أنساكى،وعندى لكى عرض مميز،للغايه.
إعتدلت  زينب من نومها وحاولت الجلوس الى أن جلست قائله بوهن وتهكم:واللى العرض المميز ده مكنش ينفع غير لما تخطفنى،عندى فضول أعرف عرضك ده.
بنفس البسمه المقيته رد فابيو:
أحيي فيكى الشجاعه يا دكتوره،إمرأه غيرك وكانت فاقت كان أصابها الفزع،لكن أنتى فعلتى عكس التوقع،حسناً اليكى عرضى 
أريد أن تعملى معى،باليونان.
تهكمت زينب قائله:وهتشغلنى أيه فى اليونان،داده لابنك إنت وريما اللى حاولت توهمنى إنه إبن رفعت.
رغم ضيق فابيو من ذكر زينب لفعلة ريما لكن حاول الهدوء وقال:
بل ستعملين بمهنتك كطبيبه،أنا أملك عدة مستشفيات باليونان وأنتى جراحه ماهره
أتمنى أن تُحكمى عقلك فى الرد  وتوافقين على عرضى الذى سيفتح لكى ليس فقط طريق المال،بل أيضاً الشهره الواسعه.
تهكمت زينب قائله:ليه هتقبضنى بالأسترلينى  وهفتح جامعه أدرس فيها الطب.
تبسم فابيو وقال:الدكتوره تمتلك ليس فقط الجمال،بل أيضاً روح المزاح،أريد أن أقول لكى أنكى ستقبلين بعرضى بأى طريقه مازالت أريد أن تقبلى بعرضى رضاءً منكى،لا غصباً.
نظرت له زينب وقالت:عندنا فى مصر مثل بيتقال هات من الآخر.
تبسم فابيو وقال:أنا لدي مشفى خاص بتبادل الأعضاء البشريه،أريد الإستفاده منكى كطبيبة جراحه.
ردت زينب:تجارة أعضاء يعنى،عرضك مرفوض،يا سيد فابيو.
تبسم فابيو وقال:مازال أمامك يوم يا دكتوره للتفكير بعرضى،والموافقه بالرضاء منك،والا ستوافقين حين تصبحين إمرأه  بفراشى.
ضحكت زينب بسخريه من ثقة هذا الوغد الحقير يبدوا أنه لايعرف من تكون...زينب السمراوى،فقبل أن يلمسها ستكون نهايته،ليس على يديها بل على يدي هاشم ذالك الوغد الصامت الذى يجلس لجواره.    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ......
بعد مرور يوم كامل 
كان رفعت جالس يرجع برأسه للخلف على مسند المقعد ويضع إحدى يديه فوق عينيه، فجأه سمع همس زينب فى أذنه وأتى طيفها  أمامه،
تنهد بشوق، لكن عاد عقله طيف زينب كان  هنالك شئ يضوى فوق صدرها، فتح رفعت عينيه سريعاً، يلوم نفسه كيف تغافل عن هذا السلسال، هو رأه فى صدر  زينب تُخفيه بين ملابسها  قبل أن تذهب للوحده  قبل يوم واحد، نهض سريعاً  يخرج من الغرفه، لقد وجد بداية الطريق للعثور على مكان زينب....جهاز التعقب الموضوع  بالسلسال. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بالرجوع بالوقت قبل عشرون ساعه. 
بالإسكندريه
لكن بمستودع، كان تابع لأحد شركات البترول سابقاً.
بدأت ليلى تستعيد وعيها فتحت عينيها شعرت بنفسها تجلس أرضاً تستند  بجسدها على حائط صلب خلفها  وتشعر بألم كبير بأحد معصي يدها وضعت يدها الاخرى شعرت بسيلان دماء،تحاملت الآلم و حاولت النهوض 
، شعرت برعب وفزع حين رأت المكان مُظلم الإ من شعاع نور صغير ينبعث من ذالك الباب الموارب،حاولت إستجماع قوتها،ونهضت واقفه، وسارت بإتجاه ذالك الشعاع المنبعث من الباب، لكن حين إقتربت من الباب، فزعت حين وجدت الباب يُفتح بقوه، وبوجهها 
لمى، التى نظرت لها بشرار وقالت بسخريه: 
أخيراً فوقتى، فكرتهم غلطوا وبدل ما يخدروكى خنقوكى. 
إبتلعت ليلى حلقها وقالت بترقُب: أنا فين؟ 
صفعت لمى ليلى صفعه قويه، جعلتها تسقط أرضاً، بل جرحت خدها بذالك الخاتم الذى كان بأصبعها. 
شعرت ليلى بخدر بخدها كأنه لم يعد موجود  بوجهها، لكن وضعت يدها الداميه على وجنتها وقالت بدموع: 
لمى أنا  عملتلك أيه علشان تخطفينى. 
ضحكت لمى بسخريه وقالت بإستهزاء: وأنتى مين تكونى علشان تقدرى تقفى قدامى أنا لمى الزهار، إنتى بالنسبه ليا سلعه هبيعها وأقبض تمنها، سلعه بكل المواصفات المطلوبه. 
تحدثت ليلى: سلعة أيه، بخطفك ليا عملتى جريمه. 
ضحكت ليلى وقالت: 
مفكره نفسك صاحبة أهميه، وجريمة إيه  اللى عملتها،الحشره القذره اللى زيك مستعناش حتى  أدهسها تحت رجلي وألوث الشوز بتاعى بلمسها،الشوز بتاعى اللى أغلى منك،أنا سيباكى تعيشى علشان تفتكرى بس مين هى لمى الزهار.
قالت لمى هذا وإستدارت،لكن وقع بصرها على أحد الأوغاد الواقفين بالغرفه وتبسمت بمكر ونظرت مره أخرى ناحيه نظر ذالك الوغد 
هو كان ينظر لسيقان ليلى التى إنزاحت ملابسها عنها وحاولت سريعاً ستر ساقيها أمام هؤلاء الاوغاد.
عادت لمى بنظرها لذالك الوغد وتبسمت له بنشوه،
خرجت لمى من الغرفه وقالت:البنت دى محدش يقرب منها هديه،مطلوبه عذراء،
بينما سحبت ذالك الوغد الذى كان يختلس النظر لسيقان ليلى،ودخلت الى الغرفه المجاوره،وقامت بتعرية نفسها أمامه..
تفاجئ بذالك وإدعى غض بصره
ضحكت لمى بعُهر وقالت له:بتحط وشك فى الارض ليه،من شويه عينك كانت هتطلع لما شوفت رجلين البنت،ولا إنت كمان كيفك تكون عذراء،عالعموم،يمكن حظك المره الجايه تقع فى عذراء،لكن دلوقتي خليك معايا.
قالت لمى هذا وببجاحه قامت بتقبيلهُ،
تحدث الوغد لها وقال:مش لازم نعقد قرانا الأول.
ردت لمى:لا مش لازم،عقد القران مالوش أى لازمه،إحنا كل اللى بينا متعه وبس...مش فى برضوا عندكم يا مسلمين حاجه إسمها جواز متعه،إعتبر الوقت اللى هنقضيه مع بعض جواز متعه.  
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أثناء دخول رفعت الى السرايا 
رن هاتفه.... أخرجه سريعاً من جيبهُ نظر الى شاشة الهاتف، للحظه تغير منظر وجهه. 
تحدث وسيم: مين اللى بيتصل عليك؟ 
رد رفعت: دى حماتى، أكيد هتسألنى على زينب.
تنهد رفعت وقام بالرد على الهاتف،بعد الترحيب بينهم
تحدثت هاله:
رفعت بتصل على زينب موبايلها مقفول ليه،قلبى مش مطمن عليها من الصبح حتى كلمتها وهى فى الوحده الصبح بس كلمتين وقالت مشغوله، وأما ترجع من الوحده هتكلمنى بقينا الساعه عشره بالليل وموبايلها بيدى خارج الخدمه. 
حاول رفعت رسم الهدوء وقال:هى بخير بس جت من الوحده مجهده من الشغل وقفلت موبايلها ونامت،لو تحبى أصحيها ليكى.
رغم شعور هاله بسوء لكن قالت:لأ سيبها ترتاح هتصل عليها الصبح،تصبح على خير.
أغلق رفعت الهاتف،ونظر ل وسيم الذى قال:تفتكر هاشم خد زينب وليلى على أى مكان من اللى قال عليهم نجيب الكفراوى.
حك رفعت جبهته بيديه وقال:مش عارف،نجيب قال كذا مكان  ده اللى مخلينى مش عارف أفكر.
فى نفس الوقت رن هاتف رفعت بيده،نظر للشاشه ورد سريعا:
أيوه يا محمود،قولى وصلت للعربيه.
رد محمود:أيوا العربيه فعلاً زى ما توقعنا مسروقه،والعربيه خط سيرها إنتهى على بداية طريق إسكندريه الصحراوى،وأنا بنفسى روحت للمكان اللى  ده، لقيت العربيه واقفه هناك،فتشت العربيه كانت فاضيه بس لقيت موبايلين فيها، وكمان كان فى أثار.... 
توقف محمود عن الحديث. 
رد رفعت بترقُب: سكت ليه كان فى أثار أيه؟ 
رد محمود: أثار دم. 
شعر رفعت بخوف وقال: قصدك أيه بأثار دم ، يعنى يكونوا قتلوهم
مستحيل متأكد من كده،ممكن الدم ده المجرمين سابوه وهم لينا. 
رد محمود:فعلاً ده تفكيرى،بدليل إنهم سابو موبيلات الدكتوره واللى معاها،المكان هنا خالى جداً وبعيد عن العمار بمسافه كبيره.
رد رفعت:تمام هبعتلك عالموبايل عنوان كم مكان خدتهم من نجيب الكفراوى.
رد محمود:تمام،حاول تفكر بهدوء وهكون معاك على تواصل.
أغلق رفعت الهاتف،ونظر لوسيم يقول:هاشم وفابيو لعبوها صح لقوا العربيه فاضيه على الطريق،فيها أثار دم.
شعر وسيم هو الآخر بخوف شديد.
....
على الجهه الآخرى بالقاهره.
أغلقت هاله الهاتف مع رفعت ونظرت لصفوت قائله:
رفعت بيقول،إن زينب بخير بس رجعت من الوحده مجهده وقفلت موبايلها ونامت.
تبسم صفوت قائلاً:أهو شوفتى إنها بخير مش عارف سبب لقلقك ده.
ردت هاله:برضوا لسه جوايا قلق،زينب عمرها ما قفلت موبايلها أبداً،أيه رأيك يا صفوت نروح بكره الشرقيه ونعملها لها مفاجأة،لما تلاقينا قدامها.
تبسم صفوت بترحيب قائلاً:يمكن رفعت هو اللى قفل موبايلها علشان الإزعاج،وموافق جداً نروح الشرقيه،بس إحنا مأخدناش أجازه.
ردت هاله:آمر الاجازه سهل،الصبح نتصل على حد من زمايلنا ونقوله ياخد لينا كام يوم أجازه،مش صعبه،هروح أجهز لينا شنطة هدوم صغيره.
تبسم صفوت وقال:تمام،أنا هكلم مجد أطمن عليه. 
تبسمت هاله ودخلت الى غرفة النوم وتركت صفوت الذى يشعر هو الآخر بشعور سئ ناحية زينب،لكن حاول نفض ذالك الشعور عنه،وبالفعل قام بالإتصال على مجد الذى رد عليه بمزح:
خلصت تشطيب المواعين.
تبسم صفوت وقال: يا أبنى تشطيب المواعين عندى هوايه مش إجبار،غير إن الحياه الزوجيه مشاركه ومش عيب أما أساعد مراتى،بالذات هى كمان زيها زيي بتشتغل طول اليوم،يبقى أيه العيب إنى أساعدها،وبعدين بكره نشوف إنت هتعمل أيه مع السندريلا،الشقه قصاد الشقه،يعنى مش هتبقى بعيد.
تنهد مجد  يقول:أنا حظى السئ يا بابا وقعنى فى سندريلا من نفس فصيلة غباء أختى زينب،مبتفهمش بالتلميح،بس على مين أنا جبتهالها على بلاطه وقولتلها إنتى السندريلا بتاعتى من يومها وهى بترد على رسايلى بإختصار،أنا ساكت بس على ما تخلص إمتحانات،وبعدها مش هصبر،هاخدك إنت وماما ونعمل عليهم كبسه.
تبسم صفوت يقول:يا بنى أعقل شويه كده ممكن البنت تخاف منك وتقول متسرع ومدلوق وتركبك،عالعموم ربنا يأتيك بالخير،قولى نازل أمتى أجازه.
تبسم مجد يقول:أنا أخدت الفتره اللى فاتت أجازات كتير قوى،بس أنا عندى مخزون أجازات لسه،حضرتك عارف إنى مكنتش بنزل أجازاتى كلها بسبب زينب لما كنت بظبط أنا وهى وقت أجازاتنا مع بعض،بس مش عارف ليه حاسس إن البت زوزى هافه عليا اليومين دول،وكنت نازل بكره أجازه اصدمها لما تلاقينى قدامها،وكمان رفعت من قبل ما يخرج من الوحده،مشفتوش،ومهما كان هو شال عنى بلوه،وياسلام بقى لو صدفه تجمعنى بالسندريلا،إدعيلى يا بابا.
تبسم صفوت وقال:إحنا كمان رايحين الزهار بكره،مامتك عندها شوية قلق ناحية زينب وقالت تروح تطمن عليها كويس نتقابل بقى كلنا هناك.
تبسم مجد يقول:وهى زوزى حد يقلق عليها دى مفتريه،عالعموم نتقابل هناك بقى فى الشرقيه أهل كرم وخيرهم سابق بدليل إن رفعت معرفش إزاى قِبل يتجوز زوزى صبى البواب.
تبسم صفوت يقول:والله ما فى أحلى ولا أغلى زينب رفعت فاز بيها.
تبسم مجد يقول بمزح:مين يشهد لزوزى غيرك يابابا،فعلا رفعت فاز بمصيبه حياتهُ، يلا اشوفك انت وماما بكره فى الزهار. 
أغلق صفوت الهاتف وتنهد رغم أن حديثه مع مجد قد هدأ من قلقه قليلاً، تمنى أن يهدأ قلبه برؤية زينب  بالغد،تخيل فرحتها حين تراه هو وهاله أمامها بالزهار. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لسرايا الزهار. 
دخل رامى الى غرفة الصالون، وقال بإستخبار. 
رفعت اللى سمعته ده صحيح، زينب إتخطفت من الوحده. 
نظر رفعت لملابس رامى التى مازال عليها أثار الدماء وقال: أيو صحيح، زينب إتخطفت  قدام عنيا، بس قولى مروه جرالها أيه، اللى حصل نسانى أسألك؟ 
رد رامى بآسف: للآسف مروه  أجهضت. 
أغمض رفعت  عيناه بآسف، بينما قال وسيم: واضح إن المصايب مش بتيجى فرديه، ليلى كمان إتخطفت، مع زينب. 
وقف رامى مصدوم، لكن كانت الصدمه الأكبر على هذان الاثنان اللذان دخلا الى غرفة الصالون، سُرعان ما قال أحدهم: 
أكيد هاشم هو اللى خطف ليلى. 
نظر الجميع له مصدومين، وقال وسيم: ليه بتقول كده يا عم صفوان. 
شعر صفوان برعشه بكامل جسده ووفقد السيطره على يدهُ الممسكه بعكاز طبى وشعر بعدم قدرتهُ على الوقوف وكاد يختل توازنه لولا أن سندهُ نعمان كذالك  وسيم  قام الأثنان بأسناده وأجلسوه على أحد المقاعد، تحدث وسيم: 
وهاشم هيخطف ليلى  ليه! 
بكى صفوان وقال: أنا السبب مقدرتش أبقى  أب حقيقى لبناتى وأحميهم، كان عقلى مُغيب، بس والله أنا رفضت أبيع ليلى وخوفت عليها وعلى مستقبلها يضيعهم الحقير هاشم.
رد وسيم بإستفسار:وضح قصدك،هاشم كان عاوز أيه من ليلى.
ببكاء تحدث صفوان عن طلب هاشم الزواج من ليلى عرفياً وسرد لهم ما حدث بعد ذالك ورفضه لطلبه،دون أن يُخبر بأحد بذالك خوفاً من كذب جبروت هاشم.
نظر رامى له بتعجب وقال:يعنى ده كان السبب إنك روحت تقابل هاشم ممرتين فى المزرعه.
أماء صفوان رأسه بنعم،نظر رامى لرفعت،نظره فهمها رفعت انه كان مُخطئ فى ظنه وقتها....أزاح رفعت نظره من أمام رامى الذى قال 
هاشم ده ندل وخسيس،مش عارف إزى عمتى مهره قدرت تتحمله السنين اللى فاتت،مش مستغرب إنها كانت بتتناول مهدئات أكيد بسبب دناوته وخِستهُ.
نظر نعمان له وقال:مهره كان ناقصها السند فى حياتها وده ملقتوش غير لما أنتم رجعتوا لها،
أنا لما رجعت تانى لهنا وشوفت مهره أول مره حسيت إنها واحده تانيه غير اللى عشقتها زمان،واحده جميله من بره بس من جوه كانت...مخوخه زى جدر الشجره اللى خلاص هتنشف وأقل حبة هوا ممكن تقلعها من جدرها وتموت،رجوعهم،كان زى الميه اللى روت الشجره وخلى جدرها يتمسك من تانى بالأرض،زمان أنا غلطت وسافرت وكان جوايا أمل أرجع تانى الاقى مهره مستنيانى،بس للأسف مات الامل لما عرفت أنها اتجوزت هاشم،والسبب كان خوفها على أختها وأختى،هاشم عدوى زي ما هو عدوكم بالظبط بل أنا أكتر هاشم خد الست الوحيده اللى عشقتها فى حياتى.
تحدث وسيم:جه وقت حساب هاشم،خلاص لازم يدفع التمن،أنا متأكد أنه هو اللى خلى الحصان قتل بابا زمان،بس لو مس شعره من ليلى  عندى إستعداد أستمتع وأنا بخليه يتمنى الموت.
تعجب صفوان من قول وسيم بينما نظر نعمان له ببسمه ذالك الشاب يُذكرهُ بوالدهُ صديقه القديم،لاحظ نظراته لليلى وكذالك نظرات ليلى له تمنى أن يبتسم لهما القدر ولكن كان هنالك خطأ حدث،وإبتعد وسيم،لكن من الجيد أنه عاد سريعاً لطريق الصواب.
تحدث رامي:طب هنعمل أيه دلوقتي وحضرتك يا عمى صفوان إنت وعمى نعمان أيه اللى دخلكم لهنا.
رد نعمان:إحنا كنا جايين علشان نطمن على مروه،سمعنا صوت عالى قبل ما نطلع لها،جينا نشوف فى إيه،أعذرونا على تطفلنا فى البدايه،بس طلع لينا ضلع كبير فى القصه،وأنا معاكم حتى لو بالدعاء صدقونى رغم إنى عارف إن ده يعتبر دعم ضعيف منى،بس أنا معاكم وإيدى بإيديكم.
تحدث صفوان:أنا خايف على فاديه تعرف بخطف ليلى،دى ممكن تروح فيها،فاديه روحها فى البنات ضحت كتير وإستحملت علشانهم.
تحدث نعمان:مش لازم تعرف دلوقتي،عندى إحساس إننا هنلاقى ليلى وزينب بسرعه...
قال نعمان هذا ونظر ل رفعت قائلاً:وعندى ثقه فى شجاعة زينب اللى شوفتها يوم إصابة رفعت،نسيت أقولها أنها تعتبر بنتى،لانها بنت مهره رضعتها من صدرها.
رغم ضيق رفعت لكن دخل له أمل،فعلاً زينب ليست ضعيفه،لكن يخشى عليها من هذان اللعينان فهما بالتأكيد لا يعلمان نقطة ضعف زينب وهو داء السكرى اللعين،كما أن زينب حامل...وهذا قد يؤثر علي شجاعتها بالسلب.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتلك الليموزين
دخل السائق الى تلك الفيلا بالأسكندريه ثم توقف بالسياره
كانت نظرات زينب،لفابيو وهاشم نظرات متحديه..
لكن أخرج فابيو من جيبه زجاجه صغيره ووجها نحو وجه زينب وقام بالبخ عليها قائلاً:أعتذر منكى دكتوره.
ثوانى وغابت زينب عن الوعى 
نزل هاشم وفابيو من الليموزين،توجه فابيو وحمل زينب وأخرجها من السياره،بين يديه،مما جعل هاشم يستشيط من الغيره،لكن مازال يضبط نفسه،فهذه ثانى مره يحمل فابيو زينب ويخرجها من سياره لأخرى،والآن يدخل بها أمام عيناه الى داخل ڤيلته الخاصه التى لا يعلم بمكانها غيره وسابقاً كانت چاكلين.
أرشد هاشم فابيو نحو إحدى غرف النوم،
وضع فابيو زينب فوق الفراش،وقال:
مدة هذا المخدر ليست طويله،حقاً هو سريع المفعول لكن قليل المده
الطبيبه لابد أن توافق على عرضى لها، أنا تأتى لليونان وتعمل باالمشفى الخاص. 
رد هاشم:معتقدش هتوافق بسهوله،الدكتوره عندها مبادئ متمسكه بها.
رد فابيو:أمامنا وقت لإقناعها بهدوء  قبل أن نضطر للإجبار،هنالك سفينه ستغادر ميناء الإسكندريه بعد فجر غداً،سنمنع عنها الطعام والماء قد تستيطع تحمل الجوع لاكثر من يوم لكن لن تتحمل العطش لأكثر من يوم خاصةً بهذا الطقس الحار  ، علينا تركها للغد دون ماء وقتها هى من ستطلب منا الموافقه مقابل جرعة ماء، وقتها هنالك أمر آخر سيجعلها تمتثل لكل ما آمرها به. 
رد هاشم بسؤال: وأيه الآمر التانى ده؟ 
رد فابيو: شريط صغير مصور لها معى بالفراش. 
أصابت هذه  الجمله  هاشم فى مقتل، هو أرد الظفر بها وشارك بخطفها وفضح نفسه أمامها وذالك الوغد يريد أن يظفر بها،يبدوا أنه الحظ تخلى عنه،لا لم يتخلى عنه،وسيظفر هو بزينب كما أراد وأشتهى منذ أن رأها لأول مره لولا أن سبقهُ رفعت بخطوه أخذها  من أمامه،هذه المره هو من سيفوز بها وإن كان هنالك شريط مسجل لها،سيكون هو من يشاركها الفراش حتى لو إضطر لقتل ذالك الوغد فابيو.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأت نهاية ظلام ليله وإنبعاث نور نهار جديد
كان رفعت ورامى ووسيم مازلوا جالسون،يتلقى رفعت من محمود،إتصال خلف آخر يخبرهُ بعدم العثور على زينب بألاماكن التى دل عليها الناةب وتمت مداهمتها.
عقل رفعت يشت،يشعر كأن أحداً يسلسله بسلاسل لا يعرف كيف يتحرر منها
كذالك وسيم،يلوم نفسه كيف كان أحمقاً 
رامى هو الآخر حزين ليس فقط على فقدان جنينه قبل أن ينمو بأحشاء مروه،وأيضاً حزين من أجل أخويه وإن كان حزنه الاقوى على فقدان جنينه،لم يذهب الى مروه منذ أن آتى بها من المشفى.
تفاجئ الثلاث بدخول إنعام عليهم،وقالت لهم:
مالكم قاعدين زى الولايا اللى فى محزنه كده.
قالت هذا ونظرت ل رفعت وقالت له:فين زوزى روحت لها الأوضه اللى كانت بتنام فيها ملقتهاش ولا حتى فى أوضتك،أوعى تكون زعلتها ومشيت وسابت السرايا...وهى حامل.
نظر رفعت لجدته بذهول وقال:هى زينب كانت قالت لحضرتك إنها حامل!
ردت إنعام:لأ مقالتليش بس أنا شوفت عليها أعراض حمل وقولت لها تروح لدكتورة بس هى مسمعتش كلامى،هى فين؟
صمت الجميع متعجبا.
بينما قالت إنعام:أوعى تقولى إن بقية الحلم اللى شوفته هيتحقق،مروه شوفتها قاعده عالدم وزينب فى النيران وسط البحر...قولى فين زوزى.
رد رامى:تعالى معايا يا جدتى إنتى لازم تفطرى وتاخدى علاجك.
نظرت إنعام لرفعت بشفقه كأنها تشعر به،وقالت:إنت الي هتنقذ زينب يا رفعت،زينب مش هتروح زى اللى سبقوها.
تبسم رفعت لجدته بأمل،يتمنى أن يتحقق،لكن رنين هاتفه ازال ذالك الأمل سريعاً،بعد أن أخبره محمود بعدم عثوره على زينب بأخر مكان قال لهم عليه النائب.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالغرفه الموجوده بها مروه.
إستيقظت على يد والداتها التى قالت لها:صباح الخير،يا مروه يلا إصحى علشان تاكلى وتاخدى علاجك.
قالت فاديه هذا ووضعت صنيه صغيره جوارها على الفراش
نهضت مروه وجلست ومدت يديها تأكل،وتحدثت لوالداتها بإستعلام:
هو رامى مجاش من وقت ما جابنى الأوضه هنا.
ردت فاديه:لأ اللى جُم صفوان و خالك،حتى خالك قالى إن ليلى موبايلها ضاع منها فى الجامعه وإنها هتقعد عنده كام يوم  وتساعده فى المشتل تستعيد طاقتها بعد ما خلصت إمتحانات،حتى قولت له بلاش يقولها  إنك أجهضتى علشان متزعلش،سيبها ترتاح دى الفتره اللى فاتت هلكت فى الإمتحانات،حتى هبه كمان قولت لابوكى بلاش يقول لها،يا حبة عينى مهدوده فى الامتحانات بتاعتها ربنا يسهل عليها ويكافئها بتعبها طول السنه وتجيب المجموع اللى هى عاوزاه
قولت بلاش أشغلهم،فوق طاقتهم.
شعرت مروه بغصه كبيره فى قلبها،لما لم يعود رامى ويطمئن عليها،لكن رسمت بسمه طفيفه على وجهها وأكلت الطفيف وتناولت علاجها،ومازال الفكر السئ يشغل رأسها،رامى حين أخبرته بحملها كان رد فعله هادئ حتى أنه تقبل بهدوء أمر إجهاضها 
تلاعبت بها الوساوس السيئه،رامى لم يكن يريد طفل يربط بينهم،هذا ما جعله يتقبل خبر حملها وإجهاضها السريع،بهذا الهدوء...
يبدوا أن قصة الجميله والوحش ستنتهى زهوتها قريباً.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة الصالون 
بحوالى العاشره صباحاً 
تفاجئ رفعت بدخول والداي زينب عليه. 
سألت هاله مباشرةً:
زينب فين هنا ولا فى الوحده.
صمت رفعت بتفاجؤ،بماذا يرد عليها، الآن لن يستطيع الكذب. 
تحدث صفوان مازحً: 
سؤال إعجابته متوقعه، أكيد فى الوحده،زينب ميمنعاش عن الشغل غير الشديد القوى، أو غصب رفعت لها، وبما إن الأمور بينهم تمام، يبقي  هى فى الوحده دلوقتي. 
رد رفعت: لأ زينب مش فى الوحده  ولا فى السرايا. 
تعجب الإثنان وقالت هاله بترقُب: أمال هى فين دلوقتي.. إنتم... 
قاطعها رفعت وقال: أنا معرفش مكان  زينب هى فين، لأن زينب إتخطفت. 
ضحك مجد الذى دخل وقال: نكته حلوه يا رفعت طلعت  لك فى الهزار مين اللى يقدر يخطف زينب أختى، دى كانت عدمته الأهليه. 
تبسم صفوت، لكن هاله نظرت لوجه رفعت يبدوا بوضوح عليه الوجوم، إذن هو لا يمزح. 
وقالت: زينب فين يا رفعت؟ 
رد رفعت: صدقينى أنا  معرفش مكانها، ومعرفش إزاى ده حصل، 
قال رفعت هذا وسرد لهم ما حدث حول خطف زينب. 
بكت هاله قائله لرفعت بلوم: هو ده وعدك إنك تحافظ على زينب، إحنا لما وافقنا نشاركك فى لعبتك إنك توهمها بالكذب إنك خطفتنى علشان توافق تتجوزك، ووقتها تقدر تحميها من الحيوان اللى إسمه هاشم الزهار اللى كان بيحوم حواليها وقتها وحذرتنا منه أنه شخص غدار ومعندوش مبادئ وإنك متقدرش تحمى زينب منه غير لما تكون  مراتك وتحت حمايتك المباشره، فين حمايتك دى راحت فين طلعت كذبه. 
صمت رفعت جميع العواصف تضرب به، هو فشل فى حماية زينب كما وعدهما سابقاً. 
بينما تحدث صفوت وقال: ومين اكيد أعدائك اللى حاولوا يقتلوك هما اللى خطفوا بنتى مكنش لازم أستسلم ليها وأسيبها هنا بعد ما ربنا نجاها وقتها، بس هى قالت لينا إنها بتحبك، ومش هتسيبك، بس إنت كنت فين وسيبتهم يخطفوها، ممكن يستغلوا نقطة ضعفها. 
رد مجد: إهدى يا بابا إهدى يا ماما، رفعت أكيد زينا بيحب زينب وخايف عليها دلوقتي  زينا،بلاش نتكلم بعصبيه،لازم نهدى شويه.
بكت هاله قائله:كان قلبى حاسس من إمبارح،ليه خفيت عننا الأمر،زينب بنتى دايماً مكتوب عليا تبقى بعيد عنى وقبلت بكده غصب عنى،لكن مش هقدر أتقبل إنى مشوفهاش تانى،لو جرالها حاجه مش كويسه،عمرى ما هسامح نفسى إنى فى يوم شاركت فى كذبه خلتها إتجوزتك.
تحدث رفعت بإختصار:زينب حامل.
صدمه ألجمت الجميع زينب خطفت،أصبح الخوف فزع عليها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بذالك الهنجر الموجودة به ليلى.
كانت ليلى تسمع الى تآوهات تلك الساقطه لما مع ذالك الوغد الثانى من المرزتقه،تقول كلام بذئ يجعل هذا الوغد يزيد من حماسه معها يستمتع  بصوت تآوهاتها  التى تخرج منها  بإنتشاء... 
كانت ليلى لا تشعر فقط بالإشمئزاز من تلك الأصوات بل شعرت أيضاً بالغثيان، 
بالفعل حاولت الغثيان، لكن جوفها خالى حتى من المياه، فمنذ الأمس حتى لم تتجرع شربة ماء، لكن تتحمل الجوع والعطش حتى لو ماتت، كل ما تتمناه هو الأ يدنس وغد من هؤلاء المرتزقه جسدهت وتذهب الى خالقها بعفتها، لكن نظرات ذالك الوغد الذى فتح باب الغرفه الموجوده بها ثاقبه، تثقب روحها  عيناه تمر على جسدها بإشتهاء  يبدوا أن أمنيتها لن تحقق، هى الآن بين براثن ذالك الوغد، بالفعل توجه الى مكان جلوسها أرضاً وقام بمسكها من معصمها المجروح، وشدها بقوته، 
لم تشعر فقط بألم من حرج معصمها بل شعرت أن ذالك الوغد قد خلع ذراعها من الكتف، تشعر بألم ساحق، 
صرخت بقوه ترتجف، بين يدي  ذالك الوغد الذى يحاول تقبيلها عنوه، كانت تقاومه، لكن هى عصفوره بين أنياب سمكة قرش 
بدأ بتمزيق ثيابها، ودفعها لتسقط أرضًا، لم يمهلها فرصه جثى عليها بجسده الضحم فوراً، كانت ليلى تقاوم، بدأت قواها تخور هى إنتهت، ذالك  الوغد سيدنسها، أغمضت عينيها  وكادت تستسلم لقدرها المر، لكن قبل أن يتمكن ذالك الوغد منها ويدنس جسدها بآثامه سمعت صوت صلقة رصاص وبعدها شعرت بسيلان شئ لزج فوق عنقها وسكون جسد ذالك الوغد القابع فوقها، لم تعد لديها ختى قُدره أن تزيحه من فوقها، لكن سمعت صوت لمى تقول بأمر: 
شيلو الحقير ده من فوقها، بسرعه. 
بالفعل سمع رجالها الأمر وأزاحوا جسد الوغد من عليها... 
شعرت كأنهم أزاحوا عن قلبها صخره، لمن رغم حرارة الطقس شعرت ببروده قاسيه، كل ما إستطاعت فعله هو لم ثيابها الممزقه على جسدها علها تسترها أمام أعين هؤلاء المرتزقه الجبناء الجياع. 
بينما
إقتربت منها لمى ونظرت لها بعلو وقالت بإستهزاء: مالك نايمه لسه عالأرض أيه كان نفسك يكمل ولا أيه، للأسف  إنتى مطلوبه عذراء، لو مش طلب مدفوع فيه غالى كنت سيبت الحيوان ياخد شهوته منك. 
إرتعشت ليلى وقالت: أنا مأذيتكيش بحاجه، ليه خطفانى، أنا ماليش أى علاقه بوسيم غير إنه أستاذى، وقريب جوز أختى. 
إنحنت لمى على ليلى ومسكت معصم يدها الذى يؤلمها وقالت: 
بتضحكى على مين، لما حبيب  القلب يغلط ويناديتى بأسمك ده معناه أيه، بس أنا بقى هحسره على القذره اللى فضلها عليا أنا لمى الزهار اللى مفيش راجل  يرفضنى الحقير وسيم رفضنى، وأنا إتذللت له، بس هو مشغول بحشره أقدر أفعصها تحت رجلى، وده فعلاً  اللى هعملك، حظك إن  صاحب الطلب طالب  بنت عذراء، وهتكونى هديه له، يمكن يكون الحظ بيبتسم ليكى، كلها  ساعات وتقابليه وأنتى وشطارتك، هو سخي قوى وبيدفع كويس  على مزاجه، وأنتى مناسبه جداً لمزاجهُ. 
قالت لمى  هذاوقامت بترك يد ليلى  ووقفت وقامت بدهش يد ليلى أسفل حذائها وقالت: خدوا الحيوان ده أرموه للكلاب تتسلى بجتته. 
قالت هذا ونظرت بعُهر لأحد الرجال وسارت بغنچ تتجه نحوه ووضعت يديها حول جسده بإثاره قائله: 
لنكمل ما كنا نفعله قبل سماع صوت العاهره الصغيره. 
غادرت لمى الغرفه، تاركه ليلى تشعر بضياع تبكى بإستنجاد بالله أن ينقذها من تلك البراثن القذره ومستقبل قاسى ينتظرها، موتها الآن أفضل العطايا الالهيه. 
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالڤيلا 
بعدأن فاقت زينب  وجدت نفسها بغرفه حاولت الخروج  منها لكن الغرفه مُحكمه جيدا، الغرفه كأنها معزوله، لا يوحد بها شباك  حتى، لولا إضاءة تلك المصابيح الحمراء بالغرفه، الغرفه تبدوا كغرفة تعذيب بأحد السجون، هى قرأت سابقاً عن نوعية تلك الغرف وإستخدامتها للتعذيب الجسدى لنوع من الممارسات العنيفه  الساديه 
لكن الآن بدأت تشعر بدوخه، ليست دوخه عاديه، هى تشعر بإنسحاب الماء من جسدها، تشعر بالظمأ الشديد كذالك الجوع، لكن تشعر أكثر بالظمأ، بدأت تلك الدوخه تزداد مع الوقت، شفتاها بدأت تتشقق كالأرض الجرداء، وضعت يديها  فوق بطنها تتلمسها كأنها تمسد على جنينها، خشيت عليه  كثيراً، ذالك الوغد  فابيو يستخدم معها أساليب التعذيب النفسى بوجودها بغرفه كهذه وأيضا حرمانها من الطعام والماء كى يضغط عليها، للحظه حتى لم تفكر فى الإستسلام، وأخبرها عقلها:
العمر واحد يا زينب، 
لكن قلبها قال: والجنين اللى فى بطنك يستحق تتنازلى علشانه. 
أجاب عقلها: 
لو مكتوب له الحياه هيفضل متمسك بها زيك فاكره  قبل كده واجهتى الموت وإنتصرتى عليه،الأعمار بيد الله.
توجهت زينب الى الفراش وتمددت عليه تغمض عينيها،وللحظه إبتسمت حين تذكرت ذالك الهمجى رفعت وهمست بإسمه ثم إستسلمت لتلك الغفوه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده للحاضر. 
حين نهض رفعت وخرج من الغرفه، بهذا الشكل المتسرع، ذهب خلفه 
مجد ووسيم ورامى. 
دخل رفعت الى غرفة المكتب وقام بفتح خزنه كانت خلف إطار مُعلق بالغرفه 
وأخرج منها حاسوب خاص به، وقام بتوصيله بشاحن ووصل الشاحن بالكهرباء 
إنتظر ثوانى حتى يفتح الحاسوب، كانت الثوانى تمر مثل الساعات 
الى أن فتح الحاسوب، دخل رفعت  سريعاً  الى أحد البرامح وقام بالبحث بداخلها، الى أن عثر على إشاره. 
خلع رفعت شاحن الحاسوب وقام بأخذ الحاسوب، وكان سيخرج سريعاً، 
لكن تحدث وسيم يقول: أيه اللى عالابتوب ده، يا رفعت. 
تنهد رفعت وقال: أنا شبه عرفت مكان زينب،،زينب فى إسكندريه لسه،لازم أتحرك بسرعه ...
قال وسيم أنا جاي معاك أكيد ليلى معاها فى نفس المكان. 
تحدق رفعت وهو يتوجه للخروج ومعه الحاسوب:ماشى تعالى معايا..
قال مجد..وأنا كمان هاجى معاكم،زينب أختى.
تحدث رفعت: تمام، خليك أنت هنا يا رفعت لازم حد يفضل هنا مش لازم كلنا نسيب السرايا علشان جدتك. 
رد رامى: تمام، بس خليك معايا على  إتصال دايماً
بالسياره،كان وسيم يقود السياره بسرعه جنونيه،حسب توجيهات رفعت له،الذى يراها حسب إشارة جهاز التتبع الموصول بذالك السلسال.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالڤيلا الموجودة بها زينب.
بدأت تخور قواها،هى منذ أمس لم تأكل ولم تشرب أيضاً 
كان فابيو وهاشم يقومون بمتابعتها عبر كاميرا موجوده بالغرفه 
نظر فابيو ناحيه هاشم وقال:
الآن سأذهب أنا للطبيبه لم يعد سوا ساعات ولابد أن نغادر بتلك الباخره،دع الكاميرات تعمل إن لم ينفع الحديث الودى مع الطبيبه لابد من إتباع الطريق الآخر ووقتها لن تستطيع رفض طلب لى.
شعر هاشم بنيران ساحقه وظل بمكانه هو لديه يقين أن زينب سترفض عرض فابيو،
هل يسمح لفابيو بنيل زينب،وأخذ ذالك التسجيل والضغط عليها به لتوافقه على العمل بمشفاه باليونان.
وقع بصر هاشم على دخول فابيو الى تلك الغرفه
رأى وسمع عبر الكاميرا
رفض زينب 
التى تشعر ببداية النهايه،الدوار أصبح أقوى،الرؤيه بدأت تضعف،لكن هى تحاول جاهده التشبث بالقوه أمام فابيو 
الذى قال لها:لم يعد أمامى طريق آخر يا دكتوره،ستوافقين بعد أن تكوني من ضمن نسائى.
قال فابيو هذا وهجم على زينب.
لكن زينب مازال لديها بعض القوه،وقامت بصد فابيو عنها،ونجحت لأكثر من مره 
وقف فابيو ينظر لتلك الدماء التى تسيل من إحدى زوايا فمه ثم قام بلعق دمائه وقال بوقاحه:الطبيبه شرسه أيضاً،سأستمتع أكثر بذالك ونحن بالفراش،لا تقلقى عزيزتى أنا لا أهوى النساء الضعيفه.
نظرت له زينب بسخريه وقالت:بتهوى العاهرات اللى زى ريما كده بس أنا مش عاهره،يا فابيو،وعلى جثتى إنك تطولنى.
ضحك فابيو عاليا وقال:أنتى أمامى بدأت قوتك تزول عزيزتي،
قال هذا فابيو وهجم على زينب مره أخرى،كانت تقوم بصده،لكن الدوار اللعين بدأ يعود لها،أغمضت عيناها للحظه،
إستغل فابيو تلك اللحظة وقام بدفع جسد زينب لتقع على الفراش وقف ينظر لها بنصر،فهى تبدوا مُنهكه أمامه،لحظه واحده وخطوه واحده هى ما تمنعه عن نيل تلك الشرسه،
لكن لم يكن عليه أن بآمن لخائن مخادع قذر مثل هاشم الزهار
الذى دخل الى الغرفه.
نظر له فابيو وقال بالحديث إليه بهجوم:ما الذى أتى بك لهنا،تشتهى الطبيبه أنت الآخر،أرى ذالك بعينيك منذ أن أخذناها من تلك السياره،هاشم الزهار مغرم بإمرأه رفعت الزهار
إذن لهذا أنت من سهل دخول ذالك الحقير الذى خطفها من مكان عملها بعد أن أتيت له بمخطط كامل عن أماكن الكاميرات بذالك المكان،لا يهم الآن الطبيبه لى،إخرج الى الخارج.
أوهم الكهل المخادع ذالك البركان أنه بالفعل خرج من الغرفه.
نظر فابيو لزينب النائمه على الفراش والتى بدأت تستعيد جزء صغير من قوتها،وكاد أن يعتليها،لكن 
عاود هاشم فتح باب الغرفه بل ودخل الى الداخل ...مما عصب فابيو وذهب الى مكان وقوفه وكاد يتحدث له بتهجم لكن لم ينطق لسانه،حين شق هاشم رقبته بنصل حاد
بحركه تلقائيه من فابيو وضع يديه حول رقبته،لكن وقع أرضاً تفور دماؤه من رقبته يهتز جسده يعلن نهاية البركان بفوران دماؤه...على يد أحد أوغاده المخادعين الغادرين.
كانت زينب بدأت تنهض من على الفراش ورأت ذالك المشهد الدامى لكن بنظرها فابيو يستحق الذبح،
إقترب هاشم من زينب ومثل البراءه أمامها وقال:
أنا مقدرتش أشوفه بيغتصبك،زينب أنا بحبك من أول مره شوفتك فيها،قدمنا فرصه نهرب من هنا ونعيش بعيد عن هنا أنا معايا فلوس كتيره قوى،فى بنوك بره مصر. 
الدوار يعاود مره أخرى، لو رفضت زينب قد لا تموت وتدخل بغيبوبه يستغلها ذالك الوغد المخادع ويأخذها معه بالفعل، 
قالت زينب:  أنسولين. 
تحدث هاشم: قولتى أيه؟
ردت زينب وهى تبتلع حلقها الجاف ونهجان:أنا عندى السكر ولازم أخد حقنة أنسولين دلوقتي.
إقترب هاشم منها وحاول حملها،لكن زينب قالت له:
الحقنه...لازم آخد حقنه بأقصى سرعه.
حملها هاشم قائلاً: خلينا نطلع من هنا وأوعدك أجيبلك حقنة الأنسولين،زينب أنا بحبك،أنا قتلت فابيو علشانك،هنعيش سوا بعيد عن هنا.
لوهن زينب أمائت برأسها...
ظن فابيو أنها إستسلمت له،
خرج هاشم من باب خلفى لمبنى الڤيلا ووضع زينب بسياره،وقاد السياره سريعاً يخرج من مكان بخلفية الڤيلا هرباً من رجال فابيو الجالسون أمام باب الڤيلا الرئيسى.... كان يقود السياره بسرعه جنونيه، توقف أمام إحدى الصيدليات وطلب حقنة الانسولين، أعطاها له الصيدلى 
عاد الى السياره وجد زينب بدأت تنسحب تدريجياً  مع ذالك الدوار. 
شعرت زينب بعودة هاشم للسياره وبحركه تلقائيه قامت بمد يدها له حتى يقوم بأعطائها الحقنه. 
بالفعل كاد هاشم أن يغرس الحقنه  بعضدها لكن تراجع على آخر لحظه، ظناً منه أنه لو أعطى زينب الحقنه  الآن ستستجمع بعض قوتها ووقتها لن تذهب معه،الى تلك الباخره،تلك نقطه عليه إستغلالها...بالفعل لم يعطى لزينب الحقنه.
فتحت زينب عينيها ورأت هاشم يضع الحقنه بجيبه وقال:هديكى الحقنه يا زينب بس مش هنا عالباخره،أنا معنديش ثقه فيكى.
تحدثت زينب بوهن:ولا أنا يا هاشم عندى ثقه فيك،بس هتندم إنك مدتنيش الحقنه،لأنى ممكن أموت فى أى لحظه،لو إتأخرت فى أخد الحقنه.
رد هاشم:مش هتموتى يا زينب،كلها دقايق ونبقى فى الباخره فى عرض البحر
بالفعل دقائق وكان هاشم يضع قدمه بالباخره.
تحدث القبطان له وقال:
فين فابيو ورجالته.
رد هاشم خلينى أدخلها لأى أوضه يكون فابيو ورجالته وصلوا. 
بالفعل سمح القبطان لهاشم وأخدة الى أحدى غرف الباخره  وضع هاشم زينب بالغرفه، ثم خرج اليه  وقال: لمى  جابت الأمانه لهنا. 
رد القبطان أيوا، فى حاويه كبيره زى كل مره، بس فين فابيو. 
رد هاشم وهو يرفع سلاح بوجه القبطان: فابيو مات ولو عاوز تحصله خالف أمرى، الباخره  قدمها قد أيه وتمشى. 
رد القبطان  برجفه: خلاص تقريباً  كده الحموله خلصت، دى سفينة بضاعه بتنقل مواد بتروليه،يعنى مفيش أى تفتيش عالسفينه.
رد هاشم:تمام يلا على مقصورة القياده وأتوكل لطريقك،وأنا هفضل هنا فى الأوضه دى وأفتكر أى حركة غدر إنت المسؤل عن البنت اللى جابتها لمى لهنا، أنا معرفهاش، أنا سهل أنط من الباخره، لكن إنت اللى هتتسأل سواء عالبنت التانيه أو اللى دخلتها من شويه. 
إرتجف القبطان وذهب الى مقصورة قيادة الباخره. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت كان هنالك قوه كببره تداهم تلك الڤيلا التى دل رفعت محمود بوجود زينب بها وكان رفعت من ضمن تلك القوه، 
تغلبت الشرطه على أوغاد فابيو اللذين تساقطوا أمام رجال الشرطه
دخلت الشرطه الى داخل الڤيلا... تتجول بحذر مبالغ، 
الى أن وجد أحد القوات تلك الغرفه المقتول بها فابيو 
عبر جهاز الاسلكى بينهم دخل محمود ورفعت الى الغرفه 
نظروا الى فابيو المُسجى أرضاً بدماؤه 
تأكد رفعت أن زينب كانت هنا، لكن مازالت بخطر وهى مع هاشم 
خرجت القوات من الڤيلا، 
إقترب مجد ووسيم من رفعت حين راؤه يخرج من الفيلا  
تحدث الإثنان بنفس الوقت: لقيت زينب 
لقيت ليلى. 
رد محمود: للأسف مش فى الڤيلا، خلونا بسرعه نشوف الابتوب، يدلنا على مكان الإشاره الجديد 
بالفعل عاد رفعت لجهاز الحاسوب، الذى بدأ يعطى إشاره من ناحية البحر  لكن 
الإشاره بدأت تختفى عليهم التحرك سريعاً
بالفعل ما هو الإ وقت قصير وشق عتمة قلب البحر أضوية البحريه المصريه 
فلا شئ مستحيل على قلب العاشق 
حتى لو أوقد نيران فوق مياه البحر.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسرايا 
رأى رامى خروح والدة مروه من  الغرفه 
دخل الى الغرفه
لم يتوقع أن تكون مروه  مستيقظه بهذا الوقت. 
لكن مروه حين رأت دخول رامى،أزاحت الغطاء من فوقها ونهضت من على الفراش،وأشعلت باقى ضوء الغرفه وقالت:
أخيراً جيت تطمن عليا،والله كتر خيرك،وانا اللى ظلمتك وقولت ده نسى إنى مراته ولا يمكن تاه عن مكانى فى السرايا،ما هى السرايا واسعه قوى،ممكن تتوه.
علِم رامى أن مروه تتهكم عليه وقال:مروه أنا مش رايق لطريقة كلامك دى،أرجوكى بلاش.
تهكمت مروه وقالت بحِده:بلاش أيه،وياترى أيه اللى معكر مزاج رامى بيه لتكون زعلان عالبيبى اللى راح،والله ضحكتنى،أنا هنا من إمبارح حتى معفرتش رجلك بحبة تراب من اللى مش موجودين فى السرايا قولت أروح أطمن عاللى أجهضت دى حالتها أيه،بس ليه تتعب نفسك،خلاص زهوتى عندك راحت،وكمان البيبى اللى كان هيربط بينا راح،كنت حاسه من وقت ما قولت لك إنى حامل إنك مفرحتش الفرحه اللى كنت متوقعاها،ويمكن فرحت أكتر لما البيبى نزل.
تعصب رامى قائلاً:مروه بطلى تخاريف وظنون مش موجوده غير فى دماغك وبس،أنا مش هرد عليكى وهسيبك لحد ما تهدى.
تعصبت مروه وقالت:أنا ههدى لما أريحك يا رامى طالما زهوتى خلاص راحت وكمان البيبى نزل..مفيش قدامنا غير الإنفصال بهدوء 
نظر رامى لمروه بذهول وقال:
فعلاً أنا لأول مره أحس انى كان لازم أدوس على قلبى واحده حاولت تنتحر علشان متتجوزش منى،هنتظر منها تحبنى غصب عنها 
هريحك يا مروه وهحققلك طلبك بس بعد رجوع زينب وليلى وأدعى إنهم يرجعوا بخير،
زينب وليلى أختك مخطوفين من إمبارح ومنعرفش مكانهم  وده كان سبب بعدى عنك 
مش الاوهام اللى فى دماغك.
قبل أن تنطق مروه سمعت إرتطام جسد والداتها التى عادت الى  الغرفه، وسمعت نهاية حديثهما معاً، لم يستطيع عقلها ولا قلبها التحمل 
واحده مُقبله على طلاق 
والأخرى مخطوفه 
سقطت فاديه أرضاً مغشياً عليها. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ذهب رامى سريعاً  وحمل فاديه وقام بوضعها على الفراش، فى نفس الوقت آتت مروه بزجاجة عطر، حاولت إفاقة والداتها،بالفعل إستجابت لها وفاقت قائله بدموع:ليلى،كان قلبى حاسس وسألت نعمان عليها أكتر من مره وكان بيتحجج بحجه شكل،يارب أنا عمرى ما طمعت غير فى الستر ليا ولبناتى،يارب أنا عمرى ما كنت طمعانه غير فيك يارب رجعها ليا بخير وبستر.
قالت فاديه هذا ونظرت لمروه التى تقف جوارها تبكى هى الأخرى وفجأه قامت بصفعها على وجنتها وقالت لها:
هتفضلى طول عمرك غبيه ومتسرعه ومعنديش ثقه فى قيمة نفسك وده اللى هيخسرك حياتك،الشك اللى عايشه فيه،كان لازم أفوقك من زمان،لو كنتى نزوه بالنسبه لرامى كان من زمان بسهوله خدك ورماكى،متفكريش إن رفضك له قبل كده كان يمنعه عنك،ولما حاولتى تنتحرى علشان متتجوزهوش لو واحد غيره وإتجوزك كان ذلك أحلى ذُل بعد ما أتجوزك وكان عايشك خدامه فى سرايته،لكن رامى معملهاش لأنه بيحبك حقيقى،وأنا شايفه إنك خسرتى الحب ده بغباوتك وتفكيرك الغلط  ،فوقى قبل فوات الآوان،ولا أنا شايفه إن الوقت فات فعلاً،ورامى مش غلطان فى حقك.
قالت فاديه هذا وحاولت النهوض من على الفراش قائله بتوسل لرامى:قولى الحقيقه يا رامى،بنتى جرالها أيه؟
رد رامى المذهول من رد فعلها مع مروه وقال:رفعت ووسيم راحوا إسكندريه فى خبر أنهم هناك وإنشاء الله يكونوا بخير هى وزينب.
بكت فاديه تقول بدعاء ومناجاه:يارب،أنا هروح لبيتى بس أمانه عليك أى خبر يجيلك قولى عليه.
رد رامى:بلاش ترجعى لبيتك علشان هبه عندها إمتحانات وممكن تتأثر بالسلب لو عرفت حضرتك خليكى هنا،وأى خبر هيوصلنى هقولك عليه.
نظرت فاديه بإتجاه مروه المذهوله من صفع والداتها  لها تنزل دموع عينيها وقالت:لأ أنا هروح بيت نعمان وأكيد نعمان معاكم على تواصل من البدايه هو اللى خبى عليا.
رد رامى:وكمان عمى صفوان يعرف،بصراحه إحنا خوفنا على حضرتك.
نظرت فاديه لرامى ثم ل مروه وقالت بقوه زائفه:أنا خلاص إتعودت عالصدمات بحياتى،أنا هبقى عند نعمان.
قالت فاديه هذا وتمسكت بالقوه الزائفه وغادرت الغرفه،وتركت مروه التى رفعت وجهها تنظر ل رامى بخزو مما فعلته وقالتهُ والداتها هى وضعت الحقيقه أمام مروه،لو كانت زهوه بنظر رامى لكان عاملها بذل فى سراياه،وكان أقل شئ عايرها أنها إبنة أحد خادميه،لكن رامى لم يفعل ذالك،لو كانت زهوه كان إختنق من غيرتها الزائده وشكها الدائم فيه حين يغيب عن عينيها تظن أنه سيتركها مع الوقت،كيف صور لها عقلها هذا،كيف إعتقدت أن وجود رابط بطفل او بطفله بينهم سيمنعه من الأبتعاد عنها لو فقدت زهوتها لديه...هل سيغفر لها رامى الآن.
جلت مروه صوتها وكانت ستتحدث،لكن قبل أن تتحدث،قال رامى:
الغيره والشك الأتنين أقوى قاتل للحب يا مروه...مش الفوارق الإجتماعيه ولاالجمال،،دول مظاهر فارغه قدام الحب الحقيقى،بدليل الجميله عشقت الوحش رغم أنه كان مسخ مشوه،ومكنش عندها شك إنه لما  هيتحول ويرجع الأمير الوسيم هيقدر ينسى حبها أو هيبص لغيرها،للأسف يا مروه أنا فى فتره صغيره إكتشفت إن الخيال  أبعد ما يكون عن الواقع،إنا حبيتك طول عمرى ورجعت علشانك وإتحملت كتير جفائك حتى لما قولتى لى إنك بتحبينى صدقتك بس كنت غلطان،إنتى خنقتى الحب ده بإيدك وبغيرتك وشكك اللى كانوا فى دماغك من البظابه ،لو مكنتش عاوزك من البدايه مكنتش حاربت قلبك علشان أفوز بس بكلمة حب منك،حتى لما حاولتى تنتحرى مع الوقت نسيت او إتناسيت وكان نفسى نكمل حياتنا سوا،حتى لما إتحطيت فى إختيار إختارتك وبعدت عن هنا،وده كله بدل ما يديكى البرهان على حبى وتمسكى بيكى فسرتيه على هواكى،لكن تفكرى إنى فرحت لما أجهضتى علشان بكده الرابط اللى كان هيبقى بينا إنتهى كان فوق تصورى،بكده وصلنا لنهاية قصة الجميله والمسخ.
قال رامى هذا وترك هو الآخر الغرفه مُخلفاً خلفه مروه التى إنهارت فوق الفراش باكيه بحُرقه،كل ما قالته والداتها وأيضاً رامى كان الحقيقه التى غفلت عنها وفسرت الاحداث على هواها      
...,,,, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين أمواج البحر بدأت تلك الباخره فى السير نحو وجهتها الى سواحل قُبرص والتى تحمل حموله لحد ما ليست  كبيره ل بعض المواد البتروليه التابعه لشركه معروفه فالكميه مُرسله تمويل لبعض معدات التنقيب عن البترول فى البحر.
وقف هاشم أمام أحدى الحاويات،تحدث مع أحد الرجال وقال:عملت اللى قولتلك عليه.
رد:أيوا يا هاشم بيه،البنت هنا جوا مع الباقين ووصيت الرجاله على لمى هانم .
تبسم هاشم بظفر وقال: إفتح الكونتينر عاوز أحدد قيمة الطرد ده قبل ما نوصل. 
فتح الرجل باب الحاويه، دخل هاشم الى داخلها، نظر حوله الى هؤلاء الصبيه والفتيات الصغيرات، تبسم يقول: لأ المره دى العدد كبير، قال هذا وتوجه الى أحد الأركان كانت ليلى ممده أرضاً، جلس القرفصاء جوارها ونظر لاجزاء جسدها الظاهره بسبب ملابسها الممزقه... بإشتهاء وقال:
دورك جاى قبل ما نوصل قبرص هكون أستمتعت بيكى كفايه وبعدها أنتى وإختيارك،وبكده أبقى حرقت قلب الحقير صفوان كفايه يعيش وهو مش عارف إن كنتى عايشه ولا ميته،الحقير اللى فكر إن فى حد يقدر يقف قدام هاشم الزهار ويمنعه عن حاجه هو نفسه فيها،لأ وكمان درس لوسيم الشامى لدعت قلبه،مفكرنى غبى ومكنتش عارف إنه مغرم بيكى أنا شوفت عينيه يوم زفاف رامى منزلتش من عليكي،وارث غباء مهره،بس أنا حرقت قلبه زى زمان ما حرقت مهره،مفكره إنها هتقدر عليها،غلطانه أكيد لازم أبعت لها هديه من قبرص،بس أوصل لهناك.
نهض هاشم وتوجه يخرج من باب الحاويه وتحدث للرجل: بعد أربع ساعات تدخل تانى ترش عليهم مخدر، وتنتظم فى كده مش عاوز حد فيهم يفوق قبل ما نوصل. 
أعطى الرجُل التمام لهاشم. 
غادر هاشم المكان متوجهاً الى الغرفه الموجوده بها زينب. 
بداخل تلك الغرفه ،بدأت زينب تشعر بخدر يغزو جسدها،لابد من آخذ جُرعة أنسولين الآن،والأ بعد وقت قليل قد تذهب الى مضاعفات وتدخل فى  غيبوبه،شعرت بفتح باب الغرفه ودخول هاشم،جلست على الفراش وقالت له ببداية بوهن شديد:
الحقنه لازم آخدها دلوقتي.
فكر هاشم هو درس صيدله سابقاً حقاً لم يُكمل دراستها للنهايه لكن لديه خلفيه عن تآثير بعض الأدويه العلاجيه،على المرضى،ومنها عقار الأنسولين الشهير،والمستخدم الرئيسى فى علاح مرضى داء السكرى،لو أعطى زينب الحقنه الآن والباخره بالكاد تحركت قد تستعيد طاقتها قبل أن تدخل الباخره فى عُمق كبير بالبحر،ووقتها لا  يضمن رد فعلها هو رأى سابقاً قوتها هى لم تكن بقوتهاكامله وواجهت فابيو بضراوه لم يقدر التغلب عليها بسهوله كما كان يعتقد،رغم أنه منع عنها الماء والطعام لأكثر من يوم،وتحملت ذالك،إذن لتتحمل بعض الوقت،لن تخسر شئ،بالفعل قال بكذب وهو يفتش فى ملابسه:
الحقنه يظهر وقعت منى هطلع أدور عليها وأرجعلك بسرعه.
بالفعل خرج هاشم من تلك الغرفه الصغيره فهى غرفة خاصه بعمال النظافه للباخره،إرتمت زينب على الفراش شعورها يزداد ببوادر إنسحاب الطاقه من جسدها،لولا تمسكها بالقوه الزائفه،وضعت يدها على بطنها،شعرت لأول مره بشئ ينبُش بضعف فى رحمها،تبسمت يبدوا أن هذا الجنين مثلها سيكون محارب، بعد ما مرت به ببداية الليله ومحاوله إغتصاب من فابيو،صدته عنها بجساره وكذالك غدر ذالك المخادع  هاشم بفابيو وقتلهُ له،أنقذها من الوقوع فى براثن ذالك الوغد الذى كان يريد مساومتها بتسجيل فيديو بعلاقه جسديه له معها،يستغله فى خضوعها لما يريد ،لكن مازال الأسوء،هاشم نفسه،وجسدها تنسحب منه الطاقه لديها يقين هاشم سيستغل ذالك ويساومها هو ايضاً،قلبها يشعر أن رفعت سيأتى من أجلها،لكن السؤال: هل سيأتى وأنا مازالت على قيد الحياة، وضعت يدها كى تمسك سلسال المصحف التى دائماً كانت تحرص على إرتدائه، لكن تفاجئت السلسال غير موجود على عُنقها، أين وقع.. دخل لقلبها شعور بنقص من دون ذالك السلسال. 
.....
بالفعل ها هو رفعت يشُق مياه البحرليلاً من أجلها أضاء عتمة البحر بأضويه لانشات قوات من البحريه المصريه، 
وهنالك سفينه أيضاً مساعده لتلك الانشات كان رفعت على متنها،وكذالك وسيم ومجد اللذان طلبا من رفعت إصطحابهم معهم والبقاء بالسفينه دون المشاركه فى المداهمه التى سوف تحدث فقط مرافقان
حاصرت الانشات تلك الباخره المشتبه بها دون لفت انتباه الباخره بذالك ،لكن السفينه التى مع القوات أرسلت إشاره الى قائد الباخره بالتوقف عن مواصلة السير فى البحر،
مما أفزع قبطان السفينه...وذهب مُسرع نحو تلك الغرفه الموجود بها هاشم 
تفاجئ به يقف أمام باب الغرفه 
تحدث القبطان:
مصيبة فى سفينه من البحريه المصريه قريبه منى فى البحر بعتت إشاره بالوقوف.
إنخض هاشم وقال له:قصدك أيه،يعنى ممكن يكونوا شاكين فى وجود حاجات ممنوعه عالباخره إنت مش كنت قولت لفابيو،الباخره هتبقي محمله مواد بتروليه مبعوته لمعدات شركة التنقيب،وبالتالى مش هيبقى عليها تفتيش.
رد القبطان:هو بيحصل كده فعلاً،بس ممكن يكون فى تبليغ حصل عالسفينه أو ممكن يكون الإحتمال ده غلط،وتكون سفينة البحريه نفسها محتاجه مساعده أو فى شئ الشركه المسؤله عن حمولة الباخره محتاجه تزوده.
رد هاشم:اياً كان السبب ممنوع توقف الباخره كمل طريقك،فاهم.
رد القبطان:عدم إستجابتى لسفينة البحريه ممكن يزرع شك عندهم،أنا رأيي أنى أوقف وأشوف هما عاوزين أيه ممكن تكون سفينة البحريه محتاجه مساعده وبعدم وقوفنا يدخل شك لهم إن السفينه بتهرب ممنوعات،وتدى إشاره لمركز القياده البحريه وإحنا لسه مخرجناش من المياه الإقليميه ونلاقى هجوم علينا،رأيي أستجيب لإشارة سفينة البحريه،بدل من التجاهل يعمل شك حوالين الباخره. 
رد هاشم: تمام.
عاد القبطان الى كابينة قيادة الباخره وقام بتوقيف الباخره، من أجل الإستعلام ماذا تريد سفينة البحريه  وإن كان لديه شك، بأن هنالك خطبُ ما، فا ردار الباخره إلتقطت حركة لانشات قريبه من مسار الباخره، ولم يُخبر هاشم بذالك خوفاً منه أن يجعله لا يتوقف بالباخره ووقتها من الممكن حدوث هجوم من البحريه عليه وقد يدفع ثمن ذالك سواء كان بالموت أو حتى توقيفه عن العمل كقبطان بالبحريه، هو ليس عليه أى مسئوليه، إذا تم القبض على هاشم أو عثور البحريه  على تلك الحاويه الأخرى من السهل عليه إنكار معرفته بها، عدا ذالك  هو بمأمن فابالأصل الباخره  تنقل بضاعه بطريقه سليمه. 
بينما بسفينة البحربه 
تحدث محمود ل رفعت: رجعت إشارة جهاز التعقب تانى. 
رد رفعت: الاشاره بتيجى مُذبذبه، مش عارف السبب بس لما بتظهر الاشاره بتيجى  من الباخره دى، عالعموم مش خسرانين حاجه  بسهوله نقدر نفتش الباخره، غير إنت عارف مين قبطان الباخره  ده وحده تأكيد  لشكوكنا.
فى ذالك الأثناء آتى الى مكان وقوفهم أحد زملائهم قائلاً:بعتنا إشاره للقبطان الباخره وهو رد أنه هيتوقف،وبالفعل السفينه هدت من سرعتها وخلاص بقينا قريبين منها جداً.
تعجب محمود ورفعت هم توقعوا عكس ذالك،ربما راوغ قبطان الباخره وإكتسب وقت قبل الرد ودخل الى المياه الدوليه وقتها بإمكانه رفض توقف الباخره،لكن مع ذالك قال محمود:
بلاش نلفت النظر من أولها الباخره مُحمله مواد بترولية ممكن بسرعه تشتعل،خلينا نطلع الباخره بهدوء زى ما قولت أخو الدكتوره قال إنه بيشتغل مهندس تنقيب فى الشركه اللى باعته المواد البتروليه دى، هو لبس درع واقى تحت هدومه، وزى ما نوهت عليه إنه يطلع للباخره بصفته مهندس فى الشركه.
رد رفعت:تمام...ربنا يستر...خلينا نبدأ المداهمه بهدوء.
بالفعل صعد محمود ومعه مجد الى الباخره..
تحدث محمود:البشمهندس مجد بيشتغل فى شركة البترول والمفروض أنه كان يبقى مُرافق مع الحموله بس للأسف لأنه إتعطل فى الطريق ووصل متاخى بعد الباخره ما طلعت فى البحر،هو طلب مننا إننا نوصله لحد الباخره،بالذات إن الباخره لسه مكنتش بعدت عن المياه الإقليميه.
تبسم القبطان وقال براحه قليلا قبل أن يتفاجئ بعد ذالك.
ممكن هاوية البشمهندس علشان أطمن مش أكتر.
بالفعل أخرج مجد هاويته،تأكد من عمل مجد فعلاً بالشركه إستراح رغم أنه لم يلاحظ كنية مجد السمراوى المكتوبه بالهاويه،هو لا يعرف أن المرأه التى أتى بها هاشم تحمل نفس الكنيه
،لكن سرعان ما عاد ليس فقط لللشك بل لليقين، حين رأى صعود مجموعه أخرى من القوات البحريه وما زاد إرتجاف القبطان،،،صعود رفعت هو يعرفهُ جيداً. 
بسرعه كانت القوات تصعد مما أربك القبطان وقال: فى أيه بالظبط، أنا ماليش دعوه بالباخره غير إنى القبطان بتاعها وأى شئ تانى الشركه اللى بنقل لها هى المسئوله عنه. 
تبسم رفعت  الذى إقترب من القبطان وقال: فين هاشم قولى على مكانه ووفر على نفسك الباخره تعتبر أصبحت تحت سيطرة القوات البحريه غير الانشات اللى حواليها يعنى مفيش مكان للمراوغه. 
إرتجف القبطان وقال بكذب: مين  هاشم. 
رد رفعت: هاشم الزهار... صديق المرحوم والداك العزيز اللى قتلوه علشان تاخد سيادتك مكانه، خلص وقولى فين هاشم، واللى كانوا معاه أكيد عرفت إنه قتل فابيو. 
إرتجف القبطان  وصمت، بينما قال محمود: كده مفيش قدامنا غير التحفظ عليك و تفتيش الباخره..
بالفعل بدأت القوات تتحرك بهدوء فوق الباخره. 
بينما بالغرفه الموجود بها زينب سمعت صوت دخول هاشم مره أخرى نهضت بوهن شديد وقالت: 
لقيت الحقنه. 
رد هاشم: أيوا لقيتها، بس قبل ما أديها ليكى ليا شرط. 
علمت زينب أن ذالك الخسيس سيُساومها فى مقابل إعطاؤه لها الحقنه بخِسه، لكن لا بأس لتعرف مساومتهُ، وقالت: أيه هو الشرط ده؟ 
رد هاشم: إنتى مقابل الحقنه. 
ادعت زينب عدم الفهم وقالت: قصدك أيه؟ 
رد هاشم: يبقى بينا علاقه ووقتها أضمن أنك متغدريش بيا بعد ما تاخدى الحقنه. 
إنزوت زينب على الفراش وقالت له: العمر واحد يا هاشم ولو مكتوبلى أموت الحقنه  مش هتحيني، ولو موت دلوقتي هبقى شهيده فى أعلى مراتب الجنه، هفوز بأيه أكتر من إنى أدخل الجنه بدون حساب. 
إغتاظ هاشم بشده من رد زينب القوى عليه وشت عقله تلك التى بدأ الشحوب يغزو وجهها  مازالت تدعى القوه،ورفضت عرضهُ
تعصب قائلاً:بس قبل ما تموتى يا دكتوره هاخد منك اللى كنت عاوزه من أول مره شوفتك فيها،رفعت لما إتجوزك مكنش بيحبك ولغاية دلوقتي مش بيحبك بدليل إنه مش بيدور عليكى،لحد دلوقتي،رفعت خدك من قدامى علشان يغيظنى مش أكتر.
ردت زينب التى بدأت تنسحب تدريجياً وقالت:حتى لو رفعت مكنش خدنى من قدامك عمرى ما كنت هفكر فيك يا هاشم حركاتك من البدايه كانت مكشوفه ليا،وقابلت زيها كتير،بس فى قذارتك كنت الأسوء.
ضحك هاشم كأن بدأ عقله يشت منه وقال:إحنا فى البحر بعيد أن أى مكان وهاخد اللى فى نفسى،أنا أخدت كل اللى فى نفسى قبل كده،مبقاش ناقص غيرك،وهخدك يا دكتوره هتكونى ليا حتى لو موتى بعدها.
تحدثت زينب:مش هتقدر تاخدنى غير وأنا جثه يا هاشم بلاش تبقى متأكد من قوتك،أوعى تكون مش عارف إنى دكتوره وسهل كنت أعرف سبب النغزه اللى فى قلبك وكنت بتتحجج بها وتجى للوحده  تقولى عليها،سببها المنشطات اللى تقريباً مدمن عليها.
ضحك هاشم بقوه وقال:يبقى إحذرى منى يا دكتوره أنا ديب.
ردت زينب:الديب أشرف منك عالأقل بيعيش مع أنثى واحده طول حياته مش بيريل على واحده تانيه متجوزه،وبيهددها يا تخون جوزها وتبقى له ياتموت.
كانت ردود زينب تُصيب هاشم فى عقلهُ مباشرةً تلك الطبيبه أقوى من الازم،ما سبب قوتها؟
جاوب عقلهُ...سبب قوتها العشق،هى تعشق ذالك الحقير رفعت.
بذكر عقله لإسم رفعت ثار عقل هاشم،لا لن يجعل رفعت فائر،سيأخذ جسد تلك الطبيبه،والآن...لا داعى للإنتظار،قوتها أصبحت واهيه لن تقدر على مقاومته،بالفعل بدأ فى خلع ثيابهُ جزء خلف آخر،لم يبقى سوى بالبنطال،إقترب من مكان إنزواء زينب على الفراش،وقام بشد إحدى ساقيها بقوه وقام بفردها على الفراش وفعل ذالك بالساق الأخرى،وركز برسغي ساقيه فوق ساقيها،كانت زينب بدأت تشعر بالنهايه أمامها،لكن لن تستلم قبل النفس الأخير،بالفعل قامت بضرب يدها فى وجهه،بصفعات ضعيفه،أغاظت هاشم فقام بصفعها على وجهها صفعات ليست قويه ولا ضعيفه،حتى أنها فرت دماء من بين شفتيها وأنفها أيضاً نزف دماء جعل قواها تذهب للنهايه،وأصبحت تنسحب الحياه من جسدها،ولم تعد قادره على مقاومته تبسم بظفر،ومدد جسد زينب فوق الفراش.
لكن بذالك الوقت 
كان رفعت بين  القوات يمشطوا الباخره،وسمعوا أصوات عاليه،  
توجه رفعت ومعه بعض القوات،فتح الباب بحذر
ثم شهر سلاحه وهو يدخل الى الغرفه،
إنهار عقله وهو يرى هاشم يجثوا بجسدهُ فوق جسد زينب،كاد يُفرغ رصاص سلاحه برأس هاشم،لكن نهض هاشم عن جسد زينب وأخرج تلك الحقنه من جيب بنطاله وقام بسحب هواء بها وقال:
قبل ما تقتلينى هكون قاتل الدكتوره قدام عينيك،زى زمان ما حرقت أهلك قدام عينيك،إرمى سلاحك 
قال هاشم هذا وقام بتوضع الحقنه فوق عضد زينب،
لم يقول هذا فقط بل قام بالجثو مره أخرى فوق جسد زينب وقال:
وقبل ما أقتلها هاخدها قدام عنينك،
لكن أخطئ هاشم فى الحسبه لم يكن عليه التحدث بتلك الطريقه،
زينب حقاً تشعر بقُرب نهاية حياتها لكن لن تدع وغد مثل هاشم بنيل ما يريد ويدنس جسدها،رفعت إحدى ساقيها وإستجمعت ما تبقى من قوتها وإستقوت بوجود رفعت أيضاً فهو لن يتركها ترحل وبأحشائها نطفتهُ،
رفعت ساقها وقامت بضرب هاشم ضربه قويه أسفل منطقة خصرهُ،لا ليست ضربه واحده بل ضربات متتاليه،أفقدته عقلهُ من الألم الذى يشعر بقوته،فهو آلم يشبه الذبح بسكين بارده،
فى ذالك الوقت وقعت الحقنه من يد هاشم على الفراش وتنحى  عن جسد زينب ينزوى بأحد أركان الغرفه يشعر بسيلان دماء منه مُصاحب لألم ساحق أفقده الحركه والتفكير.
سريعاً وضع رفعت سلاحه فوق خصره وتوجه للفراش وأخذ تلك الحقنه،وقام بأفراغ الهواء منها ولحظات كان يغرس الحقنه بعضد زينب،التى إستسلمت أخيراً وأغلقت عينيها تُرحب بأى نهايه.
لكن لم تكن النهايه مازال وقت الرحيل لم يحين.
تحدث رفعت بإستجداء لها:زينب إفتحى عيونك،خلاص هاشم إنتهى،إفتحى عيونك علشانى وكمان علشان الجنين اللى فى بطنك،لازم تتمسكى بالحياه علشانهُ،بالفعل فتحت زينب عينيها لثوانى وقالت له بتوهان:إتأخرت ليه يا همجى.
تبسم رفعت وقام بحضنها بقوه،الى أن آنت بين يديه...خفف من حضنه لها وقام بلف الملاءه الموضوعه على الفراش أسفلها عليها وقام بحملها،وخرج من الغرفه،بينما دخل بعض رجال القوات وقاموا بالقبض على هاشم الذى شبه شُلت حركته السير على قدميه له الآن مثل تروس المكن الحديديه حين تحتك ببعضها دون عازل   فتنكسر التروس...سار بينهم،يشعر بإنسحاب روحه مع زيادة الآلم والنزيف المصاحب له 
لكن فكر عقلهُ الشيطاني،هل سيستسلم ويترك رفعت يفوز فى النهايه،
لا الشيطان لن يموت قبل أن يرسل أعداؤه للحجيم قبلهُ
بحركة خداع من هاشم مثل عدم القدره على مواصلة السير،جعل من كانوا يقبضون عليه،يقفون بسرعه أخذ سلاح أحدهم وقام بقتله وجرى يعرج مثل الذئب الجريح،يتوارى بين أحد أماكن الباخره،وقام بإطلاق الرصاص،نحو رفعت،لكن رفعت أخذ حذرهُ سريعاً وتجنب بزينب الى أحد الأماكن،ووضعها بمأمن وشهر سلاحه يرد على رصاص هاشم،
خرج هاشم من مكانه وإختبئ بمكان آخر ونظر لسلاحهُ لم يبقى سوا رصاصه واحده الآن،أمامه حلان،إما أن يُطلق الرصاصه برأسه،أو برأس رفعت
لكن هو مازال يريد الحياه،لتنطلق الرصاصه برأس رفعت،لكن هاشم لم يحسب مكانه جيداً خلفه أحد خزانات البترول وطلقه واحده تخترق ذالك الخزان إنتهى مُشتعل
وبالفعل كانت رصاصة رفعت تخترق  جدار  ذالك الخزان، الذى سُرعان ما إشتعل محدثاً كتله ناريه ضخمه طال لهبها  الحارق جسد هاشم،الذى صرخ والنيران تلتهم جسده بسرعه،جعلته يتلوى من النيران ويسير بها وألقى بنفسه بين مياة البحر علها تُطفئ لهيب جسده،لكن المياه مالحه والنيران تشتعل فوق المياه فأعطتها سخونه قويه حتى إن إنطفئت النيران فالمياه تغلى بحرارة تلك النيران،مما جعل هاشم يظهر فوق المياه سريعاً،قامت القوات بسحب جسده الفانى.
حين رأى رفعت إشتعال النيران فوق الباخره،قام بحمل زينب سريعاً وسار بها بسرعه كبيره ثم ألقى بجسديهم فى المياه بعيد قليلاً عن مكان النيران،يداها تمسكت جيداً بزينب،سُرعان ما تلقى دعم من زملاؤه وسحبوه الى أحد الانشات وإبتعدت بهم عن مكان النيران.
بينما قبل دقائق،أثناء تفتيش القوات البحريه للباخره،لاحظوا وجود حاويه كبيره مغلقه،قاموا بفتحها،لم يذهلوا مما وجدوا فهم رأو مثل ذالك كثيراً،الحاويه كانت تحتوى على مجموعه من الأطفال المراهقين من الجنسين،كانت من بينهم ليلى أيضاً،كانوا مُخدرين ويضعون فوق أفواهم وأيديهم وأرجلهم  لاصق
قامت إحدى الرافعات بحمل تلك الحاويه ووضعها فوق سفينة القوات...
بنفس اللحظه توجه وسيم الى تلك الحاويه وفتحها،تنهد براحه حين رأى ليلى من ضمن هؤلاء لكن زالت فرحته وهو يرى وجهها المكدوم وملابسها شبه الممزقه وبعض أثار التعذيب الواضحه،
خلع سريعاً قميصه وقام بوضعه فوق جسد ليلى،وقام بإزالة الاصق من على فمها ويديها وساقيها،وبدأ يوفيقها،لكن لم تستجيب له،لكن جث عرقها النابض وشعر بنبضهُ،مما جعله يطمئن قليلاً.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت أثناء عودة سفينة القوات.
إقترب مجد من رفعت الذى صعد للسفينه يحمل زينب وقام بتقبيل يدها قائلاً:
زينب حبيبتي.
تبسمت زينب الواهنه دون أن تفتح عيناها وقالت بمزح: بتبوس إيدى ليه مفكرنى ماما يا حيوان.
تبسم مجد وقام بتقبيل إحدى وجنتيها وقال:ما أنا كنت خايف أبوس خدك رفعت يرمينى فى النار اللى هناك دى...بحبك يا زوزى شكلى مش هعرف أتخلص منك.
تبسمت زينب دون رد وإستسلمت لتلك الغفوه التى تسحبها،نامت بين ذراعى رفعت وهى مُطمئنه.   
بعد قليل وصلت السفينه الى المرفأ كان بإنتظارها أكثر من سيارات إسعاف،
نزل رفعت يحمل زينب وجواره مجد،وتوجه الى إحدى سيارات الإسعاف... 
فتحت زينب  عينيها  ولعقت شفتيها وقالت: عطشانه. 
تبسم رفعت كذالك مجد بينما أعطى أحد المُسعفين الموجودين بسيارة الإسعاف،زجاجة مياه ل رفعت.
بدأ بسكب نقاط من الزجاجه ووضعها بإصبعهُ فوق شفاها،كانت زينب تلعق شفاها،رغم أنها مجرد نقاط قليله لكن زال جفاف حلقها ونظرت ل رفعت قائله بوهن:أول مره أشوفك عالحقيقه لابس زي الشرطه البحريه أيه رجعت تانى للخدمه.
تبسم رفعت وقال: رجعت علشانك ووآخر مره هتشوفيه عليا...بعد كده،هبقى الهمجى اللى بيروض الخيول الشرسه.
بوهن ردت زينب:الشرسه غير قابله للترويض لو عجباك لازم تقبلها كده بشراستها.
تبسم رفعت وقال:عاجبنى شراستها وكنت خايف تضيع منى الشرسه.
... ****  
كما نزل وسيم الذى حمل ليلى وصعد لسيارة إسعاف،ظل معها بالسياره مد يدهُ وأمسك يد ليلى وقام بتقبيلها،للحظات فتحت ليلى عيناها وقالت بتقطع:
لمى..لمى هى اللى كانت خطفانى.
تحدث وسيم:كان عندى شك إنها هى اللى وراء خطفك،سامحينى يا ليلى حاولت أحميكى وكنت ببعدك عنى كنت غلطان كان لازم أحميكى وأقربك منى،بس الوقت لسه مفاتش صدقينى،أنا بحبك يا ليلى.
لم تكن ليلى بقواها العقليه كانت تستمع لقول وسيم وتعتقد أنها بحلم وتتخيل ما يقوله.
لكن وسيم كان الندم يتأكل قلبهُ لحظات فرقت،لولا القدر ربما كان فقد ليلى،ربما كان عاش الباقى من عمره يبكى ليلاه.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بذالك الهنجر 
تناوب هؤلاء الأوغاد 
إغتصاب لمى،هم مُرتزقه جياع يعيشون بين شقوق الجبال والصحراء الواعره،لديهم رغبات مكبوته،حين تقع فريسه تحت أيديهم فهم لا يتركوها سوا بخروج روحها من جسدها،وهذا بالفعل ما فعلوه معها بسبب توصية كبيرهم لهم،هى سابيه لهم غنيمه ذهبت لهم بمحض إرادتها حين إستسلمت لشيطانها وسارت خلفه لا تعرف أى أخلاق تسلُك طريقها ولا لأى دين تنتمى،عاشت حياه مُلحده،ها هى تنتهى حياتها أسفل أجساد مُرتزقه كانت تعتقد أنها لديها القوه لإخضاعهم،لكن هم من نفس قذارتها بل أسوء هم جياع للنساء...وهى سقطت أمامهم 
غادر هؤلاء المُرتزقه الهنجر تاركين جثة لمى لكلابهم الصعرانه  الضاله يأكلون ما تبقي منهم،جسدها الذى إنتهكوه فى البدايه بإرادتها وفى النهايه بالأغتصاب المتتالى منهم،إنتهت مثلما فعلت مع نساء وفتيات غيرها،وأرسلتهم للجحيم،هى الآخرى ذاقت نفس الجحيم وأسوء.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهيرة اليوم التالى
بمشفى خاص تابع للبحريه المصريه 
كان صُراخه يصم الأذان،بسبب إحتراق جسده بالكامل،مثلما حرق ذاق نفس الحرق وأسوء،فغيره أنهته النيران،أما هو مازالت نهايته مستمره،يتآلم كل جزء فى جسدهُ الذى إحترق حتى وجهه لم يبقى من ملامحهُ سوا عينين فقط،مع كل نفس يخرج منه آلم ساخق يشعر به ،وضعوه بغرفة مُخصصه لهذا النوع من الحرائق الجسديه،يصرخ فلا مُسكن ولا مُخدر قادر على تخفيف آلمه،لا شئ قادر الآن سوا رحمه ولطف الله عليه،لكن حتى هذا لن يناله،عليه تذوق ما فعله بأبرياء ذات يوم... 
بدأ عقلهُ يستغيث بشيطانهُ الآثم الذى إرتكب جميع المعاصى، الشيطان يتلاعب به ليس فقط الشيطان، بل خيالات يصورها له عقله، بعودة من آذاهم أمامه، يقفون يضحكون عليه بتشفى مما وصل له، هو أصبح جسد بالي مثل الخِرقه الباليه مزقت النيران جلدهُ ولحمهُ، صرخ عليهم  لكن لا يرحلون، هم يضحكون عليه، يزداد صُراخهُ وهم يزداد ضحكهم، يود أن يرفع يديه يصم أذنهُ، لكن ليس قادر على ذالك، جسدهُ بالكامل مُغطى بطبقه عازله، يصرخ لا آحد يُجيب عليه. 
شيطانه صور له نهايه واحده ليستريح من آلمه المُضنى،... الإنتحار. 
بالفعل تحكم به الشيطان وأعطاها قوه، نهض من على فراش العزل 
خلع تلك الكلونه الموصوله بأحد عروق يدهُ، وحدها الرفيع، بدأ بثُقب عنقهُ وهو يهزى برؤيه من سبب لهم الأذى سابقاً، يشعر بآلم قاتل، لكن جبروت شيطانه جعله يتحمل ذالك، وبسبب إحتراق جسده كانت شراينه واهنه، وإنقطعت بسهوله، وبدأت تسيل دماؤه، بغزاره فوق أرضية غرفة العزل، لم ينال الراحه بل تآلم لآخر نفس خرج منه يعلن نهايته آثماً بالكُفر كان هذا هو الآثم الأخير له...الموت كافرًا. 
      ...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمبنى خاص بالقوات البحريه. 
وقف رفعت يؤدى التحيه العسكريه لقائدهُ. 
تحدث القائد: مبروك يا سيادة الضابط خلاص صدرت ترقيتك إنت وزميلك محمود، بصراحه أديتوا مهمتكم على أكمل وجه... وأثبتم جسارة البحريه المصريه فى التعامل مع الخارحين، قتل فابيو ووقوع هاشم الزهار وكمان عضو فاسد زى حضرة النائب، وكمان القبطان، إعترف على مجموعه من معاونين للشبكه دى فى مصر، وقدرنا نبلغ الوحدات المختصه بالتعامل معاهم، وتوصلنا لبعض تجار البشر. 
تحدث رفعت: وبالنسبه للأطفال اللى كانوا فى كونتينر عالباخره عملتوا فيهم أيه؟ 
رد محمود: إحنا رفعنا صورهم على بعض مواقع المفقودين اللى بيتبلغ عنهم من أهلهم، غير فى منهم كانوا هجره غيرشرعيه يعنى بعلم أهلهم ودول بلغنا أهلهم أنهم يجوا هنا يستلموهم. 
تحدث القائد: برضو هجره شرعيه، نفسى أعرف ليه الأهالى بيضحوا بولادهم الصغيرين دول  ويبعتوهم للموت بأيديهم،عقولهم فين؟
رد محمود:الفقر والطمع هو الدافع المسيطر على عقولهم يا أفندم. 
رد القائد: فعلاً  هما دول الدوافع المسيطره، ها يا رفعت مراتك والبنت اللى كانت معاها أزيهم دلوقتي. 
رد رفعت: الحمد لله مراتى  إستعادت جزء من صحتها والحمد لله ربنا لطف والجنين تمسك بالحياه.... 
وليلى الحمد لله جروحها مش قويه يومين تلاته وتسترد صحتها هى كمان. 
تبسم القائد: أكيد الجنين هيبقى محارب زى باباه ومامته ربنا يكمل شفاها وتقوم بالسلامه. 
تبسم رفعت يقول: متشكر يا أفندم، بصراحه أنا أخدت قرار نهائى بإنهاء مدة خدمتى فى البحريه، وقررت إنى أتفرغ لتربية وترويض الخيول... وده سلاحى وكمان الشاره الخاصه بيا. 
قال رفعت هذا ثم وضعهم أمام القائد الذى قال بآسف: 
بصراحه كنت أتمنى تستمر معانا فى الخدمه بس طالما دى رغبتك بتمنى لك التوفيق  فى إختيارك. 
تبسم رفعت ومد يدهُ يصافح القائد  ثم خرج من مكتبه 
يتوجه الى المشفى من أجل تلك الشرسه التى قلبت حياتهُ وجعلته يبدأ من جديد بطريق آخر لم يكن يتوقعه يوما
.....  ........ 
بعد العصر بالمشفى 
بغرفة ليلى 
تبسم وسيم وهو يساعد ليلى على إحتساء الماء 
إرتوت ليلى وشكرت وسيم، وقالت له: 
إمتى هخرج من المستشفى  دى. 
تبسم وسيم وقال: رفعت قال هنرجع الزهار النهارده  عالمسا كده بس إنتى والدكتوره لسه حالتكم متستحملش الطريق فهنرجع فى عربية إسعاف، زى اللى إتخطفتوا فيها. 
تنهدت ليلى بآلم وقالت: مش عارفه أيه سبب شر لمى من ناحيتى أنا عمرى مأذيتها. 
رد وسيم: السبب نفوس ضعيفه قلبها مليان  غِل وسواد بدون سبب وكانت غلطتى من البدايه. 
ردت ليلى بخجل: وسيم هسألك سؤال جاوب عليا بصراحه... لمى وهى بتضربنى قالتلى إنك غلطت وقولت لها.... 
توقفت ليلى عن تكملة الحديث... فقال وسيم بإستفسار: 
قالتلك أيه. 
ردت ليلى بخجل: قالتلى إنك بتحبنى... أنا قولت لها مش.... 
قاطعها وسيم قائلاً: فعلاً  بحبك يا ليلى ودى تالت مره بشارك فى إنقاذ حياتك والتالته تابته وهتجوزك.
إنصهر وجه ليلى وقالت بحياء:بس أنا لسه قدامى أربع سنين دراسه والجواز ممكن يعطلنى....وبصراحه مش موافقه.
ضحك وسيم وقال بثقه:لما نرجع للزهار..لينا كلام تانى  يا لولا. 
........... 
بينما بغرفة زينب 
دخل رفعت الى الغرفه الموجوده بها زينب وتبسم حين وجد زينب مستيقظه وقال:فين مجد؟
ردت زينب:خرج يتصل على ماما يطمنها عليا،ويقول لها بلاش تجى لهنا إحنا هنرجع المسا عالزهار. 
نظر رفعت لوجه زينب المكدوم وعليه أثار صفعات لكن تبسم. 
تحدثت زينب له: بتبصلى وتبتسم ليه، على فكره أنا ضربت فابيو وكمان هاشم،يعنى متفكرش أنهم علموا عليا.
تبسم رفعت وقال:خلينا نخرج من المستشفى ونرجع للزهار من تانى نبدأ من جديد مع إبننا المناضل. 
قال رفعت هذا 
و إقترب  من الفراش وحمل زينب 
التى قالت بعتاب مرح: رفعت أيه اللى آخرك يا همجى كنت مستنى تستلمنى جثه. 
تبسم رفعت وضمها قوياً يقول بمزح: أيه ده إنتى تقلتى كده ليه، شكله كان بيغذيكِ كويس وواخد باله من صحتك. 
ردت زينب: آه كان واخد باله من صحتى عالآخر الواطى هاشم كان بيساومنى على حقنة الانسولين قصادها أسيب له نفسى والتانى فابيو كان بيضغط عليا بالجوع والعطش. 
رد رفعت: وإنتى رديتى علي هاشم بأيه: 
ردت زينب: قولت له الرب واحد والعمر واحد... لو موتت دلوقتي هموت شهيده وأدخل الجنه وأرتاح من وش الهمجى رفعت الزهار لأنه عمره ما هيورد عالجنه أبداً. 
ضحك رفعت 
تذمرت زينب قائله: بتضحك على أيه يا همجى، بقولك نكته... الواطى هاشم كان هيتسبب فى موتى، وإنت بتضحك. 
رد رفعت بضحك: هو كان هيتسبب فى موتك، وإنتى موتى رجولته عالأخر. 
ردت زينب: يستاهل... مفكرنى هفأ ولا أيه؟ 
ضحك رفعت يقول: هفأ... متأكده إنك دكتوره. 
ردت زينب: بصراحه بفكر أعتزل المهنه دى، وأشتغل فى تربية الخيول... بتكسب أكتر وأذل الواد مجد اللى بيقبض بالدولار اقوله مفيش حد احسن من حد. 
تبسم رفعت ينظر لها وأحنى رأسه وقام بتقبيل شفاها. 
تذمرت زينب من تقبيله قائله: شفايفى بتوجعنى يا همجى بسبب تلطيش الواطى . 
تبسم رفعت يقول: شفايفك بتوجعك من كام قلم وبالنسبه لأبنى اللى فى بطنك ده... ظروفهُ أيه... بعد الضرب ده كله ولسه متمسك بالحياه...(رضوان) أكيد هيطلع أسد زى جدهُ. 
ردت زينب: لأ هيطلع همجى زيك، أنا كان نفسى فى بنت رقيقه زيي كده،بس للأسف السونار حدد نوع الجنين،بولد. 
ضحك رفعت يقول: رقيقه! 
قولى شرسه 
انا بستغرب أزاى واحده تبقى حامل فى حوالى أربع شهور ومتعرفش ونازله ضرب ومغامرات... مرمطى إبنى معاكِ من قبل ما يطلع للحياه.. أعملى حسابك مفيش شغل لحد ما تولدى. 
ردت زينب: لكل مقام مقال... بس أسترد صحتى وبعدها يحلها ربنا.... يا قدرى الأسود يظهر إنك لعنه مش هعرف أتخلص منك أبداً. 
تبسم رفعت وضم جسد زينب لقلبه قائلاً: وأنتى صاحبة أحلى لعنه و قدر فى حياتى يا شجرتى الطيبه. 
حركت زينب رأسها على صدر رفعت كالقطه قائله: أنا جعانه على فكره، ولو مأكلتنيش أنا هتحول لمصاصة دماء وأعضك من رقابتك، ما هو مش إبنك يتغذى منى وأنت مجوعنى. 
تبسم رفعت يقول بمزح: والضرب اللى أكلتيه مشبعكيش. 
نظرت له قائله: لأ مشبعنيش أصله كان ضرب ناشف مفيهوش حاجه حتة لحمه طريه زى رقابتك كده...إياك بعد اللى حصل ده كله تكون النيران اللى فى قلبك إنطفت.
تبسم رفعت وقال: النيران إنطفت بالعشق. 
مساءً بسرايا الزهار. 
دخل رفعت يحمل زينب بين يديه أقبل عليه كل من صفوت وهاله بفرحه كبيره لكن شعرت بغصه حين رأت بعض أثار الضرب على وجه زينب، وضعت يديها على وجنتيها وتنهدت بآلم وتدمعت عيناها، لكن 
إنحنى صفوت وقام بتقبيل وجنة زينب وهو الآخر يشعر بآلم. 
بينما تحدث مجد بمزح: شوف يا بابا شوفى ياماما، كل قوى فى الأقوى منه زوزى كانت بتفترى عليا وتضربنى وتقلبنى فى فلوس أهو جه اليوم اللى شوفتها متعلِم عليها. 
ردت زينب: مين اللى متعلِم  عليها أوعى لألفاظك شويه  متفكرش إنى هفأ زيك،أنا بس إتاخدت على خوانه وكمان علمت عليهم أنا عدمت هاشم رجولته. 
تبسمت هاله قائله: يستاهل، ربنا ينتقم منه. 
رد رفعت: ربنا فعلاً  إنتقم منه وبيكفى إنه مات كافر. 
نظرت زينب له متعجبه... 
تبسم رفعت: أنتى قضتي السكه نوم فى الأسعاف وإحنا جايين من إسكندريه لهنا، وانا جالى إتصال من زميل سابق ليا، وقالى أنهم إتفاجئوا بهاشم مُنتحر فى أرضية أوضة العزل اللى كان فيها. 
ردت زينب قائله: يعنى حتى آخر باب للتوبه خسرهُ ومات كافر كمان. 
تحدثت هاله: كل واحد بياخذ جزاء عمله،يلا بلاش وقفتك دى هنا يا رفعت طلع زينب للأوضه، علشان ترتاح، ونشوف أيه حكاية الحمل المفاجئ دى كمان. 
تبسمت زينب 
بعد لحظات وضع رفعت  زينب بالفراش، وتبسم 
حين دخلت إنعام بلهفه وقالت: 
زوزى حفيدتى حبيبتى رجعت خوفت عليكى، قلبى كان حاسس إن ربنا هينجيكى، وكنت بدعى ليكى. 
تعجب رفعت  فهو لم يُخبر جدته وأمر كل  من  يعمل بالسرايا بعدم إخبارها.
جلست إنعام جوار زينب على الفراش وقبلت وجنتها وعاودت الحديث:أنا شوفتك فى الحلم بين النيران وكمان سمعت كلام الشغالات  وهما بيتكلموا مع بعض عن حكاية خطف الدكتوره من قلب الوحده.
قالت إنعام هذا ونظرت لرفعت قائله بتهجُم:وإنت كنت فين يا همجى وسيبتهم يخطفوا زوزى.
تبسمت زينب قائله:ربنا نجانى ببركة دُعاكى يا تيتا.
نظرت لها إنعام قائله:نجاكى من أيه،هو أيه اللى حصل وكلكم متجمعين كده فى الأوضه،أكيد الهمجى ده هو السبب.
قالت إنعام هذا ونهضت من جوار زينب وتوجهت ناحية رفعت وقامت بضربه أكثر من مره فوق كتفه قائله:إن كان هو ولا أخوه المسخ الإتنين حيوانات مش بيمشوا غير بالكرباج،أنا رايحه أجيبه وراجعه تانى.
تبسم الجميع،
كذالك رامى الذى دخل يقول:هو أيه اللى ضايق جدتى قابلتنى وأنا جاي على هنا شتمتنى؟
تبسم رفعت 
بينما قال رامى:حمدالله على سلامتك يا زينب...وربنا يتمم لك الحمل بخير وتقومى برضوان بالسلامه.
تبسمت زينب له 
لكن تلك التى دخلت شعرت بغصه فى قلبها حين سمعت قول رامى لزينب معنى ذالك أن زينب حاملاً،كبتت دمعه بعينيها وقالت:
حمدالله على سلامتك يا زينب 
ردت هاله قائله:الله يسلمك يا مروه وكمان حمدالله على سلامة أختك،ربنا لطف بيهم الإتنين.
ردت مروه:الحمد لله أنا أطمنت على زينب هروح بقى أطمن على ليلى كمان عن إذنكم،ومره تانيه حمدالله على سلامتك.
خرجت مروه من الغرفه تشعر بآلم زينب رغم مواجهتها للموت لكن تمسك جنينها بالحياه،بينما هى لا تعلم سبب لإجهاضها بتلك البساطه،لكن هنالك تفسير...أمر الله...تقبلت مروه ذالك وسارت بعض الخطوات قبل أن تقف على صوت رامى من خلفها الذى قال:
مروه إستنى أنا جاى معاكى أطمن على ليلى.
شعرت مروه بفرحه فى قلبها،ربما هنالك فرصه أخرى لها مع رامى لن تُضيعها وستستغلها وتُبرهن حبها له،ليس هو فقط من يحبها،هى الآخرى عاشقه له،لكن تمكنت منها حماقة عقلها مِرارًا.
بينما بغرفة زينب تثائبت زينب أكثر من مره.
ضحكت هاله قائله:أيه الوحم جايلك بالنوم ولا أيه،رفعت بيقول إن طول الطريق وأنتى نايمه.
رد صفوت:فاكر لما كنتى حامل فيها كان الوحم جايلك بنوم طول الوقت،حتى كنتى بتنامى فى الشغل،وآخر شهر قبل الولاده أخدتى أجازه قضيتى معظمها بين النوم والآكل لحد يوم الولاده.
تبسمت زينب قائله:أنا بحبك يا بابا أنت اللى دايما بدافع عنى أهو عادلك الماضى علشان تبقى تتريقى عليا،بس أنا سبب نومى الأدويه إنما أنتى كسوله حتى بتخلى بابا يغسلك المواعين.
رد صفوت:لأ غسيل المواعين ده هوايه عندى،هاله بريئه منها. 
تبسموا على ذالك،كذالك رفعت شعر للحظات بإفتقاد والدايه،تمنى أن يكونا أحياء مثل والداى زينب يتمتع معهم بأُلفة العائله،لكن هذا كان قدر ومثلما أخذ منه والداه وأختهُ ذات ليله جاء العوض ب زينب سيشكل معها عائله سعيده،خمدت النيران،وحان وقت العشق.   
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام منزل صفوان
بنفس الوقت. 
توقفت سيارة الأسعاف، حمل وسيم ليلى لكن وجد نعمان يخرج من الباب سريعاً ومد يديه  كى يأخذها منه 
للحظه تمسك وسيم  بها وفكر فى رفض إعطائها لنعمان.. 
لكن بالنهايه عليه تحكيم عقلهُ قليلاً فهذا لا يحق له الآن 
أعطى  وسيم ليلى لنعمان على مضض...
دخل نعمان بليلى الى داخل المنزل وخلفه وسيم،إستقبلتهم فاديه تشعر بعودة الروح لها حتى حقاً طمئنوها سابقاً عبر الهاتف وهى بمنزل نعمان،عادت لمنزلها تنتظر عودتهما،كان الوقت يمر ببطئ شديد،كم تآلم قلبها حين نظرت لوجه ليلى والى يدها المُضمضه،لكن كل هذا سيزول مع الوقت المهم أنها عادت لها دون أذى أقوى من ذالك،ضمت فاديه وجه ليلى بين كفيها وإنحنت تقبل جبينها بعين مُدمعه.
رأى نعمان لمعان الدموع ليس بعين فاديه فقط،بل صفوان أيضاً جفف تلك الدمعه التى فرت من عيناه وأقترب من مكان وقوف نعمان بليلى وقبل جبينها ووجنتيها بمحبه...تحدث نعمان:يا جماعه وسعوا من قدامى خلونى أدخل ليلى لسريرها،دى تقيله قوى وأنا راجل كبير.
تبسمت هبه التى تدمعت أيضاً وقالت:كبير أيه يا خالو أنت لو مكنتش خالو مكنتش عتقتك وأتجوزتك بالغصب،أفتكر كويس كده يا خالو متأكد أن ماما تبقى أختك يمكن غلطوا وبدلوا ماما مع واحده تانيه وقت الولاده.
تبسم نعمان وهو يدخل الى الغرفه وقال:متأكد إن فاديه أختى وإتولدت على إيدى كمان فبطلى بكش بقى،ويلا مش إطمنتى على ليلى،إرجعى للمعسكر تانى وكملى مذاكره عندك إمتحان بكره.
ردت هبه:طب أنا عامله نفسى ناسيه ليه تفكرنى يا خالو.
تبسمت ليلى وقالت:روحى كملى مذاكره چيولوچيا عشان تضمنى كلية الهندسه.
تبسمت هبه وبالفعل خرجت مره أخرى من الغرفه .
وضع نعمان ليلى فوق الفراش،بينما بخارج الغرفه وقفت فاديه مع وسيم الذى دخل خلف نعمان ولم يدخل الى الغرفه وقالت له:
بشكرك يا وسيم إنت ورفعت رجعتولى بنتى بخير.
تبسم وسيم وقال:ست فاديه فى موضوع مهم كنت عاوز أفاتحك فيه،الموضوع ده يخصنى أنا وليلى.
تعجبت فاديه لكن قبل أن تستعلم من وسيم عن هذا الموضوع،دخلت مروه الى المنزل وخلفها رامى ومعم أيضاً ضيف ثالث.
نظرت فاديه الى مروه وتجاهلتها،بينما رحبت برامى ومجد الذى كان معهم عيناه تبحث عن السندريلا فهو تحجج وآتى مع مروه  ورامى من أجل ليلى، لكن الحقيقه  هو يريد رؤية السندريلا، وها هى أمامه، تبتسم له بحياء 
دخل رامى ومعه وسيم وكذالك مروه وفاديه الى الغرفه،وقفوا وقت طويل،لكن صدح هاتف وسيم،نظر للشاشه وقال:
دى ماما مهره، أكيد أستغيبت رجوعى،مره تانيه حمد على سلامتك ياليلى هستأذن أنا.
أمائت ليلى برأسها،بينما قال رامى:خدنى معاك،الحمد لله إطمنا على ليلى نسيبها ترتاح. 
تعجبت مروه  من قول رامى، لماذا لم يظل قليلاً ولم يطلب منها العوده معه، شعرت بآلم كبير من ذالك، وبالأخص حين غادر رامى خلف وسيم دون أن ينظر اليها حتى، ألهذه الدرجه وصل الخلاف بينهم، الى أن يتجاهلها، ويغادر بدونها. 
بينما تلك السندريلا بخارج الغرفه، تتحدث مع مجد ذالك العاشق المفضوح الحركات الذى قال: 
إزيك يا سندريلا عامله أيه فى الامتحانات. 
تبسمت هبه وقالت: إسمى هبه على فكره منين جبت سندريلا دى، وهكون عامله يعنى أيه فى الامتحانات  ، عادى مسحوله طبعاً، ولو مش صدفه مكنتش عرفت  إن ليلى أختى مخطوفه،مع الدكتوره زينب، بس الحمدلله  رجعت فى نفس اليوم اللى عرفت  فيه  والأ مكنتش هقدر أكمل بقية الأمتحانات. 
غمز مجد بعينيه وقال: على فكره أنا كنت هيرو، وساعدت فى رجوعها هى و صبى البواب زوزى أختى، مشفتنيش أنتى وانا واقف وسط الرصاص،الحمد لله كنت لابس درع واقى تحت هدومى ، بس أيه كنت أسد. 
تهكمت هبه وقالت: أسد ولا قطه ميهمنيش.
رد مجد بمكر:طب عينى فى عينك كده،يعنى لو كانت رصاصه طايشه صابتنى،مكنتيش هتزعلى عليا.
ردت ليلى بخبث:وكنت هزعل ليه كنت من بقية عليتى،عادى جداً.
نظر لها مجد وقال بمكر:طب كويس إن قلبك جامد كنت هقولك إن فى رصاصه جت فى كتفى.
إنخضت هبه وقالت:أيه طب وإزاى واقف كده لازم تستريح، وتهتم بصحتك. 
ضحك مجد وقال: مش من شويه مكنتش من عيلتك علشان تزعلى عليا ليه إتخضيتى دلوقتي، يا سندريلا. 
خجلت هبه ونظرت له قائله: يعنى أيه، يعنى إنت مش متصاب فى كتفك وبتكدب عليا، تصدق دى آخر مره هصدقك، وهسيبك وهدخل الأوضه أطمن على أختى. 
قالت ليلى هذا وكانت ستدخل، لولا أن مسك مجد يدها وسحبها الى أحد أركان المكان ووقف أمامها وقال: ذاكرى كويس علشان هدية نجاحك هتبقى خطوبتنا يا سندريلا. 
إرتبكت هبه ودفعته فى صدره وفرت هاربه من أمامه. 
تبسم مجد وتنهد بشوق يقول: هانت يا سندريلا. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل مهره. 
دخل وسيم  الى المنزل سأل إحدى الخادمات عن مكان مهره، قالت له أنها بغرفتها القديمه... ذهب وسيم الى الغرفه  وفتح الباب،دون طرق.. لاحظ مهره وهى تُجفف دموعها باحد المحارم الورقيه. 
إقترب من مكان جلوسها، وجلس على ساقيه أمامها وقال بلوم: أكيد عرفتى إن هاشم مات، مش معقول بتبكي الدموع دى عليه؟ 
فرت الدموع من عين مهره وقالت: رفعت إتصل عليا من شويه وقالى، أنهم أتصلوا عليه علشان يكمل إجراءات دفنه لازم أكون موجوده معاه بصفتى مراتهُ. 
مد وسيم  يدهُ نحو وجه مهره وبدأ يمسح الدموع من على خديها وقال: هاشم ميستحقش دموعك دى. 
ردت مهره: أنا مش ببكى على هاشم.. أنا ببكى على عمرى اللى ضاع فى خضوع وإستسلام، ياريتنى كنت حاربت زمان ومستسلمتش لخوفى، يمكن كانت حياتى إتغيرت وكان إبنى عاش. 
نظر لها وسيم  وقال: وأنا أيه مش إبنك. 
جذبته مهره  وحضنته بقوه قائله: إنت إبنى يا وسيم والله وأغلى كمان، عارف حتى لو إبنى كان عاش كنت هتبقى عندى أغلى منه، بس كان نفسى يبقى عندى أكتر من ولد يبقوا عزوه وسند لبعض وليا. 
تبسم وسيم  وقال: ورفعت كاتم أسرارك ورامى كمان مش أخواتى وولادك وسندك كمان. 
ردت مهره قائله: ولادى اللى فوزت بيهم  وربنا عوضنى بيكم، قد ما كنت زعلانه وقت ما إختلفتوا بس كان خير، وإتجمعتم تانى، ربنا يخليكم ليا دايماً، رفعت قالى إن زينب حامل فى ولد وهيسميه رضوان، تعرف إن رضوان  مش بس هيبقى  حفيدى من رفعت لأ كمان زينب بنتى رضعتها زمان. 
تبسم وسيم  وقال: عارف سبق وقولتلي،بس حضرى نفسك بكره يبقى عندك أحفاد كتير،منى ومن الواد رامى كمان.
شعرت مهره بغصه وقالت:عرفت إن مرات رامى كانت حامل وأجهضت زعلت والله بس خير ربنا بكره يعوض عليهم بالأفضل،وبتمنى يبقى عندى أحفاد كتير منكم يملوا الدنيا بهجه.
تبسم وسيم وقال:فى أقرب وقت لازم نعمل زياره لبيت صفوان المنسى.
تعجبت مهره وقالت:فعلاً كان لازم أزورهم حتى أطمن على ليلى،بس بعد رفعت ما قالى خبر هاشم،كفايه أطمن عليها بالتليفون.
رد وسيم:لأ دى زياره رسميه،مين اللى هيطلبلى إيد ليلى من أهلها،مش معقول أروح لوحدى.
فرح قلب مهره وقالت:بجد هتخطب ليلى،والله دى اللى تستحقك وتحافظ عليك وتصونك،كان لازم من الأول يمكن مكنش اللى حصل ده حصل،بس كان مقدر.
تنهد وسيم وقال بتكرار:فعلاً كان مقدر...بس الحمد لله إن ربنا لطف بيا ورجعلى ليلى من تانى ومستحيل أسيبها بعيده عنى بعد كده. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار. 
خرجت هاله من الغرفه  النائمه بها زينب  خلف رفعت الذى إستأذن وترك زينب مع والدايها... لكن هاله لحقته ونادت عليه... 
توقف رفعت لها.. إقتربت هاله منه وبدون مقدمات قالت بإعتذار: 
رفعت  أنا آسفه عالكلام اللى قولتلك لك قبل كده، أنا كنت مرعوبه على زينب، زينب مهما كانت  قويه بس إنت عارف إن عندها السكر ودى نقطه ممكن تبقى ضدها، وأهو إحساسى كان صادق والخسيس معدش يجوز  عليه غير الرحمه، كان هيستغل ضعفها ده، والله أعلم لو مكنتش وصلت ليها فى الوقت المناسب كان  أيه اللى هيحصل لها يمكن كان زمانها.... 
صمتت هاله توقف لسانها عن تكملة الجمله. 
تحدث رفعت: حضرتك مالوش لازمه إعتذارك فعلاً  أنا قصرت فعلاً فى حماية زينب، بس مكنتش معتقد إن هاشم يقدر يقرب من زينب ويأذيها، كان سوء تقدير منى،هاشم منزوع الأخلاق وكل شئ عنده مباح...أنا لو كان جرى لزينب شئ أسوء من كده مكنتش هسامح نفسى،ربنا لطف بيا قبل ما يلطف بزينب زينب اللى رجعتنى أعيش الحياه من تانى،قبلها كنت عايش من غير روح، بتنفس وخلاص كان عندى هدف واحد بس عايش علشانه،ظهور زينب فى حياتى كان  هو عودة الروح ليا. 
تبسمت هاله له بمحبه 
بينما تحدث مجد الذى جاء: 
أيه ده إنت واقف مع أم الموزه علشان تنول الرضا، أخب أطمنك ماما راضيه عنك كفاية إنك رجعت  البلوه زوزى تانى لها،أنا لو مكانك كنت فكرت قبل ما أرجعها.
تبسمت هاله وقالت:بطل هزار يا مجد أنا كان قلبى مشعلل نار عليكم أنتم الإتنين،كويس إنى معرفتش إنك كنت عالباخره اللى كانت زينب مخطوفه فيها كان عقلى تار منى. 
تبسم مجد يقول: امال بتستحملى إزاى غيابنا عنك معظم الوقت. 
تبسمت هاله قائله: مفيش قدامى غير إنى أستحمل بيصبرنى أنى عارفه  أنكم راجعنلى تانى، وبعدين بطل هبلك ده، زمانك مُجهد ورفعت كمان، يلا روحوا ناموا، وانا هرجع عند زينب، تصبحوا على خير. 
تبسم مجد وقال:  وانتى من أهله يا أحلى موزه. 
بينما قال رفعت: أنا هكون فى الاوضه اللى جنب حضرتك أى حاجه  تحتاجها زينب أنا صاحى. 
تبسمت هاله له، بينما قال مجد: متخافش مش هتحتاج حاجه  دى زى القطط بسبع أرواح 
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بحديقة السرايا بعد قليل. 
تمدد رامى بجسدهُ على أريكه أسفل أحد المظلات  القريبه من مبنى السرايا...
كانت هناك من رأته من شباك غرفتها تنهدت بآلم فيبدوا أن هناك من لم ينال سعادته الى الآن...
بالفعل نزلت من غرفتها وذهبت إليه وقالت بحنان:
نايم هنا ليه يا رامى وفين مروه،مرجعتش معاك ليه؟
نهض رامى وقال:أيه اللى مصحيكى لحد دلوقتي يا جدتى،المفروض تكونى نايمه.
جلست إنعام جوار رامى وقالت له:أنا بعد ما أطمنت على زوزى غفلت شويه،ومعرفش أيه اللى صحانى تانى،يمكن علشانك،فين مروه.
رد رامى:أنا سيبت مروه فى بيت أهلها،ومعرفش هترجع تانى أو لأ.
ردت إنعام:وأنت عاوزه ترجع ولا لاء.
نام رامى على ساق إنعام وقال بحيره:مش عارف أنا عاوز أيه،كل اللى عارفه مروه عندها شكوك فى دماغها وبس،وتعبت من الغيره والشك المزروعين فى دماغها،مبقتش قادر أستحملهم،آخر شئ كنت أتوقعه إنها تقول إنى مش زعلان علشان هى أجهضت البيبى،خلاص جبت آخرى،كتير برهنت على حبى ليها،وهى كل اللى فى دماغها أنها نزوه فى حياتى،خلتنى أفكر فى الإنفصال،يمكن نرتاح إحنا الإتنين.
ردت إنعام:بالأنفصال،تبقى برهنت لمروه فعلاً إنها كانت نزوه أو زهوه وإنتهت مع الوقت.
تنهد رامى قائلاً:طب قوليلي أعمل أيه أنا حاسس إنى تايه.
تبسمت إنعام وقالت:سيبها فى بيت أهلها شويه تتربى،متبقاش مدلوق زى ما كنت بتعمل وبتطاردها فى كل السكك قبل ما تتجوزها،سويها عالبارد،إحنا الستات مش بنحب الراجل المدلوق،عاوزين الراجل التقيل،وبكره تشوف مروه هى اللى هتطلب منك ترجعها لهنا فى حضنك من تانى.
تبسم رامى  بموافقه وشعر براحه فى قلبه الحائر.
نظرت إنعام لبسمة رامى وقالت:بتبتسم على أيه يا مسخ،يلا قوم إطلع نام فى أوضتك.
تمسك رامى بساق إنعام وقال:لأ أنا عاوز أنام على رجلك وتلعبيلى فى شعرى زى زمان،أنا بحبك قوى يا جدتى.
تبسمت إنعام وملست على شعر رامى بحنان ثم شدته قوياً قليلاً وقالت: قولتلكم محدش يقولى يا جدتى دى تانى قولولى،يا تيتا،البت مروه برقابتك يا مسخ.
رغم شعور رامى بألم من شدها لشعره لكن تبسم  ومسك يدها وقبلها قائلاً:بحبك يا جدتى،لسانى أتعود على كده.
ردت إنعام:إتمدن شويه يا مسخ وأتعود على تيتا إنعام.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر ونصف.
بمنزل صفوان المنسى 
إنتهى المأذون من عقد القران وقال كلمته الشهيره"بارك الله لكم وجمع بينكم فى خير "
كان هنالك من كان من فرط سعادته يرقص، فهو قد عقد قرانه على السندريلا، أصبحت زوجته شرعاً 
والآخر وسيم لم يكن أقل سعاده منه 
كان عقد قران مختصر على أفراد العائله فقط وبدون أى مظاهر إحتفاليه، ليس مراعاةً لموت هاشم، بل فقط حتى لا يتداول أهل القريه ذالك بسوء، كانت مهره أيضاً  موجوده معهم بالمنزل، وهنئتهم بمحبه،تدمعت عيناها للسعاده التى يشعر بها فرسانها الثلاث 
أجل الثلاث 
فا هو رامى بعد غياب شهر ونصف لم يتقابل مع مروه تركها بمنزل والدايها،اليوم جاء من أجل أن يكون شاهداً على عقدي القران،لكن بالحقيقه هذا ليس السبب الوحيد،هنالك سبب أقوى من ذالك 
هو رؤية مروه التى لم يعُد قادراً على البُعد عنها أكثر من ذالك،يكفى هذا الوقت،مَثَل رامى عدم الأهتمام بمروه وأدعى أنه سيغادر 
لكن حين شعرت مروه أنه سيتركها ويغادر بدونها،ذهبت خلفه سريعاً،ونادت عليه.
تبسم وهو يعطى لها ظهره
تحدثت مروه:على فين يا رامى.
رد رامى وهو مازال يعطى لها ظهره:كتب الكتاب خلاص المأذون خلص ومضيت كشاهد مبقاش له لازمه أفضل هنا.
ردت مروه:طب وأنا هتمشى وتسيبنى هنا،مش هتاخدنى معاك للسرايا تانى.
تبسم رامى وقال:محدش خرجك قبل كده من السرايا،إنتى اللى إختارتى حابه ترجعى براحتك.
إقتربت مروه من رامى وجذبته من ذراعه وجعلته يلتف لها وقالت له:إنت اللى سيبتنى ومشيت قبل كده.
رد رامى وهو يتمالك نفسك كى لا يجذبها الآن ويُقبلها بشوق:
وأنتى كمان إتهمتينى كتير وانا كنت مستحمل وبفوت.
ردت مروه:قصدك أيه،يعني حكاية الجميله والوحش خلصت بالفراق.
رد رامى:شايفه غير كده.  
تدمعت عين مروه وقالت: أنا بحبك يا رامى، وعرفت إنى كنت غلطت كتير، بس أنا خلاص إتغيرت وبوعدك مش هشك فيك تانى، ولا أخنقك بغيرتى الزايده. 
من داخله رامى يبتسم وسعيد من حديث مروه لكن حين تدمعت عيناها  شعر بغصه وكاد يقفد تحكمه وبرودهُ أمامها لكن تماسك بذالك، مروه  عليها التغير من نفسها وأن تثق بحبه الكبير لها. 
صمت رامى 
نزلت دموع مروه وقالت برجاء: أنا بحبك  يا رامى من زمان جوايا خوف كان مسيطر عليا كان بيخلينى أتصرف بدون عقل، أرجوك سامحنى أنا عرفت قيمة نفسى  أنا من غيرك مقدرش أعيش بلاش تبعدنى عنك، كفايه الفتره اللى فاتت، كنت بسهر تحت  الشباك علشان أستنى أسمع صهيل الحصان زى زمان لما كنت بتجى بالحصان كل يوم تحت شباك اوضتى، كنت بفتح الشباك وأبص منه يمكن تكون  واقف تحته، بس مكنتش بتجى، كنت بحس بآلم فى قلبى بعدها، آلم إنت دواه الوحيد يا رامى،بترجاك كفايه كده وخدنى أرجع أعيش معاك. 
تنهد رامى وقال: والغيره والشك اللى عندك. 
ردت مروه سريعاً: خلاص إتخلصت منهم كنت غلطانه، صدقنى أنا أتغيرت، ولو حسيت  تانى بيهم إبقى سيبنى وأبعد عنى. 
رد رامى: وقتها مش هيبقى فى فرصه  تالته لقصة الجميله والمسخ. 
تبسمت مروه  وبرد فعل تلقائي إرتمت بحضن رامى. 
رامى الذى حاول يتغلب على مشاعره لكن بالنهايه العاشق يسامح معشوقته الغيوره، وقام بضمها بقوه متنهداً بشوق، 
إبتعد عنها قليلاً وجذبها من يدها، وسار الى أحد الغرف وبرد تلقائي قام بإلتهام شفتيها يُقبلها بشوق وشغف مازال قلبه يبرهن لها أن قلب المسخ مازال ينبض من أجلها. 
    ..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عام كامل 
أنهى رفعت أتصاله وذهب الى ذالك السياج الخشبى، نظر لها بأعجاب وأفتتان، وهى تقترب من مكان وقوفه بداخل السياج، 
تبسم لها قائلاً: 
الدكتوره شكلها أتعلمت ركوب الخيل بسرعه! 
تبسمت وهى توقف المُهره 
أمسك رفعت اللجام ثم صعد خلفها على المُهره، وجعلها تسير بهم، فى البدايه ببطء
ثم أسرعها.،  للحظه خشيت من سُرعة المُهره، لكن وضع "رفعت" يديه على يديها بقوه، هامساً اللجام فى إيدك، وأنتى المتحكمه فى المُهره، مش هى الى متحكمه فيكى، لو أيدك فلتت اللجام، هنوقع أحنا الأتنين من على المُهره. 
قال هذا وترك يديها 
بينما تشبثت زينب باللجام، وزادت من سرعه المُهره، تسابق الريح الخريفيه. 
بعد قليل
أوقفت المُهره أسفل  إحدى أشجار  الجوافه، الموجوده بالمزرعه
قفز رفعت من على المهره الى الأرض، ثم رفع يديه، يحمل "زينب"  من خصرها، ينزلها أرضاً  هى الأخرى، لم تمانع ذالك وسمحت له، لكنه تعامل بخُبث، 
حين حملها من خصرها، ينزلها، جعل توازنه يختل ليقع على القش الموجود أسفل الشجره، وتقع هى فوق جسده، للحظه أنخضت ثم مدت يدها حول عنقه ورفعت رأسها مبتسمه تقول: وقعت يا أبن الزهار. 
تبسم يلف ذراعيه حول جسدها يقول: وقعت فى شجرتى الطيبه، أو بالأصح الشرسه، أنا اللى روضت عشقها ليا. 
تبسمت زينب له ونهضت من فوق جسده بينما هو ظل نائماً على القش
وقالت : الشرسه صعب ترويضها، بس عشقت وإستسلمت لعشق الفارس الهمجى.
ضحك رفعت يقول:مفيش مره تكملى للآخر،انا عمرى ما سمعت عن صفة ل فارس أنه يكون همجى،دايماً يقولوا الفارس المغوار،أو الفارس النبيل.
تبسمت زينب ونظرت له وضيقت عينيها  قائله بتكرار: 
مغوار... نبيل... ماشى هقول مغوار... لكن نبيل دى عندى فيها شك فى فارس  نبيل بيتجوز بغصب.. فاكر أنا أتجوزتك بالغصب وإتحملت وقاحتك كمان. 
ضحك رفعت  وقال: متأكده يا دكتوره إن جوازنا كان بالغصب، طب بذمتك مكنتيش معجبه بيا وبوقاحتى، ووقاحتى دى اللى خلتك عشقتينى. 
نظرت له زينب وقالت بكذب: محصلش. 
نهض رفعت  وجلس يضحك قائلاً: طب عينى فى عينى وقولى لى  حصل بلاش كذب يا دكتوره.
نظرت زينب لعين رفعت وتبسمت 
جُن رفعت ببسمتها وأقترب منها وقام بضمها بين يديه وقبلها قُبلات  شغوفه.
إستسلمت زينب لطوفان قُبلاته،لكن فجأه،وعت على مكان وجودهم،أبعدته عنها وقالت:ناسى إننا فى المزرعه وممكن حد من العمال يشوفنا،يلا بلاش وقاحه عالملأ كده،وقوم خليني أروح أشوف رضوان الزهار زمانه مغلب اللى فى السرايا وكمان علشان نجهز لحضور كتب كتاب طنط مهره وعمو نعمان،ناسى إنك هتكون الشاهد الأول، ناسى إنك أول واحد عرف حكايتهم القديمه، وكمان إنت اللى طلبت من طنط مهره توافق على الرجوع لعمو نعمان بعد ما طلب منها أكتر من مره وكانت بترفض.. رغم عشقها له اللى لسه فى قلبها له،دى لما كانت عيانه كانت بتهزى بأسمه.
تبسم رفعت وقال:عمتى مهره الوغد هاشم يمكن مات صحيح،بس سابها منزوعة الروح،جواها دايماً الإحساس بالهزيمه،هى إتهزمت فى بداية معركة العشق وأعلنت الرايه البيضه كمان وقتها يمكن كان ضعف منها بعدم وجود سند حقيقى ليها وقتها،طاغوت هاشم وعمها كمان،كانت فى معركة غير متكافئه بالنسبه لها وقتها،ودلوقتى حتى لما هاشم إنتهى جواها لسه شوية خوف غير قالتلى كلام الناس،هيقولوا ايه لما يشوفوها بتتجوز بعد سنه من موت جوزها ، غير سنها مبقتش صغيره،وبقت جده على إعتبار إن رضوان حفيدها،إزاى تتجوز مره تانيه.
ردت زينب:طنط مهره مش كبيره فى العمر قوى لسه مكملتش الخمسين،ودى حياتها ولازم تدور على سعادتها ربنا بعت لها فرصه تانيه تعوضها قسوة هاشم،عمو نعمان شخص محترم وعنده أخلاق عكس هاشم تماما،أنا إتعاملت معاه مباشر كذا مره،أول مره كانت يوم إصابتك،جالى المكتب وقالي إنى لازم أصدق قلبى  إنك هتعيش حتى جابلى بونبونى من اللى أنت بتجبيه ليا،وأهو شوفت تعاونه الفتره اللى فى فاتت فى مساعدة وسيم إنه يرجع تانى مزرعة الخيل بتاعته هو وطنط مهره تبقى أفضل.
تبسم رفعت وقال بخبث:شايف هنا حد معجب بشخصية عمو نعمان.
تبسمت زينب وقالت بتلاعب:بصراحه معجبه بيه جدا ويمكن لو كان ظهر فى حياتى قبل الهمجى كنت....
قطع رفعت حديث زينب حين إنقض على شفتيها يُقبلها بتملك شديد،ترك شفاها حين شعرت بإنقطاع نفسها ودفعته بيدها.
تبسم رفعت لها وهو يراها تسحب الهواء لتتنفس وقالت بتقطع:
همجى.
رد رفعت:بس بتحبينى أنا وبس.
ردت زينب بعناد:لأ مش بحبك يا همجى.
تبسم رفعت وجذب زينب مره أخرى وقبلها لكن بهدوء وعشق،ثم ترك شفاها تنفست زينب من أنفاس رفعت وقالت له:للأسف ربنا بلانى بعشق الهمجى.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
مساءً بمنزل مهره 
شعر نعمان بيد مهره البارده وهى بين يدهُ أثناء عقد المأذون لقرانهما، لم تكن فقط بارده بل ترتعش أيضاً وهى تردد خلف حديث المأذون، الى أن إنتهى من عقد القران. 
سحبت يدها سريعاً من يد نعمان
نعمان الذى شعر بتآلم لكن أعطى لها العذر مهره مرت بالكثير  فى حياتها كان السئ هو المسيطر عليها. 
تلقى الأثنان التهانى من أفراد العائله التى زادت فرد جديد يبدوا أنه ورث من أبيه ليس فقط الملامح بل المشاغبه وربما الوقاحه. 
كانت زينب واقفه تحملهُ حين إقتربت تهنئ مهره ونعمان، بتلقائية طفل إرتمى على مهره، التى إستقبلته بترحاب ومحبه، فهى تعتبره حفيدها.
جلس على ساقيها يمرح لوقت ولكن تذمر بسبب شعورهُ بالجوع.
تبسمت زينب وهى تعطى زحاجة الحليب لمهره كى تعطيها له،بالفعل إلتهمها ونعس على ساقيها...
شعور رائع شعرت به مهره وذالك الصغير يبتسم أثناء نومه
جالت عيناها مبتسمه اليوم جميع من تحبهم مجتمعون حولها يتمنون لها السعاده.
السعاده المفقوده هل ستحصل عليها الآن.
بالفعل بعد وقت،فتح نعمان باب منزله وتنحى جانباً
دخلت مهره الى داخل المنزل،إستنشقت أنفها تلك الرائحه،أغمضت عينيها،تستمتع بتلك الرائحه المنعشه
لم تفتح عينيها الإ حين شعرت بيدى نعمان فوق كتفيها.
للحظه إرتجفت مهره،لا تعرف سبب هذا الشعور هى كبرت عليه،
لكن تشعر أن بداخلها شعور فتاه بالعشرون من عمرها تُزف لأول مره،شعور الحياء مُسيطر عليها،ربما أكثر من زواجهما الأول.
أدار نعمان وجه مهره له،ونظر لوجهها،مازالت بنظره فتاة التاسعه عشر التى عشقها من الوهله الأولى،منذ أن تلاقت عيناه مع عينيها الصافيه التى تشبه السماء الصافيه،لكن بها بعض الغيوم،دمعه تود الفرار،لكن لا مكان لها الآن،
الآن حان وقت السعاده،مهره أكثر من تستحق السعاده. 
ضم نعمان مهره  بين يديه يحتضنها بحب وقال هامساً جوار أذنها: 
بحبك يا مهرة النعمان. 
كانت مهره فى البدايه ترتجف لكن همس نعمان لها جعلها تنسى ذالك الخوف، وشدة من ضم نعمان لها... 
عاد نعمان للخلف ونظر لها مبتسماً وقبل تلك الشفاه النديه قُبلات حنونه وعاشقه، سحبها من يدها خلفهُ ودخل لغرفة النوم، للحظات عادت خيالات تسكن رأس مهره، ذالك الوغد القاسى يعاملها بإشتهاء وقسوه وعنف، يمتلكها ويتركها طريحة الفراش بعد ذالك  تشعر بالدونيه. 
شدت مهره يدها من يد نعمان بقوه قليلاً 
تعجب نعمان لكن أعطى لها العذر، هو لديه خلفيه عن معاملة هاشم لها،هاشم،مهره مازالت جميله لكن تشعر بقلبها أنها أصبحت مشوهه.. إقترب نعمان من مهره وقال: 
مهره أيه رأيك أنا جعان معرفتش أتعشى كويس ولاحظت إنتى كمان معرفتيش تتعشى بسبب رضوان اللى مكنش عاوز يسيبك حتى كل زينب ما تجى تاخده منك كان بيعيط، أيه رأيك تجى معايا المطبخ نتعشى تانى  . 
تبسمت مهره  له وأمائت برأسها. 
ذهب الأثنان للمطبخ، شد نعمان مقعد لمهره وقال: إتفضلى أقعدى يا مهرة النعمان. 
تبسمت مهره وقالت: تانى مره بتقولى يا مهرة النعمان. 
تبسم نعمان وقال: أنتى مهرة النعمان من يوم ورايح مش هنادى عليكى غير بمهرة النعمان. 
تبسمت مهره بخجل وقالت: مش هنتعشى
تبسم نعمان وقال:هنتعشى يا مهرة النعمان.
بالفعل بعد قليل جلس الأثنان يتناولان القليل من الطعام،لكن الكثير من الحديث حول ذكريات عام واحد مضى سعيد وتتوج بزواجهم،شعرت مهره براحه،نعمان كان مزارع جيد رمى بذرة الحب والموده فى قلبها الذى إستسلم للعشق ونسيت تشوه روحها،عاد قلب المهره يُزهر مهرة النعمان بطيب المشاعر
بعد 
مرور خمس سنوات 
بسرايا الزهار
بغرفة رفعت وزينب. 
نظر رفعت لإنعكاس زينب النائمه بالمرآه خلفه 
إقترب من الفراش وصعد لجوارها وقام بتقبيل ظهرها 
قائلاً: إصحى يا زوزى بقيتى كسوله قوى يا روحى. 
تبسم رفعت ثم أكمل بوقاحه: قومى قبل ما أفتح باب الأوضه.
وولادك يدخلوا يقولولك نايمه عريانه ليه؟ 
فتحت زينب عينيها وقالت: الوقاحه اللى عندك مش هتبطل أبداً. 
تبسم رفعت دون رد، بينما تمطئت زينب ونهضت جالسه على الفراش قائله: رفعت أنا زهقانه وبفكر أطفش.
تبسم رفعت، وهو يعلم أن زينب تمر بتقلبات مزاجيه بسبب قُرب نهاية مدة الحمل. 
وقال بإستفزاز مرِح: هتطفشى وتسيبى إبنك وبنتك وكمان أنتى حامل وخلاص قربتى تولدى يا زوزى،أعقلى يا روحى . 
ردت زينب بتفكير: خلاص أنا بعد ما أولد أخلعك وأطفش بعدها،وأتصرف إنت بقى مع عيالك الأوغاد. 
تبسم رفعت وأمسك وجه زينب بين يديه وقام بتقبيل شفاها 
ثم قال بمرح: صباح الخير يا زوزى. 
قال رفعت هذا ونهض من على الفراش وغادر الغرفه مبتسماً. 
بينما زينب جذبت هاتفها من جوار الفراش وفتحت هاتفها على إحدى تطبيقات المراسله الجماعيه، وأرسلت رساله مُختصره 
أنا هولد بعد أسبوع وبعدها طفشانه هتيجوا معايا. 
كان الجواب جماعى... بالموافقه. 
وكان هنالك سؤال.. أين سنذهب. 
ردت زينب: بيت الفيوم بتاع عمتى... أولد بس وبعدها نظبط هنطفش إزاى بدون ولاد الأشرار اللى فى حياتنا. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعجب رامى حين خرج من الحمام ووجد مروه مشغوله على الهاتف يسمع صوت تبادل رسائل. 
تحدث: بتراسلى مين عالصبح كده. 
لم تنتبه مروه كانت مشغوله بالرد على الرسائل. 
إقترب رامى من مروه ونظر للهاتف، إنتبهت مروه وقالت له: بتجسس على رسايل موبايلى، مش فى حاجه إسمها خصوصيه. 
تهكم رامى وقال: بقالى ساعه بكلمك مش بتردى ووقت مبصيت فى الموبايل بقيت بنتهك خصوصيتك،بقولك بتراسلى مين عالصبح بدرى كده وسرحانه معاه.
أغلقت مروه الهاتف وقالت:مفيش حد ولا إتنين،هقوم أدخل الحمام آخد شاور وأفوق وبعدها أروح أصحى الولاد علشان أفطرهم قبل ما يجى باص الحضانه. 
قالت مروه هذا ووضعت هاتفها على طاوله جوار الفراش ودخلت الى الحمام. 
تنهد رامى يقول: يا ترى أيه التخطيط الجديد للجميله، وماله مفيش مانع لإنتهاك الخصوصيه، قال رامى هذا وجذب هاتف مروه، لكن لسوء حظه الموبايل مُغلق بنمط خاص به. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل وسيم الشامى. 
نهض وسيم من نومه على أصوات تلك الرسائل الهاتفيه، نظر لجواره ورأى بسمة ليلى. 
تحدث بنعاس قائلاً: مين اللى بيبعتلك رسايل عالصبح كده. 
ردت ليلى: عادى ده شات مع صحاباتى.
تذمر وسيم وقال:وصحاباتك دول صاحين بدرى كده يراسلوا بعض بمناسبة أيه،يكونش النهارده عيد الشات السنوى.
ردت ليلى قائله:صاحى تتريق عالصبح،عالعموم أنا هاخد موبايلى وأروح أشوف نعمان أصحيه علشان يفطر قبل ما باص الحضانه يوصل...وهسيبك تكمل نوم براحتك.
تعجب وسيم من ذالك ودخل لديه فضول معرفة مع من كانت تتراسل ليلى... بالفعل نهض وخرج خلفها، وتبسم وهو يرى طفله صاحب الأربع سنوات يتذمر مازال يريد النوم، لكن ليلى قالت له بحزم: 
نعمان يلا إدخل أغسل سنانك وتعالى علشان تفطر باص الحضانه على وصول. 
قالت ليلى هذا ووضعت هاتفها فوق إحدى الطاولات ودخلت الى المطبخ... 
ذهب وسيم سريعاً قبل أن تغلق شاشة الهاتف، لكن نفذ الوقت وهنالك نمط لفتح الهاتف، وقف حائراً يُشغل عقله الفضول 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالقاهره 
كانت هبه تجلس أرضاً جوار طفلها الذى يلعب بمجموعة ألعاب تناسب طفل بعمر العام والنصف
وفى نفس الوقت ترد على تلك الرسائل 
بعد قليل أغلقت هاتفها وحملت طفلها الذى يتثائب، وقالت، تنام دلوقتي وتصحالى فى ورديتى معاك طول الليل تعالى أوديك لطنط هاله تتصرف هى معاك، وأفضى أنا شويه كده لابوك قبل ما يرجع للعوينيات تانى. 
بالفعل ذهبت هبه بطفلها وأعطته لحماتها التى إستقبلتهما بترحاب وموده، وغادرت هبه بحجة أنها ستفعل بعض الأشياء بشقتها المقابله لحماتها. 
دخلت هبه وذهبت الى تلك الغرفه كى تُجمع تلك الالعاب بسلة الالعاب الخاصه بها، جلست أرضاً تلتقط لعب طفلها، وجمعتها، لكن إنخضت حين سمعت مجد يتحدث خلفها: 
فين صفوت جونيور . 
ردت هبه: وديته عند طنط هاله، هى وردية النهار وأنا وردية الليل...معرفش الواد ده طالع شقى لمين.
غمز مجد بعينيه وجلس أرضاً جوارها وقال:شقى لابوه،فرصه عظيمه ولازم نستغلها أظن بكده مفيش حد هيقطع عليا وصلة الغرام مع السندريلا... ما تجيبى بوسه كده نستفتح بيها الصباح العسل ده. 
تبسمت هبه بغنج قائله: عاوز بوسه هات ألف دولار. 
نظر مجد لها بخضه وقال: ليه أنا لو هبوس الملكه كليوباترا مش هدفع الالف دولار. 
نهضت هبه من جواره قائله بتوعد: بستخسر فيا، كده طب ، أنا داخله أنام و خلى الملكه كليوباترا بقى تبوسك ولا تنفعك. 
نهض سريعاً خلفها يقول: طب نتفاهم طيب. 
لم ترد عليه ودخلت الى الغرفه وأغلقت الباب خلفها فى وجهه بقوه. 
شعر بألم فى مقدمة أنفه بسبب خبطها بالباب. 
وضع يدهُ يُدلك مكان الألم وقال: 
خدى بالك إنى ممكن أنحرف وأبوس سجاير كليوبترا... وأخسر صحتى وده مش فى صالحك لان ممكن بعد كده أشرب سجاير حشيش وأضيع فلوسى على المزاج ومش بعيد أضرب مخدات. 
فتحت هبه باب الغرفه وقذفته بإحدى الوسائد قائله: خد مخده أهى أضرب فيها براحتك وأعمل حسابك إنى طفشانه وإبقى خلى الملكه كليوباترا بقى تنفعك.
قبل أن تغلق هبه باب الغرفه، وضع مجد ساقه يمنعها من إغلاقها، تركت هبه الباب وتوجهت الى الفراش وجلست عليه. 
إقترب مجد وجلس لجوارها يلتصق بها، لكن هبه كانت تبتعد عنه، وكان يذهب خلفها... الى أن قال مجد: 
سندريلا ليه زعلانه منى. 
ردت هبه: أنا هبه مش سندريلا، بعدين متكلمنيش تانى مش مستخسر فيا ألف دولار... 
تبسم مجد يقول بحنكه: مين ده اللى يستخسر فيكى يا هبة قلبى، بس أنتى يا حبيبتى منفضانى أول بأول، بسبب تجهيزات الشقه والعفش اللى قبل ما أخلص منهم، كنتى خلفتى صفوت، وفلست بسبب حفاضات وألبان معرفش ليه مرضاش يرضع من صدرك وفضل اللبن الصناعى، وده لوحده عاوز ميزانيه خاصه... وكمان حطيت المبلغ اللى كان فاضل معايا فى الڤيلا اللى إشتريناها وتشطيباتها. 
ردت هبه بظفر: أهو يبقى تسيبنى أساعدك وأشتغل أنا كمان وأهو أساعد معاك ووقتها مش هطلب منك تمن البوسه. 
فهم مجد الى ماذا ترنو اليه هبه، وقال: وهتشتغلى أيه بقى؟ 
ردت هبه: مهندسه زيك بالظبط ناسى أنى درست هندسه بترول، وأنت بتشتغل فى شركة بترول كويسه وممكن تكلم اى حد من رؤسائك يتوسط ليا وأشتغل معاك فى نفس الشركه ونفس المكان
وبدل ما بتيجى أجازات هبقى معاك دايماً. 
رد مجد: هتجى تشتغلى معايا فى الصحرا، هناك مفيش ستات خالص حتى صابحه اللى كانت فى فيلم للرجال فقط مش موجوده، دى كانت تهيؤات فى الفيلم. 
تبسمت هبه وقالت: عاوز تفهمنى إن مفيش شغل للستات خالص عندكم فى الشركه. 
رد مجد: لأ فى طبعاً، بس شغل إدارى، مش فنى. 
ردت هبه: وماله أشتغل فى الأداره. 
فكر مجد بمكر وقال: أغير عليكى يا روحى الجمال ده يشتغل فى إدارة مدرسة الحب قسم سندريلا. 
قال مجد هذا وإنحنى كى يُقبل هبه.. 
لكن قبل الوساده، بعد أن نهضت هبه من على الفراش، لكن تركت هاتفها الذى أضاء بصوت رساله. 
مسك الهاتف ونظر للشاشه، علم أنها رساله على إحدى تطبيقات المراسله الجماعيه، قبل أن يفتح الهاتف عادت ليلى وقامت بخطف الهاتف منه وخرجت من الغرفه. 
ضرب مجد رأسهُ بالوساده. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بإستطبل الخيل التابع لرفعت الزهار 
رغم شعور زينب بألم مثل آلم المخاض، لكن تحاملت على نفسها وذهبت الى الإستطبل، ورأت رفعت يمسك لجام مُهره صغيره تركب على ظهرها طفلتها صاحبة الثلاث أعوام ونصف 
تبسمت بآلم وهى تقترب منهم قالت: صباح الخير
رد الطفله: صباح النور يامامى. 
تنهدت زينب تقاوم الآلم وقالت: مهرة مامى مش هتروح الحضانه النهارده ولا أيه، رضوان خلص فطوره ومستنيكى جوه السرايا. 
تبسمت الطفله وقالت: رضوان بيعاكس رحمه بنت عمو رامى فى الباص يامامى، ورحمه بتضايق منه وبتشتكى عليه للمس بس هو بيرشى المس ويديها فلوس من مصروفه. 
ضحك رفعت وقال: هامساً جوار أذن زينب بوقاحه: 
الواد طالع لابوه بيعرف يصرف نفسه. 
ردت زينب بألم وبهمس: الواد ده جننى خلاص يا رفعت، ده همجى، معرفش بيستحملوه إزاى فى المدرسه دى، المفروض هو فى سنه اولى ورحمه لسه كيچى واحد، المفروض يبقى فى باص تانى لكن ده مش بس بيرشى المس، والسواق كمان... واللى يغيظ رحمه نفسها عاجبها كده ميغركش التمثليه اللى بتعملها دى. 
ضحك رفعت يقول: واد مسيطر وأنتى يا حبيبة بابا أوعى تعملى زي رضوان وتصاحبى ولاد هو همجى لكن إنتى جميله. 
ردت مهره: لأ يا بابى أنا مش بصاحب ولاد بس المس فى الحضانه بعتت لحضرتك إستدعاء ولى أمر، علشان أنا ضربت واد زميلى فى الحضانه بيغلس عليا وبيقولى يا سرسه. 
ضحك رفعت وقال: قصدك شرسه. 
أمائت مهره برأسها وقالت: هو يستحق الضرب يا بابى، بيضرب نعمان إبن عمو وسيم، ونعمان طيب بس أنا ضربته شنكلته ووقع عالارض وضربته انا ونعمان، والمس قالت لينا بكره تجيبوا باباهاتكم معاكم. 
نظرت لها زينب وقالت: فى طفله عندها مكملتش أربع سنين تقول شنكلته، انا لو مودياكى حضانه شعبيه مش هتقولى الكلمه دى، أنا خلاص يا رفعت زهقت منك ومن عيالك، وقررت ..... 
لم تكمل زينب الجمله داهامها وجع قوى وشعرت بسيلان بين ساقيها ومسكت طوق ملابس رفعت وقالت: 
آه.. إلحقنى يا رفعت شكلى هولد النهارده.
تبسم رفعت وقال بهدوء: تولدى أيه مش لسه أسبوع. 
ردت زينب بتآلم وقالت: هو كان مزاجى إياك بقولك بولد.. آه. 
إرتبك رفعت وقال: هو مفيش مره تولدى فى ميعاد حدده الدكتور، أمرى لله، يلا تعالى يا مهرتى إنزلى من على الفرسه وإدخلى لناناه محاسن تجهزك للحضانه وأنا هاخد ماما ونروح المستشفى نفجرها ونرجع تانى قبل ما ترجعى من الحضانه. 
تحدثت مهره بهدوء طفله: حاضر يا بابى، يعنى هرجع من الحضانه الاقى ماما جابت نونو صغير ألسوعه على قفاه زى ما مامى بتلسوع خالو مجد كده. 
تبسم رفعت وقال: آه يا حبيبتي نفس الچينات مشاء الله 
كزت زينب على أسنانها وقالت بآلم: بولد قدامك وبتهزر مع بنتك يا رفعت، ماشى أولد بس وهتشوف بعدها هعمل أيه. 
حاول رفعت رسم الهدوء وقال بوقاحه: بعدها نفكر فى الرابعه يا حبيبتي، علشان تبقى قسمة العدل ولدين وبنتين. 
لم ترد زينب عليه وصرخت بألم يشتد... 
بعض قليل كان رفعت بغرفة الولاده جوار زينب يستقبلان مولودهما الثالث، وضعته الممرضه بين يديها، 
نظرت له زينب بحنان، 
تبسم رفعت يقول: نفس شبه أخواته التلاته بيشبهونى. 
تبسمت زينب وقالت: ربنا رزقنى بهمجى تالت. 
تبسم رفعت وقال: ونستى المهره الشرسه اللى فى النص يا زوزى. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر أسبوع 
فى يوم سبوع أصغر أبناء عائلة الزهار والذى أطلقت عليه مهره الكبيره إسم زيان...والتى أصرت مهره على عمل السبوع له بمنزلها هى ونعمان بعد أن قام بتوسيعه وإرفاق حديقه حول المنزل من أجل الأحفاد،ويوم زيارتهم الشهريه له .
كانت مظاهر مرحه بين الموجودين، وأكثر السعداء هما مهره ونعمان فرحان بالعوض الذى أتى لهم بعد سنوات من العذاب. 
**********
بعد مرور أكثر من شهر ونصف.
بمنزل نعمان،،اليوم هو يوم التجمع العائلى للشهر  
كان التجمع يسوده الود والمرح 
إنتهى وقت الغذاء، ونهض الجميع لوقت راحه قليله 
لكن الأطفال الخمس يلهون مع نعمان بالحديقه بين الزروع يقوم بغرس بعض الزوع وهم يساعدوه فى ذالك  منهم من يحمل دلو ماء صغير ومنهم من يحمل بعض تقاوى الزرع وآخر يساعد فى نقل الشتلات، مجتمعون على هدف واحد هو متعة مساعدة جدهم بالغرس، ونعمان سعيد بهم حوله حتى أنه يفض الخلافات بينهم بهدوء، وهم يرحبون بذالك ببساطه، فهذا بالنسبه لعقولهم لهو ولعب، أما نعمان فهو يُنمى روح التعاون والمحبه بينهم، يزرع بداخلهم حب الجماعه وليس هذا فقط يربطهم بحب الأرض تعطى خير إذا إهتممت بها ككل شئ فى الحياه حين تحب وتهتم بما تحب ستحصد مقابل ذالك السعاده. 
.... 
تحت ظلال إحدى شجرات الحديقه، أرضاً كانت
مهره تجلس جوار إنعام  وعلى ساقها صفوت الصغير، بينما إنعام وعلى ساقها أصغر الأحفاد، زيان
بينما 
إجتمع الأربع نساء 
زينب، مروه، ليلى، هبه 
بأحد الزوايا. 
تحدثت هبه قائله: 
كنتى بتقولى هتولدى بعد أسبوع  بعدها هنطفش وولدتى قبل  ميعادك ويقالك أكتر من  أيه هتتراجعى.
ردت مروه:لأ أنا خلاص قررت أطفش ولو النهارده يكون أفضل.
تبسمت:ليلى هى الآخرى وقالت:فكره حلوه نطفش النهارده،والولاد كده كده عند طنط مهره وبيحبوها ومش بيشاغبوها زى ما بيناهدوا فينا،ها أيه رأيكم.
ردت هبه ومروه وليلى،موافقه طبعاً
نظرن لزينب،وقالوا:
ايه اتراجعتى ولا ايه؟
ردت زينب:طبعاً لاء بس بفكر أخد إبنى الصغير إزاى من تيتا إنعام،حرام ده لسه صغنن قوى ومحتاجلى إنما الإتنين التانين،صحه وهنا على قلب أبوهم الهمجى...طنط مهره مش هطيقهم وهتطرد رفعت قبل منهم.
تبسمت هبه وقالت:وماله أهو يبقى معانا راجل برضو.
نظرت زينب لهبه وقالت:بتتريقى يا مرات أخويا يظهر إنى أخدتك عليا،إنتى أكتر واحده مدلعه فينا بسبب ماما دى ساوت معاشها مخصوص من الشغل علشان تربى إبنك،فرحانه باول حفيد ليها يتولد على ايدها،وكمان معاها فى نفس المكان،بس فعلاً إبنى راجل زى باباه مش عيل سيس زى مجد أخويا،اللى بتلعبى بيه وهو برياله قال سندريلا قال..انتى أخرك كعب شوز السندريلا،يلا واحده فيكم تروح تجيبلى إبنى من طنط مهره بأى حجه وترجع بسرعه،هتصل على السواق فى السرايا يجيب عربيه لهنا نطفش بيها ونروح بيت الفيوم بتاع عمتى.
بينما بمكان أخر فى الحديقه قريب من مكان تجمعهن  جلس الاربع رجال.
تحدث مجد يقول:قلبى مش مطمن للأربعه دول حاسس أنهم بيدبروا لحاجه...هبه قالتلى هتطفش.
رد رفعت:وزينب قالت كده
كذالك وسيم ورامى.
نظر الأربع لبعضهم وقالوا بنفس الصوت:رسايل الموبايل عالصبح بدرى.
تحدث رامى:كده اتاكدنا أنهم خلاص حسموا أمرهم،هنعمل أيه،هنسيبهم يطفشوا بجد.
تبسم رفعت وقال بدهاء:طبعاً لازم نسيب لهم مساحة حريه إختيار يا جماعه.
بطاولة النساء،آتوا لزينب بطفلها المولود،
لكن تفاجؤ بتلك الخادمه وضعت أمامهم أكواب العصير 
تحدثت ليلى:كويس العصير ده جه فى وقته،نشربوا يكون السواق وصل وبعدها نطفش.
واقفنها الثلاث الاخريات وبدأن بشرب العصير. 
بعد وقت 
وقفت مهره الكبيره بين خمس صغار وتحمل السادس على يديها، وقالت لهم بهدوء تسمعوا كلامي وتلعبوا مع بعض بهدوء وبلاش تتخانقوا وأنا وجدو نعمان نجيب لكم شكولاته وألعاب كتير كتير.
أماء لها الصغار بموافقه.
قالت لهم شُطار،هدخل أنا أحضر الأكل وبعد ما ناكل نلعب سوا بالالعاب اللى جدو نعمان جابها من شويه
تبسم الأطفال لها بموافقه. 
دخلت مهره الى داخل المنزل مبتسمه ورأت نعمان يقف خلف باب زحاحى مُطل على الحديقه 
تبسم نعمان حين إقتربت منه وقال
تصدقى فكرة رفعت أنهم يحطوا للبنات فى العصير منوم وكل واحد ياخد مراته ويروح يقضى يومين فى أى مكان هادى، كانت فكره حلوه، كفايه سابو لينا العيال، هنلعب معاهم براحتنا لحد ما هما يرجعوا من الفسحه بتاعتهم 
تبسمت مهره وهى تنظر للعبهم بالحديقه وقالت:
تفتكر يا نعمان لو القدر كان إتغير كان هيدينا سعاده أكتر من اللى أنا حاسه بها النهارده...حواليا ولاد صحيح مش ولادى،بس ادونى محبه وحنان زى ما يكونوا ولادى فعلاً، وكمان آمنونونا على ولادهم كأنى جدتهم الحقيقه، حتى الولاد نفسهم يمكن مشاغبين زياده عن اللزوم بس هما كمان أدونى سعاده كبيره وأنا وسطهم حسيت إنى رجعت طفله زيهم،وبيلعبونى معاهم بلعبهم كمان. 
تبسم نعمان وإقترب من مهره وقال: 
ده عوض ربنا لينا كان أكتر بكتير لو كان أتغير القدر، ربنا كافئنا بولاد وأحفاد، أكتر مما كنا نتمنى. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
وضعت هبه يديها حول رأسها تشعر بخمول وهى تستيقظ، 
الى أن فتحت عينيها تجول بالمكان 
نهضت تقول بخمول: إحنا وصلنا الفيوم أمتى. 
تبسم مجد الذى دخل الى الغرفه وقال: الفيوم يا سندريلا، إحنا هنا فى الجونه. 
الجونه! 
هكذا ردد عقل هبه، وكيف هى مع مجد فآخر ما تتذكره هو صعودها لتلك السياره بصبحةالبقيه من أجل الذهاب الى الفيوم فِرارًا من مجد وطفلها، لكن مجد يقف أمامها بإبتسامته البلهاء التى تستفزها . 
تحدثت هبه: جونة أيه وإزاي جينا للجونه وفين، أخواتى وزينب.
إقترب مجد من الفراش وجلس جوارها وقال: 
الله أعلم هما فين كل واخد خد الموزه بتاعته وطفش بيها، وانا خطفت السندريلا وجيت هنا الجونه معايا دعوه بأجازه مفتوحه ليومين  من الشركه اللى بشتغل فيها، يعنى هنقضى يومين فى الجنه وببلاش  يا سندريلا. 
نظرت له هبه وقالت: مش فاهمه، لما كان معاك الدعوه دى ليه مقولتليش قبل كده. 
رد مجد: كنت عاملها ليكى مفاجأة  بعد لقاء طنط مهره الشهرى كنت هخطفك ونجى على هنا وافاجئك  زى ما حصل كده. 
تبسمت هبه بداخلها وقالت: والولد فين؟ 
رد مجد بوقاحه: ولد مين يا سندريلا  دى أجازه خاصه لأتنين وبس، انا مغفل أجيب معانا اللى منغص عليا أجازاتى، وكل ما أقرب منك زى ما يكون ظابط وقته، وأنتى تتحججى بيه، اليومين دول أنا والطبيعه والوجه الحسن اللى هى السندريلا. 
تدللت هبه وقالت: مجد فى حاجه  كنت عاوزه أقولك عليها بس مش عارفه هتعجبك ولا لاء. 
تبسم مجد يقول: أى حاجه  منك تعجبنى بس بلاش تقوليلى عاوزه أشتغل فى الشركه  معاك. 
مثلت هبه الخجل وقالت: لأ دى حاجه  أكتشفتها صدفه من يومين كده. 
رد مجد: وأيه هى الحاجه دى. 
تبسمت هبه وقالت: أنا كنت حسيت بشويه أعراض مش غربيه عليا حسيتها قبل كده بسبب صفوت، وحسيت تانى بنفس الأعراض دى. 
قاطعها مجد وقال: وأيه هى الأعراض دى إختصرى يا سندريلا  بلاش  لف ودوران. 
ردت هبه: من الآخر أنا حامل..
تبسم مجد وقال: طب ما أنا عارف  يا سندريلا وكان عندى شك من الأجازه اللى فاتت... وبدعى ربنا يرزقنى بسندريلا تانيه تدلعنى، بدل الاولى منفضه ليا، والبوسه عندها بألف دولار، سندريلا التانيه هتبوسنى ببلاش... وأدلعها. 
نظرت له هبه قائله بغيره: سندريلا  مين التانيه دى كمان، مفيش غير سندريلا واحده بس اللى هى أنا وممنوع تدلع واحده غيرى يا مجد فاهم. 
غمز مجد عينيه  وقال بمكر: دى غيره بقى، طب هاتى بوسه بقى يا سندريلا  عربون إتفاق إنى مدلعش سندريلا  غيرك. 
قال مجد هذا وإقتنص الفرصه وقبل هبه قُبلات، ليس هذا فقط بل ذهب معها فى دروب الخيال
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظت ليلى تتمطئ بيديها، شعرت بخبط يدها بأحد نائم جوارها، كانت الغرفه مُظلمه فقالت: 
إحنا وصلنا للفيوم والنور قاطع ولا أيه. 
أشعل مجد ضوء أباچوره جوار الفراش وتبسم قائلاً: إحنا فى مرسى مطروح يا لولا. 
نظرت ليلي ل وسيم  وقالت بخضه: وسيم، وأيه اللى جابنا هنا مرسى مطروح،أنا مش فاكره إزاى جيت لهنا. 
رد وسيم: ما أنتى كنتى نايمه يا حُبي طول الطريق.
تبسمت ليلى وقالت: طب وليه جينا مرسى مطروح. 
رد وسيم: يومين عسل بعيد عن الدوشه أنا ولولتى وشط الهوا.
تبسمت  ليلى قائله: ونعمان فين؟ 
رد وسيم: بقولك يومين عسل على شط الهوا أجيب فيهم  نعمان ينغص عليا، نعمان مع جدته مهره، وأنا بقى هقضى يومين فى شط الهوا، مع لوللتى، نستعيد بداية جوازنا. 
تبسمت ليلى وقالت: وسيم عندى لك خبر سعيد. 
رد مجد بفضول:  وأيه هو الخبر السعيد ده. 
ردت ليلى: أنا من فتره كنت شاكه فى موضوع  كده، بس أنا قطعت الشك باليقين وإتأكدت..... 
تحدث وسيم بفضول: إتأكدتى من أيه. 
ردت ليلى: إتأكدت إنى حامل، بصراحه أنا بعد ما خلفت نعمان كنت لسه فاضل لى سنتين فى الدراسه وخوفت أحمل تانى بسرعه عليه، وإنت عارف إنى كنت باخد مانع حمل حتى بعد ما خلصت دراسه وبدأت اعمل دراسات عليا، بس من سنه كده بطلت أخد أى  مانع حمل، بس كل شهر كنت بعمل إختبار حمل، كان بيطلع سلبى وبصراحه مع الوقت خوفت يكون  مانع الحمل آثر عليا ومخلفش تانى غير نعمان،وكنت بتعصب وبضايق، بس إتفاجئت من كم يوم بشوية تعب كده وعملت إختبار حمل وطلع إيجابي  الحمد لله. 
تبسم وسيم وقال: مبروك يا حبيبتى، والموضوع ده اللى كان معصبك ومضايقك الفتره اللى فاتت طبعاً، غلطانه ياقلبي 
ليه  تتعصبى وتتضايقى، ربنا عطانا نعمان نعمه كبيره  فى حياتنا غيرنا مش لاقيها. وعطانا بزياده أهلاً، معطناش ، يبقى نحمد ربنا. 
تبسمت ليلى وقالت: الحمد لله بس أنا عارفه إنك كنت وحيد وكنت عاوزه  أجيبلك عزوه. 
تبسم وسيم: أنا عمرى ما حسيت  إنى كنت وحيد، كان فى رامى ورفعت زى اخواتى بالظبط، يمكن بينا علاقه أقوى من الأخوات كمان... 
قال وسيم هذا ونظر لليلى وقال بمكر: بس قوليلى ليه لما كنتى بتتعصبى كانت خدودك بتبقى شبه الفراولة، وكان بيبقى نفسى أقطفهم كده. 
قال وسيم هذا وقال بتقبيل عاشقاً يتوه معها بليالى العشق. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستقيظت مروه كان هناك ضوء قمر بالغرفه 
تمطئت قائله: القمر فى  منور فى الفيوم  
سمعت من رد عليها: لأ دا الجميله منوره بأسكندريه 
نظرت مروه وقالت بذهول: رامى عرفت  منين إنى فى الفيوم؟ 
ضحك رامي  وقال: بس إحنا مش فى الفيوم إحنا فى بيت إسكندريه قال رامى هذا وأشعل ضوء الغرفه 
نظرت ليلى حولها، بالفعل هذه هى غرفتهم بهذا المنزل، تعجبت قائله: أنا إزاى جيت لهنا، من غير ما أحس. 
تبسم رامى وإقترب من الفراش وجلس جوار مروه قائلاً بخباثه: أيه حكاية الفيوم دى نفسك تروحى الفيوم. 
تعلثمت مروه قائله: الفيوم، أنا قولت الفيوم مش فاكره، بس أنا آخر حاجه  فكراها إنى كنت فى العربيه  بعدها محستش الأ دلوقتي، فين الولاد 
تبسم رامى وقال: الولاد مع عمتى مهره فى الزهار، أحنا هنا لوحدنا فى إسكندريه
المسخ خطف الجميله للقلعه بتاعته يومين بعيد عن العالم كله . 
تبسمت مروه وقالت:  فين المسخ ده أنا مش شايفه قدامى غير الأمير الوسيم اللى عشقته الجميله. 
تبسم رامى وأقترب أكثر من مروه وجذبها يُقبلها، رحبت بقبلاته. 
ترك رامى شفاه مروه 
تبسمت مروه وقالت: 
رامى هقولك على حاجه  بس والله ما أعرف إزاى حصلت. 
تبسم رامى وقال: أيه هى الحاجه دى؟ 
ردت مروه: أنا أتفاجئت إنى حامل، إزاى معرفش مع أنى كنت واخده إحتياطي. 
تبسم رامى وقال: وفيها أيه لما تكتشفى إنك حامل، ربنا يزيد ويبارك...بس ليه حاسس إنك زى ما تكونى خايفه من الحمل ده 
ردت مروه: بصراحه أنا بعد مروان إبننا قولت كفايه ولد وبنت نعمه من عند ربنا، بس إتفاجئت من كام، وبصراحه خايفه يقولوا إنى غيرت من سلفتى علشان خلفت للمره التالته إنى سيبت نفسى علشان ميبقاش عندها ولاد أكتر منى. 
تبسم رامى وقال: تفكيرك غلط يا مروه الولاد والمال رزق من عند ربنا هو اللى بيبعته مش إحنا اللى بنتحكم فيه، وياريت كل الغيره تبقى كده 
ربنا يرزق الجميع. 
تبسمت مروه له 
رد رامى عليها البسمه وإلتهم شفاها بقبلات شغوفه 
تتراقص نغمات العشق بموسيقى رقصة الجميله والوحش. 
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظت زينب على صوت بكاء صغيرها، نهضت تنظر جوارها لكن لم تجده، ومازال يبكى، نظرت أمامها تفاجئت برفعت يحمل الصغير يحاول إسكاته بوضع تلك اللهايه بفمهُ، لكن الصغير يرفضها، 
شعرت زينب ببعض الخمول وقالت: عرفت  إزاى إنى فى الفيوم يا رفعت، هات الولد زمانه جعان. 
تبسم رفعت  وهو يعطى الصغير  لزينب وقال بمزح: زيان فتن عليكى. 
تبسمت زينب وهى تنظر لطفلها وقالت له: كده يا زيان تفتن عليا، وأنا اللى سيبت الاوغاد التانين وجبتك معايا. 
تبسم ذالك الصغير وهو يشعر بحنان صدرها حتى أنه إستسلم للنوم مبتسماً
تبسم رفعت وقال: بقى له أكتر من ساعه مغلبنى ووقت ما خدتيه ورفقتيه لصدرك نام... كويس أهو آخد وقت مستقطع معاكى، بقالى فتره كنت قاعد على دِكة الإحتياطى. 
تبسمت زينب وقالت: أنا أزاى جيت لهنا آخر حاجه  فكراها العربيه وبعد كده....... 
توقفت زينب ثم قالت: العصير! 
العصير كان فيه منوم. 
تبسم رفعت وقال: كنت بساعدك يا حبيبتى إنك تطفشى، وأهو أنا كمان طفشت معاكى، بس مش لوحدنا زى البقيه البقيه كل واحد ومراته وبس إنما أنا معايا زيان بيه الزهار وده نومه خفيف لو نكشنا جنبه هيصحى من تانى وينهى الوقت المستقطع وأرجع لدِكة الأحتياطى من تانى... 
تبسمت زينب ورفعت يمد يديه يأخذ منها الصغير بهدوء وقام بوضعه بتخت صغير معهم بالغرفه. 
عاد رفعت وصعد جوار زينب على الفراش وقام بضمها لصدره مبتسماً  يقول: كنتى عاوزه تطفشى منى، مش عارفه إننا فى بين شعور موصول بقلوبنا. 
تبسمت زينب وقالت: كنت عارفه  إنك هتجى ورايا، بس إنت جيت معايا، أنا مقدرش أطفش منك يا رفعت خلاص مبقتش أقدر أعيش فى مكان من دونك...الولاد أكيد مع طنط مهره  
تبسم رفعت وقال: مش بس ولادنا عمتى مهره هتفتح بهم حضانه بعد كده. 
تبسمت زينب وقالت: وهتفرح قوى بالدفعه الجديده اللى جايه فى السكه زيان بيه حلف ميكونش آخر نسل الزهار ولا السمراوى. 
تبسم رفعت  يقول: قصدك أيه. 
تبسمت زينب دون رد 
تحدث رفعت: يعنى التلاته حوامل. 
أمائت زينب رأسها بموافقه. 
تبسم رفعت وقال: وأنتى. 
ردت زينب: أنا أيه أنا مبقاليش شهرين والده، وخلاص  على كده إستكفيت، رضا من ربنا قوى، أنا كان متوقع إنى مخلفش من أساسه بس ربنا كرمه عليا  فاض بزياده. 
تبسم رفعت وقال: وقسمة العدل، لازم يكونوا ولدين وبنتين. 
تبسمت زينب  وهزت رأسها بنهى 
تبسم رفعت وقال: براحتك كلها سنه وأنتى اللى هتقوليلى عاوزه بنوته تانيه زى ما قولتى قبل كده نفسى يبقي  عندى أكتر من طفلين. 
تبسمت زينب  وقالت: وقتها لكل مقام مقال يا رفوعه، دلوقتى  ربنا يعينى على زيان بيه هو وألاوغاد التانين... وأبوهم الهمجى. 
تبسم رفعت  يلتقط شفاه زينب بقبلات عاشقه، ثم ترك شفاها وقال
الهمجى عشق الشرسه اللى عمره ما عرف طريقه يروضها بيها، بس هو عاشق شراستها 
بحبك يا زينب  ، بحبك يا شجرتى الطيبه اللى إستظليت بها. 
أكمل رفعت  باقى حديثه قبلات ينثرها على وجه وعنق زينب، يبث لها عشقه فى 
ليالى إنطفئت فيها النيران و توهج العشق 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
باليونان
قبل الظهر بقليل
كانت تجلس بحديقة تلك الڤيلا تتناول طعام الفطور  جاء إليها رساله على هاتفها،فتحتها لتجد بعض الصور كانت
لـ رفعت يحمل فتاه وتسير لجوازه تلك الحمقاء تحمل طفل صغير، كذالك يسير أمامهم طفل ثالث يبدون عائله سعيده ، شعرت بنيران حارقه بقلبها،رفعت رفض حبها وتخلى عنها حين عادت من أجل أن تصل الحب القديم بينهم، من أجل تلك الحمقاء، لتعود لبراثن ذالك الوغد فابيو، الذى إنتهت حياته، ظنت أنها ستجد راحتها لكن كانت واهمه، تلك الحياه التى أختارتها من البدايه لا تنتهى سوا بطريق واحد هو...الموت ، فبعد قتل والدها لوالداتها وهو يقطن بأحد دور الرعايه النفسيه تحت حراسه خاصه من الشرطه، كذالك توأمتها التى لاتعلم إن كانت حيه أو ميته،الظن الأكبر أنها ميته،كان لابد أن تبحث عن القوه كى تستطيع تكملة حياتها بنفس المستوى التى عاشت به،كان هنالك طريق واحد أن تخضع لجبروت آخر من فصيلة السادى فابيو،إبن عمه الذى إتخذ مكانه ومكانته وسط المجتمع اليونانى وكذالك ورث أعماله القذره.
شردت فى الماضى أغمضت عيناها تتخيل أوقاتها الحميميه القليله التى قضتها مع رفعت كانت هادئه خاليه من العنف الذى كان يُمارسهُ فابيو،كذالك ذالك الحقير الآخر "فبريجاس" 
فاقت من ذالك الشرود حين شعرت بيد توضع على كتفها بقوه أيقظتها من ذالك التخيُل، على واقع أليم أختارته بأرادتها وهى تسعى خلف قوه تحتاجها  كى تواجه الحياه وتُلبى كل ما تشتهيه من سطوه وقوه تعلم أنها زائفه
ردت باليونانيه ترسم  بسمة دهاء: 
صباح الخير  حبيبي فابري. 
ضحك فبريجاس قائلاً:في ماذا كنتِ شارده،لقد ناديت عليكى أكثر من مره...أتمنى أن تكونى صادقه فى الرد عزيزتى. 
نهضت ريما بدلال وتصنُع: ولما أكذب حبيبى، كنت شارده فيك أنت بدلت حياتى. 
تبسم لها ماكرًا: بدلتها للأحسن أم للأسوء. 
ردت بدلال: للأحسن بالطبع عزيزى. 
جذبها من خصرها بقوه لتلتحم بصدره وقام بتقبيلها قُبله قويه، تركها بعد أن كادت تلفظ نفسها الاخير، سعلت بشده... بينما هو تبسم بزهو قائلاً: بالتأكيد عزيزتى لولا أنى أنتشلك من مصيرك السئ لكنتى الآن عاهره بـ فراش أحد رجال فابيو،بمناسبة كلمة عاهره،أريدك الليله عزيزتى فى تلك الصاله نستمتع سويًا.
إرتجفت أوصال ريما لكن رسمت بسمه ترحيب غصبًا. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
بسرايا الزهار 
فى حوالى الواحده والنصف ظهرًا
بحديقة السرايا
تبسم رفعت  لـ زينب أثناء دخولها الأثنان الى السرايا، نظر لساعة يدهُ وقال: 
غريبه الساعه واحده ونص،لسه على ميعاد الإنصراف من الوحده  نص ساعه.. ده تسيب وإستهتار وتقاعص عن أداء العمل يا دكتوره. 
تبسمت زينب قائله: بتتريق، بس ده مش تسيب ولا إستهتار ولا تقاعص،ده  حاجه عاديه،ناسى إن عندى ساعه رضاعه،وقولت أستغلها،وأجى أطمن على إبنك الوغد الصغير...الصبح كان سخن شويه بيسنن،وعلى ما السِنه تطلع هيطلع روحى أنا ودادا محاسن معاه.
تبسم رفعت وأشار لها بالدخول أمامه.
دخلت مبتسمه،إستقبلتهما محاسن التى تحمل أصغر أبنائهم... 
تبسمت لـ زينب قائله: يلا يا زيان نفرج  مامى على السِنه اللى طلعت. 
تبسمت زينب بتنهيد قائله: أخيرًا ظهرت السِنه الحمد لله. 
تبسمت لها محاسن وهى تُعطى لها الصغير قائله:الحمد لله طلعت والسخونيه راحت،هروح المطبخ أقولهم يجهزوا الغدا،رامى بيه ومراته هيتغدوا عند حماه،وزمان الولاد على وصول،وكمان الست إنعام كانت طلبت منى أعملها بسبوسه وخايفه تكون قالت لواحده من الشغالين من ورايا تعملها لها بسمنه   وتكتر في أكلها وتتعب.
تبسمت لها زينب.
غادرت محاسن وتركت زينب التى أنزلت الطفل عن يدها وأوقفته أرضاً قائله:يلا يا زيان فرج بابى وقوله إنى طلعلى سنه وكمان بقيت بعرف أمشى.
تبسم رفعت لها،وهو يراها تمسك يدي الصغير.
فى ذالك الوقت  
دخلت تلك الشرسه الصغيره "مهره" الى السرايا تهرول سريعاً بإتجاه رفعت الذى يقف جوار زينب التى تمسك يدي أصغر أطفالهما تساعده على مشي خطواته الآولى بتبسُم 
إنحنى رفعت وإلتقف تلك الصغيره التى إرتمت بحضنه، حملها ووقف يقُبل وجنتيها، بينما الصغيره، إقتربت من أذن والداها وهمست له بشئ. 
تبسم رفعت  يقول: بس كده مُهرة بابى  تؤمر وأنا أنفذ. 
تبسمت الصغيره وقبلت رفعت قائله بطفوله: وكمان خلى مامى هى اللى تكشف على إبن الدادا. 
تبسم رفعت  ينظر ل زينب التى يبدوا عليها الفضول، تريد معرفة ماذا همست تلك الصغيره ل رفعت. 
وجهت الصغيره الحديث ل زينب قائله: 
مامى إبن الدادا يا حرام عنده خُرم فى القلب والدادا كانت بتعيط وأنا قولت لها مامى دكتوره هاتيه تكشف عليه، وكمان هو محتاج لعمليه بفلوس خمسين جنيه وبابى خلاص هيدفعهم لها عشان مش تعيط تانى . 
نظرت زينب لها وقالت بتهكم: بعد ما قولتى خُرم دى ملهاش لازمه مامى دى، وبعدين عميلة أيه دى اللى بخمسين جنيه، عملية خُرم  ابره دى ولا أيه... بعدين هدومك أيه اللى مبهدله غير انها مش نضيفه. 
ردت الصغيره ببراءه: وقعت فى الجنينه بتاع الحضانه، كنت عاوزه أقطف ورده، عشان أجيبها لجدو نعمان يزرعها. 
سندت زينب طفلها الصغير على ساقيها ومسكت يد طفلتها رأت بعض الجروح،  نظرت ل رفعت وتنهدت قائله: حالاً، رضوان بيه يجيلي  بمصيبه عاملها هو كمان، أنا عندى السكر، بس بقيت متأكده انه بقى عندى سكر وضغط، منك ومن عيالك يا رفعت.. 
أنا بفكر أخلعك وأسيبلك عيالك وأهج. 
غمز رفعت بعينيه وقال بمرح ووقاحه: تهجى لوحدك من غيرى، طب أيه رأيك أخطفك يومين كده ناخد وقت مستقطع من ولاد الهمجى دول. 
حملت زينب الصغير وقالت له: بطل وقاحتك دى خلاص بقيت أب لتلات أوغاد لازم تبقى قدوه حسنه لهم. 
تبسم رفعت، وأنزل طفلته قائلاً: يلا يا مهرتى روحى  أغسلى أيدك وتعالى نتغدى. 
هرولت الصغيره
بينما غمز رفعت بعيناه وقال: طب ما أنا قدوه حسنه ولا عندك إعتراض يا زوزى، ها أيه رأيك ناخد وقت مستقطع بعيد عن هنا، نرتاح من الأوغاد دول. 
تبسمت زينب وقالت: أفكر بعد الغدا لأنى دلوقتى  جعانه ولما بجوع مبعرفش أخد قرار. 
تبسم رفعت، لكن فى ذالك الوقت صدح رنين هاتفه، أخرجه من جيبه ونظر للشاشه، ثم نظر لـ زينب لكنها كانت غير منتبه له بسبب إنشغالها فى طفلهما. 
رد على المتصل، شعر بتوجس مما قاله، لكن بصعوبه تحكم فى رد فعله، وقال: تمام نص ساعه وأكون عندك. 
نظرت زينب لـ رفعت قائله: هتروح فين، مش هنتغدى سوا، زمان باص رضوان على وصول. 
رد رفعت بثبات: لأ ده شغل مهم إتغدوا أنتم أنا مش جعان. 
لم ينتظر رفعت رد زينب وخرج مُسرع... تعجبت زينب من ذالك لكن نفضت عن رأسها بسبب بكاء  طفلها الصغير.. تبسمت له قائله: زيان بيه مش قد الجوع، خلينا إحنا نروح نتغدى و بعدين نبقى نشوف سبب خروج بابى بالسرعه دى. 
بعد قليل بإحدى المدارس الخاصه. 
وقف رفعت يقول بحِده وعصبيه: يعنى أيه طفل عنده سبع سنين يهرب من المدرسه فين أمن المدرسه وإزاى خرج بدون ما حد يشوفه. 
رد مدير المدرسه: من فضلك يا رفعت بيه إهدى واضح إن إبن حضرتك تقريباً مدخلش المدرسه،إحنا جبنا كل الكاميرات الخارجيه ومفيش كاميرا صورت دخوله،غير فى كمان حاجه غريبه فى بنت وولد زملاء له كمان متغيبن.
رد رفعت:يعنى أيه،قصدك أنهم هربوا قبل ما يدخلوا المدرسه،طب إزاى مش الباص بيدخل بالتلاميذ من لحد حوش المدرسه.
رد المدير:فعلاً يا أفندم،بس أوقات الباص بينتظر قدام باب المدرسه ينتظر خروج الباص التانى،ممكن يكونوا إتسحبوا ونزلوا فى الوقت ده من غير ما حد من المشرفين ينتبه عليهم،أنا بلغت حضرتك وكمان بلغت أهل الاتنين التانين،وزمانهم على وصول.
تنهد رفعت بغضب كبير،وقال:ومشرفين مسئوليتهم أيه،
غير ينتبهوا على الأطفال...
أخرج رفعت هاتفه الذى صدح برنين..رأى من تتصل عليه،فكر فى عدم الرد عليها لكن ربما بعدم رده يدخل الى قلبها القلق،لكن رد وحاول الهدوء 
تعجب وهو يسمع صوتها تقول:تعالى يا رفعت شوف خلفتك السو،إبنك الهمجى البكرى هربان من المدرسه وجايب معاه أتنين يفرجهم عالخيل  فى الأستطبل. 
إنشرح قلب رفعت وقال: رضوان فى الأستطبل، طب أنا جاى فوراً. 
أغلق رفعت الهاتف، ونظر للمدير ببعض الخزو قائلاً: رضوان وزمايله عندى فى إستطبل الخيول، بعتذر إن كنت إحتديت عليك. 
تبسم المدير براحه: لأ مفيش مشكله، الحمد لله إننا عرفنا مكانهم وأهو أولياء أمور زمايله وصلوا. 
تبسم رفعت وقال لهم: إطمنوا الاولاد بخير هما عندى فى السرايا أتفضلوا معايا. 
بعد قليل بالسرايا 
دخل رفعت ومعه إثنان  
تقابل مع زينب 
تحدث بهدوء الولاد فين؟ 
ردت زينب: فى أوضة السفره بيتغدوا
أشار رفعت لذالك الضيفان وقال: إتفضلوا معايا
دخل بهم رفعت الى غرفة السفره
بعد قليل غادر الطفلان بصحبة ذويهم 
نظرت زينب لـ رضوان قائله:
أختفى من وشى يا همجى إنتم هتجيبوا أجلى بدرى،ومتفكرش إن هروبك من المدرسه هيفوت بالساهل.
رغم فزع رفعت قبل قليل لكن حين رأى طفله شعر براحه وطمأنينه،وتبسم على وعيد زينب له،لولا ما شعر به من خوف عليه قبل قليل ربما كان له رد فعل أقسى،لكن تغافل عن عقاب هذا الصغير.وقال لـ زينب:أيه عرفك إن رضوان وزمايله كانوا عند الخيل.
ردت زينب:البيه هو وزمايله هربوا من باص المدرسه بدون ما حد يلاحظهم وجُم على هنا،وطبعاً قضوا الوقت فى اللعب،ولما الجوع قرص بطنهم جابهم علشان يتغدوا فى تكية أبوه..
تبسم رفعت وقال: قولتلك ناخد وقت مستقطع ها فكرتى فى الرد. 
ردت زينب أنا بعد اللى إبنك عمله وهروبه من المدرسه مش قررت أطفش بس لأ قررت أتبرى منهم والتلاته كمان ومعنديش مانع أروح معاك حتى الكاريبى. 
تبسم رفعت وقال: لأ مش هنروح الكاريبى،هنروح مكان تانى،خليه مفاجأه يا زوزى. 
.......ــــــــــــــــــــــــ
مساءً بنفس اليوم 
تعامل رفعت بمكر مع زينب حين خرجوا من السرايا بسيارته وقام بوضع منوم لها فى إحدى العصائر 
الى أن وصل لوجهته،حملها ودخل بها الى إحدى الغرف وبدأ بإيقاظها 
بعد وقت قليل فاقت زينب 
تبسم رفعت لها وقال:أخيراً صحيتى يا زوزى أنتى أخدتى السكه كلها نوم.
تعحبت زينب من ذالك وقالت:إزاى نعست،انا بعد ما شربت العصير محستش بحاجه  .
تبسم رفعت يقول:أكيد نمتى بسبب الأرهاق عالعموم يا روحى إحنا خلاص وصلنا.
تبسمت زينب وقالت:ووصلنا فين بقى.
تبسم رفعت وأتى بشريطه وقال:مفاجأة يا زوزى،هتنبهرى لما تعرفى إحنا فين.    
ربط حول عينيها  شريط بنفسجى اللون وسحب يدها يوجهها الى المكان اللذان سيذهبان إليه، سارت معه الى أن توقف 
وقف خلفها يُزيل ذالك الشريط. 
فتحت عينيها وأغمضتها عدة مرات كى تستوعب أين هى، ثم نظرت له قائله: 
قولى اللى أنا شيفاه ده مش حقيقي. 
تبسم رفعت وهو يضع يديه حول خصرها يقول: 
أنا وأنتى يومين مش هيتنسوا يازوزى وإحتمال بعد اليومين دول نجيب الرابع. 
أنهى حديثهُ بقُبلة عشق 
أبعدته عنها قائله: رابع أيه اللى هنجيبه  أنا لو قضيت هنا ليله واحده  هقطع الخلف، خلينا نرجع الزهار أنا هموت من البرد.... 
إقترب بوقاحته يقول:وأنا لازمتى أيه، هدفيكى يا روحى، هنا أفضل مكان يجمعنا، مش هتبعدى عن حضنى لحظه واحده، لمدة يومين، ومفيش أى حجه بسبب الأوغاد اللى عاملين زى برج المراقبه فى الكمين. 
ردت زينب: دا الكمين أرحم من المكان ده يا رفعت، أحنل فى قلب البحر فى الجو السقعه ده،غير إن أكيد الرياح قويه وممكن تقوم عاصفه،رجعنا للشط يا رفعت أنا عندى عيال عاوزه أربيهم .
ضحك رفعت قائلاً: مش العيال دول اللى عاوزه تطفشى منهم، أهو نقضى يومين  سوا  بعيد عنهم، انا وأنتى والبحر ونجوم السما. 
نظرت زينب للسماء وقالت هى فين النجوم دى السما سوده يا رفعت مفيهاش حتى نجمه واحده، خلينا نرجع 
إقترب رفعت من زينب وقال: لأ فى نجمه هناك أهى بعيده. 
نظرت زينب الى ما أشار نحوه رفعت وقالت: دى مش نجمه دى نقطه  فى السما رفعت رجعنا للشط أنا شوفت فيلم زمان أسمه العاصفه المثاليه كان على سفينه وقامت عاصفه غرقتهم. 
ضحك رفعت
بينما تذمرت زينب 
لكن 
أصمتها رفعت بقُبله، بل قُبلات يضمها بين يديه يسحبها للسير معه، الى أن وصل الى إحدى غرف المكان، ترك شفاها ليتنفس الاثنان، نظرت زينب للغرفه، 
مبتسمه الغرفه ذات إناره باللون البنفسجى يمتزج بها عطر الزهور المنبعث من تلك الشموع التى تُنير الغرفه. 
تبسمت زينب  ووضعت يديها حول  عنق رفعت قائله بدلال: 
كويس إن لون الاوضه بنفسجى، لو كان أحمر كنت قولت الهمجى بقى سادى بسبب المكان اللى جبتنا فيه ده وسط البحر 
تبسم رفعت يقول: سادى... فكره برضوا المكان خالى ومناسب جداً وانا وانتى لوحدينا وفى شموع كتير فى الأوضه وإحنا فى وسط البحر وصوت الأمواج  يعمل شغل عالى. 
نظرت زينب ل رفعت ببسمة ثقه،أنه غير قادر على تحمل إيذائها بخدش. 
تبسم رفعت يقول: وايه معنى البسمه دى، متنسيش أنا مروض خيول ماهر وأحياناً كتير القسوه مطلوبه فى الترويض. 
تبسمت زينب قائله: وأنا الشرسه غير قابله للترويض. 
ضمها رفعت قويًا وقال: الليله الفارس كل اللى بيفكر  فيه هو أنه يعبر عن عشقه للشرسه اللى غيرت حياته،ورسمتها بشكل تانى 
أنهى رفعت حديثهُ بقُبله شغوفه مغلفه بالعشق،أنسى زينب ذالك الخوف من المكان،تلاطمت أصوات أمواج البحر مع شغفهم ببعضهم بين القُبلات واللمسات 
تبادلا العشق.
بعد قليل تبسم رفعت وهو يرى زينب تقترب منه وتنام على صدرهُ،ضمها بين يديه قويًا. 
تنهدت زينب 
تحدث رفعت: ليه التنهيده دى. 
تحدثت زينب: الاوغاد وحشوني، رغم أنهم كم ساعه غابوا عن عنيا بس وحشونى. 
تبسم رفعت  يقول: لا بحبك ولا بقدر على بعدك. 
تبسمت زينب: أنا بحبهم قوى يا رفعت. 
تحدث رفعت  بغرور: بتحبيهم  طبعاً عشان جيبتهم منى تجى  أقولك إزاى،يمكن نجيب الرابعه قريب . 
تبسمت زينب وضربته بخفه على صدره قائله: بطل وقاحه،دول ولادى أنا اللى شيلتهم جوايا،عارف يا رفعت أنا كان عندى هاجس قوى إنى مش هخلف خالص،وده يمكن اللى خلانى خدت فتره على ما عرفت إنى حامل فى رضوان بالصدفه،رغم كان عندى شك بس كنت بكدبه وأنا خايفه أتعلق بوهم.
تعجب رفعت قائلاً:وأيه كان سبب الخوف ده؟عشان عندك السكر من وأنتى صغيره.
ردت زينب:يمكن ده كان سبب من الأسباب،بس لما عرفت إنى حامل حسيت بفرحه كبيره بس منهم لله فابيو وهاشم خطفونى يومها،ولو مش أنقذتنى فى الوقت المناسب يمكن كان زمانى....
وضع رفعت يدهُ على فم زينب يمنعها من مواصلة الحديث،وقال:زينب إنتى اللى أنقذتينى من سراب كنت ماشى وراه،إنتقام كان بسهوله ممكن يحرقنى،كنتى زى المرهم اللى بيحطوه على الحروق بيبرد مكانه،عشقك برد نار قلبى،نسانى كل الآلم اللى عشت بيه سنين،خوفت فى لحظه تتحرقى بالنار اللى كانت شاعله جوايا. 
تبسمت زينب وقلبت مجرى الحديث قائله: فين النار دى دلوقتى تدفينا فى إحنا فى وسط البحر  فى التلج ده. 
تبسم رفعت 
بينما زينب سارت بسبابتها على صدره تخط إسمها صدره بأناملها.
تبسم رفعت يقول:زينب.
رفعت رأسها وقالت:عرفت إزاى إنى كتبت إسمى على صدرك.
تبسم رفعت يقول:لأنك إسمك موشوم بقلبى يا زينب 
تبسمت له وهو 
يسحب يديه من عليها ويبتعد عنها،مما جعلها ممده فوق الفراش،وسار بأنامل يدهُ فوق عنقها،ثم كتب شئ،ونظر لعين زينب التى تبسمت وقالت:
بحبك. 
تبسم لها وقال:لأ بعشقك
أنهى قوله يُطبق بشفتاه على شفاها ويديه تقربها منه أكثر  
يسبح الأثنان فى بحر العشق يشعران بالدفئ،عكس الطقس خارج اليخت.
لتستطع عليهم شمس يوم جديد 
تداعب عيني زينب من خلف ذالك الشباك الزجاجى للغرفه.
إستيقظت زينب،تشعر ببعض البروده،بسبب عدم وجود رفعت جوارها،لكن سرعان ما سمعته يقول:
صباح الخير يا دكتوره بقينا الضهر،الدكتوره بقت كسوله قوى...فين أيام ما كانت تصحى من الفجر تروح الوحده.
تبسمت زينب ونهضت تسحب الغطاء عليها قائله:صباح  النور، الدكتوره إتبدلت على لما عشقت الهمجى،أنا جعانه.
تبسم رفعت الذى أقترب منها وقال: جهزتلك الفطور،بس إعملى حسابك الخدمه هنا مش مجانيه كل شئ بتمنه.
تبسمت زينب:وأيه تمن الفطور بقى،أنا لا أملك شئ مرتبى بيخلص بعد أسبوع بالظبط من القبض وبقية الشهر بعيش عالتقليب.
ضحك رفعت وجلس على الفراش يقول:مش كل حاجه تمنها فلوس يا دكتوره فى حاجات تمنها أغلى من كنوز الدنيا كلها.
تبسمت زينب بمكر وقالت: وأيه هى الحاجات الغالية دى بقى. 
إعتلى رفعت جسد زينب وقال: العشق يا شجرتى الطيبه. 
تبسمت زينب ولفت يديها حول رفعت تنظر لعيناه بعشق قائله بتكرار: العشق يا قدرى. 
بعد قليل وقفت زينب على سطح  اليخت تلف جسدها بدثار ثقيل  تنظر الى تلك الشمس الساطعه. 
ضمها رفعت من الخلف. 
تحدثت زينب: شايف إنعكاس الشمس على موج البحر تحس إن الأمواج هديت أصواتها وقوتها عن بالليل. 
تبسم رفعت  يقول: زى وجودك  فى حياتى يا زينب معاكى  رجعت أحس تانى بالعيله وفرحة لمتها. 
بعد مرور يومان 
إنتهت تلك الرحله  لكن العشق مازالت نارهُ متقده وتتقد أكثر مع مرور الوقت. 
نزل رفعت من على اليخت على رصيف الميناء يُمسك بيد زينب يسيران سوياً على الرصيف، من يراهما يقول عُشاق فى بداية عشقهما. 
لكن كان هنالك كاميرا تقوم بتصويرهما منذ أن نزلا من اليخت... 
فى ظرف دقائق كانت تُرسل الصور الى وجهتها. 
بينما صعد رفعت وزينب الى السياره، لكن قبل أن يقود رفعت السياره، صدح رنين هاتفه. 
تبسمت زينب قائله: كنا مرتاحين اليومين  اللى فاتوا من رن التليفونات. 
تبسم رفعت واخرج هاتفه ونظر للشاشه بتعجب  ثم رد. 
للحظه لاحظت زينب سآم وجه رفعت وردهُ المُقتضب  بعد أن أغلق الهاتف قالت له: مين اللى بيتصل عليك. 
رد رفعت: ده عامل من الاستطبل بيسأل هرجع أمتى. 
ردت زينب: طب مال وشك قلب كده ليه. 
رد رفعت: مفيش وشى مقلبش ولا حاجه،يمكن عشان إنتهى اليومين بسرعه ، خلينا نرجع الزهار للأوغاد من تانى.
تبسمت زينب قائله:فعلاً كانوا يومين حلوين،المره الجايه لما أحب أطفش أنا وأنت أنا اللى هختار المكان حسب الطقس،أنا حاسه إنى عضمى كله بيوجعني.
غمز رفعت بعيناه بس الوجع ده مش بسبب الطقس يا زوزى،ده بسبب شقاوتك...اللى بعشقها يا شجرتى الطيبه واللى بسببها جبنا الأوغاد اللى راجعين لهم من تانى.
💖💖💖......... 

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا