رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الحادي عشر 11

رواية بين براثن متملك الياس وعشق بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الحادي عشر 11

الفصل الحادي عشر - مأمورية -
داخل محل الجزاره الخاص به يجلس فوق كرسيه رافعًا قدم فوق الآخر ببهاء وهو يرتدي جلباب رمادي نظيف و يده تحتضن أرجيلته الذي  يرتشف منها بإستمتاع وهو ينظر للعمال حوله هاتفًا بأحدهم :
" ما تنشف كدا و قطع كويس "
ق
اطعه محسن وهو يهرول بسرعه ناحيته قائلاً:
" ألـحـق يـا مـعلـم جــابـر  "
أنتفض من فوق كرسيه  و أخرج الأرجيلة من فمه قائلا بتسائل:
" مالك يلا ، في إيه "
هتف المدعي ' حسن ' بسرعه وهو يقترب من رب عمله ليجلس بجانب كرسيه بذعر :
" خناقه.. خناقه كبيره يا معلم "
هز رأسه وهو يتشرب من أرجيلته كأنها أكسير الحياه له وما أن انتهي حتي دفع 'محسن ' بظهر يده بقسوة للخلف مما جعله يسقط أرضا ، نظر لحجم يد رب عمله بإستنكار:
" ليه كدا يا معلم "
صاح جابر به بعنف:
" علشان تبقي تجيب أخبار عدله بدل الاخبار الي شبه وشك دي و أخلص عايزين نشوف المصيبه دي "
همم بفتح فمه و الدفاع عن نفسه لكن قاطعه خروج رب عمله من الجزاره بأكمله وهو يحمل بين يديه ساطوره '  نصل عريض الطرف ' ليتبعه.
.
وقف جابر يتابع المشاجره بينهم التي تدور بين عائلتين وكل منهم يحمل سكاكين كبيره يضرب به الأخر.
أدرف بصوت جهوري :
" في إيه يا راجل منك ليه ملمومين زي النسوان و سابين أشغالكم ليه "
غمم أحدهم بإرتباك و عدم فهم :
" مافيش حاجه يا معلم جابر "
ليهمس الطرف الآخر وهو يسحب يده من فوق مقدمه قميص الآخر :
" يرضيك يا معلم جابر أختي تكون ماشيه وابن ال** دا يقعد يضايقها في الراحه و الجايه "
اجابه جابر بهدوء وهو يقبض فوق مقدمه ملابس الفتي:
" لا ميرضنيش وأنا هجبلك حقك لحد عندك و قسما عظما لخلهولك عبره  "
أنهي كلامه وهو يلف يده حول رقبته ويضع ساطوره فوق رقبته هاتفًا بشراسه:
" أنت عملي فيها دكر ياض و شيطانك سايقك "
غمغم بسرعه و خوف وهو ينظر ل ' الساطور ' و يحاول أبعد رأسه عنه :
" حقك عليا يا معلم جابر والله ما تتكرر تاني قولي بس ايه الي يرضيك وأنا أعمله "
زمجر بقسوة ويده تعتصر رقبته :
" إلي يرضيني أنك تتأسف لراجل دا و تحب على رجل أخته لحد ما تسامحك يا أما قسماً بالله لأقطع رجلك من المنطقة "
أنهي كلامه دافعا إياه لطرف الآخر ليفعل به ما يحلوا له ، صارخاً بمن حوله :
" ملمحش دكر هنا كل واحد على شغله "
أنتهي من حديثه وهو ينظر لهم بحده وهو يتلاعب بشاربه بتهديد قائلا وهو يشير لصبيه:
" ولا يا محسن تعالي عايزك "
هرول محسن خلف رب عمله لعله يلاحق خطواته التي تسحق الأرض أسفله هامسًا بخضوع :
" إيه يا معلم ؟ "
أستمر بالسير ناحيه عمارته مزمجرًا بعنف مكبوت :
" روح أقعد مكاني في الجزاره انا هطلع أرتاح شويه "
هتف بطاعه:
" حاضر يا معلم "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضمت دميتها لأحضانها وهي تتوسد الأريكة بجانب شرفتها وعلي وجهها يرتسم العبوس وهي تنظر لشرفة المقابلة لها ، تفتقده و تفتقد أحاديثه و مزاحه ، تشعر بالفراغ من دونه .. لم تتحدث معه من قبل ولكنها إعتادات على أحاديثه هو و قصصه التي يحكيها لها فمازالت تتذكر كيف رفضت التفوه له بأي كلمه و كيف صرخت و انهارت عندما أراد الإقتراب و التحدث معها فهي حقا لا تعرف إذا لما كل ذلك الضيق لأنه لم يظهر الأمس فقط ولكن كل ما تعرفه أنها لا تريد ذلك.
أبعدت دميتها عن أحضانها وهيا تنظر لها ببراءة و تقوس شفتيها للأسفل قائله بتثاقل:
" هو .. مبقاش.. عايز.. يقعد معانا .. بس.. انا.. معملتش.. حاجه... تضايقه "
وما أن انتهت من حديثها حتي اختفي عبوسها وقد أشرق وجهها بابتسامة واسعه تتزايد وهي تراه يظهر من خلف شرفته لتتمعن النظر به حيث شعره الذي يتساقط منه الماء وفوق رقبته ليسير فوق تفاحه آدم خاصته حتي أختفي أسفل جلبابه .. دققت النظر بشاربه المتبل فهيا تحبه و تود لمسه بشدة .
أقترب من شرفته و جلس على مقدمتها و يديه الإثنين خلف ظهره ، نظر لها وهو يحاول الحفاظ على جديه ملامحه وهو يغمغم بحنان :
" أسف على التأخير يا برنسيسه بس الشغل كان زحمه في المحل "
تغاضي عن ذكر اسم جزارته حتي لا ترتعب و تنفر منه فقد حرس ع الذبح داخل جزارته بعد أن كان يتفاخر بالذبح في منتصف الطريق لكي لا تراه .
و كالمعتاد كانت إجابتها هي الصمت الذي أصبح يحبه و يهيم بداخل عينيها فالنظر داخل عينيها بلونها الرمادي كان أكسير الحياه له بعد أرجيلته ولا ثلاث لهما .
هتف بحماس وهو يبعد يديه عن ظهره  :
" أي رأيك يا برنسيسه "
أمالت  رأسها قليلا حتي سقطت خصلات شعرها الذهبية الي الجانب متمرده  مع ميلان رأسها وهي تنظر لما تحمله يداه لتسمعه يهمس بحنان :
" أسمه شيتوس "
أنهي كلامه وهو يتقدم و يميل بجذعه العلوي و يمد ذلك ' الكلب ' لها قائلا بتشجيع:
" مد إيدك خديه مني "
نظرت لذلك الكلب الذي يحتضنه بين يديه بحرس و يقدمه لها لتبتعد للخلف بذعر وهيا تنظر له بتوجس ليقول:
" معجبكيش ؟ "
رفعت نور رأسها تنظر إليه بأعين ملتمعه بالدموع المحتقنه تنفي برأسها بصمت .
تنفس جابر بعمق محاولا عدم اخافتها قائلا بهدوء :
" طب خديه متخافيشِ "
التقطت نور نفساً مرتجفاً وهي تتقدم منها لتأخذه منه وهي ترقبه منها و تبتسم بسعاده و تتزايد ضحكتها ليصل صوت ضحكتها لعنان السماء و يغزو الربيع قلب ذلك الهائم التي أصبح يهيم بأقل تفاصيلها فهو منبهر بها للحد الذي يجعله متيمًا بها ، فلا تعلم بتأثيرها عليه ولا ما فعلته تلك الضحكه به فقد جعلت أنفاسه تتثاقل و ابتسامه ساذجة ارتسمت فوق شفتيه وهو يراها تحتضن ذلك ' الكلب ' بقوه و تقبله و تمني أن يحصل على ذلك الحضن يومًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الساعه 9 صباحًا .
وقفت أمام المرآة تنظر لما ترتديه برضا
وما أن انتهت تاركه شعرها منسدل خلفها وهي تحمل حقيبتها ومن ثم تناولت هاتفها و مفاتيحها لتغادر غرفتها ثم من الشقه بأكملها وما أن انتهت من غلق الباب بمفاتيحها و وضعتهم داخل حقيبتها وهي تلتف لتري إحدي كوابيسها تتوسد أمامها يسند بمرفقه فوق الحائط و يبتسم تلك الابتسامة التي بدأت تزعجها من كثرة وسامتها فهيا تعترف أن ذلك الوغد وسيم يمتلك ابتسامه جميله لتسمعه يهمس :
" صباح الخير على أحلي صاروخ في الدنيا"
تنفست بعمق محاولا السيطرة على أعصابها فيكفيها توترها على اختها لذلك لم تكلف نفسها عناء الرد عليه وهي تكمل طريقها بينما الآخر هرول بسرعه ليقف أمامها ليمنعها من مواصلة طريقها قائلا بعبث :
" ايه مش عايزاني اوصلك لشغلك بما انك لسه أول يوم شغل ليكي هنا "
رفعت يدها لتضربه برفق فوق صدره قائله بحده:
" لا شكرا .. الشركة بعتالي عربيه تحت "
قوس شفتيه بزعل باعدًا جسده بعيدًا عنها ليسمح لها بالمرور .
أبعدت شعرها للخلف وهيا تمر بجانبه لتنزل من فوق السلالم و تتجه ناحيه تلك السياره التي تنتظرها.
ليهمس السائق وهو ينظر لها من مرآة السيارة:
" سيسليا الانصاري يا فندم ؟ "
همست بجمود وهيا تنظر لطريق بجانبها :
" اه .. أطلع"
..
ترجلت من السيارة تسير بخيلاء كعادتها بشموخ و كبرياء ، غرور ، خطت بقدميها لداخل الشركة توقفت أمام موظفه الإستقبال و خلعت نظارتها الشمسية لترفعها فوق شعرها لتقول بشموخ :
" صباح الخير.. انا سيسليا الانصاري ... في ميعاد بيني وبين مدير المكتب ياريت تبلغيه أننا جيت"
نظرت لها موظفه الإستقبال وهي ترفع سماعه هاتف ارضي :
" تمام انا متبلغه بحضور حضرتك من المدير بس هو قالي ادخلك على مكتب الأستاذ أحمد الحسيني "
أكملت وهيا تشير لها بالجلوس:
" اتفضلي أرتاحي لحد ما أبلغه و هدخل حضرتك"
جلست بأناقة و وضعت ساق فوق الأخري ناظره للمكان حولها .
بالمكتب نظر أحمد إلي الهاتف الأرضي الذي يصدح ليلتقط سماعته وسمع اخبار الموظفه له ، تحدث بهدوء :
" دخليها "
وضع سماعه الهاتف ، جذب ملفات تلك القضيه و وضعها أمامه منتظراً إياها .
بينما بالخارج ..  وضعت موظفه الإستقبال سماعه الهاتف و نظرت لها قائله:
" تمام اتفضلي معايا "
ذهبت مباشره خلفها نحو غرفة مكتبه لتطرق مرتين حتي سمعت السماح لها بالدخول ، دلفت أمامها تلك الموظفه كان ينظر للأوراق أمامه لكنه رفع رأسه و أشار لتلك الموظفه بالذهاب ، وقف من خلف مكتبه رفعاً يده مصافحا إياها:
"  أهلا يا سيسليا هانم "
نظرت ليده الممُدده لحظه قبل أن تضع يدها بقبضته ولم تدم المصافحه بينهم حتي نزعت يدها سريعاً فأشاره لها بالجلوس قائلا:
" اتفضلي"
جلست وهيا تضع قدم فوق الآخر و وضعت حقيبتها أمامها لتقول بشموخ:
" مكنتش أعرف أن في محامي تاني هيشتغل معايا على القضية "
أردف بهدوء:
" الحقيقة أن مدير الفرع الي هنا هو القرر اني أساعدك في القضيه بما انك متعرفيش أهل البلد هنا ولا عاداتهم ولا تقاليدهم بس لو انتي معترضه و عايزه تشتغلي عليها لوحدك مافيش مشكله هقدر اتكلم معاه و أفهمه "
أرجعت ظهرها للخلف وهيا تردف بعدم إهتمام:
" لا عادي مافيش مشكله نشتغل سوي ..ياريت بس تعرفني كل حاجه عن القضية و تديني كل الملفات علشان أقرأها كويس "
بعد نصف ساعة من الحديث المتواصل بينهم أدرفت :
" تمام كدا يبقي اتفقنا ناقص بس أجهز المذكره الي هترافع بيها  "
إبتسم أحمد برضي وهو ينظر لها بتمعن فلاول مره يري الجمال و الدهاء في جسد واحد فتلك الكتله مفعمه الأنثوي أمامه تمتلك عقل يجعله يشيب من تفكيرها. ليهمس بإعجاب :
" بصراحه يا سيسليا أنا سمعت عنك كتير وعن القضايا الكبيرة الي مسكتيها و ازاي حلتيها و مبسوط أني هشتغل معاكي "
ابتسمت برسميه قائله:
" أنا ليا الشرف اني أشتغل معاك يا أستاذ أحمد "
إرتخي جسده وهو يبادلها الابتسامه قائلا بهدوء :
" بما اننا في وقت غدا ايه رايك اعزمك على الغدا "
نهضت من فوق كرسيها وهيا تحمل حقيبتها و ملفات القضية قائله باعتذار:
" مره تانيه إن شاء الله "
هرول من خلف قائلا محاولا تغير رأيها :
" علشان يبقي في بينا وعيش و ملح ع الأقل اسمحيلي أعرفك على بلدي انا متأكد انك اول مره تيجي هنا صدقيني مش هتندمي "
رسمت نصف ابتسامه فوق شفتيها و هزت رأسها بالموافقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" إيه يا عشق في ايه جبتيني على ملا وشي كدا ليه "
هتفت ريم بضجر وهي تجلس بجانب عشق فوق الفراش
نظرت عشق لها وهيا تضع يدها أسفل خدها بيأس قائله:
" إلياس "
زفرت بملل وهي تقلب عينيها :
" يادي المصيبه السودا الي جبنها لنفسنا .. حصل إيه المراضي"
ابتعدت عشق للخلف وهيا تضع الوساده حائل بينهم هاتفه بسرعة:
" عندنا مأمورية هنطلعها و هتكون برا البلد و هنقعد هناك أسبوع "
أسبلت عينيها بعدم فهم لثواني حتي اتسعت حدقتيها بذعر :
" يعني ايه يعني .. لا ... لا أنسي"
أنهت مشددة على حديثها
اقتربت منها عشق مره اخري وهي تسند بمرفقها فوق كتفي الآخر هامسه بإقناع :
" هفهمك بس "
قاطعتها ريم بنفي :
" لا تفهميني ولا افهمك.. انسي يعني انسي"
قوست شفتيها للأسفل بحزن هاتفه بحنق:
" طب اقوله إيه حطي نفسك مكاني .. مينفعش أرفض علشان اكيد هيسألني عن السبب اقوله إيه ؟ ردي انتي وهو لو دور ورانا بذمة عشر دقايق هيوصل لكيفية بدأ الخلق  فمبالك هيعمل ايه فيا "
أجابتها وهي تنظر لها بحيره فهيا تقسم أن عقلها توقف عن العمل :
" طب و هتعملي ايه مع أهلك ؟ "
ربتت على كتفها وهي تهمس لها بما قررت أن تفعله بتهور فعقلها الصغير يفكر بكيفية اختلاق المصائب ولكن ما العواقب التي ستداهمها لم تخطر بعقلها يوما:
" عادي فهمتهم أنك واخده سكن جنب الجامعه وأنا هبات معاكي اسبوع علشان عندنا امتحانات  "
نظرت لها ريم ببلاهة وتهمس بعدم تصديق:
" هو انتي بقيتي كدابه شاطره كدا أمتي "
ترخي جسدها وتردف بهدوء:
" هعتبره مدح.. قومي معايا بقي نجهز الشنطه "
أنهت وهيا تقفز من فوق الفراش لتأتي بحقيبة ملابسها و خلفها ريم التي تقول بشك :
" طب وهما أهلك هيصدقوا "
وضعت حقيبه السفر فوق الفراش و تخرج ملابس تنكرها من أسفل الفراش لتضعهم بها قبل أن تلتف لريم و ترفع كتفيها لأعلي وتبتسم ابتسامه بدت لها مزعجه:
" قولتلهم أصلا و مفهماهم انك جايه دلوقتي علشان تاخديني "
شهقت ريم بصدمه قائله :
" انتي بقيتي تخوفي "
ضحكت عشق بصخب وهيا تدفعها أمامها لتجهز معاها حقيبتها لتشاركها الآخري بالضحك ولا تعلم وما يخفيه القدر لها .. لو تعلم ما يخفي الزمان لها فربما قد تمنت أن يزول المستقبل و يبقي الحاضر وأن تفكر برفق بكل شئ تفعله ولكن  سيظل التهور هو أسلوب حياتها الأبدي .
بعد نصف ساعة انتهت من تجهيز حقيبتها و توديع عائلتها ، أعطت شاهندة لزوجة أخيها قبل أن تحتضن والدتها بقوة هامسه لها بتأكيد:
" زي ما قولتلك يا ماما متقوليش لأدهم حاجه غير لما أمشي علشان انتي عارفه أنه مش هيوافق نهائي و هيصر أنه يوصلني و يجبني من الجامعه وأنا مش عايزه أعطله عن شغله كفايه إلي هو فيه أمانه يا ماما"
ربتت فوق ظهرها بحنان و حب أم لإبنتها الوحيده وهيا تشكر الله بداخل على حب أولادهم لبعضهم :
" تروحي و ترجعي بالسلامه يا قلب أمك "
أنهت كلامها وتقبل خديها قائله بحده:
" خدي بالك من نفسك يا عشق و كلميني على طول "
اجابتها بالموافقة وهي تحمل حقيبتها و تغادر منزلها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يسدل الليلُ ستائره بألوانها السوداء المخملية و يقبل القمر مختالاً مرتديًا عباءته الفضيه و تأوي الطيور الي أعشاشها ، كانت سيسليا تقف أمام السياره مع أحمد الحسيني هامسه بإمتنان :
" متشكره جدا يا أحمد علي الخروجه اللطيفه دي خلتني لاول مره استمتع بوقتي و أشوف حاجات تدخل قلبي بالسرعة دي حقيقي انبسط "
ارتسم معالم السعاده فوق ملامحه شاعرًا بالفرح يغزو أطراف قلبه و يا ويل قلبه التي يقسم أنه سيتوقف من شدة ضرباته:
" العفو على إيه كنا عايزينك تنبسطي و تفرفشي كدا قبل القضيه الي داخلين عليها دي "
ابتسمت قائله:
" طب انا هطلع بقي .. تصبح على خير"
قاطعه وهو يضغط بيده فوق يدها ليجعلها تتراجع و تقف أمامه مره اخرى قائلا بتوتر :
" انا كنت بقول يعني إيه رأيك بما أن فيه مطعم هيفتح جديد بكره..  إيه رأيك يعني لو نجربه سوي "
توقفت للحظه بتفكير :
" هفكر و أرد عليك "
أنهت كلامه وهي تري أسيد ذلك ' الوغد الوسيم ' يقترب منها و علامات الغضب ترتسم فوق وجهه ولكنها لم تهتم لتدوعه و تدخل تلك البنايه التي تتقن بها.
تصلب جسد أسيد فور سماعه لحديثهم اللعين ذلك تسارعت أنفاسه و احتدت شاعرًا بشئ قاسي يغزو قلبه ليعتصره بقسوة وكأن ستار أسود من الغضب يعميه .. غضب عاصف لو أطلق له العنان سيحرقها فهو لا يعرف لما يشعر بتلك النيران التي تتأكله و تحرقه حيًا ، انتفضت عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقانا من هول ما تلعب به أفكاره ، تتبعها لداخل و خطواته تسحق الأرض من أسفله ليراها تضع قدميها فوق اول سلمه ليحتوي ذراعها بين كفيه شادًا إياها إليه بقسوة هامسًا بغيظ :
" هو مين الاستاذ "
حاولت أبعاد يدها من بين براثن يده ولكن فشلت من شدة ضغطه عليها هامسه بعناد:
" مالكش دعوه"
أكمل وهو ينتشلها بعيدا عن السلالم دافعًا إياها على الحائط :
" هو أحسن مني في إيه يعني دا حتي سمج"
أجابته وهي ترفع حاجبيها بتلاعب :
" وأنت إيه الي مضايقك "
غمغم أسيد بسخرية قائلا وهو يقلده :
" قال إيه رأيك بما أن فيه مطعم هيفتح جديد بكره..  إيه رأيك يعني لو نجربه سوي قال .. لا بعده... نجوم السما أقربله "
همست بعناد وهيا تقترب منها ببطء لتستفز أعصابه لتضغط بأصابعها فوق صدره :
" بس انا هروح فعلاً "
تشنج جسده أثر لمساتها فهمس بتشتت وهو ينظر لأصابعها التي تحركه فوق صدره :
" نظرته ليكي مش مريحه "
لتجيبه وهي تقف فوق أصابع قدمها لعلها تصل لطوله ولكنها فشلت فكل ما يقابلها هو كتلة العضلية تم رسمها ببراعه فائقه هيا تعترف أنه وسيم ولكنه رغم ذلك وغد ، لتضم شفتيها وتنفخ عليه هواء من فمها :
" مش كلهم زيك"
زمجر بشراسه وهو يلتفتت حول نفسه محاولا تغير رأيها ليقول مذكراً إياها بكلامها:
" أومال راحت فين كلكم مصطفى أبو حجر ولا أنا بس "
لتجيبه بإستفزاز :
" انت بس "
رفع يده و يضرب فوق الحائط بجانبها فهو يود الان تكسيرها لأجزاء صغيره :
" انتي مستفزه "
رفعت كتفيها لأعلي وتبتسم لتجيبه :
" مالكش دعوه خليك في حالك اقولهالك كام مره علشان تفهم "
لوي أسيد شفتيه قائلا بهدوء مزيف:
" أنا خايف على مصلحتك مش كنتي رافعه شعار لا لرجال ولا رفعتيله هو الرايه البيضا وانا كل ما بتكلم مبشوفش غير السواد "
ضمت يدها لصدرها هاتفه ببرود تحسد عليه:
" أنا عارفة مصلحتي كويس ، أنت مش هتيجي تعرفني مصلحتي "
قاطعها بصراخ مكتوم نتيجه ضغط أسنانه فوق يده لعله يهدأ من أعصابه بعدم ضرب رأسها بالحائط خلفها:
" أنتي مش كنتي جايه علشان قضيه ولا انتي جايه تتسرمحي مع الأستاذ "
زجرته بنظرات مشتعله ممتلئة بالغضب قبل أن تمتم بصوت لاهث :
" علي فكره انت قليل الأدب وأنا غلطانه اني بتكلم معاك "
أنهت كلامها وهيا تدفعه بعيداً عنها لتتجه للأعلي صاعده فوق السلالم ولكن ما أن خطت قدميها السلمه الأولي حتي سمعته يهمس بخوفت:
" متروحيش "
إلتفتت إليه وهيا تنظر لظهره قبل أن تستدير وتكمل طريقها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت أمام تلك البنايه الضخمه  التي تحتوي على أسرار لم تظن يوما أنها ستهتم بها  لتضع يدها فوق شاربها وهيا تعدل موضعه أمام مرآة هاتفها قبل أن تضع هاتفها بجيب بنطالها الخلفي وما كادت أن تخطو بقدميها فوق سلالم الشركة لتجد إلياس و محمد يخرجا من بوابه الزجاجية ليظهر أمامها بطوله الفارع و هيئة التي تملئها البربرية التي تخطف أنفاسها بحلته رسميه مهندمه مثبته برباط جلدي يلتف حوله خصره يضع بها أسلحته
وجدت محمد يقترب من رب عملها و يهمس بجانب أذنه بشئ ما قبل أن تنتفض في وقفتها على صراخه بأسمها : " إبراهيم 
وجدت محمد يقترب من رب عملها و يهمس بجانب أذنه بشئ ما قبل أن تنتفض في وقفتها على صراخه بأسمها :
" إبراهيم .. تعالي على العربيه"
احتضنت حقيبتها وتهرول خلفه لعلها تلتحق به ولا تعلم أن تلك الخطوات التي تتسابق عليها ستتمني لو فقدت قدميها ولم تفعلها وأن ما تتجه له بكامل إرادتها لن تهرب منه إلا بإرادته هو !
فقدرها محتوم ومع كل خطوة تخطيها تنتفض بقوة اوتار قلبها الصغير من ذاك البعيد الذي فآق غضبه جحيم البحر .
.
أعطت السائق حقيبتها وخطت بقدميها داخل السياره لتجلس ليقابلها كل من إلياس و محمد علي الجهه الاخرى ، جلست بصمت وهي تسمع حديثهم بدقه لتعرف أنهم يتحدثوا عن شخص يسمي ' فريد الزناتي '
تشعر وكأن ذلك الاسم ليس غريب عليها ولكن سرعان ما اتسعت حدقتيها وهيا تتذكر ذلك الكابوس التي يهددها قد طلب منها أن تأخذ تلك الشريحه التي بحوزته قبل أن تقع بين يدي  ' إلياس '
هتفت بتسائل :
" هو مين فريد الزناتي دا يا باشا "
إستدار إليها مع ارتفاع ثغره بخبث لكن سرعان مع حل الجمود ملامحه حتي ظنت أنها توهمت أنها رأتها :
" دا واحد من أهم العمله الي عندنا يا إبراهيم و عايزين ناخد منه شريحه مهمه فيها أسماء الجواسيس الي في البلد "
غمغمت باستفسار:
" ودا هنقابله أمتي ؟ "
أجابها بصوت عاصف يملئه الغضب المكتوم :
" خلال الأسبوع دا "
غمغت بصوت مرتجف لا تعرف لما تهابه لتلك الدرجة تأتي أمامه وتشعر أنها شلت تماما :
" طب معلشي يا باشا هو إحنا مسافرين على فين "
أدرف بصوت مشدود حاد :
" هنقابله في بلجيكا علشان هو هربان على هناك علشان ميتقتلش من المنظمه "
لتهمس بإرتباك و صوت منخفض:
" طب هو ينفع نخلص المهمه و ننزل على طول يا باشا ولا لازم نقعد الاسبوع هناك "
عقد حاجبيه قائلا:
" عندك حاجه يا إبراهيم ولا إيه "
صمتت وهي لا تعرف لماذا تجيبه و تنظر للمكان حولها فهي تشعر أن المكان يضيق من حولها وشئ يلتف حول رقبتها لتتنفض للخلف و تتمني لولا ذلك الكرسي يبتلعها بداخله على صوت صراخه بها :
" ما تنطق يا إبراهيم في إيه"
غمغمت سريعا وهي مازالت تتشبث بالكرسي :
" بصراحه يا باشا اختي صغيره وانا سبتها عند حد من قرابينا بس انا قلقان عليها "
قاطعه أسيد بصوت هادئ ، متزن  ، مبطن بمعالم الخبث :
" أختك اسمها ايه "
" هااا "
ليهتف بصوت حاد :
" هو إيه إلي هاا .. بقولك اختك إسمها ايه ولا نسيت اسم اختك كمان"
منهيًا كلامه بسخرية.
لتجيبه بدون تفكير كالمعتاد عندما تتحدث معاه فهي تقسم أن حوله تعويذه تشبه المجال المغناطيسي تجعلها لما اقتربت من محيطه تصبح بلا عقل :
" عشق إسمها عشق يا باشا "
ابتسامه كبيره احتلت ملامحه قائلا:
" لأ إسمها جميل وهيا حلوه زيك كدا يا إبراهيم"
فتحت فمها بإعتراض على حديثه لتجيبه ببلاهة:
" إيه يا باشا !!  "
أدرف ببساطه وهو يبعد بين قدميه :
"  بقولك حلوه زيك "
نظرت إليه قائله بوقاحة:
" وهو لا مؤاخذه يا باشا انت شوفتني فين ؟ "
أرتفع جانب ثغره بمكر ، دهاء  قائلا بتحدي مبطن بالكثير :
" وهو أنا علشان أعمي مش هبقي عارف الناس الي حواليا يا إبراهيم و غبي الي يفكر كدا "
حمحمت بارتباك:
" انا آسف يا باشا مكنش قصدي "
احتقن وجهه بشدة حتي تحول للون الاسود من شدة غضبه المكتوم بداخله  ليريح رأسه للخلف .
تمللت في جلستها لا تعرف لما تشعر بكل ذلك الخوف فهيا تشعر أنه ينظر لها من خلف نظاراته تلك لولا تأكدها من فقدان بصره إلا أنها تقسم بأنها لو نزعت تلك النضاره ستجد عينيه مثبته فوقها .
انتفضت من جلستها بذعر وهيا تسمع إلياس يهتف لسائق عبر الزجاج الفاصل بينهم :
" أطلع على المطار "
ابتلعت تلك الخصه التي تشكلت بحلقها بتوتر قائله:
" هو إحنا هنروح بطياره يا باشا ؟ "
إستدار إليها هاتفًا بشراسه :
" أومال هنروح بلجيكا بالعربيه ؟ ما تعقل كدا "
غمغمت وهي تكاد تلتقط أنفاسها المسلوبه بأعين ملتمعه بالدموع :
" أصل.. أصل.. أنا نسيت أجيب الباسبور بتاعي "
جفلت عضلة في خده بينما انتفضت عروقه من شدة غضبه ليهتف من بين أسنانه :
" عارف و متخافش مش هنحتاجه هنطلع بطيارتي "
هتفت عشق بعدم تصديق :
" هو انت عندك طياره خاصه يا باشا ؟ "
ليأتيه رده الساخر :
" لا بأجرها باليوميه "
قوست شفتيها بسخط وهي تنظر للخارج عبر ناقذتها

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا