رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد محمد سلامه
رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الحادي عشر 11
رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الحادي عشر 11
لوهله خفق قلبها بشدة بداخلها تود نسيان قسوة الماضي... لكن جاسر مازال يحصر الماضي بعقله وأساليب ردود أفعاله، ودت لو قالت له لما لا تنسي هذا الماضي،لكن أليس عشقها له من الماضي،لا تعلم هل مازال يُحبها مثلما كان فلقد تزواجها بمساومة منه،ليته يُخبرها بذلك لكن هو أصبح صامتً فى ذلك الشآن ،أغمضت عينيها آسفً،بنفس الوقت شعرت بشفاه جاسر تُلامس شفتيها ويديه تُعانق خصرها، فتحت عينيها تجاوبت مع قُبلته...إنفصلت شِفاهم حين إحتاجا للتنفس،ضمها بقوة لجسده،هي الأخرى عانقته بيديها،تنفس على عُنقها ثم وضع قُبلة،شعرت بالقُبلة فإزداد خفقان قلبها،عادت برأسها للخلف نظرت لوجهه وتبسمت بخجل من نظرة عيان،رفع يده وضعها أسفل ذقنها ورفع وجهها لتتلاقي عيناهم،لوهلة إبتسمت وهو الآخر،لكن تبدلت نظرة عيناه من ذلك الشغف الى سؤال،ألح عقله عليه به،لكن فكر فى عدم إفساد الليلة،وقرار من قلبه لما لا تترك كل شئ وتستمتع بليلة غرامية هادئة...
بالفعل إستلم لرغبة قلبه... لكن لوهله توجس قلب تاج حين إبتعد عنها فجأة،وذهب نحو ذلك الركن،لكن سُرعان ما تبسمت حين صدحت تلك الموسيقي الهادئه ولمعت عينيها ببريق السعادة وهي تنظر الى يده المُمدة كذالك رفرف قلبها وإنطلق مثل الرمُح بالفضاء حين سمعت منه:
"تاج الياسمين".
بلا تفكير وضعت يدها بيده، جذبها عليه بقوة، شهقت ببسمه وأزدادت توسعًا حين رفع يده الأخرى وحرر خُصلات شعرها لتنسدل خلف ظهرها تسللت أصابعه بين تلك الخُصلات، تبسمت له وهو يضمها وبدأت أقدامهم تتحرك مع نغمات تلك الموسيقى الهادئه، يتحركان بإنسجام مُلتصقان كآنهما جسد واحد
مر وقت دون شعور منهما، وكآنهما بعالم ساحر هما فقط،فاقا من التوهان بعدما توقفت الموسيقى، مازال يضمها وهي الأخري تُعانقه، عاد برأسه للخلف نظر لوجهها تبسمت له،
ازاح تلك الخُصلات التى تمردت على جبينها،إبتسمت وهي ترفع إحد يديها، جذبت خصلة شعرها خلف اذنها ورفعت عينيها تنظر له، هدوء وراحة نفس، مسك يدها يسير نحو إحد الغرف، تبسمت حين رأت طاولة طعام مُحاطة بالشموع الملونه ذات رائحة عِطرية مُنعشة،توقف خلف أحد المقاعد وازاحه حتى جلست وجلس على مقعد جوارها،تبسمت وهي تنظر الى الطعام فضحك هو الآخر قائلًا:
عارف إنك مبتعرفيش تاكلي فى الحفلات بسبب التجمعات،ومتأكد إنك إنشغلتي بالشُغل طول اليوم ومأكلتيش زي عادتك القديمة لما تبقي مشغولةبتنسي الأكل.
أومأت ببسمه وهي تنظر الى عينيه وبلا وعي منها خرج سؤال:
إنت لسه فاكر عادتى القديمة؟
بس أنا مبقتش زي الاول،كمان الفترة دي بقيت بحس إني بجوع كتير،وباكل كتير حتى حاسة إنى وزني زاد كتير.
نظر نحو جسدها،ثم لوجهها بداخله جاوب:
أجل مازالت أتذكر كل شئ محفور بقلبي وعقلي،لكن خالف ذلك قائلًا:
بالعكس جسمك مظبوط.
شعرت بخجل وتبسمت ثم بدأت بتناول الطعام، كان بينهم حديث هادئ بلا حدود.
بعد قليل توقفت تاج عن الطعام تتنفس بثُقل قائله:
حاسة إني كالت لحد ما معدتي إتنفخت.
إبتسم جاسر قائلًا:
واضح إنك كنتِ جعانة.
إبتسمت بإيماءة قائله:
مش أوي، بس يمكن استطعمت الأكل ومنتبهتش وكلت كتير... فين المطبخ عاوزه أغسل إيدي
أشار لها جاسر علي المطبخ ذهبت نحوه، بينما هو نظر فى أثرها، تنهد يشعر بفتور، هنالك حاجز بينه وبين تاج، ليست كما كانت معه فى السابق وهو كذالك، لا يعلم أحيانًا يود أن يبوح لها بشئ ويصمت لسانه، كل منهما لديه تحفُظ كآنهما لا يعرفان بعض سابقًا، ربما إنعدام ثقة من الجانبين.
بعد قليل بغرفة النوم
إرتبكت تاج حين دلف جاسر وهي تخلع ذلك الفستان، شعرت بالحياء منه شعور جديد عليها، أليس هي من تعرت أمامه سابقًا، سابقًا، كان جاسر آخر حتى هي لم تعُد تلك الطائشة التى كانت تظن أن شرستها تهزم من يحاول المساس بها...
لم ينظر جاسر الى جسدها الشبه عاري، بل إستهزأ من ذلك الخجل الذي ظن أنه مُصطنع للعبث بمشاعره،لم يهتم هو يود ليلة بلا مُنغصات...
اقترب منها ينظر لها بشغف عاشق، بداخله يتهكم على ذلك الخجل الجديد، لكن هي حقًا سابقًا لم تكُن تخجل منه، لكن الآن تشعر أنه شخص آخر غير جاسر التي كانت تشعر معه بالأمان والإطمئنان، أنه لن يتحمل عليها أذي... لكن الآن تشعر كآنه شخص آخر شبه صامت
يصمت بأوقات تتمني لو يبوح بكلمة واحدة،عكس الماضي، تنهدت بآسف وهي تشعر بيديه تُعانق خصرها تقترب أنفاسه من عُنقها، لحظات تجاوب الاثنين للعشق الكامن بقلبيهم، بعد قليل ضمها لصدره وهي تشرآب برأسها تنظر الى ملامح وجهه، تبسم لها وضع قبله ناعمة على بروز أنفها، تبسمت وعادت تستكين برآسها على صدره، حتى غفيت، وهو مازال مُستيقظ أزاح تلك الخُصله التى أخفت وجهها، وظل يتأمل ملامحها المحفورة بقلبه، شعر بتنهيداتها حين ضمها بقوة، خفف من تلك الضمة، لمعت عيناه بذكري أول لقاء بينهم
كان فى بداية شبابه بالثامنه عشر، بالكاد أنهي دراسة الثانوية، لضيق حال والده الذي كان موظف حكومي بسيط،كان يعمل جانب وظيفته الحكومية،سائسًا مسؤول عن شئون تلك الخيول بتلك المزرعة الذي يغيب صاحبها طوال الوقت تقريبًا لعمله كـ سفير دبلوماسي...لكن والده فجأة أصابه وهن وبدأت صحته تقل،كان يصطحب جاسر معه،عشق تلك الخيول أصبحت بالنسبة له أفضل هواية يقضي معهم معظم الوقت، سواء لتنظيفها أو حتى ترويضها بشجاعة شاب يافع إتخذ من صفات تلك الخيول الكبرياء ومن صِفة إسمه الجسارة، تعرف على والد تاج فى أحد زياراته الخاطفة لمصر، أعجب به فريد جدًا، وتشجيعًا منه سلمه إدارة كُل شئون المزرعة تقريبًا
كان أمينًا مثل والده الذي تنحي عن العمل بالمزرعة لـ جاسر، لكن شرط أن يستكمل دراسته، كان شله متفوق ولهوايته فضل الدراسة بـ كلية التربية الرياضيه،
فى وقت إمتحانات منتصف العام
لأسباب خاصة بدراسة تاج وقتها كانت ببداية مرحلة الثانوية، وكان عُمرها خمس عشر عام، نزلت الى مصر لتقوم بتأدية فترة الامتحانات والبقاء الى نهاية العام الدراسي ، كان المفروض أن تمكُث بمنزل عمتها لرعايتها لكن فضلت البقاء بالمزرعة مع نجوي المُربية الخاصة بها، كانت هي الأخري أيضًا تهوى الخيل لكن تخاف الإقتراب منها بنفس الوقت... فى أحد الأيام ساقتها قدميها نحو الاستطبل دخلت تبسمت وهي تعبث بجديلة ذيل إحد المُهرات،لم تدري أنها بذلك أثارث عصبية تلك المُهرة فصهلت المُهرة ورفعت ساقيها،لهلع تاج عادت للخلف ولم تنتبه فخبطت يدها فوق حديدة قفل أحد أبواب غرف الخيول،فإنجرحت يدها جرح غائر،بنفس الوقت كان جاسر يدلف الى الاستطبل ورأها ذهب نحوها مُسرعًا
سبب خفي لعصبيته بذلك الوقت حين جذبها للخلف قبل أن تُصيبها المهُرة،لكن رف قلبه حين رأها تمسك يدها المصابة بيدها السليمة والدماء تنساب منها،تحدث بعصبية:
إنتِ مين وإيه اللى دخلك الإستطبل،مبسوطة دلوقتي،إيدك إتعورت.
قال ذلك وجذب يدها المُصابه كشف معصمها،ورأي ذاك الجرح،شعور خفي أصابه كآنه هو من جُرحت يده،جذب تلك الكوفية التى كانت حول عُنقه وقام بلفها حول مِعصمها،وسحبها لخارج الإستطبل قائلًا:
المفروض تروحي المستشفى دلوقتي.
بنفس الوقت قابلتهما نجوي التى شهقت بجزع حين رأت دماء على ثوب تاج،إقتربت منها قائله:
تاج إيه الدم اللى على فستانك ده.
-تاج
رنين الإسم توغل الى قلب جاسر،فنظر الى نجوي قائلًا:
عصبت الفرسه فقامت غضبت وكانت...
قاطعته لاول مرة تتحدث بغضب وكذب:
أنا معصبتش الفرسة أنا كنت بعيد عنها و..
نظر لها جاسر وإسمتع بوجهها الذي أصبح أحمرًا من الغضب سائلًا:
وإيه،أنا شايفك وإنت بتمسكِ ديل المهرة وكنت بتلعبي فى شعرها.
تنفست بغضب طفولي وعادت تكذب بتبرير:
لاء أنا مكنتش بمسك ديلها أنا كنت بطبطب على بطنها،بس هي همجية أساسًا.
ضحك على عصبيتها قائلًا:
هي فعلًا همجية،عشان مش مروضة.
نظرت له بغضب طفولى قائله:
أهو قولت مش مروضة،يعني هي اللى غلطانة،و...
لاحظت نجوي حِدة تاج فتبسمت قائله:
بلاش نوقف كتير،إيدك بتنزف تعالى أضمد لك الجرح.
عارضها جاسر قائلًا:
واضح إن الجرح كبير المفروض تروح لمستشفى.
بعناد من تاج عارضت ذلك قائله:
منين جالك إنه جرح كبير، ده جرح صغير، يلا يا دادا نروح القصر.
إبتسمت نجوي، كذالك جاسر رغم شعور القلق الغريب...
بعد مرور يومين كان جاسر يُراقب القصر ينتظر أن تخرج تاج كي يطمئن عليها، مشاعر مُبهمة غير مفهومة...
قطف مجموعة زهرات من الياسمين ولضمها بخيط وذهب مُقررًا زيارتها لكن قبل أن يتوجه الى داخل القصر قابل تلك العنجهية
سماح والتى نهرته لإقترابه من القصر،بنفس الوقت فتحت تاج باب القصر ورات نهر سماح لـ جاسر
فذهبت نحوهما بغضب تنظر لـ عمتها قائله:
ليه بتزعقي له يا عمتوا هو عملك حاجه.
نظرت لها سماح بغضب قائله:
وإنت المحامي بتاعه بدافعي عنه،هي قعدتك هنا فى القصر هتنسيكِ إنك بنت "فريد مدين" والأشكال دي ممنوع تحتكي بها.
شعرت تاج بالغضب وإقتربت من جاسر قائله:
أنا حُره،وبلاش طريقتك دي يا عمتو.
جذبتها سماح بغضب حتى دخلن الى داخل القصر وأغلقت الباب بوجه جاسر،وقفت تُعنف تاج بالقول،ضجرت منها تاج قائله:
إنت مش مسؤولة عني،وبعد كده مش تتكلمي مع الموجودين فى المزرعة بالطريقة دي.
غضبت سماح ودت لو صغعتها وقالت:
أنا هكلم فريد دلوقتي وهقوله إنك مش بتسمعي الكلام.
لم تُبالى بها تاج وتركتها وخرجت من القصر تبحث عن ذلك الفتي...حتى وجدته جالس بظل أحد الاشجار، ذهبت نحوه وقفت أمامه، رفع رأسه ونظر لها سُرعان ما تغضنت ملامحه لكن تبسمت له تاج قائله:
أنا بعتذر لك بالنيابة عن عمتو، هي كده معاملتها دايمًا جافة وأنا مش بحب طريقتها دي، دي حتى بتعامل دادا نجوي بطريقة مش لطيفة، بس دادا نجوي بتقولى إن دي طريقتها اللى إتعودت عليها، بس مامي مش زيها، مامي لطيفة ولما تشوفها هتحبها.
كان يعبث بذلك العقد المصنوع من الياسمين رفع رأسه ونظر له بعلو وتبسم، كان الطقس به نسمة رياح قويه،جعلت خصلات شعرها تتطاير بحريه مثل المُهرة،نهض واقفًا، مد يده لها بالعُقد قائلًا:
أنا عملت ده علشانك.
أخذت الياسمين منه وتبسمت قائلًا:
ياسمين، تعرف إن زهرتي المفضله هي الورد الچوري الاحمر وبعدها الياسمين، بحب ريحته.
إبتسم قائلًا:
تعالى معايا.
نظرت ليده الممدودة وفكرت للحظات قبل أن يشعر بالآسف انه تسرع كانت تضع يدها بيده، إبتسم بخبور وضغط بقوة على يدها جذبها للسير معه الى أن وصلا نحو كوخ شبه مُتهالك أمامه شجرة ياسمين صغيرة فروعها قليله لكن بها عدد لا بأس من الزهرات، تحدث بحماس:
الكوخ قديم ومُتهالك أنا بفكر نعدله وقتها شجرة الياسمين فروعها هتتمدد عليه وهتطرح ياسمين أكتر.
وافقته قائله:
هكلم بابي واقوله نجدد الكوخ ده عشان شجرة الياسمين تمدد فروعها عليه.
تبسم لها قائلًا:
إنتِ "تاج الياسمين".
إبتسمت له برِقة، بسمتها كانت مثل رُمح رشق فى قلبه...
بنفس الوقت سمعوا نجوى التى إقتربت من مكان وقوفهم تُنادي:
جاسر.
نظر نحو نجوي مُبتسمًا
بينما صدي رنين إسم" جاسر"إخترق عقل تاج... التي تبسمت قائله:
إسمك جاسر.
أجابها ببسمه:
إسمي"الجاسر"بس جاسر المشهور.
إبتسمت قائله:
تعرف شخصيتك قريبه من إسمك.
أومأ لها مُبتسمً، وسهم الهوى أعطي أول إشارته بإختراق قلبين.
على تنهيدة تاج بعدما ضغط على ظهرها بقوة، عاد من ذكري من الماضي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسكندريه
فى الصباح الباكر
بسبب تلك العقاقير التى أصبحت تلجأ لها شعرت بالهلاوس لم يتحملها عقلها
صحوت من النوم نهضت من فوق فراشها ذهبت الى الحمام أخذت حمامً شبه بارد عله يُزيل عن كاهلها ذلك الآرق، بعد قليل خرجت من غرفتها لكن عادت مُسرعه فتحت حقيبة يدها أخذت تلك القِنينة وتأكدت أنها مملؤءة... وضعتها بجيب بنطالها وخرجت نحو البحر الخالي لسبب الوقت الباكر كذالك بسبب برودة الطقس قليلًا...
وقفت على بداية الأمواج رغم البرودة لكن كان شبه مُنعش لها،لكن سُرعان ما شعرت بالبرودة وضمت يديها لصدرها تستمد الدفئ، وعقلها يثور بتلاحُق مثل تلك الامواج وهي تتذكر سبب عودة تلك الحالة العصبية لها، ظنت أنها شُفيت لكن أول إختبار تأكدت أن تلك الهلاوس مازالت تسكن عقلها
الخوف من إقتراب أي ذكر منها
الإضطراب النفسي التى تشعر به رغم محاولتها عدم الإمتثال له لكن يُسيطر عليها بهواجس الماضي
بالعودة قبل أيام
ليلًا
كعادتها تهوا المرح، رغم أنها تبغض ذلك، لكن كآنها تفعل ذلك كي لا تستسلم لهواجس الماضي وتلك الفترة التى كانت بها إنطوائية بالكاد تذهب الى جامعتها وتعود وأحيانًا تفضل المكوث بتلك الشقة مع والدتها ومعهن نجوي وفراس...
ما كان عليها الخروج تلك الليلة
وصلت الى ذلك مكان ذلك المضمار ، كان حفل نظمه أحد أصدقاء النادي،تُحب الحماس الزائد...
لكن بحدود تفرضها،تعلم أن ذلك من الاساس خطأ لكن تفعل ذلك كمتنفس... مسابقات الدراجات النارية...بتلك الليلة كان مزاجها سيئ دون سبب...بسبب تلك الخوذات التي كان يرتديها المتسابقين لم تتعرف سوا على القليل منهم،بدأ السباق...لسوء مزاجها لم تهتم ان تكون فى المقدمة مثل عادتها...لكن لم تخرج من الثلاث الاوائل...
وقفوا يتصافحون ويتبادلون المُزاح منهم من إستغرب عدم إهتمامها بان تكون الفائزة،ومنهم لا يهتم،لكن إقترب منهم أحد المتسابقين...خلع خوذته حين وقف أمامها ومد يدهُ لها بالمصافحه قائلًا:
واضح إنك مش فى الفورمة يا....
توقف للحظات يتابع ملامح وجهها التي تبدلت
فإستطرد حديثه بتلميح صريح:
يا فايا.
تجمرت عينيها حين نظرت لوجه ذلك الحقير وهل تنسي حقارته معها حين ساعد قاسم، فهو كان أحد الشابين،زميل الدراسة المُتسلق الذي كان يود الثراء سريعًا،لا تعلم كيف تعرف على قاسم ولا كيف إتفق معه على تلك الفعلة الشنعاء بها علمت أنه هاجر بعد ذلك لكن لما عاد.
بسبب إندفاع موجة البحر إنتبهت وعادت للخلف فتعرقلت بالرمال الناعمة وسقطت على الأرض إعتدلت جالسه ولم تنتبه الى من يقترب منها....
قبل دقائق قليله
فتح صهيب عينيه فى البداية ظن أنه قد غفي لوقت طويل وسرقه الوقت، نهض سريعًا من فوق الفراش، ذهب نحو شُرفة الغرفه أزاح الستائر نظر من خلف الزجاج لوهله تبسم فالبكاد الشمس تستطع، يبدوا أن جسده تعود على وقت مُحدد للنوم، بالكاد الشمس تُبدد ظُلمة البحر من بعيد، ترك الستائر، لكن سُرعان ما عاود إزاحتها حين لفت نظره شئ، عاود النظر لذلك سرعان ما إندهش وشك بنظره ربما خيال... أغمض عيناه وعاود فتحها ليتأكد أن ذلك ليس خيال، بل فايا تقف أمام تلك الأمواج
لولا زيها العصري وشعرها القصير لظن أنها إحد حوريات البحر شعور غريب تحكم فيه فى دقائق قليلة للغايه بدل ثيابه دون تفكير أو تردد بعد دقائق كان يسير نحو مكانها على الشاطئ إبتسم حين وجدها جالسة تعبث بالرمال... بخطوات يشعر بإنتعاش هواء البحر الذي أصبح شبه بارد ...
كانت جالسه فى ملكوت خالي من التفكير فقط تنظر لأمواج البحر رغم شعورها ببعض البرودة ضمت يديها تستمد الدفئ مالت برأسها على كتفها هدوء برأسها رغم هدير تلك الأمواج العالي
حين وصل خلفها مباشرة، إنحني يضع يده على كتفها قائلًا:
إيه اللى مقعدك هنا....
لم يكمل حديثه، حين شعرت بيده على كتفها زال الهدوء التى كانت تشعر به وشعرت بإرتباك وريبه وبلا تفكير، رفعت تلك القنينة بوجهه قامت بالضغط عليها ليخرج رذاذ قوي إنصب مباشرة الى عينيه وأنفه. .. جعله يشعر بنيران مُلتهبة فى وجهه.. وضع يديه فوق عينيه اللتان يشعر ان بهما جمر متوهج...
تداركت ما فعلته ونهضت واقفه تعتذر قائله:
صهيب انا آسفه.. بس إنت اللى غلطان بتتسحب زي الحرامي.
بغضب وهو مازال يفرك عيناه تعصب قائلًا:
حرامي،إيه اللي هيتسحب والنهار طالع وعالشط، عيني مبقتش قادر أشوف بيها، إيه اللى فى البخاخ ده بيحرق أوي كده.
ببسمة غصبًا أجابته:
ده فلفل أسود مُركز.
تضجر بغصب قائلًا:
فلفل أسود ليه كنتِ هتعملي حفلة مشاوي عالبحر.
صحكت غصبًا قائله:
لاء... ده زي صاعق دفاع عن يعني..
Self defense.
كرر كلمتها:
صاعق دفاع عن النفس فى الوقت ده... ليه هيطلعلك سمكة قرش عاوزه تفطر.
غصبًا ضحكت رغم سوء مزاجها،
لوهله فتح صهيب عيناه ولمحها وهي تضحك بعدما زال عبوس وجهها شعر بإنشراح فى قلبه رغم آلم عيناه الذي شبه بدأ يهدأ لكن فرصة لما لا يستغلها... إدعي الضيق والآلم قائلًا:
طب والحل دلوقتي عيني مش شايف بها، غير حرقان فى وشي، كده عيني راحت.
ضحكت على طريقته التى تُشبه النواح، وتفوهت:
لاء مش للدرجة دي، لو غسلت وشك هيزول مفعول الآلم.
تفوه بنزق:
وهغسل وشي فين دلوقتي.
نظرت نحو البحر قائله:
قدامك البحر أهو.
فتح عيناه مره أخري بصعوبه قائلًا بتهويل:
عشان أتعمي رسمي، ماية البحر مالحة وفلفل أسود كده هبقي زي السمكه عالجريل.
ضحكت قائله:
خلاص إرجع للاوتيل تاني وإغسل وشك هتحس براحة.
أجابها بنزق:
وهرجع دلوقتي إزاي وأنا مش شايف أساسًا.
تنهدت تستنشق الهواء قائلًه:
بسيطه هروح أنادي لك فرد من العاملين فى الاوتيل ياخد بإيدك.
ضحك قائلًا:
ياخد بإيدي، قولى خلاص إنى إتعميت... طب ما تكسبي ثواب وخدي بإيدي إنتِ.
فكرت للحظات قبل أن ترفض لكن شجعت نفسها لابد أن ينتهي ذلك الرُهاب، وافقت على مضض ومدت يدها بتردد مسكت يده، تبسم وهو يسير لجوارها يشعر برعشة يدها لكن شعور بالغبطه داخله، فهي عادت تضحك... حتى لو تأذي لكن يكفي انه زال عن وجهها العبوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باحد النوادي الإجتماعية الشهيرة والكبيرة
خلف أحد الطاولات جلس كل من خليل وجنات التى تنهدت تشعر بوحدة قائله:
كويس إنك إتصلت عليا وعزمتني عالفطور هنا فى النادي، كنت حاسه بملل، تاج مرجعتش إمبارح للمزرعة أكيد مع جاسر، وفايا فى إسكندرية، وفراس كمان خرج بدري، ومفيش غيري انا ونجوي، حاسه بملل، تعرف أنا نفسي فى إيه؟.
سألها بإستفسار:
نفسك فى إيه؟.
أجابته وهي تبتسم:
نفسي تاج تجيب بيبي وأنشغل فيه، نفسي يبقى عندي حفيد، أو حفيدة رغبة بتلح عليا أوي الفترة دي.
سئم قلب خليل لكن تبسم قائلًا:
تاج وجاسر لسه متجوزين من فترة صغيرة، أظن...
قاطعته بتمني:
وماله ده يمنع إن تاج تجيب بيبي، نفسي فى طفل صغير أخده فى حضني، بصراحة بزهق من القعاد لوحدي مع نجوي، حتى النادي بحس أنهم تافهين قاعدين للقيل والقال وأخبار الناس ويدعوا الرُقي وهما من جواهم سواد لبعض... نفسي فى حفيد وأقعد أرعاه طول الوقت.
إبتسم خليل،ود فى هذه اللحظة أن يتحدث معها ويطلب الارتباط بها،لكن آتى أحد أعضاء النادي المُخضرمين جلس معهم تجاذب الحديث مع جنات يمدح جمالها تضايقت جنات منه ونهضت بحجة رنين هاتفها المُفتعل قائله:
دي بنتِ هتمشى وانا بكلمها.
غادرت وتركت خليل مع ذلك الكهل الوقح، ظل يمدح بجمال جنات قائلًا:
مش عارف ست جميله زي جنات ليه مش بترتبط مرة تانيه، اللى أعرفه إن ولادها كُبار يعني فاهمين إحتياجاتها.
سأل خليل بغيظ:
ويا ترا بقى إيه هي إحتياجاتها.
أجابه:
إن يكون لها زوج يكمل معاها بقية حياتها، بصراحة أنا كمان طلقت من فترة وبفكر...
نهض خليل بغضب وغِيرة ملحوظة قائلًا:
بلاش تفكر كتير، عشان التفكير للى فى سنك بيجهد المُخ... عن أذنك واضح ان الطقس بدأ يبرد وأنا حاسس الهوا ساقع أوي.
غادر خليل بغضب تقابل مع جنات قائلًا:
الجو فى النادي ساقعه خليني أوصلك للمزرعة عشان عندي مشوار مهم.
وافقته فهي تشعر بملل أكثر من وجودها فى المنزل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشركة
تضجرت ليان من كثرة الأعمال التى يطلبها فراس، وها هو يواصل طلبها، دخلت الى المكتب وقفت بنزق قائله:
خير الملف اللى قولت لى أحفظه كبير وهياخد وقت.
تبسم قائلًا:
فكرتك خلصتيه عالعموم مش مهم سبيه دلوقتي أنا مش مستعجل عليه،عاوزك تحجزي تذكرة سفر لـ لندن.
إستغبت بعدم فهم سائله:
وأحجزلك إزاي تذكرة لـ لندن.
تنهد ببسمه قائلًا:
هتتصلي على شركة الطيران وتطلبي حجز تذكرة لـ لندن وهما هيقولوا لك على ميعاد الحجز بس كده.
شبه فهمت فسألته:
اه فهمت طيب هطلع أشوف رقم شركة الطيران وإتصل عليهم عن إذنك.
غادرت،بينما ضحك فراس أنها خلال دقيقه ستعود للسؤال،لم يخيب توقعه حين عادت قائله:
جبت رقم شركة الطيران من مدام لميس،بس لما إتصلت عالشركة سألوني يحجزوا التذكرة بإسم مين.
أخفي بسمته قائلًا:
إحجزيها بـ إسمى"فراس فريد مدين".
إندهشت سائله:
إنت مسافر لندن.
أجابها:
أيوه.
تنفست بتسرع سائله:
بجد،هتسافر لندن،وانا هاخد أجازة لحد ما ترجع،هتقعد هناك قد إيه،انا بقول تطول براحتك،الجو هناك فى لندن الفترة دي تُحفة.
نظر لها مستفهمًا:
وإنتِ سافرتي لندن قبل كده عشان تعرفي إن الطقس تُحفة.
أجابته بالنفي قائله:
لاء مسافرتش لندن،بس كنت درست فى المدرسه عن خصائص جو لندن وعرفت إنه فى الخريف بيبقي تُحفة،بلاش تستعجل وإتأني قبل ما ترجع تاني.
تلك الحمقاء مفضوح غبائها،تفوه بأمر:
روحي إحجزلى تذكرة لفرد واحد،وبلاش فتي عالفاضي،أنا رايح شغل مش رايح أتفسح،يومين تلاته أسبوع بالكتير وراجع وإعملى حسابك مفيش أجازات وأنا مش موجود،ولازم تنتهي من تسجيل الملفات اللى هبعتهالك كمان فى أشغال تانيه هبقى أتصل اقولك عليها.
رفعت زاوية فمها بسخط هامسه:
هو مفيش راحه ولا رحمة،كله إستعباد فى البيت ماما وفى الشغل المغفل ده.
ظنت أنها تحدثت بهمس لكن سمعها فراس بصعوبه أخفى بسمته قائلًا بأمر:
على مكتبك يا آنسه مش عاوز همس فاضي خمس دقايق وترجعى تقوليلى ميعاد الطيارة،والا هضاعف لك الشغل ومتفكريش إن غيابي معناه إنك هتاخدي أجازة.
هرولت من المكتب وهي تذم وتسب بؤسها.
ضحك فراس تلك الحمقاء يبدوا أن الحديث معها أصبح مُسليًا أكثر من مشاهدة الافلام الكوميدية،هي لا تعمل سوا بالامر والتهديد.
ــــــــــــــــــــــــــ
بالمزرعة
مساءً
بغرفة المكتب جلس خليل مع تاج يتحدثان حول بعض الأعمال، يُعطيها من خبرته الإقتصادية وهي تستشيرهُ، حتى إنتهي الحديث حول العمل، فتنحنح خليل قائلًا بحرج:
تاج فى موضوع شخصي كنت عاوز أتكلم معاكِ فيه، بس بتمني متفهميش غرضي غلط، أنا فى المقام الاول يهمني أحافظ على مكانتي عندك إنت وأخواتك، إنت عارفه إنك في معزة بنتِ الله يرحمها لو كانت نجيت من الإنفجار، كان زمانها دلوقتي فى عُمرك، ربنا يطول فى عمرك يارب.
نهضت تاج وإقتربت من خليل تشعر بآسي فهو رغم أنه يُظهر دائمًا أنه شخص صلب تقبل القدر، لكن بداخله حُزن عميق على زوجته وإبنته اللتان فقدهما فى إنفجار إرهابي أثناء عمله بأحد الدول الأجنبية، لاحظت تلك الدمعة بعينيه، ذهبت نحوه وجلست على ساقيها أمامع ومدت يدها تمسك يديه بين يديها وتحدثت بتشجيع:
إنت عارف مكانتك يا أونكل خليل ومستحيل مكانتك تتهز عندي.
إبتسم بغصة قائلًا:
أنا تقريبًا وحيد، يمكن ربنا له شؤون فى اللى حصل وعوضني بيكِ إنتِ وأخواتك معزتك فى قلبي زي ولادي، بحس إنى مسؤول عنكم.
أومأت له ببسمه، وهي تشعر بغصة قوية وهي تتوقع ماذا سيقول، ربما بداخلها ترفض ذلك، لا تود أن يأخذ أحد مكانة والدها فى حياة والدتها، لكن لن تكون آنانية، حرضته على أن يبوح بما يُريد، فتحدث بحرج:
أنا عاوز أتجوز جنات.
سهم قوي وجارح سكن بقلبها وهي تُغمض عينيها من قسوة الالم بقلبها.
قبل لحظات وصل جاسر الى القصر، تقابل مع إحد الخادمات سألها عن تاج فأخبرته أنها بالمكتب مع خليل، شعر بغيرة وذهب مباشرةً الى المكتب، حتى أنه فتح المكتب بلا إستئذان مُسبق، تفاجئ بجلوس تاج أمام ساقي خليل وهو يضم يديها بين قبضة يديه.
«يتبع»
للحكاية بقية.