رواية عصفور يقع في حب صقر قلب وصقر الفصل الاول 1 بقلم شيماء طارق

رواية عصفور يقع في حب صقر قلب وصقر الفصل الاول 1 بقلم شيماء طارق

رواية عصفور يقع في حب صقر قلب وصقر الفصل الاول 1 هى رواية من كتابة شيماء طارق رواية عصفور يقع في حب صقر قلب وصقر الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عصفور يقع في حب صقر قلب وصقر الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عصفور يقع في حب صقر قلب وصقر الفصل الاول 1

رواية عصفور يقع في حب صقر قلب وصقر بقلم شيماء طارق

رواية عصفور يقع في حب صقر قلب وصقر الفصل الاول 1

في أحدى الغرف في بيت للطالبات المغتربات في كانت قلب نائمة و شعرها الأسود منتشرا على الوسادة و في تمام الساعة الثامنة صباحا أفاقت من نومها و هي تفتح عينيها بصعوبة بالغة فقد سهرت طوال الليل تذاكر فهي في بداية عامها الدراسي الأخير حيث تدرس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة , دخلت قلب الى المرحوم اغتسلت وتوضا لصلاه الصبح قبل تذهب الى كليتها لتلحق بالمحاضرة الأولى في تمام الساعه 9:00 و قد اعتادت قلب أن تذهب الى الجامعة بالمواصلات العامه و ذلك لتوفر المال ليكفيها طوال الشهر حيث أنها من أسرة بسيطة تعيش في الأرياف و هي ابنة وحيده لوالدتها المسنة والتي ربتها بمفردها بعد وفاة والدها منذ أن كانت طفلة صغيرة .
ارتدت قلب بنطالا اسود وشميز باللون البنفسجي  حذاءا اسود  رفعت شعرها للأعلى و ارتدت نظارتها الطبية و حملت حقيبتها التي مصنوعه من الجلد  و غادرت الغرفة تاركة زميلتها منى نائمة فهي لا تلتزم بحضور محاضراتها في كلية التجارة , أغلقت قلب باب الغرفة بهدوء و نزلت لتبدأ رحلتها اليومية للجامعة حيث تستغرق ساعه كامله الى ان توصل الى كليتها , و في طريقها و قفت لشراء افطارها الذي يتكون عادة من ساندويتش من الفول وكوبا من الشاي بأحد العربيات الفلافل الرخيصة في طريق الجامعة و بعد ان أنهت افطارها أكملت طريقها و لم تهتم لنظرات الأعجاب التي تحيط بها بالرغم من بساطة ملابسها الا أنها 
ممشوقة القوام و جميلة الملامح فعيونها سوداء واسعة تحيط بها رموشا طويلة و أنفها الصغير و شفتاها كأنها في قبلة دائمة و بشرتها بيضاء  الباهر الجمال, وصلت قلب الى قاعة المحاضرات و كانت سعيدة لأن اليوم هو يوم الخميس الأول من الشهر حيث ستسافر لتزور والدتها الحبيبة فهي تزورها مرة واحدة كل شهر حتى يكفيها المال الذي تبعثه اليها والدتها من معاش والدها البسيط لتكمل به الشهر كاملا , ابتسمت قلب و هي تتذكر كيف تقضي النصف الاخير من الشهر فقد تكتفي الله ياتي عليها ايام لا يوجد معها مال لطعامها ولا لمواصلات او لاي شيء كانت تعيش بالايام بدون طعام كل هذا بغرض انها تكمل تعليمها وتكون في المستقبل معيده في كليتها  , كانت قلب تشعر بالرضا و لا تحزن لأنها لا تملك ملابس او هواتف محمولة مثل باقي زميلاتها بل كانت تتميز بين زميلائها بشخصيتها القوية و أخلاقها الراقية و كان لها الكثير من الأصدقاء خاصة أنها متفوقة و كل عام تكون من الخمس الاوائل على دفعتها , كانت قلب دائما تنتظر اليوم الذي تنهي فيه دراستها و يتم تعيينها كمعيدة في الكلية و تدخل السعادة على قلب والدتها الغالية فكرت قلب
قلب ( وحشتيني أوي يا ماما … فاضلي كمان محاضرتين و أركب القطر و اجيلك وأبات في حضنك انهارده … يا ترى عملتيلي الاكل اللي انا بحبه بحبها ؟؟؟
لحسن بطني نشفت من الفول والطعمية …. يااااااااه يا رب الوقت يفوت بسرعة بقى………….)
أنهت قلب محاضراتها و اتجهت الى باب المبنى لتخرج منه فاستوقفها صوت شريف زميلها الذي يكن لها أعجابا لا يستطيع اخفاءه بالرغم من محاولته:
شريف:قلب … رايحه فين علطول كده؟
قلب وهي تحاول انهاء المحادثه سريعا
قلب:ازيك يا شريف معلش اصلي مسافره البلد انهارده و عايزه الحق القطر, عن اذنك علشان ما تتاخرش اكتر من كده
شريف:تحب أوصلك المحطة بعربيتي وبكده مش هنتاخر؟
قلب بملل:شريف بقالنا تلات سنين وآدي الرابعة بقولك شكرا مبركبش عربيات مع حد تمام؟
شريف:بس احنا زمايل في كلية واحده ايه المشكله اللي انتي تركبي معايا انا شايف ان الموضوع عادي
قلب:معلش يا شريف انا متاسفه وعن أذنك بقى علشان كده انا اتاخرت باي
تنطلق قلب في طريقها بينما يقف شريف يتابعها بعينيه و يأتيه صوت صديقهاحمد:
احمد:اييييييييييييييه يا بني روحت فين؟
شريف هتجنني يا احمد خلاص انا جبت اخر؟
احمد:انا مش عارف عاجبك فيها ايه انت ناسي انت مين يا ابني والبنات بتبقى هتبقى عايزه تقرب لك ازاي ؟ هي أي نعم حلوه بس بلدي أوي و مش ستايلك خالص انت ناسي انت مين
شريف:اسكت بقى متتكلمش عنها كده انا بحبها زي ما هي علشان هي حد مختلف لو كان ازاي بقيه البنات اللي في الدفعه انا ما كنتش بصيت لها اصلا
احمد:يا بني ده انت كل البنات هتموت عليك , وكمان انت لو عايز اي بنت هتجيلك لحد عندك فكبر دماغك من البت البيئه دي؟
شريف:لا طبعا مش ناسي بس أنا بحبها بجد وهي مش زي اي بنت انا شفتها قبل كده ومش عايزك تتكلم عنها كده علشان ما تزعلش مني
احمد:بص يا شريف:قلب ده بنت جد وحاطه هدف لازم توصله ومش هتسمح لأي حد يعطلها حتى لو كان واحد زيك وبيحبها سيبها حالها احسن هيا طموحها كبير جدا ان هي توصل تكون معيدا وما فيش واحده عندها طموح ممكن تتجوز دلوقتي او ترتبط بحد
شريف:يعني مش هتحبني أبدا؟؟؟؟؟؟؟
احمد:معتقدش , ويلا بقى يا معلم ده انهارده ليلة الخميس هنسهر للصبح
شريف:يلا بينا هنروح فين انهارده؟
احمد: انا حجزت الديسكو النهارده
شريف: انت عارف ان انا ما ليش في جو الديسكوهات دي
احمد: خلاص يا عم تعالى روح النادي نتغدى مع الشله
شريف :تمام اغير هدومي وهاجي لك على هناك
انطلقت قلبي الى القطار بعد ساعات وصلت الى قريتها وكانت مشتاقه لوالدتها ذهبت الى بيتها
طرقت قلب الباب لكن الباب لم يفتح ….
قلب... أين أنت يا أمي؟ هل أنت نائمة أم خرجتي لشراء بعض الأغراض اما في عملك انا احترت اين ذهبت امي ؟ 
ذهبت قلب لتطرق باب جارتها السيدة حميده لتسألها عن والدتها:
قلب:السلام عليكم يا حاجه حميده , متعرفيش ماما فين؟
حميده بحزن:حمدلله على سلامتك يا ضنايا
قلب بخوف:هي ماما فين حاجه؟
حميده:اطمني يا بنتي مامتك بخير بس هي بعافية شوية و ديناها المستشفى العام كانت بتشتغل في المصنع ووقعت من طولها الكلام ده من يومين روحنا موديينها المستشفى
لم تكمل قلب حديثها مع السيدة حميده بل ركضت مسرعة متوجهه الى المستشفى لترى والدتها , وصلت قلب الى المستشفى العام الوحيدة الموجوده في قريتها البسيطة و سألت عن والدتها و وجدت أنها موجودة في الدور الاول الخاص بأمراض الكلى , صعدت قلب الدرج وهي مازالت تلهث من أثر الركض الطويل و وصلت الى الغرفة لتجد أن بها عددا كبيرا من الأسرة المليئة بالمرضى و ظلت تبحث بين الوجوه حتى رأت وجها رقيقا نائما و عليه علامات الألم الشديد أقتربت قلب من والدتها و قبلت رأسها برفق وقالت بصوت حزين ومتالم :
قلب:ماما … أنا جيت يا حبيبتي مالك يا قلبي ايه اللي حصل لك
الأم تفتح عينيها ببطء لتنظر الى وجه طفلتها الغالية بحب واشتياق
الام:قلب .. حمدلله على سلامتك يا حبيبتي .. وصلتي امتى يا روح قلب امك وحشتيني يا قلبي؟
قلب والدموع تتساقط من عينيها:لسه واصله وجيتلك جري يا حبيبتي ايه اللي حصل لك انت كنت زي الفل يا حبيبتي
الأم:متعيطيش يا حبيبتي , أنا كويسة ما فيش حاجه ما تقلقيش يا قلبي
قلب و هي لا تستطع التوقف عن البكاء
قلب :حاسه بإية قولي لي انت فيك ايه؟
الأم بابتسامه حزينه: شوية وجع في جنبي ما فيش حاجه بس الدكاتره بيكبروا مواضيع انت عارفه ان هم بيعملوا ده كله علشان ياخدوا مني فلوس بس هم ما يعرفوش ان انا ما حلتيش حاجه
قلب : ما تقوليش كده يا حبيبتي قولي لي الدكتور قالك ايه؟
الأم:قالي لازم أعمل غسيل كلى بس ما تقلقيش انا زي الفل ومش محتاجه حاجه يا حبيبتي ما تسمعيش كلام الدكاتره يا بنتي
قلب احست بالرعب بان والدتها مريضه بهذا المرض الخطير وكانت تفكر فمن أين ستأتي بالمال اللازم لعلاج والدتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قلب مطمئنة والدتها
قلب:متقلقيش يا ماما ان شاء الله هتخفي وترجعي بيتك بخير وسلامه يا حبيبتي وانا هعمل اقصى جهدي وهوفر لك العلاج يا روحي
الأم:مش باين يا قلب امك بلا ما ندفع فلوس ولا ده كله وديني بيتي يا بنتي حتى لو مت اموت على فرشتي………😥
قلب بوجع وحزن وبكاء:اوعي تقولي كده تاني انتي هتعيشي لغاية ما تشيلي عيالي مش دايما بتدعي ربنا بكده واكيد ربنا هيحقق لك امنيتك يا احلى حاجه في حياتي؟
الأم بحزن:كان نفسي يا حبيبتي أفرح بيكي واشيل عيالك بس ما فيش ما باليد حيله
قلب:ان شاء الله هتكوني كويسة وهتشيلي عيالي وهتشيل عيالهم كمان يا ست الكل اكيد ربنا شايلنا حاجه احسن انا عارفه اني انت مش هتسيبيني خالص وتفضلي معايا ما تخافيش يا حبيبتي
الأم و الألم يزداد عليها
لأم:المهم … خلي بالك انت من نفسك اهتمي بدراستك اوعى تعملي فيها حتى لو انا مش موجوده لازما تهتمي يا قلب
قلب: بعد الشر عليك يا حبيبتي ما تقوليش كده بجد انا هزعل منك وما تخافيش عليا انا عارفه اخلي بالي من نفسي ازاي اهم حاجه  انتي كمان يا قلبي خلي بالك من نفسك وانتي هتبقي كويسه انا واثقه من كده
ارتمت قلب في أحضان والدتها و بكت …. بكت خوفا من أن تفقدها كما فقدت والدها من قبل …. خوفا من أن تعيش وحيدة في هذه الحياة القاسية يا لها من لحظه صعبه مرت بها هذه المسكينه اللهم احفظ امهاتنا ولا تجعل بهم اي ضرر ونقي قلوبنا مثل ما نقيت الثوب الابيض من الدنس……………….…………………… ………
جاءها صوت الطبيب من خلفها:
الطبيب:أزيك انهارده يا حاجه؟
الأم:بخير يا ابني الحمد لله بقيت كويسه
الطبيب:طيب يلا عشان معاد المسكن
الأم: هو لازم انا تعبت من كتر الحقن
الدكتور بزعل معلش يا حاجه ان شاء الله هتخفي وهتبقي كويسه ومش هتعوزي المسكن ولا اي علاج ان شاء الله 
الام بابتسامه حزن يا رب يا ابني
نهضه قلب من على الكرسي الذي كان بجوار والدتها لتتحدث مع الطبيب
قلب بقلق:هي حالتها ايه يادكتور ممكن تقول لي؟
الطبيب:انتي بنتها مش كده؟
قلب:ايوه انا بنتها
الطبيب:مخبيش عليكي لازم نعمل غسيل كلى مرتين في الأسبوع لغاية ما نقدر نعمل عملية واكيد بعد غسيل الكلى والعمليه هتكون احسن وان شاء الله هتكون الحاجه صحتك كويسه وهتقدر تباشر حياتها تاني بس لازما نبدا على طول
قلب:و الغسيل بيتكلف كام؟
الطبيب ينظر اليها و هو مشفقا عليها لصغر سنها: الجلسه ب  2000 جنيه المرة الواحده و لازم تغسل 3 مرات في الاسبوع
أحست قلب بالدوارمن أين لها بهذا المبلغ الكبير وحتى لو اشتغلت ليل نهار لم تحصل على هذا المبلغ الكبير؟ 
كيف ستعالج والدتها يا لها من لحظه عجز مرت به هذه المسكينه ماذا ستفعل؟ 
ودعت قلب امها ووعدتها ان تاتي في القريب العاجل لتبدا جلسات الغسيل
وبعد ذلك ذهبت الى محطه القطار 
جلست قلب على مقعدها في القطار و كأنها في عالم آخر 
هل ستجد عملا مناسبا ؟ 
هل ستحصل على راتب يكفي ثمن علاج والدتها ؟ …. 
هل ستستطيع الاستمرار في دراستها و تفوقها في ظل الظروف الراهنة عقلها كان مشتت بين ذلك الافكار هذه البنت المتفوقه كانت عاجزه تماما ؟ …. 
كانت قلب تدعو هذا الدعاء لتفرج عن همها قالت 
دعاء سيدنا يونس ربي مسني الضر وانت ارحم الراحمين 
ودعت دعاء سيدنا موسى رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقده من لساني يفقه قولي
قلب وقلبها يعتصر من الالم يا رب يسر ولا تعسر خفف همي وقضي امري وكانت طول الطريق تتوسل الى الله ليقضي امرها وييسر لها طريقها وكانت عندها يقين في ربنا وكانت واثقه ان الله معها ولا يتركها ابدا
اخيرا وصل القطار وذهبت الى المنزل الطلاب 
دخلت  غرفتها في بيت الطالبات لتجد صديقتي منى مازالت مستيقظة و فور أن نظرت اليها أنفجرت قلب في البكاء فاحتضنتها منى في محاولة منها لتهدئة صديقتها كانت منى قلقه على صديقتها ما الذي أعادها من بلدتها ليلا هذا الامر غريب بالنسبه لقلب لانها كانت تذهب الى والدتها وتجلس معها عدد ايام ولا تتركها ساعه واحده فهذا الامر كان محير ؟
منى بقلق بالغ
منى:مالك يا قلب؟ 
ايه اللي حصل؟
قلب من بين دموعها
قلب: ما..ما تعبـ .. انه أوي يا منى
منى:اهدي بس و احكيلي ايه اللي حصل بالضبط يا حبيبتي اقعدي بس كده واستهدي بالله؟
جلست قلب فوق فراشها و قصت لصديقتها كل ما مرت به منذ وصولها لبلدتها و حتى عودتها السريعة ………… صمتت كلتاهما يفكران كيف تحصل قلب على وظيفة حتى تدفع تكاليف العلاج لوالدتها ……….. و كانت منى هي اول من بدأ في الحديث:
منى:لقيتها !!!!!
قلب:ها قولي بسرعة ما توقعيش قلبي
منى:انتي تقدمي في أي مكتب ترجمة
قلب تضحك بحزن
قلب :بقولك عايزة 8000 جنيه في الشهر غسيل كلى غير الحقن باقي الحاجات
منى:طيب و موضوع العلاج على نفقة الدولة مينفعش يعني؟
قلب بحزن :عقبال ما اعمل الاجراءات تكون ماما راحت مني ايه يا منى انا عايزه الحقها انا خايفه قوي
منى:بعد الشر عليها يا حبيبتي ان شاء الله خير ومامتك مش هيحصل لها حاجه واحنا هنحاول ان شاء الله نلاقي لك شغلنا كويسه
قلب :بقولك ايه تعرفي تجيبيلي تليفون من أي حد هنا؟
منى ليه في حاجه قلب لا بس سمعت اني بينزلوا اعلانات على النت عن الشغل وفي مواقع كثير بتنزل شغل وكده ايوه فعلا في مواقع كثيره كده ثانيه واحده اجيب لك تليفون بتاع مياده ونشوف الموضوع ده
ذهبت منى واتت بعد قليل ومعها الهاتف وجلست بجوار قلب يتصفح عن مواقع التواصل الاجتماعي ويبحثون عن وظيفة  مناسبه :
منى:بصي يا ستي مدرسة في حضانه
قلب:انا لسة متخرجتش و كمان المرتب هيكون كام هيكون 1000 او 2000 ميعملوش حاجه
منى:طيب ايه رأيك سكرتيرة في شركة؟
قلب: والمحاضرات بتاعت الصبح
عاليا:طيب استني هدور تاني
كانت قلب تتصفح المواقع و لفت نظرها اعلان قصير مكتوب باللغة الانجليزية
:
” مطلوب فتاة لمرافقة سيدة كفيفة و الراتب مغري جدا ”
نظرت قلب للإعلان و كأنها وجدت ضالتها فقالت لصديقتها :
قلب:هو ده
منى:وريني كده
قرأت عاليا الاعلان و قالت:
منى:بس يا قلب يمكن يكون ناس مش كويسين و لا حاجة بلاش يا قلب مش عايزين نخاطر
قلب:عندك حل تاني ؟ انا هروح بكره الصبح عالعنوان و ربنا يستر سيبيها على الله يا منى
منى:طيب ندور على حاجه تانيه في شركة ولا مجلة يعني مش لازما اول حاجه نشوفها نروح على طول لسه قدامنا ان احنا ندور تاني
قلب وهي حزينة و خائفة:و هو مرض أمي هيستنى يا منى
منى بخوف واسرار:طيب انا هآجي معاكي الصبح
قلب:مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه يا قمر؟
منى وهي تحتضن صديقتها
منى:متقوليش كده يا قلب ده احنا أخوات ايه يا بنتي انت بالنسبه لي اكتر من اختي يا قلبي يعني عمري ما هسيبك لازما اطمئن عليك قبل ما تروحي اي شغلانه
قلب حبيبتي ربنا يخليكي ليا وما يحرمنيش منك ابدا
نامت مني بينما ظلت قلب تنظر من النافذه و هي تفكر ما الذي تخفيه لها الأيام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا ترى ايه اللي هيحصل وما الذي يخبئ لها الزمن ويا ترى ما تنساش في الله والدتها اما ستظلت حياتها وحيدا بسبب الفقر وهذا السبب كان يؤلمها كثيرا ؟ 
بعد وقت ليس بقصير على قلب كان الليل لا يريد ان يذهب وياتي النهار كانت تنتظر النهار بفارغ الصبر لكن غلبها النوم ونامت قليل من الليل بعد وقت قليل من نومها اشرقت شمس يوم جديده تعاكس في عيون بطلاتنا الجميله
استيقظت قلب من نومها المتقطع و بعد أن أقامت صلاتها أيقظت منى برفق:
قلب: منى .. يلا عشان ننزل
منى وهي تتثاءب:ايه يا لولو لسه بدري اوي
قلب:معلش عايزه ألحق أوصل عشان أكون أول واحده تتقدم للوظيفة
عاليا:طيب حاضر هقوم ألبس
ارتدت قلب الشيميز الموف  و بنطالها اسود و حقيبتها الوحيدة و حذاء بسيط أبيض اللون و جمعت شعرها للخلف و ظلت تدعو الله ان يوفقها لما يحب و يرضى , انتهت منى من ارتداء ملابسها و انطلقتا الصديقتان في طريقهما للعنوان الذي يقع في حي جاردن سيتي الهادئ و عندما وصلا للعنوان وجدا نفسيهما 
أمام قصرا كبيرا و فخما و كأنه بمثابه حلم ليس واقع كان مثل القصور الذي نراهم في الافلام الكرتونيه مثل الخيال……
نظرت الفتاتان احداهما للأخرى بقلق ثم ابتسمت منى قائلة
منى:سيدي يا سيدي .. هي ده الوظايف و لا بلاش
قلب:يعني شوفتيني خدت الوظيفة!!!!
منى:متقلقيش ان شاء الله هتكون الوظيفة ده من نصيبك
قلب:يااااااااااااا رب
دخلت قلب وهي ترتعش و معها عاليا الى حديقة القصر الممتلئة بالزهور الملونة و أشجار الفواكه و كلما أقتربتا من باب القصر الضخم كلما زادت رائحة زهور الياسمين التي تنتشر حول الباب في شكلها الرقيق و الجميل , وقفت قلب أمام الباب و هي تشعر بالخوف فاحست بها صديقتها و قامت بطرق الجرس وكان قلبها يدق مثله دقات هذا الجرس
و بعد مرور دقيقتان مرتا على قلب كأنهما يومان فتح الباب لتجد قلب نفسها تنظر لعينين عميقتين سوداوتين و لم تستطع قلب أن تنزل عينيها بل ظلت تحدق في ذلك الشاب الضخم الذي يقف أمامهما و عيناه التي سببت لقلب خوفا لا تعرف سببه ………. قاطع الشاب ذلك الصمت المطبق :
الشاب بصوت رجولي:أي خدمة يا انسات
منى و هي تهز يد
قلب:السلام عليكم , احنا جايين عشان اعلان الوظيفة اللي في المجلة ده
نظر الشاب الى اللي كان نازل على موقع التواصل الاجتماعي 
الشاب باستغراب:أيوة .. بس الوظيفة لبنت واحده مش اتنين
منى:ايوه ما صاحبتي قلب هي اللي عايزه الوظيفة مش انا انا جايه معاها علشان تعمل المقابله بس
نقل الشاب عيناه من منى الى قلب ثم قال ساخرا
الشاب بصوت رجولي وسخريه:هي صاحبتك مش بتعرف تتكلم ولا ايه؟؟؟؟؟
شعرت قلب بأنه يسخر منها فأجابت بحده دون ان تقصد
قلب :أنا بعرف أتكلم على فكرة واكيد انا جاهزه لاي سؤال لحضرتك
الشاب و هو ينظر اليها بطريقة غامضة
الشاب بصوت جعل قلبها يدق من الخوف والرهبه:طيب اتفضلوا ادخلوا علشان نشوف حضرتك هتكوني مناسبه ولا لا
دخل الشاب الى القصر و تبعه كلا من قلب و منى و هما ينظران الى الجدران العالية الممتلئة باللوحات الثمينة و التحف التي تملأ القاعة الكبرى و طاولة الطعام التي تحوي ما يقر من اثنى عشر كرسي و الستائر التي تنسدل مغطية النوافذ العالية و أفاقتا من ذهولهما على صوت الشاب هو يقول:
الشاب:أتفضلوا استريحوا هنا
و أشار الى صالونا فخما مطلي بالذهب و جلس و أشار لهما بالجلوس ثم قال:
الشاب:أعرفكم بنفسي صقر العدوي , و البنت المطلوبة للوظيفة هتكون مرافقة لوالدتي دولت هانم
قلب:ممكن اعرف ايه الشروط المطلوبة عشان الوظيفة او اعرف ايه المطلوب بالظبط ؟
صقر بعيون مثل عين الصقر كان و هو يتفحصها بعينيه 
صقر بشموخ:اهم حاجه تكون هاديه و متعلمة و تكون صبورة ومش عايز والدتي تشتكي من اي حاجه يعني اهم حاجه الصبر وتلبلها كل طلباتها
قلب:حضرتك انا اسمي قلب اسماعيل , بدرس في آخر سنة كلية آداب English
صقر بفضول:ممكن اعرف ليه عايزه تشتغلي و انتي بتدرسي؟
قلب:ظروف خاصة يعني مش لازم انا اقولها
اكتفت  قلب بتلك الإجابة المبهمة و ظلت تدعو الله أن يوافق هذا الشاب الغريب على توظيفها …………
قلب:ممكن اعرف مواعيد الشغل ايه؟
اسر:أنا محتاج واحدة تكون مع والدتي طول اليوم و الأفضل أنها تقيم معاها هنا
شعرت قلب أن اقامتها هنا ستوفر المال الذي تدفعه شهريا في بيت الطالبات فأجابت على الفور:
قلب:معنديش مانع ابات هنا
منى بخوف:قلب و الكلية انتي بتهزري؟
قلب:مش مهم دلوقتي يا منى بعدين يبقى نتكلم
منى:فكري كويس يا قلب ده مستقبلك
قلب باصرار:فكرت خلاص انا موافقه
لمعت عينا صقر و لم يفهم سر اصرار صقر على قبول هذا الشرط فقال لها:
صقر:انتي ممكن تحضري محاضراتك عادي
قلب غير مصدقة:بجد ازاي؟
صقر: أصل والدتي بتصحى متأخر و هنا موجود مديرة للبيت و كذا شغالة
قلب بتسرع:تسمح تقولي المرتب كام؟
صقر باستغراب: 10.000 جنيه
نظرت قلب الى صديقتها و كأنها تريد أن تتأكد أنها لا تحلم….

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا