رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع 7 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع 7 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع 7 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع 7

رواية بين براثن متملك الياس وعشق بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع 7

الفصل السابع _ ماضي _
جالسًا في رواق المشفي الطويل ؛ أحمر
العينين ‚ مشعث الشعر ‚ غير حليق الذقن ‚وبنفس الملابس منذ ليلة أمس واضعاً يده على فمه بينما عينيه واسعتين بغير هدي
يبدو وكأنه مجنون فقد العقل و القدرة على التصرف السليم .
علي الرغم من أن الطبيب قد طمأنه أنها جراحة بسيطة لن تستغرق ثلاثين دقيقة
إلا أن الدقائق كانت تمر بطيئة كزمنٍ سحيق يترك آثاره على الجدران.
و الصمت يحيطه من كل جهة لا يقطعه سوي صمت أنفاسه المتسارعة وتكات ساعة معصمه التي يسمعها الآن بوضوح
رفع أدهم رأسه ينظر أمامه بملامح صخرية و عينين مخيفتين
لقد طال به الانتظار جداً
اندفع من مكانه وهو يهدر بعنف :
" ما حد يرد عليا في الخرابه دي يقولي في إيه بقالها ساعة جوه"
خرجت أحدي الممرضات تجري من غرفة في نهاية الرواق و وصلت إليه وهي تقول بنبرة أمر:
" يا أستاذ لو سمحت الي بتعمله دا غلط دي تاني مره تعلي صوتك فيها و المرضي اشتكو منك  فـلو سمحت أقعد ساكت لحد ما الدكتور يخلص العمليه يا إما هضطر أنادي على آمن وهما يتصرفوا معاك "
إلا أن عينين أدهم توحشتا أكثر وهو يرفع يده ليضربها بقوة في الحائط بينما يهدر بعنف وهو يضغط فوق أسنانه بقوة و يقرب وجهة من وجهة الممرضة ببطئ يثير الرعب :
" الدكتور أتأخر جوه ليــــه "
هتفت الممرضة بصبر  :
" يا أستاذ مرات حضرتك بتعمل عمليه الزايدة ...و العمليه سهله و الدكتور طلب منك ٣٠ دقيقه...لما يعدو ابقي أتكلم.... اتفضل أقعد  ومن غير صوت لو سمحت "
أظلمت عيناه وهو ينظر إلي الممرضة بينما صدره يتعالي و ينخفض بسرعة
يخشى الفقد
يهاب الموت
استطاع أن يعيش بعد أن فقد عشقه لكن الآن يقسم أنه لو فقد أحد أخري سيكون هلاكه
مازال قلبه يتألم لفراق حبيبته مازال يتذكر ذلك الشعور اللعين الذي شعره عندما رآها أول مره و مازال يتذكر كيف خطف منه ذلك الشعور عندما علم بموتها.
مازال يتذكر كيف حفر في الأرض ليستخرج روحه.
خسر روحه و قلبه منذ زمن ولن يخسر حياته و أم ابنته الآن
يشعر وكأن كل شئ يتسرب من بين يديه
أهو المصاب بلعنة الموت!! 
ابتعدت الممرضة بينما أدهم بقي مكانه ينظر حوله .قبل أن يرفع وجهه لأعلي ليغمض عينيه بقوة
فتح باب حجرة الجراحة و خرج الطبيب فأسرع أدهم يقترب منه وهو يردف بلهفة:
"هيا عامله ايه"
أبتسم الطبيب بلطف:
" اطمن يا سيدي المدام كويسه و هننقلها لأوضة عاديه اول ما تفوق من التخدير "
ظل أدهم ينظر إلى ملامح الطبيب دون أن يحرره أو حتي أن يخفف من انقباض ملامحه. فقال الطبيب بهدوء :
" أهي يا سيدي المدام خرجت"
انتفض جسد أدهم وهو يراقب خروج ملك على السرير المتحرك ...فهرع إليها لينحني إليها هاتفا بلهفة :
" ملك.... أنتي كويسه...في حاجه بتوجعك...بطنك لسه بتوجعك ؟؟ "
هزت رأسها بالموافقة وهي تهمس بإختناق متأوهة غير واعية :
" بطني بتتقطع يا أدهم"
رفع أدهم يده ليلامس جانب وجهها بينما ينظر إلي ملامحها شديدة الشحوب أقترب منها و أسند جبينه فوق جبينها لتتخالط أنفاسه مع أنفاسها
" هتبقي كويسه .. متقلقيش انا جنبك"
صمتت وهي تغمض عينيها لا تزال تتأوه ولكن خفت صوت تأوهها تدريجياً
بدأ العامل في تحريك سريرها كي يوصلها الي غرفتها
فاستقام أدهم ليبتعد وهو يراقب ابتعدها بملامح قلقه بينما قلبه و عيناه خانتاه مره اخري بتذكره ل " شاهندة"
خانه قلبه وهو يتمني لو ردد لها تلك الكلمات يوماً لعلها بقت الآن بجواره
___________________________________________
لم تعلم متي نامت ومتي أغلقت عينيها لم تعلم متي تحولت الذكريات إلي أحلام و الأحلام الي كوابيس ..وهو يطاردها في كلاهما بلا رحمه
إلتفتت الي خلفها وهي تجري بكل قوتها و دموعها تنهمر فوق وجنتيها و تصرخ..وتصرخ حتي تحولت صرختها الي عويل يستنجد بأحد أن ينقذه.. شعرت كأنها على شفرات الموت وهي تري خيال أسود كبير يركض خلفها بسرعة و يبتسم لها ابتسامة لن تنساها يوما..تقسم أنها لم ولن تنسها حتي شعرت بأيدي تلتف حولها بقوة لتعتصرها مع ازدياد صراختها وهي تتخبط بقوة بين أشلاء السواد التي تحتضنها و أنفاس خبيثه تضرب أذنها.
لتبكي بقوة وهي تستنجد بأي حد ينقذها مما هيا به .. تشعر وكأنها في رمال متحركة تسحبها لأسفل لتغرقها في الظلام و تكتم أنفاسها.
انتفضت من فوق سريرها وهي تصرخ بصوت عالي وتلتفت حولها و تتسع ملقتيها بوضوح وكأنها تتأكد أنها مازالت 'حيه ' لتقفز من فوق الفراش وهي تجري وتجلس بجانب الخزانه   لعلها تخبئ نفسها و تخفيها عن العالم وهيا تضم ركبتيها الي صدرها و لفت يديها حولها و وضعت ذقنها فوق قدميها وهي تنظر أمامه بعمق و دموعها تنهمر فوق خديها تحرقهم كما حرقت روحها و تألمت
قبل أن تهز رأسها برفض وكأنها ترفض كل ما تعرضت له لتعاود و تنغمر في البكاء من جديد...
اهتزت حدقتي نور وهي تحدق في الجدار المظلم أمامها دون صوت..بينما قلبها ينبض ببطئ شنيع يجعلها أقرب للموت .. يجعلها غير قادرة على التنفس دون ألم
انتفضت من مكانها وهي تشعر بأيدي توضع فوق قدميها لتصرخ بصوت عالي و تدفع تلك اليد بعيداً عنها ..
ابتعدت سيسليا قليلا بعيداً عنها وهي ترفع يدها لأعلي:
" أهدي... انا سيسليا"
رفعت نور وجهها لها وهي تنظر لملامحها وكأنها تؤكد لنفسها أنها اختها وأنها بأمان الآن وما أن تسرب شعور الأمان بداخلها ببطئ حتي ارتمت بأحضان أختها وهي تبكي و تنتفض بقوة وتهمس بصوت مختنق يملؤه الرجاء:
" ابعديه عني .... أنا .... أنا ...خايفه"
لفت سيسليا يدها حولها بقوة وكأنها تريد بث الأمان بداخلها قبل أن تجلس بجانبها و تشدها لأحضانها ثم قبلت جبينها بحب:
" هشششش... نور يا نور عيني...متخافيش انا جنبك... اختك مش هتسيبك أبدا "
هزت رأسها برفض وهي تقول بألم:
" لأ....سبتيني وخلتيه...و خلتيه "
لم تكمل كلامها وكأنها غير قادرة على نطق ما مرت به وكأنه ليس عقلها فقط من يرفض. لتهز رأسها برفض وكأنها تنفي ما حدث معاها ...
أغمضت سيسليا عينيها بقوة و انفطر قلبها لما يحدث لأختها وهي تهمس بداخلها ' لقد آذاني انا أيضاً '
لتردف بألم حاد يقطع نياط قلبها و دمعه خائنه فرت من عينيها قبل أن تزيحها سريعًا فلأمثالها لم يخلق الدموع و الضعف:
" انا آسفه... انا آسفه"
أنهت كلامها وهي تحتضن اختها و تربط فوق شعرها بحنان وتهمس بجانب أذنها أنها بأمان الآن وأنها بجانبها ولن تتركها لهم مجدداً.
___________________________________________
وقفت في منتصف المشفي بضياع وهي لا تعلم اتهرب الآن و تترك كل شئ لكن هيا واثقه أنهم لن يتركوها وأن تحققوا من أمرها سيعلموا أنها ليست رجل!
وستكون حينها اللعنة لعنتين!
حينها قد يطول عائلتها الاذي..اللعنة عليها وعلى اليوم الذي قدمت به لهذا العمل
سحبت نفسا عميقا وهي تجر قدميها ببطئ  وهي تقدم قدم و تؤخر أخري وعقلها يتضارب بداخلها لا يعرف أي تجاه هو الأصح له ف لأول مره لا تعرف ماذا تفعل فتلك المصيبه أكبر منها بكثير حتي ضربت بيدها فوق الباب
برفق لتفتحه وهي تسمعه يسمح لها بالدخول
خطت قدميها لداخل وهيا تبتلع تلك الخصه التي تشكلت في حلقها بتوتر وهيا تهمس لنفسها بإطمئنان ..
هتفت بصوت رجولي:
" حمدالله على سلامتك يباشا "
أكملت وهيا تهمس بحزن حاولت أظهاره في صوتها:
" انا اسف يباشا أني مقدرتش انقذك وحصل كل دا "
سخرت من نفسها بصوت منخفض :
" كيف لها أن تحميه وهيا لم تستطع أن تحمي نفسها ! "
أرجع إلياس ظهره للخلف وهو يرفع رأسه لأعلي و يقول ببرود:
" بدام انا لسه عايش يبقي نجحت في مهمتك يا إبراهيم متشيلش نفسك الذنب "
أكمل بإستفسرار يتخلله الخبث :
" إلا قولي يا إبراهيم ايه الي حصل بعد ما حد ضربني على رأسي و عرفت تهرب منهم و تجبني المستشفي ازاي ؟ "
أغمضت عينيها وهيا تسحب أنفاسها بقوة لداخل رائتيها وهيا تتذكر كلامها مع ريم فهمست:
" بعد ما حضرتك أغمي عليك ضربني أنا كمان و خطفونا إحنا الاثنين بس انا لما فوقت عرفت أفك نفسي و هربت منهم وجبتك يباشا وجيت على المستشفى ولما وصلت كلمت الاستاذ محمد و حكيت له الي حصل فهو جاب باقي الرجاله وجه و واقفين برا مستنين سعادتك "
ابتسم إلياس بجانبيه وهو يهز رأسه بإقتناع :
" أطلع استناني برا يا إبراهيم و دخلي محمد "
شدت لايقه قميصها من حول رقبتها وهيا تشعر بالاختناق وكأن حبل يلتف حول رقبتها .
اتجهت للخارج حتي وقفت أمام محمد وهيا تهمس:
" الباشا عايزك "
وقف محمد من فوق الكرسي وهو يتجه لداخل ليري رب عمله وما أن أغلق الباب خلفه حتي سقطت عشق فوق الكرسي وهيا تشعر بجسدها كله يرتعش من الخوف.. وهيا لا تعلم اهو صدقها و مرت كذبتها عليه أم سيقتلها الآن و يتفق معه بالداخل أين سيخبئ جثتها
همست بصوت منخفض وهيا تضع يدها فوق صدرها:
" أهدي يا عشق أهدي حتي لو مصدقيش عقبال ما يتأكد من كلامك هيبقي معاكي وقت تهربي اهو ع الأقل هتأجلي موتك شويه لحد ما تلاقي حل .. أهدي"
بعد عشر دقائق خرج كل من محمد و إلياس من الغرفة متجهين للخارج قبل أن يشير لها محمد بأن تلحق بهم وهيا تفعل ما أمرها به لعلهم عند قتلها يشفقوا عليها و يتركوها.
جلس إلياس في الخلف و محمد احتل الكرسي بجانب السائق وهيا احتلت كرسي السائق ..سمعت صوت إلياس يردف بجمود:
" أطلع بينا على الشركة يا إبراهيم"
هتفت بطاعه وشعور الخوف بداخلها يتزداد مع عقلها الذي يرسم طريقه موتها ولا يرحمها:
" حاضر يا باشا "
وما أن وصلوا لشركة حتي ترجل الثلاثه ليسير إلياس و خلفه محمد و تاليه عشق.. وما أن خطي إلياس قدمه الشركة حتي تباطئت الحركه بداخلها تدريجياً و سرعان انعدمت و توقف جميع الموظفين عن الحركه
ليسير بشموخ الي المصعد الذهبي ليحتله  وهو يضغط على الرقم الاخير تاركا كل من محمد و عشق ينظروا له بصمت منتظرين أوامره التاليه .
وقفت عشق خلف محمد وما كادت أن تقترب لتصعد في المصعد معه لتجد يد محمد مدت أمامها وهو يهز رأسه بالنفي قبل أن يشير بعينه لمصعد آخر
لتتذكر كلام الموظف لها في أول خطت قدميه به هنا  ' أهلا بحضرتك يا فندم ، للإجابة على جميع أسئلتك بإمكانك التوجه إلي الطابق الثلاثون وهناك من سيساعدك ، بإمكانك الوصول هناك عبر المصعد ، يوجد مصاعد مخصصة للموظفين لا تقتربي من المصعد الذهبي أبدا أنه خاص برئيس الشركة فقط ، اتمني لك حظا جيد يا راجل '
______
        
وقف  كل من محمد و عشق أمام مكتبه منتظرين السماح لهم بالدخول حتي سمعاه ليفتح محمد الباب و يهم بالدخول و خلفه عشق
همس إلياس ببرد وهو يضع يديه فوق مكتبه :
" أقعد يا محمد "
نظرت عشق له بغيض فهو سمح لمحمد فقط بالجلوس بينما هيا تركها واقفه فـرجليها تتصادم مع بعضها بقوة من شدة الخوف
لما يعذبها هكذا قبل أن يقتلها ؛ أهو سيقتلها حقًا؟
أزداد ارتعاش جسدها عند هذه النقطة وهيا تتمني لو استطاعت أن تودع عائلتها قبل أن تموت..
أرجع إلياس ظهره إلي كرسيه وهو يتحرك به يميناً و يسارًا بكبرياء لا يليق إلا به قبل أن بردف بتلاعب:
" إبراهيم عايزلك تعرفلي مين الناس الي هجموا علينا و عايز تقرير كامل عنهم يكون على مكتبي"
انتفضت من أفكارها على كلامه وهيا تبتلع تلك الخصه التي تشكلت بحلقها بتوتر وهيا تسبه بداخله فهو يضعها بين نارين كيف تجلب له معلومات عن تلك الوحوش فهيا كلما تتذكر فقط ما فعلوه معها ترتعب فكيف بالبحث خلفهم ؟
مررت لسانها فوق شفتيها خفيه وهي تقول بخشونه حاولت بكل طاقتها استجماعها :
" حاضر يا باشا .. أي أوامر تانيه"
" لا.. وبطل تسمع أفلام كتير يا إبراهيم.. يلا اتفضل على مكتبك "
نظرت له عشق بإستغراب وهيا تضم حاجبيها بعدم فهم ولكنها رفعت كتفيها لأعلي بعدم إهتمام قبل أن تسير للخارج وهيا تسخر منه ومن نفسها فهيا إلي الآن لا تعلم أين مكتبها اللعين الذي و أخيرا ستطئ قدميها بداخله
وما أن أغلقت الباب خلفها حتي أخرجت الهواء من فمها بسرعه وهيا تضع يدها فوق قلبها قبل أن تركض إلي المرحاض لعلها تجد حل لمصيبتها
____________________________________________
أغلقت الحمام خلفها بقوة وهيا تبحث بعينيها عن اي أحد بالداخل لتغمض عينيها براحه فور إدراكها أنها و اخيرا بمفردها لتزيل ذلك الشعر المستعار و الشنب من وجهها وهيا تسند بيديها فوق الحوض لعلها تستجمع شتات أنفاسها المسلوبه وحل لتلك اللعبة التي أوقعت نفسها بها
اخرجت هاتفها وهيا تضغط فوق عدة ارقام متتالية و تنتظر الرد لتسمع صوت ريم القلق:
" هااا... عملتي اي طمنيني ... عملتي الي اتفقنا عليه.. عرف الحقيقة ... ردي عليا هموت من القلق "
صرخت عشق بها :
" اخرسي شويه علشان اعرف اتكلم ... أنتي تشوفيلي حل وتخرجيني من المصيبه الي انا فيها دي "
أكملت بفزع وهيا تسترجع ما مرت به :
" دا كل دا في أول يوم اومال بعد كدا هيحصل فيا ايه ...انا عايزه أرجع أشتغل تاني في محلات الهدوم كان مالها محلات الهدوم اهي شغلانه بمرتب بدل الشغلانه التي تقصر العمر دي "
هتفت ريم وهيا تحاول بث الاطمئنان بداخل صديقتها والتي تقسم أنها الآن لا تملك منها شئ:
" أهدي بس و هنحلها قولتي الي اتفقنا عليه ولا لأ "
ردت عشق :
" قولت "
" و قالك إيه ؟ "
" مردش "
صمتت ريم  وهيا تقضم أظافرها بتفكير قبل أن تهمس بصوت عالي :
" بس دامك عايشه لحد دلوقتي يبقي لسه ميعرفش حاجه وكمان يمكن صدقك "
ضغط عشق فوق شفتيها بغيظ وهيا تصرخ بها :
" أنتِ هبله يا بت انتِ ولا شاربه حاجه ... هو ايه الي لسه عايشه لحد دلوقتي وانا هستني لما يموتني و أقول ياريت الي جرا ما كان  "
ضحكت ريم بمراره على حالهم وهيا تضرب يدها برأسها بسخط:
" مهو أنتِ الي نحس محدش بيحصل فيه كل دا أول يوم شغل "
شدت عشق شعرها وهيا تشعر بالجنون من شدة خوفها:
" يعني هو انا كنت عايزه يحصل فيا كل دا .. لا و البيه عايزني أعرف مين كان بيجري ورانا هشم على ضهر ايدي يعني ولا هضرب الودع "
قفزت ريم من مكانها وهيا تتجه لجهازها الخاص لتفتحه وتعبث به قليلا وهيا تقول :
" بدام قالك تعرفي مين الي عمل كدا يبقي صدق كلامك انتي قلقانه من إيه دلوقتي ولما تديله المعلومات الي هو عايزها هيثق فيكي أكتر ومش هيدور ورا كلامك أصلا"
هتفت عشق بتسأل :
" طب وانا اعرف إزاي مين  دول "
رفعت ريم قدم فوق الآخر بثقه وهيا تهمس بغرور مصتنع لعلها تخفف عنها قليلا :
" سيبي الموضوع دا عليا "
هزت عشق رأسها بالرفض وكأن ريم أمامها و ستراها قبل أن تهمس بفضول:
" لا... عرفيني هتعملي ايه ... كفايه اوي الي عملتيه لحد دلوقتي مهو إلي انا فيه دا بسببك أصلا"
لتقول ريم بغيظ:
" ليه هو انا الي رفضت أشتغل في شركة يعقوب بدل الهم الي احنا فيه دلوقتي بس مش مهم هقولك  .. هقول لعماد يعرف مين دول و هبعتلك كل البيانات الي هعرفها على الواتس"
وما كادت أن ترد عليها عشق حتي سمعت صوت أقدام تقترب لتغلق الهاتف بسرعه وهيا تضعه في جيب بنطالها قبل أن تقف أمام المرآة لتضع كل من الشعر و الشنب و تخرج سريعاً من المرحاض
___________________________________________
" بقولك مش هعرف اجي يا علي النهارده"
صرخت بها سيسيليا بنفاذ صبر لمديرها
" سيسيليا بقولك تعالي المكتب النهارده ضروري في قواضي كتير لازم تستلميها "
أبعدت الهاتف عن أذنها وهيا تسبه بأبشع الألفاظ بداخله :
" حطهم على المكتب وانا هاجي اشوفهم بكره او اديهم ل بلال وانت هتابع معاه "
" قسمًا بالله يا سيسيليا أن ما جيتي لتكون ورقة استقالتك عندك من بكره و محدش هيمسك القواضي دي غيرك و تعالي حالًا علشان نتناقش فيهم "
زفرت بضيق وهيا تغلق الهاتف دون أن تهتم  بعناء الرد عليه وهيا ترمي هاتفها فوق الأريكة .
كيف لها أن تترك أختها في تلك الحاله بمفردها.. أغمضت عينيها و شعور العجز سيطر عليها ..
تشعر بالوحده الآن وأنها لا تمتلك من هذه الدنيا شئ حقيقي يمكنها الاستناد عليها غير أختها على الرغم  من امتلاكها لعائلة كبيره.
ضحكت بسخرية من اسم ' عائله ' أكبر كذبه يصدقها الجميع فلا شئ يسمي بعائله ..
كيف تكون عائله وهما يفرحون في عذابك و ألمك فلم يأكل لحمها ولحم اختها من غريب بل كان من  شئ يسمي' العائله '
وهل تلك العائلة وقفت معاها هيا و أختها ؟ لا كانوا اطفال لا يفقهون شئ و تلوثت برائتهم و رغم ذلك لم يهتم أحد بمحاسبة الجاني
أغمضت عينيها بقوة وكأنها تستعيد قواها لتحمي نفسها من الضعف فهيا أن سقطت لن تصعد مره أخرى تنتظر فقط الوقت المناسب للسقوط وعندها ستسقط حتي نهايه اعوامها .
اتجهت لغرفتها لتجهز و عقلها منشغل فكيف ستترك اختها بمفردها!
_______
وما أنت انتهت من ارتداء ملابسها حتي جلست بجانب أختها وهيا تقبل جبينها بقوة و تمسد يدها فوق شعرها الطويل وهيا تتنهد بقوة وهيا تنوي على فعل شئ ما ..
خرجت م غرفتها ثم من الشقه بأكملها وهيا تتجه للأسفل حتي وقفت أمام الشقه التي تحتل الدور الأرضي
رفعت يدها وهيا تضغط على جرس الباب لتجده معطل فضربت فوق الباب برفق  وما هيا إلي ثواني حتي فتحت لها تلك السيدة التي تسمي ' أم منصور ' .. سيدة مليئه و ستكون كاذبة أن قالت قليلا! فهي تكاد تخفي كل شئ خلفها
ابتسمت سيسيليا لها بود :
" سلام عليكم... اذي حضرتك يا أم منصور .. انا سيسيليا جارتكم الي في الدور الرابع"
رحبت بها أم منصور وهيا تشير لها بالدخول:
" وعليكم السلام.. اتفضلي يا بنتي متوقفيش بره كدا .. دا انتي نورتينا"
أنهت كلامها وهيا تشدها معاها لداخل .. انحلت عقدة حاجبيها فهيا شعرت براحه معاها تغذو أعماقها ضراوة عنها
هتفت سيسيليا بإحراج وهيا تقف رافضه الجلوس :
" الله يخليكي يا أم منصور دا منور بأهله.. الحقيقه يا أم منصور انا طالبه منك خدمه "
ضربت ام منصور على صدرها بقوة وهيا تهتف بعفوية:
" قولي يا بنتي وانا عنيا الاثنين ليكِ "
" بصي يا ام منصور البنت الي شلتيها معايا دي تبقي أختي وهيا تعبانه الفترة دي ومافيش حد ليها غيري وانا ماليش حد غيرها وكنت عايزه اروح بس مشوار ربع ساعة و عايزاكي تقعدي معاها وانا مش هتأخر عليكي والله "
شدت أم منصور سيسيليا الي أحضانها وهيا تربط فوق ظهرها بحنان:
" بس كدا عنيا .. روحي شغلك يا بنتي و متقلقيش.. اختك في عنيا الإثنين "
وكالعادة لم تبادل سيسيليا بالاحتضان ولكنها رسمت على شفتيها ابتسامة جميلة, صادقه وهي تهمس لها بالكثير من الشكر
___________________________________________
" انتِ ايه الي فكرك بيا بعد كل الوقت دا "
هتف بها فارس بوحشية مفرطة وكأن وحش ما بداخله
" غيبتك طولت اوي يا بن بطني "
زفر أنفاسه بغضب وهو يسب بصوت عالي :
" مش راجع.. مش راجع.. أنتي ايه مبتفهميش ؟ "
" هترجع و هترجع قريب اوي وإذا مكنش برضاك يبقي بغصب عنك وانت عارف "
انتفض من فوق فراشه كمن لدغته أفعي وهو يردف بعدم إهتمام :
" اعملي الي تعمليه لكن يحرم عليا اني أدخل بيتك طول ما انا عايش وفيا النفس "
أكمل بتهديد :
" ابعدي عني و سبيني في حالي "
" طب و مراتك مش ناوي تشوفها ولا تشوف إبنك ؟ "
إلي هنا وقد نفذ صبري وقد فقد أعصابه ولم يعد يحتمل كلامها ليرمي الهاتف في الحائط بقوة و قسوة ليتكسر إلي أشلاء صغيره؛ وهو يلعن كل شئ حوله
__________________________________________
رمت كل شئ من يدها بجانب الباب بقرف وهيا تنظر إلي يديها بتقزز و تقربهم من أنفها لتبعد رأسها للخلف و شعور القرف و التقزز يسيطر عليها
رفعت رأسها عندما سمعت صوت انفتاح الباب  وهيا تري ذلك البارد الغبي كما سميته التي لم ولن تكره أحد مثلما تكره يظهر من خلف الباب
نظر لها وهو يملي عينيه منها لا يعرف لما يشعر بالارتياح عند رؤيتها على الرغم أن خناقاتهم لا تنتهي ولكن ذلك يجعله يشعر بشعور غريب من اللذة والمتعة التي تجعله يشعر بالحياه تسري بجسده
زفر أنفاسه بضيق وهو يرسم ابتسامه نصر بتسليه فوق شفتيه جاهد في رسمها وهو يشعر بالاختناق من تلك المكالمه اللعينه التي ذكرته بكل شئ جاهد بكل قوته حتي أنه ترك كل تلك البلدان عندما كان يشعر أن ماضيه يعاود له من جديد.. ولكن حتما لا يعلم إلي متي سيظل ينكر حقيقته ولكن الأكيد أنه لن يتقبل تلك الحياه أبدًا.
نظر لكل تفاصيلها بتمعن وهو يحفظها عن ظهر قلب وهو يحفر أدق شئ بها داخل قلبه لكي لا يخونه عقله يومًا و ينسي تلك الملامح الرائعه وتلك الابتسامه التي تسلب أنفاسه ..
لمح وميض خبيث في عينيها ففهم ما تنوي فعله تلك الشيطانه الصغيرة نقل بصره من عينيها الي يديها التي تحركهم خفيه وهيا تنوي رمي محتويات تلك الحيوانات عليه بسرعه.
قبل أن يبعد جسده سريعًا لتسقط جميع القاذورات بجانب قدمه نظر لها بصدمه و دهشه من ردة فعلها العنيف، ضغط فوق شفتيه بوعيد و يقترب منها ببطء و يضغط فوق أسنانه بقسوة وهيا تقسم أنها تسمع تصادمهم القوي ومع كل خطوه يخطوها للأمام تخطيها هيا للخلف
لتقول بتهديد:
" والله العظيم لو عملتلي حاجه لصوت و ألم البلد عليك  و أخلي جدي..."
طارت كلامتها فور وضع يديه فوق فمها بقسوة و يثبت فكها بين يديه و يقرب رأسه منها و يثبت يديها الاثنين بيده خلف ظهرها:
" هشششش.. كل ما بتفتحي دا بتخرجي مصايب بتخليني عايزه اقتلك اكتر "
اتسعت حدقتيها بخوف وهيا تستمع الي حديثه وهيا تهز رأسها بالنفي وتشعر بألم شديد في يدها مع ضغطه الشديد عليهم وما كادت أن ترد عليه حتي شعرت بأنفاسها تختنق بواسطه شفتيه الغليظه  ..
ازداد اتساع حدقتيها أكثر وهي تشعر بالرعب يتسرب بداخلها مع تزايد تخبطها بين يديه ليدفعها بعيده عنها وهو ينظر لها نظره لم تستطع تفسيرها لتجده يرحل سريعاً وكأن شيطان العالم بأسره تلاحقه
وقفت مكانها وهيا لا تستوعب ما حدث منذ دقائق قليلة قبل أن تشعر بشئ ساخن يسري فوق خديها بحرقه ؛ ظلت واقفه مكانها و تضع يدها فوق شفتيها وهيا تتمني أن ما حدث يكون من خيالاتها المريضة ولم يحدث في الواقع أبدًا
شهقت بصوت عالي وهيا تتراجع خطوه للخلف وكأنها فاقت الآن لتجري سريعا الي غرفتها مع صوت بكائها التي يرتفع
___________________________________________
نظرت أم منصور الي التلفاز وهيا تتابع مسلسلها الهندي بإهتمام الذي يتمثل في عدد جزيئات لا تنتهي ولكنها انتفضت بفزع من فوق الأريكة وهي تسمع صوت تكسير يأتي من الداخل يصاحبه صوت صراخ عالي قفزت سريعًا من مكانها لداخل وهيا تقترب ومع اقترابها يزداد صوت التكسير المصاحب لصراخ فهيا تقسم أن احبالها الصوتية ستنقطع من شدة صراخها..
شعرت بالقلق عليها ومن صراخها فحاولت فتح الباب عدة مرات ولكنها فشلت لتضرب فوق وجهها بخوف من أن يحدث لها شئ و تتحمل هيا ذنبها لتصرخ هيا الأخري و تضرب فوق وجهها بقوة :
" يــالــهــوي.. يــالــهــوي.. افــتــحــي يــا بــنـتـي فــيـكــي ايــــه"
حاولت فتح الباب بقوة ولكنها لم تستطع لتجري سريعًا للخارج لعلها تتصل بأختها أو تجد أحد يساعدها
خرجت من الشقه وتهرول للأسفل بسرعه ومازالت تضرب فوق وجهها :
" يــا مصيبتـي... يــا مصـيبتـي علـيـا "
قاطعها صوت رجولي خشن:
"مـالك يـا أم منصور... في ايـه "
رفعت رأسها وهيا تجد جابر يقف أسفل السلم و يبدوا عليها أنه سيصعد الي شقته، ينظر لها بإستغراب و يرفع جلبابه من الأسفل بين شفتيه.. لتستنجد به بسرعه:
" إلـحـقني... إلـحـقني يا معلم "
صرخ بها بنفاذ صبر :
" في ايه يا وليه انطقي"
اردفت من بين بكائها وهيا تضع يدها فوق قلبها لتستطيع أن تأخذ أنفاسها المسلوبة:
" البت مش مبطله صويت وخايفه تكون عملت في نفسها حاجه"
رفع جانب شفتيه بإستغراب ثم الي ما تشير إليه ولكن سرعان ما فهم إليها عندما سمع صوت صراخ عالي ليزداد انقباض حاجبيه:
" طب وسعي كدا خليني أشوف في إيه "
أنهي كلامه وهو يقذف فوق السلالم بخفه.
خطت قدميه لداخل وهو يتجه للغرفه التي أشارت إليها ام منصور فسمع صوت تكسير في الداخل مع صراخ وهيا تهمس برجاء بين صراخها بأن ينقذها أحد.
رفع قدمه ليضرب الباب بقوه ليتصادم الباب مع الأرض مصدرًا صوتًا مزعج
لحظه واحده و توقف كل شئ ساد الصمت في المكان توقف التكسير و الصراخ ولكن الصمت لم يكن خالي من صوت شهقات جاهدت صاحبتها في إخفائها.
نظر للغرفه فكل شئ بها تكسر لاشلاء صغيره جدا وكأن إعصار قوي مر بها
أقترب من مصدر الصوت الذي جاء من أسفل السرير ليميل بجذعه العلوي و ينظر فرأها  تضم جسدها الصغير الذي يرتعش بشدة وتضع يدها فوق فمها وتبكي بصوت وهيا تغمض عينيها بقسوة .

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا