رواية ابو الرجالة الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد

رواية ابو الرجالة الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد

رواية ابو الرجالة الفصل التاسع 9 هى رواية من كتابة شيماء سعيد رواية ابو الرجالة الفصل التاسع 9 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ابو الرجالة الفصل التاسع 9 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ابو الرجالة الفصل التاسع 9

رواية ابو الرجالة بقلم شيماء سعيد

رواية ابو الرجالة الفصل التاسع 9

وقف كمال أمام إحدى أكبر المستشفيات بشرم الشيخ، ثم هبط من السيارة وذهب بخطوات هادئة للباب الخاص بثريا وفتحه لها مردفا بابتسامة :
_ أنزلي على مهلك يا حياتي..
ابتلعت ريقها بخوف من طريقته المريبة بالنسبة لها وظلت مكانها ترفض أن تتحرك خطوة واحدة، حرك حاجبه إليها متعجبا من تعلقها بالمقعد وكأنه من أفراد العائلة قائلا :
_ في إيه ماسكة في الباب وكأنه إبن أختك كدة ليه أخلصي أنزلي يا ثريا..
حركت رأسها برفض وهي تقول :
_ أنزل أروح فين إحنا على باب مستشفى هو أنت عيان؟!..
نفذ صبره ليجذبها من كفها المتعلقة بالمقعد يحثها على القيام وهو يقول بنبرة ساخرة :
_ أيوة عيان صحتي من الجري وراكي بقت في الأرض تعالي بقى اطمني عليا بنفسك..
أغلقت عينيها وهي تنفذ طلبه وتضع ساقيها بأرض الشارع ليغلق باب السيارة وصار بجوارها، مع كل خطوة لهما بداخلها ترتفع دقات قلبها لدرجة أنها شعرت بضيق المكان من حولها، ضغط على كفها بحنان كأنه يبث بداخلها الأمان هامسا بجوار أذنها :
_ اهدي وخدي نفسك..
رفعت عينيها إليه ببراءة وكأنها طفلة صغيرة خائفة وتبحث عن حيلة للخروج من ورطتها قائلة بتردد :
_ أنا مخبية عليك حاجة يا كمال خلينا نمشي من هنا وبعدين هقولك كل حاجة بس نمشي من المكان ده أنا خايفة..
أخذ نفسا عميقا قبل أن يرفع كفها المرتجف إليه مقبلا اياه عدة قبلات هادئة حنونة قائلا :
_ هندخل نطمن عليكي وبعدين نتكلم براحتنا يا ثريا..
تلفت أعصابها من طريقته تلك لتبعد نفسها عنه صارخة بخوف :
_ مش عايزة أدخل جوا يا كمال مش عايزة، أنا معنديش حاجة عشان تتطمن عليا....
نفذ صبره من جنونها ليزيد الأمر جنون وهو يميل عليها قليلا حاملا جسدها بين ذراعيه وأكمل سيره بكل هدوء للداخل، صدمت من إصراره على الذهاب للطبيب لتقول بتعب أعصاب :
_ أنا حامل يا كمال..
ارتسمت إبتسامة سعيدة على وجهه دون أن يرد عليها، شعر بانتعاش غريب من فكرة ربطها به إلى الأبد، وصل بها لغرفة الكشف ودلف بلا إذن لتقوم الطبيبة من مقعدها مردفة بغضب :
_ أنت مين يا أستاذ أنت وازاي تدخل من غير إذن ازاي بتوع الأمن سمحوا لك بكدة؟؟.
وضع ثريا على الفراش وجلس هو على أقرب مقعد مردفا ببساطة :
_أنا كمال أبو الدهب أبو الدكتور فريد يا دكتورة..
أبتلعت الطبيبة ريقها لأنها تعلم أن فريد صاحب تلك المشفى من عدة اشهر، اقتربت من كمال ومدت كفها إليه مردفة :
_ أهلاً بحضرتك يا فندم كان لازم انفعل لأني مكنتش أعرف حضرتك مين والمستشفى هنا ماشية بالساعة...
أومأ إليها كمال بهدوء ثم أشار على ثريا قائلا :
_المدام حامل عايزين نتأكد ونطمن على صحتها..
مرت دقيقة كاملة وهو يتابع أقل تفصيلة تظهر على الشاشة بقلب يخفق وكأنه لأول مرة سيكون بها أب، انتهت الطبيبة ليقول بلهفة :
_ هااا حامل صح؟!.
تعجبت الطبيبة من طريقته ولكنها ردت عليه بابتسامة :
_ أيوة يا فندم حامل ألف مبروك..
تركت لهما بعض المساحة حتى تعدل ثريا ملابسها ليقترب إليها قبل أن تنزل فستانها ووضع يده على بطنها مردفا برجفة لذيذة :
_ هنا في إبني يا ثريا، بيكبر كل يوم جواكي..
أبعدت كفه عنها بقوة ثم قالت بملامح غاضبة :
_ عيل ايه اللي بيكبر، إبنك مش هيعيش جوايا أكتر من كدة يا كمال كفاية قلة أدب وقلة قيمة لحد كدة بقى..
_ اللحظة اللي هيموت فيها إبني في بطنك لازم تكون روحك طلعت غير كدة لأ..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل فريد ظل ثابتا كما هو يشاهد رد فعل هالة بكل هدوء، أخذت فيروز نفسا عميقا وهي ترى الأخرى تسقى من نفس الكأس الذي أسقته لها، نعم هي من قامت بالاتصال عليها وبعثت لها العنوان تشعر بفخر غريب من نفسها.
أسندت ظهرها على المقعد براحة لتدلف هالة عليهم وهي بحالة جنونية، حاولت الاقتراب منها كل ما توده الآن أن تأخذ روح تلك اللعينة التي أقتربت من زوجها، وقبل أن تضع يدها عليها كان فريد الأسرع وهو يبعدها عن فيروز مردفا بغضب :
_ بطلي جنان وارجعي ورا يا هالة مالك و مالها..
صرخت هالة بوجع وقهر :
_ مالها؟!.. أنت بجد بتسأل مالها دي سرقتك مني..
حرك رأسه بهدوء قبل أن يجذبها تجلس على الأريكة لتكون بعيدة عن فيروز قائلا :
_ هو أنا موبايل عشان تسرقني فوقي يا هالة لو هي وحشة عشان وافقت تتجوزني وإنتِ على ذمتي فأنتِ كنتي أبشع منها بكتير لما عملتي نفس الحاجة وخربتي بيتها..
اتسعت عينا فيروز من وقاحته ولم ترسم رد مثل هذا أبداً شعرت ببوادر الخطر تقترب منها لتقوم من مكانها مردفة ببعض التوتر :
_ طيب همشي أنا بقى حضرتك والمدام حلوا مشاكلكم مع بعض يا دكتور..
لو النظرة تقتل لخرجت روحها بنفس اللحظة، أشار إليها بالجلوس قائلا :
_ اياكي تتحركي من مكانك لحد ما المأذون يوصل يا بنت ثريا..
صمتت وهي تعض على شفتيها بتوتر يبدو أن الخطة فشلت وهذا بحد ذاته كارثة، انتفضت على صرخة هالة وهي تقول :
_ أنت بتقول إيه أنا عملت منك باشا يبقي في الأخر دي نهايتي مش هسكت يا فريد البنت دي هتغور من هنا حالا وأنت هتروح معايا هتحاول تصالحني وأنا مع الوقت هسامح..
أطلقت فيروز ضحكة خرجت دون انتباه من حديث تلك الحمقاء، اقترب فريد من هالة مقبلا رأسها مردفا بحنان :
_ أنا مراعي حالتك يا حبيبتي عندك حق الموقف صعب خصوصاً لو مع ست بتحب جوزها بجنون، الأحسن دلوقتي إنك تروحي بيتنا وأول ما أخلص شهر عسل هرجع لك وهفضل أصالح فيكي زي ما أنتِ عايزة يا حياتي اتفقنا..
رفعت وجهها إليه ببراءة طفلة صغيرة وازالت دموعها بطرف أصابعها قائلة برجاء :
_ بجد يا فريد هترجع ليا وتعمل أي حاجة أنا عايزاها عشان أرضى عنك؟!..
أومأ إليها وهو يقبل أنفها هامسا :
_ طبعا يا حياتي هو أنا عندي أغلى منك، تمشي بقى عشان الليلة متبوظش والا تزعلي حبيبك؟!..
حركت رأسها برفض وهي تقوم من مكانها بخطوات متعجلة ثم حملت حقيبتها قائلة وهي تخرج من المنزل :
_ كله إلا زعلك يا حبيبي ألف مبروك هستناك لما تحس إني وحشتك..
ذهبت أغلقت الباب خلفها لتظل فيروز لأكثر من ثلاث دقائق بلا كلمة واحدة، ما حدث أمامها ليس لديه أي وصف سوا إنه جنون، حاولت القيام هي الأخرى الا إنها شهقت برعب مع سحبه للمقعد الجالسة عليه لتبقى محاصرة بين يديه مردفا :
_ على فين يا قطة بقى عقلك الصغير ده قالك إنك ممكن تضحكي عليا لأ وكمان تاخدي فلوسي وتهربي، عيب يا روزا ده أنا اللي معلمك على أيدي الصياعة وكل الحركات دي حافظها..
ردت عليه بنبرة صوت مرتجفة :
_ فريد هي مراتك طبيعية والا أنت عامل لها سحر؟!..
قهقه بمرح قبل أن يقول بنظرات ماكرة :
_ سيبك منها وركزي في نفسك يا عروسة دي الليلة ليلتك..
ما هذا بالفعل ما هذا كل ما رسمت إليه سقط أمام عينيها ويبدو أنها على وشك إعلان أكبر خسارة، قبل أن تنطق بكلمة واحدة ابتعد عنها وذهب لفتح باب المنزل إليها قائلا :
_امشي يا فيروز.
_____ شيماء سعيد _____
بمكان عمل هادية خرجت من المكان لترى خاطر يقف بسيارته أمامها، أقتربت منه بخطوات سريعة وهي تخشي أن يراه أحد هنا، أشار إليها بابتسامةواسعة وهو يلقى إليها قبلة بالهواء، جزت على أسنانها بغيظ وقالت بعدما وصلت لمحل وقوفه :
_ أنت بتعمل إيه هنا؟!.. 
حرك كتفه ببساطة قائلا :
_ بصراحة وحشتيني يا بت ثريا مقدرتش أقعد في المحل دقيقتين زيادة وجيت لحد عندك فيها مشكلة دي.. 
أومأت اليه بسخرية :
_ أنت كلك على بعضك مشكلة يا أستاذ وبعدين هنا مكان أكل عيش مش كورنيش العشاق.. 
قهقه بمرح وهو يضربها على كتفها مردفا :
_ دمك عسل يا بت، وبعدين بقولك وحشتيني هو ده مش موضح لك حاجة مهمة.. 
حركت كفها مكان ضربته بألم حاولت اخفائه ثم قالت :
_ إيه هي الحاجة المهمة دي يا ترى؟!.. 
جذبها سريعا وفتح لها باب السيارة مشيراً لها بالجلوس قائلا :
_ أركبي وأنا هقولك إيه هي الحاجة المهمة.. 
صعدت بالسيارة ليجلس هو بمكان القيادة وتحرك بها بدأت تشعر بالملل أو لتكون صادقة بالخوف يكفي أنها بسيارة واحدة مع إبن أبو الذهب، ضمت يديها لبعضهما مردفة :
_ هو أحنا رايحين فين بالظبط يا خاطر.. 
ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يقول ببرود :
_ شوية وهنوصل وقتها هتعرفي أحنا رايحين فين بالظبط.. 
حديثه هذا جعل الأمر أكثر سوءا بالنسبة لها، لذلك قالت بنبرة عالية :
_ وقف العربية دي ونزلني مش عايزة أعرف حاجة ولا أروح معاك في حتة.. 
ظل كما هو يتابع الطريق أمامه ويبث بداخلها الخوف أكثر، أرتجف جسدها وهي تشعر إنها على وشك الدلوف معه بطريق مجهول الهوية، لعنت نفسها فجنونها هو من أدخلها بتلك الدائرة مع عائلة جميع أفرادها مختلين عقليا.. 
وقف بالسيارة أخيراً بمكان خالي من أي كائنات حية لتقول بخوف :
_ إيه المكان ده إحنا هنا ليه؟!.. 
_ أنزلي يا هادية.. 
____ شيماء سعيد _____

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا