رواية غيوم ومطر من الفصل الاول للاخير بقلم داليا الكومي

رواية غيوم ومطر من الفصل الاول للاخير بقلم داليا الكومي

رواية غيوم ومطر من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة داليا الكومي رواية غيوم ومطر من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غيوم ومطر من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غيوم ومطر من الفصل الاول للاخير

رواية غيوم ومطر من الفصل الاول للاخير بقلم داليا الكومي

رواية غيوم ومطر من الفصل الاول للاخير

التقطت فريده هاتفها المحمول لتجيب علي الاتصال ...والدتها بالتأكيد سوف تلح عليها بشأن الذهاب الي زفاف ابنة خالتها اسيل اليوم ....بالطبع هى تريد الذهاب فأسيل صديقة عمرها لكنها لا تريد ان تجد نفسها في مواجهة عمر....

منذ طلاقهم وهى تتحاشي مقابلته وهو سهل لها الامر برحيله عن مصر كلها معلنا رغبته هو الاخر في تحاشي رؤيتها ...لكن كانت دائما المناسبات الاجتماعية هى رعبها الاكبر فبحكم صلة القرابه التى تربط بينهم كان دائما من المتوقع ان تراه ...واليوم مزاجها بالخصوص لا يسمح لها برؤيته ... طالما تسألت عن ما اذا كانت اذته بشده وظلمته خلال سنوات زواجهم
الان بعد مرور اكثر من اربع سنوات علي طلاقهم بدأت في مراجعة بعض الامور ...لقد كانت غبيه وانانيه بالكامل
طوال فترة زواجهم التى امتدت الي ثلاث سنوات دأبت فريده علي اذلاله طالما اشعرته بالنقص وانها افضل منه بحكم تعليمها الاعلي منه ...لم ترضي يوما عن زواجها منه علي الرغم من انها هى التى كانت تحتاجه بشده ...فلولا عمر لما كانت استاطعت اكمال تعليمها ودفع مصاريف كليتها التى كانت مهدده بتركها لولاه
هزت رأسها بقوه لنفض الزكريات فهاتفها سوف يعاود الرنين ..والدتها لن تيأس هذه المره فهى تحاول كسر العزله التى فرضتها فريده علي حياتها منذ طلاقها من ابن خالتها عمر....
قصه غيوم ومطر للكاتبه داليا الكوميلديها الان الوظيفه التى حلمت بها ...تفوقها في خلال سنوات دراستها مكنها من الحصول علي نيابه في المستشفي الجامعى ...نيابه الاطفال حلم عمرها منذ ان التحقت بكلية الطب اصبح حقيقه وهاهى الان انهت الجزء الاكبر من الماجستير وعلي وشك مناقشة الرساله بعد ايام قليله ..احلامها تتحول الي حقيقه ..نالت التعيين في الجامعه كما تمنت ونالت لقب مطلقه كما كانت تستحق ايضا ...الزكريات لن ترحمها ...لاتدري لماذا اليوم تشعر بندم هائل يغمرها ..ربما بسبب زفاف اسيل او ربما بسبب انه يوم عيد مولدها الذي لن تحتفل به ...منذ رحيل عمر لم تحتفل به او تتزكره ...طوال حياتها لم ينسي عيد ميلادها يوما وكان الاول في التهنئه وارسال الهدايا لها ...لطالما دللها بغباء حتى اعتقدت انه ضعف ...فهمت قوته مؤخرا بعدما فات الاوان اليوم ستكمل السابعة والعشرون ولن يتزكر احد مولدها
هاتفها المحمول رن مجددا كما توقعت ...لن تستطيع تجاهل والدتها
سوميه " لانها سوف تشعر بالقلق اذا لم تجيب هذه المره "
- فريده ...مردتيش ليه يا بنت ...؟ ارجعى بدري النهارده ...مافيش اعذار هتروحى الفرح ...خالاتك كلهم اكلوا وشي ...والدتها تعلم جيدا انها انتهت من عملها في الثامنه صباحا بعد مناوبه ليليه مرهقه في الاستقبال في المستشفي الجامعى الذي تعمل به ...اي حجه ستتحجج بها لعدم الذهاب وهى تعلم انها لديها عطله لمدة ثلاثه ايام كامله بدءا من اليوم
- حاضر يا ماما مش هتأخر ..لكن انت عارفه ان المناقشه بعد اسبوع ولازم اجهز
- انتى جاهزه من زمان يا فريده واعملي حسابك لو مجتيش معايا الفرح انا هكون غضبانه عليكى ..وبدون اضافة المزيد سوميه اغلقت الخط في غضب بدون ان تسمح لها بالرد ... فريده شجعت نفسها ...طوال فترة عودتها للمنزل في قطار الانفاق وهى تطمئن نفسها ...عمر لن يحضر الزفاف فلاربع سنوات وهو لم يعد الي مصر سوى مرتين ...وفي يوم خطوبة اسيل اكتفي بإرسال الورود والهديه الفخمه التى تعبر عن مكانته الجديده ....اتصال اخر علي هاتفها المحمول اخرجها من زكرياتها الاليمه ...المتصل هذه المره كان اسيل ...فريده اجابتها فورا بدون تأخير فلربما العروس تحتاج مساعدتها في التحضير للزفاف....اسيل بادرتها بالقول بلهجة تهديد...
- اياكى متحضريش الفرح زى الخطوبه ...والله لو مش جيتى هقطع صلتى بيكى للابد....
فريده حاولت التظاهر بالمرح ...- طيب قولي ازيك ولا سلمى عليه بتخوفينى يعنى....
فريده ...انا عارفه حركاتك وعارفاكى انتى شخصيا اكتر من نفسك -
طيب هجى متزعليش بقي ..قوليلي محتاجه مساعده ؟-
 لا يا ستى انا هنام شويه واقوم اروح البيوتى سنتر ...شفتى عمر بعتلي هديه جنان يا فريده ...طقم دهب لازوردى خرافي ...وشنطة برفانات فخمه من اغلي الانواع ...كله زوق مش عارفه انتى كنتى غبيه وسبتيه ازاي ده واحد يتفرط فيه ؟ ما ان انهت اسيل جملتها حتى شعرت بندم هائل فشهقة الدموع المحبوسه التى صدرت من فريده وصلت الي مسامعها... - فريده انا اسفه....فريده قاطعتها بألم... - خلاص يا اسيل ده موضوع وانتهى وكل واحد راح لحاله...
" كل واحد راح لحاله " ...بالفعل عمر اندمج في حياته الجديده وتكاد تجزم انه نسيها وشفي من حبها الذي كانت تحتقره ولم تقدره ...منذ نعومة اظافرها وهى تعلم بحب عمر الفياض لها وكانت تعامله بجفاء ولم ييئس يوما بل ازداد في تدليلها حتى كرهت حبه ...عمر كان يكبرها بثمان سنوات كامله ومنذ يوم ميلادها وهو اعتبرها ملكا خاص به ...طوال ثلاث وعشرون عاما لم يخلف يوما عيد ميلادها وكان يحضر لها اغلي هديه تسمح له امكانياته بإحضارها ...عائلتها تنتمى للطبقه المتوسطه التى تكافح للعيش بسلام والاكثر تكافح للظهور بمظهر يليق بمكانتها الاجتماعيه والدها الراحل فتحى الطويل كان علي مرتبة وكيل وزاره في وزارة التعليم لكنه كان موظف ويتقاضي راتب موظف حكومى ...اما والدتها فكانت تعمل في شبابها مدرسه للرسم ومع تدرج مناصبها اصبحت وكيلة مدرسة ثانويه ...كان لديها شقيقان يكبراها محمد واحمد وشقيقه تصغرها ...محمد كان متفوق مثلها والتحق بكلية الطب ...محمد كان يكبرها بعامين واحمد كان يكبرها بعام واحد فقط لكنه كان دائما يعانى من الهزال الشديد بسبب مرضه المزمن فلم يكن متفوق مثلهم والتحق بكلية الحقوق التى اعتبروها نعمه نظرا لحالته الصحيه...فمنذ طفولته وهو يعانى من مرض الكلي الذي تطور وهو في الثانويه ليكتشفوا انه مصاب بالفشل الكلوى ويحتاج للغسيل مرتين علي الاقل اسبوعيا ...اما رشا دلوعة العائله الصغيره فلم تشغل نفسها يوما بالتعليم وكان تركز علي الاهتمام بجمالها ومظهرها ... في الحقيقه رشا اجمل من فريده ولكن فريده كانت تتميز بالجاذبيه والبشره المثاليه الخاليه من العيوب كبشرة الاطفال ...رشا اختارت ان تدرس في كلية التجاره باللغه الانجليزيه وتعجبت من مقدرة والدتها علي دفع المصاريف التى كانت تقدر ببضع الالاف ... بعد وفاة والدها وهى في السنة الثالثه من كليتها انخفض دخلهم كثيرا ...ومعاش والدها لم يكن يكفي لسد متطلباتهم التى فاقت دخلهم بكثير ...فيكفي فقط مصاريف غسيل احمد الكلوي او مصاريف كلية الطب التى وصل فيها محمد للسنة الخامسه واحتياجه الي درس في مادة النساء والتوليد او مصاريفها هى الشخصيه فهى كانت في اول السنة الثالثة من كلية الطب واي طالب طب يعرف جيدا معنى هذه السنه فهى بلا منازع كابوس الطلبه ...كانت تعلم جيدا احتياجها للتقويه في مادة الباثولوجى المعقده ...لولا عمر ومساعدته لهم لما كانوا استطاعوا اجتياز ازمتهم الشديده....
قبلت مضطره عرض عمر بالزواج منها مقابل مساعدته الماليه لاسرتهم والمقابل الاكبر كان تبرعه بالكلي لاحمد لكنها داخليا لم ترضي مطلقا عن ذلك الزواج ...ربما بسبب احساسها انها مجبره علي الزواج او بسبب ان عمر لم يكن من كليات القمه كما يسمونها ..فعمر التحق بكلية السياحه والفنادق وبعد تخرجه مباشرة سافر للعمل في الامارات ...دائما كانت تشعر انها افضل منه ...لم ترضي يوما عنه كزوج فبالرغم من انه كان وسيم ولكن زيادة وزنه كانت تغطى علي وسامته ...عمر كان يعمل بلا انقطاع في عملين استنزفا كل وقته بعد عودته النهائيه من دبي بسبب زواجهم
كان يضطر الي اكل الوجبات السريعه في معظم الاحيان لانها كانت تتحجج بالمزاكره ولا تعد الطعام في المنزل فيقوم عمر بالطبخ وعندما لا يتمكن بسبب عمله كان يشتري الطعام الجاهز....عمله القاسي لم يسمح له بممارسة الرياضه بانتظام فزاد وزنه بدرجة كبيره حتى عن قبل زواجهم لم تقدر حبه الكبير لها وشغلت نفسها فقط بعيوب سطحيه اختلقتها كى تفرغ جام غضبها عليه فى كل مناسبه بسبب او بدون....
7

فريده انتبهت الي ان محطتها فاتتها بسبب افكارها الحزينه فغادرت الي القطار في الاتجاه المعاكس كى تذهب الي بيتها...
استغرقت في النوم فور وصولها الي غرفتها فليلتها كانت مرهقه جدا وعاينت فيها مايقرب من 40 طفل ...بمجرد حصولها علي الماجستر ستترقي لمدرس مساعد وستعمل بالمناوبات الصباحيه فقط كما جرت العاده فقط اسبوع وتناقش رسالتها وتتوج فرحتها لكن اي فرحه ستكون بعدما اصبحت تعيش في وحده وعزله اختياريه ؟
ابتعدت عن الجميع وقطعت صلتها بكل صديقاتها حتى فاطمه صديقة عمرها قطعت صلتها بها فبعد مكالمتها الكارثيه معها والتى كانت السبب المباشر في طلاقها قطعت اي صله بها ....لكن لماذا تحملها الذنب ؟ فهى من كانت انانيه وحقيره بالكامل ...صحيح ان فاطمه دأبت علي التقليل من شأن عمر ولطالما رددت علي مسامعها الجمل التى كانت تحقر منه ومن شهادته بالنسبه الي شهادتهم لكن هى من سمحت لها بذلك
نعم هى سمحت لها واستمعت الي السم الذي كانت تبخه في اذانها ...دائما حرصت علي التقليل من عمر حتى هداياه الباهظه التى كان يغرقها بها كانت تسخر منهم وتخبرها ...- مهما عمل هتفضلي اعلي منه ...يحمد ربنا انك وافقتى عليه....شايفه كل زميلاتنا اتخطبوا لمعيدين
او عندما كانت تخبرها انه يعد لها الطعام ويرتب المنزل عندما تكون في فترة الاختبارات كانت تعلق بسخريه ...- طبعا ماهو فاضي ...ابو 60% لازم يخدمك ...شكله مخه تخين زى جسمه....
لم تعترض يوما علي اهانة فرح له امامها بل بالعكس كانت تخزن كلامها ثم تبدء في ترديده لنفسها حتى باتت مقتنعه به ..مع انها هى من ظلمت عمر بزواجها منه فهو تخلي عن عمله المريح والمربح بالخليج ليعود ويعمل لفترين كالثور في الساقيه ليلبي مطالب اسرتها التى كانت تثقل كاهله معظم مدخراته من عمله بالخارج انفقها في اعداد شقة الزوجيه التى اثثها بالكامل علي حسابه ومن افضل واجود الاثاث والتحف ليرضيها وليشرفها امام صديقاتها ...اه ماذا ستستفيد الان من التزكر ...؟ فهى استيقظت منذ قليل قبيل العصر ومازالت تسترجع شريط حياتها ...صلت الظهر علي عجل وجلست في انتظار صلاة العصر ...مناوباتها الليله تقلب نظام يومها لكن الحمد لله امس كانت اخر مناوبه ليليه بعد سنوات من العذاب ... خرجت بعد الصلاه تبحث عن والدتها لتساعدها في اعداد الطعام فهى تعلم ان رشا عديمة الفائده تماما ...ان كانت هى انانيه كما تعتقد لكنها علي الاقل انقذت كامل اسرتها من الضياع بعد وفاة والدها بزواجها من عمر اما رشا فدلعها يفوق الحد ....لكنها كانت تعلم انها ليست بالسوء الذي تظهر به هى فقط تهتم بجمالها بدرجه مبالغ فيها...وتقضى معظم وقتها بالتسوق...
علي طاولة الطعام رشا لم تغلق فمها للحظه تحدثت عن فستانها الجميل الذي سوف ترتديه في العرس ...عن المركز التجميلي الذي سوف تذهب اليه بعد الاكل مباشرة وطلبت منهم المرور عليها والتقاطها قبل ذهابهم للحفل....
- ماما انا نازله حالا ...هستناكم ..باي
 طيب يا رشا علي الاقل شيلي الاطباق انا لسه هشوف هلبس ايه واجهزه - ما فيش وقت ولازم انزل حالا..فريده اجابتها بضيق ...- الساعه لسه 5 يا رشا والفرح الساعه 9 اربع ساعات مش كفايه تجهزى
- يا بنتى فرح راقي زى فرح اسيل في الهلتون لازم اجهزله كويس ...باي بقي
فريده رفعت الاطباق بروتينيه ...رشا تستعد للحفل بكامل طاقتها ...فريده لم تهتم يوما بجمالها ولم تحاول ابرازه ..نعم هى جميله بدرجه معقوله لكنها تعمدت اهمال مظهرها ...في البدايه كانت تتعمد الانتقام من عمر بإهمالها لنفسها ...برفضها لاعطائه نفسها في معظم الاوقات ...كانت تدرك جيدا مقدار احتياجه لها ومع ذلك كانت تمنع نفسها عنه بالاسابيع بحجة المزاكره وهى كانت تعلم انها تعذبه ..وبعد طلاقها اهملت نفسها ايضا فلم تشعر بأن اي رجل يستحق ان تتزين كى تنال اعجابه ...اما اليوم فقد كان يوم عيد مولدها ولم يتزكر احد من عائلتها ...الزفاف واخباره شغلت الجميع ونسيوها تماما ...مع الوقت ستتحول الي كرسي او خزانه ولن يكون لها اي قيمه...
اسوة برشا سوف تتأنق اليوم بزياده وستظهر جمالا هى تعلم جيدا بوجوده في ايام زواجها عمر مليء خزانتها بكل انواع الثياب ومعظمها لم تستعمله ابدا ....روح التحدى شجعتها ففتحت خزانتها وتطلعت فيها ولا اراديا عيناها اتجهت الي الفستان الاسود الفخم المعلق بفخامه في طرف الخزانه فستانا فخم لم ترتديه يوما واليوم حان اوان ارتدائه ...ذلك الفستان له زكريات اليمه ولكن شيطان التحدي احتلها بالكامل...اخرجت الفستان من غلافه الذي يرقد بداخله منذ سنوات ولمست قماشه الفاخر بيديها ..نعم سترتديه اليوم وستذهب للزفاف بكل ثقه وستظهر جمالها الناعم ...جذابيتها الشديده ستعوض عمرها الضائع ....بل سوف تتجمل لساعات اسوة برشا..
بدأت بتنظيف بشرتها ووضعت علي وجهها بعض الاقنعه التى وجدتها علي مرآة الحمام ...حمام من الطمى المغربي سينعشها ويقشر بشرة يديها ورجولها نقعت نفسها في زيوت عطريه لترطيب كامل جسدها وعندما شعرت بالانتعاش جففت نفسها واتجهت الي غرفتها لتجهيز نفسها للخروج...ارتدت الفستان الاسود الانيق ودهشت للتغيير المذهل الذى لمسته فور ارتداؤها اياه ...بالفعل عمر ابدع في اختياره ويستحق المبلغ الضخم الذى دفعه له...لم ينسي ان يحضر لها كل مستلزمات السهره مع الفستان دائما كان يفكر بالنيابه عنها ويهتم بكل تفاصيلها ..مع الفستان وجدت الحذاء الفضى وحقيبة السهرات الصغيره ..حتى الطرحه الفضيه وجدتها ..فقط الفستان كان ينقصه رفع يديها وارتداؤه لتصبح جاهزه للسهره ومع ذلك رفضت الذهاب معه لزفاف شقيقته واحرجته وسط عائلته برفضها للحضور ... ترجاها يومها كثيرا بل ووعدها بالرجوع سريعا لكنها رفضت كم كانت حقيره في معاملته ابان سنوات زواجهم .. لكنها اليوم وجدت الجراءه لارتداء ذلك الفستان فسنوات عمرها تذهب هباءا...مع انها لم تذهب الي صالون التجميل كما فعلت رشا لكنها بخفه تمكنت من تزيين وجهها ولف طرحتها الفضيه بأناقه وخبره تماثل خبيرات التجميل ... طلتها كانت استثنائيه ...زيادة في التمرد والعناد لجئت الي خاتم زواجها الماسي ومحبسها اللذان تركهما لها عمر بعد الانفصال ...استخدمت اموال عمر للتأنق وكانت تعلم انها سوف تصبح الاكثر اناقه في الحفل وايضا الاكثر جاذبيه فالاهتمام الذى اولته لطلتها طوال الساعات السابقه اتى ثماره واصبحت مختلفه ومستعده للتحدى ستتحدى حتى رشا الجميله وجميع بنات عائلة زوج اسيل الاثرياء ... عمر لم يبخل عليها يوما بل اجتهد في جعلها تبدو الافضل ولكنها دوما رفضت هداياه واليوم قررت استخدام ما حرمته علي لنفسها لسنوات ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صفير طويل لا منتهى كان رد الفعل الوحيد من احمد علي مظهرها

- فريده ...انت مذهله النهارده ...اخيرا قررتى تخرجى من القمقم اللي حبستى نفسك فيه ...سوميه قاطعته بلوم ... - خلاص يا احمد ...احنا ما صدقنا
يلا هنتأخر لسه هناخد رشا في سكتنا
عائلتهم تقلصت للغايه بعد وفاة والدها ثم سفر محمد للعمل في الخليج دائرة معارفها انحصرت في اشخاص لا يتعدوا اصابع اليد الواحده لذلك لم تدهش من الفرحه الخالصه الواضحه علي وجه والدتها عندما رأتها متأنقه ومستعده للخروج ...والدتها تعيش في هم منذ يوم طلاقها ليس فقط بسبب حبها لعمر الذي كانت تعتبره ابنا لم تنجبه لكن ايضا بسبب حسرتها علي ابنتها الشابه التى حظيت بلقب مطلقه وهى في الثالثة والعشرين من عمرها ...في البدايه سوميه كانت تخشى من كلام الناس ونظراتهم التى لا ترحم وتوصم فريده بالعار لمجرد انها مطلقه ولكن مع الوقت ومع انعز ال فريده الواضح لم تعد تهتم للناس وبدأت تخشي عليها من الوحده للابد ...امنيتها ان تراها متزوجه وسعيده في حياتها ولكن الموقف الشديد الوضوح والرافض لفكرة الزواج الذي اعلنته فريد اغلق امامها الباب واليوم اهتمام فريده الغير عادى بمظهرها انعش قلبها المكلوم واحيا فيه الامل ...هى تعلم انها ضحت بزواجها من عمر علي الرغم من حبها الشديد لعمر وامنيتها السابقه بصلاح احوالهم الا انها لم تتحامل علي فريده بسبب الطلاق فهى تعلم ان فريده لم تحبه يوما وقبلت الزواج من اجل صالح العائله العام ...بعد الطلاق لم يتحدث احدهم عن السبب او عن الذي حدث وخصوصا عمر الذي اكمل ما وعد به ودفع مصاريف سنتها النهائيه واعطاها جميع حقوقها الشرعيه ثم رحل بصمت ولم يعد من يومها ...من حب عمر الواضح والذي لم يكن فيه شك عن مدى قوته وتميزه كان لابد وان يكون الطلاق بسبب فريده التى لم تقتنع يوما بعمر زوجا لها
رشا التى قضت الساعات في مركز التجميل وخرجت منه كالطاووس وهى تتوقع ان تسبب الرجه بسبب طلتها الاستثنائيه اليوم صدمت بشده لدى رؤيتها لفريده وجمالها الواضح علي الرغم من انها لم تغادر المنزل احباط رشا الواضح من مظهر فريده جعلها تغمغم بكلام غير مفهموم في اثناء طريقهم للفندق حيث يقام الزفاف ....واحباط رشا الواضح ايضا اعطى لفريده الثقه التى كانت في اشد الحاجه اليها ...سوف تخرج من القمقم كما اسماه احمد وستواجه العائله التى تجنبت لقائهم لسنوات بسبب تأنيب الضمير والاحساس بالذنب ... ستدخل مرفوعة الرأس وستستمتع بكل لحظه من لحظات ليلتها ...ستحتفل مع نفسها بعيد مولدها وستصنع حفلها الخاص....قبل الترجل من السياره سوميه نظرت اليهم بحب وحنان ...فريده ورشا كانتا خلابتان واحمد ايضا وسيم جدا في بدلته السوداء الانيقه ....يكفي لعمر تبرعه بكليته لاحمد كى تحمل له ذلك لاخر يوم من حياتها ...عمر منحه حياه فلولاه ل ....
قاعة الهليتون الفخمه استثنائيه كعادتها ...رخام الارضيات البيج في البرتقالي ينبض بالحيويه ...الطاولات الدائريه بمفارشها الناصعه البياض وكراسيها المغطاه بالكامل بالاورجنزا البيضاء
قصه غيوم ومطر للكاتبه داليا الكومي
كانت معده لتناسب زفاف اريد به ان يكون مترف ...الكوشه البيضاء الكبيره التى تحتل ركن كبير من القاعه وتشغله بأكمله بنسيجها الابيض الشفاف الذي يتموج فوق رأسي العروسين بحريه....

الكوشه كانت كأنها خرجت من كتاب الف ليله وليله وصنعت لتشعر العروس انها ملكة متوجه في عرشها ...فريده دخلت الي القاعه بخطوات متردده بعد والدتها ورشا اللتان سبقتاها في الدخول ... تعلقت في ذراع احمد لتحتمى بها من اي استقبال غير مناسب ...كانت تظن انها سوف تعامل باحتقار جزاءا لها علي اجرامها في حق عمر المقدس من كل العائله بسبب اخلاقه العاليه وشهامته مع الكبير والصغير اختارت الشخص الخطأ للعبث معه وها هى تدفع الثمن ...دفعته من عمرها لسنوات....
تجنب لمة العائله في المناسبات عقاب فرضته فريده علي نفسها بنفسها واليوم اختارت ان تكف العقاب وتحضر الزفاف وهى في كامل زينتها نظرات الجميع تركزت عليها بدهشه لكن لم يقم احدهم بالتعليق ...حتى خالتها منى والدة عمر التى اتهمتها دوما بالاساءة الي ابنها وحملتها الذنب لسنوات بسبب انهيار عمر قابلتها اليوم بترحاب يدل علي انها لم تعد غاضبة منها وفي مدلول فريده هذا معناه ان عمر تجاوزها ولم يعد يفكر فيها وبالتالي والدته اسقطتها من حساباتها ... الالم الذي شعرت به في معدتها مع ترحاب خالتها انبئها انها اكثر انسانه انانيه حقيره قد تقابلها يوما ..فهى شعرت بالالم لان ضحيتها استرد حياته ولا يعيش علي اطلال حبها كما كانت تتوقع ...ذبحته بيديها وحزينه الان انه خلق من جديد ...هل كانت تنتظر منه ان يظل يبكيها للابد
اما ندا شقيقة عمر فموقفها منها لن يتغير ابدا وستظل تتزكر انها السبب في تحطيم شقيقها الوحيد ...ربما لانها كانت قريبه من عمر بدرجة كبيره وشعرت بألمه الصامت الذي لم يبح به لاحد طوال سنوات زواجهم ...ندا لن تنسي كسرته يوم زفافها عندما رفضت فريده الحضور متعلله بمزاكرة لم تكن مهمه لدرجة انها تتغيب عن حضور زفاف ابنة خالتها وشقيقة زوجها في نفس الوقت ...اما اليوم ففريده نفسها لاتدري من اين اتتها الجراءه التى جعلتها ترتدى نفس الفستان الذي اهداها اياه عمر بمناسبة زفاف شقيقته ندا ولكنها يومها رفضت الحضور وسببت له الكثير من الالم... نور شقيقته الصغري كانت علي الحياد منها ربما بسبب علاقتها السريه بمحمد شقيقها... كانت تتحملها لاجل خاطر محمد كما كانت تظن ...


شغلت نفسها بمراقبة اسيل التى كانت تشع بهجة وسعاده ....حسدتها علي سعادتها وعلي زواجها من من تحب وتعشق ...اسيل تصغرها بعامين لكنهما تربيا معا كشقيقتين ...قبل طلاقها من عمر كانت عائلة والدتها مترابطه بشكل مميز ودائما جمعهم منزل جدتهم في كل المناسبات والعطلات ...كانت الجده تجمعهم في منزلها وبسفرها للاقامه مع خالها الوحيد في كندا انتهت اسعد ايام حياتها ...تلك الايام الجميله كانت مثل الحلم لها الان هى تستحق ان تكون منبوذه وهذا بالفعل ما حكمت هى به علي نفسها مظهرها الجديد اعطاها بعض الثقه لسنوات وهى ترتدى الجينز ... لاول مره في حياتها كانت تنتظر نظرات الاعجاب توجه اليها ...كانت تريد الظهور والاندماج من جديد فحملت كأسها واتجهت الي العروسين تهنئهما ويتم التقاط بعض الصور لها والتى سوف تخلد فستانا كان ميت مثل كل حياتها ...هنئت اسيل وطارق بلطف ... ترددت كثيرا لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من القاء بعض التهديدات علي مسامع طارق ...تهديدات تشرح له ما سوف تفعله اذا ما تجرأ يوما وجعلها حزينه ....فريده كانت اكيده من حب اسيل لطارق فاحتاجت الي انذار طارق كى يحفظ هذا الحب ...ليت احدهم حذرها بشأن عدم ايلام عمر واحتقار حبه فلربما لكانا معا الى الان....
5

فريده قضت السنوات الاخيره وهى معتقده ان الجميع يكرهونها بسبب ما فعلته لعمر ولكن بعد ان اختفت نظرات الدهشه التى ارتسمت علي وجوه العائله وحل محلها الاهتمام والدعم علمت انها كانت مخطئه في ظنها وانهم لا يلمونها بالقدر الذي تخيلته ...تدريجيا عادت الي الاندماج معهم فى كانت افتقدتهم كثيرا ...لم تشعر انها غريبه او منبوذه بل فريده الطفله المدللة كما اعتادت ان تشعر في وسطهم ...لكن لا اراديا تجنبت طاولة عائلة عمر واختارت طاولة خالتها لمياء والدة اسيل وبناتها الثلاثه ...فرحتهم بعودتها اليهم كانت صادقه فهم افتقدوها ايضا المطرب الشعبي الشهير احيا الزفاف ودبت الحياة في المدعويين فريده بالفعل كانت بحاجة الي ذلك التغيير لتشعر بالنشاط لتشعر انها حيه من جديد ...خفضت رأسها الي كأس العصير تلتقطه وتروى ظمئها لكنها رفعتها بسرعه في رعب عندما هتفت ريما اخت اسيل الصغري بصوت عالي في حبور وهى تصفق بجذل مثل الاطفال ...- شوفوا عمر صدق وعده وجه ...لكن مين القمر اللي جايبها معاه دى؟؟؟
رغما عنها فريده التفتت الي حيث تشير ريما ...صدمة رؤيتها لعمر كانت صدمه ثلاثيه وشديده عليها جدا لدرجة انها احست بروحها تنسحب وانها علي وشك ان تفقد الوعى ...فعمر لم يفاجأها فقط ويأتى الي الزفاف علي خلاف توقاعاتها بل اتى ومعه سيدة جميله جدا ذات شعر اسود فاحم ناعم وجسد رشيق ممشوق يشبه جسد عارضات الازياء وترتدى فستان احمر رائع يلتصق بجسدها كأنه جلد ثانى... ولكن ما صدمها فعليا وسحب البساط من تحت قدميها كان عمر المذهل الذي لم تراه بهذا التألق يوما ....الوزن الزائد اختفي وحل محله جسد رياضي مثير ذو عضلات محدده كأنه لاعب كمال اجسام حصد اخر بطوله له ...وسامته كان قاتله وشعره الاسود مرفوع بقصه عصريه زادته وسامه علي وسامته ....بدلته السوداء المفصله خصيصا له كانت تخطف الابصار وشعر ذقنه النامى قليلا يعطيه بعض القسوه وبعض الغموض ...عمر الان لم يكن عمر الذي تركها منذ اربع سنوات بل اصبح رجلا يفيض بالجاذبيه والقوه والوسامه....
رجلا يحسده عارضي الازياء علي جسده المثالي ...وتلقي الجميلات بنفسها علي قدميه ....صدمة رؤيته قلبت كيانها.. واكثر ما مزق قلبها كان تجاهله لها فحينما التقت عيونهم لم تجد فيها أي اثر
11

للعتاب او حتى للكراهيه بل كانت نظره مبهمه بلا معنى كأنه لم يتعرف عليها او الاشد قسوه كأنها كالفراغ ولا تترك لديه اي زكري حتى الكراهيه ...نظرته تدل علي انه اقصاها من حياته وشطب علي زكرياته الاليمه معها...برأ من حبها للابد و نساها كأنها لم تكن يوما جزءا منه....دخول عمر مع فاتنته جعلها تقفز من علي طاولتها وتريد ان تغادر ...ان تهرب الي مكان لا تراه فيه ...فستانها الفخم الذي كانت من لحظات فقط فخوره بارتدائه اصبح حمل يعطلها عن الهرب وذيله الدائري البسيط يجعلها تتعثر فلا تهرب مرفوعة الرأس كما كانت تتمنى غادرت القاعه وهى تكتم دموعها ...بحثت عن اي شيء يلهيها حتى يمر ذلك الكابوس ...لمحت ماكينه كهربائيه لاعداد القهوه فاتجهت اليها وهى تعلم جيدا انها لم تحمل معها اي نقود في حقيبتها الفضيه ...لكنها فتحت الحقيبه وتظاهرت بالبحث عن نقود ولكنها كانت مجرد حجة لاخفاء رأسها بداخلها عن العالم ...لمحت يدا رجاليه تمتد من خلفها وتدخل النقود الورقيه ثم تضغط الازار الكهربائيه وتختار لها قهوتها المفضله ...استدارت كى تشكر احمد علي انقاذه لها لكنها وجدت نفسها في مواجهة عمر بشحمه ولحمه..... اليد لم تكن يد احمد بل كانت يد عمر ...صدمتها لرؤيته كانت عنيفه ...قربه منها بتلك الدرجه جعلها تشعر كأنه يكاد يلمسها ...الزمن توقف بالنسبة اليها عادت الي اربع سنوات سابقه حينما كانت ما تزال زوجته وكان يتمنى ان يكون بقربها كان مجرد لمسها يسعده...اما اليوم ففقط نظرة تهكم وسخريه تحتل وجهه ...ادركت ان عمر لم يختلف خارجيا فقط ويتحول لشخص اخر بل اختلف ايضا داخليا لم يعد ذلك المحب الذى يذوب لاجلها .... قبل ان تستطيع التحدث او الهرب او حتى السيطرة علي مشاعرها الثائره لتستطيع التحدث كعادتها برزانه وبرود كانت ابعد ما تكون عنهما حاليا عمر نظر اليها مطولا بسخريه وكأنه يقيمها من رأسها وحتى اصابع قدميها ثم قال بتهكم واضح ...- فريده ذات الفستان الاسود .... اخيرا شرفتى الفستان وسمحتيله يلمس جسمك الكريم.... جميله زى عادتك لكن جمال فارغ من غير معنى .... شايفه نفسك افضل من الجميع .... عايشه في برج عاجى والمفروض كلنا نخدمك ....غرورك للاسف اكبر من قيمتك الحقيقيه ...بتمنعى نفسك عن الناس اللي بيحبوكى عشان تعذبيهم وفاكره ان بغيابك هتخليهم يركعوا ...بس لا زم تفهمى انك مش محور الكون والدنيا هتمشى من غيرك ...يا تري لقيتى الشخص اللي يستحقك ولا لسه ...؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قصه غيوم ومطر للكاتبه داليا الكوميعمر يهاهجمها بقسوة لم تعتادها منه ....ربما معه حق في رأيه في فريده القديمه اما فريده الحاليه فبريئه تماما ....رأيه فيها انها منحطه للغايه وهى تستحق ...لو تزكرت كل ما فعلته له ابان زواجهم لما استاطعت رفع وجهها لتنظر في عيونه...لكن ربما غادرتها كل الصفات السيئه وذهبت بلا رجعه لكن كبريائها ما زال موجودا ويستطيع نجدتها .... حاولت اخفاء خاتم زواجها خلف ظهرها و نظرت اليه وقالت بنبرة تحدى جاهدت للحصول عليها ...- لسه ردها استفزه للغايه كان يضغط علي اسنانه بقوه حتى شعرت انه سوف يحطمها ...خلال سنوات معرفتها الطويله له لم تره يوما غاضب وبدرجه مخيفه سوى يوم طلاقهم ...حتى عندما كانت تستفزه لاظهار اسوء ما فيه كى تجد شماعه تعلق عليها كرهها له كان يترك لها المنزل وعندما يعود كان يحاول ان يراضيها بكل الطرق ....اما يوم طلاقهم فأطلق العنان لغضبه ...غضبا لا تتمنى مواجهة مثله مجددا ... مازالت تشعر بصفعته علي وجهها علي الرغم من مرور كل تلك السنوات ....صفعها بقسوه صفعه افرغ فيها كبت السنوات كلها ...واليوم كان ايضا غاضب ولا تدري سبب غضبه الجم ...لكنه تمالك غضبه ونظر اليها بقرف ...- سنه جديده انضافت لعمرك لكن كبرتى في العمر بس لكن قلبك لسه زى ما هو محتاج تنضيف ... بصراحه خساره فيكى الكلام ....ثم غادر الي قاعة الزفاف مجددا ....راقبته بحسره وهو يبتعد لتجد رفيقته الحسناء تنتظره بشغف علي باب القاعه وتدخل معه كأنها تملكه ..... تلك الجميله تعامل عمر بدلال وتشعره برجولته اما هى فلم تشعره يوما انها انثى او تعطيه الاحترام اللازم له كرجل ....كانت تتعمد اذلاله ... كانت تجعله يدفع ثمن تضحيتها.... عاملته بترفع لسنوات وفي النهايه سمع بأذنيه رأيها الحقيقي فيه .... سمعها بنفسه وهى تخبر فاطمه علي الهاتف في ذلك اليوم المشؤم .... " طبعا باخد الحبوب تفتكري انى اسمح لنفسي اخلف من واحد زيه ..." أي شيطان دفعها لقول ذلك لفاطمه وهى ابدا لم تكن تعنى ذلك ولسوء حظها سمعها عمر ربما لو احد اخبره كان سيكذبه لكنه سمعها بأذنيه ....غضبه يومها فاق تصورها وعلمت لاي درجه قسوته قد تصل .... مصيرها كتبته بيديها وليس لديها أي حق للاعتراض ... ضحكت بمراره فعمر الوحيد الذى مازال يتزكر يوم مولدها ....علي الرغم من كرهه الشديد لها الا انه تزكر ان اليوم هو ميلادها واعتبر سنتها التى اضيفت لعمرها تكمله لسنوات اخري من الانانيه والتكبر ...اه لو يعلم كم تغيرت ...كم ندمت علي ضياعه من يديها فمهما عاشت من عمر لن تجد احدا يحبها كما احبها هو يوما ... وضعها في علبه مخمليه وحملها قرب قلبه ....تفانى في حبها وفي تدليلها حتى صارت مدللة حقيره.... نعم هو يتحمل وزر صنع المسخ الذى كانته يوما فهو ساهم في صنعه بشكل كبير اليوم ايقنت انها خسرت للابد حبا لن تجد مثله مره اخري.. فالحياة تعطى الفرصه للسعاده مره واحده فقط وهى فرطت فيها بغباء ... قهوتها بردت في يدها وتحولت لبرودة الثلج مثل كل حياتها ... عمر لم ينسي كيف كانت تحب قهوتها ساخنه للغايه وبدون سكر ... للاسف ما زال يتزكر كل تفاصيل حياتها لكنه نسيها هى شخصيا ... القت بالكوب البارد في اقرب سلة مهملات وحملت ذيل فستانها بيدها ودخلت الي القاعه تتصنع الكبرياء .....
قصه غيوم ومطر للكاتبه داليا الكوميهناك عاودها الشعور بالغربه ...ما اقسى ذلك الشعور وخصوصا وسط الاهل ... اما عمر فاندمج معهم وكأنه لم يغادرهم يوما ..كلاهما اختفي من محيط الاسره بعد الطلاق ... هى حبست نفسها في غرفتها في منزل والديها وهو ترك البلد بأكملها وعودتهما اليوم كانت مصادفه لكن عمر لم يشعر بالغربه وقوبل بالترحاب منهم فهو اضطر للهرب من جرح حطم قلبه اما هى فعلي حسب كلام عمر فسر غيابها علي انه تكبر ...لكنهم لا يعلمون انها جبنت من مواجهتم لانها كانت تعلم جيدا كم كانت مذنبه .... حمدت الله انها من البدايه تجنبت طاولة خالتها منى كى لا تضطر الي الهرب منها بطريقه مفضوحه فهى لا تتحمل ان تجلس مع عمر وسيدتة الجديده علي نفس الطاوله....عادت الي طاولتها السابقه واختارت ابعد كرسي عن عمر وسيدته لكنها رغما عن ذلك سمعت تلك الفاتنه تتكلم بلهجه غير مصريه...لهجه خليجيه علي الارجح...سمعت عمر يناديها باسم نوف وهى تناديه بعمر دونما اي القاب....من الواضح ان علاقتهم وثيقه والدليل انها اصطحبها للزفاف ...هل سيتزوجها...؟ قلبها خفق بعنف عندما وصلت لهذا الاستنتاج وتوقف تماما عندما سمعت ريما الخائنه تبارك لهما علي الخطوبه الان اصبحت تنظر لنوف بحسد فهى تعلم ماذا يفعل عمر لحبيبته ...يهبها قطعة من السماء ويجعلها ملكة متوجه في قلبه...تمنت له السعاده في حياته المقبله فهذا اقل شيء تستطيع تعويضه به.... وكأن عمر كان ينتظر تهنئة ريما كى يجد حجة ويوجه الكلام لطاولتهم فنهض فجأه وامسك بكف نوف وجذبها لتقف بجواره.... - طنط لمياء ...طنط سوميه ...اعرفكم بنوف خطبيتى ...اكيد سمعتم عنها نوف صاحبة دار ماردينى للازياء ....سكين بارد غرز في قلبها مع كل حرف نطقه عمر ... كان يتحدث بفخر وهو يقدم خطيبته للعائله ... من لم يسمع عن دار ماردينى الاماراتيه للازياء ومصممتها الشهيره نوف الفطيم... في الحقيقه نوف اجمل منها بمراحل وبالطبع اغنى بمئات المرات ومع ذلك تنظر لعمر بهيام واضح وتعطيه الاحترام الذى يستحقه والذى لم تعطه اياه هى يوما ....عمر يعطيها درسا بعد درس ويضعها في مكانها الحقيقي ... اخبرها ان غرورها اكبر من القيمه التى تستحقها وهو معه حق تماما....انهالت التهانى والتبريكات من كل العائلة علي العروسين ...البوفيه لم يفتتح بعد فاقترحت خالتها لمياء ان يكون ايضا احتفال بخطوبة عمر مع فرح اسيل ....في لحظات تجمعت الطاولات احمد ساعد بهمه فهو يحتفل بعمر صاحب الفضل الاعظم الذى يطوق رقبته... حتى احمد خانها واحتفل بخطوبة عمر... الطاولات اصبحت متحده والكراسي نظمت حولها من جديد ... في النهايه وجدت نفسها تجلس مع عمر وخطيبته وعائلته علي نفس الطاوله علي الرغم من كل محاولاتها لتجنب ذلك... والدتها احتضنته بحنان ووجهت له عتاب صامت كانت تخبره بعتاب " لماذا وضعتنى في كفة واحده مع فريده واعتزلتنى انا ايضا ..؟ الا تعلم انك قطعه غاليه من قلبي؟ " الاحاديث توالت بعذوبه ونوف اثبتت انها متحدثه لبقه ... كانت تتحدث بغنج ولهجتها الخليجيه تجعلها مميزة جدا ... اسيل وزوجها انضما الي طاولتهم وتركا الكوشه خاصتهم وطارق اقترح تقطيع كعكة الزفاف علي الطاولة امامهم احتفالا بخطبة عمر ... الجميع تأمرعليها... في لحظات استقرت الكعكه علي الطاولة العملاقه التى صنعوها ونهض طارق واسيل وعمر ونوف لتقطيعها... الان تلقت عقابها العادل علي كل ما فعلته لعمر ...مشاهدتها لخطبته بأعينها سبب لها الم فاق الاحتمال والامر المثير للشفقه انها مضطره لوضع قناع البرود كى تحافظ علي كرامتها ... فعمر يزدريها ولن تجنى من اظهارها للالم سوى التشفي ...متى تلجأ الي رحابة غرفتها لتبكى بصمت؟ ...انه اسوء احتفال بعيد الميلاد قد يحتفل به أي شخص ....
قصه غيوم ومطر للكاتبه داليا الكوميوزيادة في اذلالها اسيل هتفت فجأه... - الله.. فريده النهارده عيد ميلادك واحنا ناسيين....كل سنه وانتى طيبه يا فريده .... يا الله عمر سيعلم الان انها اصبحت نكره ومنسيه... سيتأكد من حسن تقديره لقيمتها ... انها لا احد علي الاطلاق ...لماذا يا اسيل تزكرتى عيد مولدى الان ...؟ قلبها كان يخفق كقرع الطبول وصوته يغطى علي الحوار الدائر من حولها تمنت ان تنشق الارض وتبلعها عندما تزكر الجميع فجأه انه عيد ميلادها واحتل الخجل ملامحهم وبدؤا في الاعتذار....ليتهم يصمتون ويتجاوزا عن تهنئتها فذلك اكرم لها ...اما القشه التى قصمت ظهر البعير كانت عندما وجهت لها نوف التهنئه وهى تتعمد اظهار خجلها ...- كل عام وانتى بخير ... ثم نظرت الي عمر بعتاب ...- يا الله ليش يا عمر ما قلتلي انه اليوم بيكون فيه عندكم عيد ميلاد ...؟
عمر نظر اليها نظره مبهمه ثم قال ...- انتى عارفه انشغلنا في فرح اسيل.. الان هى مجبره للرد عليها ..قالت بصوت حاولت ان يكون علي الاقل متماسك ..- وانتى بخير .... والدتها هبت لنجدتها ...حمدت الله علي نعمة وجودها في حياتها ومساندتها المطلقه لها ... سوميه قالت....- علي رأيك يا عمر المهم الاول عشان كده انشغلنا في التجهيز لمناقشة رسالتها ...هتناقش الاسبوع الجاي وتاخد شهادة الماجستير في طب الاطفال ...عمر وجه لها نظرات بارده كالثلج وقال بصوت ابرد ...- مبروك... ثم انخرط في الحديث مع نوف...الن تنتهى تلك الليله الكارثيه ...؟ زفاف اسيل يتحول تدريجيا الي كابوس فظيع تتمنى ان تستيقظ منه لتجد نفسها في غرفتها او في عملها .... تأكدت الان انها كانت علي صواب في تجنب المناسبات الاجتماعيه طوال السنوات السابقه ...حدثت نفسها بسخريه " اللي علي راسه بطحه " ... الان موعد افتتاح البوفيه الرئيسى ...تقدم طارق واسيل يتبعهم عمر ونوف التى تتتمايل برشاقه في فستانها الاحمر فستان فريده الاسود ربما كان الاجمل في كل فساتين المدعوات ولكن حيوية نوف وشعرها الاسود اللماع جعلوها تجذب انتباه جميع الحاضرين .... حاولت اللحاق بهم بثقه فهى علي الاقل كانت جميله ومحط انتباه الجميع هى الاخري ...نظرات صديق لطارق لها كانت مفضوحه ... كان ينظر اليها باعجاب واضح جعلها تصمد حتى اخر الزفاف بكرامه .... وعندما اختارت ركن معزول وجلست فيه بمفردها تتناول عشائها فوجئت بعماد صديق طارق ينضم اليها في جلستها في حركه جريئه غير معتاده في مجتمعها .... حاولت الاعتذار منه وترك المكان فهى لن تجلس معه بمفردها امام الجميع الا يكفيها لقب مطلقه كى تكون موصومه بالعار للابد ....في اثناء مناضلتها للهرب من عماد بلباقه لمحت عمر ينظر اليها نظرات ناريه تنم عن احتقاره الشديد ... حبست دموع الاهانه واصرت علي الاعتذار من عماد بلباقه وانسحبت الي امان طاولة والدتها وشقيقتها انها الان بحاجه الي دعم والدتها المطلق الدى لم تبخل به عليها ابدا ... والدتها ايضا كانت بحاجه الي مواستها فهى كانت تشعر بالذنب ...هى من اجبرتها علي الحضور ومواجهة ذلك الموقف السخيف وايضا لانها لم تتزكر يوم مولدها ...كيف استطاعت النسيان وسببت لفريده كل ذلك الحرج وايضا الالم ...رشا بدأت ثرثره لا تنتهى فريده كانت بحاجة الي ان تلهى نفسها بها فاستمعت اليها بدون تركيز فقط كى تقنع الجميع انها لديها ما تفعله ..وربما لتجبر نفسها ان تتجنب النظر في اتجاه عمر وخطيبته..لكنها وجدت رشا فجأه تصيح بفرح غامر ...- فريده الحقى تيته جت الفرح ... في البدايه لم تستوعب كلمات رشا ولكن حينما نظرت الي حيث تشير شاهدت جدتها شريفه تدخل القاعه مستنده علي ذراع خالها سعيد.... اكثر مفاجأه ساره حدثت في حياتها ...الجميع اعتقد ان الجده لن تتمكن من حضور الزفاف بسبب اقامتها في كندا لكن تلك العجوز جهزت مفاجأه للجميع وحضرت الزفاف دون ان تخبر أي احد ....فريده القت بنفسها في حضنها فورا وتجمعت العائله بأكملها في انتظار دورهم في الحصول علي حضنها .... الجده قالت مبتسمه ...- ايه رأيكم في المفاجأه دى ...؟ علي الرغم من سنوات عمرها التى تقارب الثمانين الا انها كانت بصحه جيده ومازالت تحتفظ بروح الفكاهه....قدومها افضل ما حدث لفريده منذ زمان طويل...ستبكى علي قدميها كما اعتادت ان تفعل ...كما فعلت يوم طلاقها عندما لم تجد سوى بيتها للبكاء فيه .... ذهبت اليها منهاره محطمه واصابع عمر ترتسم علي وجنتها.... وشريفه لملمت حطامها...وجود الجده خفف من اهتمام الجميع بنوف وفتح احاديث اخري غير خطوبة عمر وعيد ميلاد فريده المنسي ....حمدت الله ان الليله اخيرا قاربت علي الانتهاء وستعود الي غلق غرفتها عليها فالدرس الذى اخذته اليوم كان قاسي كفايه ليعيدها الي انعزالها الاختياري .... شريفه فهمت كل الوضع بذكاء واحتفظت بفريده الي جوارها حتى نهاية الحفل.... شكلت بحنانها درع واقي حماها من الاهانه اكثر من ذلك... رحلة العوده تمت في صمت حتى رشا الثرثاره اسندت رأسها علي نافذة السياره وغرقت في النوم ... اما فريده فحبست دموعها بصعوبه واستجمعت كل مجهودها كى تصل الي غرفتها بكرامه وتغلقها عليها ....وعندما اصبحت وحيده خلعت الفستان والقته علي الارض وداسته بأرجلها بقسوه .... انتزعت خاتم زفافها الماسي والدبله والقتهم في الدرج بدون اهتمام ....اما جسدها فألقته ايضا علي الفراش وسحبت الغطاء وغطت نفسها جيدا ... دفنت رأسها بين الوسائد وبدأت في البكاء بحريه ...بكت كما لم تبكى من قبل حتى بعد طلاقها ...بكت عمرها الضائع وبكت كرامتها الجريحه ....عودة عمر كانت قاسيه بدرجه غير محتمله ...والالم مزق روحها وحولها الي اشلاء ...رغما عنها شريط الزكريات بدأ منذ البدايه ..غزو الزكريات كان اكبر من قدرتها علي المقاومه فاستسلمت له بيأس ... عادت بزاكرتها ليوم وفاة والدها الزكري كانت حيه لدرجة انها عاودها نفس الالم الذى شعرت به يومها وكأنه توفي اليوم من جديد.. الجنازه عادت اليها بكل تفاصيلها الدقيقه... المقاومه ترهقها... تستنزفها .. اذن فلتترك الزكريات تمر في رأسها ربما بعد ذلك تتمكن من طى صفحة الماضى الي الابد ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
طرقات خفيفه علي باب غرفتها اجفلتها للغايه ...منذ الوفاه وهى مضطربه وتفزع من أي حركه...والدها الحبيب توفي في عمله بهدوء وبدون أي مقدمات ...كانت في كليتها كالمعتاد وعندما وصلت الي المنزل علمت بالفاجعه ...والدها توفي وترك خلفه عائلته بلا سند... اصغرهم رشا كانت في الصف الاول الثانوى واكبرهم محمد في السنة الخامسه من كلية الطب البشري ...صدمة وفاته الفجائيه كانت شديده وشلتها عن الحركه ...كانت تتخيله في كل مكان في الشقه لذلك حبست نفسها في غرفتها منهاره بالكامل...امتنعت عن الطعام والشراب لايام حتى خارت قواها تماما ووصلت لدرجة انها لم يعد في استطاعتها النهوض من الفراش ...حاول الجميع معها لاقناعها بالاكل والشرب لكنهم فشلوا تماما ..في النهايه وضعها اضاف هما لعائلتها فوق همهم الاصلي ...اليوم هو اليوم الرابع بعد الوفاه وايضا اليوم الرابع الذى تمتنع فيه عن الطعام حتى باتت هزيله وضعيفه وتعانى من الجفاف التام ...امتنعت عن تلقي العزاء في والدها ورفضت استقبال المعزيين...فريده تجاهلت الطرقات علي الباب فهى لا قوة لديها الان حتى للرد ورفض دخول القادم فتجاهلتها ظنا منها ان القادم سوف يغادر ...لكن الطارق علي باب غرفتها لم يغادر بل فتح الباب عدة سنتيمترات يراقب منها الغرفه وهو علي استعداد تام للمغادره اذا ما كانت فريده غير محتشمه... الباب فتح لمساحه اكبر ودخل منه عمرفخري ابن خالتها الكبري منى الي غرفتها وترك الباب مفتوح خلفه ...

حالتها النفسيه لم تكن تسمح لها باستقبال احد لكن عمر اقتحم خلوتها وفرض نفسه عليها بدون استئذان ... لو كانت تستطيع الكلام او الحركه لكانت طردته فورا من غرفتها وأسمعته ما يليق بتصرفه الفج ...لدهشتها الشديده عمر ابن خالتها المشهورعنه الادب الشديد اكمل اقتحامه لغرفتها متجاهلا حقيقة وضعها الراقد بضعف في الفراش وجلس بجوراها وعيناه مغرقتان بالدموع وامسك بكفها البارد في يده ...لاول مره في حياتها يلمسها رجل.. لكن عمر الان كان مختلف عن عمر المهذب الخجول الذى تعرفه هى كانت تعلم جيدا انه يحبها في صمت منذ سنوات..بالاحري منذ يوم ولادتها وهو يعتبرها ملكا خاصا به وهذا ما كان يضايقها بشده...عمر كان يعمل في الامارات بالتحديد في امارة دبي وحضر في نفس يوم الوفاه كما سمعت من رشا .... استجمعت قواها كى تستطيع سحب يدها من يده لكن عمر رفض بشده وشدد من ضغطه عليها ...كانت تعى حقيقة مظهرها جيدا لكنها لم تكن تهتم فهو من فرض نفسه علي خلوتها ...كانت منتفخة العينين حتى اختفت ملامحها تماما في الجزء العلوى من وجهها وشعرها الطويل مشعث ومتشابك كأنها لم تمشطه يوما وجسدها يرتجف بعنف من نقص السكر في الدم وبدأت في التصبب عرقا ...من دراستها علمت انها علي وشك الدخول في غيبوبه نقص السكر في الدم لكن عنادها كان اقوى من الحاح عائلتها عليها بالاكل وحتى من تهديد محمد لها بالدخول في الغيبوبه اذا ما استمرت علي رفض الطعام..بالفعل هو كان معه حق فهى بدأت في الشعور بالدوار وعدم التركيز لكنها علي الرغم من ذلك كانت مدركه ان عمر يراها بدون حجابها ويلمسها بدون وجه حق... لكنها لم تستطع الاعتراض او المقاومه فالضباب الذى بدأ يحيط بعقلها يمنعها من السيطرة علي جسدها ...
سمعته يقول...- فريده ارجوكى اتماسكى شويه ...كلنا هنموت في يوم من الايام لكن انتى كده بتنتحري ...طنط سوميه منهاره عشانك وانتى بتزودى حزنها ..لازم تكونى قويه عشانها وعشان خاطر اخواتك...جوز خالتى الله يرحمه كان انسان خلوق عارف ربنا وراح لمكان اجمل من هنا بكتير ... قومى صلي وادعيله ربنا يرحمه وتعالي نفكر نعمله صدقه جاريه تنفعه ... لكن انتحارك ده هيفيده بأيه ...؟ كلماته اعادت شهقات الدموع اليها ...بدأت في البكاء ومع بكائها الشديد الرعشه التى تحتلها زادت الي حد غير محتمل وعرقها اصبح غزير وبدأت في الكلام بطريقه غير مفهمومه ...اخر ما تتزكره قبل ان تغيب عن الوعى تماما كان الرعب الهائل المرتسم علي وجه عمر ثم بحثه السريع عما يصلح غطاءا لشعرها ..لف حجاب علي شعرها بصوره سريعه لكنها قضت الغرض واخفت شعرها ...تناول مفرش حريري كبير ولفها به بلطف وعندما تأكد انها مغطاه بالكامل حملها بين ذراعيه بخفه وخرج يجري من غرفتها...صاح في الجميع بالخارج وهو يجري الي اسفل ...- الحقوا فريده اغمى عليها انا هاخدها المستشفي ... القى بمفاتيح سيارته الي احمد وقال ... - احمد تعالي ...ودينا اقرب مستشفي ...عمر اكمل طريقه للاسفل وهو يحمل فريده ووضعها برفق علي المقعد الخلفى من سيارته واندس الي جوارها واحمد انطلق بالسيارة الي المستشفي....
فريده فتحت عيناها ببطء لتجد نفسها مستلقيه علي فراش في مستشفى من الواضح انه فخم ومعلق في يدها سائل مغذى ينساب فى عروقها يبث فيها الحياه...كانت ما تزال تشعر بالدوار البسيط لكن الضباب الذى كان يمنعها من التركيز اختفي تماما وصفى عقلها...وايضا العرق والرعشه لم تعد تشعر بهم ...وضعها الصحى افضل علي الرغم من انها ما زالت ضعيفه ولا تستطيع النهوض بمفردها ...كانت تشعر كأنها فارغه من الداخل ولا تشعر بجسدها ...باب غرفتها فتح ودخل عمر ووجهه يعبر عن ما يشعر به من قلق ...بادرها بقوله ...- حمدالله علي السلامه ...كانت ستهاجمه اذا ما تجرأ وعاتبها علي ايصالها لنفسها الي ذلك الوضع لكنه لم يفعل ذلك ابدا بل قال بحنان ..- الحمد لله خضتينا عليكى ...تلفتت حولها تبحث عن احدا من عائلتها لكنها لم تجد ...وعمر فهم علي الفور فقال فورا - انتى عارفه محمد كان عنده امتحان النهارده وكان لازم يروح كليته ومامتك عندها ناس بيعزوها فأنا واحمد اللي جبناكى هنا ...احمرار وجهها الشديد جعله يقول - انا اسف يا فريده بس كان لازم اعمل كده ...انتى عارفه ظروف احمد الصحيه ميقدرش يشيلك وكمان انا كنت خايف عليكى مكنش ممكن استنى الاسعاف وفي النهايه برده مكنتش هخلي حد منهم يمد ايده عليكى ويشيلك فالنتيجه كانت هتكون واحده ...فقررت اتصرف فريده سألته بعجرفه ...- ايه الي حصل ...؟ عمر تجاهل لهجتها المتعجرفه وقال ... - نقص سكر شديد ..سكرك كان وصل تحت الاربعين لما وصلنا... اوعدينى انك هتاكلي بقي ...ثم قال بلهجه تهديد ...- والله هأكلك بنفسي .... فريده اشارت له بالمغادره دون حتى ان تكلف نفسها وتشكره - خلاص روح ...انت مش وراك شغل ... عمر اعطاها عذرا لوقاحتها فهى ما زالت تحت أثير صدمة وفاة والدها ... - انا هنا يا فريده ومش هرجع دبي غير لما اطمن عليكى .. قصدى عليكم كلكم .. فريده اكملت وقاحتها بأن اغلقت عيناها في حركه تدل علي رغبتها في الخصوصيه ...عمر نظر اليها مطولا ثم غادر غرفتها في صمت ....
............................................................................................الحياه بدون والدها اختلفت كثيرا بل وتستطيع القول انها اصبحت مستحيله فالمفاجأت السيئه لم تنتهى بعد ...شهر واحد فقط واكتشفوا ان راتب والدها انخفض الي الربع والمعاش المستحق له لا يستطيع ان يكفي متطلباتهم ... اربعة من الابناء اثنان منهم في كلية الطب المكلفه وواحد مريض بالكلي ويحتاج للغسيل مرتين اسبوعيا علي الاقل والغسيل في المستشفيات الحكوميه قتل بطىء وليس غسيل... وجلسة الغسيل الواحده في المستشفات الخاصه تكلف كثيرا ...هذا بالاضافه الي رشا ومصاريفها ...بكاء والدتها المتواصل لم يكن فقط بسبب حزنها علي وفاة فتحى حبيب عمرها ورفيقها ولكن بسبب تصريح محمد انه سوف يؤجل دراسته بضع اعوام وينزل للبحث عن عمل ....اخبرهم بلهجه لا تحتمل النقاش ...- انا خلاص سبت الكليه لحد ما ربنا يفرجها وهشتغل في صيدليه ....محمد قال بلهجه لا تحتمل النقاش... " احمد لازم يغسل في ميعاده وانتى يا فريده معلش هتستغنى عن درس الباثولوجى ولو قدرت في اخر السنه هدبرلك مراجعه"
ايضا فريده بكت فمحمد يتخلى عن حلمه بكل سهوله لاجلهم بالاخص لاجل احمد ... رؤيتها له وهو يضحى في صمت كانت تقتلها لكنه لم يكن يفعل سوي الابتسام ويقول ..- انا الكبير وانتم مسؤلين منى .... انه القدر الذى تدخل لتغيير حياتهم بالكامل ..ادركوا كم الحمل الهائل الذى كان يحمله والدهم عنهم ولم يشعرهم يوما بحجمه ... انها ارادة الله فمن يستطيع الاعتراض ...الانخفاض الكبير في دخلهم لم يعوضه راتب محمد القليل من عمله في الصيدليه ...كان فقط يتخلي عن دراسته والمقابل مجهول فمازالوا يعانون من شظف العيش والعجز الكامل عن سداد الفواتير فقط غسيل احمد استمر فبدونه سوف يفقدونه ...اصبح هدفهم الوحيد تدبير مصاريف غسيله.. والدتها ضغطت علي كرامتها وبدأت في الاستدانه من عائلتها ...الحق يقال لم يتاخر احدا من خالاتها عن مساعدتهم وايضا خالها سعيد المقيم في كندا كان يرسل لهم المعاونات باستمرار اما جدتها شريفه فلم تتوانى هى ايضا عن المساعده لكن غسيل احمد لم يعد يقتصر علي جلستين بل احتاج الي ثلاثة جلسات وربما اكثر فالحاله النفسيه السيئه التى كان يعانى منها اثرت بشكل مباشر علي حالته الصحيه .. الامور تسوء واصبحوا فعليا يعيشون علي الاعانه اسوء شهران قد تمر بهم فريده يوما ...الاسوء كان دخول والدتها في نوبة اكتئاب حاده فحياة اولادها تنهار امامها واصبحت تتسول من عائلتها ...اما الانهيار التام الذى قضى علي الباقية الباقيه من تماسكهم كان اعلان الاطباء ان احمد لم يعد يستجيب للعلاج لانه فقد الرغبة في الحياه ... فريده ترجته وسط دموعها الغزيره ... - احمد ارجوك قاوم ..احنا محتاجينك هتسيبنا لمين ...؟
احمد اجابها بيأس .. - محتاجنى في ايه ...؟ انتم افضل بدونى انا حمل تقيل عليكم...تفتكري سهل علي ان محمد يسيب كليته بسببى ...انا افضل اموت ولا انى احرمه من حلمه ...انا لازم اموت يا الله هى من ستموت لو حدث امر ما لاحمد ...الموت خطف منها والدها ولن تسمح له بخطف احمد ايضا ...جميع احبتها ينهارون من حولها ..احمد يستسلم ظنا منه انه بذلك يخفف حملهم .... الضحكة غادرت منزلهم وباتت تسمع انين البكاء في كل غرفه ... كيف يتحول الوضع بين ليلة وضحاها ..الان تعيش في كابوس ...غادرت الي غرفتها وهى تبكى ...كانت بحاجه الي الكلام مع أي احد والا ستنفجر ... ربما لو اتجهت الي محادثة فاطمه صديقتها ستهدأ قليلا ...هى بحاجه للحديث مع فاطمه ...التقطت هاتفها النقال لتبحث عن رقم فاطمه لكن عيناها شاهدت مئات الرسائل النصيه المرسلة اليها من رقم خارج مصر وهى كانت تتجاهلها ... كانت تعلم تماما ان عمر مصدر تلك الرسائل وتجنبت قرائتها ...قررت قراءة بعضها فهى كانت بحاجه للدعم ..معظم رسائله متشابهه وبتوقيعه.. (عمر) ..." فريده ازيك طمنينى عليكى ... " القلائل المختلفات كن... " فريده ببعتلك علي الفيس لو فتحتيه طمنينى عليكى " ...اتجهت الي حاسبها وفتحت حسابها الخاص بالفيس بوك والذى لم تفتحه منذ شهور ...وجدت رسائل عديده من صديقاتها ولكنها وجدت ستون رساله من عمر ... كل يوم كان يرسال اليها رساله منذ عودته الي عمله في الامارات بعد الوفاه في نفس التوقيت يوميا يرسل اليها رساله ليطمئن عليها وهو يعلم جيدا انها لن تجيبه ..اليوم احتاجت للحديث معه .. لو اختارت من يستطيع الاستماع اليها فستختار عمر بالتأكيد ...ولاول مره تجيب رسائله فكتبت علي استحياء ...- عمر ...؟
في ثوانى لاحظت ان عمر يكتب ردا وكأنه كان ينتظرها ...قال فورا .. - فريده ازيك عامله ايه دلوقتى ...؟
فريده بدأت بالبكاء...- مش كويسه خالص يا عمر احمد بيموت والوضع سيء جدا....شعرت بألم عمر حتى في كلماته ... كتب لها بعد تردد.... - فريده ان عارف كل حاجه يارتنى جنبك ...تقبلي تتجوزينى يا فريده وتخلينى اشيل الحمل معاكم ...؟ انا مش هقول بحبك لانك اكيد عارفه مشاعري ناحيتك من زمان ... لكن كل اللي هقوله اتجوزينى عشان اقدر اشيل الحمل والهم عنك.... مش عاوزك تفكري ولا تحملي الهم وانا جنبك.. انا مستنى تبقي حلالي يا فريده عشان اعرف اعبر ليكى عن حبي صح .... ساعتها هتعرفي انا بحبك اد ايه ... يا الله عمر قرراخيرا البوح بمكنون صدره ...بماذا ستجيبه عن طلبه الذى توقعت سماعه لسنوات...نعم هى تعلم انه يحبها لكنها لا تحبه بل لا تراه مناسب لها بأي حال من الاحوال لكنه يعرض عليها المساعده ...لو رفضت عرضه الان ربما تضيع فرصه ذهبيه من يدها لمساعدة عائلتها في الخروج من الازمه ... عمر سافر للعمل في الامارت منذ تخرجه من كلية السياحه والفنادق منذ حوالي 5 سنوات اواكثر قليلا ... وتدرج في المناصب حتى اصبح مدير لفندق في دبي وتعلم ان راتبه جيد من سيارته الفخمه التى يحتفظ بها في مصر ومن شقته الجميله التى اتخذها لنفسه بالتقسيط ...كانت تسمع حكايات خالتها عن شقته الجديده المتسعه والتى تساوى الكثير ...شأنه كشأن العامليين في الخليج استطاع مع السنوات ان يوفر لنفسه معيشه كريمه ومبلغ مالي ضخم يحتفظ به في رصيده .. عمر عمل بجهد لسنوات وتحسنت حالته الماليه كثيرا وكان لا يبخل عليهم بالهدايا القيمه كل عام ...
هى شخصيا نالت من كرمه الكثير وربما اختصها بهدايا فخمه قبلتها دون حتى ان تشكره يوما ...
ان كانت ستقبل عرضه لابد وان تستفيد من الوضع تماما ولابد ان تأخذ الكثير من الوقت في التفكير..محمد ضحى بمستقبله من اجل الصالح العام وهى لن تكون اقل منه...مع انه لا تراه لكنها كانت تشعر بتوتره حتى حينما كتب لها بتساؤل ...- فريده ...؟ كانت تعلم ان سؤاله يقطر قلق فهو ينتظر قرارها المصيري علي طلبه ... فريده ترددت كثيرا لبضع دقائق كانت تكتب الجمل ثم تمحوها وعمر ينتظر وهو يراها تكتب والرساله الماثلة امامه تقول .." فريده يكتب الان " انتظر وانتظر وفي النهايه فريده كتبت.. - محتاجه وقت للتفكير ...مازالت لا تراه لكنها تعلم ان عدم رفضها الفوري احيا بعض الامل في قلبه فكتب لها فورا ... - هستناكى للابد عمر سيتمسك بالامل لانه يحبها وهى لابد ان تساومه كى تقبل بالزواج ... المقابل الذى سيدفعه لابد وان يكون كبير فيكيفه انه سيأخذ من يحب اما هى فستضطر للعيش معه وهى مجبره لكن في مقابل ان يسترد احمد حياته سوف تتنازل وتوافق علي الزواج منه لكنها سوف تعلن له انها لا تحبه منذ البدايه ...لابد وان يفهم انها تنازلت وتزوجته كى يعرف قيمته الحقيقيه وما يساويه في نظرها ...هى تحتاج لامواله وفي المقابل سوف تسمح له بحبها...لا الاموال وحدها لا تكفي فربما تنفذ امواله يوما...سوف تضع شرطا مستحيل ان قبل به سوف تتزوجه ... الصفقه العادله ستكون كليته وامواله في مقابل زواجها منه... سوف تطلب منه التبرع بكليته لاحمد ان اراد ان يتزوجها ...لا كليه لا زواج... حتى وان كان لا يناسبه في تطابق الانسجه فلن تتزوج منه ايضا...الثمن الوحيد الذى يرضيها كى تتنازل وتتزوجه هو اعطائه لكليته لاحمد كى يخلصه نهائيا من عذابه....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مع انها توصلت لقرار الا انها لم تستطع النطق بالموافقه ...حاولت مرارا لكن لسانها لم يطاوعها علي الرغم من محاولاتها...كلما راقبت الشقاء الذى يغمر اسرتها كلما تأكدت من انها اتخذت القرار الصائب...زواجها من عمر كان مفتاح الحياة للجميع بما فيهم هى شخصيا ...السنه الثالثه في دراسة الطب كارثيه بكل المقاييس وكانت تحتاج لاخذ الدروس الخصوصيه في بعض المواد لتحتفظ بتفوقها فهى كان لها ترتيب متقدم علي دفعتها .... ومحمد سوف يعود لدراسته التى هجرها ووالدتها ستتعافي من اكتئابها ويكفون عن التسول ...اما المكسب الحقيقى فأنه سيكون عودة احمد اليهم ... اذا لماذا لا تستطيع الموافقه بصوره مباشره وتكف عن المماطله فأي تاخير ليس من صالحهم جميعا ....انتظارها لاسبوعين كاملين قبل ان تجيبه وهى تعلم انها تستطيع انهاء بؤس عائلتها بكلمه زاد من احتقارها لنفسها ... احتفظت بعرضه سرا ولم تخبر أي احدا وعمر احترم رغبتها ولم يعلن هو الاخر .. كان ينتظرها علي نار لكنه لم يضغط عليها بصوره مباشره فقط استمر يرسل لها رساله يوميه في نفس الموعد ...في اخر رساله اخبرها انه يستعد للنزول النهائي بعد ثلاثة اشهر والعيش بصفة مستمره في القاهره اخبرها ان شقته جاهزه للمعيشه.. فقط تحتاج للفرش وانه يعطيها اعتماد مفتوح لتجهيزها ....عمر لم يتجرأ ويحادثها وجها لوجه فقد كان يترك لها الرسائل التى تعيد برمجة عقلها .... تدهور حالة احمد كان سريع واصبح لا يقوى علي مغادرة فراشه بل لا يرغب بذلك ورفض الخروج الي اخر جلسة غسيل حتى انهم اضطروا لطلب الاسعاف لنقله .... رفض احمد الخروج للجلسه كان القشه التى قصمت ظهر البعير واوصلت الجميع للانهيار ....احمد قرر الاستسلام وكف عن المقاومه وجلس في فراشه ينتظر الموت ...مشاهدتهم له وهو ينقل بالاسعاف رغما عنه ادمت قلوبهم وسطرت في عقولهم الي الابد ....كان يقاوم كطائر جريح ويقول بانهيار ...- سيبونى اموت ...عاوز اموت .. مقاومته جعلت رجال الاسعاف يقيدونه بالقوه وسط دموعهم الغزيره والم قلوبهم الذى لا يحتمل ... يومها فريده اتجهت فور مغادرته مع والدتها ومحمد الي المستشفي الي حاسوبها ..... اخيرا وبعد صراع تمكنت من سطر الحروف التى ربما تهبهم الامل ... قالت في رساله مقتضبه تركتها له وقلبها يبكى... "عمر انا موافقه بشرط وحيد لو وافقت عليه كلم ماما ..."

علي الرغم من طريقتها الجافه في الرد الا ان عمر كاد ان يطير من السعاده ...لم يسألها حتى عن شرطها الوحيد اعطاها موافقته الفوريه علي أي شرط حتى لو كان شرطا مستحيل كشرطها لكنه لم يتوقف للتفكير ... رد فورا وكأنه كان يجلس علي حاسوبه ينتظر .. - أي شرط انا موافق عليه ... فريده امرته بترفع واضح ... - عمر استنى تعرف الشرط الاول ...شرطى الوحيد انك تتبرع لاحمد بكليتك... لو طلعتوا مش متوافقين انا اسفه مش هقدر اتجوزك ....كانت تعلم انها تعجزه وان شرطها مستحيل القبول به لكن عمر رد علي الفور بدون تفكير ... - ومن غير جواز يا فريده انا متأخرش عن احمد ابدا ...رده احرجها للغايه ... شعرت كم هى حقيره ...
كتبت محاوله الاعتذار ..- انا كمان هعمل التحاليل لو ينفع هتبرعله انا ... رنين هاتفها اجفلها ...لمحت رقم عمر علي الشاشه .. عمر اتصل فورا...اجابته بتردد ...- الو ...؟ عمر هتف بها فورا ...- اياك اسمعك تقولي اتبرع دى تانى ...انا هتبرع وان انا منفعتش اوعدك اجيب له متبرع من تحت الارض ...وافقى انتى بس علي كتب الكتاب وانا اوعدك هحل موضوع احمد قبل الدخله ....كلمة الدخله ارسلت قشعريره في كل جسدها ...الي الان لا تستطيع تصوره يلمسها ...عمر وسيم بدرجه كبيره لكن لديه بعض الوزن الزائد والكثير من الطيبه التى تجعله ضعيف في نظرها ...هو لم يكن فكرتها المثاليه عن الزوج المناسب بسبب وزنه وبسبب تعليمه وبسبب انه واضح وصريح فالرجل الغامض يثير الانتباه والاعجاب معا ...هى كانت تعتقد انها تستحق فرصه افضل فهى جذابه بدرجه كبيره وستصبح طبيبه لكن احمد يستحق التضحيه بكل ذلك ..في سبيل اعادة الحياه اليه ... نعم ستوافق علي زواجها من عمر لكن ستجعله يدفع الثمن غاليا كما قررت من قبل ...مع انها هى من كانت تحتاجه وبشده لكن مرارتها الشخصيه اعمت قلبها .... ايضا عمر كان له شرط وحيد ...
شرطه الوحيد لكتب كتابهم قبل العمليه فهمته فيما بعد ...لا تدري اكان ذلك لحسن حظهم او لسوء حظها لكن التحاليل التى قام عمر باجرائها عندما حضر من دبي سرا ليوم واحد اثبتت تتطابق انسجته بصوره مدهشه مع انسجة احمد وانه يستطيع التبرع له بكليته فورا ... التحاليل تمت حتى دون علم احمد او أي فردا اخر من العائله فقط هى وهو رتبا لكل شيء... حتى زيارته للقاهره لم تعلم به والدته ...فقط فريده قابلته في المشفي حيث يعالج احمد وتم اجراء التحاليل اللازمه ... قابلها بلهفه شديده وسعادته عندما علم انه يستطيع التبرع كانت حقيقيه لدرجة انه سجد شكرا لله ... بعد ان اطمئنت الى انه يستطيع منح احمد كليته سمحت له بطلبها رسميا خبر زواجهم قوبل بالترحاب ...لم يتعجب احد فحب عمر كان اسطع من الشمس والزواج كان النتيجه الحتميه لمثل هذا الحب ...
فقط سوميه فهمت سبب زواجها لكنها لم تستطع الاعتراض فزواجهم فعليا كان افضل حل وفي النهايه فريده لم تدفع ثمنا غاليا فهى حظيت بزوج محب حنون يعشقها حتى النخاع ومقتدر ماديا ويستطيع ان يجعلها تعيش في ترف ... في ثلاثة اشهر كما وعدها عمر شقتهم كانت جاهزه للاقامه فيها ولم يتبق سوي بعض الكماليات والتى اصر عمر علي ان تختارهم بنفسها بل واصر علي دفع المهر كما نص الشرع ...مهرها انقذهم جميعا والاهم حفظ كرامتهم ...جلسات الغسيل استمرت ومحمد عاد الي كليته وهى تمكنت من الحصول علي المساعده التى ترغبها في مادة الباثولوجى ... عمر الح عليها كثيرا لاختيار الاثاث بنفسها وعندما رفضت قام بارسال الكاتالوجات اليها حتى منزلها لاختيار ما ترغبه لكنها تعللت بالمزاكره ورفضت حتى اختيار الاثاث من الكاتالوج وقامت والدتها بالامر نيابة عنها اما الاشياء البسيطه المتبقيه فعمر اصر علي تأجيلها حتى تختارها هى بنفسها ... صدق حجتها واعتقد انه يفرحها بذلك .... تم تحديد يوم لكتب الكتاب حضرعمر قبله بيوم واحد ...احضر لها اروع فستان زفاف شاهدته في حياتها ... عدم اقامة حفل كبير كان شيء بديهى نظرا لوفاة والدها التى لم يمر عليها سوى ستة اشهر تقريبا ...لذلك كان من المنطقى ان يتم كتب الكتاب في منزلها وبهدوء وتم تأجيل الدخله الي بعد الامتحانات النهائيه والتى ستبدأ في غضون شهرين بداية بالعملي ثم النظري الذى سوف ينتهى في يونيو ... حضر فقط افراد العائله وهى اخفت الخبر جيدا حتى عن صديقاتها وبالاخص فاطمه ...
في الواقع خجلت من اخبارهم فشهد صديقتها الاقرب الي قلبها حفل خطوبتها الاسبوع القادم وخطيبها معيد في الكليه ورحمه خطبت لطبيب يعمل في الخليج...ماذا لو سألوها عن شهادته او مهنته ...؟ ارتدت الفستان الخرافي الذى احضره عمر علي مضض وتمنت لو كانت تستطيع ارتداء السواد بدلا من الابيض وعندما سمعت خالها سعيد يردد خلف المأذون الكلمات التى تربطها بعمر للابد كرهته بزياده ...لحظة توقيعها علي الاوراق كانت لحظه لن تنساها الي ما بقي لها من عمر ... دموعها اغشت عيناها وسقطت علي الاوراق امامها ...ربما فهم الجميع انها دموع السعاده ... لكن نظرات جدتها الخبيره كانت تحمل الكثير والكثير من القلق ...كانت تشفق علي عمر اكثر من اشفاقها عليها فهى حذرتها من قبل لكنها لم تستمع اليها....لكنها فضلت الصمت ولم تزيد الما الي المها بتأنيبها اليوم ففي النهايه هو ما زال يوم عرسها ....
عمر اهتم بكل تفاصيل اليوم وراعى اجهاد والدتها وحزنها ...ولم يترك لهم أي فرصه للتفكير او حمل الهم ....
البوفيه الفاخر الذى اهتم بتجهيزه وطاقم الخدمه المرافق له كانا لافته مدهشه اظهرت كياسته وتقديره لها ... الطعام كان ممتاز ونال اعجاب الجميع ..لكنها لم تستطع اكل أي شيء ...لاحظت ان عمر لم يأكل مع الجميع مثلها فهى كانت تشعر بانقباض في معدتها من التوتر والحزن منعها من الاكل .... فريده نظرت الي ساعتها بتملل ...متى ينصرف الجميع...دائما احبت لمة العائله لكن اليوم لم تكن تتحملهم ...كلمات التهنئه كانت تثير الغثيان لديها ومنعت نفسها عدة مرات من الانسحاب قبل انتهاء الحفل ... ندا ونور شقيقات عمر كانتا صديقاتها لكنهما اليوم انضمتا الي معسكر الاعداء ..كانت بحاجه الي التحدث مع اسيل لكنها فضلت الصمت ...فأسيل مازالت طفله في الثامنة عشر ولن تفهمها جيدا .... وبماذا يفيد التحدث علي أي حال ...؟ هل ستعيد اليه كليته اذا ما تراجعت الان ...؟ العائله كانت عامره بالبنات والشباب ... عائلة والدتها كانت مترابطه اما عائلة والدها فكانت صغيره ومفككه وبوفاة جديها لوالدها انقطعت صلتها بعمتها الوحيده التى هاجرت الي الولايات المتحده مع زوجها ... اما شريفه جدتها لوالدتها حرصت علي لم شمل ابنائها الاربعه ...فريده كان لديها خالتان وخال واحد ...خالتها الكبري منى والدة عمر تزوجت من مهندس في ادارة الطرق وانجبت عمر الذى يكبرها بثمان سنوات ثم ندا التى تكبرها بثلاث سنوات ونور اخر العنقود تصغرها بعامين في نفس سن اسيل ابنة خالتها لمياء تقريبا ...دائما شكت بوجود مشاعر خفيه متبادله بين شقيقها محمد ونور شقيقة عمر ...الخاله التاليه في الترتيب كانت سوميه والدتها يليها خالها سعيد الذى تزوج من سوريه وانجب منها ثلاثة ذكور.. هم علي وخالد وايمن علي الترتيب وهاجر الي كندا منذ سنوات ....الخاله الصغري كانت لمياء التى انجبت هى الاخري عمر واسيل وريما ...عمر كان يكبرها بعام واحد والتحق بالطب مثلها ...في النهايه هى تزوجت عمر فخري ابن خالتها منى ..ليتها تزوجت عمر عادل ابن خالتها لمياء..علي الاقل هو طبيب مثلها ووسيم بدرجه كبيره ....
هزت رأسها بقوه ... كيف تستطيع التفكير بتلك الطريقه الان وقد اصبحت تنتمى لرجل ....علي غرار امنياتها عمر اليوم تأنق بشده وبدلته الجيده اخفت وزنه الزائد ...
لكنها لم تبتلعه علي الرغم من ذلك وعندما بدأ المصور في التقاط بعض الصور لهم تمنت لو يختفي ولا يفعل ذلك فهى لا تريد أي ذكري لذلك اليوم المشؤم... عمر لم يهتم فقط بالبوفيه وطاقم الخدمه بل احضر لها خبيرة تجميل مشهوره ومصور معروف ليدشن احتفاله ... طرحة زفافها الثقيله اصبحت حمل لا تحتمله فقررت الاعتذار والاختفاء في غرفتها لبعض الوقت حتى يرحل عمر مع الجمع المستعد للمغادره فالساعه قاربت علي الواحدة صباحا ... تحررت من طرحتها فور دخولها لغرفتها واطلقت لشعرها العنان ... تأملت فستانها امام المِرآة .. كانت لتكون سعيده بجماله المميز فقط لو ارتدته برغبتها فهو كان مصمم من قماش الساتان الناعم ومشغول بالفضى في جزئه العلوى بالكامل ...طياته الكثيره في جزئه السفلي التفت حول جسدها بنعومه وحذائها الابيض العالي اعطاها بعض الطول ...الفستان اظهرها جميله بدرجه كبيره بل واظهر تناسق جسدها بشكل اذهلها هى شخصيا ... فجأه لمحت في المِرآة باب غرفتها وهو يفتح ويدخل منه عمر ويغلق الباب خلفه... التفتت اليه في فزع كان يبتسم ابتسامه لم تفهم معناها لكنها في لحظات وجدت نفسها بين ذراعيه وهو يحتضنها بلهفه ويقول ...- اخيرا ... ادركت الان ما فعلته لنفسها ...عمر اعطى لنفسه الحق في انتهاك خصوصيتها بالامضاء البسيط الذى خطته علي قسيمة زواجها... حاولت مقاومته ودفعه عنها بذعر ...لكنه شدد من قبضته عليها وضمها اقرب اليه.. لم ينتبه الي امتعاضها منه لانه كان مشغول في مشاعره الخاصه واعتبر مقاومتها خجل.. فعروسه البريئه لاول مره تكون في احضان رجل ....
ارادت الصراخ وطلب النجده من عائلتها لكنهم لن يتدخلوا بينهم فعمر اصبح زوجها رسميا ...ووالدته سمحت له بالدخول ... اغمضت عيناها واستسلمت بيأس للمساته وربما ينتهى عذابها سريعا ويرحل عنها عمر...
الان كفت عن مقاومته جسديا فهو اقوى منها بكثير لكنها استمرت في المقاومة والرفض فكريا ..لاسابيع لم تأكل او تنام وارهقت نفسها لاقصى درجه فجأه شعرت بالارض تدور من حولها وفقدت الوعى بين ذراعيه
.......................................................................................... الوعى عاد اليها ببطء شديد شعرت بخجل هائل يحتلها ...لتانى مره تفقد الوعى بوجوده في غر فتها وكأنها اصبحت عاده ...المدهش انها في حياتها لم تفقد الوعى ابدا من قبل وفقدته مرتين متتاليتين في وجود عمر .... اما عمر فكانت ملامحه تحمل نفس القلق البالغ الذى حملته في المرة السابقه كان قد حملها وارقدها علي فراشها بلطف وفك سحاب فستانها الخلفي حتى يحرر صدرها من ضغط الفستان الثقيل عليه ....شاهدته يرفع هاتفه النقال كى يتصل بالاسعاف لكنها اوقفته ...- عمر ما فيش داعى انا بقيت كويسه عمر نظر اليها بقلق بالغ وقال ...- لا يا فريده لازم اطمن ...لازم تعملي فحص شامل ... دى تانى مره يحصلك كده ... فريده اصرت ...- عمر قالتلك انا كويسه ..انا فاهمه في حالتى اكتر منك ... مجرد ارهاق واجهاد وقلة نوم ....هرتاح وابقي كويسه ...
عمر ابتلع ردها الجاف وقال ...- طمنينى عليكى ..لازم اخرج دلوقتى لانى طولت اوى هنا ....انا هسيبك تنامى وترتاحى لكن اوعدينى لو احتاجتى أي حاجه كلمينى علي طول ....عمر خرج من غرفتها فورا ...عاد بعد قليل وهو يحمل صينيه عليها بعض الطعام ...اصر علي اطعامها بنفسه ورفض أي حجه منها لتأجيل الاكل لبعد رحيله ....بعدما تأكد من انها اكلت قال لها - للاسف كنت مخطط نتعشي سوا بعد ما الناس تمشى لكن ملحوقه ... بكره هنتعشي مع بعض ...نظر الي فستانها بحسره ثم اكمل ...- وفي يوم من الايام كمان هقلعك بنفسي زى ما اكلتك بنفسي ثم غادر غرفتها فورا
............................................................................................
الصباح التالي كان الاسوء في حياتها علي الاطلاق ...فهى استيقظت علي عمر وهو يمسح شعرها بحنان ....تعجبت من السلطه المطلقه والحريه التى تسمح بها والدتها له ....تخلصت منه بضع ساعات فقط لتجده يوقظها ...انها لا تتحمله لدقائق فكيف ستقضى العمر معه ...؟ اكثر ما كان يقهرها هو سعادة عمر فعمر كان فعلا سعيد لدرجة انه لم يكن يلاحظ وقاحتها معه ... ارادت عقابه علي سعادته.. فسعادته تلك علي حساب تعاستها هى ...غطت نفسها جيدا ونظرت اليه بجفاف ثم قالت ...- عمر لو سمحت اخرج بره ... هغير هدومى ...عمر نظر اليها نظرة طويله ...توقعت غضبه لكنه قال بتفهم اغاظها ...- فريده ....انا عارف كويس انك مش بتحبينى ..علي الاقل مش بالطريقه اللي انا بحبك بيها... انا عارف كمان انك خايفه منى ...خايفه من التغيير المفاجىء في علاقتنا ...انا مش هستعجلك في أي حاجه ..لكن اسمحيلي اقرب منك ...انا بأعودك واحده واحده علي وجودى في حياتك.. يمكن تكونى شايفه انى بأنتهك خصوصيتك لكن بين الراجل ومراته مافيش خصوصيه ...وانتى بقيتى مراتى ... يا الله عمر دوما يتغاضي عن وقاحتها بل ويعطيها العذر لذلك ...لماذا لا تتقبل الزواج ...؟ هل توجد انثى واحده عاقله علي كوكب الارض ترفض حبا مطلق كحب عمر ....؟ عمر غادر ولم يكن غاضبا لكنها تعلم جيدا انها تعمدت اهانته وطرده من غرفتها وهو تقبل ذلك بصبر ...يعتقد انها بحاجه للوقت ...هل الوقت فقط سيجعلها تتقبله ...؟ ابدلت ملابسها علي عجل لم تهتم بماذا سترتدى او كيف ستبدو ...علي عمر ان يقبل بالموجود ...يقبل بما تجود عليه من نفسها...وقفت امام المرآه حائره لا تعرف ماذا تفعل ... هل ترتدى الحجاب امامه او لا ترتديه ...؟ اليوم كان السبت وهى ليس لديها دراسه ...هل سيقضى عمر اليوم كله معهم ...؟ هو حضر من الامارات منذ يومين فقط ووعدها بتحديد موعد للعمليه بعد اسبوع من كتب الكتاب ... اخبرها امس بعد كتب الكتاب حينما كان يحتضنها انه اراد كتب الكتاب قبل العمليه لينعم بحضنها ولو لمره ...فربما يموت في العمليه واراد ان يشعر بنشوة انتمائها اليه ولو لايام ...
فريده قررت ترك شعرها حر ...مشطته بعدم اهتمام ولم تضع علي وجهها أي زينه ...خرجت لتواجه عمر المنتظر وهى تعلم ان قضائها يوم كامل بصحبته سيكون من اسوء ايام حياتها .
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
خطوبة شهد !! كيف ستذهب الي الخطوبه اليوم دون ان ان تخبره ...؟ هل اخلاقها تسمح لها بعمل ذلك ...؟ لا انها لن تكذب بسببه ...ستخبره بصراحه انها مدعوه لحفل خطوبه وانها ستذهب بمفردها....هو لم يتركها لحظه منذ كتب الكتاب ..حتى كليتها كان يوصلها اليها كل يوم ويعود لالتقاطها ... حرصت علي اخفاء خطوبتها جيدا عن صديقاتها واليوم اذا ما اصر عمر علي مرافقتها ستضطر الي كشف السر .... كانت تشعر بحيره كبيره والمأزق الذى وضعت نفسها فيها ليس له الا مخرج الا العدول عن فكرة الذهاب الي الخطوبه .... بعد غد تحدد موعد لعملية احمد ...الخبر كان صاعقه علي الجميع حتى احمد نفسه ...عمر عومل كبطل فاتح وحمل علي الاعناق ...حتى والدته لم تعترض فقط بكت بصمت ودعت لكلاهما بالشفاء والصحه .... التفكير ارهقها ...البنات سيجتمعون الليله في الحفل وهى ستحرم نفسها من لمتهم برغبتها ...هى كانت قد جهزت فستان بسيط للغايه لترتديه وكم ستكون مذهله اذا ارتدت خاتم خطبتها الماسي ودبلتها الماسيه ايضا ... عمر فاجئها يوم كتب الكتاب بتقديم الخاتم والدبله لها... هى اعتقدت ان شبكتها هى كليته فقط واكتفت بذلك لكنه لا ينسي أي شيء.... بريق الماس يلمع بشده وسيبدوان رائعين مع فستانها والاسوره من الذهب الابيض التى اهداها لها عمر اليوم لكن كيف ستبرر لهم ارتدائها لدبلة خطوبه ..؟ خطوبه شهد في قاعه شعبيه متواضعه وايضا شبكتها كانت بسيطه جدا ...ربما شهد ستتزوج من طبيب لكن الان وضع عمر المادى افضل بمراحل من خطيب شهد ظاهريا علي الاقل ... سيارته الفاخره وشقته الراقيه مع شبكتها غطاء رائع لزوج مستقبلى يستطيع توفير حياه مرفهه ...صديقاتها لن يعلموا انه افلس تقريبا وسيحسدونها علي خطيبها الثري ...اذا كانت شهد تتباهى بخطيبها المعيد اذا هى الاخري ستتباهى بخطيبها الثري لكن يتبقي مشكله واحده ... اقناع عمر بألا يصحبها الي الداخل ويكتفي بتوصيلها فقط .... اتصال من عمر اخرجها من افكارها ..كعادته يتصل بها يوميا في الصباح ليكون صوتها اول ما يستمع اليه في يومه ...
3

هكذا اخبرها هو .... كان يحاول ان يبثها حبه بكل الطرق ...فاجئها بقوله... - صباح الخير يا حبيبتى ....هتروحى خطوبه صحبتك النهارده ...؟ فريده شهقت وقالت بغضب هادر ...- عمر !! انت بتتجسس عليه ... عمر عاتبها بألم ...- ابدا يا فريده...ازاي تفكري فيه كده ..؟ انا شفت تعليقك علي الفيس بوك لصحبتك علي المناسبه وفهمت ان النهارده حفلة خطوبتها فبشوفك هتروحى ولا لا عشان اوصلك.... " يالا الفيس بوك اللعين "... فريده تنحنحت في حرج وقالت ...- ايوه هروح ....سألها بطريقه رسميه ... - الساعه كام ...؟ اجابته بخفوت ...- 8
............................................................................................
الظروف خدمتها اكثر مما كانت تحلم ...عمر اخبرها انه لديه موعد هام خاص بالعمل في الثامنة والنصف وانه سوف يقوم بايصالها وعندما ينتهى الحفل سيعود ليقلها الي المنزل ....اعفاها من حرج اصطحابه ...ربما كان غاضب لكنها لم تهتم ... ستضع مجوهراتها التى اهداها عمر اياها... اي غبيه ستكون اذا لم ترتديهم اليوم .... في النهايه هم سيعلمون علي أي حال اذا سوف تعلن للجميع اليوم خبر خطبتها هى الاخري ... حفل خطوبه صديقتها البسيط المتواضع شجعها علي اعلان خطبتها هى الاخري....
..........................................................................................
امام القاعه البسيطه التى سيقام فيها الحفل اوقف عمر سيارته ....فريده انتظرت ان يتحدث عمر باي كلمه لكنه منذ مكالمتهم في الصباح لم يحدثها هو غاضب الان ومع ذلك لم يتأخر عن موعدها بل و تأمل فستانها باعجاب صامت مع ان الفستان بسيط جدا ولا يثير الانتباه مطلقا ولولا مجوهراتها الماسيه التى تلمع لكانت اصبحت مطفيه .... لكن عمر كان يعلم جيدا كيف يعطيها الثقة في نفسها ... بعد ان شعر انه يعطلها اخبرها باقتضاب ... - لما تحبي تروحى اتصلي ... انتظر حتى اختفت داخل القاعه ثم رحل ....
تعجبت عندما لم تندهش صديقاتها من خبر خطبتها وقابلوها بالغمز ... فهمت انهم يراقبوها منذ اسبوع وهى تهبط من سيارة عمر ...وشكوا ان الامور ستتطور ...شبكتها الماسيه اثارت حسدهم وفاطمه التى شاهدتها تهبط منذ قليل من سيارته قالت لها بغيره واضحه...- خطيبك وسيم ... بالفعل عمر وسيم نسيبا بالاخص لمن لم يلاحظ وزنه .... وفاطمه لمحته وتفحصته جيدا ... تجاهلت الاجابه عندما سألوها عن مهنته والحفل وخبر خطبتها المفاجىء غطوا علي جميع الاسئله فانتباه الجميع تركز علي شهد وخطيبها باسم في البدايه ثم انتقل اليها تباعا.... هى كانت اكيده من تواضع فستانها لكنها مع ذلك كانت محط الانظار وشبكتها التى تعمدت ارتداؤها اليوم غطت علي شبكة شهد البسيطه .... مجرد ذكر كلمة الخطوبه تجعلك محط انظار ومع شبكه كشبكتها كانت مثار حسد ايضا ...البنات استوقفوها جميعا لمشاهدة خاتمها وعندما شاهدوا صورة زفافها الصغيره التى تحتفظ بها في محفظتها فغروا فاهم من الدهشه.. فتصميم فستانها الخلاب لم يكن معتاد في وسطهم ....
باسم خطيب شهد كان طبيب في بداية حياته ...معيد لديهم في الكليه في قسم الطفيليات....راتبه قليل حاليا واسرته متوسطة الحال كحال معظم الاسر المصريه ...لكن مستقبله مضمون كعضو هيئة تدريس .... شهد كان لها ترتيب متقدم مثلها هى ورحمه اما فاطمه فكانت تناضل كى فقط تنتقل الي السنه التاليه ..... سهام الحب اصابت باسم منذ اللحظه الاولي التى شاهد فيها شهد في احدى المحاضرات ... وتمكن من خطبتها بصعوبه فظروفه الماديه الحاليه "تعبانه " كما يقولون لكن نظرة واحده منها الي سعادتهم علمت منها انهم يتغذون بالحب ...ويكفيهم حبهم ليسترهم في ايامهم الصعبه ...
بعدما انتهوا من تهنئة شهد انتقلوا الي تهنئتها ...المدهش انها لم تلاحظ نظرة حسد واحده من شهد وهى تشاهد شبكتها... بل وحضنتها بلطف ثم نظرت الي باسم وأمرته بمرح واضح ... - اعمل حسابك هتجيبلي خاتم زيه في يوم من الايام ... باسم نظر الي عيونها وقال بهيام ...- انت تؤمر يا جميل ...الحفله تخلص بس واروح اسرقلك واحد ...ضحكاتهم العفويه اثارت مشاعر غامضه لديها ليتها تستطيع حب عمر كما يحبها ... فاطمه طلبت من فريده ايصالها الي منزلها فالوقت متأخر وهى لا تستطيع ركوب تاكسي بمفردها ....وفريده وافقت مضطره فكيف سترفض طلب صديقتها لكنها كانت تخشى غضب عمر فهو كان غاضبا بشده فكيف ستطلب منه أي شيء.... ظلت تدعو الله الا يحرجها عمر ويرفض ايصال فاطمه ...والمعجزه التى كانت تتمناها حدثت بكل بساطه فعندما عاد عمر ليقلها الي المنزل كان مزاجه افضل والابتسامه تنير وجهه وبمجرد رؤيته لها امام القاعه وهى تنتظره هبط من السياره فورا ليفتح لها الباب فتشجعت وطلبت منه ايصال فاطمه ...- عمر لو سمحت ممكن نوصل فاطمه معانا... عمر انتبه لاول مره ان فريده ليست وحيده... حيا فاطمه بأدب وقال ... - طبعا اتفضلي ...فريده انتظرت حتى دخلت فاطمه الي المقعد الخلفى من السياره وركبت هى فى المقعد الامامى وعمر اغلق الباب خلفها بلطف .. طوال الطريق لم تتوقف فاطمه عن الثرثره وفريده كانت سعيده لان عمر لم يعد غاضب فاكتفت بمراقبة الطريق...بمجرد نزول فاطمه امام منزلها عمر اخبرها بسعاده...- حبيبتى عندى ليكى خبر كويس...انا لقيت شغل ممتاز في فندق وبراتب كويس جدا وهبدأ معاهم مع افتتاح التوسعه الجديده بعد شهرين ان شاء الله ... الكلمات هربت منها لابد وان تهنئه علي عمله الجديد لكن لسانها لم يستطع النطق ...وكعادة عمر كان مشغول بسعادته الخاصه ولم ينتبه الي بؤسها فهو وجد عمل في فندق فخم في القاهره بالتأكيد ليس في فخامة فندق دبي لكنه علي الاقل يحمل خمس نجمات مثله كان يريد الاحتفال بعمله الجديد كموظف في العلاقات العامه في الفندق المشهور... لم يكن ينتظر منها تهنئته بالكلمات بل اراد الاحتفال معها ... احتفال خاص يجمعهما فقط ... اخبرها بهيام ...- لو الوقت مش متأخر كنت خطفتك كام ساعه ...انتى النهارده زى القمر وفستانك روعه .... اليوم مر جيدا حتى الان و عمر لم يعد غاضب ومزاجه تحسن بصوره كبيره بل وغازلها برقه ...لكن خبر عمله الجديد سبب لها الم في بطنها ومنعها من الاحتفال معه ومشاركته فرحته ...رفضت دعوته للصعود معها وتحججت بأنها مرهقه وتريد النوم فالوقت فعليا متأخر جدا ...عمر كان سعيدا بعمله الجديد لكنها كانت محرجه جدا والتفكير يقتلها فماذا ستخبر صديقاتها عن عمله عندما يسألوها غدا ...؟
............................................................................................
مرور الوقت امر نسبي .. فهو يمر بسرعه قياسيه عندما تكون سعيد ويمر بمنتهى البطىء عندما تكون حزين ...ولا يمر علي الاطلاق عندما تكون قلق ...الساعات الطويله التى استغرقتها عملية نقل الكلي كانت فعليا الساعات الاسوء بلا منازع علي كل عائلة فريده ...عمر واحمد يواجهون خطرا غير معروف ...ليس فقط خطر العمليه ولكن ايضا خطر مطلق في المضاعفات والعواقب ...ماذا لو فشلت العمليه ولم يتقبل جسد احمد الضعيف الذي ارهقه المرض كلية عمر ...؟ ماذا لو اثر التبرع علي صحة عمر في المستقبل ..؟ تضحية عمر البطوليه كانت الاروع علي الاطلاق ... عمر يستحق لقب بطل فهو غامر بحياته من اجل احمد ..احمد نفسه رفض بشده تبرع عمر له واحتاجهم الامر لساعات من الاقناع حتى يقبل بما يعرضه عليه عمر ...فريده اطلعته علي الانترنت وعرضت عليه كل ما يتعلق بنقل الكلي ... حاولت اقناعه بسلامة المتبرع وعدم ضرره بسبب التبرع .. العمليه كانت املا لاحمد خاف من التعلق به فهو كان قد اعد نفسه لاستقبال الموت واحياء الامل كان فوق استطاعته ..فكرة تبرع عمر لاحمد اثارت مشاعر كثيره لدى محمد ...فكيف لم يفكر في ذلك من قبل وحين حاول اثناء عمر والتبرع بنفسه فهو اولي من عمر بأخيه قوبل طلبه بالرفض... فعمر بالفعل اجري التحاليل اللازمه وكان متوافق معه واحمد لا وقت لديه لاعادة التحاليل والبحث عن متبرع فهو لا يملك رفاهية الوقت ...
فريده تعلقت عيناها بالساعه الكبيره الموجوده في غرفة الانتظار...الثوانى لا تمر ابدا ..والدتها ووالدة عمر كانتا متماسكتان بشكل لا يصدق ...كلتاهما قضت الوقت في السجود والدعاء ..فالدعاء يرفع البلاء ...هى كانت تعلم جيدا ان العمليه تستغرق ساعات وساعات وغرفتين عمليات ...وفريقين طبيين يعملان في نفس الوقت...المستشفي كانت علي قدم وساق كخلية النحل ...الكل يعمل بجهد فعمليتهم من العمليات الكبيره التى تستنزف الجميع ...المبلغ الضخم الذي دفعه عمر لاتمام العمليه اضاف بطوله علي بطولته فهو ضحى بكل سنوات عمله في الخليج لاجلها ...ومع ذلك لم يتردد لحظه ووهبها كل شيء حتى عمره ...حتى الشقه جهزها علي اعلي مستوى حاول ان يعوض نقصه في المستوى التعليمى بأمواله ...لكن فريده كانت تعلم جيدا انها اجهزت علي اخر قرش يملكه عمر ...ولكن لو نجحت العمليه ربما يكون المقابل يستحق ... روادها القليل من الشعور بالذنب ... في هذه اللحظه بالذات تمنت من الله ان تحب عمر كما يحبها فربما بحبها له تعوضه القليل عما فعله لها ...فهو ضحى بنفسه وبأخر قرش يملكه من اجلها ...
انخرطت في افكارها الخاصه ورغما عنها مع انها حاولت التماسك الا ان دموعها غطت وجهها ...افاقت من شرودها علي صوت والدتها وخالاتها يحمدون الله بصوت عالي ...انتبهت لتجد ممرضه من الفريق الطبي الاول تطمئنهم وتخبرهم ان عمر خرج من العمليات وان حالته مستقره ... اخبرتهم ان عمر انتقل الي غرفة الافاقه مؤقتا وعندما يتأكدون تماما من استقرار حالته سوف ينقل الي غرفة عاديه ...دموعها زادت بشكل كبير وحمدت الله كثيرا فعلي الاقل عمر تجاوز الازمه ...لم تكن لتسامح نفسها اطلاقا لو ....شعرت انها بحاجه الي الانفراد بنفسها ...اكثر مكان تستطيع الخلوة فيه كان غرفة عمر التى خرج منها قبل العمليه وسوف ينقل اليها بعد افاقته التامه ...فرشت سجادة الصلاه وظلت تصلي حتى ارتاحت ... فتحت مصحفها الصغير الذي حملته معها وبدأت في القراءة بخشوع... قلبها تعلق بالامل في كرم الله عز وجل فالله كريم وسوف ينجى احمد كما نجى عمر ...بعد ساعات سمعت حركه عند الباب ...التفتت لتجد الفريق الطبي يقوم بنقل عمر النائم الي غرفته ... نهضت تراقبهم وهم يحملونه بلطف ويرقدونه علي فراش الغرفه ... فور استقرار عمر علي الفراش تأوه بألم وقال في صوت خافت ... - فريده ... فين فريده..؟
فريده اقتربت منه بهدوء وقالت ...- انا هنا يا عمر ...عمر فتح عيونه فجأه وقال ..- فريده ...انت هنا ...الحمد لله ثم اغلق عيونه مجددا واستسلم للنوم.. مشاهدته وهو مازال تحت تأثير المخدر ادمعت عيناها ...عمر ضحى بنفسه من اجل حبها وهى لا تحبه الي الان وهذا ظلم بين له ...لكنها ستحاول ... نعم هو يستحق المحاوله..
ربما لو تجاهلت سخرية فاطمه القاتله التى اسمعتها اياها عندما اخبرتها عن عمر فسوف تستطيع القبول به زوجا ...هو الان زوجها وهى ستبذل قصاري جهدها لتكون الزوجه التى يستحق....
نظرت في ساعتها الان مرت 5 ساعات منذ دخول احمد الي العمليات ومحمد اصر علي حضور العمليه كامله ...استاذ الجراحه المشهور الذى يقوم باجراء العمليه يكون والد صديق محمد المقرب ووافق علي حضور محمد معه ... بالتأكيد الان العمليه شارفت علي الانتهاء واحمد سيخرج لهم بخير ان شاء الله مع فرصه للحياه بدون خوف لمدة سنوات طويله تصل الى خمس وعشرون عاما وربما اكثر اذا ما نجحت العمليه وتقبل جسده الكلي.. كلما كان تطابق الانسجه نسبته عاليه كلما زادت فرصة قبول الجسم للزرع واعتبار الكلي الغريبه كأنها جزء منه ...وعمر اثبت انه جزء منهم ... نتيجة التطابق كانت مدهشه تكاد تصل الي نسبة تطابق التؤام ....القت نظره اخري علي عمر وعندما تأكدت انه بخير غادرت غرفته وقلبها معلق بالامل .....
............................................................................................
عند باب العمليات احتضنها محمد بفرحة غامره ...كانت كل ذره من جسده تدل علي الارتياح ...من منظره علمت ان العمليه قد نجحت وتمت الزراعه بنجاح ....بالطبع هذا ليس دليل علي تقبل الجسد للكليه ولكن جزء هام قد مر وهو تجاوز مخاطر عملية النقل نفسها...احمد سوف يقضى اسابيع في العزل بعد العمليه لانه سوف يتلقى عقاقير تثبط من مناعته حتى يتقبل جسده العضو الغريب ... عمر فكر بذكاء حتى اختياره لموعد العمليه كان مراعى فيه جميع التفاصيل لاقصى درجه .... احمد كان قد توقف عن الدراسه بسبب حالته المرضيه وعمر كان يعلم ان حالته الصحيه تؤثر بالسلب علي نفسية اخوته فحرص علي اجراء العمليه قبل امتحاناتهم بفتره حتى يتمكنوا من التركيز .... عمر اخبرها انه سوف يستلم عنهم الحمل وقد فعل فعلا ... دموع محمد اختلطت بدموعها...وارتياحه وصل اليها يبثها الامل ...تفائلت بالخير وانتظرته فمن كان يتوقع ان يحدث ما حدث ....فريده جذبته من يده وقالت ....- تعالى نطمن ماما وخالتو ...
............................................................................................
الصبر والدعاء كان كل ما يملكونه ....عمر ضحى بجزء غالي من جسده لاجل احمد فتمنوا ان يكون المقابل يستحق ....احمد وضع في العنايه المشدده لاسابيع ومنعت عنه الزياره خوفا من انتقال العدوي اليه بسبب نقص مناعته فأي عدوي الان قد تكون قاتله...مبدئيا ارتياح الاطباء لعدم حدوث مضاعفات معتاده لمثل ذلك النوع من العمليات كالجلطات و العدوى كانت مثل طاقة الامل التى تؤكد المعجزه التى تحدث..بعد اسبوعين تأكدوا ان عملية النقل تمت بنجاح فأحمد استطاع ان يغادر العنايه المشدده واخبروهم ان كلية احمد الجديده بدأت العمل علي الفور حتى وهو مازال علي طاولة العمليات ...ربما لوكان المتبرع متوفي او غير متوافق كليا كما هو الحال مع عمر لكانت الكليه استغرقت وقتا اطول للعمل لكن المدهش انها اشتغلت فورا وبكفأه كأنها لم تغادر جسدها الاصلي .... ورحمت احمد من جلسات غسيل كلوي جديده كان من الممكن ان يحتاج اليها اذا ما استغرقت الكليه وقت طويل قبل ان تبدأ عملها ....حتى العقاقير المثبطه للمناعه والتى سوف يتناولها احمد ستأخذ بجرعات قليله لان جسده لم يرفض الكليه بل تقبلها بصوره مدهشه ... دم عمر الجيد وجيناته كانت موجوده حتى في كليته وهى خارج جسده ...
اما عمر فتجاوز العمليه بسلام وبمرور اسبوعين تعافى جزئيا واستطاع النهوض من فراشه بمفرده ...عمر جسده قوى جدا ويتحمل الكثير ...
الي الان لم تحضر أي هديه الي عمر منذ زواجهم ...والان حان وقتها .. فكرت كثيرا فى ماذا ستهديه ...وعندما تعبت من التفكير اختارت علاقة مفاتيح من الفضه تحمل اسمه منقوش في وسط دائره من الفضه المفرغه...طرقت باب غرفته بخجل ...كان يطالع الجريده باهتمام ...لكن مع دخولها القي الجريده بفرحه ونهض لملاقاتها ...فريده اعادته الي فراشه بحزم ...- انت لازم ترتاح ...الحركه خطر عليك ...عمر عاتبها ...- فريده انسي شويه انك دكتوره ...انتى مراتى ولازم ارحب بزيارتك بالطريقه اللي تناسبك وتناسب حبى ليكى ....فريده اطرقت رأسها بخجل ...فتحت حقيبتها والتقطت هديتها المغلفه بغلاف زهري وناولته اياها ...عمر بدى علي وجهه عدم التصديق للحظات ثم تجرأ وفتح الهديه ...تعبيرات وجهه المعبره واضحه تغنى عن أي شكر او اعجاب ...هديتها لمست قلبه ...فضها من غلافها ووضعها تحت وسادته ثم نظر اليها بحب وقال بصوت اجش .. - فريده .. قربي منى شويه ..فريده اطاعته كالمخدره وعمر جذبها اليه بلطف لكن فجأه باب الغرفه فتح ودخلت منى والدة عمر وعندما رأتهم شعرت بالخجل الشديد ... من شدة خجلها حاولت الاستداره والخروج مجددا لكن عمر ناداها بمرح ...- تعالي يا ماما ما فيش حد غريب ...تحبي اعرفك بمراتى ...؟
منى ابتسمت بحنان ...ربتت علي كف عمر وحضنت فريده بحب ... وقالت ...- ربنا يسعدكم ...العائله تجمعت فبعد دخول منى حضر ندا ونور ومحمد ووالدتها ....الزياره كانت لطيفه والنظرات الخفيه التى كان يتبادلها محمد مع نور لم تكن تخفي علي احد ....فريده لاحظت محمد وهو يراقب نور خلسه وكلما نظرت في اتجاهه وتعلم انه ينظر اليها كانت تبتسم بخجل وعندما طلبت خالتها منى كوب من الشاي تطوع محمد ونور لاحضاره من مقهى المستشفي .....الحمد لله الوضع الان افضل كثيرا فعمر كان يتحسن بسرعه ...وسوف يخرج من المستشفي غدا ....
وبمرور شهر تعافى كليا واحمد عاد الي المنزل الذى دخلته الفرحه مجددا وفريده ضغطت علي نفسها كى تخفي نفورها من عمر ولو راجعت نفسها ستعلم بالتأكيد انها الان تقبلته بشكل افضل ولو اعطت لنفسها الفرصه فلربما ستحبه ...فيكيفها ضحكة احمد التى عادت لتنير وجهه ... وكان يضحك بفرحه ويجمعهم جميعا في كل ميعاد غسيل لم يعد يحتاجه ... كان يهتف بفرح غامر في ميعاد كل جلسه .... - فريده ...محمد ...ماما ... رشا...انا في البيت انا مش محتاج غسيل ....انا اقدر اخرج مع اصحابي لاول مره منذ سنوات يشعر بالصحه والحريه...والفضل لعمر بعد الله سبحانه وتعالي الذى اكرمهم بمعجزه.....الحياه تكون قاسيه احيانا لكن نعمة وجود من يحبنا باخلاص ويدعمنا في كل الاوقات تهون الكثير والكثير ... الازمات التى تواجهنا تعيد تشكيلنا من الداخل وتبرز افضل ما فينا ..تجعلنا نعيد اكتشاف انفسنا ونكتشف اننا قادرون علي العطاء وبصوره كبيره ....
شهر النقاهه مر بسرعه كبيره وعمر تمكن من استلام عمله الجديد ... مع ان راتبه كان كبير مقارنة برواتب الشباب الكادحين في مصر الا انه لم يصل حتى الي عشر ما كان يتقضاه في دبي....ضحى بمنصبه الهام كمدير للفندق وعاد للبدء من البدايه ...تضحيه اخري تضاف الي تضحياته....رفض البقاء بعيدا عنها بعد الزواج فهو كان يعلم انها لن تستطيع ترك دراستها ومرافقته في غربته فعاد هو ليكون الي جوارها ...لم يندم لحظة واحده علي أي شيء فعله فهو كان يحبها .....
الان الوقت عاد للمرور بسرعه رهيبه ...نظرية نسيبة الوقت مجددا ... فالوقت المتبقي علي دخلتها كان يمر وكأنه يركب صاروخ..فريده انهت امتحاناتها النهائيه بتفوق كعادتها ....وعمر انتظر حتى اطمئن انها ارتاحت جسديا وفكريا من ارهاق الدراسه وبدأ يطالبها بتحديد موعد للدخله ... الامور تحسنت كثيرا ...احمد اصبح شبه متعافي ومصاريف غسيله الباهظه ازيحت من علي كاهلهم .. وعمر استقر في عمله الجديد وبتكفله بكل مصاريف فريده لانها اصبحت زوجته شرعا عادت الحياه الي الاستمرار وتمكنوا من الصمود بطريقه جيده كما كانوا يفعلون دائما......
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
- فريده انتى مش خلصتى ...كده يا عفريته مسألتيش علي ؟؟
فريده القت بنفسها في حضن جدتها شريفه التى احتوتها بحنان بالغ ... عيناها اغرقت بالدموع فهى كانت تعلم انها مقصره في السؤال عليها ... واليوم جدتها فاجئتها وقدمت لرؤيتها ...كانت تعلم انها تريد محادثتها في خصوصيه فهى اختارت ان تحدثها في غرفتها الخاصه ...جدتها ربتت علي رأسها بحنان ..ثم قالت ...- فريده.. اكيد انتى عارفه انا جيت ليه النهارده ... اكيد عشان وحشتونى لكن الاهم عشان افهم ...فريده انتى حفيدتى وبحبك جدا لكن عمر كمان حفيدى وبحبه زيك بالظبط ...انا خايفه يا فريده تظلمى عمر وانتى مش حاسه ...مش كفايه عرفانك له بالجميل ده مش سبب للجواز...عمر بيحبك ومستعد يعمل اي حاجه عشانك... لا مش بس بيحبك ده بيتفانى في حبك انتى بقي يا فريده مستعده تقدمى له ايه ...؟؟؟
مع سؤال جدتها فريده شعرت بالجفاف في حلقها ...موقفها من عمر مفضوح لدرجه كبيره ... ومن الواضح ان الجميع يعلم وعمر فقط الذى يعتقد انها سعيده ولكن جدتها الحكيمه هى التى تجرأت وواجهتها بحقيقة نفسها المتدنيه ... عمر ضحى لاجلها بكل ما يملك وهى حتى لم تفى بوعدها الي الان ... فريده احنت رأسها وقالت بخضوع ...- مستعده ابقي مراته ..
شريفه نظرت اليها شذرا وقالت بغضب...- مش كفايه ...لو هو ده كل اللي عندك تقدميه له يبقي تنسحبي من حياته من دلوقتى ...صدمته دلوقتى هتكون اخف كتير من بعد كده ....انا هسيبك لوحدك دلوقتى وفكري مع نفسك ...لو مقدرتيش تعرفي هتقدمى لعمر ايه بلغينى وانا هتصرف ...
جدتها غادرت غاضبه ووضعتها في مواجهه مع نفسها ...كانت تريها حقيقة مشاعرها وتعطيها الفرصه للتراجع ..ليس تعاطفا معها ولكن دفاعا عن عمر ...هى اعطت وعدا وستنفذه ...ستحاول ان تكون الزوجه المثاليه وستعطى نفسها لعمر كما وعدته ...لا بل ستجاهد بكل الطرق كى تحبه فهو يستحق اكثر من الحب... حان وقت الحسم فالتقطت هاتفها الجوال واتصلت بعمر ...صوت عمر الحنون المحب شجعها فقالت ...- عمر ...
كعادته في كل مره يسمع صوتها كان يرحب بها بشده ويشكرها علي اتصالها به ثم يبدى الكثير من السعاده لكنه اليوم شعرانها تريد اخباره شيء ما... شجعها للاستمرار ...- ايوه يا فريده عاوزه تقولي حاجه ...؟
- ايوه ...يعنى مش عارفه اقول ايه...
عمر شعر بترددها فقال بحنان ...- طيب ادينى أي اشاره وانا اساعدك ...
- يعنى بخصوص معاد الدخله ...عمر هتف بلهفه ...- المعاد...؟ لو عليه انا عاوز النهارده ...فريده اجابته باستسلام...- خلاص بعد شهر كويس ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عمر كان في قمة سعادته ويشعر بنشوه شديده وهو يستلم يد فريده زوجته الحبيبه ليساعدها علي النزول من السياره امام شقة الزوجيه ....كم كان مخلص في اهتمامه بكل تفاصيلها فبعد تحديد يوم الزفاف فاجأها بفستان فضى شديد الاناقه والفخامه وطلب منها ارتداؤه ....فريده سألته بفضول وهى تتأمل الفستان الفضى .. - ازاي بتختار الحاجات الحلوه دى وبتعرف مقاسي ازاي ...؟ عمر تأملها مطولا وسألها بشغف ...- الفساتين عجبتك ...؟ فريده هزت رأسها بالايجاب ..عمر تنحنح ثم قال ...- بنت صاحب الفندق في دبي عندها دار ازياء مشهوره وطلبت منها تساعدنى.... فريده هزت رأسها مجددا واكملت تأملها للفستان ...حفلة الزفاف كانت من ابسط ما يكون بناءا علي طلب فريده ... فعمر قد دعا افراد العائله المقربين للعشاء في باخره فاخره علي النيل في سهره امتدت حتى ساعات الصباح الاولي....وهى دعت صديقاتها المقربات ..لاحظت نظرات الاعجاب في عيونهم فالفستان كان تحفه فنيه وكأنه مصنوع من الفضه الخالصه وناسبها وكأنها مصمم خصيصا لها ....فريده كانت تبرق بهاله فضيه ورؤيتها لاحمد وهو سعيد ويرقص زادتها اشراقا ....عمر اوفي بجميع وعوده وخاض الصعاب كى يثبت انه يستحقها والان هو يساعد زوجته في الدخول الي بيتها والي قلبه المحب .... بالطبع عمر لن يحملها امام الباب من الخارج لكنه انتظر بلهفه وما ان اغلق الباب خلفهم حتى حملها فجأه وقال.. - نورتى بيتك يا عروسه.... انزلها برفق في غرفة نومهم امام الفراش العريض .... اقصى امنياته كانت ان تشاركه فريده حياته وانتظر بصبر حتى اصبحت حلاله ... فريده نظرت الي الارض بخجل حقيقي ....وعمر رفع رأسها بحنان لتنظر اليه ....كيف لنظره ان تعبر عما يجيش به الصدر من مشاعر ..؟ نظرة عمر لها لخصت حاله لسنوات...كان ينظر اليها بهيام عبر عن شوقه الشديد وحبه الفياض الذى يبدو جليا علي وجهه... كان يعيش في دنيته الخاصه منذ اليوم الذى وعدته فيه بالزواج ... كانت تحسده علي سعادته وفي البدايه كانت ناقمه عليه بسبب تلك السعاده ولكن بعد حديث جدتها معها ذلك اليوم وهى تغيرت بعض الشيء ...تخلصت من " الزن علي الودان " كما يقولون فاستطاعت الاستمتاع بخطبتها ...في الشهر الماضى تعللت بالتجهيز للزفاف واعتزلت صديقاتها خصوصا فاطمة تجنبا لسخريتها وبالفعل نجحت خطتها وتقربت من عمر كثيرا وتقبلت فكرة زواجهم الى حد كبير وعمر لمس ذلك التغيير فأصبح اكثر سعاده وارتياح واكثر حريه في التعبير عن حبه.... يكفيها رؤيتها لاحمد اليوم وهو ملىء بالحيويه حتى تقضى المتبقي من عمرها وهى ترد لعمر الجميل...لاول مره منذ سنوات احمد كان يرقص ويبذل مجهود بل ويشرب الماء بحريه دون ان يضطر الي حساب كميته واليوم عمر كان يستعد لاظهار درجة حبه القصوى لها بكل الطرق وكأن ما فعله لها حتى الان لم يكن كافي وهى استعدت لتلقي الحب.... اخبرها من قبل انها لن تعرف حقيقة مشاعره الا عندما يغلق عليهم باب واحد... عمر بدء في الاثبات علي الفور واحتواها بين ذراعيه في لهفة طاغيه اخرج فيها شوقه اليها لسنوات ... وفريده كانت ممزقه بين ثلاث مشاعر تنهشها بلارحمه ...الشعور الاقوى كان الشعور بالخجل كأي عروسه جديده والثانى كان الرغبه في الاستسلام لمصيرها فعمر يستحق ان تحمله في عيونها الي الابد فهو علي الرغم من كل تحفظاتها زوج رائع .... اما الثالث فكان هاجسها الخفي الذى يؤرق عيشتها ويقلبها علي عمر وهو عدم الرضى .. مشاعرها المتناقضه جعلتها تستسلم لعمر وهو يتقرب منها ليجعلها زوجة حقيقيه له ....
نهضت في الصباح التالي وهى تشعر بالخجل الشديد ...دهشت من نفسها عندما لم تشعر بالنفور ابدا من عمر وهو كان صبور وحنون معها الي اقصى حد ...عمر شعر بحركتها وابتسم لها بحنان فياض ..انه يجيد التعبير عن مشاعره بصوره اكثر من رائعه ...ليتها مثله بسيطه وغير معقده...انها بالفعل محظوظه لانها حظيت بزوج محب ...عمر شجعها علي النهوض فامامهم رحلة شهر العسل التى سوف يجعل كل لحظة منها من العسل الخالص ....
........................................................................................
نظرات الحسد التى شاهدتها في عيون فاطمه عندما اتت لزيارتها بعد عودتهم من شهر العسل في الغردقه بأسبوع حفرت في زاكرتها كأنها وشم من نار ... فاطمه تفحصت كل ركن من شقتها الفاخره بغيرة شديده ... هى كانت تعلم ان فاطمه من بيئة بسيطه فوالدها عامل بسيط وهى الوحيده المتعلمه وسط اشقائها وكانت تضغط علي اسرتها لاكمال تعليمها ...المره الوحيده التى زارتها فيها فريده في منزلها صدمت من وضاعة المنزل وتدنى حالتهم المعيشيه ففاطمه ظاهريا كانت ترتدى ملابس جيده وتصرف جيدا وتكاد تقاربها في المستوى .... وتعجبت من اين تستطيع توفير كل تلك النفقات .... عمر ابدع في ديكورات الشقه فهو كان لديه حس عالي جدا مساحة الشقه كانت متسعه تقارب المئتين متر ...كسا ارضياتها بالرخام الاسود ...اما الحمامات الثلاث اللذين ضمتهم الشقه فكل واحد منهم كان ابداع متفرد وبالاخص حمام غرفة نومهم الخاص الذى وضع فيه جاكوزى ضخم واخبرها انه ابتاعه خصيصا من اجل ان يساعدها علي الاسترخاء بعد ساعات المزاكره الطويله ....ووالدتها اظهرت ذوقا فريدا في اختيار الاثاث....الاثاث غلب عليه لونى التركواز والفضى بتناغم مدهش اعطى الشقه مظهرا عصريا للغايه ...وبالطبع فاطمه فتحت فمها ببلاهه وهى تتجول معها في غرف النوم الثلاث المؤسسه بالكامل وغرفة المعيشه المنفصله التى اعدها عمر لمشاهدة التلفاز كأنها سينما خاصه بشاشه عملاقه ربما تتخطى ال70 بوصه وتحتل جدار كامل ... حتى المطبخ لم يسلم من حسدها واخبرت فريده انها ستشرب العصير في المطبخ فهو يماثل الصالون في جماله ..... عمر استثمر كل ما جناه من سنوات عمله في الخليج في حب فريده ... الشقه كانت فخمه للغايه وانفق عليها اخر قرش يملكه ... لكنه لم يشعر لحظة بالندم وكان يخبرها ..." الحمد لله طول ما الصحه موجوده هعمل فلوس تانيه ..ايه فايدة الفلوس غير اننا نسعد بيها اللي احنا بنحبهم ...؟ " العمليه استنزفت كل رصيده النقدى وعمله الجديد كان يغطى نفقات عيشتها برفاهيه ولكن لا يكفي لتحقيق طموح عمر ..... فاطمه فاجئتها بسؤال زلزل كيانها ...- عمر مجهز غرف للاطفال ليه انتى ناويه تخلفى قريب ....؟ فريده تلعثمت فلاول مره تخطر فكرة الانجاب علي بالها فقالت باضطراب ...- معرفش لسه متكلمناش في موضوع الخلفه .... فاطمه اكدت عليها ...- اوعى تخلفي دلوقتى استنى شويه ...عشان الدراسه وكده ولا يمكن تراجعى نفسك وتسيبيه ...الاولاد ذنبهم ايه ...؟ فريده نفت بقوه ...- اسيبه ايه ..؟ مش ممكن ..كمان لو فعلا هخلف يبقي دلوقتى انسب وقت ..انتى عارفه سنه رابعه سهله جدا ومافيهاش ضغط ...فاطمه نهرتها بغضب ...- تبقي غبيه لو خلفتى قبل ما تخلصى ...استنى علي الاقل تتخرجى ... - الموضوع محتاج اتفاق مع عمر ... - انتى غبيه ...طبعا هيرفض ده اكيد رجعى ومتخلف زى كل الرجاله ... سنه رابعه سهله لكن السنين اللي بعد كده هتعملي ايه لما تبقي ام ....؟
- ما شاء الله عليكى بتفكري في حاجات مخطرتش في بالي مع انى متجوزه من اكتر من شهر .... فاطمه ضحكت بخبث ....- قلبي علي مصلحتك... ثم فتحت حقيبه يدها وناولتها علبة دواء لمنع الحمل ....- خدى الشريط وابدئي فيه فورا... فريده نظرت اليها بدهشه وقبل ان تسألها عن سبب وجود مثل ذلك الشريط في حقيبتها فاطمه قالت .... - الدكتوره وصفتهولي عشان عندى مشاكل في الهرمونات الشهريه ....فريده تقبلت الشريط وتقبلت تفسيرها ...قررت تنفيذ اقتراح فاطمه واخفاء الامر عن عمر ففاطمه كانت مقنعه للغايه ...ستبدأ من اليوم في تناول الحبوب وستخفي الامر جيدا ... تأجيل الانجاب بضعة سنوات سيكون افضل حل ....
...........................................................................................
عمر اليوم كان سعيدا جدا ويشعر بالفخر ...حلمه بامتلاك مشروع خاص به علي وشك ان يتحقق...دخله من عمله في الفندق كان جيدا جدا واستطاع توفير حياه راقيه لحبيبته فريده ...كان يبتسم كلما يتزكرها ...كلما يتزكر رقتها ونعومتها والشعور بها بين ذراعيه ...اليوم مر اربعة اشهرعلي زواجهم ومنذ شهرين وهو يعد لها مفاجأه يتمنى ان تدهشها ...
فهو كان قد باع ارضا صغيره يملكها واستدان من البنك قرض كبير بنسبه بسيطه تخصم من راتبه وقام بشراء مقهى في نفس منطقة شقتهم الراقيه في المهندسين بمشاركة صديقه المقرب مصطفي ... بعد ان امتلكاه رمماه بالكامل بديكورات شبابيه مميزه وحرصا علي تقديم المشروبات والطعام الجيد بأسعار معقوله فتهافت الشباب علي المقهى بصوره كبيره ....عمر كان يستطيع شرائه بالكامل بمفرده لكنه فضل مشاركة مصطفي الذى كانت نسبته اقل كثيرا من نسبة عمر لعدة اسباب اهمها ان يتفرغ لخدمة فريده فهو يستطيع الاعتماد علي مصطفى معظم الوقت وايضا من اجل مساعدة صديق عمره الذى كان يحاول تحسين دخله ....المقهى تم افتتاحه بصوره تجريبيه منذ اسبوع والحمد لله حقق النجاح بدرجه كبيره...الان يخطط لحفل افتتاح رسمى كبير تحضره العائله وتكون فريده شريكته في النجاح قرر ان الخميس القادم يوم مناسب للافتتاح كى تتمكن فريده من السهر بحريه فالسنه الدراسيه بدأت منذ فتره وهو لم يكن ينوي تعطيلها عن مزاكرتها ولو ليوم واحد ....
مقهى يونيك (unique) كما اسماه كان يرمز لفريده فهى مميزه فعلا ولولا انه يشعر بالغيره الشديده لاستخدام اسمها لكان اسماه فريده بطريقه صريحه لكنه كان يغار من مجرد نطق الرجال لاسمها حتى ولو كان اسم مقهى ... فاكتفي بيونيك ....المميز جدا في المقهى كان ركن القراءه... فالمقهى ضم مكتبة ضخمه لمن يريد القراءه مع الاستمتاع بجو التخت الشرقي الذى كان يقدمه المقهى ...الافتتاح اقترب وهو لم يشتري لها هديه منذ هدية صباحيتهم حيث اهداها يوم الصباحيه سلسة ذهبيه معلق بها قلب وسوار يتماشي معها تماما...كان يشكرها لانها اصبحت زوجته ....سابقا كان يحظى بمساعدة نوف ابنة مديره السابق راكان الفطيم وصاحبة دار ازياء ماردينى في اختيار هداياها السابقه لذلك الان لن يستطيع بمفرده شراء الملابس لها ... سوف يقنعها اليوم بالخروج ويأخذها الي محل راقي ويطلب منها شراء فستان لترتديه يوم الافتتاح... في فترة اعداد المقهى وتجهيزه حرص علي عدم التغيب عن المنزل كثيرا كى لا يلفت انتباهها ويجعلها تستمع بالمفاجأه كامله وكان يترك لمصطفي امور المتابعه...
فريده كانت تعود من كليتها بحلول الخامسه فكان يحرص علي اعداد الطعام لها طيلة الشهور السابقه قبل عودتها ....دراسته كانت تمكنه من الطبخ بمهاره وايضا من تزيين الطعام بطريقة مدهشه ...وفي ايام الاجازات لم يكن يتركها لتتطبخ بل كان يصطحبها للغذاء خارجا او يطلب الطعام ليتناولوه سويا امام شاشة التلفاز العملاقه ....حتى التنظيف الدوري كان يحرص علي احضار خادمه مرتين في الاسبوع لتقوم بالتنظيف اما الامور اليوميه فكان يقوم هو بنفسه بمعظمها كوضع الصحون والاوانى في غسالة الصحون وايضا الملابس كان يغسلها ويجففها في المجفف ثم يرسلها الي مغسلة قريبه كى تقوم بعملية الكى لملابسهما معا ...كان يفكر عنها في كل شيء وكان حريص علي عدم تأثير زواجهم علي دراستها بأي شكل .... حتى انتقالتها من والي كليتها فكر فيه فهو لم يكن ليتمكن من ايصالها يوميا وهى رفضت تعلم قيادة السيارات ورفضت ان يشتري لها سياره صغيره وتعللت بأن الكليه بعيده والشوارع مزدحمه وسوف تجهد في القياده لذلك اتفق مع سائق سيارة اجره يثق فيه لانه يعمل مند زمن طويل مع فندقهم علي ايصالها الي كليتها يوميا ثم يعود عندما تنتهى من محاضراتها ليقلها الي المنزل مجددا .... في طريق عودته من الفندق في الثالثه عصرا كالمعتاد توقف عند محل للزهور وحمل لها باقه كبيره واكمل طريقه الي المنزل....
.........................................................................................
اللمسة الاخيره التى اعتمدها في تقديم الطعام كانت مدهشه ...تطلع اليها باعجاب وهنىء نفسه ....الورود الجميله التى ابتاعها في طريق عودته اخفاها خلف ظهره ليسلمها الي فريده وهو يفتح لها الباب....
السفره كانت معده باتقان محترف واشهى الاطباق انتظرت علي الطاوله لتأكل ...اعد لها الاسكلوب الذى تحبه مع البطاطا المهروسه وجميع انواع السلطات والخضروات المطهيه علي البخار ....انه اليوم يحتفل بنجاحه ويرغب في الشعور بالفخامه فحرص علي تقديم الطعام في الاوانى الفاخره والكاسات الكريستاليه احتوت العصير الذى وضعه في دورق كبير مع قطع الثلج لترطب عليها اجهاد يومها الشاق .... العد التنازلي بدأ فالرساله اليوميه التى كانت تصله من سائق التاكسى وصلت منذ خمسة عشر دقيقه... كان يطلب منه تبليغه باقتراب وصولها كى يجهز المائده لها ويعدها لتصبح جاهزه وفي انتظارها ....نظر الى ساعته بلهفه ففريده سوف تقرع الجرس في أي لحظة الان ..... نغمات الجرس الموسيقيه ارسلت في جسده موجات من السعاده ...فتح الباب وفور دخول فريده اظهر الباقه من خلف ظهره وسلمها لها ...فريده تنشقت عبير الورد الرائع وقبل ان تتمكن من شكره كان قد احتواها بين ذراعيه بلهفه...كان يفتقدها بشده ...فريده تململت بين ذراعيه فحررها وقال ...- غيري هدومك منتظرك علي الغدا... ............................................................................................فريده اكلت بصمت ...يومها كان مرهق جدا ومزاجها تعكر للغايه بسبب سكشن الشرعى ..اعصابها المرهفه لم تتحمل مادة الشرعى القاسيه واكملت فاطمه تعكير مزاجها عندما دعتها للاكل معها في كافتيريا الكليه لكن فريده رفضت وقالت لها ان عمر يعد لهم الطعام وينتظرها للاكل سويا ....
رد فاطمه استفزها للغايه لكنها صمتت ولم تهب لنجدته عندما علقت فاطمه بسخريه ...- طبعا ماهو فاضي ...ابو 60% لازم يخدمك ... شكله مخه تخين زى جسمه....
الاكل كان ممتاز لكنها فقدت شهيتها وكلما تزكرت عينات الانسجه المحفوظه في الفورمالين اصابها الغثيان ... عمر لاحظ تغير مزاجها فسألها بحنان ...- مالك يا فريده ...الاكل مش عاجبك ؟
فريده اكملت صمتها وتظاهرت بالاكل ...ربما الخروج والتسوق سيغير مزاجها للافضل ... عمر فكر مع نفسه ...نظر اليها بلطف وقال ...- طيب هنخرج بلليل نشتري حاجه يمكن تفكى شويه ....فريده اجابته باقتضاب ... - لا انا تعبانه مش هقدر اخرج ....عمر شعر بالاحباط لكنه تجاوز عن احباطه وعندما شاهدها تغادر المائده بدون تكملة طعامها ... امرها بلطف ...- فريده ...انتى مأكلتيش اعدى كلي ....فريده القت شوكتها في صحنها بوقاحه وقالت ... - اكلت في الكليه وبدون اضافة المزيد غادرت الي غرفتهم ....عمر نظر الي احتفاله بحسره وجلس بمفرده يحتسي العصير البارد ...فريده لم تكن علي طبيعتها ..لاحظ ذلك منذ لحظة عودتها ربما لو احتواها بين ذراعيه ستهدأ وستخبره بما يضايقها ...حمل كأسه الذى لم يكمله وحمل لها كأسا واتجه الي الغرفه ...فريده كانت مستلقيه في الظلام بلا حراك ...اضاء ضوءا خافتا بجوار الفراش وادارها لتواجهه...سألها برفق ...- مالك يا فريده ...فيه حاجه مضايقاكى ...؟ فريده تجاهلت الاجابه ...عمر ناولها كأس العصير وقال ..- طيب اشربي العصير ...فريده صرخت بغضب ...- كفايه خنقتنى طول النهار كلي واشربي ..هو انت ماما ...؟ عمر نظر اليها بعدم تصديق وغادر الغرفه غاضبا ....
يا الله لماذا سمحت لشيطانها في التحكم فيها ..عمر كان يتفانى في خدمتها وهى قابلت ذلك بنكران الجميل والجحود ...بكت لمده ثم غفت في النوم ... عندما استيقظت عمر لم يكن الي جوارها ....بحثت عنه في ارجاء المنزل فوجدته نائم في غرفة المعيشه والتلفاز كان مفتوح ولكن بدون صوت ... شعرت بالندم فهى جرحته بشده ...عمر شعر بحركتها في الغرفه ففتح عيونه علي الفور ...مجرد رؤيتها الي جواره جعلته يبتسم ...ابتسامته انبئتها انه لم يعد غاضب ...عمر اقترح مجددا ...- تعالي نشرب الشاي في المول ....فريده لم تجادل واتجهت فورا الي غرفتها لترتدى ملابسها والخروج معه .....
........................................................................................
بعد ان انتهوا من الشاي في مقهى المول القريب منهم عمر اقترح عليها بلطف ...- تعالي ...عاوزك تشتري فستان جديد النهارده ...فريده اجابته ... - لا شكرا عندى كتير مش محتاجه...عمر الح عليها .. - ارجوكى يا فريده ... اشتري حاجه مميزه ...اسمعى الكلام وتعالي بس اتفرجى يمكن يعجبك فستان ....فريده سألته.....- اشمعنى يعنى الالحاح ده فيه مناسبه معينه ...؟ عمر كان يتمنى الا تسأله هدا السؤال لتكون مفاجأه كامله يوم الافتتاح لكنه لا يستطيع الكذب عليها وطالما سألته فهو مضطر لاخبارها ولو عن ضرورة حضورها احتفال يوم الخميس ...
قال بغموض في حفله يوم الخميس ولازم نحضرها .... فريده سألته ...- حفله فين ...؟ عمر ترجاها ...- ارجوكى يا فريده اسمعى الكلام ومتبوظيش المفاجأه ...سألته بدهشه ...- مفاجأه ايه ...؟ هو الان مضطر لاخبارها ...تنحنح ثم قال بفخر ...- حفلة افتتاح الكافيه بتاعى ... كلماته حفرت انفاق في عقلها ...عن أي مقهى يتحدث ...؟ هل انحدر بها الحال لتتزوج من صاحب مقهى شعبي بل ويطلب منها حضور افتتاحه ... - صرخت بغضب هادر ...- عمر انت اتجننت ...فتحت قهوه وكمان عاوزنى احضر الناس هتقول علينا ايه ...؟ عمر نظر اليها بغضب اكبر من غضبها ثم نهض والقي بالحساب علي الطاوله وقال ...- وطى صوتك ... انت في مكان عام ثم غادر بدون انتظارها ...لحقته عند السياره ...هو كان ما يزال غاضبا ...لثانى مره هذا اليوم تهينه وتجرحه ...انه لم يفتتح المقهى بعد لماذا لم تنهره بلطف وتثنيه عن فكرة افتتاحه فهى تعلم جيدا انه لا يستطيع مقاومتها وتستطيع التأثير عليه بسهوله واخضاعه لرغباتها كالمعتاد ...حاولت التحدث معه لكنه لم يجيبها وركز في القياده ... عمر كان متألم وفريده افسدت عليه سعادته .... كان يعلم انها نادمه للطريقة التى حدثته بها وهو لا يستطيع البقاء غاضبا لفتره طويله ...لابد وان يحتويها في فراشهم بين احضانه والا سيجن....كانت تلك اللحظات التى تجمعهم هى اللحظات التى يشعر فيها فعلا انها ملكا له بل وتنتمى اليه...كانت اللحظات الوحيده التى يستطيع فيها لمس روحها دون ذلك الغطاء السميك الذى تتخفي خلفه...ربما هى معها حق في غضبها الان فهو لم يشرح لها جيدا طبيعة المكان ...تحفته الفريده لن تخجل منها ابدا حتى انه تقدم بطلب الي وزارة السياحه لاعتمادها مكان من ذوي النجوم ... في غرفتهم فريده كانت ما تزال صامته لكنها لم تعد غاضبه كما كانت ...
اندس الي جوارها في الفراش واخذها في حضنه بحنان وقال .... - فريده.... يونيك كافيه ومطعم فاخر يشرفك ....لما تشوفيه هتحبيه ...مكان للمثقفين وكمان خدمتنا متميزه ممكن ياخد تصنيف من وزارة السياحه بين اربع او خمس نجوم لسه بنحاول ....المكان راقي جدا علي بعد شارعين من هنا .... فريده نظرت اليه بدهشه وقالت ...- وجيبت فلوسه منين ...انا اعرف ان الجواز والعمليه فلسوك علي الاخر ...عمر ابتسم لها ابتسامه صغيره وقال... - كان عندى ارض صغيره بعتها واخدت قرض من البنك عشان اكمل الفلوس ....اخباره لها بموضوع القرض جعلها تجن تماما ...دفعته عنها بغضب وهتفت باحتقار ...- قرض ...؟ يعنى دخلنا هيتأثر ...؟ ازاي تفكر تعمل كده من غير ما تقولي ...؟ ازاي تتصرف من دماغك وانا ولا كأنى موجوده ...طالما دخلك هيقل كان لازم انا اوافق الاول ....غضب عمر بلغ حده ...فريده اليوم لا تطاق ...حتى انها تستنج ما يحلو لها وتتوقع الاسوء ....نظر اليها وقال بحزن ...- فريده لاخر مره هطلب منك تتكلمى بطريقه افضل ...انا هقفل الموضوع لحد ما تتعلمى طريقة الحوار مع جوزك ...اما بخصوص دخلك متقلقيش ابدا ...الكافيه شغال تجريبي من اسبوع ودخله في اسبوع واحد اضعاف قسط البنك ....عمر نظر اليها نظره اخيره طويله ثم ارتدى ملابسه وغادر المنزل .....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
الزكريات المتها بقوه ...هى نفسها لا تتحمل وقاحتها الشديده التى كانت تعامل بها عمر وكلما تزكرت مواقفها الغبيه السخيفه اعطت العذر لعمر ليس فى كرهها فهى حتى لا تستحق الكره... فالكره مشاعر ايجابيه لكنها بالفعل تستحق ان يمحيها من زاكرته للابد...كيف تحملها هو لمده تقارب الثلاث سنوات ... وهى لا تتحمل نفسها ؟ نهضت من فراشها وتأملت جسدها في المرآه ...لقد كانت تري نفسها افضل من عمر والان هى مستعده للركوع تحت قدميه لو فقط تعلم ان هناك بصيص من الامل ...جسدها اصبح كالارض البور يفتقد الحب والاطراء الذى كان عمر يغمرها به ... سألها اليوم اذا ما كانت عثرت علي الشخص الذى يستحقها ...؟ نعم عثرت عليه ومنذ زمن طويل لكنها للاسف هى من لا تستحقه ...هو يستحق امرأه حقيقيه تحمل المشاعر وليست تلك الاله البارده التى كانت تسمى زوجته ... نوف الساحره مليئه بالمشاعر بالحب والدفء ستغمره في حنانها ...من نظرتها اليه علمت انها تحبه ....تزكرت الطريقه التى كان يضمها بها اليه ابان زواجهم فحسدت نوف علي سعادتها المقبله ...هى جنت ثمار الحنظل التى زرعتها ولابد وان تأكل منها للابد ....زاكرتها عادت الي يوم افتتاح مقهى عمر الجديد ...طوال اسبوع وهو تجنب حتى عتابها وواصل علي روتينه اليومى واهتم بتفاصيل حياتها كالمعتاد لكنه لم يكن يبدأ معها أي حوار سوي تلك الاحاديث المهذبه المعتاده...وفي الليل كان يعطيها ظهره وينام علي الفور دون ان يحاول ان يتقرب منها كعادته ....قليل من الشعور بالذنب ضربها ...احكامها المتسرعه وعصبيتها الشديده تؤذى عمر بشده .. لكنها كانت تكابر مجددا وتأبي الاعتذار ...انتظرت منه ان يصالحها كعادته لكنه كان يتعامل معها بأدب شديد والحزن يغرق عينيه ....والدتها اتصلت بها تهنئها علي افتتاح مقهى عمر الجديد ...استشفت من حديثها ان الجميع فخور بعمر واعماله الجديده ..مقاهى المهندسين مشهوره بفخامتها وجودتها وعمر اعلن جيدا عن افتتاح مقهاه ...اعلان افتتاح مقهى " يونيك " الجديد احتل شاشات الفضائيات والجرائد ....الدعايه الجيده كانت تجذب الناس ... وعنوان المقهى الجوده والفخامه بأسعار زمان .... فريده ستكون غبيه اذا لم تشاركه فرحته...لبت رغبته في شراء فستان جديد ...فاجئته بفستان انيق ارتدته يوم الافتتاح ...علي ما تتزكر الان يوم افتتاح " يونيك " كان اخر يوم اهتمت فيه فريده بنفسها او بمظهرها طوال فترة زواجهم ... يومها ظهرت انيقه وراقيه بفستانها الشيفون الازرق الراقي ...فوجئت بحضور فاطمه الي الافتتاح مع انها لم تدعوها ....كيف علمت فهى حتى لم تخبر احدا ....مجددا كذبت نفسها في نظرات الحسد التى كانت فاطمه ترشقها بها ربما فقط معجبه بفستانها الانيق ولذلك تتفحصها جيدا ...هى كانت تعلم ان فاطمه معجبه بأخيها محمد لكن محمد قلبه كان مشغول بالفعل ...نور شقيقة عمر الصغري كانت تملىء قلبه ولا تترك أي فرصه لاخري حتى بالمحاوله حب العمر يتكرر مجددا امامها فمحمد يعشق نور منذ صغره... فريده رحبت بفاطمه بلطف ...- اهلا فاطمه نورتى ...فاطمه اجابتها بغل ... - كده متعزمنيش يا فريده ...؟ وكمان خبيتى الخبر...
فريده حاولت الاعتذار..- انا نفسي يا فاطمه مكنتش اعرف ...عمر كان عاملها مفاجأه ...وبالنسبه للدعوه زى ما انتى شايفه العيله بس اللي موجوده ما فيش حد غريب....صدقينى كنتى هعزمك طبعا لو الدعوه مفتوحه ...
فاطمه نظرت بحقد الي فستانها والي المكان وفخامته ...اشارت الي مصطفي وقالت ...- مين اللي واقف مع جوزك ده ..؟ - مصطفي شريك عمر في الكافيه ... - اه شريكه ... فريده اعتذرت منها بلطف ...- معلش يا فاطمه هروح اسلم علي خالتو ...فريده احتاجت الي مساحه للتنفس ...فاطمه فرضت نفسها علي مناسبه عائليه ... لذلك تحججت برؤية خالتها وتركتها...هى لم تدعوها لذلك هى ليست مجبره علي مجالستها...خالتها تعلقت في ذراعها وقادتها الي حيث يقف عمر ...عيناها كانت مليئه بالدموع ...كانت فخوره بابنها الوحيد كل الفخر ...قالت بتأثر... - عمر ابنى ما فيش منه اتنين ..طيب وحنين علي الكل...هتفرحونى امتى بحفيد ...؟ الدماء ارتفعت بعنف الي دماغ فريده ...حفيد ...؟ كيف ستبرر لهم تأخر الحمل ...نظرت في اتجاه فاطمه بقلق فهى خشيت من اكتشاف جريمتها في حق عمر ...لكن عمر وضع ذراعه حول خصرها بحنان ... - لسه بدري يا ماما ...مش عاوز أي حد يشاركنى فيها...انا انانى جدا واكيد هغير من طفل هياخدها منى ...يا الله عمر ذبحها بكلماته ...انها هى الانانيه وليست هو ...هى كانت تعلم جيدا ان خالتها لم تكن تتدخل في حياتهم لكن من فرط سعادتها كانت تريد ان تري الاحفاد ..والدتها نفسها تمنت اليوم نفس الامنيه ..وعمر الخلوق لم يحرج والدته ولم يحرجها هى ...لقد تصرف بذكاء متقد ... الحفله انتهت في وقت متأخر ...الطعام كان راقي بدرجة مذهله وقائمة الاسعار كانت لا تصدق ... التخت الشرقي الراقي عزف ابدع الالحان والمكتبه الغنيه بأروع المؤلفات اضافت اثراء ثقافى علي المكان ...كان بالفعل مقهى النخبه المثقفه ... لابد وان تعترف مع نفسها انه مكان يشرفها امام صديقاتها ..مقهى "يونيك" قريبا سيصبح اشهر مقهى في البلد .... فريده انتهزت فرصة انصراف معظم الحضور ...اقتربت من عمر الذى كان يوليها ضهره .. قالت بصوت هامس ...- مبروك ..عمر استدار علي الفور ...عيناه امتلئت بالشوق ... سألها بلهفه ...- عجبك المكان ...؟ فريده هزت رأسها بالايجاب عمر تطلع اليها بحب ثم قال ...- طيب يلا نروح ... انت وحشتينى اوى ...لحظات الانسجام قاطعتها فاطمه التى قالت بوقاحه... - ايه مش هتوصلونى ..الوقت متأخر ...عمر كتم لهفته علي فريده وقال بأدب ...- طبعا..... ...........................................................................................
من الممكن ان يفهم الحب المطلق علي انه ضعف .. فريده استغلت حب عمر لها لاقصى درجه ...مع مرور السنوات فريده تعودت علي تدليل عمر لها وتغاضيه عن وقاحتها وبرودها ...تقدمت في دراستها بدرجه ملحوظه حتى انها ارتفعت في ترتيبها في السنة الرابعة والخامسه واصبحت من العشر الاوائل ....اعتادت علي تلبية عمر لكل طلباتها واعتبرته عبدا خاضع يتمنى لها الرضى ...في بعض الاحيان عمر كان يغضب ويعتزلها لايام لكنه كان من نفسه يعود ليراضيها ....الان عندما تتزكر رفضها منحها نفسه لها والتعلل بالانشغال في المزاكره تحتقر نفسها اشد احتقار ... عمر تحمل ما يكفي لسنوات وظل حبه يغطيها علي الرغم من اخطائها ... مقهاه الجديد نجح نجاح باهر وافتتحوا فرع اخر له تولي مصطفي ادارته بالكامل ...لذلك اصبح عمر المسؤل الوحيد عن الفرع الاصلي ومع عمله الصباحى في الفندق اصبح منهك تماما ... كان بامكانها مساعدته بعض الشيء في ادارة شؤن المنزل لكنها كانت تتصرف بلا مبالاه وتترك له التصرف في كل شيء ....عمر لم يعد لديه وقت للطبخ في المنزل فأصبح يعتمد علي طباخ المقهى لاحضار الوجبات اليوميه الي المنزل...عمله ليل نهار لتحقيق طموح فريده لم يترك له أي وقت للممارسة الرياضه فازداد وزنه بدرجه ملحوظه في السنه الاخيره ... وعندما طلب منها عمر مره في عطلتها ان تطبخ له بنفسها رفضت بوقاحه وتعللت بأنها لا تعلم كيف تطبخ... - فريده ....فريده فين قمصانى ...؟ مش لاقي ولا قميص.... فريده اجابته بلا مبالاه...- فين ...؟ اكيد في الدولاب عمر نظر اليها بغضب ... - لا يا فريده الدولاب فاضى وانا لازم انزل الشغل حالا اعمل ايه ...؟ فريده تزكرت ان الخادمه المنزليه لم تحضر منذ اسبوع وعمر طلب منها قبل سفره الي دبي في رحلة عمل ارسال قمصانه الي المغسله وهى نست تماما ....لاول مره عمر يطلب منها الاهتمام بعمل منزلي وهى تجاهلت طلبه ..فريده حاولت الاعتذارلكن نظرات الغضب الواضحه علي وجه عمر كانت تنذر بالانفجار..هى كانت تعلم جيدا ان القميص لم يكن سبب غضبه الرئيسي لكن رفضها له بالامس كان المحرك الاساسي لغضبه ...
غضبا شديدا احتله وبالاخص لانه كان مشتاق اليها بقوه بعد عودته من السفر ... هى نفسها لا تدري لمادا رفضته بالامس ووبخت نفسها بالنيابه عنه.... انها تتصرف بغرابه وبدون سبب ...لا بل ربما هى تعرف السبب جيدا ...السبب انها تسلم اذنيها لفاطمه التى تستطيع تقليبها علي عمر ببساطه وكأنها طفله غبيه لا عقل لها....فبعد ان علمت نتيجتها منذ يومين وفي اثناء سفر عمر وكان ترتيبها الرابعه علي كل دفعتها وفاطمه دأبت علي بخ سمها ...اسمعتها الاسطوانه المعتاده ..." الرابعه علي الدفعه ... يعنى تستحقي دكتور ومن هيئة التدريس كمان وفي الاخر اخدتى سياحه وفنادق ...؟ والله صعبانه علي يا بنتى ربنا معاكى ..." بعد دقائق عمر غادر المنزل غاضبا وهو يرتدى نفس قميصه من الامس بالطبع فريده جمعت القمصان المتسخه والتى لاول مره لم يغسلها عمر بسبب سفره وارسلتها الي المغسله ولكن ربما فات الاوان علي تفادى غضبه .... لكن عودة عمر في الليل وهو يحمل اليها هديه بمناسبة نجاحها جعلتها تشعر بالحقاره ...
عمر لم يعطيها الهديه مباشرة بل كتب بخطه علي ورقه ورديه تهنئه لطيفه وترك فستان اسود مغلف مع عطرها المميز وعلبة الشيكولاته الفاخره التى تحبها علي وسادتها ........................................................................................ فريده اجابت رنين جرس الباب لتجد خالتها منى تقف منتظره الدخول .. رحبت بها بلطف وادخلتها الي الصالون .... كانت مندهشه من زيارة خالتها فكيف وجدت الوقت لزيارتها وزفاف ندا غدا .... فور جلوسها منى بدات في الحوارات العاديه ...علاقتها بخالتها توترت كثيرا في الاشهر الماضيه. ..لم تعد العلاقه سلسه وطبيعيه كما كانت ... ربما فريده كانت السبب فهى اصبحت متحفظه بل ومتجمهمه في معظم الاحيان ... خالتها سألتها فجأه ... - فريده مفكرتوش تعملوا تحاليل تشوفوا ايه سبب تأخير الحمل لحد دلوقتى؟؟ فات اكتر من سنتين وانتم ولا في دماغكم ... فريده ارتبكت بشده وتلعثمت وهى تحاول تجميع الكلام .... - لسه... خالتها ربتت علي كفها بحنان ولم تفتح معها الموضوع مجددا لاخر جلستها لكن فريده كانت غاضبه .. والدة عمر كانت تحدثها عن الاستعدادات التى يعدونها لزفاف ندا غدا ...الزفاف شغلها وانهك الجميع في الاستعداد له لكن فريده ظل فكرها مشغول وشيطانها يوسوس لها فلم تشارك خالتها فرحتها... السؤال الذى سبب لها الصداع ..لماذا والدة عمر تتدخل في حياتهم...؟
فرغت جام غضبها في عمر عند عودته...هاجمته بدون مبرر فور رؤيتها له ... قالت له بوقاحه شديده ...- عمر ...مامتك بتدخل في حياتنا ليه ...؟ عمر نظر اليها بدهشه شديده ولم يستوعب ما تقوله فوالدته ابعد ما تكون عن التدخل في حياتهم ...كانت ايضا ابعد ما تكون عن شغل الحموات المدمر الذى يهدف الي الخراب ...كانت والده حنونه متفاهمه مراعيه ... عمر نظر اليها بغضب وقال ..- فريده في ايه ...؟ مالها ماما...؟ اجابته غاضبه ..- سألتنى النهارده الحمل اتأخر ليه ...؟ عمر حاول تهدئتها - عادى يا فريده مجرد اهتمام ...اكيد طنط سوميه سألتك نفس السؤال ليه مكبره الموضوع ..؟ بالفعل والدتها نفس السؤال مرارا ومع انها هى المذنبه وتعلم جريمة الحبوب جيدا لكن شيطانها اليوم كان حاضرا وبقوه... قالت بغضب عاتى ...- مش من حقها تسألنى ...عمر نظر اليها نظره ناريه وقال.. - خلاص يا فريده انا من حقي اسألك...انا ابدا مكنتش ناوى افتح معاكى الموضوع ده لكن بما انك غضبانه اوي خلاص لازم نشوف ايه السبب .. فريده مازالت غاضبه وشيطانها يحتلها بالكامل اجابته بوقاحه ... - لما الحمل بيتأخر لازم الراجل يعمل التحاليل اللازمه الاول لان غالبا السبب بيكون منه ... عمر فاجأها بقوله ... - عملت من زمان يا فريده ومافيش عندى أي سبب يمنع الحمل ...سليم الحمد لله ...وانا راضي بيكى بأطفال او بدون لانى بحبك لكن انتى فاهمه حبي ليكى غلط ...انا بدأت اتعب يا فريده.. بدأت اتعب وازهق كمان ... يا الله لماذا اوصلت الامور الي تلك الدرجه ... ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها...غادرت غاضبه الي غرفتها واغلقت الباب خلفها بقوه .... كيف يتجرأ عمر ويصيح فيها بهذه الطريقه المشينه ...؟ بل ويتجرأ ويفصح عن شكواه ...الا يعلم انها تنازلت وقبلت به ...؟ في اليوم التالي رفضت الذهاب الي زفاف ندا علي الرغم من كل محاولات عمر لاقناعها ...لم تكلف نفسها حتى بفض غلاف الفستان الذى اهداها اياه حتى لتشاهده بل علقته في الخزانه بدون اهتمام ....عمر كان اهتم بكل احتياجاتها للزفاف ولكن عندما حان وقت الاستعداد فوجىء بها تخبره انها مشغوله ولن تذهب ...لن تنسي ابدا حزنه يومها مهما حييت من عمر لم يكن غاضب بل كان حزين... طلب منها برفق مجددا مرافقته فأجابته بجفاف...- عندى مزاكره انت عارف سنه سته صعبه وكل يوم له اهميته عمر الح ... - فريده النهارده الخميس...وانتى اجازه بكره ...رفضت بوقاحه وقالت ...- اسفه مش هقدر بمجرد نزول عمر بمفرده ندمت بشده هى نفسها لا تفهم سبب رفضها... منذ اسابيع وهى تتصرف بصوره غريبه غير مبرره وغير منطقيه تقوم بايلام عمر بقوه وبدون سبب ...تفتعل المشاكل مع والدته وشقيقاته ...بدأت البكاء بدون توقف ..فهى لم تفسد علاقتها بعمر فقط بل افسدتها بكل عائلتها واظهرت نفسها علي انها متكبره وضيعه جاحده وناكره للجميل...فات وقت الندم ومهما ندمت لن تصحح الغلطه القاتله التى ارتكبتها وبدون مبرر ... لماذا سمحت لشيطانها بتدمير حياتها ...؟ بماذا ستنفعها كل شهادات العالم عندما تخسر كل عائلتها وتصبح مكروهه منبوذه ...؟ هى فى طريقها فعليا لذلك بل وتجاهد وتسرع الخطى من اجل تحقيق الكره الكامل من كل المحيطين بها... لو كانت تستطيع لكانت ارتدت ملابسها وذهبت الي الزفاف فورا لكن لن تجنى سوى المزيد من الاحتقار...لاول مره منذ زواجهم عمر يقضى ليلته خارج المنزل وهو غاضب ...الان علمت انها دقت مسمار اخر في نعش زواجهم ... لماذا دائما تبدى عكس ما تشعر به ...؟ لماذا لم تشعر يوما عمر بحبها له...؟ او علي الاقل باهتمامها واخلاصها ....لاول مره تواجه نفسها وتسألها عن حقيقة مشاعرها ... غيابه عن المنزل المها بشده ...علمت ان حياتها من اليوم اتخذت منحنى مختلف للغايه عن حياتها السابقه ... علمت انها لن تعود مدللة كما كانت من قبل لكنها تجنى ما صنعته يداها .... مع شروق الشمس نامت من شدة البكاء وحيده منبوذه حتى والداتها كانت غاضبة منها فلم تتصل وتسألها عن سبب تغيبها عن الزفاف.... وسادتها اصبحت بحيره من الدموع والجميع احتفل ولم يسأل عنها احد ....
.........................................................................................
استيقظت السبت في العاشره صباحاعلي حركه غريبه في غرفتها لتجد عمر يضع ملابسه في حقيبة سفر صغيره ..غاب عن البيت ليومين كاملين والان يحزم اغراضه ...الصدمه اخرستها عمر سيترك المنزل ربما للابد الان ...كانت تعلم ان جريمتها كبيره لكنها لم تتخيل ان يصل عقاب عمر لتلك الدرجه من القسوه... قفزت من الفراش بذعر وتمسكت بذراعه من الخلف وسألته بفزع ...- عمر انت رايح فين؟؟ شعرت بذراعه يتصلب تحت لمستها ...اكمل وضع ملابسه في الحقيبه واغلقها بعنف دون ان يلتفت اليها ...فريده ظلت متعلقه بذراعه علي الرغم من رفضه الواضح لقربها ... سألته مجددا ..- عمر...؟ اجابها وهو مازال لم يلتفت ...- مسافر دبي ... قلبها هوى في ارجلها بعنف عمر سيرحل وربما لن يعود ...خطاياها جميعا طاردتها الان ...تجمعت في هيئة مسخ عملاق صنعته بأيديها ...حان وقت تصفية الحسابات ... عمر طفح كيله وقرر تركها ...تمسكت به اكثر وهو شعر بها استدار اليها وفي نيته ابعادها عنه... لمستها تحرق قلبه المتألم ...لكنه رغما عنه وجد نفسه يحملها بقوه ويلقيها علي الفراش بعنف ...في خلال فترة زواجهم القصيره كان دائما هو المعطاء المضحى علي طول الخط ... كان يهتم بإسعادها وراحتها وتدليلها ...كان يعيش من اجل اسعادها فقط..
حتى في العلاقه الزوجيه كان حريص علي ارضاء رغباتها قبل رغباته ... اما اليوم فقرر الاخذ فقط ...
...........................................................................................
ربما هذه هى طائرته التى كان من المفترض ان يستقلها ....لا بل ربما تلك عمر جلس في مقهى المطار يراقب الطائرات المغادره ...لم يستطع المغادره فجلس فقط لساعات يراقب حركة الطائرات ...كان يشعر بندم هائل يمزقه ..فريده استفزته بقوه ولا شعوريا استخدم معها العنف لاول مره في حياته ...فريده رقيقه ولم تكن لتتحمل عنفه ابدا ...رؤيته لها تبكى في فراشهم قبل مغادرته مزقت قلبه... لاول مره يراها تبكى منذ زواجهم.... لماذا سمح لشيطان الغضب بالسيطرة عليه ..؟ كان فقط في نيته ابعادها عنه فهو لم يكن يتحمل لمستها لكن عندما استدار ليبعدها وجد نفسه يريد ان يعاقبها علي حبه لها ...لا هو يكذب علي نفسه كان فقط يرغبها لكن كبريائه الجريح حاول ان يداري شوقه الجبار لها... انه يعرفها جيدا منذ طفولتها وكان يقبل بها علي الرغم من كل مساوئها لكنه هكذا هو الحب ...فأنت لا تحب الشخص المثالي او الشخص الاكمل لكن فقط تحب من يختاره قلبك والاهم انك لاتحب الشخص لانه جيد بل تحب فيه حتى سيئاته ...وهو يحب فريده ..ربما كان غاضب لكنه ما زال يحبها واستخدامه للقسوة معها احزنه للغايه ..هى كانت تشعر بالندم.. ليته كان منحها فرصة للاعتذار ... اكثر ما المه لم يكن عدم حضورها الزفاف لكن ما قتله كان عدم اتصالها به طوال يوم الجمعه التى قضاها يهيم في الشوارع ...انتظر اتصالها ليعود ويحتويها بين ذراعيه لكنها لم تتصل ... كان يعلم جيدا انها انثى صنعت من كبرياء...وهو احب حتى كبريائها ... نهض فجأه وقام بمحاسبة فتى المقهى وغادر وفي نيته الاعتذار لفريده ..لن يسافر اليوم سيؤجل عمله الهام في دبي بل وسينتظر فربما تتمكن فريده من مرافقته ... سيهبها شهر عسل جديد وسيقضى كل لحظة منه في تعويضها عن قسوته اليوم ....ليت الشمس تظل موجوده لدى عودته الي المنزل ليفتح النافذه ويترك اشعة الشمس تتخلل شعرها الاسود...كما رأها في يوم صباحيتهم في فراشهم والشمس تداعب رأسها الجميل في صورة انطبعت في زاكرته الي الابد ..انه يحب كل تفاصيلها وسيصبر عليها للابد...
.........................................................................................
فريده بكت مجددا ...لم تكن تبكى قسوة عمر بل بكت فقدانه ...علمت انها فقدته الي الابد فهى لم تراه يقسو عليها من قبل ...لم تكن تعتقد انه يستطيع ان يكون قاسي ولكنه اثبت عكس ذلك ...هو كان غاضب ومعه كل الحق فقد تغيب لمدة طويله عن المنزل ولم تتصل حتى لتسأل عنه مع انها هى من كانت المذنبه ...ليتها لم تستمع الي كلام فاطمه فحين حادثتها البارحه لتسألها عن ماذا يجب ان تفعل ..اقنعتها بتجاهله واخبرتها انه سيعود راضخا كما يفعل دائما ...اتصال اخر من فاطمه جعلها تنهض من فراشها هى تجاهلت الاجابه علي اتصالاتها عدة مرات لكنها مصره علي التحدث معها ستجيبها فقد يأست من استسلامها ...فاطمه بادرتها فور ان اجابت فريده ...- البيه رجع ولا لا ...؟ فريده اجابتها وهى تحبس دموعها لكن صوتها ظل مخنوق بالعبرات ...- ايوه رجع - طيب وبتعيطى ليه هو زعلك ...؟ هو فاكر نفسه مين ...هو نسي اصله ولا ايه ...؟ انتى غلطانه يا فريده شويه شويه وهتسمحيله يضربك كمان ... ولا استنى اوعى يكون عملها...فريده انفجرت في البكاء ..هو فعليا لم يضربها لكنه كان عنيف بدرجه مرعبه والمها جسديا ونفسيا ...فاطمه اكملت بث سمها ....- الحقير شكله ضربك...اوعى تكون بطلتى الحبوب فريده ارادت التخلص من الحاح فاطمه فهى بدأت تشوشها.. نعم انها غاضبه من عمر بسبب ما فعله منذ قليل لكنها غاضبه من نفسها اكثر ... تحتاج الي النصيحه من احدا حكيما مخلصا ربما جدتها هى الحل.....لكنها لابد وان تمنع زن فاطمه وتبعدها عن عقلها المشوش... الورقه التى وجدتها وفردتها بصعوبه بعد رحيله ابكت قلبها ...ما قرأته غيرها للابد عمر كتب بدمه كلمات مزقتها الي اشلاء ..." وهبتك اكثر من روحى ولم اكن نادما يوما وسأهبك اخر نفس في صدري سعيدا راضيا بقدري...لكنك استهنتى بحبي والقيتى به في وجهى ..كيف سأتخلص من حب احتل كل ذرة في جسدى ..؟ لكنه اليوم اصبح عبئا عليكى وعلي قلبي..ليت الله يشفينى من حبك حتى اعود الي مصاف البشر " .. اجابتها باجابه ترضيها كى فقط تتخلص من الحاحها المقيت وتعطى نفسها فرصه للتفكير واصلاح الامور مع عمر ...- طبعا باخد الحبوب ..تفتكري اسمح لنفسي انى اخلف من واحد زيه .... صوت ارتطام جسم صلب بالارض جعلها تستدير بفزع.. عند باب غرفتها شاهدت عمر يقف وعلي وجهه تعبير لم تستطع تفسيره وحقيبته ملقاه علي الارض الي جواره ... علمت بالتأكيد انه استمع الي حوارها مع فاطمه ..
الهاتف سقط من يدها ليتحطم علي ارضية الغرفه وعمر هجم عليها كثور هائج فلت لجامه امسك بمعصمها بقسوة كادت ان تكسره وسألها مباشرة بلهجه اشد برودة من الثلج ...- انتى بتاخدى حبوب منع الحمل ...؟ انها لن تستطيع الكذب الان ستخبره بالحقيقه كى تتحرر من ذنبها الذى يؤرق عيشتها.. اجابته وهى ترتعد ...- ايوه ... سألها مجددا بنفس تلك النبره التى تجمد الدم في عروقها ... - من امتى ...؟ اجابته وهى تنظر الي الارض ... كيف سترفع عيونها اليه .. صوتها خرج اجش بسبب حلقها الجاف وهى تقول .. - من بعد جوازنا بشهر...
صفعة مدويه شعرت معها وكأن رأسها سوف يطير من علي رقبتها كانت اجابة عمر الوحيده علي ردها ...صفعها بقوه لم تكن تتخيل حتى انها موجوده ولولا انه كان يمسك بمعصمها بيده اليسري لكانت طارت عبر الغرفه من قوة الصفعه ... فجأه عمر تركها وقفز الي الخلف بعيدا عنها وكأن لمسها يقززه ...قال بصوت يقطر احتقارا ....- فريده... انتى طالق
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كيف لكلمة واحده تجعل من اقرب شخصين غريبين تماما ...فريده كانت جزء من روحه ... طلاقها كان اقسي عليه من قرارا لبتر عضو من اعضائه.. انها اغلى عليه من عيونه وهذا لم يكن مجرد شعار الم يهديها كليته من قبل ؟ هو يدرك جيدا كم حاول رتق شروخ زواجهم المهلهل ... لكنه كان يحارب وحيدا وفريده اعتادت الاخذ فقط لذلك حينما اختار الطلاق لم يكن لمجرد الثأر لكرامته الجريحه التى اهينت بقسوه وسمع بأذنيه كل حرف من حروف احتقارها له ...لا انه رجل ناضج ومسؤل عن تصرفاته ولا يمكن ان يلجأ الي الطلاق كرد فعل.. لا فالطلاق الان اصبح هو ملجئه الاخير بعدما ايقن تماما ان فريده لن تحبه يوما ابدا وانه يذوب عشقا في امرأة بارده لا تعرف معنى الحب...عذابه في بعدها لا يحتمل ويقتله لكن قربه منها اصبح يقتل كبريائه ..كان مخير بين العيش بلا روح في بعدها اوتحمل العيش ذليلا بقربها فاختار انقاذ كبريائه ...فالرجل بدون كرامه ماهو الا ممسحه باليه تمسح بها جميع الارضيات القذره ...نعم هو كان يغذي كبريائها علي حساب كبريائه ..ارادها ناجحه قويه لاتحتاج الي اي احد ولحسرته الشخصيه لم تحتاج حتى اليه .. قراره بالانفصال كان لوضع حد لعذابهما معا ...سيمنحها حريتها وكفي به اذلالا لنفسه في سبيل املا لن يتحقق يوما ..الحب ليس امرا مكتسبا مع الوقت اما ان يولد منذ اللحظة الاولي او لا ..انتظاره للمستحيل قضى عليه تماما وحوله لمثيرا للشفقه ... ليته يستطيع ان يمحوها من قلبه كى يتمكن من العيش بسلام ..حبها لم يكن اختيار لكن نسيانها فسيكون قرار...

قرأن الفجر نبهها الي الوقت ..قضت ساعات تتذكر الماضي الاليم .. الذكري كانت حيه ووجنتها تؤلمها من صفعة عمر القاسيه التى كأنها تلقتها اليوم وليس منذ اربعة سنوات ...يومها ذهبت جريحه الي منزل جدتها لم تكن تبكى بسبب الم الصفعه الجسدى لكنها كانت تبكى لان تلك الصفعه كانت السبب المباشر في ايقاظها من سباتها الطويل ..كم احتاجتها كى تعيد اليها صوابها ولكن للاسف كانت بعد فوات الاوان ..فبمجرد ان نبذها من حياته عمر عاد الي الامارات وصفي اعماله في القاهره ...كانت تسترق السمع الى اخباره من خلف الابواب ..لم تجرؤ يوما للسؤال عنه ولم يتحدث احدهم عنه امامها بإستثناء اسيل في بعض المرات القليله التى لم تكن تسيطر فيها علي لسانها الثرثار ...لكنها علمت انه نجح وبشده واصبح له اسم في دنيا الاعمال ..واليوم عاد مع خطيبه تفوقها مالا وجمالا وحياه .. نعم نوف حيه اما هى فمجرد تمثال من الشمع تخشي الشعور بالحراره لانها تعلم انها سوف تذوب كما الشمع ...اتجهت الي فستانها الملقي علي الارض وحملته قرب قلبها ..لو فقط كانت ارتدته في الوقت المناسب لربما كانت تجنبت سنوات الشقاء التى تمر بها الان ..انه دورها الان لتشرب من نفس الكأس التى سقتها لعمر ...انه الحب بلا امل..والاسوء انه مطعم بالغيره ... عمر لم ينسى حبها فقط بل احب غيرها وربما بنفس درجة حبه السابق لها.. مؤسفا جدا ان الانسان لا يدرك قيمة ما يملكه الا بعدما يفقده .. لو يعود بها الزمن الي الوراء لكانت حملت عمر بين طيات قلبها كما كان يفعل معها ... علمت ان ايام النوم قد ولت وانها ستعانى الارق لما بقي لها من عمر فلا ينام الا خالي البال ... اسبوع يفصلها عن حلم عمرها الذى اكتشفت اليوم انه سراب ولا يستحق حتى ثمن الحبر الذي سوف تخط به شهادتها ...لو تستطيع ابدال الماجستير وشهادة الكليه بيوم واحد من حب عمر لما ترددت بل ولكانت هى الفائزه.... مدهش كيف يتبدل الانسان ويعيد ترتيب اولوياته فيكتشف انه قضي عمرا يبحث عن السراب ..اعادت الفستان بعنايه الي الخزانه وجمعت كل هدايا عمر لها بحرص ودللتها جيدا فهى الان كل ما تبقي لها منه وربما تكون احداها مازالت تحمل رائحته عالقة بها ...اليوم لاحظت نظرات عمر ابن خالتها لمياء الى رشا وهى تعلم انها مسألة وقت قبل ان تستسلم رشا لسلطان الهوى ...الجميع يواصل حياته ويعيش ببساطه اما هى فقد اعدت نفسها لسنوات العذاب القادمه فعلي كل حال هى تستحقها وبجداره...
............................................................................................- ماما ...ماما .. فين التايور الاسود بتاعى ...؟ عاوزه ابعته المغسله عشان المناقشه ....سوميه لاحظت توترها فهدئتها بلطف ..- اهدى يا فريده وبطلي توتر ...التايور راح المغسله وهيرجع بالليل ...نعم بالفعل هى متوتره ... اعصابها مشدوده وكأنها وتر مشدود علي اشده وسوف يقطع في أي لحظه الاحداث كلها تسبب لها التوتر عودة عمر مع مناقشتها كانت اشد من احتمالها ...المناقشه بعد غد وهى ليست مستعده بالمره ...هى وضعت نفسها في قالب من الثلج والشعور بالحراره يؤذيها للغايه... ربما يذيب الثلج من حولها فيجعلها عاريه وغير محميه... لابد وان تهدأ والا ستسبب التوتر للجميع ...لم يعد يشغل بالها الحصول علي درجة الماجستير واصبحت الرساله مجرد تمثيليه هى مضطره لحضورها اه لو تستطيع الاختفاء بعيدا عن الجميع ...
انها في صدد ذلك بالفعل ..الاعلان الذى قرأته في الكليه امس عن فتح باب البعثات الخارجيه سوف يمنحها المهرب الذى تريد..كانت تعلم ان البعثات الدراسيه لا تستغرق وقت طويل لانهاء اجراءات السفر فالترشيح قد تم وهى تعلم انها اختيرت من قبل رئيس القسم ...سوف تكمل الدكتوراه في الولايات المتحده .. لكن الحرب مع عائلتها ستبدأ منذ الان واعدت نفسها لها.. فمن سيسمح لها بالسفر مطلقه ووحيده ....؟ الجميع سيظن انها تتقدم في حياتها العمليه وتحصد الشهادات الشهاده تلو الاخري ...سيظنون انها مازالت تلك الانانيه التى اعتادت ان تكون وستترك منزلها ووالدتها وشقيقتها في سبيل تحقيق مجدا علمى يضاف الي رصيدها ...لكنه لا يعلمون انها ترددت طويلا في قبول البعثه بل وكانت شبه اكيده من الرفض فيكيفها غربه في وطنها ولم تكن تحتاج لوضع الاف الاميال بينها وبين من تحب لكن رؤيتها لعمر مع زوجته المستقبليه غيرت قرراها بالرفض ...لن تجلس لتراه متزوج ولديه اطفال من غيرها... لن تتحمل سماع خبر نوف حامل او نوف رزقت بطفل ....لن تستطيع مقابلة طفل صغير في أي مناسبة عائليه وتراه يحمل ملامح عمر .. طفل لم ولن يكون لها فهى اختارت الا تحمله له .....
لن تراه يهتم بزوجة اخري ...يهتم بكل تفاصيلها وتراه يحتويها بين ذراعيه وهى تدرك جيدا انها لم يعد لها الحق في المطالبه بذلك الحضن ...

الايام الماضيه كانت دربا من الجحيم وهى تسمع من الجميع عن الولائم التى تعد ابتهاجا بزواج الغالي عمر ...كلما التفتت كانت تسمع عن عزومه لغذاء او لعشاء علي شرف عمر....
جلست في صمت تنتظر مرور الايام وتعد تنازلي لوقت هروبها الابدى الي الولايات المتحده حيث لن تري عمر هناك او تسمع اخبار زواجه ....
............................................................................................
واخيرا يوم المناقشه ....اجهدت للغايه واعدت اللمسات الاخيره ..لاول مره تدير امر يخصها بنفسها ...رسالتها للماجستير كانت بعنوان..... " الحديث في علاج سرطان الدم لدى الاطفال .." الان تري ان أي نجاز حققته لم يكن يستحق العناء ...كانت تريد ان تبادل حياتها بحياة أي انثي سعيده...من يريد حياتى فليأخذها ويعطينى مكانها بعض السعاده ....مفاجأت اليوم كانت عديده ويصعب حصرها سلسلة المفاجأت بدأت بشخص طويل يحمل باقة ورود ضخمه تغطى وجهه بالكامل ويعترض طريقها بغباء .... ارادت ان تصرخ في وجهه فمزاجها لم يكن ليحتمل غباء الاخرين .... تحملت الي اخر طاقتها لكن ذلك الغبى كان مازال يعترض طريقها ويمنعها من المرور ارادت ان تركله في ساقه فربما يزيح تلك الباقه الغبيه من طريقه ويري امامه بصوره جيده ....وعندما لم يتحرك من طريقها صرخت بعصبيه شديده ...- شيل الزفت ده من علي وشك خليك تشوف طريقك زهقتنى....لدهشتها سمعت ضحكات مكتومه تصدر من خلف الباقه وكأن صاحبها يجاهد كى يخفيها ولكن عندما لم يستطيع التحكم فيها اكثر من ذلك استسلم ونحى الباقه جانبا وهو مازال يضحك..... المفاجأه احضرت الدموع لعيونها ...فصاحب الباقه الضاحك لم يكن سوى شقيقها محمد الذى فاجئها بحضوره من السفر ..بدون شعور القت نفسها بين ذراعيه بفرح غامر ... رؤيتها لمحمد اعطتها الكثير من الدعم ... قال لها باكيا ...- مكنش ممكن ابدا افوت يوم مهم زى ده ....اختى الصغيره بتناقش بزمتك كان ممكن ما احضرش....الدموع كانت تنهمر من عيونها بغزاره ..هى دعت عائلتها ليكونوا بجوارها ليشاركوها فرحتها لكنها لم تتوقع ابدا تلك اللفته المذهله من محمد ...لا بل وكان اول الحاضرين ... محمد مسح دموعها بحنان .. اخبرها ضاحكا ...- مش معقول هتناقشي بمناخير بالونه ... فريده بدأت تجفف الدموع وهى تبكى وتضحك في نفس الوقت ...كانت سعيده للغايه وسعادتها لا توصف ارادت شكره لكنها منعها بلطف ...- لا يا فريده انا اللي جيت اشكرك ...لو فاكره انى مش مقدر تضحيتك عشانى وعشان احمد تبقي غلطانه ...انا عارف كل حاجه يا فريده كويس وعارف كويس انتى عملتى ايه ...لولاكى ...مش هقول كان زمان احمد مات لا الاعمار بيد الله لكن انتى حسنتى حياته ومنعتى عنه الالم والحزن ..لولاكى انا كنت سبت الكليه ويا عالم كنت هرجع ليها امتى ... لولاكى كان زمان ماما مرضت بكل امراض الدنيا ويمكن رشا مكنتش كملت تعليمها ...يبقي بتشكرينى علي ايه ....؟ انا اللي مفروض اشكرك .... انتى تعرفى ان عمر كان بيدفع مصاريف كلية رشا لحد ما خلصت ...؟ طيب تعرفي انه هو اللي جابلي الوظيفه في مستشفي ابو ظبي العسكري ...؟ كفايه كلام في الماضي ركزى في مناقشتك وتألقي انتى تستاهلي يا حبيبتى... يا الله كم منحها محمد الدعم الذى كانت تحتاج اليه ....ربما كانت انسحبت وتركت القاعه ولم تكمل اليوم فهى كانت بلغت الحد .... عمر مازال يطوقها بصنيعه ...علي الرغم من دنائتها معه الا انه تعامل بأخلاقه لا أخلاقها هى ...باقى المفاجأت توالت تباعا ... فوجئت بحضور نور التى دخلت الي القاعه علي استحياء ...لم تكن تتوقع ان يحضر احدا من عائلة خالتها منى لكن حضور نور غير مفاهيمها تماما...خلف نور دخلت خالتها منى شخصيا وهى تتأبط ذراع ووالدتها...خالتها تجاوزت مرارتها وحضرت لتهنئها ...كم كانت تشعر انها صعلوكه حقيره امام كرم اخلاق خالتها ....نظرات الفرح علي وجه نور لدى رؤيتها لمحمد كانت مفضوحه بصوره كبيره ...فريده خشت ان يتوقف قلبها من مفاجأة رؤيته فالمفاجأه كانت شديده للغايه ...والدتها لم تتمالك نفسها وصرخت من الصدمه فمحمد اخفى حضوره جيدا وفاجأ الجميع ....
رؤيتها لمحمد ورؤيتها لخالتها اثارت شجنها للغايه..فمحمد تكبد عناء السفر من اجل دعمها وخالتها صفحت عن اسائتها لوحيدها وحضرت تستند علي ذراع والدتها في اثبات صريح علي ان الدماء لا تتحول ابدا لماء ... دموعها الغزيره تسببت في تلطيخ وجهها بلطخات سوداء من كحلها شديد السواد الذي اختارت وضعه اليوم ...الكحل الداكن كان كل زينتها لليوم وهاهى افسدتها ...اتجهت الي دورات المياه كى تصلح ما افسدته الدموع ... بعد محاولات مضنيه تمكنت من تنظيف وجهها فالكحل اثبت انه من نوع جيد وازالته بصعوبه ...غسلت وجهها جيدا واعادة هندامها الي وضعها السابق ربما رؤيتها لمحمد هى ما اعادت الدم لوجهها الشاحب او ربما فركها لوجنتيها لازالة الكحل عنهما هى ما اعادت اللون اليهما لكن النتيجه ان وجهها استعاد بعضا من حمرته المفقوده ...اعادت وضع كحلها ولمعت شفتاها بمرطب وردى شفاف يحميها من الجفاف فرهبة الموقف اليوم تسبب جفاف جسدها بالكامل ...حجابها الوردى تناغم من وجنتيها الورديتان وبلوزتها الورديه التى اختارت ارتداؤها تحت تايورها الاسود ...القت نظره اخيره علي هيئتها وعندما اطمئنت الي مظهرها استعدت للتقييم القادم...على باب الخروج اصطدمت بفاطمه صديقتها ...سلسلة مفاجأت اليوم مازالت تعمل بكامل طاقتها ..رؤيتها لفاطمه ادهشتها للغايه فهى لم ترها منذ اخر سنة الامتياز ...فاطمه كانت متأنقه كعادتها ...بادرت فريده بتحيه حميمه ... - مبروك يا فريده فرحتلك والله انا كنت جايه القسم عشان احضر محاضره شفت بانر مناقشتك بالصدفه قررت اهنيكى ...ما شاء الله عليكى خلصتى الماجستير وهتترقي مدرس مساعد وانا لسه يدوب هدخل الجزء الاول ... انا كمان اخدت نيابة اطفال بس انت بقي عارفه الصحه وحبالها الطويله ... ظهور فاطمه الغير متوقع اربكها اجابتها بارتباك ...- ربنا يوفقك فاطمه اكملت بحقد ...- لكن السنين مش باينه انها بتمر عليكى ده انتى احلويتى عن زمان ...ايه اتجوزتى تانى ...؟
فريده اجابتها بالنفي ...انها تريد الخلاص من فاطمه ...مازالت تحملها ذنب طلاقها ومع انها تدرك جيدا انها المذنبه الوحيده لكن رؤيتها لفاطمه تؤلم معدتها وتؤلم ضميرها ...اعتذرت منها بلطف وتعللت بالجمع المنتظر لكن حجتها اثارت المزيد من حسد فاطمه التى حسدتها علي انهاء درجتها العلميه قبل بسنوات ... علي المنصه الصغيره الموجوده في ركن القاعة اعدت فريده نفسها للاجابه علي اسئلة لجنة المناقشه التى كانت تستعد للجلوس في اماكنها ... عيناها تجولت في الحاضرين بقلق ...والدتها ... محمد.. احمد ...رشا ... نور ...ريما ... خالتها منى... خالتها لمياء... حتى فاطمه الجميع يبتسمون بفرح وينتظرون تتويجها لكنها افتقدت جدتها شريفه .. ليتها تتمكن من الحضور فوجودها هام جدا بالنسبة اليها ...ربما بحضورها ستعلم انها سامحتها علي جريمتها في حق عمر ...جدتها هى الوحيده التى علمت التفاصيل المخزيه ولذلك كانت تتمنى حضورها فربما تستطيع الاستمتاع بانجازها الذي يتحول الي سراب ...عيناها راقبت الباب لمره اخيره والمفاجأه الرابعه صدمتها ...فعند الباب كان يوجود صديق طارق زوج اسيل الذي تطفل علي خلوتها يوم الزفاف ...ماذا كان اسمه ..؟ سألت نفسها وحاولت التركيز ...نعم انه يسمى عماد الباشمهندس عماد رضوان لكن ماذا يفعل هنا يا تري ...؟ علي كل حال انه اقل المفاجأت في الاهميه... وضعت رأسها في اوراقها تتفحصها وعدلت من وضع مكبر الصوت ... سألت نفسها بسخريه .." هل تلك اللحظه تستحق كل عنائها السابق " ... الوقت حان ومشرفها قدمها للحضور بفخر ...كان يثنى علي عملها الجاد وعلي تميزها ...اعتبرها مصدرا للفخر ...وجدت نفسها تسحب الى دائرة المناقشه وبالتدريج اندمجت وبدأت في الاجابه علي الاسئله ...كذبت عيناها عندما لمحت عند الباب جدتها شريفه تدخل الي القاعه ...ما سبب لها ضيق في التنفس حتى كادت ان تفقد الوعى كان وجود عمر معها وكانت تستند عليه بحريه...عمر حضر وعلي وجهه نظرات سخريه شديده .. كان يسخر منها وتفاهة احلامها ..حمدت الله انه لم يصطحب نوف معه والا لكانت الغيره قتلتها وعجزت عن اكمال مناقشة رسالتها...راقبت عمر وهو يساعد جدتهم علي الجلوس براحه بجوار بناتها ثم ينسحب الى الخارج دون ان يلتفت الي الوراء ...اخيرا انتهت المناقشه ونالت درجتها العلميه كامله....وسط تصفيق حار من الجمهور ومحمد اصر علي دعوتهم للغذاء خارجا ابتهاجا بفريده.. احتفال ؟؟ فريده حدثت نفسها بمراره اي احتفال هذا وهى تشعر بالفشل ... لكنها مضطره لاستمرار ارتداء القناع ..سكرتيرة القسم استدعتها لتوقيع بعض الاوراق وفي طريق عودتها لمحت محمد ونور يتحدثان كانا يختفيان خلف حاجز رخامى ورغما عنها سمعت حديثهم ...محمد كان يتحدث بحزن واضح ونور كانت تبكى ...محمد قال بحزن ...- خلاص يا نور كفايه تستنى ...انا بحلك من وعدك ليه ...دموعها منعته من الرحيل ...الم يكن ينتوى ان يخبرها تلك الجمله ثم يرحل ...لكنه لم يستطع الرحيل ...تلك الجمله كانت اقسى ما استطاع قوله يوما..كلماته قتلته قبل ان تقتلها لكن فريده كانت علي المحك..الم يطلب من نور سابقا ان تصبر علي امل ان تحل امور فريده وعمر ولكن رؤيته اليوم لفريده منكسره جعلته يقرر ... فعمر عاد وسيتخذ زوجه فكيف به ان يكون بتلك القسوه ودونا عن كل بنات العالم يختار شقيقة عمر ...هو مجبر علي الاختيار ...لابد وان يختار احدى احب الانثيين الي قلبه وايلامها فاختار نور ...ففريده نالت نصيبها من العذاب سابقا ...اما فريده فلم تتمالك دموعها وسمحت لها بالانهيار ...كانت تعلم ان محمد حان دوره في التضحيه ...فهى دائرة مفرغه لا خلاص منها لكنها قررت كسر الدائره برحيلها ...اليوم ستعلن للجميع بعد الوليمه التى يعد لها محمد عن قرار رحيلها للخارج ...ابتهلت في صمت ان تصمد نور فقط لساعتين ... عادت بأفكارها الي عمر ..فهو اختفي تماما بعد ان اوصل جدتها... كان يبتسم ببرود وكأنه يقوم بواجب ثقيل ...انسحبت للخلف بصمت ... لحظة نور ومحمد الخاصه لا ينبغي التطفل عليها ...اصطدمت بباقة ورود عملاقه تقف خلفها...الباقه كانت بجوار باقات التهنئه المقدمه اليها من زملائها ومن العائله لكنها شعرت بإختلافها علي الفور ...حتى بدون قراءة البطاقه المرفقة بها علمت مصدرها...كانت وكأنها تسخر منها بأصابع مرتعشه التقطت بطاقه التهنئه...قرات كلمات بسيطه لكنها عرتها امام نفسها علي البطاقه الصغيره كتب بخط لا يمكن ان تنساه .." يارب تكونى حققتى اللي نفسك فيه ..." حتى بطاقته التى كانت تعلم جيدا الغرض منها حملتها بحرص ووضعتها في حقيبتها مع بعض الوردات .. اه لو تستطيع حمل البوكيه بأكمله لما كانت ترددت.. لكن السؤال الذي ينهش عقلها لماذا حضر ...؟ انه لم يكن يعنى تهنئتها في ملاحظته بل كان يتعمد السخريه لكنها سبقته في السخريه من نفسها واحتفظت فقط بالملاحظه لانها تحمل خط يده ...كانت مجبره لانهاء بعض الاوراق قبل مغادرتها مع العائله للاحتفال لذلك اتجهت الي مبنى الموظفين لانهاء التوقيعات الضروريه ...ما ان خرجت من بوابة المبنى حتى فوجئت بعمر يستند علي سياره جديده فارهه لم تري مثلها من قبل وكان يبدو في كامل اناقته ووسامته ...يا الله كم اشتاقت اليه ..حمدت الله علي انها كانت تضع نظاراتها الشمسيه فما اقرب الدموع اليها اليوم.. انتبه اليها واعتدل علي الفور اما هى فترددت بين اكمال طريقها وتجاهله اوالتحدث اليه ... لكنه انقذها من حيرتها وبادرها بلهجه خاليه من التعبير...- مبروك
اكثر ما تتمناه الان هو التحكم في دموعها فأخر ما تريده هو ان يري دموعها التى تهدد بالنزول في اي لحظه... اجابته بحزن ...- مبروك ليك انت كمان ...ارادت تهنئته بالخطوبه فهى بالفعل تتمنى له السعاده...عمر هز رأسه بدون اهتمام كأنه ينهى الحديث الذي يبتلعه رغما عنه .... هى سترحل حالا وتتركه لكنها مدينة له علي الاقل بالشكر ...ان كانت مازالت لا تملك الجراءه وتعتذر عن سوء خلقها معه لسنوات لكنها علي الاقل تستطيع شكره...هو ايضا كان يضع نظاراته الشمسيه لذلك لم تستشف تعبير وجهه وهى تستجمع الحروف لتنطق بجملة الشكر الواجبه ... قالت اخيرا ...- عمر ...عمر شكرا علي تكفلك بمصاريف كلية رشا وكمان عشان العقد اللي انت وفرته لمحمد ....عمر تأملها مطولا ثم قال بسخريه... - وانت بتشكرينى ليه ؟ انت مش معنيه بالموضوع ده ابدا ...ده موضوع بينى وبين خالتى وعلي وجه الدقه ده كان وعد وعدته ليها وانا لايمكن اخلف وعدى ابدا ...لكن انت مش طرف ابدا ...فريده اطرقت برأسها ارضا عمر يواصل تعريتها امام نفسها ...هو لم يكن يضعها في حسابه وهو يتكفل بإخوتها لكنه كان يفي بوعده ....الغضب عاد اليه وكأنه كان يخفيه بصعوبه تحت قناع البرود ...كانت تدرك جيدا انه يضغط علي نفسه كى يتحدث بهدوء يخالف ثورته المفاجئه...قال بحده شديده ...- اوعى تكونى فاكره انك تستاهلي المبالغ اللي انا دفعتها فيكى ...ولا تفتكري انى دفعت مصاريف كلية رشا عشان خاطر سواد عيونك ...للاسف انا مأخدتش منك غير جسمك ...ومظنش ان المرات اللي امتلكتك فيها تستاهل المبالغ اللي دفعتها
امثالك ليهم اسم لكن انا بحترم المكان اللي احنا فيه وصلة القرابه بينا ومش هقوله ....فجأه انهى هجومه وركب سيارته ...دموعها التى اطلقت لها العنان شكلت حاجز سميك منعها من رؤية طريقها لكنها لمحت فاطمه تراقبها من بعيد اثناء هروبها الذليل...
عندما عادت الي المجلس الملحق بقاعة المناقشه بعد ان انهت اوراقها شاهدت فاطمه تتطفل علي جلسة العائله ...انها اصبحت تكره رؤيتها عندما كان لديها الوقت لمراجعة الامور بعد طلاقها علمت ان فاطمه لم تنصحها باخلاص يوميا وانها كانت السبب المباشر في تنغيص حياتها لكنها لا تحملها الذنب فهى من كانت غبيه وضعيفه واستمعت الي سمها لكنها علي الرغم من ذلك لا تطيق رؤيتها الان ...ارادت طردها لكنها للاسف لا تملك الجراءه لفعل ذلك ..بعد لحظات من وصولها عمر انضم اليهم ...كان في ابهى صوره ..ملت عيونها من وجهه الوسيم ...كان يرتدى بدلة اخري تكاد تماثل في اناقتها تلك التى ارتداها يوم زفاف اسيل ...ولكن ما زلزل الارض تحت قدميها كان اعلانه الدرامى ...اعلن بصوت هادىء كأنه يقر امر عاديا جدا ...قال بهدوء ...- يا جماعه نوف عازمه الجميع علي الغدا في مطعم الفندق اللي هى مقيمه فيه ...وقبل ان تستطيع الصراخ بإنهيار او حتى الاعتراض عمر اعطاها هاتفه المحمول وقال ...- كلمى نوف
فريده وجدت نفسها امام الامر الواقع ارادت القاء الهاتف المسكين ارضا ...
صوت نوف الرقيق تسرب الي اذنيها ...كانت تقول بنعومه ...- هلا حبيبتى كيفك ان شاء الله بخير ..هديك اليوم ما كنت بعرف انه عيد ميلادك واليوم حابه اعزم كل العيله ...مبارك عليكى النجاح يا قلبي ...بالله ما تحزننى واقبلي دعوتى ...ابغي اتعرف عليكم ...منتظرتكم
من نظرات وجهها عمر ادرك ان نوف انتهت من دعوتها ...مد يده لاستعادة هاتفه ...اصابعه لامست اصابعها في حركة عفويه ...هى شعرت برعشه شديده احتلت جسدها اما هو فظهر الامتعاض علي وجهه ... لمسها يقززه ويجعله يشعر بالقرف وللاسف هذا ما تستحقه بالفعل ...ارادت رفض الدعوه ...ارادت البكاء وحيده ...ارادت وارادت لكن جدتها كانت الوحيده التى استاطعت ان تقرر...محمد ووالدتها شحب وجههما للغايه وخالتها منى ونور تحول وجههما للاحمر وهى اصبحت بيضاء مثل الاموات وترتعد ...اما عمر فكان يتكلم بهدوء وسيطره خرافيه علي النفس وكأن الامر لا يعنيه البته...جدتها قالت بصرامه بلهجة لا تقبل النقاش ... - بلغ خطيبتك ان عزومتها مقبوله....
لم يكن امام فريده الان الا تنفيث غيظها في فاطمه ...انها تعلم انها متطفله وستصحبهم الي الغذاء اذا لم تتدخل وتوقفها عند حدها ....ليس فقط بسبب رغبتها في التنفيث ولكن ايضا لن تحتمل تشفي فاطمه فيها عندما تري نوف ربما هى الان علمت بخطوبة عمر لكنها لن تسمح لها برؤية نوف شخصيا اخيرا استاطعت القول بوقاحه ...- اعذرينا يا فاطمه لازم نمشي ...عندنا مناسبه عائليه..
اخيرا فريده استاطعت اتخاذ اللازم لاحراج فاطمه ونبذها خارج محيط حياتها ...هى ادركت بعد فوات الاوان ان فاطمه كائن طفيلي يتغذي علي الاخرين ويمتص كل ما يستطيع امتصاصه...لو لم تردعها لكانت صحبتهم في عزومتهم الغبيه تلك ....شاهدت فاطمه وهى تنظر اليها بدهشه ثم تنسحب الي الخارج ... ما ان تنفست الصعداء برحيلها لتجد المهندس عماد ينضم اليهم ...يوم المتطفلين العالمى ولكن ماذا يفعل هنا علي أي حال ....؟
علمت فورا اجابة سؤالها عندما اقترب منهم عماد ووجه حديثه الي محمد قائلا ... - انا المهندس عماد رضوان صديق طارق ...يشرفنى اطلب منكم ايد الدكتوره فريده ....
محمد تلعثم بشده ولم يستطع النطق ...عيناه جالت في القاعه يبحث عن الدعم ...راقب عمر بطرف عينه ليري تعبيرات وجهه لكنه صدم بوجه جامد خالي من التعبير ...نظر الي والدته فوجدها تحنى رأسها وتخفيها ارضا بعيدا عن نظرات اختها وابنها ... ونور رمقته بنظرات عتاب قتلته لكنه الان المسؤل الوحيد عن اجابة طلب عماد الذى لا يعرف كيف يجيبه لدهشته الشديده تدخلت شريفه لتقول في حزم ...- شرفنا البيت يا بنى في أي يوم .... عماد ابتسم في ابتهاج وقال - ان شاء الله لما طارق يرجع من شهر العسل هاجى معاه ...هو عنده كل المعلومات عنى واي استفسار انا تحت امركم ....فريده هوى قلبها في ارجلها ومادت الارض من تحت قدميها عندما اكملت شريفه حديثها في خبث تام ...- اكيد.. طارق راجع بكره خليه ياخد موعد من عمر عشان يرتب اموره ...عمر كبير العيله ولازم تخطبها منه ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اخطبها من زوجها فريده لم تقارن نفسها ابدا من قبل بأي انثى اخري لكن رغما عنها بدأت في وضع نوف تحت المجهر...تفحصت جسدها الطويل الرشيق الاشبه بجسد عارضات الازياء ...كانت اطول منها بكثير وتكاد تقارب عمر في الطول غير محجبه وشعرها اسود داكن يفوق سواد شعرها بمراحل ....اما هى فكانت ضئيله وقصيره وجسدها طفولي وبشرتها قمحيه لا شيء مميز فيها البته ...نعم انها جذابه لكنها لم تكن يوما جميله بالمعنى المعروف فقط عمر كان يراها جميله ...نوف كانت سيدة اعمال ناجحه ومتحدثه لبقه جدا لكن الاهم كانت تقدر عمر وعائلته كثيرا ... علي الرغم من اموال والدها الطائله الا انها تعلمت من صغرها كيف تعامل زوجها وعائلته وتعطيهم الاحترام اللائق بهم ....من حبها لعمر حاولت تعلم اللهجه المصريه وكانت تجاهد للتحدث بها فأصبحت لهجتها خليط غريب لكن محبب ...وفريده رغما عنها اعجبت بها جدا وكانت تريد قتلها في نفس الوقت ... اليوم هى انتهت من مرحلة هامه جدا في حياتها ...نالت ما استحقت تماما الله سبحانه وتعالي لا يظلم ابدا وهى نالت ما سعت لتحقيقه .... تسألت عن مدى معرفة نوف عن علاقتها السابقه بعمر...؟ هل تعلم من هى بالتحديد ...؟ انها تعاملها بكياسه شديده ولزيادة دهشتها بعد انتهاء الغذاء الكارثى وفي اثناء تناول الحلوي نوف سألتها بعفويه عن خططها للفتره القادمه ....ها قد اتت الفرصه التى تنتظرها ستخبر الجميع الان عن بعثتها القريبه .... كانت تتحين الفرصه ونوف اعطتها الشجاعه للبدء...ستهرب من العريس المحتمل الذى لن توافق عليه ابدا فقلبها كتب عليه الشقاء الي الابد ...

حاولت التحدث بصلابه لا تظهر صوتها المهزوز المرتعش قالت بخفوت.. - انا جالي بعثه للولايات المتحده ... واشنطن بالتحديد وهسافر في خلال شهرين ان شاء الله....
سكوت تام اعقب تصريحها الدرامى ...لم يقوى احدا علي الرد فتصريحها كان كالقنبله التى انفجرت علي طاولة الطعام .... جدتها نظرت اليها بصرامه وقالت ...- والراجل اللي انا قلتله يجى يتقدملك في البيت ...؟ انسي موضوع السفر ده خالص علي الاقل لحد ما تكونى في عصمة راجل ...فريده ارادت الاحتجاج ...جدتها تهينها بقسوه ...كرامتها تداس تحت الاقدام ..نعم هى تستحق لكن ...
انها لم ترغب في السفر من اجل مستقبلها العلمى او ما شابه لا انها ترغب بالهرب والاختفاء في فضاء الدنيا الواسعه.... ذكاء نوف الخارق جعلها تنسحب من الحديث فهى علمت انها فتحت موضوع شائك وتركت فريده في مواجهة عائلتها المستثاره بسبب قرارها الجريء.... الجميع كان يبدو عليه التوتر فقط عمر كان يرتدى قناع جليدى لا يظهر ما يعتمل في صدره... وكأن الامور كلها لا تعنيه حتى انه وافق جدته عندما طلبت منه مقابلة عماد العريس المحتمل لها ...وافق بسهوله مزقت قلبها ...عمر اصبح لديه كامل الاستعداد بتسليمها لرجل اخر بيديه ... ليتها اصرت علي رفض دعوة نوف لكن فات الاوان وهاهى الان تواجه واحدا من اسوء ايام حياتها ومضطره الي الاحتمال حتى النهايه ... منذ عودة عمر وهى تضغط علي اعصابها بقسوه المتها وانهكتها واصبحت معرضه للانهيار التام في أي لحظه ... لكنها لو كانت رفضت بعدما قبلت دعوة محمد لكانت اصبحت مفضوحه بالكامل فاضطرت للقبول وهى تبكى الدماء بدلا من الدموع ...
حتى الاثنتان اللتان اعتادتا اعطائها الدعم المطلق لم تجد منهما أي دعم الان فوالدتها كانت محنية الرأس ولم تهب لنجدتها كعادتها وجدتها كانت قاسيه بشكل لا يصدق ...اصبحت تشعر بدوار لا يحتمل ...يبدو انها ستعود لعادتها القديمه وستفقد الوعى كشأنها دائما في حضور عمر ...هل لو فقدت الوعى ستستيقظ لتجد نفسها بين ذراعيه ...؟ هل سيضمها اليه كما كان يفعل سابقا ام سيتركها ملقاه علي الارض ...؟ لا انها لن تغامر وتفقد الوعى فالنتيجه غير مضمونه وستقاوم حتى اخر نفس فيها ...سمعت نوف تدعو الجميع الي شرب الشاي بجوار المسبح فالجو اصبح لطيف ...تلكعت في النهوض فلربما دوارها ينتهى.. لكن الى متى ...؟ انها مضطره للنهوض فالجميع غادر ولم يتبق سواها ...تحاملت علي جانب المقعد ونهضت ببطء عمر كان قد نسي نظارته الشمسيه علي الطاوله فعاد لالتقاطها ... استقامت كالعصى فور رؤيته لكنها ما ان نهضت حتى شعرت بسواد يغشي عيونها ولم تعد تستطيع التوزان فترنحت بشده واستسلمت للدوار اللذيد ... شعرت بنفسها وهى تهوى ارضا قبل ان تسرع يدا عمر لضمها اليه شعرت بنفسها بين احضانه قبل ان تغيب تماما عن الوعى .... فتحت عيونها مجددا بعد وقت لا تستطيع تحديده لكنه كان علي الاغلب بضع دقائق فقط لتجد نفسها جالسه علي مقعد طاولة الطعام التى نهضت منها قبل ان تفقد الوعى ...كانت جالسه علي احد المقاعد وجذعها ورأسها يرتاحان علي مقعد اخر ونادلي الممطعم يراقبونها بإهتمام من بعيد لكن لم يتجرأ احدهم علي التقدم منها او حتى عرض المساعده ...اعتدلت في جلستها في حرج ..مازال الدوار يعبث برأسها كيفما يشاء لكنها قاومت .. بالتأكيد هى تعانى من انخفاض الضغط كعادتها كلما توترت ..لكن هل كانت تحلم بعمر يضمها اليه وينقذها قبل سقوطها ارضا ..؟ ربما كان حلم وربما هو من اجلسها علي المقعد لكن النتيجه المؤلمه انها لاول مره تستيقظ من اغمائها ولا تجد عمر ينحنى عليها بقلق ويمسح وجهها بحنان ..لقد تركها فاقدة للوعى ورحل وكأنها لا شيء ..عمر الذي كان لا يألو جهدا في اثبات حبه لها اصبح يجتهد في تحجيمها ووضعها في مكانتها الصحيحه لديه ...مجرد لا شيء ...ليته يكرهها فهذا افضل من لا مبالاته التى تدمى قلبها فالكره يعنى انه مازال يحمل المشاعر لكن تلك اللامبالاه تعطيها رسائل واضحه وسريعه ومتتاليه ...كل الرسائل مفادها انها اصبحت لا شيء لديه البته...
راقبت كل عائلتها يهرولون في اتجاهها والقلق يرتسم علي وجوهم ... هرولوا عائدين فور معرفتهم بخبر انهيارها وتلاهم عمر ونوف كانا يبطأن الخطى في اثرهم ..في لحظات احمد ذهب لاحضار سيارتهم لاقرب مكان يستطيع وصوله ومحمد انحنى عليها بقلق يفحص نبضها وتنفسها ...اما والدتها فبدأت بالدعاء لها ...قالت وهى تبكى دون ان تدرك انها كانت تهاجمها بقسوه...- كده يا فريده ...؟ ارهقتى نفسك جامد الايام اللي فاتت ... مزاكره وقلة نوم وقلة اكل ..اخدتى ايه في الاخر من الهم ده كله ؟
نظرات محمد التى كانت تلومها انبئتها انها تسرعت ...هى كانت قلقه فأفرغت مكنون صدرها الذي حجبته عن فريده لسنوات ...مع قلقها لم تستطع ان تتحدث بغطاء الدعم الذي غطتها به لسنوات فخرجت الكلمات عفويه ولكن قاتله ...فريده ارادت ان تنشق الارض وتبتلعها .. لو كان فقدان الوعى اختيار لكانت اختارت ان تفقد الوعى الان ...ربما غيبوبه ابديه لا تستيقظ منها ابدا افضل حل لكل مشاكلها والامها وكرامتها الجريحه..وبالاخص لقلبها المحطم ..محمد تحدث فجأه بطريقه غريبه .. علي الرغم من دوارها العنيف الا انها سمعته يوجه حديثه للجميع ويقول .. - ربنا يستر شكلها عندها مشكلة في الكلي زى احمد ...وكأنه القي قنبله شديدة الدمار ...تجمد الجميع للحظلت ثم بدؤا في البكاء بإنهيار ...حتى قناع عمر الجليدي سقط وظهر عليه التوتر الشديد ..اما هى فنظرت لمحمد بغباء ...محمد طبيب الباطنيه الخبير ...طبيب ممتاز بجداره وانهى الزماله البريطانيه في الامراض الباطنيه في وقت قياسي لكنه كان الان يهذي .. الهذيان ابسط تعبير عن ما قاله محمد ...لا يمكن لطبيب عاقل ان يدلي بمثل هذا التصريح ... ناهيك عن خطأه الاساسي في التشخيص والذي لا يخطىء فيه حتى طالب في السنة الخامسه فأمراض الكلي ترفع الضغط ولا تخفضه وهى ابعد ما تكون عن اعراضها والاهم حتى لو انها مصابه بمرض خطير فكيف يعلن بمثل تلك الطريقه عن مرضها ويسبب الانهيار لوالدتها وجدتها.. نظرت اليه في تساؤل ...لكنه تفادى النظر اليها واشاح بوجهه بعيدا عنها ...لولا انها تعرفه جيدا لشكت انه تعاطى شيء ما جعله يتفوه بمثل تلك الحماقات ... الجميع تركوها واتجهوا الي والدتها ليواسوها ويطمئنوها ...سمعت جدتها تطالب الجميع بالتفاؤل بالخير ...في وسط انشغال الجميع بوالدتها حتى نوف سمعت عمر يهمس لها بسخريه .. - للاسف مش فاضل عندى حاليا غير كليه واحده ...
يالا قسوته .. كم اصبح قاسي بدرجة لا توصف...حضور احمد انقذها منه استندت علي ذراع محمد ووالدتها استندت علي ذراع رشا ...جدتها هوت جالسه علي اقرب مقعد وخالاتاها اقتربتا منها بقلق عارم ...عندما استاطعوا جميعا المغادره واعلنوا انتهاء التجمع وفي اثناء طريقها للخارج لمحت عمر يقود نوف الي المصعد في طريقهم الي غرفهم بحرص واهتمام بالغ وكأنه لا يري احد غيرها...
............................................................................................
سوميه كانت تعلم جيدا انها شاركت في ذبح فريده وليس فقط لمجرد جملتها المتسرعه التى نطقتها اليوم بدون تفكير ...لا هى شاركت في ذبحها منذ سنوات ...ذبحتها اثناء خطبتها القصيره لعمر في كل مره كانت تراها غير سعيده وتحبس دموعها ولا تتدخل لمساعدتها وانهاء تلك المهزله لكنها كانت تريد مشاركة عمر لهم في الحمل فتعلقت بالزواج كأنه القشه التى سوف تنقذها من الغرق ...كانت تظن ان حب عمر لفريده سيكفيها ولذلك تغاضت عن عدم سعادتها املا في تحسن الامور ..ذبحتها ايضا في كل مره اتخذت موقفا سلبيا وتركتها تسيء الي نفسها قبل الاساءة الي عمر اثناء فترة زواجهم ...نعم هى المذنبه الحقيقيه في تعاسة فريده ... حملتها فوق طاقتها بزواج لاتريده ثم تخلت عنها بعد هذا الزواج ... كانت تري الحواجز التى تبنيها فريده حول نفسها ولم تتدخل لاعادتها الي صوابها.. فريده لم تدخل قوقعتها بعد الطلاق لا بل دخلتها قبل ذلك بكثير ابنتها ضحت بنفسها من اجل احمد ومحمد وهى قبلت بالتضحيه بكل سهوله
والان فريده وحدها تدفع الثمن فحتى عمر لملم شتات نفسه وتماسك مجددا لكن فريده للاسف اصبحت كالكتله الهشه ...لا عجب في انها تريد الهرب بعيدا ولكن لو نفذت قرارها بالرحيل فستفقدها للابد ...اه لو تعطى لنفسها فرصه وتفكر جيدا في الزواج من عماد ...انه شاب ممتاز ظاهريا لو فقط تعطيه بعض الوقت ليظهر داخله فلربما يثبت انه جدير بها لكنها للاسف تعلم جيدا ان فريده تحب عمر وانها ما ان فقدته حتى علمت انها خسرت حبا لن تعوضه مهما عاشت من عمر ...الامور تزداد تعقيدا وعودة عمر حركت الماء الراكد ففاحت كل الروائح من جديد ...انها ستظلم فريده في كل الاحوال سواء بموافقتها علي سفرها او رفضها له ...فهى مجبره علي الاختيار بين ارسال فريده الي المنفي وبين جعلها تعيش في البؤس والعذاب وهى تشاهد عمر في حياته الجديده ...ادركت جيدا انها ضعيفه ولن تشكل الدعم اللازم لها وبكائها بالامس مع والدتها شريفه جعلها ترتاح قليلا ... فهى قررت تسليم الحمل لشريفه ... ظلت تبكى علي كتف والدتها لساعات وحينها شاهدت بريق الحياه يدب في شريفه واخبرتها انها ستتولي ادارة الامور ...مجددا سوميه تنسحب من حياة ابنائها وتعجز عن ادارتها وتلجأ لطلب المساعده من الاخرين ...لكن هذا افضل من استمرارها في هدم حياة فريده لكنها لم تكن تتوقع ان تقسي شريفه علي فريده هكذا ... اجبارها علي قبول دعوة نوف كان اكبر من احتمالها فانهارت فريده بعدما ضغطت علي اعصابها بقوه ... لكنها للاسف لم تكن تستطيع الرفض بدون ان يعلم الجميع انها مازالت تحمل المشاعر لعمر... بدأت تعيد كلام محمد الخاص باحتمالية مرض فريده في ذهنها ... يا الله هل القدر سيكون قاسي ويكرر محنة سنوات عمرها مجددا ...؟ هى بحاجه للتحدث مع محمد لكنه تعلل بالاجهاد ونام علي الفور ...ثم لماذا هذا القرار الغريب الدى قررته والدتها عندما طلبت من عماد ان يطلب يد فريده من عمر ...؟ لولا انها مدركه من رجاحة عقل والدتها لكانت شكت انها لربما اصابها بعضا من امراض كبر السن كالخرف مثلا لكن لا فعقل والدتها موزون تماما وهى تعلم انها واعيه تماما لكل كلمة تقولها وتعي الغرض منها ... حينما انهكها التفكير توضئت وصلت بخشوع صلاة الاستخاره وفوضت امرها الي الله كما تفعل دائما....
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
الانثى ستظل انثى خاضعه مهما حصدت من شهادات ...علي الرغم من بداية استقلال فريده النفسي والمادى الا انها اجبرت علي الخضوع ومقابلة العريس الذى رفضته مرارا ...قاومت بشده ورفضت لكن رفضها قوبل بالاستنكار ...والدتها كانت صارمه وهى تخبرها ...- فريده انتى مطلقه ... يعنى رفضك الغير مبرر مش في مصلحتك ...انا مش هجبرك تتجوزيه لكن علي الاقل هستخدم سلطتى معاكى واجبرك تدى نفسك فرصه وتشوفيه يمكن ترتاحى له ...العمر بيجري يا فريده وانا مش هعيش للابد ... عاوزه اطمن عليكى قبل ما اموت ..اطمن انك محميه ومحبوبه وعايشه سعيده مع راجل يحبك ويحميكى ....احنا وافقنا نقابل الراجل ... عاوزه تطلعينا عيال ادامه ...؟ جهزى نفسك هتقابليه بكره لما يجى يتقدم وبعد كده خدى وقتك في التفكير براحتك ....
فريده حبست دموع القهر ...ربما لو فقط لم تشترط جدتها ذلك الشرط المستحيل لكانت اذعنت لرغبتهم ووافقت علي رؤيته ومن ثم تتعلل بأي شيء وترفضه لكن معرفتها انه سيطلبها من عمراربكتها للغايه ...وموافقة عمر علي طلب جدتها قتلتها في الصميم ...الموقف المستحيل يذهب عقلها ويجعلها علي وشك فقدان عقلها تماما ...عماد سيطلب يدها من عمر وعمر سيطلب منه مهلة للتفكير .... ثم سيسألها بكل برود عن رأيها بل ولربما سيحاول اقناعها بالموافقه....هل لو بكت حينها امامه سيفهم عذابها ام سيزيد في اذلالها ...؟
انها مجبره علي البقاء في المنزل طوال الوقت فهى الان في فترة الاجازه التى تفصل بين النيابه والترقيه هى تجلس في انتظار اعلان الوظيفه لاستلام عملها في الكليه او قبول البعثه والسفر لانهاء دراستها في الخارج.. أي حجه لديها الان للخروج والهرب من موعد العريس الذى هل سريعا .. هل لو تأنقت بزياده ستجعل عمر يلتفت اليها مجددا ...؟ لا ابدا فنوف اجمل منها بمراحل لكنها مع ذلك ستهتم بماذا سترتديه فقط كى تثبت لعمر انها مطلوبه ومرغوبه ...هى كانت متحفظه دائما في ملابسها حتى في الالوان لم تكن تحب الالوان الصارخه اما اليوم فاختارت فستان من الشيفون الاسود المنقوش بالاحمر الصارخ وارتدت فوقه جاكيت اسود رسمى قصير ...طعمت حجابها الاسود ببعض الاحمروضعت نفس كحلها الداكن وملمع الشفاه الشفاف ونظرت لنفسها في المرأه انها اليوم مختلفه جدا ... جريئه في مظهرها وصادمه ... انتقت من ملابسها القديمه اشياء لم تجرؤ علي استخدامها يوما ...هل سيتزكر عمر انه هو من اهدى اليها ذلك الفستان...؟ اصبحت تحسب الدقائق فعمر علي وشك طرق الباب الان علي حسب موعده مع والدتها ...رنين الجرس ارسل الذبذبات في كل جسدها وجعل روحها تنسحب...ها قد اتى عمر وصدق وعده الم يتردد ابدا في قبول طلب جدته ...؟ لكنه كما عهدته دائما يعرف تماما ماذا يريد ... لم يتردد سابقا ولو مره كان يحدد اهدافه ويسعى لتحقيقها...راقبته من خلف باب غرفتها وهو يدخل الي الصالون بصحبة جدتها...كان صلب وواثق الخطى...الم تنعته بالضعف سابقا وكانت تشعر بالقرف من ضعفه ...؟ اين هذا الضعف الان انه الان يكاد يناطح الجبال شموخا وصلابه ...
كانت تعلم ان اسيل ستأتى مع زوجها فهى عندما حادثتها امس كانت تكلم نفسها من فعلة جدتهم ....لم يستوعب احدا ابدا تصرف الجده الغريب لكنهم جميعا التزموا الصمت وفقط تناوبوا علي الهمهات من وراء ظهرها ... فريده اغلقت الباب وتمنت ان تترك العنان لدموعها لكانت تماسكت ... حتى اخر لحظه كانت تتوقع ان يرفض عمر الحضور لكن حضوره قتل أي امل بداخلها ...وضعت رأسها بين كفيها بألم وجلست علي فراشها تتألم في صمت ...لم تشعر بالباب وهو يفتح ولا بأسيل وهى تدخل الي غرفتها لانها كانت غارقه في احزانها ...فوجئت بأسيل تربت علي كتفها من الخلف فقفزت بذعر وعندما ادركت انها اسيل احتضنتها بقوه فربما تجد لديها الدعم ... اسيل جلست الي جوارها علي الفراش وتمسكت بيدها بقوه ...
اسيل كانت تعلم ان فريده تغيرت تماما في السنوات الاخيره ولطالما عاتبتها علي استماعها لنصائح مدمره دمرت كامل حياتها ...اسيل هى من فتحت عيونها علي مساؤي فاطمه وعلي ضعفها وحقارتها الشخصيه ....هى اعتبرت اسيل طفله لانها تصغرها بعامين ولم تشركها في مشاكلها الزوجيه لكنها بعد الطلاق اكتشفت انها هى الطفله الغبيه واسيل اذكى واعقل منها بكثير ... اسيل قالت في حنان ...- فريده ...اتماسكى شويه انا عارفه انك مصدومه من موافقة عمر علي الحضور لكن فكري تانى متوقعه منه ايه بعد اللي انتى عملتيه ...؟ انتى حتى بعد الطلاق بسنه باتنين محاولتيش تتصلي بيه او تعتذري ...هو كان مجروح اكتر منك بكتير وانتى فضلتى سلبيه .. اكيد اتعذب كتير عشان ينسي حبك ووصوله للمرحله دى معناه انه شاف العذاب الوان ... من يوم ما اتخطبتى لعمر وانتى بتتصرفي غلط وعاوزه الامور تتصلح طب ازاي ..؟ وبخصوص عماد هو صحيح صاحب طارق وانسان كويس لكن اوعى يا فريده توافقى عليه لمجرد الهروب من واقع اليم هتكونى بتظلمى نفسك وبتظلميه...فريده رفعت عيناها الناطقتان بما يعتمل في صدرها من اسي وقالت ..- مش ممكن اوافق ابدا ..انا خلاص اخدت نصيبي من الجواز... فوجئت بسؤال صريح من اسيل سبب تصلب جميع عضلات جسدها فأسيل سألتها بجراءه ...- فريده انتى بتحبي عمر ...؟ صمتها التام اجاب اسيل عن سؤالها.. فريده لم تكن تحتاج الي الكلمات لتجيب فيكفي اسيل ان تنظر الي بؤسها منذد يوم زفافها لتعلم الاجابه اسيل تمسكت بيد فريده بقوه اكبر وقالت ..- افتكري دايما يا فريده ان كتفي موجود وتقدري تبكى عليه في أي وقت لكن انا عاوزكى تبطلي بكى بقي وتشوفي حياتك ...صدقينى انا مكنتش اعرف عن خطوبة عمر والا مكنتش الحيت عليكى تيجى فرحى... انا مش قادره اعشمك في حاجه يا فريده لكن بطلب منك تحاولي مع عمر لاخر مره ...مش مصدقه ان حب كبير زى حب عمر ليكى ممكن ينتهى ....حاربي عشانه يا فريده ولو فشلتى مش هتخسري كتير ...اتنازلي عن كرامتك شويه في سبيل حبك وخصوصا ان كبريائك قتل كبريائه قبل كده .... طرقات علي باب غرفتها جعلتها تستدير في الم ..والدتها كانت تقف بجوار الباب وتدعوها للخروج لمقابلة العريس المنتظر في الصالون ....................................................................................
هى لن تكون تلك العروس التقليديه التى ستدخل حامله لاكواب العصير وتقدمها الي العريس الذى سوف يقيمها بنظراته واعلنت بصراحه رفضها لذلك الاقتراح حينما اقترحته والدتها...والدتها اوصلتها الي الصالون لكن لم تتجرأ علي الدخول معها ...لاحظت ان محمد واحمد ورشا اختبؤا في مكان مجهول وكأن الامر اكبر من طاقتهم ولا قبل لهم بمواجهة مثل ذلك الموقف هل كانوا يتوقعون انفجارعمر مثلا ...؟ ووالدتها انصرفت مسرعه ما ان نهض عماد ليحى فريده .. فقط في الصالون كان يوجد عمر وجدتها وطارق بالاضافه الي عماد الذى حضر وحيدا ولم يصطحب احدا من اهله...حتى عمر لم ينهض لتحيتها عندما دخلت ...استمر يجلس وهو يضع احدى رجليه فوق الاخري بتفاخر ...اما عماد فمد يده للسلام وعندما لم تعطيه فريده يدها سحبها الي جواره مباشرة ...
بمجرد جلوس فريده نهض عمر وقال ببرود ... - افضل انكم تتكلموا لوحدكم...طلبك وصلنا يا باشمهندس وطارق بيشكر جدا في اخلاقك والباقي بقي يرجع لفريده ...عن اذنكم ... جدتها استندت علي يده في طريقها للخروج ولم تفتح فمها ابدا بأي كلمه اما طارق فنهض هو الاخر ولكن تعابير وجهه كانت تفضحه ...فريده تسألت عن مدى معرفة عماد بعلاقتها بعمر ومدى تقبله لذلك الطلب الغريب ...ربما يعتقد انه دخل في مشفي للمجانين بدلا من منزل عروس يطلب يدها....
عماد بدأ بالكلام قال في بساطه ..- اعرفك بنفسي مره تانيه انا عماد رضوان بشتغل مهندس وعندى مكتب مقاولات شغال معقول الحمد لله عندى 34 سنه ومطلق من سنتين ...سبب الطلاق مش هتكلم فيه الا لما توافقى لان دى خصوصيه ومش حابب انشرها الا للي هتبقي مراتى ... تنحنح باحراج ثم استطرد ...- من يوم الفرح وانتى شاغله بالى مش هقولك حبيتك من اول نظره لكن في حاجه في نظرة عنيكى يومها خلتنى اشد طارق من الكوشه واسأله كل التفاصيل عنك...نظرة الحزن يومها قتلتنى خلتنى احس انى عاوز احميكى معرفش ليه ... الكلام غادرها لم تتوقع مثل هذا الكلام من عماد ...هى كانت تنوي رفضه بوقاحه دون ان تهتم بمشاعره اما كلامه لها الان احضر الدموع التى كتمتها طوال النهار الي مقلتيها...للاسف عماد بالمقاييس العاديه عريس لا يرفض ...طويل ووسيم ومرتاح ماديا وسنه مناسب جدا بالاضافه الي انه خاض من قبل تجربه وفشل فيها فسيكون حريص على نجاح تجربته الثانيه فالفشل ليس سهلا ..
ربما هى محظوظه لانها مطلقه وحظيت بمثل تلك الفرصه لكنها لا تستطيع ابدا حتى التفكير كما كانوا يطلبون منها ..اما عمر او ستبقي بلا زواج الي الابد ... لكن كيف سترفضه بدون ان تجرحه فيكفيها انها جرحت من احبها من قبل ...قالت وهى تتلعثم ...- انا اسفه مش هقدر اوافق علي طلبك ... عماد كان وكأنه ينتظر رفضها...سألها ...- في سبب معين للرفض ...؟ وعندما نظرت الي الارض ووجهها يشتعل من الاحراج قال ...- طارق مخلص جدا ليكى ...رفض يعطينى أي معلومات غير ان عمر كان جوزك وانا شفت خطوبته يوم الفرح بنفسي ...واندهشت جامد من طلب جدتك الغريب انى اطلبك منه ...لكن انا مبحبش التسرع ...بطبعى بحب التفكير وباعطى كل حاجه حقها .... انا كمان مبحبش اليأس ابدا ومش هطلب منك رد فوري ..اوعدينى تفكري وانا هحاول معاكى مره تانيه وتالته ورابعه ...
انها حتى لم لم تلاحظ متى غادر عماد الصالون وتركها ...انخرطت في افكارها وفي قشعريرة جسدها ولم تنتبه لعمر وهو يدخل الي الصالون ليجلس مكان عماد ...رأسها المحنى كان يمتلىء عن اخره بصور ومشاهد من الماضي ومن الحاضر ... رفعت رأسها اخيرا لتجيبه.. انها لا تحتاج ابدا أي وقت للتفكير وانها اسفه جدا لرفض طلبه وانها ربما في حياة ما اخري لكانت سترحب لكن الكلمات تجمدت علي شفتيها عندما صدمت برؤية عمر يجلس مكان عماد .... كلماته خرجت بارده قاسيه كالاف السياط تمزقها ... - عريس مناسب مش كده ...؟ مهندس ومرتاح ماديا يليق بالدكتوره فريده الطويل ...بصراحه الراجل صعبان عليه.. كنت عاوز احذره من لوح التلج اللي هياخده لكن قلت اسيبه يشرب بكره يعرف بنفسه ...
فريده لم تعد تستطيع تمالك اعصابها اكثر من ذلك ...صرخت بانهيار ... - كفايه حرام عليك ارحمنى...انت اتغيرت ..جبت القسوه دى كلها منين
عمر نظر اليها باحتقار وقال ...- اخدت دروس علي ايد افضل استاذه ... ارادت الصراخ بأعلي صوت ...ليتها تستطيع ذلك فلربما يرحمها... انه يحتقرها ...لكنها بدلا من ذلك قالت في انكسار ...- عمر انا ...عمر انا اسفه وجهه احمر من شدة الغضب ...اطلق العنان لغضبه وصاح فيها بأعلي صوته ...بالتأكيد الجميع بالخارج استمع الي صراخه الغاضب لكن لم يجرؤ احدا علي التدخل ....قال بغضب مدمر ...- اسفه ...؟ ايه بتصفي القديم قبل ما تبدأى صفحه جديده ...؟ عاوزه تعرفي انى سامحتك عشان تعيشي بسعاده ومتفكريش في جريمتك .... انا غلطان كان لازم اقول للعريس انك واحده خاينه كذابه قذره...فريده صعقت رددت كالببغاء المذعور ...- خاينه ...؟ اجابها بقرف ...- طبعا خاينه ..اللى تقدر تخبى سر عن جوزها لسنين وتعيش معاه وهى بتمثل البراءه تبقي خاينه وواطيه ومالهاش امان ...انتى جنسك ايه ...؟ مصنوعه من ايه ...؟ اللي بيجري في عروقك ده دم ولا حاجه تانيه ....؟ اتجوزى يا فريده وعيشى مبسوطه ...مش هو ده اللي انتى عاوزه تسمعيه منى ...مش هو ده الغرض من طلبي النهارده ...؟ مجددا رمقها بنظرات ناريه افرغ فيها كل احتقاره ثم غادر وصفق باب غرفة الصالون خلفه بغضب تسبب في انهيار زجاج الباب بالكامل ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
خائنه !!!! هكذا يراها عمر ..؟ هو اعتبر اخفائها لامر تناولها للحبوب خيانه ...بالفعل تلك تعتبر خيانه فهى اخفت الامر جيدا ...دأبت لسنوات علي فعل امر في الخفاء بل وتعمدت الكذب

بخصوص تأخر الانجاب ... ربما سيظن ان من يستطيع التصرف هكذا يستطيع الخيانه ببساطه ...لماذا تشعر بالحسره الان وهى فقط تجنى ما زرعته بيديها ؟
لو تستطيع العوده للماضي ومحو كل تلك الخطايا لفعلت ذلك فورا لكن للاسف خطاياها منحوته علي الصخر ولن تمحى ابدا ....انها تختفي في غرفتها منذ رحيل عمر الدامى ليلة البارحه ...حبست نفسها هناك فمن اين ستأتى بالشجاعه لمواجهتهم بعدما استمعوا لوصف عمر لها بالخائنة القذره لم يعرف احدا ابدا عن موضوع الحبوب فعمر اغلق فمه وهى لم تتجرأ وتفضح نفسها ..حتى جدتها واسيل حاولتا تقصى الحقائق لشهور وعندما فشلتا في معرفة اي شيء استسلمتا اخيرا واغلقتا الموضوع...و بعدها جدتها سافرت مع خالها الي كندا و انتسى موضوع طلاقها تماما وعمر واصل حياته بدونها ...والان بعد مرور سنوات عادت الجراح القديمه لتفتح ويصب فيها الملح فتقيحت واصابت كل جسدها بالمرض ...شعورها الان كمن يرقص علي حافة الهاويه لكنها مسلوبة الاراده ولا تستطيع التوقف عن الرقص الذي سوف يؤدى بها الي دك عنقها في اعماق الهاويه ... وعماد الذي ظهر من العدم يربكها بشده فهى لا تريد ايلامه برفضا قاطع ولكنها من المحال ان تقبل ان تتخذه زوجا ... كيف ستسلم نفسها لرجل وقلبها مع اخر ...بل كيف من الاساس ستتقبل فكرة ان يلمسها رجل اخر سوى عمر ...انها فقط منحت نفسها لرجل واحد ولن يلمسها سواه ...اما البعثه فهى مجبره علي الرد فورا سواء بالايجاب او بالرفض كى يتسنى لرئيس القسم ترشيح غيرها في حالة رفضها ...الامور خرجت عن السيطره واصبحت جنونيه تماما ...لعنة الفستان الاسود تطاردها والاسوء انها كانت مجبره علي الذهاب الي شقة عمر لاخلائها فعمر يريد ان يسلمها متعلقاتها ويعيد تجديد الشقه بالكامل استعداد لزواجه كما اخبرتها جدتها... حاولت التهرب من ذلك المشوار القاتل لكن جدتها امرتها بغضب ... - بطلي دلع واستنزاف لغيرك ...مين هيروح يخلص شغلك ...انتى معطله الراجل من سنين ...انتى فاكره الناس خدامين عندك جدتها القت مفتاح فضى علي الطاولة امامها بغضب وقالت ...- خلصينا من الموضوع ده في اقرب وقت
فريده التقطت المفتاح بأصابع مرتعشه .. مجرد مفتاح لكنه الان لا يفتح مزلاج بل يفتح باب الذكريات من جديد ...هل ستتحمل الذهاب الي هناك مجددا ...لكنها ليست مخيره ولا تملك الاختيار ...ستذهب سواءا شاءت ام ابت ولكنها ستدعو الله ان يهبها القوه لفعل ذلك ...اجازة محمد قصيره جدا مجرد يومى الاجازه الاسبوعيه مع يوم واحد اجازه تعويضيه هو كل ما استطاع تدبيره وبالطبع سافر مباشرة بعد ان اتم مهمته ...اما احمد فمكتب المحاماة الشهير الذي يعمل فيه الان اوكله في قضيه هامه في الاسكندريه لاول مره يتولي قضيه بالكامل في فرصه ذهبيه له اغتنمها فورا ... لم يتبق سوى رشا لتذهب معها الي شقة عمر ... ولكن سوميه كانت صارمه للغايه وتمنع خروج رشا بمفردها ..عينا رشا العابثتان ترجتا فريده.. رشا ترجتها وهى تبكى ...- ارجوكى يا فريده ...هى مره ..احم احم عمر طالب يقابلنى لوحدى ...حلف علي المصحف انها مره بس ...قالي بالحرف خايف نكرر عمر وفريده تانى ..كل اللي هو طالبه مره واحده يتأكد من مشاعري وبعد كده هيتقدملي رسمى ...خليكى جدعه بقي واوعدك عمري ما هكررها في حياتى ...دى الفرصه الوحيده وهنتقابل في كافيه قريب من شقة عمر يعنى في النهار وفي النور ..هنعد شويه ...قالي كفايه مره اتطلع في عينيكى عشان اعرف في فرصه لينا ولا ...كمان كفايه فشل في جواز القرايب العيله خلاص مش مستحمله طلاق فيها تانى.....
انها في حيرة قاتله ...هل تسمح لرشا بمقابلة عمر خاصتها ...؟ انها مسؤلة عنها ..نعم رشا دلوعه ولكنها تعلم حدودها جيدا ولن تتعدى الحدود ابدا كذلك عمر شاب بسيط ومرح لكنها اخذ درسا قاسي من فشل زواجها بعمر حسمت امرها واحتضنت رشا ...قالت بحنان ...- رشا انا بثق فيكى ومعنديش اي شك في اخلاقك لكن انت مسؤليتى ..هوصلك الكافيه اللي علي الناصيه وهروح الشقه اجمع متعلقاتى الشخصيه بس ...انا عارفه ان عمر مصر اخد كل حاجه لكن لا ده حقه انا استنزفته كتير ...انا هخد بس باقي هدومى لانى عارفه انه اكيد مش طايق يشوفها.. تحاملت لتتحدث بصوت يخلو من الدموع وهى تستطرد ...- بعد كده هو حر يبيع الاثاث القديم ويشتري جديد للعروسه او زى ما يتصرف
رشا شددت من احتضانها لفريده ...انها تشعر بالامتنان الشديد لها ففريده تداوم علي تغطيتهم بحنانها الغامر .. انها افضل شقيقه قد يحظى بها احدهم يوما ...فريده ابعدتها بلطف وامرتها - هتفضلي في الكافيه لحد ما ارجعلك ...ده شرطى الوحيد اوصلك وبعدين ارجع اخدك...رشا قبلت كفها بحنان ...- ده اكتر من احلامى شكرا فريده

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
فريده راقبت رشا وهى تتأنق ...فراشها امتلىء عن اخره بضحاياها من الملابس التى لم تنل اعجابها ...قضت ساعات وهى تختار ما سوف ترتديه وفي النهايه ضربت الارض بغضب مثل الاطفال عندما لم تقتنع بأي من ملابسها ...ليتها تشعر بالصفاء مثلها ...دقة القلب الاولي عند اول لقاء ..اول نظره ..للاسف عمر حاول ان يهبها اكثر من ذلك لكنها كانت كالحائط السد ضيعت فرصتها بالاستمتاع بمشاعر اول قبله او اول لمسه ...والان تتمنى فقط ان يلحظ وجودها...لقد اضاعت مشاعر رائعه في الكبر واضاعت سنوات اكثر في الغباء وهاهى تعض اناملها من الندم ...اوصلت رشا الي عمر المنتظر عند مدخل الكافيه ...وجهت له نظرة تحذيريه تعلم جيدا انه لا يحتاج اليها لكنها مضطره ...منزل عمر لا يبعد اكثر من بضعة امتار لكنها شعرت وكأنها مشت اميال وهى تجر خطاها وتجاهد كى تصل ..كلما اقتربت اكثر كلما شعرت بخفقان رهيب لو كانت تدرك كم كانت سعيده في هذا المكان لما تركته ابدا ...لم يتغير اي شيء ..نفس اناقة ونظافة البنايه .. نفس حارس العقار الذي حياها بإندهاش ...صعدت الي طابقهم برهبه واخرجت مفتاح الشقه من حقيبتها ...يداها المرتعشه فشلت مرات عده في ايجاد ثقب المفتاح قبل ان تنجح في ادخاله اخيرا .. لدهشتها لم يتغير شيء البته في الشقه ...كانت كما تركتها ولكن المكان كان يبدو عليه النظافه الشديده والاهتمام... نظافة المكان تدل علي انه ينظف بصوره دوريه ويلقي الاهتمام اللازم..كانت تري عمر يبتسم في كل ركن .. كيف لم تدرك انها عاشت اكثر من سنتين في الجنه انها الان تري الجنه واضحه بعد ان انقشع الضباب الذي كان يغشي عيونها ويمنعها من الاستمتاع بالحب ...تجولت في الشقه وهى تبكى ..طوال اقامتها هنا لم يبكيها عمرا يوما سوى يوم طلاقهم المرير.. علي هذه الاريكه بالذات امام التلفاز اسمعها عمر احلي عبارات الغزل والهيام ..تناست سبب قدومها الاساسي واخذت تلمس كل شبر من الجدران لتتذكر ملمسها ..في غرفة نومهما السابق عيناها جالت علي الفراش الضخم الذي جمعهمها سابقا .. فتحت الخزانه لتري جميع ملابسها معلقه بنظام في اماكنها ...كل شيء كما تركته تماما بلا ذره واحده من الغبار ...بعد طلاقهما والدتها جمعت حقيبتين بالملابس والباقي ظل كما هو لم يتخلص منه عمر ...حتى زجاجة عطرها المستعمل مازالت تتربع في مكانها علي طاولة الزينه .. شعرت كأن يد عصرت قلبها بقوه عندما وقعت عيناها علي صورة زفافهم الكبيره التى اصر عمر علي وضعها علي الجدار في مواجهة الفراش يومها ارادت ان تختفي ولا تسمح للمصور بتصويرها واليوم تتمنى لو انه اخذ الف صوره يومها ...كان عمر يحيط خصرها بذراعه بحمايه وتملك وعيناه توعدها بالجنه ..مشاعرها غلبتها وشهقات الدموع شعرت معها انها ستوقف قلبها من الحزن اذا استمرت لحظة اطول في تلك الغرفه ...هربت تبحث عن الهواء الذي وكأنه شفط فجأه وتركها مختنقه ... طاولة السفره كانت ابعد مكان استاطعت الوصول اليه قبل انهيارها جالسه علي احد مقاعدها الانيقه...قبل 7 سنوات عمر اصر علي اختيار الافضل وقد اثبت تميزه فعلا فالاثاث كان كأنه خرج من معرضه للتو ...تذكرت عمر اثناء طعاهم عندما كان يغازلها ...في ايام زواجهم الاولي عندما كانت اكثر حريه وكانت تسمح له بالتعبير ...كلماته تردد في اذنيها ... " فريده انا بحبك وهعيش عمري كله احبك ...حبك في دمى " كان يتأملها وهى تأكل ويخبرها ان مجرد النظر اليه يشبعه ...وعندما كانت تدعوه للاكل وان يوقف حملقه فيها وهى تأكل كان يخبرها ان مذاق شفتيها احلي من العسل وضعت رأسها علي زجاج الطاوله البارد واحاطتها بذراعيها وبدأت في البكاء بلا انقطاع ...جسدها اهتز بعنف من قوة شهقاتها المتلاحقه ... انها تدفع الثمن بقسوه ..لماذا يقسي الجميع عليها الان.. الم تقسي هى علي نفسها بالنيابه علي الجميع ....؟ الم يضع أي احد في اعتباره انها كانت تريد اسعاد الجميع علي حساب نفسها حتى عمر نفسه ...؟ العجيب في الامر انهم لم يقسو عليها طوال اربعة سنوات ماضيه وبدؤا فقط في ايلامها منذ خطوبة عمر كأنهم انتبهوا فجأه انها اصبحت مطلقه ... حتى عندما ارادت الهرب بعيدا جدتها اعلنت بصرامه انها لن تسمح لها بالرحيل الا وهى متزوجه وكأنها عار عليهم يرغبون في اخفائه ...ضجة عند باب الشقه جعلتها ترفع رأسها بفزع لتشاهد عمر يقف متصلب وعندما شاهد الدموع في عينيها كان بقربها في لحظات وسألها باهتمام قلق ...- فريده انتى كويسه ... انتى تعبانه ..؟
صدمة رؤيته اوقفت قلبها عن العمل ..وعندما عاد ليعمل من جديد كان يدق بجنون وكأنها اخر مره يعمل فيها .... لكن ماذا يفعل عمر هنا علي أي حال ...؟ هل كان يعلم بوجودها هنا ...؟
فريده هزت رأسها بالنفي ...جففت دموعها بظهر يدها والتزمت الصمت ماذا عساها ستقول لكنها دهشت من اهتمامه ...لاول مره منذ عودته لم يكن يهاجمها بل وايضا لم يكن بارد ولا مبالي ...لاول مره تلحظ اهتمامه القلق سؤاله لم يكن واجب ثقيل او تهكم ...لكنه كان نابع من القلب ... عاد ليقول ...- عملتى التحاليل اللازمه عشان تطمنى علي موضوع الكلي .. يا الله ماذا فعل محمد بالظبط ...؟ اجابته بثبات ...- ما فيش داعى انا كويسه اجابها بعصبيه ...- يعنى ايه ما فيش داعى ...العناد والغباء ليهم حدود ... رفعت عينان باكيتان اليه ...لاول مره تلتقى نظراتهم مباشره من بعد صدمة النظرة الاولي يوم زفاف اسيل ...يومها عندما التقت نظراتهم شعرت كأنه لم يتعرف اليها من الفراغ الذى رمقها به اما الان فنظرته كانت مختلفه.... - ما فيش عناد ابدا لكن انا فعلا صحتى كويسه ومحمد زودها شويه من قلقه
سألها بتحفظ ...- متأكده ...؟ اطرقت برأسها ارضا وقالت ...- ايوه
لهجته تبدلت للوقاحه مجددا وهو يسألها بعجرفه ...- بتعملي ايه هنا ...؟
ياللاحراج ...انه اكتشفها في منزله ولم يكن لديه فكره عن حضورها ..هى فهمت من جدتها انه مقيم في نفس الفندق الذى تقيم فيه نوف وان الشقه فارغه ... وها قد وجدها عمر في شقته لقد امسكها بالجرم المشهود... تلعثمت وهى تجيبه ...- طلبوا منى ...يعنى ماما و...قاطعها بسخريه ... - طلبوا ايه ...؟ اطرقت رأسها ارضا ولم تجيب ... عمر سحب مقعدا للخلف بعيدا عن الطاوله وجلس عليه بتوتر ...انها الصدفه القاتله كلاهما اختار نفس مقعده المفضل كما في السابق ...تخيلت انهم في موعد وانه يدعوها للعشاء كما في الايام الخوالي ...لكنها عادت الي الواقع عندما دققت النظر في الطاولة الخالية امامها ...الجو مشحون بالتوتر والموقف اكبر من احتمالها الان ...هما بمفردهما في مكان مغلق ...في الماضي عمر كان يتحين تلك الفرص ليريها حبه الفياض اما الان فهو يعاملها كغريبة عنه ... كانت اقصى امنياته ان يضمها بين ذراعيه ليتنشق انفاسها والان اقصى امنياتها ان يعاملها فقط بود وينسي كراهيته لها فهى سترضى ان تظل حتى مجرد صديقه او قريبه طالما يعاملها بود لكن لا هى تكذب هى لا تريد ان تكون صديقته انها تريد ان تكون حبيبته كما اعتادت ان تكون ... وجودها في منزله بدون ان تكون زوجته كان قاسيا جدا علي كلاهما حتى انها كانت شبه اكيده ان عمر بدأ في التاثر بشده هو الاخر.. كان مختلف عن جميع المرات السابقه التى تقابلوا فيها من بعد عودته ...كان مرتبك وفقد قناعه الجليدى الذى كان يضعه.. لا اراديا اقترب بمقعده وهى تسمرت في مكانها ...اقترب اكثر حتى بدأت بالشعور بأنفاسه علي وجهها ...دموعها كانت تتلألا علي وجهها مثل حبات اللؤلؤ ولا اراديا ايضا عمر مد يده ومسح تلك الدموع ... فريده تخشبت كانت تخشي الحركه او حتى النفس كى لا تضيع تلك اللحظه الساحره ربما لو تحركت فسيستعيد عمر سيطرته علي نفسه ويتذكر من هى ...
هى كانت تعلم جيدا انه لا يحق له لمسها لكن عقلها الباطن رفض تصديق انها ليست زوجته... السنوات تلاشت وكأنها لم تمر ابدا ... وعمر رفع ذقنها ليتطلع في عيونها بألم ..لاول مره خلال فترة علاقتهم كانت تلاحظ انه يحاول الفهم ...كان يحاول سبر غور فريده الجديده المختلفه ...مشاعرهما معا كانت محمومه فعمر تجرد في هذه اللحظه الخاصه من كل الماضى وعادت عيناه للحنان ..قلبها واصل الخفقان كالمجنون ربما ستزداد الكهرباء فيه لدرجة الموت لكنها لم تكن تهتم طالما ستكون رؤيته وهو يضمها بلهفه اخر ما ستراه عيناها ...لكن فجأه شعرت بالبروده تعود وعمر قفز الي الخلف كأنما لسعته حيه ونظر اليها بقرف وهو يقول...- عادة التميمه بتجلب الحظ لكن انتى تميمتى للحظ السيء ... وبدون اضافة المزيد عمر غادر المنزل وكأن شياطين العالم كلها تطارده .............................................................................................الاحداث التاليه مرت عليها وهى تتحرك مثل الاله ...كانت تقوم بالاشياء المفروضه عليها وهى متخشبه مثل الاله الخالية من المشاعر ..بعد رحيل عمر ظلت علي نفس وضعها متجمده كالتمثال لفتره غير معلومه..فقط اتصال من رشا نبهها الي الوقت ...رشا كانت مندهشه للغايه فبعد تحذيرات فريده القاسيه لها وجدت نفسها تجلس لساعات مع عمر بدون ان تعود فريده لالتقاطها كما امرتها ....فريده جمعت الباقي من اعصابها التى تحطمت ونهضت ...لن تأخذ أي ملابس فعلي عمر ان يحرقها ويتخلص منها ... ربما انتابها الامل للحظات وتمنت ان يكون عمر قد لان من جهتها لكن أي فرصة لها بوجود نوف في الجوار ...؟ انها قد اتخذت قرار السفر ولن تتراجع الان السفر هو ملاذها الامن الذى سوف يحميها ... لقد عاشت لسنوات وهى تحمى نفسها من الالم وعندما ذاب الجليد من حولها اصبحت تشعر بالحب والغيره وايضا الالم ... نعم اصبحت حيه وتشعر بالحياه لكنها تتألم وبشده الم يفوق احتمالها ... شعور الغيره شعور فظيع مدمر يمزق الروح ويسبب الالم الجسدى وليس فقط الالم المعنوي ....قبل ان تغادر ارادت وداع كل شبر من منزل عمر وحفظه في ذاكراتها وعندما وصلت الي غرفه النوم وتخيلت عمر يشارك نوف فيها الغيره نهشت قلبها...ستهرب الي ابعد مكان تستطيع الوصول اليه فربما الوقت ينسيها حبها كما فعل عمر ....
*********
فريده رفعت عيناها الي موظفة البعثات وكررت ببلاهه ... - موافقة الزوج ...؟ الموظفه اومأت برأسها ...- ايوه يا دكتوره مطلوب عشان السفر جواز سفر صالح وموافقه خطيه من الزوج متوثقه في الشهر العقاري و... فريده قاطعتها بإحراج ... - انا مطلقه ..الموظفه مجددا تفهمت تساؤلاتها واحراجها فقالت بتفهم وصبر..- فهمتك يبقي محتاجين موافقة ولي امرك والدك او اخوكى مثلا ...لكن بطاقتك لسه مكتوب فيها انك زوجة عمر فخري نجم يبقي لازم تغيري البطاقه وتكتبي فيها مطلقه ...هتروحى السجل المدنى بقسيمة طلاقك وتطلبي تعديل البيانات ...هذه المره فريده صاحت بفزع ...- قسيمه ايه ؟ انا معنديش قسيمه.. الموظفه سألتها باشفاق .. - انتى لسه متطلقه قريب ...؟ فريده هزت رأسها بالنفي ..- لا مطلقه من اربع سنين هذه المره كان دور الموظفه لتفتح فمها ببلاهه ..- اربع سنين ومعندكيش قسيمه ليه ...؟ فريده صمتت بمراره بماذا ستجيبها ...؟ هى لا تملك أي اجابه لم يخطر في بالها من قبل موضوع القسيمه فلم تحتاج اليها ابدا من قبل ...بالفعل عند الطلاق يقوم الزوج بارسال قسيمة الطلاق لكنها لم تتلقي أي شيء ...هل تلقتها والدتها واخفتها عنها ...؟ عمر لم يرسل لها القسيمه وهذا يتركها قانونيا زوجته ...شرعيا عمر طلقها ولا تحل له لكنها امام القانون زوجته فلا توجد ورقة رسميه تؤكد انها مطلقه...علي الرغم من انها تعلم جيدا انه مجرد تقصير من عمر في استخراج القسيمه ربما بسبب سفره هذا علي افتراض ان والدتها لم تخفيها عنها كى لا تؤلمها عندما تراها لكن مجرد شعورها انها زوجته ولو بالاسم اثار لديها شعور رائع بالنشوه ....زوجة عمر فخري نجم..ليتها زوجته بالفعل لكن تلك اللحظات القليله من الصدمه كانت محفز رائع لهرمون السريتونين .... هرمون السعاده عاد للعمل بعد توقف سنوات تكاد للعشره ...صحيح انها لحظات فقط لكنها كانت رائعه ...
طوال طريق عودتها تمسكت بالامل الضئيل فى ان يكون عمر لم يطلقها رسميا عند المأذون ... في الواقع لن يتغير من الامر شيئا لكنها ارادت الاحتفاظ بشعور انها تنتمى اليه لاطول وقت ...وعندما وصلت اخيرا لم تنتظر حت تدخل بالكامل بل سألت والدتها التى فتحت لها الباب بلهفة قاتله - ماما ...فين قسيمة طلاقي ...؟ سوميه رفعت يداها في علامه تدل علي الحيره ثم عادت لانزالها ..وعندما رفعتها مجددا قالت ...- ما فيش قسيمه
سوميه توقعت انفجار غاضب من فريده او حتى علي الاقل المطالبه بضرورة احضار قسيمه فورا لكن ان تحتضنها والفرح يشتعل في عيونها بصوره لم ترها من قبل جعلها مصدومه كليا ...لاول مره في حياتها تري فريده سعيده ...اما فريده فبعدما ابتعدت عن حضنها قالت ...- خلاص يا ماما متشغليش بالك انا عارفه انا هعمل ايه ...
نعم هى تعلم ..كلمة السر شريفه ..الان فهمت طلب جدتها الغريب والصادم عندما طلبت من عماد ان يخطبها من عمر ...انه كان يخطبها من زوجها ... تلك العجوز الخبيثه لم تكن تتصرف بعشوائيه بل كانت تخطط وتدبر ..في البدايه ظنت انها اخذت جانب عمر وارادت ان تذلها ولكنها في الواقع كانت تحرج عمر وتستفزه كى يتصرف ...كى يخرج عن صمته ...علي الرغم منها ضحكت فكيف كان موقف عمر عندما خطبت منه زوجته ...انها اول عروس يتم خطبتها من زوجها .. لا عجب في ان عمر كان مشدود كوتر رقيق علي وشك التمزق يومها ... اه يا جده لقد تصرفتى كثعلبا عجوز خبيث ...اجبرت عمر علي المواجهه ولكن يتبقي السؤال الاهم ...لماذا لم يطلقها عمر رسميا ...؟
فريده ودعت والدتها وغيرت اتجاهها ...لم تدخل من الباب بل هبطت مجددا في اتجاه منزل جدتها القديم ....

منزل جدتها القديم المكون من غرف عده في منطقه قديمه في وسط البلد اثار لديها الحنين مباشرة فور رؤيته ...ايام طفولتها كانت تقضى الكثير من الوقت في هذا المنزل العتيق ... بعد طلاقها جدتها سافرت للاقامه في كندا مع خالها وبعد عودتها يوم الزفاف في مفاجأة ساره رفضت العوده معه مجددا وقررت البقاء اما خالها فقد حضر الي القاهره في سفره قصيره جدا لمجرد ايصال والدته ومن ثم غادر مجددا لحياته ولاسرته ولزوجته السوريه
وريما قررت الاقامه مع جدتها كى لا تتركها وحيده وبمجرد ان فتحت لها ريما الباب علمت ان فريده مختلفه ...فريده سألتها مباشره بدون حتى ان تحيها ..- تيته فين ...؟ ولم تنتظر الاجابه ...اتجهت مباشرة الي غرفة جدتها ووجدتها تصلي العصر بخشوع تام ...جلست علي فراشها النحاسي تنتظرها حتى تنتهى من صلاتها ...غريبه جدتها العجوز في تماسكها وصلابتها علي الرغم من انها في اواخر السبعينات وربما اتمت عامها الثمانين لكنها كانت بحيويه مدهشه وصحة جيده ...رائحة البخور تعبق المكان لتزيل عنه أي رائحه سيئه وتملاء انفها وصدرها برائحة الاطمئنان ...ما ان انهت الجده صلاتها حتى اشارت لفريده بالانضمام اليها ارضا ...فريده جلست الى جوارها واستلمت كفها بحنان تقبله في حب ..جدتها ربتت بيدها الاخري علي رأسها وبدأت في الدعاء لها ...كم ترتاح فريده الي حضنها الدافىء ... ربما تلومها لانها تركتها ورحلت لكن خالها اصر علي اصطحابها كى تري ابنائه وزوجته والسنوات مرت كأانها ايام فوجدت نفسها تقضى السنة تلو
الاخري هناك لكنها قررت بعزم العوده الي القاهره فلن تدفن سوى في ارض بلدها الحبيب...فريده تجرأت اخيرا وسألتها السؤال الذى ينهش عقلها بلا رحمه ...الحماس الذى انتابها منذ ان علمت عن موضوع القسيمه غادرها الان وعادت الي الاحتمال الواقعى الوحيد ... في لحظات مجنونه تمنت ان يكون عمر لم يطلقها رسميا لكنها الان عادت الي ارض الواقع بمجرد رؤية منزل جدتها الذى ذكرها بيوم طلاقها فهى لم تدخله من يومها ... ذكرها بفعلتها الدنيئه وسبب طلاق عمر لها.. فتناقصت احتمالات تناسي عمر لاستخراج وثيقة رسميه ...سألت جدتها علي استحياء وهى تتمنى ان تسمع ما تريد ...سألتها ... - فين قسيمة طلاقي...؟
فريده تكاد تجزم انها رأت بريق عابث في عيون جدتها التى اجابتها ببساطه - ما فيش قسيمه
فريده اطرقت برأسها واجابتها .... - ايوه عرفت لكن ليه ...؟
الجده اجابتها ...- عشان عمر مطلقكيش رسمى عند المأذون لحد النهارده
يا الله انها الاجابه التى تمنت سماعها ...انها زوجته قانونيا الي الان ... بالطبع لن يشكل ذلك أي فارق في موقف عمر من جهتها لكنها شعرت بالسعاده ولا تدري لماذا ...فهى تسمى زوجته ولو علي الورق ...سألتها بلهفه ...- ليه عمر مطلقنيش رسمى لحد النهارده ..؟ اخر اجابه توقعت سماعها ....ربما توقعت ان تسمع انه لم يجد الوقت او حتى انه نسيها واسقطها من حساباته ولم تعد تشغل باله فلم ينتبه الي استكمال الاجراءات لكن الاجابه التى حصلت عليها كانت صادمه بدرجة مخيفه لم تتحملها وأتتها من من مصدر مختلف ...فالاجابه الصادمه التى حصلت عليها قدمت من مصدر رجولي يتحدث من خلفها بتأن ...التفتت بسرعة مذهله لتجد عمر يقف عند الباب وهو يربع ذراعيه امام صدره ويراقبهم بعيون حاده مثل عيون الصقر ...كان ينتظر بتحدى بعد ان القى قنبلته شديدة الانفجار ...
ترددت كلماته في اذنيها وهو يقول بتحدى ...- مافيش قسيمه لانى رديتك لعصمتى قبل ما العده تخلص بيوم ومصطفي وكريم اصحابي شهود علي كده ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لا تعرف متى بالتحديد انسحبت جدتها وتركتهما بمفردهما لكنها كل ما وعت له جيدا كان تعجبها من انها كيف من لحظات قليله كانت تري غرفة جدتها متسعه للغايه والان تراها ضيقه كجحر جرذ صغير بعدما احتلها عمر بوجوده المفاجىء ...منذ متى وهو هنا ..؟ بالتأكيد من قبلها فهى دخلت كطلقة المدفع ولم تعطى لنفسها فرصة لاستكشاف محيطها قبل دخولها لغرفة جدتها ...معرفتها انها ما زالت زوجته شرعا وقانونا كانت فوق احتمالها وكادت ان تفقد الوعى ...ولكن صمته وعدم بوحه عن ذلك السر الرهيب طيلة اربعة سنوات حفز عقلها ومنعها من فقدان الوعى ...سألته وهى ترتعد ...- ردتنى ؟؟؟ اجابها بجمود ...- ايوه...قبل ما العده تخلص بيوم ...تماسكت وهى تسأله مجددا ...- ليه ... كانت تريد سؤاله عن سبب صمته كل تلك السنوات ... انها الان مرتبكه بشده والامور اصبحت معقده تمام ...انها زوجته ولديه خطيبه محبه ...لماذا الان فقط علمت ...؟هل عاد لتصحيح الامور ...ربما عاد ليطوى صفحة الماضي ويبدأ حياة جديده ... هل تملك الشجاعه والقوه كى تحاول استعادة حبه المفقود ...هل تستطيع جعله يحبها من جديد ... ارادت ان تسأله الكثير لكن حلقها اختنق بالعبرات فلم تستطيع مواصلة الكلام ...وعندها وجدت عمر يقول بإشمئزاز ....

- اوعى تفتكري عشان مطلقتكيش للنهارده انى بحبك او باقي عليكى ... يمكن ده كان حالي من 4 سنين يوم ما قررت اردك ورجعت من الامارات ندمان انى خسرتك ونويت انى اعوضك عن قسوتى عليكى.... لكن لما رجعت وشفت قذارتك بعيونى قررت انى اسيبك معلقه كده ...حتى حريتك خساره فيكى فريده لم تصدق ما كان يقوله ...متى عاد من الامارات ...لقد سافر بعد الطلاق مباشرة ولم يعد ابدا سوى يوم زفاف اسيل ...ارادت ان تسأله لكن كلمته رأيت قذارتك بعيونى ضربتها حتى النخاع...هناك خطب ما ...هذا ليس عمر الذي تعرفه ..انه الان شخص مختلف حقود ممتلىء بالمراره ويتهمها بأبشع التهم ... بشاعة التهم جعلت فمها جاف للغايه ولسانها التصق في مكانه ولم تستطع النطق حتى بحرف واحد ...ارادت ان تفهم ارادت ان تعود فريده القديمه التى تهب لكرامتها لكن الفكره البشعه التى تحتل فكر عمر شكلت حاجز منعها حتى من الدفاع عن نفسها ...ما اهمية تبرئة نفسها من تهمه عمر مقتنع انها تستحق ان توصم بالقذارة بسببها ... فلمن اذن ستبريء لنفسها ..؟ لا يهمها من العالم احدا سواه..حتى وان نالت البراءه ولم يقتنع عمر فما اهمية تلك البراءه .... في الماضى كانت تتعصب وتصدر الاحكام المتسرعه بدون تفكير اما الان فحتى حقها في الدفاع عن نفسها تخلت عنه بكامل ارادتها فما فائده تبرئة نفسها اذا كانت ستخسره في كل الاحوال.. سمعته يستطرد بقرف واضح ... - برودك مقزز ...مش همك حتى انك تدافعى عن نفسك ...انا لما رجعت من الامارات كنت ناوى اعوضك ... ناوى افتح صفحه جديده ..الغلط كان متبادل بينا والشهور اللي قضتها بعيد خلتنى اهدى وافكر كويس ...لكن لما رجعت وشفتك معاه في الكافيه كان ممكن ارتكب جريمه واقتلك ... فعلا فكرت انى اقتلك لكن افتكرت انك بتتصرفي بحريه لانك معتقده انك مطلقه... خلصتى من هم تقيل وبدأتى تشوفي حياتك
صوتها خرج ضعيف لا يشبه حتى صوتها بأي حال ...- مش فاهمه ..انت رجعت امتى وشفتنى فين ...؟
عمر ابتسم بمراره وقال ..- خلاص يا فريده مش مهم ...الماضى انتهى انا علقت الطلاق بس رغبه في اذلالك ...رغبه في التشفي فيكى لما تيجى لعندى تتمنى انى اطلقك واشوفك بتركعى ادامى وبتطلبي حريتك لكن الوقت اثبت انك منحوته من الصخر ...دميه مطاطيه ما فيهاش روح ... حتى حبيبك كنتى بتلعبي بيه وفي النهايه مبتفكريش غير في مصلحتك ...
فريده رددت بانهيار ... - حبيبي ...حبيبي ...؟ عمر انت اتجننت رسمى انت بتقول ايه ...؟ فجأه عمر اصبح امامها ..امسكها من كتفيها وهزها بعنف جعلها تشعر برغبه في القىء ... - حبيبك ..اللي انتى كنتى بتحبيه من قبل الجواز ولا ده كمان نسيتيه ومكنش مناسب لفخامتك ... كل ما استاطعت قوله ...- انت اكيد بتخرف او شارب حاجه حبيب ايه ...؟ - حبيبك الدكتور اللي انت بتحبيه من قبل الجواز وشفتك بعينى قاعده معاه في كافيه وانتى لسه في عدتك ...قالت بعدم تصديق ...- عمر انت غلطان من شدة غضبه عمر دفعها بعنف حتى ارتطمت ساقاها بالفراش خلفها فهوت جالسه عليه من الالم ....قال بقرف ...- كذابه ..حقيره لكن خلاص معدش يهمنى حتى انى اعاقبك ...انتي بتدوري علي القسيمه وهتاخدى واحده....فريده انتى ...فريده صرخت ومنعته من اكمال ما كان سيقوله... - كفايه.. كفايه حرام عليك ..انا مش فاهمه أي حاجه ...انا معترفه انى غلطت في حقك كتير وهعيش علي امل انك تسامحنى في يوم من الايام لكن انت بتتهمنى بحاجات فظيعه ...
عمر كرر باستنكار ...- اسامحك ... اسامحك ؟؟؟ لا يا فريده اسف مقدرش اسامحك ..عارفه ليه ...؟ فريده هزت رأسها النفي ودموعها تتطاير مع كل هزه ...- ليه ...؟ اجابها بصوت يقطر بالمراره ... - عشان كنت بحبك يا فريده بطريقه ما تتوصفش ..علي نفس مقدار حبي ليكى كان كرهى ليكى يا فريده ...احسبيها انتى بقي وهتعرفي...
فريده بكت بصمت ...انها السبب في تحول عمر من محب حنون لاكبر عدو ملىء بالمراره ...عمر نظر اليها بسخريه وقال ...- زمان كانت الدموع غاليه عندك اوى لكن ملاحظ انك الايام دى بتستخدميها بوفره ... يمكن دموع التماسيح ...؟ اجابته باكيه ...- يمكن دموع الندم...
عمر تنهد بحسره وقال ...- ندم ...؟ هى اللي زيك عندها مشاعر عشان تعرف الندم ...يا الله عمر لن يستمع اليها ابدا انها لا تجنى سوى اذلال نفسها ...نصيحة اسيل كانت سيئه هى خسرته مند زمن والكلام لن يفيدها بشىء ... اكتفت من خفض رأسها ارضا ...انها لديها كبريائها ويكفي انها حاولت لكن القدر له تدابيره الخاصه ...قالت ...- انا حقيقي مش فاهمه انت بتقول ايه ...حاولت افهم وفشلت ..انا كنت غبيه زمان وانت دلوقتى اغبي منى ... قافل عقلك وقلبك ومبتسمعش غير صوتك بس ...ارجع الامارات عيش حياتك واتجوز وانسانى زى ما عملت لسنين ...
هى استسلمت الان قررت الانسحاب من حياته ...ستطلب الطلاق رسميا الان وستسافر لأبعد مكان حيث لن يتعرف عليها احد ...ربما هناك ستجمع الباقي من كرامتها وتعيش بسلام ...فريده تجاوزته في طريقها للخروج من الغرفه ...من منزل جدتها ..من كل عالمها القديم ...لكنها ما ان مرت بجواره حتى جذبها من ذراعها بعنف اوقف تقدمها ... ادارها لتواجهه ثم القي بها علي الفراش بحركه حطمت كل عظامها ... قال بغضب ... - عاوزه تتطلقي عشان تتجوزى عماد ؟ اجابته بألم ...- وانت دخلك ايه ...؟ انا حره في حياتى هددها بعنف ...- لا يا فريده مش هطلقك وهتجوز نوف وهعيش حياتى وانتى هتفضلي معلقه كده للابد ... عاوزه تطلقي عشان تتجوزى العريس المحترم...؟ شايفاه مناسب ....؟
انه يظلمها مجددا ...- الرجاله عندك وسيله عشان تنفذى احلامك مش كده؟ لكن لا انا بقي هوقفك عند حدك...انتى محتاجه تتربي من اول وجديد وانا هربيكى يا حلوه ...استعدى هتسافري معايا الامارات في اقرب وقت ...
........................................................................................
لسنوات وهى تهين كرامة عمر وهو تحمل لانه كان يحبها اما هو فكلمة واحده منه اهانتها في الصميم وعوضت كل ما فعلته له ...ان تعيش كزوجه اولي منبوذه وتراه يحب ويتزوج امامها ....هذا كان قراره القاسي وللاسف لم يتجرأ احدا من الاسره علي الاعتراض ..من سيعترض ...؟ محمد الذى يتمتع بوظيفة هامه وفرها له عمر ام احمد الذى كلية عمر هى التى تهبه الحياه وبالتأكيد ليس والدتها فهى قبلت تضحيتها منذ زمن وبالتأكيد ايضا فاتورة كرم عمر كبيره جدا وسيعيشون عمرهم في تسديدها .... وجدتها كانت صارمه وتنفيذ امر عمر بالنسبة اليها لم يكن يحتمل النقاش...قالت بصرامه ...- اسمعى كلام جوزك ...كان المفروض يكسر راسك من زمان
المثير للسخريه انهم لسنوات اعتمدوا السلبيه وتركوها تتصرف بعند وغباء والان قرر الجميع معاقبتها وانصاف عمر ...لماذا الان يا تري ...؟ الجميع دفن رأسه في الرمال كالنعامه ...ربما جدتها علمت انه تطاول عليها في غرفتها ولم تعترض ...تصرف باستبداد ذكوري وامرها بالسفر وعليها الاذعان...
والاسوء كان حبسه لها في الغرفه التى اعتادت الاقامه فيها في منزل جدتها فبعد اعلانه انها سترافقه الي دبي جرها كالذبيحه من غرفة جدتها الي تلك الغرفه التى اعتادت الاقامه فيها واغلق الباب بالمفتاح عليها من الخارج
حبسها في الغرفه طوال ايام عدة كان يسمح لها بالخروج فقط لاستعمال الحمام ..حتى الطعام كان يدخله لها بنفسه ويراقبها حتى تنتهى ثم يغادر هو الي حيث يريد ...كانت تستمع اليه يتحدث الي نوف برقه عبر الباب المغلق
انتقام عمر فاق الحد فهو لم يكتفي بأن يحب من جديد ويتركها لحال سبيلها بل ارادها ان تتلظى في نار الغيره والقهر...لاول مره تشعر بشعور المرأه المغلوبه علي امرها ... مجتمع ذكوري يقدس الرجال ..لو كانت فعلا مجبره علي العوده اليه لكانت ماتت قهرا لكنها اذعنت برغبتها او بالاصح كانت تتمنى حدوث ذلك ...
قررت خوض التحدى كاملا فربما عمر يستطيع ان يحبها مجددا هو احبها مره وبقوه اذن فربما يعشقها مرة اخري ...لكن هل ستصمد فعلا وتقبل ان تكون زوجة ثانيه اذا ما اصر علي زواجه من نوف ...؟
*****************
تطلعت من حولها الي صخب الحياة في دبي ...مدينة الاحتفالات ...لمرات ومرات عمر اصر علي اصطحابها في سفرياته العديده ...حاول ان يجعلها تنخرط في حياته ...حاول ان يدللها ويرفه عنها بالسفر والتجول.. لكنها دأبت علي الرفض والان هاهى تصحبه برغبتها ولكن غرضه الان اذلالها...كم تتغير النفوس ..لو يعلم الانسان لاقتنص كل الفرص التى تقدمها له الحياه...
عندما وصلا الي المطار قبل اقلاع الطائره فريده سألته بخوف ...- نوف عارفه انى لسه مراتك وهرجع معاك دبي ...؟ اجابها بجفاف ...- ايوه عارفه ولمعلوماتك في ثقافتهم عادى عندهم الجواز التانى ...
هى نفسها كانت زوجه تانيه ووالدها عنده اكتر من زوجه ...لكن في حالتنا الامر مختلف ... نوف هتكون زوجتى الوحيده ...انت معايا لحد ما اقرر هعمل فيكى ايه..
انها مضطره للتحمل والصبر علي امل ان تثبت له انها تغيرت...وانها تستطيع ان تكون زوجه وحبيبه حقيقيه ...نعم ستصبر حتى يأتى الفرج ويلين عمر امام اخلاصها ...في وسط دوامة المشاعر والمفاجأت تناست تماما امر حبيبها المزعوم وعودة عمر من دبي بعد طلاقهم ...هناك امر ما تجهله ولكن مناقشة مثل هذا الامر في المطار امام العامه ضربا من الجنون فعمر تغير كثيرا ونوبات غضبه اصبحت مخيفه ...لاول مره تشعر بالخوف منه ولكن علي الرغم من ذلك ما تزال تتمنى قربه ...لقد كرهت ما ظنته في السابق ضعف والان تحب حتى عنفه...عصرت دماغها في محاولة للتذكر لكنها فشلت ان تتذكر فأربع سنوات اطول من ان تتذكر كل التفاصيل فيهم
لاول مره تسافر بالطائره والشعور بالارتباك كان يسيطر عليها وعمر لاحظ حيرتها وهى لاحظت الصراع الدائر بداخله قبل ان ينحنى عليها ويساعدها في ربط حزام مقعدها في الطائره ...الدرجه الاولي فخمه بدرجه مبالغ فيها والمضيفات بالاجماع حملقن في عمر بطريقه مفضوحه ... لقد اصبح يتأنق باستمرار ...كلما تراه كان يذكرها بعارضى الازياء...كيف كان يراها جميله وهى عاديه جدا ...؟ وعندما بدأت الطائره في الاقلاع هوى قلبها بين قدميها بعنف فأغلقت عينيها ويداها بحثت عن عمر الذى استلمهم بطريقه لا اراديه ....اكملت اغلاق عينيها ويداها بدأت في الارتعاش بين يديه ...لقد تذكرت كيف هو الاحساس بملمس يديه والرعشه امتدت لكامل جسدها ....
وايضا كأنما هو تذكر فاكتفي باحتواء يديها الرقيقتين وغرق في الصمت طوال الرحله.. فالكلام كان يدنس حرمة لحظة التقارب التى كانت مثل احساس الظمآن الذى يرتوى بالماء البارد بعد ايام من الحرمان...
سياره بسائق كانت في انتظارهم في المطارتسألت مع نفسها بغيره ...هل هى لنوف ..؟ هى كانت تعلم انها سبقتهم في العودة لبلدها ..ربما لتحضر نفسها للزفاف ... كادت ان تصرخ من الغيره لكنها اكتفت بعض شفتها السفلي بقوة ادمتها ... نوف لها كل الحريه في الحركه والحب اما هى فتعامل باحتقار... عمر لم يعطيها الفرصه حتى لحزم حقائبها ورشا قامت بتلك المهمه عنها عندما ظلت حبيسة الغرفه كانت تتلقي الزيارات من رشا ومن والدتها ... كانت تري نظرات الاشفاق في عيونهم ولكنهما التزمتا الصمت امام نظرات عمر الجليديه ...
شقة عمر في دبي كانت لطيفه ومميزه ...تقع في طابق مرتفع جدا في احدى بنايات دبي الشهيره والتى تطل علي الخليج...مجرد النظر عبر الجدار الزجاجى الذى يشغل جدار كامل يسبب لها الدوار...
في تلك الابراج الشهيره الشقق تكون بنظام الفندقه حيث يوجد استقبال بالاسفل وتوفر خدمة الغرف والافطار اليومى ...كم تغير عمر وتغيرت احواله ...ربما يستمد قوته وغروره الان من امواله ...في الماضى انفق اخر قرش يملكه عليها والان يستخدم امواله لحرق قلبها
وقفت تراقب اليخوت العديده في مرفأ اليخوت عبر الجدار ...ترف لم تكن تحلم بوجوده هل لاموال نوف علاقه بهذا الترف ...؟ الغيره نهشت قلبها... هل يقيم عمر في شقة نوف ...؟ الخادمه الفلبينيه حملت حقيبتها الي غرفه نومها وتسألت فريده بخوف عما اذا كانت ستشارك عمر فراشه ام لا ...؟ لكن الاجابه اتتها فورا عندما عادت الخادمه وحملت حقيبة عمر لغرفة اخري بجوار غرفتها ...ماذا سيكون موقفها اذا طلب منها عمر ان تشاركه فراشه من جديد ...؟
عندما عادت الخادمه لترتب اغراضها فريده شهقت من الصدمه وكادت ان تبكى من الاحراج فالحقيبه ملئت عن اخرها بملابس داخليه من الدانتيل وبعض الاغراض الاخري التى نقلت من شقة الزوجيه ايام طلاقها ولم يكن في الحقيبه سوى بعض ملابس الخروج القليله اما الباقي فكان ملابس لا تصلح للارتداء ...رشا الغبيه ظنت انها تخدمها بحزم مثل تلك الحقيبه .. كيف ستتدبر امرها بدون ملابس...جلست علي مقعد طاولة الزينه تبكى حظها العاثر واحراجها بلغ عنان السماء مع كل قطعه تضعها الخادمه في مكانها ...فكرة انها متزوجه بعد سنوات من العزوبيه كانت صادمه...بعد خروج الخادمه فكت حجابها مشطت شعرها باعتناء ...خلعت الجاكيت الذى كانت ترديه فوق فستانها الصيفي قصير الاكمام ...هذا افضل ما استاطعت الوصول اليه فقد تشعر ببعض الحريه دون ان تكون مبتذله وجلست علي طرف الفراش تستعيد الاحداث من بعد الطلاق ...
في البدايه كانت حزينه جدا وصدمها سفر عمر وحزنت لانه لم يحاول اصلاح الامور ..نعم هى كانت مخطئه لكنها انتظرته يعود ليراضيها كما كان يفعل دائما ...وعندما شارفت شهور العده علي الانتهاء فقدت الامل في عودته وبدأت في مراجعة امورها ...نفسيتها كانت في الحضيض ولولا دعم فاطمه لها في تلك الايام لكانت انهارت ...فهى الوحيده التى لم تعاتبها او تؤنبها علي الطلاق فحتى علي الرغم من صمت عمر فقد افترض الجميع ان فريده هى السبب... ايامها اعتكفت في المنزل لشهور ولم تخرج سوى ...فجأه فريده قفزت من الفراش بحده عندما اكتشفت امر جعلها تشهق بغضب في نفس اللحظه دخل عمر الي غرفتها فاصطدمت به بقوه وكادت ان تقع ارضا لولا انه تمسك بها جيدا وضمها اليه...نعمة وجودها بقربه انستها اكتشافها الرهيب ....وعمر تمسك بها جيدا ولدقائق ظل يحتويها ... كان يتنشق عبير شعرها...وهى استكانت بين ذراعيه...
كانت تشعر بحربه الداخليه ...كان يريدها لكنه يحتقرها ...لو استمرت في الضغط عليه فربما يستسلم لمشاعره كليا وينسي الماضى .... كيف كانت غبيه من قبل ولم تقدر ما كان يهبها اياه ...فجأه عمر استعاد سيطرته علي نفسه ...ابعدها قليلا وبدون ان يتركها نظر في عيونها وقال بسخريه ... - من الواضح ان فلوسي ومكانتى الجديده عملوا شغل جامد ...جبل الجليد بقي فيه حراره وتجاوب ...طول عمرك بتيجى بالفلوس لكن تصدقى احلويتى عن زمان ...انوثتك ظهرت ...زمان اخدت مراهقه نحيله جسمها زى جسم الصبيان لكن دلوقتى بقيتى صاروخ ...يلا ابسطينى في السرير وانا ادفعلك المبلغ اللي انتى تطلبيه ..فريده نظرت اليه بعدم تصديق...فكرته عنها اصبحت في الحضيض ...لا اراديا رفعت كفها لتصفعه ...لكنه اوقف كفها الممدوده في الهواء بقسوه كادت ان تكسر معصمها ...حذرها بعنف ... - حاولي تكرريها تانى وانا هخلي وشك شوارع ... شدد من اعتصاره لمعصمها وهو يقول ...- قلتلك قبل كده انك متلزمنيش كزوجه لكن مش هسيبك غير لما اربيكى ...فاهمانى يا فريده ...؟
انا خارج اتعشي مع نوف اياك تخرجى من البيت او تكلمى حد ...
وعندما تركها اصابعه تركت كدمات حمراء علي جلدها الرقيق ...لكنه لم يهتم بل خرج مجددا وصفق الباب خلفه بغضب ....
............................................................................................
كلما ظنت انها اقتربت من عمر يعود لمد جسور الحقد من جديد ...الدموع اصبحت لا تكفي لتعبر عن ما تشعر به من الم ..ان كان يوجد ما هو اشد من الدموع لكانت اعتمدته ...الالم مثل سكين غرز بقسوه في قلبها وهى واعيه ومدركه لمدى المه ولكن لا تستطيع انتزاعه ...في الماضى طلبت من عمر الاموال وكليته لتتزوجه ثم اهانته وحقرت منه والان جاء دوره كى يعيد لها الصاع صاعين وبكل تشفي ..انه يتلذذ باذلالها ...ربما يكون معه حق في كرهها لكنه يهينها بقسوه ادمت قلبها وبالتأكيد ليس لديه حق لفعل ذلك ...هو يعتقدها رخيصه تبيع جسدها لمن يستطيع الدفع لكنها ستعلمه درسا لن ينساه الي الابد ... ان كان قد قرر ان يتم زواجه من نوف كما اعلن سابقا فليفعل ... لكنها وفي خلال فترة اقامتها معه هى من ستفقده صوابه ..هى تعلم جيدا انه ربما يحتقرها لكنه مازال يريدها لكنه يكابر ... ستستغل فرصة وجودها معه وستجعل رأسه يدور من العذاب بتمنيها لكنها تعلم جيدا انه لن يقترب منها فهو حرمها علي نفسه لسنوات ....
نامت من شده الحزن ودموعها الجافه ترسم خطا علي وجنتها لكنها علي الاقل لن تستلم لذل عمر بعد الان.....
وغدا يوما جديد سيحمل معه الكثير من الالم لكلاهما .......
*******
استيقظت علي صوت الخادمه يدعوها للافطار ...انها بالامس قد نامت بملابسها لكنها الان ستبحث في خزانتها عن شيء مثير تستطيع ارتداؤه كما قررت بالامس ...عندما فتحت الخزانه ترددت للحظات وغادرتها الشجاعه لكن كلمات عمر لها بالامس ظلت تتردد في اذنيها حتى في اثناء نومها ..
شجعت نفسها وقالت ...- يستاهل اللي يجراله البادى اظلم
اختارت تنوره واسعه وقصيره بالكاد تصل الي ركبتيها وبلوزه شفافه بحمالات رفيعه جدا ...مشطت شعرها وتعمدت الا تضع زينه علي وجهها فعندما يواجهها عمر ستتصنع البراءه وتقول ...- ده اللي لقيته في الدولاب انت ناسي انك كنت حابسنى ورشا اللي وضبت الشنطه ....وبالفعل عندما نظر اليها عمر بغيظ فور رؤيتها علي مائده الافطار وقال ..- ايه الهباب اللي انتى لابساه ده ...؟ اجابته بالاجابه المعدة مسبقا ...وعمر كظم غيظه وسألها مجددا ..- كل الشنطه كده ....؟ اجابته وهى تتظاهر بالاحراج ... - وافظع من كده ...انا دورت علي اكتر حاجه محترمه ولبستها ...عمر عاد للنظر في صحنه وقال بلامبالاه ...- ماشي لكن يكون في علمك من هنا ورايح انتى اللي هتعملي شغل البيت ...انا همشي الخادمه ..ازاي اسمحلها تشوفك كده ... انا عندى شغل دلوقتى وهرجع الساعه 3 الاقي الغدا جاهز
وضعت احدى ساقيها فوق الاخري فانحسرت التنوره لأعلي وسألته ... - حابب تتغدى حاجه معينه ..انا اتعلمت الطبيخ ...اطلب ومتخافش
عمر نظر اليها بغضب وقال ...- لا اعملي أي سم هاري وخلاص....ثم القي شوكته في صحنه وغادر دون ان ينهى افطاره.......
الحرب بدأت الله وحده يعلم انها ابدا لم تكن تريد الحرب لكن عمر يضطرها ان كانت دفاعاته منيعه فستنتظر لتري الي درجه ستكون ...انها تدرك جيدا انها تلعب بالنار وستحترق بها بالتأكيد لكن ان كانت هناك فرصه ولو ضيئله فستتمسك بها ...
انها الي الان لا تعلم أي شىء عن اعمال الجديده او من اين يأتى بأمواله ... لكنها تدرك انه اصبح اغنى واقوى وبالتأكيد اكثر قسوه ...بسفرها معه ضحت بكل شيء حتى مستقبلها العلمى فهى لم تقبل البعثه او حتى ترفضها رسميا ولم تنتظر وظيفة المدرس المساعد فقط رحلت بدون تقديم أي عذر لكنها ليست نادمه بالمره فالدقائق التى كانت تقضيها في حضنه تساوى اكثر من ذلك بكثير ...
هل كان يكذب عندما اخبرها في السابق ان حبها في دمه ولا سبيل للخلاص منه سوى الموت ...؟ ام ان فعلتها كانت اكبر من حبه اليها ...هل الحب مرتبط بتصرف الطرف الاخر ام الحب هو الحب فقط ...؟
لا يمكن لشخص احبها لمدة عشرون عاما ان ينسي حبها بالتأكيد مازال يحمل القليل اليها او هكذا تتمنى هى لكنه يبدو سعيد ومستقر في حياته
انبت نفسها لانانيتها فهى بالتاكيد لم تكن تتمنى ان يقتل نفسه لاجلها ولكنه احبها بصفاتها السيئه بل وعشقها علي الرغم من ذلك وكرهها ضعيفه ومستسلمه الان ...لكى يحبها مجددا ستكون فقط مختلفه ...روادها القليل من الشعور بالذنب بسبب نوف فهى كانت لطيفه للغايه ولكن عمر علي المحك وان كانت نوف اسرته بجمالها وبرقتها اذن هى ستملكه بالسلاح الوحيد الذى لديها الي الان وهو شعورها انه مازال يرغبها ويشتهيها ...ربما تكون حربا غير متكافئه وربما غير مشروعه في عرف الحروب التقليديه لكن عندما تكون خسارة عمر هى البديل فلتذهب كل المبادىء الي الجحيم ...
اسيل نصحتها بالمحاوله وهى فهمت نصيحتها بالخطأ ربما اسيل بالفعل كانت تقصد ان تطلب المسامحه من عمر وتظهر له انها تغيرت وتواصل علي الاعتذار لكن هذا لم يفلح مع عمر بل استفزه بزياده ... الفكره اختمرت في رأسها لقد وهبها الله ذكاء لكنها لم تستخدمه ابدا من قبل لكن الان ستحاول استخدامه والبدايه ستكون باعداد وجبة طعام مميزه ....
اجتهدت لساعات في التحضير ...المطبخ مرتب بعنايه شديده والاوانى تلمع عصرت ذهنها لتتذكر الاكله المفضلة لديه وابتسمت بارتياح عندما اطمئنت ان مكوناتها متاحه ... هو كان يحب المكرونه بالبشاميل والاستيك بدأت العمل بهمه وعندما انتهت الساعه كانت قد قاربت علي الثانية والنصف ... اتجهت الي حجرتها لتبديل ملابسها وحان وقت اختيار ما سترتديه ..هذه المره اختارت فستان احمر قصير للغايه وعاري الكتفين كان قد احضره لها مره من الخارج في احدى سفرياته ولم ترتديه ابدا وعندما طلب منها ارتداؤه اخبرته انه مبتذل ويشبه ما ترتديه الساقطات والان سترتديه وستتصنع البراءه مجددا عندما يتسأل ...
اعدت طاولة الطعام وجهزت الكاسات والماء البارد وجلست تنتظر ...في الثالثة والربع سمعت صوت الباب يفتح ...تخشبت في مكانها وانتظرته
لمحها فور دخوله ونظر الي ما ترتديه بامتعاض ...وضع حقيبة الاوراق التى كان يحملها ولم يتحدث ...قالت بصوت هامس ..- الغدا جاهز عمر اتجه الي طاولة الطعام وهى قامت باعداد طبق له ...فجأه عمر نهض والقي شوكته في صحنه بوقاحه وقال ...- مش هاكل اكلت بره ....
تحاملت علي نفسها لتقول ...- ده انا عملت البشاميل اللي انت بتحبه
نظر اليها بسخريه وهو يقول ...- ده كان زمان ...تقريبا أي حاجه كنت بحبها زمان خلاص كرهتها
سألته بألم ...- حتى انا ...؟
صمت للحظات وهو يقول ...- خصوصا انتى....
الان انتهى الكلام وانتهت المحاولات ...عمر اغلق باب الامل نهائيا ... نظرت اليه لتشبع من ملامحه ...في فراقهم السابق لم يكن لديها وقت لذلك لكن الان حرصت علي حفر ملامحه في ذاكرتها.... نهضت دون ان تحاول كتم دموع الالم فحتى وان حاولت فلن تستطيع كتمها فالالم اكبر من قدرتها علي الاحتمال ...اليوم تأكدت من انها النهايه ...القت بنفسها علي فراشها ودفنت رأسها في الوسائد لتبكى كما لم تبكى من قبل ... لكنها فوجئت بعمر وهو يجلس الي جوارها ويزيح الوسائد بعيدا ... ادارت وجهها للجهة الاخري بعيدا عن نظراته فهى لن تتحمل نظرات التشفي الان لكنه رفض ترك الحريه لرأسها وثبت رأسها امامه ...سألها بنبره عجزت عن فهمها - بتعيطى ليه ...؟ اغمضت عيناها ولم تقوى علي الرد ... شعرت به يقترب اكثر ويمسح دموعها بيديه...اقترب لدرجة ان انفاسه السريعه كانت تحرك خصلات شعرها ...ثم شعرت بوجهه يقترب ليهمس في اذنها بصوت هامس ارسل قشعريره في كل جسدها ... - تميمة الحظ السىء
ارادت ان ان تنهض وتختفي لتترك له الفرصه للخلاص من حظه السىء لكنه الان ينظر اليها بطريقه مختلفه فهمتها علي الفور ...ارادت ان تنسحب الان كما خططت من قبل وتتركه يتعذب في الرغبه لكنها لم تستطع الحركه
ونست جميع خططها ...
انتظرته بلهفه وهو يضمها بقوه ثم يسب ويلعن ويقول بغضب ...- حبك لعنه ...ثم شدد من ضمها اليه وهو يتقرب اليها ويعيدها الي فراش الزوجيه مجددا..
كانت مازالت مغمضة العينين ...عمر كانت مشاعره جامحه لم يتقرب منها هكذا من قبل ..حتى عندما استخدم العنف يوم طلاقهم.. اما اليوم فلم تستطع ان تجد الوصف المناسب ...اكتفت باغلاق عينيها وتمسكت بالامل لكنها فتحتها بفزع عندما سمعته يقول ...- ده مش معناه انى لسه بحبك ...دى كانت رغبه ...احتياجات طبيعيه وانتى كنتى موجوده بالصدفه...واكيد انتى بنفسك لاحظتى الفرق بين النهارده وبين علاقتنا لما كنت بحبك ...
ثم نهض فجأه وغادر غرفتها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
انه بحاجه الي التحدث الي احد ما والا سيجن تماما ...فريده تخرجه عن صوابه وتظهر اسوء ما فيه ..انه مدركا جيدا لمدى قسوته عليها لكنه لا يستطيع النسيان او مسامحتها فعلي قدر حبه كان مقدار جرحه الذي اصابه في مقتل ...اليوم لم يكن لديه الحق في فعل ما فعله فهو ترك شهوته تسيطر عليه...كان يريدها بجنون افقده عقله ثم جعلها تدفع ثمن شهوته هو ...

كيف كان غبي هكذا اليوم ...؟ الم يدفع الكثير في الماضي بسبب رغبته الملتهبة فيها لن ينسي ابدا رؤيتها وهى تحتفل بطلاقها علي الملاء ... فريده حبيبة روحه ومتعته في الحياه اقامت حفل كبير تحتفل فيه بخلاصها منه هو كان يعيش جسد بلا روح ...منذ فراقهم وهو يبكى وهى كانت تحتفل وتقيم الحفلات ...نعم بكى لاول مره في حياته... هى الوحيده التى استاطعت ان تبكى كلا من عيناه وقلبه كان يتخيلها وهى مستكينه بين ذراعيه او تبتسم له ويكاد يجن كليا وعندما تأكد انه لا يستطيع الحياة بدونها قرر العوده من دبي ...كان يطير من السعاده لانه اكتشف ان حب فريده حتى اقوى من الحياه ...اول مكان تبادر الي ذهنه كان يونيك ..مقهاه الذي قرر بيع نصيبه فيه لصديقه الحميم كريم ...هو ومصطفي وكريم لم يفترقوا ابدا وبدؤا جميعا من الصفر وكما ساعد هو مصطفي علي بناء مستقبله فمصطفي ايضا يقوم بواجبه ويمنح كريم الفرصه ...هو لن يتراجع عن بيع يونيك بعدما اعطى الفرصه لكريم لكنه ما ان خرج من المطار حتى تأكد من انه لن يستطيع دخول شقتهم بدون فريده وكان يونيك اقرب مكان الي عش حبهم ...سينتظر فيه ويشهد كريم ومصطفي علي انه اعاد فريده لعصمته وسيجلسون يحتفلون في انتظار قدومها الي شقتهم ليعوض شهور الفراق بالحب ...اتصل بصديقيه وامرهما بلقائه فورا ..وفور رؤيتهما هتف والسعادة تجعله يقفز فرحا ...- انا رديت فريده ...وهعوضها عن كل الالم اللي سببته ليها ...انا بحبها جدا عقبالكم يا شباب تحبوا حب حقيقي زى حبي ليها...
ابتعد بلهفه لركن قصى والتقط هاتفه ....افتقد حتى رنين هاتف فريده ...افتقد اسمها علي شاشة جواله...لايام حاول الاتصال بها ثم يعود ويتراجع ... عندما يتصافون سيسألها عن سبب جملتها التى حقرت منه ويعاتبها ... لقد شعر بألم لايوصف مع كلمة .." اخلف من واحد زيه.." لكنه المها بقسوه هو الاخر.. لم يكن يعتقد انه يستطيع صفعها بمثل تلك القسوه ... لقد استخدم قوة مفرطة مع فريده الحساسه الرقيقه ...كم هو نادم الان ...لم يكن يظن انه سيكون من الرجال التى تضرب زوجاتها وخصوصا حبيبته فريده سيقبل وجنتها تلك التى صفعها كل يوم في حياته لاخر يوم في عمره عساها تغفر له قسوته عليها ...لقد كان قاسي جدا يومها واستعمل العنف معها عدة مرات ...هو لم يسامح نفسه بعد علي اغتصابها بقسوه ذلك اليوم فكيف ستسامحه هى ؟ ربما معها حق في سبه فهو يستحق فعندما يتعامل معها كالخنزير فلابد وان تعترض ...اخيرا انتهى الرنين الذي كاد يوقف قلبه فعندما تأخرت في الرد ظن انها لن تجيبه ...بادرها بلهفه ...- حبيبتى وحشتينى سامحينى ...انا اسف ... مستعد اركع وابوس رجليكى بس تسامحينى يا حبيبتى ... احراجه بلغ عنان السماء حينما سمع صوت غريب يتحدث اليه من الطرف الاخر ...تلك لم تكن فريده ابدا ... لكن لا يهم ..المهم اين هى فريده ؟ ..الصوت اخبره ...- اهلا عمر انا فاطمه صاحبة فريده هى دخلت امتحان عملي الباطنه صور اشعه ورسم وقلب وكده وسابت شنطتها معايا عمر اجابها بإحراج ...- طيب انا اسف ..هكلمها لما تخلص ... فاطمه اوقفته ...- تكلمها ...معقول ..؟ حرام عليك دى ما صدقت خلصت منك ...هى صحيح صاحبتى لكن انت صعبان عليه ونصحتها كتير ...انت عارف كويس هى اتجوزتك ليه... لو كان شادى وافق علي شروطها كانت اتجوزته ....
عمر صاح بصدمه ...- شادى ؟؟؟
فاطمه اجابته ...- ايوه شادى زميلنا كانوا بيحبوا بعض وهى سابته عشان تتجوزك ..سوري يعنى في اللفظ محدش عبيط زيك ووافق يديها كليته
عمر سألها وهو مصدوم ...شعر بروحه تنسحب بعيدا ....- هى طلبت من حد تانى كليته ورفض
فاطمه اجابته علي عجل ...- شوف يا عمر انا لازم اقفل ..انا حذرتك وانت حر.. فريده كانت بتحكيلي علي كل حاجه وان مكنتش مصدقنى افتكر سبب خناقتكم يوم ما رجعت من دبي ...هى قالتلي انها مبطقش لمستك ليها وتتمنى تخلص من العذاب علي العموم لو مش مصدقنى تعالي بكره وشوف بعنيك وهى عامله حفله لطلاقها وعازمه الشله كلها
هو نفسه لا يدري كيف مرت عليه تلك الليلة السوداء ...لو الموت راحه لكان انتحر ببساطه ...التفاصيل التى تخبره فاطمه اياها قاتله لرجولته ولكرامته ..لسنوات يعاشر زوجة لا تحبه وقلبها مع اخر ... نعم في معظم الاحيان كان ترفض منحه نفسها لكنه كان يعطيها العذر ويتحمل بصبر في سبيل تلك المرات القليله التى كانت تحرر فيها وتقابل لهفته بلهفه...هل كانت ممثلة جيده الي تلك الدرجه...؟
في اليوم التالي حسم امره وذهب الي المقهى حيث الاحتفال...راقب من بعيد فريده وهى تجلس بمفردها علي طاوله مع شخص غريب لم يتعرف عليه وكانت تبتسم ...اراد وقتها قتلها بيديه ...الغيره قتلته ومزقت روحه ..حبيبته تعطى لاخر ما هو من حقه ..تلك الخائنه القذره لكنه تذكر انها تعتقد انها مطلقه وتحتفل بالحريه ...نظرات التشفي التى شاهدها في عيون فاطمه وهى تراقبه من بعيد قتلته مرة اخري ...الجميع يحتفلون بحرية فريده فعلي طاولة اخري كانت تجلس شهد صديقة فريده مع خطيبها وامامهم كعكعه كبيره ويحتفلون....يومها قرر ان يجعلها تدفع الثمن غاليا جدا ...ستدفع عن كل كلمة حب قالها لها وعن كل اهتمام غمرها به ... سيجعلها تأتى اليه راكعه وخاضعه سيذلها قبل ان يعطيها حريتها لتتزوج من حبيبها..... لكنها اثبتت انها قدت من الصخر ...كيف لاربعة سنوات لم تكتشف انها بدون قسيمة طلاق ...ربما خمد انتقامه مع الوقت لو كانت عادت اليه سريعا بعد الطلاق لكان اذاقها اضعاف ما يفعله الان .. هل الوقت جعله يحن اليها ...؟ هل سيضعف الان ويتراجع عن خطة انتقامه ...؟ لقد قضى ليلة من الجحيم امس وهو يستمع لنحيبها طوال الليل عبر الجدران ...كان تبكى بشكل يمزق حتى اشد القلوب قساوه... ثم فعلته الحقيره التى فعلها بعد ذلك ربما تلقت الطرد الان لو يستطيع ايقافه لكان فعل لكنها بالتأكيد تلقته فمثل تلك الشركات دقيقه جدا في مواعيدها ... لقد اجهز علي الباقي من كرامتها بملاحظته التى دسها داخل الطرد الحقير نوف هى الحل لطالما كانت تسانده بشكل رائع وتساعده علي تجاوز مضاعفات حبه لفريده كما كانت تفعل لسنوات...
التقط هاتفه واتصل بها ...سيدفن احزانه معها ...ما اجمل ان تجد من تلجأ اليه في وقت الضعف !!
**********************
قسوة عمر بالامس فاقت الحد ....هى استسلمت له بكل جوارحها بعد سنوات الاشتياق وهو اعتبر علاقتهم مجرد رغبة لتلبية احتياجات طبيعيه ..
ربما لو كان ضربها لما كانت شعرت بالاهانه كما شعرت بها بالامس ... لقد اعتبرها مجرد مومس او وسيله لقضاء الشهوه اما فريده الحبيبه فلم يكن يراها مطلقا وربما لو كان منحل اخلاقيا او ليس بمثل درجة تدينه لكان قضى ليالي حمراء عديده مع اخريات شبهها بهم....
كيف يتحول الانسان هكذا فعمر كان مهذب رقيق وحنون واصبح قاسي سافل وغبي ايضا ...لذلك اول شيء في الصباح فعلته كان ارتدائها لملابسها التى قدمت بها من السفر بالكامل حتى حجابها ..لن تثيره مجددا فتجلب لنفسها الاهانه ...لقد حاولت ان تتنازل عن كرامتها وتداوم علي الاعتذار والخضوع فكره عمر ضعفها ثم حاولت ان تغريه فاعتبرها ساقطه تغويه.... ثم ما زال امر حبيبها المزعوم عالق ولم يحل .. لكنها شبه اكيده من تورط فاطمه في الامر انها تذكرت الان قبل نهاية عدتها خرجت لمرتين فقط ...الاولي كانت الي الكليه يوم امتحان العملي والثانيه في اليوم التالي ...بالفعل في اليوم الاخيرمن عدتها فاطمه اصرت علي عمل حفل بسبب عقد قران شهد وباسل...ولولا الرنين المزعج ربما لكانت توصلت لحقيقة ما حدث ذلك اليوم ورأه عمر...
يوم الرنين العالمى ...
البدايه كانت رنين هاتف المنزل وعندما اجابته لم تتلقي أي رد ...كانت متأكده من وجود احد ما علي الطرف الاخر فهى استمعت لانفاسه لكنه لم يجيب فاضطرت لاغلاق الهاتف ...هل كان عمر ...؟ ام انها احدى معجباته ولم يعجبها الصوت الانثوى الذى اجابها فلم تتحدث...
ثم التالي كان رنين جرس الباب الذى افزعها بشده ...من عساه سيطرق الباب ...منذ ان غادر عمر غرفتها امس بعد ان قتل روحها وكرامتها لم تراه حتى الان لكنه حذرها من قبل بشأن اتصالها بأي شخص حتى انه جردها من جوالها ولم يترك لها سوى هاتف المنزل فقط ... ترددت كثيرا ولكن الكاميرا التى وضعها عمر عند الباب اظهرت احد رجال امن البنايه وهو يحمل صندوق ما ...فى مثل تلك البنايات الحمايه مشدده وبالتاكيد تتمتع بالامان التام ...حسمت امرها وفتحت الباب ...رجل الامن بادرها باحترام قائلا ...- طرد لحرم السيد عمر نجم... ناولها الطرد ورساله مغلقه باسمها...
تقبلتهم بخوف واغلقت الباب ...وضعت الطرد علي طاوله صغيره وجلست تتأملهما بالتأكيد عمر هو من ارسل لها الطرد ...فتحت الرساله وتذكرت خطه فورا ...في الماضي كان دائما يكتب لها اعذب الكلمات اما رسالته الان فكانت مقتضبه ..." افتحى الطرد "
فتحت الصندوق لتجد بداخله العديد من الملابس المحتشمه ...كل ما قد تحتاجه لفترة اسبوع علي الاقل كان متواجد بداخل الصندوق...في الاسفل شاهدت الملاحظه القاتله التى ادمت قلبها ..." اشتريت لك لبس محترم ... مش مستعد اغامر تانى واشوفك عريانه وابقي مجرد عبد لشهوتى "
ليت الدموع تريح قلبها ...ليتها تختفي من علي وجه الارض ...فكرت في الهرب ...ربما تختفي وتهيم في الارض بدون هدف لكنها منعت نفسها ... للمرة الثالثة الرنين يجفلها ...وهذه المره فتحت فورا حتى دون ان تكلف نفسها وتتطلع الي الكاميرا بالتأكيد عمر يرسل لها المزيد من الاهانات
جففت دموعها وفتحت الباب....
ثم انهمرت دموعها مجددا رغما عنها عندما فوجئت بأن محمد هو مصدر الرنين....
جذبته الي الداخل واكملت بكاؤها علي كتفه ... محمد تؤام روحها لم يتركها في الغربه وحيده فلم يمر حتى ثمان واربعين ساعه علي وصولها ومحمد ترك عمله ومدينته وهب لنجدتها ...هل شعر بموتها البطىء ليلة الامس محمد قادها الي الاريكه المريحه بجوار الجدار الزجاجى وجلس بجوارها سألها مباشرة ...- عمر عمل ايه خلاكى منهاره كده ...؟ كذبت وهى تخبره - ابدا يا محمد دى دموع الفرح ...انا مبسوطه انى شفتك ...انت جيت من ابوظبي مخصوص عشانى وقطعت المسافه دى كلها ...محمد اجابها بحيره - ابو ظبي قريبه يا فريده ...المسافه قريبه جدا مش تعتبر سفر اصلا لكن انا مش مصدق ....عنيكى المنفوخه وشكلك البهتان بيقولوا انك بتبكى طول الليل .... كذبت مره اخري وهى تقول ...- صدقنى يا محمد ما فيش حاجه انا كويسه جدا ومبسوطه هنا ...سألها مجددا ... - اخبارك ايه مع عمر ...؟ انا عارف ان الامور كلها جنونيه ومش قادر استوعب... انتى بطله انك تقبلتى الامور ...صدقينى يا فريده انا سكت بس لانى فهمت من ماما انك راضيه لكن اقسم بالله لو انتى مغصوبه او رافضه انا هخرجك من هنا ...شاوري انتى بس يا فريده وانا هتصرف ..انا مش خايف منه او هعمله أي حساب لو مس شعره واحده منك....
يا الله محمد بالفعل يهب لنجدتها ...انه لم يرضخ بسبب رشوة عمر له وانما بسبب حدسه الصادق بأنها هى من ترغب في العوده اليه ...الدموع عادت اليها مجددا ...هى لم تخسر كليا ربما خسرت عمر لكنها استثمرت عمرها في حب اخوتها ... ابتسمت وهى تخبره ...- سيبك منى انا افوت في الحديد طمنى عليك انت ...مش هتخطب نور ....؟
محمد نظر اليه ببلاهه جعلتها تقول ...- انا عارفه انك بتحبها لو فاكر الموضوع سر تبقي غلطان ...نظراتكم مفضوحه ... نظرة الحزن التى احتلت وجهه كانت تعبر عن مكنون صدره ...هو كان يداويها وهو يعانى اكثر منها ...ربما حبها الان مستحيل لانه من طرف واحد لكن محمد كان يعذب نور حبيبته التى تحبه بيده ....سمعته يقول ... - موضوعنا منتهى من قبل ما يبدأ يا فريده ...سألته باشفاق...- ليه...؟
اجابها بحزم ...- مقدرش ازود جرحك يا فريده
فريده تمسكت بيده ..- محمد انا رجعت لعمر ومبسوطه خليك بعيد عن مشاكلي انا اقدر احلها بنفسي عيش حياتك يا حبيبي وحب واتجوز ... فكر كويس انت مش بس بتعذب نفسك انت مسؤل عن الم نور ... ايه ذنبها...؟ انها حبتك ...؟
طوال طريق عودته وكلمات فريده ترن في اذنيه تزيد من عذابه ..." ايه ذنبها ...؟ انها حبتك ...؟ " لكن الموضوع معقد هو يعلم جيدا ان فريده تكذب ضحت في البدايه لاجل احمد والان تتحمل لاجله هو ...لاجل ان تراه سعيد ...
لكن ايضا ما ذنب فريد لتتحمل بؤس العالم كله ...؟ الا يكفيها نيتها الطيبه لتنعم ببعض السعادة ...؟ اخر ما كانت مشاعره تحتمله الان رساله من نور علي جواله كانت وكأنها كتبتها بدموعها ...رسالتها بسيطه لكن قاتله ... كانت تقول ..." محمد لاخر مره بطلب منك تاخد خطوه وتثبت انك بتحبنى انا مش هطلب منك ابدا تانى انك تتقدملي .. لكن حسيت ان حبنا يستاهل اجى علي كرامتى كمان مره ... فرصه اخيره لو ضيعتها هتبقي ضيعتنى للابد "
لقد كاد ان يتسبب في عشرات الحوادث طوال الطريق بسبب انشغاله في التفكير .. انه يحب نور وهى تحملته لسنوات وكانت تعرف ان علاقتهم مستحيله ولكن الان فاض بها فما حجته الان بعدما عادا سويا ... احتفظ باسرار علاقتهم في قلبه ولم يخبر احد حتى فريده نفسها عن كلام نور له في احدى زيارات نور العديده لدبي عندما كان يصطحبها عمر معه انتاب عمر كابوس رهيب وسمعته يهتف بغضب هادر جمل كثيره فهمت منها ان فريده منعت الحمل لسنوات دون علمه لانها تحتقره...
فريده طعنته في الصميم وهو يعلم انه ينتقم الان ...
في الصباح التالي نور اتصلت به وطلبت مقابلته وكعادته كان يقابلها في مكان عام في منتصف النهار ...لم يختلي بها يوما او حتى يوصلها في سيارته لكنه لم يكن يستطيع منع نفسه عن رؤيتها كلما استطاع....
لم ولن يمسها الا وهى تحل له حتى نظراته كان يحجمها كى لا ينظر اليها بطريقه فيها رغبه لكنه كان يحبها وهذا امر لم يكن بيده ...
يومها نور اخبرته عما سمعته وفهمته وهو الان يفهم جيدا ما يفعله عمر
الامور لن تسير بنفس الطريقه بعد الان وعمر لن يكون الآمر الناهى من الان وصاعدا ...هو سيقف لعمر الند بالند ... ربما عمر اصبح صاحب اعمال هامه لكنه سيبقي في نظره ابن خالته والذى يجري في عروقهم نفس الدماء ...
*************
مؤسسة الفطيم ...صرح رهيب في دنيا الاعمال ومكتب عمر يحتل طابق كامل فيها ...عمر اصبح شريك في احد فنادق المجموعه وبنسبه تكاد تصل الي النصف ...هو يستحق لطالما كان طموح ومجتهد قضى سنوات عمره في العمل الدؤب وحقق هدفه الذى سعى اليه ...
هو كان لديه تصريح خاص بدخول منزل عمر وشركته ...فالاجراءات الامنيه المشدده كانت تقضى باستقبال المصرح لهم فقط بالدخول وعمر اعطاه ذلك التصريح من قبل ...انه الان مسؤل عن الم فريده ونور ولذلك سوف يحارب لاجلهما ..هو ليس مجبر علي ان يختار احداهما ويؤلمها...عمر هو المسؤل الان عن تلك الفوضى في المشاعر ولذلك هو من سيعيد الامور لنصابها ...ابلغ مديرة مكتب عمر الحسناء عن رغبته في مقابلته وجلس ينتظر ....لكنه لم ينتظر كثيرا فمديرة المكتب عادت فورا وطلبت منه الدخول وعمر كان قد هب بقلق من خلف مكتبه ليقابل محمد في منتصف الطريق ...سأله بفزع ...- خير يا محمد في حاجه قلقتنى ..؟
محمد طمئنه برفق ..- ابدا ...حبيت اتكلم معاك
عمر تنفس بارتياح ثم دعاه للجلوس وسأله بأدب ... - تشرب ايه ...؟
محمد اجابه بنفاذ صبر ...- انا مش جاي اشرب يا عمر ...انا عاوز نحسم بعض الامور ... عمر استعاد قناعه الجليدى وسأله ببرود ...- امور ايه ...؟
محمد اجابه بغضب ...- فريده مثلا ....؟
عمر سأله بعصبيه ..- مالها فريده ...؟ - يعنى مش عارف...؟
عمر اجابه بوقاحه ...- فريده مراتى وملكى وانا حر في أي تصرف اشوفه مناسب... اختك لازم حد يكسر دماغها وانا بقي هكسرها
رده استفزه للغايه قال بغضب شديد ....
- عمر ..انا بحذرك انا مش هسمحلك تدمر فريده اكتر من كده ...هى طلبت منى عدم التدخل لكن مش دى فريده اختى اللي انا اعرفها دى واحده مكسوره من جواها ومعرفش مستحمله ليه ...يمكن زمان كانت غبيه وجرحتك من غير قصد... مكنتش بتخطط لكده لكن انت بتخطط وبتستمع بأذيتها ...لاخر مره هحذرك يا تعاشرها بالمعروف يا تطلقها برده بالمعروف ...غير كده حسابك هيكون معايا انا ...
عمر صفق كفيه بمراره ...- برافو ...خلصت اللي عندك... خليك ابن خالتى وبس يا محمد ..احسنلك تخرج نفسك من الموضوع ده محمد اكفهر وجهه ...- اخرج نفسي ...؟ دى اختى ...تسمح لحد يبهدل اختك كده ... عمر توتر ولم يجيبه ...محمد استطرد ..- بما ان سيرة نور جت ..يبقي جه الوقت اللي اطلبها منك فيه ...انا بتقدم رسمى يا عمر وبطلب منك ايد نور عمر اجابه بترفع ...- لا وانا مش موافق...
محمد نظر اليه بغضب ...- انا طلبتها منك بالاصول ومش هتقدر تمنعنى اتجوزها لو عملت ايه ... انا بحذرك لمره اخيره انت بتدمر فريده ونور بغباء ....الانتقام مش حلو زى ما انت فاكر ..الانتقام ده عسل اسود يمكن طعمه مسكر لكن لونه اسود وهيصبغ قلبك كله بالسواد ....فكر في كلامى يا عمر وفي طلبي منك لخطوبة نور ...انا لو اضطريت اواجهك تانى ساعتها هتعرف محمد علي حقيقته ...
انصراف محمد الغاضب وثورته الرهيبه جعلوه يحسم امره ...موعده مع نوف قد حان الان وسوف يطلب منها الزواج في اسرع وقت ...اما فريده فسيمنحها حريتها ويطوي صفحتها للابد...لقد فاض الالم واصبح فوق احتماله وحبه لفريده يتحول للعنه تدمر الجميع في طريقها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لا يا عمر.. أبدا ما بيكون في زواج.. عمر تطلع الي نوف بعدم فهم ...انها وافقت من قبل علي الزواج لماذا تتراجع الان وهو في اشد الحاجة اليها ... انه يريدها ليدفن احزانه خلف ستارة دعمها ...هل هى لاحظت ذلك فرفضت ؟ هل هو مفضوح الي هذه الدرجه ؟؟ لكنه ينوي الاخلاص من كل قلبه ستكون هى الوحيده التى سيهبها كامل اهتمامه...لماذا فقط لا تعطيه الفرصه ...؟ امام نظرات الحيره نوف اضطرت الي تفسير جملتها ...- ما بيكون في زواج لانك ما بتعدل بينا ياعمر وارجع للشرع اللي انت تبي تتزوج اثنينا علي اساسه ... بسم الله الرحمن الرحيم .. " فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا " وانت ما بتقدر تعدل يا عمر... نظر اليها بأسي وقال ..- خلاص يا نوف مش هيكون فيه اتنين ..انا قررت اطلقها ...نوف ابتسمت بحزن وقالت ... - مستحيل تقدر عمر ...انت وايد تحبها وتبي تتزوجنى وياها...وما بتعدل لانك بتعطيها كل الحب وما بتعطينى منه وبتعطينى كل الاحترام والاهتمام وما بتعطيها منه ....
8

كلمات نوف ظلت تتردد في اذنيه ..يوم الحساب العالمى ...ربما قسوته علي فريده هى التى انطقت الجميع..نوف اكملت اعترافها ...- تبي الصدج؟ انا احبك عمر ... ومب من بعد طلاقك لا ... انا احبك من قبل ...من قبل ما اتزوج وانت تتزوج لكن انت كنت اتحب وما كنت اتشوف غيرها وانا اتزوجت وفشلت لانى كنت احبك انت .. ويوم اللي طلبت منى الزواج واحنا بمصر لانك قررت تحضر الزفاف شكيت انك تتخش عن الناس ولما شفتك وياها دريت انك اتحبها واهيا اتحبك ..
يالا نوف الذكيه..انها ادركت كل الامر منذ البدايه وهو كان يظن انه يخفي مشاعره جيدا .. قاد سيارته الي شاطىء الخليج ...ربما يلقي بحموله فيه ... تذكر قبل زفاف اسيل عندما قررت نوف اصطحابه لانهاء بعض اعمال والدها في القاهره .. نوف سيدة اعمال قديره ووالدها يعتبرها ذراعه اليمنى ويعتمد عليها في ادارة مؤسسته الكبيره وهى من اقنعت والدها بقبوله كشريك منذ سنوات عندما سافر محطما يجر اذيال الخيبه والخيانه .. تخفي في الامارات لسنوات لكن بمجرد عودته الي القاهره احتاج الي درع يحميه من الالم ...طوال السنوات السابقه وهو يرسل الدعوات لعائلته لزيارته في دبي ولم يتجرأ علي العوده ويوم عودته عاد الالم حى ويمزق نياط قلبه كان وكأن كل شبر من مصر يذكره بها ...برقتها وجمالها الذى لم يري مثيلا له ...فى برائتها وصوتها العذب حتى في كبريائها كانت فريده... وفي خيانتها كانت مميته ...طلب الزواج من نوف علي امل ان ينسى الماضي ويفتح صفحه جديده وهى وافقت بل واعطته مباركة والدها الذي اتصل ليهنئه بنفسه ... ومن ثم دعاها لتتعرف علي العائله واخبر والدته بامر الخطوبه...
ولكن الضغط الذي مارسته جدته عليه كان فوق الاحتمال ...فوجىء باتصال منها قبل الزفاف بيومين تهدده ...هددته بنبذه من العائله ان لم يحضر الزفاف .. يومها اخبرته بغضب ...- عمر انت بتنسي اصلك وبتتحول اماراتى لاربع سنين منزلتش مصر ...امال لما تتجوز اماراتيه هتعمل ايه ؟؟
لو محضرتش فرح اسيل انسي ان ليك جده ...
ومجددا نوف وافقت بسهوله علي حضور الزفاف معه ...علي الرغم من اموالها الطائله ومكانتها الرهيبه وسطوة والدها الا انها كانت بسيطه وتلقائيه ...وافقت فورا علي حضور الزفاف بدون اي دعوة مسبقه ..كانت تثبت له مدى حقارة فريده تلك الابتلاء الذي لا خلاص منه...ذهب الي الزفاف وهو يحتمى خلف حبها ولكن الله وحده يعلم انه لم يكن يستغل حبها او ينوي اي امر سوى الاخلاص لها للابد واهتمامه الشديد الذى ينوي ان يغمرها به سوف يعوضها عن عدم امكانيته لحبها حتى انها لن تلاحظ ولكن نوف الخبيره استشفت مشاعره عندما شاهدته يتحدث اليها ... وجدها تراقبه من خلال باب قاعة الزفاف المفتوح وهما يتحدثان في الخارج وسألته بفضول لم يلمح فيه اي رائحه للحقد او الغيره ...- هى ؟؟
اؤمأ برأسه واقتادها للداخل مجددا ...ادرك انها تعلم بأنه لن يمنحها قلبه مهما فعلت ففريده لم تترك اي مكان لسواها بداخله... قلبه كان محتل بالكامل وفريده هى من تتربع علي عرشه وليته يستطيع انتزاعها لكان فعل فورا لكن الحب قدر وقدره حبها الي يوم مماته ... ليته يحب نوف وينسي فريده تماما لكن الحب ليس اختيار لكنه اقرب الي المرار .... انه بحاجه اليها بشده بحاجه الي لطفها ودعمها وحنانها ...لقد اكتفي من العطاء بدون مقابل ويحتاج ان يشعر بالحب والاهتمام ولو لمره في حياته... ليتها تعيد النظر في قرارها لكنه يعلم كم هى حاسمه ولا تأخذ القرارات بتسرع ولا تتراجع ابدا لانها تعلم ما تريد .. هو اخبرها منذ البدايه انه لم يطلق زوجته بل مجرد هجرها وعندما اخبرها انه اصطحبها لدبي لم تعترض بل رحبت بذلك ...
اكتشف ان نوف كانت تختبر مشاعره وتراقب لكنها اليوم تأكدت من انه لن يستطيع نسيان حب فريده الي الابد لكنها مخطئه في امرا واحد...هو قرر الطلاق ولن يتراجع ابدا ...سيعيد فريده الي القاهره في اسرع وقت ثم سيطلقها رسميا وهذه المره سيكون لديها قسيمه....
****************
هل يستطيع الزواج من نور دون موافقة اخيها ؟؟ هل يستطيع تعريضها لذلك الاذلال ...؟ انه يحبها ويريدها في النور مرفوعة الرأس ولن يقلل من شأنها ابدا او يسبب لها العار لكنها تظل خطوه اخيره لا يتمنى ابدا اللجوء اليها...وفريده تلك الحزينه التى تجعل قلبه ينبض بالالم ...ماذا يستطيع ان يفعل لاجلها ...افضل ما استطاع التفكير فيه وسط كل ذلك التشويش كان ضرورة الحصول علي اجازته السنويه بشكل طاريء وبالفعل حصل عليها وايام وسوف يكون في القاهره لمدة شهرين علي الاقل وربما يستطيع معالجة بعض الامور الجنونيه هناك ...
والدته اخبرته بالامس ان عمر عادل ابن خالته لمياء طلب يد رشا والامر الصادم انه يريد اتمام الزواج في اسرع وقت فشأنه كشأن جميع الاطباء في مصر سوف يسعى خلف وظيفه محترمه في الخارج تعطيه راتب يكفل له العيشه باحترام ولكن عمر لم يلتزم بالنمط المعتاد ولجأ الي الخليج لكنه قرر العيش في المانيا وقام بمعادلة شهادته ويريد من رشا ان ترافقه كزوجته... ووالدته كانت في غاية الاسي لاجل فريده .. صارحته بمخاوفها كانت تشعر ان عمر مختلف ومن الممكن ان يسبب الاذي لفريده من شدة حبه لها ...تأنيب الضمير كان يقتلها واخبرته انها سلمت زمام الامور لشريفه لكنها لم تكن تتوقع ان تقسي علي فريده هكذا ..كانت خائفه ان تكون فهمت استسلام فريده بصوره خاطئه وطلبت منه الذهاب لرؤيتها هو كان سيذهب علي كل حال ومنظر فريده اكد شكوكهما ..عمر تغير للاسوء وفريده تدفع ثمن اكبر من غلطها في حقه بمراحل ..
هو يعلم كم هى فريده حساسه والضغط العصبي الذى تعرضت له عندما قبلت دعوة نوف يوم مناقشتها كان فوق احتمالها وحينما انهارت اراد انقاذ ماء وجهها فأثار انتباهم بموضوع مرض الكلي ... كيف كان سيقول امام الجميع انها على شفا انهيارعصبي يدمرها تماما ... وربما كان يختبر رد فعل عمر عندما يعلم انها مريضه فهو اعطى كليته لاحمد لمجرد ارضائها فماذا سوف يفعل اذا ما علم ان فريده نفسها هى المريضه ...؟
لقد غامر مغامرة غير محسوبه ولكنها كانت الاسرع في كسر دائرة الفراق والنتيجه فريده في منزله وربما عادت لفراشه لكن هل حبها له يستحق كل ذلك العناء.....
*********************

خايفة لما تسافر على البلد الغريب
تنسى انك فايت في بلدك حبيب..
وكأن تلك الاغنيه ارسلت لها خصيصا الان ....لقد طالت غربة محمد واصبح بعيدا عنها جدا ....لكم من الوقت عليها التحمل بعد ....؟ انها شارفت علي اليأس ..في الماضى تحملت بسبب ظروف اخيها واخته لكن اليوم ما حجته ...؟ هل كان يتعلل بفريده ليتهرب منها ...؟ هل من الممكن ....؟ لا نهرت نفسها بقوه فتلك ليست اخلاقه ابدا لابد وان تثق فيه ثقه مطلقه فهو يحافظ عليها لسنوات ولم يسمح لنفسه مطلقا حتى بالنظر اليها ..اذن فما الفائده التى يجنيها من ورائها ان لم يكن يحبها فعلا ...؟ ربما تعلق بإحداهن مؤخرا وتناسي حبها ...مجرد الفكره حبست عنها الهواء وكادت رئتاها ان تنفجران ...سوف تموت اذا ما تعلق بغيرها ونسي حبها .. هى لم تعرف غيره منذ طفولتها ولا تريد ان تعرف فهو يكفيها عن العالم .. فريده الان عادت لعمر والظروف تحسنت بشكل كبير فماذا يمنعه عنها الان ...؟ هى كانت ستنتظره الي الابد لانها تعلم انه يحبها لكن مع الشك الذى يراودها نفذ منها مخزونها من الصبر ...شيطانها يأبى ان يتركها تنعم براحة البال ويصر علي تنغيص عيشتها ويقارنها الان بأسيل ورشا وحتى بفريده فجميعهن اثبت عشاقهن الجديه وطلبوهن للزواج اما هى فلم تحظى حتى بوعد ..لذلك قامت بإرضاء ذلك الشيطان اللعين وقررت وضع محمد في تحدى لم تختبره فيه من قبل ....اما ان يتخذ خطوه رسميه او سوف تنسحب من تلك العلاقه الي الابد فهى سئمت الحب في الظل ....
**************************
صوت الباب وهو يفتح سبب لها قشعريره في كل جسدها ... شعرت بانتفاض كل شعره من شعرها وكأنها صعقت بالكهرباء ... هى استعدت لتلك اللحظه منذ الصباح... في الميعاد المتوقع لعودته كانت جهزت طاولة الطعام ورتبت المنزل كله ما عداغرفته لم تتجرأ علي دخولها واختفت فى غرفتها فور شعورها بعودته ...مع انها ما زالت مرتديه لكامل ملابسها الا انها لن تغامر مجددا ...ليتها تستطيع السيطره علي اشتياقها اليه والعوده لبرودها السابق لكانت واجهته بدون خوف لكنها اصبحت ضعيفه مهزوزه... عجيب امر الحب يحول الانسان تماما ويجعله شخصا اخر ....في غرفتها اغلقت الباب خلفها لكنها ترددت في غلقه بالمفتاح فهى لا تريد ان تثير غضبه ...كم يصبح مخيف عندما يغضب ....
بالطبع تريد التحدث اليه فهى اخيرا استاطعت التركيز وتأكدت من تورط فاطمه ....لكنها ماذا ستخبره وهى لا تعلم أي تفاصيل ...فقط تعلم انها اجبرت علي الذهاب الي حفلة شهد بسبب ضغط فاطمه ذلك اليوم وان فاطمه يومها اصرت علي جلوسها الي طاولتها والتى دعت اليها احد اصدقاء باسم بدون استأذانها ...لكنها ترجتها بأن تسمح له بالجلوس لانها معجبة به كثيرا وتريد لفت انتباهه اليها ...بالطبع فريده احرجت وقررت النهوض فور جلوسه لكن فاطمه اختفت فجأه وتركتهما بمفردهما وهى اضطرت للابتسام بنفاذ صبر حتى يمر الوقت وتعود فاطمه ....هل شاهدها عمر في ذلك المقهى ...؟ هى اكيده من انها لم تخرج ابدا خلال ايام عدتها الا ذلك اليوم واليوم الذى سبقه...وذلك اليوم كان يوم من الجحيم لانها اصبحت وقتها اكيده من تخلي عمر عنها للابد ... لو كان لديها أي امل ضئيل في عودته اليها فقد واري هذا الامل التراب... فاليوم انتهت عدتها واصبحت مطلقه رسميا ...لن تنسي ابدا حسرتها يومها وربما كانت تبتسم بمراره طوال اليوم لانها فقط في هذا اليوم اكتشفت انها تحب عمر ...
نعم اكتشفت انها تحبه وليس فقط من بعد زواجهما ولكن منذ طفولتها ... تحبه منذ ان كان يحضر لها الحلوى في كل زياره كان يأتى فيها اليهم ... تحبه وهى لم تتعد السادسه وكانت تهجم عليه لتفرغ جيوبه من تلك الحلوى التى جلبها خصيصا لها ...كانت تحبه وتنتظره بعدما سافر الى الامارات وكانت تشعر بالارتياح والسعاده لمجرد انه عاد في اجازته السنويه وهو يحمل لها الهدايا التى كانت تعلم انها مميزه دونا عن غيرها فيجعلها ذلك تشعر بالفخر ....نعم لطالما احبته ولكن للاسف اكتشفت ذلك بعد فوات الاوان...
هى بحاجه الي مواجهة فاطمه وسوف تفعل ذلك في اقرب فرصه تسنح لها لكن كيف وهى حبيسة تلك الغرفه بدون حتى جوالها ....
افكارها قطعت علي طرقات علي الباب اعقبها دخول عمر الي غرفتها ... حياها بأدب ثم قال ...- انتى متغديتيش ليه ....؟
اجابته بحذر ...- اكلت ...لاحظت انه اغلق عينيه كأنه يخفى مشاعره عنها ثم قال ...- انا عارف انك لما بتتوتري ما بتاكليش ...فريده صدقينى من هنا ورايح انا مش هأذيكى تانى لكن لازم تاكلي ...عندى شغل ضروري لمدة اسبوع وهنا وبعدها هنرجع القاهره وهناك صدقينى هترتاحى منى للابد...
يا الله لماذا لم يتجرأ ويخبرها صراحة عن نيته في طلاقها ...لماذا هربت منه الكلمات واصبح يلف ويدور حول موضوع فراقهما ...
مد يده اليها فقبلتها علي استحياء وقادها بصمت الي طاولة الطعام... ربما بعد اسبوع سيتخلص منها الي الابد ...لكنها ستتمسك بأخر فرصه في استعادة حبه خصيصا انه وعدها ان يكف أذاه عنها وهو دائما يفي بوعده...
************
مر اسبوع اثنان بل ثلاثه وعمر يعاملها بأدب وتحفظ ...الم يخبرها من قبل انهما سوف يرحلان بعد اسبوع واحد...الاسابيع كانت بمثل اعلان الهدنه وعمر لم يحاول استفزازها او اهانتها كما وعدها وهى كانت كالتى تمشي رؤس اصابعها خشية اغضابه ..لقد اعاد الخادمة الي عملها وهى قضت وقتها في التفكير ..مع انها لم تخرج منذ قدومها الي دبي سوى مرة واحده الا انها لم تعترض ...في تلك المره اليتيمه عمر اخبرها بضرورة ذهابهما الي مشفي قريب لاجراء بعض التحاليل الخاصه بتأشيرتها ...بعد ان انتهت التحاليل فوجئت به يقول ...- انتى مشفتيش دبي ...هخدك في جوله
اليوم مر كالسحر وعمر عاملها بلطف زائد ..كم افتقدت حتى جلوسها الي جواره في سيارته ...افتقدت خروجهما سويا ودعوته لها لتناول الطعام في الخارج ...وعمر تجرد ليوم كامل من كراهيته لها وعاد يحمل الكثير من عمر القديم ..ليت اليوم لا ينتهى ابدا فتجولهما وهو يتأبط ذراعها كان وكأنه اعاد الحياة اليها .... افتقدت ذرات جسدها للمسته الحانيه وافتقد عقلها اهتمامه وافتقد قلبها حبه ... تخلي عن سائقه وقام هو بالقياده طوال جولتهما كم احبت دبي ليس فقط لانها تلك المدينه الشهيره بمبانيها واسواقها ولكن لانها الان شهيره بذكريات جديده سوف تقضى الليالي في تذكرها عندما تحين ايام الجفاف ..نظرات الغيره في عيونه لم تخفي عنها فكان يطلق الشررمن عيونه عندما يلاحظ ان احدهم يطيل النظر اليها ويحميها بيديه ويوفر لها ممر امن تمر من خلاله عندما يضطران للمرور في الاماكن المزدحمه ..هل من الممكن ان يكون يحمل كل تلك نار الغيره ولا يكون يحبها ..اه يا عمر لقد اتعبتنى واتعبنى هواك ومع نهاية اليوم شعرت انها كسرت العديد من الحواجز لاول مره يقترب منها او يمسها من بعد تلك الليلة السوداء ...علمت جيدا انه يحارب كى يسيطر علي نفسه فنظراته فضحته حينما اوصلها لباب غرفتها لكنه سرعان ما انصرف ...ولكن مع التقائهما في اليوم التالي علي مائدة الافطار لاحظت انه عاد لتحفظه السابق ...
انها لا تريد الخروج من الجنه لكنها تنتظر بفارغ الصبر لحظة مواجهتها مع فاطمه ولكن كيف ستخبره بشكوكها وتغامر بتعكير الصفاء بينهما ... اي كلام في الماضى الان هو بمثابة صب الملح علي جروح خامده ولكنها لا تريد ان تتعفن تلك الجروح وهى مدفونه في اعماق قلبها ... محمد اخبرها انه سيسافر الي القاهره في اجازه طويله الاسبوع القادم .. واخبرها انه ينتظرها ولن يرحل دونها فهى في الاساس سبب طلبه لعطلته السنويه في غير موعدها...بالتأكيد انها تحتاج لدعم محمد في الفتره القادمه هنا وفي مصر ..وجدت نفسها تسأله...- هنسافر مصر امتى؟
فوجئت به يتوقف عن الطعام ويسألها بتجهم ...- مستعجله اوى
هزت رأسها بالنفي ...- ابدا لكن عندى شغل مهم ... ابتسم بمراره وهو يقول ..- طبعا الدكتوره فريده وراها شغل ...اخر يوم في شغلي النهارده ...هنسافر بكره وهتخلصى منى للابد..
لقد فهم سبب سفرها بالخطأ كالعاده ...لديها العديد من الاشياء السيئه التى تستحق عنها العقاب ..ما الفارق اذا ما اضيفت سيئة اخري لرصيدها ...
ستتحمل مره بعد ثم ستتحرر من هذا الكابوس الي الابد
لابد من مواجهة فاطمه ...ربما شهد تعلم كيف تصل اليها ...ستفاجأها بزياره في محل عملها وربما تفضحها امام الجميع ... تلك الحيه ذات الاجراس سممت افكارها وتسببت في صدع كبير في حياتها الزوجيه ثم اجهزت علي الباقي عندما كذبت علي عمر ..لكن كيف وصلت اليه ؟ كانت تغلي من الداخل كلما تفكر في فعلة فاطمه لكنها مضطره للتظاهر بالاسترخاء ...ارادت الهاء نفسها والسفر بأفكارها بعيدا عن فاطمه فسألته بغباء ...- ايه اخبار نوف ؟؟
اجابها بسخريه عجز عن كتمها ....- حابه تجهزى فستان الفرح ولا ايه ؟ هى من عبثت بهدنتهم لذلك لا حق لها في التذمر ...قالت بغيظ ...- اكيد لا تفتكر انى هقدر احضر ..اكمل سخريته قائلا ..- ليه لا...؟ انتى اتخطبتى منى وانا كنت واخد الموضوع فري ايه المانع انك تحضري وتباركلنا ... احنا كوبل مختلف ...نظرة الالم علي وجهها كانت واضحه لدرجه انه شعر بالندم فورا ...نهض من مقعده وانحنى عليها يرفع وجهها المتألم لتواجه عينيه قال بعجز ...- انتى بتحيرينى يا فريده ...بطلت افهمك من زمان ... لما كنت فاكرك بتحبينى زمان طلعتى خاينه بارده حقيره وكدابه ودلوقتى وانا متأكد انك انانيه وغبيه بتثبتيلي كل يوم انى غلطان.. انتى غرضك تجنينى ؟؟ اجابته بهمس باكى ...- لا غرضى انك تعرف انى بحبك .....نظرات الذهول علي وجهه انبئتها انها مهما فعلت فلن يصدق ابدا انها تحبه ... لكن الذهول دام فقط للحظات قليله قبل ان يتحول الي غضب اعمى ...هجم عليها فجأه ورفع يده لصفعها ...هى دنست تلك الكلمه ولكن يده الممدوده هوت علي زجاج الطاوله الزجاجى بدلا من وجنتها لتطيح بجميع الصحون ارضا...هجومه اخافها للغايه وتركها ترتعد فما زال الم الصفعه السابق حى وينبض... قال بغضب هادر وصوت جهوري يصم الاذان ...- لو نطقتيها تانى هتندمى ... استعاد سخريته المريره ولسانه اللاذع وهو يقول ...- لو متأكدش بنفسي ان كليتك سليمه كنت قلت انك بتسعى ورا كليتى الباقيه...
وكأن عشرات الجالونات من الماء البارد سكبت علي رأسها مع جملته الاخيره ..هل هذا هو رأيه النهائي فيها ...حقيره مستغله تدعى الحب بدافع استغلاله ...الصفع بالكلمات اشد ضراوه واكثر ايلاما من الصفع بالكفوف هى فقط ارادت ان تقول احبك ولو لمره في حياتها ... انها كانت الفرصه الوحيده لديها لكى تقول هذه الكلمه وتستمتع بصداها المثير ولو حتى لمره واحده في حياتها لكنه حولها الي كابوس مرير تتمنى الاستيقاظ منه فورا ...الم يعدها من قبل انه سيكف عن ايذائها ..؟
ربما هى استفزته وحركت الماء الراكد لكنها لا تستحق ابدا تلك القسوه ..لقد استخدمت طريقتان في اثناء نضالها المستحيل لاستعادة حبه واثبتتا فشلهما لم يتبقي امامها سوى اثارة غيرته فهى تعلم كم كان غيور ... رغما عنها وجدت نفسها ترد علي قسوته بخبث ...- لا اطمن المره دى لو احتاجت كليه هاخدها من عماد اكيد هيغير عليه لو فيه جزء منك فضل جوايا...
كمان هو متحضر لكن انت همجى ...تعبيرات وجهه تحولت الي الشراسه وفي لمح البصر كان رفعها علي كتفه كجوال قطن واتجه بها الي غرفته ... القي بها علي الفراش بعنف وقال بغضب ...- هتعرفي دلوقتى الهمجيه علي اصولها
********
فريده القت بنفسها في احضان والدتها ...لقرابة الشهر وهى تناضل بعزم لاستعادة عمر لكن عمر اثبت مرارا انها لا تعنى له اي شيء ابدا ...عندما استيقظت لاول مره في غرفته منذ يوم سفرها معه الي دبي وجدت نفسها وحيده وبجوارها ملاحظه تخبرها بميعاد السفر ...ملاحظه جافه رسميه ... اين الان تلك المشاعر التى كانت موجوده بالامس ...عيناها جالت في غرفته بفضول ...حفظت تفاصيلها جيدا فهى تعلم انها المره الاولي والاخيره التى سوف تشاركه فيها ...ربما بعد اياما قليله ستحتل نوف تلك الجهه من الفراش ...قد تكون خسرت عمر لكنها كسبت فريده ...نعم ففريده الجديده مختلفه وتستحق الاحترام بخلاف فريده الضعيفه الغبيه السابقه ... نعم كانت ضعيفه فمن يترك نفسه لكلام الناس يكون ضعيف وغبي وهى سلمت نفسها لفاطمه كفريسه سهله ...وايضا كسبت حب اشقائها فالعلاقه الفولاذيه بينهم ستدعمها لاخر يوم من عمرها ...التجارب التى تمر علينا تصقل شخصيتنا وتجعلنا ننضج بشكل كبير...واهم مكسب انها علمت الصديق الحقيقي من الصديق الزائف ..لن تنخدع مجددا وتقع في فخ الصداقه الكاذبه فيكيفها صديقة واحده مخلصه ولا تحتاج لعشرات المنافقين من الاصدقاء...في خلال الرحلة بالطائره عمر اخبرها انهما سيواصلان تمثلية زواجهما حتى زفاف رشا ..مجددا عمر يراعى الجميع حتى علي حساب نفسه ..لماذا يستثنيها هى فقط من لطفه ذاك..اما رشا فاحتضنها بقوة غاشمه كادت ان تحطم ضلوعها ..علمت من نظرتها انها تشكرها لاتاحة الفرصه لعمر كى يتأكد من حبها ...وهو تأكد انها تحبه حتى النخاع ولن يكررا مأساة حياتها مجددا ...والدتها حيت عمر بحب بالفعل والدتها تحبه ولولا انها تعتبره ابنا لم تنجبه لكانت تصرفت معه تصرف يليق بهمجيته معها ..سوميه قالت بفرح ..- دلوقتى نقدر نحدد ميعاد لفرح رشا ...كنا مستنين عمر يرجع ...عمر اجابها بابتسامه واسعه ...- سيبي كل حاجه عليه يا حبيبتى انا هتصرف ....
عمر شهم ورجل يعتمد عليه كم كانت غبيه لانها لم تقدر قيمة ما كانت تملكه ناهيك الان عن وسامته وامواله ...
عمر اشار اليها ان تتبعه الى الصالون ..تبعته في صمت وما ان اغلقت الباب حتى قال ...- انتى هتفضلي هنا والحجه موجوده ..انك تساعدى رشا ارجوكى متبينيش اي حاجه لحد ما رشا تتجوز مش عاوزين ننكد عليها .. يمكن بعد كده مقابلاتنا هتكون وسط الناس وانا حبيت اعتذر لك ...انا اسف يا فريده ..
عمر تطلع الي دموعها الصامته للحظات ثم غادر ...عمر كان يودعها ...لم ينطق الطلاق بصراحه لكنها علمت انه الوداع ..
شعور بيد عملاقه تعتصر صدرها كاد ان يقتلها ...عجزت عن التنفس وشعرت ان الدنيا صبغت باللون الاسود من حولها ...ارادت الانهيار بحريه لكنها كانت تعلم ان رشا سوف تتأثر من انهيارها ...مرة اخري فريده يجب ان تتحلي بالقوه لاجل من تحب ..
كتمت دموعها ودفنت المها الرهيب وارتدت قناع التماسك ...ربما لديها امل واحد بعد ...التقطت هاتفها المحمول واتصلت بشهد تستعلم منها عن مكان عمل فاطمه ...شهد استشفت ان فريده تنوى مواجهة فاطمه حذرتها - استنينى يا فريده اجى معاكى ...اللي انتى حكيتيه ليه مش سهل وفاطمه مش سهله وانا حذرتك منها كتير لكن انتى كنتى ماشيه وراها زى مسلوبة الاراده ...
فريده اجابتها بمراره..
- كنت بفتكرك بتحذرينى لمجرد انها من بيئه مختلفه عننا وكنت بحاول ما اخليهاش تحس بالفرق ...شهد تنحنحت ...- لا يا فريده فيه كلام كتير وعلامات استفهام عليها..انا سكت بس لانى كنت مجرد شاكه ومش ممكن اخوض في الاعراض ..كل اللي بطلبه منك تستنينى ...
فريده اغلقت الاتصال لن تورط شهد في مشاكلها ...هذه حربها الخاصه وهى وحدها من ستحارب...المكسب الاخير من كل هذه الفوضي سيكون تمكنها اخيرا من مسح بلاط المركز الطبي الذي تعمل فيه فاطمه بشعرها بعدما تنتفه بيديها تنتيفا...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مستوصف شعبي خيري في منطقه شعبيه هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه ...فريده ضحكت بسخريه وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحاره الضيقه .. لقرابة الساعه وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري واخيرا وبعد جهود مضنيه تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم المستوصف بأحجار نصف مهدمه ورطوبه اكلت الاسم من شدة ملوحتها.. الحقاره لا تفيد في معظم الاحيان وهاهى فاطمه تثبت ذلك نشئت وضيعه وظلت وضيعه وستموت وضيعه...تدنى سعر الكشف في ذلك المستوصف يجعل الاقبال عليه شديد ...ربما فاطمه تعاين عشرات وعشرات الاطفال يوميا وفي النهايه لا تجنى سوى القليل بعد ساعات من الشقاء... صعدت الدرجات القليله المتهدمه حالها كحال الواجهه القديمه لتجد نفسها امام موظفة استقبال تحصل النقود من المرضي ...عندما شاهدتها سألتها بروتنيه ..- هتقطعى كشف ايه ؟

فريده هزت رأسها بالنفي وقالت ...- مش هكشف ..ممكن اقابل دكتوره فاطمه ...انا عاوزه اقابلها لسبب شخصى وخاص ..الموظفه اشارت في حركه تدل علي الامتعاض وقالت ...- اول باب علي اليمين .. لما الكشف اللي عندها يخرج ادخلي ..انا مش سكرتيره لحضرتها .. حتى موظفة الاستقبال لا تطيق فاطمه ...سبحان الله كيف كانت عمياء بالكامل عن سيائتها العديده ...كيف سمحت لها بغسل دماغها بتلك الطريقه اكثر ما المها انها اعتبرتها صديقه.... والخيانه طعنتها في ظهرها لكن فعلا ليس كل من يصاحبك يستحق لقب صديق...
انتظرت خروج المريض بالداخل بلهفه ولولا اخلاقيات المهنه التى اقسمت بالحفاظ عليها لكانت اقتحمت الغرفه وضربت بخصوصية المريض عرض الحائط لكن القليل من الصبر بعد يا فريده... وما ان لمحت باب غرفتها يفتح حتى دخلت فورا حتى قبل ان يخرج اهل الطفل الذي تعاينه فاطمه..فمخزون صبرها نفذ الان...
دخولها المفاجىء جعل فاطمه تقفز من خلف مكتبها وتنظر الي فريده ببلاهه ... اما فريده فلم تنتظر ان يصبحا بمفردهما قبل ان تصبح بها بغضب ..- ليه عملتى كده يا واطيه ...؟ فاطمه تجاوزت صدمتها بسرعه تحسد عليها ..ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت ..- من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي ... فريده هزت رأسها بعدم تصديق.... - انتى مصنوعه من ايه ؟؟ جنسك ايه بالظبط ..؟ ده كل اللي عندك تقوليه... لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان .. بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه... غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات ...- انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه .. سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد ؟ شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها ..مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها... حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر ... سلمتى ودانك ليه وحكتيلي علي ادق اسرارك حتى علاقتك الزوجيه وانا بس قلتلك الكلام اللي انتى كنتى حابه تسمعيه...وانا بقي كملت الباقى وخلصته منك بصراحه هو خساره فيكى...
البجاحه لها ناسها كما يقولون....
بقوه لم تكن تعرف انها تملكها ...لا اراديا صفعت فاطمه ومزقت شفتها السفلي ...اخبرتها غاضبه.... - ده شبه اللي انا اخدته من عمر بسببك حقيره وهتفضلي طول عمرك حقيره ومن اصل واطى ... ربما فريده افرغت شحنتها في الصفعه ولكن هل تلك الصفعه تكفي ...؟ تلك الحيه تستحق الحرق حيه ولن يكون عقابا كافيا لها ...اما الحيه فمسحت خيط الدم الذى سال علي ذقنها بظهر يدها ولم يبدو عليها الالم بل وابتسمت بحقد وهى تقول ...- طبعا اصل واطى امال انت فاكره ايه ؟ والكف اللي اخدته منك ده مبيأثرش فيه ..جتتى نحست زى ما بيقولوا انتى العبيطه الوحيده في الدنيا ...ساذجه وهايفه وغبيه وضيعتى حب كنت ادفع عمري كله والاقي حتى ربعه....
شوفي نفسك كويس في المرايا يا فريده انتى عاديه جدا انا احلي منك بكتير واستحق جوزك اكتر منك ...لكنه للاسف كان معمى بحبك فقررت انى اخليكى في الوحل معايا ما انا مش هضيع لوحدى ..ايوه انا بأغير منك وبكرهك وحتى اخترت تخصص الاطفال زيك عشان احاول اوصلك .. لكن انت محترمه حتى وانتى مطلقه وحصلتى وظيفه في الجامعه...ايوه انا بأكرهك من كل قلبي ..واتمنى انك تموتى بحسرتك...
قلبها الاسود اخاف فريده للغايه وقلب الطاوله ...غضبها الذى كانت تغذيه لايام تحول لخوف جمد جسدها ...كيف يمكن لبشري ان يمتلك كل ذلك الغل بداخله ...انها رضعت السواد مع حليب امها ... هزت رأسها بعدم تصديق وهى تسألها .. - ليه ؟؟ انا كنت فاكراكى صاحبتى...
الاحساس السوى الوحيد الذى تمتلكه فاطمه هو المراره لذلك استخدمتها جيدا وهى تقول .. - صاحبتك ؟ تفتكري كنتى هتوافقى علي الصداقه المزعومه لو كنت لسه فاطمه القديمه ...فاطمه في اول شهر من الكليه .. اكيد شفتينى ومكلفتيش نفسك حتى تسلمى عليه ...لبس قديم مهري وشراب مقطوع وصوابع خارجه من قطع جزمتى القديمه ...ويمكن مكنتيش بتشوفينى لانى كنت بروح يوم واحد في الاسبوع لحد ما اقدر اوفر خمسه جنيه ادفعها في المواصلات....
فريده قاطعتها بقرف ...- متبرريش لنفسك الخيانه والغدر ...كلنا تعبنا في حياتنا واتعرضنا لازمات ماديه ..لكن مين فينا عمل اللي انتى عملتيه ؟؟ ابتسامتها الصفراء تحولت لابتسامة سخريه واضحه .. - ازمات ؟؟؟ انتى صدقتى نفسك ولا ايه ؟؟؟ انتى مع اول ازمه لاقيتى اللي يدفع عمره ويمرمغ كرامته تحت رجليكى واتنازل عن جزء من جسمه عشان يتجوزك ومش بس كده ده دللك وشالك في عنيه ... اما انا عشان يدوب احصل هدمه كويسه بعت كرامتى وشرفي وبقيت ... بقيت رخيصه ببيع وقتى بالساعه للي يدفع وفي الاخر بيرميلي الفلوس علي الارض وهو ماشي ولازم اركع ادامه زى الكلب وانا بلمهم من علي الارض ...وممكن يضربنى بيهم بدل ما ينهش لحمى عادى اي تنفيث والسلام.. عرفتى ليه يا فريده انا بأكرهك..؟
الصدمات تتوالي تباعا ...بشاعة حديثها فاقت توقعاتها ....للاسف سمها القاتل قتلها هى حتى قبل ان يؤذى الاخرين ...فريده اجابتها بصدمه ...- ياه كل الحقد ده جواكى ؟؟؟ احب اقلك انك مش ضحيه زى ما انتى معتقده .. مش لازم كنتى تدرسي طب ...كنتى اكتفيتى بالثانويه واشتغلتى بشرف اكرملك..وانا متأكده ان عمر مظهرك البسيط ما منعنى عن صداقتك ... يمكن الحقد في عيونك كان ظاهر وقتها وخوفنى منك...انا حاولت اكون صديقه بجد ...ضيعت سنين من عمري معاكى وانتى واحده خسيسه وحقيره وتستاهل كل احتقار وفي الاخر دمرتى حياتى بدم بارد ...مهما تحاولي تبرري لنفسك الرذيله عمري ما هقتنع ...جنيتى ايه في الاخر غير وظيفه بسيطه في مستوصف مجهول ...الوضاعه مش وضاعة الاصل لكن وضاعة الاخلاق ..بعتى نفسك عشان تلبسي كويس وبعتى الصداقه عشان تنتقمى في شخصى من اول راجل بعتى نفسك ليه ؟؟؟
الان اصبحت مخيفه فعلا ...نظراتها زائغه وصوتها يقطر المراره... - تعرفي ايه انتى عن اول راجل في حياتى ؟؟؟ في حياتك الخياليه المثاليه لا يمكن تتخيلي ابدا انه كان دكتور عبد الستار استاذ التشريح ...طبعا مش مصدقه ان الراجل المحترم المهيب اللي كنا بنترعب من صوته شخص حقير شاذ وعدنى انه مش هيلمس عذريتى لكنه نسي انه انتهك عذرية روحى مش عذرية جسمى ...امشي يا فريده من ادامى ...مش عاوزه اشوفك في حياتى تانى ...انا باخد اقصى جرعه من مضادات الاكتئاب هاخد ايه بعد زيارتك ؟؟؟
بدأت الصراخ بإنهيار وصوتها دفع بجميع العاملين في المركز للتجمع ... وبعضهم بدأ ينادى علي الدكتور غراب شخصيا للحضور .. الغريب في الامر ان الجميع لم يشعروا بالاشفاق علي فاطمه او وجهوا اي لوم لفريده علي حالة الانهيار التى تسببت بها لفاطمه بل انها حتى سمعت بعض العاملات يتغامزن ويقلن في احتقار...
" اكيد انها سرقت جوزها زى عادتها والمسكينه كانت جايه تواجهها بعملتها السودا ..."
اخر جمله سمعتها قبل مغادرتها كانت من رجل كبير في السن وجه كلامه الي فاطمه قائلا ...- دكتوره اعتبري نفسك مطروده ...تعبنا من الفضايح ... الله يسترها علي بناتنا...
**************
فاطمه ايضا جنت من زرعته بيديها ..ربما مواجهتها معها امس جعلتها تشعر بالقليل من الراحه وحققت جزء من انتقامها ..لا هى لا ترغب في الانتقام فما الفائده بعدما خسرت عمر ...فقط فاطمه تلقت عقابها العادل عن دنائتها..ربما لو اخبرته عن خطة فاطمه القذره التى فهمتها جيدا فلربما يسامحها ...لكن لتكون صادقه مع نفسها هما تطلقا من قبل السم الذي بخته في اذان عمر ...تطلقا لانها لم تحبه كما ينبغي ..كما يستحق..هى اعطت فاطمه السلاح الذي قتلتها به عندما اخبرتها عن ادق اسرار حياتها بحجة الفضفضه ...وفاطمه كانت استاذه في استخراج المعلومات منها وخصوصا تلك المتعلقه بعلاقتهما الزوجيه ..هى تعلم الان انها كانت مخطئه في ثقتها فيها ...هى كانت تظن طالما انها لاتحكى التفاصيل فذلك يجعلها بعيده عن اثم افشاء اسرار العلاقه الزوجيه ولكن فاطمه استخدمت اي شيء استاطعت استخدامه مثل معرفتها انها تدللت علي عمر امس او مشاجرتهما بسبب انها كانت مشغوله ولم تسمح له بلمسها ...هى الملامه الوحيده علي خسارتها وعمر مازال كما هو ...ربما اكتسب الكثير من القسوه لكنه مازال واضح وصريح ويكره الكذب ...
هو استمر بالتظاهر فقط حتى يمر فرح رشا بسلام ...انه يفكر في الجميع ما عداها فلو علموا ان الطلاق مسألة وقت فربما تتأثر رشا ووالدتها وهو لا يريد ذلك ..لاول مره منذ سنوات يجتمعون علي مائده واحده من بعد طلاقها وسفر عمر ثم سفر محمد
اليوم والدتها اعدت وليمه ودعت اليها عمر وعائلته وعمر وعائلته وبالطبع شريفه رأس العائله ...ارادت اسعاد ابنائها بوجود احبابهم ...فعمر وعمر من اجل فريده ورشا ونور من اجل محمد ..نعم هى بالتأكيد تعلم فحبهما واضح منذ سنوات ولا يخفي علي احد...وكعادة والدتها عندما تعد وليمه حولت المنزل لخلية نحل واستيقظت باكرا لتبدأ في اعداد اصناف المحاشي والصوانى والطيور ...كانت تحتفل بسعاده فلا شيء يسعد الام اكثر من سعادة ابنائها ... وفريده نهضت باكرا لتساعدها ..تذكرت اكلات عمر المفضله وتذكرت انه اخبرها انه لم يعد يحب اي شيء من الماضى حتى هى شخصيا .. واليوم حتى رشا الدلوعه لاول مره في حياتها تبادر بدخول المطبخ و تبدأ في المساعده..عجيب امر الحب كم يبدل الطباع والامزجه ويحول من النقيض الي النقيض تماما في لمح البصر .. شعرت ان والدتها تعبت فهى لساعات تقف علي رجولها لذلك امرتها بلطف بدخول غرفتها ..- ماما ارتاحى وانا هكمل خلاص ما فيش غير التسويه..انا هقوم باللازم..ثم جذبتها من يدها بلطف وارقدتها علي فراشها وشغلت لها مكيف الهواء واظلمت الغرفه كى ترتاح قليلا...
في طريق عودتها لا حظت ان رشا تهتم بالتنظيف اكثر من اي يوم وهى ترقص وتغنى ...ضحكت من قلبها وتمنت لها السعاده ...واكملت طريقها للاهتمام بطبيخها ...حالة النشاط ما زالت تنتاب رشا فبعد ان انهت التنظيف وعطرت المنزل اتجهت لتساعد فريده في المطبخ لكن فريده طردتها بلطف واخبرتها ان تذهب لغرفتها للاستعداد..انها تستمتع برؤية المحبين ومراقبتهم ... ان كانت لا تستطيع ان تكون سعيده اذن فلتحاول اسعاد من حولها ...عودة محمد اعادت البهجه الي المنزل واحمد كما هو دائما يحاول ان يرد الجميل للجميع ..يقدر جيدا النعمه التى هو فيها الان فكليته تعمل بكفاءة تامه وجسده تأقلم عليها واصبح يعيش بحريه ...الحمد لله ...
مع اشعالها للفرن الكهربائي وفرن الغاز الحراره في المطبخ اصبحت لا تطاق ...العرق اصبح يسيل علي جبتها وشعرها ابتل بالكامل ... وجهها احمر من نقص الاوكسجين وقميصها التصق بجسدها لكنها تحاملت واكملت عملها ...علي الاقل مساعدة الاخرين تمنحها راحه فوريه ... تشعرها انها حيه مجددا بعدما طغى الجليد علي حياتها ...في وسط انهماكها في الطبخ لم تلاحظ عمر وهو يقف عند باب المطبخ يراقبها وهى تعمل بهمه ...التفتت علي غفله لتجده يراقبها فهوى قلبها بعنف في قدميها ...
توقعت منظرها تماما ولم تحتاج الي مرآه لتعلم منها مدى بشاعة مظهرها الحالي.. نظرت الي نفسها بإحراج وارادت الهرب فورا الي غرفتها لتختفي بمظهرها المشين هذا لكن عند مرورها عند الباب عمر امسك بكتفيها ومنعها من المغادره ...اخيرا نظرته تبدلته ولهجته ايضا ...اراد ان يخرج صوته ساخرا مهينا كعادته في الفتره الاخيره لكن رغما عنه صوته صدر هامس متعجب وربما معجب ...- فريده انتى بتطبخى ..؟ مش عادتك ..
فشل تماما ان يكون ساخر فهيئتها الشبيهه بالكتكوت المبتل اثارت اعجابه فريده المتعجرفه تتحمل الحراره وتقف علي قدميها لساعات من اجل اعداد الطعام للاخرين ..
خفضت عيونها ارضا وهى تقول بهمس اكثر من همسه ..- ايوه من سنين وانا بأساعد ماما في شغل البيت ...وعن اذنك ...محتاجه ابدل هدومى ...
عمر اخيرا سقطت كل دفاعاته قال بنبره حانيه...- اقولك حاجه ...؟ انتى والعرق مغرق جسمك وشعرك من حرارة المطبخ وشكلك اشبه بالكتكوت الغرقان احسن عندى ميت مره من شكلك وانتى خارجه من صالون تجميل ...في نظري كنتى دايما جميله ومش محتاجه اي تجميل وجمالك كان بيجننى كمان .. لكن دلوقتى انا حاسس انك حيه ..بنى ادم من لحم ودم بيساعد وبيتحر وبيتفاعل مع الناس.. بيجوع وبيعطش وبيهتم باللي بيحبهم مش لعبه بلاستك دايما الحركه عندها بحساب... فجأه امسك بيديها يتفحصهما... اكمل ... - ايديكى الناعمه دى ممكن تسعد بمجرد لمسة طبطبه او مساج او حتى غدوه زى النهارده نظرة تقدير من عيونك لحد تعب عشانك كانت كافيه تعبر عن امتنانك.. في الوقت اللي انا جاي ومحتاج افتكر عيوبك عشان اقدر اكرهك الاقيكى بتحيرينى يا فريده
اجابته بألم ...- عمر انا اتغيرت.. انسي فريده القديمه ادينى فرصه اثبتلك..
سألها وهو مازال يتمسك بكفوفها ..- حقيقي اتغيرتى يا فريده ..؟
اومئت برأسها ولم تجر علي النطق...عمر الان يبدو اقرب الي الاستسلام لو فقط تخبره عن فاطمه ..في البدايه لم تكن تعلم التفاصيل لذلك اجلت مواجهته اما الان فهى تعلم ما حدث بقدر كافي لكشف الحقيقه ... - عمر لو سمحت في موضوع حابه اتكلم معاك فيه ..او بمعنى اصح توضيح لازم ..كلامها قاطعته رشا بدخولها المتعجل ...وجهها اصبح بلون الطماطم الناضجه عندما شاهدت عمر يتمسك بيديها وهى تهمس له وهو منفصل عن الواقع ويحملق في عيونها بهيام...اقتحامها لخلوتهما جعل عمر يترك كفوفها مضطر و يقول بصوت هامس .. - هنتكلم بعدين ...

*******************

اه من لوعة الحب والفراق ..ان كان اشتياقى اليك يوصف لكتبت حتى يجف حبر كل قلم علي وجه الارض...وان كنت قد نسيت حبى فدموع عيونى ستصنع بحرا جديدا يضاف الي خارطة الكون وسيكون قبري هو باطن الارض التى سوف تحتضننى لتبرد من الم صدري ...
بعدما رن صوته الحانى في اذنها لا يهمها الان لا المكان ولا الزمان ... عمر يقاوم وهى تعلم جيدا انه الان ضعيف ربما اضعف منها لكنها هى المذنبه الوحيده ..هى قتلت حبا لم يكن له شبيه علي وجه الارض ..قتلته بغباء عادات وتقاليد باليه ..مظاهر خادعه تفرق علي اساس سطحى جدا لا يعتد به الا كل تافه ..هى كانت بتلك السطحيه بحيث هدمت منزل اساسه الحب بسبب فارق بسيط في التعليم ..ربما لو لم تكن فاطمه تزن عليها ليل نهار لكانت تقبلت الامر لكنها كانت علي اكمل استعداد لتلقي سمها ..واليوم هى مستعده لدفع المتبقي من عمرها لتري فقط نظره واحده من التى كان يغمرها بها ...ادارت قصيدتها المفضله علي جوالها وبدأت في البكاء ...من لحظات كان تنعم بسعاده لا مثيل لها لمجرد انه خاطبها بلهجه تحمل بعض الود وتمسك بيديها بدون ان يحاول اهانتها ...لكن يداه لمست نوف منذ ايام وستلمسها مجددا ومجددا ..هى لن تتحمل ابدا ..كلمات القصيده تعذبها ... تقتلها ببطء ... " يقول الناس يا عمري بأنك سوف تنساني وتنسى أنني يوما وهبتك نبض وجداني وتعشقُ موجةً أخرى وتهجر دفء شُطآني ويسقط كالمنى إسمي وسوف يتوه عنواني
ترى ستقول ياعمري بأنك كنتَ تهواني؟ حبيبي.. كيف تنساني؟ "
فاروق جويده لكن رشا لا ذنب لها هى تريد ان لها ان تفرح وان تهنىء بعريسها... تحاملت علي نفسها وجففت دموع وجهها لكن لا توجد قوة علي وجه الارض الان تستطيع ان تجفف من دموع قلبها الملتاع ... ارتدت ملابسها وخرجت لتقديم الطعام فرشا عروس وتستحق ان تخدم وتدلل ....
علي طاولة الطعام ساد جو من الالفه فحتى عمر ابتلع مرارته كما وعدها ومنح رشا ساعات السعاده التى تستحقها بعيدا عن حربهما الدائره وعمر العريس الفخور اعلن بسعاده انه يحتاج الي قسيمة الزواج لانهاء اجراءات سفر رشا معه وتلقائيا عمر الرأس المدبر لكل امور العائله اعلن انه قد اعد العده وبناء علي اتفاق مسبق مع العريس قررا اقامة عقد القران في مسجد الهادى الفخم يوم الخميس القادم مع جلسه عائليه بسيطه في القاعة الملحقة به..رشا قفزت من السعاده ولم تكتم فرحتها ومحمد ونور تبادلا نظرات مفضوحه اما هى فنكست رأسها فلم يتبق من عمر سعادتها سوى ايام ... كعادته يهب الجميع السعاده ...خشت ان يتكرر ما حدث يوم زفاف اسيل فيعلن عمر الحفل المزدوج ويعقد قرانه هو الاخر ... انه يبحث عن سعادته الان وهذا حقه ولا تستطيع لومه ...لكن سعادتها هى اين ستجدها بعدما يتركها ويرحل...
تلكعت عند الباب في توديعه وهو يغادر مع الجميع ..لماذا لا يبقي قليلا فقط لتشبع منه الم يعدها انه سوف يستمع اليها ...؟ وعمر نفسه كان مهزوز وعلي غير عادته ..كان يقاوم وهو يعلم انه علي وشك خسارة الحرب ....الم يقرر ان يطلقها لماذا لم يفعل ..؟ لن يسمح لها بالتسلل تحت جلده مجددا ...لن يسمح ان يجعلها الهواء الذى يتنفسه والماء الذى يحى جفاف عروقه كم كان يفعل .... كرر مرارا لنفسه حتى مل طوال فترة وجوده بعد الغذاء وحتى قرر الانصراف بدون ان يستمع اليها انه لن يتركها تبرر ولن يفي بوعده ويستمع اليها ... وعلي الرغم من تحذيراته التى ظل يرددها لنفسه .... لكنه تراجع عن فكرة رحيله وعاد الي الداخل وقبض علي ذراعها برفق....قال بجفاف ...- كنتى عاوزه تقوليلي ايه ...؟ اعترف لنفسه انه خسر معركه لكنه لن يخسر الحرب ابدا فهى لا تستحق....
*****************
انها الدموع مجددا هى كل ما تملك لتقدمه له ...حاولت اخباره عن فاطمه وخستها ...ربما يكون عفاها من ظنونه بالخيانه لكن كيف ستزيل الكلمات رأيها المتدنى فيه والذي كان مترسخ في عقلها وقلبها وهو يعلم ذلك جيدا..وعندما ادركت انها انتهت من توضيح الامور ولم يهتز عمر او يتحرك هربت الي خصوصية غرفتها لتبكى بقهر ...املها الاخير تهدم علي جدار صلب من البرود فاجأها عمر بتقديمه لها ..هل كانت تظن انه بمجرد ان يعلم ان فاطمه كاذبه حقيره سيحتضنها ويملس علي شعرها ويأخذها الي منزله مجددا وكأن شيئا لم يكن ؟ لماذا لا تريد ان تقتنع ان ذنبها اكبر من الاعتذار ..هى هدمت كرامة رجل ولن يسلمها هذا الرجل كرامته مجددا لتعبث بها كيفما تشاء ..ربما لا يزال يحبها انها تشعر بجزء صغير ما زال ينبض في قلبه بحبها . بعروقه النافره عندما يقترب منها وبإشتياقه عندما يتملكها حتى لو لم يعترف لكنه بسبب ما فعلته به يدفن قلبه بيده بل علي استعداد لبتره من صدره والقائه في اقرب سلة مهملات امام عيونها اذا ما شعر انه سيعود عبدا لهواها مجددا ..
اما عمر فقد انصرف غاضبا ...الغضب اعماه بشده ...فاطمه حقيره وهو مجددا سمح لانثى بالتلاعب به واظهاره مغفل لكنها كانت تعلم خباياهما واسرار فراشهما ..كانت تعلم تمنع فريده عنه واخبرته انها كانت ترفض لمسه لها لانه اقل منها ولم تقتنع به زوجا يوما وانها تمنت الزواج بطبيب..وهنا كان يعلم انها لم تكذب في تلك النقطه علي الاقل ..ربما دبرت لفريده مكيده وجعلته يكره رؤيتها لكن فريده من سمحت للحيه بالتمكن والطيور علي اشكالها تقع ...هما في النهايه متماثلتان وفريده تستحق تلك الحيه ان تكون صديقتها ... فريده حيه من نوع اخر مختلف عن فاطمه ... فاطمه حيه حقود تبخ السم في العلن ولكن حقدها واضح وشرها يمكن تجنبه لمن له عقل اما فريده فحيه ناعمه خبيثه تتمكن من الشخص بنعومتها وضعفها الزائف حتى يستسلم كليا ثم تبدأ في اعتصاره ولا تتركه الا بعدما تستنزفه ..والان تريد ان تعيد الكرة مجددا ..ربما اغرتها امواله وهيئته الجديده ...تريده ان يركع مجددا تحت قدميها ويسلم لها قلبه ..لكنه لن يكون ذلك الغبي مجددا في حياته ..لابد وان يقتلع جذور عشقها من قلبه ويطهره منها ..هو قوى وسيفعل ذلك ..لابد وان يفعل ذلك قريبا والا دماره هذه المره علي يدها لن يكون له دواء..
لماذا الحب يؤلم هكذا ؟؟ لو فقط نعلم النهايه منذ البدايه لكنا هربنا ونجينا انفسنا لكن للاسف لا نعلم الا عندما يوسمنا الحب بناره ويترك فينا ندوب لا يمحيها حتى الزمن...
*************
مسجد الهادى الكبير مكان مناسب لعقد قران سريع مع اقامة جلسه عائليه بعده ...رشا فاقت الحدود في جمالها وفستانها الابيض الملائكى وعمر لم يقاوم وتبعها مثل ظلها حتى انتهى الحفل ...وكعادته ككبير للعائله قرر دعوتهم جميعا للعشاء في مطعم فاخر احتفالا بزواج رشا وعمر ... فريده اليوم اختارت فستانا جريئا من الستان الاحمر اسوة بنوف ...لطالما اعتمدت الالوان الغامقه اما اليوم ارادات ان تتمرد من كل القيود ...كانت تعلم ان الفستان سيثير غضب عمر لانه ضيق ولونه صارخ ملفت لكنها كانت تريد الشعور بغيرته فهى كل ما قد تحصل عليه...استجابت لشيطان تمردها بالكامل حتى في زينة وجهها فهى لاول مره في حياتها تضع مكياجا قوى وليس ناعم كما اعتادت في المناسبات .. وغضب عمر عندما رأها اثبت لها انها محقه ...ففور رؤيته لها علي باب غرفتها هجم عليها وامسك معصمها بقوه كادت ان تحطمه ادخلها مجددا وقال بغضب ... - ايه الزفت اللي انتى لابساه ده ؟؟ اجابته ببرود متعمد ...- فستان وبعدين وانت مالك مش احنا اتفقنا اخرنا فرح رشا وكل واحد هيروح لحاله ...لو خرجت حتى عريانه انت مالك ...عندك نوف روح اتحكم فيها براحتك...
السباب الخارج الذي اطلقه عمر انبئها انها نجحت تماما في استفزازه ...لقد اعيتها الحيل ولم يتبق امامها الا ان تسبب له الجنون بتصرفاتها الجريئه .. اما انا او انت يا عمر ... وعندما رفض اصطحابها وهى بذلك الشكل واصر علي تبديلها لملابسها تحدته واخبرته انها ستذهب علي كل حال حتى لو طلبت من احمد اصطحابها ... هى تعلم انها ستخسر التحدى بالتأكيد ولكن ستضغط بكل قوتها وتواصل استفزازه وتري النتيجه... اما عمر فبكل برود اغلق باب الغرفه بالمفتاح وجلس علي فراشها بإسترخاء ...نظرة التحدى في عيونه جعلتها تتراجع قليلا فهى ليست علي استعداد للحرب الان ولكن تجمدت في مكانها ولم تشرع في تبديل ملابسها كما امرها...وكانت النتيجه التى نالتها هجوم ضاري عليها ترك فستانها الاحمر ممزق عند قدميها بعدما قطعه عمر الي نصفين ....وقفت مبهوته فلم تتوقع عنف رد فعله ولم تحاول تغطية نفسها امام نظراته التى تحولت الي نظرات رغبه شديده فحملها بخفه بين ذراعيه وهو يقول ..- انتى قررتى تتحدينى ... اتحملي بقي نتيجة افعالك ...
الاحراج الذى تعرضت له لاحقا امام والدتها عندما خرجت بعد فتره الي الحمام وهى مرتديه لملابس المنزل بعدما كانت استعدت للذهاب الي عقد القران كان شديدا جدا وتركها في قمة الاذلال ....في منزلهما كانت لهما الخصوصيه التامه والحمام الملحق بغرفة النوم اصبح نعمه لم تكن تعى اهميتها... اما فى منزل والدتها فالحمام في الخارج ...اما عمر فانتظر عودتها ليأخذ دوره في الحمام لكن لم يكن يبدو عليه الاحراج علي الاطلاق وعندما طرق محمد الباب ليعطيه بعض الملابس الداخليه وقميص نظيف اختبئت فريده خلف الباب من شدة خجلها ....وعمر فتح خزانتها واخرج فستان اصفر محتشم اعطاه لها وقال بلهجه امره ...- ادامك عشر دقايق وهننزل....
************

ما احلي الفرح !!! الحمد لله الان اطمئن علي رشا وفريده مصيرها بيد مزاج عمر الناري لكنه يعلم جيدا انه يحبها فحب مثل حبه لا يغادر الجسد الا مع طلوع الروح... لقد تحدى عمر من قبل واخبره انه لن يستطيع التفرقة بينه وبين نور مهما فعل ونور اعطته اخر فرصه لاثبات حبه المزعوم لها..ان كان عمر انتقاما لكرامته يدوس علي نور وفريده اذن فهو يجب عليه تطييب جراحهما ..سيتحدى عمر الان ويكسر انفه ذلك الذي يناطح به السحاب ..نور ستكون له مهما فعل عمر والا سيدمر كل شيء في طريقه .. سيتزوجها حتى رغما عن انف عمر لكنه فعلا لا يتمنى ان تصل الامور الي هذه الدرجه ...حانت لحظة المواجهه ..نهض ببطء وركز نظراته علي عمر وهو يقول ...
- مبروك يا عمر ..مبروك يا رشا ..احب انا كمان ابارك لنفسي ..انا طلبت ايد نور من عمر من فتره ومستنى الرد...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
" غريبه الدنيا لا تدوم علي حال بين اليوم والامس شتان ..وندوب الماضي قد لا تعدل الميزان فتميل كفة الاحزان.."

قد يكون قرار عمر المتشدد والذي يصر عليه حكيما من وجهة نظره فهو يوفر علي نور الكثير من الشقاء ...ان تحب بكل كيانك وتترك نفسك للاستسلام الكامل ليس امرا رائعا كما يعتقدون فالحب يؤلم بشده والاستغناء عنه فضيله ...قد تتألم الان ولكنه بالتأكيد سيكون اقل ضراوه من الالم القادم عندما تحمل حبها والمها وترحل ...
- وانا جاوبتك قبل كده وقلت لا...
خيم الصمت علي الاحتفال ...لم يجرؤ احدهم حتى علي التنفس ...الجميع حبس انفاسه مشدوها ..احتاجوا وقتا للتفكير اما نور فالوحيده التى اطلقت شهقه مكتومه ونظرت لعمر بألم عبر عن مكنون صدرها ومحمد تألم لاجلها ...هل علمت الان انه طلبها من قبل وعمر رفض ايضا وقتها ... وفريده ارادت ان تختفي من علي وجه الارض فهى السبب في تعاسة محمد ونور ...
هو من قبل تحدى عمر واخبره انه لن يستطيع منعه من زواجها وها قد حانت لحظة المواجهه ...في حركه مفاجئه هجم علي عمر وامسك بتلابيبه بعنف وصرخ بغضب ...- هتجوزها مهما تحاول ...وفريده هتطلقها فورا .. انا اخاف عليها تفضل مع واحد قلبه اسود زى قلبك ...
شهقة نور الان لحقتها شهقات الجميع ...وصرخات ارتياع مدويه اطلقتها والدة عمر وشقيقته ندا ....عقد قران رشا يتحول الي ساحة معركه وقبل ان يتدخل عمر لفض الاشتباك ..صرخه غاضبه من شريفه اوقفت يد عمر في الهواء علي بعد سنتيمترات قليله من انف محمد ... - عمر !! اياك تتجرأ وتعملها ...من فضلك خد مراتك وامشي من هنا فورا...وعزومتك مرفوضه لحد ما ترجع عمر حفيدى اللي انا اعرفه
وجهها شحب للغايه حتى حاكى وجوه الموتى...جدتها طردته من المسجد ورفضت دعوته لهم علي العشاء وامرته بإصطحابها علي الرغم من تهديد محمد له ورغبته في تطليقها منه هى وضعت كلا من محمد وعمر في وضعه الطبيعى واثبتت لهما انها هى رأس العائله بالفعل ولا كلمه تعلو كلمتها... فريده ارتعبت فالمارد ربما يتحرر الان وينفث غضبه علي الجميع لكن لدهشتها عمر افرغ غضبه في قبضه غاضبه اطبقت علي ذراعها ككلابه من فولاذ و جرها خلفه الي الخارج ..
ومحمد انزوى في ركن قصى وقرر ان يضع الجميع امام الامر الواقع ... عمر يتحول لثور هائج يطرح الجميع ارضا في سكة انتقامه وفريده مستكينه ومتحمله لاخر نفس عسى ان يغير رأيه يوما ...هو يعلم انهما يحبان بعضهما البعض ومع ذلك ربما يؤذي فريده بشده لدرجه يكون فيها اصلاح عطب روحها يكاد يكون مستحيل ولكن نور ايضا تتألم هى اضاعت سنوات وسنوات في انتظاره وزهرة شبابها تضيع وتخبو يوما بعد يوم...ربما قراره الان سيكون جريء وصادم ولكنه الحل الوحيد الذي ربما يعيد الامور الي نصابها الصحيح ...بكل عزم التقط هاتفه ... دعى الله الا تخذله نور الان فهو في امس الحاجه الي دعهمها .. كل رنه وهو ينتظرها لتجيب تعطيه القوه والاصرار ...مع صوتها الرقيق يتسرب الي اذنيه كان قراره اختمر واكتملت اركان خطته ... - نور ...استنى متمشيش معاهم وهما ماشين ..اتحججى بأي حجه واتخلفي عنهم...معاكى بطاقتك ...؟
- محمد قلقتنى في ايه ؟ - جاوبينى بسرعه وبطلي دلع معاكى بطاقتك ...؟
لاول مره تراه لجوجا وصارما هكذا ...اجابته بخوف ..- ايوه
تنفس بإرتياح وهو يجيبها ...- المأذون اللي كتب لعمر ورشا هيكتب كتابنا احنا كمان ...
*****************************
محمد لم يكن يخيرها ...بل كان يقر امرا واقعا سيحدث ..ان تصبح زوجته بين لحظة وضحاها كان اكبر من جميع احلامها وتخيلاتها ..لم تكن تتوقع وهى ترتدى فستانها الوردى في ذلك الصباح ان يكون هو نفسه فستان زفافها علي حبيبها .. بماذا ستجيبه والكلمات لا تعبر عما يجيش به الصدر من مشاعر واليوم الذى انتظرته سنوات اتى اخيرا وبدون أي مقدمات.. الجمتها المفاجأه ومحمد اعتبر صمتها كموافقه فهو بالفعل كان مواقفه لكنها لم تجرؤ على الجهر بها صراحة ..تركته يقرر عنها فهى اضعف من ذلك هل ستخسر عمر بفعلتها تلك ام ستعيد الي عمر ذاته المفقوده من جديد وتعيده الي دائرة الحياه..؟
الان ستتواري خلف قوته وستترك له تقرير مصيرها فهى لا تقوى علي الرفض ولا تجرؤ علي الموافقه ...ستسلم زمام امرها اليه بالكامل ليحملها معه اينما يريد....
********
معضله ...تلك التى هو وضع نفسه فيها ...ان كان قد اجبر عمر واحمد علي الشهاده رغما عنهما ووافقا تحت تهديده خوفا من ان يتزوجها بدونهما فهما علي الاقل سيكونا الشهود ولن يتركا محمد ونور للاغراب الا انه يتبقي امر الولي ...من سيكون ولي نور ...هو بحاجه الي التفكير سريعا ..انه انتزع عمر من عروسه وهو بالتأكيد سوف يواجه طريحه محترمه من رشا علي انزالها هى ووالدتهووجدتهم عند منزلهم والعوده سريعا اليه في المسجد ... دعى الا يكتشف احد تلك التحركات الغريبه لساعه اخري هى الوقت الذى امهمله اياه المأذون ليدبر فيها ولي والا سينسحب فهو وافق فقط علي عقد القران عندما اخبره محمد بحكايتهما وتعنت عمر في الرفض لكنه نصحه بعدم اتمام الزواج الا بعد موافقة اخيها...محمد لمس روح المأذون وليس عقله فوافق ولكنه سيرحل بعد صلاة المغرب علي اي حال.. وايضا لا يستطيع تأخير نور اكثر من ذلك فهى اغلقت جوالها بعدما اخبرت والدتها انها سوف ترحل مع عمر ورشا...وبالتأكيد ستبدأ في البحث عنها قريبا ... وقت صلاة المغرب قد حان ...الصلاه ستريحه من همه وسيجعل الله له مخرجا قريبا ...دعوات صادقه في الصلاه اراحته كثيرا ...توكل علي الله وانتظر ان يفرجها عليهما وانفرجت عيناه بصدمه فلم يكن يتوقع ان تستجاب دعواته بتلك السرعه فعندما شاهد صديقه علي ووالده طبيب الكلي المشهور الذي اجري العمليه لاحمد ينهيان صلاتهما علم ان الفرج قد اتاه من اوسع ابوابه.. الدكتور سرور سيكون ولي نور وهو يعلم انه لن يرفض طلبا لعلي ولصديق علي
****************************************** لحقت خطاه السريعه وهى تجاهد ...بعد ان حرر يدها اتجه الي سيارته وتركها لتلحقه وهى ركضت خلفه ...كان منزعج بدرجه كبيره فمواجهته مع محمد كانت قاسيه علي الجميع وبالاخص علي نور ...لو فقط يسمح لها بمواساته او التخفيف عنه ....اغلق باب سيارته خلفه ووضع رأسه يغطى بها كفاها التى امسكت بالمقود وفريده لحقته بهدوء شديد وجلست صامته الي جواره ....شجعت نفسها ومدت كفها تملس علي شعره في حركه اشتاقت لفعلها منذ عودته ولدهشتها لم يتصلب تحت لمستها او ينتفض كما اعتاد ان يفعل مؤخرا بل استسلم لضرباتها الحانيه البطيئه المتتاليه التى كانت تمسح شعره ....استسلامه وعدم نفوره شجعاها علي الكلام ...همست بصوت بالكاد يكون مسموع ... - تسمح لي اسألك سؤال ...؟ ليه رافض جواز محمد ونور ....؟ استمر يخفي وجهه للحظات وهى تصلبت يدها علي شعره وانتظرت ثورته لكن لدهشتها رفع رأسه فجأه فسحبت كفها علي الفور ..ركز نظراته علي وجهه ثم قال ... - بسببك
انها الاجابه التى توقعتها تماما ..اذن لماذا شعرت بكل ذلك الالم عندما فقط نطق حروف الكلمه التى كانت تعلم انه سيقولها...كيف سيتحمل ضميرها كل تلك الاوزار ...؟ انها السبب المباشر في تعاسة محمد ونور وعمر شخصيا من قبلهما ...لو كان الانتحار يسمح به شرعنا لكانت انتحرت الان بكل سهوله لكنه محرم وهى لا تستطيع ان تموت كافره....والمها تجسد جليا علي وجهها وشعر به عمر ...المها لمس قلبه ومزق اوتاره الواحد تلو الاخر ..انه لم يكن يقصد المعنى الذى فهمته ...انه لم يكن يرفض بسبب شخصها او لانها شقيقة محمد ...لا بل كان يرفض بسبب حبها ...الحب الذى علم عليه لسنوات والمه بشكل تعجز الكلمات عن وصفه اراد تجنيب نور الما مثله ...لم يكن يبعدها عن محمد لانه شقيق فريده بل كان يبعدها عن شخصا تحبه حتى ذابت فيه وتخطت كل الحدود ....اراد لها حبا اخر هادىء ...اخف في الاشتعال واللهيب فلا يحرقها كما احترق هو من قبل ,,
اما فريده فقطعه من قلبها ماتت بالفعل مع كلمته ...عقابه هذه المره فاق أي عقاب سابق عرفته ...بكلمه واحده فقط هدمها من اعماقها ...حسرتها انطقتها اخيرا ...قالت بمراره ...- من ناحيتى اطمن ...وافق عشان خاطرهم هما مالهمش ذنب ...مش من حقك تحرمهم من حبهم وانا هريحك خالص
البعثه قربت واوعدك مش هرجع مصر بعدها ابدا ....رحلتى لامريكا رحله في اتجاه واحد ....
********************************************
النشوه التى شعر بها بمجرد توقيعه علي العقد لا يمكن وصفها بالكلمات ... انتفخت اوداجه وناطح رأسه السحاب ..ونور كانت تشعر انها ستفقد الوعى في اي لحظه من المشاعر المتداخله التى تشعر بها الان ... لقد اقدمت علي خطوه غير محسوبه لكنها جعلتها زوجته ... عمر اصر علي التقاط الصور لهما ليخلدا تلك اللحظه النادره ...فتحت أي ظرف هما يستحقان الاحتفال .. بمجرد ان سقط قلمها من يدها علي قسيمة زواجها حتى ارتعشت بعنف وتبادل عمر واحمد النظرات بقلق فنور كانت علي وشك الانهيار التام ... احمد اخبره بصوت حازم ان يخرج زوجته من هنا في الحال وهما سيهتمان بالباقي ... جرة قلم وزوجتك نفسي في وجود الشهود جعلت من حبيبته زوجته ...فقط مراسم لمدة نصف ساعه غيرت حياتهما معا الي الابد ...وضع ذراع قويه حول كتفيها وانهضها بلطف فدفنت وجهها عن العالم بداخل صدره وسارت معه الي المجهول....
مشاعر غريبه انتابتها وهى تجلس الي جواره ..لاول مره تكون في سيارته ولاول مره يلمسها ...كانت تصارع العديد من المشاعر التى تتشاجر بداخلها ... في البدايه كانت مخدره ثم مترقبه وسعيده والان بدأت في الشعور بالخزى والعار .... انها تزوجت سرا بدون علم اهلها هل سيقدر لها محمد ذلك ام سيعايرها يوما ... نكست رأسها فهى الان بدأت بالشعور بفداحة ما فعلت وكأن محمد علم بما تفكر فأوقف السياره فجأه بفرمله رهيبه كادت ان تقلبها ..نظرتها قتلته... ما سيقوله الان سوف يحدد شكل علاقتهما الي الابد ... نور قدمت تضحيه كبيره عندما طاوعته في جنونه ولذلك لابد وان يشعرها بتقديره لفعلتها ..لا يمكن ان يسمح لها بالشعور بالعار فما فعلته كان صحيحا تماما ولا يقلل من قدرها ابدا بل يرفعها في نظره لدرجه لا تتخيلها .. هى اثبتت حبها المطلق اللامشروط ...مجددا اولاد خالته منى يثبتون حبهما الخيالي فعمر تخلي عن كليته لاجل فريده والان نور فاقته وتخلت عن نفسها بالكامل ....الان دوره هو لاثبات حبه ... ليعلمها انها لم تضحى هباءا ولكنها بفعلتها تلك ملكت كل حواسه الي الابد سيقضى عمره يشكرها ويدللها ويعوضها ما تخلت عنه بزواجها منه سرا.. يكفيها ان تطلب من غريب ان يكون وكيلها وتضحى بعلاقتها بعمر وربما الي الابد ...سيكون لها الاب والاخ والزوج والحبيب ...
رفع ذقنها بلطف لتواجه عيونه ...امرها بصوت لطيف ولكن صارم ... - اياك اشوف النظره دى في عيونك تانى ...انتى غاليه اوى وقيمتك عندى مقدرش اوصفها بالكلمات ...اوعى تفتكري ان اللي احنا عملناه ده قلل من قيمتك بالعكس ...هتعرفي قيمة اللي انتى عملتيه مع الوقت يا نور ...حبيبتى انا عملت كده لاجبار عمر ووضعه امام الامر الواقع لكن صدقينى انا مش ممكن احرمك من دخلتك...انا هعملك فرح كبير وهتعزمى كل الناس وهيكون يومها هو اليوم اللي هتبقي فيه مراتى بجد ....قشعريره غريبه لاول مره تشعر بها سارت علي طول عمودها الفقري مع كل حرف كان ينطقه ..كلامه كان يلامس قلبها ويثير مشاعر جديده لم تشعر بها من قبل .. اكمل ..- نور انا بحبك ..بعشقك ...بعشق كل حاجه فيكى ...جمالك , جسمك, روحك..نفسي اشوف شعرك وادفن وشى فيه ...لكن هصبر كمان شويه ...مش هلمسك غير في النور ...اوعدك هحل كل الامور قريبا لكن عشان خاطري اوعى تشعري بالعار ...انتى ملكة قلبي وحبيبتى ...
ان كان محمد قد انتوى الا يلمسها الا بعدما يضمن موافقة وليها الشرعى الا انه ردد علي مسامعها كلمات جريئه لم يلمح لها حتى من قبل ...عقد القران حتى ولو كان مشكوك في صحته الا انه اعطى له بعض الامتيازات والكثير من الحريه ..... ولتأكيد شكوكها محمد ترك ذقنها وعاد الي القياده هى اصبحت زوجته وسيعلن الان للجميع ما فعله ...لن يعيد نور الي منزلها.... سيارته التى قام بإيجارها منذ عودته من ابوظبي كما يفعل كل عام في اجازته السنويه قادها بسرعه كبيره ليوقفها امام منزل اسرته ...نور نظرت اليه بإرتياع لكنه اطفأ المحرك بحركه حاسمه وهبط ليساعدها علي النزول قادها الي منزله وهو يهمس في اذنها بخبث ...- ومش معنى كلامى انى مش هستفيد من الامتيازات اللي وضعنا يسمح بيها ...انتى هتدخلي بيتنا دلوقتى ادام الكل كزوجتى ...هنعلن جوازنا في بيتنا وبالمره هفرجك علي غرفتى ....
******************************************* والدته التى فتحت له الباب عندما فضل ان يطرقه بدلا من ان يفتحه بمفتاحه علمت ما حدث من يده التى كانت تحيط خصر نور بحمايه وتملك ...تبادلت نظرات الهلع مع والدتها شريفه التى كانت تتكأ علي عصاها في الصالون خلفها ونظرات قلق مع رشا التى كانت تجلس تضع يدها علي خدها في انتظار عريسها المختفي .... محمد لم ينتظر ان يوجه اليه أي كلام واعلن مباشرة ...- انا ونور كتبنا كتابنا ....
رشا شهقت بصدمه وتخشبت في مكانها وشريفه ظهر الغضب الشديد علي ملامحها اما والدته فاحتضنت نور بحنان ...رغما عنها وجدت نفسها تشدد من ضمها اليها وتقول بألم...- طاوعتيه ليه يا غبيه ...طيب هو متهور ..انا كنت فاكراكى عاقله ..ربنا يسترها من عملتكم ..انتم الاتنين محتاجين علقه جامده علي اللي عملتوه ... قبل ان تنتهى من جملتها كان احمد وعمر قد عادا من المسجد ليساندا محمد ونور ... عمر قال بحرج ...- واحنا كنا الشهود ... شريفه صرخت بغضب عاتى وثوره عارمه ...- ربنا بلانى بأحفاد اغبيه... كلكم اغبيه... انا كنت هتصرف لكن انتم عكيتم الدنيا .. اشارت الي محمد بغضب ...- انت اتسرعت واتصرفت بغباء مطلق ..كده عمر معاه حق يقتلك ...انت اديتله الفرصه يتفوق عليك ويغلطك..انا كنت هتصرف لكن انتم دمرتم كل شىء..ثم اشارت الي نور بتهديد غاضب ... - وانتى تستاهلي كسر رقبتك...محمد اخفي نور خلف ظهره ...واجه جدته الثائره بشجاعه وقال ..- نور مالهاش ذنب محدش يوجه ليها أي كلام ...المسؤليه مسؤليتى ...وانا متحملها بالكامل ... انا بس كتبت الكتاب وجبتها علي هنا علي طول يعنى احترمت عمر لو كان لسه عنده عقل وبيفهم...اشار الي رشا بيده ...- وصلي نور لاوضتى واستنوا هناك ... بمجرد اختفاء رشا ونور التى رحبت بالاختباء فور عرض محمد ..ارادت ان تختفي من علي وجه الارض بأكملها والحرج اخرسها تماما ...ومحمد وجه كلامه الي والدته وجدته ...- انا مشيت رشا ونور عشان اتكلم براحتى ...انا مش هلمس نور غير لما عمر ربنا يهديه ويوافق ...انا بس وضعته امام الامر الواقع واجبرته يوافق ...لو كنت ناوى غير كده كنت اخدت نور ورجعت ابوظبي او اخدتها أي فندق ومحدش كان هيقدر يمنعنى ...حاليا هى مراتى قانونيا ...واي صبر هصبره فده عشان خاطر كرامتها بس...
***********************************
خالتها انهارت من تصرفها الارعن وجدتها تتوعد بعقابها فماذا سيكون رد فعل والدتها وعمر ...؟ هل سيسامحها عمر يوما علي انها احنت رأسه ارضا وسببت له العار بين الرجال ...؟ شعرت انها فقدت الاحساس برجولها واصيبت بالشلل ورشا كانت مرتبكه بصوره اكبر منها فهى لم تعتاد علي التصرف بجديه او تحمل المسؤليه لكنها انسحبت فور عودة محمد لغرفته فهذا كان التصرف الوحيد الذى استاطعت فعله ..تركهما بمفردهما ...لخصوصية لحظه صعبه لكلاهما يحتاجان للانفراد الان فربما محمد يستطيع دعمها ....البيت الذى كانت تدخله بحريه اصبحت تشعر بأنها دخيله عليه ولكن محمد اغلق الباب بالمفتاح خلف رشا وقال فورا ...- نورتى بيتك يا عروسه
رفعت عينان باكيتان اليه وهى تقول ...- عروسه ...؟ اقترب منها ورفع اصابعه ليمسح دموعها بحنان ...- عروسه وست البنات...تمسكت بأصابعه التى تجفف انهار دموعها ...- محمد انا خايفه ...اشتياقه الان عجز عن اخماده ...ضمها اليه اخيرا في عناق تاق اليه لسنوات همس يخبرها... - طول ما انا معاكى متخافيش ابدا ...
********************************************
كالليث الجريح عمر اخذ يدور في الصاله امام غرفة محمد ...كان يرغي ويزبد ويتوعد بقتل محمد ...وفريده كانت تشعر بالرعب فعمر عندما علم بفعلتهما ثار بطريقه لم تكن تتخيلها ....كانا قد وصلا لشقتهما القديمه منذ بعض الوقت وهى حبست نفسها في غرفتها متألمه وعمر كان يغلق عيونه ويتظاهر بالنوم علي مقعد الصالون المريح ...وعندما ورده الاتصال القاتل من جدته الذى تخبره فيه عن محمد حطم اثاث الشقه بلا رحمه....وفريده حاولت ايقافه وركضت خلفه مجددا لتمنعه من ارتكاب أي حماقه قد يفكر فيها ...حاولت تهدئته طوال الطريق ...وعندما يئست من تليين موقفه هددته بإلقاء نفسها من السياره وربما هذا التهديد هو ما ردعه قليلا..
وهوى قلبها بعنف بين ارجلها حينما فتح باب غرفة محمد ليخرج بمفرده ويواجه عمر بشجاعه ...وعمر ما ان شاهده حتى هجم عليه فورا وربما في نيته قتله كما توعد ولكن احمد وعمر شكلا حائط صد منعاه عن محمد ... ومحمد اقصاهما بغضب وهو يصرخ ...- ابعدوا من طريقي ...دى حاجه بينى وبينه...الامور جنونيه وتخرج عن السيطره وعمر سبه بغضب ...- يا ابن ال ...ثم بتر سبابه احتراما لروح زوج خالته الراحل ...- واجهنى بره في الشارع وبطل تتخبي زى الستات ...هات نور فورا لو كنت لمستها هقطعلك ايدك...محمد اجابه بصرامه ...- نور دلوقتى مراتى ومالكش أي حكم عليها ..واظن انت اكتر واحد عارف كده كويس ...كان حد قدر يمنعك من اذية فريده ...الغضب اعمى عمر تماما ...- يعنى انت بتنتقم منى في شخص نور ...؟ - لا ابدا يا عمر انا بأنقذها من ايدك قبل ما تدمرها تماما ...كفايه فريده ...
مجددا اشتعلت نيران الغضب وفريده صرخت بإنهيار...- كفايه بقي
شريفه تدخلت ...- عمر انا بحذرك تتعرض لنور بأي اذى ...هى هتروح معاك دلوقتى ومحمد هيجى يطلبها منك رسمى تانى والمره دى هتوافق من غير كلام... لكن قسما بالله لو اذيتها هتواجهنى انا ...وصلها بيتكم وارجعلي لانى عاوزه فريده ...هتفضل معايا شويه لحد ما توصل نور وترجع ...
عمر سألها بسخريه ...- ايه انتى واخده فريده رهن ...؟
نظرت اليه بغضب ..- احفظ لسانك يا ولد واتكلم بأدب ونفذ اللي قولتلك عليه..محمد هات نور فورا .. ربما الافضل ان ينحنى مع التيار حتى تمر الازمه ..محمد اذعن اخيرا ودخل الي غرفته مجددا ...كيف سيسمح لنور بالذهاب بعدما اصبحت زوجته ...بعدما احتواها بين ذراعيه وشعر بجسدها ..وفي غرفته فتح الباب برفق لانه يعلم ان نور تلتصق به ..قاد جسدها المنتفض برفق واجلسها علي فراشه ...ربت علي كفوفها ..- حبيبتى علي عينى ارجعك مع عمر لكن احنا اتفقنا ... متخافيش ده اتفاق رجاله ....عمر مش هيؤذيكى وانا هاجى اخطبك منه علي طول ...حبيبتى متتطلعيش ليه كده والا ملعون ابو الاتفاقات ومش همشيكى ابدا ....ابتسمت اخيرا فجذبها بلطف لتقف علي قدميها ....
**********************************************
الدوار الذى عاودها كان عنيف اليوم ...هو يهاجمها منذ بضعة ايام ولكنه اليوم كان علي اشده ربما بسبب الاحداث التى مرت بها ...فعليا هذا اطول يوم مر عليها في حياتها ... برؤيه ضبابيه وصوره مهزوزه شاهدت محمد يقود نور برفق وهى تتمسك به بقوه ...سمعته يسلمها لعمر ويعيد اليه تهديده - لو مديت ايدك عليها هأقطعها لك..اي تنفيث نفثه فيه انا ...فاهمنى والا ... شريفه قاطعته ...- خلاص يا محمد انتهينا...الكلام ممنوش فايده دلوقتى ... عمر هيستناك تروح تطلبها منه رسمى...محمد حذره مره اخيره وهو يسلمها له ...- اياك !!! عمر نظر اليه بضيق شديد ..كان يكتم غضبه حتى احمرت عيناه وارتفع ضغطه ....
- انت مجنون ..انتى بتوصينى علي اختى الصغيره - خلاص هوصيك علي اختى انا الصغيره ...فريده ونور امانه عندك ساعدنى نحميهم بدل ما نبهدلهم
***************************************** مع رحيلهما فريده ارادات الاختباء والبكاء بصمت ...عقد قران رشا تحول لكابوس رهيب ..علي الرغم من جهود عمر المضنيه لاسعادها الا انها عانت بشده وتدمر يومها بالكامل حتى انها وافقت بصعوبه علي دعوة عمر لها للعشاء خارجا بعدما الغت جدتهم دعوة عمر للجميع في وقت سابق..احمد اصر علي اصطحاب محمد والخروج لشم الهواء عساه يعيد اليه بعض الهدوء بعد توتر يوم رهيب فيصفى ذهنه ليرتب اموره القادمه ووالدتها ربطت رأسها من الصداع وحبست نفسها في غرفتها وهى متألمه.. محمد احرجها مع شقيقتها ..كيف استطاع ان يخزيها هكذا ....؟ وتلك الطائشه نور كيف طاوعته ووافقت ...؟ وشريفه اشارت الي فريده وطلبت منها ان تتبعها الي غرفتها ....
والوخز الذى شعرت فيه في قلبها مع حديث جدتها انبئها انها فعلا تحب عمر ..دوارها بلغ حد الخطر حينما اخبرتها شريفه ان تغلق الباب خلفهما ثم اخبرتها مباشرة انها ستتكفل بتخليصها من عمر لانه الحل الوحيد الان ..
رددت لنفسها بهلع ..." تخلصها من عمر ..تخلصها منه " هى لا تريد الخلاص منه ابدا وشريفه اعلنت بصوت صارم ...- حفيدتى مش هتعيش مع ضره ابدا ..عمر اتغير وانا حاولت كتير ارجعه للطريق السوى وفشلت لازم يطلقك ...ولما يرجع انا هأنهى معاه كل حاجه ... الموقف يتكرر بعد سبعة سنوات ولكن بصوره معكوسه ..في نفس الغرفه تتذكر حينما امرتها جدتها بحسم الامر وتحديد موعد للزفاف والان ستتدخل لتحديد موعد للطلاق.. فريده نهضت بصوره مفاجئه كى تقبل قدم جدتها وتترجاها الا تطلقها من عمر ولكن فجأه لم تعد تري غير السواد وتكومت علي الارض فاقده للوعى والوخز في قلبها ينخر اعماقه ويجعلها تنزف بصمت .....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
" من بين غيومى احزان حملتنى معها لكل مكان ... وطعنة الغدر ذبحتنى من اقرب الناس الي قلبي وكأن نصيبى الالم.. فوضعوا قلبي بين المطرقة والسندان... "

علي الرغم من انه لم يوجه اليها أي لوم او عتاب او حتى اذدراء الا انها شعرت بكسرته ...الجالس الي جوارها لم يكن شقيقها عمر الذى تعرفه ... بالنظر اليه ادركت مقدار جريمتها في حقه...الهم اضاف عمرا فوق عمره وكأن شعر رأسه ابيض فجأه وغزا الشيب فوديه في لحظات... سألها دون ان ينظر اليها ...- ليه يا نور عملتى كده ...؟ انتى اصريتى علي الزواج منه وانا رفضت ...؟ انتى حتى مسألتنيش عن رأيي او عن سبب رفضى ...بمجرد انى قلت لا رحتى اتجوزتى من ورايا ...ايه في الدنيا يستاهل انك تحرمينى من اللحظه دى ...؟ ايه في الدنيا يستاهل تخلي واحد غريب وليك واخوكى موجود علي وش الارض ...؟
بالطبع لا تملك أي اجابه لتجيبه ...بالفعل هى لم تطلب منه او حتى تسأله عن سبب رفضه لكنها كانت تعلم السبب ...او توقعت انه يرفض بسبب انه شقيق فريده تلك التى صهرت قلبه من قبل وعندما اعاد تشكيله لم يتمكن من اخراجها منه لكنه صنع لها قفص فولاذى واخفاها بداخله ... كانت تعلم ان فريده تقف في طريق سعادتها لان محمد قرر ان يضحى لاجلها وعندما ضعف محمد في لحظه وقرر ان يتغاضى عن ظروف زواج شقيقته الغير اعتياديه كانت تعلم انها مجرد لحظة ضعف ولو فرطت فيها سيتراجع عن موقفه ويتركها لاجل فريده مجددا... هى ظنت انها تعيد الامور لنصابها الصحيح لكنها لم تكن تتوقع ان تمرمغ فعلتها رأس اخيها في الوحل ... علمت الان انه مهما مر من وقت لن تصفي العلاقه ابدا بين عمر ومحمد فمحمد في نظر عمر اصبح لص سرق ما ليس من حقه ..كيف ستصلح خطيئتها الكبري ...؟ انها المذنبه الحقيقيه فهى استغلت ضعف محمد وكسرت عمر ...لكن الله وحده يعلم نيتها الطيبه ..ربما الان والدتها ستقطع علاقتها بشقيقتها ..جدتها معها حق ..جميع احفادها اغبياء بدايه من عمر ومحمد مرورا بها وبفريده وحتى احمد وعمر عندما قبلا ان يكونا الشهود
الحب لعب بعقولهم وغسلها تماما فاهو عمر يتصرف كالدب الاعمى و فريده تتنازل عن كبريائها وتتحمله الي اخر نفس ومحمد الرزين تصرف بتهور وهى طاوعته في جنونه ..حتى احمد وعمر لم يسلما من نوبة الجنان ..من اين اتوا بالجراءه لفعل تلك الحماقه ..اربعتهم اخطئوا لكن محمد هو من سيتحمل نصيب الاسد من الاحتقار وربما فريده ستتحمل النصيب الاكبر من العقاب ...كلماتها خرجت ضعيفه ...- عمر انا اسفه ..اتصرف بالطريقه اللي ترضيك ... اخيرا نظر اليها وقال بمراره ...- بعد ايه يا نور ...؟ انتى اجبرتينى ووطيتى راسي لو الامر بأيدى اطلقك منه لانه ممكن ميقدرش في يوم من الايام تضحيتك عشانه ويهينك ...لكن انا عارف انك بتحبيه ...انا كنت عاوز اجنبك الالم .. كان ممكن تتجوزى واحد تانى تحبيه برده لكن مش الحب اللي بيوجع زى حبنا ...لكن محمد خلاص لوى دراعى بحته من قلبى سرقها زى الحراميه ... دموعها خنقتها ..قالت وسط شهقاتها ...- انا اموت اقبل ما اوطى راسك يا اخويا ...لو يريحك انه يطلقنى انا موافقه ...سامحنى يا عمر وصدقنى .. انا ندمت جدا ...مش بسبب محمد خالص بالعكس لكن لانى اتسببت في كسرتك..صحيح محمد اتهور وانا اجرمت لكن غرضنا كان نصحح امورك مع فريده مش نوطى راسك ابدا او نكسرك....فريده الايام دى غير فريده زمان وكلنا لاحظنا كده وانت كمان غير زمان وبرده كلنا لاحظنا كده ...
كلاهما تغير عن الماضى فريده اصبحت افضل وهو اصبح اسوء وعادا لنفس النقطه ...احدهما يجب ان يعطى بلا مقابل
تلك الجراح تؤلم جدا مهما تعالجنا منها ..والخوف من الالم اشد ايلاما من الجرح نفسه ...التجارب المريره التى تعلم علينا بعلامات عميقه لا ننساها ابدا بل وتجعلنا ننغلق علي انفسنا فلا نسمح لمجرد التفكير في تكرارها بالرغم من اننا قد نكون نحرم انفسنا من فرصه حقيقيه للتعويض ولكن الخوف يظل هو سيد الموقف ... **********************************************
مع انهيارها المفاجىء جدتها صرخت ...لكن لم يكن هناك أي صدى لصرختها فسوميه اغلقت عليها الباب لتختفي من العار الذى سببه ابنها الكبير لكل العائله واحمد ومحمد اختفيا ليرتبا امورهما من جديد ورشا غادرت مع زوجها ...شريفه ركعت علي الرغم من صعوبة حركتها واحتوت رأس فريده بين ذراعيها ..لعنت غبائها الذى جعلها تترك جوالها قبل محاولتها لتفحص فريده ...لكنها الان لا تستطيع تركها ..بدأت تربت علي وجنتها بلطف وهى تقرأ الايات القرانيه وتتضرع الى الله.... كانت تعلم انها ادمت قلب حفيدتها بسيرة الطلاق فهى علي الرغم من المفاجأت التى تتعرض لها منذ عودة عمر الا انها عادت الي الحياه مع عودته ...خلال فترة سفرها كانت تعلم جيدا ان فريده تتألم وان عمر محطم لكنها كانت تعلم ان الوقت لم يكن كافي لعمر بعد ليتجاوز جراحه وكان اكثر من كافي لفريده كى تندم جيدا..لم تتدخل في البدايه لانها ارادت لهما ان يعودا سويا علي اساس قوى ... عمر لم يتحدث ابدا عن سبب الطلاق ومعلوماتها كانت من فريده التى اعترفت لها والندم يغزوها بأنها كانت تحتقره وتقلل من شأنه ...
علمت كم كان عمر ضعيف بعد الطلاق بل وكان علي اعتاب ادمان المخدرات ولكنها ساعدته كى يوجه طاقته الي العمل فبنى امبراطوريه قويه واصبحت امواله تغطى أي فارق قد تشعر فريده به ...لكنها خشت ان تكون تأخرت كثيرا فعندما علمت بخطبة عمر علمت ان اوان تدخلها قد حان..فعادت الي مصر لاعادة الامور الي نصابها الصحيح ولكن محمد افسد كل شيء بغبائه وتهوره ... الجرح الذى سببه لعمر لن يندمل ابدا ... ربما نتيجة ابتهالاتها تحققت ففريده تأوهت وهى تفتح عيونها ثم بدأت في البكاء بلا انقطاع ....بكاؤها زاد من الم صدرها وسنها الحالي لم يعد يحتمل كل ذلك التوتر والالم لكنها مضطره ...اختلطت دموعهما وفريده انتبهت لوضع جدتها التى ركعت بجوارها علي الارض ...تحاملت علي نفسها ونهضت وساعدت جدتها علي النهوض وغثيانها يشير الي اتجاه واحد فقط تتمنى ان تكون مخطئه فيه ....ان كانت حامل كما تظن فذلك الامر سوف يجن عمر تماما ..الم ينبهها من قبل الي ضروره الاحتياط بل ورد عليها جملتها عندما اهداها الحبوب وهو يقول ساخرا ... - خديها تانى...زمان اخدتيها عشان مكنتيش عاوزه تخلفي من واحد زىى..دلوقتى انا بطلب منك تاخديها عشان انا مش عاوز اخلف من واحده زيك ... كيف ستواجهه بالامر اذا ما صدق حدسها ...لا اذا تأكدت من حملها فعمر لن يعلم ابدا ستأخذ طفلها معها وترحل الي الابد....
********************************************
هو كان يعلم انه اخطىء بزواجه من نور بتلك الطريقه لكن عمر لم يترك له أي طريق اخر ...لقد طلبها منه مرتين ورفض في كلتاهما وبتعنت لمجرد انه شقيق فريده ...لكن لو عاد به الزمن يوما الي الوراء فسوف يكرر ما فعل ..هو يريد نور بأي طريقه وكان يريد اثبات حبه لها ...فقط يتمنى ان يسامح عمر نور فهى لاذنب لها ويتمنى ان يسامحه ايضا وتصفى الامور بينهما ...عمر ليس مجرد زوج اخت او ابن خاله ..لا انه اخ حقيقي ولا يتمنى خسارته ابدا ...دعى الله من قلبه ان يلهمه الصواب كى لا تتعقد الامور اكثر من ذلك .... سوف يعود الان الي المنزل ليواجه النار التى اشعلها ... العامل البسيط الذى يكنس الارضيه في الشارع نظر اليه وابتسم ... الابتسام نعمه من الله عز وجل ليس شرطا ان تكون طبيب لتكون سعيد ...وضع يده في جيبه والتقط كل الاموال التى بداخله ...لن يحسب كم تكون فهو نوى اعطائها لذلك العامل المبتسم لعل الله يهبه طريق الصواب.....ابتسم وهو يربت علي كتفه ويدسها في جيبه في الخفاء ثم انطلق مع احمد ليكمل ما بدئه والعامل اخرج ما وضعه محمد في جيبه وتطلع اليه بدهشه وعندما ادرك المبلغ الضخم الذى تركه له محمد رفع يديه الي السماء وحمد الله عز وجل الان سيتمكن من توفير ثمن الحضانه التى تحتاجها رضيعته وستفرح زوجته وتكف عن البكاء وهو خرج الي العمل وتركها لانه لم يتحمل دموعها وهو عاجز عن مساعدة احب الناس الي قلبه ..زوجته التى وضعت منذ يوم واحد ستموت قهرا فهما وبعد سنوات طويله من الزواج رزقا اخيرا بطفله جميله وسليمه ولكن فقط ولدت قبل موعدها وتحتاج الي البقاء فتره في الحضانه والمبلغ الضخم الذى بين يديه الان سيمكنه من وضعها في الحضانه في المستشفي الخاص الذى وصفه الطبيب له... مجددا رفع يديه الي السماء وهذه المره ليدعى لمحمد ...- يارب افرجها عليه زى ما فرجها عليه ...
*********************************************
- كده يا محمد ...هانت عليك خالتك تعمل فيها كده ...ونور هانت عليك .. انت ذلتها وهتعشيها ذليله لاخر يوم في عمرها
للقرارت المصيريه العديد من الجوانب ...قد يكون ما تراه صائب جدا ومناسب في وقت ما تكتشف انك كنت مخطىء وتسرعت ..وقد يكون بالفعل صائب جدا ولكن بالنسبه اليك فقط ولكن تباعيته قد تؤذي الاخرين بدون ان تتعمد ذلك وهذا ما حدث معه تماما ..زواجه من نور كان اصح شيء فعله في حياته بل كان بمثابة اعادة الروح لجسد فارقته الحياه ..اراد ان يقول ما يشعر به ...ان يصحح لخالته مفهومها ...صاح ..- خالت..
قاطعته بقرف ...- متقولهاش ...انا مش خالتك ...ولاد اختى كسروا قلب اولادى ..مش كفايه اختك والله عملته في عمر ...
صوت حاسم انهى ما كانت ستقوله ...كانت لن تكتفى بل كانت ستعيد علي مسامعمها كل تاريخ فريده الانانى..ان كانت قد سامحت فريده فذلك لانها كانت تعلم مقدار قوة عمر وفعلة محمد جعلتها تنطق ما كتمته في صدرها لسنوات ..- ماما كفايه ..خلي فريده بره الموضوع...هزت رأسها بمراره.. - لا ياعمر انت كنت استعدت حياتك وبإشاره واحده منها رجعت تانى تركع تحت رجليها ..ان كنت فاكر انك مش مفضوح تبقي واهم .. حبك باين عليك في كل شعره من شعرك وفي كل ذره من جسمك...ودلوقتى جه اخوها عشان يحرق قلبي علي نور ... نصيبى ولادى يتوجعوا علي ايد ولاد سوميه....
ربما ما قالته يوجع جدا ويلخص حال اولاد فخري لكن الحب اعمى بحر هائج يكتسح في طريقه كل العقلانيه والاتزان فيصبح اللامعقول معقول ويتلاشي المنطق ..ربما هو اخطىء في نظرهم بزواجه من نور ولكنه لم يستطع منع نفسه ... ولو عاد الزمن الي الوراء لفعل نفس فعلته مجددا خالته وضعته مع فريده فى نفس السله لكنها تظلم فريده مجددا ..وضع نور لا يقارن بوضع بفريده مهما بلغ وضع نور من سوء ...فريده ضحت في البدايه لاجلهم وعندما ادركت انها تحب عمر كانت قد خسرته ..لم تتهنى يوما بحياتها ....حتى عمر من داخله كان يعلم ان فريده تغيرت حتى ولو لم يجد الشجاعه ليعترف بذلك ربما لانه يخاف ان يكرر جرحا ادمى قلبه اذا ما استسلم لسلطان الهوى مجددا ...استفاق من شروده علي خالته تطرده خارجا ..لطالما كان طليق اللسان ولكن الان في الوقت الذى يحتاج فيه الي لسانه لم تسعفه الكلمات ....لن يستطيع الانسحاب الان ويترك نور لمواجهة فعلته وحيده ويترك فريده لسوء ظن خالته ...استعاد همته ورفع رأسه عاليا.. وجه كلامه الي عمر الذى كان يتألم بشده ...- لتالت مره بطلب منك ايد نور ...لو رفضت المره دى كمان يبقي انت مصمم تدمر نور وتدمرنى وتدمر فريده وبالتأكيد انت مش هتسلم ..حط ايدك في ايدى يا عمر خلينا نتجاوز الازمه ...
من المؤسف ان اخطاء الاخرين تؤثر علينا اكثر من اخطائنا الشخصيه وتجعلنا نحنى رؤسنا بخجل وربما لا نرفعها مجددا وعمر الذى عاد كطاووس فخور بريشه قامت نور بنتف ذلك الريش وتركته عاري ...ماذا سيقول لمحمد ونور اجبرته علي خفض رأسه بالطبع رد بمراره ..- تفتكر انا عندى اختيار يا محمد ...مبروك انتقمت لاختك وذلتنى وذليت اختى... انين متألم قاطع كلامه ..بهمس دامى نور هتفت بألم ..- ما عاش اللى يذلك يا اخويا ..وبدون ان تنظر الي محمد اكملت كلامها ...- طلقنى يا محمد ..انا اشتري عمر بالدنيا كلها
ربما كان الكثير من الكلام سيقال ولكن الاتصال المفاجىء من شريفه علي هاتف عمر النقال انهى الكثير من الكلام والكثير من الالم ...ربما عمر فقط اجاب ليختبىء خلف مكالمته من المشاعر الهائجه التى تتلاعب به فتقذفه الي اقصى اليمين ثم تعيده الي اقصى اليسار في نفس الوقت ...حيره قاتله ان يتساوى بداخلك نقيضين فلا تستطيع الانحياز الي اختيار معين...هو كوى من قبل بنار الحب ويعلم كم تؤلم ويريد ان يسامح محمد ونور علي فعلتهما الحمقاء ولكن دماء الرجل الشرقي ومنظوره للصواب يعيده الي اليسار مره اخري بتطرف ويجعله يشعر برغبه حتى في القتل ويعاقب محمد ونور علي جريمتهما التى لا تغتفر ..وجاء اتصال جدته كفرصه لإلتقاط الانفاس والتفكير ..هو ليس مجبر علي الاجابه وليس في مزاج يسمح له بالحديث في هاتف مع جده سوف تأنبه لانه السبب في فوضى المشاعر التى تحدث الان... لكنه اجاب ليفاجىء بجدته تهتف ...- الحق فريده ........
****************************************** لا يدرى كيف تمكن من قيادة سيارته ولا كيف حتى وصل اليها ..مع جملة جدته نسي كل شيء يخص نور ومحمد و ركض في هلع فى اتجاه سيارته هل نفذت فريده تهديدها ..هى هددته من قبل بالرحيل او بقتل نفسها ... الدقائق التى قضاها في سيارته حتى وصل الي اليها كانت الاصعب عل الاطلاق والافكار السوداء تهاجمه ..هو يعلم جيدا مقدار ضغط عليها واهانته لها في الفتره السابقه ويعرف ايضا انها رقيقه ولم تكن لتتحمل عقابه البشع لها .. هو يكن يقصد عقابها بقدر ما كان يقصد تذكرة نفسه بما فعلته له سابقا ...لم ينسي سنوات العذاب التى تحملها راضيا من اجلها ولن ينسي كم كان يريد لمسها معظم الليالي وكانت تتمنع عليه ليكتم لهفته ويبيت علي حسرته ... لن ينسي انها تناولت الحبوب لسنوات دون اخباره لانها لا ترغب في ربط حياتها المستقبليه به بل كانت ستنهى تعليمها وتستفيد من كنز الاموال الذى يوفره لها ثم ستتركه بعد ذلك لتتزوج من يليق بالطبيبه المشهوره التى ساهم في صنعها من وقته ومن حبه ومن امواله...خطتها الدنيئه اكتشف كافة اركانها عندما كان لديه الوقت ..اخذت كليته وحبه وامواله مقابل بضع سنوات من عمرها رمتها لها كما يلقى للكلب عظمه يلتهى بها ثم ما ان تتحصل على شهادتها كانت سترحل وتعيش حياتها معتبره ان بضع السنوات العذاب التى وهبتها له كافيه مقابل ما فعله لها.. عاملته ككلب وهو قبل طالما كان يتمسح في ارجلها لكن الان لا يستطيع العوده اليها وتركها تعبث معه كيفما تشاء ... لن يكون كلبها الوفي بعد الان
اراد ان يقتل نفسه ربما من المفيد ان يصدم نفسه بأقرب شاحنه فاهو علي الرغم من كل ما يذكر نفسه به لم يتحمل ان يكون اصابها سيء وهرع اليها كالمجنون ..ما هذا الحب الغريب الذى يحمله لها ...انه ابتلاء من الله عز وجل يكفر عن كل سيئاته التى فعلها والتى سوف يفعلها....
**********************************************- ليه يا تيته كلمتى عمر انا بقيت كويسه ....زمانه مشغول في المصيبه اللي عملها محمد ... - انتم كلكم مصايب وجعتوا قلبي..الا ما فيكم حد عدل ...اخوكى المجنون عك الدنيا ونور الهبله طاوعته والمتخلفين احمد وعمر بدل ما يعقلوهم ساعدوهم وانتى وعمر نازلين تقطيع في بعض لحد ما حد فيكم هيموت التانى..انا كبرت علي وجع القلب ده ..عاوزه اموت وانا مطمنه عليكم لكن للاسف انتم ادامكم سنين كتير لحد ما تعقلوا .....ذكر الموت هو اخر ما تتحمله فريده الان ..عيناها اغرقت بالدموع وهى تحتضنها بحنان فائق .. - بعد الشر عليكى يا حبيبتى ... سامحينا لو تعبناكى
علي الرغم من كل ما فكر به طوال الطريق الا انه عندما دخل غرفة فريده ليجدها تحتضن جدته لم يتمالك نفسه وحضنهما سويا ...فريده بخير علي الاقل ظاهريا فإنزاح هم كبير من علي كتفيه ...اهم شيء الان ان يراها بخير ..الدقائق التى قضاها في القلق اعطت لمحمد بعض العذر فهو لو كان يحب نور ربع الحب الذى يحبه هو لفريده لهدم الجبال بيديه العاريتين من اجلها وليس فقط ينتابه بعض الجنون ويتزوجها رغما عن انف اخيها الذى يرفض لمجرد انه اصبح يخاف من الحب اكثر من خوفه من الموت فالموت يأتى فجأه لكن الحب موت بطىء يستنزف روحك وجسدك وعقلك ويتركك بلا حول ولا قوه ..لا يدرى كيف ومتى انسحبت جدته من حضنه لكنه استفاق من شروده علي جسد فريده المستكين بين ذراعيه وهى تكتم شهقاتها كى لا تصل اليه ..كانت تبكى بألم مثله ..فقط هو يبكى بدون دموع ... سألها بلهفه ...- خير في ايه يا حبيبتى ...؟
لقبها حبيبتى اخيرا وهى شعرت انها نابعه من قلبه لكنها كانت تعلم انها النهايه..ما فعله محمد عجل بنهايتها مع عمر فهى لابد وان تختفي قريبا فربما تحل الامور ويوافق عمر علي زواج محمد ونور عندما يعلم انه لن يراها علي الاقل لسنوات ..في الماضى ضحت لاجل احمد وكانت تشعر بالمراره وظلت تشعر بها لانها مع عمر والان ستضحى من اجل محمد وستشعر بالمراره وستظل تشعر بها لانها بدون عمر ... لو فقط نعرف قيمة ما نملكه في الوقت الصحيح لتجنبنا الكثير والكثير من الالم ...لكن للاسف فقط نعرف كم كان مميز ما لدينا عندما نراه في ايدى الاخرين....فقط ايام تفصلها عن بعثتها ...اكتشفت انها عندما لم تعتذر صراحة عن البعثه اعتبروها ستسافر وموظفة البعثات اعتبرتها انثى مغلوبه علي امرها ولديها زوج سافل يتحكم بها فتغاضت عن موافقة الزوج وانهت اجراءات سفرها بدونها ظنا منها انها تسدى خدمه لبنات جنسها المقهورات لكنها لم تكن تعلم انها كانت الجانيه وليس المجنى عليها علي عكس المألوف
اليوم علمت ان التأشيره اصبحت جاهزه وتم حجز تذكرتها ذات الاتجاه الواحد بعد فقط عشرة ايام ....ستسافر بعيدا لتلعق جراحها هناك فسيكون لديها كل الوقت
اما الان فهى في حضن عمر وبالتأكيد للمره الاخيره فهى ستختفي قبل ان تبدأ بطنها في الظهور ... اجابته في خفوت ..- بس دخت شويه ...مافيش حاجه تقلق ... قلقه الواضح احياها واعاد الاتزان الي جسدها المهزوز..ثم لا تدري من اين اتتها الشجاعه لكنها رفعت كفاها واحاطت وجهه بها .. لاول مره في حياتها تبادر بلمسه ..طوال سنوات زواجهما لم تحاول مره ان تقترب منه او تتدلل عليه وكأن عمر شعر فجأه بما تفعله فتخشب تحت لمستها ..هل تلك فعلا فريده التى تتقرب منه الان .. ومتى في اليوم الذى حمل فيه هموم تفوق طاقته ... وعندما اقتربت منه اكثر تدعوه اليها تصلب بشده وهو يهمس بعذاب ...- ارحمينى يا فريده انا مش مصنوع من الحديد لمستها كانت تذيب عظامه لطالما تاق الي تلك اللمسات منها ولكنها كانت تحرمه منها واليوم حققت امنيه تمناها لسنوات .. ان تقترب منه فريده وتمنحه نفسها وهى راغبه بل البادئه والساعية اليه
وهى ايضا ارادت ان تنعم بقربه ولو لمره واحده ...ولو لمره تحظى بعلاقه معه وكلاهما خالي من الضغائن واليوم كان اليوم المثالي لذلك وهى لن تسافر قبل ان تحمل تلك الذكري الاخيره معها ....اقتربت منه اكثر والتصقت به حتى امتلئت دماغها برائحته وهو سقطت دفعاته وهو يجذبها اليه متناسيا وضع العائله الحرج والحرب الدائره في الخارج...تمسك بها بلهفه وهو يهتف بألم ...- موتى علي ايدك يا فريده
******************************************
الاتصال الذى جاء لعمر وجعله يركض خارجا اعطاه الفرصه لترتيب اموره فخالته انسحبت فورا الي غرفتها وتركته مع نور بمفردهما ولم تكرر طرده وعمر لم يهتم بوجوده وغادر علي عجل وكأن حياته تتوقف علي ذلك الاتصال..اما نور فحاولت الاختباء في غرفتها ولكن محمد لحقها و جذبها فورا اليه من ذراعها بلطف ورفع رأسها لتواجهه ...- قلتلك قبل كده انتى غاليه اوى يا مراتى ....اوعى تفتكري انى ممكن اطاوعك في جنونك واطلقك ..انا ما صدقت انك تتكتبى علي اسمى .. والكلمه دى عمرى ما هنطقها في حياتى ابدا..سامحينى انى ورطتك كده لكن صدقينى دى كانت اسرع طريقه اضمن بيها انك ليه للابد ...اصبري بس كام يوم واوعدك هحل كل الامور ....زعل خالتى علي عينى لكن هى لو عرفت انا بحبك اد ايه هتعذرنى ... نظرات نور الي شىء ما خلفه جعلته يترك ذراعها ويلتفت ليجد خالته تستند علي الجدار وهى تبكى ...لا اراديا اصابعه مسحت دموعها وقبل كفوفها وهو يقول ...- سامحينى يا خالتى لكن والله العظيم بحب نور وعملت اللي عملته لانى بحبها وكنت خايف من عمر...راسكم في السما ولا يمكن انزلها الارض ابدا ....
الكلمات خانته ليته يستطيع التعبير اكثر ولكن الاحاسيس تصل ..لاحظ الان ان خالته اهدى وتميل الي التفهم ..انها ام مهما كان وتفهم ابنتها جيدا ... يتبقي عمر الذى دعى الله الا يفرغ غضبه في فريده التى تحملت عذاب يوازى ما في البحار من ماء....
*********************************************
ارادت ان يكون اليوم هو المره الاولي من كل شيء فلأول مره عمر يقضى ليله كامله في غرفتها القديمه ولأول مره تكون هى المبادره في العلاقه ولأول مره ايضا يكون كلاهما راغبان....حملت معها الذكري الكامله كما تمنت وحين استيقظا علي اتصال من محمد شعرت بالحسره وعلمت انها عادت الي ارض الواقع ...عمر تردد قبل الاجابه ولكن نظرات فريده التى ترجته جعلته يجيب ..محمد بادره علي الفور بقول ... - قابلنى بره راجل لراجل انا وانت لوحدينا ...انا مستعد اعمل أي حاجه ترضيك يا عمر الا طلاقها ...فكر في الترضيه اللي انت شايفها مناسبه وانا مستعد تماما....
قد يكون عمر يحتاج الهروب وليس فقط لمقابلة محمد ...مشاعرهما الان في حالة فوضى ويحتاج الي اعادة تنظيم اولياته ...كلما اعتقد انه تخلص منها يجد نفس يغرق في دوامتها مجددا وهى كلما فقدت الامل يعود عمر ويحيه مجددا جدتها معها حق لن ينتهيا قبل ان يخلص احدهما علي الاخر لذلك ستقطع دائرة الخطر تلك بسفرها ....
زيارة اسيل لها كانت بمثابة الانقاذ ...كانت تحتاج الي الكلام ومن افضل من اسيل ليستمع دون تأنيبها كشأنها دائما ...حضنتها بعنف وكأنها تبحث عن الملجأ لديها ... ربما اسيل لم تتدخل في الفتره السابقه وظلت علي الحياد لان عمر وفريده طرفين متساويان في المعزة لديها لكنها الان احتاجت لدعم فريده فهى في اشد الحاجه لدعمها ...خبر زواج محمد ونور كان كالصاعقه وحضرت اسيل مع والداتها في محاولة منهما لاحتواء الوضع ... خالتها لمياء اظهرت دعما مطلقا وحاولت التلطيف مما فعله محمد مع التركيز علي ضرورة شد اذانهما نظير لفعلتهما الحمقاء لكنهما في النهايه تزوجا رسميا ولن يتما الزواج الا بعد موافقه عمر ....اسيل سألتها بطريقه مباشره ...- انتى وعمر وصلتوا لفين في حربكم البارده ...؟ فريده ابتسمت بمراره ...- حربنا بارده ومشتعله وكلها حياه ونهايتها موت ... - ليه يا بنتى بتهدوا في بعض كده ...؟ خساره حب زى حبكم يضيع - ضاع عشان انا غبيه واستحق - انا عارفه انك بتحبيه وهو كمان بيحبك لكن لو مش قادرين تلاقوا السعاده يبقي كل واحد يروح لحاله قبل ما تموتوا من القهر...هو ممكن يكون سعيد مع نوف وانتى كمان ...عماد طلب منى ابلغك انه مستنيكى لحد ما تاخدى حريتك وانه مش هيتصل بيكى شخصيا ابدا الا لما تبقي حره لانه بيحترم الزواج وقدسيته جدا.. لكن حابب انك تعرفي مشاعره...
الم مزق احشائها مع رسم اسيل للمستقبل المظلم ...لن يلمسها رجل ابدا غيره فهى له حتى يضمها قبرها وتخيلها له مع نوف ما زال يؤلمها نفس الالم الذى شعرت به حينما علمت عن علاقتهما - بلغيه ينسانى انا مافيش منى امل ابدا وادعيلي اقدر اعيش من غيره .. محتاجه دعواتكم جدا
الاحداث التى مرت لاحقا كانت بترتيب الهى ... عودة محمد وعمر سويا من مقابلتهما خارجا وهما يبدو عليهما التفاهم طمئنتها بنسبه كبيره ... عودتهما سويا دلت علي انهما توصلا لاتفاق ولو مبدئي يحل الازمه وقبل ان تسأل بدء هاتف عمر الجوال في الرنين ... هى كانت الاقرب اليه .. حملته وفى نيتها تسليمه له لكنها رغما عنها لمحت اسم نوف يومض علي الشاشه ...ناولته اليه بألم وهو عندما ادرك مصدر الاتصال اعتذر وخرج الي الشرفه ليتكلم بحريه ....المها الاصغر لم يدم طويلا فلم يمضى سوى ثوانى قليله ليعود عمر الي الداخل معلنا انه سوف يسافر بضعة ايام الي دبي ....ليبدأ المها الاكبر الذى سوف يعيش معها الي باقي عمرها.. *********************************************
ليس مجرد اتصال نوف الذى تخبره فيه عن غضب والدها بسبب فض خطبتهما دون استشارته هو ما جعله يهرع الي السفر ..لا بل هو تحجج بذلك فقط ليهرب من فوضى المشاعر التى تسببها له فريده وليعطى لنفسه فرصه لتقبل زواج نور ..كما انه بحاجه الي الحديث مع نوف فهى تفهمه جيدا وتمتص غضبه ...ليته يحبها ليرتاح معها لكنها لن تقبل به ابدا الا اذا كان يحبها فعلا وهو لن يستطيع حب انثى اخري سوى تلك التى ملكت قلبه وعقله..السفر سيكون حلا سحريا لكل مشاكله ويتمنى مع عودته ان يكون اكثر حسما مع فريده ...
وفريده علمت انها اصابت في قبول البعثه لن تتحمل ابدا العيش مع اخرى تشارك عمر معها ويكون لها نفس النصيب منه او حتى لو انفصلا فلن تتحمل رؤيته معها ..الهرب الان هو ملاذها حيث لن يعرفها احد وستحمل معها قطعة عمر الغاليه التى زرعها بداخلها ...ستحدثه دائما عن ابيه وقوته وحنانه ...ستدعو الله ان يرث جميع صفات عمر ويكون يشبهه لتتحمل الفراق كلما تنظر الي وجهه .... يتبقى امرا واحد فقط .. ستكتب لعمر رساله تعبر فيها عن جزء صغير مما تشعر به ....وستصله فور سفرها ...سترسلها قبل مغادرتها بيوم ليعلم انها تحبه وانها نادمه والاهم انها اسفه لخسارته ليبدأ حياته الجديده وهو خالي من المراره ...فور سفره كتبت الرساله وسطرتها بدموعها ...قبضت علي قلمها بقوه كادت ان تكسره وبدأت في الكتابه.....
عندما قررت كتابة الرساله احترت كثيرا.. فبماذا سألقبك وسأدعوك في بداية رسالتى لكن هذا كان سبب حيرتى الوحيد لاننى لم اتردد مطلقا في كتابتها .. حتى اننى لم ارسلها اليك الكترونيا بل فضلت كتابتها بقلمى .. لاشعر بأننى اترك جزء منى سيصلك كما تركت انت جزء غالي في قلبي لذلك سأقول " الي من جعلنى اعيد اكتشاف نفسي من جديد ...نعم لقد جعلتنى اعيد اكتشاف نفسي وارتب فوضى حياتى ..منذ ان كنت طفله تحبو وانا اتغذي وانمو علي حبك يغطينى ودشنت هذا الحب بأسمى تضحيه لتعطينى كليتك دون ذره واحده من التردد..ربما لسنوات كنت اعاند نفسي لاننى كنت اخشي من ان استسلم كلية لحب لم افهمه وعندما فهمت ما لم اكن افهمه كان الاوان قد فات ..لن اطلب منك ان تتقبلنى فالذي عرفته جيدا الان ان الحب لا يكون بالاجبار اما ان تحب او لا... لا يوجد بينهما وسط ..
انا اعلم انك قد تمزق رسالتى دون ان تقرأها ولكن ان كان هناك اي احتمال حتى ولو ضئيل لاقول ما احتاج لقوله ويصلك ..اذن سأتمسك بهذا الامل كما حاولت ان افعل طوال الاسابيع الماضيه..
وكل ما سأقوله اننى احبك.. ولم احبك من بعد عودتك كما تعتقد او لاننى اريد منك شيئا لا بل انا احبك منذ ان تفتحت عيناى علي الدنيا لاننى لا استطيع الا ان افعل ذلك واريد ان اعتذر عن اي الم سببته لك عن عمد او حتى بدون ..قد ارتاح في غربتى اذا ما علمت اننا اذا ما تقابلنا يوما ما مجددا فإننى لن اري نظرات الاحتقار او الكره في عينيك فأقصى امنياتى الان ان تقبلنى كصديقه ..انا اعلم اننى لم استطع ارضاؤك كحبيبه لكن صدقنى هذه المره عندما اعدك اننى سأكون الصديقه التى تستحق اللقب ... حرصت ان تصلك رسالتى سريعا قبل ان تبدأ حياتك الجديده لتطوي صفحتى للابد لذلك ارسلتها قبل سفري الذي انهيت اجراءته تلقائيا دون أي تدخل منى وكأن الله اراد ان يلطف بك وسيلهمنى الصواب لذلك سأحل قيدك.. سأرحل... فقد قبلت البعثه ولا اعلم متى سأعود لكنى سأعود يوما واتمنى عندما اعود ان نكون اصدقاء ...
لن اوقع رسالتى لانى اريد تغيير اسمى بإسم جديد لا يذكرنى بما فعلته يوما الي اللقاء يوما ما .."
نامت من شدة الالم وهى تتمسك برسالتها التى سطرتها بدموعها ودمائها لكن احيانا الفراق يكون اخف الما من اللقاء وهناك طرف يكره....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قصه غيوم ومطر للكاتبه داليا الكوميتلك الحقيره السبب في فصلها من عملها ...انه المركز الخامس الذى تفصل منه وسمعتها اصبحت في الحضيض...اخرهم كان المركز الطبي التخصصى لطب الاطفال وفصلت منه بعدما اقامت علاقه مع مديره وعندما علمت زوجته اصرت علي فضحها ثم فصلها ولكن المدير الشاب فضل تكتم الامر حرصا علي سمعته اما الدكتور غراب فأصر علي ايصال الامر للجنة اخلاقيات المهنه في النقابه والتى تحقق الان في اسباب فصلها من كل المراكز التى عملت بها وتهدد بشطبها من النقابه ولو شطبت من النقابه فأي مستقبل سيكون لديها وهى لن تستطيع العمل كطبيبه ابدا وكل ما تحملته لاجل ان تصل الي هذا اللقب سيذهب هباء .... القت بالكوب الذى تحمله بيدها الي الحائط ليتهشم الي المئات من القطع الحاده... فالاصوات المزعجه التى تسمعها زادت منذ ذلك اليوم الذى هاجمتها فيه فريده بشكل كبير ,,, الان لم تعد فقط تؤنبها علي سلوكها بل اصبحت اكثر عنفا وتهددها بالقتل.. فريده هى التى تستحق القتل وليس هى فلو لم تتهجم عليها في عملها لما كانت الامور وصلت الي هذا الوضع الحرج ...ركعت علي ركبتيها لالتقاط القطع المتناثره بيديها ..لم تهتم لعشرات القطع التى غرزت في ركبتيها ولا لاؤلئك اللذين مزقوا كفيها فإحساسها بالالم لم يعد موجود منذ زمن بعيد ... الدماء سالت بغزاره من جروحها العديده لتغطى الزجاج المتناثر في كل مكان بقطرات حمراء قانيه لونت القليل من سواد قلبها....
لم تنتبه الا علي صوت والدتها يؤنبها بحزن ...- كده برده يا بنتى ..دى كانت اخر كبايه عندنا ..انتى كسرتى كل الكوبيات في اسبوع ...وكمان قعدتى من الشغل هنجيب غيرهم ازاي ....
فاطمه نظرت اليها بغضب عارم ..طردتها من غرفتها وهى تصرخ ... - اخرسي يا غبيه واخرجى بره ...
والداها تعودا علي وقاحتها منذ الصغر ...لم يمر يوم الا وكانت تعايرهما بفقرهما ...لطالما اهانت والدتها التى كانت تتحمل ولا تخبر زوجها كى لا يؤذيها واليوم والدها سمع بالصدفه اهانة زوجته علي يد ابنته بأذنيه....
عندما ولدت فاطمه وكانت الطفله الوحيده علي جيش من الذكور انشرح قلبه وشعر انها ستكون النسمه اللطيفه التى سوف تهون شظف العيش عليه وعلي زوجته ...لكنها منذ نعومة اظافرها وهى لا تكتفي ابدا ولم تشعر بالرضا يوما ...لطالما دللها بقدر استطاعته فهو عامل بسيط يجنى قوت يومه يوما بيوم وعندما التحقت بكلية الطب كان يطير من السعاده ويفتخر بها في كل مكان ..حتى بدأت الالسنه تلوك سيرتها وفاحت رائحة سلوكها المشين ..في البدايه لم يصدق ما كان يقال عنها واخفي الامر عن اشقائها خشية قتلها اذا ما علموا ما يقال عنها ولكن يوما بعد يوم بدء هو في تصديق ما سمعه ..فمن اين لها بتلك الثياب والاموال التى تنفقها ببذخ حتى من قبل ان تتخرج وتعمل ..ولكنه لم يستطع مقاومة عاطفة الابوه لوحيدته وواصل اخفاء افعالها المشينه عن اشقائها واقنعهم انها تعمل حتى وهى طالبه لتساعدهم في المصاريف ....
ولكن اليوم حزن للغايه عندما سمعها تهين والدتها ...سوء خلقها كسر ظهره تماما ولم يعد يستطيع التحمل بعد الان ...نهرها بعنف ...- اتأدبي يا فاجره ولمى لسانك ...
وكأن فاطمه كانت تنتظر اهانته لها كى تنفجر...بدأت في السب واللعن حتى انها لم تعى ما كانت تقول ..بدأت بإهانة والدها ووالدتها واصلهم الوضيع ثم فجأه رفعت يدها لتصفع والدها العجوز الذى اضيفت سنوات الي عمره فأصبح يناهز المائة عام وهو لم يتخطى الستين من بشاعة الموقف ...ابنته ستتسبب في موته بوقاحتها وسوء خلقها اما صفعتها له فقتلته وضعفه الجسمانى منعه من ردعها ليتكوم عند قدميها من الالم ومن العار..ووالدتها وقفت محسوره لتشاهد مايحدث وقلبها يبكى دما لكنها لم تكن المتفرجه الوحيده فخلف شقيق فاطمه ايضا حضر علي صراخ والدتها ليشاهد بعينيه صفعة فاطمه لوالده بعدما استمع الي صراخها علي والدته ..لا اراديا بدء في ضرب فاطمه في كل مكان وعدم احساسها بالالم جعله يزيد في ضربها باللكمات والصفعات حتى ارهق نفسيا وجسديا ومع كل صفعه او لكمه تتلقاها كانت تغذى حقدها وغلها علي فريده التى تتهمها انها السبب فيما يحدث لها من فقدان عملها الي ضربها الان علي يد شقيقها ..الاصوات الان عادت الي نشاطها بكامل قوتها لتسمعها تأمرها بقتل فريده.. اصبحت تردد علي مسامعها بلا توقف ..." فريده لازم تموت " وارضاء للاصوات كى ترتاح منها فاطمه ايضا رددت لنفسها فريده لابد وان تموت ...

وعندما كف خلف عن ضربه لها وجلس خائر القوى علي فراش فاطمه فقط عندها نهضت فاطمه والكراهيه تطل من عيونها لتبصق عليهم جميعا وتقول ... - كلكم هتدفعوا التمن يا حثالة المجتمع ...انتم مش عارفين انا مين
انا اقدر ادمركم كلكم بإشاره من ايدى ...ربنا اخترنى عشان اكون تابع ليه في الارض وهدمركم كلكم ....انت اركع واترجانى وانتى بوسي ايدى عشان اصفح عنكم ...ثم بدأت في الضحك بهستيريه ...
انها مصدر وجع قلبه منذ ولادتها وظن انها عندما ستصبح طبيبه ستبتسم له الحياه ...لطالما المته لكن اليوم رؤيتها علي حافة الجنون المته بطريقه لا يمكن وصفها ليضرب كفا بكف وهو يبكى ويقول ..- لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ...بنتى اتجننت ... رحمتك يارب ..الطف بينا يارب ...والصدمه شلت والداتها عن الحركه لتشعر بألم يمزق ارجلها ثم ليختفي الاحساس منهما تماما وشقيقها تخشب في مكانه لا يصدق ما يحدث وكأنه يشك ان فاطمه تلعب لعبه جديده من الاعيبها القذره ولكن عيناها الزائغتين والقوه الهائله التى حطت عليها وجعلتها تقلب الفراش وهويجلس عليه ثم تطيح بالخزانه الي جانب الغرفه الاخر جعلته يتأكد ان مس شيطانى اصابها فجعلها تتصرف هكذا فإتجه ببصره الي السماء في دعاء الي الله عز وجل ان يخلصهما من تلك الفاجره التى اصبحت سمعتها اكثر اتساخا من المراحيض العامه ....

******************

فقط سبعة ايام قضتهم بدونه وعاد اليها جفاف حياتها وعادت الايام لتمر بطيئه وتحسب فيها الثوانى وكأنها ساعات ..لم يهاتفها ابدا منذ رحيله وكأنه يأهلها للقادم او ربما هو مشغول مع حبيبه اعطاها كل وقته ...وكلما انتابها الالم الان تذكر نفسها انها السبب وانها لم تقدر النعمه التى وهبها لها الله سبحانه وتعالي وتبطرت عليها فكان نتيجة بطرها انها فقدتها عن جداره..
الان فقط علمت مقدار الالم الذي سببته لعمر بكلمتها ..عندما اعطاها الحبوب كان فقط يعيد اليها اهانتها اما الان عندما اصبحت تحمل قطعه غاليه منه في احشائها وهو يرفض.. النار اصبحت تحرقها بلارحمه .. مسكين ذلك الطفل الذي لن ينعم مطلقا بحب اب ..كان ليكون اب رائع كما كان زوج رائع ...محظوظون اولئك اطفال نوف لانهم سيحظون بإهتمام عمر وحبه ...ان كان قد دللها بطريقه لا توصف فماذا سوف يفعل لاطفاله ؟؟؟ هل ستسطيع تعويض طفلها غياب والده ..ستحمل مسؤليه كبيره اهمها تنشئة طفل في بيئه غريبه عنه ولكنها تفضل ذلك عن ربط عمر بها مجبر لاجل طفل لايريده او الاسوء ان يطلب منها اجهاضه ...عمر القاسي الذي عرفته في الفتره السابقه ربما لن يتردد في طلب التخلص من طفل ينتمى اليها ...العد التنازلي لرحيلها بدأ وستواجه العائله غدا بيمعاد سفرها الذي سيكون بعد غد ...غدا اليوم الفيصل في حياتها فهى ستخبرهم عن سفرها وستتحمل الهجوم الضاري الذي سوف يشنوه عليها بالاضافه الي عدم عودة عمر التى سوف تجعل منها زوجه هاربه بدلا من مطلقه كانت ستسافر لتلعق جراحها وحيده ... والاهم غدا يوم ارسال الرساله التى لم تجد افضل من شقتهما القديمه كعنوان لارسال الرسالة اليه فحارس البنايه سوف يعطيها لعمر فور وصولها اليه....اما اليوم فستذهب الي ادارة البعثات لاستلام التزاكر والتأشيره وعندما تعود ستبدأ في حزم القليل من الامتعه فهى ستكون زاهده في كل شيء لمن ستتزين بعد عمر ..ستعود لزيها الجينز القديم الذي لازمها ايام غيابه عنها...
وضعت الرساله بحرص بين كتبها علي المكتب ...انها ليست مجرد رساله بل هى قطعه من روحها تتركها معه فربما يحن يوما ويقرأها فيصل اليه ذلك الجزء ويسامحها ويعرف انها فعلا نادمه علي انها لم تحبه كما يستحق والدتها قاطعت افكارها بدخولها لغرفتها مع سيده الخادمه التى تنظف منزلهم كل اسبوع ..انشغال سوميه مع الخادمه جعلها لا تلاحظ ان فريده ترتدى ملابس الخروج ...فقط امرت فريده بالخروج ليبدؤا بالتنظيف من غرفتها ...حملت حقيبه يدها وغادرت ...الخادمه ستمحو أي اثر لعمر من غرفتها كانت ستقضى الساعات القادمه في تنشق رائحته التى تركها في غرفتها ...لكنها الطبيعه تأخذ مجراها وتجبرها علي الانصياع ...
بمجرد خروجها رشا استوقفتها سألتها بفضول ....- فريده ...عمر وخالتى سامحوا محمد ولا لسه ...؟ - معنديش فكره عمر شكله مشغول.. مكلمنيش من يوم سفره - طيب انتى مش كلمتيه ليه ...؟ ده لو عمري انا .. مكنتش فوت يوم من غير ما اسمع صوته ..البعيد عن العين بعيد عن القلب وهو معاه نوف هناك انتى بتسلميه ليها علي طبق من ذهب ...دلوقتى يقول ما صدقت ...انا مش غبيه ولا صغيره يا فريده ...في الحب انا افهم اكتر منك ..عارفه ليه ...؟ لانى عرفت ان الكرامه في انك تلاقي واحد يحبك ويدافع عنك ويحميكى فتسلميله نفسك بالكامل ..أما انك تنكري حبك عن جوزك بدافع كرامتك ده اسمه عبط ..كبرياء غبي هيخسرك كتير ..انا مش بقلك ترمى نفسك علي واحد مش عاوزك ...لا ابدا انا بشجعك تعبري لجوزك عن حبك وخصوصا انه في فتره كان بيحبك اكتر ما انتى بتحبيه وكان بيعبر بكل الطرق ....
بصراحه يا فريده انتى كنتى في اتجاه والناس كلها في اتجاه ..حتى انا اختك الوحيده كنتى بعيده عنى..عمر معاه حق يحس انك كنتى متكبره اذ ا كان انا اختك وساعات كنت بشك في كده ولولا انى كنت عارفه انك بتستخبي ورا مظهر المتكبره كنت صدقت انك فعلا شايفه نفسك احسن من الكل .. وفجأه انقلبتى للنقيض بقيتى سلبيه ومستسلمه ومتنازله عن كرامتك حتى قبلتى بضره ومش ده اثبات الحب ...لازم تعملي حاجه قويه تثبتى بيها حبك لعمر زى ما انا وافقت وقابلت عمر قبل الخطوبه وزى ما نور اتجننت وسلمت مفاتيح روحها لمحمد علي بياض
فكري يا فريده واسألي نفسك ...عملتى ايه يخلي عمر يتأكد انك بتحبيه ...؟
سؤال رشا ظل يتردد في رأسها ..كانت تظن انها بقبولها بعمر علي وضعه الحالي تثبت له انها تحبه ....بدأت تشك فى صواب قرار الهرب ..لكنها لا تملك الجراءه علي البقاء وعمر يتهنى بحضن نوف ... مهما فعلت فاللقاء نصيب وان كان مقدر لها البقاء معه فستبقي علي الرغم من كل الظروف اما وان كان الفراق هو قدرهما المحتوم اذن فأهلا بسنوات السواد القادمه اجهزى علي الباقي منى وامحينى من الوجود .....
السلاسه العجيبه التى تمت بها اجراءات سفرها كأنها اشاره من الله عز وجل لضرورة سفرها..تقريبا جميع الاجراءات النهائيه تمت تلقائيا ..
انهت الاوراق الاخيره الخاصه ببعثتها من شؤن الموظفين وبدات في وداع الجميع وهى تبكى..في اكثر احلام يقظتها جنونا امس شاهدت عمر عندما علم بسفرها لحق بها فورا واعادها وهو يحملها علي كتفه كما فعل سابقا واخبرها انه يحبها وانه سيترك نوف لانه لا يستطيع حبها كما يحبها هى ... ثم استفاقت علي وضعها البائس " حامل ومنبوذه " وزوج يحتقرها واخبرها مرارا انه سيطلقها ويتزوج بأخري ... ولا يريد منها اطفال...

اليوم غرفة فريده اجهدتها فهى تبدو انها ستنتقل لشقة زوجها مجددا فخزانتها قلبت رأسا علي عقب وكتبها الدراسيه بالكامل خرجت من مخبئها وكأنها ستزاكر جميع ما درسته من قبل مرة اخري ...
سيده بدأت بالمكتب فهى خشت ان تتعفر كتب الدكتوره فريده الثمينه .... وقعت عيناها علي رساله معنونه ترتاح وسط كتبها وكعادتها التقطتها بروتنيه ووضعتها داخل ملابسها لارسالها فهى لطالما ارسلت رسائل اسرة فتحى الي محمد في غربته ..فور انتهاء عملها ستذهب الي مكتب البريد وترسلها ...اما الان ستعاود عملها وستترك الخزانه حتى تسأل فريده عن نيتها ....
انهت عملها بنشاط ..البيت اصبح يلمع واصبحت هى راضيه تماما عن نتيجة عملها ..نظرات الرضا في عيون سوميه جعلتها تنسي ساعات الشقاء شكرتها علي المبلغ الممتاز الذى تعطيها اياه فسوميه بعد ازمتها اصبحت تعطى المحتاج بسخاء وسيده من اشد المحتاجين لانها مثلها تربي اليتامى.. علي الدرج بعدما اغلقت الباب خلفها وهبطت طابقين وضعت يدها في جيبها لتضع النقود فتحسست رسالة فريده التى كانت نسيتها والتهت عنها تماما بسبب العمل ...ارهاقها من العمل منعها من الصعود للتأكد مما ينبغى عليه فعله بتلك الرساله كما تفعل دائما برسائل فريده السابقه لكنها بالتأكيد تحتاج الي الارسال فلم يحتاجها الامر الكثير من الذكاء...
مكتب البريد في طريقها ولن يستغرقها الامر سوى دقائق معدوده ... لدهشتها موظف البريد سألها ...- دى رساله داخليه لعنوان في المهندسين بالطبع هى لا تقرأ لكنها لم تتوقع ان تكون رساله داخليه ترددت لثوانى ثم اخبرته ..- وماله ابعتها برده ...عاد ليسألها بروتنيه...- تحبى ارسلها بريد مستعجل ...؟ هتوصل اسرع ممكن بكره بس هتكلفك 5 جنيه ....
سخاء اسرة فريده معها وولائها لهم يستحق ان تهبهم الافضل ...سوف تدفع راضيه الخمسة جنيهات لضمان سلامة الرساله وخصوصا انها نست ان تتأكد من سوميه عند مغادرتها ....اجابته بقناعه ...- ارسلها بريد مستعجل
*********************************************
مجهود جبار ان تكون حامل وتخفي حملها لعشرة ايام وهى تتحمل الوحم كي لا تثير الشكوك ..من سيسمح لها بالسفر اساسا ثم اذا ما علموا عن حملها سيصرون علي معرفة عمر ....غدا ستسافر الي حياه جديده وستحاول النسيان اما اليوم فأمامها حرب ...تسلحت بالشجاعه واستعدت لما ستواجهه مع والدتها وجدتها .. محمد يختفى يوميا منذ فعلته وهى لم تسأل لكنها كانت تعلم انه يذهب الي خالته ليراضيها ولينعم بقرب نور... ورشا ايضا تقضى معظم وقتها مع عمر ...بدات في البحث عن رسالتها لارسالها لكنها لم تجده ...هل من المعقول انها اضاعتها ...هى وضعتها هنا امس ... هل اضاعتها سيده في التنظيف ام ...؟ احتمال انها بالفعل ارسلت جمد الدماء في عروقها ولكنها كانت سترسلها علي أي حال وما الذى يمثله فارق يوم فعمر لم يعد علي اية حال ...ربما ستصله غدا او بعد غد وسيحفظها الحارس اليه ..الان ستوجه انتباهها الي المعركه الاهم في حياتها ....
كما توقعت تماما حرب قاسيه واجهتها ودموع وشهقات من والداتها وجدتها قتلتها لكنها اصرت .. هى تعلم ان محمد سيكون علي الحياد فهو كطبيب يعلم كم ان تلك البعثه منحنى هام في حياة كل مدرسي الجامعه ,,, اخبرتهما بكل الم ...- عمر مش بيحبنى ..وانا السبب في مشاكل محمد ونور.. سفري اريح للجميع ..عمر هيتجوز نوف بحريه وهيرضى عن جواز نور ...صدقونى انا فكرت كتير وده الحل الوحيد ... تذكرتى في ايدى والسفر بكره الصبح...
هى نفسها غيرمتأكده من قرارها واخر ما تريده دموع لاجبارها علي البقاء فانسحبت الي غرفتها لتبكى بحرقه كل سنوات عمرها الضائع ...انها لا تعرف الصواب ولا تدري كيف تتصرف ..هى لم تعد تعرف كيف تتصرف مع عمر الجديد ورشا معها حق هى لم تقدم اليه أي ندم صادق لكنها للاسف احبته لدرجة انها تخشي عليه من نفسها ...تعلم انها ليست لديها القدره علي اسعاده فتركته لنوف اللطيفه التى تشع حنانا ....لم تمكث في غرفتها طويلا حتى فوجئت بوالدتها تعود محمرة العينين لتخبرها انها لديها زائره
**************
مازال نفس احساس النشوه الممزوج بألم البطن ينتابه في كل مره تلامس فيها عجلات الطائرة ارضية المطار ...المطار معناه انه سيراها قريبا..علي الرغم من انه منع نفسه بالقوه من الاتصال بها ليختبر مدى صلابته الا انه ما ان شعر ان نفس البلد تجمعهما مجددا حتى ساقته قدماه اليها ووجد نفسه اسفل منزلها ....الوضع سوى مع والد نوف الذى تفهم رفضها للزواج منه كم هى لطيفه تلك النوف ...انثى اخري غيرها كانت انتقمت وافسدت عمله مع والداها لكنها تحبه وكما اخبرته من قبل انها تحبه منذ زمن بعيد وهى من ساعدت في بنائه ولن تهدمه الان ابدا .... ليت فريده تتعلم منها كيف تحب بدلا من الانانيه المفرطه او الضعف التام علي الرغم من انه يعلم عيوبها جيدا الا انه مازال يحبها ... اي سحر اسود فعلته له ليظل يحبها علي الرغم من كل ما يردده لنفسه ...؟
قاوم رغبه رجليه في صعود الدرجات التى فقط تفصله عنها واجبرهما علي الذهاب الي شقتهما التى جمعت اسوء الذكريات ...اراد ان يستعيد ما فعلته للاساءة اليه طوال سنوات ذله علي يديها حتى لا يستسلم اليها مجددا ...هو يحتاج الى ذلك لان دماره هذه المره لن يكون له علاج ....
شروده منعه من سماع نداء الحارس الذى كرره مرارا ومرارا حتى انه لم ينتبه الا عندما اضطر للامساك بذراعه لاعطائه الرساله التى وصلت منذ ساعات وهو استلمها علي مسؤليته الشخصيه ووقع لساعى البريد بالنيابة عن صاحبها الذى قد يغيب بالشهور وأوصاه بالاهتمام بشقته وتنظيفها اسبوعيا واستلام بريده وحفظه له حتى يراه ... الرساله التى وصلته استلمها بالبريد العاجل فبالتأكيد هى هامه وحمد الله ان صاحبها اتى سريعا ليستلمها منه ويزيح هم المسؤليه عن كتفيه .... فور استلام عمر للرساله علم المرسل فخط فريده لا يمكن ان يتوه عنه ولو حتى بعد مائة عام .... تصلب لا يقوى على الصعود لشقته وكأن الرساله التى يحملها بين يديه تحتوى علي قنبله موقوته ستنفجر في وجهه ...ماذا ستقوله فريده في رساله ولا تستطيع قوله وجها لوجه سوى طلب الطلاق ...؟
انتبه الي ان الحارس يراقبه بعجب ويركز بشده علي يديه المرتعشتين اللتان تحملان الرساله ...ضغط علي نفسه ليصعد الي شقته ويختفي فيها عن عيون الفضوليين وخصوصا حينما يبكى فهو اكيد من ان تلك الرساله لن تحمل له سوى الدموع ....ليته يستطيع تمزيقها دون ان يقرأها لكنه للاسف لا يستطيع ...سيقرأ الرساله وسيحترق بنارها فربما جرعة الالم المكثفه تفيده وتجعله يشفي من ذلك الحب اللعين ....جلس لساعات وساعات يحملها ولا يجرؤ علي فض غلافها ولكنه استنزف من الانتظار والترقب ...الرساله ستحتسم الكثير من الامور ومهما ان كان الفراق يمثل له من موت فهو افضل من التعذيب البطىء الذى يسلخ روحه منذ سنوات ....
******** - الحمد لله الضغط اخيرا انتظم ..تقدري ترجعى علي نوع واحد من العلاج زى الاول.. العلاج اللي ضفته الفتره اللي فاتت مالوش لازمه خلاص وان شاء الله مش هتحتاجيه تانى ...
نظرات الالم في عيون خالته جعلته يحنى راسه وهو يتظاهر بجمع جهاز الضغط والسماعه الطبيه ...لطالما كان طبيب العائله وخصوصا خالته منى التى كانت تعانى من ضغط الدم المرتفع وكان يكفيها نوع واحد من العلاج حتى تسبب هو برفعه بزياده لدرجة انه وصل الي مرحلة الخطر واضطر الي اضافة نوع اخر حتى تمر الازمه ...وبعدما كان يعالجها اصبح يمرضها ...لو فقط تتفهم من قلبها سبب فعلته ...بقلب ومشاعر الام التى يعرف انها تكنها له ...لم تفرق يوما في معاملته عن عمر وكان ابنا لم تنجبه كما كان عمر بالتحديد لوالدته ...هو وفريده تسببا في كسر رابط غايه في الروعه ويتمنى ان تشفع نواياهما الطبيه لدى عائلة خالته ففي النهايه هما لا يحملان بداخلهما سوى الحب ...
ازاح جهازه جانبا وانحنى علي يد خالته يقبلها وهو يقول ...- سامحينى يا امى ..راسكم هتفضل في السما وانا لا يمكن اتمم الجواز بدون موافقة عمر وموافقتك ...شرعيا حتى لا يجوز ..انا بس كنت عاوز افوق عمر من دوامة الحيره اللي وقعنا كلنا فيها....خالتى رفض عمر المتعنت خلانى اشك ان عمر رفض لانه شايف لنور حد اغنى منى او يكون شايفنى طمعان فيه خالتى انا بكسب كويس واقدر اعيش نور في مستوى راقى جدا وكمان كتبت ليها مؤخر كبير وكل حقوقها محفوظه ...
خالته صفعته بلطف علي مؤخرة عنقه وهى تأنبه ...- فرق ايه يا غبي اللي انت بتتكلم عنه ...انت ابنى زيك زي عمر لكن اقول ايه اتسرعت بغباء ... انا كنت اتمنى من يوم ما نور اتولدت انك تكون من نصيبها واتفاجأت برد عمر علي طلبك يوم كتب كتاب رشا ومعرفش انك طلبتها منه قبل كده .... انا كان هيبقي ليه كلام معاه لما يهدى لكن تروح من ورايا وتكتب كتابكم دى اخر حاجه كنت اتوقعها ولولا انى متكتفه بحبك كنت منعتها عنك للابد
انت ابنى وغلطت غلط كبير لكن هعمل ايه امري لله نصيبى اصلح الدمار اللي ولادى بيسببوه ....
من يزرع الشوك يجنى الالم ولكن الم اخف كثيرا من ذلك الذى كان سيواجهه بدون نور ...هو يعرف انه اصبح متطرف في مشاعره وارهق نور معه.. فأوقات هدد بتركها وفجأه وضعها في وضع لا تحسد عليه لكنه الحب من جعله مجنون رسمى ولكنه سعيد بذلك الجنون فهذا اكبر دليل علي انه مجنون نور ....
****************************** - كويس يا فاطمه يا بنتى انك جيتى عشان تقنيعها ...راسها حديد ومصممه تروح البعثه وما صدقنا انها ترجع لعمر ...بدل ما تحافظ علي حبه عاوزه تسافر وتسيبه .... كلام سوميه غذى الحقد لديها بزياده ..طوال الليل وهى تخطط للانتقام من فريده وصديقها الصوت الذى لا يتركها كان يخطط معها ...خططا سويا لعدة طرق منها دفعها من شرفة قسم الاطفال الذى تتباهى به .. نهضت باكرا واولت لمظهرها عنايه لم توليها له منذ طردها من مستوصف غراب ولكن حينما ذهبت للمستشفي علمت ان فريده لن تأتى لانها تستعد للسفر في بعثه للولايات المتحده ... غلها اصبح اضعاف مضاعفه يغطى العالم ويفيض ...لديها رجل يحبها ويذوب فيها وستتركه لتذهب بعثه لتعود منها طبيبه عظيمه وتجد عمر ما زال ينتظرها ... لها حظ يفلق الصخر لكنها ستغير حظها ذلك وتجعلها تدفع الثمن ...نظرت حولها بتمعن فمنزل فريده الدافىء الذى يشع حب ورفاهيه لم تجد مثله يوما لطالما حسدتها على منزلها وتمنت زواله...فريده منذ صغرها وهى تعيش فى دلال اما هى فلم تجد سوى الشقاء وفي النهايه فريده تسببت في طردها وربما كانت تراقبها في كل المراكز السابقه التى عملت فيها وهى التى تسببت في طردها منهم جميعا ...الاصوات التى غادرتها منذ الصباح عادت اليها لتخبرها عن مكان سكين الفاكهه التى قدمتها سوميه لها مع طبق الفاكهه الشهى الذى وضعته امامها علي الطاوله... تلك السكين ستكون خادمتها المطيعه والتى سوف تخلصها من فريده ... ولكن في البدايه يجب ان تجعلها تتذل قبل ان تقتلها بكل برود ....
******
اخيرا تجرأ وفض غلاف الرساله ..من اول حرف علم ان الرساله ستكون مختلفه وستحمل الكثير من الالم ولكن بطريقه مختلفه عن الالم الذى توقعه.. مع كل حرف كان يقرأه كان يستطيع رؤية فريده وهى منحنيه علي مكتبها تكتبه وشعرها الحريري ينساب برقه علي وجهها كما كانت تفعل ايام زواجهما عند تنهمك في المزاكره ....الرساله كانت توجع قلبه بكمية الاحاسيس الصادقه وارق اعتراف بالحب حلم بسماعه من شفتيها يوما
عندما ينتظر الانسان شيء ما لسنوات طويله ثم يتحقق فجأه تتضارب العديد بالمشاعر بداخله وخصوصا تلك الخاصه بعدم التصديق ...لكنها تخبره انها سترحل او رحلت بالفعل فهى تقول ان الرساله ستصله بعد سفرها ..قلبه كاد ان يتوقف عندما فكر في انها قد غادرت بالفعل وانه لن يراها مجددا ...هل ستندمج في حياتها الجديده وتنساه ..لا يمكن من كتبت بدمائها تلك المشاعر ان تنساه يوما لكنه ضغط عليها بقسوه في الفتره السابقه واهانها بأبشع الطرق وجعلها تعتقد انه سيتزوج عليها فلم يترك لها سوى الفرار بجلدها الي حياة جديده لا يكون موجود فيها .. هروبها نتيجة ضغطه عليه بشده للاسف خسرها بغبائه..لكن لماذا الصدمه الم يقرر ان يتركها هو ...؟ لماذا اذن هو حزين كل هذا الحزن الان ... بالتأكيد لان رسالتها اعادت ري قلبه الجاف...لاول مره يشعر بحبها وبصدقها والاهم بدفئها ..لم تعد لوح الثلج او اللعبه البلاستيكيه التى كانت تبتسم بحساب ... ركع علي ركبتيه واحتوى رسالتها قرب قلبه يتنشق عطرها الخافت الذى تركت بعض منه علي رسالتها ...هل هو يجرؤ علي العودة اليها مره اخري ..حتى مع رسالتها هو لا يجرؤ علي السماح لها بتملكه مجددا لكنه بحاجه الي رؤية عيناها تخبره بحبها وليس فقط كلام رساله مهما بلغ صدقه وعذوبته...سيذهب خلفها الي بعثتها ويعيدها ولو محموله علي كتفيه ثم سيقرر ماذا سيفعل بشأنها بعد ذلك ولكن اولا سيعرف عنوانها من خالته
**************** - ليه يا ماما سمحتى للحيه دى بالدخول اطرديها فورا - عيب يا بنتى انا مقدرش اطرد حد من بيتى وخصوصا صحبتك ...ايه اللي قلبك عليها ...؟ دى كانت اعز صحباتك ... - عاوزه تعرفي انا هطردها ليه ..؟ لانها هى السبب في الوقيعه بين وبين عمر ..هى السبب المباشر والغير مباشر لطلاقى منه....تعالي اسمعى بودانك
كيف تجرؤ تلك الحيه علي زيارتها في منزلها بعدما فعلت ما فعلته لها ... غضبها اعماها بشده لكنها ستطردها فورا لانها سوف تلوث منزلهم وتعكره بسمها القاتل...اتجهت فورا الي حيث تجلس لتطردها فورا وتقول .. - اطلعى بره بيتى يا حقيره ...
طرقات عجوله علي باب منزلهم قطعت سيل اللعنات التى كانت ستطلقه علي فاطمه ...الذى يطرق الباب سيكسره من شدة طرقه عليه ..والطرقات المتواصله وترتها بشكل كبير...
اما فاطمه فالاصوات هاجمتها بعنف لم يعد شخص واحد يحدثها بل اصبحوا ثلاثه بل ربما اربعه وجميعهم يحمل فريده مسؤليه ما يحدث لها ويشجعوها علي اخذ حقها منها ... احدهم دلها علي مكان السكين واخر اخبرها ان تركز في طعنها علي القلب ...مع اقتراب فريده الغاضب منها استجابت فاطمه لصدى اصواتها والتقطت السكين بعنف وغرزته في صدر فريده ثم انتزعته من قلبها لتطعن به بطنها واي مكان تطاله يداها ولكن فريده وضعت كفيها علي بطنها في شكل درع وصرخت وهى تتكوم ارضا - ارجوكى بلاش طفلي ارحميه ...صرختها جاءت في نفس لحظة دخول عمر الي الصالون ....ليشاهد ابشع منظر قد يراه في كوابيسه يوما ما
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قد يظن الانسان انه اختبر كل انواع الالم ..ولكنه يكتشف كم كان مخطئا جدا في تصوره.. فالالم الحقيقي الذى شعر به مع رؤيته لحيه تطعن حبيبته فاق أي الم معروف في الكون ..النصل لم يغرس في قلبها هى فقط بل شعر وكأن الاف النصال الحاده تمزق كل ذره من جسده...لا يدري كيف تحرك بتلك السرعه الهائله ولكن بحور الادرينالين التى انطلقت في عروقه مع احساسه بالخطر الذى يهدد حبيبة عمره جعلته يتحرك كالصاروخ ويتلقي الطعنات التى كانت ستوجه الي بطن حبيبته بدلا منها ...الصدمات التى تلقاها واحده تلو الاخري كانت شديده ففريده فقط لم تسافر بعد ولكنها ايضا تحمل طفله وتعرضت للطعن في قلبها من افعى سامه... علم الان كم تكره فريده وانها بسمها الفتاك السبب في معظم المراره التى كان يشعر بها.. لم يشعر بالالم مطلقا علي الرغم من العديد من الطعنات التى تلقاها علي كفيه وقوته الطبيعيه اصبحت هائله فلطم القاتله بظهر يده لطمه قويه اخرج فيها الكره الذى يشعر به تجاهها فاطاحت بها عبر الغرفه لترتطم بالحائط وتسقط فاقدة الوعى....المس الشيطانى الذى اصاب فاطمه جعلها بقوه هائله حتى ان شقيقها خلف استمر بضربها حتى انهار هو ولم تتأثر هى مطلقا وبلطمه واحده فقط من عمر جمع فيها كرهه لها استطاع ان يطرحها ارضا ليسيطر عليها ويمنع عن فريده المزيد من الاذى ....
2

بمجرد ان اطاح بالحيه بعيدا حتى اتجه الي حبيبته التى مازالت تقاوم ولم تسقط ارضا بعد وقلبه ينزف وكأنه هو من تلقي الطعنه وتلقاها بحنان بين ذراعيه ليرقدها ارضا برفق ... ما حدث سابقا لم يستغرق سوى ثانيتين حتى ان سوميه وشريفه لم تستوعبا بعد ماحدث لكن فجأه بدأتا بالصراخ بإنهيار ...
القدر له تدابيره فعمر لم يكن ليتمكن من ترك فريده لطلب الاسعاف ولا يستطيع حملها الي اقرب مشفى كما فعل سابقا ويعرضها للمزيد من الخطر ودموعه غسلت وجهه لتسقط بغزاره علي فريده المستكينه بخوف في حضنه والتى تعجز عن الكلام بسبب الالم وجرحها ينزف الدماء وكأنه بحر هائج وعمر يضغط عليه بإحدى يديه الجريحتين ليقلل من النزيف لتخلط دمائهما سويا ويحتويها بالاخري .... وسوميه فقدت وعيها من الصدمه في تعبير واضح عن عدم تحملها لما حدث فاختار عقلها الباطن الهرب والاختباء.. اما شريفه فسقطت ارضا علي ركبتيها واصيبت بشلل منعها عن الحركه والكلام ولكن قلبها يناجى الله عز وجل في دعوات صادقه وشفافيه لم تشعر بها من قبل ...ارادت ان تبدل حياتها بحياة حفيدتها لو تتمكن ... ولكن قلبها لم يتحمل الالم الطاغي فبدأت بالشعور بألم رهيب في صدرها ولهيب نار علي طول ذراعها اليسري ... لكنها صمدت لاخر نفس ولم تشتكى اما تدابير القدر فكانت في عودة عمر ورشا في تلك اللحظه القاتله لتلحق رشا بإنهيار نساء عائلتها وتكمل بصراخها الهستيري الذى احضر الجيران علي عجل ليتصلوا بالاسعاف والشرطه وعمر هبط الي سيارته كالصاروخ ليحضر حقيبته ....دائما احب تخصص التخدير والعنايه المركزه ولكنه الان حمد الله لاختياره ذلك التخصص بالذات فحقيبته في السياره مجهزه بالاسعافات الاوليه التى سوف تمكنه من انقاذها اذا اراد الله ذلك ...
في لحظات كان قد عاد وهو يحمل حقيبته ليزيح عمر جانبا الذى كان علي وشك الانهيار هو الاخر ويهتف به بصرامه ...- هتساعدنى ولا هتولول زى الحريم ...؟ مساعدتك مهمه جدا ...اي ثانيه ليها قيمتها ...
صياحه جعله يتماسك قليلا ليتمسك بأي امل في انقاذها ...تحرك كالمخدر لينفذ اوامر عمر كصبي مطيع فيمسح علي شعرها بحنان بكفه وهى جاهدت لتقول بجزع في صوت يتلاشي ...- عمر انت مصاب...اطلبه له الاسعاف يا .... صوتها قطع فجأه قبل ان تغيب عن الوعى تماما ...
وبيده الاخرى كان يحارب ضعفه ليطيع بها اوامر عمر فيمسك معصمها الرقيق ليتمكن عمر من غرس الكانيولا التى سوف يحقن فيها العقاقير التى تسيطر علي النزيف والمحاليل التى سوف تعوض ما فقدته من دماء ... عمر تطلع الي الوضع وفكر بقلق ..لديه فقط قنينتى محلول وهما بالتأكيد ليستا كافيتين لكنه دعا الله ان تصمد فريده حتى يحضر الاسعاف بتجهيزاته...
كان ولابد وان يمنع صراخ رشا المتواصل.. ليس فقط لانه يمنعه من التركيز ولكنها كانت علي وشك الانهيار العصبي الذى سوف يدخلها في صدمه عصبيه ...كان يعلم انه يقسو عليها ولكن لمصلحتها ومصلحة فريده كان لابد وان يتخذ الاجراء الاسرع ...اتجه اليها وصفعها بقوه ثم امسكها من كتفيها بحنان ...كانت مصدومه وهو يحدثها لكنها توقفت عن الصراخ لا وقت حتى للاعتذار او للتبرير قال في لهجه صارمه اعادت اليها عقلها - رشا...اجمدى واعملي حاجه مفيده ...شوفي أي حاجه اعلق عليها المحلول ...
صفعته اعادتها الي ارض الواقع فقاومت دموعها التى تمنعها من الرؤيه واتجهت فورا الي غرفة نومها واحضرت شماعة الملابس التى تصلح لتعليق المحلول عليها ...وعمر عاد الي فريده ليعلق لها المحلول الذى سوف يعوضها القليل من الدماء التى تفقدها ....فنبضها الان سريع جدا وضغطها ينخفض بسرعه رهيبه...وتنفسها علي الجهه اليسري يكاد ان يتوقف...
هى بالطبع تحتاج الي جراحه عاجله والعديد من اكياس الدماء ولكن المحلول مجرد حل مؤقت يساعدها للمقاومه حتى يصل الاسعاف الذى تمنى ان يكون مجهز بما يريد ...
مجددا تدابير القدر ترسم مصيرهم ..ليعود محمد ويفجع بما حدث ...ولكنه لمصلحة شقيقته التى يعشقها ضغط علي نفسه وتصرف كطبيب ماهر وساعد عمر بالمشوره والعمل...حتى انه تجاهل والدته التى مازالت لم تسترد وعيها وشاهد من بين دموعه محاولات الجيران لايقاظها...
وتدابير القدر تدخلت لتسرع سيارة الاسعاف من المشفى الخاص القريب جدا من منزلهم بالحضور ويصاحبها سيارة الشرطه لتوقيف فاطمه التى مازالت في غيبوبتها العميقه وكأنها لم تنم منذ اسابيع ...
************
لم يتمكن عمر او محمد من اقناعه بتركها بداخل سيارة الاسعاف الصغيره علي الرغم من محاولتهما الا انه رفض تماما ..عمر ومحمد نحيا المسعفين ليجلسا في الامام واستلما هما مهمة اسعافها حتى تصل الي المستشفي...
مع كل تطور جديد يحدث لفريده كانا يتبادلان نظرات الفزع وعمر صاح بألم ... ...الدماء تجمعت بداخل القفص الصدري وسببت توقف رئتها اليسري عن العمل....بدون كلام عمر احضر انبوبة تصريف معقمه وازال الدماء من علي رئتها المنهاره سامحا لها بالتمدد مجددا.... كان يعلم جيدا ان المكان لا يتسع اليه لكنه لم يستطع تركها ابدا ... فالتصق بالباب الخلفى بشده ليترك لهما المساحه الكافيه للتحرك وعمل اللازم... مع كل حركه كان قلبه هو من يتمزق ...كان يشعر بألم حقيقي ويعجز عن التنفس اوالحركه كأنه بداخل لوح ثلجى ...لكنه تحرك فور سماعه لانذار صادر من احد الاجهزه المتصله بصدر فريده... ليس بالضروره ان يكون طبيب ليعلم ان فريده وضعها حرج وان الاجهزه تدل علي ان قلبها توقف عن العمل ...في لحظه كان يبعد محمد من طريقه ويتمسك بكفها بقوه وهو يخاطبها بألم ويخبرها بحبه وقاوم محاولتهما ابعاده عنها حتى حينما صرخا فيه ليبتعد عنها ليقوما بعمل مساج للقلب وتشغيل جهاز الصدمات الكهربائيه لاسعافها رفض تماما وكان علي اتم استعداد لتلقي الصدمه معها ولكن محمد جذبه من عنقه بقوه ليبعده عنها ليترك الفرصه لعمر لتشغيل الجهاز وصاح به بغضب هادر...- انتى غبي ...انت كده هتموت نفسك وهتعطلنا..
نظرات الالم في عيون عمر علم منها انه يتمنى ان يكون مكانها ..ان يفديها بحياته ... لو فقط يستطيع فعل أي شىء ...جلس علي ركبتيه يبكى كالاطفال ورفع رأسه فقط مع تنهيدات الارتياح التى اطلقها الطبيبان واختفاء صوت الانذار المميت الصادر من جهاز رسم القلب ...نظر الي الجهاز بلهفه ليري انتظام ضرباته مجددا ....
المسافه القصيره التى تفصل المنزل عن المستشفي لم تمكنهما من فعل المزيد ..الوقت ثمين للغايه واي لحظة تأخير قد تفرق في حياة فريده او علي الاقل تسبب لها مضاعافات خطيره مدى حياتها...دفعوا ترولي الاسعاف بقوه ولم ينتظروا مساعده من طاقم المستشفى ... فحياه فريده في خطر ...وتحتاج الي التدخل الجراحى الفوري ....
*********************** شعر بإنقباض قوى في صدره فور اختفاء فريده عن ناظريه ...هجم علي غرفة العمليات محاولا الدخول لكن الامن منعه بقوه ...فجلس يبكى وهو يموت من الالم ...ليته معها يتمسك بيديها فتنهض معه او يموت معها ...
شاهد محمد يغادر غرفة العمليات علي عجل ...نهض اليه بلهفه ومحمد اشار اليه ليلحق به في طريقه لا وقت للحديث المفصل ...قال علي عجل... - فريده محتاجه دم كتير ...محتاجين متبرعين ....عمر لحق به وهو يركض سمعه يخبره ...- خلينا ناخدها من هنا ...شوف اكبر مستشفي في مصر ..او حتى هجيب طيارة اسعاف خاصه واسفرها بره ...
محمد استدار اليه ...عمر يعطله لكنه مضطر الان للوقوف للتحدث اليه .. - عمر اسمعنى فريده مش مريضه بمرض مزمن وعندنا وقت ننقلها .. للاسف دى مصابه بطعنه نافذه في الصدر ولازم تدخل العمليات فورا في عمليه استكشافيه لكنها محتاجه تحضير ودم كتير ...والمستشفي دى كويسه وان شاء الله هيعرفوا يتصرفوا ... - طيب خدوا دمى كله احنا نفس الفصيله ... - انت هتتبرع وانا هتبرع لكن هى محتاجه اكتر بكتير ...هى هتاخد من عندهم واحنا هنعوضهم....
عندما ادرك عمر انه لن يستطيع تعويضها بدمه بمفرده كما كان يتمنى ... وقف امام بنك الدم الخاص بالمستشفي وصاح بأعلي صوته ...- محتاج اكياس دم كتير واللي هيتبرع هياخد 5000 جنيه ... ان كان لا يستطيع تصفية دمه لاخر قطره وضخه فيها لكنه يستطيع شراء الوقت لها ...لاول مره يدرك قيمة امواله ...
في لحظات تبرع الممرضين والعمال وتوفرت اكياس الدماء....الهمهمات انتشرت وتسابق الجميع لتوصيل الدم الي العمليات ...حتى اختبارات التطابق لم تستغرقهم وقت طويل كما يحدث دائما ....
*****************************************
رؤيتها وهى تبكى بألم مزقت قلبه ...اعاد نظره الي عمر الذي يبكى هو الاخر بدون توقف وحاول تقدير ما يشعر به من الم.. انه لمجرد ان حبيبته تبكى شقيقتها كان يشعر بألم بالغ...فما بال الذي حبيبته تصارع الموت ... ربما يؤلمه ضميره الان ففريده قد تكون يئست من الحياه وترفض ان تناضل لاجل حياه هو لن يكون فيها .. انهما اغبى زوجان علي وجه الارض وجدته معها حق ...لم يكن صراعهما سينتهى الا بوفاة احدهما .. جدته المسكينه لم تتحمل الصدمه وانهارت تماما وتعرضت لذبحه صدريه عنيفه عندما شاهدت طعن حفيدتها بعينيها ...

طعن فريده اسوء شيء تعرضت له العائله بلا منازع ولكن في اوقات الصدمات تظهر المعادن فخالته منى نسيت كل ما فعله محمد وكادت ان تموت هى الاخري عندما علمت بما حدث لحبيبة قلبها فريده ..
ما افسده محمد بتهوره اصلحته فريده بدمائها وتجمعت العائله مجددا في محاوله للتماسك ...
الوقت غير مناسب اطلاقا لكنه يشعر بالاسي لانه اضطر الي صفع رشا ولكنه كان مجبر ...هل ستسامحه وتتفهم السبب ؟؟ سيحاول ان يواسيها ويمسح دموعها التى تلهب قلبه ..كانت لا تشعر بوجوده وكأنها في عالم اخر ..اقترب منها بصمت وكأنه يخشي ان يتدخل في لحظتها الخاصه ... مازالت لا تشعر به علي الرغم من اقترابه ..ما حدث اكبر من تحملها واكبر من اي كابوس سيء قد يراه احدهم ..جلس في صمت يراقبها فالانتظار قاتل وخصوصا حينما تنتظر المجهول وانت تعلم انه سيكون مظلم ...
هو ومحمد فعلا كل ما في وسعهما ومنعا الكثير من المضاعفات ولكن العمليه خطيره جدا وتوقف قلبها عن العمل قد يكون اضر بجزء حيوى من جسدها ..ثم حملها الذي يشكل خطوره اضافيه علي حياتها ...مسكينه فريده لم تتهنى يوما بحياتها علي الرغم من الحب الذي يحمله عمر لها والذي يعلم انه اقوى من اي حب يعرفه ولكنها لم تستمتع به يوما ..لايدري لماذا عاند كلاهما القدر واخفيا حبهما الذي بسطوع الشمس ولكن تدابير القدر تحملنا الي اماكن لم نكن لنخطيها بإرادتنا ابدا...
*********************************************
نظره منه الي الوجوه الباكيه اعادته الي الواقع المرير ...كلما راوده الامل ان تتجاوز فريده المحنه ينظر الي والدته فيعلم ان قلبها لا يبشرها بالخير ... انها علي وشك فقدان عقلها تماما ...يسمعها تحدث نفسها وتلومها فهى السبب ..لولا انها استقبلت تلك الحيه لما كانت طعنت صغيرتها...عاد بذاكرته الي ايام مرض احمد ..التاريخ يعيد نفسه والالم نفسه يتكرر ...ان تشعر انك علي وشك فقدان شقيق او شقيقه شعور رهيب ..الكلمات تعجز عن وصفه ولكنه اقرب ما يكون الي فقدان جزء من روحك معه .. الانتظار يستنزفه وسيموت قبل ان تخرج فريده من العمليات ...فريده كتبت عليها المعاناه وقدر لها الالم ...دفعت غاليا ومازالت تدفع ..لو فقط تصمد وتتجاوز محنتها سيعبر لها عن حبه وامتنانه ..لطالما ساندته في كل شيء وكانت سندا له .. اهتمت بكل تفاصيله وكأنه ام اخري حظى بها ..لم تعامله هو او احمد كأشقاء بل اعتبرتهما اطفالها ..خوفها ولهفتها عليهما كانت واضحه .. وتضحيتها لاجلهما لا يمكن نكرانها ابدا ...لديها من الحب والحنان ما يكفي العالم كله ...تعطى الجميع وتحرم نفسها من ابسط الاشياء... انحنى يقبل يد والدته بحنان والتى ازدادت شهقاتها مع احساسها به ...لا يملكون الا الدعاء الان فهى بين يدى الرحمن ...وما اقوى من دعاء ام تشعر انها علي وشك فقدان احد ابنائها ...مسح دموعها بأصابعه واخبرها وهو يتحلي بالصبر والامل ...- ادعيلها يا امى ..دعواتك هى سكة نجاتها صوتها يكاد يكون مسموع البكاء استنزف كل قوتها ...فقط ساعه مرت منذ الحادثه المشؤمه ولكنها كانت كأنها صرخت لايام بلا انقطاع وغادرتها روحها ..اصبحت كالاموات ...صوتها الضعيف خرج يعبر عن العذاب الخالص وهى تقول...- تفتكر ممكن تعدى منها يا محمد ...؟ حصلت قبل كده وشفت حاله زيها ...؟ انا مؤمنه يا ابنى بقضاء ربنا لكن الانتظار موت محتاجه امل اتشعلق بيه ...قبلت كفيه وهى تترجاه بألم ...- ارجوك يا محمد طمنى وقول انك شفت حالات زيها ... محمد اومأ برأسه وهو يقول بأمل ... - واصعب منها ميت مره ...الحمد لله الظروف خدمت فريده ...انا وعمر كنا موجودين والمستشفي قريبه وعمر وفر الدم في وقت قياسي ... صدقينى يا امى في الحالات الخطيره اللي بيقلل نسبة نجاحها بطىء الاجراءات ... والحمد لله فريده دخلت العمليات بعد ساعه تقريبا من طعنها...وهى في العمليات دلوقتى وفريده قويه وحامل ...هتناضل عشان خاطرنا ...عشان جنينها ..عشان عارفه ان عمر بيحبها وروحه فيها ولو استسلمت كلنا هنروح معاها ... اصمدى انتى كمان واتفائلي بالخير ...
وفاة والده كانت اول ازمه حقيقيه يمرون بها ثم مرض احمد والان طعن فريده ...السنوات الاخيره حملت الكثير من الالم والكثير من الامل ...لابد وان ينتهى الالم يوما ما وتمنى ان ينتهى اليوم ...ما يحدث هو تدابير الهيه لا يستطيع الاعتراض عليها حتى زواجه المتهور من نور ولكن الموقف الرهيب الان جعل خالته تحتضن نور وندا بكل قوتها وكأنها ادركت ان جميعنا في الدنيا ضيوف وان المغادره تكون فجائيه ولا تترك وقت للتمهيد.. ما فعلته نور امر ستسامحها عليه قبل ان تستيقظ يوما ما ولا تجدها في حضنها ...الحياه اثمن من ان نضيع أي ثانيه منها في البعاد وندا التى كانت تتحامل علي فريده بكت من قلبها وتمنت لو يعود الزمن للوراء لتعطيها فرصه اخري ...كانت تعلم جيدا ان وفاة فريده ستعنى وفاة عمر فهما متحدين في الارواح ...الصمت كان السائد في الصاله الصغيره التى تجمعوا فيها في انتظار خروج فريده ...لم يقوى احدهم علي الكلام حتى الدعاء كانت القلوب هى التى تتحرك به وليست الشفاة...راقبوا جميعا عمر وهو يضع رأسه علي ركبتيه وهو يجلس ارضا في ركن قصى ...كانوا يعلمون انه يبكى وانه يموت تدريجيا معها ولم يجرؤ احدهم علي مواساته .. يكفيه عقابه لنفسه فهو السبب...لو لم يتركها ويسافر لما كانت تعرضت للطعن ...لكن لا لو لم يعذبها تلك الشهور لكانت بينهم الان ...ليته حماها جيدا وتلقي هو الطعنه ...هو عاش بدونها لسنوات لكنه كان يعلم انها بخير وانفاسها تملىء المكان اما الان فأي حياه ستكون له اذا لم تكن فريده علي قيدها ...
********************************************
واخيرا .....
فتح الباب المؤدى الي غرفة العمليات ببطء قاتل وتوجهت انظارهم جميعا للممر المؤدى الي الداخل ...تمنوا لو تخرج منه فريده تركض في اتجاهم لتخبرهم بنفسها انها بخير لكن للاسف التى غادرت من الباب لم تكن فريده بل ممرضه ترتدى زى العمليات الاخضر المميز ...بذكائها الفطري علمت ان احدهم لن يجرؤ علي سؤالها عن مريضه بين يدى الرحمن وان أي ثانيه تمثل لهم حياه او موت فلم تنتظر ان يسألوها عنها بل قالت فورا ... - المريضه خرجت من العمليات ...وحالتها مازالت حرجه ...هى حاليا في الافاقه ولما تستقر شويه هتتنقل علي العنايه ...والخبر الكويس انها مخسرتش الجنين ...كملوا الدعا هى لسه محتاجاه..
ذكيه تلك الممرضه ...سكنت جراحهم ولم تطمئنهم بالكامل ...فتحت باب الامل لكنها لم تدخلهم منه وتعمدت ذكر الحمل لالهائهم ...لكنهم لن يهدأ بالهم ويطمئنوا حتى يروها بأنفسهم وتتحدث اليهم ...
عمر كان مازال يجلس علي الارض ونهض فورا يترجاها ان تسمح له برؤيتها حتى من بعيد ..الممرضه اجابته بإشفاق وتفهم ...- ممنوع صدقنى هى لسه داخل حرم العمليات...اول ما تتنقل العنايه هنسمح ليكم برؤيتها واحد واحد من بعيد ...
هو لن يتحمل الانتظار اكثر من ذلك ...وخصوصا وهو يعلم انها تحتاج اليه.. ليتهم يسمحون له برؤيتها ..هو ايضا يحتاج اليها بنفس مقدار احتياجها اليه ..اصوات بكاء تصاعدت مجددا اصابته بالكآبه فالتفت بحده ليستكشف ...فوجىء بعدد من رجال الشرطه يتحدثون مع عائلته الباكيه .. هو يعلم جيدا انهم لا يحتملون اعادة ما حدث ولكنهم يجب عليهم ذلك من اجل ان تجحم تلك اللعينه في الجحيم الابدى... منذ الحادث لم يفكر الا في السبب الذى جعلها تحمل كل هذا الغل والكره لفريده التى لم تعاملها يوما الا بكل حب ..انتظر حتى اخبرت خالته وجدته الشرطه عن الجزء الذى لم يحضره وتولي هو اخبارهم بالباقي...بالتأكيد اعادة صياغة ما حدث في كلمات تقولها خالته ستؤلمها بنفس مقدار المها وقت الحادث ...لذلك تحمل هو الالم وجنبها هى ذلك..

لدهشته الضابط اخبره ...- لقينا في شنطتها روشته لطبيب نفسي مشهور ... د / احمد صديق...اكيد طبعا سمعتوا عنه...
ولما عملنا له زياره بعد اذن النيابه طبعا بلغنا انها مريضته وبتتعالج عنده من زمان ...طبعا رفض يعطينا أي تفاصيل لكن لما سألناه عن تشخيصه لحالة المتهمه قال انه كان بيعالجها من سنوات طويله علي انها شخصيه معاديه للمجتمع  وبعدين من حوالي سنتين الامر اتطور واصبحت تعانى من وسواس قهري عنيف ...وفي اخر زياره له من اسبوع لاحظ انها بدأت تعانى من هلاوس وضلالات وكان شاكك انها قلبت فصام مزمن وما استبعدش انها تكون عنيفه او تحاول القتل لان الاصوات اللي بتسمعها ممكن تأمرها بأي حاجه وخصوصا انها شخصيه معاديه للمجتمع بطبعها ....
مسكينه فريده فتحت للحيه حياتها وقلبها فتسببت في خسارتها لزوجها ثم في طعنها بدم بارد ...
الدقائق لا تمر ابدا والصمت مازال سيد الموقف ..الجميع فقد قدرته علي الكلام وكل منهم يتألم في صمت وكأن الكلام والصراخ العالي نذير شؤم .. الدعوات اصبحت تتصاعد من القلوب الي خالقها مباشرة دون المرور باللسان ..حتى شريفه اصرت علي ترك غرفتها علي الرغم من تحذيرات الاطباء واحتوت ابنتها الباكيه في حنان اموي تملك الكثير منه ...تجمعت العائله كعادتها في السراء والضراء وحضر حتى اسيل وزوجها وخالتها لمياء والدة اسيل وريما ابنتها الصغري ..وعمر كان يشعر بخدر عجيب وكأنه يفارق الحياه تدريجيا مع كل دقيقه تقضيها فريده بعيده عنه ... الانتظار استنزفهم تماما حتى جاءت الممرضه اخيرا لتخبرهم انها انتقلت اخيرا الي العنايه المركزه وان الزياره ما زالت ممنوعه ...
لا يستطيعون منعه من رؤيتها ..هى تحتاجه سيهدم المشفي فوق رؤسهم حتى يراها بعينيه ...يريد فقط ان يراها ...تقدم من الممرضه في هدوء تحامل علي نفسه كى يتحدث به ..قال ..- انسه ..انا لازم اشوفها ولو دقايق صدقينى هى محتاجانى جدا ...طيب هشوفها من بعيد بس... - ممنوع ...دى اوامر الدكتور صدقنى انا مش في ايدى أي حاجه هدوئه يغادره اصبح يتحدث بعصبيه الان ... - خلاص وصلينى بيه
لا يدري كيف تعصب هكذا ولكنه اصبح كثور هائج عندما رفض الطبيب المعالج لفريده الزياره وبدأ في القاء الاشياء غاضبا وحطم العديد من الواح الزجاج ...وكاد ان يحطم عنق الطبيب عندما امسك برقبته بقوه ... الا ان عمر ومحمد تدخلا بسرعه للسيطرة الوضع ... محمد خاطب الطبيب معتذرا ...- دكتور ممدوح انا اسف جدا ..حضرتك مش عارفنى ..؟ انا محمد فتحى دفعة اخوك محمود ...
علي الرغم من ان الطبيب كان غاضب جدا الا انه بدأ يسيطر علي غضبه عندما تعرف علي محمد ...- اهه اهلا د محمد ...
محمد بادره فورا ...- ارجوك تسامح عمر ...كلنا اعصابنا تعبانه ... المريضه تبقي فريده اختى الصغيره ...مدرس اطفال واللي اتهجم عليك ده جوزها واعصابه خلاص انهارت ...انت عارف الظروف ....
فجأه غضب الطبيب زال تماما ..صاح بتفهم ...- ايوه فاهم ...وكمان كنت عاوز اقابلك ..المسعفين بلغونى بالمجهود الجبار اللي انت والدكتور التانى عملتوه ...بصراحه هى حالتها حرجه جدا ومكنش هيبقي فيه أي امل بدون تدخلكم ...
محمد اشار الي عمر الذى اقتاد رشا الي الخارج ليبعدها عن الموقف المتوتر - الدكتور التانى عمر ابن خالتى ...طبيب تخدير وعنايه مركزه وانا باطنه وطبعا حاولنا كل اللي نقدر عليه ...وربنا يسترها ...طمنا عليها يا دكتور ... حالتها ايه بالظبط
ممدوح ربت علي كتفه وقال ...- العمليه عدت بسلام وقدرنا نسيطر علي الجرح ..الحمد لله كان بعيد كذا ملليمترعن القلب والاوعيه الكبيره لكنه طبعا اصاب الرئه اليسري ...حاليا هى في غيبوبه واللي رايده ربنا هيكون بالطبع هو كان يعلم كل ما قاله الطبيب لكنه اراد ان يخبر الطبيب الجميع بنفسه فهو لم يعد لديه أي قوه للكلام او الشرح ....- طيب ممكن نشوفها من بعيد
ممدوح مرر نظره علي الوجوه المتوتره ...كطبيب يعلم ان الزياره ممنوعه ولكن كإنسان يعلم جيدا شعور الاهل عندما يصاب عزيز لديهم .. قال بتوتر ...- طيب هسمح لواحد بس يشوفها ويطمن عليها ويطمن الباقيين وان شاء الله لما وضعها يستقر هدخلكم واحد واحد ...اختاروا شخص واحد
هتاف مجمع خرج بإسم عمر ...حتى سوميه اختارت عمر لانها تعلم كم يحبها وكم يحتاجان الي بعضهما البعض وان وجوده الي قربها سيفيدها اكثر من وجودها هى شخصيا ...وعمر لم ينتظر رأيهم فهو لم يكن سيصبر انسحب فورا الي الممر المؤدى الي غرفتها ودخل علي اطراف اصابعه..

ملاك حتى وهى نائمه وعشرات الخراطيم تتصل بها وتساعدها علي الحياه القليل من خصلات شعرها الاسود فرت بتمرد من تحت غطاء الشعر الخاص بالمستشفي لتغطى جبهتها ووجنتها وتخفيهم عنه ...لطالما راقبها وهى نائمه .. لسنوات كان يقضى الليالي مستيقظا من اجل ان يراقبها ويمتع عيونه بوجهها ويقترب بوجهه منها ليشعر بأنفاسها علي وجهه وكان يكتفي بذلك حتى يغلبه النوم من شدة ارهاقه والان هو لن يشعر بأنفاسها لأن انفاسها محبوسه بداخل جهاز كبير ...اقترب منها وجلس الي جوارها .. التقط كفها واحتواها بين يديه وهو يقول ...- سامحينى يا اغلي الناس ..انا عارف انى كنت قاسي عليكى ...في البدايه كنت بعاقبك ..ايوه كنت بعاقبك.. مش بس عشان اللي انتى عملتيه فيه لا ...كمان عشان اول ما شوفتك تانى اكتشفت انى بحبك اكتر من زمان وان البعد خلانى اضعف بكتير من الاول اكتشفت ان حبك في دمى ولا يمكن اتخلص منه ابدا ...يوم فرح اسيل كنت هتجنن عليكى وغضبان منك ومن نفسي ..لانى كنت فاكر انى خفيت من حبك ..لكن حبك مرض مزمن ما فيش له علاج ...وبعدين فضلت اعاقبك برده عشان اتغيرتى ...ايوه كنت خايف ...خايف اركع تانى تحت رجليكى
فريده انا بحبك وهفضل لاخر يوم في عمري احبك لكن كنت خايف اكرر التجربه معاكى تانى ....انا رجعت اغنى من الاول صحيح لكن شهادتى هى هى ايه الجديد ...؟ لا اخدت ماجستير ولا دكتوراه عشان تحبينى ... هتفضلي انتى برده الدكتوره فريده وانا زى ما انا ...فلوسي ممكن تروح في لحظه ..صفقه ادخلها غلط او ضربه اقتصاديه وارجع تانى عمر النكره ... انا من غير فلوسي اساوى ايه ...؟
عشان كده كنت خايف ....لا فلوسي هتدوم ولا لياقتى كمان ...في يوم وليله ممكن ارجع عمر القديم وساعتها دماري هيكون بالقاضيه ...
انا عارف انك اتغيرتى لكن للاسف يا فريده انتى مش بتحبينى ...انتى بتحبي حبي ليكى وافتقديه لما انفصلنا ...عارفه لو بتحبينى بجد ..كنت هرجع من اول اشاره منك ... لكن مع كل ده ..انا بحبك برده وعمري ما حبيت ولا تمنيت غيرك ...لكن لو سامعانى دلوقتى يا حبيبتى ..انا بأوعدك انى مش هخليكى تغيبى عن عينى حتى ثانيه واحده ...هركع تحت رجليكى واعملي فيه اللي يرضيكى ..لكن ترجعى ليه تانى...
دموعه الحارقه سقطت علي كفها المستكينه بين كفيه ... المفاجأه جمدته فهو شعربها تقبض علي اصبعه الصغير بضعف ثم تفلته...كان يخشي ان يكون يتخيل ...عاد الي وجهها يتأمله ..مازالت كما هى مغمضة العينين ولا يوجد أي دليل علي انها حركت يدها ... اكمل حديثه ...- حبيتى انتى حاسه بيه مش كده ...سامعانى يا فريده ...فريده انا بحبك ..بعشقك ..انت روحى من غيرك الحياه كئيبه ومالهاش طعم ...فريده اوعى تكونى بتغيري من نوف عارفه طيب هحكيلك ...نوف هى اللي فسخت خطوبتنا عارفه ليه ...مجددا شعر بها تقبض علي اصبعه بقوه اكبر من المره السابقه ... هذه المره كان يركز نظره علي اصابعها الرقيقه ليتأكد بنفسه ....حركتها اعطته الامل فواصل... - نوف فسخت الخطوبه لانها اتأكدت انى بحبك وعمري ما هحبها زيك ابدا,,,, كانت ذكيه وعرفت اللي انا نفسي كنت بنكره ...عرفت ان روحى فيكى وحياتى تحت رجليكى ولما قريت رسالتك يا فريده عرفت ان فيه امل وكنت هحصلك علي امريكا واجيبك بالقوه...
ارجعيلي يا فريده وانتقمى منى براحتك ...لكن لازم تقاومى يا حبيبتى ... عشانى وعشان بنتنا اللي في بطنك ...نفسي تكون شبهك ..عشان يبقي عندى منك نسخ كتير ...وهنجيب اولاد كتير ...عاوز 5 لا 6 ...وهراقبك وانتى بتدلعيهم وبتوجهيهم ..انا عارف انك هتكونى احن ام ...
وضع كفه مفروده علي بطنها المسطحه ...شعر بها تنتفض قليلا تحت لمسته ...
الشعور بالعجز شعور قاتل ..عندما تقف عاجز عن مساعدة من تحب تشعر بالاختناق ثم اليأس ثم الغضب وتعود للشعور بالعجز ..
الممرضه اقتربت منه لتخرجه خارج غرفة فريده لكنها بالصدفه شاهدت استجابتها البسيطه عندما وضع كفه علي بطنها فغادرت في صمت لتخبر الطبيب بالتطورات التى شاهدتها ...ربما وجوده يفيد فنبضاتها منتظمه ومن الواضح انها تشعر به وعندما عاد الطبيب معها ليري بنفسه استجابة فريده طلب من عمر مغادرة الغرفه اخبره بإهتمام ...- ايديك محتاجه عنايه طبيه فورا ..جروحك هتتلوث وايدك هتتشوه ...لحظه قاسيه جدا ان يضطر لترك يدها ويغادر لكنه يريد ان يترك الفرصه لخالته لرؤيتها ...ربما تتحسن فريده عندما تشعر بوالدتها ..اخر ما يفكر به الان هو جروحه لكنه اذعن رغما عنه لطلب الطبيب وترك كفها بألم ونهض محاولا مغادرة الغرفه ولكن ما ان ترك كفها حتى بدات الاجهزه المحيطه بفريده بإطلاق الانذارات وتكهرب الجو ونظر الطاقم المرافق للطبيب المسترخى بقلق وهم ينتظرون اوامره العاجله فهم امام حاله طارئه جدا وهالهم ان يروه بكل هذا الاسترخاء... وبكل هدوء ممدوح امر عمر ان يعود للامساك بكفها والتحدث اليها امام نظرات الفريق المدهوشه الذين ظنوا ان الطبيب فقد عقله ويتصرف بكل هذا الاسترخاء والحاله تصارع الموت ولكن بمجرد ان عاد عمر الي جوارها وتمسك بكفها مجددا حتى هدأت الاجهزه واستقرت الحاله ونظرة الانتصار علي وجه الطبيب انبئتهم انه كان يتوقع ما سوف يحدث ... **********************************************
تلفتت حولها في جزع ...فوجئت انها في غرفه مظلمه مع نساء يبدو عليهم الشر ..تسألت بصوت عالي ... - انا فين ...؟
اجابتها احدى النساء التى ترتدى جلباب بنى وتربط رأسها بطرحه سوداء باهته ...قالت باستهزاء ...- هتكونى فين يعنى ...؟ في السجن يا حلوه ....
انها لا تتذكر ما حدث تماما لكنها تتذكر جيدا انها طعنت فريده اللعينه التى تكرهها جدا ...تمنت ان تكون ماتت وتخلصت منها ...انها السبب في كل ما حدث لها وبطعنها انتقمت منها ...وسوف تطعنها مجددا مرارا ومرارا .. انها تملك كل ما لم تملكه يوما ...الشرف والاحترام والمركز وزوج وسيم محب يتمنى رضاها والاهم الاصل ...منزلها الراقي وعائلتها الكبيره اشياء لطالما حسدتها عليهم ..ثم الحب الاسطوري الذى يكنه عمر لها ...
عادت تتسأل ... - انا هنا من امتى ...؟ اخر ما تتذكره كان محاولة عمر الدفاع عن فريده ثم لا تدري ماذا حدث بعدها ....
صول عجوز هتف بخشونه عبر الفتحه الصغيره في باب العنبر...- فاطمه مرعى
نهضت ببطء ونظرت اليه بإحتقار ولم ترد ...فتح الباب ودفعها عبره بقسوه وقال ...- اتحركى.. حضرة وكيل النيابه عاوزك ...
انها من الاساس ترفض وجودها هنا لن تجيب علي أي اسئله ..هى لم تفعل شيئا سوي انها اخذت حقها من اللعينه التى تسببت في طردها من عملها
نظرت الي وكيل النيابه بغل بعدما رفضت الاجابه علي العديد من الاسئله طوال قرابة الساعه ثم قالت اخيرا عندما سمعته يسألها عن سبب طعنها لفريده ...- طعنتها عشان تستاهل الطعن ولو شفتها تانى وكانت لسه عايشه هقتلها تانى وتالت ورابع ...ثم بدأت في الصراخ بهستيريه وزاغت عيناها وهى تتجادل مع الاصوات التى تحدثها ثم هجمت علي المكتب بعنف وهى تحاول قلبه علي وكيل النيابه المذهول
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كنت ولا زالت انتظرك عند كل مشرق وعند كل مغيب واردد اسمك للنجوم فتخبرنى كيف هو حالك...ولكن غيمه غطت علي النجوم يوما بعد يوم وانتظرت المطر طويلا حتى بدأت ايأس من هطوله ....

فياغيومى اعيدينى الي حياتى الماضيه وارحمينى وامطري لتكشفي عن سمائي الغاليه... "

لكل منا غيومه ..عواصفه وسكونه ..افراحه وشجونه ..تعقله وجنونه .. حسناته وذنوبه .. تتصارع اللذات علي باب الطاعات ...فنخطىء ونصيب نحب ونكره ولكن عندما يكون القلب ابيض فنحن نستحق فرصه اخري..
كل ما يمر علينا من احداث بحلوها ومرها يصنعنا ويجعلنا ما نحن عليه الان ..الحياه سلسله من الاحداث تمر ثم تترك لنا ذكريات نعيش عليها .. الذكريات الجميله تشوقنا لاعادة التجربه والحزينه تصقلنا وتترك بداخلنا شجون .. ذكريات الطفوله البريئه وذكريات ايام المدرسه ...ذكري اول يوم في الدراسه بعد الاجازه الصيفيه .. نتيجة الثانويه العامه بكل ما تحمله من توتر وفرحه ...ليلة العيد .. او زيارة عزيز بعد غيبه ... المصايف وتجمع العائله في السفر او في العزومات ... ذكري اول حب ثم احساس النشوى المصاحب للاعتراف بالحب وانت تنتظر رد فعل حبيبك اول لمسة يد ..اول حضن ..وذكري واحساس اول قبله ...
عمر استرجع شريط حياته بالتفصيل خلال الايام الثلاثه التى قضاها منحنى علي فراش فريده ويتمسك بكفها ...كان لديه الوقت لمراجعة كل تصرفاته حتى من قبل انفصالهما ..علم ان الخطأ الاكبر كان من نصيبه هو ... استرجع حلمه وهو في الثامنة من عمره ليلة ميلاد فريده عندما شاهد محمد يعطيه فراشه رقيقه وهو اخذها منه ليطلقها في حديقه جميله ... طوال الايام التى قضتها فريده في الغيبوبه لم يغادرها مطلقا فهو علم ان الخيط الرفيع الذي يربط بينهما سينقطع عندما يترك يدها ...لم يضمد جراح يده ولم يتذوق الطعام ابدا ..فمن اين سيأتى بشهيه او رغبه في الطعام وقطعه من روحه تنازع الموت ...وبالطبع بإمتناعه عن الاكل والشرب لم يكن يحتاج الي استخدام المرحاض... لذلك لم يغادرها الا الي الصلاه التى كان يقف فيها اضعف ما يكون بين يدى الرحمن .. كان يخبرها قبل ان يترك يدها انه سيتركها فقط للصلاه فكانت الاجهزه تظل علي هدوئها ولكن عندما تتخطى غيبته الخمس دقائق تبدأ نبضات قلبها في الاضطراب فيعود سريعا للامساك بيدها وتعود ضربات قلبها للانتظام ... حتى خالته كانت تراقب ابنتها من بعيد وتقبل جبهتها وتغادر فورا لاكمال دعواتها وتضرعها الي الله عز وجل فهى كانت تعلم ان فريده لديها كل ما تحتاجه... بعد ليالي عديده قضاها بجوارها يخشى ان يغمض عينيه فتغيب عن ناظريه كانت ماتزال كما هى في نفس غرفة العنايه المركزه التى دخلت اليها منذ ايام .. متصله بجهاز التنفس الصناعى ونائمه كملاك حزين تمنى لو يعلم بما تحلم ...لو يستطيع بثها احلام سعيده تعوض البؤس الى عاشته علي يديه لشهور مضت ... امواله التى كان علي استعداد لانفاق اخر قرش منها وتشفى حبيبته سهلت له الكثير من الامور فاستدعى اكبر جراح صدر في مصر لمعاينة الجرح واكبر طبيب عنايه مركزه واشتري وقته بالكامل حتى يتفرغ لفريده ...لو كان شراؤه للمستشفي يفيد لكان اشتراها بلا تردد ولو يستطيع التبرع لها بأنفاسه لتبرع بكل طيب خاطر بل ولأصبح سعيدا جدا ايضا ...
اكمل حديثه اليها بلا انقطاع ...واكمل اعترافاته ..كان يعلم علم اليقين انها تسمعه ... اخبرها بالتفصيل عن كل تفاصيل حياته خلال فترة انفصالهما... - فريده انا خطبت نوف فعلا وكنت ناوى اتجوزها عشان اثبت لنفسي انى اقدر اعيش من غيرك ...كنت محتاجها تسندنى لانى كنت بضيع من غيرك لكن للاسف حبي ليكى كان واضح وخلاها تنسحب لانها عرفت انى عمري ما هحبها ابدا ..
مجددا الاجهزه ارسلت انذرات خفيفه ..اصبح الان يعلم متى تكون منزعجه ومتى تكون مستكينه ...هو يضغط بكل قوته ويستفزها لتبدى أي رد فعل دون ان يترك كفها ...انها مستقره دائما الا حينما يتحدث عن نوف او يترك كفها دون ان يخبرها انه فقط مغادر للصلاه..
اسعد لحظات حياته كانت معها واتعس اوقاته كانت بدونها في سنوات جرداء عانى فيها معاناة لا توصف ولا يدري الي الان كيف مرت تلك السنوات الطويله بدونها ..عندما تركها لجأ الي الادمان في حاله من الهروب وفقدان الهدف ثم اكتشف انه يدمر نفسه وان السبيل الوحيد لاغراء فريده فتعود اليه هو ان يكون مليونير ...تحدى نفسه من اجل ان يتفوق عليها ..عمل لسنوات بجهد حتى بنى لنفسه امبراطوريه تمنى ان يحبسها بداخلها حتى وهو يعلم انها ستعود اليه من اجل امواله وليس من اجل شخصه ...لكنه اكتشف انه كان يسىء فهمها ...فريده لم تحبه لشخصه ابدا لكنها ايضا لم تطمع فيه يوما ...تزوجته عرفانا بجميله وحاولت ان تحبه لكن قناعاتها المترسخه في رأسها منعتها من حبه وعندما فقدته بدأت في الشعور بالخساره لانها علمت كم كان يحبها من كل قلبه ....
هكذا ظل يقنع نفسه من بعد عودته لكن رسالتها فتحت عينيه وازالت الغشاوه منهما ...رسالتها كتبت بحب وبألم مس شغاف قلبه ...
تعود اليه فقط وسيقضى كل لحظه من حياته القادمه في اظهار حبه لها وولعه بها ... اخر جمله استطاع تكوينها قبل ان يغرق في النوم كانت ... - بتقولي في رسالتك نكون اصدقاء ...اصدقاء ازاي وانا امنيتى تكونى في سريري بإستمرار وكل ما بنام بحلم بيكى في حضنى وعايش علي طعم شفايفك وذكراهم...
مع انه قاوم كثيرا الا ان الجسد البشري له طاقه فسقط في النوم اخيرا وهو يحتضن كفها بين وجنته التى نبت فيها الشعر وبين فراشها الطبي الذي ترقد عليه ...
قد تكون احلام وقد تكون امنيات ولكن نومه جلب العديد من المشاهد الجميله الي عقله ...فريده الطفله وفريده الانسه الخجوله التى كانت تبتسم خجلا كلما نظر اليها وهى لم تتخطى السادسة عشر بعد ..يوم عقد قرانهما ويوم زفافهما ...
استفاق من نومه علي شعور غريب وكأن احدهم يمسح علي جراح كفه التى كان يمدها بحمايه علي بطن فريده ويتحسس جنينا يربطهما برباط ابدى ... من قلب الموت تولد الحياه والامل ..جنين ينمو ويتحدى الظروف ويناضل من اجل حياته ...نفض شعور النعاس وهو يؤنب نفسه علي نومه وتركها تغيب عنه...التعرض للضغوط قد يؤدى بالانسان الي فقدان عقله ولكن ما يشعر به الان حقيقي مائه بالمائه ...فريده فتحت عيونها بعد طول غياب وتحصلت علي قطعه من الشاش الطبي لايدري حتى كيف وصلت الي يدها وتمسح بها جروح كفه الملتهبه التى تنبض بالالم ...وامتلئت بالتقيحات من الاهمال ....
الذهول جمده مكانه ومنعه من النطق ولو بحرف واحد ...فريده بحنانها الطاغى تمسح جروحه بدون حتى ان تستطيع الكلام بسبب الخرطوم الضخم الذى يحتل حنجرتها وتغاضت عن حالتها الخطره واهتمت بجروح يده وجسدها يرتعش من الالم بسبب جروحه هو التى تعتبر سطحيه مقارنة بجرح غائر في صدرها كاد ان يسلبها كل حياتها ....
ان كان يحبها بجنون من قبل فما فعلته الان جعله يحبها اضعاف واضعاف ويصبح اسير هواها الي الابد...كيف تفكر به وهى في مثل حالتها ...تذكر لحظة طعنها حينما نظرت الي نفس تلك الجروح بهلع قبل ان تنهار وطلبت من عمر ان يحضر له الاسعاف بدلا من ان تفزع من جرح سيقتلها هى ...
نظر اليها بلهفه قاتله وتمسك بكفها بقوه وقال في سرعه ...- حبيبتى متخافيش هسيبك ثوانى استدعى الدكتور ...
في قفزه عملاقه كان عند الباب يصرخ بكل قوته وبنفس القفزه عاد اليها ليمعن النظر في وجهها ليتأكد انها استيقظت وان ما يحدث لم يكن تكمله لاحلامه ...

دقات قلبه تصاعدت بشكل رهيب ...قلبه كان علي وشك التوقف من الاجهاد فالتوتر المصاحب لرؤيته للاطباء ينحنون حولها ليزيلوا عنها الاجهزه جعلت دقات قلبه تتخطى المائه وخمسين ...
اخبروه انهم سيزيلون جهاز التنفس الصناعى في تجربه لاختبار قوة رئتها من بعد الاصابه ... التجربه الاصعب علي الاطلاق فلو فشل فطامها من جهاز التنفس الصناعى فستعيش عليه للابد ...
- سيبونا لوحدنا خمس دقايق لو سمحتم...
الحياه بطولها وعرضها تحتاج الي الحافز لنعيش فيها ..لنناضل من اجل البقاء ...اوقات نجبر ان نحارب بكل قوتنا ونتمسك بأخر خيط للحياه ... والمحرك الرئيسى لحربنا وقتها يكون الدافع ...الحافز الذى يجعلنا نناضل ذلك الذى لو فقدناه فقدت الحياه اهميتها ويتساوى وقتها الموت مع الحياه ..
كان يعلم ان فريده قويه ....لكنها بحاجه الي دافع ..ستناضل من اجل طفلهما وستناضل من اجله ومن اجل عائلتها ..
العائله بأكملها انهارت ولكن احمد انهياره كان تاما ..لم يتحمل ابدا رؤية فريده مصابه وانزوى يبكى بلا انقطاع منذ ذلك الحين ...سيخبرها ايضا ان احمد الذى تعشقه اكثر من روحها ومازال بحاجة اليها...
الان كانت مستيقظه ويبدو الالم جليا علي محياها الجميل مع كل نفس او حركة يد ...اقترب منها حتى لامست شفتاه اذنها وهمس قائلا ...- حبيبتى نورتى الدنيا كلها برجوعك لينا ...مع انه حاول التماسك وكتم عبراته حتى يشجعها لكن رغما عنه دموعه انهارت لتحجب عينيه عنها ...لاول مره تراه يبكى مع انه بكى بسببها العديد والعديد من المرات ..
نظرات الالم علي وجهها تحولت الي الدهشه مع رؤيتها دموعها ...حاولت الكلام ولكن الجهاز الذى يحتل حنجرتها منعها ..تمنى لو استطاع معرفة ما كانت ستقوله لو فقط كانت استاطعت الكلام..!!! لانه كان سيكون اصدق كلام قد يقوله احدهم يوما ما وسيخرج من القلب الي القلب ...وعندما فشلت في التحدث رفعت اصابعها الي وجنتيه ومسحت دموعه بهم..
اكمل همسه قائلا ...- حبيبتى المفروض انهم هيشيلوا جهاز التنفس دلوقتى فريده قبل أي حاجه لازم تعرفي انك مش بطولك ...فريده لازم تقاومى مش هقلك عشانى لان انا مش هتفرق معايا كتير انا وراكى في أي مكان هتروحيه لكن كفايه اقولك قاومى عشان بنتنا اللي بتكبر جواكى ... عشان احمد اللي انهار تماما مع اصابتك ...عشان خالتى اللي جربت كتير وجع مرض الضنى وقربت جدا تخسر ابن قبل كده ...لو تعرفي يا فريده كلنا بنحبك اد ايه هتحافظى علي نفسك جدا لان اصابتك وجع لقلوبنا مافيش له دوا..
عارفه يا فريده انا كنت غضبان من محمد اوى عشان غدر بيا وخان ثقتى واتجوز نور من ورايا لكن مع اصابتك قدرت وعرفت ان الحب بيخلي الانسان مجنون تماما ...عذرته جدا لانه بيحب وانا بأحب وعرفت لو حد منعنى عنك ساعتها ممكن اكسر الدنيا ... انا عارف انى المتك كتير لكن اكتر حاجه وجعتنى انك خبيتى عليه حملك لانك خايفه منى ...انا عارف كويس انى قلتلك خدى حبوب عشان تمنع الحمل لكن صدقينى دى كانت اخر حاجه اقصدها فعلا ..انا كنت بس بوجعك بكلمه وجعتنى ومرمغت برجولتى الارض ..لما اعيش سنين اتمنى طفل منك واصبر واستغنى عن الاطفال لانى كنت فاكر انك عندك مشكله طبيه وعمري ما فتحت معاكى الموضوع عشان ما اسببش ليكى أي الم واكتشف انك متعمده تمنعى الحمل عشان انا اقل من انى اكون اب لاطفالك ..يومها مت فعلا ..ومطلقتكيش لمجرد انى مجروح ..لا طلقتك عشانك ..عشان ارحمك منى حتى لو انا هموت من غيرك...فريده انا بحبك من سبعه وعشرين سنه وحب سبعه وعشرين لا يمكن يموت ابدا ...المره دى بجد بقي هتزهقي من حبي ..
انا قتيل عيونك ...
لو كان يظن انه يفيدها بكلامه فعليه اعادة النظر ...قلبها المسكين لم يتحمل كل هذا الحب وكاد ان يتوقف مجددا ولكن هذه المره من السعاده ولولا انها علي جهاز تنفس صناعى لكانت رئتها توقفت هى الاخري فالمفاجأه ستجعلها تحبس انفاسها ...عندما لاحظ اضطرابها صاح بأعلي صوته ... - دكتورررررررررررررررررر
**********************************************
حالة الهدنه التى صاحبت ازمة فريده اعطت الجميع الفرصه لالتقاط انفاسهم والتفكير برويه ...وعمر اصر علي بقاء فريده في المستشفي علي الرغم من اخباره مرارا من قبل طبيبها المعالج انها اصبحت بخير وتستطيع الخروج ..لكن ربما لانه وجد السلام الذى كان ينشده في الفتره التى قضتها في المستشفي جعله يبقيها هناك ...او خوفه عليها من فاطمه التى مازالت تشكل خطرا كبيرا لذلك وضع حارس خاص علي غرفتها لا يفارقها للحظه ويبدل المناوبات مع زميل اخر له...
اقتراب الموت منهما بتلك الطريقه طرد كل الحقد وحطم الحواجز...ظل الي جوارها يعلمها كيف تسنشق انفاسها من جديد كما علمها الكلام وهى طفله صغيره ...
الحنين الي الحب والاستمتاع بالمذاق المميز الذى يتركه في نفوسنا يجعلنا نتغاضى عن الكثير من الاشياء ... حتى الضروريه والبديهيه منها كالاكل والشرب ... او الاهم كزواج محمد ونور المتسرع ...
الام تحب فلذات اكبادها مهما بلغت اخطائهم والاخت تسامح اختها حتى لو الاذى طالها من جهتها والعائله تتجمع في السراء والضراء ويبحثون عن الفرح بملقاط ...سنفرح اخيرا رغم انف الظروف ...
الايام التى قضتها فريده بين الموت والحياه اعادت تشكيل الجميع بدأ من شريفه حتى رشا .. قد تكون فريده ناضلت الموت بضراوه لكنها لم تكن لتناضل لولا احساسها بدعم الجميع وبحبهم ..نحن نحيا بالحب ...
بمجرد ان تنفست فريده بمفردها بعد فطامها من جهاز التنفس الصناعى حتى احتضن الجميع بعضهم البعض ...تجربه مريره ستترك اثر في نفوسهم لكنه اثر جيد يلم الشمل ويظهر المعادن ....
علي الرغم من انه لم يكن يريد تركها ولو لثانيه في الغرفه العاديه التى نقلت اليها بعد تجاوزها للخطر الا انه كان يريد ان يتابع تحقيقات النيابه مع الحيه التى اذت حبيبته ...سيتأكد بنفسه من نيلها للجزاء الذى تستحقه...
لن يعرض فريده او طفله مجددا لاعتداء من تلك الافعى لذلك حرص علي حضور كل الجلسات وتقديم كل الادله ..انها فريده التى حاولت تلك الحقيره قتلها لذلك يجب عليها دفع الثمن مضاعف...
امواله مجددا تسعفه ..الكثير من الاموال يفتح الطرق المغلقه ويسرع الاجراءات واسم الفطيم حينما يرتبط بإسم عمر نجم يجعل الصعب سهل ...
المحامى الذى عانى اهل فاطمه الامرين من اجل احضاره لها كان يركز مجهوده علي اثبات انها مريضه وانها تحتاج الي العنايه الطبيه وليس الي السجن لانها لم تكن في وعيها وقت ارتكاب الحادث واموال عمر التى وظفها واحضر كبار الاطباء النفسيين وكبار المحامين جعلت القاضى يقتنع انها مريضه وتحتاج الي العنايه ولكن من داخل السجن وليس من خارجه
يوم الحكم عليها فقط تنفس عمر الصعداء وسمح لفريده بمغادرة المستشفي
فى اليوم التالي الذى كان يوافق زفاف كلا من محمد ونور ورشا وعمر ....
ستجتمع العائله في الفرح اخيرا بعد طول شقاء..
********

باقة الورد التى استلمتها كانت ضخمه وراقيه جدا ومعها صندوق مستطيل انه اليوم الاخير لاقامتها الطويله في المستشفي ...الرساله الصغيره التى صاحبت الباقه لم تكن تحمل امضاء ولكنها علمت مرسلتها فورا ...فقط كتب المرسل ...
" تمنياتى بالشفاء العاجل ..لم ارسلها من قبل مع انى اطمئن عليكى بإستمرار لاننى اردت ان تصلك كلماتى وانتى في كامل صحتك لتعيها جيدا.. لو كنت صادفت حبا يماثل حتى ربع الحب الذى كان من نصيبك لكنت تمسكت به بكل قوتى وصدقينى انا اغبطك علي حب عمر لكى.. لكن لا احسدك هناك فرق ...الحياه قصيره.. عبري لعمر عن حبك الذى اعلم انه موجود ويكاد يماثل حبه..الانجاز الحقيقي في الحياه هو ان تغمضى عينيكى في حضن حبيبك وانت تشعرين بالامان ..."
بالفعل الانجاز الحقيقي لا يكون في الشهادات التى نضحى بالكثير من اجل الحصول عليها وانما كما اخبرتها نوف في الشعور بالامان ...
الخوف يمنع المتعه في الحياه والشعور بالامان لخص الحياه كامله فعندما نشعر بالامان نستطيع الشعور بالحب وبالرغبه وبمباهج الحياه جميعها...
علمت الان ما ينبغي عليها فعله في حياتها القادمه كى تعيد التوازن اليها فكتبت رساله اخري الي عمر تكمل ما بدئته الرساله الاولي التى ادت غلطة ارسالها قبل ميعادها بيوم واحد الي العديد من الاحداث الرائعه ...
تدابير القدر تدخلت وصممت حادثتها بشكل مهما حاول الانسان تخطيطه لم يكن ليصل الي تلك النتيجه ابدا ...
اما الان فسترتدى الفستان الجديد لتحضر به زفاف شقيقها وشقيقتها...فستان اسود جديد مثلها تماما ..سترتديه اليوم وهى تعلم انه يحمل تصميم نوف التى ابدعت في تصميمه وارسلته اليها لتعوض اخر اسود رفضت ارتداؤه بتكبر ...
اشفقت كثيرا علي نوف ولكن ليس بيدها شيء وتمنت ان تصادف صاحبة القلب الملائكى الحب الحقيقي يوما ما ولكن بعيدا عن عمر ....
***********************
وكأنهم لا يزالوا لا يصدقون معجزة بقائها علي قيد الحياه ...دخولها الي الزفاف الفخم وهى تتمسك بيد عمر كان معجزه بكل ما في الكلمه من معنى عندما شاهدوها تطعن في القلب كانوا اكيدين من وفاتها ولكن من رحم الموت ولدت الحياه ...وليس حياه واحده فقط بل اثنتين...
خالها سعيد ترك المهجر نهائيا وعاد بأولاده بعد حادثتها ..علم انه يخسر كثيرا وخصوصا ان والدته اصبحت في فترة العد التنازلي وان ما فاته بعيدا عنها كان كثيرا جدا ..وبعودة فريده الي الحياه وعودة سعيد.. شريفه كانت وكأنها عادت الي الوراء سنوات فكانت في اتم صحه وعافيه في الزفاف ..
رؤيتها للسعاده الخالصه ترتسم علي وجوه العرسان اسعدتها هى الاخري ونظرت الي عمر بتفاؤل ..وفاة والدها منعتها من اقامة حفلة زفاف كبيره وعمر اليوم حرص علي اهداء العرسان اكبر قاعة زفاف ...
حتى يوم فرح اسيل لم يكن الفرح خالصا مثل اليوم فقد انقشعت اخيرا كل الغيوم وسطعت الشمس لتظهر قوس قزح يلون ايامهم القادمه بأروع الالوان .. عروستان خلابتان في ثوبهما الابيض الرائع زينتا القاعه ليس فقط بجمالهما المميز ولكن ايضا بسعادتهما التى رجت القاعه بأكملها ...
والجميع وجه انظاره الي احمد ليقولوا ...- عقبالك ..الدور عليك من كان ليتخيل ان تمر سبعة سنوات ويتغير فيهم الحال وينعم احمد بكامل صحته والفضل لعمر ..لديه عمل جيد في مكتب محاماه شهير وصحه جيده جيدا والاهم قلب ناصع البياض ...
العديد من الاعلانات المتتاليه تلت اعلان خالهم استقراره النهائى في مصر وتركه للمهجر ... كأسيل التى تمسكت ببطنها بخجل وهى تنتنظر منهم ان يفهموا بدون الحاجه الي كلماتها وتختفي خلف زوجها من الخجل ...
اما عمر فنهض فجأه وامسك الميكرفون ليعلن علي الملاء ...تجربته في انقاذ فريده اعطته حافز ...في بلده يستطيع العطاء وانقاذ الارواح حتى لو الدخل لم يناسب طموحه ومكانته كطبيب... - انتباه يا عيله ..انا قررت مش هسافر هكمل حياتى في بلدى وسط عيلتى ...مش ممكن اكون السبب في دموع رشا هى جايه معايا مجبره وانا خلاص يا رشا مش هسافر
السعاده الغامره التى شعرت بها رشا جعلتها تتعلق في رقبته بقوه حتى كادا ان يسقطا ارضا سويا ومحمد نهض فجأه ليستلم الميكرفون الذى سقط ارضا ليعلن هو الاخر ...- وانا كمان مش هرجع ابو ظبي تانى...
وكان هذا دور نور لتتعلق برقبته هى الاخري ...
لا شيء يماثل تجمع العائله ...تذكرت ايام طفولتها عندما كانوا يجتمعون في المصايف ...اعتادوا قضاء اسبوع سنويا في الاسكندريه في فيلا كبيره تجمع الجميع علي شاطىء البحر مباشرة ... يسهرون سويا ويتناوبون النوم لقلة الاسره ويجتمعون في حديقة الفيلا الصغيره يجهزون للشواء كل ليله.. واليوم شعرت بنفس شعورها في الماضى ....
ان اوان اعترافها لعمر بحبها ...حذرها من قبل من نطق تلك الكلمه لكن الان لا يشبه بأي شكل ما كانا عليه منذ اسابيع فقط ....
اخرجت رسالتها من حقيبة السهرات السوداء الصغيره التى تحملها ... ستعطيها لعمر الان فالوقت مناسب جدا لطى صفحة الماضى ...استقالتها واعتذارها الرسمى عن البعثه بالتأكيد سيصلا في اقرب وقت الي رئيس القسم وعميد الكليه وقرارها اصبح رسمى فور ارسالها لتلك الرساله الهامه التى اعادت ترتيب اولوياتها بها ...
اخر رساله ستعطيها لعمر وهى التى سوف توصل اليه ما تشعر به في داخلها ...
كان يراقبها بشغف كأنه لا يزال يعجز عن تركها تغيب عنه ...عندما اوشك علي فقدها تخلي عن كل شيء الا الرغبه في الشعور بأنفاسها تلفح وجهه اقتربت منه بهدوء ووضعت كفها علي ذراعه .. وبحركه تلقائيه غطى كفها بيده الاخري التى دست فيها رسالتها...للحظات لم يستوعب ما فعلته لكنه رفع الرساله الي عينيه وحركتها عندما هزت رأسها مشجعه جعلته يقتادها الي خارج القاعه حيث مقهى حميم فى نفس الفندق الفخم الذى يقام فيه الزفاف وطلب لهما القهوه ...سألها بخوف .. - فيها ايه يا فريده ...؟
اجابته بدلع ... - اقراها وهتعرف
تطلع الي الرساله بتوتر ...قال هامسا ..- القهوه كفايه ولا اطلب سم
ضحكت بدلال لم تمنحه اياه من قبل جعله يفقد الباقي من عقله وقالت .. - الشربات يكون تمام...
انتظر حتى ارتشف اول رشفه من قهوته ...انه لا يدخن بإنتظام لكنه الان بحاجه الي حرق شيئا ما يساعده علي اخراج توتره ..كان يعلم ان تلك الرساله هى الفيصل في حياته ... اشار الي النادل الذى حضر علي عجل.. - هاتلي سيجاره حالا
فريده نظرت اليه بعتاب لكنها تغاضت عن طلبه ...سيكون لديها الوقت في المستقبل اذا اراد الله وستمنع عنه ذلك الاذى ولكنها الان تتمنى ان يقرأ رسالتها التى فشلت في ايصال ما فيها من مشاعر بلسانها ....

قال بسم الله الرحمن الرحيم وفتح الرساله التى فيها نتيجة اختبار حياته كلها
قرأ بترو وبعينيه فقط فلم يجرؤ علي النطق ...
" سأثبت لك اننى احبك "
الي سندى وسبب تمسكى بالحياه ...اكتشفت ان الرسائل طريقه مثاليه للتعامل معك ..ربما تأسرنى جاذبيتك ويغيب عقلي عندما تكون بقربي فأتلبك وتغادرنى لباقتى الطبيعيه لاعود طفله تتلعثم امامك كما كنت افعل دائما وانت تعلمنى الكلام ..
لاربع سنوات كامله وانا اراجع تصرفاتى واؤنب نفسي.. ليس لاننى فقدت حبك كما تظن ..بل كنت اؤنب نفسي لانى كنت من الغباء بحيث لم ادعك تعلم اننى احبك وحرمت نفسي من متعة التعبير ..التعبير عن حبك متعه خالصه تتركنى في حاله من النشوى تفوق تناول المخدرات بمراحل .. واحتاج فقط الي الوقت كى اثبت لك اننى احبك واستحقك ..
لن اقبل ان اعود واستقبل حبك الا اذا كنت ندا لهذا الحب ..وانا ندا له ولكن احتاج فقط لاثبات ذلك ..سأقضى الباقي من عمري في محاولة اظهار حبي لك ..خلال السنوات القادمه سيحل دوري انا في العطاء ...
العشق له اصول تعلمتها جيدا واهم اصوله هى المساواه ..لا يوجد في الحب قانون يفرض علي طرف العطاء بلا مقابل كما كنت تفعل ..لكن الامر المدهش انك معى انا لم تكن تعطى بلا مقابل ..فقط كنت اعجز عن ايصال ما اشعر به لاننى كنت اخشي من فقدان الهويه التام معك ..انت بنفسك اخبرتنى يوم عقد قراننا اننى احبك بطريقه تختلف عن طريقة حبك لي .. الحق كان معك ..كنت فقط احتاج الي الشجاعه للاعتراف بذلك وحينما ادركت ذلك للاسف كان الاوان قد فات فقد اكتشفت انى احبك في اليوم الاخير من عدتى وانا انتظرك بشوق لتعيدنى اليك كما كنت تفعل دائما .. انت احببتنى بطريقه جعلتنى انانيه وغبيه فلم ابادر انا بالاعتذار عن كلمات نطقتها فقط بلسانى دون قلبي لاخرس حيه كانت تريد سماع تلك الكلمات .. فقط نطقتها لاخرسها وامنعها من قول المزيد ..كنت اريدها ان تقتنع اننى اعنى تلك الكلمات فتكف عن بخ سمها ..ضعفي وسلبيتى وغبائى جعلونى اخسرك ولكننى وعيت درسي ومن الان سأحارب لاجلك ..من اجل الاحتفاظ بك وسأغرس اظافري في وجه اي انثي تحاول الاقتراب منك..قطتك الجديده شرسه لذلك اخبرك من الان كى تأخذ حذرك .. عندما تقترب من الموت جدا كما اقتربت انا تتغير كل قناعاتك ..تصبح انسان جديد بفكر عميق ..اريدك بكل ما فيك بصفاتك السيئه قبل حسناتك ..
تملك اموال او لا تملك ..عدت سمينا او ظللت رشيقا لن يفرق معى ذلك .. فأنا اسعى خلف قلبك الذي لن اسمح له بحب اخري غيري ابدا...
سنوات الفراق وتجربة الموت جعلتنى فريده جديده ...فريده تحبك بلا اي غرض... فقط اريد ان اسمعك تقول حبيبتى كما كنت تقولها وانا في غيبوبتى ..اريد ان اعود مدللتك المحظيه فأنت دللتنى كطفلتك واحببتنى كعشيقتك واحترمتنى كوالدتك وحميتنى كأخى الكبير فلم اشعر بالامان الا في حضنك ...ثم عاقبتنى كطفله مشاغبه واعدت تربيتى من جديد...


ان اتخلي عن حلم زائف في مقابل حلم حقيقي مكسب لي ..
عمر انا تخليت بكامل ارادتى عن عملي بالجامعه وعن بعثتى ...لا للمزيد من الشهادات التى لن احتاجها بعد اليوم فقد حصلت علي اعلي الشهادات في الكون وهى قسيمة زواجنا وشهادة ميلاد طفلنا الذى اعلم انه سيقاوم وسينجو بإذن الله...
من اليوم انا زوجه وام فقط ...زوجه كل همها ارضاء زوجها والاهتمام بمنزلها الذى سيكون جنتها ...سأنتظرك يوم ولادتى لتعيدنى الي منزلنا نفسه وسأعوضك فيه عن كل لحظات الالم التى عانيتها بسببي ...
اسمح لي بالابتعاد تلك الشهور واخطبنى فيهم من والدتى لنبدأ مجددا بدون أي ماضى قاسي ...ومن اليوم وحتى يوم ولادتى ان لم تقتنع اننى احبك فقط لشخصك اذن لا تعود الي.. فحينها لن اكون استحق حبك ....
الان تجرأت ووقعت بإسم عزيز علي قلبى .... زوجتك
رسالتها قلبت عقله وقلبت كيانه حتى انه جذب فريده من يدها ليعيدها الي الزفاف بدون ان يحاسب المقهى والنادل حاول اللحاق به قائلا ...- الحساب يا فندم ...
ولكن مديره استوقفه قائلا ...- سيبه ده عمر بيه شريك الفطيم اللي حاجز قاعة الفرح ....
وعمر تقريبا حملها من علي الارض وهو يسرع بها الي القاعه ليعلن
للجميع بدون أي مقدمات ...- انتباه يا جماعه انا كمان عندى اعلان ... انا خلاص قررت اصفى كل اعمالي في الامارات ومش بس كده هفتح مستشفي وكلنا نشتغل فيها ...عمر ومحمد وفريده وانا وحتى رشا ونور واى حد من العيله يحب هينورنا وهيساعدنا ...ثم نظر الي جدته وهو يقول وهنسميها مستشفي " الشريفه "....ودى هتبقي مستشفي خمس نجوم في الخدمه وأسعار بسيطه جدا ...
فريده هزت رأسها برفض... - عمر ..انا خلاص مش هشتغل ...انا من هنا ورايح ست بيت بس
كان دور عمر هذه المره ليهز رأسه ولكن بإستنكار ...امسكها من كتفيها بحنان وركز نظراته علي عينيها الحائرتين ...- فريده انا عمري ما طلبت منك تسيبى شغلك ...نجاحك بيسعدنى ..احب اشوفك ناجحه وقويه..مع كل شهاده كنتى بتاخديها كنت بفرح كأنى انا اللي اخدتها ...
الجميع اختفي من حولهما ...فجأه اصبحا في عالمهما الخاص ...- فريده يوم مناقشتك انا كنت سعيد جدا ...فخور بيكى وبنجاحك ...حتى علي الرغم انك كنتى بعيده عنى لكن انا دايما اتمنتلك الخير ...
يا الله كم هو رائع عمر محب وحنون وقوي ...اى انثى غبيه لا تتمنى ان يكون هذا هو رجلها....- عمر انا استقلت خلاص والموضوع نهائى... - حبيبتى مش شغلك هو اللي كان بيبعد بينا ..لا البرود اللي انتى كنتى بستخبي وراه هو اللي دبحنى ...يكفينى نظرة حب واحده اعيش عليها لاخر يوم في عمري...وبعدين يعنى انا هلاقي دكتورة اطفال اشطر منك فين عشان تعالج اولادنا ..انا مش هثق في أي دكتور غيرك ... - عمر ... عمر انت فعلا عاوز الطفل ...؟ - ياه يا فريده ...انتى فعلا بتسألينى ومستنيه اجابه ...؟
هزت رأسها بالنفي ..بالطبع لا هى لا تنتظر الاجابه ..هى تعلمها جيدا تلمسها بقلبها ...عمر يحبها فعلا ..حب لن يتكرر ابدا وهى ايضا تبادله نفس الشعور
ليته ايضا يشعر ويتأكد كما تعلم هى مقدار حبه الجياش ...
عمر اعطى قلبه ومشاعره علي بياض ولم ينتظر يوما المقابل وهى اعتادت الاخذ دون ان تحاول العطاء هى الاخري ربما لانها كانت تعلم ان حب عمر يكفيهما معا...كم هى نادمه الان علي كل لحظه فرطت فيها دون ان تحاول اظهارحبها لعمر وكل لحظه سلمت فيها اذنيها الي افعى سامه نغصت عليها عيشتها وبالاخص علي كل لحظه شعرت فيها ان عمر اقل منها .. كم كانت مخطئه فهو افضل منها بكثير يكفيه حبه الرائع المخلص وصدقه واخلاصه وشهامته ورجولته ...وعطائه ..اعطى كليته لاحمد واعطاها عمره وامواله ولم ينتظر يوما المقابل ...دعمها في تعليمها ولم يشعر بالغيره لانها ستتفوق عليه ومازال الي الان يدعمها ويقف خلف نجاحها ..
اقترابها من الموت غير مفاهيمها تماما ...لم تعد الشهادات او المناصب تهمها... فقط الحب ودفء العائله ...زوجها وطفلها القادم ...سعادة شقيقاها وشقيقتها ...راحة بال والدتها ...صحة جدتها ...الان سوف تصر علي قرارها لاعمل بعد اليوم ولن تعود اليه وهى ما زالت لا تستحقه .. - عمر انا قررت والامر انتهى مش هرجع الشغل تانى ..ابتسم لها بإغواء وهو يقول ...- حبيبتى المستشفي بتاعتك ...انتى هتبقي رئيسة قسم الاطفال تروحى براحتك وتشرفى علي القسم ... سألته بإنبهار ...- عمر انت جاد في موضوع المستشفى ...؟ - جاد جدا...المستشفي هتكون صغيره لكن هتلمنا كلنا وهنكبر بيها وفيها يمكن كلنا كنا هنكسب اكتر لو فضلنا بره لكن كفايه غربه يا فريده اخدت مننا رقات...
بالفعل الغربه استنزفت الجميع فرقت الاحباب ومنعت لم الشمل ...كان من العادى ان تمر الاعياد والمناسبات واحدهم غائب ...لكل شيء ثمن والغربه تعطيك الاموال وتأخذ عمرك في المقابل ...
عمر نظر اليها ومازال يعجز عن التصديق ...انها سعيده فعلا بعودته الي مصر ...سعيده بالمستشفي الصغير الذى ربما لن يجنوا منه الا القليل جدا فعلي حسب كلامه الذى وعته جيدا سيكون بأسعار زهيده وخدمه جيده جدا ليعالج الفقراء ويحفظ ادميتهم... سعيده وهى زوجه وام فقط ...هل تغيرت
فعلا ام فقط كانت تكابر منذ البدايه ...؟
***********
- حبيبتى انا متأكد انك بتمثلي الزعل ..انا عارفك كويس ..طيب وافقتى علي الدخله ليه ..يعنى لما نروح البيت بعد ساعه هتسلمينى نفسك وانتى مبتكلمنيش ..؟؟
وجهها تخصب بكل الوان الطيف المعروفه ..لكزته بمرفقها في معدته بقوه المته وهى تقول ...- مين قالك انى هروح معاك؟
عمر تلفت حوله ليتأكد من ان احدا لم يري رشا وهى تضربه ...تصنع الغضب وهو يقول ...- عارفه لو حد شافك وانتى بتضربينى كنت ضربتك علي قفاكى ادام الكل ...
صاحت بغضب ...- تانى ؟؟ ما انت بقي هتتعود علي كده ...
ابتسم لها بحنان ...- حبيبتى يومها كنت مضطر ...كنتى هتدخلي في انهيار عصبي وكنت قلقان عليكى ومش عارف اركز مع فريده ...انا اسف بقي ... خلاص يا ستى لما نروح اضربينى كف ونبقي خالصين
اجابته بعند ...- واللي يرجع في كلامه ..
اجابها مبتسم وهو يغمز ..- يبقي عيل بس انا هردهولك بطريقه مش هتنسيها طول حياتك ...
صرخت بغضب وهى تهرب منه الي حيث تقف والداتها ...- طلقنى ... لحقها وهو يحاول منعها من الكلام ...ولكن كلاهما سكت من الصدمه مع اقتراب فريده وعمر الذي قال لخالته بإستسلام ...- خالتى انا بطلب منك ايد فريده
*********************************
- مش انا وعدتك مش هاخدك غير في النور ومرفوعة الراس
نور احنت رأسها في خجل ...فعلتها المتهوره مرت بسلام وازمة فريده شطبتها تماما من سجلهما فلم يتحدث احد مطلقا عن عقد قرانهما السري وفقط اصبحوا يتحدثون عن موعد الزفاف ...
- حبيبتى ...انا هعمل المستحيل عشان اسعدك حتى ابو ظبي مش هرجع عارفه اغنية شاديه اللي انتى بعتيها ليه خلتتى اخطفك واتجوزك وخلتنى ارجع مصر نهائي ...الحمد لله وضعى المادى كويس ويارب عمر ميفتكرش انى طمعان فيه ابدا ...انتى كنزي الحقيقي يا نور ...
قاطعه صوت عمر الغاضب ...- كل يوم بتثبت غباء اكتر من اليوم اللي قبله ...انا اظن انك طمعان فيه ؟؟ معقوله ؟؟ انا اديت احمد كليتى بدون تفكير يبقي هستخسر في حبابيبي فلوس ..؟ الفلوس مصدر للسعاده وبإستخدامها عشان اساعد اعز الناس عليه وعمرها ما كانت هدف ..ان كنت رفضت جوازك من نور فلازم تعلم انى رفضت بسبب الدرس اللي اخدته من فريده ...
شهقه متألمه من فريده التى حاولت الانسحاب لكنها استوقفها بلطف وهو يقول ..- استنى يا فريده ...لازم تسمعى سبب رفضى ...انا رفضت لانى كنت عارف ان نور بتحب محمد اوى واللي بيحب اوى بينجرح اوى .. عشان كده اتمنيت لها حب اهدى كتير لكن انا كنت غلطان ...الحب ده قدر حتى الالم اللي بيبقي معاه متقدر .. وما فيش اي حد هيقدر يقف في وشه ...
يتخاصمان ويتعاركان ...يناطحان السحاب بهامتهما فهما متماثلان ولكن في النهايه دمائهما واحده وطبعهما واحد ...تعانقا بصفاء وعمر يخبره ... - باركلي انا خطبت اختك ..امام نظرات نور المذهوله ...
بمفردهما مجددا ... منذ الصباح وهو يريد ان يحدثها بخصوص فاطمه خلال الشهر الذي قضته فريده في المستشفي لم تسمع ابدا اخبار عنها ... والان لابد وان يخبرها ...- فريده ...فاطمه اخدت سجن 10 سنين مع متابعه نفسيه مشدده طول سجنها ...
انها الان لا تعلم اذا كانت تكرهها او تشفق عليها ..في النهايه تلقت جزاءها العادل وستبتعد عنها لسنوات ...- و...طالبه تشوفك
ارتعشت بشده مع كلماته لماذا قد تريد ان تراها ..لتطعنها مجددا .. عمر اكمل ...- فريده انا طبعا رفضت...مستحيل اسمحلك تروحى عندها
تمسكت بكفيه اللتان شوهتهما الجروح وزاد الاهمال من حجم التشوه ... رفعتهما امام ناظريه ...- كفوفك حمت طفلنا واتشوهت انت بسبب واحده حاقده وانا عندى رئه هتفضل تعبانه للابد وجرح 20 سنتيمتر مشوه جسمى ..يبقي لازم اسألها ليه ...انا محتاجه اشوفها انا كمان ...اللي انت متعرفوش انى قبل الحادثه بأسبوعين واجهتها في شغلها واتسببت في طردها منه ...انا حاسه بتأنيب ضمير ولازم اشوفها ...
عمر احتواها بين ذراعيه بجزع ...لم يهتم الي الجمهور الذي قد يراه ... - اي تأنيب ضمير ...دى حيه خطيره واقنعتنى انك بتحبي واحد تانى وفي الاخر طعنتك...
- عارفه كل اللي انت بتقوله لكن لازم اشوفها ...عشان خاطري يا عمر عشان ارتاح ...
***********
زيارتها في السجن تسبب لها التوتر ...كم هو قوى طفلها ذلك الذي يتشبث بالحياه علي الرغم كل ما مر به ..عمر اصر علي اصطحابها والواسطه التى يعرفها مكنتهما من رؤيتها بمفردها في غرفة المأمور الذي حياهما بترحاب .. ونظرات القلق علي وجه عمر جعلت المأمور يطمئنه .. - متخافش ... متفتشه كويس ..ما فيش منها خطر ابدا علي المدام ...ثم انسحب خارجا تاركا فاطمه معهما ...
عمر كتم اشمئزازه وكراهيته ...لم يبدى اي تعاطف مع قاتله كادت ان تسلبه كل حياته ...حبيبته وطفله انا اما فريده فكانت متعاطفه معها علي الرغم من كل شيء سألتها بإشفاق ...- طلبتى تشوفينى
ان كانت النظرات تقتل لكانت فريده قتلت منذ اللحظه الاولي التى شاهدتها فاطمه فيها وهى تدخل تحت حماية عمر ...نظراتها كانت مزيج مرعب من الحقد والغل والكره والحسد ...اجابتها بفحيح كالافعى ...- طلبت اشوفك لانى عارفه انك غبيه وبتتأثري بأي حاجه...ان كنت معرفتش اخلص عليكى بالموت يبقي لازم ادمرك وانتى عايش
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
.لا يمكن اسيبك تتهنى مع عمر ...وقبل ان ينتبه احد الي ما تنتويه كانت خلعت طرحتها ولفتها حول عنقها وبدأت في شنق نفسها بنفسها ....الصدمه جمدت فريده فصرخت بهلع ولم تستطيع التحرك وعمر خرج الي الحراس الذين يقفون خارج الباب واخبرهم علي عجل ...وعاد ليدعم فريده ويغطى رأسها بذراعيه كى لا تشاهد ما يحدث ويقودها الي الخارج... في محاوله مستميته حاول الحراس منعها من شنق نفسها ولكن القوه الهائله التى تتمتع بها في الفتره الاخيره منعتهم من انقاذها فهى تريد الموت لتعذب فريده وتحسرها علي جنينها الذي سوف تفقده عندما تراها تقتل نفسها امامها...وعندما فشلوا فى فك طرحتها بعيدا عن عنقها بدأت فاطمه في اصدار حشرجات عجيبه ثم لتجحظ عيناهاحتى كادتا ان تقفزا خارج جمجمتها ويتدلي لسانها وتتوقف انفاسها تماما ثم تسقط بضجيج رهيب كالحجر علي الارض....
******************
انه يؤنب نفسه بشده ولولا انه لا يريد ايذاء فريده اكثر لكان واصل لعن نفسه الي الابد ...لماذا وافق علي زيارتها لتلك الافعى المريضه ..ينبغى ان يكون اكثر حسما مع فريده فهو عندما يذعن لرغباتها في بعض الاحيان يكون يؤذيها لا يدللها ...من الان فصاعدا سينفذ ما يراه صائب بغض النظر عن رأيها ..ربما تغضب قليلا لكن افضل من الغباء الذى تنتهجه في كثير من الاحيان ..اكتشف انها عاطفيه زياده عن اللزوم وان معظم قرارتها تكون بناء علي العاطفه وليس علي العقل ...انتبه علي انات تطلقها فريده المتخشبه في السياره الي جواره ...منذ ان اخرجها وهى ترتعش بشده والان وجهها اصفر حتى حاكى الموتى وكأنها علي وشك الاغماء...اوقف السياره والتفت اليها ...وجدها تغطى فمها بكفها وتفتح الباب في محاوله منها للإبتعاد والتقيؤ بعيدا عنه ... ولكنه لم يعطيها الفرصه وفي لمح البصر كان يغادر مكانه ويدور حول السياره ليستلم يدها ويساعدها علي النزول ... ترجته ..- عمر ارجوك ابعد شويه...هز رأسه بالرفض وظل يتمسك بها من الخلف ويضمها اليه وهى لم تعد تستطيع السيطره علي قيئها الذى غلبها فاستسلمت وانحنت تتقيأ علي جانب الطريق ...
فقط استاطعت استجماع شجاعتها والسيطره علي جسدها المرتعش الذى يهتز بقوه عندما اوقف عمر سيارته مره ثانيه خارج اسوار السجن الكئيب الذى منذ لحظة رؤيتها له والغثيان وصل معها الي ذروته ...واحراجها من عمر بلغ ذروته هو الاخر عندما لم يتركها اثناء تقيئها بل وغسل وجهها بزجاجة مياة الشرب التى كان يحتفظ بها في السياره.... والتى كان احضرها مع العصير قبل رحلتهما الي السجن ...في اثناء التوقف الاول كانت مازالت مصدومه مما شاهدته ...رؤية الموت قاسيه جدا وبالاخص عندما تكون بهذا القرب وبهذه البشاعه ...نظرت اليه بدهشه عندما ادركت اين هما ...عمر اخذها الي شقتهما القديمه ...ارادت الاعتراض ولكن عمر اسكتها بإشاره حازمه من يده .. .لن يترك لها بعد الان فرصه للاعتراض او ابداء رأي مخالف لرأيه..
معظم مشاكلهم في الماضى كانت من تساهله الشديد معها والذى اعتبرته هى ضعف ولكن في الفتره الماضيه انحسرت تلك الغيوم لانه كان المتصرف الوحيد ولم يترك لها مجال للاعتراض ...هو ليس مستبدا ولكن الحياه الزوجيه تحتاج الي الحسم في الكثير من الامور ...
**************
ما ان اغلق الباب عليهما حتى شعرت بالخجل ...تقمصت دور المخطوبه جيدا وشعرت بخجل حقيقي وارادت الهرب ولكن عمر منعها بصرامه .. - متحاوليش ...
اجلسها برفق وغاب عنها بضع دقائق في غرفة نومهما عاد بعدها وهو يحمل بعض ثيابها المنزليه القديمه التى تركتها خلفها منذ سنوات...بدأ في فك حجابها بنفسه غير مبالي لاي اعتراض واه تصدره ...اجابته بضعف .. - عمر ..احنا اتفقنا ...مش دلوقتى ...هتخطبنى الاول فتره لحد ما تتأكد من مشاعري
هز رأسه نافيا بقوه ...- ابدا ..انتى قررتى لوحدك وانا خلاص من هنا ورايح مش هسمحلك بأي قرار ...قراراتك كلها غلط واعرفي يا فريده إن من هنا ورايح انا اللي هقرر وانتى هتنفذى بدون اعتراض زى أي طفله مطيعه ..ولو غلطتى هتتعاقبي برده زى أي طفله مشاغبه عندك مانع ..؟
ابدل لها ثيابها بالكامل بدون اعتراض ..وهى تعلم نواياه الصريحه ... ورغبته التى لا يخفيها ..كيف ستتجرأ وتعترض وقوانينه الجديده واضحه وصريحه ...هو الرجل وستطيعه مهما فعل طالما تعلم انه يعشقها ....فقدان الهويه في العشق لذيذ وله مذاق خاص واخيرا استمتعت به ...هل هناك اثبات علي حبها اكثر من ذلك...؟ احتواها بين ذراعيه وتردد في أذانيهما من حيث لا يعلمان صدى قصيدة نزار قبانى....
يسمعني.. حـينَ يراقصُنى ....كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـتِ ذراعى ...يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسـودُ في عينى ...يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـهُ.. يحملـني لمسـاءٍ .. ورديِ الشُـرفـات
وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ .. كالريشةِ تحملها النسمـات
يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات
يخـبرني.. أني تحفتـه ... وأساوي آلافَ النجمات
و بأنـي كنـزٌ... وبأني.. أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوخـنى ... تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني... تجعلنى امرأةً في لحظـات
اما قصره فلن يكون قصرا من وهم بل سيكون حقيقي طالما وعى كلاهما الدرس...
تمت بحمد الله

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا