رواية ابو الرجالة الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء سعيد
رواية ابو الرجالة الفصل السابع عشر 17 هى رواية من كتابة شيماء سعيد رواية ابو الرجالة الفصل السابع عشر 17 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ابو الرجالة الفصل السابع عشر 17 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ابو الرجالة الفصل السابع عشر 17
رواية ابو الرجالة الفصل السابع عشر 17
بصباح يوم جديد تم نقل موسى لغرفة عادية، بدأ يفتح عيناه رويدا رويدا رأي جميع عائلته أمامها تقلب بنظره بالمكان يبحث عنها بأي ركن داخل الغرفة، أقتربت منه والدته سريعاً وضمت كفه السليم بيدها قائلة بلهفة :
_ موسى حمد الله على سلامتك يا حبيبي قولي حاسس بايه؟!..
تنهد بتعب واضح على ملامحه وأشار لأخيه مردفا :
_ هو أنا جيت هنا لوحدي والا كان معايا حد؟!..
توترت مايا من حديثه وحاولت قول أي شيء تغلق به هذا الموضوع :
_ أنت حاسس بأيه يا موسى قلبنا كان هيقف من الخوف عليك...
أوما إليها موسى بابتسامة ساخرة قبل أن يعود بعينه لسيف مردفا :
_ جيت لوحدي والا مع حد؟!..
أرتجف كف والدته جعله يشعر بشي مريب، ألقى نظرة مرعبة على سيف الذي أردف سريعاً :
_ جيت مع الإسعاف وبنت كدة قالت إنها كانت واقفة معاك عندك العربية في نفس لحظة ضرب النار..
انشرح وجهه ودلف لقلبه لذة غريبة بالانتصار، أتت معه رغم أنها لا تعرفه بشكل جيدا، ولكن السؤال هنا أين تلك الفتاة الجميلة، لأول مرة يفكر بالزواج من عامة الشعب، زواج هل هو قرر الزواج منها بتلك السرعة؟!.. نفض تلك الأفكار قائلا بقوة :
_ وهي راحت فين؟!..
أجابته مايا سريعاً :
_ البوليس شك فيها لأنها وقفتك في المكان ده وفي الوقت ده فتم التحفظ عليها، أرتاح أنت يا حبيبي وكل حاجة هتبقى زي ما أنت عايز بالظبط..
يرتاح؟!.. شقيقته بدأت العابها بوقت مبكر جدا، أنتفض من فوق الفراش وازال جميع الأسلاك الطبية المتعلقة بجسده، حاول سيف الاقترب منه مردفا بخوف :
_ مينفعش كدة يا أبية أنت محتاج ترتاح قولي بس عايز ايه وانا هنفذ في ثانية..
ابعده موسى عن طريقه بحركة واحدة من يده ثم سحب مايا من عنقها إليه لتبقى مختنقة أمامه مردفا بسخرية :
_ لو فاكرة إني مش عارف حكايتك إيه بالظبط تبقى غبية يا بنت الراوي، الكلب اللي بعتيه عشان يخلص مني أنا سبته بمزاجي أما فيروز اللي حبيتي تشيليها الليلة مش هتقعد ساعة واحدة في الحجز..
حاولت وضع يديها على يديه لتخفف من قبضته عليها الا إنه قدر على شل حركتها، توقعت ان تلك الأنفاس أنفاسها الأخيرة بالحياة لتغلق عينيها باستسلام، دفعها بعيدا عنه وهو يعض على لسانها ليتحمل وجع كتفه قائلا بجبروت :
_ مش عايز حد هنا غير سيف..
نظرت إليه والدته برجاء قائلة :
_ خليني معاك يا موسى أكيد في حاجة غلط مهما كانت المشاكل اللي بينك وبين مايا وجوزها دي أختك ومستحيل تعمل كدة..
أخرج ملابسه من خزانة المشفى ليساعده سيف بارتداء قميصه، رمت ثواني من الصمت قبل أن يقول :
_ روح هات إذن خروج من الزفتة دي..
خرج الاخر سريعاً ليقول موسى بقوة :
_ طول ما أنتِ شايفة بتنك وجوزها ملايكة وأنا الشرير يبقى بلاش نتكلم أحسن هنخسر بعض بزيادة وأكيد أنتِ مش عايزة كدة..
أومات إليه عدت مرات ليجد شقيقته تقف بجانب الغرفة بملامح وجهه باهتة وكأن أحد أخذ روحها ليصرخ بقوة :
_غوري من وشي واستني ردي مع المحروس جوزك في بيتك..
______ شيما سعيد _____
بالقسم..
كانت تجلس فيروز أمام مكتب الضابط منذو ليلة أمس لا تفعل شيء سوا البكاء، تم أخذ هاتفها منها لا تعلم كيف ستخرج من هنا، أقترب منها بعد خمس دقائق رجل يبدو عليه الوقار وقال إليها بهدوء :
_ مفيش داعي للخوف يا مدام موسى بيه اتصل بيا عشان أكون مع حضرتك لحد ما يوصل..
أخذت نفسها بأرتجاف شعر ببصيص من الأمل يقترب منها، قامت من على الأرض قائلة بلهفة :
_ أنا عايزة أتصل بأهلي لو سمحت..
أوما إليها المحامي ببعض التوتر ثم قال وهو يقدم لها الهاتف الذي يدق برقم رب عمله :
_ أتكلمي الأول مع موسى بيه عشان يطمن عليكي وبعدين أعملي اللي حضرتك عايزاه..
أخذت منه الهاتف ونظرت الي إسمه المدون على الشاشة بتوتر بللت شفتيها بطرف لسانها وهي تدعو بداخلها ثم ضغطت على فتح المكالمه، أول ما وضعت الهاتف على اذنها وصل إليها صوت أنفاسه الحادة ونبرة صوته المتلهفة :
_ فيروز أنتِ كويسة حصل لك ايه؟!...
وكأنها طفلة صغيرة سمعت صوت والدها وعلمت انها أخيرا وصلت لشاطي النجاة، أترفعت شهقاتها أكثر وأكثر وقالت :
_ أنا اتبهدلت ولولا الظابط طيب كنت نمت في الحجز مع الوحشين، والله العظيم مش أنا السبب في اللي حصل لحضرتك أرجوك تعالي خرجني من هنا وأنا أعودك لا هتشوفني ولا هقول حاجة لحد كانت كلها معرفة سودة على بعضها..
كان خرج من المشفى وخلفه رجاله لم ينتظر السائق ليفتح له باب السيارة وفتحه هو سريعاً، قبض على يده بغل وهو يسمعها ما ذنبها لتعيش ليلة بتلك البشاعة؟!.. أشار للسائق بالحركة وقال لها :
_ كفاية عياط نص ساعة بالكتير وهكون عندك متخافيش المتر هيفضل معاكي لحد ما أوصل أنتِ حالياً في امان..
أجابته بتعب :
_ هتصل بأهلي وهيبقوا معايا بس خروجي متوقف عليك يا ريت متتاخرش..
أمرها بنبرة صوت صارمة :
_ أياكي تتصلي بحد لحد ما أوصل..
نسيت رهبتها وخوفها الذي كان متمكن منها منذ ثواني وقالت بغضب :
_أنت بتتكلم معايا كدة ليه أنا محدش يتكلم معايا كدة، وبعدين هكلم أهلي يعني هكلم أهلي أنت مين أساساً عشان أسمع كلامك..
كاد الهاتف يسقط منها من شدة صوته الغاضب :
_ أدى الموبايل للمتر محسن..
ألقت الهاتف على المحامي بخوف ليقول الاخر بتعجب :
_ خير يا موسى بيه..
_ إياك تديها الموبايل بتاعها أو تخليها تكلم أي حد لحد ما أنا أوصل مفهوم يا محسن..
_مفهوم طبعا يا باشا...
______ شيما سعيد _____
بعد أقل من نصف ساعة..
زاد الشجار بين فيروز وبين المسكين محسن، حرك رأسه بقلة حيلة وهو يراها تحاول التعدي عليه لأخذ الهاتف منه رغما عنه صارخة :
_ بقولك هات الموبايل وهو أنتوا عصابة والا إيه؟!..
وضع الهاتف بداخل حقيبة عمله وقال بنبرة متوترة :
_ يا مدام فيروز أهدى شوية كدة مينفعش وبعدين أقسم لك أننا هنا عشان خاطر حمايتك وعشان خروجك من المكان بسلام..
_ أنا مش عايزة منكم حاجة يا وحش المصايب هات الموبايل أكلمي أهلي خليني أخرج من المصيبة دي..
تخشب جسدها برعب وهو تسمع صوته الحاد من خلفها يقول :
_ ارجعى مكانك حالا..
عادت للخلف بشكل تلقائي ليشير بعينه للمحامي قائلا :
_ أدخل أنت يا متر شوف الحكاية هتخلص على إيه بسرعة..
دلف محسن وهو يحمد ربه على هروبه من بين يدي تلك المجنونة، أقترب منها موسى نظرات مرعبة جعلتها تتمنى الفرار من أمامه، لم يتحدث لتبتلع ريقها مردفة بتقطع :
_ خير حضرتك بتبص لي كدة ليه؟!..
سحبها من ذراعها لتقف أمامه مردفا :
_ أياكي أشوفك قريبة من راجل على مسافة أقل من 50 سنتي، إيه مش قولتلك اتزرعي في آي حتة لحد ما أوصل هي الكلمة مش بتتسمع ليه؟!..
ما هذه القوة؟!.. ومن هذا الرجل ليتحدث معها بتلك الطريقة؟!.. له هيبة للأسف تجعلها دائماً خائفة وغير قادرة على الوقوف أمامه، لا يا فيروز يستحيل أن تسمحي لرجل يتحكم بكِ بتلك الطريقة يكفي جدا ما فعله إبن أبو الدهب، ردت عليه بغضب :
_أنت مين عشان تتكلم معايا كدة، عايزة اهلي أنت داخلك إيه؟!.
أوما إليها بابتسامة قائلا :
_ مين أهلك تقصدي أهل طليقك اللي كان ناوي يتجوز أختك فراح أخوه اتجوزها، بجد دي عيلة تخلي الواحد يهج..
فتحت فمها بذهول من حديثه وسخريته وقبل أن ترد عليه خرج المحامي مردفا :
_ أتفضل يا موسى بيه عشان المحضر يتقفل..
ضم كفها بيده وجذبها معه للداخل، كانت مذهول من ترحيب الضابط به ومن وقاره المسيطر على الغرفة، لم تفوق الا عندما قال الضابط :
_ يعني مفيش من ناحيتها حتى شك يا باشا؟!..
اجابه موسى بقوة :
_ لو في حد بثق فيه هيبقى هي فيروز قريب جدا هتبقى مراتي..
شهقت بفزع مردفة :
_أنت بتقول ايه..
ابتسم إبتسامة باردة ومال برأسه على اذنها هامسا :
_ بقول تلمي نفسك عشان تخرجي من هنا وبعدين نتكلم
_____ شيما سعيد _____
بمنزل كمال..
ألقت ثريا بجسدها على أقرب مقعد بعدما تخلت عنها قدميها بالوقوف أكثر من ذلك، عاد كمال للمنزل ومعه فريد، ملامح وجهما بمفردها تدل إن صغيرتها ضاعت منها الي الأبد، نظرت إليه بلهفة تتمنى أن تسمع منه أي كلمة تريح قلبها ليقول :
_ متعرفش رقم أي حد من أصحابها يا ثريا؟!..
لم يصل لها كانت متوقعة هذا، رأت فريد أمامها كأنها رأت نيران تحرقها، من أين أتت إليها العزيمة لا تعلم قامت من فوق المقعد وهي بداخل حالة من الجنون ونزلت بكل قوتها على وجهه، اتسعت عين كمال وفريد من تلك الصفعة وقبل إن ينطق أحد بكلمة صرخت بقوة :
_ كل اللي حصل ليا ولبناتي بسببك يا شيطان أنت وأبوك، بس العيب مش عليك العيب على اللي رباك فاسد زيه..
_ ثريا..
صرخ كمال بأسمها حتي تتوقف عن هذا الهراء وتعلم ماذا تقول الا إنها أشارت اليه بالصمت صارخة :
_ عايزك تسكت خالص لأنك السبب في كل ده، كنت ابن فاشل وزوج فاشل وابن فاشل، عيل وحيد فاسد متربي غلط والدلع وصله إنه ميعرفش يفرق بين الحرام والحلال اتجوز بنت عمه الغلبانة وبدل ما يصونها كان بيتجوز عليها كل يوم واحدة، ربنا عوضك عن وحدتك واداك بدل السند تلاتة بدل ما تطلع منهم رجالة خلتهم نسخة منك في كل حاجة، بنتي ترجعي يا كمال وبعدها انت وعيالك من طريق وأنا وبناتي من طريق تاني خالص..
كشفته أمام نفسه بطريقة مؤلمة وأمام من؟!.. أمام ولده، رأيت الكره بعينيها إليه يجعله يشعر بالنقص، لأول مرة يقف بموقف مثل هذا ولكنها معها ألف عذر، حاول الاقتراب منها مردفا بهدوء :
_ أهدى يا ثريا بنتك هي بنتي وأنا مش هسيبها وهوصل لها بس بلاش كلام ترجعي تندمي عليه بعد كدة..
حركت رأسها بسخرية قائلة :
_ ومين قالك اني هندم دي الحقيقة أنت لا تصلح انك تكون أي حاجة في حياة أي حد، أكبر غلطة عملتها في حياتي إني خوفت على بناتي لو شافوا الفيديو كنت خايفة يضيعوا مني وأهم ضاعوا فعلاً وأنا وافقة اتفرج..
كانت نظراتها إليه حادة تظهر بها الكراهية بكل وضوح، رد عليها فريد بقوة :
_ أنتِ في مقام أمي وهعتبر القلم ده من أم لابنها أما فيروز فهي هترجع مش عشانك بس عشاني انا كمان..
_ أنا مش أمك لأني لو كنت أمك كنت عرفت أربيك، وبنتي مش من حقك بنتي محتاجة راجل يعرف قيمتها مش عيل ماشي ورا شوية فلوس وبيغير الستات زي ما يكون جايب طقم جديد فيروز كتير أوي عليك يا ابن كمال..
الأمر خرج عن السيطرة بشكل كامل، فريد شخص غير مهذب بالمرة وسبب صمته الوحيد الآن هو والده، أما كمال يعلم حالتها جيدا ليلة كاملة لا تعلم أين هي ابنتها كارثة تخصه مثلها وأكثر، دق باب المنزل ليكون الفيصل بتلك الجالسة المريبة، أسرعت بخطي ثقيلة وهي تشعر برائحة فيروز بالمكان فتحت الباب وأخيراً قدرت على أخذ أنفاسها وهي تراها أمامها، ولكن ثانية واحدة أين كانت ولما تبكي ومن هذا الذي يلف يده حول خصرها، ألقت فيروز نفسها بين أحضان والدتها باكية لتقول ثريا بخوف :
_ فيروز قوليلي فيكي إيه كنتي فين وليه شكلك كدة؟!..
تدخل موسى بالحديث قائلا برقى :
_ ازاي حضرتك يا فندم أهدي هي بخير بس عملت حادثة بسيطة أمبارح وكانت في المستشفى وأهي قدام حضرتك كويسة جدا..
خرجت شهقة قوية مرتعبة من فم ثريا وهي تشدد على أحضان ابنتها مردفة :
_ أنتِ كويسة يا فيروز ردي عليا يا قلب امك أنا مرعوبة..
أومات إليها فيروز وهي مازالت تدفن نفسها بين أحضانها هامسة :
_ أنا كويسة يا ماما متخافيش عليا..
وصل صوت ذلك الغريب لفريد ليخرج هو الآخر إليهم قائلا بسخرية :
_ وأنت بقى تعرفها منين عشان تيجي بيها لحد هنا..
بحركة سريعة جذبها موسى من بين أحضان والدتها ووضع ذراعه حول خصرها مردفا بقوة :
_ حبيبها..
_____ شيما سعيد _____