رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثلاثون 30 بقلم الشيماء محمد
رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثلاثون 30 هى رواية من كتابة الشيماء محمد رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثلاثون 30 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثلاثون 30 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثلاثون 30
رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثلاثون 30
هالة فضلت مكانها مش قادرة تستوعب اتهام صاحبتها بالشكل ده بدون حتى ما تديها فرصة للدفاع عن نفسها ، فكرت تتصل بها تاني بس تراجعت ، هتقولها ايه ؟
اتصلت بمروان اللي أول ما سمع صوتها قال: يااا قد ايه كنت محتاج أسمع صوتك ما تتخيليش أنا مضغوط ازاي وسيف مش موجود ، المهم عاملة ايه من غير انتيمتك ؟ سيف خرج من المستشفى عرفتي ؟
ردت بفتور : بجد ؟ لا ماعرفتش .
استغرب فتورها : هي همس ماكلمتكيش ؟ معقول بتخطي خطوة من غير ما تقولك ؟
هنا انفجرت فيه وكأنها كانت مستنياه يتكلم عنها : حضرتها معرفش مالها بتكلمني تتهمني اني بطلع أسرار بيتها في الكلية ، يعني نسيت اني صاحبتها من سنين ونسيت كل اللي عملته معاها و وقفتي جنبها لحد ما اتجوزت حبيبها ودلوقتي تقولي حياتي الخاصة خط أحمر ؟ أنا تقولي الجملة دي ؟ أنا أكتر واحدة حفظت سرها و أكتر واحدة وقفت جنبها تقولي كده ؟ نسيت لما كانت بتبكي على كتفي ليل نهار لما سيف بعد عنها ، نسيت كل حاجة وبتقولي خصوصياتي خط أحمر ؟ ده ايه الندالة دي؟ أنا لسه من يومين بقولها تفصل حياتها الخاصة عن الجامعة تقوم تتهمني النهارده اني بفشي سرها في الجامعة ؟ ولا التاني صاحبك المبجل يقولها صاحبتك مش أمينة ؟ بعد كل ده مش أمينة ؟
سكتت تاخد نفسها ومروان عنده ذهول تام من كل اللي سمعه ومش مصدق ان همس وهالة يتخانقوا أو همس تتهم هالة باتهام زي ده ، بس برضه هالة مش هتتبلى على همس ، الموضوع فيه سوء تفاهم ولازم يوضح بينهم؛ لأن سيف كمان مش هيتهم حد أبدًا بدون سبب : حبيبتي اهدي ، أنا مش فاهم في ايه بس اللي فهمته انكم اتخانقتوا ، ممكن تقوليلي سبب الخناقة من البداية ايه ؟ وبعدين سيف وهمس لا يمكن
قاطعته بحزن: لا يمكن ايه ؟ سيادتها بتتصل بيا لسه هتكلم لقيتها شايطة فيا وتقولي حياتي الخاصة خط أحمر .
فضلت تحكي وتزعق وتفضي كل الغضب اللي جواها وهو بيسمعها بهدوء وبيحاول يهديها ويمتص غضبها وقبل ما يقفل حذرته : إياك تروح تتكلم مع سيف ولا معاها هي فاهم ؟
ابتسم : حاضر يا روح قلبي مش هتكلم .
قفل معاها وهو مستغرب ايه اللي حصل بينهم بس وصول بدر عنده شغله لانه أخده يعرفه ايه المطلوب منه وفوجئ بدر بنفسه في غرفة اجتماعات وقدامه ملفات كتيرة جدا ، وقّف مروان قبل ما يخرج: لحظة واحدة بس
مروان بصله : شاور محتاج ايه ؟
بدر بذهول : يعني انتم شركة من أكبر شركات الشرق الأوسط في الكمبيوتر والبرمجة وباب النجار مخلع
مروان بصله بحيرة : قصدك ايه ؟
بدر شاور حواليه : أقصد ايه الملفات دي كلها ؟ ليه كل ده مش على الكمبيوتر ؟ ليه ورق ؟ يعني ازاي شركة كمبيوتر ملفاتها في ورق ؟ مروان ضحك على منظره : ليه ورق ؟ والله دي أوامر المدير اللي هو عديلك .
بدر حرك راسه برفض : لا لا ماأصدقش .
مروان بتأكيد : لا صدق ، بس هريحك ، الورق علشان أمان لا حد بيعرف يهكره ولا حد يعرف ياخد كوبي منه فكل المشاريع الجديدة الضخمة بنشتغل فيها بايدينا يعني سيف مش مدي أمان لأي حد وكلام في سرك في جاسوس في الشركة ومن هنا لحد ما يتعرف هو مين الشغل كله في ملفات والكل بيتفتش وهو داخل وهو خارج.
بدر بتأكيد: فعلا الأمن فتشني وأنا داخل .
مروان ابتسم : عايز أقولك ان حتى أنا بتفتش وأنا داخل (ضحك وكمل ) أعتقد سيف بيخليهم يفتشوه هو كمان .
ضحكوا الاتنين بعدها مروان انسحب وبدر قعد بذهول من كمية الملفات اللي قدامه .
همس دخلت من الجنينة شافت عواطف فسألتها: فين الأكل ياعواطف هاخده لسيف
عواطف بتوتر : أخدته سلوى هانم من بدري وطلعت لسيف بيه تأكله .
همس اتضايقت ولما عواطف لاحظت قربت منها بتبرير : اعذريني بس انتِ عارفة محدش بيعرف يقول لا لسلوى هانم .
همس ابتسمت بمجاملة: أعذرك على ايه بس؟ وبعدين دي والدته ما تشغليش بالك .
طلعت فوق وسمعت صوت سلوى مع سيف فقعدت برا تستناها تخلص لانها مش عايزة تتواجه معاها دلوقتي ولا مع أي حد .
سلوى ساعدت سيف ياكل فأخد معلقتين بالعافية بعدها رفض ياخد أي حاجة ، قعدت تتكلم معاه شوية بعدها استغربت اختفاء همس فسألته : انت بعت همس مكان ولا ايه ؟ هي مختفية فين ؟
سيف : معرفش ناديها لو سمحتي يا أمي .
سألته باهتمام: محتاج حاجة يعني ولا بس ..
قاطعها بتهكم وكمل جملتها : بس أفورة
ابتسمت بغيظ وقامت تفتح الباب تناديها وهنا لمحتها قاعدة برا على الانترية الصغير فقفلت الباب بهدوء وراحت وقفت فوقها : قاعدة كده ليه ؟ مش مع جوزك ليه ؟
همس وقفت قصادها وردت بهدوء: حضرتك معاه
سلوى قربت منها وقالت بفتور : أنا معاه لما مالقيتيكش انتِ ، عندك ايه أهم منه تهتمي به ؟ ولا هو وقت ما يكون سليم أتعلق في رقبته ولما يتعب شويه أسيبه لأمه ؟
همس بصتلها بحدة : هو مش حضرتك اللي من شوية بس قلتيلي أرحمه وأبعد شوية ولا ايه ؟
سلوى بغيظ : قلتلك تبعدي من فوق صدره مش تبعدي عنه ولا ما صدقتي ؟
همس كانت هترد بس تراجعت وبعدت خطوتين وقالت بنبرة حازمة : أنا مش هرد على حضرتك ولا على كلامك ده لأن الكل بيتهمني اني لساني مسحوب ومش حابة أزعل حد مني .
جت تمشي بس سلوى مسكت دراعها بانفعال : قصدك ايه ها؟ وبعدين لو عندك رد رديه يا همس هانم .
همس شدت ايدها وردت ببرود : أنا مش همس هانم أنا همس مرات ابنك وبس بعد إذنك .
سابتها ودخلت لسيف وهي بتحاول تتنفس بأنفاس منتظمة علشان تهدا قبل ما تقرب منه .
سلوى تابعتها لحد ما دخلت أوضتها بعدها اتحركت بغيظ تشوف عواطف والمطبخ علشان الضيوف اللي ماليين الفيلا .
فاتن كانت خارجة من أوضتها بس لمحت سلوى وهمس وماحبتش تتدخل بينهم ولاحظت مشادتهم وافتكرت كلام سيف ان سلوى عاملة حما على بنتها، جزء منها عايز يتدخل بينهم وجزء تاني بيقنعها تسيب بنتها ترتب أمورها في بيت جوزها ؛ هي مش موجودة دايما معاها ، وقفت في حيرة مش عارفة تعمل ايه ؟
سيف أول ما حس بهمس قال بابتسامة: أخيرا حنيتي وجيتي
قربت منه ورسمت ابتسامة على وشها وقبل ما تتكلم حسته بيتعدل بتعب : همس عايز أرجع شوفيلي
قربت بسرعة ومسكت الباسكت قربته منه وبالفعل رجع كل اللي أكله ، فضلت معاه لحد ما هدي ورجع سند على السرير بعدها قال بوهن : مش عايز آكل خالص دلوقتي .
ابتسمت بتعاطف : ليه أكلت طالما مش عايز ؟ الدكتور قال عصاير كفاية وما تضغطش على نفسك .
بصلها بنص عين: وسيادتك سيبتيني لأمي وروحتي فين ؟
قربت منه واتأسفت على بعدها وقعدت جنبه أخدته في حضنها لحد ما سألها بهدوء : مالك ؟
همست باقتضاب : مفيش
جه يبعد بس منعته فقال: همس مش بشوفك بعينيا علشان أعرف مالك ؟ النار والغيظ اللي جواكي وصلولي بمجرد ما دخلتي الأوضة و وقفتي على بابها تتنفسي وتهدي نفسك شوية قبل ما تقربي مني .
اتنهدت وهي بتفكر تقوله ايه بس ماحبتش تزود التوتر بينه وبين سلوى فقالت بمراوغة: كلمت هالة وشوطت فيها .
هنا هو بعد عنها بالراحة وبصلها وهو بيقول بعقلانية: المفروض تسمعي قبل ما تشوطي ، تسمعي منها ليه اتكلمت وبناء على كلامها تشوطي أو تعذري .
شهقت باستنكار : هو مش سيادتك اللي من شوية قلتلي صاحبتك مش أمينة ؟ ولا أمي ؟
نام مكانه لأن الصداع مكتفه ورد بهدوء : قلت ده وأنا متضايق من مايا وأمها وأمي لكن ماقلتلكيش روحي شوطي في صاحبتك اللي أكيد عندها عذر انها تتكلم ده لو اتكلمت فعلًا .
همس بصتله باستنكار تام ومن غيظها ما ردتش عليه فقامت من جنبه بس مسك ايدها بلوم : رايحة فين تاني ؟
بصتله وجواها مشاعر كتير متضاربة : محتاجة آخد دش أفوق ولا محتاج مني حاجة ؟
ساب ايدها بتفهم: لا روحي يمكن النار اللي واصلالي دي تهدا شوية وترجعيلي همستي .
سابته ودخلت وشوية والباب خبط دخلت فاتن بهدوء بعد ما سمح وهمست بابتسامة: حبيبي ازيك طمني عليك .
بص لحماته بابتسامة : أنا كويس تعالي يا ست الكل .
قعدت معاه لحد ما سمعت باب الحمام وعرفت ان بنتها خلصت فانسحبت وسابتهم .
أنس قاعد جنب حمام السباحة وهند معاه قربت منه : ما تنزل الميا يا أنس شوية
بصلها بحزن : هو عمو سيف هيبقى كويس صح ؟
قربت منه وربتت عليه بحنان: اه بإذن الله ، بعدين هو رجع البيت فده معناه انه كويس محتاج بس يومين وهيكون بخير إن شاء الله ، قوم يلا العب في حمام السباحة شوية .
أنس بفتور : مش عايز ، كنت عايز ألعب مع عمو سيف الوقت معاه بيكون ممتع لكن حمام السباحة في حد ذاته حاجة عادية المميز هو عمو سيف .
هند ضمته : حبيبي يا أنس ، طيب اطلع اطمن عليه واقعد معاه شوية ايه رأيك ؟
بصلها بتردد : بس ممكن يكون نايم، أو تعبان، أو مش عايز حد يتكلم ويصدعه وهو تعبان ؟
هند ابتسمت بحب للإحساس اللي جوه أنس فقالت باقتراح: اطلع وخبط خبطة واحدة بس لو همس فتحت يبقي صاحيين .
طلع بحماس وعمل زي ما قالت وفتحت بالفعل همس اللي ابتسمت : أنوس ادخل يا حبيبي .
قال بخفوت : كنت عايز أطمن على عمو سيف بس لو نايم
فتحت الباب : ادخل يا حبيبي صاحي
دخل بتردد وسيف رحب به بمرح : تعال يا أنوس وطمني عليك مبسوط هنا ولا ايه ؟ أكيد اتمرنت في حمام السباحة علشان تفوز عليا
أنس قعد جنبه بتأثر : لا مستنيك يا عمو تقوم بالسلامة الأول
سيف ابتسم : طيب العب انت براحتك
أنس بحرج : لسه كنت بقول لهنود ان حمام السباحة نفسه مش مميز المميز هو وجود حضرتك معايا
سيف اتأثر جدًا بصدقه وحبه، حتى همس ابتسمت وقالت : بكرا يقوم بالسلامة وتلعب معاه براحتك - وقفت وقالت - أنس خليك مع عمو لحد ما أعمل مكالمة وأرجع ينفع ؟
وافق وسيف وقفها بتساؤل: هتكلمي مين ؟
ردت عليه وخرجت البلكونة تكلم هالة تعتذر عن غبائها بس الموبايل فضل يرن ومحدش رد عليها وعرفت ان صاحبتها زعلت منها وللأسف حقها .
رجعت قعدت جنب سيف بصمت وأنس انسحب بهدوء بعد ما اطمن على سيف
سيف شد همس عليه فنامت على كتفه وتمتمت بإحباط : هالة ماردتش عليا .
رد بهدوء : الاصحاب بيتخانقوا ويتصالحوا بكرا روحي صالحيها وبعد كدا اتعودي تسمعي الأول وبعدها تتكلمي مش العكس وخصوصا مع الناس اللي تعزيها ، بكرا في الكلية صالحيها .
اتعدلت وبصتله باستغراب : هو أنا هروح الكلية بكرا ؟ وانت ؟
رد بتعجب : أنا ايه ؟ انتِ فاكرة نفسك هتقعدي جنبي يعني ولا ايه ؟
أكدت بإصرار: طبعا مش هسيبك وأروح في أي مكان حتى لو الجامعة .
رفض بهدوء : لا طبعا يا همس ، بكرا تنزلي محاضراتك مش هتغيبي كفاية النهارده .
حاولت تجادل قصاده بس منعها بحجة الصداع وعدم مقدرته على المناهدة .
مؤمن خلص شغله اللي وراه بعدها راح مكتب كريم اللي انتبهله بمجرد دخوله: تعال يا مؤمن اقعد .
وقف قدامه وقال : لا مش وقته بقولك أنا خلصت الحاجات اللي طلبتها مني وجاي أبلغك اني مسافر .
كريم وقف بذهول : مسافر ؟ مسافر فين ؟
وضح بهدوء : رايح البلد يومين .
كريم اتحرك من مكتبه و وقف قدامه بلوم : وانت شايف ان ده وقته تسافر ؟ يعني سيف تعبان وسايب شركته والنموذج المفروض نخلصه وبدل ما نشتغل عليه سيادتك بتقولي مسافر ؟ انت بتهرج صح ؟
مؤمن بصله بهدوء وهو عايز ينفجر فيه لانه لسه امبارح كان بيعرض خدماته وانه يشتغل معاه وهو اللي طرده من مكتبه ، دلوقتي مستغرب انه عايز يسافر ؟
رد بهدوء عكس النار اللي جواه: قلتلك امبارح نشتغل وقلتلك أساعدك ازاي قلتلي متشكر مش عايز حاجة ايه اللي اختلف من امبارح للنهارده ؟
كريم بصله بذهول لان دي تقريبًا أول مرة مؤمن ما يفهمهوش
حاول يبرر و يوضح : مؤمن اسمعني امبارح
قاطعه بحزن : امبارح كان يوم صعب على الكل ولو استمريت أكتر من كده معرفش المرة الجاية ممكن أضر مين وعلشان كده قررت آخد نور وإيان وأسافر يمكن أفهم الدنيا ماشية بيا ازاي وأعرف أحط النقط على الحروف .
هنا كريم اتراجع طالما هيحاول يصلح أموره مع مراته فمش هيتدخل
رد بتأييد : تمام براحتك بس ياريت ما تطولش يومين تلاتة بالكتير .
مؤمن اتمنى لو كريم يعترض أو يقوله أي حاجة مش يستسلم كده ، حرك دماغه ومشي من عنده طلع عند سيف في بيته ، عواطف طلعته لأوضته خبطت بهدوء وهمس فتحت بسرعة لمحت مؤمن اللي واقف بعيد وعواطف وضحت : باشمهندس مؤمن عايز يطمن على سيف لو صاحي
همس فتحت الباب : اتفضل يا باشمهندس سيف صاحي
مؤمن داخل بحرج بس أخد باله ان النور مطفي فاتكلم بهمس : لو نايم خليه
قاطعته همس : مش نايم لو قصدك النور فدي تعليمات الدكتور انه يقعد في مكان ظلمه شوية مفيهوش نور .
قاطعهم صوت سيف : ما تدخل يا واطي وبطل رغي كتير هيتحايلوا عليك ولا ايه ؟
دخل مؤمن وهمس ضايفته وبعدها سابتهم لوحدهم ، مؤمن فضل ساكت لحد ما سيف تعب من الصمت فسأله بملل : انت جاي تسمعني سكاتك يعني ولا ايه ؟
مؤمن اتنهد وقام من مكانه قعد جنبه على السرير : مش عايز أتكلم عايز بس أفضل كده بعيد عن كل حاجة .
استرخى في قعدته جنب سيف على السرير وسيف سأله بهدوء : ما اتكلمتش برضه مع مراتك ؟
مؤمن أخد نفس طويل قبل ما يتكلم : قررت آخدها معايا البلد ، هديها فرصة تانية محدش عارف .
سيف حرك دماغه ناحيته : كريم عمل ايه لما عرف انك مسافر ؟ شتمك ؟
مؤمن نفخ بضيق وحزن: ولا شتمني ولا اتكلم ولا فرق معاه أصلًا .
سيف حاول يتعدل باستنكار بس الصداع هاجمه فمؤمن اتعدل بسرعة : خليك زي ما انت ما تتحركش لو سمحت ، عايز تقول ايه ؟ قوله بدون ما تتحرك .
سيف مسك دماغه قبل ما يتكلم من الصداع : ايه حكايتك مع كريم ؟ ليه زعلان منه ؟
مؤمن انفجر : أنا مش متنيل زعلان أنا مش فاهم هو ماله ، من ساعة ما نور رجعت البيت وهو مش طبيعي ، هو أول واحد قالي ادي مراتك فرصة تانية ودلوقتي هو أول واحد مقاطعني، يعني مش قادر أفهمه ، تخيل امبارح طردني من مكتبه ؟ عمرنا كله دي أول مرة أحس اني فارض وجودي عليه ومش بس كريم حتى عمي حسن مش بطبيعته وفوق كل ده حتى نونا ، معقول يكونوا زعلوا مني علشان رديت نور ؟ معقول ما يكونوش عايزينها في البيت فبيعاقبوني؟
سيف سمعه بهدوء واستناه يسكت ويقول كل اللي جواه وبعد ما خلص كلامه قال بعقلانية : علاقتك بكريم أكبر بكتير من الاتهامات الهبلة دي يا مؤمن ، متضايق من كريم اتكلم معاه بشكل مباشر انت مش محتاج لوسيط وبطل كلام أهبل فارض نفسك ومش فارض نفسك ، انتم بينكم عمر بحاله مش يوم ولا اتنين أما بقى عمي حسن أو نونا فدول لا يمكن وألف مرة لا يمكن حاجة تغير محبتك في قلوبهم وبعدين مفيش أب وأم في الدنيا هيزعلوا لو ابنهم رجع لمراته وانت طبعا عارف الكلام ده بس تقريبًا محتاج تسمعه ، عيلتك بتحبك ما تشككش في حبهم .
اتكلموا كتير وبعدها سكتوا فسيف سأله : المفروض هتسافر امتى ؟
مؤمن بص ناحيته بإرهاق: خليني هنا جنبك في الأوضة دي والظلمة دي مش عايز أخرج منها ، عايز أفضل في الهدوء ده ، أنا بحسدك على الوضع ده بصراحة .
سيف بص ناحيته ورد بتهكم : تعال أخبطك في دماغك أعملك ارتجاج واقعد قعدتي دي .
فوجئ بمؤمن بيقوله بتمني: طيب والله موافق خليني آخد هدنة من كل حاجة .
سيف فضل باصص ناحيته شوية قبل ما يعلق بجدية: مؤمن اقعد مع مراتك واتكلم وبعدها قرر يا تكمل يا تنهي الليلة دي وفوق بقى لحياتك ولابنك وشغلك .
حاول يتعدل : طيب هقوم وأسيبك ترتاح و
قاطعه بهدوء : خليك شوية في الهدوء اللي عاجبك ده ، همس محتاجة تقعد مع عيلتها شوية وانت خليك معايا هنا طالما مش وراك حاجة .
مؤمن اتنهد بصوت مسموع وتمتم : ماعندكش طريقة الواحد يهرب بها من أفكاره ؟
كان مجرد سؤال مش مستني لإجابة والصمت سيطر عليهم .
همس كانت قاعدة مع مامتها وأختها عند حمام السباحة وعيونهم على أنس اللي قرر ينزل شوية الميا ، استأذنت منهم تشوف سيف وترجعلهم ، طلعت بهدوء خبطت خبطة واحدة علشان لو نايم ما يصحاش ، يادوب خطت خطوة فلاحظت ان في حد جنب سيف ، دققت النظر كان مؤمن ، رجعت لورا بسرعة علشان تخرج بس سيف شاورلها تيجي عنده فقربت وهمسلها : سيبينا ساعتين هحاول أنام شوية وما تخليش حد يدخل هنا أو يخبط علينا علشان ما يصحاش .
وافقت وخرجت وقفلت الباب بهدوء قابلتها سلوى : سيف نايم يا همس ؟ هيتغدى ؟
همس جاوبتها : لا مش هتغدى؛ هينام وطلب محدش يزعجه أو يخبط حتى على الأوضة ساعتين .
سلوى قربت ناحية الباب بس همس وقفتها فبصتلها باستغراب : مش هصحيه هطمن عليه ، أكيد مش هتخافي عليه أكتر مني
همس وضحت : معاه مؤمن ونايم علشان كده طلب محدش يزعجه .
كشرت باستغراب : يعني هو جاي يشوفه ويطمن عليه ولا ينام جنبه ؟ الولد ده حياته متلخبطة ولازم يصلح أموره في أقرب وقت ويرجع لطبيعته .
نزلوا الاثنين مع بعض وسلوى بلغت عواطف محدش يزعج سيف ولا يصحيه أما همس فطلعت تكمل قعدتها مع أمها وأختها .
فاتن ترددت كتير قبل ما تتكلم مع همس وتسألها : عاملة ايه مع حماتك يا همس ؟ حماتك مش زيي .
بصتلها باستغراب : أنا عارفة انها مش زيك بس قصدك ايه ؟
وضحت : أقصد انها مش هتقبل جنانك ولامبالاتك مثلا بلبسك أو مظهرك ، أو حتى هزارك ومقالبك ، يعني من الآخر انتِ لازم تتغيري .
همس سكتت فترة و بتفكر هترد على أمها بايه ، هتتكلم عن تدخل حماتها في كل حاجة ؟ ولا هتحتفظ بمشاكلها لجوزها وبس ؟
هند لما صمت همس طال سألتها بقلق : انتِ في مشاكل بينكم يا همس ؟
ابتسمت أخيرًا وبصتلهم : حماتي اه متطلبة بس الحمدلله أمورنا ماشية ، سيف ييقف بينا ما تقلقوش وبعدين يا ماما أنا مقدرة وضع سيف كويس ومقدرة النقلة اللي انتقلتها بجوازي منه - ابتسمت باصطناع قبل ما تضيف - ما تقلقوش عليا .
مؤمن فاق بعد فترة واستغرب لوهلة هو نايم فين وايه المكان ده لان أكيد مش أوضته ولا ده بيته ، اتلفت حواليه ولمح سيف جنبه فاتعدل مستغرب ازاي بالفعل نام ، بص لساعته لقى نفسه نايم أكتر من ساعة ونص ، قام وقف مش عارف يخرج مثلا ويسيبه نايم ولا يعمل ايه ؟
سيف حس به من حركته فقال بدون ما يفتح عينيه : يعني انت صحيت مش لازم تصحيني أنا .
مؤمن بارتباك وحرج : سوري يا سيف أنا مش عارف أصلًا ازاي نمت كل ده وانت ليه سيبتني أنام ؟
ابتسم : عادي عادي يا ابني ، المهم تكون ارتحت وتكون هربت شوية من أفكارك .
ابتسم : أنا نمت لو ده اللي تقصده ، المهم سوري لو قلقت منامك واعتذرلي من همس جدًا ، أنا عايز أنزل ما تشوفلي الطريق .
سيف ابتسم ومسك التليفون جنبه : عواطف معلش شوفيلي الطريق علشان مؤمن ينزل .
قفل وبصله ودقيقة كانت عواطف بتخبط : اتفضل يا باشمهندس الطريق فاضي .
نزل معاها وقابلته سلوى فاعتذر منها بس قبل ما يمشي سلوى وقفته : مؤمن - بصلها فكملت بنصح- الطلاق مش نهاية الكون فلو حياتك الزوجية انتهت تقبل ده واقلب الصفحة اه مش سهل ولا بسيط بس أفضل كتير من دخولك حرب انت بالفعل خسران فيها .
مؤمن حرك دماغه بتقبل لكلامها وانسحب بدون ما يعلق ركب عربيته ومشي .
همس أول ما سمعت صوت عربيته قامت بسرعة تروح لسيف ، سلوى كانت خارجة من المطبخ بعد ما طلبت من عواطف تجهز غدا لسيف فلمحت همس طالعة تجري لفوق فتمتمت بتهكم : اجري اجري لأحسن يطير .
عواطف استغربت من هجوم سلوى المستمر عليها وماعرفتش تفسره .
همس دخلت عند سيف بالراحة لأحسن يكون نايم بس لقته صاحي وشاورلها تقرب منه .
عواطف ومعاها سلوى خبطوا وهمس فتحت الباب فدخلوا الاتنين وسلوى فتحت أنوار الأوضة : تقوم تتغدى بقى .
سيف حط ايده على وشه بانزعاج: اطفي النور ده كله .
سلوى : حبيبي علشان تعرف تاكل .
سيف بضيق : يا ماما اطفي النور مضايقني بجد وبيزود الصداع .
همس طفت النور فسلوى بصت ناحيتها بتحفز : تقدري تقوليلي هياكل ازاي كده ؟
همس فتحت أوضة الدريسنج ونورت النور جوا وردت ببساطة: كده هتبقى إضاءة مش مباشرة مش هتضايقه - بصت لسيف - ولا ايه يا سيف ؟
سيف اتنهد : كده أفضل طبعا بس مش عايز آكل .
همس قربت منه بمحايلة : حبيبي المفروض تاكل ولو حاجة بسيطة علشان بس تديك شوية طاقة ، أنا كلمت نادر وهو قالي تاكل أي حاجة بسيطة .
شاورت لعواطف اللي حطت الأكل على السرير على صينية مخصوصة للسرير فردت الرجلين وقربتها منهم : عملت حسابك تاكلي معاه .
همس ابتسمتلها : متشكرة أوي يا عواطف .
سلوى : في أدوية هياخدها ؟
همس بصتلها : بعد ما ياكل .
سلوى قربت من ابنها بتشوف عينه و وشه الأزرق : الورم هدي كتير كويس ، بس اللون الازرق زاد يا سيف في وشك .
همس بتوضيح : يومين وهيروق بإذن الله المهم بس يقوم بالسلامة .
سيف بص لسلوى : ماما أنا كويس ما تقلقيش .
سلوى اتنهدت : يارب يا حبيبي تبقى كويس وتقوم بالسلامة - بصت لهمس - هيفضل في الضلمة لحد امتى ؟
همس وضحت : يعني النهارده بس وبكرا حسب حالته إن شاء الله .
سلوى سابتهم وهمس أكلته على قد ما قدر وأكلت معاه .
نزلت الأكل وطلعت علشان ياخد أدويته وفضلت في حضنه بيتكلموا بصوت أقرب للهمس .
بدر بعد يوم مرهق وكذا مكالمة من هند قرر يمشي وياخد كام ملف معاه البيت ، وهو نازل الأمن وقفه ومهما يحاول يفهمهم إلا انهم رفضوا تمامًا خروجه برا بأي ملف ، حتى مروان نفسه ماقدرش يقنعهم يسيبوه يخرج بالملفات .
أخيرًا مروان اتصل بسيف اللي رد على طول ومروان شرحله الوضع سريعًا وهو كلم رجالته يسيبوا بدر يخرج بالملفات .
وصل بدر البيت وهند فوجئت بالملفات معاه ، عز شافه وسأله باستغراب : ايه الملفات دي كلها يا أبو أنس ؟
بدر بصله بحرج : ملفات الشركة بس تعبت فقلت أجيبهم معايا هنا
عز بحيرة : شركة ايه ؟ انت كنت فين من الصبح ؟
بدر استغرب انه ما يعرفش فوضح : في الشركة عندكم ، سيف طلب مني أراجع شوية ملفات .
عز بذهول : كل ده شوية ؟ ومن الصبح ؟ سيف ده بيهرج يعني انت جاي تحضر فرح أخو مراتك يقوم هو يستغلك كده ؟
بدر ببشاشة : لا يا عمي ولا بيهرج ولا حاجة ولا في أي استغلال احنا اخوات ولا ايه ؟
أكد بسرعة بحنان : طبعا يا ابني بس برضه .
استمر النقاش فترة طويلة لحد ما سلوى اتدخلت وقالت ان الغدا جاهز .
الكل قعد بس فاتن سألت بحرج : مش هننادي همس ؟
عواطف بابتسامة : همس اتغدت مع سيف علشان علاجه .
سلوى بهدوء : أكيد مش هنسيبها من غير أكل يا أم نادر ما تخافيش عليها .
ابتسمت واستغربت ازاي الست دي قادرة تكون بمنتهى الذوق بس في نفس الوقت بتكون متملكة ومتطلبة !
حست انها محتارة تحكم عليها هل هي حما طيبة ولا حما صعبة على بنتها.
بدر طلع لسيف يطمئن عليه ويقعد معاه شوية ويقوله على كل اللي وصله بعد مراجعة الملفات ، سيف شكره على تعبه وخصوصًا لما بدر قاله انه مش هيسيبه وهيكمل كل الملفات ويراجعها ويظبطله كل حاجة قبل سفره وهنا لمعت فكرة في دماغ سيف وهي انه يطلب من بدر يفضل معاه ويسيبه من التدريس بس تراجع؛ لان هو نفسه بيحب التدريس بس يا ترى بدر ايه ؟
همس الصبح بعد جدال طويل ورفض مطلق من سيف اتحركت على الجامعة واستسلمت لانها عايزة تشوف هالة ، وصلت الكلية والكل بيشوفها بيسألها عن سيف وصحته وأخباره وهيجي امتى ؟
مايا وقفتها وهي معدية من قدامهم : باشمهندسة همس
بصتلها وشافت شلتها معاها واستغربت ان خلود ضمنهم وحست انهم عصابة صغيرة مش شلة بنات وخصوصا نظرات الشر اللي طالعة من عيونهم كلهم ، هايدي ونانيس وخلود وفوقهم تتربع مايا اللي حاساها أصعب منهم بمراحل .
انتبهت على صوت مايا الخبيث: طمنينا دكتور سيف صحته عاملة ايه ؟ ماما كلمت طنط اطمنت عليه وبنفكر نيجي نزوره في البيت .
همس اتضايقت من طريقتها وبالفعل كانت هترد عليها بهجوم بس سكتت وقررت انها مش هتسمحلهم ينتصروا عليها ويضايقوها فابتسمت وحاولت ترد ببرود : بيت الصياد مفتوح دايما وبيستقبل أي حد ، بعد إذنكم .
سابتهم وراحت عند اصحابها وبتدور على هالة بس مالقتهاش، سلمت عليهم كلهم، اصحابها كلهم سألوها عن سيف وصحته واطمنوا عليه ، سألت أحمد زميلها : هي هالة ماجتش النهارده ولا ايه ؟
بص حواليه بحيرة: لا جت شوفتها بس تلاقيها هربانه هنا ولا هنا .
استغربت : هربانة؟ من ايه ؟
خافت تكون هربانة منها وبصت لأحمد مستنية الإجابة فوضح : من أسئلة الكل ، الكل امبارح كان بيحاصرها همس فين ؟ طيب دكتور سيف فين ؟ ولما عرفنا خبر الحادثة الكل هجم عليها ، فاكر يا محمد ؟
محمد عبدالمقصود بصله وبص لهمس بهزار : دول عملوا عليها حصار - وقف يقلدها - بس صاحبتك ايه وقفت في النص وقالتلهم بقولكم ايه …
حكولها كل اللي حصل امبارح بالتفصيل ورد صاحبتها وهنا هي غمضت عينيها بندم وبتحاول تفتكر الغباء اللي قالته لصاحبتها وازاي كلمتها ، سمعتهم بهدوء وبعدها اتحركت ناحية المدرج ، شافتها قاعدة لوحدها فراحت قعدت جنبها بصمت وهالة بصت قدامها بجمود، همس بصت ناحيتها ويادوب هتتكلم بس هالة قامت من جنبها لكن همس مسكت ايدها منعتها بندم: حقك عليا سامحيني بجد ماكنتش أقصد ولا حرف من اللي قلته ، كنت مضغوطة ومتعصبة ومتضايقة وانفجرت فيكي لكن ما أقصدش ولا حرف وعارفة انك صاحبتي ولآخر يوم في عمري صاحبتي ، ممكن تسامحي غبائي ؟ وتنسي اللي قلته ؟
هالة دموعها لمعت وسكتت وجواها كلام كتير عايزة تنفجر به بس ولا حرف بيطلع منها .
همس كملت بصدق : انتِ أكتر حد وقف معايا أنا وسيف وصاننا وعمرك ما يوم اتخليتي عني أو اتكلمتي حرف في حقي وده أنا واثقه فيه حتى لو قلت امبارح عكسه بس صدقيني كانت لحظة شيطان مش أكتر ، هالة بجد آسفة حقك عليا .
مسكت دراعها تشدها وهالة واقفة بجمود فقالت بحزن : ما تبقيش رخمة بقى طول عمرك عارفاني لساني متبري مني يعني ما شوفتيش كنت بجنن سيف ازاي ؟ ده على كده هو له الجنة طالما من مرة واحدة هتقاطعيني كده ، بعدين تهون عليكي همس ؟ ولا حتى سيف ؟
بصتلها بتهكم : سيف ها؟ اللي قال صاحبتك مش أمينة؟
شدت دراعها ووضحت : على فكرة امبارح بقوله على المكالمة واني اتخانقت معاكي راح بصلي كده وقالي دي صاحبتك ازاي تقوليلها كده ؟ بقوله انت معرفش ايه قالي أنا مصدع وتعبان ومتضايق من مايا لكن انتِ ايه ؟
هنا هالة بصتلها بلوم: بصراحة عنده حق هو ما يعرفنيش أوي لكن انتِ ايه ؟ ازاي صدقتي اني ممكن أتكلم عنك أو عن سيف ؟ انتِ متخلفة ولا هبلة ؟
ردت بهزار حاولت تلطف الجو : الاتنين وحياتك، متخلفة وهبلة وانتِ العاقلة سامحي صاحبتك بقى ، بعدين الحرباية اللي اسمها مايا هي اللي قالتلنا لما جت المستشفى انها عرفت منك انتِ .
هالة استغربت : هي عرفت منين طيب ؟ أنا ماقلتش لأي حد وغير كده معرفش أصلا عنوان المستشفى علشان أقوله .
دخلوا الاتنين في حوار طويل عن مايا وما بطلوش كلام غير بدخول الدكتور وبعدها هالة سامحت همس وكملوا يومهم مع بعض .
سيف قاعد في أوضته مش عارف ينام والقعدة مملة جدًا وخصوصًا انه ضغط على همس تروح الكلية ، قد ايه الانتظار ممل ، سأل نفسه يا ترى هو ده إحساس همس وهو سايبها طول النهار في البيت وهو في الشركة ؟
حماه وأبوه قعدوا معاه شوية قبل ما يخرجوا ، وحماته دخلت قعدت معاه شوية كانت عايزة تتكلم عن بنتها و والدته بس مش عارفة تفتح الكلام ازاي ؟
سيف لاحظ فقال بهدوء: عايزة تقولي ايه يا ست الكل ؟
فاتن اتحرجت من سؤاله المباشر بس قررت تتكلم بصراحة : هو انت ليه قلتلي ان والدتك عاملة حما على همس ؟
ابتسم باستغراب : ايه اللي فكرك بده دلوقتي ؟ هو في حاجة حصلت وأنا محبوس في الأوضة دي ؟
نفت بسرعة قبل ما تحاول تشرح قصدها بدون ما تغلط في أي طرف : أصل والدتك وهمس نقيضين ، فأكيد هيتصادموا بس كل خوفي من همس المسحوب لسانها .
حاولت تهزر بحيث ما تتسببش في أي مشاكل لأي طرف وهو لاحظ ده و قدره منها ، رد بهدوء: وهو ده اللي حصل فعلا ، اختلاف وجهات النظر مش أكتر بس على العموم ما تقلقيش أنا موجود في النص محدش فيهم هيجي على حد ، وهمس ما بتردش على والدتي لو ده اللي حضرتك خايفة منه ، أما سلوى فهي بطبيعتها مع الكل مش همس بس ، هي أمي بتحب تحس انها مسيطرة على الوضع حواليها - أضاف بنوع من التهكم - علشان كده كنت عايز أعيش في شقتي لوحدي مش معاهم بس ربنا يسامح اللي كان السبب .
قربت منه وسألته بقلق: هو للدرجة دي بيختلفوا عايز تنقل لوحدك ؟
استغرب قلقها وحاول يطمنها : لا لا يا ست الكل الموضوع بس اني بحب الخصوصية ، يعني مثلًا اتخانقنا وصوتنا علي مش حابب الكل يعرف ده ، زعلنا من بعض مش لازم كل اللي في البيت يعرف ده ، هزرنا بصوت عالي ، يعني القصد ان كل حركة لينا هنا بحساب حتى الهزار لازم الصوت ما يخرجش برا الأوضة وأنا مش بحب أكون متكتف بالشكل ده ، يعني في ناس صوتها مش عالي والهزار والكلام بحساب في ناس طبيعتها كده لكن أنا مش بحب أكون مربوط يعني أنا دخلت من باب البيت عايز أشيل مراتي لكن هنا لا أبويا وأمي وأختي والشغالين فمش بحب كده .
حركت دماغها بتفهم وجواها إحساس انه تجنب الكلام عن صدام والدته وهمس ونقل الحوار لمنطقة تانية خالص .
بدر دخل قعد معاه تقريبًا ساعة قبل ما يروح الشركة يكمل اللي وراه ، مروان عدى عليه قعد فترة معاه يتناقشوا في أمور الشغل و قبل ما يمشي من عنده سأله بلوم خفي: هو انت ليه قلت ان هالة مش أمينة ؟ بالرغم من انها عارفة بعلاقتكم من سنة وعمرها ما نطقت حرف في حقكم
السؤال كان اتهام ممزوج بعتاب أكتر من كونه استفسار ، سيف سمعه بهدوء وبالرغم من انه ماعجبتهوش نبرة الاتهام بس هو لو مكانه ده هيكون رد فعله بالضبط ان ماكانش أكتر من كده ونوعًا ما اتضايق من تسرع همس في اتهام صاحبتها
رد بمراوغة : هل انت سمعتني بقول ده ؟ أو حتى هالة نفسها سمعتني بقول ده ؟
كلامه كان مجرد هروب من الإجابة ومروان فاهم ده كويس وحب يلعب قصاده بنفس طريقته ورد بحزم: هل ده معناه انك ماقلتش ده وبتكدب مراتك؟ لانك أكيد عارف مصدر الكلام مين
سيف اتضايق أكتر من مروان وبصله بتحذير : ايه رأيك لو ماتتدخلش بين همس وهالة وتسيبهم يحلوا مشاكلهم بنفسهم ؟
مروان بصله باستنكار : هالة خطيبتي واللي يضايقها يضايقني يا سيف ، هل انت هتقبل لو شتمت همس ؟
رد باستنكار : هو أي هبل بنقوله وخلاص ولا ايه ؟ بقولك ايه علشان نقفل بس الحوار ده ، الكلمة اللي قلتها كانت لمراتي في وقت معين وتحت ظرف معين لان ساعتها جتلي زيارة في المستشفى واللي جم قالوا انهم عرفوا مكاني من هالة وبالتالي ده كان رد فعل مباشر ، كون ان همس اتهورت وشدت مع هالة فدي حاجة تانية ومشكلة بينهم الاتنين هيتعاملوا فيها وزمانهم أصلًا اتصالحوا ، خلاصة الكلام ان اللي حصل ده ماكانش مقصود وياريت ما تكبرش الموضوع وتعمل حوار بدون حوار وما تتدخلش في حوارات البنات لانهم بيزعلوا وبيتخانقوا وبيتصالحوا أكتر مما انت متخيل فعود نفسك ما تتدخلش بينهم .
مروان بصله بذهول : انت عايزني أعرف انها زعلانة وما أتدخلش ؟ أو انت غلطت فيها وما أتدخلش ؟
سيف بحدة : يا ابني أنا غلطت فيها امتى ؟ لما أوجهلها هي كلام ابقى تعال اعمل ما بدالك بعدين ياريت تفرق بين فضفضة حبيبتك وبين لما تطلب منك تدخل وتجيب حقها ، اسمع منها وهديها ولو هتتدخل يبقى بحكمة مش بغباء زي اللي بتعمله دلوقتي .
مروان ضرب كف بكف باستنكار : شوف برضه هيقولي غباء ؟
أكد بغيظ : طبعا غباء ، ماهو لما تقف تستجوبني كده وانت عارف كويس مكانة هالة عندنا سواء بالنسبة لهمس أو حتى ليا يبقى ده غباء ، ما احنا مش هنقف لبعض على الحرف والكلمة يا مروان ، اه ماشي بتحبها بس حكم عقلك شوية وبعدين يا سيدي حقك عليا كده مرضي ؟
كشر بغيظ منه : مش عايزك تعتذرلي على فكرة أنا كل غرضي أعرف ليه قلت كده ؟ شوفت منها ايه ؟ يمكن يكون خاني التعبير في سؤالي .
سيف اتنهد وشرحله اللي حصل من مايا وأمها، وكمل : فهمت ولا لسه عندك استفسارات تانية ؟
قفل الحوار معاه وخرج من عنده كلم هالة اللي عاتبته انه اتكلم مع سيف ؛ لان الموضوع بالنسبالها انتهى واتصالحت هي وهمس وهنا اتأكد ان سيف كان عنده حق لما قاله يسمع أكتر ويفرق بين الفضفضة والشكوى .
مؤمن خرج مع أبوه الصبح بدري نزل معاه الأرض هروبًا من مراته وبعد ما تعب من الرغي واللف والعمال والأرض قعد تحت شجرة يرتب أفكاره ، هل قرار سفره صح ؟ طيب هيفضل لامتى يهرب من الكلام مع نور ؟
افتكر لحظة دخوله البيت وفرحة والدته وصدمتها بعد ما شافت معاه نور ، رحبت بها بفتور واضح للكل حتى عاصم كمان رحب بها بطريقة مختلفة عن كل مرة تدخل فيها البيت ده ونور لاحظت ده منهم وبعد ما قعدت في أوضتهم حاولت تلوم أو تتكلم عن رد فعلهم بس مؤمن هرب منها .
انتبه من أفكاره على صوت أبوه بيقعد جنبه فبصله بتيه : قلت حاجة يا حاج ؟
عاصم ابتسم : سلامتك يا ابني ، بقولك بس ناوي تقعد قد ايه ؟ هتهرب كام يوم المرة دي ؟
ابتسم باستغراب : ليه هروب ؟ هو ما ينفعش أجي أقعد في بيت أبويا يومين ؟
عاصم بصدق: والله الود ودي أقولك تفضل على طول بس احنا الاتنين عارفين انه مش هيحصل وعارفين انك هربان ، بس السؤال جبتها ليه معاك لما هتهرب منها برضه هنا ؟
كشر ونفخ بضيق وبص قدامه للخضرة : مش عارف ، مابقيتش عارف أي حاجة ولا عارف حتى أنا عايز ايه ، كل اللي عارفه اني مابقيتش مبسوط ، مش مرتاح وفي حاجة اتكسرت بينا مش عارف أصلحها ولا عارف أتجاهل كل اللي فات .
عاصم قرب من ابنه وقال بمغزى: وفي حاجات ما تستاهلش نصلحها أصلًا يا ابني فالأول قرر ؛ هل العلاقة دي تستاهل تحارب علشانها وتستاهل تصلحها ؟
تمتم بشرود : وهو ده سؤال الموسم ، هل تستاهل ولا بننفخ في قربة مخرومة ؟
في بيت عاصم نور نزلت بابنها اللي بدأ يلعب و سناء متابعاه بفرحة ، شوية وانضمتلهم مها أخت مؤمن ومعاها زينة و ابنها مالك اللي عمره شهور ، سناء قامت تشوف الغدا ومها استأذنت نور انها تدخل الحمام وهي تراقب الولاد لحد ما ترجع ، وقف إيان اللي كان عايز يشيل مالك وزينة رافضة يشيل أخوها واتخانقوا مع بعض لحد ما زينة زقت إيان وقعته فعيط ، نور كانت مركزة في الموبايل انتبهت لابنها فشالته و زعقت في زينة ، خرجت سناء على صوت نور وهي بتزعق في زينة فوقفت قصادها وردت بحدة ورفضت تسمع أي مبرر من نور اللي اتضايقت لأن سناء لأول مرة تزعق فيها بالشكل ده فأخدت ابنها ودخلت أوضتها .
مها شالت ابنها وعايزة تمشي لانها رافضة أي مشاكل تحصل بسببها بس أمها حلفت عليها لو مشيت هتزعل منها .
مؤمن رجع البيت ولاحظ ان الجو متوتر بس محدش قاله أي حاجة ، دخل أوضته يغير هدومه قبل الغدا و نور استقبلته بضيق : طبعا محدش طايقني هنا وكلهم كانوا فرحانين بطلاقنا صح ؟
مؤمن بصلها باستغراب : وده من ايه ده ان شاء الله ؟
وقفت قصاده وردت بحدة: من أمك اللي أول مره تزعقلي كده .
استغرب وسألها : قبل ما أسمعك اتكلمي بأسلوب كويس وبعدين عملتي ايه ؟ أمي نادرًا ما بتزعق ولو زعقت يبقى لازم في سبب .
كشرت أكتر : علشان زعقت في زينة ، هل ده سبب يخليها تزعق فيا ؟
مؤمن بصلها بذهول : هي وصلت لزينة كمان؟ أنا افترضت ان التخلف في البيت هناك بس لكن هنا كمان بتتخانفي مع العيال ؟ انتِ جرالك ايه ؟
قربت منه بغيظ : جرالي ايه ؟ جوزي باعني ده اللي جرالي ، بعدين أعرف الأول زعقت ليه بعدها اتكلم واسأل جرالي ايه ؟
حرك دماغه برفض : هيكون ايه السبب مثلًا مع طفلة زي دي ؟ داستلك على طرف ؟ غلطت فيكي ؟ ايه اللي ممكن طفلة في سنها تعمله ؟
نور باندفاع : ضربت إيان و وقعته .
مؤمن نظراته ليها مليانة استنكار وغضب وضيق وحاجات كتيرة
سألها بغصب مكتوم منها : وإيان جراله ايه ؟ أنا شايفه سليم اهو وبيلعب ؟
استغربت : انت كمان عايز يجراله حاجة ولا نستنى لحد ما يحصله حاجة ؟
لهنا و ماقدرش يتحمل ، انفجر فيها : انتِ بتتكلمي بجد ؟ ما طبيعي العيال بيتخانقوا وبيزقوا بعض وبعد دقيقة بيرجعوا يلعبوا ، ايه هنعمل عقلنا بعقلهم ولا ايه حكايتك ؟ بعدين مها هنا في بيت أبوها محدش يدوسلها على طرف لا هي ولا عيالها فاهمة ؟ علشان كده كانوا متوترين.
نور وقفته قبل ما يخرج : ابني محدش فيهم
قاطعها بتحذير : إياك تكملي الجملة دي ، وإياك تعلي صوتك على حد في البيت ده ومها وعيالها خط أحمر يارب تكوني فهمتي .
سابهم وخرج قعد مع أهله مش عارف يفتح الكلام ازاي مع أخته لحد ما مرة واحدة حضنها واعتذرلها وهي اتحرجت من اعتذاره، مسكت ايده بابتسامة : انت بتعتذرلي ليه ؟ بعدين فيها ايه يعني لو نور زعقت في زينة ؟ ماهي
قاطعها برفض : ولا عاش ولا كان اللي يزعق ويعلي صوته عليكي أو على حد من عيالك يا مها ، حقك عليا أنا .
سناء اتضايقت من نور اللي بتفرق مؤمن عن حبايبه أو تخليه كل شوية مضطر يعتذر لحد بسببها فقربت من ابنها بابتسامة: دي أختك الصغيرة يا مؤمن ومتفهمه مش محتاج تعتذر يا حبيبي لحد وياريت تبطل اعتذار عن أخطاء انت ماعملتهاش .
بصوا لبعض نظرة طويلة الاتنين فاهمينها كويس ومن فوق مراقباهم نور اللي فهمت ان حماتها تقصدها هي ، حست بكره ماليها ناحية كل الناس دول، تخيلت انها ممكن تتقبل تعيش معاهم هنا وفعلًا سبق وقالتله مستعدة تعيش معاه في بيت أبوه لكن دلوقتي عرفت انها غلطانة .
نزلت فالكل بصلها، قعدت جنب مؤمن بهدوء والصمت سيطر على الكل لحد ما عاصم قطع الصمت ده : هو مفيش غدا النهارده ولا ايه ؟
وقفت سناء وبنتها : لحظة يا أبو مؤمن والسفرة تكون جاهزة .
همس روحت البيت سلمت على الكل واستأذنت تطلع لسيف تطمئن عليه ، دخلت عنده رمت شنطتها وقعدت جنبه باست خده بابتسامة : أخبارك ايه ؟ كويس ؟ الصداع هدي ؟
بصلها بتمعن قبل ما يجاوبها: هدي شوية أيوة ، اتأخرتي ليه كده ؟
بصت لساعتها باستغراب : السكشن خلص ٢ وشوية ومسافة ما خرجت وبعدها الطريق ما اتأخرتش ، هغير هدومي وأجيلك .
اتحركت وقبل ما تدخل الدريسنج سمعته بيقول بهدوء : لو اللي عملتيه ده اتكرر تاني يا همس مش هعديه .
انتبهتله بذهول وحيرة لانها مش فاهمة بيتكلم عن ايه فسألته : ايه اللي عملته ؟ بتتكلم عن ايه ؟
بصلها بضيق : انك تنقلي كلامي لحد تاني وتحطيني في موقف محرج مع أي حد .
قربت منه بصدمة : أنا نقلت كلامك ؟ بتتكلم عن ايه ؟
زعق بتعب وهو بيمسك راسه : كلامي عن هالة - حاولت توقفه بس كمل بلوم - ما تخيلتش اني أقول كلمة قدام مراتي تروح تعمل فيلم هبطان ويجي مروان يعاتبني ، عمر ما حد مسك عليا غلطة زي دي قبل كده وأول مرة تحصل بسببك المفروض ايه ؟ أراعي كلامي حتى قدام مراتي؟
وقفت بصدمة : ما أقصدش وما فكرتش بالشكل ده و
قاطعها بانفعال : وانتِ امتى بتفكري قبل ما تتكلمي ها؟ بس لما تنقلي كلام عن لساني يبقى تفكري يا همس وتفلتري الكلام كويس أوي وتفكري في أبعاده لان كل حرف هتقوليه على لساني هتتحاسبي عليه وكويس انها جت في مروان لانه لو حد تاني ماكنتش هعديهالك أبدا .
كانت مصدومة من رد فعله وبالرغم من انها عارفة انها غلطانة بس كابرت قصاده : دي صاحبتي واتخانقت معاها وده شيء ما يخصكش ولا يخص مروان نفسه .
سيف اتعدل و وقف قصادها بالرغم من الصداع اللي هاجمه ورد بحدة : لما تقوليلها سيف قال بقى يخصني ويخص مروان ، لما تطلعيني ندل قدام واحدة وقفت جنبنا من أول يوم عرفنا بعض فيه لحد النهارده يبقى يخصني ، يعني حتى لو هي فعلًا اللي قالت وأنا اتنرفزت نرفزتي دي وقتية لكن ده ما يمحيش وقفتها معاكي وتحملها كتير بسببك وأكيد في ألف موقف قبلي بما ان صداقتكم دي من سنين فما تيجيش بسبب غلطة غير مقصودة تهدي عشرة سنين وتطلعينا قليلين الأصل بالشكل ده .
همس بصدق : ماأقصدش كل ده وبعدين اتصالحنا اصلًا .
بصلها بأسف : اتصالحتوا بس بعد ما طلعتيني ندل و واطي سواء قدام صاحبي الانتيم أو صاحبتك الانتيم .
الباب خبط تبعه دخول سلوى اللي شايفاهم واقفين قصاد بعض وسامعة خناقهم وصوتهم العالي ، دخلت بينهم وبصت لهمس بضيق: وقته خناق زي ده ؟ وصوتكم اللي واصل تحت ده ؟
همس بصتلها بحدة : ما تقولي لابنك الكلام ده .
سلوى بغيظ : ابني ما بيعليش صوته من فراغ ولا
قاطعها سيف بحدة: أمي لو سمحتي ما تتدخليش بينا لما نتخانق أو صوتنا يبقى عالي .
بصتله بصدمة تجاوزتها وردت بتهكم: مش عايز حد يتدخل يبقى تقدر ان أهل مراتك تحت وصوتكم واصل لعندنا .
رد ببرود : حاضر هنتخانق في صمت المرة الجاية .
همس انسحبت ودخلت تغير هدومها وقفلت وراها الدريسنج أما سلوى فبصت لابنها بعتاب: ينفع تقعد لان شكلك هيغمى عليك أو تقع من طولك ؟
قعد على طرف السرير وحاولت تساعده بس منعها : ماما أنا كويس .
تراجعت وسألته بغيظ: عملت ايه ضايقك للدرجة دي ؟ دي يادوب واصلة من برا
رفع راسه بوهن : لو سمحتي ما تتدخليش بينا ، علشان خاطري سيبينا نتخانق ونتصالح ونزعق ونهزر براحتنا بلاش تكتفينا .
اتنرفزت من كلامه وردت بحدة: يعني أنا غلطانة اني خايفة عليك تتعب زيادة من زعيقك ده ؟
اتنهد ونفخ بضيق : يا أمي أنا كويس ، انزلي للناس اللي تحت واعتذريلهم بسبب صوتنا العالي وشوية وهمس هتنزل واتغدوا وفضي الكلام ده بقى .
سابته وخرجت وهو رجع مكانه وحاسس ان دماغه هتنفجر من الصداع .
همس دخلت الحمام وقفت قدام المرايا بتفكر هل هو عنده حق يتنرفز بالشكل ده ؟ و بعدين هي اتكلمت مع صاحبتها المقربة مش حد غريب ، حصل سوء تفاهم لكن مش قصدها أبدًا تنقل الكلام ولا فكرت في كل اللي قاله ده ، بس لو مروان جه عاتبه فمن حقه يتضايق ، لكن مش من حقه يزعق فيها بالشكل ده ويعلي صوته ويحرمها منه كدا ، راجعة من الكلية عايزة تدفن نفسها في حضنه مش تتخانق معاه ، عايزة تحكيله عن يومها ، عايزة حاجات كتيرة لكن مش من ضمنهم أبدا زعله وخناقهم .
خرجت بعد ما غيرت هدومها لهدوم مريحة، كان على السرير مغمض عينيه ، فكرت تخرج برا وتسيبه بس شكله بيقول انه تعبان ، قربت منه بتساؤل: اتغديت ؟ وأخدت أدويتك ؟
استنكر سؤالها لانه مش هياكل من غيرها : مش عايز أتغدى ، انزلي علشان مستنيينك تحت على الغدا .
بعد ما ابتسمت انه مستنيها اتضايقت انه عايزها تنزل تاكل معاهم، وقفت مكانها مش عارفة تنزل ولا تفضل معاه ، فتح عينيه كانت مكانها فكرر كلامه : بقولك انزلي مستنيينك
بصتله بغضب : مش هتغدى معاهم و هنزل أجيب غدا ناكل أنا وانت
قاطعها بحزم: قلتلك مش هتغدى ولا هو أي مقاوحة و وجع قلب وخلاص ؟ اتفضلي انزلي علشان عيلتك تحت .
بصتله بذهول : انت ايه اللي جرالك النهارده؟
رد بدون تفكير: تعبان ومصدع ومتضايق ومخنوق ده كفاية ولا عايزة أسباب تانية علشان تسيبيني لوحدي شوية ؟
بصتله بصدمة وهو استوعب كلامه الغير مقصود واتضايق انه زعلها كدا، فتح بوقه يتراجع عن اللي قاله لانه أكيد مش عايزها تسيبه بس قبل ما ينطق هي كانت تراجعت وقالت باقتضاب : لا طبعا مش محتاج لأسباب تانية بعد إذنك .
قفلت وراها الباب وفضلت واقفة مكانها بتتنفس أنفاس منتظمة علشان تحاول ما تعيطش وتعرف تنزل للناس .
نزلت قعدت جنب مامتها وهند وتلاشت النظر لسلوى اللي ملاحظة ملامحها بس ماحبتش تعلق ، وخصوصًا ان محدش واخد باله وصوتهم ماكانش عالي ، ولولا انها كانت خارجة من أوضتها ماكانتش سمعتهم.
انضملهم عز وخاطر اللي من الصبح خرجوا مع بعض وراحوا المصنع عند سبيدو يطمئنوا على الجو ومنها يفرج خاطر عليه من قريب ويفهمه طبيعة شغل المصنع ، اتغدوا مع بعض وفاتن قالت لما لقت همس قاعدة معاهم : مش هتتغدي مع سيف يا همس ؟ هو ما أكلش يا حبيبتي .
حاولت تبتسم وهي بتجاوبها : قال مش هيتغدى دلوقتي يا ماما .
فاتن لاحظت ضيقها فماحبتش تعلق زيادة .
سيف في أوضته متضايق من نفسه لأنه كبر الموضوع مع انه كان مخطط يقولها كلفت نظر مش أكتر بس مش عارف ليه اتكلم بالحدة دي ؟