رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل الرابع 4 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل الرابع 4 هى رواية من كتابة سارة بركات رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل الرابع 4
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل الرابع 4
منذ أشهر عديدة مضت:
كانت تجلس في باحة القصر مع روما تقُصُّ لها ماحدث بضيق شديد.
- فاكر نفسه مين عشان يتعامل معايا كده؟ إنساني همجي ومستفز.
أردفت روما بتنهيدة:
- بعتقد بَيِّك هو ياللي سمحله يعمل متل هيك معك.
تأففت شمس وهي تتابع دخول مدربة السباحة لباحة القصر..
- ده حتى إداله كل الصلاحيات.
أردفت روما بهمس مسموع لشمس:
- لَك شو هالجمال حتى متفنن بإختيار أتباعه امنيح.
تابعت شمس نظراتها لكي تعلم عن ماذا تتحدث وجدتها تتحدث عن بعض رجال جواد الذين يتمتعون بجاذبيه غريبة.
- بودي جارد يا روما! آخرك تبصي لبودي جارد!
إستفاقت روما عندما أردفت شمس بما تحدثت به للتو:
- مو بقصد .. بس أنا عم إحكي إنه......
قاطعتها شمس مردفة بضيق:
- مش لازم نجيب سيرته أكتر من كده دمي محروق، مش كفاية إنه باعت البودي جاردس بتوعه يحرسونا
أردف روما بإستفسار:
- ليش؟ شو هو عَم يشتغل؟
كادت أن تجيبها شمس ولكن قاطعهم توقف أمامها المدربة تبتسم لهم بهدوء:
- إتأخرت عليكم؟
كانت شمس تطالعها بهدوء تقيم جمالها ذلك .. إن روما مُحقة إنه حقًا يتفنن في إختيار متابعيه.
أردفت روما بمرح:
- لا حبيبتي، جِيتي بوقتك، إيه شو بتعلمينا اليوم؟
بدأت المدربة تتحدث عن برنامج التدريب لليوم ثم تحركت الفتيات الثلاث للمسبح الخاص بالقصر.
في صباح اليوم التالي:
كانت شمس وروما تجلسان في كافيتيريا الجامعة يشربان مشروبهما الصباحي ويتحدثان في بعض الأشياء ولكن قاطع حديثهما روما التي رفعت يدها بإبتسامة كبيرة متحدثة:
- ساجد.
إقترب ذلك الشاب المدعو بساجد وجلس معهما على ذات الطاولة:
- إزيكم يا بنات؟
- كتير امنيحة..
أردفت شمس وهي تطالعه بهدوء وخجل فتاة واضح:
- الحمدلله.
إبتسم لها ساجد، وأردفت روما بحماس:
- إيه، إنت شو أخبارك؟
- الحمدلله، كله تمام.
أردف بتلك الكلمة وهو يطالع شمس الخجلة في مكانها، رنَّ هاتف روما والتقطته تنظر لمن يتصل بها ثم أردفت:
- بعتذر منكم .. دقايق وبرجع.
- إتفضلي.
رحلت روما وتبقت شمس التي تجلس أمام ساجد، ينظر لها بهدوء، كان يُمسك بيده كوبًا به مشروبه الصباحي يرتشف منه بضع رشفات ثم أردف:
- أنا بقالي فترة بشوفك، بس أنا لحد الآن معرفش غير إسمك.
كانت تٌبعِد عينيها عنه لا تريد أن تتحدث فهي خجلةٌ كثيرًا من كونهما يجلسان وحدهما..
- سمعاني؟
نظرت إليه بإستفسار مصطنع:
- إنت بتكلمني؟
أردف وهو يشير إلى مقاعد الطاولة الفارغة التي يجلسون بها:
- أكيد بكلمك، أظن مافيش غيرنا هنا لوحدنا.
- سوري ما أخدتش بالي، كنت بتقول إيه؟
- بقولك إننا لحد الآن بنتقابل كتير صدفة بس أنا معرفش بس غير إسمك، أنا متشوق إني أعرف أكتر عنك.
حاولت أن تجد كلامًا تتحدث به إليه ولكنها شعرت بحرارة شديدة في خديها تدل على شدة خجلها..
- تعرفي إنك جميلة جدا، وأجمل بنت هنا في الجامعة؟ وبصراحة أنا المرة دي تعمدت إني أجي النهاردة الجامعة عشان أشوفك وأقعد أتكلم معاكي، زهقت من النظرات إللي بينا ومحتاج أخد خطوة ناحيتك.
إبتسمت شمس بهدوء ثم أردفت:
- بمعنى؟
- يعني أنا مُعجب بيكي، ومحتاج أتعرف عليكي أكتر عشان يبقى في بينا حاجة رسمي فيما بعد، وإحنا قريبين من سن بعض فهيبقى سهل إننا نفهم بعض.
قهقهت شمس بخفة ثم أردفت تلك المرة بجدية دون خجل:
- وإنت ضمنت منين إن أنا وافقت؟ مش يمكن شايفاك زيك زي دول كلهم.
وأشارت على جميع الشباب الموجودين بالكافيتيريا حولها والمقصد أنها لا تريد أن ترتبط بأي أحدٍ من الجامعة.
- مش يمكن أنا غيرهم كلهم؟
أردف بتلك الجُملة بثقة عالية لا تعلم من أين أتى بها .. هو بالتأكيد وسيم ورائع ويبدو من مظهره أنه مهندم .. ويبدو أنه ثري كما أخبرتها روما قبلًا .. يبدو مُختلفًا قليلاً عنهم كما قال، كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها مردفًا:
- بكرة الساعة عشرة بليل نتقابل في ******، وهستناكي.
وغمز لها وإستقام من مقعده في ذات اللحظة التي عادت بها روما إلى الطاولة..
- ساجد، لَوين رايح؟
- خلصت إللي جاي عشانه.
أردف بتلك الجُملة وأشار لها ثم رحل، طالعت شمس بتعجب ثم أردفت:
- شو بيقصد؟
أخذت شمس نفسًا عميقًا ثم أردفت بهدوء:
- عايز يقابلني بكرة.
صرخت روما بحماس وتعجبٍ في آن واحد:
- إحكي إللي صار يلا.
قصَّت لها شمس عن حديثهما الذي كان قبل ثوانٍ معدودة ثم أردفت روما:
- إيه شو هالجمال، ساجد كتير شاب امنيح، خلوق أنا اتحدثت معه كتير أحيانًا بشعر إنه مو من هاد العالم، بحس إنه عايش بعالم آخر هو ماله متل شباب اليوم.
- يعني أعمل إيه؟
- إعطي لَإِلك فرصة وإتقابلوا، الشاب كتير جِدِّي، وبصراحة أنا أحيانًا بشعر إنك عم تباديلة المشاعر نفسها.
شعرت شمس بالخجل من حديثها ونظرت أمامها لم تُعَلِق على ما قالته وإستأنفت:
- أعمل إيه طيب؟ أجيبها لبابي إزاي؟
- ماني فاهمة عليكي شمس، تقدري تقولي أي شيء، ممكن تحكي إنك رَح تكوني معي.
- بس أنا متعودتش أكذب.
- شو؟ شمس أنا ليه عم بحس إنك ما مريتي بحب مراهقة من قبل؟
أكدت لها شمس سؤالها ذلك مردفة بهدوء:
- أنا فعلا ماجربتش ده قبل كده، جواد من كتر ما كان بيتدخل في حياتنا زيادة عن اللزوم كان بيبعد عني أي ولد كان يقرب مني لمجرد الزمالة كمان.
- إيه هادا هو جواد، أنا كتير صرت عم أكرهه عم يتصرف كإنك إنتِ إللي بنته مو بَيِّك أونكل بهجت.
نظرت إليها شمس قليلًا ثم أردفت:
- إنتِ عندك حق، خلاص أنا هقول لبابي إني هخرج معاكي.
- كتير امنيح.
كادت أن تتحدث شمس ولكن قاطعها صوت:
- شمس، ممكن أتكلم معاكي شويه؟
كانت تلك الفتاة زميلتها والتي تُدعى صباح، طالعتها روما لثوانٍ ثم إلتفتت لشمس بإبتسامة:
- بشوفك شمس، أنا عندي موعِد.
أومأت بهدوء وإبتسمت روما لصباح:
- تشاو.
عقدت صباح حاجبيها وهي تطالع هيئتها ثم عادت تطالعه شمس:
- إزيك؟
- كويسه.
ذلك ما أردفت به شمس بلامبالاة وهي تأخذ رشفة من كوبها ..
جلست صباح بجانبها وحاولت شمس الإبتعاد عنها قليلًا:
- أنا جهزتلك المحاضرات إللي فاتتك في الكشكول ده، شوفيهم كده ولو في أي حاجة تانية إنتِ محتاجاها أو وقفت معاكِ قوليلي.
- أوكِ، محتاجة كام؟
أردفت صباح بإبتسامة هادئة:
- أنا مش محتاجة منك حاجة خالص غير إنك تذاكري، وتبطلي تخرجي مع إللي إسمها روما دي.......
كانت صباح تحادث شمس بحسن نية كلهفة صديقة تريد مصلحة صديقتها، ولكن قاطعها صوت شمس العالي ..
- ماتتدخليش في حياتي وخليكِ في حالك، وإنتِ مين إنتِ عشان تحكمي على روما صاحبتي؟ إنتِ تعرفيها؟ تعرفي حياتها؟ تعرفي ظروفها؟ لا ماتعرفيش يبقى خليكِ في حالك أفضل.
شعرت صباح بالحزن والإحراج في آن واحدٍ لأنه بالإضافة لإهانة شمس لها كان جميع من بالكافيتيريا يطالعونها بسخرية ..
- أنا آسفة.
ثم خرجت من الكافيتريا راكضة وهي تبكي؛ أما بالنسبة لشمس فقد تأففت لأن تلك المدعوة صباح قد عكرت مزاجها الجيد أخذت أشياءها ثم خرجت من الجامعة في نية منها للذهاب للمنزل؛ أما بالنسبة لصباح فقد كانت تبكي وهي تجلس بركن من أركان إحدى الكليات بالجامعة إلتقطت هاتفها وهي تبكي وطلبت رقمًا معين ووضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد حتى أتاها صوته.
- ألو.
- جواد بيه.
- أيوه يا صباح معاكِ.
أردفت ببكاء:
- أنا إعتبرتها أختي وأنا بكلمها وبنصحها إنها تبعد عن البنت إللي إسمها روما دي، مالحقتش أكمل كلامي وإتكلمت معايا بأسلوب مش كويس، نفسي أفهم هي ليه مش قادرة تتقبلني في حياتها؟ أنا بحاول أساعدها بحاول أبقى جنبها بس هي لسه مش شايفاني يا جواد بيه، أنا بعِز شمس وبحبها عشان شايفاها بريئة مقارنة بالبنات إللي هي مصاحباهم غير كده ماكنتش قربت منها.
أردف جواد بهدوء:
- ماتزعليش، هي شمس مش قادرة تميز الصح من الغلط دلوقتي، بس مسيرها في يوم هتفهم.
- إمتى؟ حضرتك دخلتني الجامعة الجميلة دي وإللي كانت من أحلامي في يوم من الأيام وطلبت مني أبقى جنبها وأساعدها في المذاكرة والمحاضرات، وكمان بجيلها البيت بهتم بمذاكرتها، وأنا بالنسبالي الموضوع مختلف أنا بعتبر شمس زي أختي فعلا .. وبعمل ده من قلبي .. بس أنا تعبت من المعاملة دي، أنا عارفة إن أنا هنا عشانها بس أنا تعبت يا جواد بيه.
تنهد جواد بيأس من تصرفات شمس:
- تمام يا صباح، أنا هشوف الموضوع ده، إنتبهي إنتِ لدراستك وسلميلي على والدك وماتقلقيش.
- شكرا لحضرتك.
أغلقت صباح المكالمة الهاتفية مع السيد جواد؛ الرجل الذي يعمل والدها عنده فهم في البداية كانوا من الطبقة الفقيرة وكانت معيشتهم صعبة كثيرًا، ولكن منذ أن عمل والدها عنده وقد إرتفع مستواهم المعيشي وأصبحوا من ضمن الطبقة المتوسطة .. كان مثلها الأعلى كانت تراه دائمًا مع والدها منذ صغرها .. كان حلمها في يومٍ ما أن تتزوج شخصًا مثله أو تتزوجه هو، هزت صباح رأسها نافية .. تُذكر نفسها أن جواد أدخلها تلك الجامعة لتتعلم ولكي تهتم بشمس، الفتاة الوحيدة التي يهتم بها جواد في هذا العالم .. قامت بمسح عِبراتها أسفل نظارتها الطبية وقامت بتعديلها تأخذ نفسًا عميقًا وكادت أن تعتدل لتقف، إنتبهت لوجود تلك الفتاة المدعوة بروما تقف مع شابٍ ما والذي يكون ساجد ولكنها لا تعلم من هو من الأساس ولا تعلم إسمه لأنها لم تراه قبلًا في هذه الجامعة، تجاهلت وجودهما سويًا وذهبت لكي تحضر محاضراتها المتبقية.
.................................
"رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات"
في مساء اليوم التالي:
كانت ترتدي ثوبًا من اللون الأزرق وتركت شعرها الكستنائي منسابًا فوق ظهرها، تهبط على أدراج القصر بترقب تبحث بعينيها عن والدها حتى وجدته جالسًا مع أحد رجال الأعمال في باحة القصر يضحكان سويًا ويدردشان قليلًا .. إقتربت منه بإبتسامة مصطنعة تحاول أن تتقن الكذبة التي ستخبره بها الآن ..
- بابي.
إلتفت بهجت لصغيرته وتعجب من أنها ترتدي ثوبًا وتضع بعضًا من مستحضرات التجميل على وجهها..
- رايحة فين يا حبيبتي؟
- هروح أقابل روما هنخرج ساعة أو ساعتين كده وهرجع تاني.
نظر بهجت لساعة يده ثم أردف بتعجب:
- الساعة تسعة ونص، إنتِ من إمتى بتخرجي بليل كده، هكلم جواد يوصلك.
أردفت بتأفف دون مراعا للضيف الموجود:
- لا مش عايزة جواد يوصلني ولا عايزاه في حياتي أصلا، بطَّل تدخله في حياتي، ده بيتحكم فيا بشكل مقزز .. بلاش يا بابي تخليني أزعل .. وبعدين أنا مش هروح بعيد، في كافيه ناحيتها هقعد معاها فيه وهرجع علطول.
طالعها بهجت قليلًا بهدوء ثم أردف:
- ماشي، بس ماتتأخريش.
- ميرسي يا بابي.
قبلته من وجنته ثم خرجت، أما بالنسبة لرجل الأعمال الذي كان معه أردف بإستفسار:
- هو جواد بيه وحضرتك علاقتكم ببعض إيه؟
إبتسم بهجت مردفًا بهدوء:
- جواد إن شاء الله هيكون جوز بنتي .. هي مسألة وقت لسه هفاتح شمس في الموضوع قريب.
- بجد؟ ألف مبروك.
- الله يبارك فيك، الموضوع لسه ما أعلناش عنه، كان الإتفاق بيني وبين جواد بشكل مبدأي، بس لما شمس تخلص جامعة هنشوف الأمور هتوصل لإيه.
- بالتوفيق.
ثم أكمل بهجت دردشته مع صديقه؛ أما بالنسبة لشمس فقد تنهدت بإرتياح بعدما كذبت على والدها وتحركت بسيارتها من أمام القصر وذهبت لتقابل ساجد، كانت متوترة طوال الطريق تفكر عن ما ستتحدث به معه وأين ستؤول الأمور؟ .. كيف تتعامل معه من الأساس هي تبدو ظاهريًا بالنسبة للجميع جريئة وقوية لكنها بداخلها تشعر أنها هشة خائفة .. أخذت نفسًا تحاول أن تُهدئ من روعها .. إنه ليس فتًى سيء .. إنه زميلها بالجامعة .. ظلت تُذكر نفسها بذلك حتى وصلت للمكان الذي أخبرها به ... كان عبارة عن مكانٍ راقٍ بالقاهرة الجديدة .. كان هناك .. كان يقف متأنقًا وينتظرها .. إقتربت منه بإبتسامة لطيفة وهادئة وبادلها الإبتسامة عندما لاحظ إقترابها ..
- إتأخرت عليك؟
- لا أبدًا.
سارا قليلًا وكان هو الذي يتحدث عن نفسه .. عن حياته .. عن عمله الظاهري وهو أنه يتابع جميع أعمال والده؛ أما هي فقد كانت صامته هادئة خجلة .. فتلك أول تجربة تخوضها ..
- وإنتِ؟
إنتبهت إليه عندما وجه حديثه لها..
- كلميني عن نفسك.
أردفت ببضع كلماتٍ بسيطة:
- شمس عندي واحد وعشرين سنة، ماليش غير بابي وصاحبتي تبقى روما.
سأل بتعجب:
- بس كده؟!
أجابت بفضول:
- هو في إيه تاني أتكلم عنه؟
- بتحبي إيه؟ بتكرهي إيه؟
إبتسمت شمس بهدوء ثم أخبرته بما تحب وتكره .. يبدو أنه مهتمٌ بها كثيرًا هذا رومانسي حقًا .. شعرت بتخبط في مشاعرها بسبب الخجل الكبير الذي تشعر به .. مر الوقت وهما يدردشان سويًا.
بعد عدة دقائق:
كانا يجلسان في كافيتيريا راقية .. وكان ينظر في عمق عينيها وتلك المرة أمسك بيدها بقوة، حاولت أن تُبعِدَ يده عنها ولكنه تحدث بهدوء:
- ماتخافيش
- مش خايفة طبعا، بس مش بسرعة كده.
- ليه مش بسرعة؟ أنا معجب بيكِ وإنتِ بتبادليني نفس المشاعر.
لم تجد ردًا لتُجيبه، إبتسمت بخجل ..
أردف ساجد بأعين لامعة:
- أوعدك يا شمس إنك هتعيشي أجمل أيام حياتك معايا.
في الوقت الحالي:
كانت تطرق على باب غرفتها في المصحة بغضب وصراخ:
- خرجوني من هنا، أنا مش حابة أبقى هنا.
لم يُجِبها أحد وصرخت قهر، ظلت هكذا لأيام لم يبالي أحدٌ لصراخها .. ثم وأين جواد؟ بعد أن تركها هنا لرم يأتِ لو لمرة لكي يراها، لا تصدق حتى الآن أنها مُدمنة على الممنوعات .. حتى الآن تتساءل كيف ومتى حدث هذا؟ لا تصدق أن ساجد فعل بها كل ذلك .. لقد كانت حمقاء صدقته ووقعت في غرام ذلك الكاذب الحقير .. ولما تُلقي اللوم على ساجد من الأساس؟ هي من سمحت لكل ذلك بأن يحدث لها.
............................
في مستودعٍ مُظلمٍ كان جواد يقف أمام ذلك الشخص المُلقى أرضًا .. كان وجهه مليئًا بالكدمات وجسده به بعض الكسور .. ألقى أحد رجال جواد دورقٌ من المياة على رأس ساجد والذي إستيقظ مفزوعًا من غفلته وأيضًا من ثلوجة الطقس بالإضافة إلى البرد القارص الذي يشعر به الآن بسبب المياة الباردة التي أُلقيت عليه أيضًا.
كان جواد يطالعه بهدوء وهو فزعٌ هكذا، ورجاله يمسكون به بقوة لكي لا يهرب منهم.
أردف جواد بهدوء:
- مطلوب منك تعمل حاجة بسيطة وقصادها هتاخد حريتك.
نظر له ساجد بإنتباه كأن مفتاح خروجه هو إتفاقه مع ذلك الشخص الذي يقف أمامه .. تقدم نحو جواد أحد رجاله يعطيه بعض الأورق ..
- دي أوراق طلاقك من شمس.
عقد ساجد حاجبيه .. ولكن جواد إستأنف حديثه بهدوء:
- هتوقع على الورق ده كله، ومش هتسيب ورقه واحدة.
هز ساجد رأسه بتعب نظرًا لأن يده اليُسرى مكسورة .. قدم أحد الرجال الأوراق لجاسر وقام بتوقيعها كلها ولم يكن هناك أي مكانٍ في الورق يُطلب فيه توقعه إلا ووقعه .. أخذ رجل الاوراق منه ووقف خلف جواد الذي يطالع ساجد بنظرة شيطانية ..
سأل ساجد بإرهاق:
- إنت مين؟
لم يُجبه ولكنه قام بخلع معطفة الأسود وأخذه منه أحد رجاله؛ أما بالنسبة للرجال الذين يمسكون بساجد فقد تركوه وإبتعدوا عنه ..
- أنا لما هخرج من هنا ويعرفوا إللي إنت عملته فيا مش هيسيبوك .. إنت ماتعرفش أنا مين؟
أردف جواد بلامبالاة:
- مايهمنيش أعرف.
لم يستطع ساجد أن يتحدث ولكنه إنتبه عندما وقف جواد أمام حائط معلقٌ به بعض الأدوات أخذ من بينهم سكينٌ حاد .. إبتلع ساجد ريقه بصعوبه وهو يراقب إقتراب جواد منه ..
- إنت وعدتني إنك هتخرجني من هناك بمجرد ماهوقع الأوراق.
رفع جواد حاجبيه بدهشة ثم أردف بإبتسامة شيطانية:
- أنا فعلا قولت كده بس ماوضحتش إنك هتخرج من هنا وإنت مش واقف على رجلك.
كاد ساجد أن يهرب ولكن أمسكه رجال جواد مرة أخرى وجعلوه يقف أمام جواد الذي يشمر عن ساعديه وهو يُمسك السكين ..
- هسألك في سيناريو يخص حياتك مع شمس، كنت بتعذبها إزاي؟
صرخ ساجد بقوة عندما طعنه جواد بقوة في قدمه اليسرى .. وقع أرضًا يصرخ بألم .. أتى له أحد رجاله بسكينٍ آخر، وإرتكز جواد على قدميه وهو يطالع ساجد المُلقى أرضًا.
- ليه أخدت مني روحي؟
نظر له ساجد بإستفسار بين ألمه وهو يستند بيده اليمنى على الأرض ولكنه صرخ بقوة مرة أخرى عندما قطع جواد أصابع يده اليمنى بالسكين الآخر.
- هيقتلوك .. هيقتلوك.
كان يصرخ بتلك الكلمات من شدة ألمه، إبتسم جواد بشر وأردف:
- ييجوا .. ينوروا .. أنا مستنيهم.
ظل ساجد يتلوى بألم وهو يطالع جواد الذي تغيرت ملامحه الهادئة لملامح شيطانية، خائف منه كثيرًا لم يكن يتوقع أن كل ذلك سيحدث .. إستأنف جواد حديثه:
- دلوقتي .. هسألك سؤال أخير مطلوب منك تجاوبني عليه.
كاد ساجد يطالعه وهو يبكي من شدة ألمه ويرجوه أن يتركه لحاله:
- البنت السورية ... إللي إسمها روما، موجودة فين؟
أخبره بعنوان المكان الذي هي به على الفور دون تردد وهو يصرخ ويتلوى من ألمه ..
ربت جواد على رأسه متمتمًا بهدوء:
- برافو عليك، شاطر.
ثم توقف وأخذ الأوراق من أحد رجاله بهدوء وذهب نحو الباب وأردف قبل أن يخرج:
- إكسروا رجله التانية وإرموه في أقرب صفيحة زبالة.
صرخ ساجد بفزع وهم يقومون بسحبه نحوهم ثم خرج جواد من ذلك المستودع وصوت ساجد يُدوى في المكان.
بمرور الوقت
كان جواد يقف أمام مبنى سكني في حيٍ راقٍ وخلفه رجاله، صعد هو ورجاله وقاموا بتحطيم باب شقتها ولكن عندما دخلوا الشقة كانت رائحتها بشعة كثيرًا، أخرج جواد منديلُا من جيبه ووضعه على أنفه، وبحث عن روما في الشقة حتى وجدها مٌلقاة أرضًا ولكنها لم تكن حية بل كانت جثة هامدة متعفنة!.