رواية ضابط اسر قلبي من الفصل الاول للاخير بقلم فاطمه احمد

رواية ضابط اسر قلبي من الفصل الاول للاخير بقلم فاطمه احمد

رواية ضابط اسر قلبي من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة فاطمه احمد رواية ضابط اسر قلبي من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ضابط اسر قلبي من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ضابط اسر قلبي من الفصل الاول للاخير
رواية ضابط اسر قلبي من الفصل الاول للاخير بقلم فاطمه احمد

رواية ضابط اسر قلبي من الفصل الاول للاخير

اشرقت الشمس على سماء الاسكندرية ليفتح بطلنا عيناه نهض بهدوء ودلف للحمام استحم وخرج ارتدى ملابسه ووضع المسدس في جيبه وخرج وجد امه تجلس على طاولة الافطار فقال بهدوء : صباح الخير.
زينب : رواية احبك سيدي الضابط للكاتبة فاطمة احمد يا حبيبي اقعد علشان تفطر.
ادهم : انتي عارفة اني مبحبش افطر….فين حياة.
وصله صوتها المرح : حياة هنا يا فندم.
نظرت لها زينب بابتسامة كانت ترتدي جيب واسع باللون الرمادي و بلوزة سوداء و حجاب اسود تتخله موجات باللون الرمادي ابرز عيناها الخضراء الجذابة.
حياة : صباح الخير يا ماما صباح الخير ع احلى عيون.
ادهم : صباح الخير.
حياة بغيظ : يعني بنت حلوة بتعاكسك وانت عادي كده بتقول صباح الخير.
ادهم ببرود : ده اللي عندي… رايحة فين كده.
حياة : ع الكلية هسلم شوية ورق للمعيد.
زينب : هتتأخري.
حياة : هتأخر شويا صغيرين.
زينب : وهتسيبوني بالقصر الكبير ده لوحدي.
هتفت حياة بابتسامة : ماهو ابنك يرضى يتجوز ويجيبلك عيال مش هتكوني وحيدة خالص بس مين البنت الغلبانة اللي هياخدها اخويا العزيز.
رمقها بنظرة حادة فتمتمت بابتسامة متوترة : بهزر يا ادهم.
زينب بضحكة : ده لو اتجوز هيعيش مراته ف جحيم يابنتي سيبك منه.
تمتم ادهم ببرود وهو يطالع حياة : بطلي الكلام اللي ملوش لازمة ده وتعالي هاخدك ف طريقي.
حياة : حاضر.
زينب : مش هتفطري انتي كمان.
حياة : هبقى اكل حاجة بعدين لا اله الا الله.
غمغمت زينب بحنو : محمد رسول الله خود بالك منها يا ادهم.
ادهم ب ايجاز : مع السلامة متنسيش تاخدي دواكي يا امي.
زينب : حاضر يا سيادة الضابط يلا اتأخرتو.
خرج ادهم و خلفه حياة بينما زينب تطالعه بهدوء وهمست : يارب تجي البنت اللي تقدر تلين قلبك يا بني.

في مطار القاهرة الدولي.
تحركت وهي تمسك بحقيبتها و باليد الاخرة تتكلم بالهاتف.
لارا : انا وصلت يا جاكي.
جاكلين : ماشي خدي بالك من نفسك ولو حصلتلك حاجة عرفيني تمام.
لارا بابتسامة مازحة : حاضر يا ماما اي اوامر تانية.
جاكلين : بطلي رخامة يا لارا واسمعي الكلام….. اتفضلي اتكلمي مع الست ماما.
لارا بمرح : قبل ما تقولي حاجة هنفذ الاوامر كلهم.
سعاد : كويس بصي انا اديتك العنوان و الشقة ف الاسكندرية و في خدامة هتكون معاكي ان احتجتي لحاجة اوعى تعملي مشاكل الناس اللي هناك مش زي اللي عندنا ومتسهريش برا لنص الليل و….
قاطعتها لارا : حاااضر يا طنط انا هقفل باااي.
اغلقت الخط وخرجت من المطار لفت بأعينها في المكان وحدثت نفسها بحماس : اهلا بيكي يا مصر.
ثم ذهبت لسيارتها المجهزة من قبل اخذت المفتاح من السائق و انطلقت بها……

في الاسكندرية.
دلف ادهم بهيبته المعتادة ضرب له الجميع تعظيم سلام دخل مكتبه وجلس على كرسيه.
طرق الباب و اذن ادهم بالدخول فدلف طارق.
طارق بمرح : صباح الخير يا كبير.
اومأ ادهم ولم يتكلم فجلس طارق و اردف بغيظ : يعني بقولك صباح الخير و انت مش معبرني.
نظر له ادم بنظرات قوية و هتف بنبرة حازمة : انجز يا طارق.
تنهد طارق و اردف : في جريمة جديدة حصلت امبارح.
ادهم بحدة : افندم!! ومين ده اللي اتقتل.
بلع ريقه بصعوبة و قال بصوت متقطع : هو….احم الجاسوس اللي حطيناه ف…
قاطعه ادهم بغضب : اتقتل ازاي يعني اتقفش مش هو كان مدرب يتصرف ازاي معاهم.
طارق : اهدى يا ادهم القصة مش مستاهلة اصل هوما شكو بيه بس معرفوش جاي من طرف مين.
مرر يده على شعره ثم عاد لبروده : و قدر يوصل لحاجة بعتلكم حاجة قبل ما يموت.
طارق بأسف : لا هو يا دوب قدر يدخل مع الجماعة اللي بتستقبل شحنات الاسلحة و المخدرات وقبل ما يكسب ثقتكم مات.
زفر ادهم وقال بحقد : انا متأكد جدا ان الريس بتاعهم موجود هنا وحاطط جواسيس حولينا علشان يعرف تحركاتنا والا مكنش الجاسوس بتاعنا اتقفش.
طارق بهدوء : انا متأكد انك هتلاقيه بس ارجوك متدخلش امورك الشخصية ف الشغل يا ادهم.
ادهم بهدوء : انا مش هرتاح غير لما اوصل لقاتل ابي وصدقني لما الاقيه هعذبه واحرمه من كل حاجة تخصه يا طارق.
نهض طارق و تمتم بنبرة جادة : تؤمرني بحاجة.
ادهم : اعمل اجتماع فورا و اجمع كل الضباط بسرعة.
هز رأسه وخرج فالقى ادهم بالملفات ارضا و استغفر بتأفأف……

وصلت لارا للاسكندرية اخذت هاتفها وهي تتحرك في الشوارع بسرعة فائقة طلبت رقما وانتظرت الرد.
لارا : جاكي فين العنوان الورقة ضاعت مني.
جاكي : ها افندم ضيعتيها ازاي يعني.
لارا بضحكة : ما تبطلي تحقيقك وتقوليلي ع العنوان ولا عايزاني ابات ف الشارع.
جاكلين بتنهد : اكتبي عندك…..املتها العنوان وعندما انتهت قالت : لارا خدي بالك من نفسك علشان خاطري.
لارا باستغراب : في ايه يا جاكي انتي خايفة كده ليه.
جاكي بتوتر : لا…مفيش…بس انتي لوحدك و قلقانة عليكي.
لارا بابتسامة : اوكي يا حبيبتي هاخد بالي من نفسي ومش هعمل مشاكل خالص و اااااااه.
انحرفت عن الطريق بسرعة عندما كادت تصدم احدهم توقفت بقوة فصرخت جاكلين بفزع : لارا ايه اللي حصل.
لارا بتوتر : انا كنت هخبط واحدة.
جاكلين : ايه !!
لارا : هتكلم معاكي بعدين…..اغلقت الخط وخرجت بسرعة اقتربت من الامرأة وقالت بقلق : are you okay
صرخت بها الاخرى بغضب : انتي عامية مبتشوفيش قدامك يخربيتك اظاهر ان اهلك معرفوش يعلموكي الصح من الغلط.
لارا : لو سمحتي اتكلمي كويس انا غلطت و اسفة بس….
قاطعهم صوت شخص وهو يقترب منهم : انتي ليه بتسوقي بالسرعة الجامدة ديه.
لارا : ومين حضرتك.
اشار الاخر للقسم خلفه وقال : انا من رجال الامن واتفضلي فسريلي اللي حصل.
لارا بداخلها : يا دي الوقعة السودا.
قاطع افكارها صوته وهو يقول : خلاص يا مدام انتي روحي واحنا هنتصرف.
نظرت لها المرأة بضيق و رحلت فقال : انتي عارفة نتيجة تصرفك ده.
نظرت حولها ثم اعادت النظر له وهمست وهي تخرج نقودا من جيبها : بص خود الهدية ديه مني وسماح المرا ديه.
نظر لها بدهشة وكاد يتكلم لكن صوتا جهوريا من خلفه اوقفه : ايه اللي بيحصل هنا.
انتفض هو ولارا ايضا نظرت لمصدر الصوت وجدت شابا طويلا وضخم البنية يرتدي بنطال اسود وقميص اسود اقترب منهم فحدثت نفسها : ياربي ايه ده.
ضرب الاخر تعظيم سلام وقال برسمية : احترامي سيادة الضابط ادهم.
نظر ادهم نظاراته الشمسية ليتوضح لون عيناه الخضراوتان فتحت لارا عيناها باتساع وظهر على ملامحها الاعجاب!!
قاطع افكارها صوت ادهم القوي : مين ديه يا سالم.
سالم : حضرتك البنت ديه كانت بتسوق بسرعة جامدة وكانت هتخبط واحدة ست.
نظر لها ادهم بحدة : اسمك ايه.
لارا بتوتر : اسمي…..لارا.
ادهم : الاسم الكامل.
زاد توترها ولم تتكلم فصرخ بها : انطقي!!
انتفضت من صوته و لمعت الدموع بعينيها : انا…….الصراحة انا…
قاطعها : خلاص مش عايز اعرف اقبض عليها يا سالم و وديها ع القسم.
سالم برسمية : امرك سيدي.
شهقت لارا وكادت تتكلم لكنه وضع نظاراته وذهب ووتركها فنادته بصوت عالي : سيادة الضابط.
لم يبالي بها وكاد يركب سيارته فركضت خلفه ووقفت امامه.
لارا بأنفاس متسارعة : سيادة الضابط انا مكنتش اقصد ومستعدة ادفع التكاليف.
امسك من ذراعها و زمجر بنبرة قوية : انتي مفكرة انه بفلوسك هتشتريني انتي مفكرة نفسك مين يابت انتي.
لارا : انا مقصدش اني…..
قاطعها ثانية : هتوقع من امثالك ايه مهو الواضح من شكلك متربية ازاي.
عقدت حاجباها ونظرت لنفسها كانت ترتدي قميص ازرق داكن مخطط بالابيض و بنطال جينز ازرق فقالت : تقصد ايه بشكلي.
ادهم بصراخ : ساااااالم.
اقترب منهم بتوتر فقال : خودها من وشي بسرعة.
لارا : لو سمحت احترم نفسك يا كابتن مش معنى انك ضابط يبقى تهيني كده والمفروض اسكت.
سالم بخوف همس : يابنت اسكتي هيوديكي فداهية ده ضابط كبير بقسم المخابرات.
اما ادهم فنزع نظاراته ثانية لتظهر عيونه الحمراء الدامية امسك يداها بعنف ووضعها خلف ظهرها وكبلها.
لارا بشهقة : انت بتعمل ايه وايه الكلبشات ديه سيبني.
امسكها من ذراعها وسحبها فصرخت وهي تكاد تقع : حاسب انا هقع.
توقف و فجأة لف يداه حول ركبتيها وحملها على كتفه وسط نظرات الجميع المصدومة و صراخها ادخلها للقسم و القاها على الكرسي.
لارا بتألم : اااااه انت مش طبيعي.
ادهم بغضب افزع الحاضرين : تكتبلها مخالفة وتدفع كفالة وبكره تطلع.
سالم : بس يا حضرة الضابط تفضل مسجونة ليه هي…..
نظر له نظرة ثاقبة اخرسته فهتفت لارا بصدمة : ايييه انا هبات الليلة هنا.
ادهم بتهكم : مضطرة تشرفينا ليلة يا انسة.
كادت تتكلم كادت تصرخ به لكنها لم تستطع لانه ببساطة……غادر!!!
لارا بخوف : لا انا مش هقعد هنا لا مستحيل.
سالم : يا انسة الاحسن تتقي شره الضابط مبيرحمش خالص ولو حطك بدماغه هيوديكي فستين داهية.
لارا بحنق : ابن الكلب….

في المساء.
عاد ادم للقصر دلف ووجد زوجة عمه و ابنتها جالستان مع والدته فأغمض عيناه وهو يشتم بحنق ثم اقترب منهم.
زينب بابتسامة : حبيبي انت رجعت.
ادهم : ازيك يا امي.
زينب : انا كويسة يا ابني مش هتسلم ع مرات عمك وجميلة.
ادهم ببرود فضيع : ازيكم.
فريدة : نشكر ربنا.
جميلة : الحمد لله.
لم يعر كلامهم اهتمام وصعد لغرفته فقالت فريدة : كأنه متضايق من وجودنا.
زينب بتوتر : لا ابدا بس تعبان شويا من الشغل.
فريدة : اه ماشي…..ده حتى انا النهارده كان هيقطع نفسي من اللي حصلي.
زينب باستغراب : ليه هو ايه اللي حصل.
فريدة : في بنت قليلة ادب كانت هتخبطني بعربيتها وقحة جدا ونص كلامها بالانجليزي و مرضيتش تعتذر مني و تطاولت عليا.
زينب : معقول!!
جميلة : البنات دول معندهمش دم يا ماما و كل واحدة اوسخ من التانية.
زينب : متحكميش عليهم يا جميلة…..سيبونا منها انتو هتروحو مع السائق مش كويس تروحو لوحدكم.
خطرت ببالها فكرة خبيثة فهتفت : ليه مش ادهم ياخدنا.
زينب بابتسامة : اوماله يا فؤيدة هنده عليه.
جاءها صوت حياة : ابيه ادهم تعبان يا ماما ونايم لو مش عايزين تروحو مع السائق تقدرو ترجعو ع بيتكم مشي.
نظرت لها زينب بتحذير ثم اردفت : ادهم تعبان معلش ارحعو مع السائق.
ابتسمت فريدة باصطناع ثم نهضت هي وجميلة وخرجتا من القصر.
حياة بغيظ وهي تقلد فريدة : ليه ادهم مبياخدناش اممم.
زينب : بت احترمي نفسك ديه مرات عمك.
حياة بمضض : احنا محترمين اهه.

بعد منتصف الليل.
كانت لارا جالسة على الارض خلف القضبان تتذكر ذلك -الجلاد- كما اسمته و ما فعله بها.
يارا بهمس : حقير وتافه….جلاد.

كان ادهم مستلقي على السرير يرتدي بنطال قطني ابيض و صدره عاري ظل يتطلع للسقف يفكر في عدوه اللدود واين يمكن ان يجده….
فجأة لاحت في ذاكرته ملامح تلك الفتاة -عديمة المسؤولية- شعرها الذهبي و عيناها المشبعتين باللون السماوي الجذاب و تمردها عليه…
جز على اسنانه و تمتم : غبية وتافهة.

في صباح اليوم التالي.
جلست لارا على الكرسي امام سالم اعطاها هاتفها فقالت بضيق : اقدر اطلع.
سالم : انتي هتطلعي بكفالة بس قوليلي اسمك الكامل.
لارا : ها…..
سالم : الاسم الكامل يعني اسم باباكي اقصد الاسم الثلاثي.
قبضت على يدها بتوتر ثم قالت :……….

ستوووووووب انتهى البارت.
رايكم وتقييمكم عايزة تحليل للبارت علشان اعرف اكمل او لا.
اكتر لحظة حلوة.
اكتر لحظة مؤلمة.
اكتر لحظة مضحكة.
مين اللي ادهم عايز يلاقيه وهيعمل ايه لو لقاه….
رايكم بلقاء ادهم و لارا بالتفصييل.
جاكي خايفة ع لارا جامد ليه.
رايكم بفريدة و جميلة وايه دورهم بالرواية.
رايكم بتفكير ادهم انه بيحكم ع الناس من طريقة لبسهم
رايكم بحياة و زينب وطارق.
رايكم باللي عمله ادهم ف لارا.
لارا كانت متوترة من اسم ابوها ليه وهتقول لسالم ايه؟؟؟
هل ياترى ادهم ولارا هيلتقو تاني.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقفنا البارت ف تردد لارا انها تقول اسم باباها يا ارى ليه وايه اللي هيحصل؟؟
_________________
اعاد سالم سؤاله : اسم ابوكي يا انسة.
بشرود تام تمتمت : معرفش…
عقد حاجباه بتساؤل : افندم.
لارا بخفوت : انا معنديش اب ومعرفش اسمه ايه انا عايشة ف امريكا و المبارح نزلت مصر و اول ما وصلت الاسكندرية حصل الحادث.
طالعها بتعجب يتخلله بعض الاشفاق ثم سرعان ما استعاد نفسه : و انتي مسجلة ب اسم مين.
لارا بهدوء : ب اسم ست اتبنتني لما كنت صغيرة و عشت معاها سعاد الاسيوطي.
اومأ بتفهم فاردفت : هطلع من هنا امتى.
سالم : فورا بس اوعى تعملي حاجة زي ديه تاني.
نهضت لارا وكادت تذهب لكنها توقفت و تمتمت بسؤال : هو الجلاد ده بيكون مين.
سالم بضحكة : جلاد!! اخ لو سمعك….ده العقيد ادهم الشافعي مخابرات…المهم متعمليش مشاكل و انسي اللي حصلك المبارح.
هزت رأسها بإيجاب و خرجت ركبت سيارتها و انطلقت بها.
فتحت هاتفها وجدت عدة اتصالات فائتة من جاكلين فطلبت رقمها وانتظرت الرد وبعد ثواني سمعت صراخها.
جاكلين بغضب : كنتي فين و قفلتي الفون ليه انتي اتجننتي كنت هموت من الخوف عليكي.
لارا : اهدي يا جاكي حصلت معايا حاجة كده واخدو الفون مني.
جاكي : ها ايه اللي حصل ومين اللي اخد الفون منك.
روت لارا لها ماحدث و كيف قضت الليلة في السجن فشهقت الاخرى بصدمة.
جاكلين : انتي كنتي معتقلة وقضيتي ليلتك مسجونة !!! و مين الواطي اللي عمل فيكي كده.
لارا بغيظ : جلاد و غبي و سافل استعمل نفوذه وسلطته علشان يسجني اتخيلي قالي تربيتك واضحة من شكلك ده فاكرني بنت رخيصة.
جاكلين : ارجعي فورا يا لارا انا مش مطمنة عليكي خالص.
لارا بحزن : انا مش هرجع غير لما احقق الهدف اللي جاية علشانه.
جاكلين : بس…..
قاطعتها لارا : خلاص يا جاكلين انا مش هتراجع بس اوعى تقولي ل طنط سعاد السبب اللي جيت هنا عشانه اوعديني.
جاكلين باستسلام : حاضر مش هقولها حاجة بس خدي بالك من نفسك يا لورتي تمام.
لارا بمرح : حاضر يا فندم علم وسينفذ حالا.
اغلقت الخط وتابعت طريقها و بعد فترة وصلت للفيلا دخلت ووجدت -الخادمة- تستقبلها.
لارا بابتسامة : هاي….انتي مين واسمك ايه.
اجابتها الاخرى بابتسامة بسيطة : انا خادمتك يا هانم اسمي آية.
لارا بمرح : ايه هانم ديه لا انا اسمي لارا و انتي اية مش خدامة اوكي.
ضحكت اية و قالت : ده من زوق حضرتك…..تعالي هوريكي اوضتك.
صعدت لارا و ادخلت حقيبتها ثم هتفت : انا جوعانة جدا يا اية.
اية : خدي شاور وارتاحي وانا هعملك احلى فطار.
ابتسمت لارا و دلفت للحمام اخذت حماما طويلا و خرجت ارتدت تيشرت نص كم ابيض به رسومات كرتونية و برمودا باللون الوردي جلست على سريرها و اوصلت -الهاند فري- بالمسجلة لتسمع اغنية معينة……بصوت معين!!!
_________________
في الداخلية.
نطق بنبرة ساخطة وهو ينظر له : يعني انت اعتقلت بنت و سيبتها تبات ف القسم ايه القلب اللي عندك ده يا ادهم.
ادهم ببرود وهو ينظر للاب : ديه بنت قليلة ادب و مش مترباية وتستاهل اصلا…..المهم يا طارق استعد كويس للمداهمة و زيد فعدد القوات مش عايزين غلط واحد.
طارق : بس يا ادهم انا مش فاهم انت رايح ليه.
ادهم : بس انت عارف السبب اللي مخليني ادور فكل حاجة ممكن توصلني للعقل المدبر….المهم نفذ اللي قولته مش عايز غلط صغير يلا اتفضل على شغلك.
هز رأسه بمضض وخرج فزفر ادهم و عاد لعمله.
_________________
في امريكا.
جلست جاكلين بجانب والدتها وقالت بابتسامة : حبيبتي يا ماما متخافيش عليها هي كويسة.
سعاد بقلق : انا مش مطمنة عليها مكنش ينفع اسيبها تسافر يا جاكي.
جاكلين : انتي مش عايزاها تسافر ليه يا ماما عادي هي بتتفسح ولما تزهق هترجع وخايفة عليها اوي كده ليه.
سعاد بتوتر : لا….انا مش خايفة بس هي لوحدها وكمان معرفش السبب الحقيقي اللي خلاها تسافر.
حمحمت جاكلين فاردفت سعاد بشك : انتي عارفة صح.
جاكلين بتردد : ما انا قولتلك مش لاي سبب احم.
طالعتها بشك ثم نهضت و دلفت لغرفتها.
تنهدت براحة وتمتمت : ماما هتقتلني لو عرفت.
_________________
في القصر.
نزلت حياة من غرفتها وجدت فريدة وجميلة جالسات مع والدتها فابتسمت و اقتربت منهما.
حياة : السلام عليكم.
فريدة وجميلة : وعليكم السلام.
حياة وهي تنظر لفريدة : كأنكم اتعودتو ع القصر ده.
حمحمت فريدة باحراج فهتفت زينب محذرة : القصر قصرهم كمان يا حياة و بتقدر تجيلنا امتى ما تعوز.
جميلة بابتسامة مغيرة للموضوع : مقولتليش يا حياة عاملة ايه ف الكلية.
حياة بهدوء : الحمد لله……عن اذنكم.
صعدت لغرفتها و ادت فرضها وجلست تعبث بهاتفها حتى طرق الباب فجأة اذنت بالدخول فدلفت زينب.
زينب : ايه الطريقة اللي بتتكلمي بيها ديه انا نفسي افهم انتي مش بتحبي مرات عمك ليه.
حياة : يا ماما مش مسألة اني احبها او لا بس دول حاطين عينيهم ع القصر و عايزة تجوز بنتها ل اخويا بالعافية علشان الفلوس.
زينب : لا مش علشان الفلوس ولا حاجة واصلا انا كده كده عايزة جميلة تبقى مرات ابني.
ابتسمت حياة : انتي عارفة لو ادهم سمع كلامك هيعمل ايه هيقلب القصر ده علينا اقصري الشر يا حبيبتي.
ضحكت زينب و اردفت : ماهو مش هيتعدل غير لما يتجوز.
حياة : بس مش جميلة.
زينب بتعجب : انتي غريبة محسساني انها مش بنت عمك يابت.
وقفت حياة امامها و تمتمت بابتسامة : ببساطة لانها من النوع المايع اللي بيكرهه ادهم…..اخويا من النوع الصارم ومحتاج بنت شقية تطلع عينه……بنت تحرك الحجر اللي جواه…..
_________________
نزلت ركضا على الدرج و جلست وهي تقول باعجاب : اممم الاكل ريحته جامدة.
آية : صحا وهنا على قلبك يا هانم.
لارا : ما قولنا بلاش هانم ديه واقعدي كلي معايا.
اية : لا يا….
قاطعتها لارا : اقعدي يلا انا بكره اكل لوحدي متتكسفيش.
جلست بتردد فبدأت لارا تأكل بشراهة و اية تطالعها لاحظت نظراتها فقالت بضحكة : مالك بتبصيلي كده ليه.
اية : انتي طيبة اوي و متواضعة جدا انا كنت مفكرة انك من النوع لا مؤاخدة شايف نفسه بس انتي غير كل البنات.
لارا : هههه ليه هو علشان جاية من امريكا ببقى متكبرة هههه لا ياحبيبتي.
ابتسمت و تابعت طعامها معها وبغدما انتهوا قالت لارا : انا زهقت و هروح اتمشى شويا.
آية بقلق : بس الوقت متأخر وانتي جديدة هنا و….
قاطعتها : اية انا مش صغيرة و اعرف اتصرف يلا هلبس هدومي واطلع.
صعدت لغرفتها و ارتدت قميص احمر و بنطال ازرق جينز و كوتش رياضي صففت شعرها ذيل حصان و خرجت وجدت اية تطالعها بضيق.
لارا : ريلاكس يا اية مش هتأخر.
كادت اية تتكلم لكن لارا غمزت لها بضحكة و غادرت الفيلا.
_________________
بعد ساعتين.
كانت يارا تتمشى في الشوارع و تسمع اغنيتها المفضلة لمحت فيلا كبيرة في شارع معزول فهتفت بانبهار : حلوة اوي الفيلا ديه و فخمة جدا.
كادت تكمل مشيها لكنها سمعت ضجة كبيرة فشعرت بالخوف واردات الرحيل لكن فضولها منعها……
دلفت من البوابة الخارجية و مشت بخطوات بطيئة ودلفت ولم تمر عدة دقائق حتى بدأت تسمع صوت اطلاق ناري قوي!!!
_________________
في ذلك الوقت.
كان ادهم جالسا في سيارته مع طارق امام -فيلا- والتي تعد احد اوكار تجار المخدرات وكانو على وشك مداهمتها.
ادهم بجدية : يلا بينا….بلغ قوة ( أ ) تستعد و القوة (ب) تستنى و ومتأمرش بالاطلاق الا لما اديك الاشارة مفهوم.
اومأ طارق بهدوء ليخرج ادهم من السيارة بخفة راكضا نحو تلك الفيلا الفارهة احتمى بجدار بجانب البوابة الحديدة واشار بيده في الهواء لبدأ الاقتحام.
بدأت القوات بتتبعه ليقوم نصفهم بحماية ظهره و تقدم هو للفيلا مع الباقي.
بدأ الاشتباك و اطلاق النار فدلف طارق مع فريقه بعدما اعطاه ادهم الاشارة…
مر نصف ساعة على هذه الحال وسقط العديد من الرجال و فجأة تحدث طارق ب سماعة البلوتوث : ادهم في بنت موجودة هنا.
احتمى ادهم بجدار و تحدث بالسماعة بصراخ وهو يطلق النار : بنت مين ديه!!!….نظر لحيث يشير طارق وجدها نفس الفتاة ذات الشعر الذهبي تقف في احدى الزوايا وهي تصرخ بفزع.
ادهم بغضب : ديه بتعمل ايه هنا.
طارق : معرفش….ادهم البنت هتتصاوب!!!
نظر لها مجددا وجدها بالقرب من احد افراد العصابات و الرصاصات تمر من جانبها بسرعة فائقة فركض لها بسرعة قبل ان تصاب و……….انطلقت الرصاصة لتصيب احدهما!!!!
وقفنا البارت فوجود لارا بالمداهمة و طلق ناري ياترى مين اللي اتصاب
_________________
كانت يارا تقف مصدومة لا تصدق ما يحدث حولها و صوت الرصاص يأتي من كل اتجاه وضعت يديها على اذنيها و بدأت تصرخ بفزع….
مرت فترة على هذه الحال حتى لمحت شخصا يركض باتجاهها…….انه الشخص نفسه….الجلاد !!
وقف امامها وضمها من خصرها لتسمع صوت رصاصة تخترق جسدهما!!
صرخت بخوف شديد و نظرت له وجدت كتفه ينزف فانفجرت في البكاء.
صرخ بها ادهم : اخرصي ومتسمعنيش صوتك!!!
ابعدها عن المكان فسقطت -المسجلة- من جيبها لاحظتها لارا فصرخت : الكاسيت!!
جذبها ادهم لكنها ابتعدت عنه و ركضت لها حملتها ووضعتها في جيبها فصرخ الاخر بغضب : تعالي هنا.
كانت على وشك ان تصاب فسحبها من يدها و احتضنها ادارها و بدأ يطلق الرصاص وهي متمسكة به بقوة لا تدري لماذا لكنها شعرت بالامان وهي بجانبه….
ادهم بهمس في اذنها : متقلقيش و تمسكي بيا واضح.
اومأت هي تلقائيا فوقع بها هو على ظهره وهي فوقه استمر في اطلاق النار و كانت القوات العسكرية متفوقة على العصابات استطاعت بعد وقت طويل بعض الشئ التخلص منها….
كانت لارا مغمضة عيناها و دموعها تنزل ببطئ شعرت بيده تترك خصرها ففتحت عيناها ببطئ و قد ساد الصمت في المكان….
اقترب طارق وقال بقلق : ادهم انت بتنزف.
نهض ادهم و لارا ايضا نظرت حولها بدهشة و دموعها تنزل يغزارة فأعاد طارق السؤال باستغراب : انتي مين وايه اللي جابك هنا.
كادت لارا تتكلم لكن ادهم امسك كتفها و سحبها خلفه وخرج من الفيلا وسط تعجب الجميع و طارق اولهم بينما لارا تقول بألم : انت بتعمل ايه يا بني ادم سيبني.
توقف ادهم ونظر لها بحدة جعلت كل جزء من جسدها يرتجف وسرعان ما انتفضت عندما صرخ.
ادهم بغضب : انتي غبية كنا هنموت بسببك كاسيت تافهة.
هزت رأسها نفيا و فتحت فمها لتتكلم لكنه صرخ :يعني انا همشي المك من كل مصيبة كنتي بتعملي ايه هنا يا محترمة!!
لم يدع لها فرصة للكلام فتابع : ايوة فهمت انتي عضوة بالمافيا ديه.
لارا بصدمة و رعب : لا والله انا مليش دعوة بيهم انا كنت ماشية جنب الفيلا وسمعت صوت عالي و لما دخلت هنا سمعت صوت رصاص.
ادهم : والمفروض اني اصدقك……انت يابني تعالا اقبض عليها وخدها مع المعتقلين.
اقترب منه طارق و هو يهتف بسرعة : ادهم البنت ملهاش علاقة بالجماعة دول.
لارا بدموع : قوله والنبي ده منظر واحدة بتشتغل مع الاشرار.
عقد ادهم حاجباه : اشرار!! انتي مين يابت و بيتك فين وليه بشوفك فكل مكان.
لارا بارتجاف : انا…..انا كنت عايشة ف امريكا و المبارح نزلت مصر….والله مليش دعوة بيهم انا…
قاطعها بضجر : خلاص اسكتي و اقسم بالله لو شوفتك بمشكلة تاني هخليكي تفضلي ف الحبس طول عمرك امشي من قدامي.
مسحت دموعها وهمست : كتفك بينزف سيبني اعقمه.
ادهم بتهكم : تعقمي ايه امشي يلا من هنا.
طارق : ادهم براحة ع البنت.
لارا : انا دكتورة يا حضرة الضابط ومن واجبي اساعدك ده غير انك انقذتني.
طارق : يلا يا ادهم.
زفر بضيق و جلس على كرسي وجلست لارا امامه احضر لعا طارق علبة الاسعافات الاولية و بدأت يتعقيم الجرح وهي تنظر له من فترة ل اخرى.
كان ادهم مغمضا عيناه يشعر بيدها الناعمة تتحرك على بشرته بتوتر فتح عيناه وطالعها بهدوء عيناها الزرقاء الجذابة و شعرها الذهبي المسدول على كتفها وظهرها….شفتاها تلك الفراولة الحمراء لا تزال ترتجف من الخوف شعر برغبته في تذوقها لكنه استعاد نفسه وابتعد عنها.
نهض و تمتم بنبرة حازمة : تكلعي من الفيلا و اوعى اشوفك تاني المكان هنا خطير جدا…….يلا روحي.
اشار للقوات بالرحيل و طارق ايضا كاد يتحرك لكن كلامها اوقفه.
لارا بصوت مختنق : بس انا ضيعت الطريق ومش عارفة ارجع تاني.
اخذ نفسا عميقا ومرر يده بين خصلات شعره ليهدأ ثم غمغم بهدوء : تعالي معايا.
لارا بخوف : تقصد ايه اروح معاك فين.
ادهم بحدة : اوصلك ع بيتك يا انسة امشي معايا.
شعرت ببعض القلق لكنها الان اضاعت الطريق و لن تعرف طريق العودة فهزت رأسها و ركبت معه في الخلف و طارق بجانبه املته العنوان فانطلق و بعد مدة وصلوا للفيلا.
ادهم ببرود : وصلنا.
لارا بهمس : متشكرة اوي يا حضرة الضابط.
لم يتكلم ادهم فقال طارق مازحا : اي خدمة يا دكتورة بس ياريت منشوفكش ف مصيبة تانية.
ابتسمت بهدوء و خرج فقال طارق : ديه هي نفس البنت بتاع المبارح.
ادهم بخفوت وهو يشغل السيارة : اه.
القى نظرة عليها وهي تدلف للفيلا واردف : طارق تحط حراس يراقبو البيت مش مطمن للبنت ديه.
طارق : ماشي.
تنهد بهدوء ثم اكمل طريقه….
_________________
عندما خرجت لارا من السيارة اطلقت زفرة ارتياح و ركضت للفيلا فتحت الباب ودلفت وجدت آية تدور حول نفسها بتوتر وعندما رأتها اقتربت منها بسرعة.
آية : تأخرتي اوي و خفت عليكي جامد سعاد هانم اتصلت و اتعصبت لما قولتلها انك مش موجودة.
لارا باختصار وهي تصعد : هنتكلم بعدين انا تعبانة جدا دلوقتي good Nate.
دخلت الى غرفتها وارتمت على سريرها وهي تتنفس بقوة اغمضت عيناها بخوف وهي تتذكر ما حدث و الاشتباك الذي حضرته من غير قصد.
فجأة ظهر وجهه في ذاكرتها عيناه الخضراء الساحرة نظرته الحادة صوته الرجولي وجسده الرياضي عضلات كتفه الضخمة و……
فتحت عيناها بسرعة و تمتمت بصدمة : ايه اللي بفكر فيه ده!!
دلفت للحمام واستحمت خرجت وارتدت تيشرت خفيف باللون الاحمر و بنطال اسود صففت شعرها كعكة و استلقت على سريرها بعدما هاتفت خالتها ثم تمتمت : جلاد….و ذهبت في نوم عميق….
_________________
دخل ادهم للقصر وجد زينب و حياة تجلسان في الصالون و على وجههما علامات القلق وعندما رأوه نهضت زينب واقتربت منه.
زينب بقلق : كنت فين يا ادهم قلقت عليك جامد.
ادهم : تقلقي ليه يا ست الكل ديه مش اول مداهمة بعملها.
زينب بضيق : ع الاقل كنت ترن عليا تطمني عليك حرام عليك يابني.
ابتسم بهدوء وقبل رأسها فقالت حياة بفزع : كتفك يا ادهم.
زينب : انت اتعورت.
ادهم : متخافوش جرح بسيط و البنت عقمته.
نظرتا لبعضهما باستغراب و اردفت حياة : بنت مين!!
ادهم بهدوء : مفيش واحدة لقيتها بالفيلا اللي اقتحمناها وكانت دكتورة.
نزعت زينب خصلات شعر قليلة من قميصه وقالت بابتسامة : والواضح انها بنت شقرا بس قولي ازاي شعرها جا فقميصك.
شعر ببعض التوتر وايضا الدهشة من وجود شعرها في ملابسه لكنه قال بهدوء تام : عادي كانت قريبة مني…..تصبحو على خير.
ضحكت زينب و حياة بينما هو صعد لغرفته استحم و ارتدى بنطال و استلقى على السرير وهو عاري الصدر…..
تذكر ماحدث وتمتم : غبية وعديمة المسؤولية.
_________________
بعد مرور اسبوع.
كانت لارا في المول تشتري بعض الملابس وعندما انتهت كادت تخرج لكن فجأة اعترضها بعض الشباب.
الشاب 1 : يخربيتك قمر.
توترت لارا وتمتمت : عديني لو سمحت.
الشاب 2 : ايه الرقة ديه يا ناس.
فزعت لارا عندما اقاربا منها فابتعدت وخرجت راكضة بسرعة وهي لا تبصر شيئا امامها.
فجأة اصطدمت في جسد قوي فارتدت للخلف بقوة رفعت بصرها وجدته ذلك -الجلاد- يقف امامها.
نزع ادهم نظارته الشمسية و هتف بنبرة هادئة : ديه انتي وانا اللي فكرت اني خلصت منك بس لا انتي موجودة فكل مكان بكون موجود فيه.
اشارت لارا خلفها ولم تتكلم فعقد حاجباه ونظر لحيث تشير وجد الشباب يركضون خوفها.
جز على اسنانه بقزة واعتصر قبضته وبدون شعور منه امسك يدها وسحبها خلفه ليذهب لسيارته.
وقف امام السيارة وقال بحزم : ما انا كان لازم اعرف انك مش بتجيبي غير المشاكل لنفسك و بعدين عايزة تقنعيني انك خايفة منهم ورفضتي تكلميهم.
لارا بصدمة : تقصد ايه.
طالعها من الاسفل للاعلى بسخرية وقبل ان يتكلم اقتربت منه اخته.
حياة : ابيه ادهم في ايه…..نظرت ل لارا بدهشة و همست : مين ديه ؟
ادهم ببرود : معرفش مجرد بنت كانت بمشكلة وساعدتها.
لارا : حضرتك انا مش مجرد بنت انا اسمي لارا يا سيادة الضابط و بعرف احل مشاكلي بنفسي.
ادهم بحدة : اتكلمي عدل يا بتاعة مش الضابط ادهم اللي مجرد بنت تافهة تكلمه كده.
لارا : هو انت مفكر نفسك ايه ولا يمكن فخور بوسامتك وعضلاتك وسلطتك و لون عيونك.
شهقت حياة بصدمة ونظرت ل ادهم وجدته كمن يحارق حيا اقترب منها فعادت لارا للخلف بسرعة رفع يده ليمسكها لكن حياة اعترضته وهمست بفزع : ابيه ادهم والنبي بلاش مشاكل.
نظرت له لارا بفزع ثم ركضت بعيدا عنه فزفر بقوة و ركب السيارة و هتف بسخط : اركبي.
ركبت حياة و تمتمت بهدوء : هي ديه نفس البنت الشقرا بتاع الاسبوع اللي فات.
ادهم بغير مبالاة : اممم.
حياة : اها ماشي……نظرت له و اردفت بابتسامة : بس البنت حلوة جدا.
نظر لها بحدة فحمحمت و نظرت باتجاه النافذة…..
_________________
ركبت لارا سيارتها و هي تتنفس بقوة و هتفت في صدمة : المجنون ده كان هيضربني معقول !! بس قصده ايه ب كلامه يعني ما انا عادي اخاف من الشباب دول….
شهقت بدهشة وهمست : معقول يكون مفكر اني من البنات اللي……غبي….جلاّد !!
انطلقت بسيارتها و عادت لمنزلها دلفت وعندما رأت آية اقتربت منها وقالت : ايه يا آية انتي موجودة هنا ليه مش المفروض فرح قرايبتك.
آية بابتسامة : اعمل ايه يا هانم ما انا لازم اشتغل.
لارا : الكلام ده مش معايا على فكره و خدي الطقم ده جبتهولك ويارب يعجبك.
اخرجت الطقم وكان عبارة عن فستان احمر رقيق مع الحجاب و مستلزماته وقالت بابتسامة : انتي متحجبة ف جبتلك فستان بطرحة اي خدمة.
آية بانبهار : ماشاءالله حلو جدا بس مفيش داعي للتعب ده.
لارا : رجعنا لنفس الموضوع….ياحبيبتي مفيش داعي للكلام ده كل مرة انا زي صاحبتك برضو ويلا اتفضلي جهزي نفسك و انا كمان هجهز نفسي متنسيش اني هروح معاكي.
آية بضحكة خفيفة : بس ده فرح ناس بسطاء مش اكابر زيكم.
لارا : الفرح بيفضل فرح يلا انا رايحة اقيس الفستان.
صعدت ركضا للاعلى فتمتمت آية : ربنا يسعدك يا لارا…..
_________________
جلس كرسيه و صرخ : غبية تافهة مشكلجية عديمة المسؤولية.
طارق بدهشة : اهدى يا عم مالك مش طايق هدومك ليه ومين البنت اللي بتشتمها؟!
ادهم بسخط : نفس البنت صاحبة المشاكل.
طارق باستغراب : تقصد الدكتورة!! ايه اللي حصل.
روى له ادهم باختصار فانفجر طارق ضحكا.
ادهم بحدة : انا قولتلك حاجة بتضحك يا طارق.
طارق وهو يحاول التحكم بضحكاته : هههه لا خالص بس غريب كلما تشوف البنت ديه لازم تحصل مشكلة وخناق زي العادة.
رفع احدى حاجباه وهتف بهدوء : طب يلا على شغلك و بكل ضحك واقصر ف الكلام احسن ما اعدلك بطريقتي.
طارق : هههه على ايه بس يا باشا انا روحت اهه.
وصل للباب والتفت اليه : بس اظاهر ده مش اللقاء الاخير….وخرج بسرعة.
ابتسم ادم ابتسامة بسيطة ثم عاد لعبوسه عند تذكره شيئا ما….
_________________
في المساء.
كانت لارا تتجهز ارتدت فستانا ازرق داكن و طويل مرصع بحبات من اللؤلؤ زادت الفستان جمالا و ابرز لون عيناها السماوي اسدلت شعرها الذهبي الطويل و وضعت الكحل فقط فكانت غاية في الجمال نزلت للاسفل وجدت آية ترتدي الفستان والحجاب نظرت لها ب اعجاب من تحجبها ثم قالت بمرح : كالعة ازاي.
آية بانبهار : بسم الله ماشاءالله اللهم صلي ع النبي طالعة بتجنني انتي قمر من غير حاجة اصلا.
لارا : وانتي كمان طالعة حلوة….والطرحة كمان.
كانت آية ستتكلم في شئ لكنها لاذت بالصمت و تمتمت : نطلع؟
هزت لارا رأسها و خرجتا ركبتا السيارة و انطلقت بها….
_________________
-بجد!!
نطقت بها زينب بدهشة من كلام حياة فضحكت الاخرى : اه والله بجد بس تصدقي البنت حلوة بشكل مش طبيعي خالص.
زينب : وربنا طب كانت عاملة ازاي عايشة فين معرفتيش حاجة.
حياة : لا خالص بس اظاهر من كلامها انها من بلد اجنبي كانت لابسة تيشرت وبنطلون يعني مش زينا.
زينب بيأس : اها مدامها كده فمستحيل ادهم يبصلها.
حياة بتعجب : ليه؟
زينب بتنهد : اخوكي بيطلق الاحكام ع الناس بسرعة واكيد شايفها مش كويسة علشان كده.
حياة : اه كلامك صح بس والله البنت عسل وباين عليها طيبة.
زينب : يلا المهم هو هيتجوز بنت عمه جميلة.
اومأت حياة بمضض و صعدت لغرفتها….
زينب بهمس : ربنا يسعدك يابني.
_________________
دخلت لارا مع آية لقاعة الفرح فنظر لها الجميع بتعجب وكذلك باعجاب شديد من جمالها الفائق ابتسمت بتوتر وهمست : هوما بيبصولي كده ليه يا آية.
آية بضحكة خفيفة : عادي مستغربين من وجودك بس.
لارا : اها قولتيلي.
تعرفت على الموجودين و قضت وقتا ممتعا معهم رن هاتفها فجأة فاستأذنت وخرجت من القاعة و مشت ب الحديقة الخلفية و فتحت الخط.
لارا بابتسامة : جاكي.
جاكلين : البنت الندلة اللي مش فاكرتنا.
لارا : هههههه ده انتي اللي ف القلب يا جاكي يا حبيبتي وحشتيني.
جاكلين : كذابة.
لارا : والله وحشتيني جدا المهم اخبارك ايه و طنط سعاد.
مر الوقت وهي تكلمها ثم اغلقت الخط كادت تدخل للقاعة لكن سمعت ضجة كبيرة و صراخ احدهم فركضت باتجاه الصوت وجدت عدة رجال بنيتهم ضخمة يضربون رجلا ما ضرب مبرحا.
انتفضت بخوف واخذت هاتفها بارتجاف وطلبت رقم الشرطة و اخبرتهم عما يحدث.
اختفت خلف الاشجار و سمعت الحوار الاتي.
احد افراد العصابة : يعني انت مش عايزة تبيع البضاعة ماشي جبته ل نفسك يلا يا شباب.
ضحك الرجال و كبلوه شهقت لارا ونزلت دموعها برعب ووقفت تنظر لما يحدث.
الرجل بألم : ارحموني انا عندي عيلة ارحموني.
فتح الاخر زجاجة الخمر و كب محتواها على جسدها احضر -شمعة- وقال بشر : اتشهد ع روحك ههههه.
صرخ الرجل بخوف فألقى عليه الاخر الشمعة لتشهد لارا على احتراق جسده…..وتحوله الى رماد!!!!!
_________________
وقفنا البارت ف رؤية لارا للجريمة هتعمل ايه يا ترى.
_________________
هرب الرجال من موقع الجريمة و ركبوا سيارتهم و انطلقوا تاركين لارا في حالة يرثى لها من الخوف والفزع.
سقطت على الارض وهي تنتفض بخوف و تتنفس بسرعة شديدة نظرت لذلك الجسد المحروق و انخرطت في البكاء…..
_________________
كانت آية داخل القاعة تنتظر لارا لكنها تأخرت شعرت بالقلق عليها فخرجت تبحث عنها و لم تجدها.
آية بداخلها : هي فين و اتأخرت ليه.
كادت تعود ادراجها لكن سمعت صوت بكاءها ركضت لها و انصدمت عندها وجدتها على الارض تبكي بهستيريا.
شهقت و اقتربت منها انخفضت لمستواها و هي تقول بفزع : في ايه يا لارا ايه اللي حصل!!!
لم تجب لارا لكنها اشارت على الرجل بارتجاف نظرت آية لحيث تؤشر وصرخت بفزع.
لارا بارتجاف : حر….حرقوه….حرقوه انا شوفتهم.
اوقفتها آية بسرعة و قالت بحزم : انتي مشوفتيش و مسمعتيش اي حاجة اللي حصل تنسيه نهائيا!!
نظرت لها لارا بصدمة و تمتمت : بس انا طلبت الشرطة.
فتحت عيناها بدهشة ثم استعادت نفسها و سحبتها من يدها بسرعة و اخذتها للسيارة لم تستطع لارا القيادة من الرعب ف قادت آية السيارة و انطلقت بها بسرعة شديدة!!!!
_________________
بعد فترة.
كانت الشرطة في مسرح الجريمة و الصحافة تملأ المكان و الضجة كبيرة.
المحقق : مشوفتوش حد هنا.
الشرطي : لا حضرتك.
المحقق : طب مين اللي اتصل و طلبنا.
الشرطي : واحدة بنت بس قالت في جماعة عاملة مشاكل هنا ده اللي قالته و قفلت ع الطول ولما جينا ع العنوان لقينا الراجل ده محروق والمكان مفيهوش حد.
هز رأسه واردف : شيلو الجثة من هنا و عايزك تعرف مين عيلته واي حاجة تخصه فورا.
الشرطي : امرك سيدي.
_________________
في القصر.
كان ادهم جالسا مع والدته رن هاتفه وكان طارق ففتح الخط.
ادهم بجدية : ايوة يا طارق.
طارق : ادهم في جريمة حصلت جنب قاعة الافراح****** لازم تجي فورا.
ادهم : و انا مالي ده شغل الامن الوطني مش مخابرات.
طارق : احم…..القصة متعلقة بتجارة المخدرات الشرطة لقت كمية حشيش قدام الجثة المحروقة.
نهض ادهم بسرعة وتمتم بحزم : انا جلي فورا.
اغلق الخط ونظر لزينب وجدها تطالعه بقلق ف قال : انا لازم اروح خدي بالك من نفسك.
زينب بخوف : رايح فين يا ادهم وايه اللي حصل.
ادهم : متخافيش شغل عادي و هرجع ع الطول متقلقيش ونامي….حياة خديها ع اوضتها.
حياة : يلا يا ماما.
زينب : بس….
حياة : حبيبتي متقلقيش ده مش جديد عليه.
خرج ادهم بسرعة فتنهدت زينب و همست : ربنا يحميك يا حبيبي.
_________________
وصلت لارا للفيلا دلفت و خلفها آية فنظرت لها و قالت : انتي جبتيني ليه.
آية : قبل اي حاجة انتي شوفتي اللي عمل كده.
لارا : اه شوفتهم كانو 5 شباب كده و….
قاطعتها آية وهي تقترب منها : لا يا لارا انتي مشوفتيش حاجة مكنتيش موجودة اصلا فاهماني.
لارا بفقدان اعصاب : انتي بتقولي ايه يا آية انا مش فاهمة حاجة بس اللي عارفاه اني شاهدة ع الجريمة ديه و لازم…..
قاطعتها بصراخ : لارا افهميني دول جماعة مخدرات و قرف و بيقتلو بعض من غير اي احساس ولو عرفو انك شوفتيهم هيموتوكي زيه علشان كده انتي لازم تبعدي عن القصة ديه كلها يا لارا افهميني ارجوكي حياتك ف خطر!!!
نظرت لها لارا بخوف ورعب حقيقي فاحتضنتها آية بقوة : انتي لسا صغيرة ومش فاهمة الدنيا كويس مينفعش تتدخلي ف اللي ملكيش فيه والا هتبقى زيه هيموتوكي ومحدش هيعرفلك طريق والله علشان خاطر عيلتك يا لارا.
لارا ببكاء : بس…..
آية : مفيش بس حياتك هي الاهم.
ابتعدت عنها لارا و صعدت لغرفتها ببطئ دلفت للحمام واستحمت ثم ارتدت ملابسها وخرجت حاولت النوم لكنها لم تستطع وكيف سيفكر النوم بزيارتها وقد رأت ابشع شئ يمكن للعين ان تراه!!!
_________________
جلس على مكتبه بغضب شديد مسح على شعره ثم قال بحدة : مفيش زفت شهود او حد شاف حاجة من اللي حصل يا مصطفى.
مصطفى : للاسف لا يا باشا حتى البنت اللي اتصلت ملقيناهاش.
عقد ادهم حاجباه بضيق : بنت ايه ديه اللي اتصلت….معاك رقمها.
هز رأسه بالايجاب واعطاه الرقم دقق فيه ثم هتف : تعرفلي رقم مين والعنوان وكل حاجة تخصه فظرف ربع ساعة….يلا اتحرك.
ضرب له تعظيم سلام وخرج مسرعا تنهد ادهم و تمتم : الجرايم ديه كترت وكلها نفس النوع الحرق ونلاقي جنب الجثة مخدرات ياترى اللي بيعمل كده عايز يثبت ايه يا طارق.
طارق بهدوء : بفتكر نفس اللي عايزه انت كل الخيوط متشابكة و كلما نقرب خطوة بنرجع خطوتين و الريس بتاعهم عارف انك بتدور عليه و بتدور على اي حاجة يمكن توصلك ليه فهو بيعمل كده قصدا.
زفر بسخط و دار بكرسيه ثم توقف فجأة و اردف : معقول مفيش حد شاف اللي حصل.
طارق : معتقدش وحتى لو شافو مفيش حد هيعترف و مبنقدرش نوثق فحد لانه ممكن يظللنا.
ادهم : اي كان اللي عمل كده هوصله ولما الاقيه مش هرحمه ابدا.
بعد مرور دقائق طرق الباب و دلف مصطفى.
ادهم : ايه الاخبار لقيتوها.
مصطفى : الخط ده جديد من اسبوع كده و اللي اتصلت بنت اسمها لارا الاسيوطي.
طارق بصدمة : لارا الاسيوطي!!!
ادهم : انت بتعرفها.
طارق : ادهم ديه نفس البنت الشقرا اللي حبستها سالم قالي اسمها لارا الاسيوطي.
فتح عيناه بتعجب ش
يد ثم مالبث ان صر اسنانه بعنف و بدأت شياطينه تتطاير امامه وبراكين الغضب انفجرت داخله…….تذكر توترها عندما طلب منها اسمها الكامل و ايضا وجودها بالفيلا التي اقتحموها.
كان طارق يدقق في ملامحه الغاضبة وهمس بتوتر : لسا مفيش دليل كافي علشان نتهمها ولو كانت هي اللي عملت كده طب طلبت الشركة ليه.
ادهم ببرود : انت مسمعتش بالمثل يقتل القتيل ويمشي بجنازته المثل منطبق عليها……استنى اتأكد.
طلب احد الحراس الذي كلفهم بمراقبة منزلها منذ اسبوع رن رن ثم فتح الخط.
ادهم بنبرة جادة للغاية : البنت كانت فين النهاردة.
احاب الاخر : الصبح راحت ع المول و رجعت بعدين طلعت تاني هي و بنت و راحو ع فرح قرايبتها وبعد ما رجعو كان باين عليهم التوتر.
ادهم : كان فين الفرح ده.
تمتم الاخر : ف*******.
ابتسم بخبث و اغلق الخط نظر لطارق و اردف : شوفت قولتلك.
طارق : بس يا ادهم هي بنفسها طلبت الشرطة.
ادهم بحدة : ولما طلبت الشرطة هربت ليه.
طارق : يمكن تكون….
قاطعه ادهم وهو ينهض : انا هعرف بنفسي تعالا معايا…..مصطفى محدش يعرف بالمعلومات ديه كلامي مفهوم.
مصطفى بجدية : امرك سيدي.
خرج ادهم وخلفه طارق ركبا السيارة و انطلق بها بسرعة فائقة…..نظر له طارق بشئ من الضيق فتمتم ادهم بهدوء : متصعبش عليك يا طارق انا من الاول مكنتش مطمنلها وخاصة بعد ما لقياها بالمكان اللي يبيعو فيه بضاعتهم و دلوقتي تأكدت.
طارق بخفوت : براحتك.
_________________
فتحت يارا عيناها بفزع عند سمعها طرق الباب بعنف انتفضت و خرجت من الغرفة وجدت آية تخرج من غرفتها مسرعة.
لارا بخوف و بكاء : مين…..اللي بيخبط كده انا خايفة.
آية : اهدي شويا هشوف مين بس اوعى تبيني خوفك.
اومأت ببطئ فنزلت آية وفتحت الباب فشهقت لارا وهي ترى الجلاد يدخل بقوة و خلفه صديقه.
لارا بهمس : الضابط!!!
آية بفزع : انت مين و جاي بالوقت المتأخر ده ليه اطلع احسن ما نادي الشرطة.
طارق بهدوء : ده الضابط ادهم.
لف ادهم انظاره في الفيلا وجدها تقف في اعلى السلم جز على اسنانه وصعد لها بسرعة وقف امامها فقالت بتوتر : انت بت….بتعمل ايه هنا و ازاي تجي كده.
ادهم بتهكم : انتي عارفة كويس انا موجود هنا ليه……امسكها من ذراعها و انزلها بقوة وهي تصرخ بفزع : سيبني بقى انا عملت ايه.
وقف في الصالة و نظر لها بحدة : من اول ما شوفتك مكنتش مطمنلك ووجودك ف الفيلا و كمان وجودك ف للمكان اللي حصلت فيه الجريمة وهروبك اكدلي انك عضو بالمافيا ديه.
شهقت لارا بصدمة فقالت آية : انت بتقول ايه يا حضرة الضابط هي ملهاش علاقة باللي حصل واصلا احنا مش عارفين انت بتتكلم عن ايه.
ادهم : طارق.
طارق : في جريمة حصلت بالمكان اللي كنتو فيه من 3 ساعات لقينا بنت رنت ع رقم للشرطة ولما راحو لقو راجل محروق و البنت ديه هي الدكتورة لارا.
بدأت لارا تلعب بيديها بتوتر فابتسم ادهم بسخرية : متحاوليش تكذبي و لا تخترعي قصص من عندك و دلوقتي لازم تشرفينا.
انتفضت آية و هتفت لارا ببكاء : لا والله مليش دعوة انا كنت بفرح وسمعت صوت عالي روحت وشوفت اللي بيحصل لقيت جماعة بتضرب واحد جامد.
ادهم : وكانو بيقولو ايه.
لارا ببكاء : كانو بيقولو انت مرضيتش تبيع البضاعة و بعدين حرقوه……انفجرت في البكاء و آية تبكي معها نظر طارق ل ادهم الذي يطالعها ببرود ثم حمحم و قال : بس انتي هربتي ليه يا دكتورة.
نطقت آية : انا اللي جبتها يا حضرة الضابط هوما مكنوش هيسيبوها لو شهدت ضدهم وكانو هيقتلوها لو عرفو انها شافتهم.
ادهم بغضب : فعلا انتي واحدة جبانة يعني شوفتي راجل بيموت قدامك وهربتي!!!
لارا : مكنش ب ايدي اعمل حاجة و…..
صمتت عندما امسكها من كتفيها و همس بشر : بكره تروحي ع القسم وتقولي اللي شوفتيه ولو معملتيش كده صدقيني هرد التهمة عليكي و هخليكي تفضلي ف الحبس ل اخر عمرك يا.. . لارا الاسيوطي.
دفعها و خرج من الفيلا و طارق خلفه جلست لارا على الاريكة وهي تفكر : انا لو قولت اللي شوفته مش بعيد يموتوني زيه لا انا مش مستغنية عن روحي لا مستحيل انا لازم ارجع على امريكا ده احسن.
جلست آية بجانبها و تمتمت : ناوية تعملي ايه.
نظرت لارا لها و صعدت لغرفتها بدون ان تنطق بكلمة…….
_________________
في صباح اليوم التالي.
في الداخلية.
كان ادهم جالسا في مكتبه طرب الباب و دلف مصطفى وهو يبتسم.
ادهم بهدوء : في ايه.
مصطفى بابتسامة : في بنت عاوزة حضرتك يا فندم.
رفع احد حاجبيه : بنت مين ديه…..خلاص خليها تدخل.
ضرب تعظيم سلام و خرج وبعد ثواني دلفت لارا بتوتر ونظرت له بهدوء.
ارخى ادهم جسظه على الكرسي و هتف : اه ديه انتي بتعملي ايه هنا على حد علمي ده مش مكان علشان تدلي بأقوالك.
اخذت نفسا عميقا و اردفت : انا…..الصراحة انا راجعة ع بلدي.
ادهم : بلدك!!! قصدك ايه.
لارا بتردد : انا مشوفتش حاجة من اللي حصل يا سيادة الضابط ومش مضطرة اجازف بحياتي علشان انسان معرفوش…..انا راجعة على امريكا المكان ده مجابليش غير المشاكل.
نظر لها بغضب ثم نهض ودفعها على الحائط صرخت بألم فوضع يده على عنقها و تمتم بهمس : انتي ايه مصنوعة من ايه معقول تتراجعي بس تعرفي انا مش متفاجأ منك علشان انتي واحدة مش بتقدري معنى المسؤولية مهملة ومبيهمكش حد خالص و لو كنت فكرت لثواني انك ممكن تعملي حاجة صح ف انا غلطان فعلا……ابتعد عنها وصرخ بعصبية : اطلعي برااا ولو شوفتك تاني هدخلك ع الحبس ب ايديا يلاااااااا.
انتفضت من صراخه و ركضت خارجا وهي تبكي و في كل خطوة تخطوها تتذكر ذلك الجسد الذي يحترق وكلامه “انا عندي عيلة ارحمني”
توقفت فجأة عندها تذكرها لتلك الكلمة….عائلة !! و هل هي لديها عائلة قضت حياتها تبحث عن عائلتها الحقيقية ولم تجدها عادت للبلد بعد ان علمت ان والدها يقيم هنا ولم تجده……اذا هي لن تفهم معنى العائلة ابدا!!!
مسحت دموعها بقوة واستدارت عادت ركضا لمكتبه ودلفت بسرعة بدون استئذان.
كان ادهم يشتعل من الغضب بعد رحيلها تلك الفتاة لن تفيده بشئ و لن يصل لعدوه بسببها…..سحقا!!
افاق من افكاره على صوت الباب وهو يفتح رفع رأسه وجدها تقف امامه فتمتم بغضب : بتعملي ايه هنا غوري من وشي.
لارا بصوت مخنوق : انا مستعدة اشهد ضابط ادضابط
ادهم بهدوء : وايه اللي غير رأيك.
لارا بشرود : معرفش…..بس عايزة اعمل حاجة كويسة ولو مرة واحدة فحياتي.
ابتسم ببرود وهو ينظر لها….
_________________
صرخ بعصبية وهو يقذف الفازة امامه : انتو بهايم مخدتوش بالكم ليه ومين البنت اللي شافتكم يا حازم.
حازم بتوتر : نظال بيه انا مخدتش بالي منها ومعرفش ازاي شافتنا اصلا و دلوقتي هتشهد بالمحكمة ضدنا هي فاكرة وش كل واحد فينا.
نظال بغضب : الريس هيموتنا لو حصل كده لازم نتصرف فورا.
حازم بترقب : تؤمرني بحاجة.
مسح على شعره وغمغم بهدوء : اقتلوها.
_________________
بعد مرور يوم واحد.
في المساء.
كانت لارا في غرفتها تدور حول نفسها بتوتر ثم جلست على السرير.
لارا بشرود : اللي بعمله ده صح ولا غلط يا ربي بس انا معنديش عيلة و هكون مبسوطة لو اتعرف قاتل المسكين ده.
اغمضت عيناها ببطئ وهي تشعر بالتعب يسري في جسدها…..فجأة بدأت تشم رائحة غريبة و سرعان ما بدأت تسعل بقوة فتحت عيناها و شهقت بصدمة عندما وجدت الدخان يتسلل من اسفل باب الغرفة !!
نهضت و فتحت الباب وصرخت بقوة عندما وجدت المنزل يحترق!!!
لارا بصراخ : آااااية !!
نظرت حولها وجدت كل شيئ يحترق الشبابيك و الابواب كل جزء من الفيلا!!!
بدأت تشعر بالاختناق فنزلت دموعها بغزارة تذكرت ان رقم ادهم معها فأسرعت للهاتف و طلبت رقمه بصعوبة فهي تكاد تتنفس…..رن رن ثم فتح الخط ووصل صوته الرجولي اليها : نعم مين معايا.
لارا ببكاء و اختناق : ادهم……ادهم الحقني البيت بيولع وهموت!!!
وقفنا البارت فحريق بيت لارا و اتصالها على ادهم ياترى هينقذها؟؟
_________________
كان ادهم في مكتبه عندما رن هاتفه برقم غريب لم يكترث للاتصال لكنه بقي يرن و يرن حتى فتح الخط.
ادهم بجدية : نعم.
وصله صوتها المتعب : ادهم…..ادهم الحقني البيت بيولع و هموت!!
انتفض واقفا بصدمة وقال : لارا اهدي ومتخافيش انا جاي حالا.
لارا ببكاء : بسرعة الله يخليك انا بختنق ومش قادرة اتنفس.
ادهم : انا جاي حالا !!!…..اخذ المفاتيح وركض خارجا ركب سيارته و انطلق بها بسرعة فائقة اتصل بطارق و صرخ : طارق بيت لارا ولع اتصل بالاطفاء وتعالا بسرعة.
اغلق الخط و زاد من السرعة وهو يدعو ان لا يصيبها مكروه!!!
بعد مدة وصل للفيلا وجد كل جزء منها يحترق و النيران نشرت الضوء في الشارع بأكمله حتى ظن ان الليل انتهى!!!!
ادهم بهمس : لا انا مش هسمح تنأذي يا لارا.
ركض نحو الباب لكن لم يستطع فتحه ركله بقوة ليسقط فاندلعت النيران للخارج بقوة……..
زمجر بغضب وهو يشتم ثم لمح الشباك في الطابق الثاني مفتوح تسلق بخفة للاعلى و السنة النار تلسعه لكنه لم يهتم بل قلقه ازداد عليها ترى مالذي يحدث لها الان؟؟!!
اخيرا وصل للشباب نظر منه وجد لارا جالسة على الارض تحاول التنفس فصرخ : لاااااراااااا.
رفعت لارا عيناها بتعب وجدته يدخل و يركض لها فنزلت دموعها بخوف وهي ترى كل ما في الغرفة يشتعل!!!
وصل اليها ادهم وحملها بسرعة فهمست : آية.
ادهم بخفوت : مستحيل تكون لسا عايشة.
اغمضت عيناها بتعب وهي تكاد تفقد وعيها ركض بها و خرج بسرعة قفز للاسفل بخفة و بمجرد ان ابتعد قليلا حتى انفجرت الفيلا فصرخت لارا بفزع وهي ترتجف.
ادهم بصراخ : لارا اهدي مفيش حاجة.
ذهب لسيارته التي ركنها بعيدا و ادهل لارا ثم ركب و انطلق بها بأقصة سرعة للمشفى.
________________
بعد مرور ساعات.
كان ادهم يقف امام غرفتها لمح طارق يقترب منه و وجهه لا يبشر بالخير وقف امامه فتمتم ادهم بجدية : ايه الاخبار عرفتو مين عمل كده.
مسح طارق على شعره بتعب واردف : الفيلا كلها ولعت و للاسف ملحقوش يطفوها لقينا جثة البنت اللي كانت مع الدكتورة محروقة و لحد دلوقتي معرفناش مين اللي عمل كده.
ادهم بحدة : بس انا كنت حاطط حراس قصاد الفيلا بتاعتها مخدوش بالهم من الحريق ازاي.
طارق باستغراب : وانا كمان مستغرب احنا اصلا مبقيناش حد فيهم و…….
توقف فجأة ونظر ل ادهم بصدمة و اردف بتساؤل : معقول يكونو هوما اللي عملو كده !!!
اغمض ادهم عيناه و هو يشعر بالدماء تغلي في عروقه من الانفعال وهمس بحقد : الكلب عرف يلعبها كويس كنت شاكك انه حاطط جواسيس فكل مكان و دلوقتي اتأكدت….مينفعش نثق فحد يا طارق.
طارق : بس انت اصلا مبتوثقش فحد من اللي شغالين معانا……المهم الدكتورة ازيها.
ادهم بجفاء : و بتسأل عليها ليه حضرتك.
عقد حاجباه بتعجب و هتف : مالك يا ادهم بتتصرف كأنها مراتك و بتغير عليها.
ادهم ببرود : لا يا روح مامتك احنا فالشغل و ملوش لزوم تسأل عليها.
ضحك طارق عليه و كاد يتكلم لكن الدكتورة خرجت من الغرفة واقتربت منهما.
ادهم : البنت عاملة ايه دلوقتي.
الدكتورة : حالتها بقت كويسة بس في شوية حروق خفيفة ف ايديها غير كده هي تمام حاليا هي لازملها راحة الحمد لله على سلامتها.
اومأ ادهم و ذهبت فتح الباب ببطئ و اطل منه وجدها نائمة كالملاك على السرير……اقترب منها بخطوات هادئة وهو يتفرس في ملامحها عيناها المغمضتان بتعب و بعد الجروح الخفيفة على وجهها و شعرها الذهبي الطويل متناثر على السرير……لا يدري لماذا تضايق لان شعرها مكشوف و يستطيع اي شخص رؤيته لكن لم يعجبه الامر!!!
افاق من شروده على صوت انينها الضعيف فتحت عيناها ببطئ وعندما وجدته امامها انتفضت بخوف وهي تتذكر الحريق.
ادهم بنبرة هادئة : اهدي شويا انتي كويسة.
لارا ببكاء شديد : انا كنت بموت…..كنت خايفة اوي خايفة اوي.
طالعها ادهم بنظرة غامضة ثم جلس على الاريكة بجانبها صمتت لارا فجأة و نظرت له.
لارا بترقب : آية…فين.
اخذ ادهم نفسا عميقا : ملحقناش ننقذها و للاسف حصل انفجار بالفيلا وهي ماتت.
شهقت بقوة و صرخت : لاااااا مستحيل مستحيل اهئ اهئ.
وضعت يديها على وجهها و انفجرت في البكاء بقوة……نهض ادهم واقترب منها وقف امامها وحمحم بهدوء : الموت حق علينا وكلنا هنموت بالاخير.
لارا بهمس وهي مازالت تنتفض : ربنا يرحمها….ثم تابعت بصوت مخنوق : بس انا مبقاليش حد انا بقيت وحيدة بالبلد ده آية كانت صاحبتي وهي دلوقتي راحت و انا فضلت لوحدي تاني.
تنهد بقوة وهو يطالعها بقليل من الشفقة ثم خرج بدون اي كلمة.
_________________
في الخارج.
طارق : ادهم الدكتورة فخطر مستمر ولازم نحميها انت شوفت انهم حاولو يموتوها واكيد مش هيستسلمو وهيحاولو تاني.
ادهم بهدوء : ده لو فضلت عايشة.
طارق بصدمة : افندم !!!
نظر له ادهم بهدوء : احنا الوحيدين اللي بنعرف انها لسا عايشة و لازم الكل يفكر انها ماتت علشان حتى لو نفدت من الحريق بس مستحيل تنفد من الانفجار فانت هتنشر خبر موتها و مش عايز جنس مخلوق يعرف الحقيقة.
طارق : امرك…..بس هي هتقعد فين اقصد يعني مينفعش تفضل لوحدها.
مسح على وجهه وهو يستغفر بضيق ثم غمغم بهدوء : انا عارف هاخدها فين.
_________________
– عايز تجيبها هنا؟!
قالتها زينب باستغراب وهي تنظر له فتمتم بهدوء : اه هجيبها تقعد معاكم لان محدش هيتوقع انها هنا ده غير انهم فاكرينها ميتة.
زينب بهدوء : بس انت بتعمل كده ليه يا ادهم عايز ايه من الجماعة ديه مش كفاية انهم اخدو ابوك مني زمان مش عايزاك تتأذى يابني انا مليش غيرك بعد باباك ربنا يرحمه.
اشتعلت عيونه باللون الاحمر الدامي و تسارعت وتيرة تنفسه من الغضب قبض على فكه و همس : انا مش هرتاح غير لما الاقيه يا امي ووقتها مش هرحمه ابدا.
مسحت على شعره الكثيف واردفت بدموع : كأني شايفة ابوك قدامي نفس العيون ونفس القوة و العصبية كل حاجة فيكم متشابهة ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
امسك ادهم رأسها وقبل جبينها وهمس : و يخليكي لينا يا ست الكل.
ابتسمت ثم استدركت شيئا فقالت : انت هتجيبها امتى.
ادهم بهدوء : بكره….بس البنت ديه بتعمل مشاكل يعني ممكن تعذبك شويا.
زينب بضحكة : انت جيبها و متشلش هم.
ابتسم بجانبية و خرج فتمتمت : واخيرا هشوف البنت ديه.
_________________
في مكان اخر.
نطق بنبرة مخيفة : انت متأكد انها ماتت يا نظال.
نظال بخوف : ايوة يا باشا متأكد و كده الشاهد الوحيد خلصنا منه.
قهقه بقوة واردف : كويس جدا و خود بالك تاني مرة مش عايز مشاكل مفهوم.
نظال : امرك يا باشا…..عن اذنك.
خرج و تركه يفكر في هذه الفتاة ثم تمتم : لارا الاسيوطي…..مش غريب عليا الاسم ده.
_________________
في المستشفى.
كانت لارا تتحدث في الهاتف.
لارا بابتسامة : و انتي كمان وحشاني اوي يا جاكي.
جاكلين : ارجعي بقى يا لورا زهقت وانا لوحدي.
لارا : لسا مش هرجع حاليا بعد فترة كده.
جاكلين : انتي كويسة في مشاكل حصلت معاكي.
لارا بكذب : لا خالص مفيش حاجة انا ميه ميه اهو.
جاكلين بضحكة : ماشي و هبقى ارن على آية كمان.
لارا بسرعة : لالا.
جاكلين باستغراب : قصدك ايه؟!
حاولت حبس دموعها و تمتمت بصوت مخنوق : احم اصل انا رفدتها.
جاكلين بدهشة : ليه؟؟
اغمضت عيناها ووضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها وقالت بهدوء : انا عايزة افضل لوحدي ومش محتاجة لحد.
جاكلين : لارا انا مش فاهمة…….
قاطعتها لارا : هبقى اكلمك بوقت تاني انا تعبانة جدا وعايزة .
جاكلين باستغراب : براحتك تصبحي على خير.
اغلقت الخط و بدأت تبكي على الحالة التي وصلت اليها كانت حياتها طبيعية خالية من المشاكل كيف تورطت في هذه الجرائم بين ليلة وضحاها!!!
سمعت طرق الباب فمسحت دموعها بسرعة و اذنت بالدخول.
دلف طارق بابتسامة : الحمد لله على سلامتك يا دكتورة.
لارا بابتسامة بسيطة : الله يسلمك.
طارق : انتي كويسة.
لارا : اتخرمشت شويا بس جت سليمة الحمد لله.
ضحك طارق على كلامها و هي معه وفجأة سمعا صوته الصارم : في حاجة بتضحك.
صمت طارق بسرعة و نظر هو ويارا لمصدر الصوت وجدوا ادهم يضع يده في جيب بنطاله و ينظر لهما بحدة.
طارق بتوتر : احم اهلا يا ادهم يا حبيبي ازيك.
اقترب منه ووضع يده على كتفه و اردف : كويس جدا……ثم تابع بحدة : وقف ضحك و اقصر ف الكلام و دلوقتي زي الشاطر تطلع من الاوضة عايز اقولها كلمتين.
لارا بهمس : جلاد.
طارق : عن اذنك….اقترب منه وهمس ب اذنه : براحة عليها يا ادهم البنت بتترعب منك….ثم خرج.
اقترب ادهم من لارا و تمتم : احم….انتي كويسه.
لارا : الحمد لله.
ادهم : بصي يا دكتورة انتي عارفة ان بيتك احترق.
لارا : اه.
ادهم : لو عايزة ترحعي ع بلدك و تخلصي من القصة ديه ف انا مش همنعك انتي حرة.
نظرت له بسرعة : لا يا حضرة الضابط انا قلت كلمة ومش هتراجع عنها ابدا…..بس البيت اتحرق ف انا هنزل بفندق.
ادهم بنبرة جادة : انتي دلوقتي تحت حمايتي يا انسة و مستحيل اسمحلك تقعدي بفندق….انتي هتفضلي ف بيتي.
شهقت لارا بصدمة : بيتك!!! انت بجد مفكرني هقعد فبيتك بجد مفكر اني سهلة للدرجة ديه.
ادهم بحدة : اسكتي واسمعيني امي و اختي هيكونو معانا يعني مش لوحدنا انا مش بلعب بس الناس اللي حاولو يقتلوكي هيحاولو تاني ولو عايزة تموتي براحتك مليش دعوة بيكي.
استدار وكاد يذهب لكنها قالت بسرعة : خلاص هقعد معاك موافقة.
ابتسم بتهكم ونظر لها وجدها تطالعه بتوتر : هنروح امتى.
ادهم بهدوء تام : بكره الصبح.
_________________
في اليوم التالي.
رن جرس الباب فركضت حياة له فتحت الباب و ابتسمت عندما رأت لارا و ادهم.
حياة بابتسامة : اهلا اهلا اتفضلو.
دلف ادهم و قال بهدوء : انتي هتفضلي هنا حياة وريلها اوضتها انا طالع.
تمتمت لارا بغيظ : قليل زوق.
صعد ادهم لغرفته و اتت زينب وعندما رأتها ابتسمت : بسم الله ماشاءالله زي القمر ربنا يبارك فيكي.
ابتسمت لارا بخجل فاقتربت منها زينب و احتضنتها.
ععجبت لارا لكنها شعرت بدفئ غريب فبادلتها الحضن و ادمعت عيناها.
ابتعدت عنها بعد دقائق و عندما رأتها زينب تبكي سألتها بقلق : بتعيطي ليه يا حبيبتي.
لارا بابتسامة حزن : مفيش بس حضنك فكرني بماما ربنا يرحمها انا مش فاكراها كويس بس متأكدة انها لو كانت عايشة هيكون حضنها دافي زي حضنك.
زينب بتأثر : ربنا يرحمها بصي اعتبريني زي ماما و انا هعاملك زي بنتي بالضبط ماشي.
حياة بمرح : الله الله يا ماما نسيتي بنتك حبيبتك بسرعة اخص عليكي.
ضحكت لارا وزينب وجلسن في الصالون.
لارا : بس القصر حلو جدا انا مكنتش متوقعاه بالفخامة ديه.
حياة : واوضتك احلى انا جهزتهالك ب احسن طريقة.
زينب : يلا تعالي علشان ترتاحي.
اومأت لارا و ذهبت لغرفتها دلفت اليها و انبهرت اكثر بجمالها……استحمت ولفت المنشفة حول جسدها وخرجت وجدت حياة واقفة تنتظرها.
حياة بابتسامة : حمام الهنا…..ابيه ادهم قالي ان معندكيش هدوم حاليا.
لارا : اه كلهم احترقو بس هنزل اشتري هدوم تانية.
حياة بضحكة : اه بس دلوقتي لازم تلبسي مينفعش تفضلي بالفوطة كده عيب في ولد عزابي معانا.
ابتسمت لارا فقالت حياة : انا بهزر ع فكرة بصي انا جبتلك هدوم من عندي يارب يعجبوكي.
لارا : ميرسي جدا تعبتك معايا.
ابتسمت حياة و خرجت فارتدت لارا الملابس تيشرت ثلث كم باللون الاسود و بنطال احمر لا ينطبق على قدميها لكنه يرسمها بشكل جميل.
جففت شعرها و استلقت على السرير و ذهبت في نوم عميق….
_________________
في المساء.
حضرت فريدة وجميلة للقصر جلستا مع زينب وحياة يتبادلن الحديث.
خرجت لارا من غرفتها و سمعت ضجة في الصالون فذهبت اليهم وقالت بابتسامة : مساء الخير.
زينب : مساء النور تعالي اقعدي يا حبيبتي.
نظرت لها جميلة بتعجب و فريدة تدقق النظر اليها ثم سرعان ما نهضت وقالت بغضب : ديه انتي!!!
لارا : انتي!!
حياة باستغراب : انتو تعرفو بعض ؟!!
فريدة بعصبية : ديه نفس البنت اللي كانت هتخبطني بالعربية من اسبوعين ديه واحدة قليلة الادب ومش مترباية بتعمل ايه عندكو.
لارا : لو سمحتي يا طنط انا مش هسمحلك تتكلمي عن تربيتي واذا ع اليوم اياه ف انا اعتذرت منك و برضو فضلتي تتكلمي بطريقة وحشة معايا.
زينب : طب خلاص اهدو شويا موقف عادي و خلص.
فريدة بسخرية : ما انا قولتلك بنت قليلة ادب بصيلها بتكلمني ازاي.
لارا بحدة : والله انا لازم اسكت و انتي تنزلي فيا اهانات صح.
كادت فريدة تتكلم لكن قاطعتها زينب : خلاص بقى يا جماعة كده منفعش.
فريدة : مين البنت ديه يا زينب جايباها من الشارع.
حياة بغضب : احترمي نفسك يا مرات عمي ديه بتكون خطيبة اخويا……!!!!
وقفنا البارت ف خناق فريدة ولارا و قول حياة انها مرات اخوها ايه اللي هيحصل و ادهم هيعمل ايييه.
________________
حياة بغضب : احترمي نفسك يا مرات عمي ديه بتكون خطيبة اخويا!!!
نظرت لها لارا و زينب بدهشة و تمتمت فريدة بصدمة كبيرة : خطيبة ادهم!!
جميلة : يعني ادهم خطب؟!
جاءهم صوت من الخلف : لا طبعا.
نظروا له وججدوه ادهم يضع يده في جيب بنطاله و يقترب منهم رمق حياة بنظرة حارقة فتوترت و اخفضت بصرها.
وقف ادهم امامهم و اردف بهدوء : لارا بتكون بنت قريبة امي و هتقعد معانا فترة.
فريدة : بس حياة قالت انها…..
قاطعها ادهم : كانت بتهزر…..انتو عارفينها بتحب الهزار كتير.
نظرت زينب لحياة بعتاب و قالت بابتسامة : خلاص حصل خير.
فريدة بضيق : بس البنت ديه غلطت فيا و لازم تعتذر.
نظرت لارا ل ادهم فجز على اسنانه وهتف ببرود فضيع : الموقف كان من اسبوعين و هي اتعاقبت اصلا ف الاحسن دلوقتي تنسو اللي فات علشان انا مبقبلش التصرفات ديه ف بيتي.
جميلة بغيظ : انت واقف ضد عيلتك علشان قليلة الادب ديه.
لارا : انتي قليلة الادب مش انا و بعدين انتي بتعرفيني علشان تحللي تربيتي يا….
قاطعها ادهم بنظرة حارقة منه فنظرت للجهة الاخرى بغيظ.
توتر الجو بشدة فحمحمت زينب : فريدة خلاص بقى تعالي اقعدي.
فريدة بغرور : لا مش عايزة اصل انا اتخنقت من القعدة هنا.
قبض على يده بعنف حتى برزت عروقه اقترب منها لكن زينب امسكت ذراعه ليهدأ.
فريدة بتوتر من ملامح ادهم : اقصد يعني الوقت تأخر جدا ولازم نروح تعالي يا جميلة يلا مع السلامة.
خرجت فريدة و خلفها ابنتها اتجه ادهم لغرفته وهو يقول : تعالي يا حياة.
لارا بهمس وهي تقلده : تعالي يا حياة…جلاد.
ذهبت حياة خلفه ودلفا للغرفة نظر لها بهدوء تام : مستني توضحيلي ايه اللي سمعته من شويا.
حياة وهي تفرك يداها بتوتر : ابيه ادهم طنط فريدة كانت نازلة فيها اهانات و قالت ان لارا جاية من الشارع وانا علشان اسكتها قولتلها هي بتبقى خطيبتك.
ادهم بحدة : وملقتيش غير الكلام ده يعني هو انا ايه اللي هيربطني بيها انتي عارفة كويس هي موجودة ليه.
اقتربت منه بحرج و لفت يدها حول خصره واحتضنته : اسفة يا ادهم مكنش قصدي اضايقك بس…..
اخذ نفسا عميقا ثم بادلها الحضن : عارف يا حياة بس اوعى تعملي كده تاني اتفقنا.
اومأت حياة و ابتعدت عنه ثم قالت : بس انت ليه رايك ف لارا.
ادهم ببرود : قصدك ايه.
حياة : يعني بالشكل و التصرفات و…..
قاطعها ادهم : زيها زي اي واحدة و ده اللي ف دماغك تنسيه نهائي ان لا يمكن اعجب ببنت و خاصة واحدة متحررة و عديمة المسؤولية زيها بنت زي لارا لو ارتبطت بعيلتنا هتبقى فضيحة و…..
توقف عن الكلام عندما رأى لارا تقف امام باب الغرفة و تنظر له بدموع انكسار و سرعان ما ركضت عندما رأت انه لاحظ وجودها.
حياة بحزن : ليه كده يا ادهم.
لم يكترث ادهم لها و دلف لحمام غرفته فتنهدت حياة بيأس و رحلت.
_________________
عندما دلف ادهم وحياة للغرفة قلقت لارا من ان يوبخهها بسببها ف اتجهت للغرفة وكان الباب مفتوح فسمعت حوارهما و ابتسمت بحزن عندما احتضنها…..هي لم تجرب حضنا اخويا كهذا من قبل كم تتمنى تجريبه!!!
اختفت ابتسامتها عندما سمعت كلام ادهم عنها و نزلت دموعها بحزن هل فعلا يعتقد انها تسبب العار للذي سترتبط به هل هي سيئة لهذه الدرجة!!!
نظر لها ادهم فجأة فرمقته بنظرة انكسار و غادرت غرفته ركضت لغرفتها و دلفت وهي تشهق ببكاء.
مر بعض الوقت وطرق باب غرفتها فاستلقت على فراشها و ادعت النوم….
دلفت حياة و رأتها نائمة لكن آثار الدموع على وجنتيها شعرت بالحزن اتجاهها ثم خرجت من الغرفة.
فتحت لارا عيناها وتمتمت : ازاي تكون واحدة كيوت زي حياة اخت الجلاد ده.
_________________
بعد منتصف الليل.
استيقظت لارا وهي تشعر بالجوع الشديد فهي لم تأكل شيئا منذ ساعات طويلة…..نهضت من الفراش وخرجت دلفت للمطبخ ووجدت عدة مأكولات على الطاولة.
لارا بشهية : الله الله اكل من غير ما اتعب.
جلست على الطاولة و بدأت تأكل بشراهة كبيرة…..بحثت بعينيها عن الماء لكنها لم تجد فسمعت صوته الهادئ : لو عايزة مية قومي و دوري ف التلاجة.
شهقت لارا و نظرت له بصدمة كان يقف امام الباب و ينظر لها بابتسامة جانبية ( شكله زي اللي ف الصورة اللي نزلتها ).
بدأت تسعل بقوة فمط شفتيه بسخرية و احضر لها الماء لتشربه بسرعة.
وضعت الكأس و قالت : حرام عليك ع الاقل تعمل صوت لما تدخل مش كده.
ادهم ببرود : وهو في حد عاقل ياكل زي المفاجيع كده.
لارا بتذمر : كنت جوعانة جدا…..بس انت بتعمل ايه هنا بتراقبني.
اقترب منها فتراجعت خطوتين للخلف وقف امامها و تمتم : المفروض الاكل ده كان ليا يا دكتورة (احييييه ايه الكسفة ديه)
شهقت لارا ووضعت يداها على فمها بصدمة : بجد !! انا اسفة مكنتش اعرف و الصراحة كنت جوعانة اوي و الاكل طيب بدرجة فضيعة.
ابعد نظره عنها بسخرية ف اردفت : اا بص كان نفسي اقولك اقعد بس الاكل خلص ف انا هعملك اكل تاني.
ادهم بهدوء : مفيش داعي يا…….دكتورة.
استدار ليذهب لكنها قالت : سيادة الضابط ارجوك مش هيهون عليا تفضل جوعان بسببي بليييز.
تنهد وهو يستغفر بسخط ثم جلس على الكرسي ونظر لها.
لارا بحماس : هعملك معكرونة بالبيشاميل 10 دقايق وتكون جاهزة.
لم يتكلم ادهم و عبث بهاتفه فاستدارت لتكمل عملها و بعد دقائق وضعت امامه الطبق و الشوكة و تمتمت : قولي ايه رايك.
اخذ الشوكة منها وبلع اول لقمة ثم نهض و اخذ الطبق معه.
لارا بلهفة : عجبتك؟
ادهم بعدم اكتراث : مش بطال….ثم ذهب.
همست لارا بغيظ : بارد…جلاد!!
_________________في صباح اليوم التالي.
استيقظ ادهم و دلف للحمام استحم وخرج ارتدى ملابسه وخرج وجد لارا و حياة على طاولة الافطار و عندما رأته حياة قالت بابتسامة : صباح الخير.
ادهم : …..امي فين.
حياة : ف اوضتها…..اقعد علشان تفطر.
ادهم : لا.
نظرت له لارا وقالت بضحكة : اقعد متتكسفش البيت بيتك كمان.
حمحمت حياة وهي تحاول كتم ضحكتها فهمس ادهم : استغفر الله العظيم.
نهضت حياة و ءهبت وهي تقول : هروح اطمن على ماما.
نظرت له لارا بابتسامة : مش هتقعد.
زفر و اتجه للباب ليخرج فنادته وهي تركض خلفه : سيادة الضابط.
وقفت امامه وقالت : ممكن انزل ع المول النهارده انا طلبت من حياة بس قالتلي لازم اخد الاذن منك.
ادهم بحدة : مفيش مول و مفيش طلوع حاليا.
لارا : بس….
قاطعها بحدة اكبر : مفيش بس وحسك عينك تعملي اللي بدماغك و اختي تتعلم منك فاهمة.
لارا : ازاي يعني تبقى زيي انت تقصد ايه.
لم يجب ادهم و خرج فضربت بقدمها الارض و نفخت خديها بتذمر : اووووف.
_________________
في مكان اخر.
قذف كأس الخمر من يده و صرخ بغضب شديد : عايشة !!! البنت عايشة ازاي مش هي ماتت بالانفجار.
نظال بخوف : يا باشا احنا فكرنا انها ماتت بس الجواسيس اللي حاطينهم شافو العقيد ادهم داخل ع القصر مع بنت بنفس مواصفات البنت اللي كنا عايزين نموتها…… بس انا مش فاهم ازاي ادهم بيكون غبي للدرجة ديه و مبياخدش باله من الجواسيس.
تمتم الاخر بغموض : لا هو مش غبي هو ذكي جدا وواخد باله كويس من الحواسيس اللي حطيتهم و عارف كمان اني هكشف حقيقة ان البنت لسا عايشة…..هو ناوي على ايه و قصده ايه من اللي بيعمله.
نظر له نظال بحيرة و بدأ يفكر هو الاخر…
_________________
في المساء.
عاد ادهم للقصر وجد لارا و زينب و حياة في الصالون و يضحكون بشدة.
جلس ادهم بجانبهم و بدأ يعبث بهاتفه و استمع لحوارهم.
حياة : انا زهقت من قعدت البيت طول اليوم عايزة نفرفش شويا.
لارا بملل : وانا كمان اول مرة افضل فترة كويسة بالبيت من غير ما اطلع……ثم نظرت ل ادهم : منه لله اللي كان السبب.
زينب بابتسامة : فرح واحدة قرايبتنا قريب و هنروح وتغيرو جو.
حياة : لا مش مهتمة ب افراح الناس بس ب فرح اخويا ههيص بقى.
قهقهت لارا وهي تقول : ومين قليلة الحط اللي هيتجوزها اخوكي يا حبيبتي.
ضحكت حياة بينما نظر لها ادهم بحدة فحمحمت وتابعت : سيادة الضابط ممكن اسألك سؤال هو انت ليه مبتضحكش زينا يعني تهزر وتلعب كده مش شرط تكون دراكولا.
ابتسمت حياة و زينب بينما لم يعرها ادهم اهتماما فقالت : يعني اراهنك مبتعرفش تضحك ازاي امممم مين الغلبانة اللي هتبقى مراتك ربنا يكون فعونها والله.
نهض ادهم فجأة فنهضت لارا وزينب وحياة اخرج مسدسه و وجهه نحوها!!!
انتفضت زينب وحياة بينما ابتسمت لارا بتوتر : انت بتهزر صح عارفة انك مش هتعملها.
ادهم بهدوء : لا يا روح خالتك بعملها والله.
بلعت ريقها بتوتر و نظرت ل حياة فتراجعت نظرت لزينب وجدتها تجلس على الاريكة مجددا!!
تمتمت لارا بخوف : و المفروض اعمل ايه دلوقتي.
ادهم ببرود : دلوقتي زي الشطورة تغوري من وشي و اوعى اشوف وشك قدامي والا…. .
ضغط على الزناد فشهقت و ركضت لغرفتها بسرعة فائقة!!
زينب بعتاب : ليه كده يا ادهم بتخوفها ليه.
حياة : اه والله البنت كيوت و مسكينة خالص.
ادهم : مسكينة!! البت ديه مش مسكينة و لا زفت كيوت ديه واحدة……
زفر بقوة و صعد لغرفته وهو يستغفر بحنق!!!
_________________
بعد مرور ساعات.
كانت لارا تسمع الاغنية المسجلة وهي تبتسم خرجت من الغرفة و مشت في القصر و فجأة سمعت صراخ ادهم!!!
اقتربت من غرفته وجدت الباب مفتوحا وكان يتحدث في الهاتف.
ادهم بغضب : انت بتهزر يا طارق مش لاقيين طرف خيط واحد يوصلكم ليه……خلاص اقفل هنتكلم بكره.
اغلق الخط و استدار وجدها تنظر له فقال بهدوء : في ايه وجاية هنا ليه.
اقتربت منه لارا و اردفت : انا سمعتك بتزعق فقولت اجي و اشوف في ايه.
ادهم بغضب مكتوم : مفيش اطلعي.
لارا بضحكة : لو عايز احكيلي وهترتاح.
قبض على يده بقوة و اعطاها ظهره مجددا : قلت اطلعي يا بنت ومتعصبنيش اكتر.
لارا : بص اسمع الاغنية اللي بسمعها و هترتاح صد……
قطعت كلامها فجأة عندما استدار و امسك المسجلة و رماها على الحائط بقوة لتسقط متهشمة !!!
شهقت لارا بصدمة و انخفضت للارض وهي تنظر للمكسور امامها !!
نظر لها ادهم بهدوء فقالت ببكاء وهي تحاول تجميع القطع : ليه كده حرام عليك ليه.
ادهم بقسوة : ده اللي بتستاهليه كل حاجة بالنسبالك هزار و غباء واحد متنرفز انتي جاياله و بتقوليله اسمع الاغنية ديه غبية…….اطلعي من اوضتي بسرعة!!!
لم تتكلم لارا وتابعت بكائها و حاولت اصلاحها لكن لم تستطع…..
زفر ادهم و اتجه للباب لكي يخرج لكنها تكلمت فجأة بنبرة مختنقة من البكاء : ديه كانت اغنية ماما و الذكرى الوحيدة اللي فضلتلي منها… !!!
وقفنا البارت ف لما ادهم كسر الكاسيت بتاع لارا وعياطها لانها الذكرى الوحيدة من مامتها ياترى ادهم هيكون موقفه ايه؟؟ قراءة ممتعة
_________________
نظر لها ادهم وجدها تجلس على الارض تبكي بحسرة و هي تحاول تصليحها دون جدوى فضغط على شعره بشدة وتمتم : انا…..انا مكنتش اعرف انها مهمة بالنسبالك للدرجة ديه وكنت…..
صمت فنهضت ونظرت له ببكاء حارق : انا كنت عايزة تسمع الاغنية وتهدى علشان انا كمان برتاح لما اسمعها بس انت دمرت كل حاجة فثواني و ذكرى ماما راحت خلاص…..انت ظالم!!!
ركضت من امامه و ذهبت لغرفتها فضرب بقبضته على الحائط بعنف وهو يزفر في سخط.
رفع رأسه وجد والدته تقف امام باب الغرفة تنظر له بغضب شديد فقال : انا مكنتش عارف……
قاطعته زينب : مش عايزة اسمع حاجة عملت مع البنت المسكينة كده ليه يا ادهم…..انا بجد مصدومة انت بقيت تستمتع بوجع التانيين يا خسارة.
خرجت من غرفته دون اي كلمة اضافية فزمجر بغضب و نظر للمسجلة حمل القطع المكسورة وجلس على السرير……
_________________
عندما دلفت لارا لغرفتها انهارت باكية وجلست على الارض امام الباب و قالت من بين شهقاتها : انا اسفة يا ماما معرفتش احافظ على ذكراكي…..كله بسببك يا جلاد انا بكرهك بكرهك بكرهك!!!
نهضت وجلست على سريرها وتابعت بكائها حتى غفت من شدة التعب….
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظ ادهم ونهض استحم وجهز نفسه وخرج وجد زينب وحياة على طاولة الافكار فقط…….لف بعينيه يبحث عنها فقالت زينب بهدوء : هي مش راضية تطلع من اوضتها…..حياة روحي و اطمني عليها و قوليلها تجي وتاكل.
نهضت حياة و ذهبت فجلس ادهم على الطاولة و قبل ان تتفوه زينب بحرف تمتم بهدوء : من الاخر يا امي البنتوديه مليش دعوة بيها تاكل ولا متاكلش براحتها مش هجبرها على حاجة….يلا عن اذنك.
و في ثواني كان قد نهض و خرج من القصر!!
زينب : لله الامر من قبل ومن بعد هتجنن من العيال ديه.
________________
خرجت لارا من غرفتها بعد خروجه مباشرة جلست بجانب زينب و وجهها عابس.
حياة : لارا انا عارفة اللي حصل المبارح متزعليش من ابيه ادهم بس كان متنرفز.
وضعت لارا الشوكة وهتفت بحنق : لا هو طول الوقت متنرفز و بيزعقلي حتى انه لما شافني اول مرة حطني ف الحبس طول الليل.
زينب وحياة بصدمة : نعم!!
قصت عليهم لارا ما حدث وعندما انتهت قالت : اخوكي ده جلاد بكل معنى الكلمة ومبيرحمش حد خالص.
زينب بضحكة استغراب : يعني انتي اللي اتخانق معاها و فضلت محبوسة طول الليل؟!
لارا بطريقة مسرحية : اه انا يا عيني عليكي يا لارا يا صغيرة ع الهم يا لوزة.
قهقهت حياة و زينب عليها و تابعن تناول الطعام……
_________________
في الداخلية.
دلف ادهم بقوة ووقار كعادته ضرب له الجميع تعظيم سلام و دلف لمكتبه نادى على مصطفى و بعدما حضر.
ادهم بجدية : اطلب طارق يجي عندي بسرعة…يلا اتحرك.
مصطفى برسمية : حاضر سيدي.
فتح ادهم الاب و شغل شرائط كاميرات المراقبة وابتسم بخبث عندما لاحظ ان هناك عدة رجال يراقبون القصر.
دلف طارق وجلس بهدوء : في ايه يا ادهم وايه سر الابتسامة الشريرة ديه انا مش مطمنلك الصراحة.
نظر له ادهم و لف الاب له عقد طارق حاجباه ثم سرعان ما فتح عيناه باتساع مما يرى.
طارق بصدمة : دول اكيد عرفو ان الدكتورة لسا عايشة يا ادهم و بيراقبوك دلوقتي بس انت بتبسم ليه المفروض تتعصب…..ثم استدرك شيئا وقال بحسابية : ثواني كده انت عارف انهم بيراقبوك و ده اللي انت عايزه صح ؟!
ارخى ادهم جسده على الكرسي وهو يبتسم بجانبية فتابع طارق بصدمة : انت خليت الدكتورة تبقى طعم علشان تعرف توصله انت اتجننت كده حياتها هتكون ف خطر !!!. اه خلاص فهمت انت اخدتها ع بيتك علشان تستغلها لمصالحك الشخصية و قصة الشهادة كانت مجرد حجة انت كنت عارف انهم هيحاولو يقتلوها تاني و علشان تستدرجهم استغليتها!!!
ادهم بهدوء : ايه ده انت بتشغل دماغك اهه.
طارق بغضب : انت كده اتجننت رسمي يا ادهم معقول هي مش بتهمك للدرجة ديه!!
ادهم بحدة : لو خلصت مواعظك خليني اعرف اتكلم المطلوب منك تخلي عينك على الجواسيس دول وكده هنكسب وقت اكتر.
طارق : انا لا يمكن اعمل…..
قاطعه بحدة اكبر : ضابط طارق احنا دلوقتي مش صحاب و بما اني اعلى رتبة منك انت مضطر تنفذ كل اوامري واضح!!
نظر له قليلا ثم اردف بسخرية : امرك يا باشا…..عن اذنك.
خرج طارق وصفع الباب خلفه فزفر ادهم في سخط…
_________________
في المساء.
عاد ادهم للقصر وجد لارا جالسة مع حياة وعندما رأته قالت بابتسامة : حمد لله على السلامة….اجهزلك تاكل.
ادهم بهدوء : لا سيبيلي الاكل و انا بعدين ببقى اكل….ثم نظر ل لارا وتابع بسخرية : و يارب محدش ياكله مكاني.
نظرت له لارا بغيظ ثم اشاحت وجهها عنه.
حياة وهي تنهض : حاضر انا هطلع اوضتي دلوقتي.
ذهبت حياة ونهضت لارا ايضا و اتجهت لغرفتها لكنه اوقفها : ثواني.
توقفت ونظرت له فاقترب منها وقال : بخصوص اللي حصل المبارح انا…. اقصد يعني…..
صمت ولم يتكلم فابتسمت بسخرية وكادت تذهب لكنه امسك ذراعها بقسوة.
ادهم من بين اسنانه : لما اتملم معاكي يتقفي و بتسمعيني مفهوم!!
تألمت لارا من قبضته فتمتمت : ممكن تسيبني انت بتوجعني.
ترك يدها فقالت : عايز ايه.
حمحم و فجأة اخرج المسجلة من جيبه وكانت ملفوفة بشرائط ملونة.
ادهم : خديها.
صرخت لارا بصدمة وسعادة و اخذتها منه بسرعة وهي تتفحصها ثم نظرت له وقالت : انت فضلت طول الليل بتصلحها صح؟
ادهم : عرفتي ازاي.
لارا : انا المبارح الفجر صحيت وطلعت من اوضتي فسمعت صوت جاي من اوضتك فعرفت انك بتعمل حاجة بس مكنتش اتوقع انك بتصلحها.
ادهم بتهكم : انتي مش هتبطلي سغل التطفل ده عيب عليكي انتي دكتورة قد الدنيا.
لارا بضحكة : لا مش هبطل.
ابتسم بجانبية ثم تجاوزها و صعد لغرفته بقيت لارا تطالعه بابتسامة ثم تنهدت بسعادة.
كانت زينب تراقبهما بعبوس شديد نظرات ادهم كانت باردة كعادتها لكنها وجدت نظرات لارا بها لمعة من نوع خاص ولو استمر الوضع هكذا سيكون سيئا……سيئا جدا !!!!
_________________
في اليوم التالي.
كان ادهم في الخارج وبقيت لارا مع حياة و زينب.
لارا بملل : ياربي انا زهقت من القعدة هنا والله مينفعش كده خالص.
حياة بمزاح : ههههه متفكريش انك تطلعي ديه اوامر من السلطات العليا يا بنتي.
زينب بابتسامة : اتسلو ب اي حاجة علشان ادهم مستحيل يسمحلكم تطلعو.
لارا بغيظ : هو ليه كده.
حياة : والله احنا متعودين نطلع نتفسح بس من لما حصلت المشكلة معاكي منعنا من الخروج نهائيا.
لارا بداخلها : اه فهمت هو عايز يقهرني ماشي يا سيادة الضابط اما نشوف.
نهضت لارا وقالت : انا مليش دعوة عايزة اطلع.
زينب بحزم : لا يا لارا.
لارا بمحايلة : بليييز يا طنط نص ساعة وهرجع قبل ما الضابط يرجع من شغله.
زينب باستسلام : ماشي بس بسرعة ادهم هيسود عيشتنا لو عرف انك طلعتي.
لارا بسعادة : اشطا هرجع بسرعة.
ذهبت لارا لغرفتها وجهزت نفسها ارتدت تيشرت وردي و بنطال جينز و حذاء رياضي صففت شعرها ذيل حصان و خرجت بسرعة.
حياة بقلق : ليه سيبتيها تطلع يا ماما ادهم هيموتني.
زينب : مليش دعوة بيهم انا زهقت من خناقاتهم سيبيهم يحرقو بعض لو عايزين.
_________________
بعد مرور ساعتين.
عاد ادهم وجد زينب و حياة تجلسان وعلى وجههما علامات القلق فقال : في ايه.
حياة بتوتر : ها….لا مفيش.
زينب بتوتر مماثل : مفيش يا حبيبي اطلع على اوضتك علشان ترتاح.
عقد حاجباه بشك ثم هتف بحدة : انا مش ولد علشان اصدق و بعدين الدكتورة فين.
حياة بكذب : هي نايمة ف….
قاطعتها زينب : هي طلعت….من شويا.
ادهم بغضب : افندم!!! وانتو ازاي تسمحولها تطلع مش انا منبه عليكم.
زينب : يا ادهم هي زهقت من القعدة هنا طول الوقت.
شعر ببراكين الغضب تنفجر بداخله و الدماء تغلي في عروقه ثم صرخ : الناس دول مراقبينها وعايزين يقتلوها وانتو تسيبوها تطلع……هي طلعت امتى.
حياة : من ساعتين.
زفر ادهم ثم ركض للهارج وهو يزمجر بغضب : انتو هتجننوني.
زينب بداخلها : يارب استر.
ركب ادهم سيارته وانطلق بها بسرعة جنونية…..
_________________
كانت لارا تتمشى في الشوارع وهي تفكر…..هي جاءت لهذا البلد كي تبخث عن والدها بعدما وجدت اشياء عند خالتها سعاد تدل على ان والدها لا يزال على قيد الحياة لكن لا تعلم من هو و ما اسمه واين يقيم لا تعلم شيئا و مسألة تلك الجريمة انستها مهمتها و لم تجد وقتا للتفكير به…..
فجأة سمعت صوت سيارة تقترب منها نظرت لها و شهقت بقوة واغمضت عيناها تستعد للموت…….شعرت بيد فولاذية تمسك خصرها و تجذبها لتستقر في حضن دافئ…….مرت دقائق وهي مغمضة عيناها حتى سمعت صوته الغاضب : انتي اتجننتي!!!
فتحت عيناها بسرعة وجدت نفسها مستندة على صدر ادهم و سرعان ما امسك يدها و سحبها خلفه دفعها في سيارته و ركب هو ايضا و انكلق بها بسرعة جنونية.
لارا : انت بتعمل ايه مش من حقك تعمل كده و ازاي اصلا….
قاطعها بغضب وهو يضرب المقود بعنف عدة مرات : انا مش بعمل كده حبا فيكي ولو حصلك حاجة ف كل اللي عايزه هيبوظ فاااااهمة.
انتفضت لارا من صراخه ثم تمتمت : تقصد ايه بكلامك.
لم يتكلم ادهم فقالت بغضب : انا مش لعبة ب ايدك فاهم و على فكرة حتى وانا بموت مستحيل اطلب منك تساعدني.
نظر لها بحدة احرقتها وتابع قيادته وبعد دقائق توقف بعنف فارتدت للامام بقوة.
خرج من السيارة و اخرجها امسكها من ذراعها و دلف للقصر وهي تصرخ : سيبني يا شرير!!!
كانت زينب و حياة تقفان بتوتر و عندما رأوه وهو يسحبها صدمتا بقوة.
ادهم وهو يمسك بها ويصعد في السلالم : مش هتقولي ساعدني ها ماشي هنشوف.
زينب بصوت عالي وهي تلحقه : انت بتعمل ايه يا ادهم.
لارا بخوف : يا طنط ساعديني.
توقف ادهم عند الشرفة المطلة على الصالة نظر لها ثم فجأة حملها و رماها من اعلى الشرفة !!!
صرخت الفتيات بقوة و قبل ان تسقط من الاعلى امسك يدها فأصبحت معلقة في الهواء !!!!!
لارا بصراخ : عااااااااا ساااعدوني.
حياة بخوف : ياربي ابيه ادهم البنت هتوقع.
زينب بحزم : ادهم!!
ادهم بهدوء : كنتي بتقولي ايه من شويا حتى لو هتموتي مش هتطلبي المساعدة.
لارا ببكاء وهي تنظر للاسفل : اسفة ارجوك متسيبنبش هقع واموت.
ابتسم ادهم وتمتم : سلام يا دكتورة….
ثم بلحظة ترك يدها!!!
_________________
وقفنا البارت ف لما ادهم ساب ايد لارا علشان تقع ياترى ايه اللي هيحصل؟؟
_________________
وبلحظة كان قد ترك يدها!!!
صرخت لارا بقوة وقبل ان تهوي للاسفل امسك يدها مرة ثانية و اردف : يلا انا هرحمك المرا ديه.
زينب بخوف : انت عملت ايه و البنت مش بتتكلم ليه.
عقد حاجباه و رفعها للاعلى وجد عيناها مغمضتان فاقدة الوعي فابتسم بمكر وتمتم : هي كويسة متقلقوش بس اغمى عليها من الخوف حملعا و ادخلها لغرفتها وخرج بينما حياة و زينب تحاولان افاقتها.
بعد عدة دقائق فتحت لارا عيناها ببطى ثم سرعان ما صرخت بفزع وهي تهتف : انا لسا عايشة؟
زينب : اهدي ياحبيبتي محصلكيش حاجة.
لارا ببكاء : ده واحد حيوان مش انسان طبيعي كان هيرميني وكنت هموت واطي.
دلف ادهم و قال بحدة : هو مين الحيوان والواطي ده سمعيني كده تاني.
لارا بغضب : جلاد ومعندكش قلب انت مبترحمش حد ابدا كنت هتموتني يا شيخ منك لله.
ادهم بهدوء مستفز : ده كان ولا حاجة قدام اللي كان هيجرالك لو ملحقتكيش.
حياة : ليه هو ايه اللي حصل.
لارا : حتى لو كنت هموت ملكش دعوة بيا يا سيادة الضابط مفهوم.
شهقت زينب و حياة بخوف ف لا احد تجرأ ان يكلم ادهم هكذا!!
اما ادهم فشعر بدمائه تغلي في عروقه و شياطينه تتصاعد اليه نظر لها بحدة مخيفة فأمسكت يد حياة بتوتر!!
اقترب منها بسرعة وملامحه لا تبشر بالخير مطلقا فنهضت زينب بسرعة و اعترضت طريقه امسكت ذراعه وتمتمت : ادهم ديه بنت ميصحش كده.
ادهم بتهديد : ان فكرتي تعلي صوتك عليا تاني قسما برب العزة مش هيكفيني ارميكي لا هعمل حاجات مش هتتخيليها.
خرج وصفع الباب خلفه فانتفضت الفتيات و خرجت زينب ايضا.
حياة : ايه اللي حصل انا مش فاهمة حاجة.
قصت عليها لارا كيف كانت ستتعرض لحادث وكيف ان ادهم انقذها في الوقت المناسب فشهقت حياة بصدمة : ياربي يعني حاولو يموتوكي تاني!! ما انا قولتلك متطلعيش من القصر بس انتي عاندتي.
لارا بحزن : اه كلامك صح……ثم اردفت : بس ده ميديلوش الحق يعمل معايا كده….جلاد !!
حياة بضحكة : احمدي ربك علشان تاني مرة مش هيعديهالك و انا بقولك اهه…..يلا دلوقتي نامي و ارتاحي.
اومأت لارا بابتسامة فقبلت حياة جبينها وخرجت.
استلقت على سريرها وعاد في ذاكرتها ما جرى فتمتمت : ده اكيد بني ادم مش طبيعي……ثم اغمضت عيناها..
_________________
نروح نشوف بركان الغضب برا.
كان ادهم يتحرك ذهابا و ايابا بغضب اقتربت منه زينب واردفت بابتسامة : انت متعصب كده ليه.
ادهم بحنق : الحيوانة ديه مفكرة نفسها ايه لو مكنتش حياتها مهمة بالنسبالي علشان الشغل كنت سبتها تموت.
تنهدت بقلة حيلة و خرجت من غرفته وتركته يفكر فيما حدث…….لسوء الحظ حاولوا قتلها بعيدا عن القصر لذلك لم تلتقطهم كاميرات المراقبة لو كانت بقيت امامه كان سيستطيع رؤية وجوههم….سحقا.
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت لارا وخرجت من غرفتها وجدت فريدة وجميلة جالستان مع زينب.
لارا بابتسامة : صباح الخير.
زينب : يا حبيبتي.
لم تجب فريدة و نظرت لها جميلة بغرور فهمست لارا ل حياة : الناس دول مالهم يبيصولي كده ليه.
حياة بخفوت : سيبك منهم دول ارخم خلق الله اصلا.
لارا : ااااا…..جلست على طاولة الافطار وبعد دقائق جاء ادهم وجلس هو ايضا.
كان الصمت يعم المكان حتى نطقت فريدة : ازيك يا ادهم بقالك زمان مسألتش عننا.
نظر لها ادهم بهدوء ثم تابع تناول طعامه بدون مبالاة.
زينب : احم معلش هو مشغول ف حاجة مهمة.
جميلة بضيق : و البت ديه هي الحاجة المهمة.
نظرت لها لارا وقبل ان تتحدث قاطعها ادهم بحدة : اسمها الدكتورة لارا مش بت يا انسة.
انحرجت جميلة و نظرت لطبقها بينما ابتسمت لارا و نظرت له ب اعجاب !!!
نهض ادهم وقال بهدوء : الحمد لله….مش محتاجة حاجة يا امي.
زينب : سلامتك يا حبيبي.
اومأ ادهم وخرج وبقيت الفتيات.
فريدة بضيق : قوليلي بقى يا دكتورة انتي بتعملي هنا ايه اقصد معندكيش بيت تقعدي فيه ولا اهل.
لمعت عيني لارا بالحزن لكنها قالت بابتسامة : لا عندي بس ب امريكا مش هنا وانا قاعدة هنا كام يوم و هرجع.
فريدة بخبث : اه يعني هترجعي قبل فرح بنتي.
لارا باستغراب : فرح بنتك!!
نطقت زينب : اه هي هتتجوز ابني ادهم بعد فترة.
تضايقت حياة و همست : استغفر الله العظيم.
جميلة : ايه يا لارا مش هتباركيلي.
لارا : الف مبروك ربنا يكون فعونك يا اللي هتتجوزي الضابط.
نهضت فقالت حياة : رايحة فين يا لارا.
لارا : شبعت الحمد لله هروح اسمع الاغنية بتاعتي.
حياة باستغراب : بس الكاسيت….
نظرت لارا لفريدة و اردفت بابتسامة مستفزة : لا ادهم صلحهالي اصل انا كنت بعيط وهو فضل طول الليل بيصلحها….عن اذنكم بقى.
ذهبت لارا لغرفتها مسرعة بينما بدا على وجه زينب و فريدة و جميلة الضيق الشديد!!!
ابتسمت حياة بمكر وهي تطالعها بنظرات خبيثة ثم نهضت و صعدت لغرفتها هي ايضا.
فريدة بضيق : انتي شوفتيها بتعاملني بقلة ادب ازاي يا زينب.
زينب بضيق هي الاخر : اه شوفت انا مش عامية.
فريدة : وكمان قالت ان ادهم…..
قاطعتها بحزم : خلاص بقى يا فريدة هي لسا عيلة ومش فاهمة كلامها اولا واخيرا جميلة هتتجوز ادهم وده اللي بيهمنا.
زفرت فريدة بغيظ و حدثت نفسها : البنت ديه لازم تطلع من القصر ب اي تمن.
_________________
كان طارق في طريقه لعمله مر بجوار الفيلا التي كانت تعيش بها لارا حتى لمح فتاة تقف امام الفيلا وتنظر لها بصدمة !!!
توقف بالسيارة ونزل اقترب منها وقال : انتي مين.
استدارت له و صرخت : وانت مال اهلك غور من وشي يا بابا يلا.
طارق بحدة : احترمي نفسك يا بنت وقوليلي انتي مين.
صرخت به مجددا : انت ب اي حق تسألني.
طارق بسخرية : بصفتي الضابط طارق ممكن بقى تقوليلي انتي مين وجاية هنا ليه.
قلبت عيناها بملل و هتفت : بدور على واحدة بس الفيلا ديه محروقة جايز غلطت بالعنوان.
طارق بداخله : لا ديه وراها حكاية……حمحم وقال : مضطرة تشرفينا يا انسة وياريت متعترضيش.
هتفت بفزع : ليه انا عملت ايه.
طارق : معملتيش حاجة بس لازم تجي معايا شويا لو سمحتي.
اومأت بمضض و ركبت معه في السيارة اخذ طارق هاتفه وطلب رقما رن رن ثم فتح الخط.
طارق : ايوة يا ادهم…..في بنت معايا كانت واقفة قصاد الفيلا اللي اتحرقت و بدور على واحدة هجيبهالك بسرعة…..تمام.
اغلق الخط ونظر لها وجدها تطالعه بشراسة.
طارق بخوف مصطنع : ايه مالك بتبصيلي كده ليه.
تمتمت بحنق : انت واخدني على فين يا روح مامتك ولا فاكرني بنت ضعيفة و تقدر تاخدني على اي مكان تعوزه.
طارق : لا خالص بس في جريمة حصلت متعلقة بالفيلا ديه و شغل بقى.
زفرت بتأفأف و نظرت من النافذة……
_________________
في القصر.
كانت حياة في غرفتها تنتظر قدوم لارا طرق الباب لكن دلفت زينب فقالت حياة : تعالي اقعدي يا ماما خير.
جلست زينب ونظرت لها بعبوس فأردفت حياة : في ايه.
زينب : انا عايزة اجوز ادهم و افرح بيه بقى.
وضعت حياة المجلة بجانبها و قالت : اوعى تقولي انك عايزة تجوزيه لفردة الشبشب جميلة.
زينب بصرامة : احترمي انها بنت عمك وبعدين هي مفيش منها حلوة و مثقفة و من عيلتنا.
حياة بملل : اه الكلام الاعتيادي…..ديه دمهت تقيل بدرجة فضيعة و شايفة نفسها جدا انا عايزة مرات اخويا تكون زي لارا تماما او لارا تتجوز ادهم مش احسن.
زينب بحدة : مستحيل !!
حياة بدهشة : ماما مالك مش انتي بتحبي لارا وهي اصلا دكتورة و احلى من جميلة بكتير.
زينب : بس مبتشبهناش يا حياة اه انا بحبها بس لا يمكن اخليها تكون فرد من عيلتي هي بنت ترباية برا مبتعرفش حاجة عن اخلاقنا و مش بعيد تكون اتصاحبت مع كام ولد ف بلدها.
نظرت لها حياة بصدمة وتمتمت : ماما انا مش مصدقة ان ديه انتي اللي بتقولي كده و عايزة اوضحلك حاجة اه لارا مش متحجبة و لا بتلبس زينا بس هي اشرف من الشرف يا ماما البراءة اللي فيها بتخلي اي حد يحبها و انتي بقيتي زي ادهم بتحكمي ع المظاهر ولانها بتلبس بناطيل حكمتي انها بنت مش كويسة !!!
ادركت زينب كلامها فقالت بسرعة : لا انا مقصدش كده معرفش ازاي قلت الكلام ده و متأكدة انها بنت كويسة بس اللي اعرفه ان جميلة ل ابن عمها ادهم وده قراري النهائي.
حياة : بس ادهم مفيش حد يفرض عليه حاجة مش عايزها.
زينب : وانا مامته ولازم ينفذ كلامي وهيكون مبسوط معاها.
تنهدت حياة و عبثت بهاتفها فنهضت زينب وخرجت من الغرفة….
_________________
كانت لارا ذاهبة لغرفة حياة عندما سمعت صوت زينب ف ادركت انها تحدثها….تحركت لتعود لغرفتها لكنها توقفت بصدمة عندما سمعت كلام زينب عنها وانها من الممكن ان تكون قد صاحبت شباب!!!
وضعت يدها على فمها وهي تكتم شهقاتها بقيت تسمع كلامها ثم ركضت لغرفتها القت نفسها على الفراش و انهارت في البكاء….
اذا المرأة التي اعتبرتها امها تظنها سيئة هل ادهم ايضا يظنها هكذا؟؟؟…..و لماذا هي تهتم بما يراها عليه لماذا تحزن ان ظن بها سوءا…..تذكرت اول لقاء بينهم عندما قال لها ” تربيتك واضحة من شكلك”…..
ما ذنبها ان لم تتربى على ما تربوا عليه……ما ذنبها ان لم تعش مع عائلتها نعم هي اقامت مع سعاد و لطالما عاملتها بحنان لكنها كانت تود ان تحضى بدفئ حضن امها ووالدها…..ف ما هو خطؤها بكل ما حدث لها !!!! الجميع يرى مرحها و مزاحها لكن لا احد يدرك شيئا عن دموعها التي تغرق وسادتها كل ليلة…..لا يدركون عن الوجع الذي تشعر به عندما يفسرون تحررها بأنه قلة اخلاق!!!….لا احد يعلم شيئا……
_________________
كان ادهم في مكتبه عندما طرق الباب اءن بالدخول فدلف طارق و بجانبه فتاة.
عقد حاجباه وقال : خير ومين ديه وكانت جنب الفيلا ليه و بدور على مين.
وضعت يدها على خصرها و اردفت بسخرية : هتسأله كل الاسئلة ديه.
وفي ثانية كان ادهم قد نهض بقوة و زمجر بغضب : لما بكون اتكلم بتقفي عدل وتتكلمي كويس يا بتاعة!!!
انتفضت الفتاة و عدلت وقفتها فجلس مجددا واردف : قوليلي بقى اسمك ايه.
حمحمت بتوتر و تمتمت : انا جاكلين…..جاكلين الاسيوطي.
فتحوا اعينهم بصدمة و نظروا لبعضهم البعض ثم قال ادهم بجدية : و لارا بتقربلك ايه.
جاكلين باستغراب : وانت عارفها منين.
ادهم : جاوبي على السؤال.
تنهدت بقوة و هتفت : بتكون اختي.
ادهم : اختك ازاي وهي معندهاش ام ولا اب.
جاكلين : مش اخوات بالضبط ماما اتبنتها لما كانت صغيرة وعاشت معانا.
وقف ادهم وهو يبتسم بمكر ثم قال بهدوء : لارا ببيتي دلوقتي.
جاكلين بصدمة : ها ببيتك ازاي انا مش فاهمة و….
قاطعها : الفيلا بتاعتها احترقت وهي قعدت مع عيلتي.
جاكلين : بس ليه معاك انت اقصد هي مقالتليش حاجة ليه.
ادهم ببرود : انا اللي امرتها متجيبش سيرة لحد.
جاكلين بهمس لطارق : هو مين الشيطان اللي قاعد قدامي ده.
طارق بضحكة مكتومة : يارب يسمعك تبقي جنيتي على نفسك.
ادهم بحدة : في حاجة.
جاكلين : لا خالص مفيش…..بس انا عايزة اشوف اختي.
نهض ادهم و قال : انا هاخدك تشوفيها بس هي مش هتطلع من القصر ابدا.
جاكلين : وليه ان شاءالله انا جيت علشان ارجع بيها على امريكا وحتى ماما معرفتهاش اني جاية و مفكرة اني روحت اتفسح فبلد تاني ف بليز احترم وضعي وسيبني اخدها.
ادهم : برضو لا…..عمتا تعالي معايا هاخدك تشوفيها.
اومأت بمضض فتجاوزها وخرج نظرت جاكلين لطارق وتمتمت بابتسامة : اتشرفت بمعرفتك.
طارق : وانا اكتر يا ام لسان طويل.
ضحكت بخفة و خرجت خلف ادهم….
_________________
في القصر.
كانت لارا تتمشى بملل ثم لمحت باب غرفة ادهم مفتوح…..وكالعادة فضولها يأخذها ل اي مكان تحركت باتجاه الغرفة و بمجرد ان دلفت استقبلتها رائحته الرجولية….
اغمضت عيناها تستنشقها بقوة و بدأت تتجول بغرفته….
فجأة سمعت صوتا ما فالتفتت بسرعة و شهقت بصدمة وخوف مما ترى امامها…..
_________________
وصل ادهم مع جاكلين للقصر دلف معها و عندما رأتها زينب وحياة اقتربتا منهما بسرعة.
زينب بدهشة : مين ديه.
ادهم بهدوء : اخت الدكتورة.
حياة : اخت الدكتورة!! انتي جاكلين صح.
هزت جاكلين رأسها بابتسامة ثم هتفت : لارا فين.
كادت حياة تتكلم لكن فجأة…..صدع صوت رصاص قادم من غرفة ادهم انتفضت الفتيات بينما نبض قلبه بعنف و ركض لغرفته وهو يصرخ : لااااااراااااا !!!
_________________
ركض ادهم لغرفته وهو يصرخ : لاااارااااا !!!
دلف للغرفة و خلفه الجميع وانصدم ادهم بقوة عندما وجدها تجلس على الارض ترتجف بخوف وجهها شاحب بشدة و تنظر لجهة ما بفزع……نظر لحيث تنظر ووجد مسدسه!!!
_________________
عندما كانت لارا في غرفة ادهم صدمت عندما وجدت مسدسه على السرير!!!
ابتسمت و اقتربت منه حملته بتوتر وبدأت تتفحصه ثم وضعت اصبعها على الزناد.
لارا بحماس : انا كمان نفسي من زمان اشوف مسدس…..صوبته على مكان ما و هتفت بحنق : لو كان الضابط هنا كنت هقتله فورا……
تزامن كلامها مع ضغطها للزناد بالخطأ لينطلق صوت الرصاص بقوة
….صرخت ووقعت على الارض وهي ترتجف بخوف شديد و تنظر للمسدس حتى دلف ادهم ونظر لها.
اقترب ادهم منها انخفض لمستواها و اردف بقلق : انتي كويسة ايه اللي حصل.
لارا بصوت متقطع : كنت بلعب.
ادهم بتعجب : افندم!!
انتفضت لارا ببكاء : كنت بلعب بسلاحك و ضربت الرصاص بالغلط…..
انصدم الجميع ونظروا لبعضهم البعض فصرخ ادهم بغضب : انتي غبية بتلعبي بالسلاح مفكراه لعب ولاد !!!!
نزلت دموعها بغزارة من الخوف ثم نهضت وتمتمت : سوري.
اقتربت منها حياة وهي تقول بضحكة : يلا يا ام المصايب تعالي معايا.
سمعت لارا صوتا تعشقه كثيرا : ايه يا وحشة مش معبرانا ولا ايه.
التفتت لارا للصوت بسرعة و عندما وجدت جاكلين تقف امامها صرخت بصدمة.
لارا : جاكلين !!!
جاكلين بابتسامة دموع : اه انا.
شهقت لارا ثم ركضت اليها و احتضنتها بقوة وهي تهتف : وحشتيني اوي يا جاكي اوي.
جاكلين : وانتي كمان وحشاني يا لورتي.
نزلت دموع لارا بغزارة وهي تحتضنها هي الوحيدة التي لم تجرحها بالكلام يوما هي الوحيدة التي تعرفها حق المعرفة و تفهمها بدون ان تتكلم حتى…..هي الوحيدة التي تهون عليها احزانها دائما !!!
كانت حياة و زينب تنظران لها بابتسامة اما ادهم فعقد حاجباه وهو يرى دموعها تنزل لم تكن دموع سعادة فحسب بل انها شئ اخر….انها دموع حزن وقهر!!!!
ابتعدت عنها اخيرا فهتفت لارا وهي تمسح دموعها : يلا نطلع بره و فهميني جيتي امتى و ازاي.
اومأت جاكلين و خرجت معها جلستا في الصالون و معهما حياة و زينب.
حياة : خوفتينا عليكي اوي يا لارا انا فكرت انك ممكن حد حاول يقتلك.
لارا بضحكة : ده انا اللي كنت هموت نفسي.
جاكلين بتعجب : مين اللي بيحاول يقتلها انا مش فاهمة و بعدين انتي موجودة هنا ليه و الفيلا اللي كنتي قاعدة فيها ولعت ازاي؟؟!
اخذت لارا نفسا عميقا و روت لها ما حدث بداية من رؤيتها للجريمة و حرق منزلها ومجيئها للقصر.
نهضت جاكلين و اردفت بغضب : انتي مجنونة ازاي متعرفنيش باللي حصلا و بعدين انتي مالك ب اللي مات كان المفروض ترجعي ل امريكا فورا مش تجي تشهدي ضدهم و يحاولو يموتوكي و الضابط ده مفكر نفسه ايه علشان يجبرك تقعدي معاه.
زينب : هو مجبرهاش على حاجة هي اللي كانت عايزة تشهد.
لارا : اه يا جاكي انا اللي كنت…..
قاطعتها بحدة : مش عايز اسمع حاجة و هنرجع ع بلدنا و غصبا عنك كفاية مشاكل بقى.
…..: لا هي مش هترجع.
كان صوت ادهم الصارم و الحاد نظروا له وجدوه واقفا بشموخ و ينظرا لهم بقوة.
اقترب منهن و تمتم بثبات : الدكتورة مستحيل ترجع و اصلا ممنوع تطلع برا البلد لحد ما القضية تخلص.
جاكلين بحدة : و انا بقول لا يعني لا.
اشتعلت عيونه بالغضب الشديد و زمجر بقوة : انا مش بطلب رايك انا بقولك ع اللي هيحصل فاهمة.
صمتت جاكلين وحدثت نفسها : داهية تاخدك يا واطي.
كانت لارا تنظر ل ادهم الغاضب بتوتر ثم همست : علشان خاطري يا جاكي متكلميش معاه كده.
جاكلين : ماله البني ادم ده مش طايق هدومه ليه.
زينب : احم احم.
نظرت لها جاكلين ثم اردفت : و المفروض انا اعمل ايه دلوقتي.
ادهم بهدوء : اللي عايزاه ولو عايزة ترجعي ع بلدك ارجعي.
جاكلين : لا هفضل هنا.
ادهم بتهكم : براحتك انا عندي شقة هتقعدي فيها لبين ما تقرري ترجعي و ده احسن.
جاكلين بتحدي : مش محتاجة فلوسك ولا شقتك.
ادهم بحدة مرعبة : ل اخر مرة هحشرك تتكلمي عدل معايا و تقفي كويس انا مش بعمل كده لسواد عيونك بس الجواسيس شافوكي جاية معايا و هيحاولو يأذوكي بس لو عايزة تموتي مليش دعوة بيكي.
شهقت لارا بخوف و نظرت لجاكلين الخائفة هي ايضا و تمتمت : يلا يا جاكي متبقيش معندة كده.
جاكلين : حاضر يا سيادة الضابط اي اوامر تانية.
غمغم ادهم بهدوء : هرن على طارق يجي ياخدك و يأمنلك حراس…..ثم تمتم بسخرية : مش عارف امتى هخلص من الحكاية ديه.
لارا بداخلها : جلاد و قليل زوق.
بعد مدة حضر طارق ودعت جاكلين لارا و ذهبت معه للشقة.
صعد ادهم لغرفته فقالت زينب : مش هتيجي تتعشي يا لارا.
تذكرت لارا كلامها منذ قليل فهتفت ببرود : لا . و ذهبت لغرفتها هي ايضا.
حياة باستغراب : مالها لارا يا ماما.
زينب بنبرة هادئة : اصلها زعلانة مني بسبب الكلام اللي قولته.
حياة بدهشة : كلام ايه…ثواني ثواني اقصدي انها سمعتك وانتي بتتكلمي عليها بس انتي عرفتي ازاي.
زينب : اصل انا شوفتها واقفة ورا الباب.
حياة بصدمة : نعم !! يعني انتي اتقصدتي تقولي كده و كنتي عارفة انها سامعاكي.
لم تتكلم زينب فهتفت بعدم تصديق : انتي مش معقولة يا ماما انا بجد مصدومة منك.
تجاهلتها زينب و ذهبت لغرفتها فتمتمت حياة : استغفر الله العظيم و اتوب اليه.
_________________
في صباح اليوم التالي.
كانت لارا تتحدث مع جاكلين في الهاتف.
لارا بصدمة : يعني طنط سعاد مش عارفة انك جاية عندي.
جاكلين بضحكة : لا مبتعرفش حاجة.
لارا بعبوس : ليه كده يا جاكي كان النفروض تعرفيها.
جاكلين : انتي بتتكلمي كأنك معرفاها ع اللي حصل معاكي مالك يابت.
لارا بضحكة : هيجي يوم و تموتنا و انا مرضيتش اضايقكم علشان كده مقولتش حاجة.
جاكلين : اها قولتيلي…..اه نسيت هو انتي عايشة مع الوحش ده ازاي يا بنتي.
لارا بضحكة : قصدك الضابط هههه يلا اتعودت.
جاكلين : بس انما ايه مز مز يعني خاصة لون عيونه بيجننو….ثم اردفت بخبث : و انا بقول فضلتي معاه ليه.
لارا بتوتر : تقصدي ايه.
جاكلين بضحكة مكر : بلاش لف ودوران يعني عايزة تفهميني انك مش معجبة بيه ولا بشخصيته المستفزة.
لارا : احم انا بقول نقفل ع الموضوع احسن…..ثم قالت بنبرة شرود : وحتى لو انا اعجبت بيه هو مستحيل يفكر يبصلي.
جاكلين باستهزاء : ليه يعني ما نتي حلوة اهو و دكتورة و كل الرجالة بتتمناكي.
لارا بابتسامة حزن : هو انسان بيحكم ع المظاهر و علشان انا مش زيهم مفكر اني مش كويسة انتي فاهمة قصدي صح.
جاكلين بضيق : ده تفكيره متخلف لأبعد الحدود….ثم اضافت بمرح : اوعى تحبيه يا بت مش عايزين مشاكل.
لارا : ههههه حاضر هكبس ع الزر و محبوش خالص اشطا….يلا ياحبيبتي انا هقفل دلوقتي خدي بالك من نفسك.
جاكلين : سلام يا مزة.
اغلقت لارا الخط وخرجت وجدتهم على طاولة الافطار فجلست معهم.
حياة : ابيه ممكن توديني ع الكلية النهارده.
ادهم بجدية : تمام.
لارا بحماس : بجد طب انا ممكن اجي معاكو.
حياة : هو….
قاطعها ادهم : هي رايحة تدرس مش علشان تتفسح و بعدين انا قلت مفيش طلعة من القصر ابدا.
لارا بملل : ياربي بس انا زهقت وانا قاعدة و حياة هتطلع هعمل انا ايه يعني.
ادهم ببرود : و انا مالي بيكي.
زينب بهدوء : تقعدي ف اوضتك احنا بناتنا مش متعودين يطلعو يتفسحو كل يوم.
ساد الصمت المخيف و نظر ادهم و حياة لزينب بينما تجهمت لارا وكادت تنهض لكن ادهم تحدث بحزم : وهي مش متعودة تتفسح كل يوم بس بقالها فترة مش بتطلع و طبيعي انها تزهق يا ماما و بعدين مرات عمي و بنتها بيطلعو ميت مرة باليوم ولا ايه رايك.
نظرت لارا ل ادهم بابتسامة امتنان لا تعلم لماذا لكن قلبها بدأ يخفق بقوة بسبب نظرها اليه.
صمتت زينب و تابعت فطورها و اشار ادهم ل لارا بمتابعة فطورها هي ايضا.
نظرت حياة ل لارا بابتسامة وهي ترى لمعة جميلة في زرقاوتيها و حدثت نفسها : يارب انتي اللي تبقي مرات اخويا يا لارا.
انهى الجميع فطورهم نهضت زينب وذهبت لغرفتها و حياة خرجت وركبت سيارة ادهم تنتظره.
نهض ادهم فنهضت لارا معه و تمتمت بابتسامة : يا سيادة الضابط.
ادهم ببرود : على ايه.
لارا : على كلامك من شويا الصراحة انا….
قاطعها ادهم : مفيش داعي تشكريني يا دكتورة ده كلام عادي.
لارا بابتسامة : بس بتشكرك اصلا انا مكنتش اطلع دايما هي مرتين بالاسبوع بطلع مع صاحباتي.
رفع ادهم احدى حاجبيه : صاحباتك !!! يعني بنات بس؟؟
لارا بعدم فهم : تقصد ايه بكلامك طبعا بنات.
ابتسم بسخرية و تركها اتجه للخارج لكنها ركضت خلفه و اعترضت طريقه.
ادهم بحدة : في ايه يابت ابعدي من وشي.
لارا : ثواني بس هو انت فاكر علشان انا متربية برا يعني بطلع مع شباب معقول انت فاكرني كده!!
لم يتكلم ادهم فتابعت بصدمة : انت مش معقول برغم انك مثقف بس تفكيرك سطحي و بتحكم ع الناس بالباطل مكنتش متوقعة منك كده يا سيادة الضابط….ابتعدت عن طريقها و قالت وهي تجاهد لتحبس دموعها : اتفضل اسفة لاني عطلتك.
نظر لها ادهم بغموض ثم انصرف فركضت لارا لغرفتها مسحت دموعها و همست : محدش يقدر يضعفك يا لارا انتي قوية و مينفعش تعيطي علشان حد….
_________________
في مكان اخر.
نطق بنبرته الحادة : انت متأكد.
نظال : ايوة متأكد البنت طلعت قريبتها و المبارح راحت ليها.
…..: اها كده انا ببقى محتاجها ولازم تجيبهالي.
نظال : يا باشا للاسف هي قاعدة فشقة الضابط و الحراسة عليها مشددة ومش هنعرف نجيبها.
…… بغضب : الضابط ده دايما بيبوظ مخططاتي من قبل انقذها من الانفجار و بعدين انقذها لما كنت هتخبطها بالعربية ودلوقتي حاطط حراسة مشددة على قريبتها لازم نتصرف فورا.
نظال : امرك….يا ماجد باشا.
_________________
في وقت متأخر من المساء.
كانت لارا في المطبخ تشرب المياه سمعت صوتا فاستدارت بسرعة ووجدت ادهم.
لارا : احم انت محتاج حاجة.
اقترب منها ادهم بهدوء : بتعملي ايه.
لارا : بشرب ماية.
ادهم : اها انا فكرتك بتاكلي الاكل بتاعي زي كل مرة.
لارا بتذمر طفولي : خلصنا بقى مكنتش غلطة انا كنت جوعانة و اكلته بالغلط الله.
ابتسم ادهم من نبرتها الطفولية فاقترب منها وهو يتأمل وجهها الجميل عيناها الزرقاوتان شعرها الذهبي الطويل…..لا يدري ما حدث له لكنه تاه في جمالها لأول مرة !!!
كانت لارا تطالعه بقلق وهو ينظر لها نظرة مخيفة و خبيثة كادت تذهب بعيدا عنه لكنه فجأة جذبها من خصرها لتلتصق به!!
انتفضت بخوف ونظرت له بفزع شديد كان مغيبا تماما عن ارض الواقع رفع يده يتحسس وجنتها و همس : انتي حلوة اوي.
توترت لارا و اخفضت رأسها و اغمصت عيناها بقلق…..
مهلا مهلا….
هل يظنها رخيصة لهذا الشكل و يستطيع اخذ ما يريده منها!!!…..
فتحت عيناها ونظرت له وجدته يقترب من شفتيها اشتعلت عيناها بالغضب و القهر فدفعته و قبل ان ينطق صدمته……بصفعة قوية على وجهه !!!!
وقفنا البارت فضرب لارا ادهم بالقلم ياترى ايه اللي هيحصل تفاعلو وجاوبو على الاسئلة قراءة ممتعة.
_________________
دفعته لارا بقوة و قبل ان ينطق صدمته……بصفعة قوية على وجهه !!
لارا بغضب : اياك تفكر تقرب مني يا سيادة الضابط واوعى تفكر اني بنت سهلة انا اللي بيقرب مني اموته فاهم!!
نظر لها ادهم بصدمة ثم سرعان ما غلت الدماء في عروقه و تصاعدت لوجهه بقوة نظر لها بشر ثم امسكها من عنقها و دفعها للحائط.
ادهم بهمس مخيف : انتي عارفة عملتي ايه دانتي ضربتيني بالقلم و اهنتيني عملتي حاجة محدش عملها من قبل.
حاولت لارا ابعاده لتتنفس لكنها لم تستطع بدأت تختنق فهمست بصوت متقطع : ابعد عني سيبني….انا بختنق.
تركها و ابتعد عنها فوضعت يدها على عنقها و بدأت تتنفس بسرعة فائقة.
اخرج ادهم مسدسه من جيبه فجزعت لارا ونظرت له بخوف و تراجعت للخلف بسرعة.
ادهم بتهكم : انتي خايفة ولا ايه عمتا انا مش هموتك دلوقتي بس اتأكدي انك هتدفعي تمن القلم ده يا دكتورة.
لارا بتحدي : انا مغلطتش ومش هخاف منك ابدا يا سيادة الضابط.
نظر لها بنظرات مشتعلة و بادلته بنفس النظرات……لتعلن على بداية حرب بين شخصين…..فكيف ستكون و كيف ستنتهي!!!!
_________________
دلف ادهم الى غرفته و صفع الباب بقوة نظر للمرآة و تذكر كيف صفعته بقوة!!!
ادهم بداخله : هتندمي جدا على القلم ده و هتجي تعتذري و انا مش هرحمك انتي اهنتيني و ضربتيني و انا هردلك القلم عشرة بس الصبر حلو.
رغم انه اخطأ…..
و يدرك جيدا انه تجاوز حدوده معها….
لكن هو فقط يتذكر صفعتها له!!!
_________________
بمجرد ان رحل ادهم جلست لارا على اقرب كرسي نظرت ليدها و تذكرت كيف صفعته ثم حدثت نفسها : ياربي هو غلط جدا لما حاول يقرب مني كان بيفكر ف ايه معقول كان فلكر اني بنت رخيصة !!! يستاهل اللي عملته اصلا بس ختيفة من اللي هيعمله علشان ينتقم مني و المشكلة اني مش هقدر اتراجع عن الشهادة و مينفعش اسافر برا البلد يارب ساعدني انت عالم بحالي يارب اعرف احمي نفسي.
نهضت بتوتر و ذهبت لغرفتها استلقت على سريرها و هي تتذكر ماحدث ومالذي سيحدث ….
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظ ادهم نهض و ارتدى ملابسه و خرج من غرفته وجد لارا تجلس في الصالون لكن سرعان ما وقفت عندما رأته.
استدارت لتذهب لكنه اوقفها : ثواني يا دكتورة.
توقفت لارا بتوتر فاقترب منها وهو يعتصر قبضته و يحاول تهدئة نفسه وقف امامها و غمغم بهدوء : بصي بخصوص اللي حصل المبارح ف…..
صمت ادهم فقالت لارا بجفاء : هتتكلم ولا امشي.
جز على اسنانه لكن اخذ نفسا عميقا ليسيكر على اعصابه نظر لها مجددا وتمتم : بصي انا المبارح مكنتش فوعيي او نقول لحظة ضعف مش اكتر حقك عليا مش هتتكرر تاني.
رفعت لارا رأسها و طالعته بصدمة فهو لأول مرة يفسر ما يفعله.
لارا بخفوت : احم حصل خير.
ادهم بابتسامة مزيفة : يعني سامحتيني.
لارا بتوتر : ا….اه…عن اذنك.
ركضت لارا من امامه بسرعة وهو يتابعها بسخرية : هتعرفي الضابط ادهم ممكن يعمل ايه يا…..دكتورة.
خرج و ركب سيارته وانطلق بها بسرعة.
وصل لمقر عمله فدلف بهيبة كعادته جلس في مكتبه و نادى على مصطفى.
دلف مصطفى وضرب تعظيم سلام و اردف برسمية : احترامي سيدي.
ادهم بنبرة حادة : عايز كل المعلومات عن لارا الاسيوطي اصلها و فصلها وفين اتولدت و فين عاشت كل حاجة عنها.
مصطفى : بس يا باشا الانسة لارا طول حياتها عايشة ف امريكا وصعب نلاقي معلومات عنها بسهولة.
ادهم : لا هي اتولدت هنا بس سافرت ع امريكا مع الست اللي اتبنتها بعد 5 سنين.
مصطفى : طب حضرتك انت عارف عنها…..
قاطعه ادهم بحدة : انا عايز اعرف اسم ابوها و امها وازاي قعدت فميتم و مين وامتى اتبنوها عايز اعرف كل حاجة فأقرب وقت ممكن. يلا روح على شغلك.
خرج مصطفى فابتسم ادهم بخبث وتمتم : اللعبة بدأت تحلو وانا عرفت طريقة حلوة اوي هتقهرك.
_________________
في مكان اخر.
تمتم ماجد بصدمة : انت متأكد يا نظال.
نظال بتردد : اه متأكد يا باشا انا دورت على معلومات تخص لارا الاسيوطي زي ما طلبت و للاسف طلعت نفس البنت اللي حضرتك حطيتها فميتم من 18 سنة.
القى ماجد كأس الخمر من يده وزمجر بعصبية : يعني حكايتها اتقفلت من زمان رجعت تظهر دلوقتي ليه.
نظال : تؤمرني بحاجة يا باشا.
غمغم ماجد بشئ من القلق : البنت لازم تموت ب اي طريقة يا نظال لازم تموت علشان هي لو فضلت مع الضابط هيعرف عنها كل حاجة ومش بعيد يموتنا قبل ما يموتها.
هز نظال رأسه بهدوء وهو يتابعه ملامحه القلقة……
_________________
في القصر.
اتجهت حياة لغرفة لارا طرقت الباب لكن لم تجب ففتحته و انصدمت عندما وجدت لارا تصلي !!!
ابتسمت باعجاب و جلست على السرير انتهت لارا من صلاتها و اتجهت لحياة.
حياة : تقبل الله.
لارا : مننا ومنكم…..ثم قالت بضحكة : مالك بتبصيلي كده ليه.
حياة باستغراب : الصراحة انا مستغربة انك بتصلي.
لارا بابتسامة : ليه يعني هو انا علشان ترباية برا ابقى مش كويسة ومش بصلي.
حياة : لا مقصدش بس تصدقي شكلك بالاسدال بيجنن.
لارا بسعادة : بجد….وقفت امام المرآة ونظرت لشكلها بسعادة ثم ابتسمت باتساع و نزعت الاسدال جلست بجانب حياة و هتفت : ها يا ستي في ايه.
حياة باحراج : بصي يا لارا يعني انا عارفة انك سمعتي كلام ماما من يومين و….
تجهمت لارا فتابعت حياة بسرعة : حبيبتي متفهميش ماما غلط هي والله بتحبك بس…
قاطعتها لارا : انا عارفة مشكلتها و مش هعرف اغير رايها علشان مش هي الوحيدة اللي بتفكر فيا كده.
حياة : تقصدي ابيه ادهم اه هو بيحكم من المظاهر للاسف.
لارا بضحكة خفيفة : اه عارفة بس اخوكي ده جلاد.
حياة : اه عارفة.
وضحكتا سويا.
_________________
في شقة جاكلين.
طرق الباب فذهبت جاكلين لتفتح الباب لكنها توقفت.
جاكلين بتوتر : ياربي مين ده اللي بيخبط….ثم غكرت بفزع : يمكن الناس دول عاوزين يأذوني.
كادت تصعد لغرفتها لكن سمعت صوتا رجوليا من خلف الباب : يا بشمهندسة افتحي انا طارق.
زفرت بارتياح و فتحت الباب بابتسامة : اهلا حضرة الضابط اتفضل.
دلف طارق وهو يحمل اكياسا بيديه قائلا : جبتلك حاجات للمطبخ اي خدمة.
جاكلين بضحكة : ميرسي جدا تعبت نفسك ليه.
دخل الى المطبخ ووضع الاكياس نظر لها وقال : تعبك راحة وبعدين انا اطول اخدم مزة زيك.
ابتسمت جاكلين ثم فجأة سحبت السكين ووجهته نحو وجهه.
طارق بخضة : انتي بتعملي ايه.
جاكلين بابتسامة تهديد : الزم حدودك يا استاذ طارق احسن اشوهلك وشك الحلو ده.
ابتسم بمكر و تمتم : يعني انا حلو.
جاكلين بنفس النبرة : مش هيفضل كده بعد 5 ثواني لو مطلعتش….يلا يا استاذ.
طارق بجدية : انسة جاكلين انا مقصدش حاجة بكلامي كنت بهزر معاكي….ثم سكب السكين من يدها وهمس : و متلمسيش حاجات خطيرة زي السكاكين احسن تأذي نفسك…شاو يا قطة.
ابتسم بخبث وهو يؤى احمرار وجهها ثم تجاوزها و غادر الشقة.
ابتسمت جاكلين بغباء و تمتمت : مجنون.
_________________
في المساء.
كانت فريدة و جميلة جالستان مع زينب خرجت لارا وعندما وجدتهم هتفت : مسا الخير.
فريدة : مساء النور….تعالي اقعدي.
استغربت لارا معاملتها وجلست فقالت جميلة بابتسامة مزيفة : قوليلي يا دكتورة انتي كنتي عايشة ازاب فبلدك.
نظرت لها زينب بحدة لكنها لم تبالي بها و نظرت ل لارا تنتظر الاجابة.
لارا بتعجب : عايشة زي الناس ازاي يعني.
فريدة بغرور : تقصد يعني مشيتي مع كام شاب كده.
زينب بصرامة : فريدة ايه الكلام ده!!
نهضت لارا و صرخت بحدة : التزمي بحدودك يا مدام اوعى تغلطي بالكلام معايا احسن ليكي.
حياة بعصبية : كلامك القذر ده سيبيه لنفسك انتي و بنتك لارا احسن منك ومنها و من عشرة زيكو.
فريدة : انتي ازاي تكلمي مرات عمك بقلة احترام كده ايه البنت الامريكية لحقت تغير اخلاقك.
زينب بتحذير : فريدة !!
صدع صوت غاضب من الخلف : ايه اللي بيحصل هنا.
نظروا له وجدوا ادهم يقف بغضب اقترب منهم فقالت حياة : يا ابيه الستات دول قللو ادب مع لارا و قالو عليها كلام وحش جدا.
نظر ادهم ل لارا التي بدأت تنزل دموعها وتمتم : قالت ايه.
زينب : خلاص يا حبيبي كلام عادي متشغلش بالك.
لارا بنبرة مختنقة : مش كلام عادي يا طنط ديه اسمها قلة ادب و اخلاق.
ادهم بزمجرة : انا مش هسحب الكلام حد ينطق.
حياة بدموع : فريدة وجميلة قالو ل لارا اسوء كلام ممكن البنت تسمعه.
التفت ادهم لهما و همس بنبرة مخيفة : قدامكم دقيقتين تطلعو من القصر والا اقسم بالله هخليكم تقضو عمركم البافي ف الحبس يلا.
فريدة : انت بتكلم مرات عمك كده يا ادهم.
زفر ادهم وضغط على شعره بشدة نظر لزينب فقالت بسرعة : فريدة لو سمحتي روحي ونبقى نتكلم بعدين.
خرجت فريدة بسرعة وهي غاضبة و خلفها جميلة.
جميلة : ايه يا ماما هنروح كده.
فريدة : معلش يا بنتي بكره تبقي مرات ادهم وناخد فلوسه و هننتقم من البنت ديه.
ابتسمت جميلة و غادرت معها.
داخل القصر.
ادهم بحزم : حياة خدي الدكتورة و روحي عايز اكلم امي على انفراد.
امسكت حياة لارا و ذهبتا بسرعة استدار ادهم لزينب وزمجر بعصبية : امتى التصرفات ديه هتخلص يا امي ازاي تسمحي للستات دول يكلمو الدكتورة كده.
زينب : انا مسمحتلهمش ولو مكنتش انت جيت كنت هعرف شغلي معاهم وبعدين انت متعصب كده ليه اللي يسمع هيقول على لارا مراتك و بتكره اللي يضايقها.
ادهم ببرود : هي تحت مسؤوليتي يا امي و واجبي خليها مرتاحة لحد ما تخلص القضية وترجع ع بلدها.
نظرت له زينب بشك ثم غادرت زفر بغضب و صعد لغرفته هو ايضا.
_________________
في يوم جديد.
استيقظ ادهم على رنين هاتفه و كان احد رجاله فتح الخط و غمغم بهدوء : ايوة.
الرجل : يا باشا احنا لقينا الراجل اللي حاول يموت الانسة باليوم اياه وحطيناه بالمستودع.
نهض ادهم بسرعة و تمتم بجدية : انا جاي حالا.
نهض و ارتدى ملابسه بسرعة و خرج ركب سيارته وانطلق بها بسرعة فائقة نحو المستودع.
بعد مدة وصل نزل مسرعا و علامات وجهه لا تبشر بالخير مطلقا دلف للمستودع ووجد الرجل مقيدا ووجهه مليئ بالكدمات اقترب منه بسرعة و لكمه بعنف.
صرخ الرجل بألم فأمسكه ادهم من قميصه و زمجر بحدة : مين اللي حاول يموتها انطق.
الرجل بخوف : يا باشا انا عبد مأمور وكان لازم انفذ الاوامر.
لكمه ثانية وصرخ : هات من الاخر مين اللي امرك تعمل كده.
الرجل : الريس يا باشا.
ادهم : اها قولتلي…..وعايز يموتها بس لانها شاهدة ع الجريمة…..الاحسن تقول كل اللي تعرفه انت كده كده ميت صح.
الرجل بتوتر : هو من الاول كان عايز يقتلها لانها شافت الجريمة بس…..المبارح سمعته بيكلم واحد و….
ادهم : قاله ايه اتكلم.
لم يتكلم فلكمه عدة مرات بعنف حتى صرخ بألم : ارجوك ارحمني هقولك ع كل حاجة.
ادهم بهدوء : ما كان من الاول يلا اتكلم.
الرجل : هو….هو الصراحة انا سمعتهم المبارح وكان بيقول ان هو لازم يقتلها علشان هي قريبته و هتشكل خطر عليهم.
نظر له ادهم بصدمة وعاد للخلف خطوة قبض على يده و تمتم : بتقربه ازاي يعني.
الرجل بخفوت : البنت بتكون بنت…..ماجد باشا….!!!!
وقفنا البارت فمعرفة ان لارا بتكون بنت ماجد يا ترى مين ده و ادهم هيعمل ايه.
_________________
اتسعت عينا ادهم في صدمة و تمتم : بنت ماجد !!!
و في ثواني احتضنت جهنم عيناه و غلت الدماء في عروقه امسكه من قميصه واوقفه وهمس بنبرة مميتة : انت متأكد؟!
الرجل بتوتر : اه….اه متأكد يا باشا.
ادهم بهمس : لو عرفت انك بتكذب اقسم بالله محدش هيحوشني عنك.
الرجل : والله مش بكذب انا بقول اللي سمعته وهوما عايزين يموتوها علشان هتبقى خطر عليهم و لو انت عرفت اصلها هتوصللهم بسهولة.
ضغط على اسنانه بقوة ثم القاه على الارض وتحدث بجدية : ارموه بالحبس و ممنوع حد يشوفه ولا يكلمه.
خرج قبل ان يسمع ردهم وقف امام المستودع وهو يدور حول نفسه بغضب.
ادهم بداخله : يعني هي طلعت بنت ماجد بس ازاي و مين الست اللي اتبنتها اكيد ليها علاقة بماجد واللي اسمها جاكلين…..كل الاحداث مرتبطة ببعضها ولازم امسك طرف الخيط لان مش بعيد يكون الراجل ده بيكذب و لارا تطلع متعاونة معاهم.
رغم كل ماحدث ورغم كرهه لها لكن اخر شئ توقعه هو ان تكون الفتاة التي يحاول حمايتها……هي ابنة قاتل والده !!!
_________________
كانت لارا في غرفتها تعبث بهاتفها ثم وضعته جانبا و بدأت تفكر….بالجلاد!!!
هو وسيم جدا عيناه الخضراوتان تتحولان للون الداكن عندما يغضب نظرته حادة بشكل يجعل الذي يقف امامه يرتعب شخصيته القوية التي تفرض وجودها رغما عن الجميع وقفته الواثقة ابتسامته التي رأتها مرة واحدة يوم ان كانا بالمطبخ و اكلت طعامه….
ضحكت عندما تذكرت جملته “وهو في حد عاقل ياكل زي المفاجيع كده”.
لاحت على وجهها ابتسامة جميلة و حدثت نفسها : انا كنت فاكرة اني بعد ما ضربته هيحاول ينتقم متي بس هو اعتذر مني….نهضت وقالت بتعجب : هو معقول بيكون عايز ينتقم مني….لالا هو بيعمل كل حاجة ع الطول ملوش ف اللف والدوران ولو كان عايز ينتقم مني كان هيقولها فوشي….اه اه.
خرجت من غرفتها وذهبت للصالون كانت زينب وحياة جاليتان وعندما رأتها زينب تمتمت بابتسامة : تعالي اقعدي يا حبيبتي.
جلست لارا فأمسكت زينب يداها و قالت : بعتذر يا بنتي ع التصرفات اللي كنت بعملها معاكي من فترة معلش انا كنت متضايقة من حاجة وطلعتهم فيكي لو ليا خاطر عندك سامحيني.
لارا بسرعة : ايه الكلام ده يا طنط مينفعش تعتذري مني مهما كان.
دمعت عيني زينب واحتضنتها نعم فهي تدرك جيدا انها اخطأت بحقها ليس ذنبها ان لم تكن قد تربت على الاخلاق الصحيحة فتاة طيبة مثلها لا يجب ان تحزن من شئ ابدا.
حياة بمرح : ايوة بقى مليش انا ف الحب ده ولا ايه.
لارا بضحكة دموع : لا مفيش.
حياة : واطية من يومك.
زينب : بت احترمي نفسك ديه بنتي حبيبتي.
نظرت لها لارا بصدمة ثم ابتسمت بسعادة والقت نفسها في احضانها.
رن جرس الباب فذهبت حياة لفتحه فتحته ووجدت فريدة وجميلة.
حياة بضيق : استغفر الله العظيم….اتفضلو.
دلفت فريدة وجميلة وعندما رأتهما لارا اشاحت بوجهها بعيدا عنهما.
فريدة بابتسامة مزيفة : السلام عليكم.
زينب بهدوء : وعليكم السلام.
اقتربت فريدة من لارا و تمتمت بندم مصطنع : اسفة يا بنتي ع اللي حصل المبارح انا فكرت وعرفت غلطي مش عايزة تحون في ضغينة بيني و بينك ممكن بقى تسامحيني.
نظروا لها بصدمة و حدثت حياة نفسها : الست فريدة بتعتذر !! غريبة فعلا.
لارا : احم….ولا يهمك حصل خير.
جميلة : وانا سامحتيني يا لارا.
لارا بابتسامة بسيطة : اه ولا يهمك.
زينب : خلاص ننسى اللي فات تعالو اقعدو.
جلست فريدة و جميلة و مر الوقت وهم يتحدثون ثم غادرتا القصر.
حياة : هو اللي حصل ده طبيعي يا ماما اقصد ان هوما ازاي عرفو غلطهم فجأة و جت تعتذر هي وبنتها.
زينب : ومتعترفش بغلطها ليه هي شيطان يعني كلنا بنغلط و نستحق فرصة تانية.
لارا محاولة تغيير الموضوع : بقولكم انا جعت مش هناكل بقى.
زينب بضحكة وهي تنهض : استني هحط العشا.
_________________
نطق بترقب و قلق يتملكه : وهتعمل ايه يعني…ادهم متتسرعش.
ادهم بفقدان اعصاب : متسرعش ازاي يا طارق انت عارف بقالي كام و انا بدور عليه وهو بيهرب من حته لحته و بالاخير اكتشف ان البنت اللي بحميها من دمه ولحمه اعمل ايه دلوقتي.
طارق بحدة : اي كان البنت ملهاش علاقة ب ابوها وهو اصلا اتخلى عنها من زمان انت وعدت نفسك تحميها متدخلش امورك الشخصية فشغلك انت كده هتخسر.
ادهم بغضب : اه مانتا مش حاسس بسبب ابوها امي اترملت وعاشت حياتها وحيدة و اختي تيتمت ومعرفتش معنى الاب و انا خسرته بدري اوي.
طارق : يا ادهم….طب بص بلاش تنسى بس اوعى تأذيها.
ادهم بتوعد : لا مش هعملها حاجة غير لما اوصله ووقتها هكون ضربت عصفورين بحجر واحد…وابتسم بشر.
طالعه طارق بصدمة وحدث نفسه : انت ناوي على ايه يا ادهم و لارا عملتلك ايه علشان تكرهها الكره ده كله يارب استر.
_________________
في المساء.
عاد ادهم للقصر دلف و لسوء حظه اول من رآه هو لارا!!
قبض على يده بعنف واقترب منها وهو يتفرس ملامحها كيف تكون هذه الفتاة ابنة اقذر رجل في العالم….وقف امامها فتمتمت بابتسامة : حمد لله على السلامة.
ادهم بجمود : الله يسلمك….كاد يذهب لكنها اوقفته.
اخذ نفسا عميقا واستدار لها : نعم.
لارا بتوتر : هو يعني….خلاص مفيش حاجة.
ادهم بعصبية : وحضرتك شايفاني لعبة بتوقفيني بعدين تقولي مفيش حاجة ايه فاكراني بهزر معاكي!!!
انتفضت لارا و ابتعدت خطوة للخلف نظرت له بصدمة و الدموع تأخذ مجراها على وجنتها ثم همست : اسفة.
كادت تذهب لكنه قال بدون تفكير : ثواني انا مقصدش ازعقلك حقك عليا متعيطيش….يا دكتورة.
نظرت له لارا بتوتر ثم تمتمت : عادي. و رحلت.
صعد لغرفته بسرعة وبمجرد ان دخل صرب الحائط بعنف و هتف : انا لازم اتحكم فنفسي و مظهرش كرهي ليها بس هو فعلا انا غلطان هي ملهاش علاقة باللي عمله ابوها زمان…..لا هي من نفس دمه و اكيد بيكون طبعها الغدر زي باباها بالضبط حتى لو كنت عايزة انسى بس مش هقدر ودلوقتي الانتقام بقى اتنين حق القلم اللي اخدته و كمان علشان انتي طلعتي بنت الراجل اللي بقالي زمان بدور عليه.
تنهد و استلقى على سريره و ظل يفكر في تلك الفتاة ذات الشعر الذهبي و العيون الزرقاء الى ان غط في نوم عميق…..
_________________
دلفت لارا لغرفتها وهي تفكر ترى لماذا كان غاضبا لتلك الدرجة عل هناك ما يزعجه…..و مالذي يهمك انتِ لا علاقة لكِ به ابدا…..
لارا بتذمر : انا حاسة اني ابتديت اتخطى حدودي ف التفكير بيك مينفعش كده والله اوووف بقى.
دلفت للحمام و استحمت توضأت و خرجت و ادت فريضتها وعندما انتهت نظرت لنفسها في المرآة وتذكرت كلام حياة “شكلك حلو اوي بالاسدال”
تنهدت بعمق ثم نزعت الاسدال و خلدت للنوم بعدما تعبت من التفكير في ذلك الجلاد!!!
_________________
في اليوم الموالي.
في مكان معزول.
دلف نظال لغرفة ماجد و هتف بجدية : زي ما امرت حضرتك الضابط لقى الراجل اللي حاول يقتل البنت وعرفه انها بتكون بنتك.
ماجد بمكر : تمام اووي.
نظال : ممكن اسألك انت مبسوط ليه هو هيستعملها كطعم علشان يلاقيك وينتقم منك والمفروض تموتها قبل ما يحصل كده غيرت رايك وعايز تخليها عايشة ليه؟؟؟
قهقه ماجد بقوة و اخذ كأس الخمر و اردف وهو يرتشف منه : هتفهم كل حاجة فوقتها متستعجلش….
_________________
كانت لارا جالسة في الحديقة تتمرجح وهي تنظر للورود والاشجار امامها فعلا هذا المكان يريحها جدا.
لارا بابتسامة : ايوة بقى يا ابو عيون خضر هو انا شكلي حبيتك ولا ايه….لا لا طبعا مش كده بس انا ليه بفضل افكر فيك فيك ايه مميز عن غيرك انا بعمري مفكرت ابص لراجل بس انت غير رغم انك مبتضحكش ولا بتهزر وطول الوقت متعصب بس فيك حاجة مميزة وحلوة اوي…..
هزت رأسها يمينا وسمالا لتطرد تلك الافكار ونهضت دلفت للقصر وكادت تدلف لغرفتها لكن….
سمعت صوت ضحكات انثوية تصدر من غرفته فتحت عيناها باتساع من تكون هذه التي تضحك حياة ووالدتها خارج القصر اذا من صاحبة تلك الضحكات.
صعدت في السلالم وهي ترتجف خوفا مما سترى هل يمكن ان يكون مع احداهن….لا لا…
وقفت امام غرفته و بدون سابق انذار فتحت الباب لتكون صدمة عمرها…..وهي ترى ادهم موجودا مع فتاة و يحتضنان بعضهما بقوة !!!!!!
وقفنا البارت ف لارا لما شافت ادهم واخد بنت فحضنه ياترى هي مين ولارا هتعمل ايه؟؟ تفاعل وجاوبو على الاسئلة قراءة ممتعة.
_________________
نظرت لهما لارا بصدمة وهي تراه يحتضنها بقوة كبيرة و ترى سعادة في وجهه لم ترها من قبل ابدا !!!!
لمحها ادهم فابتسم بخبث و احتضن الفتاة اكثر وتمتم : وحشتيني اوي.
الفتاة : وانت كمان يا حبيبي وحشتني جدا.
كل هذا ولارا تقف تنظر لهما شعرت وكأن هناك سكينة تغرز في قلبها عدة مرات متتالية دون توقف و هو يتألم دون ان ينزف!!!
لاحظت الفتاة وجود لارا فابتعدت عن ادهم بسرعة و نظرت لها باستغراب.
اخذت لارا نفسا عميقا تمسك به دموعها ثم همست : مين ديه.
ضمها ادهم من خصرها و قال بمكر : حبيبتي.
لارا بهمس : حبيبتك!!
ضحكت الفتاة و اردفت : بس بقى يا ادهم.
ادهم : ديه حنين بنت خالي و اختي في الرضاعة.
وهذه كانت الصدمة الثانية بالنسبة لها هل يملك اختا غير حياة؟؟
نظرت لتلك الفتاة ذات العينان العسليتان و ملابسها الفضفاضة وحجابها الذي يزين وجهها يزيدها جمالا فائقا رغم بساطتها….
حنين بتعجب : بس انتي مين.
استعادت لارا نفسها وابتسمت نظرت ل ادهم وسرعان ما اختفت ابتسامتها عندما سمعت اجابته.
ادهم ببرود : ضيفة هتقعد هتقعد معانا لفترة مؤقتة.
اقتربت حنين من لارا و تمتمت : اسمك ايه.
اجابت بخفوت رقيق : لارا.
حنين : اسمك حلو اوي وانتي احلى….نظرت ل ادهم وغمزته ثم التفت ل لارا و تابعت : يلا نطلع من هنا و عرفيني ع نفسك كويس.
اجابت بإيماءة بسيطة ونظرت ل ادهم بغيظ ثم خرجت و خلفها حنين.
ابتسم ادهم بسخرية و دلف للحمام ليستحم….
_________________
بعد مرور بعض الوقت عادت زينب و حياة وعندما وجدتا حنين رحبتا بها بحرارة وجلسن.
حياة : بس ليكي وحشة يا نونا.
حنين بابتسامة مازحة : وانتو كمان وحشتوني اوي بس مكنتش عارفة اجي غير لما جاتلي الموافقة من السلطات العليا.
زينب بضحكة : والله خالد مفيش منه انتي اللي هبلة.
لارا : خالد مين؟؟
حنين ببساطة : بيبقى خطيبي و كتبنا كتابنا من سنة كده.
لارا بخفوت : الف مبروك.
نزل ادهم اليهم و جلس بجانب حنين واردف بهدوء : تاني مرة لما تيجي استأذني والا هرميكي برا.
ضحكت الفتيات و قالت حنين : هههه بقى كده يا ادهم انا بنور المكان اللي بحضر فيه اصلا.
نظرت لارا ل ادهم وجدته يبتسم……لا تعلم لما لكنها شعرت بالغيرة عندما تذكرت كيف كان يحتضنها….سحقا !!
حنين باستدراك : بس صحيح يا لارا انتي طلعتي ع الاوضة ليه اقصد يعني دخلتي من غير ما تخبطي وخضيتيني ههههه.
نظر لها الجميع و لارا اولهم توترت بشدة وتمتمت : لا….هو بس انا كنت مفكرة ان في حرامي او كده بالاوضة علشان انا كنت عارفة ان طنط و حياة مش موجودين.
نظر لها ادهم نظرت عرفت من خلالها انه لم يصدق كلامها فاخفضت بصرها و احمرت وجنتاها خجلا.
ابتسم ادهم بمكر وهو يراقب تصرفاتها و خجلها لكن صدقا ذلك الاحمرار زادها جمالا مع بشرتها ناصعة البياض…..حرك رأسه يمينا وشمالا لينفث افكاره ثم نهض و خرج من القصر.
نهضت لارا ايضا واستأذنت و ركضت لغرفتها فقالت حنين : قولولي بقى ايه الحكاية اصل مدخلش بدماغي ان لارا مجرد ضيفة.
زينب بضحكة : يخرب بيتك يا فضولية….بصي يا ستي…..
_________________
عندما دلفت لارا لغرفتها القت نفسها على السرير وهي تسأل نفسها……
لماذا تضايقت وهي تراه يحتضنها؟؟؟!!!!….
لارا بداخلها : بس انا عمري ما شوفته بيضحك و يبتسم بفرح كده….هو انا متضايقة ليه ماهي اخته وزي حياة…..لالا هي مش زي حياة خالص هي قريبته….طب وانا مالي بيهم ياربي ايه ده….
نهضت ودلفت للحمام اخذت حماما طويلا لعلها تريح فيه نفسها من التفكير المستمر به ثم خرجت وارتدت ملابسها وخلدت للنوم…
_________________
في الداخلية.
نطق طارق بشك : وانت كنت عارف ان الدكتورة شايفاك وانت بتحضن اختك صح؟!
ادهم بهدوء : اه.
طارق بتعجب : بس ليه عملت كده؟؟
ادهم بخبث : كنت عايز اتأكد من حاجة و تأكدت منها.
طارق : اها….طب قولي انت لو شوفتها بتحضن راجل غريب هتعمل ايه.
رفع ادهم رأسه بحدة وتمتم من بين اسنانه : بلاش الكلام ده انت عارف عصبيتي وحشة ازاي.
طارق بضحكة : ده انا اللي اعرف ووشي بيشهد على ضربك عمتا انا شاكك ف حاجة.
ادهم : وشاكك ف ايه بقى.
طارق : لا حاجة صغيرة كده….المهم انت ناوي تعمل ايه بقى فقصة ماجد.
ادهم بغموض : هتعرف بعدين…..
_________________
في مكان معزول.
نظال : مش عايز اي غلط واضح تنفذو اللي عليكم واوعى تغلطو.
الرجال : مفهوم يا باشا.
نظال : يلا روحو.
تحرك الرجال فذهب نظال لماجد و اخبره بتحقيق خطتهم.
نظال : بس انا لحد دلوقتي مش فاهم ايه اللي عايز توصله يا باشا.
ماجد بضحكة شر : الاول انا كنت عايز ادهم يكره لارا جدا و اكيد هيعاملها وحش وده لصالحنا….لما البنت تتأذى ادهم هيتضرر فشغله جدا علشان هو كان مسؤول على حمايتها ومكنش قد النسؤولية اكيد فاهمني.
نظال : انت دماغ يا باشا ولما شغبه يتضرر مش هيعرف يعملنا حاجة اخيرا فهمت اللي عايز توصله….
ماجد بداخله : هتندم يا حضرة الضابط ابوك زمان وقف قصادي و مات ودلوقتي انت هتلحقه.
_________________
في المساء.
عاد ادهم للقصر و زفر بضيق عندما وجد جميلة امامه.
جميلة بابتسامة : حمد لله على السلامة.
هز ادهم رأسه من غير مبالات ثم تمتم : انتي بتعملي ايه هنا و امي و البنات فين.
جميلة : هوما قاعدين ف الصالون تحب تجي تقعد معانا.
ادهم ببرود : لا.
تجاوزها وكاد يذهب لكنها اوقفته : عايز اعملك حاجة تاكلها.
ادهم : لا .
جميلة : طب حاجة تشربها.
زفر ادهم بنفاذ صبر و استدار لها و زمجر بغضب : انا مبحبش اعيد كلامي كتير و امن اني قلت مش عايز حاجة ف يلا امشي من وشي.
صعد لغرفته بسرعة وكانت حنين تراقبهما اقتربت من جميلة ووصعت يدها على كتفها.
حنين بابتسامة : متزعليش يا جميلة انتي عارفة ان ادهم عصبي شويا.
جميلة ببكاء مزيف : انا بعمل كل حاجة علشان يبصلي ع الاقل بس هو دايما بيتجاهلني ومش شايلني من ارضي.
حنين : لا يا خبيبتي هو بس مضغوط من الشغل و بعدين انتو كده كده هتتجوزو و انا هسعى علشان تقربو من بعض ماشي.
احتضنتها جميلة وتمتمت بمكر : متشكرة اوي يا حنين.
ابتسمت حنين و ابعدتها ثم صعدت لغرفة ادهم.
_________________
في الصالون.
كانت فريدة تتكلم مع زينب ولارا تجلس شاردة حتى سمعت صوت حياة : بتفكري ف ايه.
لارا بانتباه : ها ولا حاجة.
حياة : اممم عليا برضو.
نظرت لها لارا وقالت بدون تفكير : كأن حنين والضابط قريبين من بعض اوي.
حياة باستغراب : اشمعنا.
لارا : لا مجرد سؤال.
حياة : اه الصراحة هوما قريبين من بعض اوي و حنين تعتبر الوحيدة اللي بتقدر تستحمل عصبيته علشان كده بيخبها و يمكن اكتر مني ههههه.
ابتسمت لارا فتابعت الاخرى بخبث : بس انا حاسة انك متضايقة من حنين انتي غيرانة منها ولا ايه.
لارا بدهشة : غيرانة منها انتي شايفة كده؟!
حياة بضحكة : لا انا بهزر بس اللي يشوفك يقول انك غيرانة.
ضحكت لارا باصطناع لتبعد التوتر و تابعت كلامها معها في امور عادية.
_________________
في غرفة ادهم.
جلست حنين على سريره تنتظره وبعد دقائق خرج من الحمام وكان مرتديا ملابس خروج.
حنين بتعجب : انت طالع ولا ايه.
ادهم بهدوء : اه هسهر مع صاحبي.
حنين : اها…..بقولك يا ادهم انت مش ناوي تتجوز.
ادهم : ليه السؤال ده.
حنين : عادي يعني.
ادهم ببرود : لا مش عايز وان كنتي بتقصدي بنت فريدة ف انا مش هتجوزها خالص.
حنين بتعجب : ليه هي بنت حلوة و طيبة.
ادهم : اه طيبة جدا.
نظرت له حنين بمكر وتمتمت : طب ايه رايك ب لارا.
التفت ادهم اليها : وايه لازمته السؤال ده.
حنين : عادي مجرد سؤال بس انت مش معجب بيها اصلها حلوة اوي و كيوت.
ادهم بنفاذ صبر : كيوت ايه ديه واحدة مشكلجية كل يوم بتحصل معاها مشكلة جديدة زانا بقى لازم انقذها و اطمني انا مش معجب بيها ولا يمكن ابصلها.
حنين بضحكة : ايه الصراحة ديه….بقولك هو….
قاطع كلامها صوت صراخ لارا ب اسمه خرج ادهم راكضا وخلفه حنين !!!
_________________
كانت لارا قد خرجت من القصر تتمشى بالحديقة وتفكر في كلام حياة هل هي ايضا لاحظت غيرتها على ادهم!!!
فجأة سمعت صوتا ما استدارت بخوف وكادت تركض للداخل لكنها شعرت بيد تمسك خصرها فصرخت : عاااااااا ااااادهم !!!!
الرجل بضحك : هههههه تعالي بقى يا حلوة واخيرا لقيناكي.
كاد يأخذها فحاولت ابعاده لكنها لم تستطع بدأت تبكي وصرخت مجددا : يااا ااااادهم !!
سحبها من يدها وقبل ان يأخذها وجدت يدا تلكمه بعنف ليسقط بعيدا عنها صرخت بفزع و نظرت له وجدته ادهم.
اقترب ادهم من الرجل وانقض عليه بالضرب الركل والصفع و اللكم بعنف شديد.
خرجت الفتيات و اقتربن من لارا التي ترتجف خوفا فقالت فريدة باستغراب : مين دول.
زينب بتوتر : م…معرفش.
نظرت لها فريدة بشك و نظرت ل ادهم الذي لا يزال يضرب الرجل واستغربت غضبه لهذه الدرجة !!!
رفعه ادهم وصرخ بعصبية : انت ازاي تلمسها يا ******* ازاااااي.
ابتسم الرجل باستفزاز وعلى غفلة منه اخرج مسدسه و اكلق رصاصة تجاه لارا صرخت الفتيات بفزع ونظر ادهم بسرعة لارا لكن الرصاصة كامت قد اطلقت في الهواء!!
استغل الرجل الفرصة وركض بعيدا ركض خلفه ادهم ثم اخرج مسدسه واطلق عليه عدة مرات لكنه لم يصبه فلقد كان الرجل هرب ( شكل ادهم زي اللي ف الصورة )
اخذ نفسا عميقا ثم بلحظة استدار ل لارا التي ترتجف خوفا اقترب منها و امسك ذراعها بعنف شديد!!
انتفضت لارا ونظرت له وجدته كمن يحترق حيا وسرعان ما صرخ : انتي غبية انا كام مرة قلت مفيش طلعة من القصر انتي عايزة توصلي ل ايه باللي بتعمليه.
زينب : ادهم سيب البنت.
لارا ببكاء و ارتجاف : انا…انا…..
ولم تكمل كلامها لانها ببساطة وقعت مغشيا عليها بين ذراعي ادهم!!
_________________
وقفنا البارت فتعرض واحد ل لارا و عصبية ادهم عليها و اغمائها ياترى ايه اللي هيحصل مستقبلا ؟؟؟ تفاعل و جاوبو على الاسئلة قراءة ممتعة.
_________________
لارا ببكاء : انا…انا….
ولم تكنل لانها ببساطة وقعت مغشيا عليها بين يديه !!!
انتفض ادهم و الجميع انحنى بجزعه و حملها بين ذراعيه بهدوء تام فتمتمت حنين بقلق : البنت اغمى عليها من الخوف دخلها جوا يا ادهم…
تحرك ادهم للداخل وخلفه البقية وضعها على سريرها ثم غمغم بجدية : خدو بالكم منها…
زينب : انت رايح فين.
ادهم : مش لحته.
انهى كلامه وهو يخرج من الغرفة غادر القصر واتجه للحراس المتجمعين وقف امامهم و زمجر بانفعال : الواضح اني مشغل شوية اغبيا فعلا !!! كنتو بتعملو ايه لما الكلب ده دخل.
احد الحراس : يا باشا هو كان معاه بطاقة الشغل و احنا فكرنا انك شغلته معانا ومأخدناش بالنا لما دخل ع الحديقة.
مرر يده على شعره بغضب ثم صرخ : هتفضلو واقفين قدامي كده يلا كل واحد على شغله و لو اتكرر اللي حصل اقسم برب العزة مش هتطلعو منها سليمة وهوريكم الوش اللي متأكد ان محدش عايز يشوفه غورو من قدامي !!!
وفي ثواني كان يقف وحيدا بعدما تشتت جميع الحراس.
زفر بحنق ثم اتجه لسيارته ركبها و انطلق بها بسرعة جنونية و بعد مدة توقف في مكان معزول اخذ هاتفن وطلب احد الارقام رن رن ثم فتح الخط.
ادهم بجدية : طارق انا بالمكان اللي كنا هنتقابل فيه تعالا بسرعة.
_________________
في القصر.
فتحت عيناها ببطئ و جالت بأنظارها في الغرفة وجدت حياة وحنين واقفتان امامها.
حياة بابتسامة بسيطة : حمد لله على السلامة.
لارا بضعف : انا فين و ايه اللي حصل….بدأت تتذكر ماحدث تدريجيا فانتفضت بفزع : هوما كانو عايزين ياخدوني !!!
حنين : خلاص اهدي محصلش حاجة ادهم انقذك و هيعرف مين الناس دول بس اهدي تمام.
هزت رأسها بوهن ثم اغمضت عيناها ونامت مباشرة لاتدري الفتاتان ان كان من التعب او انها قد فثدت وعيها مجددا.
خرجت حنين وحياة من الغرفة وجدتا زينب و فريدة وجميلة جالسات في الصالون.
فريدة بشك : برضو الراجل ده كان مجرد حرامي.
توترت زينب ثم هتفت بتشتيت : اه….بقولك مش هنتعشى بقى.
حياة : اه والله انا جوعانة جدا.
زينب : لارا فاقت ولا لسا.
حنين : صحيت من شويا ومفيش ثواني و رجعت نامت تاني مسكينة والله.
جميلة بهمس لفريدة : انا مش داخل كلامهم بدماغي يعني ادهم كان حاطط حراس ليه و على حسب نا فهمت من كلامه هو كان مانعها من الطلعة طب ليه.
فريدة بهمس هي الاخرى : الناس دول مفكرينا اغبيا بس مسيري اعرف اللي بيحصل بالقصر ده.
ثم ابتسمت وقالت : الوقت اتأخر يا فريدة احنا لازم نمشي.
حياة بداخلها : داهية تاخدكو.
زينب : ماشي….تصبحو على خير.
ابتسمت فريدة باصطناع ثم خرجت مع جميلة.
حنين باستغراب : ادهم فين يا طنط ؟؟
زينب بعبوس : مش عارفة زعق لكل الحراس بعدين طلع ومش بيرد على اتصالاتي خالص.
حياة : تلاقيه بيدور ع الراجل ده….يلا حصل خير احياة عيالك يا شيخة انا جوعانة موت و عايزة اكل.
ضحكت حنين و زينب على كلامها….
_________________
فتح باب السيارة و جلس بجانبه نظر له وتمتم بترقب من حالته : في ايه يا ادهم ايه اللي حصل.
ادهم بهدوء مرعب : في حد اقتحم القصر و حاول يخطف لارا.
طارق بصدمة : نعم !! طب وانت عملت ايه ؟!
ادهم : لحقتها ف اخر لحظة و اديته علقة بس عرف يهرب مني ال***** ده و المصيبة انه عرف يدخل بكل ذكاء ومحدش حس بحاجة.
طارق : الواضح ان الناس دول مش سهلين برضو….بقولك مش انت كلفت مصطفى يعرف كل المعلومات عن الدكتورة.
ادهم : بالضبط و انا مستنيه يتصل.
لم يكد يكمل كلامه حتى رن هاتفه نظر له وجده مصطفى ففتح الخط و الاسبكير ووضع على الطاولة امامه.
ادهم بجدية : ايوة يا مصطفى.
مصطفى : انا جبت كل المعلومات يا فندم لارا الاسيوطي كانت فميتم من 18 سنة ابوها حطها هناك و مامتها من اصل امريكي كمان بس طول حياتها عايشة ف مصر فضلت تزورها لمدة 5 سنين بالملجأ و بعد ما ماتت فحادث غامض جت واحدة اسمها سعاد الاسيوطي وكانت صاحبة مامتها عملت ورق تبني و ودتها ع امريكا.
ادهم بحدة : اسم امها ايه و ابوها و ليه حطوها بالملجأ.
مصطفى بتردد : اسم امها هو ريهام و ابوها بيكون….احم ماجد الكيلاني.
فتح طارق عيناه بصدمة و نظر ل ادهم الذي يضغط على مقود السيارة حتى كاد يقتلعه و يده شاحبة من كثر الضغط عليها وعيناه حمراء كالجحيم وعروقه بارزة من الغضب اذا هذا هو سبب كرهه الشديد ل لارا !!!
طارق محدثا نفسه : يارب استر.
ادهم ببرود عكس عيناه المشتعلتان : و حطها بالملجأ ليه.
مصطفى : على حسب معلوماتي هو كان عايزها تكون ولد ولما جت بنت رماها ومنع امها من انها تزورها بس هي فضلت تروح ليها و بعد ما عرف ماجد معداش يومين و ريهام ماتت.
ادهم متمتما بسخرية : ايه العيلة الشريفة ديه….ثم هتف بحدة : ودول كانو متجوزين ولا علاقة عابرة.
مصطفى : كانو متجوزين جواز عرفي يا فندم….تؤمرني بحاجة.
ادهم : لا…ثم اغلق الخط.
نظر لطارق الذي لا يزال فارها فمه بعدم استيعاب و غمغم : مالك متنح كده ليه يلا اتعدل.
اغلق طارق فمه و نظر له : يعني الدكتورة هي نفسها بنت الراجل اللي انت بتدور عليه يا ادهم !! يعني اسمها الحقيقي هو لارا ماجد االكيلاني ؟؟!!
ادهم بهدوء تام : اه.
طارق : طب انت ناوي تعمل ايه….بص يا ادهم اللي حصل ملهوش علاقة بالدكتورة قولتلك من قبل و هرجع اقولك مدخلش حياتك الشخصية ف الشغل.
زفر بضيق و مرر يده على شعره بسخط وهمس : انا مش عارف لازم اعمل ايه.
وضع طارق يده على كتفه و تمتم : اهدى شويا علشان تعرف تفكر.
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت لارا و نهضت استحمت و ارتدت بنطال ازرق داكن و تيشرت ازرق صففت شعرها الذهبي على هيئة ذيل حصان و خرجت من غرفتها و سرعان ما تفاجأت عندما وجدت ادهم يدخل للقصر.
كاد يصعد لغرفته لكنها نادته : ضابط ادهم.
وقف ادهم ونظر اليها فاقتربت منه وتمتمت بصوت جاهدت لكي لا تظهر ضيقها فيه : انت كنت برا القصر طول الليل و متشيك و كده يعني….
رفع احدى حاجبيه باستمتاع : اه و يهمك ف ايه.
لارا بغضب : و كنت سهران مع مين !!!
اغتاظ ادهم من نبرة صوتها لكنه كتف يداه امام صدره و غمغم بهدوء : و يهمك ف ايه.
لارا : يهمني ف اني بح……
صمتت فجأة و اندهشت للغاية من كلامها التلقائي نظرت له و اردفت بتوتر : انا مليش دعوة بيك اعمل اللي عايزه يا سيادة الضابط. ثم دلفت لغرفتها.
ابتسم ادهم بتعجب و تمتم : غيرانة عليا….معقول !!!
_________________
دلفت لارا لغرفتها و انبت نفسها على انجراف مشاعرها.
لارا بضيق : ايه اللي كنتي بتقوليه ده وانتي مالك بيه اصلا…..بس هو كان سهران مع مين معقول….اوووووف.
اخذت هاتفها و طلبت احد الارقام و انتظرت الرد….
_________________
في شقة جاكلين.
استيقظت من نومها على صوت رنين الهاتف نهضت بضجر و فتحت الخط.
جاكلين بصوت ناعس : الو مين.
….: مالك يابت انا لارا.
فتحت جاكلين عيناها بقوة : لارا….حبيبتي وحشتيني اوي بقالك زمان مكلمتينيش.
لارا : و انتي كمان يا حبيبة قلبي.
جاكلين : طب ما تيجي لعندي ولا انا اجيلك.
لارا بضحكة : اه علشان ادهم يودينا ف داهية.
جاكلين بغيظ : داهية لما تاخده الواطي ده.
لارا : لمي الدور احسنلك مسمحلكيش تتكلمي عليه كده.
جاكلين بخبث : ايوة بقى الحب ولع ف الدرة يا جدعان.
لارا بتوتر : اخرصي بقى حب ايه اللي ولع.
جاكلين : اها صدقتك…طب رنيتي عليا بالوقت ده ليه يعني.
لارا : عادي يعني.
جاكلين : اممم طب يلا يا بيبي اقفلي ولو فكرتي تقوليلي عن حاجة كده انا موجودة اوك….شااو.
لارا بغيظ : رخمة.
_________________
اغلقت لارا الخط وتمتمت : و ال ايه هكلمها علشان تساعدني حب ايه ده اللي بتقول عليه الولية ديه.
خرجت من غرفتها وجدت حياة وزينب وحنين على طاولة الافطار جلست معهن و بدأت فطورها.
بعد مدة اتى ادهم جلس معهن و بدأ بتناول الفطور بهدوء.
لارا بداخلها بغيظ : باين عليه رايق جدا اه ماهو كان بيتسرمح مع البنات طول الليل عاااا.
حياة باستغراب : لارا مالك يا حبيبتي.
لارا بانتباه : ها مفيش حاجة خالص.
رمقها ادهم بنصف عينه ثم نهض و تمتم بجدية : عن اذنكم.
غادر المكان فنهضت لارا بسرعة و قالت : انا رايحة على اوضتي باي.
ركضت خلفه تاركة الجميع ينظرون لهما بدهشة.
حنين بخبث محدثة نفسها : ايوة بقى في حكاية بين الاتنين دول.
كان ادهم سيخرج فنادته لارا بصوت عالي : ضابط ادهم !!
توقف ادهم و نظر لها فاقتربت منه و تمتمت : احم انا عايزة اتشكرك.
ادهم برفعة حاجب : على ايه.
لارا بتوتر وهي تفرك يداها : اقصد ع اللي حصل المبارح لو مجيتش بالوقت المناسب كنت….
قاطعها ادهم بضجر : مفيش داعي يا دكتورة ده شغلي ومهمتي احافظ عليكي….لم يمهلها فرصة للرد و كاد يذهب لكنها اوقفته مجددا فزمجر بنفاذ صبر : عايزة ايه دلوقتي.
وضعت يدها على خصرها واردفت بابتسامة غيظ : المفروض لما حد يكلمك تقف وتسمعه يا سيادة الضابط ومش معنى اني بتشكرك ابقى قللت من نفسي ده لاني مزوقة اوكي!!
تمتم ادهم بتهكم ساخرا و هو ينظر لها من الاسفل للاعلى : ماشاء الله على زوقك يا دكتورة….ابعدي من وشي يلا.
دفعها بخفة وتجاوزها فقالت بصوت عالي وابتسامة صفراء : تروح وترجع بالسلامة يا سيادة الضابط هاهاها.
رمقها بنصف عينه ثم همس : غبية…وخرج من القصر.
رفعت لارا يدها في الهواء وهي تقلده : ماشاء الله على زوقك يا دكتورة يايايايا….لو شوفتك دلوقتي قدامي هموتك وارتاح منك.
ثم تمتمت : الجلاد ده فاكر نفسه قصر و هو مجرد اوضة و مطبخ….
عبست و ركضت لغرفتها و صفعت الباب بعنف…
عندما خرج ادهم ابتسم و همس : انا اتأكدت دلوقتي انها مجرد طفلة مجنونة.
_________________
في المساء.
عاد ادهم للقصر و صعد لغرفته دلف ومنه للحمام استحم ثم ارتدى ملابسه وخرج وجد والدته تنتظره.
ادهم باستغراب وهو يقترب منها : ماما انتي هنا في ايه؟!
زيتب بابتسامة : مفيش حاجة يا حبيبي جيت علشان اطمن عليك انت بقالك زمان مقعدتش معايا.
ابتسم ادهم و طبع قبلة حانية في جبينها و تمتم : معلش يا ست الكل بس انتي عارفة اللي فيها.
ابتعد عنها وجلس على سريره فجلست بجانبه و اردفت بهدوء : محتاجين نتكلم فموضوع جوازك انت و جميلة.
زفر بضجر و غمغم : انتي لسا بتفكري بالموضوع ده ما انا قولتلك….
قاطعته زينب بحدة : انا منسيتوش خالص ولسا مصممة على كلامي…ولا انت عاجباك البنت لارا.
رفع ادهم نظره لها و تمتم بشرود : عاجباني !!….حمحم و زمجر بغضب : مفيش بنت عاجباني يا امي و اقفلي ع الموضوع ده لاني حتى لو كنت عايزها مش هقدر هي بالاول والاخير بتبقى بنت…..
قطع كلامه فجأة ونظر لها وجدها تطالعه بترقب : كمل هي بنت….انت عايز تقول ايه.
ادهم بضيق : مش عايز اقول حاجة لو سنحتي انا عايز .
نهض و اتجه للخارج لكنها امسكت ذراعه و زمجرت بحدة : كمل يا ادهم والله لو مقولتليش ع اللي انت عارفه هغضب عليك ليوم الدين.
اخذ نفسا عميقا و نظر لها بصمت ثم مرر يده على شعره ليتمالك اعصابه و تمتم : لارا بتكون بنت قاتل ابويا……!!!!
_________________
وقفنا البارت فمعرفة زينب ان لارا بتكون بنت ماجد ياترى هتعمل ايييييه. قراءة ممتعة.
_________________
اخذ نفسا عميقا و تمتم بثبات : لارا بتكون بنت قاتل ابويا.
شهقت بصدمة ونظرت له بعدم استيعاب فأمسك كتفيها و تابع بنبرة هادئة : من فترة عرفت ان لارا بتكون بنت ماجد الكيلاني انا مكنتش متأكد وقولت يمكن يكون عايز يضللني ف دورت على كل المعلومات اللي تخصها تخصها و تأكدت لارا طلعت بنته وهو حطها بالملجأ من سنين…..نظر لها وجدها صامتة تماما فتنهد بحرارة هو يعلم ما تمر به الان جيدا لكنها كانت ستعرف الحقيقة عاجلا ام آجلا و الافضل ان تعرفها الان لكن مالذي سيحدث ؟!!
ادهم بهدوء : يا امي.
اخيرا نظرت له زينب و قالت : انت لازم تطلعها من القصر يا ادهم.
ادهم بحدة : لا مستحيل هي مسؤوليتي ولازم اخد بالي منها حتى لو كانت بنت عدوي بس هي……
صمت فصرخت بقهر : وانا مش هعرف اعيش معاها حتى لو مكنش ليها علاقة باللي حصل زمان بس هفضل فاكرة ان بسبب ابوها اتحرمت من جوزي و انتو اتحرمتو من ابوكم وبعدين ايه اللي يثبت انها مش متعاونة معاه و عايزة تأذينا زي ما ابوها موت باباك زمان….دايما الوش البريئ بيكون وراه حاجات كتيرة انا امك و فاهمة الدنيا صح طلعها يا ادهم هي مش من عيلتنا علشان نحميها.
كان ادهم يحترق بكل كلمة نطقتها استطاعت زرع الحقد و الشك بقلبه اتجاهها هل يعقل ان تكون تلك الفتاة البريئة جزءا من المؤامرات التي تحدث ضده !!!!
اخش نفسا عميقا و نظر لها وجدها تبكي بحزن فقبض على يده بعنف ثم مسح دموعها و قبل رأسها.
غمغم ادهم بثبات : انا مش بيهمني كل اللي قولتيه يا امي وحتى لو كانت معاهم بس هي لازم تفضل قدامي علشان اعرف اوصلهم هي الوسيلة الوحيدة اللي هتوصلني للكلاب دول.
زينب : انا عارفة اني مش هعرف اقنعك بحاجة و لو عايز البنت ديه تفضل معانا ف انا مش همنعك بس….
صمتت فتابع كلامها بترقب : بس ايه كملي.
زينب بهدوء تام : توعدني انك تبعد عن البنت ديه تماما وملكش دعوة بيها ولا ب اي حاجة تخصها و تتجوز بنت عمك جميلة….ها توعدني.
دق قلبه بعنف و شعر بالدماء تغلي في عروقه لا يدري لماذا لكن جملة -ابتعد عنها- جعلته يشعر بغصة مؤلمة في قلبه…..قلبه !!!! ومنذ متى كان هذا المصطلح له دور في حياته لقد مات قلبه منذ سنين عندما ؤأى والده يموت امامه بأبشع الطرق ولم يستطع فعل شئ له كان صغيرا جدا حينها لكنه لا يزال يتذكر ذلك المشهد كأنه حدث البارحة وكلما يتذكره يغضب اكثر و يشعر بأنه يعيش تلك الحادثة مجددا….
ف لماذا اصبح يحس بالالم في قلبه المتحجر كان يستمتع وهو يؤذي اي شخص يخالفه اذا لماذا اصبح يخاف على تلك الفتاة لماذا شعر بالضيق و نار الغيرة تأكله عندما رأى ذلك الرجل يلمسها لماذا تضايق عندما رآها من قبل تضحك مع طارق لماذاااا ؟؟؟!!!
افاق من شروده على صوت امه : ادهم انت معايا.
ادهم بتنهيدة : ايوة.
زينب : ها قولت ايه انت هتبعد عن البنت ديه.
ادهم بنفاذ صبر : ابعد عنها ازاي هو انا قربت منها اصلا علشان ابعد هي مش بتهمني خالص يا امي وكتى لما جبتها ع القصر مكنش علشان تشهد انا استغليت الجريمة اللي حصلت علشان مصالحي انا مش ل اي حاجة تانية.
زينب بدهشة : ايييييه !!….ثم تنهدت براحة و ابتسمت : كويس اوي بس حتى لو هي مش بتعنيلك حاجة محدش بيعرف ايه اللي هيحصل مستقبلا ف اوعدني انك تتجوز جميلة….ماشي.
اغمض ادهم عيناه وهو يحاول التحكم في اعصابه وعدم الانفجار في وجه والدته الان فتح عيناه فجأة و غمغم بصوت غاضب : لو ده اللي انتي عايزاه ف ماشي هتجوز بس بعد ما اوصل ل ماجد غير كده مش عايز اي اوامر و ياريت متعامليش البنت وحش علشان متشكش ف حاجة وكمان انا المسؤول عن حمايتها و بعمري ما هفرط ف شغلي وواجباتي مهما كانت الظروف.
اومأت زينب ووضعت يدها على كتفها بابتسامة : ربنا يرضى عنك يا حبيبي….تصبح على خير.
خرجت من الغرفة بينما ظل ادهم واقفا مكانه و فجأة ركل الكرسي الخشبي الذي كان بجانبه و زمجر بعصبية….
ثم ارتدى ملابسه من جديد و غادر القصر كليا ركب سيارته و انطلق بها بقي يدور و يدور بها لعله يهدأ لكن النيران المشتعلة داخله لن تنطفئ…..ابدا !!!
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت لارا ونهضت دلفت للحمام و استحمت ثم خرجت و ارتدت بنطال وردي و تيشرت ابيض به رسومات كرتونية بالون الوردي والاسود و كوتش ابيض صففت شعرها ذيل حصان ووضعت اقراطا على شكل وردة صغيرة باللون الزهري و خرجت.
كانت الفتيات في الصالة وعندما رأتها حنين اطلقت صفارة اعجاب : ايوة بقى ايه الجمال ده من الصبح يا بت.
حياة : لارا طول حياتها حلوة مش كده يا ماما.
زينب ببرود : اه.
لارا بخجل : ميرسي.
حياة بغمزة : لا يا بت احنا معانا ولد بالبيت و نخاف عليه من الرقة ديه.
تصاعدت الدماء لوجه لارا كله وعضت على شفتها السفلى ب احراج شديد فصاحت زينب بنهر : حياة عيب كده !!
في هذا الوقت كان ادهم قد نزل واقترب منهم فهتفت حياة : ليه بس ما انا بقول الحقيقة مش كده يا ابيه.
ادهم ببرود : عن ايه.
حنين بخبث : احنا بنقول ان لارا طالعة مزة النهارده واهي اتكسفت.
لارا بداخلها : ماشي يابت انتي وهي هتصرف معاكم بعدين.
نظر ادهم ل لارا و تاه في جمالها لطالما كانت جميلة لكنه الان يراها اجمل من ذي قبل بكثير فتمتم بدون شعور : اه طالعة حلوة اوي.
نظرت له زينب اما لارا فكادت تموت من خجلها فاستئذنت و ركضت لغرفتها.
زفرت زينب بضيق ثم قالت : تعالا يا حبيبي علشان تفطر.
ادهم ببرود : لا مش عايز.
تحرك وغادر فقالت حياة بتعجب : ماله ده من الصبح.
حنين : و انا مش فاهمة كمان هو قالب خلقته كده ليه….ثم همست لها : بس شوفتيهم وهوما بيبصو لبعض.
حياة بضحكة : اه و البت لارا كانت شويا و هتضربنا.
زينب : بتتكلمي عن ايه انتي و هي تعالو بقى.
_________________
عندما دلفت لارا لغرفتها ارتمت على سريرها تتنفس بقوة وضعت يدها على قلبها الذي يكاد يخرج من مكانه و هي تبتسم ببلاهة.
اخذت هاتفها بايدي مرتعشة و طلبت رقم جاكلين وبعد ثواني فتح الخط.
جاكلين بسعادة : حبيبة قلبي How are you.
لارا بتوتر : انا كويسة يا جاكي….بصي انا عايزة اقولك على حاجة كده.
جاكلين : اتفضلي انا سمعاكي.
لارا : هو…يعني ايه انك تفكري بشخص معين وتتضايقي لو حد غيرك كلمه ولو اتأخر تقلقي عليه و هو الوحيد اللي بتحسي معاه بالامان رغم انه بعمره مكلمكش ولا ابتسملك بس لو مشوفتيهش يوم واحد بتحسي بحاجة ناقصاكي و انتي مش عارفة بتحسي كده ليه.
صمتت لارا فقالت جاكلين بدهشة : انتي وقعتي ومحدش سمى عليكي يا حبيبتي.
لارا : قص….قصدك ايه.
جاكلين بابتسامة : كل مشاعرك ديه بتعني حاجة واحدة انك وقعتي ف الحب يا قلبي.
لارا بصدمة : معقول يكون كده…بس ازاي انا بعرف ادهم من شهر يعني لحقت احبه…
صمتت فجأة عندما ادركت ما قالته فاردفت جاكلين بضحكة : اها يعني ادهم هو حبيب القلب انتي بتحبيه يا لارا و ده واضح من كلامك و كمان انا كنت شاكة بس اتأكدت دلوقتي.
ابتسمت لارا بعدم تصديق فقلبها لم يدق لرجل من قبل و الان….وقعت في حب الجلاد !!
لارا بحزن : بس حبي ده ملهوش اهمية اصلا هو مش بيحبني وكمان انا سمعت من قبل انه هيتجوز بنت عمه.
جاكلين : وهو يطول يحبك و بعدين مين ديه اللي هيتجوزها و يسيبك علشانها.
لارا بضحكة : يسيبني ايه هو ارتبط بيا اصلا علشان يسيبني…طب يلا بقى انا هقفل دلوقتي وابقى اكلمك بعدين اشطا.
جاكلين : اشطتين شاو يا قطة.
اغلقت لارا الخط و همست : انا بحبه معقول !!
ضحكت من نفسها ثم خرجت من الغرفة مجددا و جلست معهن لاحظت جفاء زينب في معاملتها لكنها لم تهتم كثيرا….
_________________
في مكان اخر.
نظال بخبث : الراجل نفذ كل اللي قولتله عليه يا باشا.
ماجد بضحكة : حلو اوي يا نظال دلوقتي لازم نستنى السنيورة تطلع من القصر علشان نعمل الضربة القاضية.
ارتفعت ضحكاته وكذلك نظال ليصدع صوتهم المكان….
_________________
في المساء.
كانت لارا جالسة مع حنين وحياة وزينب على طاولة العشاء.
حنين : ادهم هيجي امتى يا طنط.
زينب : شويا كده و هيجي وياريت ميتأخرش لاني عاوزة اقولكم حاجة.
نظرت الفتيات لبعضها البعض و قالت لارا باستغراب : حاجة ايه.
نظرت لها زينب بهدوء : هتعرفو لما يجي.
سمعت فتح الباب و بعد دقائق وجدته يدلف و يجلس معهن استغربت لارا بشدة فهو ليس معتادا على ان يتناول الطعام معهم.
طالعها ادهم لحظات ثم حمحم وتمتم : انا هتجوز جميلة.
شهقت الفتيات و سقطت المعلقة من يد لارا نظرت له ثم اخفضت رأسها بسرعة وهي غير مصدقة لما تسمعه !!
حياة بصدمة : تتجوز جميلة !! ازاي وانت مش بطيقها اصلا.
حنين : ايه اللي حصل يا ادهم انت كنت…
قاطعها ادهم بحدة : انا بقولكم مش بطلب رايكم و الحاجة اللي بتيجي بدماغي بعملها ع الطول ومش عايز اي نقاش…..نظر ل لارا و تمتم : انا هتجوز بنت عمي.
سقطت دمعة منها فمسحتها سريعا و نهضت و ركضت لغرفتها.
ابتسمت زينب بانتصار : كويس اوي يابني.
ادهم بحدة : بس مش عايز الكلام ده يعرف فيه حد حتى مرات عمي وبنتها.
حياة بأسى : ليه يعني.
ادهم وهو ينهض : ملكيش دعوة…وصعد لغرفته.
نهضت حياة و ذهبت لغرفتها و نظرت حنين لزينب.
حنين بحزن : هو ليه عمل كده.
زينب : عمل ايه هو عايز يتجوز وبعدين مش انتي اللي كنتي عايزاه يتجوز جميلة في ايه دلوقتي.
حنين : لا مفيش حاجة…..الف مبروك.
_________________
دلفت لارا لغرفتها بصمت تام جلست على سريرها وهنا انهارت…..بكت كما لم تبكي من قبل بكت بقوة لشعورها بأن قلبها يتمزق تشعر بأن احدهم يطعنها بدون ذرة رحمة هل سيتزوج فعلا هل سيتركها بعدما كان الوحيد الذي تشعر معه بالامان !!!….
اما ادهم فعندما صعد لغرفته اغلق الباب ببطئ و مر في ذاكرته شكلها عندما القى عليهم موضوع زواجهم…..
وقف امام المرآة و ضغط على شعره بشدة : اطلعي من دماغي بقى اطلعي….
_________________
بعد منتصف الليل.
خرج ادهم من غرفته و ذهب للمطبخ دلف و تفاجأ ب لارا جالسة و تشرب الماء بشرود.
حمحم ادهم لتنتبه له فرفعت رأسها بسرعة و عندما وجدته نهضت و تحركت لتخرج.
امسك ذراعها و تمتم : مش هتقولي حاجة.
لارا : هقول ايه مثلا….اه نسيت اباركلك…
نظرت له وهتفت بنبرة منكسرة : الف مبروك يا سيادة الضابط فرحتلك من قلبي.
ابعدت يده و تجاوزته لكنها سرعان ما صرخت عندما جذبها من ذراعها ودفعها على الحائط فزعت ونظرت اليه فاقترب منها وهمس بعيون حمراء كالجحيم : مش عايزة تقولي حاجة تانية.
لارا وهي تحاول دفعه : لا وابعد لو سمحت مينفعش تقرب مني كده.
ادهم بتهكم : يعني هتضربيني زي اخر مرة.
رفعت رأسها اليه و نزلت دموعها : لو سمحت سيبني اروح.
ابتعد عنها و رمقها بنظرة تحمل الكثير و خرج مسرعا.
وضعت لارا يديها على وجهها و قالت : اهدي….اهدي يا لارا مينفعش تفكري فيه هو ملك لغيرك خلاص اهدي.
خرجت من المطبخ بسرعة و ركضت لغرفتها وكان هناك ثلاث اشخاص يراقبانهما زينب تنظر لهما بضيق شديد و حنين وحياة تنظران لهما بحزن…..
“ولأنني عشقتك……عشقت كل تصرفاتك حتى قسوتك علي…”
_________________
في اليوم التالي.
على الهاتف.
طارق بصدمة : هتتجوز بنت عمك !! ازاي ده انت مش بطيقها اصلا.
ادهم ببرود : اهو اللي حصل قررت و خلاص.
طارق : و الدكتورة…..معقول هي مبتعنيلكش حاجة.
ادهم بصراخ : خلاص بقى يا طارق اقفل على السيرة ديه انا جاي حالا.
طارق بمضض : براحتك.
اغلق ادهم الخط بسرعة و خرج من غرفته نزل للاسفل وكاد يغادر لكن صوتها اوقفه : ضابط ادهم.
توقف واغمض عيناه و استدار لها وجدها تقترب منه وقفت امامه فقال : عايزة ايه.
لارا بثبات : انا عايزة اطلع من القصر ده و اقعد مع جاكلين.
ادهم بحدة : افندم.
لارا بشجاعة : بقولك انا مش عايزة افضل بالقصر ده ومش عايزة اعيش معاك انت ليه مبتفهمش !!
امسك ادهم كتفيها و صرخ بعصبية : انتي مجنونة تطلعي فين قولتلك من قبل مستحيل تطلعي.
تجمع على صوتهم الجميع و قالت حياة بفزع : في ايه.
لارا بصراخ هي الاخرى : انت ملكش دعوة بيا فاهم ملكش دعوة بيا خااااالص !!!
فقد ادهم اعصابه و صرخ دفعة واحدة : انتي ايه مبتفهميش ده انا من اول ما شوفتك و المصايب لاحقاني زهقت منك ومن شوفتك كل يوم صدقيني انا بحياتي مكرهتش واحدة زيك.
شهق الجميع وفتحت لارا عيناها بصدمة هي تحبه….وهو يكرهها!!!
صرخت لارا وهي تدفعه من صدره : ياارب اموت علشان ترتاح مني ومن مصايبي.
انهت كلامها و هي تتجاوزه و تركض خارج القصر بقي ادهم واقفا مصدوما من كلامه فصرخت حياة ببكاء : حرام عليك يا ادهم حراااام.
نظر لها ادهم ثم ركض للخارج هو ايضا وجدها تركب سيارتها فصرخ : لاااااراااا.
لم تجبه و انطلقت بسرعة مخيفة فركب هو سيارته ايضا و انطلق خلفها طلب رقمها لكنها لم تجب فصرخ بغضب : وقفي يا لارا وقفي….
كانت لارا تمشي بأقصى سرعة لديها وهي تتذكر كلامه “بكرهك…بكرهك…بكرهك..”
صرخت لارا ببكاء اما ادهم فكان يلحق بها بسرعة مخيفة وهو يدعو ان لا يصيبها مكروه…
فجأة ظهرت امامها شاحنة كبيرة صرخت لارا تزامنا مع اصطدام سيارتها بالشاحنة و انقلابها عدة مرات !!!!
توقف ادهم بسيارته و خرج بسرعة وهو يصرخ : لاااااااراااااااا
وقفنا البارت فوقوع حادث كبير ل لارا ياترى ايه اللي هيحصل ؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
صرخت لارا تزامنا مع اصطدام سيارتها بالشاحنة و انقلابها عدة مرات….
توقف ادهم بسياراه و خرج وهو يصرخ : لااااارااااا !!!
كل ماحدث كان في دقيقتان فقط كأنه مجرد كابوس مخيف !! نظر ادهم لسيارتها المقلوبة و ركض بسرعة لها….تجمع الناس حولهم و الضجة تملأ المكان اما ادهم فانصدم عندما وجدها في حالة يرثى لها و البنزين يتسرب من الاسفل اقترب منها بسرعة لكن احد الحاضرين امسكه.
الرجل : يا استاذ العربية هتنفجر استنى نطلب…..
قاطعه ادهم بصراخ مخيف : ابببببعد عني لااااااراااااا.
دفعه بقوة و فتح الباب كانت لارا عالقة و وجهها كله مغطى بالدماء نظر لها برعب و تمتم بنبرة اشبه بالجنون : مش هسمحلك تموتي….انا هنقذك يا لارا.
دخل للسيارة بصعوبة وحاول اخراجها عدة مرات لكن لم يستطع ارتفع صوت الحاضرين وهم ينذرون بنفاذ البنزين لكنه لم يهتم….هو فقط يريد انقاذها !!!!
اخيرا استطاع تحريرها خرج من السيارة و حملها كان الجميع قد ابتعد ركض بها وهي مغمى عليها تماما بين ذراعيه وكل جزء من جسدها ينزف فلقد كان الحادث شنيعا جدا…..و ادهم كان في حالة يرثى لها قلبه ينبض بقوة رهيبة و بمجرد ان وضعها في سيارته من الخلف انفجرت سيارتها !!!
ركب سيارته و انطلق بها بأقصى سرعة وهو يهمس بخوف : يارب احميها….
_________________
في المستشفى.
دلف ادهم بسرعة و صرخ بالدكاترة : دكتور هنا بسرعة!!
اقترب الدكاترة بسرعة ووضعوها على النقالة و ادخولها الى غرفة العمليات فورا وقبل ان يدلف الدكتور امسكه ادهم و تمتم بنبرة قوية : اعمل اي حاجة المهم هي تبقى كويسة مفهوم.
الدكتور : هنعمل اللي نقدر عليه…و ذهب.
اطلق زفيرا قويا بحرارة و استند على الحائط وهو مصدوم تماما مما حدث…. نظر ليده المغطاة بدمائها وقبض عليها بقوة وهو يحاول التماسك….
لمح والدته وحياة و حنين يقتربون منه فيبدو ان طارق قد اخبرهم بعدما اعلمه ادهم بالحادث.
وقفت حياة امامه و قالت بفزع : ايه اللي حصل يا ادهم و لارا فين.
حنين بدموع : فيه ايه يا ادهم انطق.
زينب : لارا كويسة يابني.
ادهم بهدوء : معرفش….طارق فين.
اجابته حياة باقتضاب : مش عارفة راح فين بس ازاي حصلها الحادث ومين السبب.
نظر لها ادهم بغموض ثم ابتعد عنها ووقف في مكان اخر….
_________________
في شقة جاكلين.
كانت نائمة حتى استيقظت على صوت رن الجرس نهضت بانزعاج ونزلت للاسفل و فتحت الباب وجدت طارق امامها.
ابتسمت و تمتمت : ضابط طارق اتفضل.
طارق بقلق : لا مفيش داعي الصراحة انا جيت علشان اخدك معاكي.
جاكلين باستغراب : على فين.
تنهد طارق بقوة : ع المستشفى لارا عملت حادث و حالتها خطيرة.
شهقت جاكلين بصدمة وترنحت كادت تسقط لكن طارق امسكها بلهفة : جاكلين.
جاكلين بعدم تصديق : انت بتقول ايه مستحيل لارا كويسة مش هتحصلها حاجة.
طارق وهو يمسد على شعرها : خلاص اهدي هي هتبقى كوبسه يلا تعالي معايا.
هزت رأسها بسرعة و خرجت معه ركبا السيارة فصرخت هي بانهيار : ازاي حصلها كده هي مكنتش تطلع من القصر.
طارق : والله مش عارف حاجة انا رنيت على ادهم كتير و مردش و لما رد قالي انه بالمشفى قولتله ليه قالي لارا عملت حادث والعربية بتاعتها انفجرت.
وضعت يدها على فمها و بدأت دموعها بالنزول بقوة.
بعد مدة و صلا للمشفى خرج معها و دخلا بسرعة وجدت الجميع واقفين امام غرفة العمليات فركضت لهم و هتفت بخوف : لارا فين.
زينب : هي جوا.
كادت تتكلم لكن فتح باب الغرفة وخرج الدكتور فأسرع له ادهم و الجميع.
ادهم بنبرة ثابتة : هي عاملة ايه.
تنهد الدكتور و اجاب بأسى : انا اسف بس حالتها صعبة اوي في جروح خطيرة فجسمها كله و عندها اصابة عميقة بالدماغ الصراحة انا مش عارف لازم اقولكم ايه بس نسبة نجاتها تقريبا معدومة.
انتفض الجميع و سقطت جاكلين على الارض و حنين احتضنت حياة ببكاء و زينب مصدومة تماما اما طارق فنظر ل ادهم الذي اصبحت ملامحه مرعبة بشدة.
نظر له ادهم لثواني ثم لكمه بوحشية جعلت انفه ينزف لكمه ثانية ثم امسكه من ياقة قميصه وزمجر بعنف : انت اتجننت لو حصلها حاجة و عزة جلالة الله هقلبلك المشفى ده على دماغ اللي خلفوك و اموتك سااااااامعني والله هموتك.
امسكه طارق و ابعده بصعوبة وهو يقول : اهدى يا ادهم بالله عليك اهدى.
عدل الدكتور قميصه بخوف و اردف : انا مقدر موقفك يا فندم هنعمل اللي نقدر عليه بس ادعولها هي محتاجة دعائكم دلوقتي.
دلف مجددا وترك الجميع مدمر عاد ادهم خطوتان للخلف ثم استدار و ابتعد عنهم…..جلس بمكان بعيد عنهم وهو يتذكر كلام الطبيب “نسبة نجاتها تقريبا معدومة”
وضع يده على وجهه و زفر بقوة….تذكر كلامها منذ ساعات “يارب اموت علشان ترتاح من مصايبي”…
ادهم بداخله : يارب احميهالي و انا مش هزعلها خالص….يارب…
…..: هي هتبقى كويسه ب اذن الله.
رفع ادهم رأسه ببطئ وجد والدته فابتسم بتهكم : ايه ده مش انتي اللي كنتي عايزاها تطلع نهائيا اهي امنيتك هتتحقق الف مبروك.
زينب بدهشة : انت بتكلمني كده ازاي يا ادهم انا….
قاطعها بنبرة قوية : لو سمحتي سيبيني لوحدي انا مش طايق حد دلوقتي.
تنهدت بيأس و غادرت وجلس هو يتذكرها….مر شريط حياتهما معا…
عندما رآها اول مرة و تشاجرا وضعها في السجن ليلة كاملة وعندما تفاجأ بوجودها في الاقتحام و كيف كانت ملتصقة به وهو يطلق الرصاص وكيف عالجت جرح كتفه……وعندما التقى بها في المول و تشاجرا ايضا وعندما قالت له ” انت شايف نفسك على ايه بس لانك ضابط و عندك عضلات و عيون حلوة هتسوق فيها…”
وعندما انحرق منزلها و انقذها في اخر لحظة…..
تذكر عندما اتت للقصر لاول مرة و استفزازها له طوال الوقت وعندما كادت السيارة تصدمها وكيف هددها برميها من اعلى الشرفة…..و كيف كسر لها المسجلة وتسبب في دموعها و قضى الليل بطوله يصلحها….تذكر عندما سمعته يقول لحياة “ديه بنت عديمة المسؤولية و لو ارتبطت بعيلتنا هتبقى فضيحة لينا…”
تذكر عندما كانت في المطبخ تأكل طعامه و طبخت له المعكرونة و قالت بحماس “ها عجبتك..”
تذكر ضيقها عندما وجدته يحتضن حنين و ايضا عندما سهر خارج المنزل…تذكر يوم ان كانا بالمطبخ وحاول تقبيلها لكنها صفعته بقوة و صرخت به “اياه تفكر تقرب مني يا سيادة الضابط ومتفكرش اني بنت سهلة انا اللي يقرب مني بموته”…
عندما امسكت مسدسه و اطلقت النار بالخطأ وكيف فزعت بقوة و شحب وجهها تذكر عندما قال انه سيتزوج بابنة عمه و حزنها….. واخر ما تذكر هو مشاجرتهم صباحا و عندما صاح بها بغضب ” صدقيني انا بحياتي مكرهتش واحدة زيك…”….”يارب اموت علشان ترتاح من مصايبي…”
انتفض و للصدمة تحررت دمعة من عينيه الخضراوتان وتبعتها عدة دموع ببساطة انهار و بدأ يبكي لأول مرة في حياته !!!
وضع يده على وجهه و انهار ارتفعت شهقاته و قال من بين بكائه : ارجعيلي يا لارا ارجعيلي وانا مش هزعلك تاني ابدا مش هتسبب بدموعك ولا هضايقك هحميكي من كل اللي عايزين ياخدوكي مني انا عارف اني غلطت معاكي و خليتك تدعي على نفسك صدقيني انا مستعد استحمل كل مصايبك بس متسيبينيش….
اختنقت كلماته و لازالت دموعه تنزل بغزارة ثم……صمت فجأة و اتسعت عيناه بصدمة وضع يده على وجهه المبلل بدموعه و جملة واحدة تدور بخلده…هل انا ابكي حقا !!!….هو لم يبكي من قبل هكذا لم يبكي بحياته ابدا اذا كيف يبكي الان ومن اجل من ؟؟!!
نهض من مكانه بسرعة و عاد لحيث الجميع وجدهم يقفون بتوتر فاقترب منهم وزمجر بحدة : ايه الاخبار.
نظر له طارق بصمت في نفس اللحظة التي سمع فيها اصوات اجهزة عالية انتفضوا واقفين و فتحت الغرفة بسرعة سمع ادهم صوت الممرضة وهي تصرخ : حد يلحقني يا دكتور نبض المريضة وقف…..
كان الاطباء يدخلون ويخرجون بسرعة و ادهم في حالة يرثى لها دفع احدهم و ركض للغرفة الموجودة فيها صاحت به زينب : ادهم انت رايح فين !!
دلف ادهم لكن الطبيب امسكه و زمجر بحدة : على فين يا استاذ اطلع برا.
دفعه بقوة وركض ل لارا النائمة على السرير و عدة اسلاك موصولة بها.
ادهم بغضب : انتي مينفعش تموتي يا لارا ده مش بمزاجك انتي لازم تفوقي دلوقتي علشان تكملي اللي بديتيه اوعى تموتي !!
احد الممرضات : يا فندم اطلع برا لو سمحت.
زمجر ادهم بهم : ابعدو عني….نظر اليها و تابع : مش انتي جيتي علشان تعرفي هويتك ومين اهلك خلاص انا عرفت كل حاجة عنك و لو صحيتي هقولك على كل حاجة عارفها بس انتي قومي لاااااراااا….
اما لارا فهي لا تستجيب ابدا بعض الكدمات تحتل وجهها ليختل لون بشرتها الشاحب ببساطة كانت….كالاموات….
حضر الطبيب و تمتم : ارجوك اطلع مراتك هتبقى كويسه خلينا نعمل اللي نقدر عليه لو سمحت.
ادهم بعصبية : هتبقى كوييه ازاي مش هي قلبها وقف اعملو اي حاجة و متبصوليش كده زي البهايم.
الدكتور بتعب : خلاص نبضها بقى مستقر لو سمحت اطللع.
نظر له ادهم و قبض على يده بقوة ثم حول انظاره لها و تراجع وهو يهمس بنبرة ضائعة : يارب.
خرج من الغرفة ووجد الجميع ينظرون له بدهشة اقتربت منه جاكلين و صرخت بحدة : انت السبب يا ادهم انت وعدتني انك هتحميها بس خلفت بوعدك وهي بين الحياة و الموت بسببك لييييه ليه مخدتش بالك منها ياريتك انت اللي مكانها مش هي…
تجاهلها ادهم و كاد يذهب لكنه اعترضت طريقه.
جاكلين : مش انت قولتلها بكرهك هاا هي موجودة هنا بسببك انت انسان واطي و متخلف و مبتستاهلش حبها ابدا يا….
قاطعها ادهم عندما قبض على عنقها بعنف ودفعها للحائط انتفض الحضور برعب واقترب منه طارق بسرعة.
طارق : ادهم يا مجنون انت بتعمل ايه.
ادهم بهمس مخيف : انا ساكت لانك بنت بس والله العظيم هموتك لو قلتي حرف تاني مفهوووم.
جاكلين باختناق : يا ***** هتموتني ابعد.
زينب برعب : ادهم ابعد عنها البنت بتختنق.
حياة وحنين : ياا ادهم.
ترك عنقها اخيرا و ابتعد فسقطت على ركبتيها وهي تتنفس بعنف و تتمتم : انت مش طبيعي انت شيطان.
اقتربت حنين منها و اوقفتها فهمس طارق : ليه كده انت كنت هتقتلها.
ادهم بنبرة فضة : ابعد انت كمان بدل ما اموتك وانتي غوري من وشي.
صمتت جاكلين لكنها نظرت له بحقد و جلست على الكرسي اقتربت منه زينب : انت مرتاح كده صح.
تجاهلها ادهم تماما و جلس على المقعد وهو مضطرب للغاية فلقد مضت اكتر من 4 ساعات ولم يخرج احد و يطمئنهم……
بعد مرور ساعة.
خرج الطبيب فوقف الجميع نظر له ادهم بحدة فتمتم الطبيب بابتسامة متوترة : اهدى يا فندم و بلاش تعصيب الحمد لله قدرنا ننقذها و حالتها مستقرة حاليا.
تنهدوا براحة و ابتسمت جاكلين بسعادة اما ادهم فلم يستطع احد تفسير ملامحه.
الطبيب بضحكة : وتاني مرة حاول تتحكم ف اعصابك كفاية الاجهزة اللي كسرتها و الضرب اللي اخدته منك.
وضع ادهم يده على كتفه بهدوء : معلش بس كنت قلقان شويا.
حياة : يعني هي اتجاوزت مرحلة الخطر.
الطبيب : اه بس ال 24 ساعة الجاية هي اللي هتقرر ان كانت هتفوق او لا…عن اذنكم.
_________________
في المساء.
كان الحميع قد عاد للقصر بعدما امرهم ادهم بالمغادرة….وقف امام الغرفة ونظر من النافذة الزجاجية وجد رأسها ملفوفا بشاش و ذراعيها ايضا و بعض الجروح تحتلها.
ادهم بخفوت : اخ لو تعرفي حصلي ايه وانا شايفك بتموتي….بس انا عيطت ازاي انا بحياتي معيطتش و علشان مين…علشانك انتي !!!
انا مش فاهم اللي جرالي عمري ما ضعفت كده ولا اتعصبت بالشكل ده معقول حته بنت مجنونة زيك تخلي الضابط ادهم يعيط !!
ابتسم بتعجب من نفسه لا ينكر انه خاف عليها كما لم يخف من قبل و لايزال مصدوما من دموعه التي نزلت يتذكرها وهي كالحثة الهامدة بين يديه وعندما توقف قلبها شعر بدمائه تتجمد في عروقه و انفاسه تثقل بشكل مرعب و لم يرتاح الا عندما اخبره الدكتور بتحسن حالتها صحيح انه لم يظهر فرحته ل احد لكنه سعيد…..جدا !!!
تنهد بحرارة و استدار وجد طارق يقترب منه فرسم الجدية على وجهه.
وقف امامه و هتف برسمية : الحادث كان مدبر يا ادهم كانو قاصدين يموتوها.
و بثانية وجد الدماء تصعد لوجهه بقوة و عيناه تحولت للون الاحمر الدامي قبض على يده حتى برزت عروقها ثم همس بصوت مخيف : مييين.
طارق :صاحب الشاحنة هرب مباشرة بعد ما خبطها بس الحادث كان جامد فعلا ولو مطلعتهاش من العربية بالوقت المناسب كانت…..
صمت ولم يجرؤ على نطق تلك الكلمة طالعه ادهم ببرود : ايه مالك سكتت.
طارق بابتسامة : لا مفيش بس قولي انا كنت متعصب ليه حسيتك قلقان عليها جدا.
ادهم بنبرة حاول ان يخفي بها ارتباكه : عادي قولتلك هي مسؤوليتي ولازم اخد بالي منها.
اومأ طارق ولم يتكلم فلقد رآه عندما كان يبكي بقوة كأنه على وشك فقد شئ عزيز عليه نعم لقد صدم من منظر ادهم وهو يبكي لكنه لم يرد مضايقته فصمت.
ادهم بحدة : عايزك تجيبلي صاحب الشاحنة ديه ب اقرب وقت يا طارق سامع.
طارق بجدية : امرك….بس هي هتفوق امتى.
ادهم بشرود وهو يطالعها : معرفش….و بعد ما تصحى…
قاطعته جاكلين بحدة وهي تقترب منه : بعد ما تصحى انا وهي هنرجع على بلدنا و غصبا عنك…
وقفنا البارت فقول جاكلين انها هتاخد لارا و ترجع على بلدها يا ترى ادهم هيقول ايه؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
قاطعته جاكلين بحدة وهي تقترب منه : بعد ما تصحى هنرجع على بلدنا و غصبا عنك كمان !!!
نظرا لها و توقع طارق ان ينفجر ادهم بها لكن عكس توقعاته تماما فلقد اشاح وجهه عنها بدون مبالاة وكلم طارق : اعمل اللي قولتلك عليه.
طارق : حاضر.
وقفت امامه و صرخت : انت يا استاذ يا محترم انا بقولك هنرجع ومش هتشهد فقضيتك الزفت ديه خالص.
قبض على يده و حاول تمالك نفسه فهمس طارق بخوف : يخربيتك اسكتي هيولع فيكي.
ادهم ببرود فضيع : طارق خود الانسة للفيلا اللي قاعدة فيها وانا هفضل هنا.
جاكلين بعصبية : انت….
قاطعها ادهم بنظرة ارعبتها و تمتم من بين اسنانه : هرجع اقولك انا مراعيكي علشان انتي بنت بس لو اتماديتي هقطعلك لسانك ده و انتي اكيد عارفة اني بعملها.
جزت على اسنانها بغيظ و قبل ان تتكلم كان قد رمقها بنظرة ساخرة و ذهب غقالت بغضب : غبي.
طارق بحدة : لو سمحتي يا انسة تلتزمي حدودك انتي عارفة ان ب اهانتك ديه هتقضي باقي حياتك ف الحبس مش ليلة واحدة زي صاحبتك.
جاكلين بغضب : تقصد ايه ومين اللي قضت ليلة ف الحبس….تذكرت كلام لارا عن سجنها من قبل ضابط يوم ان عادت لمصر فتمتمت بنبرة قوية : انت بتهددني لا ده بعدك انا بعرف اتصرف ازاي مع الناس اللي من امثالك.
امسك طارق يدها و ضغط عليها بقوة : انا مش بهدد انا بعمل ع الطول…..ثم اقترب من اذنها وهمس بحدة :
– وخدي بالك ادهم بيعرف يتحكم ف اعصابه علشان كده بيعاملك ببرود بس انا وقت ما اتعصب مش بشوف قدامي ف اتكلمي كويس يا بشمهندسة.
ارتجفت جاكلين بسبب قربه منها و انفاسه التي تلفح عنقها و ايضا من غضبه فهي لطالما كانت تراه مسالما عكس صديقه العابس طوال الوقت.
جاكلين بنبرة حاولت جعلها ثابتة : ايدي لو سمحت انت بتوجعني.
ابتعد عنها و قال : يلا قدامي هاخدك…صحيح مين اللي خبرك ب اللي حصل بين ادهم و لارا.
جاكلين : حياة قالتلي وانا هندمه على كل كلمة قالها لارا بتكون اختي يا حضرة الضابط ومش هسمح لحد يأذيها.
ابتسم طارق و حدث نفسه : ايوة بقى ادهم قالي لازم انه هيعرف معلومات عن اللي اتبنت لارا واللي هي نفسها مامة جاكلين انا لازم استدرجها علشان تتكلم. ( حتى انت يا طارق ).
طارق : احم يلا تعالي.
هزت رأسها بمضض و رحلت معه وهي تحدث نفسها : انتو كلكم زي بعض و خاصة انت بتحاول تستظرف وتهددني ماشي اما وريتك.
_______________
في القصر.
كانت حنين جالسة مع حياة و تنظران لفريدة التي جاءت مع ابنتها بعدما علمت بالحادث.
فريدة : انا من الاول قولتلكم ان البنت ديه هتعمل مشاكل ومحدش صدق.
زينب : ده حادث يا فريدة و المفروض تصعب عليكي مش تشمتي فيها.
فريدة : بس ازاي حصل الحادث.
توترت الفتيات ولاحظت فريدة هذا فابتسمت بخبث و حدثت نفسها : زي ما توقعت الحادث مدبر و انا هعرف مين اللي بيحاول يقتلها و لما اعرف هقدر انتقم من عيلة الشافعي ديه كلها و بكره هفكركم.
استأذنت فريدة وجميلة وغادرتا و بمجرد ان خرجتا.
جميلة : بتفكري ف ايه يا ماما.
فريدة بغل : بفكر ف الحاجات اللي بتحصل من غير ما اعرف انتي لازم تتجوزي ادهم ف اسرع وقت يا جميلة علشان نقدر ندخل اكتر وكده هنتقم من العيلة ديه كلها.
جميلة : يا امي انا مش فاهمة انتي بتحاولي تنتقمي منهم ليه….انا معاكي ان العيلة ديه خي السبب فوجود بابا و اخويا بالحبس لحد دلوقتي بس هو اصلا طلقك من زمان وكمان مش ادهم المسؤول عن سجنه ابن عمي التاني هو اللي….
قاطعتها فريدة بحدة : وانتي مفكره اني بنتقم علشان انا بحب ابوكي لا يا جميلة بس كل الفلوس هوما اللي اخدوها و احنا اللي طلعنا من المورد بلا حمص و هبدأ انتقامي من ادهم و بعدين نروح ل ابن عمه اللي مفكر ملوش كبير ده.
جميلة بحقد : وانا كمان زيك كل اللي همي الفلوس و ياريت البنت اللي اسمها لارا تموت لاني بدأت اشك ف حبها ل ادهم.
_________________
في الداخل.
حياة بضيق : طول حياتي بقول ع الست ديه شرانية و دلوقتي هقول انهم شياطين.
زينب بحدة : حياة ديه مرات عمك احترمي نفسك بقى.
حنين بغيظ : و هوما مبيحترموش انفسهم ليه يا طنط انا مش عارفة ازاي كنت بحب جميلة تبقى مرات اخويا.
حياة بسخرية : وايه الفايدة دلوقتي ماهي هتبقى مرات اخونا ومن عيلتنا.
نهضت زينب بغضب : اظاهر مش عايزين تسكتو يلا انتي وهي على اوضتكم بسرعة.
زفرتا بحنق و غادرتا فتمتم زينب : مستعدة خلي ادهم يتجوز جميلة بس مستحيل اقبل تكون لارا….
_________________
في صباح اليوم التالي.
دلف ادهم لغرفة لارا جلس على الكرسي و تأمل ملامحها المتعبة ثم تنهد بقوة : مش عارف انتي عملتي فيا ايه يا لارا….
نفض افكاره سريعا و نهض عندما فتح الباب وحد الطبيب يدخل اليها ليفحصها فهتف بحدة : انت بتعمل ايه هنا.
الطبيب : جيت علشان اعملها فحص.
ادهم بحدة اكبر : انا عايز دكتورة تتابع حالتها مش انت ياريت تتفضل تطلع.
الطبيب باستغراب : بس….
قاطعه ادهم : انت مبتفهمش ولا ايه ديه مراتي و مستحيل اوافق ان راجل يكشف على مراتي.
الطبيب بحيرة : براحتك….ثم خرج.
اخذ نفسا عميقا ثم فتح عيناه بصدمة هل قال انها -زوجته-!! لماذا قال هذا و لماذا شعر بالغيرة الشديدة عليها لماااذااا !!!!!
افاق من افكاره على صوت انين ضعيف نظر لها يسرعة وجدها تفتح عيناها بصعوبة وتهمس : م…ماما.
اقترب منها ادهم بقلق : انتي كويسه يا لارا.
اغمضت عيناها مجددا فخرج و نادى الدكتورة و عندما اتت فحصتها ثم قالت بابتسامة : الحمد لله هي بقت كويسه الصراحة ديه معجزة انها تعمل حادث كبير زي ده و تفيق بعد يوم ف ده مش طبيعي عمتا الحمد لله على سلامتها.
ادهم : بس هي نامت تاني ليه.
الدكتورة : عادي ده من التعب…..عن اذنك.
خرجت فجلس بجانبها يتأملها وبعد ساعة جاءت والدته و الفتيات و طارق و انتظروا استيقاظها.
فتحت عيناها من جديد و عندما رأت ادهم امامها امتلئت عيناها بالدموع و ابعدت نظرها عنه.
جاكلين بلهفة و بكاء : حبيبة قلبي انتي كويسه.
ادهم بهدوء : حاسة بحاجة.
تجاهلته تماما ونظرت لجاكلين بضعف : انا كويسه.
حياة : حمد لله على سلامتك.
طارق بمرح : ايه يا دكتورة كده تعملي فينا حرام عليكي.
نظر له ادهم بحدة فصمت بسرعة.
زينب : حمد لله على السلامة.
لارا : الله يسلمك.
ادهم بجدية : احم ممكن تطلعو عايز اكلمها على انفراد.
نظرت له جاكلين وخرجت و زينب بضيق و خرحت حنين وحياة و طارق ايضا.
بقيا بمفردهما فمسح على وجنتها برقة.
ادهم بهمس : لارا.
لم ترفع نظرها له فهمس مجددا : بصيلي لو سمحتي.
لارا بصوت مختنق : ليه.
ادهم : عايز اكلمك.
لارا بتهكم : وتكلمني ليه سيادتك ايه انت زعلان لاني فضلت عايشة ولا ايه.
ادهم بحدة : بطلي هبل يا دكتورة انا….خفت عليكي اوي مكنتش اقصد الكلام اللي قولته بس كنت متنرفز وانتي نرفزتيني اكتر.
لارا بهدوء : مش مهم.
زفر ونهض اتحه للباب لكي يخرج لكنه استدار اليها و تمتم : على فكره انا مش هتجوز جميلة.
اخيرا نظرت له و قالت باندفاع : بجد.
ادهم بابتسامة : اه…ليه يهمك.
ادركت لارا اندفاعها فلعنت نفسها و اردفت باحراج وارتباك : لا مش بيهم اصلا.
ابتسم باتساع ثم رسم العبوس على وجهه و خرج من الغرفة.
لارا بسعادة : يعني هو مش هيتجوزها يس يس…..لكنها تذكرت كلامه فقالت بدموع : انتي مبسوطة ليه نسيتي كلامه ولا ايه يا لارا….ياارب.
_________________
صرخ ماجد بعصبية : يعني ازاي مماتتش انت بتهزر.
نظال بتوتر : يا باشا نسبة موتها كانت كبيرة معرفش فضلت عايشة ازاي و الضابط طلعها من العربية بالوقت المناسب ولو اتأخر دقيقتين كانت ماتت بس….
ماجد بغضب : الضابط ده مصمم يبوظ خططنا كلهم….لازم اتصرف.
_________________
بعد مرور اسبوعان.
عادت لارا للقصر بعد تحسن جروحها بعض الشئ لم تتعامل مع ادهم كثيرا فهي لاتزال غاضبة منه لكنها ايضا سعيدة لانه لن يتزوج ابنة عمه.
جاكلين وطارق في شجار مستمر لم تخبر والدتها سعاد بالحادث بطلب من لارا لكنها لم تتراجع عن قرارها بالسفر هي ولارا.
ادهم لا يزال يبحث عن صاحب الشاحنة التي اصطدمت بسيارة لارا و اخيرا وجد جثته فلقد قتلوه بعد فشل المهمة….. و لحد الان يحاول نسيان انه بكى من اجلها و يتجاهل مشاعره نحوها.
_________________
في يوم جديد.
كانت لارا جالسة مع الفتيات و فريدة وجميلة في الصالون.
حياة : مش محتاجة حاجة يا لارا.
لارا ببعض من الالم فذراعها لم تشفى بعد : لا .
جميلة بغرور : خلاص يا حياة مش كفاية انها بتقل نفسها عليكم من اسبوعين.
جاكلين بحدة : تقصدي ايه يا….
قاطعتها لارا بخفوت : بس بقى يا جاكي سيبيها تقول اللي عايزاه.
حنين بتحدي : لا يا حبيبتي لارا بعيوننا و بعدين انتي مش عارفة ان ادهم موصي علينا نهتم بيها كويس.
نظرت لها لارا بسرعة ثم اخفضت بصرها وهي تبتسم.
فريدة بضيق : ايه ده بجد.
حياة بضحكة : هو انا مقولتلكيش يا طنط ان ادهم كان اكتر واحد خايف عليها ده كفاية انه ضرب الدكتور وكسر الاوضة باللي فيها لما قالو ان لارا بخطر.
جاكلين : و مسمحش لراجل يتابعها الصراحة الضابط مهتم ب لارا جدا.
نبض قلب لارا بعنف و حدثت نفسها….هل كان خائف علي حقا !!….
_________________
في غرفة ادهم.
صرخ بنبرة غاضبة : مستحيل يا امي لارا لا يمكن ترجع على امريكا.
زينب بغضب مماثل : ليه يعني هي بتهمك ف ايه.
ادهم : لانها….لانها الوحيدة اللي هتوصلني لماجد.
زينب : بس هي عايزة ترجع و جاكلين كمان ومش هتعرف تمنعها.
ادهم بحدة : لا اقدر امنعها و لارا مش هتطلع من باب القصر اصلا.
زينب : هتمنعها بصفتك ايه….ها يا ادهم قولي انت خطيبها حبيبها جوزها هتمنعها بصفتك اييييه.
نظر لها ادهم بهدوء لثواني ثم تمتم بحدة : هقولك بصفتي مين.
خرج من الغرفة بسرعة فعقدت حاجباها بتعجب و خرجت خلفه….
نزل للاسفل و دلف للصالون كانت لارا تضحك مع الفتيات و بمجرد ان رأوه صمتوا.
نظر ادهم ل لارا بغضب فوقفت بتوتر و الجميع ايضا…..اقترب منها وتوقف امامها فهمست : في ايه.
ادهم بأنفاس متسارعة من الانفعال : لارا تقبلي تتجوزيني…!!!
وقفنا البارت فطلب ادهم الجواز من لارا ياترى ليه و لارا هتقبل ؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
ادهم بأنفاس متسارعة من الانفعال : لارا تقبلي تتجوزيني.
شهق الجميع بصدمة و فتحت لارا عيناها بقوة نظرت له ببلاهة وهي تحاول استوعاب ما سمعته منذ ثواني….اما البعض فصرخن فرحا و البعض مصدوم والاخر متضايق.
مرت دقائق و لارا تنظر له بصمت حتى تمتم بثبات : ايه مش ناوية تجاوبي.
نظرت جاكلين ل لارا بدهشة و حدثت نفسها : هو ايه اللي بيحصل بالقصر ده اقسم بالله الانسان ده مش طبيعي.
اخيرا نطقت لارا بصوت متقطع : ازاي…انا مش فاهمة.
ادهم بنبرة هادئة : انا بسألك اذا بتقبلي تتجوزيني و تبقي مرات ادهم الشافعي….ايه ولا لأ.
زينب بحدة : ادهم ال….
قاطعها ادهم : معلش يا امي انا بكلمها ومستنيها ترد.
همست جميلة لفريدة : ماما ايه اللي بيحصل هنا يا خوفي لو وافقت.
فريدة بضيق : وانا كمان مش فاهمة حاجة.
لارا بضياع : انا…
ادهم : اعتبر طلبي مرفوض…ماشي.
استدار ليذهب لكنها هتفت بدون وعي : انا موافقة.
حياة بفرحة : بجد يا لارا.
حنين : الف مبروك.
وقف ادهم و لايدري لماذا نبض قلبه بعنف عندما سماع موافقتها فهي ستصبح…زوجته!!!
جاكلين بهمس : انتي متأكدة يا لارا.
لارا : اه انا موافقة ضابط ادهم.
نظر ادهم لزينب التي عبس وجهها بشدة ابتسم بنصر و طالع لارا المتوترة.
ادهم : تمام.
فريدة بغضب : انت بتقول ايه يا ادهم ما احنا كنا متفقين تتجوز بنتي.
ادهم ببرود : والله انا متفقتش مع حد اني اتجوز بنتك يا ست فريدة و زي ما شوفتي دلوقتي انا هتجوز الدكتورة.
فريدة : ما تقولي حاجة يا زينب.
زينب بضيق : هقول ايه هو اخد قراره خلاص.
جميلة : ازاي كده يا ادهم مانتا قلت من اسبوع انك هتتجوزني مش كده يا طنط.
ادهم بتهكم : وغيرت قراري ومحدش يقدر يمنعني ع اللي عايزه.
تحرك ليذهب لكن اوقفه كلام جميلة.
جميلة بغضب : ازاي تتجوز بنت مش محترمة زي ديه انت بصيت على شكلها و تصرفاتها ديه واحدة متحررة و ربنا يعلم كام راجل صاحبته قبلك.
انتفضوا من كلامها و انصدما لارا بقوة فصرخت جاكلين : انتي بنت وقحة وش مترباية ما تنطق يا ادهم.
حياة بغضب : انتي ازاي تتكلمي كده.
قبض ادهم على يده واحمرت عيناه بدرجة مخيفة اغمض عيناه وهو يستمع لكلامها.
دمعت عيني لارا لكنها لم تتكلم فهي تريد معرفة موقف ادهم و الواضح انه لم يتأثر بكلامها ابدا.
جميلة : كلنا بنعرف حقيقتها و ربنا اعلم ان كانت لسا بنت او…..
قاطع كلامها صوت صفعة مدوية على وجنتها صرخت بألم ووقعت على الارض ونظرت ل ادهم بصدمة.
شهقت زينب و فريدة و الجميع نظروا ل ادهم الذي كانت ملامحه مظلمة للغاية يصر اسنانه بغضب و صدره يعلو ويهبط بقوة دليلا على عصبيته.
فريدة بصراخ : انت عملت ايييه ازاي تضربها كده !!
زينب بحدة : ادهم.
اقترب ادهم من جميلة و امسكها من حجابها واوقفها كاد يصفعها ثانية لكن لارا هتفت بخوف : لا يا ادهم ارجوك علشان خاطري.
نظر لها بغضب ثم افلت جميلة و زمجر بصوته الجهوري : وعزة جلالة الله اسمع اي حرف على مراتي هخليكم تقضو حياتكم زي الشحاتين فاهمين!!! يلا اطلعو من هنا واوعى اشوفكم بالقصر تاني والا هيبقى ليا تصرف مش هيعجبكم.
جميلة بألم : انت بتضرب بنت عمك علشان البنت….
قاطعها بقوة : علشان مراتي اه على فكره كتب الكتاب هيكون بعد اسبوع من دلوقتي.
لارا بصدمة : كتب كتاب !!!
حياة : وااو.
نظرت له لارا بابتسامة و نزلت دموعها بسعادة فطالعتها الفتيات بفرحة ايضا.
فريدة بتحذير : افتكر انك غلطت فينا جامد يا ضابط ادهم ومش هنساهالك خالص….ثم امسكت ابنتها وغادرتا.
زفرت زينب بعدم رضا و صعدت لغرفتها وكذلك الفتيات ذهبن لغرفهن و جاكلين معهم و بقيت لارا بمفردها مع ادهم اقتربت منه و تمتمت.
لارا : ضابط ادهم صدقني انا بحياتي مصاحبتش رجالة ولا….
قاطعها ادهم : انا عارف يا لارا و لو كان عندي شك صغير فيكي مكنتش هرتبط بيكي اصلا.
لارا بتوتر : بس انا مش فاهمة انت عايز تتجوزني ليه….ثم تابعت بحزن : لو بتعمل كده علشان تريح ضميرك ف انا مستحيل اوافق.
ادهم بهدوء : بصي يا دكتورة انا محدش بيجبرني اعمل حاجة ومستحيل كمان اعمل خاجة مش مقتنع بيها انا عايزك مراتي لاني مرتاحلك و اعتقد ده مش غلط ولا ايه رايك.
اومأت لارا بخجل : بس الاسبوع الجاي كده احنا بنستعجل وكمان طنط سعاد مش عارفة اي حاجة من اللي حصلي هنا.
ادهم : تقدري تعزمي خالتك براحتك بس انا مش قادر استنى اكتر من كده و قريبا اسمك هيرتبط ب اسمي.
تصاعدت الدماء لوجهها بقوة و لم تستطع النظر اليه فتركته و ركضت لغرفتها.
ضحك بخفة و غادر هو ايضا لغرفتن دلف ولم تمر ثواني و دلفت زينب خلفه ايضا.
زينب بغضب : انت كده تجاوزت حدودك يا ادهم.
ادهم ببرود : لاني عايز اتجوز.
زينب : بطل بقى انت عارف انا بقصد ايه الاول ضربت بنت عمك لا وعايز تتجوز لارا الاسبوع الجاي من غير خطوبة ولا حاجة انت ناوي على ايه.
ادهم : قولتلك علشان امنعها من السفر.
زينب بسخرية : لو عايز تمنعها كنت خطبتها مؤقتا عبال ما توصل لهدفك بس انت هتتجوزها ع الطول.
نظر لها ادهم بغموض كيف سيفسر لها وهو لا يستطيع التفسير لنفسه……لماذا اختار الزواج منها مباشرة!!!
زينب بترقب : ها مردتش عليا….عايز تتجوزها ليه….انت حبتها يا ادهم.
وللمرة الثانية نبض قلبه بعنف اكبر حاول تمالك نفسه فغمغم باقتضاب : حب ايه يا امي هو انا همشي احب اي بنت وخلاص انت عارفة السبب كويس فمفيش داعي تسأليني كل شويا.
تنهدت زينب بقوة واردفت : براحتك….بس ايه هي نهاية العلاقة ديه.
ادهم بشرود : هطلقها اول ما نخلص.
عبست زينب وخرجت من الغرفة وهي تتمتم : اعمل اللي عايزه معدتش تفرق معايا.
اخذ ادهم هاتفه وطلب رقم طارق رن رن ثم فتح الخط.
طارق : السلام عليكم ازيك يا باشا.
ادهم بهدوء : طارق انا هتجوز.
_________________
دخلت لارا لغرفتها وهي تبتسم يحالمية و سرعان ماشهقت بفزع عندما رأت حنين وحياة وجاكلين يبتسمون بخبث.
حياة بغمزة : كنتو بتتكلمو ف ايه ها ها ها.
جاكلين بمكر : وتنا بقول وشها قلب مزرعة طماطم كده ليه.
حياة : انطقي بقى كنتو بتتكلمو ف ايه.
لارا بحرج : خلاص انتي وهي كفاية بقى.
نهضت جاكلين واحتضنتها بقوة و همست : الف مبروك ياحبيبتي.
لارا بابتسامة : عقبالك.
حياة : كنت عارفة انك بتحبيه من زمان بس انه هو يطلع بيحبك كمان ده جديد علينا صح يا نونا.
حنين بضحكة : بالضبط وخاصة لما كانت بتغير عليه متي هههههه فكرك مكنتش واخدة بالي انتي كنتي هتموتيتي لما شوفتيه واخدني ف حضنه.
انحرجت لارا فضحكت الفتيات بقوة.
لارا : بس انا مش فاهمة هو ليه مستعجل كده معقول كتب الكتاب بعد اسبوع طب خالتي هنعرفها ازاي.
جاكلين : ههههه انا خلاص سبقتك و رنيت عليها قولتلها ان لارا هتتجوز هي انصدمت اوي بس فهمتها.
لارا بدهشة : بجد طب هي هتيجي صح.
جاكلين بحزن : لا للاسف هي مشغولة كتير ومش هتعرف تيجي.
لارا بعبوس : يعني محدش هيكون معايا.
حياة : ليه كده احنا معاكي اهو وهنفضل واقفين جنبك انتي اكيد عرفتي طبع ابيه ادهم ومش محتاجة تتعرفي عليه صح.
جاكلين بضحكة سخرية : الصراحة انا يمكن اكتر واحدة عارفاه المخلوق ده خنقني وكان شويا وهيموتني.
عقدت لارا حاجباها بتعجب و اردفت : ازاي يعني.
حكت لها جاكلين عما حدث في المشفى فضحكت لارا بقوة : تستاهلي الصراحة.
جاكلين : يا ندلة….ثم ضحكت هي الاخرى و تابعت : انا رايحة يا بنات خدو بالكم منها لحسن تموت من التوتر. وغمزت لها.
خجلت لارا و ركضت للحمام….غادرت جاكلين مع طارق وبات كل يبكي على ليلاه.
_________________
في منزل اخر.
جميلة بغضب : هو هيتجوزها يا ماما و ضربني يسببها انا مستحيل اسمحاه يكون لبنت غيري.
فريدة : اهدي يا جميلة احنا لازم نفكر بهداوة.
زفرت جميلة بضيق و تمتمت : هو ضربني قدامها ضربني بسببها انا هنتقم منها محدش بياخد مني حاجة عايزاها.
فريدة بتفكير : لا احنا مش هنعمل حاجة حاليا.
جميلة : ازاي هنسيبه يتجوزها.
فريدة : اه.
جميلة : انا مش فاهمة انتي ناوية على ايه.
ابتسمت فريدة بخبث وهمست بحقد : كل خير.
_________________
في صباح اليوم التالي.
في الداخلية.
طارق بدهشة : انا مش مصدق لحد دلوقتي انك هتتجوزها.
ادهم ببرود : لا صدق ياخويا.
طارق بخبث : طب انت عايز تتجوزها علشان شغلك ولا حاجة تانية كده.
رفع رأسه بحدة : تقصد ايه…طارق لم نفسك معايا انت عارف ان زعلي وحش اوي.
طارق وهو ينهض : لا خلاص يا حبيبي هو انا اقدر على زعلك يلا سلام رايح اشوف شغلي.
خرج فتنهد ادهم و بدون شعور ابتسم عندما تذكر انه سيتزوجها….وستصبح ملكه…
ادهم بداخله : ترى مالذي ستفعلينه بي يا صاحبة العينين الزرقاويتان…
_________________
في مكان اخر.
دلف نظال لغرفة ماجد وقال بتوتر : ماجد باشا وصلنا اخبار الضابط هيتجوز.
ماجد بسخرية : ايه ده بجد ومين البنت اللي هيتجوزها.
نظال بخوف : هيتجوز البنت اللي قاعدة معاهم.
نهض ماجد بغضب : نعم!!! هيتجوزها ليه و ازاي ماهي المفروض بعد الحاظث ده تخاف وتسافر.
نظال : اظاهر هو عمل كده علشان يعرف يمنعها.
ماجد : ال***** ده مش هيهمد خالص.
_________________
في القصر.
كانت لارا في غرفتها تصلي بخشوع و عندما انتهت نهضت ونظرت لنفسها في المرآة.
لارا بابتسامة : بجد شكلي حلو اوي بالاسدال.
نزعته و جلست على سريرها تفكر به.
لارا : معقول انت بتحبني زي ما بحبك…بس انا مشوفتش حاجة تدل على حبك ليا وطول الوقت كنت بتتجاهلني.
تذكرت عندما حدثتها حياة عن خوفه و عصبيته في المشفى فتنهدت بسعادة و تمتمت : انا هبقى مراتك بعد اسبوع معقول !!! انا بحبك يا ادهم اه بحبك…بحبك اوي.
_________________
بعد مرور اسبوع.
لم يحدث شئ مهم غير تحضيرات ادهم للزواج كان يحاول اقناع نفسه ان زواجه من لارا مبني على مصالح لا على شئ اخر.
اما لارا فهي سعيدة للغاية اخيرا ستتزوج من الرجل الوحيد الذي دق قلبها له.
قررت زينب عدم التدخل في مايريده و فريدة وجميلة يخططان لكيفية الحصول على اموالهم و ماجد يفكر في الضربة القاضية…
طارق وجاكلين لاتزال المشاكسات بينهم و حنين وحياة طوال الوقت مع لارا لم يتركاها بمفردها وجاكلين تزورهم من حين ل اخر….
و اشياء جديدة بدأت فهل ستنتهي على خير ام للقدر رأي اخر….
_________________
يوم الزفاف.
اقيمت حفلة صغيرة في القصر حضر فيها بعض الضباط و اصدقاء العائلة….
كان ادهم يرتدي بنطال اسود جينز و قميص رصاصي و صفف شعره الغزير للخلف فكان وسيما للغاية.
وقفت زينب امامه فتمتم : لارا فين.
زينب بهدوء : شويا وهتطلع من اوضتها.
كانت الفتيات تقف مع الضيوف و ادهم ينتظر لارا بفارغ الصبر.
طارق بمكر : اهدى يا عم هتيجي متقلقش.
ادهم بهدوء : انا مش ناقصك يا طارق اخرص بقى.
ضحك و تابع كلامه مع احد الضباط ثم….
بعد مرور بعض الوقت دلفت لارا للصالون و بمجرد ان رآها ادهم وقف ونظر لها بصدمة مثلما فعل الجميع !!!!
ادهم بهمس : اييه ده!!
وقفنا البارت فكتب الكتاب و انصدام الكل لما شاف لارا ياترى ليه؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
ظل ادهم يقف مصدوما مما يرى….تأملها من الاسفل للاعلى كانت ترتدي فستان طويل باللون السماوي ضيق لحد الخصر ثم يتسع بعدها باتساع جميل صدره مطرز بالخرز الكريستالي اضاف لمعانا جميالا و حجاب طويل بنفس لون الفستان اظهر لون عينيها الخلابتان التي حددتها بالكحل يزينه تاج فضي رقيق لامع وما زادها جمالا هي الحمرة اللي تزين وجنتيها البيضاء من الخجل فكانت فاتنة للغاية و آسرة للقلوب واولهم قلب ادهم وان انكر ذلك والافضل انها….تحجبت!!!
اما لارا فكان قلبها ينبض بعنف وهي تفرك يديها وتعض على شفتيها بخجل…
اقتربت حياة وحنين وجاكلين وهم يطالعونها بإعجاب فتمتمت حياة : بسم الله ماشاء الله طالعة حلوة اوي.
حنين : ربنا يحميكي.
نظرت لارا لزينب وجدتها عابسة فتنهدت بحزن و تمتمن بابتسامة مزيفة : .
كان ادهم لا يزال ينظر لها بشرود حتى وكزه طارق.
طارق بهمس : ايه يا عم روحت فين.
ادهم بهدوء : احم…مفيش.
نظر ل لارا واشار لها بالاقتراب فامسكتها جاكلين واخذاها ل ادهم جلسوا امام المأذون ولارا متوترة للغاية فهي بعد ثواني ستصبح زوجته!!!
لم تفق الا على ادهم وهو يقول : قبلت زواجها.
المأذون : بالرفاء و البنين.
تعالت اصوات المباركات و نظر ادهم ل لارا بابتسامة ثم البسها شبكتها جذبها من خصرها وهمس : الف مبروك الحجاب طالعة حلوة اوووي يا مدام ادهم الشافعي.
تصاعدت الدماء لوجهها بشدة و همست : ربنا يبارك فيك.
اقترب طارق ننهم و قال بضحكة : الف مبروك انت دخلت القفص يا ادهم….بس ايه يا دكتورة طالعة قمر.
رمقه ادهم بنظرة حارقة و قال من بين اسنانه : طب يلا من وشي احسن ما اروقك.
ابتسمت لارا بسعادة فهي شعرت بغيرته عليها كانت تود الرقص و تغني : بيغير عليا بيغير عليا.
ايتسم طارق بمكر و ابتعد عنهم وقف امام جاكلين وقال : شايفة هي حلوة ازاي.
جاكلين بابتسامة : طبعا حبيبتي طول عمرها حلوة.
طارق : و خاصة لما اتحجبت عقبال التانيين يارب.
نظرت له جاكلين ثم ذهبت ل لارا احتضنتها و تمتمت : الف الف مبروك يا حبيبتي.
حياة وحنين : الف مبروك.
لارا : ميرسي.
حنين : طالعة قمر بالحجاب يا لارا يابخت ادهم بيكي.
اقتربت زينب منهم بابتسامة فهي حتى لو لم تحب وجود لارا لكنها تتمنى لها الخير دائما فقالت : الف مبروك يا ولاد.
ادهم : الله يسلمك.
جذب لارا نحوه و ذهب ليستقبل التهاني استمرت الحفلة ساعتان حتى غادر الضيوف و بقي طارق وجاكلين.
جلسوا في الصالة يمزحون مع بعضهم حتى قالت حياة بتلقائية : بس لارا انتي هتنامي ف اوضتك ولا ف اوضة ابيه.
شهقت لارا بخجل و تمنت ان تنشق الارض وتبلعها من الاحراج اما ادهم فابتسم بمكر قبل ان يتكلم.
زينب : مينفعش تفضل معاه فنفس الاوضة لازم نعمل اشهار للناس الاول.
حنين : طب والفرح هيتعمل امتى.
اعتدل ادهم في جلسته و غمغم : لسا مش دلوقتي و لازم خالتها تجي من امريكا كمان مش كده يا دكتورة.
لارا بخفوت : اه.
ادهم بهمس لطارق : يلا يا عم خود البنت و روحو.
طارق بخبث : ليه عايز تقعد معاها لوحدكم ولا ايه.
ادهم : انجز يا زفت.
طارق : طيب متزعقش….نهض و نظر لجاكلين : يلا يا بشمهندسة تعالي علشان اخدك و اروح.
اومأت ونهضت : ماشي يلا مع السلامة يا جماعة لارا هبقى اتصل بيك بعدين.
لارا وهي تحتضنها : ماشي خدي بالك من نفسك.
جاكلين : حاضر.
ودعها الجميع و غادرا نهضت زينب وقالت : يلا كل واحد على اوضته زمانكم تعبانين.
حنين بخبث : يلا يا لارا ياحبيبتشي روحي نامي…فأوضتك.
كتمت حياة ضحكتها فقال ادهم بتحذير : حنين.
صعد لغرفته ودلف استلقى على سريره وتذكر لارا…
ضحكاتها ملابسها التي زادتها جمالا برائتها خجلها وهو يغازلها و انها الان اصبحت المدام ادهم الشافعي ويجب ان تشعر بالراحة معه كي لا تفكر بالسفر هو تزوجها ليستطيع منعها من الرحيل ان عرفت الحقيقة هو يستغلها و يستغل حبها لمصلحته يدرك جيدا انه مخطئ بحقها بقي شئ واحد فقط وهو تأنيب الضمير الذي يسيطر عليه بعض الاحيان فماذا سيكون موقفها ان علمت حقيقة زواجه منها….
تنهد ونهض دلف للحمام واستحم ثم توضأ وخرج ادى فريضته و غط بعدها في سبات عميق….
_________________
دخلت لارا لغرفتها و نزعت ملابسها ارتدت ملابس نوم ثم دلفت للحمام توضأت و ارتدت اسدالها و خرجت ادت فريضتها ثم استلقت على سريرها تتذكر ماحدث اليوم فلقد تزوجت الرجل الوحيد الذي نبض قلبها له لكن هل هو يحبها ايضا مثلما تحبه….لا تظن هذا فشخص عصبي وصعب مثله لا يمكن ان يحب ابدا….
ضحكت عندما تذكرت ملامحه المصدومة وهي تدخل للصالة بدى بريئا جدا وهو يطالعها بدهشة انه الجلاد خاصتها الذي لم تعشق سواه.
تنهدت بقوة ثم نظرت للدبلة في يدها تذكرت عندما البسها اياها فابتسمت بخجل ووضعت الغطاء على وجهها تحاول النوم….
_________________
كانت حنين وحياة جالستان مع زينب.
حياة : ماما انا ليه حاسة انك مش مبسوطة بالجوازة ديه مش انتي كنتي بتحبي لارا ايه اللي جرى دلوقتي.
زينب بتنهيدة : انا بحبها اه بس مش مطمنة للجوازة اللي حصلت بسرعة ديه.
حنين : يا طنط فيها ايه ديه عادي ادهم كان عايز يتجوزو ف اسرع وقت علشان يعرف يتعامل معاها براحته…بس تصدقو احلى حاجة ان لارا اتحجبت.
حياة بابتسامة : اه والله فرحتلها اوي و ابيه ادهم كان مبسوط جدا.
زينب : الحمد لله على كل حال….يلا روحو علشان تنامو.
حنين وحياة : ماشي.
_________________
في اليوم التالي.
استيقظت لارا و ارتدت ملابسها كادت تخرج لكنها توقفت فجأة و ابتسمت بخبث عادت و ارتدت الاسدال و خرجت من غرفتها وجدت الجميع جالسا على طاولة الافطار و عندما رآها ادهم عقد حاجباه بتعجب.
لارا بخفوت : صباح الخير.
نظرت لها الفتيات وكتمن ضحكاتهن فقالت زينب بضحكة : اقعدي علشان تفطري.
جلست لارا و بدأت تتناول طعامها و ادهم يطالعها من حين لآخر وحدث نفسه بضيق : لما مكنتش متحجبة كانت بتلبس ضيق و بتطلع قدام الناس كده و لما اتجوزتها واتحجبت بقت بتلبس الاسدال قدامي ده اللي ناقص.
نهض و خرج فانفجرت الفتيات بالضحك و زينب ايضا.
حياة : هههههههههههه لا انا مش قادرة ههههه هفطس هفطس وربنا.
حنين بضحك شديد ايضا : هههههههه انتو شوفتوه بقى ازاي كان شوي وهيقوم يموتك ههههه ليه لبستي الاسدال يا لارا.
لارا بابتسامة : عادي يعني ناوية اطلع عينه شويا.
ابتسمت زينب و بدأت تشعر انها كانت مخطأة بمعاملتها السيئة مع لارا فقالت : لا يستاهل الصراحة.
حنين : اه والله.
حياة : بس ليه كده انتو كنتو كويسين المبارح ايه اللي تغير.
لارا بضحكة مرحة : لا خالص مفيش حاجة بس انتي مش فاكره اللي عملو فيا من قبل اديني باخد حقي.
حنين : ذكية.
لارا بداخلها : استنى عليا يا حضرة الضابط ان مطلعتش عليك الجديد والقديم مش هكون…مرات ادهم الشافعي.
_________________
في الداخلية.
دلف ادهم لمكتبه و نادى على مصطفى و بعدما دخل.
ادهم بجدية : هنعمل اقتحام بكره ف ***** استعدو كويس مش عايز اي غلطة.
مصطفى برسمية : حاضر سيدي.
ادهم : عايز الضابط طارق هو فين.
مصطفى : فمكتبه يا فندم.
ادهم بثبات : تمام اطلع بره.
ضرب تعظيم سلام و خرج فأمسك ادهم هاتفه و اتصل بطارق و بعد دقائق كان يجلس بجانبه.
طارق : في ايه يا ادهم.
ادهم بهدوء : وصلت معلومات على فيلا فيها مخازن مخدرات لازم نروح بكره و نتصرف.
طارق : بس ليه مش النهارده.
ادهم : بكره هتوصلهم البضاعة مش النهارده.
طارق : احم….و هتعرف عيلتك ولا لأ.
نظر له ادهم و تمتم : وانا من امتى بقولهم حاجة على شغلي.
طارق : ده كان زمان بس انت بقيت متجوز و الدكتورة لازم….
قاطعه بحدة : انت عارف كويس انا اتجوزتها ليه يا طارق ومش عايز العب دور الزوج ده انا مش ناقصك.
طارق بانفعال : مش عايز ها مش عايز ايه كفاية انك استغليتها و اتجوزتها عايز تأذيها و تزعلها كمان انا زهقت من تصرفاتك انت بقيت تفرح لما تأذي غيرك ليه كده يا ادهم ليه.
نهض من كرسيه و اردف : هيجي وقت وهتندم ع اللي بتعمله بس هيكون الاوان فات و البنت اللي بتحبها هتطير من ايدك سلام يا صاحبي.
خرج و صفع الباب خلفه فألقى ادهم محتويات المكتب على الارض في سخط….
_________________
بعد منتصف الليل.
كانت لارا في غرفتها تتحرك بتوتر ف ادهم لم يعد للآن.
تذكرت عندما كان يسهر خارج المنزل طوال الليل هل يعقل ان يكون مع احداهن!!!
لارا بغيظ : والله يا ادهم لو عرفت انك لسه بتلعب بذيلك هموتك قال ايه يسهر برا ما انا رجل كرسي ف الزفت حياته….بس معقول يكون حصله حاجة مش كويسه يارب احميه.
سمعت صوت فتح الباب فركضت للخارج و رأته وهو يصعد لغرفته فتنهدت براحة و عادت لغرفتها.
لارا : الحمد لله هو كويس…..
استلقت على سريرها و اغمضت عيناها لتنام و بعد دقائق سمعت طرق الباب استغربت ونهضت وقبل ان تغتح هتفت : مين.
سمعت صوته الرجولي : احم…. ده انا ادهم.
_________________
دلف ادهم للقصر صعد لغرفته و غير ملابسه وقبل ان ينام تذكرها و احس باشتياقه لها فهو لم يراها اليوم ابدا.
حاول السيطرة على مشاعره لكنه لم يستطع فقام و خرج اتجه لغرفتها وكاد يفتح الباب لكنه توقف و طرقه.
سمع صوتها من الداخل : مين.
حمحم ادهم واردف بنبرة خشنة : احم….ده انا ادهم.
شهقت لارا و تمتمت : هو جاي هنا ليه بالوقت المتأخر ده.
اخذت نفسا عميقا وارتدت اسدالها ثم فتحت الباب و قالت : في ايه يا حضرة الضابط.
ادهم بضيق لرؤيتها بالاسدال : مفيش….اقصد يعني جوعان.
لارا : بجد طب انا هعملك حاجة تاكلها.
ادهم بتهكم : يلا يا زوجتي المطيعة اعمليلي حاجة اتطفحها.
رمشت عدة مرات ببراءة و اردفت : حاضر…..ثم نزلت للمطبخ.
جز على اسنانه بغيظ و غمغم : هاين عليا اديها علقة محترمة ترجع تربيها انا قلت في حد باصصلي ف ام الجوازة ديه منك لله يا طارق انت السبب.
زفر بحنق و نزل هو ايضا جلس على الطاولة ينظر لها وهي تطبخ بتركيز وبعدما انتهت وضعته امامه.
لارا : كل قبل ما يبرد.
قبض على يده بقوة و قال من بين اسنانه : اقعدي مش عايز اكل لوحدي.
لارا : اه حاضر.
جلست امامه وهي تحاول كتم ضحكتها بصعوبة لكنها لم تستطع فادارت وجهها بسرعة قبل ان يكشفها.
انهى ادهم طعامه فنهضت و خرجت ركضت لغرفتها و قبل ان تغلق الباب امسكها ادهم و قال بغضب : انتي بتعملي ايه.
لارا بتوتر : مش بعمل حاجة انا عايزة .
استند على الحائط بجانب الباب و هتف باقتضاب : انتي لابسه الاسدال دول ليه.
لارا بتلقائية : امال اعمل ايه ما انا اتحجبت.
ادهم بعصبية : بس احنا بالليل مين اللي هيشوفك.
لارا بغباء مصطنع : تقصد ايه.
رفع يده وكاد يمسكها ليعلمها درسا لكنها اسرعت و اغلقت الباب بوجهه.
انصدم و بقي ينظر للباب لثواني ثم صرخ : يابت افتحي الباب والا والله هكسره.
لارا من الداخل : مينفعش يا سيادة الضابط الناس هتقول عليا ايه.
ادهم بغضب : يا…..ماشي انا رايح بس افتكري اني قولتلك بلاش الاسلوب ده تصبحي على خير يا دكتورة.
ضحكت لارا بقوة و نامت على سريرها بينما ذهب ادهم لغرفته دلف و نظر للسقف بشرود….
_________________
في مساء اليوم التالي.
كان ادهم في سيارته مع طارق امام الفيلا المقصودة ينتظرون الوقت المناسبب للاقتحام.
ادهم : يلا يا طارق الحقني انت والفرق.
طارق : تمام…ثم تحدث في سماعة البلوتوث : فرقة ا و فرقة ب استعدو للهجوم.
الفرق : حاضر يا فندم.
نظر طارق ل ادهم وقبل ان يتكلم كان قد خرج من السيارة بخفة و ركض للفيلا دلف و بدأ اطلاق النار و الاصوات تعلو صرخ ادهم : مش عايز اي واحد يفضل عايش.
لمح احدهم وهو يحاول الهرب دقق بالنظر فيه ثم سرعان مافتح عيناه بصدمة : نظال!!!
ركض له و جذبه اخذه لمكان معزول و انهال عليه بالضرب وهو يصرخ : اخيرا لقيتك يا *****.
لكمه نظال بقوة و تمتم باستفزاز : والله طلعت راجل زي ابوه.
احتدت عيناه بانفعال و لكمه بقبضته في وجهه و قبضته الاخرى في بطنه بقوة فجرت الدماء من فمه فصرخ نظال بألم و سقط على الارض.
ادهم بأنفاس متسارعة : ابقى فكر كويس قبل ما تلعب مع اسيادك يا ******.
مسح نظال الدماء من فمه ثم و بغفلة من ادهم وقف ووجه المسدس له و في اقل من ثانية كان…..يطلق عليه رصاصتان اخترقت صدر ادهم!!!!
وقفنا البارت ف اصابة ادهم بالاشتباكياترى ايه اللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
انطلقت رصاصتان لتخترق صدر ادهم فتح عيناه اقصاهما ثم ترك نظال ووضع يده على الجرح وهو يشعر بألم جهنمي فالجرح بجانب القلب تماما !!!!
ابتسم نظال بشر و هتف : حذرتك من الاول يابن الشافعي و قولتلك بلاش اللعب ده بس انت عنيد زي ابوك كده كده كان مصيرك الموت زي ابوك….
رفع ادهم نظره بححدة لتظهر عيناه الحمراوتان كالجحيم و برغم الالم كانت ملامحه قوية ثابتة و بغفلة منه رفع قدمه و ركل يد نظال فسقط المسدس منه….لكمه بعنف وزمجر بنظرات شرسة : لا عاش ولا كان اللي يمنع ادهم من حاجة عايزها يا****.
عاد للخلف وهو يشعر بقواه تخور انتبه له طارق ففزع و ركض نحوه اطلق النار على نظال لكن لم يصبه فلقد كان قد هرب سريعا من الفيلا ولم يمسكه.
طارق بغضب : يابن ال**** ثم صرخ بالعساكر : الحقوووه !!
…اقترب من ادهم تتمتم برعب : ادهم انت كويس انت بتنزف جامد.
ادهم بهمس : اه…الكلب ده هرب مني.
طارق : متقلقش انا….
لم يكمل لان ادهم سرعات ما اغمض عيناه وقد استسلم للالم و سقط على الارض فزع الجميع و اتصلوا بالاسعاف….
_________________
في القصر.
شعرت لارا بانقباض في قلبها وضعت يدها عليه وتمتمت بنبرة ضائعة : الوقت اتأخر وهو لسا مجاش يارب احميه انا خايفة عليه اوي…تنهدت بحرارة و الدموع تترقرق في عينيها خرجت من غرفتها ركضا و ذهبت لغرفة زينب طرقت الباب ودلفت وقبل ان تتكلم انصدمت بزينب تستعد للخروج وعيناها حمراوتان من البكاء.
نظرت له و هتفت بخوف : في ايه يا طنط و ادهم تأخر اوي كده ليه.
نظرت زينب لحياة بتوتر ثم قالت : ادهم…
صمتت فصرخت لارا بانهيار : كملي سكتي ليه ادهم فين و ماله!!!
حنين بدموع : ادهم كان ب اشتباك و اتصلب وهو دلوقتي بالمشفى….
_________________
في ذلك الوقت.
خرج الطبيب من غرفة ادهم فاقترب منه طارق.
طارق بقلق : دكتور ادهم بقى كويس.
الطبيب بتعب : الرصاصتين جت فمكان قريب من القلب تماما بس الحمد لله قدرنا نسيطر ع الوضع وقوته البدنية ساعدته كتير لو كان اي حد فمكانه مكنش هيستحمل الوجع ده كله.
طارق : الحمد لله اقدر اشوفه.
الطبيب : هو حاليا نايم وهيصحى بعد ساعتين كده بس لازمله فترة راحة الجرح اخد فيه 11 حقنة ولو عمل اي مجهود هيتعب…حمد لله على سلامته.
اومأ طارق و جلس على الكرسي و بعد مرور بعض الوقت دلف لغرفته وجده يفتح عيناه ببطئ.
طارق : حمد لله على سلامتك يا بطل.
ادهم بهدوء : الله يسلمك.
طارق : بس ايه يا عم ايه القوة ديه كلها رصاصتين جنب قلبك و صحيت ماشاء الله عليك.
ادهم : بطل قر يخربيتك…..امي و البنات عرفو.
طارق بتنهيدة : اه رنيت عليهم من شويا و عرفتهم باللي حصلك وهوما جايين.
غمغم ادهم بخشونة : و لارا كمان عرفت.
طارق : اه.
فجأة فتح الباب على مصراعيه لتدلف لارا وبمجرد ان رأته انهمرت دموعها بقوة و اتجهت اليه و بدون مقدمات انقضت عليه تحتضنه بقوة وهي تبكي بخوف صدم ادهم و ايضا تألم بشدة فهي تضغط على جرحه لكنه لف يده حول خصرها وهمس : خلاص اهدي انا كويس.
لارا بشهقات بكاء : لا انت مش كويس انت تعبان جدا ليه مقولتليش ان عندك مأمورية انا كنت قلقانة عليك جدا وخايفة اوي.
ابتسم بوهن ثم نظر لطارق واشار له بالخروج فكتم ضحكته و تمتم : براحة يا دكتورة هو متصاوب فصدره. ثم خرج.
انتفضت لارا و ابتعدت عنه وهي تردد : انا اسفة مكنتش عارفة.
ادهم بضعف : ولا يهمك…امي والبنات فين.
لارا وهي تمسح دموعها : جايين.
ادهم بحدة : يعني ايه انتي جيتي لوحدك.
لارا بتوتر : هو الصراحة انا اول ماعرفت سيبت القصر و جيت ركض.
نظر لها بغضب وكاد يتكلم لكن دخول زينب وحنين وحياة انقذها….اطمئنوا عليه ثم.
زمجر ادهم بانفعال : انتو سبتوها تجي لوحدها ليه مش عارفين الناس اللي بتراقبها ومستنياها تطلع….ثم نظر ل لارا بحدة : ها جاوبي.
لارا ببكاء : امال كنت هعمل ايه يعني كنت هموت من القلق والخوف عليك ومفكرتش ف حاجة و بعدين انت الغلطان ومعرفتناش بالمأمورية ديه ومش حاسس بيا خالص.
نظرت زينب ل ادهم بعتاب ثم حاولت تهدئتها : خلاص يا حبيبتي بطلي عياط يلا نطلع ونسيبه يرتاح.
ادهم بضيق : لا انتو اطلعو و لارا هتفضل.
نظرن لبعضهن وخرجن طالعته لارا بحزن فأشار لها بالاقتراب.
اقتربت منه فأمسك يدها وتمتم : متعيطيش حقك عليا بس انا خايف عليكي.
لارا بحزن طفولي : ماشي سماح المرا ديه….ثم فكرت بخبث : سيب ايدي يا سيادة الضابط عيب كده.
ادهم برفع احدى حاجبيه : لا والله.
انهى كلامه وهو يسحبها من يدها لتقع على صدره العاري الملفوف بالشاش شهقت بصدمة وحاولت الابتعاد عنه لكنه اطبق عليها بقوة.
لارا ب احراج : ممكن تسيبني.
ادهم بابتسامة لعوبة : لا مش ممكن…..طبع قبلة سريعة على وجنتها فصرخت بفزع.
ادهم بضيق : في ايه مالك.
لارا بخجل : انت ليه عملت كده.
ادهم بخبث : ديه مجرد بوسة لسا معملتش حاجة و بعدين انتي مراتي بلاش الاسلوب ده معايا بدل ما اعمل حاجات مش كويسه…..وغمز لها.
عضت على شفتها بخجل ثم ركضت خارج الغرفة.
زفر ادهم و تذكر كيف كانت بحضنه وكيف قبلها ابتسم ثم عبس فجأة و تمتم : ماشي يا نظال الكلب عرفت تهرب مني المرا ديه بس اوعى تفكر اني هسيبك يا*****…
_________________
خرجت لارا من الغرفة وهي تتنفس بقوة وضعت يدها على وجنتها مكان قبلته و ابتسمت بخجل فهي لم تراه بهذا الجنون من قبل.
لمحت فريدة وجميلة واقفتان مع زينب وحنين وحياة فاقتربت منهن و هتفت بابتسامة : ادهم كويس دلوقتي يا طنط.
نظرت لها فريدة بسخرية : ايوة بقى الزوجة الحنونة.
جميلة : لا واتحجبتي كمان الف مبروك.
اخذت لارا نفسا عميقا ثم ابتسمت بدلع : طلعا يا طنطش فريدة ده جوزي حبيبي ولازم اخد بالي منه كويس اه ربنا يبارك فيكي يا جميلة يا بنت عم جوزي.
ضحكت حنين وحياة وابتسمت زينب باتساع.
دلفت فريدة وجميلة ل ادهم و اطمئنو عليه و غادرتا و غادر ادهم المشفى رغم اعتراض الطبيب و لارا لكنه عنيد ولا يستمع ل احد…
_________________
في مكان اخر.
ماجد بضيق : الواد ده بسبع رواح معقول مماتش بعد الاصابة ديه.
نظال : لا يا باشا ده اتحسن بسرعة و راح على بيته و لا كأن في حاجة.
ماجد بعصبية : وهو عرف ازاي المكان اللي هنسلم فيه البضاعة هو كده عرف اننا متورطين ومش بعيد يعرف مكاننا كمان.
نظال بتوتر : يا باشا هو….
قاطعه ماجد : خلاص غور من وشي.
خرج نظال فزفر ماجد و قال وهو يشرب الخمر : موتك قرب يابن الشافعي مش هسمحلك تدمر امبراطوريتي بعد ما فضلت سنين وانا بأسسها….
_________________
بعد مرور ثلاث اسابيع.
في القصر.
كان ادهم في غرفته و مستلقى على سريره بتعب يفكر فيما حدث و بما سيحدث هو ليس خائفا على نفسه بل هو خائف على لارا سيحرق الدنيا بما فيها ان اصابها مكروه….لكن لماذا…
لماذا يحاول حمايتها هل لأنها مسؤوليته ام شئ اخر…
لا يعلم لما لكن الشئ الوحيد الذي يدركه هو انه لن يسمح لشخص بأذيتها…ابدا….
طرق الباب فأذن بالدخول دلفت لارا و قالت له : انت لازم تاكل علشان تاخد الدوا.
ادهم : مش عايز.
اقتربت منه و تمتمت بحزم : مش بمزاجك على فكره و بما اني دكتورة انت مجبور تسمع كلامي…
نظرت له واردفت : و بلاش عنادك معايا يا ادهم.
ادهم : انتي كأنك بتؤمريني.
لارا بتحدي : اعتبرها زي مانت عايز يا زوجي العزيز بطل عناد لان بعد نص ساعة الجرح هيوجعك ولازم تاخد الدوا قبل.
ادهم بخشونة : طب قربي كده.
لارا بتردد : ليه.
ادهم : قربي والا انا اللي هجيلك ووقتها هتندمي يا مراتي.
حمحمت و اقتربت منه فنهض جالسا وجذبها من خصرها لم يدع لها الفرصة للابتعاد فأمسك اسدالها ونزعها بعنف و تركها.
لارا بخضة : انت بتعمل ايه.
تأملها ادهم من الاعلى للاسفل كانت ترتدي برمودا باللون البنفسجي و بلوزة خفيفة باللون البنفسجي ايضا و خصلاتها الذهبية منسدلة على كتفها وظهرها معطية لها مظهرا براقا….
طالعها بانبهار وتمتم : سبحان الله.
تصاعدت الدماء لوجهها بقوة واستدارت لتهرب لكن ولصدمتها امسك كتفها لتسقط عليه وسرعان ما انقلب الوضع و اصبحها هو فوقها وهي اسفله!!!
لارا بخوف : سيب…..
ولم تكملها لان ادهم اقترب من وجهها بسرعة البرق و…….
وقفنا البارت فوجود ادهم مع لارا ياترى ايه اللي هيحصل؟؟قراءة ممتعة.
_________________
اقترب ادهم منها بسرعة البرق وقبل ان تبدي اي ردة فعل صرخ فجأة وهو يقع بجانبها.
فزعت من صراخه واعتدلت في جلستها وسرعان ماشهقت بصدمة وهي ترى تيشرته الابيض ملطخا بالدماء مما يدل على انفتاح الجرح وهو يضع يده على صدره يحاول جعل ملامحه ثابتة رغم الامه الواضحة!!!!
لارا بفزع : ادهم...ادهم انت بتنزف...بدأت بالبكاء فضغط على يدها وتمتم بألم : متقلقيش عليا انا....
ولم يكمل لأن قواه بدأت تخور و جبينه يتصبب عرقا وعيناه بدأت بالانغلاق نهضت لارا بسرعة و خرجت وهي تنادي على زينب ثم عادت ودلفت للغرفة ولحقتها الفتيات.
زينب بفزع : ايييييه ده.
كان فراش ادهم مليئ بالدماء فهتفت لارا بخوف : اتصلو بالدكتور بسرعة.
ركضت حنين للهاتف و حاولت لارا كتم الدماء لحين وصول الدكتور اما ادهم فكان قد فقد وعيه بعد فترة طويلة من المقاومة......
_________________
حضر طارق مع الدكتور بعدما اتصلت به زينب بقي في الخارج اما لارا فكانت داخل الغرفة مع الطبيب تبكي وهي تتطلع لملامحه المتعبة وهو نائم.
مسحت دموعها وخرجت وجدت الجميع ينتظر بقلق وقفت معهم وبعد دقائق خرج الدكتور.
طارق بقلق : دكتور هو عامل ايه.
الطبيب بعبوس : الضابط نزف جامد انا قولتلك من قبل ان الجرح عميق وحتى لو زال الخطر بس جسمه لسا ضعيف ومينفعش يقوم من السرير ولا يعمل اي مجهود خالص وياد الدوا ف موعده احسن ما صحته تتدهور....عمتا انا كتبتله على فيتامينات ياخدها بانتظام وهيتحسن مع مرور الوقت ربنا يقومه بالسلامة.
غادر فدلفت زينب وحنين وحياة وطارق لغرفة ادهم يطمئنون عليه.
طارق : ايوة بقى يا بطل مش ناوي تبطل الدلع ده.
ادهم بضعف : طارق انا مش ناقصك استنى لما افوقلك.
طارق بضحكة : يا عم سيبني استغل تعبك واشبع من دور المسيطر مالك الله.
ضحك الجميع عليهم فتمتم ادهم : لارا فين.
حنين : مموتة نفسها من العياط ومش راضية تشوفك.
نفخ وهو يحاول السيطرة على الوجع الذي اصابه ثم غمغم باقتضاب : طب اطلعو انتو و اندهو عليها علشان تجي.
حياة بخبث : نطلع ليه يعني.
ادهم من بين اسنانه : وانتي بالذات مش عايز اشوفك وشك ابت.
حياة بضحكة : اللي لقى صحابو نسي احبابو يسهله يا عم.
زينب : بطلي لماظة و تعالي نطلع سيبوه يرتاح.
خرجوا من الغرفة وبعد دقائق دلفت لارا وهي تمسح دموعها بظهر كفيها نظر لها وكاد يرفع يده ليشير لها بالاقتراب لكن لم يستطع فاكتفى بالنظر اليها.
جلست لارا بجانبه و مسحت على وجنته بشرود : كنت هموت من الخوف عليك....انا مش هقدر استحمل فراق حد تاني من عيلتي...مش هعرف اعيش من غيرك.
نظر لها ادهم نظرة لم تفهم معناها ثم ادار وجهه وتمتم ببرود : متخافيش كده انا بقيت كويس اطلعي لو سمحتي عايز ارتاح.
استغربت لارا لهجته المتغيرة لم ترد ازعاجه فنهضت وخرجت من غرفته.
زفر ادهم بسخط وهو يتذكر كلامها "مش هعرف اعيش من غيرك".....
كيف لاتستطيع بدونه وهو يخدعها للحصول لمبتغاه حتى انه قبل ساعتين عندما كانت بجانبه فقد السيطرة على نفسه ولم يعد يستطيع التحكن في تصرفاته وكاد يقترب منها لولا الالم الجهنمي الذي اصابه فجأة....اغمض عيناه وبدون شعور ابتسم وهو يتذكر مظهر لارا امامه كانت فاتنة للغاية ومازادها جمالا هو خجلها الذي يجعل بشرتها البيضاء تتوهج من الاحمرار و شفتيها تلك الكرزتان التي كاد يتذوقهما منذ قليل ترى كيف يكون طعمها....يكفي يكفي.
ادهم بداخله : اه منك يا صاحبة الشعر الذهبي....
___________________
خرجت من شقتها بسرعة وهي ترى سيارته ابتسمت و فتحت الباب وركبت بجانبه وقالت بحماس : يلا.
اجاب بمزاح ساخر وهو ينظر لها بطرف عينه :
-ده اللي كان ناقص بقى الضابط الطارق يودي جاكلين هانم تتفسح لانها زهقت ادي اخرة الحنين.
وكزته جاكلين في كتفه بقوة و غمغمت : بس بقى و يلا نمشي.
طارق بضحكة : ااي مفترية كويس ان ادهم متلقح بالسرير والا كان هيوريني نجوم الظهر لما يعرف اني طلعتك.
جاكلين : متلقح!! هعرفه بكلامك لما اشوفه.
طارق وهو يشغل السيارة : لمي نفسك يا ماما مش عايز اوريكي الوش التاني.
نظرت له بطرف عينها في سخرية وتمتمت : يا شيخ اتلهى.
بعد مدة توقفا امام مطعم على الكورنيش خرجا من السيارة و ودلفوا للمطعم.
جلست هي و طارق امامها يمزحان حتى نهض طارق : رايح ع الحمام و راجعلك.
جاكلين بإيجاب : اوك.
ذهب و بدأت تعبث بهاتفها حتى شعرت بأحد يقف امامها رفعت رأسها وجدت شابا ينظر لها بابتسامة مكر فزفرت بضيق.
الشاب : هاي.
جاكلين باقتضلب وهي تنظر لهاتفها : هاي.
الشاب : تسمحيلي اقعد معاكي ياقمر.
لم تتكلم جاكلين واعتقدت انه سيذهب لكنه جلس على الكرسي طالعته بدهشة وغضب وقبل ان تتكلم كان يقع على الارض بقوة!!!
انتفضت ونظرت امامها وجدت طارق قد ركل الكرسي وعيناه حمراء من الغضب امسك جاكلين واوقفها اتجه ليخرج لكن الشاب اوقفه.
الشاب بسخرية : كنتي تقوليلي انك مش فاضية وعندك ميعاد مع حد تاني.
رمقته بحدة وقبل ان تفعل اي شئ وجدت طارق ينقض عليه بالضرب حاول الناس ابعاده عنه وبعد عدة محاولات نجحوا في ذلك.
طارق بغضب : ابقى فكر تقرب منها وانا هموتك يا******.
سحبها من يدها وخرج بسرعة ادخلها للسيارة وانطلق بها بسرعة وهو يزفر بغضب.
توقف امام شقتها نزلت هي ودلفت وهو خلفها اغلق الباب وهنا.
صرخ بانفعال : ممكن افهم هو كان بيكلمك ف ايه وقعد جنبك ليه.
جاكلين بحدة : هو اللي كان بيستظرف وقعد جنبي وبعدين انت مالك بيا.
جذبها من خصرها و قبض على فكها بعنف : قولتلك من قبل لمي نفسك ولو فكرتي تكتري ف الكلام هقطعلك لسانك واضح.
جاكلين بانفعال وهي تحاول التحرر من قبضته القوية : سيبني انت اتجننت.
طالعها طارق قليلا بابتسامة خفيفة ثم اقترب منها حتى لفحت انفاسه بشرتها طبع قبلة رقيقة اسفل وجنتها بجانب شفتها وابتعد.....
توقع ان يجد يدها على وجهه لكنها فاجأته بلكمة قوية في بطنه ابتعد عنها ووضع يده على بطنه.
طارق بألم : ااه ايدك تقيلة يخربيتك.
جاكلين بغضب : اوعى تفكر تقرب مني تاني يا واطي....انهت كلامها وهي تلكمه في وجهه بقوة تبرز مهارتها في القتال ثم ركضت من امامه بسرعة.
طارق بصراخ وغضب : يابنت ال....اه استني لما تقعي تحت ايدي منك لله شوهتيلي وشي......
ابتسم فجأة وهو يتذكر قبلته لها ثم استغفر سريعا وخرج.
اما جاكلين فعندما دخلت لغرفتها زمجرت بانفعال : واحد *****.....ثم تنهدت بشرود فيما حدث منذ قليل.
_________________
في القصر.
دلفت زينب لغرفة ادهم وجدته يتطلع للسقف بشرود اقتربت منه ووضعت صينية الطعام وجلست امامه.
زينب بهدوء : بتفكر ف ايه يا حبيبي.
ادهم باقتضاب : مفيش بس زهقت من النوم كده زي العاجز و الندل هرب مني ومقدرتش اعمل حاجة.
تأفأف وهو يلعن جرحه فوضعت يدها على يده و اردفت : ادهم عايزة اكلمك شويا.
نظر لها و عقد حاجباه باستغراب : بخصوص ايه.
زينب : لارا.
تنهد وهو يبعد انظاره عنها و اجاب بخشونة :
-ومالها لارا يا امي.
زينب : انا اللي لازم اسألك لارا بتعنيلك ايه انت قلت انك بتستغلها بس انا شايفة عكس ده تماما انت اللي بدأت تعمل حاجات هتندم عليها بعدين.
نظر لها فتابعت بجدية تامة : انت اتجوزتها علشان شغلك و مع انك غلطان جامد بس انا ماشية معاك متخلنيش اندم على اني ساندتك.....و اوعى تقرب منها يا ادهم.
ادهم بخفوت : حاضر يا امي اي حاجة تانية.
زينب بابتسامة : لا....يلا كل علشان تاخد الدوا.
اومأ ادهم ثم تمتم : و لارا فين.
زينب ببساطة : مع البنات ف اوضتها.
ادهم : اممم.
بعد مدة خرجت زينب وبقي هو يفكر بها....لقد اشتاق لها!!!!
_________________
بعد مرور اسبوعان.
تحسنت صحة ادهم قليلا لكنه قرر تجاهل لارا كي يكف عن التفكير بها فهي تشغل وقته كله في التفكير!!
و لارا تعتني به رغم قلة حديثهم احيانا تشعر باهتمامه بها واحياما العكس تعجبت بشدة لكنها فسرت ذلك بأنه من التعب الذي يعاني منه.
طارق لم يزر جاكلين منذ ماجرى بينهما اخر مرة وهي كلما تتذكر ما فعله تستشيط غضبا اما هو فحاول تجنبها لانه بدأ ينجذب لها....
و كل من ماجد و فريدة مختفيان لحد الآن......
_________________
في يوم جديد.
كانت لارا مع ادهم في غرفته تعطيه دواءه ولم تكلمه حتى دق الباب.
دلفت حياة و على وجهها علامات تعجب نظر لها ادهم بخشونة : في ايه.
حياة : في واحدة ست جت وعايزة لارا.
لارا بتعجب : انا!!!
ادهم بهدوء : ومعرفتش هي مين.
هزت كتفها بجهل : لا.
نهض ادهم عن فراشه فقالت لارا بلهفة وهي تسنده : متوقفش يا ادهم.
ادهم بحدة : انا قادر امشي يا لارا و يلا خلينا نشوف مين الست ديه.
لارا بتنهيدة : ماشي.
خرجت حياة ونزلت للاسفل و لارا خلفها وهي تسند ادهم نزلا هما ايضا للصالة كانت زينب وحنين هناك.
توقفت لارا فجأة وهي تنظر للمرأة ثم تمتمت بصدمة : مش معقول طنط سعاد!!!!......
وقفنا البارت فعودة سعاد ياترى هي هتعرف باللي حصل؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
ركضت لها بسرعة و بدون ان تفكر انقضت عليها تحتضنها بقوة و دموعها تنزل باشتياق فلقد اشتاقت لحضنها كثيرا في الفترة الاخيرة….
تمتمت بصوت مختنق من بين دموعها : وحشتيني اوووي يا طنط ووحشني حضنك اكتر.
بادلتها سعاد الاحضان و هي تقول بابتسامة دامعة : يا حبيبتي انتي كمان وحشتيني اوي كده تبعدي عني شهرين انتي واختك من غير ما تقولولي.
ابتعدت لارا عنها و اجابت بتوتر : هي جاكلين…
قاطعتها سعاد بحزم : والله عال العال يا لارا جاكلين نزلت مصر و انتي معرفتينيش و كمان بتتجوزني و انا اخر من يعلم صح.
صمتت وهي تنظر حولها بتوتر ثم قالت بابتسامة لتغير الموضوع : اعرفك طنط زينب و حياة وحنين و…..
نظرت ل ادهم و غمغمت بهدوء : والضابط ادهم….احم هو…
اكمل ادهم كلامها بخشونة : ادهم الشافعي…جوزها.
طالعته سعاد قليلا ثم قالت بابتسامة : اتشرفنا انا سعاد خالة لارا.
زينب : الشرف لينا اتفضلي.
جلسوا في الصالون و اسندت حياة ادهم ليجلس فنظرت سعاد ل لارا بترقب.
سعاد : مستنية اسمع ايه اللي حصل من لما جيتي.
ارتبكت لارا و نظرت ل ادهم الذي كانت ملامح وجهه جامدة فحمحمت و بدأت بسرد ماحدث لها بداية من رؤيتها للجريمة وعندما حاولوا قتلها وكيف جاءت للقصر وعاشت معهم فترة و قدوم جاكلين ايضا و الحادث الذي تعرضت له و اخيرا زواجها من ادهم.
زمجرت سعاد بعصبية وهي تنهض واقفة : انتي مجنونة بتعرضي حياتك للخطر عشان حد غريب!!!
لارا : يا طنط….
قاطعتها بحدة : مش عايزة اي نقاش وانا هاخدك انتي وجاكلين ونرجع ع البلد كفاية كده.
نظرت حياة وحنين لبعضهما البعض بحيرة و زينب ايضا اما ادهم ف اخيرا نهض واقفا وغمغم بخشونة : يظهر نسيتي ان لارا بتبقى مراتي وانا اللي بقرر تروح فين يا هانم.
سعاد بحدة شديدة : وقبل ما تبقى مراتك هي بتكون بنتي.
ادهم بتهكم خبيث : مش بنتك الحقيقية و انسي انها كانت لارا الاسيوطي…جذبها من خصرها و تابع بنظرات شرسة : هي بتكون المدام ادهم الشافعي وانا الوحيد اللي بقرر هي لازم تفضل مع مين مش كده يا حبيبتي.
رفعت نظرها له بسرعة و كلمة -حبيبتي- تتردد في اذنيها.
افاقت من شرودها على صوت ادهم القوي : ماما خدي لارا و البنات جوا محتاج اكلم الست اللي قدامي على انفراد.
امتثلت لارا لكلامه و صعدت لغرفتها بسرعة واخذت زينب الفتيات و ذهبن.
بقيت سعاد مع ادهم فتمتمت بسخرية : خير يا سيادة ايه الكلام اللي عايز تقوله ومينفعش لارا تسمعه.
ابتسم بخبث واقترب منها وقف امامها و غمغم بخشونة : الاحسن متقفيش قصادي يا مدام سعاد لان مش ادهم اللي حد ياخد حاجة من ممتلكاته ولو فكرتي تاخدي لارا و بنتك هتندمي اوي.
سعاد بترقب : هتعمل ايه يعني.
ادهم بثقة وهو يعطيها ظهره : مش هعمل حاجة غير اني اتهم لارا بجريمة هي مش عاملاها و اسيبها تكمل باقي حياتها ف السجن عادي يعني.
تراجعت سعاد خطوة للخلف من الصدمة : انت بتقول ايه!!!
ادهم ببرود : ما انا بقولك انتي مش قد اللعب معايا اللعبة ديه بشروطي انا مش بشروط حد تاني و ياريت متزعلنيش احسن كله هيترد على بنتك اللي ربيتيها.
سعاد بتحذير : اوعى تفكر تأذيها والا….
قاطعها بجمود تام :-و الا انا هقولها على اسم ابوها ماجد الكيلاني….نفسه اللي قتل ابويا حسن الشافعي.
فتحت عيناها باتساع و تمتمت بعدم تصديق : يعني انت متجوزتهاش لانك بتحبها انت اتجوزتها استغلال!!!
ابتسم بثقة : ايه الذكاء ده كويس وفرتلي عليا الشرح…
ثم بثواني تحولت ملامح وجهه الهادئة لملامح مخيفة وهو يكمل بنبرة مرعبة : من الاخر متفتحيش سيرة السفر ديه تاني والا هضطر ااذيها.
سعاد بدموع : بس هي عملتلك ايه لارا ملهاش دعوة ب ابوها وهو اتخلى عنها من زمان ف انت عايز تنتقم منه عن طريقها ليه….طب انت هتعملها ايه.
ادهم : لو مشى للوضع زي ما انا عايز مش هعمل حاجة واول ما اخلص هطلقها اما لو اتضايقت منك ف….
سعاد بسرعة : لا خلاص مش هعمل حاجة بس اوعى تأذيها يا ادهم بالرغم من مخططاتك بس هي مراتك وواجبك تحميها.
رفع نظره لها عندما قالت له “مراتك وواجبك تحميها” ثم حمحم و اردف : مش عايز كلام كتير والاحسن ترجعي على بلدك الوضع هنا خطير بس جاكلين كمان مضطرة تشرفنا بالبلد ده شويا.
سعاد بعصبية : فهمت عليك انت عايز تلويلي دراعي و تبتزني ببناتي صح.
ادهم : بالضبط.
سعاد بغضب : ماشي بس افتكر اني مش هسكتلك كتير.
_________________
في المساء.
توقفت سيارة طارق فنزلت جاكلين بسرعة دون ان تنطق بكلمة رنت الجرس و انتظرت ثواني حتى فتح الباب.
جاكلين بسرعة : حياة ماما جوا صح؟
حياة بابتسامة : اه…اتفضلي.
دلفت و خلفها طارق و بمجرد ان رأت والدتها ركضت لها واحتضنتها بقوة فبادلتها سعاد الاحضان.
جاكلين بسعادة : وحشاوني يا مامي.
سعاد : جاكي يابنتي ليه عملتي كده وجيتي من غير ما تعرفيني.
ابتعدت عنها و قالت بتذمر : انتي مكنتيش هتسمحيلي اجي اصلا….المهم انتي جيتي امتى و ازاي ومقولتليش ليه.
سعاد بتهكم : ماهو انتو كمان بتعملو اللي عايزينه من غير ما تقولولي.
جاكلين بضحكة : خلاص خلي قلبك ابيض….ثم لفت انظارها في المكان وتابعت :
– لارا فين؟

زينب : شويا وهتنزل مع ادهم.
و بمجرد انهاء كلامها وجدت لارا تنزل مع ادهم الذي يضع يده على صدره بين الحين و الاخر.
طالعتها سعاد من الاسفل للاعلى بدهشة كانت لارا ترتدي جيب باللون الاخضر الداكن و بلوزة ييضاء و حجاب طويل باللون الاخضر بدت جميلة جدا لكن استغربت من تغيرها!!
افاقت من دهشتها على صوت لارا وهي تقول بحماس : ها يا طنط طالعة حلوة؟
سعاد بسخرية وهي تنظر ل ادهم : انت لحقت تغيرها وتخليها تلبس على مزاجك يا حضرة الضابط.
رمقها بنظرة حادة و اردف : ان كنت انا اللي غيرتها او لا فده موضوع يخصني انا ومراتي.
توتر الجو فقال طارق بمرح : ايه يا جماعة هتسيبونا واقفين كده انا والله تعبت.
ضحكوا عليه وجلسوا قدمت لهم الفتيات واجب الضيافة ثم.
جاكلين : ماما انتي هتفضلي معانا صح.
سعاد بضيق وقد لاحظت نظرة ادهم المحذرة نحوها : لا ياحبيبتي انا حجزت التذكرة وهرجع بكره.
لارا بصدمة : بكره!! بس احنا ملحقناش نشبع منك ليه كده.
نطق ادهم هذه المرة : معلش يا لارا بس انتي عارفة الظروف اللي احنا فيها مينفعش تفضل كتير احسن ما تتأذى هي كمان.
سعاد : كلامه صح ف انا احسن حاجة ارجع بكره الصبح.
جاكلين بمضض : ماشي….بس انا مش عاوزة ارجع.
سعاد بتهكم : لا متخافيش مش هجبرك ترجعي معايا براحتك ياحبيبتي.
جاكلين بسعادة : بجد يا ماما.
لارا براحة : الحمد لله ع الاقل في واحدة من عيلتي هتكون معايا.
وكزتها حياة بخفة و قالت بلهجة مرحة : واحنا مش عيلتك ولا ايه.
لارا بضحكة : طبعا يا قلبي وانا اطول اصلا.
حياة بجدية مصطنعة وهي تعدل حجابها بطريقة مسرحية : احم اخجلتم تواضعنا.
ضحك الجميع عليها فنهضت سعاد وقالت : انا لازم اروح دلوقتي.
زينب بتعجب : على فين ما تباتي الليلة ديه هنا.
سعاد : معلش بس انا مش هعرف ارتاح و اصلا حجزت ف اوتيل و الوقت اتأخر.
طارق : طب تعالي اوصلك.
ادهم بهدوء : اه يا طارق وصلها واطمن عليها….امسك يد لارا و نظر لسعاد بتحذير فحدثت نفسها : ربنا ياخدك يا حقير.
سعاد : اه يلا.
ودعتها لارا بحرارة و خرحت مع جاكلين و طارق اوصلها للفندق و عاد مع جاكلين للشقة.
في الطريق.
طارق وهو يقود السيارة : انتي ليه مرضيتيش تسافري.
جاكلين ببرود : عايزة افضل مع لارا.
ابتسم بخبث وهو ينظر للطريق امامه : اها انا فكرت انك مش عايزة تبعدي عني.
طالعته جاكلين بسخرية : وربنا!!! انت مجنون يلا وانا هكون عايزة افضل معاك ليه يعني.
طارق : قلت يمكن….
قاطعته جاكلين بحدة : بقولك ايه اوعى تتجاوز حدودك معايا يا سيادة الضابط و بطل استظراف دمك تقيل زيك.
اجابها بضحكة رنانة :

– اتجاوز حدودي!!! انتي عارفة ان نص البنات بتتمنى ابصلها بصة واحدة و النص التاني بتتمنى اكلمها و حضرتك انا بعاكسك شخصيا بس مش مقدرة النعمة اللي انتي فيها.

جاكلين : هاهاها يلا يا عم سوق بسرعة انا نعست وعايزة .
ابتسم عليها وتابع طريقه و بعد دقائق توقف امام شقتها نظر لها وتمتم بغمزة : اجي اقعد معاكي.
نظرت له بحدة و همست وهي تخرج من السيارة : سافل.
دلفت للشقة و بقي هو يطالعها ثم قهقه و طلب احدى الارقام وبعد ثواني.
طارق : ايوة يا ادهم انت مش هتطلع ولا ايه عايزين نسهر زي زمان و عندي ليك بنات مزز مشفتش زيهم قبل كده.
وصله صوت ادهم الجاد : انت حمار ولا حمار هطلع اسهر ازاي وانا بالوضع ده و بعدين بنات ايه دول وانا بقيت متجوز.
ابتسم طارق بسعادة فهو يعلم طبيعة صديقه جيدا برغم كل الصفات السيئة الموجودة فيه الا انه لم يكن خائنا يوما!!!
طارق بخبث : ايوة بقى الزوج المخلص انت عايش ف الدور كويس.
ادهم بحدة : امشي يا طارق متخلنيش اغلط فيك دلوقتي سلام.
اغلق الخط فتمتم طارق ضاحكا : ماشي وانا هروح .
انطلق بسيارته و عاد لفيلته….
_________________

-سعاد!!!
نطق بها ماجد بصدمة مما يسمع فتابع نظال مؤكدا : ايوة يا باشا الست سعاد نزلت ع مصر النهارده.
ماجد بعصبية : وايه اللي جابها ديه دلوقتي!!
ثم استدرك شيئا فقال : استنى يعني هي هتاخد معاها بناتها مدام جت.
نظال بضيق : لا يا باشا هي راجعة بدونهم اظاهر.
ماجد : وانت عرفت ازاي.
نظال : هي حجزت بالفندق لوحدها ولو كانت عايزة تاخدهم معاها ف ليه سابت لارا مع ادهم و البنت التانية ف الشقة.
ماجد بغضب : طب ازاي!!! اكيد هو بيهددها لس احسن حاجة انها ترجع يا خوفي لو نطقت بكلمة.
نظال : هي فضلت ساكتة 18 سنة هتتكلم دلوقتي ليه.
ماجد بشرود : لان الضابط واحد ميهموش غير نفسه ومش بعيد يهددها ببناتها لو معملتش اللي هو عايزه.
_________________
في صباح اليوم التالي.
غادرت سعاد مجددا بعدما ودعت لارا وجاكلين وعادت للقصر و الاخرى للشقة.
دلفت لارا لغرفة ادهم و قالت بابتسامة : تعال علشان تاكل وتاخد دواك.
رأت الاعتراض في ملامحه فتابعت : مش عايزة اي اعتراض لو سمحت يلا بلييز.
ادهم بتنهيدة : ماشي.
نزل معها و تناول الفطور وبعدما انتهى نهض و اتجه للخارج.
زينب باستغراب : انت رايح فين؟
ادهم ببرود : هطلع برا.
لارا بصدمة : ايه بس ازاي انت لسه تعبان.
ادهم بحدة : والله انا مش هفضل مسجون عشان عيونك يا دكتورة.
حياة باستياء : يا ادهم مينفعش كده وبعدين هتطلع لوحدك ازاي واللي حاول يقتلك ويقتل لارا هيحاول تاني ومش هتقدر تعمل حاجة وانت فوضعك ده.
ادهم بعصبية : هو انتو شايفيني عاجز!!
حنين : لا بس انت لسا تعبان.
ادهم بضيق : انا اصلا هاخد الحراس معايا.
لارا بسرعة : طب ممكن اجي معاك ارجوك توافق.
كاد يعترض لكن زينب اوقفته بحزم : ادهم متبقاش عنيد.
اخذ نفسا عميقا ثم تمتم : اطلعي اجهزي وانا هستناكي.
لارا بسرعة وهي تصعد : حاضر.
بعد دقائق نزلت كانت ترتدي فستانا بسيطا وحجاب فابتسم و مد يده لها….خجلت بقوة لكنها امسكت يده وخرجا من القصر وبقيا يتمشان.
وبعد مرور بعض الوقت.
لارا : طب انت تعبان دلوقتي.
ادهم بنفاذ صبر : ما خلاص بقى بقالك ساعتين وانتي بتسأليني نفس السؤال وانا بقول لا اسكتي بقى.
لارا بتذمر : واعمل ايه يعني ما انت لسا….
قاطع كلامها صوت فتاة تصرخ باسمه : ادهم!!!
نظرت لها بدهشة و نظرت ل ادهم ايضا وقبل ان تتكلم وجدت تلك الفتاة تركض ل ادهم و لم تمر ثواني الا و كانت في حضنه تحتضنه بقوة وهي تقول بدلال : وحشتني اوووي يا حبيبي….
وقفنا البارت ف ادهم لما كان مع لارا و شافو بنت خدته بالاحضان ياترى مين ديه وايه اللي هيحصل؟؟قراءة ممتعة.
_________________
وقفت لارا تنظر لهما بصدمة كانت تلك الفتاة ترتدي فستان احمر لحد الركبة و شعرها بني طويل تبدو في اوائل العشرينات لكنها جميلة حقا!!!
رفعت رأسها ل ادهم وجدته هادئا فاشتعلت عيناها بنيران الغيرة وسرعان ما امسكت ذراعها بعنف وجذبتها لتبتعد عنه فشهقت ونظرت لها بغضب : انتي ازاي تعملي كده.
لارا بعصبية : نهارك اسود و مهبب انتي بتحضني جوزي قدامي!!
ظهرت على معالمها الدهشة وهي تتمتم : جوزك!! انت اتجوزت يا ادهم ؟!
لارا بسخرية غاضبة : اه يا عيني واللي قدامك ديه تقدري تعتبريها مراته.
كان ادهم يراقب ما يحدث بهدوء تام ولاحظ غيرة لارا المفرطة هل يعني هذا انها….
حمحم و نظر للفتاة ثم غمغم بهدوء وهو يجذب لارا من خصرها : احب اعرفك لارا مراتي و ديه غزل.
غزل بضيق : اتشرفنا.
لارا ببرود : و انا لا.
غزل بدلع وهي تنظر ل ادهم : ايقى رن عليا علشان نسهر ونتسلى زي ايام زمان….باي.
غادرت فجأة كما جاءت فجأة ايضا فابتعدت لارا عن ادهم و صرخت بنظرات شرسة : ومين ديه يا سيادة الضابط ولا اقولك كل حاجة واضحة ديه حبيبتك صح.
ادهم بدون مبالاة : امشي يا لارا الناس بتبصلنا.
لارا بدهشة : انت من كل عقلك بتتكلم كده!! متحاولش تهرب من سؤالي مين البنت ديه يا ادهم.
ادهم بحدة : ديه حاجة متخصكش ومتحاوليش تتدخلي فخصوصياتي…فاهمة!!
نظرت له بصدمة ثم تمتمت بهدوء : عايزة ارجع.
اخذ نفسا عميقا و قال : تعالي….امسكها من ذراعها واخذها للقصر دلفت لغرفتها بدون ان تنطق بكلمة فقالت زينب باستغراب : مالها لارا يا ادهم؟!
حياة : ديه مش طايقة نفسها خالص.
ادهم بجمود : مفيش…انا طالع ارتاح.
زينب بتنهيدة : براحتك.
صعد ادهم لغرفته وكاد يدخل لكن تذكر غضب لارا و انها من الممكن ان تشك به وتفسد خططه فاتحه لغرفتها طرق الباب و دخل دون ان ينتظر ردها.
كانت لارا قد خرجت من الحمام بعدما مسحت دموعها و نزعت طرحتها جلست على سريرها تتذكر ما رأته منذ قليل وتردد : غبي و حيوان مقضيها بين احضان البنات يا…
قطع افكارها صوت الطرق وفتح الباب رفعت رأسها وعندما وجدت ادهم يدمل بكل ثقة نهضت ونظرت له بعمق.
اقترب منها ادهم ووقف امامها بهدوء : لارا.
نظرت له بترقب و غمغمت : مين البنت ديه يا ادهم…انت كان عك علاقات زي ديه من قبل.
زفر ادهم و امسك يداها وهتف بجدية : بصي يا لارا انا مش هضحك عليكي و اقولك ان الماضي بتاعي ابيض….اه مضبوط زمان كنت بسهر و بشرب بس علاقتي بالبنات دول متجاوزتش الحدود.
لارا بعدم فهم : ازاي يعني.
ادهم : يعني كنا بنسهر انا و صحابي مع البنات دول و نشرب سوا بس بعمري ما لمست واحدة منهم…..الموضوع ده كان من سنين و دلوقتي بطلت كل اللي كنت بعمله وعايزك تكوني متأكدة ان رغم كل الصفات الوحشة اللي فيا بس مستحيل ابقى خاين.
صمتت لارا قليلا و لا ننكر فرحتها لانه لم يلمس فتاة ابدا لكنها قالت : بس انت بتقول ان الحاجات ديه كانت من زمان طب والبنت اللي شفناها من شويا.
ادهم بابتسامة : ديه بتبقى غزل بنت اللواء كانت بتزور باباها و نلتقى و عشان هي متحررة شويا فكان عادي تاخدني ف الاحضتن بعد ما غابت فترة برا البلد.
لارا وهي تجز على اسنانها : يا سلام وحشتها اوي المسكينة.
رفع احدى حاجباه ثم اقترب منها اكثر انخفض لوجهها وهمس بنبرة رجولية ساحرة :– قوليلي كده انتي غيرانة عليا.
توترت لارا من قربه و هتفت بصوت متقطع : وانا….هغير عليك ليه لا مش غيرانة.
ادهم بمكر : طب عيني فعينك كده.
نظرت له بتحدي لكنها غرقت في سحر عيناه الخضراء الجذابة شعرت وكأن مغناطيسا يجذبها للنظر اليه فبقيت تطالعه دون ان تمل.
اما ادهم فلم يكن احسن حالا منها فسرعان ما شرد في زرقاوتيها مد يده وفك رباط شعرها الذهبي فانسدل على كتفها و ظهرها مظهرا لمعانه ….بدأ يداعب خصلة منه و لارا تموت خجلا….
انتقلت شفتاه لوجهها و قبل وجنتها بعمق و انفاسه تتسارع شيئا فشيئا اما هي شعرت بارتجاف جسدها وترنحت فحاوط خصرها بذراعه وتمتم : انتي ليه حلوة كده ها.
اغمضت عيناها بخوف وهي تشعر بقبلاته ثم فتحتهما وتفاجأت عندما وجدته مركزا على موضع شفتيها!!!
شعرت بجسدها يحترق من الخجل وهي تدرك نظراته جيدا وخاصة انه لم يعد يفصل بينهما سنتيمتر واحد…..
فجأة دفعته من صدره و قالت بتوتر : ميعاد الدوا انت لازم تاخد علاجك دلوقتي.
فتح فمه بصدمة مما يسمع وهمس : ماشي يا….ادرك ما كاد يفعله وكيف انجرفت مشاعره هكذا فحمحم و زمجر بخشونة : الدوا اخدته من ساعتين لو لسه فاكره.
لارا بارتباك : بجد….اسفة نسيت.
ابتسم بسخرية و خرج من غرفتها بسرعة وهو يلعن تسرعه هذا..
( انا عارفة كنتو عايزين ايه بس اللي فبالكم مش هيحصل نيهاهاهاها…احم نرجع لموضوعنا )
_________________
بعد خروج ادهم وضعت لارا يدها على وجهها مكان قبلاته و نبضات قلبها تتسابق من شدة سرعتها ابتسمت ببلاهة وتذكرت انه كاد يقبلها فتنهدت بقوة وحاولت السيطرة على هدوئها الذي يختل دائما عندما يقترب منها….
استدركت شيئا فغمغمت بغيظ : يعني هو كان بيعرف بنات قبلي…اها عشان كده كان مفكرني مش كويسة مفكر ان البنات كلهم زي بعض ماشي يا ادهم والله هطلع عينك علشان تعرف ان الله حق.
ارتدت اسدالها و خرجت من غرفتها نزلت للاسفل وجلست مع زينب و الفتيات.
كانت حياة تضحك عندما لمحت ادهم يرتدي ملابس خروج وهو ينزل من السلالم عقدت حاجباها بتعجب ونهضت.
حياة : ابيه انت رايح فين كده.
انتبهوا له فقالت زينب بدهشة : على فين يا ادهم.
ادهم بهدوء : على فين يعني اكيد ع الشغل.
لارا باعتراض : ادهم انت ناسي انك…..
قاطعها بعصبية : مش كل شويا تقولو لسا تعبان لسا تعبان انا تعرضت للحادث من شهر ومش هسيبه يضعفني.
حنين بهدوء : خلاص براحتك متتضايقش كده.
زفر بضيق و غادر فصرخت لارا بغضب : هو واخد الموضوع هزار جرحه لسه بينزف لحد دلوقتي بس لا ازاي بيبقى ادهم الشافعي وبيسمع الكلام طيب براحته يعمل اللي عايزه مليش دعوة بيه اوووف.
صعدت لغرفتها ركضا وتركت الاخرين في دهشة من عصبيتها!!!
_________________
في الداخلية.
دلف طارق لمكتبه ادهم بعدما طرق الباب جلس على الكرسي امامه وقال باندهاش : انت بجد مش طبيعي خالص معقول يابني تجي ع الشغل وانت لسه….
رمقه ادهم بنظرة حارقة و اردف من بين اسنانه : بلاش الاسطوانة ديه كمان انا مش ناقصك.
طارق بمضض : ماشي وهو انا هعرف اقنعك بحاجة…..بقولك ازاي خالة لارا وافقت يفضلو هنا ومخدتش جاكلين معاها كمان اصلي مش مصدق الحوار بتاع جوزها ولازم تفضل معاه.
حكى له ادهم عن تهديده لسعاد و عندما انتهى : بس كده.
طارق بتعجب : انت مش معقول يابني بتهددها ببناتها وواحدة منهم مراتك!!!….بس جاكلين فعلا بتلزمك.
ادهم : لا.
طارق : امال جبرتها تفضل هنا ليه.
ادهم وهو يطالعه بخبث : اصل في ناس كانو هيزعلو لو راحت ف انا علشان قلبي طيب خليتها تقعد….وغمز له.
ضحك طارق بارتباك و تمتم : ده انا اللي بعرف طيبة قلبك ديه.
نهض وقال بجدية : المهم احنا عرفنا مكان الاستاذ اللي بقالك زمان بدور عليه و فاضل بس نقتحم بيته ونجيبه.
ادهم ببرود : طبعا اصله واحشني جدا وعايز اشوفه ف اقرب وقت.
طارق : امرك يا حبيبي…
خرج من مكتبه و طلب احد الارقام و انتظر الرد.

كانت جاكلين تلكم كيس الرمل عندما رن هاتفها اخذته و فتحت الخط.
جاكلين ب انفاس متسارعة : ايوة.
طارق بابتسامة : ايه يا جاكي مالك بتنهجي كده ليه للدرجة ديه وحشتك.
جاكلين بحدة : عايز ايه اخلص.
طارق بضحكة : بتعجبيني لما تبقي شرسة كده ابت.
جاكلين بسخرية : انا شرسة مع بعض الناس اللي زيك.
طارق : ههههههه.
جاكلين : اوف بقى رنيت عليا ليه انت التاني.
طارق : ليه في اولاني.
جاكلين بضيق : استغفر الله العظيم…انا هقفل بقى.
طارق : اوك اقفلي اصل انا اتصلت عشان اطمن….باي يا قطة.
اغلقت جاكلين الخط بسرعة فضحك طارق بخبث و اكمل طريقه….
_________________
في فيلا اخرى.
دلفت جميلة لغرفة والدتها وجدتها تبتسم بخبث فقالت : خير يا ماما ايه سر الابتسامة ديه.
فريدة بضحكة شر : اصل انا عرفت حاجات كتير عن ست الحسن والجمال.
جميلة : تقصدي لارا؟! عرفتي ايه.
فريدة : انتي عارفة ان بقالي زمان بدور ع معلومات عليها و انا بقى يا ستي عرفت انها بتكون ابن اكبر تاجر مخدرات ماجد الكيلاني اللي نفسه قتل عمك حسن.
شهقت بصدمة : بجد!! طب ادهم عارف وهو اتجوزها ليه.
فريدة بمكر : طبعا هو عارف.
جميلة بشك : تقصدي انه متجوزها انتقام عشان باباه اللي بقاله سنين بيدور على اللي قتله وحرمهم منه؟؟
فريدة : تماما.
جميلة بغل : وانا بقول ايه سبب الجوازة السريعة ديه….وناوية تعملي ايه.
نظرت لها فريدة وتمتمت بنبرة ذات معنى : كل خير.
_________________
في منتصف الليل.
وقف ادهم بسيارته امام احدى المخازن ترجل منها بقوة و دلف وجد عدة رجال شرطة بانتظاره و طارق يتصدرهم.
وقف امامه وغمغم بحدة : هو فين.
طارق بابتسامة : جوا…سلملي عليه لما تروحله.
ادهم بخبث : من عنيا.
انهى كلامه وهو يتجه لاحدى الاماكن بالمخزن حتى وجده مقيدا ويجلس على الكرسي اتسعت ابتسامته و وقف امامه.
ادهم : وحشتنا يا راجل…..انخفض له و همس بتوعد : معقول ادهم موحشكش يا نظال….
وقفنا البارت فالقبض على نظال ياترى ادهم هيعمل معاه ايه؟؟قراءة ممتعة.
_________________
صاح نظال بصوت حاد :
– عايز ايه يا ادهم وجايبني هنا ليه.
لكمه بعنف و نطق بصلابة : اسمي الضابط ادهم…
لكمه ثانية وتابع : اما بخصوص جايبك هنا ليه اعتقد انك مش غبي لدرجة متعرفش سبب وجودك هنا.
نظال : ايوة مش غبي علشان كده فاهم اللي بتعمله ماهو لو عايز تسلمني للعدالة كنت وديتني ع القسم مش تحبسني بالمكان المعزول ده.
اقترب منهم طارق وسمع جملته الاخيرة فقال بسخرية : لا ده لانك وحشتنا اوي مش كده يا ادهم.
ادهم بخبث : اه طبعا.
نظال بحدة : عايز ايه يا حضرة الضابط.
ابتسم بوعيد ثم اقترب انخفض لمستواه و همس : عايزك تعرف مين الضابط ادهم.
انهى كلامه بركلة اسقطته من الكرسي صرخ نظال بألم فانقض عليه ادهم بالضرب بوحشية تامة وهو يزمجر : ماجد فين يا **** انطق!!!
نظال بضحك : ههههه تصدق انت صعبان عليا اوي …ثم همس بصوت كحفيف الافعى :
– فكرتني ب ابوك اللي مكنش يخاف من حاجة بس يا خسارة هو مات ب ابشع طريقة وانت مقدرتش تعمل حاجة سبت ابوك واقع و غرقان فدمه ومعرفتش تنقذه….
تصاعدت الدماء لوجهه من الغضب و عيناه حمراء كالجحيم نظر له طارق وقال بترقب : ادهم هو بيحاول يستفزك اوعى تسمعله.
تابع نظال بنبرة ذات معنى : ومش هتعرف تنقذ حد من عيلتك.
فقد اعصابه تماما فانقض عليه ثانية يضربه بكل ما أوتيه من قوة غير مبالي بجرح صدره الذي يؤلمه وكل ما يفكر فيه هو كلام هذا السافل “هو مات بأيشع طؤيقة وانت مقدرش تعمل حاجة سبته غرقان ف دمه و معرفتش تنقذه”
حاول طارق ابعاده عنه فلقد نجح نظال في استفزازه وهو الان كالثور الهائج لا احد يستطيع ايقافه والا سيحرق!!!
ابتعد ادهم عنه اخيرا اخرج مسدسه وصوبه نحوه : اتشهد على روحك يابن ال*****
نظر له نظال بترقب فوضع ادهم اصبعه على الزناد وقبل ان يطلق اخفض طارق يده و صاح به : لا يا ادهم اوعى.
دفعه بقوة وزمجر بخشونة : ابعد من وشي دلوقتي…..رفع يده مرة اخرى فأمسكه طارق وتمتم بحدة : متنساش اننا بنحتاجه هو بيحاول يستفزك عشان تعمل حاجة غلط متسيبلوش الفرصة ديه.
طالعه ادهم ثواني ثم اخفض المسدس وهو يلعنه نظر لذلك الفاقد للوعي بغضب شديد و اردف بهدوء فضيع : شيلو الكلب ده و رجعوه من المكان اللي جبتوه منه.
اتسعت عيناه بدهشة : انت هترجعه ازاي!!! طب ليه اخدته من الاساس لازم نسلمه يا ادهم.
وضع يده على كتف طارق ثم اقترب من نظال وضع جهاز gps في العقد الذي يرتديه و ابتعد.
طارق : ايوة خلاص فهمت انت عايز ايه.
ادهم بجدية : يلا يا طارق متضيعوش الوقت….استدار ليذهب فنطق طارق : رايح فين.
لم يجب وخرج مسرعا ركب سيارته وانطلق بها بسرعة مخيفة و كلام نظال يمر بذاكرته هو لم يستطع انقاذ والده كان صغيرا جدا عندما وجده يموت امامه ذبح بطريقة بشعة ولم يستطع فعل شئ!!!
_________________
قرب الفجر.
كانت لارا في غرفتها تمشي ذهابا و ايابا بقلق وهي تفكر في ادهم لم يعد للآن ترى اين هوا؟!!
سمعت صوت الباب يفتح ويغلق بقوة ركضت خارجا ونزلت للاسفل.
لارا بلهفة : كنت فين يا….
توقفت عن الكلام عندما وجدته يترنح يمينا و شمالا بثمل فتحت عيناها باتساع واقتربت منه.
لارا بخوف : انت كويس.
نظر لها و قال بنبرة شبه واعية : اه…ابعدي عني.
لارا بغضب : ابعد ايه انت مش شايف نفسك راجع الفجر سكران ومش قادر تمشي كويس ليه تعمل كده.
لم يجب عليها فأسندته بوجه عابس و مشت معه.
لارا بخفوت : انت قلت انك بطلت تشرب ليه رجعت للخمر تاني ( ديل الكلب عمره ما يتعدل ابت )
ادهم بثمل : هتستجوبيني انتي كمان.
تأفأفت بسخط وصعدت به لغرفته وضعته على السرير وهو مغمض العينين….
جلست بجانبه و مسحت على شعره بحزن : ليه كده يا ادهم.
فتح عيناه و طالعها قليلا ثم ابتسم وهمس : انتي مش هتسيبيني صح.
هزت رأسها بنفي و سقطت دمعة منها : لا مش هسيبك.
ادهم بخمول : وهتعرفي تعيشي مع واحد فيه كل الصفات الوحشة ومبيرحمش حد و يفرح لما يأذي غيره.
لارا بخفوت : وهعرف اغيرك للاحسن مش هتخلى عنك خالص.
ادهم بضحكة : هتغيري الجلاد….سمعتك وانتي بتشتميني باليوم اللي كنتي بتكلمي فيه بنت خالتك….بقى انا جلاد.
لارا : كتير الصراحة.
رفع يده ومسح دموعها التي نزلت بشفقة عليه و هتف : انت ليه حلوة كده….انا غلطت فحقك كتير واستغليتك عشان شغلي.
اعتقدت لارا انه يقصد احضارها للقصر لكي تشهد في قضيته ولم تتكلم فتابع : عارفة انا بابا مات قدام عيوني ومعملتش حاجة….كنت صغير اوي لما شوفته بيطلع روحه.
شهقت بصدمة فنظر لها و همس مجددا : لارا….انتي هتسامحيني لما…لما…اغمض عيناه بتعب وغط في نوم عميق فنهضت مجددا نزعت حذائه و اطمئنت عليه وخرجت من غرفته.
ذهبت لغرفتها و استلقت على سريرها تتذكر حالته و انهياره ترى مالذي حدث معه ليصبح هكذا !!!
استغفرت ونهضت لتصلي الفجر و بعدما انتهت استلقت و غطت في نوم عميق…
_________________
في صباح اليوم التالي.
كان ماجد يوقع على احدى الصفقات المشبوهة عندما دخل اليه نظال ووجهه مليئ بالكدمات.
ماجد بحدة : ايه اللي فوشك ده يا نظال.
نظال بتوتر : مفيش يا باشا المبارح كنت سكران وعملت حادث.
ماجد بسخرية : واكيد كنت مع البنات صح.
نظال بهدوء : اه.
_________________
في الداخلية.
كان ادهم يجلس في مكتبه ويضع يده على رأسه بضيق طرق الباب ودلف طارق.
طارق بمرح : صباح الخير يا باشا.
ادهم : انت كل شويا تنط على مكتبي يا شيخ اتهدى.
طارق بضحكة : من حبي ليك والله…مالك باين عليك تعبان.
ادهم بضيق : المبارح تقلت بالشرب و دماغي بيوجعني دلوقتي.
طارق بتعجب : انا كنت فاكر انك بطلت شرب…ثم اكمل مازحا : و رجعت ع بيتك ولا امك سابتك برا.
تذكر ادهم لارا فتمتم : لارا شافتني سكران و طلعتني على اوضتي.
طارق بخبث : ايوة يا عم مفيش حد قدك.
ادهم بحدة وهو يرفع القلم في وجهه : اطلع يا طارق متسيبنيش اتغابى عليك.
ارتفعت ضحكاته وهو يخرج فزفر ادهم وحدث نفسه : انا ايه الكلام الزفت اللي قولتولها اووووف.
_________________
في القصر.
كانت زينب في غرفتها عندما طرق الباب اذنت بالدخول فدلفت لارا.
لارا بابتسامة : صباح الخير.
زينب : …تعالي اقعدي.
جلست بجانبها بتردد فقالت زينب : في ايه يا لارا عايزة تقولي حاجة.
لارا : اه….طنط هو ادهم كان بيشرب من قبل صح.
تجهمت زينب واردفت : ايوة كان كل ليلة يرجع سكران ولما بكلمه يعند وميسمعش الكلام…..انتي عرفتي ازاي شوفتيه وهو سكران ولا ايه.
لارا بسرعة : لالا بس هو قالي انه كان بيشرب زمان.
ابتسمت و اجابت : بس انا المبارح شوفته لما رجع سكران وانتي وديتيه على اوضته.
لارا بدهشة : بجد!!
زينب : ايوة انا امه ومستحيل اقدر لو مرجعش….بس انتي عايزة ايه من الكلام ده كله.
لارا بتلقائية : عايزة اعرف ايه السبب اللي وصله للحالة ديه هو قالي ان باباه مات قدام عيونه ومقدر يعمله حاجة….عايزة افهم ازاي باباه مات.
ارتبكت زينب وهي تقول بحدة : لارا انسي الكلام اللي قاله هو مكنش واعي.
لارا : بس كان بيقول الحقيقة اللي مش قادر يقولها و هو واعي.
زينب : معرفش انتي بتتكلمي عن ايه.
نهضت لارا وقالت بثبات : براحتك انا هسأله.
انتفضت زينب بصدمة : اوعى يا لارا اوعى تسأليه عن حاجة لمصلحتك ده مش لمصلحتي.
لم تجب لارا وخرجت من غرفتها فجلست الاخرى على السرير وحدثت نفسها : استر يارب انا مصدقتش قرب ينسى وهي هترجع تفتح المواضيع القديمة يارب استر وميعملش فيها حاجة.
_________________
في المساء.
عاد ادهم للقصر صعد في السلالم ليذهب لغرفته لكنه وجد لارا امامه.
حمحم واردف بهدوء : ايه.
لارا بابتسامة : حمد لله على السلامة…احضرلك العشا.
ادهم : لا.
لارا : طيب انا عايزة اكلمك.
اعاقد انها ستتكلم بشأن ما حدث البارحة فحمحم و تجاوزها ليذهب و قبل ان يتحرك خطوة اضافية سمعها تقول :
– هو باباك مات ازاي ومين الللي قتله ؟…..
وقفنا البارت فسؤال لارا ادهم عن وفاة باباه ياترى هيجاوبها؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
وقف بلا حراك يستوعب سؤالها اغمض عيناه و فتحهما مجددا ثم استدار لها.
ادهم بهمس مخيف : قولتي ايه.
لارا بشجاعة : انا بسألك ابوك مات ازاي ومين اللي قتله.
اعتصر قبضته بعنف وتذكر كلام ذلك الرجل “البنت الموجود ببيتك هي نفسها بنت ماجد الكيلاني”….نظر لها بحدة ارعبتها وتمتم بخشونة : مش لازم تعرفي.
تحرك من امامها بسرعة واتجه لغرفتها قبل ان يفقد اعصابه فذهبت خلفه وصوتها يلاحقه : لا لازم اعرف لازم تجاوبني.
لم يستمع لها فأمسكت كتفه و صاحت بحدة :
– ادهم متتهربش من السؤال انا عايزة اعرف ايه مشكلتك وليه بتعمل كل حاجة غلط ايه اللي شوفته فطفولتك عشان تبقى كده.
عند هذا الحد وتوقف عقله عن التفكير استدار لها بعيون مشتعلة ثم امسك ذراعه بعنف و سحبها خلفه.
لارا بتألم : انت بتوجعني سيبني.
ادخلها لغرفته و صفع الباب خلفه نظر لها و صرخ : انت عاااااايزة اييييييييه!!!! ليه بتحاولي تتدخلي فحاجات مش بتخصك لييييييه.
انتفضت من صراخه فهتفت : لاني مراتك وواجبي اساعدك لما تكون متضايق من حاجة واعرف الحاجة اللي مزعلتك.
جن جنونه فزمجر بهستيريا وهو يقذف اي شئ تمتد له يداه : عايزة تعرفي ايييييييييييه !!!! عايزة تعرفي ان ابويا مات قداااااامي عايزة تعرفي انهم ذبحوه وانا بتفرج عليهم ومقدرتش اعمل حااااجة عايزة تعرفي اني لدلوقتي بشوف اللي حصل فكوابيسي!!! عااااااايزة تعرفي اييييييييييييه.
صرخت لارا ببكاء و فزع وهي تراه يصرخ بهستيريا ويقذف زجاجات العطر وكل شئ يمسكه!!!
فجأة فتح الباب بقوة ودلفت زينب و الفتيات بفزع و شهقوا مما رأوه…..لارا مستندة على الحائط تضع يدها على وجهها و تبكي بخوف و ادهم في حالة جنون تام!!!
اقتربت زينب من لارا وامسكت كتفها فانتفضت بفزع و اخفضت يديها وعندما رأتها تشبثت بها وتمتمت ببكاء هستيري : طلعيني من هنا انا خايفة.
اقتربت حياة منها بسرعة وجذبتها لتخرج فصرخ ادهم بها بأنفاس متسارعة من الانفعال : اوعى اسمعك جبتي السيرة ديه تاني.
زينب بغضب : انت اكيد واحد مجنون….امشي يا لارا.
خرجت لارا معها و خلفهما حياة اما حنين فاقتربت منه وقبل ان تتكلم نطق بهدوء : اطلعي انتي كمان.
حنين بتريث : حاضر هطلع بس انت اهدى.
اخذ نفسا عميقا ليخرج الشحنات السلبية الموجودة بداخله فأمسكت بيده وجلسا على السرير.
نظرت له بحنان : متعصبش نفسك كده هي كانت خايفة عليك.
ادهم بحدة مخيفة : مش محتاج حد يخاف عليا انا بحاول بالعافية انسى انها بنت الكلب اللي حرمني من ابويا و هي بسؤالها قلبت عليا كل حاجة وحشة لسا فاكرها.
حنين بترقب : انت قولتلها انها بتبقى بنت ماجد الكيلاني؟
ادهم بغضب من ذكر اسمه : لا.
حنين : طيب متضايقش نفسك كده خلاص.
نهض ادهم واقفا فوقفت معه واردفت : رايح فين يا ادهم بالليل ده.
ادهم بدون مبالاة : مش لمكان.
خرج قبل ان يسمع ردها فتنهدت بيأس : ربنا يهديك….ثم التفتت لتنضف الغرفة بعدما افسدها ادهم
كانت لارا في غرفتها تبكي بقوة و حياة تمسح على شعرها.
حياة : خلاص يا لارا اهدي شويا.
لارا بغضب : شوفتي هو عمل ايه فاكر نفسه ايه ها اولا بيتجوزني و بعدين لما احاول اساعده بصفتي مراته يقولي متتدخليش….البني ادم ده مصنوع من ايه؟!
عبست حياة وتساءلت عن السبب الذي يجعل اخاها غاضبا بهذا الشكل فهي لا تعلم بعد ماحدث…..
افاقت من شرودها و قالت بابتسامة : حبيبتي محصلش حاجة تلاقيه متضايق من حاجة فالشغل وعارفاه عصبي انتي هتجددي عليه.
تذكرت لارا قوله بأن والده ذبح امامه ولا يزال لحد الان يتذكر الحادثة بالتأكيد شعر بالالم الشديد فليس سهلا على طفل صغير رؤية والده يقتل بطريقة بشعة يا الله فلتكن رحيما بعبادك.
لارا بابتسامة وهن : حاضر…عايزة .
بادلتها حياة الابتسامة ونهضت خرجت من غرفتها فنزعت لارا اسدالها و استلقت على سريرها حاولت النوم لكنها لم تستطع…..
_________________
خرج من سيارته و رأى سيارة اخرى تقف بالقرب منه ابتسم و اتجه اليها فتح الباب وجلس بجانبه.
طارق : ايوة يا باشا ع….صمت عندما وجده يحمل قارورة خمر و يشرب بقوة فتابع بتعجب : انت سكران يا ولا.
نظر له ادهم و اردف بثمل : انت شايف ايه…..تشرب ؟
طارق بنفي : لا يا عم متشكر اوي.
ادهم : براحتك.
طالعه وهو يشرب فتمتم : طب يلا نرجع ع البيت.
ادهم : امي هي اللي بعتتك صح.
طارق بضحكة : اه.
تنهد وهو يتذكر ماحدث منذ عدة سنوات و ماحدث من ساعات وكيف فقد اعصابه واصبح يتصرف بغضب هستيري…
ادهم بضيق : يلا نرجع.
طارق : ماشي تعالا اقعد بمكاني انا اللي هسوق.
خرج ادهم وتحرك بترنح اسنده طارق فأبعد يده بفضاضة وجلس.
زفر طارق بسخط من تصرفاته و جلس هو ايضا فقال ادهم : مش عايز ارجع ع القصر وديني ع مكان تاني.
اومأ ثم شغل السيارة وانطلق بها….
________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت لارا وطدت نفسها على الكنبة فهي كانت تنتظر ادهم لكنها غفت بدون ان تشعر فزفرت ونهضت خرجت من غرفتها ونزلت للاسفل وجدت زينب.
لارا : صباح الخير….ادهم فين.
زينب : هو راح ع شغله.
لارا بحزن : بس منامش هنا صح.
زينب : اه.
لارا بداخلها : اكيد هو زعلان مني ياريت مسألتوش اوووف.
صعدت لغرفتها وجلست اخذت هاتفها و طلبت احد الارقام وبعد ثواني فتح الخط.
لارا : جاكلين.
جاكلين بابتسامة : صباح الخير يا لارا ازيك.
لارا : الحمد لله كويسه بقالك فترة مجيتيش وحشتيني.
جاكلين بضيق : مش ب ايدي مضطرة افضل مسجونة بالبيت ده….المهم انا حاسة انك مش كويسة مالك.
لارا بحزن : اتخانقت مع ادهم.
جاكلين : ليه هو زعلك ولا حاجة ده انا بموته.
لارا بضحكة : هههه اهدى يا باشا.
جاكلين : طب ايه.
لارا : مفيش حاجة تافهة كده….قوليلي بقى…
ومر الوقت وهما تتكلمان سويا…
________________
في الداخلية.
صرخ في الموظفين بقوة : غورو من وشي ام الساعة ديه نش عاوز اشوف حد فيكم برررررا.
خرجوا بسرعة وهم يهمسون بضيق فجلس على كرسيه نظر لطارق وهتف بحدة : مالك بتبصلي كده ليه.
طارق : اهدى يابني متتنرفزش كده.
ادهم بضيق : اهدى ازاي و الاغبيا دول مش عارفين يعملو حاجة.
طارق بضحكة : مفيش حاجة مستاهلة تتعصب عشانها كده….و اكمل بغمزة : عازمك على سهرة حلوة ايه رايك.
ادهم ببرود : مش عايز.
طارق وهو ينهض : براحتك يا خويا انا رايح…..
خرج و بقي ادهم يسترجع ماحدث معه من قبل….
_________________
في منزل فريدة.
جميلة بغيظ : انتي ليه لسه نقولتيش ل لارا حاجة.
فريدة : مش دلوقتي يا جميلة احنا لازم نستنى الوقت المناسب.
جميلة : انا عايزه يسيبو بعض فأقرب وقت عشان اتجوز ادهم و اخد فلوسه.
فريدة بغل : اكيد ووقتها هكون حققت انتقامي منهم عيلة الشافعي مفكرة اني هوافق اعيش تحت رحمتهم بس غلطانين حدا الاول ابن عمك دخل ابوكي و اخوكي ع الحبس ودلوقتي ادهم سابك و اتجوز بنت قاتل ابوه.
جميلة : تقصدي ادم صح.
فريدة بحقد : وهو في غيره….متنسيش انه من 5 سنين دخل علي و اخوكي عمر ع السجن و انحكم عليهم بالسجن المؤبد و احنا بقينا من غير سند يحمينا…..
وقفنا البارت فمعرفة سبب انتقام فريدة من عيلة الشافعي يا ترى ايه اللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
تابعت فريدة : و ادم ده كمان مش سهل جبروته فضيع ومش بيخاف من حد وبيعمل اللي عايزه ع الطول.
جميلة : زي ادهم صح؟
فريدة : ايوة….المهم سيبينا منهم وقوليلي انتي محاولتيش تشوفي ادهم.
جميلة بغيظ : لا… وكفاية انه ضربني قدام الكل اصلا.
فريدة : هتاخدي حقك متقلقيش بس كل حاجة فوقتها حلوة و الاهم دلوقتي انك تحاولي تكسبيه لصفك الجواسيس بتوعي قالولي انهم شافو ادهم بيشرب و قضى الليل كله بالبار ده يعني انه متضايق من حاجة هو مبيشربش غير لما يتضايق.
جميلة : طب واحنا مالنا ان كان متضايق يمكن ديه امور تخص شغله و بعدين لارا موجودة معاه واكيد مش هتعدي الفرصة ديه كده وهتستغلها وتقرب منه.
فريدة : انتي غبية ولا ايه وهو في حاجة فشغله اهم من انه يعرف قاتل ابوه واكيد هو متضايق لانه موصلوش لدلوقتي و شكلك نسيتي ان بنت قاتل باباه هي نفسها مراته لارا.
نظرت لها جميلة ثم احتلت وجهها ابتسامة خبيثة : تقصدي انه هو لسه بيكره لارا و كل ما يفتكر الحادثة و يدور على ماجد هيفتكر كمان ان بنته موجودة معاه تحت سقف واحد صح ؟؟ و علشان انا بنت عمه الطيوبة و الحنينة لازم اقف معاه و اسانده.
فريدة بضحكة مكر : طول عمرك بتفهمي.
_________________
في الداخلية.
كان ادهم يجلس مع طارق و فريق من المخابرات يتجسسون على كلام نظال و ماجد و الاماكن التي يذهبون لها.
طارق بثقة : تقدر تقول اننا عرفنا مكانهم يا ادهم و لازم فأسرع وقت نعمل مداهمة.
ادهم وهو يعقد حاجباه : لا لسه…انا محطيتش gps مع نظال علشان نتجسس على كلامهم ونعرف مكانهم ونقبض عليهم ع الطول.
طارق بذهول : انا مش فاهم حاجة.
ادهم بهدوء : هتفهم بعدين.
طارق : يعني ايه مش هنعمل حاجة.
ادهم وهو ينهض : لا حاليا مش هنعمل اي حاجة.
طارق بداخله : ماله ده مش هو اللي كان متحمس علشان يوصل لماجد ايه اللي بيفكر فيه دلوقتي….حمحم واردف : رايح ع بيتك.
ادهم : ايوة اوصلك معايا ولا تيجي بعربيتك.
طارق : لا هروح بعربيتي.
رمقه ادهم بنظرات حادة مخيفة وتمتم بنبرة ذات معنى : عندك موعد يعني.
طارق بجدية : موعد ايه يا ادهم انا رايح على بيتي.
ابتسم ادهم بتلاعب : اللي هو جاكلين صح.
طارق بغمزة : احنا بتاع الكلام ده برضو…ثم تابع بنبرة جادة : انا لازم اطمن عليها هي مسؤوليتي زي مالدكتورة مسؤوليتك…مش كده.
ادهم بتهكم مازح : اصيل يا ابو رحاب…يلا سلام.
خرج من غرفة الاستخبارات وركب سيارته انطلق بها و بعد مدة وصل للقصر.
دلف و وجد حنين واقفة مع الفتيات و رجل اخر….اقترب منه ووقف امامه.
احتضنه بقوة وهتف بهدوء : اهلا يا خالد.
خالد بابتسامة : منور والله وحشتني يا صاحبي.
ابتعد ادهم عنه و قال : انت جاي تاخد حنين.
نظر لها خالد بابتسامة : اه….و الوقت اتأخر يلا يا حنين.
اومأت و ودعت زينب و لارا وحياة ثم اتجهت ل ادهم و القت نفسها في احضانه.
مسد على ظهرها وهمس بحنان : هتوحشيني.
حنين : و انت كمان خود بالك من نفسك….ثم رفعت نفسها قليلا وهمست بأذنه : على فكرة لارا بتحبك وخايفة عليك…متاخدهاش بذنب ابوها لانك هتندم لو خسرتها.
صمت ادهم و طالع لارا التي تقف بعيدا عنهما ثم تنهد و ابعدها عنه.
ادهم : خدي بالك من نفسك واذا خالد زعلك قوليلي و هعلقه ماشي.
خالد بضحكة : انت هطلع عين اهلي من دلوقتي ولا ايه.
ضحك الجميع عليه و غادرت حنين مع خالد تنهدت زينب و صعدت لغرفتها فقالت حياة : احضرلك العشا يا ادهم.
ادهم بنفي : لا مليش نفس اكل حاجة.
حياة ب ايجاب : براحتك…ثم صعدت لغرفتها هي ايضا.
بقيت لارا بمفردها معه نظرت له بضيق وهي تتذكر كيف احتضن اخته و يتعامل معها بحب وحنان اما هي فانها تشعر انه لا يضيع فرصة ليضايقها فيها ويجعلها تبكي.
طالعها بنظرات ثابتة ثم تحرك وتجاوزها اخذت نفسا عميقا ثم استدارت له.
لارا : ادهم ثواني.
توقف فأقتربت منه وقفت امامه و نطقت بنبرة خافتة : بص انا اسفة ع اللي حصل المبارح مكنتش اقصد اضايقك ومش عايزاك تنام غضبان عليا…ممكن.
كان هو يطالعها بمشاعر مضطربة حزن و ندم و حقد و غضب وحب…..حزن لانه رأى دموعها و نادم لاستغلاله لها وحقد لأن والدها هو من تسبب بموت والده و غضب منها لانها حاولت معرفة ما يخفيه اما مشاعر الحب هذه ف استغربها ادهم كثيرا !!!
حمحم بصلابة واردف بجدية : انسي اللي حصل.
لارا بسعادة طفولية : يعني انت مش زعلان مني!!
نفى برأسه وابتسم بهدوء ثم صعد لغرفته.
تنهدت براحة و تذكرت ابتسامته فهمست بحالمية : ياااه ضحكته بتجنن ياريت يفضل يضحك دايما بدل الوش الخشب اللي مركبه.
ضحكت من افكارها ثم ذهبت لغرفتها هي ايضا.
_________________
توقف بسيارته امام منزلها ترجل و اتجه للباب رن الجرس فسمع صوتها : مين.
اجاب بصوته الرجولي :
– ده انا طارق.
فتحت الباب وهي تزفر بضيق نظرت له و قالت بنظرات ممتعضة : انت كل شويا هتنط عليا يعني.
قهقه بقوة واجاب بغمزة : بتوحشيني يا جاكي مش ب ايدي قلبي اللي بيجيبني لعندك.
جاكلين ب سخرية : حنين اوي ع فكره…..خير عايز ايه و اوعى تفكر اني هسمحلك تدخل بالوقت المتأخر ده.
طارق بتلاعب : ليه خايفة مني ولا ايه.
جاكلين : اخاف!!! و منك!!! انت اتجننت رسمي.
طارق بحزم : مكنتش هدخل اصلا انا جيت علشان اطمن عليكي واشوف اذا محتاجة لحاجة ولا لأ.
جاكلين بهدوء : لا مش محتاجة .
في هذه اللحظة رن هاتفه نظر للاسم وهي ايضا وجدت اسم فتاة فابتسمت بتهكم : رد يلا حبيبتك بتستنى.
نظر لها ثم فتح الخط : ايوة يا حبيبتي…..لا كنت بالشغل ودلوقتي انا بالطريق…..ماشي هجيلك نص ساعة يا سمر و هكون عندك باي.
اغلق الخط و اتجه لسيارته دون ان يكلمها ركبها و انطلق بسرعة تاركا جاكلين تنظر لفراغه بذهول.
جاكلين بضيق : ومين سمر ديه شكله مستعجل علشان يشوفها لا قالها انا بالشغل وحاي ف الطريق واحد نسونجي غبي هو حتى معبرنيش….وانا مالي بيه اصلا اوووف.
لمحت الحراس يقفون بالقرب من الشقة فمطت شفتيها بسخط ودلفت صفعت الباب خلفها وهي تتمتم : كان يوم اسود يوم ما شوفتك.
_________________
كان السيارة تمشي بهدوء عندما اعترض بعضهم الطريق توقف حسن ونظر ل ابنه ذو 8 سنوات الجالس بجانبه.
حسن : ادهم متطلعش من العربية مهما حصل اتفقنا.
ادهم : ليه يا بابا ومين دول اللي واقفين بالطريق.
لم يجب عليه و خرج اغلق الابواب اوتوماتيكيا و اقترب من اولئك الرجال و ادهم يراقبهم.
انقض عليه الرجال بالضرب و هو يصدهم لكن كما يقال الكثرة تغلب الشجاعة استطاعوا اسقاطه ارضا و كل جزء بجسده متصاوب بالرصاص و قبل ان يغمض عيناه امسكه رجل ما من رأسه ورفعه سحب سكينا من جيبه و مرره على عنق حسن…
قهقه الرجل بقوة و صاح بنصر : ده مصير اي حد يتحدى ماجد الكيلاني!!
ثم ظهرت ملامح وجهه التي لن تنسى ابدا.
كان ادهم يطالع ما يحدث بصدمة لم يتكلم من هول فضاعة ما يرى ثم صرخ : باااااااابااااااااا.
نهض من سريره بفزع يتنفس بسرعة جنونية و قطرات العرق تتصبب من جبينه و قلبه ينبض بطريقة رهيبة يكاد يأخذ انفاسه!!!
مسح على شعره ونهض دلف للحمام و غسل وجهه عاد وجلس على سريره.
ادهم بهمس كحفيف الافعى : 22 سنة يا ماجد و لسه منستش اللي شوفته كل ليلة برجع اعيش الكابوس ده ازاي هنسى ان البنت اللي المفروض تكون هي مراتي هي نفسها بنت الندل اللي قتل ابويا قدام عيوني ازاي انسى ازااااي.
زفر بسخط و استلقى على سريره حاول النوم كثيرا لكنه لم يستطع….
_________________
في صباح اليوم التالي.
كانت لارا تجلس مع حياة و تمزحان سويا نزل ادهم فقالت حياة بابتسامة : صباح الخير.
لارا : صباح الخير.
ادهم بهدوء : ….جهزتي نفسك.
حياة :اه.
عقدت لارا حاجباها : انتي رايحة فين.
حياة : ع الكلية تروحي معايا.
لارا بضحكة : وانا هعمل بالكلية ايه هلاص خلصت دراستي من سنة.
ادهم بصرامة : مش هنقضيها كلام تعالي.
نهضت حياة و ودعت لارا غمزت ل ادهم و خرجت لتنتظره في سيارته.
حمحم ادهم و نطق بصلابة : امي فين.
لارا بابتسامة : نايمة ف اوضتها.
ادهم : ماشي….انتي فطرتي.
لارا : ايوة…مش عايز تفطر.
ادهم وهو يخرج : لا مش عايز.
فتح الباب و خرج نظرت لارا لفراغه ثم جلست على طاولة الطعام مجددا….
_______________
اوقف ادهم سيارته امام الكلية نظر ل حياة وتمتم بجدية : لما تخلصي رني عليا.
حياة : حاضر…خود بالك من نفسك ماشي.
امسك يدها ثم قبل جبينها بحنان و اردف : يلا انزلي بسرعة.
نزلت من السيارة ورحل ادهم كادت تدلف للجامعة لكن…
فجأة اقتربت منها سيارة بسرعة نظرت لها بفزع و صرخت بصدمة و فزع : ااااااااااه….
وقفنا البارت ف اقتراب عربية من حياة بسرعة جامدة ياترى ايه اللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
صرخت حياة بفزع ووضعت يدها على وجهها ولم تستكع التحرك من مكانها بسبب الخوف و قبل ان تصدمها السيارة دوى صوت احتكاك شديد وتوقفت بالقرب منها!!!
مرت دقائق و حياة تتنفس بسرعة نظرت للسيارة وجدت بينعما متر واحد رفعت عيناها وجدت شابا نفتول العضلات يقترب منها بهدوء.
توقف امامها و تحدث بجدية : انتي كويسه.
رمقته بنظرة حارقة ثم صرخت بعصبية : انت مجنون مش تفتح كنت هتموتني.
الشاب : بغض النظر عن ان ده غلطك لانك انتي اللي بتقطعي بسرعة حامدة بس انا اسف.
حياة : اسفك مش مقبول يا معرفش اسمك ايه.
الشاب بغضب : لمي نفسك معايا يلا انتي فاكرة نفسك مين!!!
حياة بثقة : لو قولتلك انا مين هتقعد تعيط من الخوف فبلاش احسن…. و اه تاني مرة خود بالك مش كل الناس محترمة زيي.
الشاب بسخرية لاذعة : ونعم الاحترام.
زفرت بضيق و دلفت بينما هو ركب سيارته نظر لها من النافذة الزجاجية و بقي يراقبها وهي تبتعد حتى اختفت.
الشاب بداخله : لسانها طويل و عايز قص…بس فعلا البنت حلوة.
ابتسم بتعجب و شغل سيارته و انطلق مجددا…..
_________________
في الداخلية.
في غرفة الاستخبارات.
ادهم بجدية : الضابط اللي دخل معانا جديد فين يا طارق انا مش شايفه.
طارق : انت بتتكلم عنه اكنه غريب ليه ماهو صاحبنا.
ادهم ببرود : انت عارف اني مليش فجو الصحاب ده لما نكون بنشتغل ها هو فين.
طارق : اتصلت بيه الصبح بدري وكان نازل ع الاسكندرية اتوقع يكون وصل و هيجي.
ادهم بحزم : تمام.
طارق : بس تصدق وحشني الواد ده اوي.
ادهم : امممم….بقولك انت قضيت الليل فين المبارح.
طارق بابتسامة لعوبة : مع سمورتي.
نظر له و تمتم بابتسامة بسيطة : مش ديه واحدة من حبيباتك.
طارق بضحكة : تماما….بس انما ايه مزة اخر حاجة تحب اعرفك عليها.
ادهن بازدراء مصطنع : انا مش قليل الادب زيك ( صدقتك والله )….عاد بنظره لجهاز التنصت و استمع بتركيز….
_________________
في مكان اخر.
ماجد : اخبار الشحنة ايه يا نظال.
نظال : كويسة جدا و الشحنة وصلت وحطيناها بالمخزن.
ماجد بابتسامة مكر : كده حلو اوي…..و بخصوص مرات ادهم.
نظال : مفيش جديد يا باشا وبعد تعرض لارا للحادث الضابط شدد الحراسة على القصر و محدش بيطلع الا بحراسة.
ماجد بغل : يعمل اللي عايزه بس مش هيعرف يوقفني هو حتى مش عارف مكاننا.
توتر نظال و تذكر عندما اخذه ادهم و اعاده مجددا لا يعلم لملذا اعاده فلقد كان يستطيع ان يقتله او يأخذ منه المعلومات لكنه تركه ببساطة….و لم يتجرأ بأن يقول لماجد بما حدث له خشية من قتله فهو يدرك ان ماحد لا يهمه شيئ سوى مصلحته.
_________________
في المساء.
عاد ادهم للقصر دلف ووجد لارا في الصالة تجلس على الاريكة و في يدها طبق كبير من الفشار وتتابع احدى افلام الكرتون بتركيز.
ادهم : احم احم.
انتبهت لارا و نظرت له وعندما رأته ابتسمت : حمد لله على السلامة.
ادهم : الله يسلمك…جلس بجانبها و تحدث بهدوء : انتي لسه منمتيش ليه.
لارا : لسه بدري انا متعودة اسهر للصبح.
رمقها بطرف عينه بتهكم حاد : و سهراتك ديه كانت ازاي.
طالعته لارا للحظات ثم هتفت : مش زي سهراتك طبعا….كنت بسهر مع طنط سعاد و جاكي اقصد ستات لوحدنا. ضغطت على كل حروف الكلمة الاخيرة فابتسم بمكر.
ادهم ببرود : امي وحياة فين.
لارا : مامتك ف اوضتها و حياة رجعت بدري اوي.
رفع احدى حاجبيه ثم نهض صعد لغرفة حياة ثم طرق الباب و دخل.
حياة بابتسامة : ابيه ادهم حمد لله على سلامتك انت جيت امتى.
اقترب منها وهو يقول : من شويا….انا قولتلك تتصلي بيا لما تخلصي معملتيش كده ليه.
حياة : اصل مكنش عندي محاضرات مهمة النهارده فطلعت وقلت مفيش داعي ارن عليك.
وضع يديه حول رأسها و قبل جبينها وتمتم : في ايه يا حياة.
نزلت دموعها وهمست : بابا وحشني اوي….اه انا مشوفتوش و كان عمري شهرين بالكتير لما مات و سابنا بس هو واحشني.
اغمض عيناه بقوة ثم فتحهما و احتضنها وضع رأسها على صدره فلفت ذراعيها حول خصره.
ادهم : انتي بتقولي كده ليه هو انا قصرت معاكي ف حاجة.
نفت حياة سريعا : لالا خالص.
ادهم بابتسامة : يبقى اعتبريني ابوكي ماشي.
ابتعدت عنه ونظرت له قليلا ثم اردفت بلؤم : بس انت لسه صغير على انك تبقى اب لبنت عمرها 22 سنة ها ها ها.
ادهم بضحكة هادئة : لسانك عايز قص هااا خدي بالك.
تذكرت حياة ذلك الشاب الذي التقت به صباحا فابتسمت و اجابت بغمزة : من بعض ما عندكم يا فندم.
ادهم : قليلة ادب…يلا ارتاحي و انا رايح على اوضتي.
حياة : مش هسألك ان كنت هتتعشى ولا لأ لاني عارفة جوابك.
غمز لها بخبث : من بعض ما عندكم.
كانت لارا تتابع الموقف فهي صعدت خلفه و تفاجأت من تحوله هذا ف ادهم الذي امامها ليس نفسه ادهم العابس و العصبي الذي يعاملها بجفاء.
استدار ادهم ليذهب وجد لارا تطالعه بشرود ابتسم باستغراب و خرج من الغرفة.
حياة : في حاجة يا لارا.
لارا بانتباه : هااا..اه كنت هسأل ادهم ان مان هيتعشى ولا لأ و شوفته دخل ع اوضتك.
حياة : اوك ماشي هو مش هيتعشى…تعالي ننزل نتسلى مع بعض.
اومأت ونزلت معها جلستا في الصالون و بعد دقائق نزلت زينب و جلست معهما.
بعد مرور مدة سمعوا رن الجرس فوقفت حياة و ارتدت اسدالها : انا هشوف مين ده.
اتجهت للباب و بمجرد ان فتحته شهقت بدهشة فلقد رأت نفس الشاب الذي رأته صباحا.
حياة بغضب : فعلا واحد قليل ادب انت بتلحقني!!!
الشاب : لا انا…..
قاطعته بعصبية : اخرس و غور يلا واوعى….
صمتت عندما وجدت طارق يقترب منهم و كذلك لارا و زينب خرجتا عندما سمعت صوت حياة العالي.
لارا : في ايه يا حياة.
حياة بدهشة : ضابط طارق انت هنا كمان!!
طارق بتعجب : هكون فين يعني….ثم استدار للشاب : انت بتعرفها.
الشاب : لا ديه لما فتحت الباب نزلت فيا اهانات.
زينب بسعادة : عماد ابني ده انت.
نظرت لها لارا وحياة بصدمة فدلف عماد وقبل رأسها : عاملة ايه يا طنط.
زينب : الحمد لله كويسة انت عامل ايه.
عماد : انا تمام بس قوليلي بقى انتي حلويتي كده ازاي ها.
زينب : بس يا واد عيب.
لارا بعدم فهم : نو في ايه انا مش فاهمة حاجة.
حياة بغباء : ولا انا.
في هذه اللحظة نزل ادهم و عندما رآه اقترب منه و احتضنا بعضهما بقوة…..ابتعد عنه بعد ثواني و تحدث ادهم بخشونة : انت اتأخرت كده ليه كان المفروض تكون ف الشغل الصبح بدري.
عماد : معلش يا كبير كنت تعبان و نمت فشقتي ع الطول.
اقتربت حياة من زينب وهمست : مين ده يا ماما.
زينب : ده عماد صاحب اخوكي و هو ضابط برضو.
اتسعت عيناها بصدمة ونظرت ل لارا التي غمزت لها بمكر فحمحمت و نظرت اليه.
طارق : بس يا انسة حياة انتي كنتي بتزعقيله ليه.
طالعها ادهم فتوترت حياة : انا الصراحة لما شوفته فكرت انه…انه…
قاطعها عماد : هي مكنتش عارفة اني صاحب اخوها و فكرت اني بضايقها.
ادهم بقوة : كلامه صح يا حياة.
حياة بارتباك : اه.
زينب لتغير الموقف : يلا يا عماد اقعد علشان ترتاح.
ادهم بهدوء : لا مش هيقعد احنا طالعين اصلا.
عماد بمرح : شوفتي يا طنط مستكتر عليا ارتاح.
ضحك عليه الجميع فقال ادهم بضيق مصطنع و هو يدفعه للخارج : يلا يا واد من هنا مش بنستقبل عرر زيك.
عماد بضحكة : بقى كده.
طارق : تستاهل و الله.
خرج عماد و خلفه ادهم و طارق و بقيت الفتيات معا.
زينب بحدة : قوليلي بقى ايه حكايتك مع عماد.
حياة : هو…..
_________________
في مكان ما.
يجلس ادهم مع طارق وعماد.
طارق : وحشتنا يا راجل كده تغيب علينا الفترة ديه كلها.
عماد : علشان تعرفو قيمتي….قولي بقى يا ادهم انت بجد اتجوزت بنت ماجد.
ادهم بهدوء : اه.
عماد بمكر : بس البنت الامريكية ديه حلوة.
نظر له بحدة وجذبه من ياقة قميصه : بقولك ايه هموتك بصلها بطرف عينك وهموتك يا عماد سامعني.
عماد بضحكة : ادهم يا حبيبي انا بهزر متتعصبش كده.
تركه بعنف وشرب كأس العصير الذي بيده فتابع عماد بجدية : اللي بتعمله غلط ع فكرة.
طارق : قوله و النبي.
ادهم بضجر : بلاش الاسطوانة ديه انا مش ناقص.
طارق : سيبه يا عمده هيعرف غلطه عاجلا ام آجلا….المهم احنا رجعنا اجتمعنا تاني وديه احلى حاجة.
ابتسم ادهم و عماد و شردوا بعيدا في امور عدة…..
_________________
في صباح اليوم التالي.
كان الجميع متجمعا على طاولة الافطار نزل ادهم و جلس معهن.
زينب : كنت فين يا حبيبي طول الليل.
ادهم : كنت سهران برا مع الشباب.
زينب : و عماد ضابط جديد معاكو صح.
اجفلت حياة لدى ذكر اسمه ولاحظت لارا ذلك فكتمت ضحكتها.
ادهم : اه…صمت قليلا و نظر ل لارا ثم اخذ نفسا عميقا.
ادهم : على فكره فرحي انا و لارا بعد اسبوع….
وقفنا البارت فكلام ادهم عن ان الفرح بعد اسبوع ياترى لارا هتوافق؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
ادهم : على فكره فرحي انا و لارا بعد اسبوع.
شهق الجميع و سعلت لارا عدة مرات ثم نظرت له بصدمة!!
زينب بذهول : بعد اسبوع!!! انت عارف انت بتقول ايه.
حياة بابتسامة : بجد يا ابيه فرحكم بعد اسبوع.
نظر ادهم ل لارا وجدها تطالعه بصدمة وفمها يكاد يقبل الارض من اتساعه فحمحم بثبات : لارا انتي معايا.
افاقت من صدمتها ونظرت له بغباء : نعمل فرح ازاي.
ادهم : زي الناس هاا انتي موافقة…ثم تمتم بخبث : ع فكره حتى لو موافقتيش هنعمل الفرح غصب.
توردت وجنتاها بشدة من الخجل ثم همست : اللي تشوفه. ثم نهضت بسرعة و صعدت لغرفتها ركضا.
ضحكت حياة ونهضت خلفها بينما نظرت زينب ل ادهم بضيق شديد.
ادهم بهدوء : بتبصيلي كده ليه.
زينب بغضب : بحاول اعرف ايه اللي بتفكر فيه مش قلت انك مش هتعمل فرح و هطلقها بعد كتب الكتاب جرى ايه دلوقتي.
نهض ادهم و دخل لغرفته فدخلت هي خلفه ايضا.
زينب بحدة : انت عايز تتم جوازكم صح…انت حبيتها.
شعر بتجمد الدماء في جسده من كلامها نظر لها ثم.
ادهم ببرود : لا محبيتهاش.
زينب بترقب : امال ايه.
زفر بقوة و اجاب : مفيش يا امي هتعرفي بعدين.
زينب بتحذير : اوعى تكون عايز تستدرج الندل ماجد عن طريق البنت يوم الفرح انت كده بتخاطر بحياتها وممكن تموت.
استدار لها بسرعة و زمجر بعصبية : لا مش هتموت ومش هسمح انها تتأذى ابدا!!!
زينب : يبقى كده فعلا…..تعرف حاجة مليش دعوة بيك اعمل اللي عايزه اصل انا زهقت من تصرفاتك ديه.
خرجت من الغرفة وصفعت الباب خلفها فتأفأف بسخط و غادر القصر ركب سيارته وانطلق بها…
_________________
عندما دخلت لارا لغرفتها وضعت يدها على قلبها تتحسس نبضاته وهي تبتسم بسعادة دلفت خلفها حياة و احتضنتها.
حياة : الف مبروك اخيرا هتبقي مدام الشافعي رسمي.
لارا بضحكة : رسمي ازاي هو انا مكنتش مرات اخوكي من قبل.
ابتعدت حياة عنها و مطت شفتيها بمكر : لا بس بعد اسبوع في دخلة و كده و….
قاطعتها لارا بصراخ : اخرسي يا قليلة الادب.
قهقهت واحتضنتها مجددا فتمتمت لارا : عقبالك…..و عقبال عماد كمان.
حياة بتعجب : وايه اللي جاب سيرة عماد دلوقتي.
لارا ببساطة : عادي ما انا بقول عقباله اصل باين عليه كيوت وكمان هو مز مش كده.
حياة بابتسامة شاردة : اه هو حلو اوي…بس مش كيوت خالص هو كان هيخبطني بالعربية ويموتني.
لارا بغمزة : في قصص حب بتبدأ من خناقات ياحبيبتشي اسألي مجرب.
حياة بضحكة : زيك انتي و ابيه هاااا.
وكزتها بخجل : بس بقى.
_________________
في شقة جاكلين.
رن جرس الباب فنزلت لترى من نظرت من العين السحرية وجدته طارق ففتحت الباب.
طارق : صباح الخير.
جاكلين بابتسامة : اتفضل.
دلف وجلس على الاريكة فقالت : تشرب حاجة.
طارق بتعجب : ايه الرقة ديه انتي اتحولتي ولا ايه.
جاكلين بغضب : ان مكنش عاجبك ف اطلع برا.
قهقه عاليا واردف : لا عاجبني جدا…بشرب قهوة لو سمحتي.
جاكلين : ثواني.
دلفت للمطبخ وبعد دقائق خرجت قدمت له كوب القهوة وجلست بجانبه.
جاكلين : خير في حاجة.
طارق بابتسامة : مفيش حاجة جيت اطمن عليكي.
جاكلين : ااا ماشي انا كويسه.
طارق : الحمد لله….بقولك احنا ممكن نبقى صحاب؟
جاكلين : ازاي!!
طارق : اقصد احنا دايما بنتخانق ف احسن حاجة ناخد هدنة ايه رايك.
نظرت له جاكلين قليلا ثم تمتمت : اوك موافقة.
ضحك ومد يده : اتشرفت بصداقتك.
مدت يدها هي ايضا واردفت : و انا كمان.
طارق : نسيت اقولك ادهم و لارا فرحهم الاسبوع الجاي.
اتسعت عيناها بدهشة : افندم!! ازاي يعني و امتى وانا مبعرفش ليه؟؟
طارق : اهدي شويا ادهم عرفني المبارح و لسه محدش عارف.
جاكلين : اه فهمت هو بيقرر واحنا لازم نفذ اوامره صح.
طارق بتلاعب : تماما….ثم نهض وقال بهدوء : انا رايح خدي بالك من نفسك.
جاكلين : انا عايزة اروح ل لارا ممكن.
ابتسم طارق ببساطة : المسا هوديكي ليها اشطا.
جاكلين بضحكة زادتها جمالا : اشطتين.
خرج من الشقة فابتسمت بسعادة وهي تتذكره ثم نفضت افكارها وصعدت لغرفتها.
هاتفت لارا وباركت لها ومر الوقت وهما تتحدثان….
_________________
في الداخلية.
صمت قليلا ثم صرخ فجأة بضجر : يعني عايز ماجد يجي بنفسه عشان يقتل مراتك وانت تقبض عليه!!! طب ما نتا عارف مكانه مبتقبضش عليه ليه.
ادهم بهدوء : ببساطة لاني عايز لارا تعرف حقيقة ابوها وبعدين هطلقها واسيبها تروح.
طارق بحزن : و تكسر قلبها….وقلبك.
نظر له بصمت ثم ابعد نظره عنهما.
عماد : انت حبيتها يا ادهم وده واضح عليك.
ادهم بارتباك : لا محبيتهاش ولا هحبها اصلا.
ابتسم طارق بسخرية : ولما انت مش بتحبها عيطت عليها لما كانت بين الحياة و الموت ليه.
ادهم بصراخ غاضب : اخرس بقى!!!
طارق بغضب مماثل : لا مش هخرس يا ادهم مش هخرس ابدا لما الاقي صاحبي ماشي فسكة غلط من واجبي احذره و انت بتحب الدكتورة حتى لو انكرت بس ديه الحقيقة.
عماد : طب اهدو شويا…..ادهم مراتك هتتوجع جامد لما تعرف انك استغليتها.
هدأ ادهم قليلا وتمتم باقتضاب : لا مش هتعرف اني استغليتها و لا هتعرف اني كنت عارف ابوها بيكون مين.
طالع طارق و ادهم بعضهما باستغراب ونظرا ل ادهم مجددا.
عماد : طب ماجد هيجي ع الفرح ليه.
ابتسم بمكر وقال : لاني…..
_________________
بعد مرور اسبوع.
يوم الفرح.
اقيم حفل الزفاف في قاعة كبيرة حضر فيها الكثير من الضباط والمناصب العالية و بعض اصدقاء حياة و جاكلين اما سعاد فلم تستطع الحضور.
كانت جاكلين ترتدي فستان احمر طويل و ضيق بحمالات رفيعة به فتحة في الضهر و اطلقت لشعرها الاسود العنان ووضعت ميك اب خفيف فكانت رائعة وجميلة للغاية واسرت قلب طارق من شدة جمالها.
ارتدت حياة فستان نبيتي داكن ضيق من الاعلى وواسع من الاسفل اكمامه تنتهي بحبات من الؤلؤ الامع وحذاء ابيض و حجاب بنفس لون الحذاء ووضعت كحل حدد عيناها الخضراوتان و ملمع شفاه فكانت ايضا مميزة و انبهر عماد بها.
اما لارا فارتدت فستان الزفاف الابيض صدره مرسوم به قلب كبير مليئ ب ويتسع من الاسفل بعدة طبقات واسعة و حجاب ابيض زادها اشراقا وضعت الكحل و احمر شفاه خفيف بالكاد يلاحظ فكانت هي ايضا ساحرة و لفتت الانظار بجمالها….
اما الشباب فارتدى عماد بدلة زرقاء داكنة وصفف شعره للخلف وكان رائعا.
طارق ارتدى بنطال جينز ازرق و قميص كحلي ابرز عضلاته وكان محط انظار الفتيات.
اما بكلنا فارتدى بدلة سوداء وصفف شعره الغزير بطريقة جميلة فكان ساحرا للغاية!!!
كان ادهم يضم لارا من خصرها و يستقبل التهاني بابتسامة هادئة و جاكلين تراقبهما بابتسامة اقترب منها طارق وهمس : طالعة حلوة اوي النهارده.
خجلت جاكلين وتمتمت : النهارده بس.
طارق بضحكة : لا انتي حلوة دايما بس النهارده حاجة تانية خالص.
جاكلين : زي ايه يعني.
نظر لها ثواني ثم مد يده : تسمحيلي بالرقصة ديه.
جاكلين : طبعا.
امسكت يده وتقدما لساحة الرقص لفه يده حول خصرها ووضعت هي يداها حول عنقه و بدآ بالرقص.
على طاولة اخرى كانت حياة تجلس مع زينب و فريدة.
حياة : ماما هقوم شويا و راجعة.
زينب : ماشي متتأخريش.
ذهبت حياة فقالت فريدة : بس ليه عملتو الفرح دلوقتي لسه بدري اوي.
زينب : عادي ابني عايز كده خير البر عاجله.
قلبت جميلة عيناها بسخرية و نظرت ل ادهم الواقف مع لارا بحقد.تحركت حياة للحمام بسرعة وكانت تنظر لهاتفها حتى اصطدمت بجسد صلب شهقت بخضة ورجعت للخلف نظرت له وجدته عماد.
حياة : اسفة….كادت اذهب لكنه اوقفها : ثواني يا انسة.
طالعته بضيق واضح : افندم خير.
عماد بابتسامة : طالعة حلوة اوي على فكره.
تصاعدت الدماء لوجنتيها لكنها رنقته بنظرة حادة و تابعت طريقها.
بقي عماد ينظر لطيفها حتى اختفت ضحك ب اعجاب ثم لمح فتاة تقف مع صديقتها فاقترب منها وقال بابتسامة : ياترى القمر اللي واقفة قدامي بتقبل ترقص معايا.
الفتاة بدلع : مفيش مانع طالما اللي هترقص معاه مز زيك.
جذبها من خصرها و ذهب ليرقص معها….
عند ادهم ولارا.
كانا واقفان و يأخذان التهاني وبعد مدة همست لارا : عايزة اروح ع الحمام.
ادهم ب ايجاب : ماشي متتأخريش.
اومأت بنعم و ذهبت للكمام لمحتها جميلة فنظرت لفريدة ونهضا ليذهبا خلفها.
في الحمام كانت لارا تعدل طرحتها استدارت لتغادر و تفاجأت بفريدة و جميلة تدخلان.
لارا بابتسامة متعجبة : اهلا وسهلا.
فريدة بغرور : الف مبروك يابنتي.
لارا : يبارك فيكي….تحركت لتذهب لكن جميلة اوقفتها : مش انتي كنتي عايزة تعرفي مين اللي قتل بابات ادهم.
صدمت بقوة و نظرت لها : وانتي عرفتي ازاي!!!
فريدة : مش مهم المهم بقى انك عايزة تعرفي.
لارا بهدوء : لا مش عايزة اعرف.
فريدة بثبات : على فكره اللي قتله ابو ادهم انتي عارفاه كويس اوي.
لارا بدهشة : نعم!!! انتي بتقصدي ايه ومين ده.
ابتسمت جميلة بانتصار و اجابت : بس لازم تتحملي اللي هنقوله.
نبض قلبها بعنف فحاولت تمالك نفسها نظرت لهما ثم.
تحدثت فريدة بحدة ساخرة : اللي قتله بيكون ماجد الكيلاني اللي هو نفسه ابوكي و ادهم كان عارف و استغلك علشان يوصله….
وقفنا البارت فصدمة معرفة لارا سبب زواج ادهم منها ياترى ايه اللي هيحصل؟؟؟ قراءة ممتعة.
وهنزل اقتباس بالليل
_________________
صدمة الجمتها فعلا بعد سماع كلامها شعرت بأن احدا القى عليها دلو ماء بارد في شتاء قارس او ان احدا تعمد صفعها عدة مرات ولا يزال كلامها غير مفهوم بالنسبة لها!!!
نظرت لهم و برغم شعورها بالصدمة لكنها حاولت الكلام فتحدثت بنبرة مهتزة : تقصدي…ايه انا مش…فاهمة.
وضعت فريدة يدها على كتفها و اردفت بحزن مصطنع : انا عارفة ان الحقيقة صعبة جدا بس لازم تتحملي.
تابعت جميلة كلامها : بصي من غير لف ودوران احنا عارفين انك متبناة و مسجلة باسم لارا الاسيوطي و مش عارفة اسم باباكي الحقيقي….
لارا بخفوت : انتو عرفتو ازاي.
فريدة : مش مهم احنا عرفنا ازاي بس المهم فعلا ان ادهم كان شاكك فيكي وهو جابك على قصره مش علشان تشهدي فقضيته لا هو جابك علشان يستدرج ماجد كان عارف كويس ان اللي عمل الجريمة هيحاول يقتلك و كده ادهم هيوصل للعقل المدبر….
صمتت لارا فأكملت : وهو كلف حد يعرف معلومات عنك وبما انه مخابرات كان سهل عليه يعرف اصلك وبعد ما دور على المعلومات عرف انك متبناة و اللي حطتك بالميتم كانت مامتك.
لارا بهمس : ماما!!
جميلة : ايوة واسمها رهام و هي اتوفت من سنين و ادهم عرف انها كانت متجوزة ماجد الكيلاني و اتأكد اكتر لما حد من رجالة ماجد عرفه انك بتكوني بنته يعني اسمك الحقيقي هو لارا ماجد الكيلاني.
فريدة بمكر : انتي عارفة ماجد ده بيبقى مين….نفسه اللي قتل ابو ادهم.
وضعت لارا يدها على فمها وعيناها تتسع و دموعها تنهمر اكثر….تذكرت عندما صرخ بها يوم ان تعرضت للحادث “صدقيني انا مكرهتش واحدة زيك”…وعندما سألته عن قاتل والده وكيف فقد سيكرته على نفسه في تلك اللحظة استطاعت رؤية الكره بعيرؤيةلكنها لم تستطع تفسيرها…..والان فهمت لماذا كان يطالعها احيانا بنظرات حقودة….ادركت جيدا لماذا كان يعاملها بقسوة….ببساطة ادركت انها ابنة عدوه!!!
افاقت من صدمتها وتمتمت بصوت يشوبه بصيص الامل : بس هو…هو طلب ايدي للجواز.
فريدة : كانت لعبة لسببين الاول انه ينتقم منك….والتاني ان ادهم مكنش عايزك تسافري لانك لو سافرتي مش هيعرف يوصل لماجد عن طريقك علشان كده هو بطل يتجوز جميلة.
صرخت لارا فجأة : انتو كذااابين!!!
جميلة بسخرية لاذعة : هنستفاد ايه بكذبنا عليكي فتحي عينيكي بقى كل حاجة واضحة هو ليه طلب يتجوزك فحأة مع انه مكنش بيطيقك و ليه قرب موعد الفرح وليه مكنش عاوزك تسافري و ححماكي منهم.
لارا بقوة : كان واجبه يحميني عشان اشهد فقضيته.
فريدة بتهكم ساخر : قضيته اتقفلت من زمان على فكرة!!!
لارا : ايه اللي يثبتلي ان كلامكم صح.
اخرجت فريدة هاتفها و فتحت التسجيل تفاجأت لارا وهي تسمع صوت زينب وحنين!!!!
حنين : اخيرا الست فريدة ديه راحت عشان اعرف اتكلم معاكي كويس…قوليلي بقى اللي سمعته صح…لارا فعلا طلعت بنت ماجد؟!
زينب بتنهيدة : ايوة…..ادهم هو اللي قالك؟!
حنين : اه بس مرضيش يدخل ف التفاصيل وانا تقريبا عرفت ايه اللي بيخططله…هو عاوز يوصل لماجد عن طريق لارا مش كده.
زينب : تماما علشان كده هو اتجوزها عشان نتعرفش تسافر وللاسف هي حبته ومش عارفة ان جوازه منها كان مجرد استغلال.
حنين : طب وبعد ما يقبض على ماجد!!!
زينب : هيطلقها….فهمتي انا ليه مكنتش طايقاها.
حنين : اه بس…..
و انتهى التسجيل.
فريدة : بالوقت ده انا جيت وقعدت معاهم فهوما سكتو وبعد ما روكت ع بيتي و سمعت التسجيل صعبتي عليا جدا و قلت لازم تعرفي الحقيقة عشان ميخدعكش….القرار ب ايديكي دلوقتي هو بيستغلك و بيتسلى بيكي مؤقتا وبعدين هيرميكي زي كل بنت اتسلى بيها و رماها من قبل امشي يا جميلة.
خرجت هي وابنتها بعدما القت شرها عليها…
استندت لارا على الحائط و كلامهما يمر في ذاكرتها….
ادهم…..
حمايتها لها….
معاكسته….
ابتساماته…..
حضنه…..
زواجهما…..
كان خطة للايقاع بها!!!
حبها….
شغفها نحوه….
غيرتها عليه….
حزنها على حزنه….
كان مستغلا من طرف مالك قلبها!!!
مسحت دموعها بقوة و اخذت نفسا عميقا ثم خرجت من الحمام…
كان ادهم واقفا ينتظرها نظر في ساعة يده بابتسامة خبث فاقترب منه طارق وتمتم : ادهم انت قولت انك هتستدرج ماجد علشان يجي ع الفرح و تقبض عليه بس هو مجاش و مفيش حاجة تدل على ان في اقتحام حصل ولا حاجة.
ادهم بهدوء : لا مهو تنا معملتش حاجة عشان يجي اصلا.
عماد بذهول : ازاي انت قولت انك…..
قاطعه بنبرة مقتضبة : لا خلاص مش عاوز لارا تعرف الحقيق انا بعت قوات تقبض عليهم واهو المهمة تمت.
طارق بدهشة : ازاي انا مش فاهم.
عماد بغباء : يعني ايه.
اجاب بصلابة : انا فكرت ان لارا هتتضايق جامد لو عرفت ان ال**** اللي اسمه ابوها هيحازل يقتلها هي هتزعل فقلت بما اني عرفت مكانه ابعت قوات تقبض عليه وفعلا من 10 دقايق عملو اقتحام و قبضو على ماجد و نظال.
طارق : اشمعنا احنا مبنعرفش بخطتك.
ادهم : مكنتش عايز اعمل دوشة و كل حاجة اتحلت ع الساكت.
طارق بمضض : بغض النظر عن اني مش فاهم حاجة بس هروح ع القسم اشوف ايه الحكاية.
ابتعد عنهم وخرج من القاعة لاحظته جاكلين فعقدت حاجباها بتعجب : في ايه يا ترى و ادهم بيقولهم ايه….ولارا كمان بقالها زمان مختفية.
في هذه اللحظة لمحت لارا تقترب ابتسمت وعادت لتجلس مع الفتيات.
اقترب ادهم منها و قال بتساؤل : انتي اتأخرتي كده ليه.
طالعت عيناه بعمق تحاول رؤية ذرة حب واحدة لكنها لم تجد فابتسمت بتهكم منكسر : مفيش كنت بضبط الطرحة.
ادهم : اهااا ماشي….تعالي.
امسك يدها و سحبها لتمشي بجانبه كادت تعارض لكنها لم تستطع فابعدت عيناها عنه وهي تفكر بما سمعته.
اقتربت زينب منهم وقالت بابتسامة : مش هترقص يا ادهم ده فرحك.
ادهم : لا مش عايز.
زينب : ازاي بس اكيد لارا عايزة مش كده يا بنتي.
رفعت لارا رأسها لها و مطت شفتيها بسخرية فهي تناديها ب ابنتي بعد كل ما فعلته بها هي و ابنها يا للسخرية.
لارا : انا مش….
قاطعتها حياة : يلا يا لارا و انت يا ابيه بلاش لماظة دلوقتي.
قبضت على يدها بقوة تحاول السيطرة على اعصابها نظر لها ادهم ثم جذبها من كتفها وتمتم ببرود : ماشي.
اخذها لمنتصف القاعة وضع ذراعيها حول عنقه و لف يداه حول خصرها و بدآ بالرقص.
ساد الصمت بينهم حتى نطقت لارا بخفوت وهي تنظر للارض : اتجوزتني ليه.
عقد حاجباه باستغراب : وايه لازمة الكلام ده دلوقتي.
رفعت نظرها له و اجابت بحدة : اتجوزتني ليه يا يا ادهم….علشان انا بكون بنت ماجد قاتل ابوك صح.
توقف فجأة و اتسعت عيناه بصدمة : مين اللي قالك.
لارا بسخرية منكسرة : وقفت ليه كمل رقص الناس بتشوفنا و سمعتك هتبوض لو شكو فحاجة وهتبقى فضيحة لأهلك مش ده كلامك.
قبض على خصرها بعنف واضح و تابع خطوات الرقص وهو ينظر لها بغضب مكبوت.
دمعت عيناها وهمست : اخيرا انت ارتحت صح مش مضطر تبين انك مبسوط بجوازتنا….هه وانا اللي فكرت انك بتحبني بس كنت بتستغلني.
ادهم من بين اسنانه : مين اللي قالك يا لارا.
لارا : بردو مش مهم…..ياترى انت حاسس ب ايه دلوقتي مبسوط صح انك قدرت توقعني بشباكك و عملت اللي بدماغك لا اكيد مبسوط اوي.
نظر لها بحسرة ثم اخفاها سريعا و ابتسم : مبسوط اوي.
اغمضت عيناها و تمتمت : انا مش هلومك على كرهك ليا لاني لو كنت بنفس وضعك مش عترفة كنت هعمل ايه بس….اللي كسرني انك خدعتني….عمات كده ليه ها….كسرتني بالطريقة البشعة ديه ليه ذلي…..
قاطعها بقوة : خلاص كفاية بقى.
توقفت عن الحركة وابعدته عنها كادت تصرخ لكنها لاحظت اعين الحضور عليهما فصمتت و ابتعدت عنه…..
وقف ادهم مكانه يستوعب ما يحصل كيف علمت بكل هذا….و مالذي سيحصل بعد الان؟!!!!اقتربت جاكلين منها و تحدثت بابتسامة : الف مبروك دخلتي القفص اهو.
حياة بمرح : و عقبالي….قالتها بصوت عالي نسبيا و حركت رأسها وقعت عيناها على عماد الذي غمز لها بجرأة.
حياة بغيظ : وقح وقليل ادب.
زينب : بتقولي حاجة؟
حياة : لالا مفيش….في ايه يا لارا انتي ساكته ليه.
لارا باقتضاب : مفيش.
ابتسمت فريدة وجميلة بخبث و بعد مدة انهى ادهم الفرح و عادوا للقصر….
_________________
في القصر.
دلفت لارا و ادهم لغرفتهما جلست على السرير و جلس ادهم بجانبها.
ادهم : مش هتقولي حاجة.
لارا بشرود : اقول ايه.
عقد حاجباه باستغراب شديد فهو توقع انهيارها و بكائها الشديد بعد معرفتها الحقيقة لكنها هادئة تماما!!!
افاق من تفكيره على صوتها : ليه كنت فاكر اني هعيط وهتجن و اموت من قهري احب اقولك ان الصدمة ديه قتلت كل حاجة بتتحرك جوايا حتى الزعل مبقيتش احس بيه.
نطق بهدوء تام : برغم ده كله مكنتش عايزك تتأذي.
لارا بغضب : مكنتش عايزني اتأذى!!! عملتني طعم عشان توصل لعدوك حملتني بذنب الشخص اللي المفروض يكون ابويا ومأذيتنيش!!!!
صفقت بيديها عدة مرات وهي تقول : برافو عليك يا سيادة الضابط لا بجد برافو عليك عرفت تاخد حق ابوك اهو….
بمجرد ان انهت كلامها وجدته ينهض ويدفعها على السرير لتستلقي عليه انتفضت بفزع فمال عليها و امسك فكها بعنف.
ادهم بحقد : اوعى لسانك يجيب سيرة ابويا اوعى يا لارا اقولك اه انا استغليتك ومش ندمان لاني بكرهك بكرهك بكرهك.
نزلت دمعة من عينيها وابعدت وجهها عنه فنهض و تابع بهدوء : الكلب ماجد ده انا قبضت عليه يعني مهمتي هتخلص قريبا وكل واحد يروح فطريق.
رن هاتفه برقم طارق ففتح الخط : ايوة يا طارق……..ماشي انا جاي حالا……اه.
اغلق الخط ونظر لها مجددا : اوعى تفكري تجيبي سيرة لحد لاني وقتها مش عارف ممكن اعمل ايه.
لارا بقهر : انت عملت وخلاص هتعمل ايه تاني.
لم يجب عليها و خرج صفع الباب خلفه و اغلقه بالمفتاح.
هنا شهقت لارا عدة مرات ثم انفجرت في البكاء وضعت وجهها على الوسادة و تابعت بكائها و صوتها يعلو شيئا فشيئا حتى خارت قواها و اغمي عليها…..
_________________
عندما نزل ادهم لمحته زينب واقتربت منه و ابتسمت براحة : كنت متأكدة انك مش هتقرب عليها اكدتلي ان اللي عملته كان مجرد شغل يا ادهم.
ادهم بسخرية : هي عرفت كل حاجة اصلا.
شهقت الاخرى بصدمة : ازاي يعني.
ادهم : مش عارف….حياة فين.
زينب : نايمة هي تعبت اوي النهارده بس بارا عرفت ازاي وانت رايح فين دلوقتي.
ادهم بنفاذ صبر : ماجد اتقبض عليه وانا رايحله ع القسم…..انهى كلامه و هو يغادر تاركا زينب في صدمة كبيرة!!!!
_________________
في قسم الشرطة.
دلف ادهم و ضرب له الجميع تعظيم سلام اقترب منه طارق وعماد.
عماد بجدية : هو جوا بس عملنا معاه الواجب اي خدمة.
ابتسم بخبث و ذهب اليه….وقف امامه و الزنزانة تقف بينهم نظر له بشر وهو يراه جالسا على الارض ووجهه مليئ بالدماء…
تذكر تلك الحادثة البشعة تذكر عندما ذبح والده امامه….
تذكر كل شئ سيئ حدث له بسبب هذا الحقير لم يشعر بنفسه الا وهو يدخل الزنزانة وينقض عليه بالضرب بوحشية كبيرة ارعبت عماد وطارق بعض الشيئ.
ادهم بصراخ : انت عارف انا استنيت اللحظة ديه كام يا***** و ربي ل اندمك على كل حاجة عملتها.
ماجد بابتسامة رغم الام جسده : وهتعرف ترجع ابوك تاني.
زمجر بعصبية و دفعه على الحائط بعنف لكمه في بطنه و ضربه مجددا بكل ما اوتيه من قوة ضرب و صفع و لكم و ركل افرغ كل طاقته به!!!
دلف عماد و ابعده عنه فصرخ ادهم : سيبني يا عماااااااد سيبني عليه.
عماد بحدة : اتمالك اعصابك مينفعش اللي بتعمله ده ارجوك.
طارق : اطلع بقى و احنا هنعرف نتصرف معاه بعدين.
زفر بقوة ونظر لماجد الذي اغمى عليه من شدة التعذيب ضرب وجهه بقدمه و خرج من الزنزانة وهو يتنفس بانفعال.
ادهم : و الكلب التاني فين.
طارق : نظال كمان مقصرناش معاه اطمن.
ادهم بوعيد : لسا مشافوش حاجة يا طارق.
وضع طارق يده على كتفه بابتسامة ثم قال بمرح : يلا يا عريس اكيد عروستك مستنياك دلوقتي.
رمقه بطرف عينه بازدراء : بتتريق عليا يعني ما انت عارف اللي فيها….عمتا ملوش لازمة التمثيل ده لارا عرفت كل حاجة.
عماد وطارق في نفس اللحظة : ايييييه!!!!
ادهم بهدوء وهو يخرج : تعالو وانا هقولكم ع كل اللي حصل….
_________________
في منزل فريدة.
جميلة بغضب :
– هي معملتش حاجة يا ماما انا كنت متوقعة انها هتبهدله قدام الناس وهو يتنرفز وتحصل مشكلة كبيرة بس مفيش حاجة حصلت.
فريدة :
– استني شويا يا جميلة مش كل حاجة بتجي بسرعة.
جميلة بترقب :
– قصدك ايه؟؟!!
فريدة بمكر :
– في حاجات مش هتعرفي تتخيليها هتحصل استني شويا..
_________________
قرب الفجر.
عاد ادهم للقصر وهو ثمل بعض الشيئ صعد لغرفته في الاعلى و فتح الباب دلف وجد لارا ترتدي بيجامتها وعندما رأته وقفت ونظرت له بصمت.
ابتسم بتهكم وتمتم : مالك بتبصيلي كده ليه في حاجة.
لارا بدموع : مفيش حاجة….عايزة اكلمك فموضوع.
اتجه ادهم للحمام وهو يتحدث دون مبالاة : وانا مش عايز اكلمك….
كاد يدلف لكن اوقفه صوتها الحازم : طلقني يا ادهم…..!!!!
وقفنا البارت فطلب لارا الطلاق من ادهم ياترى ايه اللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعة.

لارا بصوت حازم : طلقني يا ادهم.
توقف و استدار لها بهدوء : اطلقك ازاي يعني.
لارا بحدة : طلقني زي الناس لاني مش طايقة اشوف وشك انا بقيت بكرهك فاهم بكرهك.
اقترب منها و امسك ذراعها جذبها منه و غمغم بهمس مرعب : و انا بكرهك اكتر من كرهك ليا بكتير صدقيني….ثم رفع يده و مرر يده على وجنتها بنعمومة وتمتم باستفزاز : و اصلا في حد عاقل يسيب مراته من غير ما ياخد حقه منها.
ارتعبت من كلامه فأعادت وجهها للخلف بقوة و اجابت بقوة :
– متفكرش اني هسمحلك تقرب مني ولعلمك انا هطلق وغصبا عنك بس قبل كده لازم اشوف اللي اسمه ماجد ده و…..
قطع كلامه صراخه المخيف : اوعى يا لارا اوعى تنطقي اسم ال***** على لسانك مش عايز اسمع اسمه خالص مفهووووم!!!
لارا باستفزاز : مش انا المفروض بنته لازم اجيب سيرته مش كده.
ادهم : لارا ل اخر مرة انا بحذرك تجيبي سيرته.
لارا بتهكم : مش ده ابو مراتك و هقول اسمه تاني و تالت ماجد ماجد ماجد.
فقد اعصابه تماما فرفع يده تزامنا مع صراخه : لااااارااااا.
انتفضت بفزع واخفت وجهها بين يديها….بعد ثواني ابعدت يداها و رفعت رأسها له وجدته يطالعها بغضب كالجحيم ويقبض على يده التي رفعها منذ قليل….
اغمضت عيناها تعتصر دموعها وهمست : اكبر غلطة عملتها اني حبيتك…ياريت لو مت بالحادث مكنتش هعيش اللي عشته.
شعر بغصة مؤلمة في قلبه اثر كلامها وتذكر كيف اجهش بالبكاء عندما كانت داخل غرفة العمليات و عندما توقف قلبها عن النبض شعر بأنفاسه تنقطع معها.
اخذ نفسا عميقا ثم اخفض يده وتمتم : انا اول ما عرفت انك بنت ماجد اتصدمت اوي ومكنتش عارف لازم اعمل ايه و غصبا عني ابتديت اكرهك و امي لما عرفت اتقهرت و حقها طبعا….عمتا انا قبضت عليه وهو دلوقتي بالحبس بس مش هنسى انك بنته.
لارا بصراخ باكي : بس انا مليش دعوة.
امسك كتفيها و صاح بها بانفعال : لا ليكي دعوة عارفة ليه لان دم عدوي بيمشي بعروقك كل ما ابصلك بشوف وشه فااااهمة!!!
لارا بنظرة انكسار : انا مش ذنبي….مش ذنبي اني بنت واحد مجرم اهلي رموني وانا صغيرة بملجأ ومكنتش بعرفهم اصلا ولا بعرف ان كنت بنت شرعية ولا بنت حرام….مش ذنبي ان الراجل الوحيد اللي حبيته طلع عدوي…مش ذنبي.
طالعها بغموض ثم : مين اللي قالك ع كل حاجة.
لارا بهمس : مرات عمك و بنتها.
لم يبدي ردة فعل بل دلف للحمام و صفع الباب خلفه بعنف انتفضت ووضعت يداها على وجهها و انهمرت دموعها بقوة بقيت تبكي حتى سمعت صوت الباب يفتح و ادهم يخرج من الحمام.
اقترب من السرير و غمغم بفضاضة : بطلي تمثيل بقى ويلا ابعدي من وشي.
نظرت له ثم ذهبت و استلقت على الاريكة استلقى هو على السرير واغمض عيناه ليغط في نوم عميق بسبب ثمله…..
اما هي فنظرت للسقف بشرود ودموعها تنزل بصمت حتى اغمضت عيناها باستسلام….

في صباح اليوم التالي.
استيقظ ادهم وتذكر ما حدث ليلة البارحة تنهد ونظر للاريكة ولم يجد لارا.
نهض و دلف للحمام استحم و ارتدى ملابسه و نزل للاسفل.
كانت لارا جالسة مع حياة و زينب وفريدة وجميلةايضا….
جز على اسنانه ونظر لهما بحقد لكنه تمالك نفسه بصعوبة ثم ابتسم وذهب ليجلس معهم.
جلس بجانب لارا ووضع يده حول خصرها نظر لفريدة و ابتسم بتهكم : ازيك ست فريدة.
تفاجأت فريدة و جميلة بهدوئه و ايضا كيف يحتضن لارا….بينما هي تجمدت مكانها و شعرت بقشعريرة تمر في سائر جسدها من لمسة يده عليها.
حياة بابتسامة لعوبة : بس باين عليكم تعبانين هو انتو منمتوش بالليل ولا ايه.
زينب بحدة : حياة!!!
شهقت لارا وتصاعدت الدماء لوجهها اخفضت بصرها وهي تشعر بيد ادهم تحرقها.
ادهم وهو يطالع فريدة بتوعد : اه منماش الليل بطوله وفضلنا سهرانين مش كده يا لارا.
عند هذا الحد ولم تستطع التحمل ابعدت يده و صعدت ركضا لغرفتهما فقهقهت حياة و تضايقت فريدة وجميلة جدا.
زينب وهي تحاول اخفاء ابتسامتها : اقسم بالله مشفتش حد بقلة ادبكم انت و اختك.
حياة بمكر : الله يا ماما هو احنا هنخبي ولا ايه…ابيه ولارا ثنائي مناسب لبعضه جداا ربنا يخليهم لبعض ومحدش يحسد علاقتهم الجميلة ديه.
ابتسم بتهكم من كلامها عن اي ثنائي و عن اي علاقة تتحدث….
جميلة بضيق : ماما انا تعبانة عايزة اروح.
فريدة : وانا بردو…نهضت هي و ابنتها و استأذنتا خرجتا من القصر فصعدت حياة لغرفتها.
نظرت زينب ل ادهم وقبل ان تتكلم هتف ببرود : مفيش داعي تسأليني عن اللي حصل المبارح لاني مش هقول حاجة.
زينب بتبرم : مش هسأل لاني عارفة حصل ايه….هي طلبت منك الطلاق صح؟
رمقها بنظرة هادئة هاتفا : اه….عن اذنك.
زينب : رايح فين.
ادهم : طالع.
زينب : بس المفروض النهارده صباحيتك الناس هتقول ايه.
زفر بنفاذ صبر ننها فهي لا تهتم سوى بسمعتهما و كلام الناس لذلك اجاب باقتضاب :
– انتي عارفة اللي فيها يا امي بلاش نمثل على بعض.
غاظر القصر بعد القائه لهذه الكلمات تنهدت زينب بسخط وعادت لتجلس.
كانت لارا تراقبهم من الاعلى وتستمع لكلامهم وتشعر بخناجر تطعن قلبها بعنف.
مسحت دموعها ثم دلفت لغرفتها اخذت هاتفها وطلبت رقم جاكلين رن رن ثم فتح الخط.
جاكلين بسعادة : لورتي حبيبتي عاملة ايه.
لارا بخفوت : انا كويسه.
عقدت جاكلين حاجباها بتعجب : ماله صوتك تعبان كده ليه.
لارا بتهرب : عادي اصل منمتش كويس المبارح.
ابتسمت جاكلين بخبث : اهااا قولتيلي صحيك بقى عملتو ايه المبارح ها ها ها.
ضحكت لارا رغما عنها من نبرة صوتها المضحكة و اردفت : تصدقي انك قليلة الادب.
جاكلين : من بعض ما عندكم….كفاية رخامة و قوليلي عملتو ايه.
نزلت دموعها و تمتمت : جاكي انتي عارفة ابويا مين.
لحظات مرت بصمت حتى قطعتها جاكلين بقولها : مش فاهمة.
لارا بحدة : لا انتي فاهمة و انا لسه فاكرة انك كنتي معترضة ع نزولي لمصر و كنتي متوترة جدا وخايفة كمان قوليلي انتي كنتي خايفة من ايه…..خايفة من اني اعرف ان بابا بيبقى ماجد الكيلاني!!!
شهقت جاكلين بصدمة : انتي….انتي عرفتي ازاي….لارا اسمعيني ماما وصتني مقولكيش ع حاجة لانك هتنهاري و….
قاطعتها بصراخ غاضب : ليه يا جاكلين ليه. ليه خبيتي عليا الحقيقة ليه سبتيني ادور عليه وانتي كنتي عارفة هو مين.
جاكلين بحسرة : انا كنت متأكدة انك مش هتلاقيه كنت عارفة علشان كده قلت مفيش داعي تعرفي كده كده ماجد رماكي ومش هيهمه وجودك….بس انتي عرفتي ازاي ومين اللي قالك.
لارا : فريدة وجميلة.
فتحت عيناها بذهول و عدم فهم : اييه!!! وهوما عرفو ازاي.
ابتسمت بحزن وغمغمت : اه انتي لسه مش عارفة هو بيبقى مين كمان…..ماجد هو نفسه اللي قتل ابو ادهم.
انتفضت الاخرى صائحة : نعممم!!! قتل ميييين انتي واعية لنفسك بتقولي ايه!!!
حكت لارا لها ما حدث وماقاله لها ادهم فقالت جاكلين : يعني هو استغلك!!!
لارا بسخرية : كلكم استغليتوني مش هو بس….عمتا انا هسعى اطلق منه عاجلا ام آجلا و هرجع ع بلدي انا بس اتصلت علشان اعرف ان كان عندك خبر او لا بس الواضح اني انا اللي كنت نايمة ع وداني الوقت ده كله.
اغلقت هاتفها و القته على السرير….نظرت لخاتم زواجها الموجود بإصبعها و هتفت : شكلي مش هعرف اجرب احساس العيلة خالص….حتى الراحل اللي حبيته و العيلة اللي اعتبرتها عيلتي استغلتني و الناس اللي اتربيت معاهم خبو عني اهم حقيقة فحياتي….
ثم صاحت ببكاء : ليه كده يا ادهم ليه هاا استغليتني و انا اللي كنت فاكره انك بتحبني حتى الحادث اللي حصلي استغليته لصالحك ذنبي ايه ان حد مجرم بيبقى ابويا ذنبي ايه!!!!

في منتصف الليل.
كانت لارا في غرفتها تنتظر ادهم شعرت بالباب يفتح فنظرت له وجدته يدخل بهيئته الضخمة ولكن من الواضح انه ثمل و بدرجة لم يصل لها من قبل!!!!
شعرت ببعض الخوف من نظراته المصوبة اتجاهها فنهضت واقفة تطالعه بصمت.
اقترب منها بخطوات مترنحة ووقف امامها فغمغمت بضيق : انت كل يوم هترجع سكران كده بطل تشرب القرف ده بقى.
ادهم بتهكم ساخر : ما بلاش دور الزوجة الصالحة بالوقت المتأخر ده كفاية تمثيل.
تجاهلت كلماته الحارقة تماما وهتفت : انا عايزة اطلق.
صاح بها في انفعال : انا مش قلت متجبيش سيرة الطلاق ديه تاني!!!
لارا بصياح هي الاخرى : و انا هرجع اقولها طلقني يا ادهم كفاية كده كان المفروض تطلقني النهارده الصبح و اتهربت بس دلوقتي لازم تطلق.
بنظرات عميقة اجابها :
– و انا قلت مفيش طلاق ومش بتهرب لا هقولهالك بوشك طلاق مش هطلق.
صمت قليلا يحاول السيطرة على توازنه الذي اختل من كثرة الخمر الذي تجرعه ثم اقترب منها وهمس بخبث : وبعدين انا لو طلقتك فيوم صباحيتك الناس هتقول عليكي ايه….هتقول انك مش تمام يا دكتورة فاهمة قصدي.
فتحت عيناها بصدمة من كلامه الاذع فتابع بسخرية :
– وبعدين انا متأكد انك مش بنت بنوت يا ترى قضيتي ليلة مع كام راجل ولا انتي مش هتعرفي تعديهم!!!
شهقت بعنف ثم بثواني كانت ترفع يدها لتهبط على وجنته في صفعة قوية!!!!
لارا بشراسة : انا اشرف منك و من اللي زيك يا ندل انت اصلا مبتعرفش حاجة عن الرجولة و لا بعمرك هتبقى راجل فاهم.
وضع يده على وجنته بصدمة ثم فجأة شعر بدمه يغلي في عروقه نظر لها بعيون حمراء كالجحيم و فجأة رفع يده وصفعها بعنف!!
سقطت على السرير من قوة الصفعة صرخت بألم وتحسست شفتاها وجدتها تنزف نظرت له بفزع فاوقفها من كتفها و صفعها ثانية!!
ادهم بنبرة جنونية : انتي ازااااي تسترجي تضربيني انا سكتلك بالمرة الاولى ودلوقتي رجعتي مديتي ايدك عليا يا******
لارا ببكاء رغم ألمها : انت واحد واطي ومجرد من الاحاسيس.
دفعها للحائط وصفعها للمرة الثالثة وهو يصرخ بهستيريا : بتقولي عليا مش رااجل انا هوريكي الرجولة دلوقتي.
انهى كلامه وهو يمزق تيشرتها الخفيف الذي كانت ترتديه صرخت بخوف و صدمة وهتفت : لا ارجوك لا.
كأنه لم يسمع كلامها ابدا انقض عليها يقبلها بعنف واضح وهي تقاوم لكنها لم تستطع القاها على السرير ومال عليها يمزق ملابسها بوحشية وهي تصرخ : لااااااااااااا مااااامااااااا ابعد عننننني اااااااه.
صفعها بقوة وهو يصرخ : فاكره اني هكلقك من غير ما اخد حقي تبقي غلكانة ده انا هخليكي تتمني الموت ولا تطوليه.
لارا ببكاء هستيري : لا ابعد عني خلاص كفااااااااية.
قبلها ثانية وهو يحاول خلع ما تبقى من ملابسها الى ان سمع صوت الباب يدق بقوة وصوت امه من الخارج : اااادهم !!!
ابعدته لارا و صاحت بانهيار : طنننط الحقييييينييي اااااااااه.
كتم ادهم صراخها بقوة كان غير واعي لما يفعله فقط يريد اشباع رغباته بها فزمجر بانفعال : امي رووووحي ملكيش دعوة!!!!
فتحت زينب الباب بقوة وسرعان ما شهقت عندما وجدت لارا ملقاة على السرير و ملابسها ممزقة وجهها مه بعش الكدمات وادهم يضع يده على فمها لكي لا تصرخ.
زينب بعصبية : ابعد عنها!!!!
اقتربت منهما فابتعد هو تلقائيا نظرت له ثم صفعته بقوة : اتفوو عليك يا خسارة تربايتي فيك اطلع برررره.
ادهم بغضب : ديه مراتي وانا حر اعمل فيها ايه مين اللي قالك تاجي اصلا!!
زينب : اااااادهم بقولك اطلع!!!!
قبض على يده ثم القى بالطاولة التي امامه على الارض و خرج من الغرفة.
نظرت ل لارا التي تصرخ بهستيريا وهي تغطي جسدها فجلست بجانبها واحتضنتها بقوة : خلاص اهدي ياحبيبتي قوليلي هو عملك حاجة لمسك؟!
لم تجبها فقط بقيت تصرخ وتبكي وجسدها يرتجف بطريقة مخيفة!!!

في صباح اليوم التالي.
توقفت حياة امام الحامعة نظرت للسائق و تمتمت بابتسامة خفيفة : يا عمو محمد لما اطلع هرن عليك.
محمد بحنان ابوي : حاضر يا هانم.
نزلت من السيارة وكادت تدلف للحرم الجامعي لكنها فجأة لمحت عماد وهو يقترب منها.
توقفت بتوتر وهي تطالعه وقف امامها و قال بابتسامة : ازيك عامله ايه.
حياة بهمس : الحمد لله…عن اذنك.
عماد : ثواني عايز اقواك حاجة.
حياة دون ان تنظر اليه : ايه.
عماد بضحكة : طب بصيلي الاول.
حياة : على فكره وقفتنا ديه غلط.
حمحم و احاب بنبرة رجولية جادة : حياة تقبلي تتجوزيني…
وقفنا البارت فطلب عماد الزواج من حياة ياترى ايه اللي هيحصل؟؟؟

شهقت بصدمة واردفت :
– بتقول ايه؟!
عماد بضحكة خفيفة :
– مالك تنحتي كده ليه انا بطلب ايدك يعني عايزك تكوني مراتي و ام عيالي….وحبيبتي.
رجفة اصابت جسدها من كلامه تصاعدت الدماء لوجهها فتحركت لتتجاوزه لكنه اوقفها قائلا :
– مش هتقولي حاجة.
حياة بخفوت :
– اللي يشوفه اخويا.
عماد :
– طب انتي موافقة رأيك هو الاهم.
وللمرة الثانية تشعر بارتجاف جسدها و تسارع نبضات قلبها ابتسمت بخجل ولم تجب بل ركضت بعيدا عنه.
قهقه بقوة وهو يراقبها حتى اختفى طيفها تماما ابتسم باتساع و تمتم :
– طب والله شكلها موافقة متكونش بتحبني مثلا ما انا طيب و ابن حلال و استاهل كل خير.
ثم اردف قائلا :
– لا هي الطيبة عسل يا ناس….فين ادهم عايز ادهم جيبولي ادهم.

اما عند حياة فتوقفت ووضعت يدها على قلبها هامسة :
– يخربيتك كنت هموت ناقصة عمر انا.
تذكرت كلامه و خاصة جملة “مراتي و ام عيالي….وحبيبتي..”
تنهدت بعمق ثم دلفت لمحاضراتها…..

بعد مرور عدة ساعات.

فتحت عيناها وهي تشعر بألم في وجهها بسبب الضرب الذي تعرضت له ليلة امس….تحسست شفتيها المتورمة و تذكرت عندما خاول الاعتداء عليها و قبلها بوحشية غير مراع لصراخها و بكائها.
نهضت من الفراش و دلفت للحمام وقفت تحت المياه و مر في ذاكرتها ما حدث ليلة الامس بعد مغادرته احتضنتها زينب لكنها بقيت تصرخ بهستيريا حتى فقدت وعيها!!!
ارتفعت شهقاتها عندما تذكرت كلامه “انا مش متأكد انك لنت بنوت يا ترى قضيتي ليلة مع كام راجل ولا مش هتعرفي تعديهم”….
وضعت يداها حول اذنيها تحاول منع وصول كلماته الاذعة لها لا تريد سماع صوته لا تريد رؤيته هو لا يستحق حبها ابدا لقد كانت طول حياتها قوية لا تخاف من شئ كانت ذات اسلوب حاد مع كل من يخطئ معها لن تسمح لحبها هذا بأن يضعفها…..ابدا !!!
اوقفت المياه و ارتدت ملابسها خرجت من الحمام ومالبثت ان انتفضت بفزع عندما وجدته يقف امامها!!!

فتح عيناه وهو يشعر بصداع رهيب وضع يده على رأسه وهو يتمتم : شكلي كترت شرب المبارح.
رفع رأسه و تفاجأ عندما وجد نفسه في سيارته عقد حاجباه بتعجب كان يفترض ان يكون في منزله فهو يتذكر انه دخل للقصر…..بدأ يتذكر شيئا فشيئا ما حدث اتسعت عيناه بصدمة كبيرة وهو يتذكر انه تشاجر مع لارا….و كيف ضربها و حاول الاعتداء عليها.
ادهم بهمس : انا هببت ايه المبارح….يارب مكونش عملتلها حاجة او اعتديت عليها بجد.
شغل سيارته و انطلق بها بسرعة و بعد مدة توقف ترجل منها بسرعة و دخل كاد يصعد لكن والدته اوقفته : اقف يا ادهم.
نظر لها بهدوء فاقتربت منه و صاحت به في غضب : انت ليك وش تجي و تطلعلها بعد اللي عملته معاها.
ببرود تام اجابها : انا مكنتش واعي ع اللي بعمله كنت سكران.
زينب بعصبية : وكمان مش مكسوف من نفسك بتقولي كنت سكران عادي…..انت عارف عملت ايه المبارح و ايه اللي كان هيحصل للمسكينة ديه لو ملحقتهاش!!!
زفر بنفاذ صبر و غمغم بخنق : خلاص بقى يا امي و اصلا هي اللي غلطت معايا.
زينب بابتسامة تهكم : غلطت معاك انت متأكد.
جز على اسنانه و تذكر كلامه الاذع فمط شفتيه بامتعاض.
اكملت زينب كلامها : على فكرة انا شفت عملتلها ايه من قبل و الحقارة اللي تصرفت بيها من 3 شهور يعني من اول ما جت ع القصر.
ادهم : افندم؟!
زينب بحدة : لما كنتو بالمطبخ و قربت منها وحاولت تبوسها…..و شفت بردو ازاي ضربتك بالقلم و متأكدة انك هببت معاها بالكلام الليلة الماضية.
قبض على يده و شد تليها بقوة حتى كاد يمزقها لم ينطق بكلمة و صعد وقف امام الباب ثواني ثم فتحه و دلف لكنه لم يجدها.
ظل واقفا فترة حتى سمع صوت مقبض الحمام نظر لها وجدها تقف امامه رفعت رأسها وعندما رأته انتفضت و صرخت بخوف.
ادهم وهو يتقدم منها بترقب : اهدي شويا.
ارتفعت شهقاتها القوية كأنها تحاول التنفس و بعد ان وحدته يقترب منها صرخت برعب و دلفت للحمام مجددا!!!
زفر بضيق واضح و دق باب الحمام : افتحي يا لارا مش هعملك حاجة.
وضعت يدها على اذنيها و صرخت : اخرج بررا.
ادهم : لارا اطلعي هليني اتكلم معاكي.
صاحت ببكاء هستيري : مش عايزة. مش عايزة اسمع صوتك ولا اشوف وشك اطلع بررررا.
تحدث ادهم كأنه لم يستمع لكلامها : ليلة المبارح كنت سكران ومش واعي ع اللي بعمله…. وكنت متضايق جدا كمان صدقيني مكنتش اقصد اعتدي عليكي ولا اضربك كمان….
قطعت كلامه بصراخها : انت انسان مش طبيعي انت واحد مجنون و انا بكرهك يا ادهم بكرهك اوي.
اغمض عيناه بحسرة وهو يستمع لبكائها المرير فصاح بها : طب خلاص اسكتي غلط تعيطي ف الحمام انا طالع اهو اهدي.
خرج من الغرفة و نزل للاسفل وجد والدته تجلس على الاريكة تنتظره و عتدما رأته اشاحت وجهها عنه.
جلس بجانبها و قبل رأسها بحنية عكس شخصيته تماما و تمتم : متزعليش مني يا ست الكل لو كان ليا خاطر عندك.
زينب بضيق : اللي عملته كان غلط انا عارفة انك عصبي ومبتعرفش تتحكم فتصرفاتك لما تتنرفز بس اخر حاجة كمت اتوقعخا منك انك تضرب مراتك وتحاول تاخد اللي عايزه غصب….افهم يا ادهم هي ملهاش دعوة باللي عمله ابوها.
ادهم بحدة : هي بنته و ليها علاقة….و بعدين مش انتي اللي مكنتيش طايقاها جرى ايه دلوقتي.
تنهدت بعمق و اجابت : ردة فعلي كانت طبيعية بس لما اتعاملت معاها كويس عرفت انها طيبة و قلبها ابيض و بتحب الخير لكل الناس فهمت اني ظلمتها لما اخدتها بذنب ابوها.
صمت قليلا وشعر بأن رأسه على وشك الانفحار من شدة التفكير ثم اردف بشرود : و انا احيانا بفكر كده بس كرهي ل ***** ماجد بيخليني اكرهها حتى لو كنت عايز ابطل كرهي مش هعرف….و لا بعمري هنسى اللي حصل ل ابويا بسبب ابوها….عن اذنك.
استدار وجد حياة تقترب منهم و على وجهها علامات تساؤل نهض و غادر بسرعة فتمتمت حياة بعدم فهم : انتو ايه اللي كنتو بتقولوه انا مش فاهمة….ثم اضافت بترقب : و خاصة جملته الاخيرة كان بيقصد ايه يا ماما.
زينب : لا….
قاطعتها بشئ من الحدة : انا من حقي اعرف ايه اللي حصل لبابا الله يرحمه ومين كان السبب وكمان عايزة اعرف ادهم ضرب لارا المبارح ليه.
اخذت نفسا عميقا متوترا اجلستها بجانبها وهتفت : الشخص اللي قتل ابوكي هو نفسه ابو لارا…..

في الداخلية.
كان طارق جالسا في مكتبه مع عماد دلف ادهم دون ان يطرق وعندما رآهم غمغم باشمئزاز : مش ناوين تتكسفو من اللي خلقكم و كل واحد يقوم على شغله.
طارق : يابني مش كل الوقت شغل احنا بشر سيبنا ندردش شويا و عماد كمان عايز يكلمك فموضوع.
جلس على الكرسي امامه قائلا : عايز تكلمني ف ايه.
حمحم و اردف بجدية : انا عايز اطلب منك ايد اختك حياة.
رفع احدى حاجبيه ثم ضحك بخفة : و ليه التوتر ده يا خويا ما كنت تنجز من الاول.
ضحك طارق ف أجابه عماد بغمزة : ديه اول مرة اطلب فيها ايد بنت و بعدين احنا مش زيك ولا ايه يا طارق.
طارق : كلامك صح.
ادهم : اهااا بقى كده طب انا مش موافق.
عماد : مش موافق ليه يابني ده انا ضابط ليا مكانتي و حلو اهه.
ادهم باستمتاع : ايوة بقى شغل الشحاتة….ثم اكنل بجدية : انا مبدئيا موافق مش هلاقي احسن منك ل اختي رغم ان فيك عيوب بس متأكد انك هتتغير تلشان تبقى الزوج الصالح ل اختي و سندها و لو حصل نصيب و اتجوزتو اوعى تفكر تجرحها لاني….
قاطعه بسرعة : لا انا تغيرت اقسم بالله من اول ما شوفتها و عرفت انها اختك بقيت حاسس اني مش عايز غيرها و حتى البنات اللي اعرفهم طلعتهم من حياتي و عايز حياة وبس.
ادهم بتحذير : كلامك حلو بس خود بالك انا موجود مفيش داعي للمغازلة ديه هاااا.
عماد بضحكة : يا شيخ سيبني اعيش جو الافلام طظ فيك و ف رأيك هتجوزها يعني هتجوزها.
نهض من مكانه فنهض عماد بسرعة و خرج من المكتب ركضا.
قهقه عليه طارق ثم نظر ل ادهم.
ادهم : مالك بتبصلي كده ليه.
طارق بتعجب : مستغرب من اللي قولته لخالد عن انه لازم يبقى سند لمراته و انت بتعمل عكس نصايحك تماما.
تجهم وجهه وهتف بفتور : زواجي حاجة و زواجه حاجة.
طارق بحدة : بس الدكتورة و اختك زي بعض ومن حق كل واحدة فيهم تعيش مع راجل يحبها و يقدرها.
ادهم : بلاش السيرة ديه يا طارق والنبي.
طارق : انت بتحب لارا صدقني.
نظر له بحدة : يظهر اسمها الدكتورة لارا و لا ايه.
ابتسم باتساع و غمغم : مش بقولك بتحبها يا غيران انت.
تأفاف وهو ينهض هاتفا بامتعاض : اصل انا الغلطان اللي جيتلك.
فتح الباب و دخل عماد باسما : ها يا حبيب قلبي عرفت اهلك ولا لسه.
طارق بمكر : قصدك عرفت اختك ولا لسه مش كده هاهاها.
عماد ضاحكا : تماما….مجاوبتنيش يا ادهم.
ادهم بحنق : مش شايفني متزفت طالع رايح اشوف شغلي ولما ارجع ع البيت هكلمها و اعرف رأيها بيك.
عماد بمضض : ماشي اصل انا الغلطان اللي قلت اسألك.
رمقه بنظرة ثاقبة ثم اخرج مسدسه و صوبه نحوه : طب يلا على مكتبك احسن ما افضي الرصاص جواك و انت يا طارق روح ع القسم اطمنلي على ماجد انت عارف انا كريم و بحب الخير للناس ( اه يا قلبي كريم اووي )
طارق : بس كده ده انا بموت فحسن الضيافة يا كريم باشا.
غمز له بتلاعب و خرج….تنهد عماد و طارق وذهب كل شخص لعمله…..

كانت لارا مستلقية على السرير سمعت صوت فتح الباب فانتفضت برعب ونهضت بسرعة.
دلفت حياة وعندما رأتها مرعبة ابتسمت بحنو : متخافيش يا حبيبتي ديه انا.
اومات بخفوت و جلست اقتربت منها حياة و جلست بجانبها : انتي كويسه.
لارا ببرود : اه….انتي ليه بتعملي كده.
حياة بتعجب : لعمل ايه؟؟
لارا بحدة : انا سمعت امك وهي بتقولك على الحقيقة انتي عرفتي ان بابا هو اللي قتل ابوكي فبتتصرفي كده ليه ولا كمان عايزة توقعيني زي اخوكي.
تذكرت عندما اخبرتها والدتها بكل شئ انصدمت بقوة و قبل ان تبدي ردة فعل فكرت جيدا هي لا علاقة لها بموت والدها…تنهدت وهتفت بدموع حزن : لا يا لارا صدقيني انا مش بعمل حاجة وحشة.
لارا بترقب : امال انتي بتتصرفي عادي ليه مكرهتنيش ليه.
حياة : منكرش فعلا اني اول ما عرفت في حاجة جوايا كرهتك بس لو بنفكر كويس هنعرف اننا بنظلمك لو اخدناكي ب ذنب ابوكي.
نزلت دموعها و تمتم بصوت متحشرج : امال ادهم فكر كده ليه…استغل حبي ليه و اتجوزني عشان يعرف يوصل ل ماجد و الادهى ان ابويا ده هو اللي عاوز يقتلني.
صمتت قليلا ثم اجابتها بشرود : بردو اللي شافه ادهم صعب جدا و اكيد هيكرهك تلقائي.
لارا بانفعال : ايه اللي حصل علشان يخليه يعمل فيا كده و حقارته وصلت للضرب و كان هيغتصبني…انتي مش هتحسي بيا.
زمجرت بها في حدة : اللي انتي حاساه ميجيش ربع اللي حاسه ادهم افهمي يا لارا اخويا كان عمره 8 سنين لما شاف بابا بيتقتل قدامه ضربوه بكل وحشية و ذبحوه عارفة يعني ايه؟؟ يعني ادهم شاف باباه رقبته كلها مفتوحة و دمه بيسيح.
اتسعت عيناها و همست : معقول في حد بيعمل كده حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.
حياة بشهقات بكاء : هو كان محبوس بالعربية و فقد وعيه بعد ما شاف اللي حصل و مفاقش غير بعد اسبوع ومكنش بيتكلم خالص الصدمة اثرت فيه اوي و كبر على فكرة الانتقام من اللي كانو السبب فهمتي ادهم بيعمل كده ليه.
رغم غضبها منه….رغم كل ما بدر منه….لكنها الان تبكي عليه!!!
كيف كان شعوره عندما رأى والده يذبح كيف يوجد شخص يستطيع القتل بهذه الطريقة البشعة.
تابعت حياة بعدما حاولت تمالك نفسها : هو بقى يشرب و يسكر و يسهر مع بنات كأنه بيحاول ينسى اللي حصل ولو لدقايق لسه بيشوف الحادثة فكوابيسه لغاية دلوقتي….انا مش بطاب منك تعذريه اللي عمله المبارح مينفعش مكنش لازم يضربك و يعتدي عليكي بس كان سكران ده غير انه بيشوف و ماجد فيكي.
زفرت بعمق ثم : انا مش هسامحه و بما انك عرفتي كل حاجة مش لازم نمثل على بعض الجواز و الحب وكده انا هنام ف اوضة تانية لغاية ما اطلق و هرجع ع بلدي.
حياة : مفيش داعي هو بيسهر برا كل ليلة ومش هتشوفي وشه.
لارا باشمئزاز : احسن….عايزة ارتاح بعد اذنك.
هزت رأسها بتفهم و خرجت من الغرفة تنهدت و استلقت على السرير لكنها لم تستطع النوم فكلما تغمض عينيها ترى ما حدث الليلة الماضية…..

في وقت متأخر من الليل.
كانت حياة مع زينب جالستان في الصالة دلف ادهم بهدوء : مساء الخير.
حياة وزينب : مساء النور.
جلس بجانبهم ثم نظر لحياة مغمغما بجدية : في موضوع لازم اكلمكم فيه.
توترت حياة و قالت زينب بهدوء مشجع : خير ان شاءالله.
تنهد ثم نظر لحياة و اردف : عماد صاحبي طاب ايدك.
ابتسمت زينب بسعادة فهي لطالما كانت تحب عماد ك ابنها اما حياة فتصاعدت كل الدماء لوجهها و فركت يداها بتوتر.
ادهم : ايه رايك يا ماما.
زينب : والله من ناحيتي انا موافقة هو شخص كويس و يستاهل كل خير.
ادهم بابتسامة : و انتي يا حياة موافقة.
حاولت اخراج الكلمات فهمست : اللي انت بتشوفه.
ادهم بضحكة : يبقى على بركة الله.
نهضت بسرعة و ركضت لغرفتها وجلس ادهم مع زينب بعض ابوقت ثم صعد لغرفته.

كانت لارا قد انهت فرضها نزعت الاسدال ونظرت للمرآة تتحسس علامات اصابع ادهم عليها.
تجهم وجهها بحزن و الم اخذت نفسا عميقا وحاولت تهدئة نفسها ونالبثت ان خفقت محاولاتها عندما وجدت الباب يفتح و يدخل ادهم.
انتفضت وتراجعت للخلف متمتمة بترقب : انت جيت هنا ليه.
ادهم : هروح فين يعني ديه اوضتي.
لارا : ماشي يعني انا هنام ف اوضة تانية.
حاولت تجاوزه لكنه امسك ذراعها فصرخت بقوة و هي تبعده عنها.
لارا بقوة : اوعى تقرب مني.
ادهم بغضب : لارا انا صبري ليه حدود عارف ان مكنش ينفع اعمل اللي عملته بس كمان مكنتش واعي.
نظرت له بدموع و قالت : انت تجاوزت كل حدودك و حتى لو مكنتش سكران ف انا متأكدة انك كنت هتعمل كده برضو.
انقض عليها يمسك كتفيها مزمجرا بخشونة : انا عارف كويس اني حقير و معنديش ضمير بس مش حيوان لدرجة اني اضرب ست و اعتدي عليها.
لارا بسخرية : لا صدقني انت بتعملها….عمتا انا لسه مصممة على قراري.
ادهم : واللي هو.
لارا بحسم : كلقني عشان اعرف اسافر على بلدي انت استغليتني ووصلت لهدفك اهو وجودي معاك ملوش ستين لازمة.
ادهم بثبات : ماشي هطلقك و بكره هترجعي ع امريكا.
اغمضت عيناها بمرارة ثم فتحتهما و ابتعدت عنه لتخرج.
و بمجرد ان ادارت مقبض الباب سمعت صوته الرجولي يقول : بس حطي ببالك انك لو تطلقتي سافرتي هتخلي خالتك سعاد و جاكلين يقضو حياتهم ف الحبس….!!!!
وقفنا البارت فتهظيد ادهم ل لارا لو اطلقت و سافرت يا ترى ايه اللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعة.
و بكره مش هنزل للاسف
________________
توقفت لثواني ثم استدارت له اقتربت منه متناسية خوفها ونظرت له.
تمتمت بنبرة مترقبة : تقصد ايه بكلامك؟؟ و خالتي و جاكلين عملو ايه علشان تحبسهم؟!
وضع يده في جيب بنطاله و اردف بثقة : معملوش حاجة بس انا اقدر خليهم محبوسين بجريمة معملوهاش اصلا ايه رايك….طبعا هعمل كده لو فضلتي مصممة على الطلاق انما لو خرستي ف ممكن اتخلى ع اللي بفكر فيه.
جحضت عيناها و بدون مقدمات ضربته بقبضتها على صدره و صرخت بغضب : ده اسمه استغلال انت بتستغل قوتك ومنصبك علشان مصالحك!!! اول مرة التفينا فيها خليتني بالحبس ليلة كاملة بعدين استغليتني و اتجوزتني عشان توصل لهدفك و دلوقتي بتحاول تهددني بيهم !!!
ضحك بخفة ثم غمغم : و في حاجة انتي مش عارفها و اللي هي لما سعاد جت هنا شكت فيا وعرفت ان ماجد قتل ابويا ومنها و طبعا عرفت اني بستغلك.
لارا بصدمة : اييه!!!
ادهم بشر : وكانت هتعرفك بالحقيقة بس انا هددتها بيكي فاهمة قصدي مش كده؟
ظلت تنظر له ثواني تستوعب ما يقوله ثم همست : انا بحياتي مشوفتش انسان معدوم الضمير زيك….ثواني انت ازاي هتعرف تحبس خالتي وهي برا البلد.
قالتها بنظرة انتصار فأجابها بابتسامة تحدي : انتي فعلا لسه معرفتنيش…ببساطة هتبقى فليلة و ضحاها تاجرة مخدرات بتهرب المخدرات و الاسلحة ع بلدها ايه رايك.
شهقت ووضعت يدها على فمها و لم تمر لحظات الا وعيناها الزرقاوتان تلمع ببريق التحدي و الشراسة و قبل ان تتكلم.
حمحم و اردف بنبرة جادة : من الاخر لسا مصممة على طلاقك و سفرك ولا….
قاطعته بغضب : انت عايز مني ايه مش اتجوزتني مصلحة واهو حققتها متمسك بيا كده ليه يا ادهم لييييه.
نظر لها قليلا ثم شرد…
كيف يجيبها على سؤالها وهو لا يعرف الاجابة من الاساس!!!
حقا لماذا هو متمسك بها؟؟
لقد حقق هدفه اذا لماذا لا يدعها تذهب!!
لماذا؟؟!!
افاق من شروده على كلامها : جاوبني انت متمسك بيا ليه مش عايز تطلقني ليه.
ادهم ببرود : لان ده مزاجي ارتحتي….ثم تمتم بوقاحة وهو يتأملها من الاعلى للاسفل : و بعدين في حد عاقل يسيب بنت جامدة زيك.
نبض قلبها بعنف و الان فقط تذكرت انها تقف امام من حاول الاعتداء عليها….تراجعت للخلف وهي تردد : لا مستحيل مش هسمحلك تقرب مني.
لاحظ انها تتصبب عرقا و ترتجف بقوة فغمغم بهدوء : اهدي مفيش داعي للخوف ده كله.
حاولت امساك دموعها لكنها لم تستطع فلقد شق الخوف قابها و رسم الرعب و الفزع على وجهها بمهارة!!!!
تجاهل تعبيرات وجهها وحمحم مردفا بجدية : من الاخر انتي موافقة على حريتك مقابل اني اخد حرية اهلك؟! و لا حريتك تبقى ملكي و بالمقابل سعاد و جاكلين يكونو فأمان.
خياران لا اكثر….و بكلتا الحالتين ستكون هي الخاسرة لا محالة!!!
اومأت موافقة و هتفت بصلابة : ماشي انا موافقة بس اتمنى انك تفضل عند كلمتك و متأذيش عيلتي.
اقترب منها هامسا بتلاعب سبب ارتجاف قلبها المسكين : مش ادهم الشافعي اللي يوعد و يخلف بوعده يا ام عيون زرق.
عقدت حاجبيها باستغراب و قبل ان تتكلم لاحظت اقترابه منها فتسارعت نبضات قلبها و اردفت بصوت متحشرج : متقربش مني انا خايفة.
توقف مكانه و طالعها بجمود : براحتك يلا نامي.
لارا : انا عايزة فأوضة تانية.
قبض على يده حتى برزت عروقها و قال من بين اسنانه : بطلي شغل العيال ده و اتخمدي انا متعصبنيش.
لارا بحدة : على جثتي.
امسك كتفيها ودفعها على الحائط فأصبحت محشورة بينه و بين جسده الضخم لف ذراعه القوية حول خصرها و رفعها لتصل الى طوله.
حدجها بنظرات عميقة هاتفا : انتي نسيتي نفسك ولا ايه بقيتي قوية و بتردي جوابات فوشي.
ابتسمت ببرود اصبحت تتقنه منه : انا قوية طول عمري يا ادهم اوعى تفكر اني ضعيفة.
ادهم بهمس : يعني مش خايفة من اني اعمل فيكي زي ما عملت المبارح.
اغمضت عيناها و اخذت نفسا عميقا محاولة تمالك نفسها و عدم اظهار خوفها من كلامه و افعاله….
هزت رأسها بنفي قائلة : تؤ مش خايفة.
رفع احدى حاجبيه ثم ظهرت على ملامحه ابتسامة خبث تأمل الفستان الذي ترتديه رمادي اللون به حروف انجليزية باللون الأبيض كان الفستان يجسدها تماما يصل لركبتيها مظهرا جمال ساقيها و تسدل شعرها الذهبي على كتفيها و ظهرها و بعض الخصلات الامعة تمردت على وجنتيها معطية لها رونقا ساحرا مع بشرتها البيضاء و عيناها الزرقاء الداكنة!!!
توترت لارا وخجلت من نظراته التي تتفحصها بوقاحة.
رفع يده الاخرى ومرر اصابعه على خصرها بخفة جعلت جسدها يقشعر صعد بيده لعنقها ثم ذقنها و اخيرا وجنتها يتلمسها بنعومة.
نطق بنبرة مخدرة : انتي ازاي حلوة كده…عيونك بتسحرني و شعرك الاصفر خصلاته بتجنني و بشرتك الناعمة….ضحكتك الحلوة و جسمك كل حاجة فيكي بتجنن…..و خاصة شفايفك.
جحضت عيناها برعب وهي تراه يمرر اصبعه على شفتيها و يبلع ريقه بصعوبة كان يتثرف كالفاقد لوعيه خشت ان يفعل ما فعله امس فأبعدته عنها بقوة.
ابتعد عنها و قد عاد لرشده نظر لها وجد وجهها ذو لون احمر قاني فحمحم ليستعيد حزمه : نامي انا مش هعملك حاجة قولتلك المبارح كنت سكران بس النهارده انا بوعيي.
لارا بعناد : قلت لا يعني لا احنا مش هننام ف اوضة واحدة.
ادهم من بين اسنانه : لا يا مراتي هتنامي معايا و غصبا عنك انا مش كيس جوافة علشان اسيب الهانم اللي اتجوزتها من يومين تنام ف اوضة لوحدها متعصبنيش يا لارا والا هتضطري تنامي معايا فنفس السرير كمان.
لارا محاولة اخفاء توترها : انا مبتهددش يا سيادة الضابط.
ادهم : و انا دلوقتي بهددك اهو….ثم اكمل بجرأة وهو يوزع نظراته على جسدها : وبعدين كفاية تقل بقى لو مكنتيش عايزة تنامي معايا مكنتيش لبستي الفستان اللي مجسمك ده ( قليل الادب ).
شهقت من وقاحته وشعرت بجسدها يحترق من الخجل اخفضت بصرها قائلة : احترم نفسك حياة قالتلي انك مش هتاجي الليلة ديه ف انا اخدت راحتي باللبس مكنتش اعرف انك هتتزفت تاجي.
ادهم باستنكار : لا والله.
لارا : اه والله.
بسخرية تامة غمغم : طب خدي راحتك كلها انا طالع.
لارا ببرود : باي.
فتح باب الغرفة و بمجرد ان خرج شد على شعره وهو يلعن نفسه ل اقترابه منها لكنه لم يستطع الابتعاد كانت كالمغناطيس تجذبه نحوها !!!
ادهم بداخله : مينفعش يا ادهم فوق لنفسك مينفعش تقرب منها هي بنت عدوك بنت اللي حرمك من ابوك فووووق.
اغمض عيناه وهو يتذكر قربه منها يده على جسدها عيناها الامعة رموشها الطويلة الكثيفة و خجلها الذي يزيد على جمالها جمالا.
هز رأسه يمينا وشمالا و ابتسم عندما تذكر شجاعتها وهي تكلمه لا ينكر انه اشتاق لنظرة التمرد التي تزينها فتمتم : و لقد عادت المتمردة!!!

اما عند لارا فبمجرد خروجها اخرجت نفسا قويا كأنها كانت تحبسه منذ فترة وضعت يدها على وجنتها تتذكر لمساته عليها و على جسدها….
و الشيئ الذي تعجبت منه هو انها لم تخف منه ابدا لقد كانت تتوقع انها ستصاب بالهستيريا ان اقترب منها لكن بالعكس تماما شعرت بأمان فضيع وهي بين ذراعيه!!!
مطت شفتيها بضيق وهي تنظر لملابسها ثم اخذت ملابس اخرى و ارتدتها…..
” الواقع متعلق بالذكريات ان كانت ذكريات جميلة فسنعيش…..و ان كانت سيئة فحتما سننسى ما معنى الحياة…فلا تفكري يا عزيزتي ان الحب يتغلب على الكره!!!”
” عذرا حبيبي ان فكرت أن حبك سيضعفني ف انت مخطئ حواء لم تخلق لتكون ضعيفة و ان وقعنا مرة لا يعني اننا سنقع كل مرة….”

بعد مرور اسبوع.
وافقت حياة على زواجها من عماد و اقيمت حفلة خطوبة صغيرة حضرها افراد العائلة فقط.
ماجد و نظال في السجن ينتظرون محاكمتهم و ادهم يسعى ليحكم عليهم بالاعدام.
فريدة وجميلة مستغربتان سكوت ادهم فهو ليس من النوع الذي يصمت الا وكان يخطط لمصيبة!!
جاكلين وطارق علاقتهما تتحسن و هي تعلقت به كثيرا و طارق كذلك.
ادهم ولارا مبتعدان عن بعضهما تماما هو يحاول تجاهل مشاعره وهي تتجنبه.
و علاقات اخرى تبدأ والاخرى تنتهي فهل سيبقى الوصع هكذا ام ان للقدر رأيا اخر..

في صباح يوم جديد.
كانت جاكلين نائمة عندما سمعت رن الجرس فتحت عيناها بانزعاج و خرجت من غرفتها نزلت للاسفل وفتحت الباب دون ان تسأل من فهي تعلمه جيدا.
وجدت طارق يقف امامها بابتسامة : صباح الخير يا فلة.
جاكلين : اتفضل.
دلف و جلس على الاريكة وجلست هي بجانبه نظرت له و اردفت :
– باين عليك مبسوط جدا.
طارق بضحكة : مبسوط اوووي بس ايه مش هتباركيلي.
جاكلين باستغراب : على ايه؟؟
طارق : انا هتجوز البنت اللي طول عمري بحبها….
وقفنا البارت ف طارق لما قال لجاكلين انه هيتجوز البنت اللي بيحبها ياترى هتعمل ايه؟؟ قراءة ممتعة.
________________
نظرت له بصدمة و شعرت بغصة مؤلمة تجتاح قلبها لكنها استعادت نفسها سريعا و قالت : اه بجد الف مبروك...بس مين البنت ديه.
طارق : بنت حلوة اوي عرفتها من 3 شهور تقريبا و اسمها....
قاطعته بضيق : ما خلاص بقى اووف.
عقد حاجباه باستغراب : في ايه تضايقتي كده ليه.
جاكلين بصلابة : ولا حاجة بس مفيش داعي توصفهالي.
طارق بمكر : يعني الموضوع مش فارق معاكي.
جاكلين بألم حاولت ان تداريه : لا هيفرق معايا ليه اصلا.
طارق : اممم...على فكره انا بهزر مس هتجوز ولا حاجة.
وللمرة الثانية تنصدم من كلامه نهضت من مكانها و قالت بغضب : انت بتستعبط ولا ايه!!!!
طارق بضحك ممازح : اهدي بقى امال انا بحب بنت فعلا بس لسه معترفتلهلش بمشاعري.
جاكلين : و انا مااااالي.
اقترب منها بخطوات بطيئة وهو يلاحظ الدموع المتجمعة بعينيها السوداء....وقف امامها و تحدث بجدية : انتي ليكي علاقة بالموضوع.
جاكلين : ازاي.
وضع يداه على كلتا وجنتيها و اخفض رأسه اليها فأغمضت عيناها بتوتر.
طارق بهمس و انفاس متسارعة : البنت اللي بحبها مجنونة و عنادية و عصبية اوي بس طيبة و حلوة جدا....و البنت ديه هي انتي.
انتفضت بين يديه فتابع : انا بحبك يا جاكي انتي اللي اسرتي قلبي بجنانك...
ثم ضحك هاتفا : و ضربك ليا لما احاول اقرب منك.
نطقت جاكلين بحدة : هموتك لو فكرت تقرب.
تجهم وجهه و اردف من بين اسنانه : اقول دلوقتي ايه بس منك لله بوظتي ام اللحظة.
ضحكت بخفة فابتسم عليها : مقولتليش ايه رايك بالموضوع.
جاكلين بمشاكسة : موضوع ايه.
رفع يده فابتعدت بسرعة وهي تردد بضحكة : خلاص متبقاش عصبي كده انا بهزر هههههه.
طارق بجدية : يعني.
شعرت بالدماء تتصاعد لوجهها فأصبح اللون الاحمر القاني متداخلا مع بشرتها ليعطي لها منظرا سحره....نظرت للارض و تمتمت : و انا كمان....بحبك.
بسعادة تامة صرخ : بجد ولا انتي بتهزري.
مطت شفتيها بحنق : و ده فيه هزار يعني ما انا مش زيك بالهزار البايخ.
طارق بخبث : بجد.
جاكلين : اه بجد.
اقترب منها وهو يقول : يعني زعلتي لما قولتلك هتجوز صح؟
ارتبكت من كلامه و نظراته الموجهة اليها تماما و قبل ان تتكلم جذبها من خصرها و احتضنها بذراعيه القوية لفت يداها حول عنقه و اغمضت عيناها.
جاكلين : انا مش مصدقة اني حبيتك...... لما شوفتك من شهور مكنتش طايقاك بس لما اتعاملت معاك انجذبت ليك من غير ما احس بس كنت بحاول اكذب نفسي و من شويا لنا قولتلي هتتجوز البنت اللي حبيتها اتقهرت و كان نفسي اموتك.
طارق بابتسامة : مش هتتغيري و هتفضلي عصبية و عنيفة كده...بس بحبك.
بادلته الابتسامة ثم ابعدته عنها : ابعد يلا انت استحليت الموضوع ولا ايه.....ثم تابعت بحدة : بص يا طارق من هنا و رايح ممنوع تبص لبنت فاهم و خاصة اللي اسمها سمر ديه.
طارق بضحكة : سمر ليه بس انا بقالي شهر مقربتش من بنت....و ده كله علشان عرفت اني بحبك و انا مستحيل اخون البنت اللي ملكت قلبي.
طالعته بحب و همست : و انا كمان بحبك اوي.
طارق بحماس : طب ممكن تديلي رقم مامتك عايز اطلب ايدك ونتجوز ف اسرع وقت.
جاكلين بضحكة : حاضر.
_________________
في القصر.
كان عماد جالسا مع ادهم و زينب في الصالة.
عماد : بص يا ادهم من الاخر انا عايز اتجوز اختك بعد شهر من دلوقتي.
كانت حياة قد دلفت لتقدم لهم العصائر سمعت كلامه فتوقفت مكانها لثوان من الصدمة ثم قدمتها لهم و جلست بجانب والدتها.
ادهم بهدوء : شهر ايه هو اي عك و خلاص؟
عماد بحنق : ع الاقل متجوزتش ف ظرف اسبوعين زي ما حضرتك عملت سيبني اتجوز و اتهنى احياة عيالك اللي لسه متخلقوش.
كتم ادهم ضحكته بينما قالت زينب : ههه يا حبيبي شهر فترة قليلة جدا و مش هنلحق نجهز حاجة.
عماد : يا طنط الشقة جاهزة و العريس موجود و كل حاجة جاهزة برضو هنستنى ليه انا عايز اتجوز.
اخفضت حياة بصرها و هي تشعر انها ستموت من الخجل فقال ادهم بابتسامة استمتاع : برضو لأ.
عماد بهمس : استغفر الله العظيم يارب صبرني قبل ما ارتكب جناية هنا.
ادهم : بتبرطم بتقول ايه سمعني كده.
اجاب بابتسامة : بقولك يا حبيبي كل حاجة جاهزة مش ناقص غير العروسة.
حمحم و اردف بجدية : انتي ايه رايك يا حياة.
حياة بخفوت : اللي تشوفه.
ادهم : و انتي يا امي.
زينب : انا عن نفسي موافقة.
عماد : يخليكي لينا يا احلى طنط زينب.
ضحك عليه الجميع و في هذه اللحظة نزلت لارا دلفت و القت التحية ثم جلست بجانب ادهم.
لارا بدلال : ايه يا حبيبي ما توافق بقى.
سعل عماد و ضحكت حياة و ابتسمت زينب بينما نظر لها ادهم بتعجب.
ادهم : يا ايه؟؟
لارا بمكر : بقولك وافق بقى علشان خاطر لارا حبيبتك.
جز على اسنانه من الغيظ فهي الان تحاول استفزازه...ابتسم باصطناع و تمتم : زي ما انتي عايزة يا....حبيبتي.
بادلته الابتسامة المزيفة فقال عماد ممازحا :
- اجيب اتنين ليمون.
لارا بضحكة : ياريت والله ريقي نشف ا عمدة.
ضغط ادهم على يدها و نظر لها بحدة كأنه يقول " احترمي نفسك والا هعرف شغلي معاكي".
اغمضت عيناها لتداري ألمها من قبضته ثم فتحتهما و طالعته بنظرات شرسة متمردة كأنها ترد عليه "ايدك وما تعطي"
لاحظت زينب الجو المشحون بينهما فتحدثت :
- ها قلت ايه يا ادهم.
افاق من حرب الاعين هذه و اجاب : ادام انتي موافقة و حياة كمان ف انا معنديش مشكلة.
عماد بفرحة : اهو ده هو الكلام.
ابتسمت حياة فغمزت لها لارا ونهضت صعدت لغرفتها و تركت الاخر يشتعل من الغضب.
زينب : ادهم حبيبي تعالا نقوم ونسيبهم مع بعض شويا.
ادهم : ماشي....5 دقايق و ارجعيلهم يا ماما ههههه.
عماد : منك لله.
_________________
دلفت لارا لغرفتها وهي تبتسم بسعادة لاغضابه تمتمت بوعيد :
- استنى عليا يا ادهم والله هخليك تقول حقي برقبتي ديه البداية لسه مشوفتش حاجة.
بمجرد انهاء كلامها سمعت صوت فتح الباب بعنف استدارت وجدت ووجدت ادهم يقف امامها و عيناه تشتعلان من الغضب...اقترب منها و امسكها من ذراعها.
ادهم من بين اسنانه : ايه اللي عملتيه تحت ده.
لارا ببرود : عملت ايه.
زمجر بعصبية : معملتيش حاجة غير انك كنتي بتتمايعي قدام الراجل لا و بتدلعيه كمان ايه يا بنت امريكا مش هتتأدبي ولا ايه!!!
سحبت ذراعها بعنف و صرخت بحدة : كفاية بقى تشكيك ف اخلاقي ع الاقل انا مبرميش حد بالباطل ولا بقول كلام جارح للشخص المرتبطة بيه ولا بشكك ف تربيته زي ما حضرتك بتعمل كل يوم.
ادهم بعدما هدأ قليلا : لا انا....
قاطعته بقوة : لو سمحت سيبني لوحدي او انا هطلع.
ضرب بقبضته على الحائط بعنف و خرج.
زفرت بضيق من كلامه و تمتمت : يارب صبرني.....
________________
في منزل فريدة.
جميلة :
- ماما انا بقيت خايفة من هدوء ادهم ماهو مش هيسكت بعد ما عرف اننا على علم بكل حاجة احما لازم نهرب بسرعة.
فريدة بعصبية :
- و اسيب حقي كده اهرب من غير ما اخد الفلوس!!!
جميلة :
- احنا نأمن ع سلامتنا بعدين.....
قاطعتها بحدة لا تقبل النقاش :
- لا يا جميلة السبب اللي خلاني اتجوز ابوكي هو فلوسه ف انا مش هتنازل عن حقي.
_________________
في مكان معزول.
يجلس ادهم مع طارق و عماد.
طارق : انا مبسوط جدا و امها وافقت و قالت هتنزل علشان تحضر فرحنا.
عماد : مش هتحضر خطوبتكم؟
طارق : لا قالت عندها شغل ومش هتعرف تنزل حاليا.
عماد بضحكة : و انا كمان فرحي بعد شهر من دلوقتي....مالك يا ادهم ساكت ليه.
ادهم بشرود وهو يشرب الخمر : مفيش حاجة.
طارق بخبث : بتفكر بمراتك هااااا.
ادهم : امممم.
عماد بترقب : طب ايه انت مش ناوي تطلقها.
صرخ به في سخط : مستحيل لارا هتفضل مراتي!!!!
طارق بحدة : و انت عايزها تفضل مراتك ليه يا ادهم مش انت خلاص حثقت هدفك عايزها ليه.
ادهم بثملة: ملكش دعوة....نهض و اتجه لسيارتك لكن كلام عماد اوقفه : للمرة المليون هقولك انت بتحبها.....بس لازم تخلص من الكره اللي جواك علشان تعرف تعيش...
توقف لثواني ثم ركب سيارته و انطلق بها.
طارق بقلق : مكنش ينفع نسيبه يسوق وهو سكران كده.
عماد بنبرة مطمئنة : اهدى هو متعود على كده متخافش عليه.
هز رأسه بمضض وعاد ليجلس مكانه...
_________________
في القصر.
كانت لارا تجلس في غرفتها في ساعة متأخرة من الليل وهي تنتظر ادهم فلقد تأخر كثيرا.
سمعت صوت فتح الباب استدارت وجدته يدخل وهو يترنح نهضت بفزع وهي تتذكر ما حدث من قبل!!!
نظر لها ادهم بتشوش اقترب منها فتراجعت للخلف بسرعة....جلس على السرير و امسك يدها اجلسها امامه و تمتم بضعف : متخافيش مش هأذيكي.
لارا بتوتر : طب يلا نام و ارتاح.
طالعها قليلا ثم فجأة استلقى ووضع رأسه على قدميها!!
انتفضت بخضة و انصدمت ايضا من فعلته لكنها همست : مالك في ايه.
لم يتكلم بل امتلئت عيناه بالدموع ليبدأ بالبكاء!!!....انصدمت بقوة وهي تراه يبكي هكذا لاول مرة تراه يبكي احتضنت رأسه بيديها فحاوط خصرها بيديه في عنف.
همس من بين دموعه و انفاسه الحارة تصطدم بجسدها : انا تعبان....تعبان اوي يا لارا.
مسدت على شعره بحزن فتابع : تعبت من كل حاجة....نفسي اخلص من كل اللي تاعبني نفسي انسى الذكريات الوحشة بس مش هعرف.
نزلت دموعها عليه فقالت بصوت ضعيف حاني :
- اهدى ارجوك مش هستحمل اشوفك بالحالة ديه.
ادخل رأسه في حضنها اكثر و غمغم : انا عايز ارتاح....عايز ارجع اصلي زي زمان...عايز ابطل كرهي ليكي نفسي مرتاح لما احط راسي على المخدة مفتكرش حاجة.
بكى بقوة في حضنها وهي تبكي معه لم تره ضعيفا هكذا من قبل ومنظره الان يؤلمها جدا.
امسك بيدها وتمتم بصوت مخنوق : نفسي احبك و احس بحبك وحنانك انا محتاجك جنبي.
تجمدت مكانها من كلامه رفع رأسه من فوق قدميها و نظر لها....
مد يده و امسك رأسها قربها منه وهو يطالعها برغبة فوضعت يدها على صدره لتدفعه : ادهم لا ابعد.
ادهم بهمس : هششش...انا هكسر الحاجز اللي بينا.
وقبل ان تتكلم اقترب منها بسرعة فائقة و امتلك شفتيها في قبلة قوية عميقة....
فتحت عيناها بصدمة وهي تراه يقبلها بجنون و يده تفتح سوستة الفستان الذي ترتديه دفعها لتستلقي على السرير ومال عليها جذبها من خصلات شعرها وهو ينتقل بين شفتها العليا و السفلى.
كانت هي تحاول مقاومته لكنه كالمجنون لا يدع لها فرصة للتحرك انتقل لرقبتها يلثمها بعمق وعنف و قد نزع عنها ملابسها و مزق ما تبقى منها!!!
شهقت ونظرت لنفسها و لصدره العاري فهمس ببحة رجولية مغرية : سيبيلي نفسك...
توقفت يداها عن الدفع و اغمضت عيناها ثم همست بحزم : ادهم ابعد عني والا اقسم بالله هقتل نفسي لو لمستني.
فجأة توقف كل شيئ افاق من نشوته و ابتعد عنها نظر لها بصدمة فدفعته ونهضت جالسة.
لفت الغطاء على جسدها و ركضت للحمام وتركته جالسا يتذكر ما فعله!!!
دلفت و اغلقت الباب خلفها استندت عليه ووضعت يدها على فمها لتنزل دموعها...
هو لا يقترب منها الا عندما يكون ثملا يعتبرها جسدا فقط لذلك لا يريد ان ينفصل عنها....هو لا يراها سوى وسيلة لاشباع رغباته!!!!
اغمضت عيناها قليلا تتذكر قربه منها وكل لمسة منه على وجهها وجسدها ابتسمت بمرارة على نفسها ثم مسحت دموعها و ارتدت ملابسها.

اما ادهم فكان لا يزال جالسا يحاول استوعاب ما حصل قبل قليل تذكر ما قالته "اقسم بالله هقتل نفسي لو لمستني"...
هل لهذه الدرجة تكره قربه!!!
مسح على وجهه بسخط : كان لازم تعمل كده يعني.
سمع صوت فتح الباب رفع نظره وجدها تخرج بخطوات بطيئة و ملامحها شاحبة نهض من مكانه وتقدم نحوها.
وقف امامها وقبل ان تتحرك امسك ذراعها بعنف : بصي يا لارا اي كان اللي حصل من شويا ف انا عايزك تعرفي اني مكنتش فوعيي....تمام.
ابعدته عنها و نطقت بثبات : و انا مش بيهمني من الاساس.
ادهم بتهكم : بس انتي كنتي فرحانة باللي كنت بعمله وخاصة لما...
قاطعته بغضب وخجل : خلاص بقى مش عايزة اسمع حاجة.
نظر لها بخبث ثم جذبها من خصرها اقترب من اذنها وهمس : على فكره انا بموت بالقطط الشرسة يا قطة ام عيون زرق.
لارا بحدة : انت مينفعش معاك غير الاسلوب ده اصلا...ابعد يلا.
ادهم : لا مش هبعد.
لارا بتحدي : هتبعد و هتطلقني انا معنتش استحمل اعيش معاك.
حسنا لكم من الوقت سيحاول السيطرة على انفعالاته.....ادخل يده في خصلات شعرها و ضغط عليها فصرخت بألم.
زمجر بعصبية بها : اوعى تقولي طلاق تااااني اووووعى !!!
دفعته بقوة و صاحت : مش عايز تطلقني ليه هاااااا مش عايز تطلقني لييييه.
ادهم بعيون مشتعلة من الغضب وايضا من كمية الخمر الكبيرة التي تجرعها : لاني....
وقفنا البارت ف ادهم ولارا ياترى هيقولها ايه؟؟

دفعته بقوة وصاحت : مش عايز تطاقني ليه هااااا ليييييه.
ادهم بعيون مشتعلة من الغضب و ايضا من كمية الخمر الكبيرة التي تجرعها : لأني بح…..
صمت فجأة ووضع يده على رأسه و اصدر تأوها خفيفا.
لارا بقلق بسيط : انت كويس.
لم يجب عليها بل تحرك ياتجاه السرير بخطوات مترنحة استلقى عليه ليغط في نوم عميق.
تنهدت بيأس ثم اقتربت منه عدلته على السرير ثم نظرت لأزرار قميصه المفتوحة يبدو انه كان يحاول ارتداء القميص لكن لم يستطع من شدة ثمله.
مسحت على شعره و تذكرت كلامه و بكائه في حضنها “عايز انسى كل الذكريات الوحشة نفسي مرتاح ولما احط راسي ع المخدة مفتكرش اي حاجة”
وعندما قال لها “نفسي ابطل كرهي ليكي….نفسي احبك…نفسي احس بحبك و حنانك”
نزلت دمعتها على وجنته ثم همست بصوت متحشرج : هساعدك تنسى كل اللي بيوجعك صدقني يا ادهم هفضل جنبك ومش هسيبك لوحدك حتى لو انت قاسي و مبترحمش حد بس انا مش هسيبك.
شعرت بيده تضغط على يدها فتح عيناه ببطى وتمتم : نامي جنبي.
لارا بدهشة : ايه!!
ادهم بتعب : عايز ارتاح فحضنك…ممكن.
اغمض عيناه مجددا وهو يردد : عايز تكوني جنبي.
اشفقت عليه و ايضا شعرت بالسعادة لانه يطلب قربها اخذت نفسا عميقا و استلقت بجانبه…عندما شعر ادهم بها جذبها لأحضانه انتفضت بخفة لكنها وضعت يدها على صدره بحذر واغمضت عيناها….

في صباح اليوم التالي.
فتح عيناه وهو يشعر بصداع في رأسه تأفأف بضيق و جاء لينهض لكنه شعر بثقل على صدره نظر اشفله وجد جسدا ضئيلا يحتضنه.
انتفض جالسا ففتحت عيناها بفزغ : في ايه.
ادهم بحدة : انتي ازاي تنامي فحضني كده.
توترت من نظرته و اجابت بترقب : انت مش فاكر حاجة من اللي حصل المبارح.
ادهم : و ايه اللي حصل؟؟
توردت وجنتاها بقوة وهو يطالعها بتعجب نهضت من السرير هاتفة : مفيش حاجة انا كنت نايمة ع السرير و انت رجعت سكران ع البيت و نمت جنبي.
ادهم بشك : ع السرير…و فحضنك.
لارا بتلعثم : هو…لا..يعني انت كنت بتتقلب و يمكن….اقصد…
قاطعها بخبث : بس بس وشك بقى طماطم.
لم تتكلم و ركضت للحمام بسرعة فمسح على شعره و شريط ما حصل ليلة البارحة يمر امام عينيه…..
ادهم بداخله : ايه الكلام اللي كنت بقوله المبارح و ازاي قربت منها اصلا…..هي اه رفضتك ف اخر لحظة بس كنت حاسس انها مبسوطة طب بعدت ليه….ابتسم وهو يتذكر كيف كانت نائمة في حضنه ثم هز رأسه لينفض افكاره هذه خرج و اتجه لحمام غرفة اخرى استحم و ارتدى ملابسه و غادر….

خرجت لارا من الحمام بعدما تأكدت انه خرج ارتدت ملابسها تيشرت اسود بدون اكمام و بنطال ابيض ضيق صففت شعرها ذيل حصان طويل و خرجت.
نزلت للاسفل وجدت زينب جالسة مع حياة.
لارا بابتسامة : صباح الخير.
حياة : صباح الجمال. ثم اكملت بغمزة : صاحيين متأخرين النهارده شكلكم طولتو بالسهرة هاااا.
زينب : بت عيب.
شعرت لارا بوجهها يحترق من الخجل فابتسمت و جلست معهم : اتلمي يلا.
ضحكت عليها هاتفة : بتتكسفي يا بيضة.
لارا باحراج وغضب : اوووف بقى.
زينب وهي تنهض : انا هقوم بقى احسن ما اتشل من جنانكم.
لارا بمزاح : بعيد الشر يا مزة.
ذهبت فاستدارت حياة لها هاتفة : قوليلي بقى انتي ايه حكايتك مع ادهم.
لارا ببرود : قصدك ايه.
حياة : مش فاهمة يعني.
لارا : سيبينا من السيرة ديه انا مش ناقصة.
حياة : براحتك. ثم قالت بابتسامة : بس شعرك فعلا حلو جدا ماشاءالله عليكي.
ابتسمت بخفة : ميرسي.
حياة : بس بتربطيه ليه سيبيه مسدول يبيقى احلى.
خطرت ببالها فكرة خبيثة فأومأت و صمتت لكن حياة افاقتها بكلامها :
– ايه اللي ع رقبتك ده.
لارا باستغراب : ايه.
ابتسمت مردفة بغمزة : في علامات على رقبتك وكتفك برضو…اممم و انا بقول ليه…
قاطعتها لارا بسرعة وهي تنهض : خلاص بقى اسكتي.
صعدت للاعلى بسرعة دخلت لغرفتها وهي تتنفس بسرعة و تهمس : يخربيتك يا لارا ازاي مخدتيش بالك ياربي هوريها وشي ازاي دلوقتي اوووف.
ذهبت للمرآة ووقفت امامها وضعت يدها على عنقها لترى علامات ملكية ادهم عليها…..
اغمضت عيناها ب احراج كبير ثم اخذت ملابس اخرى.

في الداخلية.
يجلس طارق وعماد مع ادهم.
عماد : محاكمة الزفت ماجد امتى.
ادهم : لسا في وقت طويل.
طارق : بس ليه كل الادلة موجودة مستنيين ايه يعني.
ادهم : زفت اجراءات.
عماد : اها….سيبنا المهم مفيش سهرة زي زمان.
نظر له بحدة : سهرة ايه و انت هتتجوز.
عماد بضحكة : دايما ظالمني انا قصدي نقعد مع بعض من غير بنات يعني.
طارق : ولا بنت وحدة!! لا مش لاعب.
عماد : انت كمان هتتجوز عيب هعرف خطيبتك.
طارق بضحكة ممازحا : اصلا كل البنات ماتت فنظري مفيش احلى من جاكي حبيبة قلبي.
ادهم بتهكم : صداع من كتر المثالية امشي يلا.
صمت قليلا و اردف : بس مفيش مانع من وجود بنت او اتنين.
طارق : بتتكلم جد.
عماد : هو ده ادهم اللي بعرفه.
نظر لهما باشمئزاز هاتفا بجدية : والله العظيم لو كل واحد مغارش من مكتبي فمش هكون مسؤول عن تصرفاتي.
طارق بثقة : مبخافش منك اصلا و اعلى ما فخيلك اركبه.
عماد : أسد يلا في ايه.
زمجر بهم في نبرة قوية : 5 ثواني لو مطلعتوش…
قاطعه طارق وهو ينهض : هنطلع والله امشي يا عماد.
عماد : جاي.
و في غضون ثواني كانا قد خرجا.
زفر بسخط و استلقى بظهره على الكرسي نظر للسقف وتذكرها مجددا….و ماحدث في اخر لقاء بينهما!!!
ادهم بضجر وهو يمرر يده من شعره لوجهه : اطلعي من دماغي بقى….

عندما خرج عماد و طارق رن هاتفه برقم غريب.
طارق باستغراب : مين ده…فتح الخط : ايوة.
وصله صوت انثوي خافت : ضابط طارق….

في القصر.
جلست لارا في الصالة بعد مغادرة جاكلين وضعت يديها على وجهها و شردت.
افاقت من شرودها على حركة ما نظرت لها وجدت زينب تجلس بجانبها.
لارا : كويس انك جيتي محتاجة اكلمك ف موضوع.
زينب بانتباه : ايه.
لارا بهدوء : انا بعتقد ان ادهم محتاج يتعالج نفسيا.
شهقت بقوة فاردفت بسرعة : يا طنط ادهم كل ليلة بينام بيصحى على كوابيس و بيتكلم ف نومه بيقول كلام مش مفهوم بس اتوقع انه بيحلم بالحادثة اللي حصلت من سنين….. انا عايزاه يرتاح لاني بتوجع اوي لما اشوفه كده.
زينب بابتسامة حزن : بتتوجعي عليه بعد كل اللي عمله فيكي.
لارا بمرارة : اه هو وجعني بس برغم اللي عمله مبقدرش اشوف متضايق…و عمتا انا هطلق منه قريبا بس قبل نا اعمل كده لازم اعالجه.
صممت قليلا ثم هتفت بحزم : متبعديش عنه يا لارا.
نظرت لها بدهشة : ازاي؟!
اجابتها الاخرى بنبرة يشوبها القهر : بصي انا لما عرفت انك بنت ماجد كرهتك غصبا عني و حتى لما ادهم اتجوزك انا كنت فرحانة بس كذبت نفسي لانك ببساطة بنت الراجل اللي حرمني من جوزي و اللي كان السبب بكره ادهم و شره وحقده على كل الناس.
لارا باستغراب : بس انا مش فاهمة هو شاف الحادثة يعني.
بحزن عميق تمتمت : اه…..من 22 سنة يعني لما ادهم كان عمره 8 سنين شاف باباه وهو بيموت قدامه.
لارا بترقب : ازاي.
زينب : بصي من 22 سنة حسن ابو ادهم كان شغال مخابرات وكان متابع قضية اكبر تاجر مخدرات اللي اسمه ماجد الكيلاني.
لارا بدموعة: بابا.
زينب : اه…هوما هددوه و قالوله لو فضلت بدور على اي حاجة تخصنا هنخلص عليك بس حسن مكنش بيخاف ابدا و دخل ماجد ع الحبس هو وكل اعضاء المافيا اللي متعاون معاهم بس ماجد عرف يهرب.
صمتت ثواني ثم اكملت : بنفس اليوم اللي ادهم و ابوه كانو طالعين بالليل في ناس قطعت عليهم الطريق حسن قفل الباب على ادهم وطلع من العربية وواجههم فضل يقاوم ل….لحد ما الكلب سحب سكين و ذبحه…
انتفضت بفزع و همست : ادهم شاف كل ده!!!
زينب بشهقات بكاء : اه….هو ادهم كان طول عمره هادي و كل حاجة بيخبيها فقلبه و بعد الجريمة اللي شافها قدامه بقى عصبي و همجي بيأذي كل حد من غير ما يفكر…بيستمتع لما يأذي غيره.
اما هي كانت شاردة في عالم اخر….تتذكر كلماته عندما يكون ثملا و الان فهمت سبب كرهه لها لهذه الدرجة….
لا تستطيع ان تلومه ف بعد الذي رآه يستحيل ان يتقبل ابنة عدوه….
مسحت دموعها و نظرت لزينب قائلة : انا عارفة انه اتوجع جامد بس انا كمان اتوجعت هو استغلني و استغل حبي ليه اتجوزني مصلحة وانا اللي كنت فاكرة انه بيحبني…
اتخيلي بيوم فرحي اللي المفروض يكون اسعد يوم فحياتي مفرحتش بيه لاني ببساطة عرفت ان جوزي بيكرهني و حتى بعد ما واجهته صارحني بكرهه و فضل يشكك ب اخلاقي و قالي كلام قذر و ضربني جامد و كان هيعتدى عليا لو انتي ملحقتنيش…ها المفروض ابقى ازاي.
زينب : بس…
قاطعتها باصرار : انا هطلق من ادهم هو لازم يطلقني و ده اخر كلام عندي.
نهضت من مكانها و صعدت لغرفتها وتركت زينب تزفر في سخط جلي…..

في المساء.
عاد ادهم للقصر صعد للاعلى و دخل لغرفته مرر عيناه في المكان و انصدم عندما راى منظرها.
ادهم : ايه اللي انتي لابساه ده.
لارا بدون مبالاة : لابسة ايه يعني.
طالعها من الاعلى للاسفل كانت ترتدي فستانا باللون الاحمر يصل لأعلى الركبة بقليل بدون اكمام و تسدل شعرها الطويل على احدى كتفيها…
بلع ريقه ثم قال بنرة حازمة : خلاص انسي….
هزت كتفيها ثم اتجهت للاسفل لكن اوقفها صوته :
– رايحة فين كده.
لارا : نازلة ع المطبخ.
بنبرة حادة غمغم : هتنزلي كده.
رفعت احدى حاجبيها : ازاي يعني.
اقترب منها وهو يردد من بين اسنانه : هتنزلي بالمنظر ده ازاي يا هانم.
لارا بضحكة تعجب : محسسني ان في راجل غيرك بالبيت…ولا حرام اقف بشعري قدام امك و اختك.
كان قد وصل اليها دفعها للحائط فشهقت و حاولت الابتعاد لكنه رفع ذراعيه على الحائط ليمنعها من التحرك فأصبحت محاصرة تماما.
لارا بضيق : ابعد بقى انت بتعمل ايه.
ادهم بعيون مشتعلة من الانفعال : متعانديش معايا يا لارا احسنلك انا صبري قليل و بتنرفز بسرعة لو عايزة تنزلي البسي حاجة محترمة و الا…
قاطعته بقوة : و الا ايه…هتضربني و تشوهلي وشي و لا تغتصبني.
نظر لها ولم يتكلم فرفعت نفسها قليلا و تابعت بشراسة : ولا هتقطعلي هدومي و تاخد حقك بالغصب زي ما عملت ليلة المبارح.
ضرب بقبضته على الحائط صارخا : اخرسي.
لارا بصراخ هي الاخرى : لا مش هخرس ايه انت متدايق لاني رفضتك مش كده و متدايق اكتر لانك صرحت باللي بقلبك ومش هيهمني انت مين اصلا.
جذبها من شعرها و رفعها عن الارض متمتما بصلابة : انا جوزك.
لارا : جوزي على الورق.
ادهم بوقاحة : عايزة ايه يعني اعتبرها دعوة صريحة منك علشان اقرب منك و بصراحة بالفستان اللي انتي لابساه مش هعرف اتحكم ف نفسي.
فتحت عيناها باتساع من كلامه طالعها العلامات الموجودة على جسدها ثم انخفض لمستواها و همس لها بكلمات ما.
شهقت و ابتعدت عنه صارخة بخجل : انت قليل الادب و مش متربي.
قهقه عليها و غمز لها ثم ذهب للحمام.
لارا بغضب : سافل وقح….ضحكت باستغراب و تابعت : ايه الجرأة اللي عنده ديه وقح.
سمعت صوته من الداخل : ايه رايك اطلعلك و اوريكي الجرأة و الوقاحة عاملة ازاي بس افعال مش اقوال و انا بحذرك اهو.
صاحت بتذمر و غيظ : عااااا بطل قلة ادب.
ركضت للسرير و استلقت عليه وبعد دقائق خرج ادهم.
ادهم : انتي هتنامي ع السرير.
لارا مصطنعة النوم : اممم.
ادهم بمكر : فستان قصير و نومة ع السرير و بتقولي عليا قليل ادب.
لارا : و نتن عيل معفن.
ادهم بحدة : بتقولي حاجة.
لارا : بقولك تصبح على زفت اتخمد سيبني اعرف .
ادهم و هو يخلع قميصه : لا انا طالع عندي سهرة.
فتحت عيناها و استدارت له و مالبثت ان اغمضت عيناها عندما وجدت عاري الصدر و عضلاته بارزة بقوة : البس حاجة.
ادهم باستفزاز : اابس ليه طالما هقلعه بالسهرة.
شهقت و صرخت بعصبية : تقلع ايه يا خويا الجو مش حر للدرجة ديه هتعمل ايه يعني.
ادهم بغمزة : بجد عايزة تعرفي.
عضت على شفتيها بغيظ وصمتت بينما ضحك هو بعلو صوته و ارتدى قميصا اخر وضع عطره الرجولي الساحر وهو يدندن ثم خرج تاركا بركانا يكاد ينفجر.
لارا : لا بيغني و متشيك كمان ماشي يا ادهم يا ابن ام ادهم اما وريتك.
استلقت مجددا و حاولت النوم لكنها لم تستطع فبقيت تتقلب في سريرها لساعات متأخرة من الليل.

في الفجر.
استيقظت ودلفت للحمام توضأت و ارتدت اسدالها و خرجت سجدت لربها تصلي بخشوع و بعد انتهائها نزعت الاسدال و عادت للنوم مجددا…
سمعت صوت فتح الباب دلف ادهم و ذهب للنوم على الاريكة فتنهدت هي براحة و ذهبت في نوم عميق منتظرة يوما جديد…

في صباح اليوم التالي.
استيقظ على رنين هاتفه تأفأف بضيق و اخذ الهاتف : نعم.
تحدث الاخر بجدية : ضابط ادهم مرات حضرتك موحودة بالقسم مع الضابط طارق و بتكلم ماجد…
وقفنا البارت فمعرفة ادهم ان لاؤا راحت ل ماجد ياترى هيعمل ايه؟؟

قبل ساعتين.
استيقظت و نهضت بهدوء ارتدت نلابسها فستان بسيط باللون الرمادي و حجاب بنفس اللون نظرت ل ادهم الذي يغط في نوم عميق ثم تنهدت.
افاقت على صوت رنين هاتفها دلفت للحمام بسرعة و فتحت الخط و تمتمت بخفوت : ايوة يا طارق.
طارق : انا تحت انزلي بس من غير دوشة.
لارا : انا جاية حالا.
اغلقت الخط و خرجت نزلت للاسفل بسرعة كان الجميع نائما فاطمئنت و غادرت بسرعة.
وجدت طارق ينتظرها في سيارته فأسرعت له فتح لها الباب الامامي فجلست وجلس هو ايضا بجانبها.
طارق : انتي متأكدة يا دكتورة من اللي بتعمليه ادهم هيقلب الدنيا علينا لو عرف.
اجابت بدون مبالاة : مش هيعرف متقلقش هنرجع قبل ما يصحى…يلا بسرعة.
طارق : بس هتستفيدي ايه لما تشوفيه هو….
قاطعته بصرامة : انا عايزة اسأله كام سؤال بس. لو سمحت بلاش اسئلة كتير.
تنهد بمضض و شغل السيارة و انطلق بها..
بعد مدة وصلا للمكان المقصود ترجلا من السيارة ودلفت خلفه….
اقترب منه سليم قائلا برسمية : احترامي سيدي.
طارق بنبرة جادة : ماجد موجود ف انهي زنزانة.
اخذه سليم لزنزانته ثم تركهما و ابتعد قليلا اخذ هاتفه و طلب رقم ادهم منتظرا الرد رن رن ثم فتح الخط.
ادهم بهدوء : نعم.
سليم : ضابط ادهم مرات حضرتك موجودة بالقسم مت الضابط طارب و بيكلمو ماجد….

عند سماع كلامه انتفض جالسا وهو يردد بعدم استيعاب : افندم؟!
اجابه الاخر بجدية : انت كلفتني اتابع كل حاجة تخص ماجد و من شويا جت مدام حضرتك مع الضابط طارق و دلوقتي هوما بيكلمو السجين.
اغلق الخط بدون ان ينطق بحرف واحد رفع رأسه ونظر للسرير وجده فارغا…..جز على اسنانه بغضب و شياطينه تتصاعد لوجهه بقوة نهض بسرعة و نزل للاسفل وجد زينب جالسة مع حياة.
تقدم منه صائحا ب انفعال : لارا فين يا امي.
زينب بتعجب : اشمعنا مش هي نايمة ف اوضتك.
ادهم : يعني مشوفتيهاش لما طلعت.
هزت راسها نافية وهي تطالعه بعلامات استفهام كادت تتكلم لكنه لم يترك لها الفرصة و غادر القصر بسرعة.
حياة بحيرة : في ايه انا مش فاهمة حاجة و لارا راحت فين ع الصبح.
زينب : معرفش بس ادهم متعصب جامد ربنا يستر.

ادخل احد الحراس ماجد للغرفة وجد بها طارق و فتاة ما.
ابتسم بسخرية و تقدم منهما هاتفا : طارق باشا بنفسه شرفنا مش مصدث نفسي.
رفعت لارا نظره اليها و نبض قلبها بعنف لا تصدق انها رات والدها بعد سنين من البحث!!!
افاقت من شرودها على صوت طارق الحازم : اقعد يلا و بلاش كلام كتير.
جلس ورمق لارا بنظرة استهجان مردفا : و مين البنت ديه.
تحدثت لارا بحدة : ايه ده معقول مش عارفني…..في حد مبيعرفش بنته يا ب ا ب ا.
اتسعت عيناه بصدمة وهو يتأملها كيف لم يلاحظ هذا…هي تشبه ريهام كثيرا.
قطع الصمت ضحكته الماكرة : اها انتي لارا يعني….لارا ماجد الكيلاني ولا اقول لارا ادهم الشافعي صح.
نظرت له بقرف و قالت : مجيتش علشان اناقشك ف اسمي و لا اسم جوزي….جيت علشان حاجة تانية.
ماجد : واللي هي.
لارا : رميتوني بالملجأ ليه…و حاولت تقتلني ليه.
ماجد : مش مضطر اجاوبك.
ضرب طارق على الطاولة التي يجلس فيخا بقبضته و زمجر : لا انت هتجاوب و غصبا عنك!!!
لارا : استنى يا طارق….بص يا ماجد انا قضيت حياتي كلها بتساءل اهلي فين و ليه حطوني هنا و ياترى انا بنت شرعية ولا لأ…انا عايز اعرف كل حاجة.
ماجد بداخله : ايه المصيبة اللي جت ديه…بس يمكن استفاد منها.
حمحم و غمغم بسخرية : انتي جيتي من زواج عرفي.
شهقت بصدمة و نزلت دموعها فتابع : انا ريهام كنا متجوزين عرفين هي كانت بتحبني بس انا كنت بستغلها و خاصة انها كانت من عيلة غنية و هتساعدني فتجارتي….و السبب التاني لجوازي منها هو اني كنت عايز ولد بس الغبية جابتك انتي ف…
ضحك بشر و همس : اجبرتها ترميكي بالملجأ المسكينة كانت بتحبني جدا و مستعدة تعمل اي حاجة علشاني.
لارا بترقب : و ماما ماتت ازاي.
ماجد ببرود : ماتت فحادث الصراحة انا ارتحت منها.
عند هذا الحد و فقدت لارا اعصابها نهضت من مكانها وصرخت : تفو عليك يا حقير يا ندل عارف انا برغم اللي قاله ادهم مكنتش مصدقة كان عندي امل صغير ان ممكن يكون كلامه عليك غلط بس يا خسارة…انا بكرهك.
طارق : خلاص امشي يا لارا.
اومأت وهي تنظر له بحدة ثم خرجت تبعها طارق و غادرا.
كاد يركب السيارة لكن سمعا صوتا جهوريا يقول : اطمنتو عليه!!!

كان ادهم قد وصل لمكان لارا و طارق ترجل من سيارته وهو يزفر بانفعال وجد لارا تخرج و خلفها صديقه فابتسم بسخرية حادة و زمجر بهم : اطمنتو عليه.
انتفضت و نظرت له وجدته يقف بجوله الفارع و عيناه كالجمر من الغضب نظرت لطارق بتوتر ثم اعادت بصرها اليه.
اقترب منها ببطئ فتراجعت للخلف وقف امامها و همس من بين اسنانه : انتي عارفة حجم الغلط اللي عملتيه.
لارا ببرود : انا معملتش حاجة غلط.
نظر لها طارق وحدث نفسه : يا دي النيلة بتعانده ليه دلوقتي.
قبض على فكه اكثر و امسك ذراعها بعنف سحبها خلفه بدون كلمة و دفعها بقوة لتركب سيارته.
استدار للجهة الاخرى و ركب غير مبالي بنداءات طارق.
شغل السيارة و انطلق بها بسرعة جنونية ارعبت لارا بعض الشئ طالعته و هتفت بارتباك : خفف السرعة شويا.
لم يتكلم و زاد في سرعته فصرخت بفزع : انت مجنون بقولك خفف السرعة هتموتنا.
صاح بها بغضب عارم و عصبية وهو يضرب المقود عدة مرات : اخررررسي اخررررررسي مش عايز اسمع صوووتك.
انتفضت بخوف و بلعت ريقها بصعوبة فمنظره الان لا يبشر بالخير و لا يستحسن ان تعانده وهو بهذه الحالة.
بعد مدة توقف بالسيارة انزلها و سحبها خلفه فقالت بعصبية : سيب ايدي انت ساحب جاموسة وراك.
فتح الباب و ادخلها كانت زينب لا تزال جالسة مع حياة و سمعتا صراخ لارا.
دفعها بقوة حتى كادت تسقط على الارض انتفضت حياة بفزع و امسكتها و قالت زينب : في ايه يا ادهم!!!
ادهم بصراخ هو جدران القصر بأكمله : اسألو الهانم كانت فين راحت للكلب اللي اسمه ماجد و كلمته ايه كنتو بتتفقو عليا ولا اييييه.
لارا بحدة : احترم نفسك مش هسمحلك تكلمني كده.
فقد اعصابه تماما فاقترب منها كاد يمسكها لكن زينب ابعدته و قالو بفزع : حياة طلعيها فوق.
ادهم بعصبية : اقسم بالله بو فكرتي تقللي ادبك معايا هقطعلك لسانك فاهمة يا بنت ال*****
لارا : اعلى ما فخيلك اركبه.
ادهم : لاااارااااا.
حياة بهمس : تعالي معايا بعدين اتكلمو.
ابعدت لارا يدها وصعدت للاعلى زمجر الاخر بانفعال :
– البنت ديه بتتحداني فاكرة نفسها يتقدر تلعب معايا.
زينب : هي…
قاطعها بقوة : هي قاصدة تستفزني عارفة ان ماجد هو اللي قتل ابويا و انا بكرهه حد الموت علشان كده راكت تشوفه عايزة تقهرني بس انا مش هسكتلها تاني.
حياة بتوجس : طب ممكن تهدى.
لم يجب عليها و ركض للاعلى دخل للغرفة وجد يارا جالسة على السرير و عندما رأته نهضت و نظرت له بترقب.
اقترب منها و جذبها من شعرها فصرخت بألم : ااااي سيب شعري انت بتوجعني.
ادهم بأنفاس متسارعة : قصدك ايه من اللي عملتيه…جاااااوبيني!!!
انتفضت مجيبة : انا مقصدش حاجة بس كنت عايزة افهم منه…
قاطعها بنبرة اقرب للجنون : عايزاااه ف ايييه هااااا عايزاه ف اييييييه!!! ليه مصممة افضل اكرهك ليه دايما بتفكريني انك بنت الشخص اللي بكرهه لييه يا لااااراااا ليييه.
نزلت دموعها وهي تردد : اهدى يا ادهم ارجوك متعملش كده.
امسك ذراعها و اتجه للدولاب اخرج عدة صورا و رماهم عليه صائحا : بصي للصور ديه عيلتي لما كانت مكتملة قبل ما ابوكي يقتل بابا الراجل اللي شايفاه بيحضني شوفته قدامي بيموت ومعرفتش اعمل حاجة و كله بسبب ابوكي اللي دمه ماشي بعروقك.
صرخت به في بكاء مرير : متقولش ابوكي المجرم ده مش بابا !!!
انهارت في البكاء و تابعت : انا روحتله علشان افهم هو رماني ليه و ياريتني مروحتلوش سمعت ابشع كلام منه….انا بنت غير شرعية… هو و امي رموني لاني كنت بالنسبالهم غلطة.
نظرت له و زمجرت بانفعال : ع الاقل انت عندك ذكريات حلوة مع اهلك بس انا معنديش انت باباك كان بيحبك و امك موجودة معاك بس انا مليش حد مليييش حد…
سقطت على الارض ووضعت يديها على وجهها تتبعها شهقات هستيرية…نظر لها ادهم بجمود و خرج بسرعة من الغرفة ليغادر المنزل بأكمله…..
نظرت هي لفراغه تتذكر كلام ماجد استندت على حافة الدولاب وهي جالسة بقيت تطالع الفراغ حتى اغمضت عيناها…

في الداخلية.
كان طارق جالسا مع عماد بتوتر.
عماد : يخربيتك ياريت مسمعتش كلامها ادهم هيقوم القيامة دلوقتي.
طارق بضيق : و انا مالي هي الللي طلبت…بس بيني و بينك كده ماجد طلع قذر حتى بنته المسكينة لارا صعبت عليا اوي.
عماد : معقول….
قاطع كلامه صوت فتح الباب بقوة رفع طارق بصره وجد ادهم ينظر له كالاسد الذي سينقض على فريسته يعد ثواني.
اقترب منه و جذبه من ياقة قميصه هاتفا من بين اسنانه : انت ازاي تتجرأ و تعمل اللي عملته ازاي تطلع مع مراتي اصلا.
طارق بجدية : اهدى كده بلاش جنانك احنا مروحناش نتفسح.
في هذه اللحظة صرخ : و روحتوله ليه هي امتى قالتلك اصلا و ازاي تاخدها معاك!!!!
عماد : افهم اللي حصل يا ادهم.
تركه ادهم قائلا : مستني اسمع.
زفر بخنق و سرد له ما حدث.
Flash back
( كان طارق مع عماد عندما رن هاتفه و فتح الخط : ايوة.
وصله صوت انثوي : ضابط طارق.
عقد هو حاجباه باستغراب متمتما : اه مين معايا.
….: انا لارا.
فتح عيناه بدهشة : لارا!!! خير وجبتي رقمي منين.
لارا : اخدته من جاكلين من غير ما تعرف……المهم انا عايزاك فخدمة.
طارق : ايه هي؟؟
لارا بتوتر : عايزك توديني ل ماجد.
صرخ بتعحب وهو ينظر لعماد : اخدك ل ماجد!!! انتي عارفة نفسك بتقولي ايه.
لارا : اه عارفة انا لازم اكلمه ضروري.
طارق : يا دكتورة ادهم لو عرف هيوديكي فداهية.
بنبرة عنيدة اجابت : ميهمش…موافق ولا لأ.
تنهد باستسلام و غمغم : امتى بقى.
لارا : بكره الصبح لو تقدر.
طارق : حاضر اتفقنا….اغلق الخط و سرد لعماد ما قالته.
عماد باستغراب : عايزة تشوف ماجد؟! ليه يعني.
طارق : مش عارف بس انا هاخدها ليه.
عماد : و ادهم.
طارق : مليش دعوة مراته و هوما حرين….)
Back
طارق : هو ده اللي حصل.
شد على شعره صائحا بسخط : و هو قالها ايه.
طارق : الدكتورة سألته على السبب اللي خلاه يحطها ف ملجأ وهو قالها….روى له ما قاله و عن انهيار لارا شعر ادهم بقليل من الشفقة عليها ثم تنهد بحدة :
– تصدق لو مكنتش صاحبي كنت هموتك بسبب اللي عملته….ثواني انت ركبت معاها لوحدك.
عماد : اشمعنا.
ادهم بحدة : تروح معاها لوحدكم ليه النفروض خطيبتك كمان تروح معاكو.
طارق بضحكة : انت غيران عليها مني معقول!!! و بعدين انا مفكرتش فكده خالص وهوما دقيقتين قعدنا فيها بالعربية.
تأفأف بضيق جلي ثم جلس على الكرسي…..

في المساء.
عاد للقصر و دلف صعد لغرفته و لف انظاره فيها حتى وجدت نائمة و هي تسند رأسها على طرف الدولاب….
مط شفتاه بامتعاض و اقترب منها انخفض لمستواها وحملها ثم وضعها على السرير و دخل للحمام وقف تحت المياه و اغمض عيناه بارهاق..

فتحت لارا عيناها بتعب تذكرت ماحدث فتنهدت في يأس ونهضت جالسة تفكر و بعد مدة خرج ادهم من الحمام.
نظرت له وهمست بصوت متحشرج : عايزة اكلمك.
ادهم ببرود : و انا لا…اتجه لدولابه و اخرج ملابسه ارتدى قميصه وصفف شعره و اتجه للخارج دون النطق بحرف.
لارا : عصبي و همجي ومتخلف….جلاد.

في منزل فريدة.
كانت جالسة في غرفتها حتى سمعت رن الجرس ذهبت جميلة لتفتح الباب و صدمت عندما وجدت ادهم يقف امامها.
جميلة : ادهم!!!
بسخرية تامة تحدث : ايه مش هتقوليلي اتفضل.
جميلة وهي لا تزال على صدمتها : اتفضل.
تجاوزها و عو يمشي بثقة و غرور خرجت فريدة وعندما رأته هتفت :
– ادهم!! خير جيت ليه.
جلس بأريحية على الاريكة و اجاب بابتسامة : ابدا كنت جاي اقولكم انكم رهن الاعتقال بتهمة تجارة المخدرات و القيام بأعمال مشبوهة…..
وقفنا البارت ف كلام ادهم مع فريدة وجميلة ياترى ايه اللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
جلس باريحية على الاريكة و اجاب بابتسامة :
– ابدا كنت جاي اقولكم انكم رهن الاعتقال بتهمة تجارة المخدرات و القيام بأعمال مشبوهة.
شهقت جميلة بقوة معبرة عن صدمتها نظرت لفريدة التي لا تقل صدمتها عنها.
تحدثت فريدة بنبرة ذهول حادة :
– انت بتقول ايه يا ادهم از….
قاطعها ببرود وهو يطرق بأصابع يديه بخفة على ساقه :
– اللي بيكلمك دلوقتي هو الضابط ادهم يا ست فريدة و يعتبر زوق مني اني جيت من غير قوات علشان تشرفونا بالحبس.
جميلة بنبرة محتجة :
– ادهم والله العظيم احنا ملناش دعوة باللي انت بتتكلم عليه.
ادهم بابتسامة لعوبة :
– انا مجيتش اناقشكم ف الموضوع ياريت تتفهمو.
جلست فريدة مقابله تماما نظرت له و تمتمت بنبرة استنتاج :
– عايز توصل ل ايه يا ادهم.
بلهجة واثقة تحدث :
– تقصدي ايه يعني ؟
فريدة بتأكيد :
– انت فاهم كويس انا اقصد ايه…و عارف كمان ان احنا ملناش بتجارة و لا زفت و عايز تلفقلنا التهمة مش كده.
ادهم بضحكة ماكرة :
– ايه ده انتي ذكية و بتفهمي اهو فعلا انا ملفقلكم التهمة ديه بس في احتمال تكوني كده فعلا.
نظرتا له باستغراب فاحتدت ملامحه و غمغم بصوت مرعب :
– مدامك عرفتي كل المعلومات عن لارا و ابوها يبقى لازم اشغلك مخبرة معايا يا ست فريدة.
توترت هي و ابنتها فقالت :
– ازاي يعني.
ادهم بحدة اشد :
– زي ما انا هسألك انتي عرفتي ازاي ان ماجد بيبقى ابو لارا و دورتي على معلومات بتخصها ليه اصلا و الاحسن تجاوبي من غير لف و دوران.
تنهدت قبل ان تقوم بسرد فعلتها بداية من شكها بزواجه السريع ثم تكليف بعض الاشخاص لمعرفة معلومات عن لارا و طبعا لأنها قريبة ادهم الشافعي فلن يرفض لها طلب.
انهت كلامها قائلة :
– لما عرفت ان ابوها بيكون ماجد الكيلاني حسيت اني سمعت بالاسم ده من قبل و فعلا تذكرت ان ماجد هو نفسه اللي قتل ابوك.
اغمض عيناه و قبض على يده ثم فتحهما و تمتم :
– و كان قصدك ايه لما عرفتي لارا بكل حاجة و قولتيلها اني بستغلها.
فريظة بامتعاض :
– كان لازم اعمل كده انت كنت هتتجوز بنتي بعدين سبتها و اتجوزت بنت عدوك اللي عملته رد فعل طبيعي.
وفي كل حرف كانت تنطقه تتسارع انفاسه من الانفعال رمقها بنظرة حارقة و فجأة نهض صارخا بعنف :
– انتي ازاي جتلك الجرأة تعملي كده مع مراتي ازااااي.
نهضت جميلة بفزع لكن فريدة بقيت على وضعها لم تتحرك مكانها فتابع :
– انا من لما عرفت و انا ماسك نفسي عنكم بالعافية بس لحد كده و خلاص.
جميلة بتوجس :
– تقصد ايه.
زفر بعمق ثم عاد لهدوئه مجيبا :
– انتو مجبرين تغورو من البلد و قبل ما الاسبوع ده يخلص.
نهضت فريدة ناظرة له في حدة و قبل ان تتكلم قاطعها :
– و الا ورب العزة هتقضي عمرك الباقي انتي و بنتك بالحبس ومحدش هيعرف يطلعكم….القرار ب ايدكم.
فريدة بسخط :
– انت اكيد اتجننت عشان تقول كلام زي ده و امك لا يمكن تسمحلك تعمل كده اصلا.
ادهم بتهكم جاد :
– انا محدش بيقولي اعمل ايه و معملش ايه و اللي بقوله بنفذه كمان و يا ستي رحمة مني هديلك فلوس تكفيكي باقي عمرك مع انكم مبتستاهلوش.
جميلة برجاء :
– ادهم حرام تعمل كده انت عارف اني بحبك و….
قهقه قبل ان تنهي كلامها و قال باستهزاء :
– بتحبيني!!! لا يا بنت عمي انتي بتحبي فلوسي زي امك بالضبط اتجوزت عمي عشان الفلوس كلكم صنف واحد بس عمتا الغالي بيرخصلكم و قدامكم دلوقتي خيارين.
نظرتا له فقال بحدة : الخيار الاول انكم تسافرو و الخيار التاني انكم تسافرو كمان و الا هتلحقي جوزك و ابنك يا فريدة.
تجاوزها ليخرج لكن اوقفه كلام فريدة الساخر :
– انت بتحاول تنسى ان مراتك هي نفسها بنت عدوك بس صدقني مستحيل تنسى و مش هيشفى غليلك غير لما تلاقيها بتتوجع زي ما انت كنت بتتوجع يوم موت ابوك….. انا هسيب البلد ده و اسافر مع بنتي بس اوعى تنسى افتكر دايما ان الماضي جزء من حياتنا.
و تابعت بنبرة ذات معنى :
– و ماضيك و مستقبلك متعلقين باللي اسمها مراتك ديه.
رغم كلامها الذي احسه كالملح يصب على جرحه رسم الا مبالاة و خرج سريعا.
جميلة :
– بجد احنا هنسافر يا ماما.
فريدة بغل :
– اه ادهم شراني و مبيهموش حد و لو قال هيحبسنا يعني هينفذ تهديده…ثم تابعت بانتصار :
– و متنسيش اننا اخدنا الفلوس اللي عايزينها و كمان الكلام اللي سمعه مني مش هينساه.
مطت شفتيها بامتعاض و دلفت لغرفتها تاركة الاخرى تفكر.
فريدة محدثة نفسها :
– الاحسن اني اسافر بجد السبب اللي خلاني هنا حققته مفيش داعي افضل بالبلد.
_________________
توقف في مكان معزول بعض الشئ يتذكر كلام فريدة…
مرر يداه بداية من شعره نزولا لوجهه و هو يزفر في سخط جلي ثم اعاد تشغيل السيارة عائدا للقصر…
بعد مدة توقف ترجل من السيارة و صعد للاعلى دلف لغرفته وجد لارا لا تزال نائمة.
تنهد و اقترب منها يتأمل وجهها البريئ و ملامحها الفاتنة بهدوء…
شرد في صراخها المرير منذ ساعات ” ع الاقل باباك كان بيحبك و مامتك موجودة جنبك بس انا مليييش حد”…” انا بنت غير شرعية ”
ادهم بشرود :
– انا عارف ان ملكيش دعوة بكل القرف اللي بيحصل انتي بنت بريئة و اتظلمتي كتير فحياتك و انا بتمنى انسى انتي بنت مين بجد يتمنى….بس مش هعرف….اللحظات اللي جمعتنا سوا من يومين صحيح اني كنت سكران بس كمان كنت فوعيي و كل كلمة قولتها كانت من قلبي حتى لما فقدت السيطرة على نفسي و قربت منك كنت فعلا عايزك فحضني بس ده غلط كبير.
تأفاف ثم دلف للحمام وقف تحت المياه الدافئة علها تريحه من ارهاقه النفسي بقي مدة كبيرة حتى فتح الباب فجأة.
_________________
كانت لارا قد استيقظت نهضت بتعب تعيد في ذاكرتها ما حدث صباحا…
زفرت بتعب من افكارها و نهضت وزعت نظراتها في الغرفة لكنها لم تجده.
نظرت للساعة وجدت 2 فجرا فتمتمت بحنق :
– اكيد سهران مع الستات و شرب و قرف زي عوايده.
عضت على شفتيها بغيظ و اتجهت للحمام فتحت الباب و دخلت كالعاصفة لكن سرعان ما صرخت بفزع و احراج عندما وجدت ادهم يقف امامها!!
استدارت بسرعة واضعة يديها على وجهها و اردفت بتلعثم :
– انا…انا اسفة مكنتش اعرف انك هنا.
كان ادهم لا يزال تحت تأثير الصدمة ابتعد عن المياه و هو يبتسم بخفة فهتفت :
– ممكن تلبس هدومك.
ضحك بتلاعب وهو يلف المنشفة حول خصره هاتفا بخبث :
– اممم انا عارف انك دخلتي عليا و انا باخد شاور عن قصد و الله مطلعتيش قليلة.
ابعدت يديها عن وجهها و اجابته بحدة دون النظر اليه :
– تقصد ايه ؟
ادهم :
– اللي فهمتيه يا حلوة بس مينفعش تفضلي بهدومك هاااا
اتسعت عيناها و فتحت عيناها لتقول :
انت واحد….
قاطعها وهو يقترب منها بخطوات بطيئة :
قليل الادب عارف عارف.
وقف خلفها مردفا بوقاحة :
– بطلي دلع و يلا تعالي.
شهقت بخجل ممتزج بالغضب كادت اذهب لكنه جذبها ليلتصق ظهرها بصدره الضخم العاري!!
انتفضت بخفة لنزول قطرات المياه من شعره على كتفها فصاحت بحدة :
سيبني بقى عيب كده.
مرر يده على وجنتها هاتفا بجرأة :
– عايز اوريكي العيب فعلا بس بالافعال و انا مستعد استحم معاكي تاني اهو.
ضربت الارض بقدمها بقوة وفجأة سحبت يده التي تلمس وجنتها و غرزت اسنانها فيها بقوة!!
صرخ بألم و بدأت ضحكاته تعلو من فعلتها وهي تتملل بين ذراعيه لتتحرر منه لكنه ادارها اليه ووجد وجهها احمر من شدة الغيظ.
تمتم بغمزة وهو يطالعها :
– بعشق شراستك والله يا لورتي.
لارا بتذمر :
– عاااا بارد….اطلع بقى سيبني اتزفت اخد شاور.
ادهم بمكر :
– متأكدة مش محتاجة مساعدة.
احمر وجهها ثانية من الخجل و كم ارادت خنقه من شدة حنقها لكنها وقفت بهدوء منتظرة خروجه.
قهقه مرة ثانية و هو يخرج وضعت هي يدها على قلبها الذي يكاد يخرج من مكانه و همست بعدم تصديق :
– معقول ده ادهم…ياربي الانسان ده عنده انفصام ف الشخصية كل يوم بحالة صبرني يارب.
اغلقت الباب بالمفتاح لتستحم….
_________________
كان ادهم يجفف شعره عندما صدع رنين هاتفه اخذه و فتح الخط قائلا بصلابة :
– ايوة يا عماد.
عماد بجدية تامة :
– حجزت التذاكر و السفرية بعد يومين بالضبط.
ابتسم بغموض قائلا :
– كويس جدا…عرفت محاكمة ماجد امتى.
عماد : اه اتحددت بعد شهر من دلوقتي.
ادهم :
– عايز ياخد حكم الاعدام اتصرف المهم مينفذش منها.
عماد :
– تمام…انا هقفل دلوقتي و نتكلم بعدين.
ادهم هو الاخر :
– يلا سلام.
اغلق الخط و استدار وجد لارا تقف خلفه ودموعها تشق وجنتيها….
ادرك جيدا سبب حزنها فاقترب منها مغمغما :
– انتي بتعيطي عليه؟
اجابته مطأطئة رأسها :
– معرفش.
وقف امامها و امسك ذقنها رفع رأسه و نظر لعينيها مباشرة :
– راسك دايما بيكون مرفوع اوعى تنزليه مفيش حاجة تستاهل تتكسفي علشانها.
لارا بدموع :
– مش هتكسف ازاي و انا عايشة بين ناس اتقهرو بسبب ابويا.
امسك وجهها بين يديه و اقترب منها بسرعة ضم شفتيها بين شفتيه برقة تخالف شخصيته العنيفة فأغمضت عيناها ببطئ هذه اول مرة يقبلها بحنان…
ابتعد عنها بعد ثواني وهو يتنفس بقوة وهي لا تختلف عنه. طالع وجهها المشتعل من الخجل فابتسم عليها هاتفا :
– هتفضلي واقفة كده يلا نامي والا هعمل حاجات اكتر.
نطقت بذهول دون وعي :
– انت ليه بتعاملني كده….انت شفقان عليا صح.
تجهم وجهه فأردفت بصوت متحشرج :
– متحاولش يا ادهم انت بتكرهني و معندكش مشاعر اتجاهي غير الكره….انا عارفة كويس ان تمسكك بيا مجرد تملك مش اكتر.
كاد يتكلم لكنها قاطعته :
– ارجوك يا ادهم احنا الاتنين عارفين كويس اني بالنسبالك جسد و طريقة لاشباع رغباتك…
مش بفرق عن البنات اللي بتنام معاهم بس انا معتبراك اكتر من كده ولو فضلت تعمل كده هضعف…ولو ضعفت هتكسر.
خرجت من الغرفة سريعا تاركة اياه واقفا يسترجع كلماتها……هو يعلم انها تحبه و يحاول استغلالها لكسبها…تبا لك كم انت منحط.
ضرب بقبضته على الدولاب ثم ارتدى بنطاله و تسطح على الاريكة….اما لارا عندما خرجت نزلت للاسفل وجدت زينب مستيقظة.
لارا باندهاش :
– في ايه انتي ليه صاحيه لحد دلوقتي في حاجة.
زينب بنفي :
– لا مفيش بس مش جاييلي نوم.
هزت رأسها وجلست بجانبها على الاريكة بشرود. افاقت من شرودها على صزت حياة المرح :
– في ايه اللي بيحصل هنا انتو بتخططو ل ايه ها ها ها.
لارا بابتسامة تعب :
– يابنتي اهمدي بقى.
زينب وهي تهتف بامتعاض :
– مش كنتي نايمة ايه اللي جابك.
حياة بغمزة :
– المفروض نسأل لارا هانم قاعدة هنا ليه هو ادهم زعلك ف حاجة.
نظرت لها و كادت تتكلم لكنها صمتت عندما وجدت ادهم ينزل للاسفل و هو عاري الصدر.
ابتسمت حياة هامسة :
– البيه مقدرش على بعدك دقايق يلا اطلعو ل اوضتكم.
لارا بحدة :
– اتأدبي بقى.
زينب بيأس :
– مش نافعة معاكي حاجة.
اقترب ادهم منهم وقال موجهها كلامه ل لارا :
– مش كفاية بقى و تطلعي ترتاحي.
هزت رأسها نافية :
– عايزة افضل هنا.
جز على اسنانه ثم اتجه اليها امسك يدها و اوقفها :
– لا كفاية عليكي امشي معايا.
كادت تعترض و عيناها بها لمعة التمرد المعتادة لكنه وجه لها نظرة حارقة اسكتتها.
زفرت بضيق فطالع حياة و زينب هاتفا بهدوء :
– تصبحو على خير.
صعد معها وهو لا يزال يمسك يدها و عيني حياة تراقبهما بسعادة…
دخل و ادخلها للغرفة فصاحت فيه بضجر :
– يا ربي حتى القعدة معاهم حارمني منها ايه الخنقة ديه.
ادهم بنظرة ثاقبة :
– لما مراتي تطلع من اوضتها الفجر هيقولو عليا ضاربها وانا مش مستعد لكلام امي ولا لكلام حياة فاهمة.
ضربت الارض بقدميها مردفة ب احراج :
– وانت طالع من غير تيشرت كده ليه هيفهمونا غلط.
اختفت نظرة التهديد و حلت مكانها نظرة خبث و سرعان ما هتف قائلا :
– لا هوما هيفهومنا صح…و تابع بغمزة :
وبعدين احنا عرسان جداد يا مراااتي.
تصاعدت الدماء لوجهها مجددا لم ترد النظر في عينيه التي تلمعان بخبث شديد فتمتمت بغيظ : ماشي انا هروح اتخمد…تصبح على خير يا جوووزي.
اتجهت للسرير و استلقت بقي هو يطالعها بمشاعر مضطربة ثم استلقى على الكنبة ليغمض عيناه بعد تفكير طويل…
_________________
مر يومان عقد فيها عقد قران عماد و حياة ليستطيع التعامل معها بحرية و ايضا عقد قران طارق و جاكلين فهو كما قال لن يستطيع تحمل بعدها اكثر…
و بعد نهاية الحفل الكبير الذي اقيم حضرت فريدة وجميلة لتوديع الجميع.
زينب :
– بس انا مش فاهمة ايه سر السفرية المفاجأة ديه.
فريدة وهي تنظر ل ادهم :
– معلش يا زينب بس انتي عارفة اني كنت عايشة هنا على امل اجوز بنتي ل ابنك و دلوقتي معدش ينفع افضل اكتر من كده.
ادهم ببرود :
– مع السلامة يا مرات عمي هتوحشينا.
جميلة بغيظ :
و انت كمان هتوحشنا اوي يا ادهم.
زمت لارا شفتيها بتبرم محدثة نفسها :
جتك وكسة فمعاميعك يا شيخة قال توحشنا قال.
ادركت حياة ما تفكر به فابتسمت باصطناع :
– مع السلامة يا طنط و انتي يا جميلة خدو بالكم من نفسكم.
مر بعض الوقت و غادرت فريدة وجميلة دون رجعة.
حمحم ادهم بخشونة و صعد لغرفته و لارا خلفه…
دلفا سويا و نظرت لارا ل ادهم فقال باستغراب :
– انتي بتبصيلي كده ليه.
لارا بهدوء :
– اصل غريبة انهم يسافرو فجأة.
اتجه لدولابه و قال وهو ينزع قميصه و يرتدي قميصا اخر :
– ايه الغريب فيها.
لارا بشك :
– يعني مش انت السبب.
استدار لها رامقا اياها بنظرات حادة تحرك ليذهب لكنها اوقفته :
– انا متأكدة انك السبب.
صرخ بها بقوة ارعبتها :
– و انتي مالك اصلا ملكيش دعوة باللي بعمله.
لارا بحدة :
– لا ليا و نص انت اكيد هددتهم زي ما عمات فيا و فعيلتي انت انسان مش طبيعي خالص.
قبض على يده و همس و بركان الغصب ينفجر بداخله :
– قولتي ايه؟
لارا بصياح مستفز : بقول انك مش طبيعي انت مريض نفسي ولازم تتعالج…
و في ثانية كان يرفع يده في الهواء وهو يصرخ بعنف هو ارجاء المكان :
لاااااااااارااااااا
و في ثانية كان يرفت يده في الهواء وهو يصرخ بعنف هز ارجاء المكان :
– لاااااااراااااا.
شهقت بصدمة و قبل ان تبدي اي رد فعل سقطت على الارض من صفعته التي هوت على وجهها!!!
دقائق مرت وهي جالسة على الارض تضع يدها على وجنتها و تتنفس بقوة….اشتعل فتيل الغضب لديها فنهضت و استدارت له و قبل ان تصرخ عليه تسمرت مكانها و هي تراه جالسا على حافة السرير واضعا رأسه يين يديه….و هادئ بشكل مريب!!!
نزلت دموعها و برغم غضبها الشديد منه لكن لم يكن عليها ان تكلمه هكذا….
جلست هي الاخرى على الاريكة المقابلة له و اخفضت عيناها بقيت هكذا فترة حتى سمعت صوت الهادئ يغمغم :
– فريدة كانت عارفة عنك حاجات كتير و كانت هتأذيكي هي و بنتها ف انا هددتهم و سفرتهم برا البلد علشان يبعدو عنك.
رفعت رأسها بصدمة هامسة :
– يأذوني ف ايه.
بنبرة حادة اجابها :
– فريدة كانت هتجي ع القصر و تحاول تستفزك و تجرحك فاهمة قصدي يعني بنت مجرم و كده و فوق ده كله انا عاقبتهم لانهم عرفوكي بكل حاجة.
لارا بسخرية :
– اها انت كنت عايزني اعيش فكذبة و افضل تحت طوعك مش كده.
نهض من مكانه بقوة
يشعر بشياطينه تلف حوله اقترب منها ببطئ وهو يتفرس غي ملامحها و علامات اصابعه عليها….
وقف امامها و تمتم بنبرة شقت قلبها رعبا :
– حطي فبالك ان كلامك من شويا منسيتوش و اكيد انتي مستغربة ازاي انا هادي كده بس كل حاجة فوقتها حلوة و رب العزة هخليكي تندمي.
لارا بابتسامة واثقة :
– مش انا اللي بخاف و اوعى تفكر لانك ضربتني هعيط و اترجاك تسامحني.
وضع يده في جيبه و عاد للخلف بضع خطوات مردفا :
– لالا متفهمنيش غلط القلم ده كان رد فعل طبيعي و لسا الجاي احلى متستعجليش.
نظرته الحادة و صوته جعلاها ترتعب بعض الشئ لكنها بادلته نفس النظرات و دلفت للحمام.
بمجرد ان اختفت من امامه ضغط على شعره بشدة و شرارات الانفعال تنطلق من حدقتيه….” بقولك انك مش طبيعي انت مريض نفسي و لازم تتعالج ”
همس وهو يتطلع لفراغها :
– لغاية دلوقتي محدش استرجى يكلمني كده ازاي بقى حته عيلة زيك تقلل ادب معايا ماشي يا لارا حسابك معايا تقل اوي.اما لارا فبمجرد ان دخلت للحمام استندت على بابه و هتفت بصدمة :
– هو اكيد مش ناوي على خير هدوؤه ده بيخوف…المفروض يكون متعصب ووو…
اتسعت عيناها ووضعت يدها على فمها مرددة :
– وهو قالي هيندمني على كلامي بس ازاي؟!!…يعمل اللي يعمله انا مش خايفة و بعدين انا مغلطتش هو بيستعمل نفوذه و سلطته بطريقة وحشة و بيهدد غيره ايه عرفني انه بعد الست فريدة و جميلة علشاني.
صمتت فجأة و غرق ذهنها في كلمة -من اجلي-
هل هو فعل هذا من اجلها حقا!!!
ربما كلامهت هذه المرة جرحه حقا حتى وان لم يظهر ذلك…
هي ارادت استفزازه كالعادة لكن الحروف خرجت من لسانها دون قصد…
تنهدت باستياء من نفسها ثم اتجهت للمرآة وضعت يدها على وجهها و همست بغيظ :
– لا يستاهل انا مغلطتش ابدا هو مريض ولازم يتعالج و اصلا كان لازم اردله بدل القلم عشرة عمتا هعصبه تاني و لو حاول يرفع ايده تاني هكسرلهاله.
ابتسمت مجيبة على نفسها :
– انا لو عصبته تاني ههرب من قدامه ومش هوريه وشي احسن يموتني ده بني ادم مجنون و بيعملها.
لم تلبث تنهي كلامها حتى سمعت صوت الباب يفتح انتفضت بخضة و استدارت وجدت ادهم يدخل و هو ينزع تيشرته.
صاحت بقوة وهي تعدل ملابسها :
– انت مجنون ازاي تدخل عليا كده.
ادهم ببرود :
– ديه اوضتي و الحمام بتاعي ولو عايزة تستحمي اتفضلي في اكتر من حمام موجود بالقصر.
لارا بعصبية :
– و لما في اكتر من حمام جاي هنا ليه ولا هي قلة ادب و خلاص.
توقف عن الحركة واقترب منها عاري الصدر وقف امامها فحدثت نفسها :
– يادي النيلة ايه العضلات ديه كلها.
افاقت من شرودها على كلامه :
– و هو انا لما ادخل على مراتي ابقى قليل الادب.
تلعثمت مجيبة بخجل حاولت اخفائه :
– ت….تقصد ايه.
ابتسم باتساع لتطالعه بحب غارقة في جمال عيناه الخضراوتان ووسامته التي تزداد مع ابتسامته….قالت بداخلها :
– يخربيتك انت حلو كده ازاي يا اخي ياريت تفضل تضحك دايما بدل التكشيرة طول الوقت.
– احم احم.
تنحنح بخشونة عندما ادرك شرودها هزت رأسها و نظرت له بخنق.
ادهم بخبث مغمغما :
اقصد اني لغاية دلوقتي محترم بس مضمنش هعمل ايه بالفترات الجاية.
الاستفزاز و جعل شرايينها ترتعد خوفا….لعبة يجيدها باتقان دائما ما يجغل اعصابها تتلف…
رفعت اصبعها في وجهه قائلة بحدة :
– بص اااا….
قاطعها وهو يخفض اصبعها :
هششش اهدي كده و ايدك اوعى ترفعيها تمام يا حلوة….يلا اطلعي بقى.
تأملته بذهول و غباء ثم تحركت و خرجت من الحمام.
ابتسم وهو يهتف :
– ديه اكيد اتجنت.
اخذ حماما قصيرا و خرج وجد لارا نائمة فارتدى ملابسه بهدوء و غادر.
ركب سيارته و طلب احد الارقام منتظرا الرد…
_________________
في ذلك الوقت.
كانت جاكلين مستلقية على فراشها غارقة في نومها عندما رن هاتفها….تململت بضيق و فتحت عيناها اخذت هاتفها و عندما رأت المتصل فتحت الخط :
الو طارق.
طارق بابتسامة :
– ازيك يا حبيبتي عاملة ايه.
تمتمت الاخرى بابتسامة :
– كويسة الحمد لله.
طارق :
– يارب دايما…المهم انزلي و افتحيلي الباب انا واقف تحت.
نهضت جالسة و قالت بتعجب :
– انت تحت!! استنى ثواني.
خرجت من الغرفة مسرعة و نزلت للاسفل فتحت الباب لتجده واقفا امامها :
– اتفضل.
ابتسم و دلف للداخل جلس في الصالون و جلست هي بجانبه و قالت :
– ايه اللي جابك.
طارق بمشاكسة :
– ايه يا جاكي انتي نسيتي اننا كتبنا كتابنا النهارده و بقيتي مراتي.
جاكلين بهدوء :
– بس يا طارق حتى لو كتبنا الكتاب بس مينفعش تجيلي فنص الليل و انا قاعدة لوحدي.
طارق بابتسامة :
– يعني ينفع اجيلك لما متكونيش قاعدة لوحدك.
تجهمت مجددا :
افهمني انا…
قاطعها بضحكة وهو يقول :
– انا بهزر يا جاكي متقلقيش كده….امسك يدها و تابع بجدية :
– بصي انا عارف حدودي و مستحيل اضايقك و بعدين انتي عارفاني كويس ياترى حاولت اضايقك او اتقرب منك من قبل؟؟ انا مش عايزك تخافي مني او تفكري اني ممكن ااذيكي….لأني بحبك.
ابتسمت بسعادة و تمتمت :
وانا كمان بحبك…ثم تابعت بلؤم :
و ايه محاولتش اضايقك ديه انت نسيت انك من قبل حاولت تبوسني.
حك فروة رأسه و اجاب :
– سامحي يا حبيبتي المسامح كريم.
جاكلين بمزاح :
– و الزعلان فازلين.
نظر لها و قهقه عاليا و فجأة رن هاتفه فقال بضيق :
– ده وقته يتصل دلوقتي.
نظرت هي لاسم المتصل و هتفت :
– رد يمكن تكون حاجة مهمة.
اومأ و فتح الخط مغمغما بحنق :
– ايه يا ادهم انت مصمم تقطع عليا اللحظات المهمة فحياتي كده.
ادهم بهدوء وهو يقود السيارة :
بطل رغي كتير و تعالا عايزك.
طارق :
– في ايه؟؟
ادهم :
– مفيش انا و عماد قاعدين مع بعض تعالا اقعد معانا بدل ما تروح للبنت بنص الليل.
ضحك طارق مجيبا :
– انت حاطط ليا جواسيس كمان.
ادهم :
– لا يا حيلتها بس انا عارفك كويس….تعالا يلا بالمكان المعتاد.
طارق بإيجاب :
– انا جاي حالا.
اغلق الخط ونهض :
– انا رايح خدي بالك من نفسك تمام.
اومأت بابتسامة فبادلها اياها و خرج.
تنهدت بحالمية و تمتمت : انا وقت ما حبيت…حبيت واحد مجنون.
ضحكت بخفة و صعدت لغرفتها…
_________________
في غرفة حياة.
كانت تتراسل مع عماد حتى بعث لها ” عارفة يا حبيبتي اخوكي ده هيموتني و انا عازب.
حياة باستغراب “ليه بقى”
عماد “ههههه اهو قاعد قدامي ومش عارف اكلمك و اسمع صوتك”
حياة “اهاااا طب لما يجي هوريه الشات و يشوف كلامك عليه”
عماد “انتي قلبك ابيض يا حياتي”
حياة “لا يا عمدة انا قلبي اسود”
عماد ” طب لما افضالك هوريكي ”
حياة ” مبتقدرش ههههه”
عماد “ماشي اما وريتك…يلا انا قاعد مع اخوكي و هياخد باله تصبحي على خير”
حياة “وانت من اهله”
اغلقت هاتفها و ابتسمت ثم استلقت على سريرها و نامت…
_________________
ساد الصمت قليلا حتى اطلق عماد ضحكة حاول كتمها.
نظر له ادهم بحدة :
– انا قلت حاجة بتضحك يا عماد.
عماد وهو يحاول كتم ضحكاته :
– اسف اسف ههههه بس الصراحة ضحكتني.
طارق :
– اه والله ادهم بجلالة قدره مراته بتقوله قليل الادب…..هي الصراحة معاها حق بس…
قاطعه بنظرة حارقة فحمحم :
– انا اقصد يعني هي غلطانة مكنش ينفع تقول كده.
ادهم بضجر :
– طب اخرسو هتفضلو تتكلمو على مراتي.
عماد بغمزة :
– غيران يا دومي.
وكزه بخفة و تعالت ضحكاتهم تعم المكان…..
_________________
في صباح اليوم التالي.
كانت تقف امام المرآة تمشط شعرها الذهبي بشرود…افاقت على صوت فتح الباب استدارت وجدت ادهم يدخل فعضت على شفتيها بغيظ و قالت :
– عجبتك السهرة.
نظر لها برفعة حاجب في تعجب ثم ابتسم باستمتاع :
– عحبتني اوووي خاصة الحلويات اللي كانت هناك.
ادركت ما يقصده جيدا فرمقته بنظرة حادة هاتفة بحنق :
– حلويات هاااا.
اقتربت منه ووقفت امامه وضعت يدها على خصرها و قالت :
– و ياترى الحلويات ديه اسمها ايه.
ادهم :
– عاوزة تعرفي ليه.
جزت على اسنانها و تمتمت :
– انت معندكش ريحة الدم ابدا ازاي بتكون متجوز و بتسهر و بتشرب ازاي يا ربي.
تحركت و تجاوزته لتذهب لكنه امسك ذراعها بقوة سحبها لتلتصق به فشهقت و رفعت بصرها اليه.
ادهم بحدة :
لما بكون بكلمك متتحركيش حتى اخلص واضح.
شعرت بالالم في ذراعها فقالت :
– عايز ايه دلوقتي يعني.
ابتسم بسخرية مداعبا وجنتها باصابعه وتمتم :
– عايزك تعرفي اني ساكتلك بمزاجي و بسمع كلامك السم و بضحك بس اوعى تسوقي فيها لاني بتعصب بسرعة….مفهوم يا مراتي؟
ابعدت يده عنها بقوة و اجابت بأعين نارية متمردة :
– تؤ مش فاهمة يا جوزي….و اعلى ما فخيلك اركبه.
ادهم بتهديد :
– اخر كلام عندك.
لارا بتحدي :
– اه اخر كلام يا وقح.
احتدت عيناه بغضب من كلامه مد يده ليمسكها لكنها هربت من امامه بخفة و ركضت خارج الغرفة.
ادهم بصوت عالي :
– رايحة فين تعاااالي.
ركض خلفها و خرج وعندما رأته زادت في سرعتها وهي تصرخ :
– و حيوان كمان و ااااااااااه…
ببساطة قد التوت قدمها لتترنح و تسقط من اعلى الدرج!!!!
ادهم بفزع : لااااراا!!!!
وقفنا البارت فسقوط لارا من اعلى السلم ياترى ايه اللي هيحصل.

خرجت الدكتورة من غرفة لارا فأسرع لها ادهم و البقية.
ادهم بقلق :
– لارل عاملة ايه يا دكتورة.
تمتمت الاخرى برسمية :
– متقلقوش عليها ديه كسور بسيطة الحمد لله الوقعة مكنتش جامدة و هتتعافى بعد فترة قصيرة.
تنهد بارتياح و كذلك زينب و حياة نظر لها مردفا بهدوء :
– انتي متأكدة ان الاصابة بسيطة ومفيش داعي ناخدها ع المشفى.
هتفت هي ضاحكة :
– اه والله هي كويسة بس يستحسن متحركش ايدها كتير عشان ميحصلش مضاعفات و انا اديتها ابرة مهدئ علشان تنام و متحسش بالوجع.
اومأ وهو يحمد ربه بداخله ثم قال :
– حياة وصلي الدكتورة للباب….متشكر اوي.
الدكتورة :
– العفو.
ذهبت حياة معها و نزلت زينب للمطبخ اما ادهم فدخل للغرفة بهدوء.
وقع نظره عليها وهي نائمة و يدها ملفوفة بالشاش…تنهد بحزن عليها و تذكر عندما وقعت من اعلى السلم وكيف كانت تصرخ و تبكي بهستيريا بسبب المها شعر وقتها بأن روحه تسحب من داخله حملها بسرعة وهي تتألم بين يديه و طلب من امه الاتصال بالطبيبة لم تمر دقائق حتى هدأت نظر لها وجدها مغمى عليها فتفاقم قلقه و بعد فترة قصيرة حضرت الدكتورة….
افاق من شروده على صوت آهاتها المتألمة نظر لها.
تمتم بلهفة خوف :
– حبيبتي انتي كويسه.
فتحت عيناها ببطئ وهي تهمس بضعف :
– موجوعة اوي….حاولت تحريك يدها لكنها لم تستطع فزفرت بألم.
ادهم وهو يمسد على شعرها :
– متحركيهاش احسن ما يسوء الوصع و نصطر نقطعهالك و ابتلى فيكي.
لارا من بين اسنانها بخنق :
– بعيد الشر عني ان شاء الله اللي بيكرهوني…و بعدين المفروض تقول كلمة حلوة تخفف الوجع مش تزيده عليا.
ادهم برخامة :
– وهو في حد قالك ان لساني بيقطر عسل….و اصلا محدش قالك اركضي زي المجنونة علشان تقعي.
لارا بحدة :
– انت السبب لو مجيتش مكنتش هقع اصلا.
ابتسم باستفزاز قائلا :
– مش انتي شتمتيني و قولتيلي وقح و حيوان اهو ربنا عاقبك من غير ما اتعب.
لارا بهدوء مهدد :
– ادهم اطلع برا.
كتم ضحكته و كاد يتكلم لكن سمع طرق الباب اذن بالدخول فدلفت حياة و زينب.
اقتربتا منها و غمغمت حياة بابتسامة :
– حمد لله على السلامة.
لارا بابتسامة باهتة :
– الله يسلمك.
مسحت زينب على شعرها مرددة :
– حاسة ب ايه دلوقتي.
لارا وهي تطالع ادهم :
– وجع خفيف بس متقلقيش هبقى كويسه.
تحدث ادهم بسخرية :
– بلاش دلع مانتي زي القردة اهو.
رمقته بنظرة مغتاظة و تمتمت :
– انت القرد مش انا.
تنحنح بخشونة :
– بتبرطمي بتقولي ايه سمعيني كده.
لارا بضحكة مزيفة :
– بقولك اطلع لو سمحت عايزة اغير هدومي.
حياة :
– اه كلامك صح هدومك بقت فيها ريحة المستشفيات.
خطرت بباله فكرة خبيثة فأجاب بغمزة :
– و اطلع ليه مش انا جوزك و المفروض انا اللي اغيرك مش كده ابت يا حياة.
حياة بمكر :
– اااه معاك حق بردو.
تصاعدت الدماء لوجهها فأبعدت بصرها عن عيناه الخبيثة بسرعة و حدثت نفسها :
– يخربيتك ايه قلة الادب ديه انت ناوي تجلطني.
زينب بتحذير :
– اتأدبي يابت.
ادهم بابتسامة لعوبة :
– معاها حق بردو يا ماما.
هزت رأسها بمعنى لا فائدة ثم اشارت لحياة بالخروج و خرجت هي خلفها.
بقيت لارا بمفردها معه اتجه ادهم للدولاب و احضر لها فستان بيتي و اقترب منها مغمغما :
– يلا تعالي اساعدك.
استدارت له مجيبة بشراسة :
– انت اكيد اتجننت انا لا ي…..
قاطعها بنظرة حارقة منه وقال بتحذير من بين اسنانه :
– انا لغاية دلوقتي صابر على قلة ادبك فمتخلنيش اتنرفز و انتي بالحالة ديه لمصلحتك مش لمصلحتي واضح.
لم تتكلم فجلس امامها ساعدها في ارتداء الفستان وهي تكاد تموت من الاحراج…بعد دقائق انتهى ونهض ساعدها في الاستلقاء و خرج دون كلمة اضافية.
عقدت حاجباها بتعجب منه ثم اخذت هاتفها اتصلت بجاكلين و كحال كل الفتيات لم تخفى عن قول ما حدث لها…..

في الداخلية.
ادهم بجدية موجها كلامه للعساكر :
– المداهمة المرا ديه خطيرة و مش سهلة ف انا مش عايز اي غلط صغير مفهوم.
اجابوا بصوت واحد : مفهوم سيدي.
ادهم :
– انصراف.
خرجوا من الغرفة و بقي طارق و عماد نظر لهم و تمتم :
– مش هتطلعو انتو كمان.
تحدث عماد بتذمر :
– بزمتك ده عدل انا كتبت كتابي المبارح و بدل ما اجهز لفرحي اللي بعد شهر ده انت باعتني ع مهمة عسكرية حرام عليك يا اخي.
طارق مؤكدا لكلامه :
– اه بجد و بعدين ده مش شغلنا اصلا.
رمقهم بنظرة حادة قائلا بحزم :
– استرجل انت وهو يلا انا امتى قلت انكم هتتزفتو تروحو و بعدين حياة مش فاضية تنزل معاك.
عماد باستغراب
– اشمعنا.
طارق بضحكة :
– اصل الدكتورة وقعت النهارده و ايدها يا حرام اتكسرت و البنات قاعدين معاها.
عماد موجها كلامه ل ادهم :
– ايه ده بجد!! وهي عاملة ايه دلوقتي؟؟
اجاب بهدوء :
– كويسه مجرد رضوض بسيطة وهتتعافى.
عماد بتعجب :
– المفروض تكون معاها مش ف الشغل.
ادهم بدون مبالاة :
– بطلو رغي بقى و نتكلم ف المهم…..

في القصر.
كانت جاكلين و حياة جالستان مع لارا.
جاكلين بحب :
– الحمد لله على سلامتك انتي لما قولتيلي انك وقعتي قلقت عليكي جدا.
لارا بابتسامة باهتة :
– حبيبتي يا جاكي انا كويسة…
قاطعتها حياة بمزاح :
– و زي القردة على قولة ابيه ادهم.
لارا بغيظ :
– انتي بعتيني وواقفة فصف اخوكي ضدي مش مصدقة نفسي.
ارتفعت ضحكاتهن و فجأة طرق الباب و دلفت زينب بابتسامة :
– يا بنات الغدا جاهز.
حياة بإيجاب :
– اهو جايين تعالي يا لارا اساعدك.
زينب بنفي :
– لا انتو انزلو قبل انا عايزة اكلمها فحاجة.
جاكلين بضحكة خفيفة :
– مش مطمنة لشغل الحمايا و مرات الابن ده يا ساتر.
حياة و لارا :
ههههههههه.
نهضت جاكلين و حياة و خرجتا جلست زينب بجانبها و مسدت عليها بحنان :
– لسه موجوعة يا حبيبتي.
هزت رأسها مجيبة برقة :
– لا الوجع خف….. خير عايزة تكلميني ف ايه.
تنهدت ثم قالت :
– بصي يا لارا انا مش قصدي ادخل فحياتكم بس ياريت تقوليلي علاقتكم انتي و ادهم عاملة ازاي.
نظرت لها باستغراب ف اردفت :
– انا سمعت كلامك ليه المبارح عن انه مريض نفسي ولازم يتعالج….و كمان سمعت صوت القلم اللي اداهولك.
لمعت عيناها ببريق الحزن و تمتمت :
– انا عارفة انك هتقولي غلطانة و مكنش ينفع اقوله كده….اه عارفة اني غلطت بس ده مبيجيش ربع اللي هو بيعمله فيا.
زينب بترقب :
– ليه هو عملك ايه….اذاكي ولا حاول يعت….
قاطعتها بنفي مسرعة :
– لالا هو مقربش مني خالص….المشكلة انه كل ليلة بيسهر برا و اكيد انتي بتشوفيه لما يجي الساعة 5 الفجر ع الاقل…..و حتى لما وقعت مزعلش عليا و قالي تستاهلي.
ابتسمت وهي تحاول كتم ضحكتها :
– ميين ادهم مزعلش عليكي؟؟ ده يا عيني كان هيموت من الخوف عليكي انتي مخدتيش بالك كان عامل ازاي لما كنتي بتعيطي و تصوتي.
لارا بعدم تصديق :
– بجد؟!
زينب ب إيجاب :
– اه والله انا اول مرة بشوفه كده…اقولك على حاجة بس خليها سر بينا.
اعتدلت في جلستها متمتمة :
– ايه هي؟
اجابت بابتسامة :
– باليوم اللي عملتي فيه حادث و كنتي ب المشفى الدكتور قال مفيش امل لنجاتك وقتها ادهم عصب جامد و ضربه كمان.
لاىا بخيبة امل :
– اه طبعا هو كان خايف تفشل بموتي عشان كده هو تنرفز.
غمغمت الاخرى بهدوء :
– و ياترى هو عيط جامد لانه خاف ع فشل خطته؟؟
صدمة وقعت عليها لتجعل اوردتها و شرايينها تهتز مع قلبها المسكين!!!!….اتسعت عيناها بذهول هامسة :
– ادهم عيط!! و علشاني انا؟!
زينب :
– اه شوفته انا و طارق كان بيعيط جامد ومش مستوعب انك هتروحي من بين ايديه و لما خفيتي انا قولتله لازم تخليها تسافر بس هو اتجوزك علشان تفضلي معاه مش عشان حاجة تانية.
بكى من اجلها…..الجلاد خاصتها بكى خوفا عليها….و تزوجها ليجبرها على البقاء معها حبا فيها و ليس استغلالا!!! يا الهي مالذي اسمعه الان.
لارا بهمس :
– هو…هو بجد عيط علشاني…بس ليه؟!
زينب بجدية حازمة :
– الجواب انتي عارفاه كويس…. ادهم مش بيظهر مشاعره لحد و بيقدر يمثل الكره على اي شخص ببراعة فاهماني.
لارا ببطئ و ترقب :
– يعني انتي قصدك ان ادهم…بيحبني!!!
اومأت مؤكدة ثم نهضت و خرجت تاركة الاخرى غارقة في بحر من الافكار….
شعر بسائل دافئ ينزل على وجنتيها رفعت يدها و مسحت دموعها وهي تبتسم هل يعقل ان يحبها حقا!!!
لكن ان كان فعلا يكن لها مشاعر حب لماذا يجرحها ….
لماذا يسيئ لها….
لماذا يسهر كل ليلة خارج المنزل…..
لماذا يتهمها في شرفها….
كذلك عندما كان ثملا لجأ لحضنها و اراد ان ينسى كرهه لها و يحبها….
زفرت بسخط ثم اغمصت عيناها و استلقت….

في وقت متأخر من الليل.
كان جالسا في سيارته يتذكرها…
يتذكر اول لقاء جمع بينهما و لسانها السليط و كيف جعلها تقضي ليلة كاملة داخل السجن…
تذكر عندما احترق منزلها و كيف انقذها و عندما حاول تقبيلها في المطبخ و صفعته…
تذكر عندما علم انها ابنة عدوه جزء منه كرهها و الجزء الاخر اصر انها لا علاقة لها بالامر لكن للاسف تغلب كرهه على كل شئ جميل…
تذكر عندما تعرضت للحادث انقذها من الانفجار في اللحظة الاخيرة و كيف اجهش بالبكاء عليها….
و عندما تزوجها كان سعيدا للغاية لكنه انكر مشاعره….عندما ادركت حقيقة ارتباطه منها و اكثر موقف كره نفسه فيه هو عندما ضربها و حاول الاعتداء عليها…كانت تبكي بين يديه وتصرخ لكنه لم يرحمها….
ابتسم فجأة وهو يتذكر شراستها و عنادها و كلامها الاذع لم يتجرأ احد من قبل ان يكلمه بنفس الطريقة التي تكلمه بها….
هي مميزة…مميزة جدا…و هو ظلمها و حملها ذنب لم ترتكبه…
لقد اخطأ في حقها كثيرا…
مسح على وجهه ثم تنهد بحرقة و انطلق بسيارته كالسهم لم يكن يرى شيئا سوى دموعها…
بعد مدة توقف امام القصر دلف و صعد لغرفته.
دلف و اضاء النور وجدها نائمة كالملاك على السرير.
ابتسم بحنان و اقترب منها جلس بجانبها يطالع ملامحها البريئة الفاتنة…مسح على وجنتها بنعومة وهمس :
– انا اسف غلطت معاكي….بس هعوضك على كل حاجة وحشة عملتهالك….
وقفنا البارت فهجوم اشخاص على ادهم و صراخ لارا ياترى ايه الللي حصل؟؟ قراءة ممتعة.

استدار تزامنا مع وصول سيارات الشرطة وجد احدهم يمسك لارا و يسحبها لاخذها معه…
لارا بصراخ :
– ااااادهم الحقنننني!!!
وجه مسدسه نحوه وقبل ان يطلق الزناد رفع الرجل سكينا ووضعه على عنقها قائلا بخبث :
– اوعى تتحرك والا مصير الحلوة ديه هيكون زي مصير ابوك.
توقف به الزمن لثواني نظر للفراغ و هو يشعر بالظلام الدامس يخترق جسده…
نسى كل شيئ حوله لم يسمع صوت اطلاق النار و الاشتباك الذي يحدث بين القوات العسكرية و هذه العصابة….
و بمجرد مرور شريط الحادثة امام ذاكرته عاد لرشده ليزمجر بغضب :
– سيبها والا اقسم بالله هيحصلك حاجة انا مش مسؤول عليها.
ضحك الاخر باستفزاز و عاد ليسحبها وهو يضع السكينة على رقبتها و هي تبكي بفزع….
ادهم بصياح :
– خاااالد اقفل الطريق من هنا بسررررعة!!!
ركض خالد و فريقه و حاصروا الرجل تماما ليمنعوا تحركه وجهوا اسلحته نحوه فقال بشيئ من القلق :
– لو عملتو حاجة البنت هتموت انا بحذركم.
نظر ادهم لبقية العساكر وجدهم قد سيطروا على الوضع و اخذوا اولئك الاندال ووضعوهم في البوكس فجز على اسنانه و بغفلة من الجميع رفع مسدسه ثانية و اطلق النار ليصيب رأس الذي يمسك بحبيته!!
صاحت ببكاء ووصعت يدها على وجهها وهي تراه يسقط امامها فاقدا للحياة اقترب ادهم منها بسرعة وهي يردد :
– اهدي يا لارا محصلش حاجة.
ابعدت يداها ببطئ وهي تنتفض وتشهق برعب جلي بدأت قواها تخور فألقت نفسها في حضنه و كل جزء في جسدها يرتعش وكلما مر الوقت تعلو شهقاتها لتثير الرهبة بداخله !!!
لف ذراعاه القوية حول خصرها ورفعها منه لتصل لطوله اغرق وجهه في عنقها يشم رائحتها بعمق وكأن هذا اخر شيئ سيفعله…
للحظة عاوده شعور فقدان والده احس بدمائه تتجمد في عروقه وهو يراها تبتعد عنه هو لا يستطيع العيش بدونها…
اصبحت اوكسجينه الذي يتنفسه…
هي تمثل ذلك الضوء الخافت الذي ينتشله من ظلمته…
هي من تمسك يده لتسحبه لعالمها البريئ…
اذا كيف يفقدها…
كيف سيدع نفسه تتخلى عن اول امرأة دق قلبه لها!!!!!
ادهم بهمس وهو يمسك على ظهرها بخفة :
– هششش انا معاكي متخافيش خلاص اهدي.
لارا بخفوت وهي تتشبث به اكثر :
– انا كنت بموت…خفت اوي و انا شايفاهم بيحاولو يقتلوك…انا مش هعرف اعيش من غيرك يا ادهم متسيبنيش.
طبع قبلة اعلى رأسه و اردف بصوت اجش :
– انا اللي كنت هموت لما شوفته حاطط السكينة ع رقبتك للحظة فكرت اني هخسرك زي ما خسرت بابا….
انا مش هسمحلك تبعدي عني اوعى تفكري انك تطلعي من حياتي.
فتحت عيناها بذهول وهي تستمع لكلماته انفرجت شفتاها عن ضحكة سعادة كادت تتكلم لكن صوتا اخر جعله يبتعد عنها.
خالد بجدية :
– ضابط ادهم احنا سيطرنا ع الوضع كويس اننا كنا بمكان قريب من هنا.
اجاب بخشونة وهو يشير ل لارا بركوب السيارة :
– مكنتش هتصل بيكم اصلا و هواجههم بنفسي بس نراتي كانت معايا و مبقدرش اخاطر بحياتها علشان شوية جرابيع زي دول….المهم شيلو الجثة ديه وخدو ال **** ع القسم حققو معاهم و اعرفو مين اللي وراهم.
هز رأسه و ابتعد عنه زفر الاخر بخنق و ركب سيارته استدار لها وجدها تمسح دموعها بيدها المرتجفة…
ضغط عليها مغمغما بهدوء تام :
– قولتلك اهدي خلاص.
نظرت له وتحدثت بارتجاف وصوت مبحوح :
– عايزة ارجع ع القصر انا تعبانة.
اومأ بتريث وهو يمسح دموعها شغل السيارة و انطلق بها…

كان يقف امام غرفتها وهو يتحرك ذهابا و ايابا بتوتر اقترب منه عماد ووضع يده على كتفه قائلا برزانة :
– اهدى يا طارق هي دلوقتي هتحتاجك جدا مينفعش تبقى كده.
زفر بسخط وهو يتمتم :
– صعبانة عليا انت شوفتها انهارت ازاي لما قولتها امك ماتت ووقعت ع الطول ربنا يستر.
اقتربت منهما حياة مردفة بتوتر :
– و لارا كمان لازم نعرفها يا حرام حتى الست اللي ربتها سابتها.
نظر لها طارق ثم اخرج هاتفه وجد مكالمات فائتة من ادهم عقد حاجباه وعاود الاتصال به رن رن ثم فتح الخط :
– ايوة يا ادهم خير متصل بيا كتير ليه.
وصله رده البارد :
– صباح الخير يا حبيبي ازيك عامل ايه دلوقتي افتكرت اني متصل بيك.
طارق باستياء مجيبا :
– ليه حصل ايه.
ادهم : في شويا **** هجمو علينا انا ولارا بس اديناهم حقهم المهم انت فين.
زفر بقوة هاتفا بضيق :
– بالمستشفى مع جاكلين وصلتلي اخبار ان سعاد كانت نازلة مصر بس الطيارة اللي كانت راكبة فيها انفجرت و للاسف ماتت.
صاح الاخر بانفعال :
– بتقول ايه!!!! انا جاي حالا.
همهم و اغلق الخط وضع الهاتف في جيبه وهو يقول :
– في جماعة اتهجمت على ادهم ولارا.
صاحت زينب بفزع في نظرات مرعوبة :
– ايييه!!! و حصلهم ايه.
طارق بسرعة مطمئنا :
– متخافيش ادهم بيعرف يتعامل معاهم عمتا طلع منها بالسلامة.
تنهدوا بارتياح و وضع عماد يده على راس حياة بابتسامة متريثة فبادلته الابتسامة و استندت على الجدار.
بعد دقائق خرجت الممرضة من غرفتها اسرع اليها طارق وهو يقول بقلق :
– طمنيني جاكلين كويسة.
الممرضة برسمية :
– للاسف اتعرضت لانهيار عصبي من قوة الصدمة…هي فاقت دلوقتي بس كانت بتعيط جامد ف اديتها ابرة مهدئ.
طارق بأسف : اقدر اشوفها.
هزت رأسها بالايجاب فدلف و خلفه الاخرون وجدها مستلقية على سرير المرضى تبكي بحرقة.
اقترب منها و همس وهو يمسد على شعرها :
– وحدي الله يا حبيبتي كلما مسيرنا نموت و هي بمكان احسن من هنا بكتير.
جاكلين بشهقات بكاء :
– مش قادرة اصدق…انها راحت و سابتني هي كانت هتحضر فرحي بس انا اللي هحضر عزاها دلوقتي.
انهارت مجددا فاحتضنها بقوة و الاخرون يطالعونها بحسرة….

عندما اغلق ادهم الخط قالت لارا بتوجس :
– في ايه هو قالك ايه عشان بقيت كده؟
طالعها لحظات ثم غير اتجاهه و ذهب من طريق اخرى استغربت اكثر و تمتمت بخوف :
– ادهم انا خايفة احنا رايحين فين.
– دقايق وهتعرفي.
صمتت و زاد توترها بعد مدة وصلا للمشفى دلفا وهي متشبثة بذراعه بقوة لمحت زينب وحياة و عماد في الخارج فانصدمت و اقتربت منهم.
لارا بذعر : انتو…انتو هنا ليه.
اقتربت منها حياة و احتضنتها بقوة هامسة :
– جاكلين اتعرضت لانهيار عصبي و احنا هنا علشانها.
شهقت و ابتعدت عنها مرددة بجنون :
– لييييه!!!
نظروا لبعضهم البعض بأسى امسك ادهم كتفها ضغط عليه مغمغما :
– خالتك سعاد ماتت فحادث….البقاء لله.
صمت رهيب ساد بينهم رفعت رأسها له تطالعه بصدمة ثم بثواني معدودة كانت تهوي بين ذراعيه فاقدة لوعيها.
ادهم بلهفة : لااااارااا !!!
حملها و اخذها لغرفة اخرى فكيف ستتحمل تلك المسكينة فقدان من عوضتها الحنان الذي لم تكسبه من اهلها…..يا الله فل تكن رحيما بعبادك…

بعد مرور شهر كامل.
تحسنت جاكلين لكنها لا تزال تبكي كلما تتذكر والدتها و لارا لا تقل حزنا عنها فهي تعتبر يتيمة للمرة الثانية…
المرأة التي اعطتها اسمها و ربتها ماتت لتصبح يتيمة بالفعل بين ليلة و ضحاها!!!
تأجل موعد زفاف عماد وحياة طارق و جاكلين فالكل الان يعيش حزنا على الفتاتان و ادهم يتابع اخبار ماجد ليدرك فعلا انه هو من بعث اولئك المجرمين ليقتلوهم…. و لولا حزنه على لارا و مساندته لها لكان قد قتله منذ وقت طويل!!!!

في مساء ذات يوم.
دلف للغرفة بهدوء وجدها جالسة على فراشها تنظر للفراغ بشرود….
تنهد بعمق ثم اقترب منها جلس بجانبها هامسا :
– عاملة ايه دلوقتي.
اجابت بنبرة حزينة :
– هكون عاملة ايه يا ادهم ياترى ايه هو الشعور اللي هتحس بيه بنت تيتمت مرتين.
و بدون سابق انذار جذبها لحضنه وضعت وجهها على صدره ودموعها تنزل بغزارة لتردف ببكاء يقطع القلب :
– انا حاسة نفسي وحيدة مفيش حد واقف جنبي….تعرف انا قلت اني بعد ما اطلق منك هعيش معاها ومع حنيتها تاني بس خلاص هي ماتت ومبقاش ليا حد.
ابعدها عنه و صاح بها في نظرات قوية :
– طلاق ايه اللي بتتكلمي عنه انا لا يمكن اطلقك قولتلك من قبل متفكريش اني هسيبك فاهمة!!!
ابتسمت بمرارة مردفة :
– انت مش ملزوم تفضل معايا غصبا عنك لمجرد انك شفقان عليا انا مش ضعيفة علشان اسمح لنفسي اقعد مع راجل مش بيح…..
بتر كلماتها عندما جذبها اليه ليضم شفتيها بشفتيه في قبلة قوية ادخل يده بين خصلات شعرها وهو يتعمق فيما يفعله اكثر حتى دفعته بقوة لتسحب الهواء بسرعة.
امال رأسه و همس عند شفتيها :
– انتي مراتي فاهمة يعني ايه يعني لا يمكن اسيبك او اتخلى عنك فيوم وكل الكلام اللي قولتهولك من قبل عايزك تنسيه….انا عايزة افتح صفحة جديدة معاكي.
فتحت عيناها و حدقت به في ضياع مرر ابهامه على وجنتها ليتابع :
– انتي بتكوني مدام ادهم الشافعي و المكان اللي هتفضلي فيه هو حضني تمام.
بقيت تتطلع له باستغراب فابتسم وجذبها لحضنه لتتشبث به بقوة…
بعد لحظات سعرت به يفتح سوتتة فستانها اغمضت عيناها بسرعة و بدأت انفاسها تتعالى….القاها على الفراش ومال عليها وهو يلثمها ببطئ اما هي فتمسكت بالغطاء ووجهها يشع احمرارا.
فتحت عيناها على بحة صوته الرجولية المغرية :
– انتي خايفة مني؟
هزت رأسها بنفي في تلقائية فكان هذا بمثابة اشارة ليكمل ما بدأه لينزع فستانها بأكمله وهو يقبلها بشغف لترفع يداها وتلفها حوله و تجرب احاسيس لم تعشها من قبل….
لتتجسد روحهما في جسد واحد و يفوز الحب داخل عالم لم يعرف الا الغدر و الخيانة…..
وقفنا البارت ف حب لارا و ادهم ياترى ايه اللي هيحصل مقدما؟؟ قراءة ممتعة.

في صباح اليوم التالي.
استيقظت جاكلين على طرقات الباب نهضت و نزلت للاسفل فتحت الباب ووجدت طارق امامها.
تمتم بابتسامة بسيطة :
– صباح الفل.
بادلته بابتسامة باهتة و اجابت :
– …اتفضل.
دخلت وهو خلفها جلسا على الاريكة…ضمها لحضنه هامسا :
– عامله ايه.
اجابت بنبرة رقيقة :
– الحمد لله كويسه….ايه اللي جابك.
طارق بمزاح :
– ايه ده هو حرام ازور مراتي ولا ايه.
ضحكت بخفة فتابع :
– عمتا انا جيت اطمن عليكي بما ان الفرح اتأجل عايزين نطلع نتفسح شويا.
جاكلين بنفي :
– لا مش عايزة اطلع ي….
قاطعها بحزم :
– ممنوع تعترضي يلا اجهزي وتعالي مش عايز نتاخر.
ادركت انها لن تستطيع اعتراضه فأومئت ونهضت صعدت لغرفتها و بعد دقائق عادت له كانت ترتدي بنطال اسود و تيشرت ابيض و ربطت شعرها ذيل حصان.
ابتسم و مد له يدها فأمسكت بها و خرجا معا ركبا السيارة و انطلقا….
بعد مدة توقف خرج و امسك بيدها قائلا :
– تعالي نتمشى ع البحر شويا.
تحركت معه وهي تسند راسها على ذراعه حتى همست :
– .
توقف و نظر لها بتعجب :
– ؟! ليه.
طالعته بحب :
– لانك وقفت جنبي وكنت سندي و ظهري بعد وفاة ماما….انا بحبك.
ضم وجهها بين يديه و غمغم :
– و انا بعشقك يا احلى حاجة فحياتي.
تنهدت ووضعت رأسها على صدره فلف يداه حول خصرها و تابعا سيرهما….

فتحت عيناها ببطئ وهي تشعر بتخدر في جسدها وجدت نفسها في حضن ادهم….. ابتسمت بخجل وتذكرت ماحدث ليلة البارحة فتنهدت بحب…
شعرت بيد تملس على وجنتها فأغمضت عيناها بقوة ووضعت الغطاء على رأسها.
ضحك ادهم ونزع الغطاء رفع ذقنها و همس :
– صباحية مباركة يا عروس…هتفضلي مغمصة عينيكي كتير يلا بصيلي.
هزت رأسها نافية بسرعة فتعالت ضحكاته اكثر طبع قبلة رقيقة على شفتيها ففتحت عيناها.
ادهم بمكر : صباح الجمال.
اجابت بخفوت غير متجاهلة لنظراته :
– …ممكن تسيبني اقوم.
شدظ على احظانها هاتفا بتلاعب :
– تؤتؤ…في حاجات لازم اقولهالك.
لارا : حاجات ايه؟
اتسعت ابتسامته فشهقت هي عندما ادركت مقصده تحركت لتنهض لكنه لم يدع لها الفرصة بل امسكها و اعادها اليه….
ليدخلها لعالمه الجميل عالم لا يوجد فيه غيرهما…

بعد مرور ساعتين.
تمتم وهو يتطلع لها بهدوء :
– عارفة ان ديه تاني مرة بنام فيها طول الليل من غير ما احلم بكوابيس.
لارا باستغراب :
– بجد!! طب واول مرة امتى.
اجابها وهو يحدجها بعيناه الخضراوتان :
– اول مرة كانت من شهر لما ايدك اتكسرت وقتها انتي صحيتي بالليل بتعيطي من الوجع و انا اخدتك فحضني و نمنا سوا…فاكره.
ابتسمت ثم همست برقة :
– ديه مكنتش اول مرة ع فكره انت كمان لما كنت سكران طلبت مني جنبك.
ادهم مدعيا الجهل :
– ايه ده بجد؟ و انا عملت ايه كمان لما كنت سكران.
عادت لذاكرتها تلك الليلة عندما تقرب منها و هي صدته في اخر لحظة فاحمر وجهها للغاية و لم تتكلم.
ادرك جيدا مدى خجلها فابتسم بمكر :
– انا هقولك اصل فاكر كل حاجة.
اتسعت عيناها بصدمة :
– ايه!! يعني كنت عامل نفسك شارب.
ادهم : لا فعلا كنت سكران بس حتى و انا مش فوعيي بفتكر كل اللي بعمله…يعني اي حاجة حصلت بالسرير ده انا فاكره هااااا.
خجلت لارا بقوة فسحبت الغطاء ووضعته على جسدها و التفت بوجهها للجهة الثانية.
قهقه عليها مردفا وهو ينهض :
– اه يا طماطم انت…..دلف للحمام استحم سريعا و هو يبتسم بهدوء خرج بعد دقائق وجدها قد ارتدت ملابسها فقال بصلابة :
– خشي خدي شاور و انزلي علشان تفطري انا رايح ع الشغل.
لارا بنبرة يشوبها الحزن :
– انت هتروح انا كنت فاكره انك هتفضل معايا طول اليوم.
اقترب منها و اجاب :
– مش فاضي علشان اقعد بالبيت…يلا مع السلامة.
قبل جبينها و خرج فتنهدت بامتعاض و دلفت للحمام…..

دخل العسكري لزنزانته قائلا برخامة :
– قوم يلا عندك زيارة.
ماجد بسخرية :
– اكيد ده بيكون الضابط بس هو متعود يجيلي بنفسه اشمعنا النهارده يعني…نهض و ذهب معه دلف لغرفة اخرى وجد ادهم واقفا ينتظره فابتسم بغل هاتفا :
– ادهم باشا بجلالة قدره و احترامه جاي يزورني لا انا مش مصدق.
ادهم بسخرية حادة :
– ما انت ابو مراتي ولازم اطمن عليك برضو هاااا.
جلس امامه و اردف :
– عايز ايه يا سيادة الضابط….ثم تابع بتشفي :
– ولا انت متضايق لان محاكمتي اتأجلت لغاية بعد شهرين مش كده.
اختفت ابتسامته و تحولت ملامحه الهادئة لملامح مخيفة من الانفعال و في ثانية كان يمسكه من ردائه و يرفعه لينهض واقفا.
تمتم من بين اسنانه في حدة و اعين مشتعلة :
– عارف لو مكنتش عايز اوسخ ايدي بدمك كنت هموتك لا هقطعك حتت بس هنعمل ايه اذا ***** زيك طلع ابو مراتي.
قهقه بقوة لتظهر اسنانه الصفراء قائلا باستفزاز :
– ايه ده انت حبيتها ولا ايه يا ادهم معقول…ولا انت اتجوزتها لانك معجب بجمالها.
زمجر به في غضب :
– اخرررس!!!!
ماجد بتهكم :
– متفكرش تنكر انا عارف كويس انت متجوزها ليه….مسكين يا حسن تعالا شوف ابنك بيعمل ايه فبنات الناس و…..
لم يكمل لان سرعان ما استقبل وجهه لكمة قوية من قبضة ادهم العنيفة وقع ارضا و فمه و انفه ينزفان فرفع ثانية صائحا به:
– انت اخر واحد لازم يتكلم على الصح و الغلط فااااهم…… ازاي عرفت تبعت ناس يتهجمو عليا و انت ف السجن يا ****
ضحك بقوة مردفا :
– كلامك بيبين انك لسه مبتعرفش ماجد ممكن يعمل ايه…انا اندل من اللي بتتوقعه بكتييير.
ابتسم بحقد هاتفا بهمس مخيف :
– حتى انت لسه معرفتش الضابط ادهم على حقيقته وحتى لو محاكمتك اتأجلت سنتين بالاخير هتتعدم….ولو محصلش كده انا اللي هقتلك ب ايديا.
دفعه بعنف و خرج فقال ماجد بشر :
– اتأكد اني هندمك وحتى لارا هتقف فصفي عاجلا ام آجلا بالنهاية انا ابوها….

في الصالة كانت حياة جالسة مع لارا تمزحان سويا.
نطقت بغمزة وهو تطالعها :
– بس اتأخرتو جدا بالفيقة النهارده يا حبيبتشي.
وكزتها بخفة ضاحكة :
– انتي مش هتتأدبي خالص يعني.
جلست زينب بجانبهما و قد استمعت لاخر جملة فقالت :
– مين ديه اللي هتتأدب حياة لا مستحيل.
حياة ببراءة مصطنعة :
– ليه بس ده انا ملاك ومفيش زيي.
ضحكوا عليها فنطقت زينب فجأة :
– ليه مبتتصليش بجاكلين تجي تقعد معانا.
لارا بنبرة رزينة :
– رنيت عليها من شويا و قالتلي طلعت مع طارق.
حياة باستياء :
– مسكينة لسه منسيتش موتدت مامتها.
مرت سحابة حزن على عينيها فاستئذنت ونهضت صعدت لغرفتها وجلست على سريرها….
ابتسمت فجأة بحب لتذكرها كلام ادهم عن انها ملكه ولن يتخلى عنها ابدا…
ياللعجب لقد اصبح اسمه يكتسح كل جزء بها صوته يثير الرعسة بداخلها و يجعل قلبها العاشق يتمرد !!!
حسنا هو لم يقل لها احبك مثلما كانت ترددها كل ثانية وهي في حضنه ليلة امس لكنها شعرت بحنانه في التعامل معها…
استسلمت له في لحظة ضعف كانت محتاجة للحب و الحنان و وجدته عنده…
لكن ياللعجب…لم تندم ابدا لانها سلمت جسدها له!!!!
“ياترى هو كمان بيحبني؟”
نطقت بها شفتاها في تلقائية جعلت قلبها ينبض بعنف قائلا :
– بالتأكيد هو يحبك!!
حينها قال عقلها معترضا :
– لا اظن هذا فهو لا يملك مكانا في قلبه المظلم للحب…
القلب : لكن ربما تغير…ربما قرر ربط شرايينه بي مثلما فعلت انا..
العقل بتفهم : لكن هل ستستطيع العيش معه…العيش مع انسان لا يعرف سوى القسوة و التهديد و قول الكلام الاذع…
الن تتخليا عن بعضكما في يوم من الايام؟؟
حينها انتفضت لارا هامسة :
– بس انا بحبه….و مستحيل اتخلى عنه و انا اللي هعالجه…
ابتسمت ونهضت بسرعة نظرت للساعة وجدت ان ادهم على وشك الوصول فأسرعت للخزانة تختار احد الفساتين…

في الداخلية.
تحدث بسخط وهو يزفر :
– ازاي يعني محاكمته اتأجلت ايه الهبل ده.
اجابه بنبرة حادة في نظرات متوعدة :
– ال***** ده محظوظ شويا بس على مين يا عماد محدش يقدر يحوسه من بين ايديا.
اعتدل عماد في جلسته واردف بترقب :
– ازاي يعني انت ناوي تعمل ايه.
ادهم بابتسامة : كل خير…المهم طارق فين.
عماد بضحكة :
– طلع مع مراته يا عم محدش قده.
ابتسم هو الاخر ثم نهض ودعه و خرج.
ركب سيارته و انطلق بها وهو يفكر في ليلة امس…..
هو ايضا اقترب منها في لحظة ضعف لم يستطع ان يبتعد عنها عندما كانت في حضنه…
نعم هو يريد تعويضها عما فات لكن لا يفهم مالسبب…
الأنه ادرك انها لا علاقة لها بجرائم والدها…
ام لانها الوحيدة التي يستطيع النوم في احضانه دون اللجوء للمهدئات لينام…
ام جمالها الفائق الذي علقه بها…
ام هناك شيئ اخر!!!
توقف بسيارته و ترجل منها دلف للقصر وجده هادئا ف ادرك ان الجميع نائم.
صعد لغرفته ومالبث ان دخل حتى تسمر مكانه وهو يطالع ملاكه…كانت ترتدي فستان اسود ذو حمالات رفيعة يصل لأعلى ركبتيها بقليل معطيا لها منظرا اخاذ فاللون الاسود ملائم جدا على بياض بشرتها و ذلك الشعر الذهبي الذي بذهب بعقله منسدل بحرية على كتفيها و ظهرها و ما زادها جمالا عيناها الزرقاء الداكنة و الامعة…انها حقا رمز لكل شيئ فاتن!!!
اقترب منه وهو يردد :
– الجمال ده ليا كله.
اخفضت بصرها بخجل فوقف امامها انحنى لشفتيها و ضمهما بشفتيه في قبلة عميقة…
وضعت يداها على عنقه فحاوط خصرها بقوة وهو يهمس من بين قبلاته :
– انا مش عارف انتي بتعملي فيا ايه…و انا معاكي ببقى مش عارف نفسي.
ابتلعت ريقها هامسة بأنفاس متسارعة :
– و انا بحبك.
كأنه كان ينتظر تلك الكلمة الجميلة منها….اشعلت رغبته بها اكثر فحملها بسرعة و وضعها على السرير مال عليها يمرر يده على وجهها وكل جزء منها برقة فأغمضت عيناها مستسلمة له تماما……

بعد مرور اسبوعان.
لم يحدث شيئ جديد سوى محاولات طارب لاخراج جاكلين من دوامة حزنها و بالفعل بدأت تعود لطبيعتها فكما يقال الحياة لا تتوقف عند شخص معين فقدت امها لكنها كسبت حبيبا و صديقا و اخا و زوجا فماذا تريد اكثر!!!
عماد و حياة علاقتهما لا تخلو من المشاكسة مرحها و طفوليتها علقته بها رغم انه كان صارما طوال حياته….لكن معها ينسى كل شيئ…يفكر بها فقط!!!
ادهم و لارا تقربا من بعضهما كثيرا و تحسنت علاقتهما ولقد لاحظت زينب هذا…
ماجد يخطط لاعمال قذرة حتى وهو في السجن لكن لم يندم بل زادت قذارته و ندالته اكثر!!
و تستمر الحياة بروتينها اليومي فهل سيبقون هكذا ام ان الحياة تحضر لهم شيئا لم يكن في الحسبان…

في صباح يوم جديد.
خرج ادهم من غرفته و كاد ينزل للاسفل لكن سمع صوت والدته تناديه فعقد حاجباه باستغراب و ذهب لغرفتها.
وقف امامها مغمغما بصلابة :
– خير يا امي في ايه.
زينب بابتسامة :
– كنت عايزة اتطمن من حاجة و انت اكيد عارفها.
نعم هو يدرك مقصدها جيدا فتمتم بنبرة مشجعة :
– اطمني ياست الكل انا ولارا مش هنطلق هتفضل معايا ع الطول.
كانت لارا مارة من جوار الغرفة و سمعت جملته الاخيرة فابتسمت و كادت تتحرك لكن توقفت فجأة عندما سمعت…
زينب : يعني انت بتحبها.
صمت قليلا ثم اردف بارتباك داخلي :
– حب ايه يا ماما وهو انا بتاع حب برضو.
زينب بخبث :
– هااا امال ايه انت عايزها ليه.
مرت ثواني ساد الصمت فيها بشكل مخيف حتى تحظث و ياليته لم يتكلم :
– انا بس عايز اجيب منها اولاد تشيل اسمي يعني هي وسيلة لتحقيق هدفي مش اكتر….
وقفنا البارت فسماع لارا ادهم عن انه معتبرها وسيلة لانجاب الاطفال و بس ياترى ايه الللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعة.

كلماته حفرت جرحا…. لن يزول كالوشم سيظل مدى الدهر!!!
كرامتها صرخت متوجعة….و قلبها المسكين يتلوى من قوة صفعات كلماته!!!
سارت نحو غرفتها بخطوات بطيئة في تلقائية…لم تكن هي التي تمشي…فعقلها كان بعيدا للغاية عن الواقع….جسدها فقط من يحاول الابتعاد….الهروب!!!
دلفت لغرفتها و هنا خانتها ارجلها فسقطت على الارض مستندة على الباب تمر في ذاكرتها كلماته التي القت بها في بحر عميق يصعب النجاة فيه ” انا بس عايز اجيب منها اولاد يشيلو اسمي يعني هي وسيلة لتحقيق هدفي مش اكتر…”
نزلت دموعها من عينيها التي اصبحت حمراء للغاية تشعر بالضياع لأول مرة في حياتها…..
لقد استغلها للمرة الثانية ابشع استغلال سمح لنفسه بالكذب عليها و جعلها زوجته فقط من اجل تحقيق اهدافه…
قلبها يعتصر الما انفاسها تكاد تنقطع روحها تبكي و تتمزق كل شيئ فيها انهار في مجرد ثواني!!!
وضعت يدها على وجهها وهي تشهق ببكاء حتى تمتمت بحدة :
– انت جرحتني يا ادهم اذيتني ووجعتني جامد….استغليت حبي و اخدت مني كل حاجة عايزها و انا الغبية اللي صدقتك بعد كل حاجة وحشة عملتهالي و سلمتك نفسي….انا بكرهك و بكره حبي ليك والله لادفعك تمن كل دمعة نزلت مني بسببك.

عند ادهم.
طالعته بصدمة قائلة :
– انت مجنون!!! ازاي بتعمل كده هي بالنسبالك وسيلة للانجاب بس؟!
ابعد وجهه عنها بعدم مبالاة هاتفا بضجر :
– امي بلاش مواعظ من الصبح و النبي انا مش طايق هدومي اصلا.
صاحت به في حدة :
– لا هتكلم انت واحد ظالم فاهم…عارف ظلمت مين انت بتظلم نفسك.
نظر لها فتابعت بتهكم مرير :
– انت بتحبها بس بتنكر بتظلم نفسك و بتظلم حبك كمان.
اجابها بزمجرة غاضبة :
– انتي عارفة كويس ان مفيش مكان للحب فحياتي مستحيل احب بنت فمابالك ببنت عدوي.
زينب : افهم يا ادهم عنادك و قسوتك ديه هتخليك تخسر مراتك علشان خاطري حاول تنسى اللي حصل حاول تعترف بحبك ليها.
اغمض عيناه بقوة ثم فتحهما و خرج من غرفتها سريعا نزل للاسفل و غادر القصر بأكمله….
بعد مدة وصل لمقر عمله دلف وجلس على كرسي مكتبه ليشرد بعيدا مع صاحبة العيون الزرقاء…
لماذا قال انها وسيلة لانجاب الاطفال لماذا كذب على نفسه…هي اكثر من ذلك بكثير…
هي من جعلت لحياته معنى هي الداء وهي الدواء كيف يقول انه لا يريد منها الا الاطفال!!!
زفر و صرخ بقوة :
– مصطفى!!!
لم تمر ثواني الا وفتح الباب دخل مصطفى و ضرب تعظيم سلام :
– امرك سيدي.
تمتم بصلابة قوية :
– جيبلي ملف القضية الجديدة اتحرك.
مصطفى بجدية : حاضر.
تنهد بضيق و اردف :
– الضابط طارق و عماد فين.
اجاب بهدوء تام : الضابط طارق موجزد فمكتبه و الضابط عماد لسه مجاش.
هز رأسه و اشار له بالانصراف فغادر على الفور….مرر يده على شعره بسخط جلي ثم نهض و ذهب لمكتب طارق….

توقف بسيارة امام الكلية نظر لها مبتسما :
– يلا انزلي و رني عليا لما تخلصي ماشي يا حياة.
اومأت بإيجاب و همست :
– مع السلامة…ترجلت من السيارة و ذعبت كان يراقبها وهي تبتعد لكن فجاة وجد شابا يقترب منها و يبدو انه يحاول مضايقتها فاشتعل الغضب بداخله جز على اسنانه بقوة ثم خرج سريعا و اقترب منهما.
كانت حياة تمشي عندما اعترض شاب طريقها هاتفا بوقاحة :
– ممكن نتعرف يا حلوة.
نظرت له باشمئزاز و تحركت لكنه قطع طريقها ثانية وقال :
– انتي عاملة دور الشريفة ليه ما انا شوفتك طالعة من عربية راجل من شوي….
لم يكمل كلامه لانه تلقى لكمة عنيفة من يد احدهم شهقت حياة بفزع و نظرت له وجدته عماد.
حياة بخوف :
ع…عماد..
لم يستمع لها بل امسك الشاب مجددا و انقض عليه بالضرب حتى تجمع عليهم الناس…
صاحت به وهي ترى الشاب ينزف بقوة :
– كفاية يا عماد هيموت!!
الشاب بألم :
– انت واحد همجي و مجنون.
ركله بقوة و زمجر :
– انت فكر بس تقرب من مرلتي تاني و هتعرف الجنان الحقيقي عامل ازاي يا******.
تركه و التف لحياة التي تبكي بفزع امسك يدها غير آبه لنظرات الاخرين و سحبها خلفه….دفعها لتجلس في السيارة وجلس هو ايضا شغلها و انطلق بها بسرعة البرق.
طالعته قليلا ثم صاحت به بعصبية :
– ممكن افهم انت عملت كده ليه كنت هتقتله و…
لم تكمل كلماتها لانه حدق بها بحدة شديدة اخافتها.
صرخ بها بصوت مخيف :
– يعني عايزاني اعمل ايه هااا شايف واحد غبي بيضايق مراتي المفروض اعمل ايه اضربه ولا اسيبه ياخد راحته.
حياة بذهول و صدمة :
– انت ازاي بتقول كده عارف كلامك ده معناه ايه….انت بتفكر اني ممكن اكلم حد غيرك!!
توقف بالسيارة بقوة و وجه بصره نحوها بعصبية :
– انا مقولتش اني بشك فيكي بس مبقدرش اشوفك بتكلمي راجل غيري مش ب ايدي انا بغير عليكي.
ضربته بقبضتها على صدره وهتفت بغضب :
– انت اغبى انسان شوفته فحياتي يا غبي افهم انا مستحيل اكلم او ابص لحد غيرك لاني بحبك فاهم.
كادت تضربه ثانية لكنه امسك يديها بقوة و في ثواني كان يجذبها اليه ليضم شفتيها بشفتيه بقوة!!!
اتسعت عيناها بدهشة مما فعله حاولت ابعاده لكنه احكم عليها جيدا وتعمق في قبلته….
ابتعد عنها بعد دقائق نظر لها رأى وجهها مليئ بالدماء فابتسم وهمس :
– ديه اول مرة بتقوليلي فيها بحبك…و ديه حاجة كشكر يعني.
لم تتكلم و اخفضت بصرها فابتسم عليها و اردف :
– مش هتقولي حاجة يعني.
حياة بخفوت :
– اقول ايه بعد اللي عملته ده ازاي بتعمل كده.
اجاب بمكر وهو يلمس وجنتها :
– عملت ايه.
لم تجب و ازداد وجهها احمرارا فضحك واحتضنها بقوة قائلا :
– يا هبلة اللي عملته مش عيب ولا حرام انتي مراتي عارفة يعني ايه مراتي ولا افهمك بطريقتي.
ردت بسرعة في ارتباك :
– لألأ فهمت والله…طب هنروح فين دلوقتي انا مش هعرف احضر المحاضرات النهارده.
عماد وهو يشغل سيارته :
– هنروح نتفسح شويا اهو نروق بعد اللي عمله الغبي اياه.
ابتسمت عليه و امسكت يده فنظر لها و لثم يدها برقة و تابع قيادته…..

بتقول ايه؟؟
قالها طارق بغباء وهو ينظر ل ادهم الذي تمتم بحزم :
هو انا هضطر اعيدلك كلامي كل شويا ما تجاوب ع الساكت.
ضحك باستغراب و اردف :
ما سؤالك محتاج يتعاد علشان افهم انت بتسألني ازاي عرفت اني بحب جاكلين…ثم تابع بخبث :
ليكون الضابط وقع ف الحب ولا….
قاطعه بفضاضة وهو يرمي عليه احدى الملفات :
اخرس يلا انا الغلطان عشان سألتك هغور اشوف شغلي بدل القعدة معاك.
نهض ليذهب لكن طارق امسك يده و هتف ضاحكا :
خلاص يا عم اقعد متزقش.
جلس مجددا و نظر له بحدة مخيفة :
هتقول ولا…
قاطعه بسرعة : لا يا حبيبي هقول…ثم ابتسم و هتف :
انت عمرك ما هتعرف الحب بيجي امتى هو بيجي من غير استئذان فجأة بتلاقي نفسك بتحب شخص معين و بتبقى عايز تشوفه هو و بس حتى لما تزعلها وتخليها تعيط انت اول واحد بتتقهر لما تشوف دموعها بتبقى متقبل منها كل حاجة و عايزها هي بس.
بلع ريقه و غمغم بشرود :
يعني ازاي بتبقى عارف ان البنت ديه هي اللي حبيتها وانها هي شريكة حياتك.
طارق بابتسامة : البنت اللي بوجودها بتنسى كل حاجة بتفكر فيها هي بس و بتغير عليها من كل حاجة و مستعد تعمل المستحيل وتتعب عشان تشوفها مرتاحة و مش بتشكي من تعبك خالص لا انت بتبقى مبسوط من تعبك مقابل انك تشوفها فرحانة….البنت اللي بتفضل تفكر فيها ليل نهار هي ديه اللي امتلكت قلبك.
بمجرد انهاء كلامه رفع بصره اليه بصدمة…..كانه يتحدث عن علاقته مع زوجته…هل يعقل ان تكون حقيقة المشاعر التي يكنها لها…هي الحب!!!
انتصب واقفا وخرج دون ان ينبس ببنت شفة عاد لمكتبه وجلس يراجع ملفات القضايا الى ان حل المساء.
غادر و ركب سيارته انطلق بها و بعد مدة وصل للقصر صعد لغرفته و دخل وجدها تجلس على السرير و تنظر للارض بشرود.
اقترب منها وجلس بجانبها مغمغما :
مالك بتفكري ف ايه.
انتبهت لوجوده فعبست بشدة و اجابت باقتضاب :
مش بفكر ف حاجة.
رفع احدى حاجبيه متمتما بتهكم :
ده الواضح فعلا…
لم تجب عليه فنهض و دلف للحمام استحم و خرج ليتفاجأ باستلقائها على السرير و نومها.
عقد حاجباه بتعجب منها استلقى بجانبها و همس :
لارا.
تظاهرت بالنوم ولم تجب فأعاد همسه :
انا عارف انك صاحية….قوليلي في ايه.
فتحت عيناها و اندهش عندما وجد فيها دموعها فاعتدل في جلسته وصاح بحدة :
في ايه يا لارا بتعيطي ليه مين اللي مزعلك.
ابتسمت بمرارة من كلامه ف الجاني يسأل المجني عليها -مين اللي مزعلك- يا الهي كيف يستطيع تمثيل الحب بهذه البراعة حقا ترفع له القبعة.
عندما لم تجب سحبها من ذراعها لتجلس امامه امسك فكها و اردف بصلابة :
ممكن اعرف في ايه.
نزلت دموعها بعجز فهمست :
بفكر لو كان عندي ام تحبني و تخاف عليا مكنش هيحصل اللي حصل…كنت استخبيت فحضن ماما لو زعلت….و معاها لما اخاف….و اضحك و العب معاها….كنت هبقى مبسوطة اوي حتى الست اللي ربتني ماتت و سابتني ومفضليش حد.
شعر بغصة مؤلمة تجتاحه وهو يستمع لكلامها ف اجاب بصوت اجش :
انا قولتلك من قبل اني هفضل معاكي و جنبك ع الطول انتي مش وحيدة.
قلبها يريد تصديق كلماته….لكن عقلها يحذرها بعنف من السقوط في وحل حبها التافه من جديد!!
هزت رأسها عدة مرات بآلية ثم عادت لتستلقي على الفراش وكأن شيئا لم يكن….استلقى هو ايضا بجانبها كاد يميل عليها ليشعل ليلة اخرى من لياليهم لكن التعبيرات التي كست ملامحها جعلته يغضب لينهض مسرعا و يغادر الغرفة.
مطت شفتيها بقرف و اشمئزاز منه اصبحت غايته واضحة هو لايريد منها سوى جسدها وهذا ما كان يفعله طوال اسبوعين كانت تظن هذا حبا منه لكنها الان ادركت انها ليست سوى رغبات قذرة حقيرة يرضي بها غروره و تملكه….
غطى الليل بسواده كل الحقائق…
و امر الاحزان بأن تمنع العشاق من نومهم عقابا لهم على مشاعرهم التي حملوها صدقا و براءة…
فالمنافقون في الحب لا يتألمون…
و من يدعون الحب لا يسهرون…
لانهم ببساطة بتأنيب ضميرهم لا يشعرون…
يسهر فقط اولئك الذين صدقوه فعلا و تورطوا فيه الا ان تقطعت بهم السبل…
فلا هم قادرون على الوصول الى من يحبون…
ولا طريق العودة آمن ومفتوح لهم حتى يعودون….
” ده عك من عندي وخلاص ايه رايكم بيه؟”
في مساء اليوم الموالي.
عاد للقصر اخيرا بعدما قضى ليلة امس و صباح هذا اليوم في عمله لا يدري لما لكن شعر ان دموعها بسبب شيئ اخر غير الذي ذكرته..
ترى ماهو؟؟!!
اخذ نفسا عميقا ودلف لغرفته متوقعا ان يجدها نائمة لكنه صدم عندما وجدها في ابهى حلتها تقف امام التسريحة تنظر لنفسها و ابتسامة غرور تحتل ثغرها…
نعم ايتها الاميرة يحق لك الغرور و التكبر فجمالك فتنة!!!
لاحظت وجوده فنظرت له بثقة و تحدي تعلم ان هذه هي الطريقة الوحيدة لتحصل على ما تريده منه اذا فل تستغل جمالها لصالحها!!!….
اقتربت منه بابتسامة سحرته وجعلت خلايا عقله تحت رهن اشارتها وقفت امامه لتشتم لرائحة الخمر تنبعث منه.
تحدثت بنبرة رقيقة :
– كنت مستنياك طول اليوم وحشتني اوي.
رفع احدى حاجباه بشك من تغيرها السريع لكنه لم يستطع التركيز بسبب الخمر فلف يداه حول خصرها و هو يتأملها برغبة واضحة :
– يعني عايزة ايه دلوقتي.
رفعت نفسها لتصل لطوله مررت يدها على وجهه هامسة :
– عايزاك.
بمجرد انهاء كلمتها وجدته ينقض عليها يقبلها بقوة و في اللحظة الثانية كانت بين ذراعيه يحملها ليأخذها لعالمه….
” ف ان لم يجعلك حبي الصادق تخلص الي…فرحب بخبثي يا عزيزي..”

تململ في فراشه ومد يده ليحتضنها لكنه لم يجدها ففتح عيناه ببطئ و تفاجأ عندما رأى مكانها فارغا.
نهض جالسا ونظر للساعة وجدها 6 صباحا فانصدم اكثر اين تكون قد ذهبت في هذا الوقت…وقف و فتح باب الحمام لم يجدها كاد يخرج من الغرفة لكن وجد ورقة ما على الطاولة بجانب فراشه فاخذها و فتحها ببطئ…
لتصيبه رعشة قوية وهو يقرأ محتواها…” انت عمرك ما حبيتنب انت كنت بتستغل حبي ليك بس لحد هنا وخلاص…انا رايحة ياريت متحاولش تدور عليا..”
وقفنا البارت فشك لارا انها حامل ياترى هي حامل بجد؟؟ وهتعمل ايه؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
انتفضت بصدمة و تمتمت :
– ح….حامل؟؟
اجابت الدكتورة بابتسامة مردفة :
– اعملي التحاليل ديه بعد اذنك فاوضة التحاليل اللي قدام عشان نعرف مع اني متأكدة انك حامل و بعدين تعالي عندي عشان اكتبلك على ادوية وفيتامينات.
هزت رأسها بآلية ونهضت مسرعة توجهت للغرفة و اجرت التحاليل وبعد نصف ساعة رأت النتيجة Positif !!

سقطت دمعة منها و شفتاها ترتجفان اخفت التحاليل في حقيبة يدها و خرجت مسرعة ركبت سيارة اجرة و عادت للفندق وهي تفكر…..مالذي سيحدث؟؟
_________________
كان جالسا على صخرة كبيرة في المكان الذي يعشقه نفس المكان الذي جلب له لارا ذات مرة….اغمض عيناه و شعر بقشعريرة تسير في سائر جسده بسبب لفحات الهواء البارد التي تصيبه…..كم اشتاق لها تلك الفتاة الشقراء -قطة ام عيون زرق- كما اسماها!!!
يا الله غابت عنه لمدة اسبوع كامل ولا يعلم ان كان سيجدها ام لا…
شعر بحركة بجانبه فتح عيناه و لف رأسه وجد طارق و عماد يجلسون بجانبه.
– في جديد.
نطق بها ادهم وهو يحدق بعماد فأجابه الاخر مغمغما بأسف :
– لأ مش موجودة ف اي مكان دورنا عليها فكل الفنادق و المستشفيات بس ملهاش اثر….مش ممكن تكون سافرت على بلدها؟؟
نظر له ادهم بحدة ممزوجة بالقلق فأسرع طارق بالقول :
– لا مفيش حجز ب اسمها و الحراس ماليين المطار حتى السفارة الامريكية احنا مراقبينها 24 ساعة يعني مش هتعرف تسافر اصلا.
زفر بضيق واضح وهو يلعن تحت انفاسه فأفاقه عماد من شروده :
– بس السؤال المهم هي راحت ليه؟ انت عملتلها ايه يا ادهم.
– مش عارف.
نطق بها في شرود تام ثم فجأة انتصب واقفا وهو يحدثهما بجدية :
– انا رايح عرفوني ب اي جديد. **قصص رومانسية بقلم فاطمه احمد***
غادر دون ان يستمع لردهما فتمتم عماد بابتسامة وهو يطالع صديقه :
– وانت مالك يا صاحبي مدايق ليه.
طارق بأسى :
– متخانق مع جاكلين…المبارح فقدت اعصابي عليها و ضربتها.
– بتقول ايه؟!
نطق بها عماد في ذهول وهو يحدجه بعيناه السوداء الحادة كالصقر فروى له طارق ماحدث و بعدما انتهى :
– مكنش المفروض اعمل كده صح؟
– انت بتعتقد ايه؟
غمغم الاخر بسخط :
– مش ب ايدي والله انت عارفني عصبي بس بداري عصبيتي بضحكتي عشان جاكلين متخافش مني بس المبارح هببت بالكلام و بتشتم صاحبي و قدامي ديه قللت من قيمتي امه لما مرضيتش تسمع كلامي كان المفروض اعمل ايه يعني.
عماد بهدوء :
– بص مش هقولك عملت كده ليه لان العصبية ديه كلنا بنتشارك فيها بس لازم تقدر وضعها يا طارق مامتها ماتت من فترة قليلة و اختها اللي تربت معاها اختفت فجأة عادي جدا تفقد اعصابها و تغلط ف الكلام…..متستقواش عليها يا صاحبي.
نظر له بطرف عينه في سخرية مازحة :
– سيدي يا سيدي بقينا نقول حكم الله يسهلو يا عم.
وكزه في كتفه مردفا بمياعة :
– اتكسف انا.
ارتفعت ضحكاتهم تغزو المكان ثم بثانية كان طارق يركض لسيارته ركبها و انطلق بها بسرعة بعدما ادرك ما سيفعله. ***قصص رومانسية بقلم فاطمه احمد ***
بينما الاخر ظل جالسا حتى بعث رسالة لحياة في حسابها على الفيس “وحشتيني يا قلبي”…..
_________________
وصلت لارا للفندق دلفت لغرفتها و تسطحت على سريرها تفكر في شرود…كيف ستتخلص من هذه -المصيبة- كما تعتقد!!
بغض النظر عن خلافها عن ادهم لكنها ليست واعية لدرجة ان تتحمل مسؤولية طفل فهي عاشت طوال حياتها في الدلال ولم تخدم نفسها من قبل ابدا اذا كيف ستصبح اما….و كيف سيصبح جسدها؟؟ هذا ما كانت تفكر به!!!!
اطلقت تنهيدة حيرة و همست :
– يعني فوق ما انا مش لاقية فرصة احجز التذكرة و اسافر تجيلي حكاية الحمل ده Cheet!!
قالت الكلمة الاخيرة بغضب واردفت بحزم :
– انا لازم انزل البيبي فورا….بس حرام كده.
وضعت يداها على وجهها وكم شعرت بالحاجة لحضنه الدافئ و عضلات ذراعيه الضخمة تلتف حول جسدها….ترى ماهو جنس الطفل وهل سيكون شبهها ام شبه والده؟؟
هبت جالسه فجأة و اخذت هاتفها طلبت احد الارقام و انتظرت الرد….
في هذه الاثناء كانت جاكلين تستحم خرجت من الحمام وهي تلف المنشفة حولها وتضع الاخرى على شعرها كادت تجلس على السرير لكن سمعت صوتا رجوليا قويا يهتف :
– نهارك اسود ايه اللي انتي لابساه ده!!
شهقت بخضة وهي تلتف لترى طارق مستندا على الباب وهو يطالعها بنظرات ذهول ممزوج بالرغبة فقالت بحدة وهي ترفع الغطاء على جسدها :
– انت بتعمل ايه هنا و ازاي تدخل على اوضتي كده.
قهقه بعلو صوته وهو يقترب منها ببطئ اثار التوتر بداخلها :
– اي بنت كانت مكانك ف الوضع ده كانت هتهرب ع الحمام او متقدرش تتكلم من الكسوف بس انتي ماشاء الله يعني.
– انا كده عاجبك او لأ….وبعدين انت جت ليه عايز تكمل اللي عملته المبارح؟
قالتها بسخرية جعلته يغتاظ منها فوقف بجانبها و تمتم بخفوت :
– بصي اااا…
قاطعته هاتفة بسرعة وهي ترى اسم لارا على شاسة هاتفها :
– مش عايزة اسمع حاجة منك و روح دلوقتي لو سمحت.
عقد حاجباه بسخط جلي ثم نظر لحيث هي تنظر وقبل ان يلاحظ اسم المتصل دفعته في صدره وهي تصيح به :
– just go !!
– حاضر انا رايح بس هرجعلك تاني و اه نسيت اقولك اولا اتعدلي فكلامك لاني مش عايز اتغابى عليكي.
وضعت يدها على خصرها وهو تقول باستخاف :
– و تانيا؟؟
ارتسمت ابتسامة خبث على وجهه وهو يغمغم بخبث واضح :
– تانيا ابقي اقفلي باب الاوضة عليكي و اطلعي من الحمام بهدومك عشان مش كل مرة همشي و اسيبك . طبع قبلة على وجنتها و غادر سريعا فتنهدت براحة ووضعت يدها على قلبها :
– يخربيت كده كنت هروح فداهية لو شاف اسم لارا….ثم تابعت بغضب :
– واصلا هو جه ليه لو مفكر اني هسامحه بعد ضربه ليا يبقى غلطان محدش اتجرأ يمد ايده على جاكلين الاسيوطي من قبل بس هو…
قاطعه كلامها صوت رنين الهاتف ثانية فأخذت الهاتف و فتحت الخط :
– Hi.
– جاكي انا حامل.
قالتها الاخرى بتوتر فعقدت جاكلين حاجبها بغباء :
– بتقولي ايه. حامل ازاي ؟
لارا بنفاذ صبر :
– هيكون ازاي يعني في ايه يا جاكي ركزي معايا شويا.
جاكلين بعدما استوعبت كلامها :
– بس امتى حصل ده و انتي عرفتي ازاي.
لارا بنبرة متجهمة :
– النهارده الصبح روحت عملت التحاليل و طلعت حامل و من فترة كويسة. انا خايفة لازم اعمل ايه.
– تجهضيه طبعا.
قالتها ببساطة فصرخت الاخرى بانفعال :
– اقتل ابني يعني!!
– ابنكو انتي و ادهم.
هتفت بها في خبث فهي استطاعت تخليصها من برودها و تابعت قائلة :
– انتي عايزة تعملي ايه؟؟
لارا بقلة حيلة :
– مش عارفة…انا ضايعة.
جاكلين بهدوء مشجع :
– فكري كويس ومتتسرعيش يا لارا و اوعى تعملي حاجة غبية….حجزتي التذاكر ولا لسه.
لارا بضحكة بسيطة :
حجزتهم من الاب وبعد بكره مسافرة.
هتفت بحزن وهي تستلقي على فراشها :
– يعني هتسيبيني وتروحي انتي بردو.
– ماهو طارق معاكي ولا نسيتي.
ابتسمت بتهكم متمتمة :
– اه نسيت هو معايا فعلا.
لارا باستغراب من تغير نبرتها :
– jaki are you akay؟؟
جاكلين بمرح وهي تحاول جاهدة اخفاء نبرة صوتها المتحشرجة :
– تمام التمام ياحبي انتي اخبارك ايه طمنيني عليكي.
لارا : – ههههه مجنونة. احم هو اخباره ايه.
– مين ده؟
قالتها بعدم فهم مصطنع فاردفت الاخرى بحدة :
– انت بتتغابي عليا…ادهم عامل ايه بيدور عليا ولا لأ.
جاكلين بتلقائية :
– قالب الدنيا عليكي بس مش عارفة بيعمل ايه عشان يلاقيكي.
– اها….طب ماشي هرن عليكي فوقت تاني واوعى تخلي طارق يحس عليكي ويعرف انك بتكلميني.
– حاضر متخافيش.
اغلقت لارا الخط ووقفت اتجهت لنافذة الغرفة و اطلت منها على النجوم التي تحوم حول القمر المطل باستحياء بسبب الغيوم التي تغطيه . وضعت يدها على بطنها و همست :
– لا مستحيل اقتل ابني.
_________________
في القصر.
كانت حياة جالسة على الاريكة تراسل عماد حتى سمعت صوت فتح الباب اخفت الهاتف سريعا و نظرت ل ادهم الذي اتجه ليصعد السلالم.
وقفت مسرعة و هتفت منادية :
– ادهم!!
توقف مكانه دون ان ينظر لها فاقتربت منه هاتفة بقلق :
– انت كويس؟؟
همهم وهو يصعد فزفرت هامسة :
– والله وطلعت بتعشق يا ادهم ربنا يطمنك ياخويا وتلاقي قلبك اللي ضاع مع حبيبتك.
غادرت لغرفتها و استلقت على سريرها وهي تراسل حبيبها و زوجها عماد….
” الانثى لما تحب بتحتاج للحنان…الاهتمام…تحس ان ليها سند يحميها…بس لو اتجرحت مرة حبها هيتقلب عليك فمتحاولش تجرح حواء عشان ميمسكش اذاها….”
_________________دلف لغرفته وهو يترنح بعدما استطاع تمالك نفسه امام شقيقته….ابتسم بسخرية على حالته التي وصل اليها اخرج زجاجة الخمر من احد الادراج وهو يردد بثمل :
– ال ايه الضابط ادهم بجلالة قدره و احترامه مراته هربت بدون سابق انذار وهربت ليه ومع مين؟؟ مش عارف.
جلس على الارض مستندا على السرير وهو يفتح عيناه بصعوبة…..تجرع زجاجة الخمر بطريقة مخيفة وسرعان ما قذفها على الحائط ليصرخ بقوة :
– لييييه ليه كل اللي بتعلق بيهم بيسيبوني ليه محدش بيفضل جنبي ليييه!!!!
اطلق آهة متألمة ليهمس بمرارة :
– ليه سبتيني….بعد ما حبيتك!!
ضحك على نفسه بقوة فهاهو قد اعترف بمشاعره التي اخفاها بداخله لاكثر من سنة!! فهو احبها منذ التقى بها اول مرة تعلق بعيناها و قوتها و تمردها وكان يقسو عليها لينساها لكن….لم يستطع!!
مسح على وجهه وهو يهمس بحقد وعيناه تقدحان شررا :
– بس هدفعك التمن غالي اوي يا لارا صدقيني هبقى اسوء كوابيسك بعد ما لاقيكي مش انا اللي بيسيب حاجة ليه ملكه هو….وانتي ملكي!!!
افاق على صوت رنين هاتفه نظر للشاشة وجد طارق ففتح الخط قائلا بضجر :
– في ايه.
طارق بجدية :
– مش انت قولتلي اراقب تلفون جاكلين واعرف بتكلم مين.
– ايوة.
ابتسم بثقة وهو يردف :
– انا عرفت ان جاكي بتكلم مراتك شفت اسمها مكتوب ع الفون لما رن و حفظت رقمها كمان.
نهض بسرعة وهو يردد بلهفة واضحة :
– بجد!! طب انا جاي حالا.
اغلق الهاتف و غادر سريعا استقل سيارته و انطلق بسرعة تسابق الرياح!!!
بعد مدة.
دلف لغرفة الكمبيوترات وجد طارب و عماد واقفين بانتظاره اقترب منهم مغمغما بجدية :
– قدرتو توصلو لحاجة.
طارق وهو يشير للحاسوب امامه :
– احنا على وشك نلاقي المكان اللي مراتك بتتكلم عنه و الظاهر انه مش بعيد جدا عن هنا….و كمان كاميرات المراقبة صورت الدكتورة من اسبوع و للاسف مقدرناش نعرف راحت فين بس رقم التاكسي معايا و هنستجوبه اخدها على فين.
ابتسم بتوعد و همس بصوت كحفيف الافعى :
– اخيرا هلاقيكي يا لارا وهعرف شغلي معاكي.
طالعه عماد و طارق بقلق من مظهره ليهتفا بصوت واحد :
– هتعمل ايه!!
ادهم ببرود وهو يلويهم ظهره :
– ملكمش دعوة….مصطفى فين.
عماد برسمية :
– بيستجوب صاحب التاكسي.
– تمام . نطق بها وهو يخرج من الغرفة فتمتم عماد وهو يحدق بصديقه :
– انتدت روحت تصالح مراتك ولا تتجسس عليها.
– الاتنين . قالها بضحكة فضحك الاخر معه هاتفا :
– انا رايح اكمل كلام مع المزة بتاعتي و اسيبك انت معدع الغول اللي برا ده.
_________________
صباح اليوم التالي.
توقف بسيارته امام الفندق ترجل منها هو و رفاقه تحدث مع احد الحراس بسماعة البلوتوث :
– اقفل طرق المنطقة ديه متسيبش عربية تعدي فاهم!!
دلف و اخرج بطاقته للموظف فهتف برعب بسيط :
– حضرتك البنت اللي كانت حاجزة الاوضة ديه طلعت من الاوتيل المبارح بالليل.
ادهم بحزم :- هترجع امتى يعني.
الموظف وهو يبلع ريقه بتوتر :
– انا اقصد يا باشا انها دفعت التكاليف و سابت الفندق نهائيا.
سمعه عماد فهمس لطارق :
– نهارنا اسود علينا و عاللي خلفنا.
جز على اسنانه بعنف وهو يشد قبضته بقسوة نطق بأنفاس متسارعة :
– كانت قاعدة ف انو اوضة.
– احم الاوضة رقم 256.
صعد بسرعة للغرفة لايعلم لماذا يذهب اليها فهي غير موحودة فيها لكنه يريد معرفة اين كانت تمكث… هذا ما اقنع نفسه به!!!
فتح الباب ودخل اغمض عيناه يستنشق رائحة عبيرها الذي يحتل الغرفة فتنهد بأسى….لقد اشتاق لها حقا!!
كاد يخرج بعدما استعاد نفسه و بدأت شياطينه بغزو افكاره لكنه لمح عدة اوراق مرمية على الارض . اتجه لها و انخفض حمل الاوراق بيده يقرأ محتواها ومع كل كلمة تتسع عيناه الخضراء اكثر وهو يهمس :
– لارا حامل !!
وقفنا البارت فمغادرة لارا الفندق ومعرفة ادهم ان مراته حامل ياترى ايه اللي هيحصل وهيعرف يلاقيها؟؟ قراءة ممتعة.
_________________
مرت دقائق وهو واقف كالصنم لا يتحرك يعيد قراءة التحاليل مجددا حتى استوعب اخيرا…..انه سيصبح اب !!!
افاق على صوت خطوات رفع رأسه ووجد عماد و طارق يدخلان و ينظران له بتساؤل.
– في حاجة؟
نطق بها طارق في استغراب من حالته فاخفى ادهم الاوراق داخل جيب جاكيته الداخلي مغمغما :
– في رحلة على امريكا بعد ساعة ونص واكيد لارا هتسافر فيها.
– طب خلينا نتصل ونتأكد.
هتف بها عماد فأجاب ادهم :
– لا انا متأكد. يلا بسرعة لازم الحق.
طارق بتهكم :
– بتتكلم كأن بين القاهره و الاسكندرية دقيقتين.
ادهم بحدة و هو يغادر الغرفة :
– مش هضيع دقيقة واحدة انجز بسرعة و انت يا عماد بلغ القوات الرحلة لازم تتأخر ساعتين على الاقل.
ركض عماد خلفه وهو يطلب احد الارقام و طارق خلفهم .
ركب سيارته و انطلق بها كالسهم لوجهته لايفكر الا بها هل سيجدها ام ستضيع منه مجددا….
_________________
في مطار القاهرة الدولي.
جلست على احدى المقاعد و هي تتأفأف بضجر فالرحلة تأجلت لمدة ساعتين….وضعت يدها على بطنها و شردت فيما حدث البارحه…..
………..كانت نائمة عندما رن هاتفها برقم غريب عقدت حاجباها باستغراب وترددت في الاجابة فحسمت امرها و فتحت الخط :
– الو . مين معايا؟
– احم مدام لارا عايزك تعرفي ان الضابط ادهم عرف مكانك والاحسن تهربي قبل ما يوصلك.
انتفضت جالسة وهي تصيح بذهول :
– اييه؟؟ انت مين ؟؟
لم تسمع جوابا فلقد اغلق الطرف الاخر الخط جلست تفكر وهي تشعر بأعضاء جسدها ترتجف ثم وقفت هامسة :
– انا مش هنتظر اكتر من كده…..
…..عادت للواقع بسبب الالم الذي يغزو بطنها اغمضت عيناها و اصدرت آهة نابعة من الوجع الفضيع الذي اصابها….اخرجت شريط الدواء من حقيبتها و تجرعته و عادت تعبث بهاتفها لحين موعد اقلاع الطائرة…
بعد مرور ساعتان.
انتصبت واقفة وهي تسمع النداء الاخيرة للطائرة استدارت خلفها و تذكرت اول يوم جاءت فيه للبلد عندما التقت بجلادها و تشاجرت معه فألقى بها في الزنزانة….
قصة حب فريدة من نوعها بدأت بالكره الشديد لتكون نهايتها مثل اي قصة حب من طرف واحد . فهي احبته وهو استغلها!!!
استفاقت و لاحظت رجال الامن يحدقون بها عقدت حاجباها باستغراب و سرعان ما انصدمت عندها وجدتهم يقتربون منها.
وقف امام احد الرجال مغمغما بجدية :
– حضرتك لارا الاسيوطي.
– اه.
نطقت بها في خفوت فتابع الاخر :
– محتاجين تشرفينا يا مدام…يلا اقبضو عليها.
اقتربوا منها فصاحت بهم وهي تتراجع للخلف :
– are you crazy !!! انت عارف بتكلم مين يا ذكي.
رجل الامن بحدة :
– ياريت تحترمي نفسك وتتفضلي معانا.
لارا بحدة مماثلة وهي ترمقه بنظرات استحقار :
– مين الحيوان اللي قالك تعمل كده انا…
توقفت عن الكلام فجأة عندها وجدت ادهم يقترب منها وخلفه طارق وعماد اتسعت عيناها بصدمة تامة و همست :
– ادهم!!!
_________________
توقف بسيارته وترجل منها بسرعة دلف من الباب الرئيسي و جال بنظره داخل المطار حتى وجدها فابتسم بانتصار لقد استطاع تضييع الوقت ومنعها من السفر.
طارق بابتسامة ارتياح :
– اخيييراا لقيناها.
عماد بضحكة :
– بصلها بتزعق للراجل ازاي ديه مسحت بكرامة امه الارض.
– اخرسو.
هتف بها ادهم بحدة وهو يرمق لارا بنظرات غضب عتاب توعد حزن كره….و حب!!
تحرك مقتربا منها و لارا تطالعه بعدم استوعاب و شيئا فشيئا ادركت مايحصل لقد وقعت في فخه!!
وقف امامها واشار لرجال الامر بالانصراف فانصاعوا لاوامره و غادروا….نقل نظره لها و تمتم بتهكم ساخر :
– كده تسافري من غير ما تعرفينا كنتي تقوليلي علشان اعرف اودعك.
تراجعت للخلف اكثر عندما رأته يتقدم نحوها وزعت نظرها قي الارجاء وجدت الجميع يتطلع لهم باستغراب ثم بثانية كانت تدفعه من صدره و تفر هاربة للخارج!!!
ادهم بغضب و هو يركض خلفها :
– ماشي يا بنت ال…لاااارااا. وخرج هو ايضا تحت انظار الحضور المتفاجأة…
اما لارا فكانت تركض دون توقف وهي تلعنه بداخلها حتى شعرت بيد فولاذية تلتف حول خصرها وترفعها للاعلى…صرخت وهي تلف وجهها وجدته يطالعها بابتسامته الماكرة :
– هتهربي مني فين بس هههههه.
لارا بغضب وهي تلكم صدره ووجهه :
– سيبني يا حيوان انا بكرهك بكرهك بكره.
ارتفعت ضحكاته وهو يراها تركله بقدميها النحيفتان وعندما رأت ضحكته ادمعت عيناها من الغيظ و فجأة صاحت بقوة :
– help!! الحقوووني الراجل ده هيخطفني.
استدار لها الناس و بدؤوا يتهامسون مع بعضهم البعض ضغط ادهم على خصرها بقسوة و في بضع ثواني كان يحملها بين ذراعيه و يتوجه بها نحو سيارته وضعها بها و زمجر بطارق و عماد :
– واقفين كده ليه كل واحد على عربيته.
– حاضر.
ركب سيارته و عندما كان طارق متوجها لسيارته اعترضه شاب ما قائلا :
– سيبو البنت مش حرام عليكو تعملو كده.
طارق بدون اهتمام وهو يدفعه من امامه :
– يا شيخ اتلهى ال حرام ال كان ناقصني يعني.
ركب سيارته هو الاخر و بجانبه عماد وهنا انفجروا ضاحكين عليهم ثم شغل السيارة و انطلقوا عائدين لمنازلهم بعدما وجدوا مبتغاهم….

في سيارة ادهم.
نظرت له صائحة بانفعال :
– انت جيت ليه هااا عرفت مكاني ازاي.
نظر لها بطرف عينه ببرود ولم يتكلم فتابعت بصوت عالي :
– انت يا بارد….الووو انا بكلمك…رد عليا يا حقي…
توقفت عندما مد يده ليمسك ذراعها وضعه خلف ظهرها و تمتم بقسوة :
– و ديني يا لارا لو مخرستيش دلوقتي لأكون حادفك من العربية سامعاني.
طالعها من الاعلى للاسفل كانت ترتدي بنطال اسود ضيق تعلوه بلوزة باللون الابيض تصل لاعلى ركبتيها بقليل و طرحة بالكاد تغطي شعرها فشد على قبضته و صرخ :
– وبعدين ايه الزبالة اللي اناي لابساها ديه مش قولتلك مليون مرة متلبسيش بناطيل و بلوزات ضيقة تاني.
سحبت يدها بحدة :
– وانت مالك انا بلبس اللي عايزه.
شغل السيارة ثانية وهو يتمتم :
– ماشي حسابي معاكي بعد ما نوصل.
مطت شفتها بعدم اكتراث مصطنع نظرت من النافذة وهي تحدث نفسها….ستدفع الثمن غاليا.
_________________
– الضابط عرف يوصل ل لارا وللاسف لحفها قبل ما تسافر.
نطق بها مصطفى وهو ينظر لماجد الذي وقف غاضبا :
– ازاي ده مش انت نبهتها ازاي قدر يوصل.
مصطفى بتوتر :
– يا باشا ماهو ااااا…..
قاطعه بسخط :
– امشي دلوقتي و ابقى عرفني باللي بيحصل يلا.
غادر مصطفى سريعا فجلس ماجد يفكر كان يرغب بأن تسافر لارا لكي ينشغل بها ادهم و يستكيع هو للهروب فمحاكمته اقتربت و الحراسة مشددة عليه….سحقا.
ماجد بغل شديد :
– حتى لو عرفت تلاقيها بس هي ف النهاية بنتي و هتكون وسيلة استعملها ضدك و برضاها بردو ههههههه.
ارتفعت ضحكاته القذرة تعم الزنزانة كالمجانين…..
_________________
في القصر.
كانت زينب جالسة مع حياة و جاكلين بعدما اتصل عماد و اخبرهم بما حدث و هاهن الان ينتظرن مجيئهم.
قطع الصمت صوت عجلات السيارات تحتك في الارض بشدة انتصبت جاكلين واقفة تنظر للباب بترقب و بعد دقائق دخل ادهم وهو يحمل لارا بين يديه و رفاقه يسيرون بجانبه.
لارا بصراخ :
– عااااااا بقولك سيبني انا مش طفلة صغيرة عشان تشيلني كده.
لم يعرها اهتمام و انزلها فركضت لها جاكلين و احتضنتها بقوة في سعادة غامرة :
– حبييبتي I miss you so much.
لارا وهي تبادلها الاحضان بدموع :
– وانتي كمان يا جاكي وحشتيني اوووي و مبسوطة اني شوفتك.
ابتعدت عنها و قالت بتعجب :
– بس ازاي قدرو يوصلولك.
تحدث طارق هذه المرة بسخرية :
– و هو احنا شغالين مباحث ع الفاضي كده يا قمري.
حركت شفتيها يمينا و شمالا فاقتربت حياة و احتضنتها.
حياة باندفاع :
– بس انتي هربتي ليه يا لارا.
زينب بضيق :
– مكنش لازم تعملي كده انتي ايه مش بتفكري بسمعتنا قدام الناس ولا….
– ماما.
قاطعها ادهم بتحذير امسك يد لارا و سحبها خلفه دون النطق بكلمة صعد بها السلالم و دلفا لغرفتهما.
انتفضت من صوت اغلاق الباب نظرت له وجدت عيناه تلتمعان بقسوة شديدة…..تقدم منها وهو ينزع جاكيته فهتفت بارتجاف :
– انت ب…بتعمل ايه بتقلع هدومك ليه اوعى تفكر اني هسمحلك تلمسني.
ابتسم بتهكم قائلا بقسوة :
– وانا امتى كنت عاوز حاجة ومحصلتش عليها انتي نسيتي انا مين ولا ايه.
انخفضل لمستواها و همس بنبرة مخيفة :
– و بعدين انا مش عايز اقربلك اصلا في منك كتيير يا قطة.
رفعت رأسها له بسرعة :
– انت بتقصدك ايه؟؟
– اللي فهمتيه ليه انتي فاكره اني هفضل مخلص ليكي ف غيابك ولا اصوم عن الستات ههههه لا تبقي غلطانه.
اخفضت رأسها وهي تجاهد لمنع دمعتها من النزول عادت لها الام بطنها فوضعت يدها عليها وهي تتأوه بألم.
ادهم بقلق :
– في ايه يا لارا انتي كويسة.
لارا بجفاء متعمد :
– اه كويسة متشغلش بالك بيا.
جلست على السرير بتعب فنظر لها ثم خرج من الغرفة.
نظرت لفراغه متحدثة بمرارة :
– و انا اللي كنت فاكره انه اتغير ولو لنسبة 1ظ? .
بعد دقائق دلف مجددا يحمل حقائبها في يده اخرج طقم عبارة عن تيشرت بيتي باللون الاحمر و بنطال قطني اسود اقترب منها مغمغما بجدية :
– ادخلي خدي شاور و البسي عشان تنامي يلا.
اعتقد انه سيجدها تحدق به رافضة اوامره كعادتها لكنها رضخت لكلامه دون حرف اخذت الملابس من يدها و دلفت للحمام….
تنهد بحرارة و نزل للاسفل وجد الكل مجتمعين لتقول زينب بحدة :
– انت هتسيبها كده مش هتكلمها ولا ايه اسألها ليه عملت التصرف الغبي ده واحد مكانك كان بهدلها بس انت….
قاطعها ادهم بهدوء :
– ديه حاجة تخصني انا و مراتي يا امي.
كادت جاكلين تتكلم ايضا لكن طارق امسك يدها قائلا :
– احنا رايحين دلوقتي حمد لله على سلامة مراتك يا ادهم.
اومأ بابتسامة بسيطة فجذب زوجته و خرجا من القصر . ركبا السيارة و انطلق بها فهتفت جاكلين بسخط :
– انت ليه مسبتنيش اتكلم.
– ملكيش دعوة بيهم واحد و امه بيتكلمو متتدخليش.
تحدثت بانفعال :
– لارا اختي يا استاذ.
حدجها بنظرات تحمل معنى و تمتم :
– و انا جوزك و حبيبك بردو.
– حبيبي اللي ضربني.
قالتها باستخفاف فزفر بقوة قائلا بغضب :
– يعني المفروض اعنل ايه و انتي واقفة بتشتمي الرايح و الجاي ومش محترمه وجودي جاكلين انا بهزر و بضحك معاكي و احيانا مش بهتم بقلة ادبك بس ده ميعنيش انك تسوقي فيها.
جاكلين : ده مش سبب عشان تضربني بالقلم قدام صاحبك.
تأفأف بضجر من عنادها و تابع قيادته بعد فترة توقف امام شقتها ترجل من سيارته و دلف وهي خلفه.
اغلق الباب و استدار لها صارخا :
– عاوزة ايه دلوقتي فهميني !!!
جاكلين بصراخ هي الاخرى :
– عاوزة اقولك انك اوفر جدا و حبيبي السابق احسن منك بمراحل.
اشتعلت عيناه بالغضب الشديد واصبح يتنفس بسرعة من الانفعال اقترب منها بخطوات بطيئة هامسا :
– بتقولي ايه؟
جاكلين بثقة و ابتسامة استفزاز :
– اه ماهو كان عندي حبيبي و لسه بحبه وندمانه لاني سبته و اتجوزتك!!!
وقفنا البارت فخناق طارق و جاكلين ياترى ايه اللي هيحصل؟؟ تفاعل و قراءة ممتعة.
_________________
جاكلين بثقة و ابتسامة استفزاز :
– اه ماهو كان عندي حبيبي وسبته وندمانة لأني سبته و اتجوزتك.
كان قد توقف امامها مد يده لشعرها وجذبها منه بقسوة مغمغما وهو يشعر بشياطينه تلتف حوله :
– بتقولي ايه سمعيني كده تاني.
تأوهت بألم و قالت محاولة التخلص من قبضته :
– سيبني انت بتوجعني.
– بقولك عيدي الكلام اللي قولتيه ومين ده اللي بتحبيه انطقققي!!!!
جاكلين بذعر :
– لا والله كلامي مش حقيقي انا كنت بحاول استفزك….طارق شعري.
تركها و اخرج الهواء من فمه دفعة واحدة حدق بها في نظرات هادئة قبل ان يقول :
– ليه قولتي كده . ليه مصممة تعصبيني هاا.
هتفت بحزن وهي تبعد عيناها عن نظراته :
– لانك تغيرت اوي….مبقيتش كارق بتاع زمان اللي كان يضحك ويهزر معايا انا كنت بتبسط لما اقعد معاك بس دلوقتي بقيت اخاف منك بعد ما ضربتني و….
قطعت كلامها عندما سحبها فجأة لاحضانه وضع رأسها على صدره و مرر يده على شعرها :
– انا اسف مكنش لازم اضربك حقك عليا مش هتتكرر تاني.
نزلت دموعها و همست بصوت متحشرج :
– انا بكرهك.
ابتسم بعشق هامسا هو الاخر :
– وانا بحبك موت.
ابتعد عنها بعد دقائق وضم وجهها بين كفيه و اردف بهدوء :
– جاكلين انا عايزك تفهمي انك مراتي و الاحترام واجب بينا انا عارف انك عصبية و بترمي كلام دبش لما تتنرفزي بس كمان انا بمسك نفسي بالعافية حاولي متستفزيش غيرتي وده لمصلحتك ماشي.
هزت رأسها عدة مرات بابتسامة ثم هتفت بحدة :
– واوعى تفكر ترفع ايدك عليا تاني عشان مكسرهاش واضح.
قهقه بقوة وهو يضمها له مجددا :
– مفيش فايدة هتفضلي قطة شرسة كده.
__________________________________
في ساعة متأخرة من الليل.
عاد ادهم للقصر صعد لغرفته ودلف وجد الغرفة مظلمة الا من ضوء القمر الذي انعكس على وجهها الملائكي و خصلات شعرها الذهبية لتصبح اكثر لمعانا كأنها لوحة فنية ابدع الرسام في رسمها…..ابتسم و تقدم منها جلس بحانبها و ازاح بعض الخصلات التي تمردت على جبينها ووجنتها حتى عنقها . ظل يطالعها حتى همس بشرود :
– انا مش عارف لازم اعمل ايه انتي غلطتي جامد لما هربتي مكنش ينفع تعملي كده تصدقي اني مستغرب من نفسي ازاي ماسك نفسي عنك و بحاول مجيش جنبك و اأذيكي اول مرة بعرف ازاي اتحكم فتصرفاتي و اول مرة اتعلق بنت اه انا عرفت بنات كتير قبلك بس مفيش واحدة شغلتلي تفكيري ولو جزء في الميه الا انتي رغم محاولاتي عشان اكرهك و ابعد عنك مقدرتش للاسف انتي احتليتي عقلي….وقلبي!!!
انخفض لمستواها و طبع قبلة رقيقة على جفناها المغمضان فتململت وفتحت عيناها و عندما رأته انتفضت جالسة.
– انت بتعمل ايه.
قالتها بارتباك فابتسم باستخفاف قائلا :
– قاعد ف اوضتي و مع مراتي المفروض بعمل ايه يعني.
فتحت عيناها باتساع و سرعان ما تحدثت بتلعثم :
– ت…تقصد ا…ايه.
مال عليها وهو يتأملها بوقاحة كانت ترتدي بيجاما عبارة عن تيشرت قطني باللون الوردي و بنطال بنفس اللون و ترتدي في قدميها جوارب بيضاء عليها رسومات طفولية و تلف شريطا على شعرها بشكل اذني و اطلقت لخصلاته الذهبية العنان ليتجاوز ظهرها بكثير فكانت ساحرة للغاية.
اتسعت ابتسامته وهو يرى وجنتيها تتوهجان من الاحمرار طبع قبلة رقيقة على شفتها فشهقت بخفة وهي تتمسك بالغطاء.
– عندي سؤال واحد بس.
هتف بها في هدوء تام رفعت عيناها له وجدته يطالعها بجفاء فهزت رأسها منتظرة سؤاله.
و بلحظة تحول هدوؤه لبركان من الغضب امسك ذراعها بعنف ساحبا اياها له بقوة :
– ليه عملتي كده ف الليلة اياها.
– عملت ايه؟!
نطقتها بخوف فتابع بقسوة :
– ليه نمتي معايا ف الليلة اللي هربتي فيها المفروض مكنتيش طايقاني . جاوبيني ليييييييه!!!
انتفضت ببكاء و تشدقت ب :
– ان…انا كنت عايزاك تنام ف البيت لانك متعود تسهر برا…و انا استغليت حالتك لما كنت سكران و سألتك على مكان جواز السفر.
جز على اسنانه و انتقلت قبضته لتمسك بفكها ابتسم بشر وهو يرمقها بنظرات ذات معنى :
– انا مش هسألك هربتي ليه….بس اوعى تفكري تعملي كده تاني و يارب اعرف انك مخبيه عليا حاجة تانية و قتها صظقيني هتتمني الموت ولا تطوليه.
وضعت يدها على بطنها تلقائيا و نظرت له تلك العينان الخضراوتان زادها ضوء القمر حدة و حاجباه المقتضبان دليلا على غضبه….ابتسمت عليه فرفع احدى حاجبيه قبل ان يهتف ب :
– بتضحكي على ايه حضرتك؟؟
حاولت اخفاء ابتسامتها لكنها لم تستطع فهو يبدو بريئا جدا بملامح الاستغراب هذه.
ضحكت عليه و استلقت سريعا رفعت الغطاء على وجهها و ضحكاتها ترتفع فأردف بحدة :
– لارا وقفي ضحك احسنلك.
– لا ههههههه.
استلقى بجانبها و جذبها من تحت الغطاء بقوة حتى اصبحت فوقه توقفت عن الضحك وهمست بخوف :
– خلاص سكت اهو سيبني.
– اسيبك؟
قالها بمكر ثم بثانية انقلب الوضع واصبح هو فوقها اخفض وجهه لها وكاد يلامس شفتيها لكنها تمتمت :
– ادهم لأ ارجوك.
لم يأبه بها وقبلها برقة جعلتها تضعف فتمتمت ثانية :
– خلاص ابعد.
اجاب بأنفاس متسارعة :
– مش قادر ابعد….وحشتيني اوووي.
سقطت دمعة منها فمسحها برقة وهو يطبع على وجهها عدة قبلات متفرقة فأغمضت عيناها و قد سلمت حصونها له…..
__________________________________
في غرفة زينب.
كانت جالسة تنظر لصورة زوجها بحزن لقد اشتاقت له كثيرا برغم انها لا تظهر حزنها لأحد لكنها تبكي بشدة كل ليلة تمر عليها بدونه.
زينب بابتسامة مرارة :
– وحشتني يا حسن ياريتك عايش يمكن ادهم كان قدر يعيش حياته مع البنت اللي بيحبها من غير تأنيب ضمير….ابنك ادهم بقى جسد من غير روح كل اللي يهمه انه يأذي نفسه واللي حواليه بيحاول ينتقم من نفسه لانه معرفش ينقذك من الموت…22 سنة عدت و القدر قرر يخليه يتعذب اكتر ووقع فحب بنت عدوه اللي المفروض يكرهها بس حبها غصبا عنه و يمكن الحب ده هو اللي هيشيله من الظلمة اللي عايش فيها.
تنهدت بأسى وهي تتذكر رؤيتها ل لارا خلف الباب عندما قال لها ادهم انها وسيلة للانجاب فقط تدرك جيدا سبب هروب لارا لكنها لا تريد التدخل بينهم….تريد معرفة كيف سيتعامل ادهم معها و بالفعل رأت لهفته عليها و غضبه و عصبيته الشديدة في غيابها.
ابتسمت وهي تقول :
– لارا الوحيدة اللي هتكسرلك غرورك ياحبيبي.
__________________________________
نظرت له وهو نائم بهدوء عكس شخصيته وهو مستيقظ تنهدت بضيق من نفسها لم يكن يجب عليها الاستسلام له كانت تنوي الابتعاد عنه قدر الامكان اذا لم خضعت له ليلة البارحة!!!!
– بتفكري ف ايه.
انتفضت بخضة قائلة :
– انت لسه صاحي!!
فتح عيناه هاتفا بتهكم :
– لا نايم مش شايفاني….كنتي بتفكري ف ايه بقى ها.
هزل رأسها يمينا و شمالا فتابع بدهاء :
– انتي ندمانة ع اللي حصل بينا مش كده.
نظرت له بصدمة كيف يستطيع قراءة افكارها….جذبها له و همس بجوار اذنها :
– بس غصبا عنك بتستسلمي ليا انتي مبتقدريش تقاوميني اصلا حتى انا وحشتك بردو زي مانتي وحشتيني.
– بطل قلة ادب بقى!!
قالتها بغيظ فقهقه عليها قائلا :
– بعشق الخدود الحمر دول يا قطة.
ابتسمت من كلامها فاستلقى مجددا وجذبها لاحضانه مغمضا عيناه تاركا اياها تفكر ترى لماذا يعاملها برقة هكذا!!
__________________________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت و نهصت جالسة لفت انظارها في الغرفة لم تجده فوقفت ودلفت للحمام استحمت و ارتدت ملابسها خرجت ووقفت تنظر من زجاجة النافذة الى قطرات المطر المتساقطة بغزارة….
نزلت للاسفل وجدت حياة جالسة تعبث بهاتفها فقالت لها ممازحة :
– انتي على طول قاعدة وشك فوش الفون ايه مبتزهقيش.
حياة بتذمر :
– ازهق ليه بقى اصلي لما بكلم عمودتي مش بحس بالوقت اصلا.
لارا بضحكة :
– سيدي يا سيدي….بتكلميه ف ايه بقى.
– و انتي مالك الله.
قالتها وهي تخرج لسانها فامسكت لارا الوسادة و رمتها بها لكن حياة اخفضت رأسها بخفة فاصطدمت الوسادة في شخص اخر!!
نظرت له وجدته ادهم يطالعها بغيظ فانتصبت واقفة بتوتر :
– ان….انا…مكنتش اقصدك انت والله.
حياة بتصفيق :
– نفس المشهد اللي حصل ف المسلسل برافو.
رمقتها لارا بحدة فصمتت سريعا و غادرت…اقترب منها ادهم وهو يضع يده في جيبه ويقول :
– بتحدفيني بالمخدة و بتتحججي ب حياة هاااا.
– لا والله مكنتش بقصدك.
قالتها باندفاع و قبل ان يتكلم سمع صراخ حياة القوي!!!
انتفض و ركض لها و تبعته لارا خوفا من ان يكون قد اصاب امه مكروه وصل اليها وجدها تمسك بالهاتف و ترتجف بقوة و زينب تحاول تهدئتها.
– في ايه!!!
قالها ادهم بجزع فنظرت له و هتفت بصوت متقطع :
– عم…عماد….عماد.
نظروا لها منتظرين كلامها لكنها بدأت بالبكاء بهستيريا شديدة فصرخ بها :
– حياااة فوقي و قوليلي ايه اللي حصل لعماد.
انتفضت صارخة دون وعي :
– عماد عمل حادث…عماد خلاص مااات.
وقفنا البارت فقول حياة ان عماد مات ياترى ايه اللي هيحصل؟ بلاش ملصقات و تم وكملي و النعمة عايزة رأي وتوقعات يا جماعة.
__________________________________
– عماد عمل حادث….عماد خلاص مااات.
شهق الجميع و تمتم ادهم بصدمة وخوف حقيقي على صديقه :
– بتقولي ايه؟؟
حياة دون وعي كأنها مخدرة :
– انا كنت بكلمه وسمعت صوت حادث….ترنحت وكادت تسقط فاسرعت لها لارا تسندها نظرت ل ادهم الذي اجرى بعض الاتصالات و بعد ان انهى مكالمته طالعهم هاتفا بجدية :
– امي خلي حياة تلبس و تجي ع المشفى عماد عمل حادث بسيط و هيبقى كويس.
اومأت زينب وهي مازالت مصدومة من الذي يجري خرج ادهم مسرعا متجها للمستشفى بينا ارتدت لارا ملابسها بسرعة و ساعدت حياة في ارتداء ملابسها ركبت سيارتها و وزينب و حياة في الخلف وانطلقت هي ايضا للمشفى……
__________________________________
في المشفى.
يقف ادهم مع طارق بجانب غرفة العمليات و التوتر تملك منهم فحالة عماد خطيرة جدا.
طارق بضيق وهو يمشي ذهابا و ايابا :
– اتأخرو اوي كده ليه انا خايف على عماد جدا.
كاد ادهم يتكلم لكنه توقف عندما رأى حياة تدخل مسرعة و لارا ووالدته خلفها وقفت امامه و تشدقت ببكاء :
– عماد فين.
وضع يده على وجنتها و تمتم بهدوء :
– جوا.
– طب كويس صح ها قولي يا ادهم عماد كويس.
قالتها بصوت متحشرج فضمها له بقوة هامسا :
– ايوة يا حبيبتي كويس وهيقوم منها بالسلامة.
تحدثت قائلة بدموع :
– ادهم انا هموت لو عماد حصله حاجة ه…..
قاطعها بقوله الحازم :
– مش هتحصله حاجة ادعيله يا حبيبتي هو محتاج دعائك اوي.
هزت رأسها عدة مرات وهي تدعي بداخلها و ادهم يحتضنها اكثر كيف لا وهو يعتبرها ابنته فلقد تربت على يديه ويعلم جيدا انه بالرغم من مزاحها الدائم و عدم اهتمامها ب اي شئ لكنها حساسة للغاية و تخاف من اصغر الاشياء….هي الزهرة المتفتحة التي وعد نفسه بأن يحميها من اي شئ ولولا ثقته في عماد لما كان سلمه لها و الان صديقه في حالة حرجة جدا وهو قلق عليه حقا لكن لايجب ان ترى شقيقته قلقه فتنهار.
كانت لارا تقف بعيدة عنه نسبيا تراقب ادهم هو لم يعاملها بحنان هكذا الا نادرا جدا و دائما ما تراه بمثابة اب ثاني لأخته ان رأى فقط دمعة واحدة منها يحرق القصر بغضبه اما هي فدائما يتفنن في ايذائها…شعرت لوهلة بأنها تحسد حياة على وجود عائلة مثل هذه في حياتها ام تحبها و شقيق مثل ادهم يسعى لاسعادها و يكون لها الحضن الدافئ وقت الحاجة اما لارا فلم تجد ابا او اما حتى المرأة التي ربتها ماتت ولم يبقى لها سوى الجنين الذي في بطنها.
افاقت من شرودها على يد توضع على كتفها رفعت رأسها وجدت زينب تطالعها بتعجب قائلة :
– مالك يا لارا ؟
– No Think
اجابت بها وهي ترسم على وجهها ابتسامة زائفة على وجهها و بعد مدة خرج الدكتور فاقترب منه الجميع.
طارق بقلق :
– عماد عامل ايه يادكتور.
حياة بخوف هي الاخر :
– هو كويس صح.
الدكتور بابتسامة مطمئنة :
– متخافوش العمبية نجحت و الضابط بقى كويس الصراحة قوته البدنية ساعدته جدا و دلوقتي هننقله ل اوضة عادية.
– هيصحى امتى.
قالها ادهم بنبرة هادئة تماما فرد عليه الاخر :
– بعد كام ساعة كده….عن اذنكم.
غادر الطبيب فاحتضنت حياة والدتها بسعادة :
– سمعتي الدكتور بيقول ايه عماد كويس يا ماما.
زينب بابتسامة :
– الحمد لله يارب.
اقترب ادهم من لارا انخفض لها و همس بجانب اذنها :
– انا مش قلت متلبسيش بناطيل تاني انتي مبتفهميش.
لارا بضيق :
– امال البس فستان فعز الشتا ده و بعدين البنطلون مش ديق والبلوزة طويلة و انت اصلا لكش دعوة بيا.
قبض على يده بقوة يحاول التحكم في اعصابه قبل ان يفقدها و يتهور على هذه القطة المتمردة لكن لم يستطع فحمحم و نظر للاخرين قائلا :
– دقايق و راجع.
سحب لارا من يدها و جرها خلفه حاولت التخلص من قبضته الممسكة بمعصمها لكنها لم تستطع توقف امام الاسانسير و فتح بابه دفعها للحائط فصاحت به :
– انت اكيد مجنون ااااه.
تأوهت بألم عندما مد يده لطرحتها و جذبها منها هامسا بنبرة مرعبة :
– انتي لابسة الطرحة ديه ليه هااا نص شعرك باين و اصلا مش مغطية غير رقبتك يبقى ايه لازمتها…..وكمان عيدي الكلام اللي قولتيه من شويا.
لارا بتوتر وهي تحاول ابعاده :
– م…مقولتش حاجة.
– لا انا سمعت كأنك بتقولي ملكش دعوة بيا…..انتي بتحاولي تلعبي معايا يابنت امريكا ولا ايه.
ابتسمت لارا بثقة :
– اللعب للاندر ايدج انما لارا بتنافس فمعارك.
انتقلت الابتسامة لوجهه وهو يحدجها بنظرات وقحة كعادته مرر اصبعه على شفتيها هاتفا بنبرة رجولية مغرية :
– بتعجبني شجاعتك يا لورتي ياقطة ام عيون زرق.
قضبت حاجباها وهي تقول بتذمر :
– طب ابعد بقى انا مخاصماك.
– نهارك اسود يا ادهم لورا مخاصماني ليه.
ابتسمت من جملته ثم هتفت بدلع :
– لانك زعلتني و زعقتلي انا عارفة اني مش بهون عليك.
ابعد يداه التي كانت تحيط بها وتحاصرها لمنعها من التحرر منه رفع احدى حاجبيه و اردف بسخرية :
– لا يا روح مامتك بتهوني عليا و على فكره انا مش باجي بالدلع و التفاهة ديه ولو شوفتك لابسة بناطيل تاني هوريكي و اه ياريت تحطي نظارات عشان محدش ياخد باله من لون عيونك.
جزت على اسنانها و قالت بغيظ :
– ما البس النقاب بالمرة عشان اريحك.
– فكره حلوة….بلاش عند يا لارا و اتعلمي من حياة شويا انا صبري ليه حدود ف اتقي شري احسنلك فاهمة.
لم يدع لها مجالا للرظ بل استدار و فتح باب المصعد وخرج امسكها مجددا و ذهبا لحيث الجميع.
بعد مرور ساعتان.
ادهم ببرود وهو يطالعهم :
– مفيش داعي تقعدو هنا اكتر من كده ارجعو على القصر و انا و طارق هنفضل….
قاطعته حياة بعناد :
– لا انا هفضل هنا ومش هروح حته.
ادهم بحدة :
– يعني عاجبك وضعكم اوي و الرجالة جاية رايحة بقولك روحو و لما يصحى هرن عليكي.
كادت تتكلم وتعترض لكن الممرضة اقاربت منهم قائلة :
– المريض فاق تقدرو تشوفوه.
وقفت حياة مسرعة و ركضت للداخل و خلفها طارق و زينب.
– حياة وارثة العناد منك.
هتفت بها لارا وهي ترمق ادهم بنظرات مغتاظة فابتسم باستفزاز :
– و الجمال و العيون الخضر وارثاهم مني كمان.
لارا : – اول مرة بشوف حد بيمدح نفسه.
امسكها من ذراعها و دخل للغرفة بدون اي كلمة وجد عماد مستلقي على السرير بضعف و الكدمات تملأ وجهه و حياة تحتضنه ببكاء شديد.
ادهم :
– الحمد لله على السلامة.
لارا بابتسامة رقيقة :
– حمد لله على سلامتك.
عماد بتعب :
– الله يسلمكو….حاسبي يا حياة ذراعي واجعاني.
ابتعدت عنه مسرعة :
– اسفة مخدتش بالي.
– ولا يهمك يا حياتي.
ادهم بصرامة :
– بتقول ليه يا روح مامتك سمعني كده تاني.
عماد :
– احم انا اقصد تشرفت بمعرفتك انسة حياة ها كده كويس.
ضحك عليه الجميع و خجلت حياة فذهبت ووقفت بجانب لارا.
طارق باستغراب :
– بس قولي انت عملت الحادث ازاي و اخت ادهم عرفت ازاي.
عماد : ماهو انا كنت بكلمها ع الفون و حب و غرام لحد ماجت عربية نقل كبير و خبطت فيا ومسمعتش غير صويت حياة ف الفون و صحيت لقيت نفسي هنا.
كان ادهم ينظر لها نظرات حسابية فهو يدرك جيدا ان الحادث مدبر خاصة ان عماد هو من يتولى القضية التي تخص تحار المخدرات مؤكد ان هذا الحادث ليس صدفة كما يظنه الجميع.
بعد دقائق حضر اهله و اطمئنوا عليه و عادت حياة و لارا وزينب للقصر اما ادهم فأخذ طارق و ذهبا لمقر عملهما….
__________________________________
– لسه عايش؟!!
هتف بها ماجد بغضب فقال مصطفى بارتباك :
– والله يا باشا معرفش نجا ازاي المفروض يموت بعد الحادث الكبير ده بس….
قاطعه بحدة :
– اعمل ايه بافتراضاتك ديه دلوقتي لو عماد مات كانت القضية هتتأخر لانه هو مسؤول عليها و الادلة ضدي كلها تختفي بس المحكمة بقالها شهر و احنا لسه معملناش حاجة و يا هتحكن اعدام فاهم ده يعني ايه.
– ف….فاهم و هحاول…
قاطعه مجددا :
– مش هحاول اسمها هعمل…يلا غور من وشي وابقى عرفني باللي هيحصل.
اومأ برأسه عدة مرات و خرج سريعا تاركا ماجد يفكر :
– اكيد ادهم هيعرف اني ورا الحادث ده….ياترى هيعمل ايه….وكمان كل حاجة واقفة ضدي و محكمتي قربت.
ابتسم فجأة بمكر وهو يحدث نفسه بصوت مسموع :
– فضل ليا الكارت الاخير هستغله مكنتش عايز اعمل كده بس للاسف…..هههههه
__________________________________
في الداخلية.
هتف طارق بدهشة :
– يعني الحادث مدبر!!
انت متأكد.
اجاب بجدية وهو يجلس :
– اه متأكد متنساش ان عماد اتولى قضية ماجد بدلا مني و الدلائل كلها معاه ولو حصله حاجة و الدلائل ضاعت فده هيكون فمصلحة ال***** ماجد.
طارق بتفكير :
– وكمان احنا مش عارفين الجاسوس اللي قاعد وسطينا و بينقل المعلومات لماجد و بينفذله اوامره كلها …..تتوقع يكون مين.
ادهم بتوعد :
– مسيره يتعرف ولما اعرفه هيكون اخر يوم ليه ف الدنيا….
نهض فجأة و اتجه لغرفة التدريبات نزع تيشرته و ارتدى قفازات الملاكمه و اصبح يضرب كيس الرمل بكل ما اوتيه من قوة و قطرات العرق تتصبب من جبينه بغزارة جعلت خصلات شعره تلتصق بجبينه لتزيده وسامة عن وسامته.
توقف واخذ ينهج بعنف اخرج مسدسه و وقف امام طاولة عليها الكثير من الزجاجات….ابتعد بمسافة كبيرة نسبيا و اغمض عيناه رفع يده ممسكا المسدس باحترافية شديدة و اطلق الرصاص ليصيب كل الزجاجات دون اي خطأ.
فتح عيناه و همس من بين انفاسه المتسارعة :
– نهايتك هتكون على ايدي يا ماجد.
__________________________________
في المساء.
كانت لارا جالسة في غرفتها تتكلم مع جاكلين على الهاتف.
جاكلين :
– وهو عامل ازاي دلوقتي.
لارا ببساطة :
– كويس بس تعرفي انا خفت على حياة جامد انتي مشوفتهاش كانت منهاره ازاي.
جاكلين بضحكة :
– اكيد لازم تخاف عليه ده هو الحب ياحبيبتي.
– ههههه على رايك.
جاكلين :
– انتي عامله ايه مع جوزك.
لارا وهي تتذكر ملامحه :
– عادي.
– مش هتقوليله على حملك و ليه هربتي.
لارا بحزم :
– لا مش هقوله هو ميستاهلش يعرف اصلا….ثم اكملت بحزن :
– تعرفي اني شوفته النهارده ازاي كان خايف على زعل حياة و ازاي كان واخدها فحضنه…ادهم بيعامل عيلته كلها كويس الا انا مش شاطر غير ف القسوة و الاستغلال.
هتفت بحزن على اختها و رفيقة عمرها :
– حبيبتي انا معاكي و هفضل معاكي ع الطول اوعى تفكري انك لوحدك.
– تسلميلي….بصي انا لازم اقفل دلوقتي هقفل باااي.
– باي ياقمر.
اغلقت الخط و نهضت كادت تستلقي على السرير لكنها وجدت جاكيت ادهم ملقاة على الارض فأخذتها وكادت تضعها في الدولاب لكن لاحظت ظرفا يسقط من جيب الجاكيت.
عقدت حاجباها بتعجب و اخذت الظرف فتحته ببطئ وسرعان ما شهقت بصدمة وهي ترى تقارير حملها!!
تلعثمت هاتفة بصدمة :
– يعني هو عارف اني…اني…
…..: انك حامل.
انتفضت واستدارت بسرعة وجدت ادهم يطالعها بسخرية اقترب منها وسحب الاوراق من يدها متابعا بتهكم واضح :
– ايه ده انتي تصدمتي يا مراتي العزيزة معقول متعرفيش جوزك بحملك بس طول عمري بقول عنك عديمة مسؤولية و مع ذلك متوقعتش انك مهملة لدرحة تسيبي تحاليل حملك ف اوضتك بالفندق.
حدقت به في نظرات ذات معنى :
– يعني كنت عارف من الاول عسان كده رجعتني و بتعاملني كويس و انا بقول ليه مضربتنيش او حتى زعقتلي اتاريك عارف اللي فيها مبروك رغبتك تحققت و هيبقى ليك ولد يشيل اسم امبراطوريتك.
رفع احدى حاجبيه فتابعت بدموع :
– عايز تعرف انا هربت ليه صح ماشي هقولك……انا سمعتك لما كلمت مامتك و قولتلها انك عايز ولاد وانا مجرد وسيلة لتحقيق رغباتك مش اكتر…
وقفنا البارت فاعتراف لارا ل ادهم هربت ليه ياترى ايه اللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعة.
__________________________________
حدقتاه اتسعت من الذهول….و نبضات قلبه انخفضت وكأن انفاسه على وشك الانقطاع.
بدى الجو وكأنه نقلة زمنية عادت لإحدى الحروب الدامية!!
ولكن ليست متعلقة بأسباب دينية او ماشابه وانما هي متعلقة بنفوس سكنتها الشياطين!!!
قلب مظلم قاسي متعلق بالماضي حطم قلبا محبا كان سينير الحاضر والمستقبل!!!
و في مجرد ثواني كان يقبض على ذراعيها النحيفتان يجذبها اليه بقسوة هامسا :
– عشان كده هربتي….كنتي عايزة تنتقمي مني عن طريق انك تخبي عني حملك ب ابني برافو عليكي يابنت ماجد انتي فعلا وارثة الخبث منه.
كلماته جعلتها تشهق بصدمة هل هذا الشخصي طبيعي؟؟ يخطئ و يؤذي و يجرح لكن يلوم الاخرين على افعاله!!!
زمجرت به وهي تحاول التحرر منه :
– سيبني بقى يا متخلف انا بكرهك وبكره اللحظة اللي حبيتك فيها و بكره كل مرة قربت فيها مني و لمستني وتعرف ايه كمان انا بكره اللي فبطني ومش عايزاه.
قبض على فكها بعنف متمتما بابتسامة شر قاسية :
– ابقي فكري تعملي كده و انا هوريكي الجلاد بيعمل ايه ماشي يا قطه.
– انا مش فاهمة ازاي بتفكر كده معقول بعد اللي سمعته محسيتش بالذنب وكمان بترمي الغلط عليا و تعايرني ب ابويا؟!
نزلت دمعة منها مع اخر كلمة لها فعادت ملامح وجهه يكتسحها الهدوء التام . ترك ذراعيها وهو يلعن تحت انفاسه سحقا لطبيعته التي لن يستطيع التخلص منها كالعادة لا يدري مايخرجه من كلام عند العصبية و عندما يستفيق يكون قد فات الاوان فدائما ما يجرح مشاعر هذه الفتاة المسكينه.
افاق عليها وهي تمسح دمعتها بسرعة فائقة رفعت رأسها له و اردفت بقوة :
– ده اللي انت عايز تشوفه صح عايز تشوف ضعفي و دموعي بس انسى يا ادهم ده مش هيحصل….و زي مانت قلت لارا ماجد الكيلاني عمرها مهتكون ضعيفة و مستسلمة فاهم يا ادهم.
كانت تود اغضابه لتتسلى وهي تراه يحترق بالنار التي اشعلتها بداخلها لكنها صدمت عندما وجدته يبتسم باتساع و سرعان ماتحولت هذه الابتسامة الى ضحكة تلتها عدة ضحكات عالية نظرت له بتعجب متشدقة ب:
– انت بتضحك على ايه؟؟!!
لم يجبها بل قهقه عليها اكثر وهو يرى وجهها الابيض يتلون بالحمرة من شدة الغيظ و فجأة رفعت يدها و لكمت صدره صائحة :
– بطل ضحك!! لكمته ثانية و قد اوشكت على الجنون :
– انت بتضحك على ايه يا…
قطع كلامها بقبلة عميقة اخرستها دفعته بقوة قائلة بتحذير :
– متقربش مني تاني.
ادهم بتهكم :
– ايه ده بجد طب خليني اشوف كده…انهى كلامه وهو يقبلها ثانية بخفة فصاحت :
– عاااااا بقولك متبوسنيش…..كادت تلكمه لكن استطاع تقييد يديها في نصف ثانية ليكون ظهرها ملتصقا بصدره الضخم…
اخفض شفتاه يلثم عنقها بعنف ممقصود….تأوهت بألم زاده رغبة بها فانتقلت يده لجسدها وقبل ان يفعل اي حركة قد تحطم حصونها استدارت بسرعة و غرزت اسنانها في كتفه بقوة!!!
صرخ متألما و قال :
– عملتي ايه يا….لم يستطع اكمال حديثه لانها عضته ثانية وبدأت بلكمه وركله بكل ما اوتي من قوة لكن يالها من مسكينة فجسدها الضعيف لا يساوي شيئا امام بنيته الضخمة.
ادهم بضحة استفزاز :
– ايه ده انتي ضعيفة اوي.
لارا بغضب : اخرس!! دفعته فأنزلقت قدمه ليسقط على السرير و هي فوقه ظلت تضربه بقبضتها في صدره و كتفاه ووجهه وهو يقهقه عليها حتى شعر فجأة بإغماضها لعينيها رفع نفسه قليلا وجدها نائمة وتتنفس بقوة.
عقد حاجباه بتعجب فمنذ لحظات كانت تعنفه كيف هي نائمة الان!!!
ابتسم و حملها برفق وضعها على السرير وجلب لها بطانية ثقيلة نوعا ما غطى جسدها و استلقى بجانبها يوزع قبلاته العميقة على وجهها عنقها كتفيها و اخيرا شفتيها…
فتحت عيناه قليلا رفعت اصبعها في وجهه هامسة بدون وعي :
– مت…قربش…مني…
ابتسم ثم رفع يده و اخفض اصبعها مال عليها و همس امام شفتيها بنبرة اثارت القشعريرة في جسدها :
– قولتلك من قبل اني بعشق شراستك زي ما بعشقك ام عيون زرق.
انتقلت الابتسامة لوجهها هاتفة بنعاس شديد :
– انت…ب..
هز رأسه ببطئ ثم اقترب من اذنها و تابع بهمس مثير :
– ب ح ب ك…..بعشقك يا لورتي.
رفع رأسه قليلا وتطلع اليها ليجدها نائمة ضحك بخفة وهو يتذكر يوم ان كان ثملا و اعترف لنفسه بحبه لهذه القطة هو لم ينسى بالطبع ولذلك صمم على ان يجدها…
و لم يعدها من اجل طفلهما بل اعادها لأجله….لأجل ان يعوضها عن كل ما فات.
تنهد بألم لتخيله كيف كان شعورها عندما سمعته يتحدث عنها مع والدته مؤكد انها تأذت للغاية لكن اقسم يا صغيرتي اني سأنسيك كل ماحدث.
نهض وغير ملابسه ارتدى بنطال قطني رمادي و تيشرت اسود ثقيل بعض الشئ عاد للاستلقاء بجانبها و جذبها لحضنه.
طبع قبلة على وجنتها ورفع الغطاء على جسديهما وغط في نوم عميق….
__________________________________
في شقة جاكلين.
كانت جالسة على السرير امام التلفاز تشاهد احدى المسلسلات حتى رن هاتفها باسم طارق ففتحت الخط بابتسامة :
– مساء النور ياحبيبي.
– مساء الفل يا روح قلب حبيبك يلا جهزي نفسك عشان هنطلع نتفسح انا مستنيكي تحت يلا.
وقفت و توجهت للشباك نظرت منه وجدت طارق مستندا على السيارة و ينظر لها بابتسامة.
جاكلين بعبوس :
– ادخل ع العربية يا طارق الدنيا بتمطر و الجو برد كده هتمرض.
طارق :
– متقلقيش عليا يا قمري يلا بسرعة البسي.
جاكلين بابتسامة :
– حاضر.
ركضت بسرعة وارتدت ملابس صوفية و معطف شتوي وضعت القبعة على رأسها و تركت شعرها مسدولا….ركصت للاسفل وخرجت كانت السماء تمطر بغزارة و الظلام يعم المكان الا من اضواء الاعمدة و السيارات المارة.
اتجه نحوها وامسك يدها برقة قبل وجنتها برقة اخجلتها :
– وحشتيني.
– وانت كمان.
ابتسم و سحبها خلفه وهي تقول :
– رايحين فين.
– هتعرفي.
فتح لها باب السيارة وادخلها ركب هو ايضا و انطلقا وبعد دقائق توقفا امام بائع -الذرة-.
اشار لها بالنزول فترجلت وهو خلفها ركضا لأسفل السقف ثم وجه طارق كلامه للبائع :
– واحد ليا وواحد للمدام يا معلم.
جاكلين بسرعة :
– لا عايزة 2.
ابتسم الرجل لهذا الثنائي الرائع و اعد لهما ما يريدان ثم جلسا يشربان الشاي مع الحلويات بحماس وهما يتطلعان لبعضهما البعض بهيام….
بعد نصف ساعة قال لها :
– تحبي نروح على السينما؟
– اوك.
امسك يدها و صعدا للسيارة مجددا متوجهان الى السينيما ليشاهدا فيلما رومانسيا معا.
بعد 3 ساعات بالضبط خرجا هي تستند على كتفه وهو يحيط خصرها بتملك…
عادا للشقة و قبل ان تنزل امسك يدها هاتفا :
– جاكلين.
– ايوة.
– انتي لسه زعلانه مني لاني ضربتك؟
قالها بحزن فابتسمت برقة :
– لا ياحبيبي مش زعلانه بالعكس انا مبسوطة اوي لاني معاك وجنبك دلوقتي.
لمعت عيناه بعشق اسر قلبها و فجأة جذبها نحوه ليمتلك شفتيها في قبلة شغوفة للغاية يعبر بها عن حبه لها….ابتعدت عنه بعد دقائق وحمره الخجل تكتسي وجنتيها ابتسمت متمتمة بخفوت :
– Good Nate.
– ليلتك جنه يا عشقي.
ترجلت وركضت للشقة وهو يتابعها وبعدما دلفت استند بظهره على كرسي السيارة هاتفا بصوت عالي :
– بحبها يا نااااس.
__________________________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت لارا و شعرت بشئ ثقيل يستند عليها نظرت بجانبها وجدت ادهم نائما و ملامحه الهادئة زادته وسامة عن وسامته.
ابتسمت ثم فجأة فتحت عيناها بذهول وهي تهمس :
– هو ايه اللي حصل ليلة المبارح ادهم فعلا قالي….لالا اكيد كنت بحلم.
تنهدت بأسى على نفسها فحلمها لن يتحقق ابدا لن يحبها ادهم وحتى ان فعل غروره سيمنعه من الاعتراف.
رفعت يده الموضوعة على خصرها ونهضت دلفت للمرحاض واغلقت الباب خلفها في نفس اللكظة التي فتح فيها ادهم عيناه و غمغم :
– مش حلم يا لورتي انا اعترفتلك بمشاعري فعلا.
نهض هو ايضا و ذهب لحمام الغرفة الثانية استحم و ارتدى ملابسه ونزل للاسفل وجد حياة و زينب جالسين في الصالون.
– صباح الخير.
نطق بها ادهم في هدوء فنظرت له حياة بابتسامة :
– قصدك ظهر الخير بص الساعة كام.
نظر ادهم لساعته ثم هتف وهو يرفع احدى حاجبيه :
– انا نمت كل ده؟!
زينب بحب :
– صح النوم ياحبيبي نام براحتك.
حياة بمشاكسة عندما رأت لارا تنزل وتقترب منهم :
– الواضح ان ليلتكم كانت طويلة عشان كده يعني.
شهقت لارا بغيظ و نظرت لها زينب بحدة بينما تعالت ضحكات ادهم الرجولية وهو يردد :
– اوي اووي يا حياة.
حياة بتذمر وهي تجلس بجانبه :
– يعني حبيبي ف المشفى وانت ومراتك عايشين فجو الرومانسية عيب عليكم.
لارا : اخرسي ياقليلة الادب.
نظر ادهم لحياة بطرف عينه قائلا :
– لا انتي خدتي عليا كتير بقى ال حبيبي اتعدلي احسن ما….
قاطعته حياة بسرعة :
– لا وحياة امك ياشيخ هتعدل ده انت اخويا وحبيبي و قلبي وو…
قاطعها وهو يدغدغها بقوة :
– بس بقى يا بكاشه ههههههههه.
بدأت حياة تصرخ وتضحك في نفس الوقت و زينب ولارا تضحكان معها حتى توقف ادهم فانقضت عليه تحتضنه مردفة بصدق :
– ربنا يخليك ليا يا احسن اخ ف الدنيا انا من غيرك ولا حاجة.
طبع قبلة على شعرها بحنان :
– ويخليكي ليا.
عبست لارا و قالت بغيرة :
– مش كفايه بقى ابعدي كده ياماما ده جوزي.
حياة بعناد :
– لا جوزك اه بس حبيبي وبعدين انتي قاعدة معاه طول الليل مش كفايه بقى.
ابتسم ادهم بخبث وهو يلاحظ وجهها الذي تلون باللون الاحمر القاتم غمز حياة بمعنى -برافو عليكي- ثم وجه كلامه ل لارا :
– تعالي اقعدي معايا من الجانب التاني و انتي يا ماما تعالي كمان ماهو انا بقيت حبيب اهلكو.
ضحكت عليه زينب قائلة :
– حياة جننتك يا ادهم مبروك عليك.
حياة باعتراض :
– لا مش انا ديه لارا و البيبي اللي فبطنها.
نظرت لها لارا في ذهول تام ونظرت لزينب التي لا تبدو عليها الصدمة فحدثت نفسها….هل الجميع على علم بحملي؟!….
افاقت على كلام ادهم الجاد :
– مش عاوزة تروحي تزوري عماد.
حياة بنفي :
– لا انا روحتله مع ماما الصبح اصلا و رجعنا من ساعه.
هز رأسه بعملية في نفس الوقت الذي رن فيه هاتفه…فتح الخط مكلما الطرف الاخر :
– ايوة في جديد.
…………………..
ابتسم بخبث وشر وهتف :
– انا جاي حالا.
اغلق الخط و انتصب واقفا خرج دون النطق بحرف وكأنه ليس نفس الشخص الذي كان يضحك قبل قليل مع شقيقته…هءا ما كانت تحدث به لارا نفسها.
حمحمت و حولت بصرها لزينب وحياة متمتمة بحرج :
– هو انتو امتى عرفتو اني…اني….
– انك حامل؟
قالتها حياة بنظرة دهاء مطابقة لنظرات ادهم وتابعت :
– احنا بنعرف من لما ادهم جابك و قالنا بدل ما نتي تتعبي نفسك وتعرفينا.
زينب بتحذير :
– حياة!!
تغيرت ملامح لارا للحزن لتقول :
– كنت مستنيه الاوضاع تهدى واقولكو متزعلوش مني.
ابتسمت حياة ونهضت اقتربت منها واحتضنتها قائلة :
– الف مبروك يا حبيبتي.
__________________________________
في الداخليه.
كان مصطفى يتكلم مع صاحب الشاحنة التي اصطدمت بسيارة عماد حتى فتح الباب فجأة ليظهر طارق وهو ينظر له بجمود.
– ض…ضابط ط…طارق.
قالها بتوتر والعرق بدأ يتصبب من جبينه فاقترب منه طارق وهو يهتف بابتسامة :
– في ايه مالك انت خايف كده ليه كنت بتكلم مين.
مصطفى بتوتر :
– مكنتش بكلم حد انا…
لم يكمل كلامه لأنه تلقى قبضة عنيفة حطمت فكه من يد مجهولة اصطدم بالحائط و رفع رأسه وجد ادهم يقف امامه بشموخ . تلقى لكمه ثانية لكن هذه المرة من طارق الذي زمجر بغضب :
– بقى انت يابن ال***** بتحاول تقتل صاحبنا و عامل جاسوس لماجد الكلب انت ايه يا حيوان معندكش ضمير.
– سيبه يا طارق الكلب ده ميستاهلش نتنرفز عشانه….انتو ياللي برا!!!
نادى ادهم بأعلى صوته فدلف عدد من القوات العسكرية و قبضوا على مصكفى الذي مازال مذهولا مما يحدث ولم يتكلم اخرجوه من الغرفة فجلس ادهم و طارق الذي قال :
– احنا كان لازم نقبض عليه من لما عرفنا انه جاسوس لماجد مش نسيبه حتى حاول يقتل عماد.
ادهم بهدوء فضيع :
– ماهو انا سبته يلعب بمزاجي ولما حان الوقت المناسب وقفته بمزاجي بردو و هنشوف مين اللي هيودي الاخبار لحبيبنا ماجد.
ضحك طارق عليه ثم نهض قائلا :
– انا رايح ع المشفى اشوف الواد عماد تحي معايا.
وقف من دون ان يتكلم خرجا سويا و ركبا سيارتيهما و بعد دقائق وصلا للمستشفى ليطمئنا على صديق ورفيق دربهما……
__________________________________
في المساء.
صعدت لارا لغرفتها وقفت امام المرآة تنظر لنفسها بشرود….قبل سنة من الان كانت فتاة غير واعية تفعل كل مايحلو لها عنيدة قوية لا تستمع لكلام او نصائح احد تأخذ كل شئ ببساطة اما الان فهي عبارة عن ابنة مرفوضة زوجة حزينة و امرأة مستغلة….و ام مستقبلية!!!
افاقت من تفكيرها على صوت فتح الباب وغلقه و بعد ثواني وجدته يحتضنها من الخلف و يقبل وجنتها.
ابعدت وجهها عنه فانتقل بشفتيه على عنقها و كتفها يقبلها برغبة شديدة.
لارا بهمس محاولة ابعاده :
– ادهم ابعد كفايه.
لم يتوقف بل بدأ يزيح قميصها وهو يهمس بأنفاس متسارعة :
– هششش اهدي.
توقف واغمضت عيناها قليلا ثم فجأة صرخت دافعة اياه بقوة :
– بقولك ابعد انا مش عايزاك.
نظر لها بصدمة و غضب رفع يده ليصفعها و قبل ان تصل الصفعة لوجهها اوقف يده في الهواء!!!
شهقت بخوف وهي تغطي وجهها فجذبها من خصلات شعرها مغمغما بقسوة :
– انا لو كنت عايز جسمك كنت هاخده وغصبا عنك بس خلاص سديتي نفسي.
نزلت دمعتها واردفت بصوت متحشرج :
– اصلا ده كل اللي عايزه…..اناني ومش بتفكر غير فرغباتك القذرة.
لاااراااا !!!!
زمجر بعصبية فتابعت وهي تصرخ بانهيار :
– ديه هي الحقيقة انت رجعتني لانك تعودت تلاقيني جاهزة وقت ماتعوزني تعودت تسمع كلمة بحبك و تستمتع برجولتك وانا فحضنك وتعودت على البنت المجنونه اللي بتتخدع فيك دايما انت ايييه فهمني معندكش قلب ازاي تعمل فيا كده ليه استغليتني لييه انا اول مرة بكره جمالي اللي خلاك تطمع فيا حتى الامومة كرهتني فيها اول ما عرفت اني حامل جيت ع الطول و خدتني نفسي احس ولو لمرة واحدة اني مهمة بالنسبالك حرام عليك يا ادهم حرااااام.
صاحت بها في حدة فاندفع اليها و دفعها على الحائط بقوة امسك فكها و رفعها منه بعنف.
ادهم بعيون حمراء مشتعلة و انفاس سريعة من الانفعال :
– انت مرجعتكيش عشان الطفل او عشان طمعان فجمالك….انا رجعتك لاني بحبــــــــك….رجعتك لان ادهم عرف انه بيعشق لارا….
وقفنا البارت فاعترال ادهم بمشاعره ل لارا ياترى ايه اللي هيحصل؟؟ قراءة ممتعه.
__________________________________
احيانا تتعلق قلوبنا بحلم خيالي نتمنى تحقيقه….فنجد انفسنا نعيش مع هذا الحلم لنستيقظ على حقيقة ان ما نتمناه لن يحدث….
قلوب تتحطم…مشاعر تتبخر كالسراب….عيون اوشكت على العمى من شدة البكاء….بسبب الحقيقة المرة…!!
لكن ماذا ان تحقق الحلم…..ماذا سنفعل بعدما تقبلنا المرار…؟؟!!
توقفت يداها عن محاولة دفعه رفعت نظرها لتتقابل عيونهما في بحر من الذهول و العتاب و الشوق و اخيرا…الحب!!!
هل ما سمعته صحيح ام ان عقلها الباطن صور لها ما تتمناه!!
ارادت التكلم ولم تستطع فأبعد يده عن فكها و عاد للخلف بضع خطوات اخذ نفسا عميقا ثم تحدث بنبرة هادئة تماما عكس الاعصار الذي بداخله :
– ايوة انا بحبك….بحبك من لما جيتي على بيتي كنت فاكر ان ده مجرد انجذاب وهتكوني زيك زي اي بنت قابلتها من قبل بس انتي طلعتي غير انتي الوحيده اللي شغلتلي عقلي فاكره اول مره التقينا فينا وقتها اتخانقنا سوا و من يومها وانا بفكر فيكي ولما عملنا مداهمه على الفيلا اللي كنتي قاعده فيها و شوفتك بتعيطي قلقت عليكي جدا و مش عارف ليه خدتك فحضني عشان احميكي من الرصاص واول ما لمستك قلبي دق جامد حسيتك مسؤولة مني و مهمتي احميكي حتى الجريمة اللي حصلت اللي كنتي شاهده عليها استغليتها عشان مصلحتي اه و جبتك على القصر عشان استدرج ماجد بس بردو كان في سبب تاني وهو اني احميكي عشان تفضلي معايا ع الطول…
كنا فكل مرة بنلتقي فيها تكوني واقعة فمصيبه بخلصك منها كرهت الشعور ده جدا و عقلي بدأ يصورلي انك بنت مش كويسه بس الحجر اللي فصدري قالي ان البنت ديه مفيش منها وقتها بدأت اتعلق بيكي تصرفاتك عديمة المسؤولية ضحكك كنت بزعلك و اخليكي تعيطي بس بتنسي الزعل مجرد ما ابتسملك فاكره لما كسرتلك الكاسيت بتاعتك متحملتش اشوفك بتعيطي قضيت الليل كله بصلحها عشان بس اشوف ضحكتك اللي جننتني….فاكره لما كلتي اكلي فنص الليل ههههه وقتها كنت مستمتع وانا بشوفك بتاكلي و عملتيلي معكرونه كان طعمها بيقرف بس قولتلك حلو عشان مكسرش بخاطرك صدقيني ديه كانت احلى حاجة باكلها فحياتي ولما حاولت ابوسك وانتي ضربتيني بالقلم تعصبت جامد بس بردو فرحت لانك منعتيني مع اني لو كنت فعلا عايز ابوسك مكنتيش هتعرفي تمنعيني….و بعد مشاعري اللي بدأت تتحرك عرفت انك بنت عدوي صدقيني يا لارا الدنيا اسودت فوشي ازاي البنت اللي بحميها هي نفسها بنت الشخص اللي حرمني من ابويا كنت عايز فلحظتها انتقم منك و ادمرك بس مكنتش قلدر ااذيكي و قررت اتجوز بنت عمي عشان ابعدك عني لاني كنت عارف امك بتحبيني….
لما عملتي الحادث وطلعتك من العربيه مكنتش مهتم بحياتي كل اللي كنت بفكر فيه اني اطلعلك قبل ما تتفجر خدتك ع المستشفى ومن غير ما احس بقيت اعيط عليكي….اتخيلي الضابط ادهم بنفسه عيط عشان بنت عدوه ومن اللحظه اياها بدأت ارجع للشرب عشان انسى اللي حصلي و لما ماما قالتلي خليها تروح اتجننت ازاي اسيب الحاجة الوحيدة الحلوة فحياتي تضيع مني وقتها طلبت ايدك من غير ما افكر و فليلة فرحنا لنا عرفتي حقيقة زواجي منك اللي كان مجرد استغلال زعلت عليكي جدا لان اكيد تحطمتي…فاكره الليلة اللي ضربتك فيها وكنت هعتدي عليكي وقتها مقدرتش اسيطر على رغبتي و شوقي ليكي كنت فعلا عاوز امتلك جسمك اه عارف اني غلطت بس حاولت اقنع نفسي اني مش مهتم بيكي ولا بمشاعرك.
لما من اسبوعين هربتي حسيت اني خسرت الورده اللي كانت ملونتلي حياتي حسيت فعلا ان ادهم رجع لوحدته وقتها خفت…..ايوة خفت من فقدانك ولما عرفت انك حامل اتبسطت جدا لانك انتي هتبقي ام ابني و لما رجعتك حسيت ان الدنيا رجعت تضحكلي من جديد……
ساعتها عرفت ان استغلالي ليكي كان حجة عشان اخليكي تبقي معايا….فهمت ان انتي مش مجرد جسم ولا طريقة عشان استدرج عدوي…اتأكدت ان ادهم حب لارا لابعد الحدود الجلاد عشق قطته و بقت مصدر سعادته ومصدر تعاسته نقطة قوته ونقطة ضعفه مش بقدر اسيطر على تملكي ليكي لان طريقة حبي مش هعرف اغيرها اذا انتي شايفة كل ده مجرد تسلط ف فكري براحتك المهم تكوني ليا ومش لحد غيري.
توقف ادهم عن الكلام وتوقف معه كل شئ اخيرا بعد عذاب وجهد كبير استطاع التعبير عن مشاعره نعم هو يحبها ولن ينكر هذا مجددا فليشهد التاريخ ان لارا ل ادهم و ادهم لها فقط….
عندما رآها مازالت واقفة تنظر للارض دون النطق بحرف اقترب منها انخفض لمستواها و اسند جبينه على جبينها هامسا بانفاس متسارعة :
– مش هتقولي حاجة.
– م..مش عارفة.
قالتها بضياع لتكمل بدموع :
– طب ايه بخصوص الكلام اللي قولته لمامتك عن اني وسيلة ل….
قاطعها بعمق :
– كدب…كنت بكدب على نفسي مكنتش متقبل فكره اني بحبك.
ابتسمت بمرارة واردفت :
– وانا بقى لازم اشكرك لانك اخيرا تقبلت حبك ليا صح…..اسفة يا حضرة الضابط انا لايمكن اثق فيك تاني ولا…
لم تكمل كلامها فلقد شهقت بخفة عندما شعرت بشفتيه تطبع قبلا على كل جزء من وجهها انتقل لعنقها يلثمها ببطئ مدروس فهمست :
– اد…..ادهم انا قلت لأ.
رفع يده يفتح ازرار قميصها وهي تمسك يده بضعف محاولة ابعادها لكنها لم تستطع فهي ترغب به ايضا…!!!
بعد دقائق من محاولتها الفاشلة لمنعه اصبحت شبه عارية امامه وهو يتابع تقبيلها بقوة تعشقها كاد يحملها ليأخذها لسريرهم فتمتمت برعب :
– ادهم ارجوك بطل اللي بتعمله والا…والا…
– والا ايه.
همس بها وهو يلعب بخصلات شعرها فدفعت رأسها في صدره وهي تنتفض :
– والا هضعف قدامك زي كل مرة انا بكرهك…..بس بحبك.
ضحك بخفة واتسعت ابتسامته وهو يشعر بها تفتح ازرار قميصه رفع رأسها فاقتربت منه هي هذه المرة و بادرت بتقبيله…..
انحنى بجزعه وحملها اخذها وضعها على السرير وهي تتنفس بصوت عالي مررت يدها على صدره العاري وصولا لظهره تجذبه نحوها بلهفة ليهتف بخفوت حار وهو يراها مخدرة تماما بين يديه :
– ب ح ب ك…..بموت فيكي يا لارا.
لارا : وانا بعشقك….
ليغيبا سويا في العالم الذي خلق خصيصا لأجلهم عالم جميل لا يحتوي الا على ادهم ولارا و عشقهما الغريب….فتتحد اجسادهما و قلوبهما معا بعد عذاب دام طويلا……..
__________________________________
في النيابة.
فتح باب الغرفة بهدوء و دخل وجد مصطفى جالسا على الارض ويرتجف من الخوف فابتسم بخبث و اقترب منه.
سحب كرسيا خشبيا و جلس عليه نظر له و غمغم بهدوء :
– انت عارف ان اللي بيدخل ع القبو ده مستحيل يطلع منه عايش ف زي الشاطر كده هتقولي امتى و ازاي بقيت جاسوس لماجد و ايه المعلومات اللي عندك و بتخصه.
مصطفى بارتجاف :
– ضابط طارق ارجوك سامحني انا م…
قاطعته بحدة :
– بقولك ايه بلاش جو الشحاته ده و انجز يلا معنديش وقت.
هز رأسه و بدأ بالسرد له عن كل ما يخص ماجد حتى المخازن التي يحتجز فيها البضاعات الممنوعة و مكان اوراقه و سنداته المهمة و اخبره ايضا انه هو من اتصل ب لارا وقال لها عن معرفة ادهم بمكانها…
عقد طارق حاجباه بتعجب :
– وايه اللي هيكسبه لو بعد لارا عن ادهم.
– هو…كان عايز تبعد عشان ادهم باشا ينشغل بيها و ماجد يقدر يهرب من الحبس بمساعدتي و محدش هيشك فحاجة.
همهم وهو يرمقه بحدة ثم نهض واتجه للباب كاد يفتحه لكن اوقفه كلام مصطفى :
– يا باشا اطلب من ادهم بيه يسامحني ا….
قاطعه بصراخه الذي افزعه :
– يسامحك ؟!! ليه انت كسرتله ايده عشان يسامحك انت عارف يعني ايه ادهم يفضل سنين يجري ورا اي خيط ممكن يوصله للكلب اللي حرمه من ابوه وقتله ب ابشع الطرق و كل ما يقرب يوصله كل الدلائل بتختفي فجأو وانت كنت السبب طب سيبك من انه قتل ابوه انت عارف ان ماجد ده اوسخ شخص على وجه الارض بيتاجر بالاسلحه و المخدرات و البنات اللي ممكن تكون ف المستقبل مراتك او اختك ولا بنتك و المخدرات اللي بتدمر حياة مليون اسرة و يمكن ابنك يكون من ضحايا القرف ده بس هقول ايه على واحد خان ربنا وخان شغله و بلده وباع انسانيته و ضمير انت هتفضل هنا زيك زي اي كلب من اللي محبوسين ونشوف ماجد هيعمل ايه عشان يخلصك وهو مش عارف يخلص نفسه اصلا.
خرج و صفع الباب خلفه غادر المكان و ركب سيارته كاد ينطلق بها لكن رن هاتفه وكان عماد ففتح الخط قائلا بابتسامة :
– ابو رجل مسلوخه متعب نفسه ومتصل بيا يا مرحب يا مرحب.
عماد بضحكة متألمة :
– اتريق عليا علموك كده فبلدك تتريق.
– ههههه ازيك يا عمده.
عماد :
– احسن منك ياتوتو اهي المستشفى زي الفل و الممرضات اللي هنا انما اييه مززز.
طارق :
– تصدق ان انت معندكش حقير ازاي تسمحلك رجولتك تبص على الممرضات لوحدك لا ملكش حق الصراحه.
ضحك عماد بقوة هاتفا :
– وانا اللي صدقك انك بقيت محترم….حمحم واردف بجدية :
– في جديد بخصوص الحيوان اللي اسمه مصطفى.
اجاب بجدية هو الاخر :
– استجوبته و عرفت كل حاجة ده طلع جاسوس باعته ماجد من 4 سنين تقريبا.
– ابن ال***** اخ لو مكنتش مرمي هنا كنت عرفته مقامه.
قالها عماد بغيظ و تابع :
– محاكمه الكلب ماجد امتى.
– بعد اسبوعين من دلوقتي….احم عماد انا هقفل دلوقتي خود بالك من نفسك يا صاحبي.
– عينيا يا توتو هههههه.
اغلق عماد الخط و هاتف حياة بينما شغل طارق سيارته و ذهب لمنزله و استلقى على السرير يكلم حبيبته على الهاتف…..
__________________________________
مستلقية على جانبها وهو يحتضنها من الخلف ويضع يده اليسرى على يدها و يده الاخرى اسفل خصرها و خصلات شعرها متناثرة على صدره العاري وتبتسم بسعاده.
– مبسوطة ؟
همس بها وهو يطبع قبلة صغيرة على عنقها فهزت رأسها مجيبة :
– جدااا…..استدارت ليقابل وجهها وجهه وضعت رأسها على ذراعه المتكدسة بالعضلات و تمتمت :
– خايفة يكون ده حلم وافوق وملاقيكش جنبي وقتها ه….
قاطعها وهو يضمها لصدره اكثر :
– هششش ده مش حلم وانا مش هسيبك خالص يا قمري انا بحبك ومستحيل اتخلى عنك او حتى اسمحلك تبعدي عني واوعى تقولي كده تاني فاهمه.
اومأت برأسها عدة مرات وهي تبتسم ثم اغمضت عيناها باستسلام للنوم…..
ابتسم عليها وهمس :
– بعشقك يا احلى حاجة فحياتي….
__________________________________
بعد مرور اسبوعان.
خرج عماد من المستسفى بعدما تحسنت صحته واصبح قادرا على المشي كانت حياة تزوره هي و والدتها يوميا بطلب منه فهو لا يستطيع ان يعيش يوما واحدا دون رؤية وجهها الملائكي و صوتها الحنون و تصرفاتها الطفولية….
جاكلين وطارق يعيشان في جو من الحب و الغرام لم تتخلى طبعا عن عنادها و عصبيتها و هو لم يتذمر فلقد عشقها و انتهى الامر…
اما الجلاد و القطة ف حياتهما اصبحت عبارة عن فيلم كوميدي و خاصة بعد تصرفات لارا الغريبة بسبب الحمل يكاد يجن منها لكن ماذا يفعل فهي تحبه وهو يعشقها…
و الكثير الكثير من المواقف التي تزيد الحب ترابطا فهل ستبقى الاوضاع مستقرة ام ان للقدر رأي اخر……….
مساء يوم المحكمة.
كانت لارا جالسة في شرفة غرفتها ترتشف من كأس القهوة وتحدق في الفراغ بشرود حتى شعرت بيد تحيط بخصرها فابتسمت هاتفه :
– حمد لله على السلامه.
طبع قبلة على وجنتها من الخلف وهو يقول :
– الله يسلمك تعالي ندخل الجو برد وهتمرضي.
حملها دون ان يسمع ردها اغلق باب الشرفة واتجه للسرير وضعها عليه و استلقى بجانبها و دفن وجهه في شعرها الذهبي يستمتع بشم رائحته الرائعة.
– ايه الي حصل.
هتفت بها وهي ترفع رأسها لتنظر له فقال بهدوء :
– تحكم عليه مؤبد مع اني كنت بتمنى يتحكم اعدام.
نطق الكلمة الاخيرة بحدة من بين اسنانه فلمعت عيناها بالحزن على حالته وكم شعرت بالألم لتذكرها ان والدها هو السبب في مأساة زوجها.
طالعها بغموض وهو يدرك ما يدور برأسها فغمغم بجدية :
– اوعى تفكري تلومي نفسك عشان هو باباكي يا لارا ماشي.
اومأت رأسها بإيجاب واردفت :
– بحبك.
ادهم بنبرة مخدرة وهو يخفض كم قميصها :
– وانا بتنفس هواكي.
ابتسمت بخجل لتغمض عيناها باستسلام له….
__________________________________
بعد مرور اسبوع اخر.
في قاعة فخمة مزينة بأحلى واروع طريقة يجلس الحضور في طاولات مشتتة و العديد من الضباط و الرجال ذو المناصب العاليه موجودين لحضور زفاف الضابط طارق و الضابط عماد.
كانت العروس جاكلين وحياة تتجهزان و تساعدهما لارا و حنين التي حضرت لزفاف اختها.
ارتدت حياة فستان زفاف من تصميم اشهر المصممين في العالم بالطبع فهي شقيقة ادهم الشافعي ولن ينقص عليها شئ….كان عبارة عن فستان ابيض لامع طويل ضيق لغاية الخصر و يتسع بعدها باتساع جميل مطرز بحبات الالماس التي اضفت للفستان لمعانا اكثر و مازادها جمالا تلك الطرحة الملفوفة على رأسها بعناية فائقة وضعت كحلا اظهر عيناها الخضراء الامعة و ملمع شفاه فكانت تبدو كالاميرات.
و جاكلين ارتدت فستانا ابيضا رائعا بنفس تصميم الفستان الاخر لكنه بنص كم اطلقت لشعرها الاسود العنان و زينته بتاج الماس رقيق وضعت ميك اب خفيف بالكاد يرى فكانت تبدو كالاميرات.
حنين ارتدت فستانا باللون الذهبي و حجاب بنفس اللون ولم تصبغ وجهها بشئ بناء على رغبة زوجها خالد.
اما بطلتنا الجميله ارتدت فستانا احمر لامع مزين بورود مطرزة بالخيوط الذهبية و صندلا احمر و طرحة حمراء ايضا وضعت الكحل على عيناها الزرقاء فكانت تضاهي العروس في جمالها و رقتها…
اما الابطال الوسيمين.
ارتدى طارق بدلة سوداء و قميص ابيض و ربطة عنق سوداء وسرح شعره الكثيف فكان ساحرا حقا.
وارتدى عماد بدلة سوداء ايضا و سرح شعره وهندم لحيته التي زادته وسامة.
وخالد ارتدى بدلة زرقاء داكنة فكان هو ايضا وسيما.
و بطلنا العزيز ادهم ارتدى بدلة رمادية ابرزت عضلات ذراعيه وكتفيه الضخمة هندم لحيته الرائع و صفف شعره الناعم للخلف لتبرز عيناه الخضراء الحادة فكان محط انظار الكثير من الفتيات.
بدأ الحفل و دلف كل عريس وهو يحيط بخصر عروسه فارتفعت اصوات المباركات و التصفيق و سادت السعادة و الفرح في حفل الزفاف.
كانت لارا جالسة على طاولة الفتيات بجانب حنين لمحت ادهم الذي اشار لها برأسه للاقتراب منه فنهضت و توجهت نحوه امسك يدها و خرجا للحديقة.
لارا باستغراب :
– في ايه يا ادهم.
توقف و امسك يدها قبلها ببطئ هامسا :
– وحشتيني.
ابتسمت بخجل فقال بضيق :
– بعدين انتي ليه طالعه حلوة كده و ليه لابسة اللون ده.
لارا بضحكة استغراب :
– امال عايزني البس اسود كأني رايحه للعزا.
ادهم بحب :
– المشكله ان حتى الاسود بيطلع يجنن عليكي انتي قمر فكل حاجة (يالهووووي ده ادهم ولا مين لا انا كده هحسد وهنكد بقى)
اتسعت ضحكتها ورفعت ذراعيها لتحيط عنقه لكنها لم تستطع من طوله فرفع من خصرها.
ادهم وهو يداعب ارنبة انبها :
– قوليلي بقى ايه اخبار النونو.
– ميت فله وعشرة النونو طالع كيوت ل ماماه.
– لا شكله هياخد اهتمامك من اولها.
قالها بتذمر فقبلت وجنته بخفة :
– مفيش حد يقدر ياخد اهتمامي غيرك يا عسل انت.
انزلها سريعا وقال بحدة :
– انتي بتدلعي عيل عنده سنتين ايه عسل ديه.
– هههه طب سكر و مربى.
ضيق عيناه بنظرة تعرفها جيدا فرفعت يداها بطريقة كوميدية :
– خلاص اسحب كلامي….انت الجلاد.
ادهم باستفزاز :
– ايوة كده اتعدلي شكلك خدتي عليا اوي.
ضحكت ثانية و تشبثت في احضانه طبع قبلة على رأسها الذي يصل لأسفل قلبه بقليل و تمتم :
– مالك.
– مش عارفة حاسة ان في حاجة مش كويسه هتحصل.
قالتها بخوف فأبعدها عنه مغمغما :
– مفيش حاجة وحشة هتحصل انا معاكي وهفضل جنبك ومش هسمح لحد يأذيكي ماشي….يلا نخش جوا.
ابتسمت لارا :
– لا ادخل انت و اقعد جنب صحابك انا عاوزة اشم شوية هوا و ادخل يلا روح انت.
كاد يتكلم لكنه صمت قليلا و اردف بحزم :
– 5 دقايق وتدخلي مفهوم.
– حاضر.
استدار ليذهب لكنها امسكت كتفه التف لها ونظر لها بتساؤل وقبل ان يتحدث تمتمت بنبرة غريبة :
– بحبك سيدي الضابط.
دق قلبه بعنف و شعر بأنفاسه تختنق فأجاب هامسا :
– بعشقك يا قطتي.
تركت يده وغمزته فابتسم ودلف للداخل.
وقف بجانب طارق و عماد وقال بسخرية :
– عاجبكم حالكم وانتو شبه القرود كده استعجلتو على الجواز ليه بس.
عماد بضحكة :
– اهو نصيب بقى.
طارق بثقة :
– متخافش عليا صاحبك قدها و قدود.
ادهم بتهكم :
– ده انا اللي اعرف انك قدها….ارفعولنا راسنا ف الليلة ديه يا لطخ منك ليه.
عماد و طارق في نفس اللحظة :
– عندك شك فقدراتي؟
انفجروا ضاحكين و ادهم يضحك معهم …..مرت نصف ساعة و لارا لم تعد لف ادهم عيناه في القاعة يبحث عنها لكنه لم يجدها فاتجه للخارج يبحث عنها.
رن هاتفه برقم غريب عقد حاجباه وفتح الخط وقبل ان يتكلم جاءه صوت اخر شخص توقع ان يسمعه :
– ضابط ادهم ازيك الف مبروك لاختك و صحابك مقدرتش اجي واهنيك بنفسي تصدق انك وحستني اوي عشان كده خدت حاجة عزيزة اوي عليك تفكرني بيك.
اغلق الخط فنظر ادهم للهاتف بصدمة لاحظه خالد و طارق وعماد و زينب فاقتربا منه بتوجس وقبل ان يصلوا اليه ركض خارج القاعة.
وصل للحديقه و لف المكان برأسه يبحث عنها فلم يجدهت لكنه وجد خاتم زواجهما واقعا على الارض!!!!
مال بجسده و حمله رفع بيده هامسا بحقد :
– ماااااجد.
هل جربت شعور ان تسقط لوحة جليدية على قلبك فتتوقف نبضاتك عن الاستمرار بلعبة -الحياة-…
هل جربت شعور ان تحترق اوردتك و شياطينك بنار الغضب والانفعال و الفزع…!!
هذا ما كان يشعر به ادهم الذي غلت الدماء في عروقه و تصاعدت شياطينه كلها لتحوم حوله وهو يفكر هل خوفها في الآونة الاخيرة يفسر ما يحدث الان….كيف ومتى و اين هي…اين اختفت!!!
اقتربت منه زينب و الشباب وهتف طارق بتوجس :
في ايه يا ادهم ايه اللي حصل.
اكملت زينب بقلق وهي تنظر يمينا و شمالا :
– و لارا فين….انطق يا ادهم مراتك فين ومين اللي اتصل بيك؟!!
نطقت الجملة الاخيرة بصراخ فنظر لهم ادهم و تمتم بضياع :
– ماجد خطفها.
انتفضوا بخضة وتمتم عماد بذهول :
– ازاي؟! مش ماجد….
قاطعه وهو يجز على اسنانه :
– هرب….كانت هناك طاولة خشبية بجانبه فرفعها للاعلى والقاها على الارض بعنف صارخا :
– ال***** عرف يهرب و خدها مني!!!!
خالد وهو يحاول تهدئته :
– اهدى يا ادهم عشان نعرف نفكر.
اخذ هاتفه و اجرى اتصالا ب احد المسؤولين على السجناء و شتمهم بشدة و اكمل صارخا :
– كنتو فين لما هرب يا حيوان انت وهو!!!
تحدث الاخر بجدية :
– ادهم باشا احنا هنعالج الموضوع و هنزيد الحراسة على السجناء بلاش غلط لو سمحت.
ضحك الاخر بسخرية مردفا بقسوة :
– تزيدو الحراسة بعد ايه ها و ديني يا شوية حيوانات ان حصل لمراتي حاجة ل خبيكو تشحتو ف الشوارع.
اغلق الخط و تحدث بدون مبالاة :
– انهو الفرح ده بسرعه.
__________________________________
حركت جفنيها المغمضان وهي تصدر انينا خافتا فتحت عيناها ووضعت يدها على رأسها متأوهة بألم….نظرت للمكان الذي هي فيه غرفة واسعة مظلمة الا من خيوط النور المتسلل من اسفل الباب…..اتسعت حدقتيها و هي تعود بذاكرتها للخلف اخر شئ تتذكره انها كانت في الحديقة وعندما اتجهت لتدخل شعرت بأحدهم يضع منديلا على انفها ولم تستيقظ الا وهي هنا.
افاقت على صوت الباب وهو يفتح رفعت رأسها و سرعان ما تمتمت بصدمة :
– ماجد!!
اطلق ضحكاته بمكر وهو يقترب منها و يردد :
– حبيبة بابا وحشتيني اوي.
لارا باشمئزاز :
– انا مبتربطنيش اي علاقة بيك فاهم يا حقير.
ابتسم و قال بتهكم :
– ايه ده مرات الضابط بتغلط فيا بس مش هزعل منك خاصة اني هبقى جدو بعد 7 شهور ولا ايه رايك.
تسارعت نبضات قلبها المسكين خوفا على طفلها وضعت يدها على بطنها فقهقه قائلا :
– انا مفيش حاجة بتخفى عليا يا حبيبة ابوكي بس قوليلي بقى ايه رايك فيا بقى يعني مع كل الحراسة اللي حطها جوزك بس عرفت اهرب و اخدك معايا بردو.
صرخت به في انهيار :
– رأيي فيك انك اقذر انسان ف الدنيا مكفاكش الجرايم اللي عملتها و بتخطفني كمان فاكر انك ربحت بس لا غلطان ادهم هيلاقيك و يقتلك.
ماجد :
– ههههه وهو هيلاقيني ازاي المكان اللي احنا فيه مستحيل حد يعرفه ولا حتى ادهم الشافعي بنفسه وهو اصلا مش هيدور عليكي لانك مش بتهميه.
لارا بحدة :
– لا هيدور عليا وهيلاقيني عارف ليه لانه بيحبني.
– بيحبك؟
نطقها بسخرية لاذعة و اكمل :
– مامتك بردو كانت مفكره اني بحبها المسكينة مكنتش عارفة ان جوازي منها مجرد صفقة انتي طالعة غبية ل امك و للاسف غباها ده هو السبب فموتها.
عقدت حاجباها بتعجب من كلامه :
– تقصد ايه….هي ماما مش ماتت فحادث ؟؟
حدجها بنظرات شريرة وهو يتحدث :
– لا يا حبيبتي….مامتك انا اللي قتلتها.
شهقت بصدمة الجمت لسانها ثم تمتمت بتلعثم :
– ا…انت…انت قتلتها.
ماجد ببساطة :
– ايوة انا…..جلس على الكرسي مقابلا وهو يقول :
– بما ان قعدتنا مطولة فهحكيلك ع اللي حصل من زمان….قبل 23 سنة كنت تاجر سلاح مبتدأ وحتى الصفقات اللي كنت بعملها مكنتش مربحة كتير لحد ما قابلت امك ريهام اللي امها امريكيه و باباها مصري.
ريهام ديه كانت بنت غنية جدا و حلوة اوي و بردو طيبة واي حد بيقدر يخدعها بسهولة…..و بالنسبالي كانت فرصه متتعوضش فوهمتها بالحب والهبل ده و الموضوع مكلفش مني اسبوعين حتى وقعت ففخي و اتجوزنا عرفي ولانها كانت غبية و بتجري ورا مشاعرها صدقت اني محتاج فلوس عشان اجهز شقتنا و ادتني مبلغ كبير اوي ساعدني ف التجارة الممنوعة كتير و بعد وفاة اهلها ههههه كتبت كل املاكها ب اسمي ومن هنا اسمي بقى الاول فقائمة تجار المخدرات و البنات و الاسلحة.
و بعد سنة من جوازنا قالتلي انها حامل الصراحة فرحت جدا لان هيبقى ليا ولد يشيل اسمي و يساعدني بس….
ابتسم بغل تابع :
– جابتلي بنت واللي هي انتي انا مكنتش عايزك ف اجبرتها ترميكي فملجأ وفعلا عملت كده و بعد سنين عرفت انها كانت بتجيلك طول الفترة ديه عارفة انا عملت ايه . ههههه قتلتها.
وضعت يدها على فمها وهي تعجز عن استيعاب ما تسمحه فاردف :
– فضيت فيها المسدس و رميت جثتها ف البحر و امرت بحرق الملجأ و فعلا اتحرق بس قبل ما يحصل كده صاحبة ريهام اللي اسمها سعاد الاسيوطي كانت اتبنتك و انا معرفتش ده غير من سنة عشان كده بقولك انتو الستات ملكمش ستين لازمة فحياتنا احنا الرجالة.
صاحت به في بكاء و غضب :
– وانت مفكر نفسك راجل يا حيوان ده حتى حرام عليا اشبه الحيوان بيه لانهم ارحم منك بكرهك يا ماجد الكلب.
لم تكد تنهي كلامها حتى جاءتها صفعة عنيفة منه صرخت بألم و دموعها تنهمر بغزارة فأمسكها من حجابها وهو يقول بحقد :
– بقولك ايه انا صبري قليل فلمي لسانك الحلو ده تمام.
اخذ هاتفه و اتصل من رقم خاص رن رن ثم فتح الخط.
شغل الاسبكير و قال بخبث :
– خلينا نشوف الضابط متعلق بيكي قد ايه….
__________________________________
في القصر.
يجلس الجميع بترقب بعدما انهى العرسان الزفاف…كانت الفتيات جاكلين وحياة و حنين جالسات على الاريكة يدعون ل لارا و الشباب جالسين على الطاولة و ادهم يمشي ذهابا و ايابا و الغضب ينهشه و القوات العسكرية منتشرة في كل مكان.
– احنا هنفضل قاعدين زي العاجزين كده.
صرخ بها ادهم في سخط فتمتم عماد :
– طب اهدى شويا انت مكنتش مديها حاجة تقدر توصل ليها من خلالها.
ادهم من بين اسنانه :
– كنت حاطط جهاز gps ف الدبلة بتاعتها بس لسوء الحظ لقيتها واقعة على الارض.
مسح طارق على وجهه و فجأة لمح هاتف ادهم يضيئ برقم خاص فهتف :
– ادهم في واحد بيرن.
نظر للهاتف و اخذه بسرعة فتح الخط و لم يتكلم.
…..: ازيك يا كبير.
ادهم بغل :
– ماجد الكلب.
– هههههه عيب تغلط فعمك ابو مراتك يا ابني بص فد ايه انا حنين حتى وانت بتشتمني بس انا بتصل و بطمن عليك.
ادهم بايجاز :
– من غير لف و دوران قولي عايز ايه.
ماجد ببرود :
– وانا بردو بقول كده من الاخر انا عايز حريتي مقابل مراتك و ابنك ها ايه رايك.
ابتسم بتهكم و تشدق ب :
– انت مجنون ولا سنك الكبير مأثر فيك ادهم محدش بيلوي دراعه فاهم.
ماجد :
– هههههه مش قولتلك يا لارا ياحبيبتي ان مينفع تثقي فيه اهو رفض ياخدك.
دق قلبه بعنف وتمتم :
– لارا.
قال الاخر بمكر :
– طب عشان انا قلبي ابيض هسمحلك تكلمها بس مش اكتر من دقيقتين.
اغمض ادهم عيناه بمرارة وبعد ثواني سمع اسمه بصوتها الرتجف :
– ادهم.
ادهم بلهفة :
– لارا حبيبتي انتي كويسه الواطي ده عملك حاجة.
لارا ببكاء مرير :
– لا انا مش كويسة انا خايفة اوي ماجد ضربني يا ادهم وهيقتلني و يقتل ابننا زي ما قتل ماما من زمان وحرمني منها.
جز على اسنانه وكاد يتكلم لكن اتاه صوت ماجد الضاحك :
– خلاص خلصت الدقيقة ها قولي قررت ايه لسه معند مع ان ده مش لمصلحتك.
ادهم بصراخ :
– ازاي تضربها يا ***** انت مفكر انك لما تتصل من رقم من النت مش هعرف احدد مكانك بس و رب العزة لألاقيك واقتلك و ارميك للكلاب يا وسخ.
– هههههه وانت لسه شوفت حاجة انا هستمتع وانا بشوفك منهار ومش قادر تنقذ مراتك وابنك….زي اللي حصل من زمان مقدرتش تعمل حاجة لأبوك التاريخ بيعيد نفسه يا باشا وب ايدك القرار يا تاخد مراتك….يا احرمك منها.
اغلق الخط فرمى ادهم الهاتف و زمجر :
– حيووواااان.
زينب بخضة :
– هو قالك ايه.
حياة ببكاء :
– لارا فين يا ابيه انا خايفة عليها.
انهارت جاكلين وكادت تسقط فأسرع لها طارق يسندها.
ادخلت رأسها في صدره و شهقت باكية :
– انا هموت لو حصل ل لارا حاجة هموت يا طارق.
طارق بحنان :
– هشش متخافيش هترجع باذن الله وهتكون كويسه.
تطلع لهم وهو يشعر بالضياع التام صعد لغرفته بالاعلى و بدون ان يشعر وجد نفسه يتوضأ و يسجد لله تعالى خاشعا….مرت فترة طويلة منذ ان صلى اخر مرة كان دائما يلجأ للمحرمات كي ينسى ما يؤلمه ونسى قوله تعالى “ونحن اقرب اليك من حبل الوريد” صدق الله العظيم.
بعدما انهى صلاته رفع يده للاعلى وتمتم بصوت مخنوق :
– يارب انا عارف اني عصيتك كتير و عارف اني بطلت اصلي و الجألك من زمان انا غلطت فحقها و عملت حاجات غلط بس يارب ارجوك متعاقبنيش بيها انا مصدقت لقيت سبب اعيش علشانه….يارب لارا بقت كل حياتي متحرمنيش منها رجعهالي وانا هاخد بالي منها ومش هزعلها تاني…..
اطلق شهقة مرتجفة ودموعه بدأت بالانهمار للمرة الثانية بسببها….
هو الان واقف بين نارين نار الانتقام التي لن تنطفأ الا عندما يقتل ماجد و نار الحرمان التي يخشى تجريبها من جديد ماذا يفعل ايتخلى عن وعده لابيه بالانتقام لدمه ام يتخلى عن حب حياته يالله فل تكن رحيما بعبادك يشعر بنفس الوجع الذي شعر به عند قتل الده هل سيفقدها هي ايضا…..
بعد مرور ساعة.
نزل للاسفل وجد الجميع في حالة لا تختلف عن حالته كثيرا جلس على الاريكة بصمت تام اثار الرعب في قلوب البقية و لم تمر دقائق حتى رن هاتفه مجددا.
فتح الخط و قال بنبرة حازمة :
– انا موافى على شرطك…قولي لازم اعمل ايه.
ماجد بانتصار :
– برافو عليك يا جوز بنتي ده اللي كنت مستنيه منك….ثم تابع بجدية :
– كل البضاعات اللي تخصني واللي حضرتك قبضت عليهم ترجعهم و اوراق الصفقات اللي عندك بردو لازم ترجعها يعني من الاخر اللي انت خدته مني هترجعه وانا ارجعلك اللي يخصك.
– ماشي امتى و فين بالضبط.
– ف المكان اللي التقينا فيه قبل 22 سنة.
قالها بخبث غير متجاهل لانفاس ادهم التي تسارعت و قبضته المشتدة حتى كادت عروقها تنفجر و اكمل :
– ف مصنع جنب الطريق اللي قتلت فيه ابوك بعد ساعتين بالضبط هيكون الاستلام و اوعى يا ادهم….
قاطعه بنبرة مميته :
– انت اللي اوعى تفكر انك بتقدر تؤمرني يا ماجد….و اوعى اجي و الاقي لارا اتأذت ولو بحاجة صغيرة سامع!!!
اغلق الخط ونهض من مكانه فنهض معه الجميع :
طارق بجدية :
– هجي معاك.
ادهم :
– لا هروح لوحدي انا مش هقدر اجازف بحياة لارا ابدا.
عماد بابتسامة تشجيع :
– واحنا مش هنقدر نشوف صاحبنا وهو بيتخلى عن هدفه الوحيد ف الحياة احنا صحاب الدرب قبل ما نكون صحاب ف الشغل يا معلم.
ابتسم رغم عنه و نظر للفتيات اقترب منه امه وقبل جبينها مغمغما :
– ادعيلنا يا امي.
زينب بدموع خوف من ان تفقد ابنها ايضا :
– روح ربنا يوفقك و يرضى عليك دنيا و اخرة خود بالك من نفسك انا مش هقدر اتحمل خسارتك و مترجعش من غير لارا ماشي.
هز رأسه وخرج اقتربت جاكلين من طارق و حياة توجهت نحو عماد :
خودو بالكم من نفسكو و ارجعولنا.
احتضن عماد حياة بقوة و كذلك طارق ضم حبيبته لصدره هامسا :
– بعشقك.
ابتعد عنها و وجه كلامه لخالد :
– خود بالك من البنات هوما امانة فرقبتك.
خالد بإيجاب :
– طبعا متشلش هم.
خرجوا من القصر و تبعتهم القوات العسكرية…..
__________________________________
عند ماجد.
اغلق الخط ونظر ل لارا قائلا بضحكة استفزاز :
– هههههه الواد طلع بيحبك بجد مبروك عليكي بس عارفة حتى بعد ما يديني الورق مش هسلمك ليه.
نظرت له بتعجب فتابع بخبث :
– لانك بصراحة طالعة لمامتك فجمالها الامريكي اللي بيجنن و انا مش غبي عشان اسيبك لو تاجرت بيكي هربح كتييير.
انتفضت بصدمة قائلة :
– انت….انت ازاي كده وصلت بيك الحقاره للدرجة ديه انت ايه فهمني تصدق اني بكره دمك اللي بيمشي فعروقي فوق ما عملت جرايم كتير وحرمت عيلة كامله من سندهم جاي تساومني بحريتك اللي مش بتستاهلها اصلا و بكل حقارة عايز تتاجر ببنتك!!!
نظر لها بطرف عينه ولم يجب خرج من الغرفة و صاح برجاله :
– احرسو الاوضة كويس و شددو الحراسة برا و اول ما الضابط يوصل عرفوني….وتابع بخبث :
– هنشوف يابن الشافعي مين اللي هيكسب بالاخير….
بعد نصف ساعة تقريبا سمع صوت سيارة يقترب خرج ماجد و رجاله وجدوا ادهم يترجل و يقترب منهم كالثور الهائج وقف امامه و زمجر بحدة :
– مراتي فين !!
ماجد ببرود :
– اهدى يا سيادة الضابط انا لازم اتأكد الاول من الورق ممكن بتكون زورته.
ادهم بسخرية :
– ليه انت فاكرني زيك ولا ايه.
اخرج بعض الاوراق من جيب بنطاله رفعهم امامه و هتف :
– ده كل اللي بيخصك و البضاعة اللي حجزت عليها محتاج وقت عشان اعرف اجيبهالك….لارا فين.
ماجد بمكر وقد التمعت عيناه بالطمع و الجشع :
– سلم انت الاول وبعدين تاخد مراتك.
– من عينيا.
اتسعت ابتسامته لكن سرعان ما سقط على الارض اثر اللكمة العنيفة التي تلقاها من قبضة ادهم نظر له بشر و صرخ برجاله :
– مستنيين ايه اقبضو عليه !!!
تحرك رجلان منه وكادا يلمسانه فتحرك ادهم بخفة و امسكهما من رأسيهما و صدم الرجل الاول بالثاني ليسقطا على الارض مباشرة.
اقترب منه الاخرون لكن من هم كي يستطيعوا مضاهاة الاسد في قوته ببساطة جعلهم يترنحون من الالم ركل احدهما و امسك بالاخر و ادار رقبته بحركة عنيفة ليموت على الفور!!!
ماجد بغضب :
– انت بتلعب بعداد عمرك….يا حراااااس.
خرج عدد لا بأس به من الرجال ذو البنية الضخمة في نفس اللحظة التي ظهرت فيها القوات العسكرية من كل مكان و ظهر عماد و طارق من العدم.
تراجع ماجد للخلف فقهقه ادهم بمكر :
– انت فاكرني غبي يا ماجد بتعمل تصرفات غبية كأني مش عارف طبيعتك ومش عارف انك هتخدعني اكيد ومتسلمليش لارا الف مبروك عليك الموت يا ابو مراتي.
نطق الكلمة اللخيرة بسخرية ورفع يده و اخفضها مشيرا بها لرجاله فانقض عليهم رجال الشرطة في اشتباكات اخرج ادهم و عماد و طارق مسدساتهم و بدؤوا باطلاق النار حتى اصبحت رنينا يسمع في ارجاء المنطقة كلها !!!
بعد مدة ليست بالقصيرة سمع صوتها…صوت حبيبته تصرخ ب اسمه :
– اااااادهم !!!!
نظر للخلف وجد ماجد يخرجها و يضع السكين على عنقها وكم كان لهذه الحركة تأثير على ادهم.
ماجد بحدة :
– استسلم يا ادهم و ارمي سلاحك.
انخفض ووضع مسدسه في الارض ركله بخفة فتوجه نحو ماجد ووقف تحت قدميه.
رفع يده و صاح في الشرطة و عماد و طارق آمرا :
– ارموا سلاحكم بسرعة !!!
اخفضوا اسلحتهم جميعا فضحك ماجد بشبه هستيريا :
– شفت يا ادهم قولتلك انت مش قدري وحذرتك من اللعب معايا.
لارا وهي ترتجف :
– اد….ادهم.
ادهم بتوجس :
– حبيبتي متخافيش انا معاكي….سيبها يا ندل و خد اللي عايزه.
– هههههه لا انا اخيرا عرفت نقطة ضعفك و هستغلها يا باشا….امشي معايا.
سحبها للخلف وهو يحذر ادهم من الاقتراب كاد يركب سيارته لكن القوات بدأت بالاطلاق فجأة فهم لن يدعوا المجرم يفلت مجددا.
ادهم بصراخ :
– لاااااا وقفوووو!!!
ولكن كان قد فات الاوان فسرعان ما صرخت لارا بصدمة لتسقط على الارض وهي تتنفس بصعوبة فتغمض عيناها باستسلام….
ادهم بانهيار :
– لاااااااااراااااا !!!
وكأن الزمن يريد اعادة الماضي الذي قد مضى….
ذكريات قد عاد بها الزمن….وكأن الذكريات دائما ما تأبى النسيان….لتعود بحاضر لو علم بما يحمله الماضي من ذكريات لكان تمنى ان يزيلها بممحاه قد سطره قلم ازل…
ولكن هيهات لا احد يدرك ان الماضي احيانا يظل مرتبطا بالحاضر والمستقبل…ليجبرنا على حياة اما ان تحيا فيها بقلب خالي….او تحيا فيها بين الذكريات….و لتختر بين يا ابن ادم…!!!
وكأن الزمن يصارعنا….لنصبح بين طيات ماضيه وحاضره . يقف لحظة بنا في عالم لانرى فيه سوى نسمات ارواحنا….لنسير معه بخطى بطيئة وكأننا لانريد ان نترك عالم اصبحت اهوائنا بين عاصفات رياحه….لنلتف خلفنا فإذا بنا نرجع للسراب ثانية….و نخرج من عالم قد رسمته قلوبنا و رفضه العقل بأحلامه الوهمية….لتقف اقدامنا بين هذا وذاك…لتبحث عن مكان….ما يقال عنه عالمنا الحقيقي…..
هاهو الزمن يعيد نفسه….نفس المكان ونفس شخصيات مسرحية “لعبة الحياة”…. فمن سيكون الضحية !!!
ركض نحوها و قلبه يكاد يتوقف انخفض لمستواها وهو يردد بارتجاف :
– ل…لارا…لارا.
سمع صوت ضحكات يمقتها و يحتقرها للغاية فالتف و عيناه تقدح شررا سحب مسدسه المرمي على الارض و في لمح البصر كان ينتصب واقفا امام ماجد لم تمر ثانيتان الا وهو يطلق النار في منتصف رأسه…..ليخر صريعا هكذا و بدون مقدمات !!!
فتح عماد وطارق افواههم بذهول ثم استدركوا الوضع و اشاروا للحراس بحمل الجثة بينما جلس ادهم على ركبتيه وضع رأس لارا على قدميها و هتف بقلق وهو يطرق على وجنتها :
– لارا….لارا اصحي متسيبنيش انا هموت من غيرك لااااراااا.
كاد ينهض و يحملها متوجها للمستشفى لكنه لمح شفتاها تتحرك وتضيق جفنيها ثم مالبثت ان فتحت عيناها وهي تتلعثم :
– اد…هم..ايه اللي..ح حصل.
ظل ينظر لها بدون استيعاب حتى ادرك اخيرا انها لم تصب بل فقدت وعيها من الخوف لا اكثر.
ضمها الى صدره بقوة و احاطها بذراعيه دفن رأسه في عنقها و همس :
– موت من الخوف لما شوفتك واقعة حرام عليكي تعملي فيا كده.
اجابت بهمس هي الاخرى :
– انا كويسه…بس ايه اللي حصل و ماجد فين.
صمت لثواني ثم ابعدها عنه اشار لها لمكان معين فنظرت له و شهقت بقوة وهي ترى الشرطة تضع الكفن على جسده !!!
نزلت دموعها التي تلونت باللون الاسود من الكحل طالعته قليلا ثم عادت لتحتضنه…..مرت دقائق وهما على هذه الحال حتى سمعته يغمغم بهدوء :
– قتلته….انتقمت لابويا وقلبي ارتاح لما شوفته غرقان فدمه انا عارف انه ابوكي وممكن تزعلي عليه بس….
قاطعته بجفاء :
– الراجل ده مش ابويا و عمري مهزعل عليه واهو مات و ارتحنا منه.
ابتسم باطمئنان فهو كان يخشى من ردة فعلها هو اكثر شخص يدرك احساس فقدان الأب و ان كان هناك فرق شاسع بين والدها ووالده.
…..: في ايه بقى راعو ان في ناس موجودة معاكو الله.
كان هذا صوت عماد المازح ابتعدت لارا عن ادهم بسرعة فنظر له الاخير بحدة قائلا من بين اسنانه بنبرة مخيفة :
– عماد يا حبيبي شكل المشفى وحشاك.
عاد للخلف بضع خطوات هاتفا بنبرة مضحكة :
– لا ياخويا انا مراتي بس اللي وحشاني و هروحلها ناقصني جنانك دلوقتي يعني.
طارق وهو يمشي خلفه :
– و انا كمان اهو قاعد مع مراته واحنا متشحططين هنا ولا كأن المبارح كانت ليلة فرحنا منك لله يا ادهم.
ضحكت لارا على كلامه فرمقها ببرود :
– عجبك كلامه اوي يعني و بتضحكي بعلو صوتك هاااا.
زمت شفتيها بتذمر ثم نظرت للسماء و القرص الذهبي وهو يصعد شيئا فشيئا لتحتل خيوطه الذهبية ظلام السماء و تنيرها و تنير حياة ابطالنا معها….
بعد فترة عادوا للقصر دلفوا وكان الجميع بانتظارهم اطمئنوا على لارا و البقية وجلسوا.
زينب بهدوء :
– الحمد لله ارتحنا من الحقير ده و حياتنا هترجع زي الاول مفيهاش مشاكل.
حنين بابتسامة :
– ربنا كريم يا طنط و قد ما واجهنا صعوبات بالاخير هنخلص منها ب اذن الله.
تنهد الجميع و صمتوا ثم فجأة :
– انا مش هاخد مراتي ولا ايه.
قالها عماد وطارق فانفجر الحضور في الضحك عليهم و قالت حياة بمشاكسة :
– اجي معاك فين يا عمده و انا هسيب ابيه لمين.
لارا وهي تمسك بذراعه :
– متقلقيش عليه ياحبعمري انتي روحي ومتشيليش هم.
حياة بضيق مصطنع :
– كده بردو يا ادهم سايبها تقول لاختك كده.
ابتسم بمكر و ضم لارا اليه ف رفعت حاجبيها باستفزاز.
ضحك عماد وضم حياة له ايضا :
– حبيبتي عندها حضن يكفي مش كده يا حياتي.
اومأت بابتسامة فغمغم ادهم باستفزاز :
– مش مكسوف من نفسك تبقى قد التور وتقول الكلام المايع ده.
عماد بغيظ :
– احنا هنحسد ولا ايه ثم انت قد 3 تيران مش تور واحد.
ادهم بحدة :
– عيد الكلام اللي قولته.
ضحك طارق عليهم وتحدث :
– اسيبكو تتخانقو و انا اخد قمري و اروح.
جاكلين بمكر :
– اروح فين يا حبيبي لا انا قاعدة هنا.
جز على اسنانه وتمتم بابتسامة مصطنعة :
– ليه حد قالك اني زوج مع وقف التنفيذ هو انا اتجوزتك عشان تقعدي هنا امشي يا ماما.
امسك خالد يد حنين و اردف بحب :
– نسيب المجانين دول و نروح على بيتنا يا نونتي يلا.
هزت رأسها فوقفت زينب تنظر للجميع وهو سعيد دمعت عيناها من السعادة و حدثت نفسها :
– ربنا يديم الفرحة على قلوبكم…..
__________________________________
دلف طارق لشقته و هو ممسك بيد حبيبته نظرت في اركان المنزل وقالت بسعادة :
– البيت حلو اوي يا طارق تعالا نتفرج عليه.
ابتسم بتهكم ماكر :
– هنبقى نتفرج عليها بعدين في حاجات اهم نعملها دلوقتي.
طالعته بعدم فهم فانحنى و حمل شهقت وهي تقول :
– انت واخدني على فين ؟!
طارق وهو يصعد بها السلم :
– واخدك لجنتي يا حبي.
ابتسمت و اسندت رأسها على كتفه نظر لها من الاعلى و فتح باب الغرفة انزلها و همس بغمزة :
– وقت الجد يا جميل.
ضحكت وهي تبتعد للخلل وترفع اصبعها في وجهه :
– اوعى تفكر تقرب اموتك انا.
اقترب منها و اردف :
– اذا كان موتي على ايديكي ف انا مش ممانع بقى.
ازدادت ضحكاته لكن فجأة صمتت عندما سجن شفتيها بشفتيه في قبلة قوية وضعت يدها على صدره و بادلته القبلة بشغف.
ابتعد عنها بعد ظقائق وجد وجهها يشع احمرارا فحملها ثانية ووضعها على السرير….
مال عليها وهمس بعشق :
– بحبك.
– و انا بحبك اوي….ثم اغمضت عيناها باستسلام له….

في منزل عماد.
فتح باب الغرفة و انزلها كاد يقترب منها فقالت باستغراب :
– انت بتعمل ايه هنا ما تطلع و تسيبني .
– بتقولي ايه يا عينيا ؟
قالها باستهجان فاخفت ابتسامتها و صاحت :
– اوعى تفكر تعملي حاجة او تستغل ضعفي.
عماد بتعجب :
– ضعفي ؟ ايه المسلسل الدنيئ ده تعالي يا حبيبتي بلاش لعب عيال دلوقتي.
ضحكت و اتجهت للباب كادت تخرج لكن تفاجات بيد تلتف حول خصرها وتحملها وضعها على السرير و ازال حجابها برقة لتسقط خصلات شعرها البني الساحر.
ابتسم و تمتم بهيام :
– شعرك حلو اوي وانتي احلى….بحبك يا اغلى من حياتي…
__________________________________
تقف امام المرآة تزين نفسها و قد ارتدت اجمل الفساتين و اطلقت لشعرها الذهبي العنان ووضعت ميك اب خفيف فكانت تبدو كالقمر ليلة اكتماله.
سمعت صوت فتح الباب فاستدارت وجدت ادهم يطالعها من الاعلى للاسفل بنظرات اخجلتها….
اقترب منها بخطوات هادئة و عيناه تلمعان رغبة وعشقا توقف امامها وطبع قبلة خفيفة على وجنتها لتسير القشعريرة في جسدها بأكمله.
همس بصوت اجش من فرط رغبته بها :
– انتي كل يوم هتحلوي اكتر من اليوم اللي قبله ارحميني شويا.
ابتسمت برقة لتظهر غمازتها لم يتحمل اكثر فانحنى بجزعه ورفعها بين يديه متوجها نحو السرير وهو يقبلها بلهفة ادخلت اصابع يدها في خصلات شعره من الخلف تجذبه لها اكثر و اكثر . القاها على الفراش و اعتلاها بعدما نزع تيشرته اقترب و امتلك شفتيها مجددا وهو يتحرك يمينا و شمالا بسرعة و لهفة و رغبة كبيرة ليعمق القبلة قدر الامكان….
شعرت بيده تفتح سوستة الفستان و مالبث ان مزقه بقوة فشهقت هامسة :
– اااادهم ليه كده.
– هششش.
رفعت يدها على صدره مقبلة كتفه ووجهه و تمسك بذراعيه وهو يتولى مهمة طبع علامات ملكيته على جسدها فتأن استجابة و تردد اسمه بعد كل آهة تطلقها….و هو يردد اسمه وكلمات الحب والغزل ليكون العشق سيد الموقف…..
__________________________________
” مش هنتكلم على ماجد ولا على الناس اللي ساهمت فتفريق حبيبين لانهم ببساطة مش بيستاهلو حد يتكلم عليهم…
هنتكلم على ادهم ولارا بداية من لقائهم الاول و خناقهم مرورا ب حمايته ليها كل ما تتعرض حياتها للخطر…
ادهم كان معلق نفسه بالماضي و رفض حبه ل لارا لانه اعتبرها خيانة لذكرى ابوه و نسي انه مينفعش ناخد حد بذنب غيره و مش شرط الشخص يطلع لباباه زي ما لارا كانت عكس ماجد طيبة و رقيقة و اهم حاجة انها حافظت على نفسها فبلد غريبة.
مش كل بنت مش محجبة تبقى شمال….للاسف مجتمعنا الشرقي بيحكم على الناس من المظاهر و ده تخلف و ظلم كبير للبنات ديه…رغم ان لارا و جاكلين اتربو وسط تقاليد و عادات معاكسة تماما لعاداتنا بس حافظت على نفسها و فضلت متمسكة ب اصلها….
العصبية حاجة وحشة اوي في ناس كتير بتجرح غيرها لما تتعصب زي ادهم كام مرة جرح لارا و اهانها كام مرة وصفها ب انها شمال ومش واعية….كام مرة غلط فحكمه على الناس و بدل ما يلجأ لربنا وقت ازمته لجأ للمحرمات بس يا سبحان الله البنت اللي كان ينفر منها هي الوحيدة اللي يقدر ينام فحضنها من غير كوابيس…..
طارق و جاكلين مثال للعناد و العصبية بس رغم شخصياتهم المختلفة وصلو لنقطة مشتركة و اللي هي حبهم……
حياة و عماد عصافير الحب اللي مش بيزعلو بعض خالص ايوة حياة مجنونة شويتين بس وقت الجد بتكون نعم الاخت و البنت و الحبيبة و الزوجة وعماد اللي بيحافظ على هدوءه معاها و مش بيعاملها وحش خالص لانه عارف ان اي بنت هتنفر من العلاقة اللي فيها الاهمال و الزعل و العصبية…..
و مواقف كتير شوفناها ف الرواية ديه ان مهما الشر طال بس الخير هو اللي بينتصر ف النهاية…
متحكموش من المظاهر…
متشيلوش حد ذنب معملوش….
متجرحوش اللي بتحبوهم….
كونو سند لبعض زي ما لارا ساهمت فعلاج ادهم نفسيا….
الجأوا لربنا وقت المصيبة هو قال (ادعوني استجب لكم)..
__________________________________
بعد مرور 4 سنوات.
كانا يجلسان على تلك الصخرة الكبيرة المطلة على الطبيعة الخلابة الاشجار حولهم في كل مكان و نسمات فصل الربيع تداعبهم لتزيد الجو روعة.
همس وهو يطالع عيناها :
– ومن لم يقع في سحر عيناكي…
مازال عن جمال الدنيا اعمى…
ابتسمت و قالت مرددة :
– شايف الفراغ اللي ف السما….
ديه دنيتي من غيرك يا حبيبي.
تمتم ادهم بعشق :
– بحبك يا قطتي.
…..: و انا بحبك.
جاءهم صوت من الخلف نظروا لمصدر الصوت وجدا طفلة صغيرة تركض نحوهم عيناها خضراء كعيني والدها و شعرها ذهبي كشعر والدتها رائعة الجمال تشبه الاميرات تمتلك شقاوة عمتها حياة و عصبية خالتها جاكلين.
قهقه ادهم عليها و انخفض للاسفل حملها بين يديه و قال بصوت عالي :
– ريهام يا حبيبة بابي.
ضحكت بطفولية وهي تمرجح قدميها الصغيرتين في الهواء ضحكت لارا و احتضنتها بقوة هامسة :
– يا عمري انتي.
ضمهما ادهم لحضنه و اردف بنبرة رجولية مغرية :
– مش هتردي عليا انا قلتلك بعشقك يابت.
ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيها نظرت لريهام الجالسة في حضنها و بدأت تغفو ف اقتربت من اذن حبيبها و تمتمت برقة وهي تطالعه بهيام :
������������������
تمـــت

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا