الفصل الخامس : "الوجه التاني"

روان فضلت طول الليل ماسكة الصورة في إيدها، مش عارفة توقف عقلها عن التفكير. "مين اللي صورني وأنا صغيرة؟ وليه الصورة دي كانت مع دكتور جمال؟" أسئلة كتير بتلف في دماغها، وكلها مش لاقية إجابة.

الصبح قررت تروح بيت حازم تاني، يمكن المرة دي تلاقي أي حاجة تفك اللغز اللي هي فيه.

---

في بيت حازم...

الباب كان مفتوح، بس المكان كان ساكت بشكل غريب. البيت كله كان كأنه مهجور، مفيش صوت حتى. روان دخلت بهدوء، وبدأت تدور في المكتب اللي كان بيقعد فيه حازم.

وهي بتفتش، لقت دفتر قديم مكتوب عليه بخط إيده. أول ما فتحته، لقت جملة مكتوبة باللون الأحمر:

"البوابة تتفتح بالمفتاح... والمفتاح هو الدم."

قلبها بدأ يدق بسرعة، وحست إن الكلام ده معناه خطر كبير. الكلمة دي بالذات – "الدم" – خلتها تحس إن في حاجة غلط جدًا.

---

في مكان بعيد...

رامي كان واقف قدام الراجل الغريب اللي قابلوا قبل كده. الحوار بينهم كان شكله مولّع.

الراجل الغريب: "رامي، لو ما منعتش روان من اللي بتعمله، الدنيا كلها هتتقلب."

رامي: "قلتلك، مش هسمح لحد يقرب منها، دي مالهاش دعوة باللي بيحصل."

الراجل الغريب: "الموضوع مش اختيارك، يا رامي. البوابة لازم تفضل مقفولة. لو اتفتحت، الكل هيخسر."

رامي فضل ساكت، بس جواه كان فيه صراع. عارف إن اللي جاي مش سهل.

---

في بيت روان...

روان رجعت البيت وهي شايلة الدفتر معاها. قعدت على سريرها، وبدأت تقلب في الكلام المكتوب فيه. كل صفحة كانت بتفتح لها باب جديد للغموض. الرموز الغريبة، والجمل المقطوعة، كلها كانت كأنها ألغاز مش بتتربط ببعض.

روان: "البوابة... المفتاح... الدم؟ الكلام ده ملوش أي معنى!"

فجأة، تليفونها رن. كان رامي.

رامي: "روان، إنتِ فين دلوقتي؟"

روان: "في البيت... ليه؟"

رامي: "لازم أشوفك حالًا. الموضوع خطير."

---

في الكافيه...

رامي كان مستنيها في ركن بعيد عن الناس، وملامحه كانت كلها توتر. أول ما قعدت قدامه، بدأ يتكلم بصوت واطي.

رامي: "روان، إنتِ لازم توقفي اللي بتعمليه."

روان: "أنا مش فاهمة... إنت بتتكلم عن إيه؟"

رامي: "البحث اللي إنتِ شغالة عليه... الكتاب... دكتور جمال. كل ده خطر عليك. في ناس مش هيسيبوا الموضوع يعدي كده."

روان: "ناس زي مين؟ وإنت أصلاً إيه علاقتك؟"

رامي سكت شوية، وكأنه متردد يحكي.

روان: "رامي، لو مش هتقولي الحقيقة، يبقى ما تضيعش وقتي."

رامي بص لها وقال: "الحقيقة... إنك مش جزء من القصة دي. إنتِ القصة كلها."

......

روان بقت قدام كلام رامي اللي هزها من جوة. "إزاي أنا القصة كلها؟" السؤال ده خلّاها تحس إن حياتها اتحولت للعبة مش فاهمة قوانينها، ولا عارفة مين اللي بيحرك خيوطها.