رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع 7 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع 7 هى رواية من كتابة سارة بركات رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع 7
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع 7
كان يقف أمام جثة ذلك الرجل الذي يُدعى سيد المُلقاة أرضًا وخلفه ضباط الشُرطة يقومون بتغطية الجثة، إنتبه لحديث صديقه الغاضب:
- مش اتفقنا إن إنت مش هتعمل حاجة غير لما تعرفني؟ برده للمرة التانية يصادف إنك في مسرح جريمة في نظر للقانون.
أردف جواد بشر:
- قولتلك إللي هيقطع طريقي مش هيشوف مني غير كل شر.
أردف عاصم بهدوء:
- يبقى لو وصلت لحاجة تعرفني، أنا زي مانت شايف بحقق ورا كل إللي بيحصل، أي معلومات توصلك لازم تبلغني بيها عشان هتساعدني في القضية دي جدا.
- بس أنا شايفك مش بتتحرك، أنا مش عارف أنام من غير ما آخد حقي منهم، أنا دماغي شغالة أربعة وعشرين ساعة عشان أعرف أوصلهم.
تنهد عاصم بصعوبة وأردف بهدوء:
- أنا فاهم ومقدر إللي حصل بس إحنا محتاجين خيط نوصلهم من خلاله، وده إللي أنا شغال عليه .. بلاش يا جواد تتدخل في شغلي، زي مانت دماغك شغالة أربعة وعشرين ساعة .. أنا كمان ببص في القضية دي ومش بنام، الموضوع مكلكع يا جواد، الناس دي عبارة عن شبكة كبيرة مش معروف أولها من آخرها.
شرد جواد في قوله قليلًا ثم تحولت ملامحه للغموض.
- تقدر تمشي من هنا يا جواد، أنا هستجوب أهل المتوفي وهحاول أعرف عن علاقاته.
كاد أن يمشي ولكن أوقفه عاصم مرة أخرى:
- جواد، أنا عايز أساعدك وعايزك تساعدني عشان أقدر أعمل ده .. أي معلومة توصلك بلغني بيها وماتتصرفش، أرجوك.
تجاهل حديثه ثم رحل يفكر في الخطوة القادمة فهو لديه كل الخيوط التي ستوصله إلى هؤلاء الأشخاص يومًا ما .. و عندما يحين اللقاء لن يترك أحدًا منهم حتى يقتص منهم على ما فعلوه بشمسه.
مرت الأيام على بهجت الذي عاد حزينًا مرة أخرى على فراق إبنته وتجاهلها له؛ أما بالنسبة لشمس فقد كانت تتحسن و كان جواد يقوم بمتابعة حالتها الصحية والنفسية دون أن يأتي للمصحة حتى مر خمسة أشهر على كل تلك الأحداث وأتى اليوم الذي ستخرج فيه شمس من المصحة.
خرجت من غرفتها دون قيودٍ تلك المرة، تتنفس بإرتياح وبإبتسامة مرتعشة ترتسم على وجهها، تنظر حولها تبحث عنه بعينيها، لقد اختفى في الآونة الأخيرة لم تعلم عنه أي شئ، الشخص الوحيد الذي وقف بجانبها وكان عونًا لها .. سارت بضع خطوات خلف الممرضة التي تساعدها في الخروج ولكنها توقف عندما رأته .. كان هناك .. شامخًا قويًا وأيضًا غامضًا كما اعتادته دائمًا، يرتدي حُلةً سوداء راقية .. هذا هو جواد الأنيق الذي اعتادت أن تراه دائمًا .. إبتسمت راكضة نحوه ودخلت في أحضانه..
- شكرا إنك جيت.
لم يُبادلها ... لم يُبادلها أي شئ والأدهى أنه لم يتحدث وظل صامتًا، إرتبكت وشعرت بالإحراج وابتعدت عنه متنهدة بإرتعاش بسبب إحراجها ذلك .. قام بحمل حقيبتها وأردف بملامح خالية من أي تعبير:
- يلا.
هزت رأسها بإماءة بسيطة ثم سارت بجانبه وهي تضم ذراعها اليُمنى بيدها اليسرى، وضع حقيبتها في سيارته ثم صعد السيارة وهي صعدت بجانبه دون أن تتحددث بكلمة .. ظلا هكذا صامتين حتى توقفت سيارته أمام باب قصر والدها .. إلتفتت تطالعه باستفسار:
- أنا جيت هنا ليه؟ بابي عرف؟ إنت قولتله حاجة؟
أردف جواد بلامبالاة:
- لا، أنا ماتكلمتش في أي حاجة .. دي حاجة بينكم إنتوا الإتنين .. أب وبنته مع بعض أنا ماليش دخل في أموركم، أنا دوري خلص أنا رجعتك لبيت باباكي وإنتي كويسه وأنا وفيت بوعدى لبهجت بيه.
أردفت بشرود:
- بس أنا مش كويسه.
إلتفت يطالعها ولكنها استأنفت ببكاء:
- أنا فعلا مش كويسه يا جواد، أنا أقرب الناس ليا خذلوني، واحدة كانت بتحقد عليا ودمرتلي حياتي والتاني ضحك عليا ومثل عليا الحب وحبيته من كل قلب، ده أنا إتحديت الدنيا كلها عشانه!!، إزاي يحصل معايا كل ده؟! أنا كنت بخاف أزعلهم .. كنت بخاف أعمل تصرف يضايقهم من غير ما آخد بالي، أنا كان عندي إستعداد أقف جنبهم .. بس .. بس خذلوني! .. إنت إزاي شايفني كويسه بعد إللي أنا مريت بيه لحد دلوقتي؟؟ إزاي حكمت إني كويسه بعد ما حياتي ومستقبلي إتدمروا.
كان يقبض على يده بقوة يمنع نفسه من ضمها ونسيان ما فعلته به وأردف بجفاء:
- أنا ماليش علاقة بيكِ ولا بحياتك إنتِ حرة .. إنتِ إللي جبتِ لنفسك كل ده.
طالعته بتعجب من حديثه ذلك، وأردفت بعدم إستيعاب:
- إنت ماكنتش كده.
تنهد بهدوء مكررًا حديثه بصيغة أخرى:
- حمدالله على سلامتك يا شمس هانم، أنا وفيت بوعدي لوالدك وهو إنك ترجعي بالسلامة، تقدري تنزلي من العربية.
كأنه ألقى بدورق ممتلئٍ بالمياه المثلجة فوق رأسها شعرت بالإحراج وخرجت من السيارة هرع إليها أحد حرس القصر لأخذ حقيبتها .. كانت تطالعه بتأثر ولكنه تجاهلها ورحل.
"لا أعلم بما شعرت في تلك اللحظة التي تركني بها؟، الشخص الذي كنت على يقين أنه لن يتركني من بين الجميع وفي النهاية تركني ورحل، هل خذلني؟ أم أنني آذيته دون أن أدري؟"
وضعت يدها على قلبها الذي يؤلمها ولا تدري ما السبب، ثم دخلت للقصر وهنا تقابلت مع والدها الذي ينظر لها باشتياق وتعجب في آنٍ واحدٍ.
- شمس؟!
لا تستطيع تفسير كم المشاعر التي احتاجتها عندما رأت والدها يفتح لها ذراعيه يحثها على الركض لكي يضمها وبالفعل خارت قواها واستسلمت وركضت نحوه لكي تستقبلها ذراعيه بلهفة وقوة ..تركت العنان لعبراتها وبكت بنحيب عالٍ .. استسلمت لآلامها، تريد أن تنهار قليلًا .. ألا يحق للإنسان أن يستسلم وينهار قليلًا لكي يستريح من أعباء الحياة حتى لو لخمس دقائق؟! .. تعجب بهجت من حالتها تلك.
- مالك يا شمس؟ بتعيطي ليه؟
تحدثت من بين شهقاتها بصعوبة:
- أنا اتطلقت.
طالعها بصدمة آلمت قلبها بسبب خوفها على حالته الصحية من ذلك الخبر، لا تعرف، هل تَقُصُّ عليه ماحدث لها أم لا؟
كان مصدومًا مما سمعه للتو، هل تطلقت! كيف! إبنته الصغيرة الرقيقة أصبحت مطلقة! .. ظل صامتًا هكذا لعدة ثوانٍ شعرت شمس أنهم دقائق طويلة وأردفت ببكاء:
- بابي، إنت ساكت ليه؟ أنا آسفة بجد .. أنا غلطانة .. ياريتني كنت سمعت كلامك من الأول، أنا بس غلطتي الوحيدة إني حبيته وصدقته.
قام بضمها مرة أخرى يربت على ظهرها.
إبتعد قليلًا يطالعها وأردف بتردد:
- لو في إيدي أصلح إللي بينكم قوليلي، أنا جنبك.
هزت رأسها بالنفي بقوة:
- لا مش عايزة أرجع ليه أبدًا، كان صفحة سودة في حياتي وقطعتها خلاص.
ربت على رأسها متحدثًا بهدوء:
- ماشي أنا معاكِ .. قوليلي محتاجة إيه وأنا أعملهولك.
- أنا محتاجة أنسى كل إللي حصل معايا.
- هتنسي ماتقلقيش هتنسي.
..............................
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم / سارة بركات
في المساء:
كانت تجلس في غرفتها القديمة تنظر أمامها بشرود، استطاعت أن تفلت من أسئلة والدها المتعددة عن سبب الخلاف الذي حدث بينها وبين ساجد لكي يتطلقا .. حتى أخبرته بحجة أنه يقوم بخيانتها، استفاقت من شرودها ذلك عندما دخل والدها الغرفة يجلس بجانبها على السرير يضمها بقوة:
- إيه إللي مصحيكي؟ مش قولتِ هتنامي؟
- ممكن أسألك سؤال؟
- أكيد.
- هو ليه جواد مبقاش يعاملني زي الأول؟ إحنا ماكناش كده؟
أردف باستفسار:
- شوفتيه فين؟
حاولت أن تبحث عن كذبة لكي لا تخبره أنها كانت بالمصحة ..
- قابلته وأنا جاية في الطريق النهاردة، ماكلمنيش وعمل نفسه مش شايفني.
تنهد بهجت بحيرة هل يخبرها أنهما كانا مخطوبان وكان سيُعلن عن خطبتهما تلك بعد إنتهاءها من الجامعة؟
- سكت ليه يا بابي؟
تنهد بإستسلام ثم أردف:
- عشان يا شمس مع الأسف إنتِ جرحتي جواد جدا، جواد كان متقدملك وأنا وافقت وكنا هنجهز للإعلان عن خطوبتكم وكنت هقولك كل ده طبعا في اليوم إللي إنتِ قولتيلي فيه إنك عايزة تتجوزي ساجد.
صدمة! .. كان رد فعلها الوحيد هو الصدمة، لم تكن تتوقع ذلك .. هل كان جواد يحبها؟؟ .. كانت تعتقد أنه يقصد مضايقتها فقط ليس إلا .. ارتعش جسدها من الصدمة تتذكر كل كلمة مؤلمة قالتها له .. تتذكر كم جرحته قبل زواجها .. لم تكن تعلم.
تداولت الكثير من الأسئلة في مخيلتها، ضيقه الشديد عندما ذهبت للسباحة وكان رجلَا من يقوم بتدريبها، هل تلك كانت غيرة منه؟؟ أولم يكن تطفلًا منه كما كانت تعتقد؟؟ وضعت يدها على وجهها بحرج عندما تذكرت تمزيقه لكل الأثواب العارية التي قامت بشراءها من المركز التجاري .. كل تلك كانت غيرة منه .. غيرة خطيب على مخطوبته! .. لم تشعر بالعبرة التي سقطت من مقلتيها .. تتذكر نظراته لها .. همساته .. كل ذلك كانت تفسره بأنه متطفل يفرض عليها وجوده في حياتهم .. أغمضت عينيها بقوة عندما تذكرت الكلام المؤلم التي أخبرته به يومها ..
" أنا بكرهك طول عمري بكرهك .. بكره تدخلك في حياتنا .. بكره حبه ليك .. بكره وجودك نفسه .. إنت شخص ماعندكش كرامة عشان فرضت علينا وجودك في حياتنا"
تشعر بالضيق كثيرًا من نفسها هل فعلا جرحته بتلك الطريقة؟ كيف لم ترى أي شئ؟ هل كانت عمياء لتلك الدرجة لكي لا ترى حبه الواضح لها؟ غبية يا شمس أنتِ غبية .. ولكن هناك سؤالٌ جعلها في حيرة من أمرها .. هل لو كانت تعلم حب جواد لها وكان أخبرها والدها بكل شئ قبل لقاءها بساجد، هل كانت ستقبله زوجًا لها؟ أغمضت عينيها متنهدة بحُرقة مردفة بكلمة واحدة.
- نصيب.
كان بهجت يطالعها بحزن، لا يريد أن يعاتبها ولا يريد أن يتحدث بأي شئ يكفي ما عاشته وتلك كانت نتيجة إختيارها، هل سيعاقبها هو أيضًا؟ لا .. لا يريد عقاب طفلته بل يريدها أن تهنأ في حياتها.
- وبعد ماعرفتي خلاص، ناوية على إيه يا شمس؟
طالعته وأردفت بإبتسامة هادئة:
- جواد إنسان محترم وماشوفتش منه حاجة وحشة أبدًا، بس نصيبة مكنش معايا.
تحدثت بآخر كلمة بصعوبة ثم استأنفت بهدوء:
- أنا محتاجة أغير جو .. إيه رأيك أروح معاك الشركة الفترة الجاية؟
تعجب لحديثها ذلك، تريد أن تذهب للشركة معه؟! إنتبهت لتساؤلاته الواضحة في عينيه، تنهدت تنهيدة بسيطة ثم قامت بالتوضيح:
- محتاجة أعيش حياتي صح، محتاجة أشوف مستقبلي.. عايزة أنسى وأنا عارفة أنا هنسى إزاي.
لمعت عيناها بالدموع عند آخر كلمة .. يستحيل أن تقصد ساجد بذلك الكلام .. ولكنها تقصد ماحدث لها في الآونة الأخيرة وأيضًا جواد.
...............................
كان يقف في مكان يملؤه الظلام يراجع بعض الأشياء ورجاله يقفون خلفه .. نظر للطرف الآخر الذي يقابله في الجهة الأخرى والذي لم يكُن سوى ساجد طليق شمس المقطوع الأصابع في يده اليمنى وأعرج القدمين؛ فلقد استغرق الأمر منه شهورًا في العلاج، كان يقوم بغلق حقائب الأموال ويقدمها لجواد الذي يقدم له في المقابل حقائبٌ كثيرة ممتلئة بالأسلحة من خلال رجاله.
- كده تمام يا .. يا جواد بيه.
أردف ساجد بسخرية وهو يطالع جواد الذي يقف شامخًا كعادته والذي أردف ببرود:
- لو ضحكت تاني هقطعلك صوابع إيدك التانية.
إختفت إبتسامة ساجد الساخرة وابتلع ريقه مردفًا:
- مبارك عليك الصفقة ومبارك علينا إنت يا جواد بيه.
هز جواد رأسه وخرج ساجد وخلفه رجاله من ذلك المكان..
أردف جواد بإشمئزاز:
- كلب.
إقترب أحد رجال جواد منه..
- العمل إيه دلوقتي يا زعيم؟
أردف جواد بشر:
- إبتدت اللعبة وقريب أوي كلهم هيقعوا في إيدي.