رواية الاميرة المسلوبة من الفصل الاول للاخير بقلم كاتب مجهول

رواية الاميرة المسلوبة من الفصل الاول للاخير بقلم كاتب مجهول

رواية الاميرة المسلوبة من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة كاتب مجهول رواية الاميرة المسلوبة من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية الاميرة المسلوبة من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية الاميرة المسلوبة من الفصل الاول للاخير

رواية الاميرة المسلوبة من الفصل الاول للاخير بقلم كاتب مجهول

رواية الاميرة المسلوبة من الفصل الاول للاخير

يحكى أحد السّلاطين العثمانيين قاد حملة على بلاد البلقان لإخماد تمرّد قام به الصّرب ، وتمكّن بعد وقت قصير من هزيمتهم في جبالهم، وعقابا لهم أخذ أمواهم وسبى نسائهم ،وكان بين السّبايا فتاة صغيرة وجميلة إسمها ماريا ،وصديقتها إيزابيلا ،ذهب السلطان يوما لتفقّد أحوال الجيش، فرآهما وأعجب بهما ،وأمر بأن تعاملان بشكل لائق ،وأن تنقلا إلى القصر، و تكونان من خاصّة جواريه .

كان النظام في القصر ان يختار السلطان جارية جميلة تدخل غرفته لمرة واحدة، ومن تعجبه تصير من المفضّلات لديه وتتحوّل إلى جناح في الطابق العلوي. فان أنجبت إحداهنّ صارت لها مرتبة متميّزة بين الحريم .وقد يحدث أن يتزوّج جارية ،وتحمل آنذاك لقب "قادين" وهي أعلى درجة من درجات نسائه . وأهمّ الزّوجات هي التي تنجب أولادا ذكورا ،وتحصل على لقب "باش قادين" ،لكن رغم أن السّلطان الشّاب متزوّج من ثلاثة نساء إلا أنّه لا أحد فيهنّ تحمل هذا اللقب ،ولم يرزقن إلا البنات .




وكانت الجواري يدرّبن على آداب القصر ،ويتعلمن كيفية مجالسة السّلاطين ومعاشرتهم ،وأصبحت ماريا تسمّى نورهان ،و صديقتها إيزابيلا تسمّى صفيّة ،وبعد أشهر تعلمت نورهان التّركية وأسلمت ،وجاء دورها للدّخول على السّلطان ،ولمّا رآها تحيّر من جمالها ،فلقد زادت مع الأيام فتنة وسحرا . كانت البنت صاحبة صوت جميل وتحسن الغناء : جلست بجانبه ،وغنت :
آه .. لقد وقعت في الحبّ
تعالي يا طيور البستان
شاركيني فرحتي
فالغرام في عينيّ قد بان
...
زاد السّلطان في الإعجاب بنورهان ،وأصبح يراها كّل يوم حتى مرّت عليه سبعة أيّام ولم يحصل أن بقي مع جارية واحدة كل هذا الزمن ،ونقلها إلى جناح المفضّلات ،وأوصى عليها رئيسته ،ثم أمضى ليلة مع صديقتها صفيّة ورغم جمالها وحرصها أن تعجبه لم يهتم بها ،وبقي قلبه متعلقا بالجارية نورهان ،التي سرعان ما ظهرت عليها بوادر الحمل ،و سعد بذلك السّلطان ،وجعلها في غرفة من غرف الملكات لشدّة حبه لها ،وعيّن معها صديقتها لتعتني بها و تخدمها . 
مرّت فترة الحمل والجارية في أحسن ، تعوّدت أن تجلس على كرسيها ،و تظفر شعرها ،وتتزين وهي تغني لطفلها الذي لم يولد بعد ،و كانت كل يوم تزيد غيرة صاحبتها صفيّة، وتقول في نفسها : أنا أيضا جميلة وصغيرة لماذا أحبّها السّلطان وتركني؟ ولماذا حملت منه وأنا لا ؟ لقد إستقبلنا عنده في نفس الأسبوع ،وفكّرت أنها لو ماتت لأخذت مكانها ، وذلك رغم علمها انّ نورهان تحبّها ،و تغدق عليها الهدايا و اجمل الاثواب إلا انّ غيرتها أعمت بصيرتها، و حانت لحظة الولادة ،و انجبت نورهان غلاما جميلا، و اسعد هذا قلب السّلطان ، فلقد أصبح له وليّ للعهد، و لطالما حلم به، وانتظر مجيئه السّنين الطوال . و بدا الحبّ يتسلل لقلب السّلطان، و اغرم بالجارية بنورهان ،وقرّر أن يتزوّجها ،وأصبحت تحمل لقب "باش قادين " .




وبسرعة أحبّها الشعب لطيبة قلبها، وعطفها على المساكين و الايتام، و كانوا يقفون على ابواب القصركلّ يوم جمعة ، فتوزّع عليهم الطعام والملابس ،فتعلو هتافاتهم ودعائهم لها وللسلطان بطول العمر. وبفضلها قل الفقر في البلاد بعدما أصبحت نساء الأشراف يقلدّنها في فعل الخير .و في احد الايّام لم تعد صاحبتها صفية تحمّل ما نالته نورهان من سعادة ،ومرتبة رفيعة عند شعبها، فذهبت إلى ساحرة، وإشترت منها سما ،و وضعته في طبق سيّدتها ،وكانت الملكة ذلك اليوم مريضة ولم تأكل إلا النزر القليل ،ثم ارضعت ابنها و نامت .
 و في الصّباح لاحظت انّ ابنها لم يبك كعادته ،و حينما اقتربت من مهده وجدته مغمض العين،لما لمسته كان باردا كالثلج ، اصيبت بالهلع ،و بدات بالصّراخ، و التفّ حولها الجواري ، ورفضت أن تصدّق أن الصبيّ قد مات ،وكانت تقول: يا فرحتي ،و ضحكتي ، يا ضوء العين انهض ،ولا تتركني أموت حسرة عليك !!!
في المساء دفن الامير الصّغير، بعدما عاينه الحكماء ،و اخبروا الملك انهّ مات مسموما،فقال :كيف حصل ذلك و هو ما زال يرضع ؟ لا شكّ أنّه مات نتيجة لقلة إهتمام أمّه به ،ولن يمرّ ذلك دون عقاب !!! ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دخل الوزير على السّلطان، فوجده شاردا ،فقال له : لا تظلم نورهان ،فلا يوجد مثلها بين نسائك !!! وهي تحبّك ،وطفلك هو ثمرة هذا الحب ،والله يمتحن صبرك ،وسيعوّضك خيرا ،فهلمّ نصوم ونصليّ من أجل ذلك!!! أجاب السّلطان: كلكم تبحثون لها عن أعذار، لكن المأكّد أنّ لها دورا في موت الطفل ،وهذا ما لا أسمح به ،يجب أن تعرفوا أنّ العقاب يطال الجميع بمن فيهم الملكة ،أجاب الوزير: أنصحك أن تتريّث ريثما تجد دليلا ،فالكثير من الجواري يعتنين بالطفل وليس إمرأتك وحدها !!!
وبينما هما يتجادلان أتى الحاجب وفي يده رسالة، وقال له: يا مولاي لقد استوقفتني فتاة ملثمة من جواري القصر، وطلبت منّي أن أخبرك بسرّ يخصّ الملكة ،وأنّها تخشى منها، ولهذا أخفت وجهها ،فتح السّلطان الرّسالة ،وقرأها ،ولمّا أتمّها تغيّرت ألوانه ،سأله الوزير ما الذي أحزن مولاي ؟ أجابه : خذ وإقرأ !!! جاء في الرّسالة أنّ الملكة تدهن جسدها بمرهم لكي تسحر السّلطان ،ولا ينظر لغيرها،وهذا السّحر هو الذي سمّم الطفل . 
لمّا أتم الوزير القراءة، قال :لا بدّ أن نتثبّت من صحّة هذه الادّعاءات. ،سأرسل أحدا يبحث في أمتعتها ،بعد دقائق جاءت جارية، وفي يدها علبة من العاج ، وقالت : لقد وجدتها مخفيّة بإحكام في غرفة الملكة ،ولمّا رأى الحكماء المرهم قالوا : إن الزّنبقة البيضاء التي صنع منها تعطي شعورا بالبهجة،لكنّها كافية لقتل رضيع عمره بضعة أشهر !!! أمسك السلطان بالعلبة ،وقال للوزير :هل تحتاج لدليل أكثر من هذا ؟





أمضت نورهان ليلتها كئيبة ،ولم يأت السّلطان كعادته لتسامره ،كم كانت تتمنّى أن يكون بجانبها ليخفّف عنها أحزانها، أو على الأقل يسألها عمّا حصل، لكنه لم يأت ،استغربت كيف يمكن أن يتغير بسرعة ،وينسى ما كان بينهما من حبّ !!!وكثيرا ما كانت تسمع من جدتها أنّ الأتراك همج لا يعرفون اللياقة مع المرأة ،وها هي تكتشف أنّها لم تكن مخطئة ، فكل ما يعني السلطان كان الطفل ،وماذا كانت تنتظر من رجل له جناح كامل من الحريم ؟كيف له أن يعرف معنى الحبّ ؟
في الصّباح أرسل في طلبها ،وعندما جاءت ،قال لها: سيأخذك الحرس الى قصر قديم خارج المدينة ،ولا أريد رؤيتك أمامي ،وقراري لا رجعة فيه !!!صاحت : لا ذنب لي في ما حصل ،وترجّته أن لا يزيد في تعميق جراحها فهي تتألم في صمت ،وكل حياتها هنا في هذا القصر ،لكن السلطان كان متوتّرا ،و امر الحرّاس بسحب الملكة بالقوة ،فطلبت منهم، أن لا يفعلوا ذلك ،و نظرت إلى زوجها و الدموع تملا عينيها ،و قالت: لن انسى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قسوتك، لكني أسامحك لأني اعلم انك حزين من أجل طفلنا ،سأخرج وحدي لا أريد أن يلمسني أحد ،ركبت عربتها وإقتربت من البوابة .
لكن الخبر إنتشر بسرعة ،فاجتمع الناس امام ابواب القصر مطالبين السلطان بأن يستغفر الله ،ويرضى بحكمه وقدره ،ويكون حليما مع الملكة ، فأطل من شرفة القصر ،وقال : لم تكن نورهان حريصة على سلامة إبني ،لهذا لم أعد بإمكاني أن أثق فيها ، و من اليوم لم تعد ملكة و مكانها بين الجوارى ،و بعد قليل فتحت الأبواب ،وخرجت نورهان في شموخ رافعة رأسها ،وصاح الناس ستبقين ملكة في قلوبنا ،ولا شيئ سيتغير من محبتنا لك وتقديرنا لما قمت به من أجل فقرائنا وأيتامنا .
وعندما وصلت للقصر القديم ،وجدت الكثير من أبناء بلدها من الصّرب في إنظارها ،وقالوا لها :سنصلح القصر، فلا نسمح لهذا المغرور أن يهينك، شكرتهم ،وقالت إنها ستعيش حياة النّساك ،وتواصل فعل الخير ،بعد أسابيع أتم العمّال الترميمات وزرعوا الحديقة بأصناف الأشجار والرّياحين ،وأحسّت بأنّها أحسن حالا ..






في أحد الأيام أحسّت نورهان بصداع ،وداهمها القيئ ،ولمّا أرسلت في طلب مشعوذة عجوز من قومها ،قالت لها : لقد حملت من ذلك الوغد، وأنت في شهرك الثاني ،هل تريدين أن أساعدك في التّخلص من الجنين ؟ أجابتها : لم أغفر للسّلطان ما فعله مع قريتي ومعي ،لقد تصوّرت أنّي سأنسى حياتي الماضية ،لكن أشباح الماضي تأبى أن تتركني وشأني ،لقد حكى لي الصّرب عن قسوة الأتراك التي لا حدود لها ،وعن قراهم التي أبادوها ،لقد عادت إليّ الهواجس والرؤى المفزعة التي كانت تأرّقني ،والآن لم أعد أفكّر سوى في الانتقام !!!
لا بدّ أن أعرف من تسبّب في موت الطفل ،ولماذا طردني السّلطان ،كان بإمكانه الذّهاب عند نسائه، وتركي بمفردي ،أنا واثقة أنّ هناك من يكيد لي ويغار منّي ،والطفل الذي أحمله سيكون وسيلتي لأنتقم من كلّ من ألحق بي الأذى ،لقد كنت زوجة صالحة وإنسانة رقيقة ،أمّا الآن فلقد إمتلأت نفسي بالشّر على هؤلاء القوم الطغاة ، لقد جاء دوري لأعاقبك أيّها السّلطان، وسترى ما ستفعله بك جارية ضعيفة ...
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعثت الملكة للسّلطان رسالة تعلمه فيها بحملها ،وأنّ المنجّمين من قومها أخبروها أنّ المولود ذكر، وسيكون له شأن عظيم . 

كان السّلطان عبد المجيد حائرا ،وندم على قسوته مع نورهان ،كان يعلم أنّها تحبّه بصدق ،و يرى ذلك في عينيها الزّرقاوين ،وحتّى الّسحر فإنّها لم تستعمله إلا لغيرتها عليه ،ولم تقصد إيذاء الطفل .فكّر مرّات عديدة أن يذهب إليها ،ويرجعها لكنّه بقي متردّدا ،وخشي أن تقلّ هيبته بين النّاس ،ويبدو سخيفا في أعينهم ،لقد فكّر بعقل رجل الدّولة وليس بقلب العاشق ،لم يكن يعرف أنّه بذلك خسر نورهان إلى الأبد ،كان عليه فقط الذهاب إليها ،واسترضائها بباقة ورود جميلة، لكنّه لم يفعل .

لمّا تلقى رسالتها إبتهج كثيرا ،وأرسل وزيره ليأتي بها إلى القصر ،لكن قالت لهّ : لن أرجع إلا بشرطين الأول :أن يبقى القصر من نصيبي ، والثاني: يكون لي بستان فيه أشجار ومياه جارية أروّح فيه عن نفسي !!! رجع الوزير وأخبر سيّده بما طلبته نورهان ،فكّر قليلا ،وقال في نفسه : هذا من حقّها ،وسيكون هدية لها على حملها . لكن هذه المرّة سأعطي الغلام لأمّي لكي تهتم به، تبّا لكم !!! لقد فقدت الثقة بكلّ الناّس في هذا القصر، وأصبحت أشكّ في كلّ شيء حولي ،لم تعد أسرارنا محفوظة ، وحتى الجواري أصبحن يعرفن ما يحدث في غرفة نومي !!!

رجعت نورهان إلى القصر، ورغم حقدها على السّلطان كانت تحاول أن تبدو مرحة كعادتها ،وتتظاهر بأنّها نسيت ما حصل لها ،لكن أذنها كانت تلتقط كلّ الهمسات التي تسمعها هنا وهناك، حتى عرفت بأمر الرّسالة والسّحر ،فتعجّبت ،وقالت :لا شكّ أن أحد نساء السلطان وراء المؤامرة ،عليّ أن أرى الرّسالة، وأعرف من كتبها !!! كانت نورهان تعرف أنّ السّلطان يحتفظ بأوراقه في قاعة الخرائط، وهناك توجد أسرار الدّولة، وكان للقاعة مفتاح واحد مع السّلطان، في أحد الليالي غنّت له بصوتها الرّخيم، ولمّا طرب سقته خمرا، فنام ملئ عينيه .أخذت المفتاح ، ثم تنكّرت ، وتسللت على أطراف أصابعها ،وهي تحاذر أن يراها الحرس، ولم تنس أن تحمل معها طبقا من التّفاح والعنب، لتبدو مثل الخدم .

وعندما إقتربت من القاعة شاهدها أحد الحرس ،وقال لها بصوت أجشّ : ويحك!!! ماذا تفعلين في هذه السّاعة المتأخّرة ؟ أجابته : أهداني الطباخ تفّاحا وعنبا !!! قال: هاتي ما عندك ،وإلا شكوتك إلى القهرمانة !!! جلس الحارس في أحد الأركان ،وانهمك في الأكل ،أمّا هي فقالت :لا خير فيك، كلكم أوغاد !!! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ثمّ فتحت الباب ودخلت ،أضاءت السّراج ،وبدأت تبحث حولها ،كلّ شيئ كان منظّما، شاهدت عل الطاولة خريطة كبيرة لأروبا وعليها أماكن تواجد العثمانيين وأسهم حمراء تشير إلى تحرّكاتهم..
نظرت بسرعة كان هناك سهم يشير إلى إمبراطورية المجر، واصلت طريقها ونظرت في كلّ مكان، وفي النّهاية تعبت، وجلست أمام الطاولة ،وانتبهت إلى أنّها سميكة ، وعندما تحسّست جوانبها بأصابعها انفتح أمامها درج سرّي، ووجدت فيه الرّسالة مطويّة بعناية ، ما إن تأمّلتها،حتى فتحت عيناها من الدّهشة ،لم تكن تحتاج إلى جهد كثير لمعرفة من كتبها ، وهي لم تتوقّع أبدا ذلك !!!




لقد كانت بخط أعزّ صديقاتها صفيّة التي تربّت معها في دارهم ،هي إذن من قتل الطفل !!! وربّما كانت تريد قتلها أيضا !!! تذكّرت أنّها أكلت لقمة صغيرة من الطبق الذي أحضرته لها، وأحسّت في الليل بآلام في بطنها ،لكنّها إعتقدت أنّها بسبب مرضها تلك الأيّام ،ذلك المرض هو الذي أنقذها من الموت، لكن الرّضيع لم يكن محظوظا، وتسمّم من حليبها !!! صرخت لماذا حطمت حياتي يا صفيّة ؟ ألم أكن كريمة معك ،وكلّ ما يعطيني إياه السّلطان أهبك إياه ؟ لا يمكنني أن أحسّ بالسّعادة بعد الآن !!! لقد أصبحت أمقت زوجي والأتراك معه ،لم يعد بإمكاني أن أحبّ أحدا، لقد ماتت كلّ مشاعري !!!

كانت صدمتها قويّة ،في البداية لمّا سمعت بأمر الرّسالة ،إعتقدت أنّ ياسمينة الزّوجة الأولى للسّلطان هي من كتبتها، ودّبرت لها المكيدة ، فلقد كانت تكرهها، وتغار منها بشدّة ،وفي أحد الأيّام رمت عليها مروحة كانت في يدها ،أمّا صفيّة فكانت آخر من تفكّر فيه . أرجعت الرّسالة إلى مكانها، وخرجت ،وفي الرّواق شاهدت الحارس نائما بعد أن شبع ، ابتسمت، وقالت :لقد نجحت في مهمّتي الأولى ،ولا شيء سيوقفني الآن ،وفجأة أصبحت عيونها الجميلة مخيفة ...
...
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
التخلص من صفيّة وياسمينة...

طلبت نورهان رؤية شيخ الرّعايا الصّرب في الأستانة، وكان ممّن ساعدها في ترميم القصر القديم ،ومنذ ذلك الوقت توطدّت العلاقة بينهم ،خصوصا لمّا عرف حقدها على الأتراك ،قال لها : تعالي إلى دكّاني في السّوق،واحذري أن يراك أحد !!! غطّت راسها ، وخرجت .لمّا ابتعدت عن القصر وجدت عربة قادتها إلى السّوق ،ورافقها السّائس إلى دكّان "إيفان " الصّربي ،كان ذلك الرّجل يعمل في تجارة العطور والبخور ،ونقله العثمانيون مع مجموعة من التّجار والحرفيّين لتنشيط أسواقهم ،ورغم أنه من أصحاب النّفوذ ،وتجوب قوافله أرجاء السّلطنة ،إلا أنه لم ينس حقده على الأتراك الذين إنتزعوه من بلدته، و لم تكف عشرون سنة لينسى زوجته التي إإختطفوها أمامه وباعوها في أسواق الرّقيق .

لمّا رآى نورهان رحّب بها، وقال: أيّ ريح طيبة أتت بك إلى هنا ؟التفتت حولها وقالت :لن أبقى كثيرا هنا ،أنا بحاجة إلى جارية عديمة الرّحمة بإمكانها أن تقتل أحدا دون أن ترمش لها عين !!! نظر إليها "إيفان " وقد بانت الدّهشة على وجهه ،حرّك يديه في عصبيّة ،وهمس: إخفضي صوتك !!! فجواسيسهم في كل مكان، هيّا إلى الدّاخل !!! سألها ماذا تريدين أن تفعلي بحق السّماء ؟ هل تدركين أنهم إذا قبضوا علي الجارية ،سيقتلعون عيونها لتعترف بكلّ شيئ ،وإذا علموا أنّها من الصّرب، فسيصبّون على حارتنا جام غضبهم، لا يبدو أنّك تفكرّين في العواقب !!!

 أجابته : أرى أن أحوالك مع الأتراك أصبحت جيدة، بعد أن كنت تاجرا صغيرا ،لقد أعماك المال عن وطنك !!! قال :وما فائدة التهور إذا كان سيزيد من آلامنا ؟ الحكمة قبل الشجاعة يا نورهان ،هل تفهمين ذلك؟ قالت :سأتدبّر الأمر وحدي، لا أحتاج إليك يا "إيفان " ،نم قرير العين ،فلن يلمسوا أحدا منّا ،ولن تجدهم أمام دكاّنك.خرجت من عنده ،وهي تتميّز غيضا ،ثمّ سألت عن بائع العقاقير، فقيل لها إنّه على بعد مائتي خطوة ،لما وصلت إليه وجدت شيخا من سريان الشّام وقالت له: أريد شيئا للقضاء على الجرذان، فقد قرضت كلّ ما في بيتي من متاع، ولم ينفع معها شيئ !!!





إبتسم وقال: سأعطيك شيئا يقتلها على الفور إن أكلت منه ،وعليك بالحذر فهو أيضا مميت للبشر ،ولا طعم له ،المشكلة هو ارتفاع ثمنه، لأنّه مصنوع من سمّ العقارب الرّمادية ،ولا توجد إلا عند الزّنج. أخرجت صرّة من الدنانير ورمتها له، وقالت هل يكفي ذلك؟ هزّ الصّرة في يده ،وقال : أعدك أنّها لن تزعجك هذه الحيوانات بعد اليوم، فقط عليك بوضع هذا الدّواء في بعض الجبن أو الشّحم !!!

في طريقها إلى القصرإشترت قنّينة من شراب اللوز الفاخر، والحلوى الفارسيّة ،وعندما وصلت دست فيها السمّ ،ونادت على صفية ،وقالت لها إحملي هذه الهديّة إلى ياسمينة زوجة السلطان ،فأنا أرغب أن ننسى خلافاتنا !!!نظرت إليها الفتاة وضحكت ،ثمّ قالت : أتظنّين حقا أنّها ستغفر لك سرقة زوجها، وإنجاب الذكور له ؟ أعتقد أنها ستقذف الهدية في وجهي ،لكن سأحمل لها الطبق ،قد تكون في مزاج جيّد وتقبله منّي !!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عندما خرجت من عندها ،إنتظرت قليلا، ثم أرسلت في طلب رئيس الحرس وقالت له :لقد رأيت تلك الجارية صفيّة تضع شيئا مجهولا في طعام الملكة ،أخشى أن يكون سمّا !!! خذ رجالك وأسرعوا ورائها !!!صاح رئيس الحرس، ووقع هرج ومرج في القصر ،وعندما دخلوا غرفة ياسمينة وجدوها ممدّدة على الأرض دون حراك، وفي يدها قطعة حلوى ،أمّا صفيّة فكانت مستندة عل الحائط ،وظهر على وجهها ذهول شديد . لمّا علم السّلطان إشتد غضبه وقال ،من سمّم ياسمينة هو نفسه من سمّم الطفل !!! ونورهان بريئة ،لكن هذه المرّة أريد أن أعرف كلّ الحقيقة !!!

بعد يومين حضر القاضي لمجلس السّلطان، وإستدعى صفيّة ،وقال لها :أنت متّهمة بتسميم إثنين من زوجات السّلطان ،وقد نجت إحداهما، لكن مات رضيعها ،أما الأخرى فماتت من حينها ،فماذا تقولين لدفاعك؟ أجابت : الملكة نورهان هي التي وراء مكيدة ياسمينة ،أما الطفل فلا أعلم عنه شيئا !!! 
طلب القاضي من نورهان أن ترد على هذه التّهمة ،فوقفت ،وقالت: في اليوم الذي فقدنا فيه الطفل أحسست بآلام شديدة لأني فقط تذوقت من طعامها ، ولو أكلت منه لكنت الآن في عداد الأموات ،و هي الجارية الملثمة التي سلمتكم الرسالة !!! قال القاضي: أحضروا لي ورقة مكتوبة بخطها والرسالة وسأقارنهما ،وإن كانتا متطابقتين، فهي المجرمة !!! 






لمّا سمعت صفيّة ذلك إنهارت، وجثت على ركبتيها ،وقالت: الرحمة ،سأعترف بكل شيئ :أنا من سمّمت نورهان والطفل ،أمّا ياسمينة فإّنني برئة من دمها!!! ،لمّا سمع السّلطان عبد المجيد ذلك لم يتمالك نفسه ،وقبض على رقبة صفية، وقال لها: أعطيني سببا واحد لتغدري بصديقتك !!! نظرت إليه ،وأجابت: أنت السبب !!! هل تعلم ذلك ؟ فضّلتها عليّ رغم أنّها لا تفوقني جمالا، وجعلتني خادمة لها ،أعتقد أنّ هذا يكفي ، ومتى كان التّرك يميّزون بين الجواد والحمار ؟

قال السّلطان: أحضروا طبق الحلوى، وإغمسوا وجهها فيه !!!صاحت صفية: الرّحمة يا مولاي لقد قتلتني الغيرة ،أنت لا تحسّ بذلك !!! هل عندك مشاعر ؟ لكن لم يرد عليها أحد . وضع الحرّاس الطبق على مائدة ،وجروها وهي تصرخ وتستغيث، ثم دسّوا وجهها فيه ،وفي بضعة ثواني ماتت وغطت جسدها زرقة داكنة ،أخفى القاضي وجهه وقال: لم أر في حياتي سمّا أشد فتكا من هذا السّم !!! ثمّ قال: كما تدين تدان ، هيّا علّقوها على أبوب المدينة حتى تذروها الرّياح، وتكون عبرة لمن يحاول الإساءة للسّلطان .

لمّا خرجت نورهان من مجلس السّلطان،ظهرت على وجهها إبتسامة عريضة فلقد إرتاحت من عدوّتين لدودتين دون أن تحرّك إصبعا واحدا، وزادت منزلتها عند السلطان الذي أصبح يقرّبها ويثق فيها ،أمّا إيفان الصّربي فلمّا سمع بالأمر ضحك ،وقال :لقد تفوّقت علىّ في الدّهاء،فهل تكون الملكة التي تحرّر بلدها من الاحتلال العثماني ،وتقود جيوشهم ؟ ما هو مأكّد أنّه سيساعدها ويجمع النّاس حولها عندما تحين المعركة ...
....
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رسالة إلى والي البلقان .....

كان السّلطان يحرص على الطّفل ،ويخاف عليه ،ولم يكن يسمح بالإقتراب منه إلا لمن يثق فيه من أهله ،وأوصى أن يتذوق مأكله رجل من أهل الطب، عارف بالعقاقير .أمّا أمه فلا تلمسه إلا بعد أن تستحم ،وتزيل كلّ العطور والمراهم التي تضعها على جسدها ،ورغم ذلك لا تتذمر، وتجد زوجها محقّا ،في هذا الإحتياط الزائد ،وكانت تنظر إليه وهو يلاعب إبنه ،ويركبه على ظهره وفي بعض الأحيان تحسّ نفسها تسامحه على ما فعل بها ،لما أطردها من عنده وإتهمها بتسميم إبنهما الأوّل .





لكن لن يطول بها الأمر حتى تطفو هواجس الإنتقام ،وتقول لنفسها :لقد قتلت إثنين !!! الآن يداي ملطختان بالدماء ،ولا سبيل إلى الرجوع كما كنت، لقد خرجت شياطيني من القمقم وهي لا تفتش سوي عن الإنتقام .كانت تريد أن يسيل الدم مثل الذي رأته في قريتها لكن هذه المرة ،سيكون الدم عثماني، وهي التي ستضغظ على زناد البارودة ،وتتفرّج على الأشلاء تملأ الطرقات والاركان المظلمة .

في أحد الأيام علمت أن السّلطان كتب رسالة مهمة إلى واليه في البلقان،فتنكّرت في زيّ خادمة ،وذهبت إلى إيفان الصّربي ،وطلبت منه أن يدلّها على شخص يعترض طريق البريد ،ويأتيها بالرّساله ،وهي متأكدة أن حموله كبيرة ستذهب هناك، وليست متأكدة إن كانت مالا أو سلاحا ، أو شيئا آخر .قال لها : من الأفضل أن لا تجيئي إلى هنا مرة أخرى فلقد سبق أن حذرتك من الجواسيس الذين يعجّ بهم السّوق، وهم يحصون علي النّصارى أنفاسهم ،وحركاتهم !!! 





دلف إيفان إلى دكّانه، وأخرج لها قارورة عطر ،مطعمة بالعاج ،وهمس لها : هناك ورقة داخلها فيها بضعة أسماء، إتصلي بهم لمساعدتك!!! و إذا أردت أن تجدني ،فتعالي إلى الكنيسة، فالعثمانيون لا يدخلون هناك ،وأنت بقيت نصرانيّة رغم أنّك تتضاهرين بالإسلام ،فأنا لا يمكن خداعي. حيّته بإشارة من رأسها ثمّ إنصرفت دون أن تهتمّ بالأعين التي كانت ترمقها ،فقالت في نفسها : أيّ تصرّف مريب سأتون إليّ ،فنساء المسلمين لا يخرجن وحدهنّ ،ولا بدّ أن أتّخذ لي أعوانا ، فبمفردي لن أفعل شيئا .
لمّا رجعت إلى زوجها إدّعت أنها تشعر بالقلق، وستذهب إلى قصرها الذي ملأته بالزهور والطيور،لتروّح عن نفسها قليلا ،ولمّا كان لا يرفض لها طلبا، قال لها: إذهي أين تشائين مادام هذا يريحك يا نورهان، ثم طبع على شفتيها قبلة دافئة ،حين إبتعدت : قالت : ويحك !!! تتظاهر لي بالحب ،وبعد يوم أو إثنين تنام في فراش جارية أخرى ،ثم ترجع لي كأن شيئا لم يكن .كم كنت مغفّلة حين صدّقتك ،وأعطيتك قلبي . بقيت سارحة في خواطرها حتى وصت إل قصرها، وأعطت أحد خدمها من الصرب لائحة الأسماء التي كانت في قارورة العطر ، وطلبت منه استدعاءهم لحفلة ستقيمها الليلة ،كان كل المشرفين على القصر من الصّرب ،ونقل له جواسيسه ذلك، لكن السلطان لم يهتم بذلك مادامت سعيدة ،ولقد رأى ما فعله به الشّك ،لمّا إعتقد أنها من سمّم إبنه الأوّل .

في المساء إرتفعت أصوات الموسيقى في قصر نورهان ودارت الأشربة وإنبسط القوم ،كانت الأميرة جالسة لما إقترب منها رجلين تبدو عليهما الشراسة كان احدهما طويلا والآخرله لحية كثيفة تكاد تغطي وجهه ،وقالا لها لقد سمعنا أنك بحاجة إلينا ،لن نفعل شيئا إلا إذا دفعت الثمن مسبّقا !!!غضبت ،وقالت: إذن إذهبا فلست بحاجة إليكما،وبعد قليل جاء آخران يرتديان أثوابا عثمانية ،وقالا لها : إن كان إيفان من أوصى بنا ،فذلك يعني أنّه يجب أن نكون حذرين، أعجبها ذكائهما ،وقالت: بريد السلطان سيخرج غدا ،وأريد ما فيه من رسائل ، لا أريد أي أثر هل فهمتم ؟ نظرا إلى بعضيهما ،وأجابا : لن يفطن أحد لشئ !!!قالت :حسنا ،والآن هيا إلى الطعام ،جاءت جارية ،وبدأت في الغناء ،أمّا نورهان فبدا عليها القلق ،وتسائلت :ترى ماذا في الرّسالة ،وهل تستحق كل المخاطر التي أخلقها لنفسي ؟
...
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كمين في الغابة ....

لم يكن صعبا عن الرّجلان الحصول على بريد السّلطان ،كلّما كان عليهما فعله هو الإنتظار خارج الإستانة بين الأشجار، وحين وصل الفارس المتنكر في هيئة رجل دين أطلقا عليه النّار ،ثم جرّاه بعيدا عن المسرب الضّيق وغطّياه بأوراق الأشجار بعد أن سلباه حصانه ،وما عليه من مال ، وانصرفا ،وفي الطريق قال أحدهما ،واسمه ميخائيل: تلك المرأة نورهان تذكّرني بالملكة نتاليا أوبرنوفيتش التي عملت لصالح وحدة السّلاف ،لكنها ماتت قبل أن تبلغ هدفها !!! أجاب الآخر: وجودها في قصر السّلطان سيجعلها تعرف أسرار العثمانيين ،وهذا سيسهّل علينا حربهم ،قال ميخائيل : سأطلب منها مالا لإنشاء جماعات في كلّ البلقان،لا بدّ من مهاجمة جنودهم وقوافلهم ،لا أمان لهم بعد الآن .

لمّا وصلا إلى القصر مدّا لها ميخائيل جراب الرّسائل ،فرمت له صرّة من النقود ،فهزّها ، وقال :شكرا على كرم مولاتي !!! لكن إن أعطيتني ما أحتاج إليه من المال يمكننا البدأ بمناوشة حاميات العثمانيين، وقطع إمداداتها ،فنظرت إليه ،وقالت: أخبرني إيفان انّ الصّرب نقلوا الكثير من المال لكنه يختفي كلّ مرّة في جيوب النّبلاء الذين لا يفعلون شيئا ،وربّما وجود العثمانيين يخدم مصالحهم أكثر من إبعادهم !!! 

ردّ عليها : قد يكون ذلك صحيحا ،لكن أنا ورفيقي ميلان سنجمع متطوعين من القرى الجبلية الفقيرة ،كانت الملكة تقرأ في الرّسائل وفجأة طلبت منه التّوقف عن الكلام ،ولوّحت في وجهه بإحداها ،وقالت: لقد عرفت ماذا سيرسل إلى البلقان ،وهذا يوم حظك يا ميخائيل !!! 

صاح الرجلان بلهفة : قولي لنا ،فقد زاد شوقنا لمعرفة ما تحمله الرّسالة من أخبار،قالت : هناك حمولة كبيرة من الأسلحة والبارود ستصل بحرا إلى ميناء ريكا في كرواتيا ،وسيتم تفريقها على المراكز العثمانية ،وهكذا سيكون لكم السلاح !!! إسمع يا ميخائيل إذا نجحت في مهمّتك مع رفيقك سأعطيك المال الذي تريده ،والآن يجب عليك أن تغادر الأستانة، وتختفي عند واحد من معارفي في سلوفينيا ،وسيكون أحد تجار القماش الواسطة بيننا ،ولا يجب أن يعرف أحد، لا من الصرب ولا غيرهم بعلاقتنا ،ومن المهم التخلّص أوّلا من إيفان ،لكي لا يقود العثمانيين إليّ إن قبضوا عليه ،وسيظهر موته كوفاة طبيعية فهو يعاني من المرض ،ثم إنّي لا أثق كثيرا في إخلاصه لقضيتنا ،فهو جشع ،كلّ همّه هو الرّبح .
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
و الآن هيّا إنصرفا ،وهذه صرّة أخرى من النّقود ،أعتقد أنّه لديكما ما يكفي وزيادة !!! أسرع الرّجلان بالإبتعاد في الظلام ،أمّا نورهان فجهّزت نفسها للرّجوع لكي لا يشكّ السّلطان بأمرها ،وعليها الآن أن تمثّل دورها كملكة بإتقان ،فلو وقع السّلاح في قبضة الصّرب، فستحوم الشّبهة حول من يعيش في القصر ،وهي ستكون أوّلهم .





 ولمّا أوت إلى فراشها فكرّت كثيرا ،وإستقر ّرأيها أن تلصق التّهمة بقاسم أوغلو أحد قادة السّلطان ،وهو إنكشاري من البوسنة يحبّ صحبة الجواري . وفي الصّباح رجعت إلى القصر، وأوصت أحد وصيفاتها واسمها ماريانا لتثير إهتمام أوغلو ،ولمّا رآها فتن بها ،وصار يتودّد إليها ،فأعطته موعدا في الغابة التي قتل فيها المبعوث ،وقبل أن يذهب دس أحد الخدم جراب الرّسائل تحت سرج حصانه ،ولم يبق إلا رشوة أحد الحراس، ليقول للسّلطان أنّه رأى أوغلو يأخذ إتجاه الغابة وراء البريد .

في الصّباح علم السّلطان بالأمر، فحبس الحارس، وقال له سأتأكّد من كلامك والويل لك إن كنت كاذبا، فأوغلو من أخلص رجالي ،وأنا أثق فيه!!! في ذلك الحين وصل الرّجل إلى مكان الموعد ،فجال ببصره لعله يرى الجارية ،لكن لم يجد أحدا ،فقال: تبا للنّساء لقد خدعتني تلك اللعينة ،وأخذت نقودي !!! ولمّا همّ بالرّجوع فوجئ بكوكبة من الفرسان تحيط به ،وصاح أحدهم: فتّشوه !!! ولمّا نزعوا السّرج ،وجدوا تحته الرّسائل ،وسألوه: أين الفتى الذي كان يحمل البريد ؟ فردّ : لا أعلم عمّا تتحدثون، وبحثوا عنه حتى وجدوه مرميا وفوقه أوراق الشجر ،فقادوا أوغلو للسّلطان ،فقال له ويحك هل أنت من قتل رسولي ؟ أجاب الرجل ،وهو يرتجف من الخوف :من المؤكّد أنّه هناك خطأ يا مولاي !!! 
...
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
في هذه الأثناء كان ميلان ورفيقه ميخائيل يقتربان من ميناء إسطنبول، وكان يعجّ بالمراكب الرّائحة والقادمة من كل مكان . قال ميلان لقد إنطلقت سفينة السّلاح، وهي تسبقنا على الأقلّ بنصف يوم ،فكيف سنسبق العثمانيين إلى كرواتيا ؟ومن أين لنا الوقت لنخطّط للإستيلاء على الحمولة ؟ أجاب ميخائيل : لاتقلق، هناك مركب لأحد الصّيادين ،وصاحبه يعمل في التّهريب، وهو ينقلك إلى أين تريد إذا وضعت الثمن ،وله أصدقاء من الأتراك وهم شخصيات مهمة من التجار وضبّاط الشرطة العثمانية
المهمّ سيعبر بنا الرّجل مضيق الدّردنيل إلى بحر إيجه ثمّ الأدرياتيك، وسنحتاج إلى خمسة أيّام للوصول إلى ميناء ريكا ،أمّا سفينة الأسلحة الكبيرة الحجم، فستستغرق رحلتها تسعة أيام ،وسيحاول العميل الذي أرسلته نورهان على متنها ،أن يأخّر وصولها قليلا ،حتى نستعدّ للعمليّة، وخلال السفر سنفكر في حيلة ،وبعد ساعات كانا على متن المركب ،ثمّ دخلا إلى قمرة يستعملها الرّبان للراحة ،والنوم ،وقبل أن يغلق ميلان الباب أطلّ في الممرّ ليتأكد أن لا أحد هناك بعد ذلك جلسا حول منضدة صغيرة ،وأخرجا سلة فيها طعام جافّ وزجاجة نبيذ ،وبدآ يأكلان ثم وضع ميخائيل خريطة ،وقال هناك طريق رئيسي لنقل البضائع من الميناء ،هو الذي يهمنا وبعد ذلك ستتفرّق القافلة في ثلاثة اتجاهات لتزويد الحاميات العثمانية ، وطريق الشّرق هو الذي سننفّذ فيه عمليّتنا ،وهو يمر عبر منطقة وعرة ،وسيضطرّون هناك لتخفيض سرعتهم . ،قال ميلان :وبقية السلاح ؟ إن لم نحصل عليه، فيجب نسفه !!! أجاب ميخائيل وهو يفرغ كأسا من النبيذ في فمه : ذلك بالضبط ما فكرت فيه ، مازال أمامنا عدّة أيام لنضع كل التّفاصيل ،والآن هيّا بنا نخرج لنروّح عن أنفسنا قليلا ،ونتفرّج على ضفاف بحر مرمرة في غروب الشّمس 





أمّا في القصر فلاحظت نورهان أنّ إجتماعات السّلطان مع كبار قادته قد زادت، وهم يبقون إلى ساعة متأخّرة،ورغم كل محاولاتها للتّصنت عليهم، فقد فشلت، وفي الأخير استدعت ماريانا وطالبت منها أن تعرف من قاسم أوغلو سبب هذه الإجتماعات، فطلبت منه أن يأتي لغرفتها ،وسقته النّبيذ حتى سكر وقال لها : إنه قريبا سيرحل إلى المجر مع بقية القادة لتوجيه ضربة سريعة لمملكة المجر بعد أن علم السلطان أنّ ملكهم يتراسل سرّا مع الفاتيكان ،وهم يشجّعونهم على خرق الهدنة ،والحرب .ولقد أعد السلطان خطة منذ شهر ،وسينفذّونها الآن ،وفي الغد وصلت كلّ هذه الأخبار السّرية إلى نورهان ،التي أرسلتها مع أحد عبيدها إلى تاجر الأقمشة اليهودي في كرواتيا ،وبعد ذلك كانت في طريقها إلى المجر .
أحد الأيام كان السّلطان جالسا ،وجاءه رسول ،وطلب رؤيته على عجل وسلمه ورقة ،ولمّا قرأها غضب ومزّقها ،فالأخبار من أروبا الوسطى كانت سيئة، وأخبره جواسيسه أن البنائين يقومون بتحصين القلاع على نهر الدانوب وشحنها بالمدافع ، فجمع للقادة ،وقال لهم : لا أدري كيف علموا بالخطة !!! هناك عملاء في هذا القصر ،ولا بدّ من كشفهم !!! لمّا سمع أوغلو أحسّ أنّه في ورطة كبيرة ،لكنّه إبتلع ريقه، وصمت ،ولمّا أرسل السّلطان شرطته للبحث عن إيفان الصّربي ،إكتشفوا أنّه مات في داره ،ورغم أنّ الوفاة كانت تبدو طبيعية إلا أنّ السّلطان لم يعد لديه شك ّأن كلّ ما حدث ليس صدفة بل مخطّط له بعناية . 
جلس وبدأ يفكّر لماذا رئيس الطائفة الصّربية بالذّات ؟ وهناك كثير من الطوائف الأخرى ،ثم ّتوقف فجأة ،وقال : نورهان صربيّة ، وجميع جواريها من ملتها ،وبإمكانها الوصول إلى المعلومات دون صعوبة . والأكثر من ذلك لها مصلحة في الإنتقام منّي بعد ما فعلته معها !!! ثمّ جمع العبيد والخدم وطلب منهم أن يخبروه إن شاهدوا تصرفا مريبا في القصر،حتى ولو كان دون قيمة في نظرهم ..
...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فخّ العنكبوت 

كان كلّ واحد منهم يدخل ،و يحكي للسّلطان محمود ما رآه إلى أن جاء دور خادمة شركسيّة ،فقالت له: لا أدري يا مولاي إن كان ما سأقوله مهمّا أم لا ،فالقائد أوغلو له علاقة مع أحد جواري نورهان ،وأعتقد أنّه يحبّها !!! تعجّب محمود من ذلك ،ثم أمرها بأن تتجسّس عليهما دون أن يحسّان بذلك ،ووعدها بمكافئة كبيرة إن أتته بأخبارهما .بعد يومين أخبرته أن الجارية ماريانا قد إختفت ،وهذا أمر غريب ،لقد سألت عنها كل من يعرفها لكن لم يرها أحد ،كان قاسم أوغلو على وشك السفر ،لمّا طلب منه السلطان الحضور لأمر هام ،ولمّا دخل قاعة العرش، أغلق الحرس وراءه الباب ،فعرف أنّه وقع في الفخّ ،وندم أنّه لم يهرب ،قال السّلطان: نعرف عنك كل شيئ ،وأنك نقلت أخبارنا لتلك الجارية ،ولمّا خفت إفتضاح أمرك ،قتلتها ،وقتلت رئيس الطائفة الصربية إيفان ،فما تقول لدفاعك ؟ هيا تكلّم !!!
خرّ أوغلو على ركبتيه ،وقال إني بريئ يا مولاي من القتل ،لكن أعترف أني كنت معجبا بمارينا ،وأنوي الزّواج منها ،أجاب السّلطان بسخريّة :كم أنت أحمق ألم تتساءل عن سبب إهتمام صبيّة يانعة بشخص فظّ مثلك ؟ ألم تجد سواك في القصر ؟ أحس أوغلو بالإهانة ،لكنه صمت ،المهم هو كيف سينجو من هذه المشكلة. أمر محمود بحمل أوغلو وضربه ،ثم إرجاعه ،بعد ساعة دخل عليه وهو في حالة يرثى لها من كثرة الضرب




 ،وصاح في وجهه : له :قل لي الحقيقة وسأخلي سبيلك!!! أجاب أوغلو: لقد كنت معها منذ أيام ،لكني لم أعد أراها !!! 
في هذ اللحظة دخل أحد الجنود، وقال له لقد فتشنا داره، ووجدنا هذه الرسالة ،ولمّا إستلمها ،رأى عليها ختمه ،فخفق قلبه ، فلقد كانت رسالته إلى والي البلقان بخصوص حمولة السّلاح ،إرتعش أوغلو لمّا رأى السّلطان يرمقه وقد تغيّرت ملامح وجهه ،وصاح : لا أعرف عنها شيئا ،أمر محمود برميه في السّجن، ورغم غضبه، فقد زاد شكّه في أنّ أحدا يحيك الدّسائس من خلف السّتار ،وأنّ الأمر أخطر ممّا يتصوّر. ثمّ إستدعى الوزير شمس الدّين بك وهو شيخ جليل دو عقل وفطنة ،وأخبره بما جرى وأن كلّ العملية التي حضّر لها منذ شهر قد فشلت، وتسربت أخبارها إلى الأعداء ،وشحنة الأسلحة في خطر!!! ،فكّرا لوزير قليلا ،ثم قال : هناك من يحاول إغراق أوغلو ،سنتظاهر بأننا لا نعلم شيئا ،سنستغلّ ذلك لإرسال معلومات مغلوطة إلى العدوّ ،وسنكشف من وراء هذه المؤامرة !!!
 قال محمود :والسلاح الذي سيقع في يد ثوّار البلقان ؟ ردّ شمس الدين: لدينا كثير من الجواسيس الذين ندفع لهم بسخاء ،ولن يغيب عليهم أمر صناديق كبيرة تنقل إلى أحد الأمكنة ،لا تقلق يا مولاي كلّ من في القصر سيكون تحت رقابتنا ،وكذلك المسيحيون الذين يقيمون عندنا ،رجع محمود إلى جناحه وكان يريد أن يرى نورهان ،لقد أصبح يشك فيها بسبب جاريتها ماريانا ،لكنه لن يظهر لها ما في قرارة نفسه .،لمّا فتح باب غرفته رآها جالسة أمام المرآة تمشط شعرها وتتجمل وقربها إبنه الصغير يلعب بقربها فأخذه بين يديه ،وقال له ما شاء الله يا سليمان ،لقد كبرت وقريبا سأبدأ تدريبك على الفروسية !!!
إلتفتت نورهان ،وقالت: طبعا لا بد أن تكون له خصال أبيه، والتي أحببته من أجلها ، للحظة نسى محمود شكّه فيها ،فلقد كانت جميلة، حلوة المنطق ،فعانقها ،وقبّل شفتيها ،فقالت يبدو السّلطان في مزاج حسن اليوم !!! ،فقال لها ،ولم لا أكون رائقا وأنت بجانبي والطفل يكبر بين أيدينا ،إستغربت نورهان من إرتياح السّلطان والمفروض أن يكون غاضبا من إفشال خطة الغزو الذي أمضى وقتا طويلا في إعداده ،ولجأت للإغراء ليفصح لها عما يخفيه وبدأت تمسد ظهره بسائل عطري فاسترخى ،ثم قال: كل ما دبرته كان خدعة، وكنت أعرف أنّ الجواسيس ستنقلون كلّ المعلومات إلى أروبا !!! كانت نورهان ذكية ،ورغم ذلك داهمها الشك ،فماذا لو عرف حقيقتها ودسّ لها معلومات خاطئة هذا يعني أنها ومن معها في خطر،ولذلك ستتوقف عن أيّ نشاط حتى تعلم كل ما يعرفه السلطان
...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وصل ميلان وميخائيل إلى ميناء ريكا في كرواتيا ،وقصدا حانة وسط المدينة ،وحين جلسا ،جاءهما النادل ،وسألهما ماذا تشربان ،فهمسا له نريد رؤية جوزيف، وقيل لنا أنّه يأتي دائما إلى هنا !!! أجاب النّادل حظّكما جيّد ،هو يجلس على تلك



 الطاولة ،وأشار إلى رجل له ذؤابتان تنزلان على جانبي رأسه ثمّ نهضا ،وذهبا إليه ،وقالا له أنّ نورهان هي من أرسلتهما ،ودفعا له رسالة قرأها بسرعة ، ثم قال هذا خطها، وأنا أميّزه من بين كلّ الخطوط ،ثمّ نظر حوله ،وقال: لا ينفع أن نتحدّث هنا ،سأسبقما إلى دكاني ،هذا العنوان، وتعالا هذا المساء ،وهناك سننزل إلى الدهليز ،وستبيتان فيه ،ويوجد ما يكفي من المؤونة ،وأيضا طريق سرّي يقود لخارج الدّكان، لقد تعوّدت أن آخذ كلّ إحتياطاتي ،فالعثمانيون لا يمزحون معنا لو قبضوا عن أحد المخرّبين ،وهكذا يسموّننا ،لكن من جاء إلى أرض صاحبه ،واحتلها ،نحن أم هم ؟ 
أنصحكم أن لا تسألوا أحدا عن الطريق ،واظهرا أنّكما زبائن جئتما لشراء بعض القماش ،والآن سأذهب ،آه نسيت، خذا ما شئتما من أكل وشراب ،فالوقت لا يزال مبكّرا ،وسأدفع الثّمن ،كان بودّي الجلوس ،والنّظر إلى المارّة في الشّوارع ،لكن عليّ فتح الدّكان وكسب رزقي ،وأنا أنتظر اليوم شحنة من الأقمشة القادمة من جنوة ،هيا ،استسمحكم الآن!!! ثم وضع قبّعته ،وخرج ،قال ميلان :هذا الرجل حريص جدا، وهو يفكّر في كلّ شيئ ،أعتقد أنّ الأمور على ما يرام، والآن هيا إلى الطعام تكفينا صحفتين من الفاصوليا ،وقنينة نبيذ ،ولمّا نذهب الى ذلك اليهودي سنطلب منه فراخا أو لحما ،فهذه حانة وليس مطعما ،بعد ساعة خرج الرّجلان يتسكّعان ،وقال ميخائل كل شيئ يجب أن يكون جاهزا ،فأنا عملت كثيرا في التهريب، وأعرف هذه المدينة وكثيرا من سواحل البلقان ،سأله ميلان: ولماذا توقفت؟ أجابه :لم يعد التهريب مربحا ،فلقد جاء كثير من التجار المالطيين والطليان، وفتحوا دكاكينهم في كل مكان ،والعثمانيون لم يعد يهمّهم ما يبيعونه ،المهم أن يدفعوا الضرائب .
لمّا بدأ الليل في النّزول ذهبا إلى دكان بائع القماش، وبعد قليل أطلّ لتتأكد من عدم وجود أحد ،ثم أقفل الباب ،ونزلوا معا إلى الدهليز ،كانت هناك غرفة واسعة فيها سريرين، ومائدة وكثيرا من الصّناديق المرصوفة بعناية ،ثم جلسوا ،وقال لهم سنتحدث أولا ،ثم أعطيكم عشاءكم، وأرجع لبيتي، فامرأتي راشال تقلق لمّا أغيب عنها ،أخذ ميخائل الخريطة وبدأ يتحدّث واليهودي يستمع إليه ويقاطعه من حين لآخر ،وقال :سنوّزع المهام ،وعوضا انا نهاجم قافلة سنهاجم إثنين ، ونفجّر الثالثة ،،وسأفتح لكم مخازني لاخفاء السلاح ،وحصة كبيرة منه ستكون من نصيبي ثمنا لتعبي !!! رمقه ميلان ،وقال أنتم هكذا دائما أيها اليهود ،لا تقومون بشيئ مجانا.لم يردّ جوزيف فالعملية فيها مخاطرة كبيرة عليه، وسيخفي الأسلحة وسط الأقمشة، في مخازنه ،وهو يعرف رئيس الشرطة، ويدفع له لكي لا يجيئ ويراقب بضاعته التي يدخلها دون دفع المكوس عليها ،والكلّ يربح .
وبخصوص سفينة الأسلحة ،فلم تصل ميناء ريكا إلا بعد أحد عشر يوما، ولقد أصيبت الدّفة بعطل إستوجب يومين لإصلاحها ،وبالطبع فذلك العون رافائيل هو من قام بذلك في جنح الظلام ،كان هناك صف طويل من العربات التي تجرها الخيول، وإنهمك الجنود في إنزال الصناديق، ورصفها، وكان هناك مدافع وقذائف ،وتم قفل الميناء لكي لا يرى أحد ما يتم تحميله في العربات ،أما رفائيل فألقى نظرة ،ثم ذهب إلى والي البلقان الموجود في البوسنة والهرسك ،ليحمل له رسالة السّلطان ،و لا يجب أن يشكّ به ،فالمأكّد أنّ له الكثير من الأخبار التي سيسعى لمعرفتها ،فكل شؤون البلقان يتم إدارتها من هناك ...
...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
في المجر كانت الإستعدادات العسكرية قائمة على قدم وساق وبعد أن أعطى الفاتيكان وجمهرية البندقية وجنوة تطمينات للملك "فلاديسلاف " بالوقوف معه إذا نقض الهدنة و ،لكن العثمانيين كانوا يعلمون بأمر تلك المراسلات ،ونقلوا ذلك لسليمان وكانت خطة السلطان مفاجأتهم قبل يتجمع الأروبيون ،لكن أفسدت نورهان الخطة ،وكمّ ضخم من الأسلحة المخصصة لتجهيز الجيش على وشك السقوط في يد ثوّار البلقن ،كانت الأخبار القادمة على العاصمة "بودا "جيّدة ،وكل شيئ جاهز ،وهم يعوّلون على القلاع ، وخاصة قلعة بلغراد المحصنة ،لانهاك العثمانيين ولما يأتي الأروبيون سيدفعونهم إلى الخلف ،ويستعيدون أراضيهم ،كان الملك يعرف نوايا السلطان سليمان ،ويتجّهز لإحباطها ،والمصادر الوثيقة لا تترك لديه شكا في صحّة تلك المعلومات .




أبعد قليلا إلى الجنوب كانت جماعة من الثّوار الكروات تكمن في المرتفعات بانتظار مرور ثلاثة قوافل من السّلاح ،لكن الربّان إبراهيم باشا كان يفكّر في الحادث الذي وقع على السّفينة ،وهذا الرّجل كان مملوكا تربّى في القصر ويعرف سليمان منذ صغره ، فاستدعى حمزة رئيس الصّناع ،وسأله عن التّلف في الدّفة ،وإن كان يعتقده تخريبا أم لا ،فأجابه : كلّ شيئ وارد يا سيدي، لا يمكنني الجزم بذلك ،وهذا لا يمنعني من الريبة، فأنا أفحص كل يوم السّفينة ،وكلنا يعلم أهمية الحمولة التي عليها ،وهي أمانة السلطان !!!
فكر القبطان إبراهيم ،ثم قرّر إخفاء الأسلحة في مستودع للبضائع ،وصرّح بمخاوفه لرئيس كتيبة الميناء ،واسمه طرخان، فسأله :وماهو المطلوب منّي ؟ فحدثه إبراهيمةبخطّته ،ولمّا إنتهى من كلامه ظهر عليه الرّضى ،وقال :يا لها من فكرة لا تخطر على بال أحد ،وليكن الأمر كذلك !!! إنطلقت القوافل في ثلاثة إتجاهات، ولم يكن هناك حراسة لكي لا تثير الإنتباه ،وكان يقوها أشخاص بلباس التجار وكان بعض العربات مفتوحا ومليئا بالخضار، ولما إقتربت القافلة الأولى من المرتفعات التي تعلو المدينة ،انهارت الصّخور ،وسدّت الممرّ ،وفي تلك اللحظة شرع رجال ملثمون بالهجوم، ولما اقتربوا من العربات ،قال طرخان :والله القبطان إبراهيم محقّ في شكوكه ،وفجأة إنطلقت من العربات نار كثيفة ،ثم ظهر من تحت الأغطية الجنود، والمدافع ،جحظت عينا ميخائيل وصاح :إنه كمين ،تراجعوا بسرعة ،أمّا ميلان فقد أصابته شظية مدفع قتلته ،وقبض العثمانيون على كثير من الجرحى ،ولم ينج ميخائيل إلا بصعوبة ،وقد جرح في رأسه ،وتحسّر كثيرا لما مرّ بصديقه الذي فارق الحياة .
أمّا القافلة التي ذهبت إلى الغرب، فقد وضع لها الثّوار براميل البارود في حفر ،وفجّروها ،ولما نظروا في وسط العربات لم يجدوا أسلحة بل جنودا مقتولين ،فأصابهم الإرتباك ،وعلموا أنّ أمرهم قد إنكشف ،وقريبا يأتي العثمانيون إلى قراهم ،فقرّروا الهرب ،ولم يعلموا الويلات التي سيجرّونها لتلك المنطقة ،في ذلك الوقت كان اليهودي جوزيف ينتظر القافلة المتّجهة لمدينة "أوسيجيك" على الحدود الشرقية مع المجر، وحين أخرج منظاره ،وفحص العربات ،قال لجماعته من اليهود ،هناك شيئ غير طبيعي ،فالقافلة تتنقّل بسهولة ،والمفروض أن تكون حمولتها ثقييلة ،هذا لا يعجبني ،وماذا إن كان فخّا من العثمانيين أو حتى من ميخائل؟ فأنا لا أرتاح كثيرا لهذا الشّخص ،ثم بقي يراقبها من بعيد حتى نزل الليل ،ورأى الجنود يخرجون من العربات ،فصاح : كدت أقوم بخطأ أندم عليه .
والآن سأصفّي ذلك الرجل ورفيقه لكي لا يقودان العثمانيين لدكّاني ،وعليّ رشوة نادل المقهى لينكر أنّه رآني مع إثنين من الأغراب ،لقد كانت فكرتهم سيّئة ،والرّب وحده يعلم ما سيجري الآن في هذه البلاد ، تبا ،كأنّ ما يقع لنا لا يكفي ...
...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
شنّ العثمانيون مداهمات عنيفة في شوارع وأزقة كرواتيا ،واعتقلوا العشرات من الثوار ،وكانوا يعذبّون كل من يقع في أيديهم حتى يتكلم ،ونشروا دورياتهم في كل ناحية ، أما " فلاديسلاف " ملك المجر فقد علم بالكمين الذي وقعت فيه عربات الأسلحة، فابتهج لذلك ،وقال :سيترك لنا ذلك بعض الوقت حتى وصول الإمدادات التي وعدنا بها الأروبيون ،لكن المعلومات التي وصلته ليست واضحة ، ورغم ذلك إكتفى بها ،فلقد صار يشعر بالقوّة ،وهو واثق أن السّلطان سليمان لن يصمد أمامه إن فكّر في المجيئ إليه .لكنّ العثمانيين إنتظروا قليلا حتى هدأت الأوضاع، ثم أخرجوا الذّخائر والمدافع الثقيلة التي إعتقد " فلاديسلاف " أنها أصيبت في الكمين ،ونقلوها في قوافل متفرّقة إلى الحدود الجنوبية للمجر بكامل السّرية ،وكانوا يسلكون الغابات ،والمسارب لكي لا يفطن لهم أحد ،وأخفوا كلّ شيئ تحت الأوراق والأغصان .ومن أعلى القلاع لم يكن الحرّاس يلاحظون سوى حركة إعتيادية للبضائع والمسافرين .
كان سليمان جالسا في شرفة قصره متلهّفا على سماع الأخبار القادمة من كرواتيا ،وكلّما رآى رجلا يحمل جرابا في يده ،ظنّه صاحب البريد ،كانت نورهان أيضا قلقة ،فمستقبل أروبا مرتبط بنجاح تلك العملية، فلو وقعت الأسلحة في يد الثّوار ،فسيتمرّد البلقان بأكمله ،وتنقض مملكة المجر إتفاق السّلام ،ويجد العثمانيون أنفسهم يحاربون على عدّة جبهات في البر والبحر ،ووبعد أيام وصلت لسليمان رسالة لما قرأها لاح الإرتياح على وجهه ثم رماها في المدفأة ،في تلك الأثناء دخلت أحد جواري نوهان تحمل صحفة لبن ،ولمحته يحرق الورقة ،فجرت إلى سيدتها وأخبرتها بحكاية الرّسالة ،فظهر عليها التّوتر،فما حصل لا يعجبها ،فإلى حدّ الآن لم يصلها شيئ ،لكن بعد أيّام بدأ الناس في الأستانة يتكلمون عن إحباط مؤامرة كبيرة بفضل فطنة الربان إبراهيم باشا ،وأن كثيرا من الثوار قد قتلوا أو قبضوا عليهم ،جن جنون نورهان ،لكنها قالت ،ربما العثمانيون يبالغون كعادتهم ،سأرسل أحدا يأتيتي بالخبر اليقين




 لكن الأوضاع في كرواتيا أسوأ مما إعتقدته زوجة السلطان وكل واحد يحاول النجاة بنفسه ،وهم يعلمون أن العثمانيين سيحرقون كلّ شيئ للوصول إلى مدبّري هذه المؤامرة التي سقط فيها عدد من جنودهم .سار ميخائل في الأزقّة وهو يرى الإنكشارية بأزيائهم الحمراء يجرون في كل مكان فغطى رأسه وتظاهر بأنه متسوّل ،وسار حتى وصل إلى دكان جوزيف ،ولما رآه أحس بالذعر وسأله عن رفيقه ميلان فأخبره أن قد مات في المعركة ،وطلب منه أن يخفيه عنده في القبو ،وجد جوزيف الفرصة للتخلص منه ،لما ززل درجتين دفعه في ظهره ،فسقط وإلتطم رأسه في الحائط ، ولم يعد يتحرّك ،فقال في نفسه لقد إرتحت من أعوان نورهان ،وعلي أن أحرق كل ما عندي من وثائق ورسائل ،فلن يتأخّر العثمانيون عن المجيئ وتفتيش الدكان. 
في الليل حمل اليهودي مع إثنين من عبيده ميخائيل على حمار ،وألقوه قرب ترعة في طرف المدينة ،ورجعوا إلى الدكان وهم يعتقدون أنهم تخلّصوا منه ،لكن في الصّباح مرّ العثمانيون ولم رأوا أنه يتنفس عالجوه من جراحه ثم أخذوه ورموه في السّجن حتى يعلموا حكايته ،لكنه طلب رؤية قائدهم فقال في نفسه تريد قتلي يا جوزيف؟ سترى ما أفعله بك !!!على كل حال الأمور تسوء هنا ،وكلّ الشّبكة التي أنشئها ذلك الأحمق إنهارت بسرعة لا يتوقعها أحد ،وسأنجو بنفسي وإلا صار مصيري مثل ميلان المسكين، الذي لم يجد حتى الوقت لينفق ما ربحه من مال .
بعد قليل دخل رجل على رأسه عمامة كبيرة ،توحي نظرته بالشّراسه ،وقال له أفندم !!! أجاب ميخائيل :إسمع ،مقابل صرّة من المال سأقول لك أخبارا تهمّك ،قال الضّابط :ومن يضمن لي أنّك لن تخدعني؟ ردّ ميخائيل : تثبّت بنفسك ،ثم إدفع المال إن كنت راضيا !!! في المساء دهم الإنكشارية دكاّن جوزيف ،ووجدوه قد جمع كدسا من الوثائق لحرقه، وكان هناك صناديق بالسّلاح والذخائر ،فقبضوا عليه مع اليهود الذين معه، وأخذوا كلّ ما وجدوه، ثمّ أحرقوا الدّكان وما فيه من أقمشة بآلاف الليرات ،في الصّباح دخل الضّابط ،وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه ،ثمّ ألقى على الطّاوله صرّة كبيرة من الليرات ،وقال له: لقد أخذناها من دكاّن اليهودي، ولقد وصلني أيضا نصيبي،يبدو أنّنا سنتّفق !!! وبعد أن أعرف كل شيئ، سأطلق سبيلك ،وأحسنت صنعا بانحيازك لجانبنا .
بدأ ميخائيل يتكلّم، فبالنّسبة إليه كلّ شيئ قد إنتهى ،والعثمانيون يدفعون بسخاء ،وسيكون بإمكانه الزّواج والإستقرار هنا ،ولمّا تحدّث الرجل عن نورهان أوقفه الضّابط ،وسأله :هل أنت متأكّد ؟ أجابه :ألم تسأل نفسك لماذا وضعت الملكة فقط قومها من الصّرب لخدمتها ؟ ولمّا إستجوب جوزيف، قال نفس الشّيئ ،ووعده الضّابط أن لا يعذّبه ،ويقتله بسرعة ،لكنّه مع ذلك لم يعلم السلطان ،فقد يكون ما قاله الرّجلان مكيدة ،ولقد تعلّم أنّه لا يثق في أحد حتى يقف على الدّليل بنفسه ...
...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان سليمان يجمع حاجياته في صندوق،ولمّا رأته إمرأته نورهان ،قالت له بدهشة :كأنّك تستعدّ للرحيل ؟ أجابها: سأذهب لتفقّد الأحوال في المملكة ،لكنّها تعرف أنّها ليست الحقيقة ،وحاولت أن تتلطّف معه ،فسألته أين ينوي مولاي الذّهاب ؟ فرمقها بطرف عينه فهي صارت تثير إرتيابه بكثرة أسئلتها، والوزير شمس الدّين حذّره من أنّ هناك من يحيك الدّسائس في القصر ،فهل تكون هي؟ لقد ظلّ زمنا طويلا يرفض التّصديق لشدّة حبّه، لها ،لكن يجب أن يعترف أنّها تغيّرت كثيرا منذ أن فقدت ولدها، وأطردها من القصر ذليلة ،كانت تلك الهواجس تتابع سريعا في ذهنه ،ثم نظر إليها وقال: سأرحل لليونان وسأستغلّ وقت فراغي للإستجمام قليلا ،تضاهرت نورهان بتصديقه وقالت له :خذني إذن معك ،فأنا أشعر بالقلق !!! أجابها :المرة القادمة ،فأنا لن ألبث هناك طويلا ،تأكدّت المرأة أنّه ذاهب للمجر ،وأن المعركة قد إقتربت ،فاستدعت تيودور، وهو بحار صربي ،وقالت له :إحمل رسالتي إلى الملك "فلادسلاف " دون تأخير ،هل فهمت ؟ مشى الرّجل،لكن بعد قليل شعر بأنّ هناك من يتبعه ،لكنه تمكن من الإفلات ، وركب سفينته ،ولمّا إقترب من شواطئ كرواتيا هبت عاصفة كسرت الصّارى،ورأته دوريّة عثمانية فاقربت منه، ففزع الرّجل ،وقرأ الرّسالة بسرعة ثم مزّقها ،وألقاها في البحر .
وبعد أن سحبوا السّفينة إلى الميناء ركب عربة إلى المجر ،وقال :الرّحلة طويلة ،لكني أعرف طريقا مختصرا ،ولما وصل الرّجل إلى العاصمة "بودا " لم يصدّق الملك " فلاديسلاف " حكايته، ولا الرّسالة التي ضاعت منه، في ذلك الوقت كان سليمان يتّجه في موكبه إلى جنوب المجر دون أن يحسّ به أحد ،وبدأ العثمانيون يتجمّعون هناك،ولم يمر وقت طويل حتى أصبحوا جيشا عظيما ،وقال "فلادسلاف " : إذن كان ذلك الرجل تييودور على صواب ،وأنا كنت أحمقا !!! وسمعت ممالك بوهيميا ،وبولندا، وبافاريا وكرواتيا بالخبر وطلبوا منه الصّمود في قلاعه حتى يجيئون إليه، وأرسلت جنوة أسطولا كبيرا ،وتحرك جيش الفتيكان ،لكن سليمان إستولى على القلاع الواحد تلو الأخرى حتى وصل إلى قرب مدينة موهاكس حيث كان ينتظره "فلادسلاف " فهزم جيشه شرّ هزيمة ،ولم تكن بقية الممالك التي جاءت متفرّقة أوفر حضّا،ولمّا سمع الباقون بالهزيمة رجعوا من منتصف الطريق، أمّا أسطول جنوة فهزمه العثمانيون في البحر الأدرياتيكي،وكانت أسوأ خسارة للأروبيين ،وطارت الأخبار في كلّ مكان.
حين سمعت نورهان بما حصل أصابها الإحباط، قالت في نفسها :كل هذا التعب والمخاطر التي أعرض لها نفسي كل يوم لم تنفع، وإن لم أقتل سليمان، فسينتهي حلم الحرّية للصّرب إلى الأبد، فهذا الرّجل شديد الدهاء ،ولا يخاف من شيئ،وكانت تحتفظ في خزانة الأدوية في قصرها بسمّ يقتل لساعته وفكّرت أن تصبه في شراب السّلطان ،لكن قبل ذلك عليها أن تهرب فالشّكوك حولها كثيرة من يوم مقتل صاحب البريد، وسرقة رسائل السلطان لكنّها لا تعلم أنّ هناك من يراقبها،فقد نجح العثمانيون في إستمالة أحد خدمها وأغروه بالمال ،فلقد وصلت إعترافت ميخائل واليهودي جوزيف أمام رئيس




 جواسيس العثمانيين ناظم حكمت وهو الذي يجمع كل الأخبار من السلطنة، ويعلم بها السلطان ولم تكن علاقة نورهان القوية بالنصارى غريبة عنه ،وهو يعلم أنّها تدّعي الإسلام ،لكن ما وصله أثار دهشته ،ونقل لهم الخادم أنّ عربة خرجت من قصر نورهان، وفيها إبنها وصناديق مجوهرات وألبسة ،وأوقف ناظم حكمت العربة ،واقتادها إلى مكان آمن واعترف السّائق أنّ العربة كانت ذاهبة إلى مزرعة كبيرة يملكها تاجر يوناني يبيع الجلود إسمه " ساليناس "،وأنّ نورهان تنوي الإختباء هناك .
لم يمر سوى شهر حتى رجع سليمان بعد أن إستتبّ له الوضع ،وأخذ قسما من المجر ضمّه لملكه ،فوجد نوهان في إنتظاره، وقد إرتدت أحلى اللباس ،وتعطرت له ،وقالت له أهلا بأمير المؤمنين فلقد فعلت أكثر من جدك محمد الفاتح بطل القسطنطينية ،راق هذا الثناء للسلطان ،وقال لها هات شيئا أشربه ،فمدت آنية فيها شراب الورد وقبل أن تصب له في قدحة دخل ناظم حكمت والوزير شمس الدين ومعهم خادم نورهان ،وقال لسليمان لا تشرب يا مولاي فإنه مسموم ،وقف السّلطان، وقال لإمرأته هل هذا صحيح ؟ أرجوك قولي : لا !!! أيقنت نورهان أن كل شيئ قد إنتهى ،ثمّ شربت القدح ،وقالت له : لن ترى أبدا إبنك ، أما أنا فسأذهب للقبر ومعي كل أسراري ،إبتسم ناظم حكمت وقال لقد وجدنا العربة والأمير هو بخير وأخذنا كل المجوهرات والأشياء الثمينة ،وقبضنا على ساليناس ،آه أمر آخر ،لعلّك تريدين معرفة من دلنا عليك وعلى جوزيف اليهودي الذي كنت تتآمرين معه إنه ميخائيل صديقك وابن بلدك ولقد أسلم ،وتزوّج من امرأة جميلة ،صاحت نورهان: لا يمكن ،أجابها : قومك طمّاعون ،وكلّ واحد ينقل لنا أخبار جاره لقد أحبّك مولاي وأعطاك كلّ شيئ الحبّ والنّفوذ لكنك أفسدت كل ذلك لأجل حلم زائف ،ردّت نورهان لا تفرحوا ربحتم معركة ،لكن يجيئ اليوم اللذي تتركون فيه كلّ البقان ،وترتدّون على أعقابكم كالكلاب !!!
وتحقّق كلام تلك المرأة ،لكن بعد أربعة قرون كاملة ،وكلّ قوّة إلى الضّعف ترجع ،لكن ذلك النّصر في موهاكس لم تنساه أروبا لحدّ الآن ،مهما مرّ الزّمن وتبدّلت العصور ...
....
انتهت

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا