رواية وقاص وزمزم من الفصل الاول للاخير بقلم نرمين

رواية وقاص وزمزم من الفصل الاول للاخير بقلم نرمين

رواية وقاص وزمزم من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة نرمين رواية وقاص وزمزم من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية وقاص وزمزم من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية وقاص وزمزم من الفصل الاول للاخير
رواية وقاص وزمزم من الفصل الاول للاخير بقلم نرمين

رواية وقاص وزمزم من الفصل الاول للاخير

غرفة كبيرة بإحدي السرايات الكبري تجلس فتاه في الثالث والعشرين من عمرها علي الفراش تضم قبضتيها بتوتر وترتدي فستان زفاف تنظر قدوم زوجها بعد أن استدعته والدته وامرتها بالصعود إلى الغرفة..
بعد أكثر من ساعتان كان زوجها يفتح باب الغرفة بملامح متجهمه غاضبة جعلتها تنكمش في نفسها اكثر وصوته يقول..
-قومي غيري هدومك ديه عشان ننام..
تنهدت بارتياح فعلي الاقل تنازل عن حقه حتي لو مؤقتا...
فعلت ما أمرها به بصمت وسارت بخطوات عرجاء متعثرة الي المرحاض ولم يفتها ضحكته الساخرة علي خطواتها التي آلمتها كثيرا لكن ليس بيدها شئ سوي الصمت والدعاء لربها حتي يهون عليها ...
بعد قليل خرجت من المرحاض وتوجهت إلى الفراش حتي تخلد الي النوم فيما اتجه هو الي المرحاض صافقا الباب خلفه بعنف جعلها تغمض عيناها وتعتصرهما حتي لا تبكي ودقائق وكانت تذهب في سبات عميق..
************
بالغرفة المجاورة كانت نجاة تجئ الغرفة ذهابا وايابا وهي تغلي وتزبد من الغضب وبجانبها زوجها السيد عبد القادر يحاول تهدأتها...
-هو ايه اللي جرا يعني يا نجاة؟؟مش ده ابنك اللي كنت عاوزة تجوزيه بردو؟؟..
_ مش ديه...مش واحدة معاقة يا قدري ...
_ معاقة صح بس جميلة وده احنا شوفناه بعنينا...
_يفيدني بإيه جمالها وهي معوقة ومعيوبة ويارتها حاجة مؤقتة لا ديه دايمة عاهة يا استاذ...عاهة مستديمة...ديه ازاي تبقي واجهة لعيلة النوساني اصلا...ازاي تبقي مرات وقاص النوساني اصلا..ديه عار ديه المفروض تستخ...
_نجاااااة لمي دورك واحترمي نفسك اللي بتتكلمي عليها ديه بنت اخويا..
ضحكت بسخرية قائلة...
_ بنت اخوك مين ؟؟...اخوك اللي رماها لينا برخص التراب لولا انك اصريت تجبلها شبكة!!...ولا اخوك اللي كان عاوز يجوزها سكيتي ويخلص منها؟؟...متضحكش علي نفسك ولا عليا ...
_ لا بضحك عليكي ولا علي نفسي.. البنت سليمة مفهاش عيب واحد ...ثم إنه مش ذنبها اصلا انها عملت حادثة وسابت اثر فيها...
حاولت الحديث مرة أخرى لكنه قاطعها قائلا ...
_ انا عاوز انام ...قفلي ع الموضوع ده ومتتكلميش فيه تاني ...
اطبقت نجاة علي فمها بغيظ وغضب واتجهت الي المرحاض...
**************
صباح اليوم التالي...
استيقظ وقاص من النوم ولم يجدها بجانبه ...لم يعطي للأمر أهمية ونهض من مكانه حتي يمارس عاداته فور استيقاظه من النوم...خرج وقاص من المرحاض علي صوت والدته المرتفع ...
_ فيه ايه يا ماما ع الصبح...
تحدثت نجاة بحدة وصوت مرتفع...
_ اتفضل حضرتك...بقول ل الست هانم مفيش اكل هيطلع فوق وتنزلوا تاكلوا معانا تحت مش عاجبها قال ايه رجل السنيورة وجعاها ومش هتقدر تنزل تحت...
_ خلاص يا ماما روحي انت واحنا نازلين متقلقيش...
حدجتها نجاة بنظرة نارية وغادرت ....التفت وقاص الي زمزم قائلا بصوت حاد....
_ مشاكل مش عاوز ...اللي امي تقول عليه تنفذيه من غير كلام كتير واتفضلي خشي البسي اي حاجة عشان ننزل نفطر تحت خلينا نخلص م اليوم الزفت ده...
تحاملت علي نفسها وذهبت حتي تبدل ملابسها لتناول الافطار بالاسفل كما طلبت والدته ...
بالاسفل كان عبد القادر يترأس الطاولة وعلي يمينه تجلس نجاة وبجانبها ابنتها سيلين ...بعد قليل كان وقاص من علي الدرج ووراءه زمزم تتبعه بخطوات بطيئة..
_ صباح الخير يا حبيبي..
_ صباح الخير يا بابا...صباح النور يا سوسة...
_ صباح النور يا قلبي ...مش المفروض تفطروا فوق انت و زوزة..
نهرتها نجاة قائلة...
_ مش لما تبقي جوازة الاول ...كلي وانت ساكتة يا سيلين...
زفرت سيلين بغضب وعاودت تناول طعامها مرة أخري أما زمزم فقد وقفت مكانها وضغطت علي سور الدرج ...
_ تعالي كلي يا حببتي هتفضلي واقفة عندك كتير كده..يلا...
ابتسمت زمرد لهذا الرجل الذي لم تتلقي منه سوي المعاملة الطيبة والإبتسامة التي لا تفارق وجهه عندما ينظر إليها أو يتحدث معها لذلك سارت حتي وصلت إليه وجلست علي الطاولة بجانب وقاص...
سارت الجلسة طبيعية الي أن قررت نجاة أفسادها بلسانها ذاك وتصرفتها ...
_قومي هاتيلي مية من المطبخ...
أشارت زمزم الي نفسها قائلة...
_ انا!!...
_ وهو فيه حد غيرك هنا مثلا!!...ولا تكوني مفكرة اني هقول لبنتي ...المقامات هنا محفوظة لكل واحد ف البيت ده ...قومي يلا...
نهضت زمزم من مكانها حتي تجلب لحماتها ما طلبته لكن صوت عبد القادر اوقفها قائلا...
_ اقعدي يا زمزم...نجاة زمزم بقت من العيلة خلاص يعني زيها زي اي حد هنا ف العيلة ...مش مقامها خالص انها تقوم تخدم حد ايا كان...فيه خدامين للكلام ده...صفية..صفية...
هرولت الخادمة تلبي نداء مخدومها ...
_ ايوة يا بيه...
_ هاتي مية للهانم بسرعة لو سمحتي ...
وبذلك اشعل عبد القادر نيران الحقد بداخل نجاة تجاه زمزم اكثر دون أن يدري....
*****************
مر اسبوعان الي الان ولم يأتي أحد لزيارتها فقط اختها الصغيره هي من تحادثها بالهاتف وبالطبع لم تسلم من كلام حماتها أو لسانها لذلك كانت تتجنبها قدر الإمكان ...عن طريق الجلوس مع سيلين بغرفتها أو قضاء وقتها مع عمها اينما ذهب...لم يكن لزوجها اي دور يذكر طوال هذه المدة ...
صباح اليوم دق هاتفها الخلوي فالتقطته بسرعة حتي تري أن كان والدها أو او احدي شقيقتيها وبالفعل كانت شقيقتها الكبري "تمارا " الضحية الاولي لوالدها ..
_الو...ايه يا حببتي عامله ايه ؟؟...طمنيني عليكي ...
ابتسمت زمزم برقة قائلة...
_ الحمد لله يا حببتي انا كويسة ...انا عاملة ايه ؟؟...
هتفت تمارا بمرارة...
_ هكون عامله ايه يعني يا زمزم اديني عايشة وحطه جزمة ف بوءي وساكته...
حاولت زمزم التهوين عليها وقالت...
_ أن شاء الله كله يتحل يا حببتي ...
ادمعت عيني تمارا وهتفت...
_ ايه اللي هيتحل بس يا زمزم!!!...خلاص عابد اتجوز عليا واللي كان كان...انا راضية بنصيبي وب الواد والبت اللي طلعت بيهم ...الحمد لله...بس عمري م هسامح ابوكي عمري م هسامحه...
_ولا واحدة فينا هتسامحه يا تمارا...هو دمرنا كلنا ..يلا روحي شوفي بنتك بتعيط ليه...هرجع اكلمك تاني ...سلام يا حببتي..
اغلقت الهاتف مع شقيقتها ولم تدري بنفسها وهي تستيقظ من النوم بفعل الماء البارد الذي سكبه أحدهم علي وجهها حتي عادت لواقعها المرير من جديد..."""
انتشلها من شرودها صوت عبد القادر وهو يأمرها بمتابعة اللعب فقد حان دورها ...
_هاااااي روحتي فيه يا زوزة؟؟...
_انا معاك اهو يا حبيبي...وادي الزهر يا سيدي...
تابعا اللعب الي أن جاءت نجاة تخبرهم برجوع وقاص من سفر دام لأكثر من عامان ..
نهض قدري من مكانه بسرعة ولهفة لملاقاة ابنه الغائب عن أحضانه لكنه تسمر مكانه عندما شاهد ابنه بالخارج وبيده شابة وهما يضحكان سويا ...
_ مين ديه يا وقاص؟؟؟...
نظر إليها بحب قائلا...
_ ديه...ديه شيما ...مراتي...
توقفت عن السير علي حين غرة ولم تري تلك الدرجة التي تفصل غرفة المكتب عن البهو الخارجي مما أدى إلى ارتطامها بالارضية بقوة حتي تأوهت...
نظروا إليها جميعهم ولم تخلو نظراتهم من السخرية حتي زوجته الجديدة لم يتحرك أحد لمساعدتها الا عمها الذي أمد يده لها حتي تنهض من مكانها...
نهضت زمزم من مكانها وارتمت بأحضان عمها حتي تختفي عن أنظارهم وانخرطت في بكاء ناعم لم يشعر به سوي عمها ...ربت قدري علي رأسها بحنان بالغ وأخذها وذهبا الي المكتب مرة اخري..
اما والدته فلم تغير ايا منهم انتباه ولم تتأثر حتي فقد ساقت ابنها وزوجته الجديده نحو غرفة الصالون...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صراخها يعلو ويعلو ..حتي أوشكت احبالها الصوتية علي الانقطاع نتيجة الصراخ المستمر ...لم يستطع أحدا من طاقم التمريض أو الطبيب المسئول عن حالتها التدخل فقد كانت تقف بأخر الغرفة وبيدها قطعة زجاج حادة تضعها علي العرق النابض برقبتها تهددهم بالانتحار اذا لم يأتوا لها بما طلبته...
خرج الطبيب من الغرفة قائلا أنه سيحاول أن يجلب لها ما تريد وبذلك استطاع الخروج من هناك والاتصال بزوجها الرائد "ناير سويلم"رائد بالجيش ...
_ استاذ ناير المدام حالتها صعبه جدا...محدش فينا قادر عليها...ده غير أن كل ده بيأذي الجنين ..ارجوك تيجي هي مهددانا بالانتحار لو مجبتلهاش طلبها ...
_ وازاي مهدداكوا اصلا !!..ازاي يا بهايم ...
توتر الطبيب قليلا ثم لم يجد مفرا وهتف....
_ ككك..كان عندها كوباية ازاز...كسرتها وهددتنا ب حته منها ..
ركل ناير المقعد الموجود أمامه بغضب وصرخ بالهاتف..
_ ده انا هوديكوا ف ستين داهية...انا هوريكوا يا كلاااااب غووور غور من وشي اقفل يلا...
لم يستطع الطبيب التفوه بكلمة فهو يعلم أن ناير معه كل الحق فيما فعله بل أنه قليل علي خطأهم ..
بعد قليل كان ناير يدلف الي الغرفة المحتجزة بها زوجته زهرة وهو يري طاقم التمريض بالكامل أمامها يحاولون أثناءها عن رأيها وما ستفعله...
_ كله يخرج مش عاوز حد هنا...
انصاع الجميع لأوامره وبعد خروجهم اقترب منها ناير بخطوات حذرة ولكنها رأته فما كان منها إلا أنها زادت من ضغطتها علي رقبتها بقطغة الزجاج الموجوده بيدها...
_ اهدي يا زهرة وسيبي اللي ف ايدك ديه...
_ لا مش هسيبها الا لما تجبولي اللي انا عاوزاه..يا اما هموت نفسي ...اختار...
حاول استمالتها قليلا وهتف...
_ زهرة انت هنا عشان تتعالجي ...انت كده بتهدي اللي انت عملتيه ف شهر...
رفعت يدها وغرست الزجاجة اكثر برقبتها حتي جرحت نفسها ..فهتف هو بذعر وهو يخرج شيئا ما من جيبه...
_ خلاص خلاص انا جبتلك اهو...تعالي خديه ونزلي اللي ف ايدك ديه يلا ...
تركت زهرة قطعة الزجاج من يدها غير عابئة بها وسارت نحو الكيس الصغير المطوي بيد ناير بسعادة غامرة وهي تحك رقبتها وتمرر يدها اسفل أنفها...
لم تنتبه إلى ناير وملامح وجهه التي تحولت إلي الترقب والحذر حتي تأتي وتأخذ ما بيده وبسرعة لم تتداركها كان ناير يمسك بكلتا يديها ويكبلهما حتي وصل إلى الفراش واجلسها عليه عنوة وهو يصرخ مناديا الطبيب الذي لبي طلبه في الحال وبثوان كان جسد زهرة يتراخي بين يدي ناير وآخر ما شاهده كانت دمعتها التي انحدرت لتسقط علي كفه ...
خرج ناير من الغرفة بعد نجحت خطته مع زهرة واول ما فعله عندما خرج كان تسديد لكمة قوية بوجه الطبيب...
_ ديه عشان متبقاش تنسي بعد كده قبل ما تدخل حاجة أوضة اي مدمن م اللي هنا تتأكد انها مفهاش حاجة يقدر يأذي بيها نفسه ....المرة الجاية هقدم فيكوا شكوى...
******************
"يعني ايه لا ديه أن شاء الله!!..."...
_ يعني لا...عندك مراتك التانيه وتقدر تروحلها هي اصغر مني واحلي مني ع الأقل مش مليانه زيي كده...
اقترب منها عابد بغضب وامسك بذراعها بقوة قائلا...
_ انت بقالك مدة سايقة العوج يا تمارا وانا سايبك بكيفي ف اتهدي كده وخدي الموضوع ببساطة مش اول مرة ليكي هي عشان العند ده كله..
اختارت الاستمرار بعندها وهتفت بصوت حاد....
_ وانا بقي مش هينفع تيجي جنبي ...ظروف قهرية يا سيدي...
ضحك بسخرية واردف بقسوة...
_ ظروف قهرية ...الظروف القهرية ديه بقالها خمس شهور عندك مبتتقطعش أن شاء الله!!...
وهنت نبرتها كثيرا لكنها حاولت أن تتحلي بالقوة وهتفت...
_ اه خمس شهور وده بقي يخليك تفهم أنه نزيف مش ظروف قهرية...ف ابعد عني بقي وروح لمراتك التانية وانا سبني ف حالي انا لا عاوزاك ولا طايقة سيرتك اصلا بستقبلك بس عشان عيالك غير كده انت متسواش حاجة عندي...
ترك يدها بشئ من العنف وضرب الكرسي الموجود بجانبه والتفت إليها قائلا....
_ مش انت مش طايقاني واللي بيخليكي تستقبليني هنا هو عيالي ...ماشي يا تمارا حاااااضر...
وخرج من الغرفة وصاح مناديا أطفاله "عدي...سجدة"..
_ يلا يا عيال انزلوا روحوا لتيته عشان هتباتوا عندها النهاردة..
صاح الطفلان مهللين واسرعا بالنزول الي الطابق الآخر نحو جدتهم ...
_ عيالي من هنا ورايح هيقعدوا عند امي عشان لما احب اجي اشوفهم مبقاش بتقل عليكي ...وانت عاوزة تشوفيهم انزليلهم تحت...وهاتي الكريدت اللي معاكي...
رغم حزنها علي قراره الظالم وأبعاد طفليها عنها إلا أنها تحلت بالصبر وغادرت حتي تجلب له ما طلبه بصمت قاتل ....
_جميل...تجهزي بالليل يا تمارا عشان هوديكي لدكتور وخلي بالك اني اصلا متجوز عشان متعتي وانت من ضمنها هعالجك واتمتع بيكي...
وخرج من المنزل بأكمله تاركا اياها وراءه ترتعد بخوف...عابد نسخة طبق الأصل من والدها ...وهذا يعني أنها لن تنال شفقته أو رحمته حتي ....
*****************
"بس ...بس اهدي يا حببتي اهدي..هو ميستاهلكيش اصلا صدقيني ميستاهلكيش والله"...
قالها قدري وهو يربت علي كتف زمزم يحاول تهدأتها حتي تكف عن البكاء ..
_ طلقني منه الله يخليك ساعدني...انا..انا بس عاوزة امشي من هنا ..
_حاضر ...حاضر هطلقك منه بس استني ..استحملي شوية بس وهطلقك ع الأقل يكون ابوكي بعد عنك ..
تمسكت بقميصه اكثر قائلة بنحيب..
_مش هقدر استحمل اكتر من كده...كفاية سنتين ونص إهانة بعده عني وإهانة نجاة هانم وخروجي الممنوع والضغط على تعبي كل ده مش هقدر استحمله تاني ...
زاد قدري من ضمه لها وتعالي نحيب زمزم اكثر حتي قطعه دخول زوجته التي صاحت بإحدي الكلمات الإنكليزية التي تنم عن دهشتها ثم تبدلت ملامحها للعبوس والغضب قائلة ...
_ قومي يا بنت انت روحي شوفي الاكل مع صفيه خلينا نتكلم ف معادنا مش كل يوم تأخير كده...
نهضت زمزم من أحضان قدري ومسحت عبراتها بهدوء وسارت بخطواتها المتعثرة الي أن وصلت للباب عندما سمعت نجاة تقول...
_ لو فضلتي تمشي كده لحد المطبخ مش هناكل ف يومنا ده...
اغمضت عيناها بقوة واعتصرتهم بألم ثم تابعت السير دون أن تتفوه بكلمة حتي سارت الي المطبخ لتباشر عملها المعتاد..
بعد قليل كان الجميع يجتمعون علي طاولة الطعام وبالطبع اخذ مكان زمزم حتي تحتله الزوجة الجديدة والمرحب بها هنا علي عكس زمزم تماما....
"ايه القرف ده...مين البهيمة اللي عملت الشوربة ديه؟؟"...
ردت زمزم بصوت يكاد يكون مسموع...
_ انا...
_ طبعا ما لازم تبقي انت...بتعملي الاكل برجلك أن شاء الله...حاجة تقرف....قومي غوري من وشي ..
نهضت زمزم من مكانها ببطء وارهاق وبمنتصف الطريق لم تستطع التحمل فسقطت علي الارض وهي تلهث بتعب ..هرولت إليها سيلين تتفقدها بقلق قائلة...
_ ايه يا زمزم مالك..رجلك تاني بردو؟؟..
_ اه..بس المرادي صعب اوي يا سيلين مش قادرة..
حاولت سيلين أن تجعلها تنهض من مكانها لكنها لم تستطع الا بمساعدة والدها ...
بالغرفة استطاعت سيلين أن تجعل زمزم تعري قدمها إذ أنها خجولة جدا ...كانت ساقها بداية من ركبتها الي آخرها تنتشر عليها بقع زرقاء وبنفسجية اللون...
_ يا نهار اسود...ايه ده انت لازم تروحي لدكتور فورا...بص يا بابا ..
_ زمزم سيلين عندها حق ...لازم تروحي لدكتور فورا المنظر ده ميتسكتش عليه ...
ردت زمزم بارهاق...
_ حاضر يا بابا هروح والله...بس دلوقتي عاوزة انام انا تعبانة بجد...
_ لا مينفعش انا هتصل بياسر ييجي يشوفك لازم دلوقتي...
حاولت زمزم الاعتراض لكن حديثها ضاع وسط مكالمة عمها مع ذلك الطبيب...
بعد مرور ساعة تقريبا كان الطبيب يقف بالغرفة يحاول الكشف علي ساقها لكن خجلها هو ما جعله يتأفأف بضيق قائلا...
_ يا آنسة زمزم مش كده...انا دكتور محترم والله يعني لا هبص بصة كده ولا كده ع رجلك يعني..
استشعرت زمزم ضيقه منها فلم تجد إلا أن تنظر إلي عمها وسيلين وما كان من ياسر إلا أن هتف...
_ معلش يا جماعة اطلعوا برا لحد م اكشف ع المريضة بعد اذنكم...
اذعن كل من قدري وسيلين اليه وخرجا من الغرفة التفت ياسر اليها قائلا...
_ اهم خرجوا يا ستي انا اصلي كنت عارف انك محرجة منهم ممكن اكشف بقي؟؟...
اومأت برأسها إيجابا ثم رفعت الغطاء حتي وصلت الي مكان الإصابة بالضبط...
_ يا ساتر يا رب...ده صعب جدا...كنت مستحملاها ازاي اصلا اكيد ديه مش بين يوم وليله ...
ردت زمزم برقة قائلة..
_ هي فعلا بقالها فترة بس مكانتش بالحجم ده...وده اللي خلاها تعبتني النهاردة...
اقترب منها ياسر ووضع يده على قدمها قائلا....
_ انا هفحصك بس لو فيه اي وجع قوليلي...ممكن يبقي فيه وجع جامد ...بس هي الإصابة ديه من ايه؟؟...انا ملاحظ أن رجليكي فيها إعاقة..
_ أأأ...أأيوة هي ديه سببها حادثة ...
_اها تمام..لو فيه اي وجع قوليلي ...
اومأت برأسها إيجابا وبدأ ياسر يباشر عمله وضغط علي جلد ساقها ...لم تتأوه أو تصدر صوتا حتي...
_ مش حاسة بحاجة كده؟؟..
_ لل...لا..
غرس اصبعيه بساقها بقوة حتي وصل إلى عظامها قائلا...
_ ولا كده؟؟..
صرخت زمزم بقوة وحركت ساقها بعيدا عن مرمي يديه ...
_ اوكي ..اوكي ...خلاص ...واضح أن المشكلة ف العضم شوفي انا مقدرش اكتبلك الا ع مسكن ولازم تيجي المستشفي عشان الفحوصات والأشعة عشان نعرف سبب الالم ده..بس انا أرجح أنه سببه إرهاق لان الزرقان لأخر الرجل ده وخصوصا الجزء التاني من رجلك بس يبقي حضرتك محملة عليه زيادة...
سار ياسر نحو باب الغرفة حتي يأذن لوالدها وشقيقتها _كما يعتقد_ بالدخول ...
_ خير يا دكتور؟؟..
_ الآنسة عندها مشكلة ف العضم وطبعا انا مقدرش احدد المشكلة بالظبط إلا بعد الإشاعة عشان ابقي متأكد من كلامي ...ولازم تتعمل ف اسرع وقت ممكن...عن اذنكم...
خرج ياسر من الغرفة ووراءه قدري حتي يوصله إلى باب المنزل شاكرا إياه ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور اسبوع...
" اهو جبتلك طلبك...ايدك بقي ع الحلاوة..."..
تعلقت عينا زهرة بما بيد تلك الممرضة بسعادة مرضية وهي تتأمل ذلك المسحوق الابيض الذي بيده راحتها وسعادتها كما تظن ...مدت زهرة يدها حتي تلتقط الكيس الصغير لكن الممرضة أبعدته عن مرمي يديها قائلة...
_ لاااا...حلاوتي الاول ...
عبست زهرة قليلا وهتفت بصوت باكي...
_ الله يخليكي اديهوني ...ااا..اانا مش معايا حاجة عشان اديهالك..
حولت الممرضة عيناها الي الحلقة الذهبية الملفوفة حول اصبعها فلم تتردد قط في نزعها واعطائها لها وتركت لها الممرضة الكيس وخرجت فرحه بما حصلت عليه من هذه المريضة الساذجة...
بالداخل اسرعت زهرة بفتح الكيس ووضعت بعضا منه علي يدها واستنشقته باستمتاع وكذلك حتي انهت الجرعة كاملة وخبأت الكيس بداخل ملابسها الداخلية حتي لا يراه أحد وذهبت في سبات عميق...
باليوم التالي استيقظت زهرة علي ضوء الصباح يغزو الغرفة ففتحت عيناها ببطء ليطالعها وجه ناير المبتسم وهو يقول...
_ صباح الفل يا زهرتي...عاملة ايه النهارده ...
ابتسمت زهرة بشرود قليلا وهتفت..
_ انا الحمد لله...احسن
_ طيب الحمد لله...عملتي مشاكل الاسبوع اللي فات لحد م ربطوكي كالعاده ..
قالها ناير بمشاكسة الزهرة وهو يداعب أرنبة أنفها ...
رفعت زهرة قدميها ويديها حتي تريه كيف يقيدونها وقالت بسخرية...
_ حبيت اتسلي شوية..خصوصا انك سبتني الاسبوع اللي فات كله ومجتليش خالص...
ناير يأسف...
_ سماح المرادي يا زهرتي صدقيني كان عندي شغل ضروري ومكانش ينفع يتأخر...
رفعت حاجبيها الكثيفين بطريقة ساخرة وهي تمط شفتاها...
_ اممم...شغل ...ضروري...وميتأخرش...الكلام ده مبيفكركش بحاجة؟؟...
تغيرت معالم وجهه الي الجمود والألم ونهض من مكانه يقرب منها الطاولة الموجود عليها الطعام ...
_ سيبك من شغلي يا ستي اديني رجعت اهو وهجيلك كل يوم كمان ...اتفضلي افطري بقي...
_ عاوزة العلاج الاول...
ابتسم ناير بخفة واقترب منها حتي يحرر يدها قائلا...
_ تاكلي الاول وبعدين تاخدي علاجك..يلا انا هفطر معاكي اهو ..
اضطرت زهرة أن تتناول طعامها اولا حتي تحصل على ما تريده ...
_ بالهنا...كده بقي تاخدي علاجك..
تناولت علاجها ثم بدأ الصداع يخمد قليلا ونظرت إليه قائلة...
_ عاوزة اروح الحمام ممكن تفكني ؟؟...
ضحك ناير بقوة ثم هتف..
_ قولي انك عاوزاني افكك مفهاش مشكلة بس بلاش حوارات يا زهرتي..انت عارفة انا مش بخاف منك يعني..
ابتسمت له بسماجة هاتفة...
_ فعلا...ممكن بقي تفكني ؟؟..
_ طبعا بس ثواني صغيرين أد كده...
قام ناير من مكانه واوصد الباب بالمفتاح ووضعه بجيب بنطاله وسار نحوها وفك قيدها...
_ اهو يا ستي ...ها بقي تعالي استحمي كده وسرحي شعرك ده وخلينا قاعدين مع بعض اليوم كله النهاردة...
_ مش عاوزة ...عاجبني نفسي كده ...وكمان مش عاوزاك تقعد معايا اصلا ...
كان ناير ينظر إلي بقعه ما بغضب شديد حتي رفع بصره إليها وهتف...
_ مين؟؟..
_ مين ايه؟؟...
_ مين اللي لبسك بنص كم؟؟..
ابتسمت زهرة بتشفي وفرح وهتفت بابتسامة عريضة وعيون مدمعة...
_ امبارح يا سيدي طلبت منهم استحمي رفضوا..ف قولتلهم ع الأقل اغير هدومي وواحدة م الممرضين اخدت رأيي ف اللي هلبسه وانا اخترت ده اصل الجو حر جداااا...
نهض من مكانه وسار الي الحقيبة الموجودة وأخرج محتواها حتي عثر علي كنزة أخري بأكمام طويلة أمد يده بها ...
_ خدي البسي ديه...
هزت رأسها نفيا ببراءة مصطنعة..
_لا ...ديه مريحاني اكتر ..مش عاوزة اللي ف ايدك..
_ البسيها يا زهرة بدل م البسهالك غصب عنك...يلا..
ربعت يديها والتفتت للجهة الأخري واردفت..
_ لا ...مش هلبسها انت جاي تقعد معايا ولا تدايقني..
زمجر بغضب واقترب منها يحاول تبديل تلك الكنزة التي ترتديها بالموجودة بيده لكنها نهضت من مكانها بسرعة وركضت في الغرفة وهي تضحك بطريقة غير طبيعية جعلته يجعد جبينه في شك...
_ زهرة انت مالك النهاردة فيه ايه ؟؟..
_ مفيش حاجة بس عاوزة اجري وطبعا مش مسموحلي اني انزل الجنينة ف بحاول اعمل ده ف الاوضة الكبيرة ديه...
_ ماشي يا زهرة بس غيري التي شيرت ده الاول والبسي التاني..
_ لا..انا هفضل بده يا اما انت تمشي لو مدايق ...
زفر ناير بضيق وحنق قائلا...
_ خلاص ماشي ..تعالي اقعدي بقي ...
"*******************
بالسرايا ...تجلس زمزم بالمطبخ وتطهو الطعام كما امرتها السيدة نجاة وتمسك بهاتفها تنتظر رسالته بفارغ الصبر بابتسامة رقيقة علي شفتيها الي أن أعلن هاتفها عن وصول رسالة ما...
"انا الحمد لله كويس...انت اخبارك ايه ؟؟"...
فتحت الرسالة بلهفة وكتبت...
" الحمد لله..كويسة"..
"اخبار رجلك ايه؟؟...احسن ؟؟...
ظلت تنظر الى الهاتف بيدها بابتسامة فرحة وشعور بالكمال لاول مرة فها هي لأول مرة يهتم أحد لامرها سوي شقيقاتها وعمها وابنته ...قطع شرودها صوت وقاص وهو يدلف الي المطبخ ...
_عاوز ميه
لم تستمع إليه زمزم من الاساس فقد كانت شارده في الرسالة كما هي ...حول بصره ناحية ما يلهيها عنه فوجد الهاتف بيدها فاقترب منها وهزها بقوة قليلا...
ذعرت زمزم من الحركة المفاجأة وسقط هاتفها منها ..
_ نن..نعم..
كانت تتهرب بعينيها من نظرات عيناه التي ثبتت عليها واخترقتها ..
_ عاوز مية..مش سامعاني ؟؟...
اخفضت رأسها عندما شاهدت إصراره علي تفحصها وهتفت بصوت خافت...
_ كنت عاوز حاجه..
_ اه...مية وتجيلي ف اوضتي يمكن تفوقي م السرحان ده شوية ...
وخرج من المطبخ وانحنت هي حتي تجلب الهاتف الذي سقط منها وذهبت الي البراد حتي تجلب له الماء....
دق باب الغرفة ففتحت شيما الباب ونظرت إلى زمزم باستهزاء...
_خير!!...
امدت لها يدها بزجاجة مياه وكوب قائلة برقتها المعهودة...
_ وقاص كان طالب مية وقالي اجبهاله ف الاوضة ...
_ طيب هاتيها ممكن تمشي بقي؟؟...
التفتت زمزم حتي تغادر لكن صوت رنين هاتفها فردت بسرعة غافلة عن هذه المرأة وراءها وهي تتسمع علي مكالمتها ..
_ الو..انا الحمد لله..لا كنت بعمل حاجات كده ف المطبخ ومعرفتش ارد ...
جاءها صوت ياسر يقول...
_ مروحتيش شوفتي الأشعة ليه ؟؟..استاذ عبد القادر قالي ديه رجلك مينفعش تسكتي عليها كده خصوصا أن منظرها كان صعب جدا..
_ لا لا...انا اصلا مبحبش الدكاترة ...والمرة اللي فاتت بابا هو اللي أصر على دكتور عشان رجلي ..وسبحان الله يعني ارتحت لحضرتك وخليتك تكشف عليا ...يعني تجارب الدكاترة مش سهلة اوي كده بالنسبالي ...
_عقدة صح؟؟...بسبب الحادثة اللي سببتلك الاعاق...الو ..الو..
علي الجهة الأخري ...
اغلقت زمزم الهاتف دون قصد فقد ارتعشت يداها بسبب خروج وقاص من الغرفة علي حين غرة وهو يستدعيها حتي تتبعه الي غرفتها ...فأغلقت الهاتف وإزالة اخر مكالمه من سجل المكالمات ...
_ تعالي ..اقعدي بقي مش هفضل اقولك كل حاجة كده...
سارت زمزم حتي جلست علي الكرسي وانتبهت له ...
_دلوقتي انت واحدة بس..انا وشيما اتنين ..طبعا من ساعة م جينا واحنا بنام ف الاوضة الصغيرة ديه..وانت بتنامي ف الكبيرة لوحدك ...ف احنا عاوزين الاو...
قاطعته زمزم قائلة...
_ مفيش مشكلة انا اصلا كنت عاوزة استأذن نجاة هانم اني اخد الاوضة اللي ف الجنينة...عاوز حاجة تاني مني؟؟...
نهض وقاص من مكانه قائلا...
_ لا هو ده الموضوع اللي كنت هكلمك فيه بس...انت كنت بتكلمي مين ف التليفون؟؟...
ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت...
_ ااا الرقم كان غلط...
وقاص بشك..
_ الرقم كان غلط...اممم طيب...
وخرج من الغرفة وهي وراءه حتي تعود لعملها بالمطبخ وتنهيه...
******************
بمنزل "عابد سلمي " كانت تمارا تجلس علي الاريكة وبجانبها طفليها بمنزل جدتهم عندما دلف الي المنزل عابد بهيبته الطاغية ...
امسك بيد والدته وقبلها قائلا...
_ عاملة ايه يا ست الكل؟؟...
ربتت والدته علي كفه قائلة...
_ الحمد لله يا حبيبي...انت اخبار شغلك ايه؟؟...
عابد بابتسامة ونبرة ذات معني ...
_ الحمد لله..الشغل كويس جدا ..حتي اني اخدت اسبوع إجازة وهقعده كله هنا عشان زينب سافرت لأهلها ..
ارتعشت تمارا رغما عنها بعد أن صرح بمكوثه معهم لمدة أسبوع كامل وبالطبع لن يتنازل عن حقه فيها ...فمنذ يومان اخذها لموعد استشارتها مع الطبيبة التي طمأنته بتمكنها من وقف النزيف وأنهم بامكانهم ممارسة حياتهم بطبيعية...
_ يلا يا تمرة قومي اطلعي مع جوزك ...
زاغت بعينيها تحاول الهروب وهتفت..
_ طيب بس اقفلك ع الاكل الاول ...
_ لا يا حببتي خلاص كتر خيرك انك عملتيه انا هتابعه...
حاولت تمارا الحديث لكن والدته أوقفتها وهي تقول بصرامة وقوة...
_ قولت مع جوزك يلا ...جاي م الشغل تعبان وعاوز يرتاح ...
نهضت تمارا من مكانها بضيق شديد وسارت نحو الباب يتبعها عابد ...
دلفا الي الشقة بهدوء شديد لم يتفوه أحدهم بكلمة فقط الصمت هو الذي يسود الأجواء ..
_ انا جعان حضريلي الاكل لو سمحتي..
اومأت تمارا برأسها إيجابا وسارت الي المطبخ حتي تطهو الطعام..بعد الانتهاء من الطعام نظر عابد الي تمارا قائلا...
_ شيلي الاكل وتعالي الاوضة...
اغمضت عيناها بقوة وهي تهدئ من روعها ...تعلم أنه نسخة من والدها ولذلك رفضته عندما تقدم لها ...لكن والدها وطغيانه أصر علي إتمام تلك الزيجة وبسبب خوفها من والدها لم تتمكن من أخباره بعدم رغبتها فيها ....وكحال شقيقتيها اختارت التأقلم مع الظروف والتلوي معها اينما انجرفت بدلا من الاعتراض عليها من البداية...
_ سيبي النور مفتوح...
أجابت بصوت باكي...
_ لو سمحت خليني اقفله الله يخليك...
كانت تتوسل اليه وهي تعلم أنه لن يجدي معه ...عابد لا يضعف ولا يتأثر أمام دموعها فقط الجمود هو ما يسود الأجواء بينهم ...ولكن ذلك لم يمنعها من المحاولة مرة أخري ...
_ يا عابد ااا...
_ خلصنا تعالي يلا...
سارت بخطوات بطيئة مثقلة نحوه ...عندما بدأ بتجريدها من ملابسها اغمضت عيناها تحاول استرجاع ذكريات شبابها مع شقيقاتها حتي تنعزل عن الواقع وينتهي عابد مما يفعله ....تعلم جيدا بل إنها متيقنه انه تفرغ لها هذا الاسبوع لا لشئ سوي ليربيها علي امتناعها عنه ويضع الأمور في نصابها الصحيح بعلاقتهما وهي علاقة الخادمة بمخدومها..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور اسبوع كان ناير يجلس أمام زهرة بالمقعد الموجود بالغرفة ينظر إليها بغموض وهي تبادله نظراته بابتسامة غريبة وغير متزنة ...
_ الا قوليلي يا زهرة انت مرتاحه هنا ف المستشفي؟؟...
اومأت زهرة برأسها إيجابا وهتفت..
_ امممم... مبسوطه جدا هنا...المستشفي حلوة اوي..
ابتسم ناير بخفة وهتف...
_ طب الحمد لله انها عجباكي ومرتاحة فيها...
نظرت اليه زهرة بضيق حنق قائلة...
_ هو انت ليه مبقتش بتفكني ؟؟؟....
ناير بجدية...
_ مش لازم ..انا باجي اقعد معاكي ساعتين تلاته بالكتير ملهاش لازمة اني افكك يعني...
_ بس انا بستني الساعتين اللي بتجيلي فيهم عشان تفكني شوية ...انا زهقت وانا مربطة كده...
عبث ناير بخصلات شعرها قليلا ثم قال..
_ بكرة تخفي وتبقي حصان ومحدش يربطك...بس ده بيعتمد عليكي اذا كنت عاوزة ولا مش عاوزة...
ردت زهرة بلهفة...
_ أيوة عاوزة...
_ خلاص يبقي تشدي حيلك بقي عشان تخفي كده وتشوفي اللي ف بطنك ده...انت طبعا عارفة أن الحاجات المخدرة اللي بتاخديها ديه بتضره عشان كده بيحاولوا يخففوهالك وده اللي بيزودلك الصداع والتعب...
وبنبرة ذات مغزى...
_ بس عشانه تستحملي اي حاجة مش كده بردو؟؟..
ارتعشت زهرة بداخلها قليلا ثم قالت بابتسامة مهتزة...
_ ااه..اي حاجة استحملها عشانه ....
مرر يده على وجنتها وانحني يقبلها بجبينها ثم انحني الي اذنها هاتفا...
_ صدقيني يا زهرة العيل ده لو نزل هعيشك ف جحيم ..انا ماشي دلوقتي ...عندي شغل هجيلك بكرة ..
أشار لها بيده مودعا وغادر المشفي ...اما هي فبعد مغادرته صاحت بأعلى صوتها تستدعي تلك الممرضة حتي تطلب منها جرعة اليوم مقابل ما يتركه ناير تحت الحساب بالمشفي تأخذه الممرضة وتعاود مطالبته بدفع الحساب....
***************★***★
كما توقعت تماما...تركها بعد أن فرغ منها واعاد الأمور الي نصابها الصحيح تركها مغادرا الي زوجته الأخري ...كما أنه أصر علي معاقبتها فلم يتراجع عن انتقال طفليها للعيش مع والدته..
مازالت تتذكر اخر ما القاه علي مسامعها بأخر يوم بالاسبوع الذي أعاد تربيتها به...
" ده كان نتيجة تصرفك يا تمارا...اسبوع...اسبوع كامل استمتعت بيكي فيه...كل ليلة كنت ف حضني سبع تيام يا تمارا كل ما هتحاولي تتحديني هتفتكريهم...واقدر اقولك انك مش هتعملي كده تاني ...لأنك مش هتبقي عاوزة تكرريهم تاني اصلا...."
فاقت من شرودها علي صوت باب المنزل يفتح ويدلف منه عابد وضرتها...اغمضت عيناها بقوة تحاول منع الدموع منهما ..
_ انت قولتي لمين انك جاية لامي ؟؟..
قالها عابد بحدة وصوت مرتفع قليلا ...
_ انا مرحتش ف حته انا بس نزلت كام سلمة ...كنت عاوزة اشوف عيالي ...
_ ولو...كام سلمة...كام خطوة حتي ولا يفرق معايا الكلام ده ف حاجة اصلا ..تستأذنيني الاول ..
جاءت والدته علي صوته المرتفع وهي توجه كلامها الي تمارا قائلة بتحذير..
_ خلاص يا عابد حصل خير يا حبيبي ...هي مكانتش بتروح ف حته اصلا الا عندي ...مش هتعمل كده تاني ...صح يا تمارا...
اخفضت رأسها محاوله السيطرة على دموعها أمام تلك الغريبة التي لمحتها تبتسم بخبث فرحة بما يحدث ...
_ صح يا طنط...
_ اعتذري لجوزك واطلعي شقتك وتاني مرة تستأذني لما تحبي تجيلي...
تمارا بخفوت...
_انا آسفة...
وخرجت من المنزل بأكمله وصعدت الي شقتها...بمجرد أن أغلقت الباب خلفها تصاعد رنين هاتفها..
_ تنزلي دلوقتي عند امي تحت...
كان المتصل عابد زوجها قال لها ما يريده واغلق الهاتف بوجهها مباشرة...تأفأفت تمارا بنفاذ صبر وهي تقول..
" مش انت اللي عملتي فيها سبع رجالة ف بعض ...استحملي بقي"...
نزلت تمارا إلي الأسفل مرة أخري بناءا على أوامر زوجها...
"روحي حضري الاكل مع زينب جوة"..
لم ترد عليه حتي فقد سارت نحو المطبخ بكل هدوء حتي تباشر عملها...
لم يخلو الوضع بينهما من مضايقات زينب لتمارا واخيرا اتمتها زينب بملء الحوض بأواني كثيرة وخرجت من المطبخ وهي تقول بنبرة ماكرة..
_ انا سيبالك تذكار بقي يا حببتي ف الحوض...سلام بقي..
اكتفت تمارا بالصمت ولم تعيرها انتباها من الاساس..
بعد انتهاءها من العمل كانت تمارا تضع الطعام علي الطاولة المستديرة ووجهت حديثها الي حماتها قائلة....
_ الاكل خلص يا طنط ...
تغيرت ملامح حماتها الي الغضب وهتفت بصوت مرتفع حاد...
_ احترمي نفسك يا تمارا...اوعي ...اوعي تقللي من احترام ابني...ابني ده يبقي جوزك ...اوعي تنسي نفسك ...كل الخير اللي انت عايشة فيه ده كله من شقاه وعرق جبينه...اعتذري لجوزك واطلعي شقتك مش عاوزة اشوف وشك دلوقتي خااالص..
فرت دمعه من عيني تمارا رغما عنها لكنها ازالتها بسرعة وهتفت بصوت حزين...
_ انا آسفة...
وغادرت المكان بأكمله ذاهبة الي شقتها حتي تستطيع البكاء بحريتها ...
**********************
قلبها يرفرف من السعادة لا تصدق ما فعله بها خلال اسبوعان لا اكثر ...أحبته بكل تفاصيله التي تعلمها والتي لا تعلم عنها شيئا ...خلال هذا الأسبوع تبدلت حياتها كثيرا لم تعد تبكي كالسابق ...أصبحت تجلس مع سيلين بغرفتها وتتحدث الي صديقاتها ...حتي انها تشارك سيلين الرقص عندما تشغل المسجل ...لا يعنيها وقاص في شئ ولا حتي زوجته...
لم يعد يؤثر فيها كلام السيدة نجاة أو حتي توبيخها لها بسبب اعاقتها أو لبطئها في إنجاز أعمال المنزل الملكفة بها..
فقط تهتم بملابسها ...حررت شعرها من ربطته المعتادة واصحبت طوال الوقت تتركه منسدلا علي ظهرها ...
باختصار دخول ياسر الي حياتها نعمة تشكر ربها عليها فى صلاتها المتقطعة وتتمني عدم زوالها...
دلفت إليها سيلين الغرفة وبمجرد أن رأتها حتي أطلقت صفيرا دلالة على اعجابها...
_ واااااو ...ايه الجمال والشياكة ديه...انا كده هغير منك بقي...
قرصتها زمزم من وجنتها بخفة قائلة...
_ انت الاصل يا جميل..
وانحنت علي وجنتها وعضتها مما جعلها تصرخ...
_ اااااااااه ايه يا زمزم ده خدي الله...المهم بقي راحة فين كده يا جميل ؟؟؟...
_ عندي معاد عند دكتور ياسر...عشان الأشعة بتاعت رجلي...
دارت حولها سيلين وهي تتصنع التفكير قائلة...
_ امممم...دكتور ياسر...وانت متشيكة كده عشان دكتور ياسر ولا ايه؟؟...
ارتعبت زمزم بشدة وحاولت التماسك قائلة...
_ لا طبعا عجبتني الهدوم ف لبستها...انت عارفة أن انا كل فين وفين لما بخرج اصلا...
اقتربت منها سيلين ووضعت يديها علي كتف زمزم قائلة برفق...
_ زمزم انا اختك والله العظيم..صدقيني انا افرحلك لو حبيتي وحياتك اتعدلت بدل القرف اللي انت عايشة فيه ده...وبعدين حتي لو مش حب ف هو اثر عليكي بطريقة كويسة...كفاية أن خدودك رجعت تحمر تاني بدل لونك المخطوف دايما ده بسبب التعب...لسه شوية ع معاد الدكتور تعالي اقعدي واحكيلي كده من طقطق لسلامو عليكو...
سارت زمزم معها حتي جلست علي الفراش وبدأت تسرد لها ما حدث بينهم خلال هذا الأسبوع بدءا مما حدث عندما فحصها وأمرهم بالخروج الي اليوم الذي ذهبت فيه الي المشفي وتبادلا ارقام الهواتف بناءا علي طلب ياسر معللا طلبه ذلك بأنه يريد التحدث معها بشأن اعاقتها....
_يا سيدي يا سيدي...أيوة بقي...ياسر ده انا أعرفه من فترة مش كبيرة بس هو محترم جداااا...بس انا مستغربة ازاي كلمك وطلب رقم تليفونك وانت متجوزة؟؟؟...
_ لا م انا مش قيلاله...يعني هو مسألش واستنتج من عنده كده اني اختك الصغيرة وعمي يبقي بابا ...
_ ودبلتك فين طيب ؟؟..
_ م انت عارفة أن انا قلعاها من ساعة م اتجوزت اصلا ...
سيلين بتذكر...
_ ااااه صح....طيب يلا بقي عشان ننزل نروح معادنا عشان التأخير...
اومأت زمزم برأسها وسارت خلف سيلين بخطوات بسيطة وابتسامة رقيقة تزين ثغرها ...
بالمشفي كان ياسر يمسك بالأشعة الخاصة بزمزم يفحصها...بعد أن انتهي ياسر منها التفت إلي زمزم وعبد القادر قائلا...
_ زي م اتوقعت تماما الورم الزرقان ده سببه التحميل علي رجليها وطبعا ده خلي العضم يلتهب لأنه اصلا تعبان ...
عبد القادر بقلق....
_ يعني ايه يا دكتور ايه الحل دلوقتي ؟؟..
ابتسم ياسر بخفة وهتف مطمئنا إياه...
_ متقلقش يا استاذ قدري ...انا بس بطمن حضرتك علي المنظر البشع بتاع المرة اللي فاتت..لكن الحل موجود أن شاء الله...
دلوقتي الآنسة زمزم رجليها بتوجعها جدااا والإعاقة فيها باينة...اعتقد ان الدكتور اللي قبلي قال لازم علاج طبيعي عشان اثر الإعاقة يخف شوية ...صح؟؟...
نظر قدري الي زمزم التي اخفضت رأسها بعتاب وهتف...
_ صح يا دكتور ..
_طيب...احنا هنبدأ بالعلاج الطبيعي بعد م الورم ده يخف شوية..
_ للا..انا مش عاوزة العلاج الطبيعي ده...
قالتها زمزم بصوت متوتر مهتز..
قطب ياسر جبينه قليلا وهتف...
_ ليه يا انسة؟؟..
تولي قدري مهمة الرد هذه المرة لعلمه بعدم ردها على الطبيب مهما تحدث...
_ بعد الحادثة وكده راحت جلسة واحدة بس ...مستحملتش الوجع كانت الجلسة كلها تقريبا صويت وعياط ف مرحتش تاني ..
ابتسم ياسر بخفة وهتف مطمئنا إياها..
_ طبيعي طبعا أنه يبقي فيه وجع..بس بصي لنص الكوباية المليان هتعرفي تمشي من غير ما تتكعبلي ف حاجة ...هتعرفي تلبسي اي حاجة ومش هيهمك اذا كانت رجلك هتبان ولا لا ...انت نفسك هتبقي عاوزة تخوضي التجربة...
_ بس وجعها انا مش هستحمله يعني صعب جدا ده غير أن الدكاترة بتوع العلاج الطبيعي دول بيبقوا عنديين جدا يعني الدكتور ده كنت بعيط ادامه وهو برضه كمل...
_ طبيعي جدا أنه يكمل ...انت متعرفيش المرضي يبقوا عنديين ازاي يتمسكنوا ويعيطوا دول الستات طبعا وتفضل كده كل جلسه وف النهاية مفيش تحسن...
لم ينتبه ايا منهم الي قدري الذي خرج من الغرفة ليتحدث في الهاتف واكملا حديثهم الي أن هتف ياسر بأسف...
_ المرة اللي فاتت انا مكانش قصدي اني افكرك ب الإعاقة أو حاجة ...بس انا كنت بسأل عادي ..انا اسف..
زمزم بلهفة ..
_ لا طبعا حضرتك بتتأسف ع ايه ...اصلا التليفون وقع مني واتقفل بس انا مكانش قصدي خالص و والله ولا زعلت اصلا ...
ابتسم ياسر بلطف وبعدها دلف قدري الي الغرفة مرة أخري...
_ خلاص يا استاذ قدري انا والأنسه زمزم اتفقنا خلاص هتيجي الاسبوع الجاي عشان العلاج الطبيعي بس مش هنا هيبقي ف المركز بتاعي أن شاء الله ..
صافحه قدري شاكرا إياه علي قدرته في التأثير على قرار زمزم وغادر المشفي عائدا الي المنزل مرة أخري ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
هرج ومرج بالطابق الثاني بالمشفي ...ممرضين واطباء يذهبون هنا وهناك وهم يدعون بداخلهم ألا يحدث ما يخشاه أحدهم ...ولكن إرادة الخالق سبحانه فوق كل شئ...
لم يستطع ايا منهم أو مجهوده وتعبه أن ينقذ الجنين داخلها...
لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل...
الان عليهم الانتظار الي أن يأتي زوجها ولكن ليس كزائر...وانما بصفة رسمية...
بعد قليل كان ناير يصعد درجات الدرج بسرعة وملامح غاضبة للغاية حتي وصل إلي الغرفة الموجودة بها زوجته كما أخبروه...
كان الطبيب قد خرج من الغرفة المحجوزة بها زهرة وتفاجأ بوجود ناير أمامه...
_ انا عاوز افهم ازاي ده حصل ؟؟؟...
ابتلع الطبيب ريقه بصعوبة شديدة وقلق من هدوء ناير فالمعروف عنه أنه عصبي للغايه ولكن الان يتحدث بكل هدوء ...
_ المدام سقطت ...
_ وده حصل ازاي؟؟...حصل ازاي يا دكتور يا محترم والمدام متربطة ف السرير ٢٤ ساعة!!!!...
كان الطبيب يحاول السيطرة علي خوفه من القادم ...يعلم أن ما سيقوله الان سيضيع ذرة العقل الموجودة ب ناير...هذا اذا كانت توجد اصلا في حالته العاديه...
_ أعتقد أن المدام رجعت تتعاطي المخدرات تاني..لان احنا لاقينا دول ف هدومها...
وأخرج الاكياس الصغيرة التي كانت تحوي شئ لا يذكر من المسحوق الابيض...اخذها منه ناير بهدوء وضعها بجيب بنطاله وبسرعة لم يتداركها الطبيب كانت لكمة قوية تطيح بوجهه ...
_ ديه عشان تبقوا تشوفوا شغلكوا كويس بعد كده ...دلوقتي تعملولها تحاليل والنتيجة تطلع النهاردة سامع...
اومأ الطبيب برأسه موافقا ثم فر من أمامه بسرعة..
****************
تقف أمام المرأة تضع احمر شفاه لامع فقط مع تحديد عيناها العسلية بكحل حتي تبرز جمالهما...وتركت شعرها منسدلا علي ظهرها برقة ...دقات علي باب الغرفة جعلتها تهتف بسرعة....
_ اتفضل يا عمو ادخل ...انا خلاص خلصت ...
لم يكن الذائر سوي "شيما" زوجة بن عمها_كما اختارت أن تسميها_...
_ اهلا يا شيما اتفضلي....عاوزة حاجة؟؟...
شيما بابتسامة مصطنعة...
_ الحقيقة اه كنت عاوزة...يعني النهاردة عندي فرح كده انا ووقاص طبعا الفرح ده جه ع غفله كده ف مكنتش عامله حسابي يعني....و طنط نجاة قالتلي اطلع اخد من عندك فستان لانهم عندك ومش بتلبسيهم عشان رجلك يعني وكده ..
اغتصبت زمزم ابتسامة علي صفحة وجهها وهتفت ...
_ عندك الدولاب يا حببتي خدي اللي انت عاوزاه....
وخرجت وتركتها مسرعة عندما صاح عمها مناديا إياها حتي لا يتأخرا عن موعد الجلسة...فخرجت مسرعة وتركت هاتفها بالغرفة ....
بالمركز الخاص بالدكتور ياسر ...كان ينتظرها علي احر من الجمر وابتسم بارتياح عندما شاهد سيارة السيد قدري أمام المركز ...
_ اهلا وسهلا...ازيك يا استاذ قدري؟؟...
_ الحمد لله يا دكتور...انت اخبارك ايه ؟؟...
_ الحمد لله بخير...
قم حول بصره ناحية زمزم متجاهلا سيلين تماما ...
_ ازيك يا آنسة زمزم؟؟...احسن النهاردة؟؟..
زمزم بخجل..
_ الحمد لله..احسن...
-طيب اتفضلي ادخلي جوة ف الاوضة الكبيرة اللي قدامك ديه وانا هاجي عشان نبدأ الجلسة...
اومأت برأسها إيجابا وسارت الي الغرفة برفقة سيلين...
تحدث قدري بابتسامة عملية قائلا..
_ تمام يا دكتور ...مش هوصيك علي زمزم هي مهمة عندي اوي ..
ياسر مطمئنا إياه...
_ طبعا مش هتوصيني....
غادر قدري المركز واتجه ياسر نحو الغرفة الموجوده بها زمزم وشقيقتها ....
_ الحمد لله انك اخدتي ع المكان بسرعة...
نظرت اليه زمزم بابتسامة عريضة قائلة...
_ اه تقدر تقول كده...يعني سيلين هي اللي جابتلي الهدوم ديه عشان اغير وهي اللي ربتطلي شعري كمان ...
_ لا احنا نشكر الآنسة سيلين بقي...طيب نبدأ؟؟؟..
اختفت ابتسامتها تماما وظهر الخوف علي محياها..
_ اوكي احنا لسه مبداناش اصلا عشان الخوف ده...شوفي لازم تبقي عارفة أن كده كده هيبقي فيه وجع رهيب ف الاول طبعا عشان انت مريحاها خالص لما بتتعبي بتقعدي ترتاحي مفيش تمارين ولا اي حاجه...
اقترب منها وامسك يقدمها يبدأ أولي مراحل العلاج الطبيعي...طوال فترة الجلسة كانت زمزم تحاول قدر الإمكان الا تبكي أو تطلب منه التوقف ولكن الالم زاد عن احتمالها فصرخت بقوة...
_ لا...لا كفاية...كفااااية مش قادرة...
وحاولت التملص منه لكن ياسر لم يتوقف وتابع عمله دون أن يكترث ...ظلت تبكي وتطلب منه أن يتوقف الي أن هتفت سيلين بتوتر...
_ط..طب سبها بس تريح خمس دقايق ...
لم يلتفت إليها ياسر حتي وانما هتف بجدية...
_ الساعة كام يا آنسة معاكي؟؟...
سيلين باستغراب....
_ الساعة اتنين ونص...
_ تمام ...حضرتك ممكن تستني برة ونص ساعة كده والانسة هتخرج...لو مش قادرة تستحملي صوتها يعني...
اغتاظت سيلين منه وخرجت من الغرفة بغضب ...وواصل ياسر عمله مع زمزم الي أن انتهت الساعة الي آخرها فابتعد عنها وتركها...
_ احم ...شوفي انت لازم تروحي ترتاحي يعني متعمليش اي مجهود نهائي مهما كان صغير ...
لم ترد عليه زمزم فقد دفنت وجهها بين كفيها وظلت تبكي بنعومة..
خرج ياسر من الغرفة وهتف محدثا سيلين...
_ آنسة سيلين احنا خلصنا ...اتفضلي حضرتك ساعديها تغير هدومها لانها مش هتقدر تعمل حاجة هي دلوقتي تقريبا جسمها شبه متكسر...
اومأت سيلين برأسها وغادرت مسرعة الي الغرفة وما أن شاهدت حالة زمزم حتي هرولت نحوها تحتضنها ...
_ خلاص يا زمزم ..اهدي يا حببتي..اقولك..يلا تعالي البسك ونخرج نتغدي برة..
ساعدتها سيلين حتي انتهت من ارتداء ملابسها وخرجا من المركز بأكمله دون أن تلقي السلام عليه حتي أو تلتفت له ...
*******************
ظهرت نتائج التحاليل بمنتصف الليل ..كانت الطبيب يرتعد خوفا من اعطائها لناير...ولكن ليس بيده حيلة سوى الدعاء والتضرع الي الله حتي لا يطاله اذي ناير خاصة وأن التحاليل أثبتت تعاطي زهرة للمخدرات بصورة كبيرة جدا مما ادي الي إجهاضها...
تقدم الطبيب من ناير يمد يده بالتحاليل...
_ اتفضل..ديه نتايج التحاليل ..
نظر إليه ناير بحدة قائلا بصوت ساخر...
_ حد قالك اني خريج زفت طب!!!...ما تخلص وتقولي فيها ايه؟؟...رجعت تتعاطي تاني ولا لا؟؟..
_ أأأأ...أيوة رجعت تتعاطي تاني...
شتم ناير بسره بغضب شديد ثم التفت إلي الطبيب قائلا...
_ هي تخرج امتي؟؟؟...
_ يعني يومين كده ولا حاجة والمدام تبقي زي الفل ...وتقدر تخرج أو تكمل علاجها ...
_ لا والله ..تكمل علاجها ولا تكمل موتها !!..غور امشي وانا مش هسيبكوا انا هبلغ عنكوا وهشتكيكوا ...عاوز سجلات الكاميرا بتاعت اوضتها وبتاعت الطرقة...
انصرف الطبيب حتي يفعل ما أمره به ناير ...
دلف ناير الي الغرفة المحجوزة بها زهرة فوجدها نائمة كعادتها مؤخرا بعد ما حدث وفقدانها لطفلها ..
"تفوقي بس يا زهرة...تفوقي بس وانا هعالجك...".
****************
دلفت زمزم الي المنزل بمساعدة سيلين ابنة عمها إذ أنها كانت متعبه كثيرا بعد جلسه العلاج الطبيعي تلك..
قابلتها زوجه عمها وهي في طريقها إلي الغرفة ولم تسلم منها ...
_ خير يا سيلين مالها الاخت؟؟...
_ تعبانة يا ماما لسه راجعة من جلسة العلاج..
مطت نجاة شفتيها ثم قالت بسخرية...
_ وياريته يجيب نتيجه...
وغادرت من أمامهم تحت نظرات سيلين المستاءة ودموع زمزم..
بعد مرور بضعه ساعات كانت سيلين تدق الباب حتي تدلف الي غرفة زمزم...
_ ادخل...
سيلين بابتسامة...
_ ايه يا زوزو...تعالي عشان الغدا يلا...
_ مش قادرة انزل والله يا سيلين...وانا مش جعانة اصلا..
تصنعت سيلين الزعل وهتفت بصوت حزين....
_ يعني انا طالعه اندهك وانت تقوليلي مش قادرة...خلاص هطلبلك الاكل هنا واكل معاكي ...
اومأت زمزم برأسها وهتفت...
_ ماشي اطلبي الاكل هنا...انا مقدرش علي زعلك يا سيلا..
بعد أن انتهيا من تناول الطعام خرجت سيلين من الغرفة وتركت زمزم ...
أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله ما فالتقطته بسرعة حتي تفتحه..
" زمزم انا اسف...بس صدقيني ده اللي المفروض يحصل ...هتشكريني بعد كده ع اللي بعمله ده...المهم انت دلوقتي اخبارك ايه؟؟؟..."
وبذلك نسيت زمزم ما حدث...ونسيت ايضا الم ساقها ...ياسر مهتم بها ...يهتم لمشاعرها كما لم يفعل أحدا من قبل ....ياسر يعاملها كإنسانة طبيعيه...ينسي اعاقتها تماما ويتعامل معها كأنثي بها من معالم الأنوثة ما يكفي ويفيض....
*********************
مر اسبوع اخر...يليه اخر ولم يأتي إليها أو لأبنائه عاد كما كان قبل أن تشعل فتيل غضبه...ما الاسبوع الذي قضاه معها سوي عقاب علي رفضها له..كيف ترفض "عابد سلمي"؟؟...بالتأكيد جُنت ... ولكنه أصر أن يجعلها تدفع ثمن جنونها ذاك...
نظرت إلي نفسها بالمرأة وابتسمت بسخرية مريرة...خلال ستة أشهر وصلت الي هذا الوزن ...بدلت ثيابها كاملة الي عباءات حتي تداري بها زيادة وزنها...كما أنها لا تخرج من المنزل إلا للضرورة فقط...
شردت بفكرها بعيدا إلي ذلك اليوم الذي علمت فيه بزواجه من أخري ثارت...غضبت ..ولكن لم تستطع الصمود أمام غضبه ...
"مقصرة معاك ف ايه عشان تتجوز عليا؟؟...خلفة ؟؟...الحمد لله جبتلك الواد والبت...جمال.؟..جميلة بشهادة الكل ومحدش بيصدق اني متجوزة اصلا ...حقوقك؟؟...بتاخدها مهما كنت تعبانة أو بموت حتي مبقولكش وبضغط علي نفسي عشان ممنعكش من حقك...ليه تتجوز عليا لييييييييه؟؟!!!....
لم يهتز قليلا حتي من انهيارها أمامه فقط ما لفت نظره هو صوتها المرتفع ...
" وطي صوتك يا تمارا ...انا اتجوز مرة واتنين وأربعة محدش ليه عندي حاجه...انا حر ...
صرخت بجنون ...
_ لا مش حر...لا انت اتجوزت عليا من غير سبب...اتجوزت وبس ...انت اتجوزت لأنك ناقص ...ناقص وحاسس اني كتيرة عليك ...رحت لواحدة زيك ناقصة عشان تبقي سي السيد عندها وتديك مكانتك كإنك كامل...
كان ذلك اخر ما تفوهت به من جنون وكلمات لا تعلم عواقبها جيدا...انتهي بها الأمر علي الفراش وهو فوقها مستعينا ببنيته القوية بعكسها ..
أما هي فاستسلمت وفاقت من نوبة الجنون التي اجتاحتها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان يجلس بجانبها علي الفراش منتظرا استيقاظها من النوم كما أخبره الطبيب ...
فقد اخذها ناير من المشفي ونقلها الي المنزل بعد أن جهز لها غرفة بالمنزل حتي يتابع ويشرف هو علي علاجها...
تململت زهرة في فراشها وفتحت عيناها وهي تضع يدها علي رأسها بملامح منزعجة...
ابتسمت زهرة عندما شاهدت ناير أمامها وهتفت...
_ازيك يا ناير؟؟...فينك بقالك كتير مبتجيش؟؟...
ثم حولت بصرها بأنحاء الغرفة الموجودة بها ..لم تكن غرفة المشفي ...
_انا فين؟؟..
_ انت ف البيت...
أفلتت ضحكة صغيرة منها ثم قطبت جبينها قائلة ...
_ ازاي يعني ف البيت!؟...وليه ف البيت اصلا ... مش المفروض اني بتعالج!!...
اومأ ناير برأسه ونهض من مكانه قائلا...
_ المفروض...المفروض انك بتتعالجي فعلا..بس لما تكوني انت مش عاوزة تتعالجي ووجودك ف المستشفي بيتعبك اكتر وبيدهور حالتك اكتر يبقي ملهاش لازمة وتخرجي منها...ولا انت ايه رأيك؟؟...
اجفلت من كلامه الغير متوقع فطوال فترة تعبها كانت مخدرة ..فقد أمر ناير الأطباء بتخديرها حتي ينتهي من إجراءات خروجها من المشفي وينقلها الي المنزل ...
_ انا مش فاهمه حاجه...بس انا حالتي كانت كويسة ف المستشفي ...
ضحك ناير بسخرية ثم قال...
_ حالتك كانت كويسة!!!...ده قبل البودرة ولا بعدها ؟؟...علي حد علمي انت اول م روحتي المستشفي مكنتيش طيقاها..ومن كام اسبوع بدأتي تحسي انك مرتاحة فيها...مش حاجة غريبة ؟؟...
اتسعت عيناها بصدمة وخوف معا وتلقائيا وضعت يديها على بطنها...تفهم ناير جيدا فهو إذا علم بتعاطيها المخدرات مرة أخري كان عاقبها بداخل المشفي ..لكن هدوءه والسخرية التي تظهر على صفحة وجهه الان اخبرتها أن شيئا ما حدث لجنينها...
_ اممم...فعلا يا زهرة انت مبقتيش حامل خلاص مفيش عيل ..وحتي اني قرفان اقرب منك عشان نجيب عيل تاني..بس صدقيني هدفعك تمن العيل اللي راح ده..
تحرك ناير ناحية الطاولة المستديرة الموجودة بالغرفة وأخذ صينية الطعام وسار ناحية زهرة ...
_ اول ايام الجحيم يا زهرة....فطارك وكمان كام ساعة هيجيلك الغدا...لو وقعتي الاكل ف مفيش غيره...بالإضافة لأنك هتنضفي اللي عملتيه...
انا لا عندي مصحات ولا علاج ..هتتحبسي هنا لحد السم ده م يخرج من جسمك..حتي لو بعد ميت سنة...
عاملتك زي الناس ووديتك مصحة بس انت رفصتي النعمة ..شيلي بقي...
وخرج وتركها في صدمتها وكل ما يدور برأسها أن ايامها هنا لن تمر بسلام ابدا ...
********************
على طاولة الغداء كانت تجلس نجاة وزوجها ووقاص وزوجته وسيلين وبجانبها زمزم التى تمسك بهاتفها طوال الوقت ولا تفارقها تلك الابتسامة المحبة على شفتيها ...كان عمها يتابعها بابتسامة صغيرة وتعبيرات غامضة الى ان انتفضت زمزم على صوت زوجة عمها توبخها كعادتها...
-ياريت تبطلي توزيع ابتسامات هنا عاوزة توزعيها اطلعي اوضتك مش ناقصين احنا...
اخفضت زمزم رأسها ونظرت الى طبقها بعينين مدمعة حتى تحدثت شيما بنبرة خبيثة متوارية ولكنها بالطبع لم تخفي على نجاة...
-معلش يا طنط سبيها هي اكيد بتكلم صاحبتها او حاجة...اصلا طول اليوم فونها مش بيبطل رسايل واتس اب..
قبضت زمزم على هاتفها بقوة مذعورة ولم تقوى على رفع عيناها ولكن سيلين كانت تستعد للهجوم على تلك الماثلة امامها اذ انها لا تحبها ابدا وتتمني خروجها من المنزل بلا رجعة...
-ملكيش دعوة يا شيما ..رسايل واتس اب مكالمات فيديو حتى ملكيش علاقة ...هي مبتجيش تقولك وريني تليفونك وكلنا بنبقي سامعين الرسايل اللى بتجيلك على اى اب ف الفون ...ف متدخليش ف اللى ملكيش فيه...
قاطعها وقاص عندما نظر الى زمزم بقوة قائلا...
- تعالى ورايا...
هربت الدماء من جسد زمزم وشحب لونها لم تتوقع ان يأمرها باتباعه فجميع لقاءاتها مع وقاص كان التجاهل هو ما يسيطر عليها يلقي اوامره ثم يذهب من امامها وهى تفعل ما يأمرها به بصمت خشية مواجهته او التشاجر معه...
ابتسمت نجاة بتشفي وفرح فهي تعلم ابنها جيدا رغم هجره لها لكنه لم ولن يرضي ان تقلل من احترامه او تتصرف بما يضع رأسهم بالطين ...لم يتحرك عبد القادر من مكانه ولم يتفوه بحرف او يدافع عنها حتى وذلك ما اثار ريبتها فقط سيلين هى من نزعت منها الهاتف حتى انها لم تخبرها بما فعلته واعطته لها مرة اخري...
تحركت زمزم بخطي متثاقلة نحو الغرفة التى دلف اليها وقاص ومعها هاتفها ...اوشك قلبها على التوقف من قوة نبضاته التى كادت ان تحطم اضلعها ....
اخيرا دلفت زمزم الى الغرفة واغلقت الباب خلفها كما امرها وقاص...
-هاتي تليفونك...
مدت يدها بالهاتف بأصابع مرتعشة خائفة من انكشاف امرها ..التقطه وقاص وحاول فتحه لكنه وجده بكلمة سر...
وقاص بحدة...
-هو انا فضل ازقك بقي ولا ايه؟؟...لما انت عارفة انه بزفت باسورد م تفتحيه...قولي الزفت...
حمدت ربها انها لم تضع كلمه السر حروف اسمه لكانت الان فى عداد الاموات فقط اليوم الاول الذي تقابلا به ومن المؤكد ان بضعة ارقام منفردة كما تقولها هي لن يستطع وقاص معرفة هويتها او ماذا تعني ...
فتح وقاص الهاتف وبحث فى كافة محتوياته لكنه لم يجد شيئا -كما ظنت هي-...
-طيب يا زمزم خدي تليفونك واطلعي..
عقدت جبينها باستغراب وتوجس فهو لم يتوصل لشئ...ولكن كيف؟؟..من المؤكد ان ما فعلته سيلين بالهاتف هو ما ادي الى عدم معرفته بشئ بشأن ياسر ...لا يهم اي شئ الان فقط ما يهمها انه لم يكشفها ...
خرجت من الغرفة مسرعة قدر استطاعتها وصعدت الى غرفتها وتبعتها سيلين حتى تعلم ماذا حدث...
*****************************
التقطت هاتفها حتى تتحدث الى شقيقتها وتخبرها بقرارها الجديد والذي توصلت له بالنهاية ...ضغطت على رقمها وانتظرت حتي ترد عليها شقيقتها وبالفعل بعد ثوان وصلها صوت زمزم المرتعش الخائف وهى تعلمه جيدا..على الفور نسيت ما اتصلت بها بشأنه وراحت تسألها بلهفة وقلق...
-مالك يا زمزم؟؟...صوتك ماله؟..
جاءها صوت زمزم على وشك البكاء...
-كـ..كنت هتكشف يا تمارا...انا ميتة ف جلدى م الرعب ..
-ليه يا حببتي بس مالك؟؟...تتكشفي ليه انت بتعملي ايه اصلا؟..
انفجرت زمزم باكية بعنف وقالت...
-ياسر..ياسر يا تمارا كنت هتكشف فعلا ووقاص اللى كان هيكشفني لولا سيلين مسحت الرسايل ....
تنهدت تمارا براحة ثم حاولت تهدأة زمزم قائلة...
-طب اهدي بس...الحمد لله اهو متكشفتيش الحمد لله يلا قومي اغسلى وشك وتعالى عشان عاوزة اكلمك ف موضوع كده..
نهضت زمزم من مكانها وفعلت كما امرتها شقيقتها ...
-ها يا توتا كنت عاوزة تقولي ايه؟؟...
بدأت تمارا الحديث بحماسة اثارت استغراب زمزم واهتمامها ايضا فانتبهت اليها بجميع حواسها..
-شوفي يا ستي...طبعا زى م انت عارفة انا عجلة واااد كده على غير العادة...يعني وصلت لوزنى ده ف ست شهور بس.. .وبسبب الوزن ده غيرت استايل لبسي كله وبقي عبايات او تونيكات بس..بصراحة زهقت من شكلي كده ف انا قررت انى اخس وارجع زي الاول انت ايه رأيك؟؟...
هتفت زمزم بصراخ وفرحة...
-انت بتسأليني ع رأيي ؟!!...طبعا معاكي يا متخلفه انت لازم تخسي وترجعي زى م كنتي طبعا...
زادت حماسة تمارا واتسعت ابتسامتها وتابعت..
-امبارح بدأت رجيم من صفحة ع الفيس بتنزل نظام اكل وكدة والحمد لله ماشية عليه كويس لغاية دلوقتي بس فيه مشكلة صغنونة كده وانت اللى ف ايدك الحل...
زمزم بسرعة...
-عنيا ليكي يا توتا قوليلي بس انا ف ايدي ايه وانا هعمله فورا...
-لازم رياضة ...والرياضة ديه مش هتيجي الا اذا نزلت اتمشيت كل يوم ساعة ع الاقل ع مدار اليوم..وعابد مش هيرضي ينزلني الا لو كان حد معايا ف انا فكرت انى اقولك عشان تنزلى معايا وهو كده يبقي مطمن لان انت عمو قدرى مبيسبكيش تنزلى من غير حراسة وديه حاجة هتنفعني طبعا...
-اوكي يا توتا اتفقنا بس خليها ع 10 الصبح كده ننزل واهو بعد الساعة اروح جلسة العلاج علطول...ماشي؟؟..
-طبعا ماشي يا قلب توتا...باي يا حببتي..
ودعتها زمزم كذلك واغلقت الهاتف والتفتت الى سيلين حتى تسألها ماذا فعلت بالهاتف واخفت اثر حديثها مع ياسر؟؟...
-سيلا انت عملتي ايه ف التليفون ...وقاص معرفش يطلع حاجة خالص من عليه؟؟..
امسكت سيلين بياقة قميصها وهتفت بغرور مصطنع...
-عشان تعرفي بس فايدتي ف حياتك يا بنت عمو ناصر...معملتش حاجة بما انى عارفة باسورد الفون ف فتحته ومسحت الواتس خالص ...وطبعا بما انك دهولة يا حياتي وادتيني انا التليفون عشان انزلهولك م الاساس ف الرسايل مضاعتش ...لا تقلقي عزيزتى...
قفزت زمزم من مكانها وانقضت على سيلين تحتضنها بقوة وهى تبكي وتلقي على مسامعها عبارات الشكر والامتنان الغير منتهية....
*******************
مرت عليها الدقائق بثقل شديد مع مرور كل ثانية كان الم رأسها يتضاعف اكثر من ذي قبل ...سابقا وقبل ان تعاود تعاطي تلك السموم كانت بدأت تعتاد على الم رأسها قليلا ولكن امكانية وجود المسحوق الابيض جعلتها تلقي ما بنته خلال شهر من العلاج وراء ظهرها وانجرفت وراء الممرضة وعاودت تعاطي المخدرات...
تناولت طعامها كما امرها ناير ولم تتسبب فى احداث ضجة قدر استطاعتها فزوجها لن يتوانى عن تنفيذ تهديده اذا ما حاولت اثارة المشاكل بالغرفة او العبث بمحتوياتها...
فتح الباب ودلف منه ناير يحمل صينية طعام بيده نفس المشهد يتكرر وضع الصينية على الطاولة الصغيرة بالغرفة والتفت لها قائلا...
-الغدا..يلا كلي كده انت خسيتي خالص عاوز اجي اخد الاطباق ديه الاقيها ممسوحة...
واستعد حتى يخرج من الغرفة فاستوقفته زهرة قائلة بصوت مهتز وعينان مدمعة...
-مـ..ممكن تـ..تديني حاجة للصداع يا ناير؟؟...
لم يلتفت لها واجابها قائلا بصوت حاد لا يقبل النقاش..
-لا...
اقتربت منه وامسكت برسغه تترجاه وعبراتها تجري على وجنتيها ...
-الله يخليك يا ناير...صدقني انا تعبانة ...تعبانة ودماغي هتنفجر م الصداع عاوزة بس اي حاجة تخفف الوجع والصداع ده...
حل وثاق رسغه من قبضتها تابع سيره ناحية باب الغرفة لكنه توقف مكانه عندما شاهد الطاولة الصغيرة وما عليها يطيحان بالارض تبعهم صراخها هي..
-يعني ايه لا!!...انت مفكر نفسك مين ها؟؟..انت ملكش دعوة بيا انت اتخليت عني وسبتني جاي دلوقتي تتعبني تاني؟؟...غور امشي مش عاوزة منك حاجة ...
شهقت بمفاجأة والم عندما جذبها ناير بسرعة من شعرها وهتف من بين اسنانه..
-مع الاسف يا حياتي مفيش غير الاكل اللى انت وقعتيه ده لغاية العشا علينا وعليكي بخير بقي...ولغاية العشا ان شاء الله ف مراتي حببتي هتنضف اللى هي عملته ده ...احسن ما يبقي مفيش عشا كمان...
صرخت بعنف وعناد...
-مش هنضف حاجة...لا عاوزة اكل ولا شرب ...هفضل كده لحد م اموت وربنا يخلصني منك...
حفر الالم معالمه على وجهه بوضوح مع كل كلمة تتفوه بها زهرة ولكنه اخفاه بمهارة وراح يهزها بعنف...
-انا هربيكي يا زهرة...
ودفعها حتى سقطت على الارض بجانب ما اسقطته من طعام...
-براحتك يا حياتي..يعني اسافر وانا مرتاح لانك كده كده مش هتاكلي بقي وعاوزة تخلص مني...اوكي انا هساعدك...هتوحشيني يا زهرتي ف الكام يوم اللى هغيبهم دول...
وخرج وتركهاواغلق الباب خلفه بالمفتاح ثوان وكانت صرختها القوية تشق الصمت من حوله بسبب الم رأسها الذي بدأ فى التزايد بصورة غير محتملة خاصة مع جذبه لها من خصلات شعرها بقوة والتي ساعدت فى مضاعفة الالم...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
الان وبعد ان حبكت خطتها جيدا واحكمت الحصار من حوله حتي لا يعترض بقي عليها مهمة اخباره ...انتظرته حتى يأتى فقد اخبرتها حماتها بقدومه اليوم ولكن بساعة متأخرة ولكنها لم تكترث وبقيت تنتظره ...ذهبت والدته فى سبات عميق اذ ان الساعة الان تشير الى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل فيأست من حضوره ونامت...
تنهدت تمارا باحباط وامتعاض جلي ونهضت من مكانها حتى تغادر الى شقتها ولكنها توقفت مكانها وابتسمت باتساع عندما سمعت صوت الباب وهو يحاول فتحه ...
تجمد عابد بمكانه عندما شاهدها لاول مرة منذ زواجه بها تبتسم له..بدت وكأنها تنتظره ...شرد بخياله بعيدا الى احدي امانيه عندما شاهدها لاول مرة فى خطبة ابنة عمها "سيلين"...عاش معها بخياله ..تخيلها وهى تنتظره بإحدي ابتساماتها التى تسلب لبه بدون شك عند عودته من العمل...ولكن جميع امانيه وما بخياله تبخر عندما...
-هتفضل واقف عند الباب كتير كده ؟؟..
قالتها تمارا بهدوء وابتسامة صغيرة على شفتيها واخرجته مما شرد به ربما لدقائق ولم يشعر...
استعاد رباطة جأشه وعادت الجدية الى ملامحه ثم قال...
-لا ابدا...اكيد هدخل يعني بس اتفاجئت كده فكرتك مثلا مستنياني ..
فتحت فمها تنوي الرد لكن صوت والدته الملهوف قاطعها وهى تندفع الى احضان صغيرها ..
-وحشتني اوي يا حبيبي ..كده كده يا عابد يومين بحالهم مشوفكش يا ابني...
بادلها عابد العناق بقوة وربت على رأسها مقبلا اياها ثم ابعدها عنه وجلس على المقعد قائلا بقوة هادئة...
-هو انا مش قايل متنزليش هنا الا لما تقوليلي؟؟..كلامي مبيتسمعش ليه ؟؟..
سارعت والدته بالرد وهى تربت على كتفه قائلة بنبرة مدافعة...
-لا يا حبيبي مش ذنبها...انا كلمتها قولتلها انى تعبانة انت عارف السكر بقي على عليا فجأة كده واتصلت بيها عشان تلحقني لكن هي متقدرش تكسر كلمتك طبعا...
عابد بلهفة...
-انت كويسة دلوقتي يا امي ولا تروحي لدكتور...
ردت والدته مطمئنة اياه..
-لا يا حبيبي تسلملي انا تمام تمارا الله يباركلها لحقتني بالعلاج...تعالى بقي اتعشي معانا..
انتهيا من تناول العشاء الذي اعدته تمارا فى دقائق وجلسا سويا لبعض الوقت وبعدها نهضت والدته من مكانها وهى تقول اليهم وتشير الى باب المنزل...
-يلا يا حبيبي خد مراتك واطلع شقتك انا خلاص هدخل انام مع حبايبي...تصبحوا على خير..
عابد/تمارا...
-وانت من اهل الخير يا امي...
لم يستطع عابد مجادلة والدته بشأن صعوده الى منزله فهي لا تعلم شيئا عما قالته تمارا بذلك اليوم لذلك فعل ما طلبته والدته بصمت تام وتبعته هي بسكون..
بالشقة ..دلف عابد الى غرفة اطفاله واستعد للنوم بها حتى يذهب صباحا الى العمل ...بعد قليل دلفت اليه تمارا بعد ان دقت على الباب تنتظر اذن الدخول..
-ياااه ...بتقدري الوقت صح اوي استنيتي لما غيرت هدومي وبعدين دخلتي...المهم خير؟؟..
شبكت كفيها ببعضهما دلالة على توترها وقالت..
-كنت عاوزة استأذنك انى اروح النادي مع زمزم...
قطب عابد جبينه قليلا ثم هتف باستغراب...
-نادي!!...ده من امتي اصلا ..وعاوزة تروحي ليه؟؟..
-عادي..انا بفضل قاعدة هنا ال24ساعة وانت مبترضاش انى اخرج الا معاك لما تكون موجود...لكن زمزم عمو قدري مبيخرجهاش الا بالحراسة عشان لو حصل حاجة لاقدر الله..
-اممم...ف انت شوفتي انها فرصة كويسة خصوصا ان مش هيبقي فيه مبرر لرفضي..
اسرعت تمارا تقول بلهفة..
-لا..لا والله مش قصدى...انت تقدر تقولي لا بكل سهولة ومش لازم تقول اسباب كمان...بس انا فعلا لاقيتها فرصة كويسة خصوصا انى مبروحش لزمزم وده هيبقي تعويض..وكمان العيال مش هقدر اسيبهم لطنط ف قولت النادى فرصة...
ابتسم عابد بخفة وتمدد على الفراش قائلا..
-ماشي يا تمارا...وخدي الكريديت بتاعتك م المحفظة ...يلا خدي الباب ف ايدك...
نظرلها عابد وهى تعطيه ظهرها بنظرات ممزوجة بالاحباط...خيبة الامل..الخذلان ...الوجع...ف ابتسامتها وهدوءها ورقتها معه اليوم لم تكن نابعة من داخلها ...كانت فقط مجرد واجهة لما ستطلبه منه ولذلك اقتضي ذلك توفيرها الراحة للزبون حتي تصل الى مرادها وما تريده...
تنهد بوجع وخيبة ورفع الغطاء عليه واغمض عيناه حتي يستدعي النوم الى جفنيه...
*********************
دلفت اليها سيلين على حين غرة فشهقت بعنف من المفاجأة ونهضت مسرعة من مكانها ولكنها تعثرت بسبب كومة الملابس التى تحتل اكثر من نصف ارضية الغرفة....
اقتربت منها سيلين وهى تنظر للملابس الملقاة ارضا بذهول قائلة...
-ايه ده كله يا زمزم ؟؟...مطلعاهم كلهم كده ليه؟؟..
غرست زمزم اصابعها بخصلاتها البرتقالية وهتفت بنزق وملامح منزعجة...
-مش عارفة البس ايه وانا راحة عند ياسر...زهقت ف نزلتهم كلهم...
ضحكت سيلين بقوة حتى ادمعت عيناها وهى تنظر الى تلك الطفلة الحانقة امامها ثم تقدمت منها وجلست بالارض...
-ما لازم طبعا متبقيش عارفة..انت اصلا هدومك كلها قديمة ..مكنتيش بتجيبي لبس اساسا...
زمزم بحيرة..
-طب اعمل ايه؟؟..
رفعت سيلين احدي حاجبيها بتفكير ثوان واصدرت صوتا بإصبعيها وهتفت..
-لقيتها..شوفي يا ستي فاضل ع معادك ساعتين بحالهم ايه رأيك تنزلي معايا نروح نجبلك طقم محترم كده تروحي بيه؟؟..
اعجبتها الفكرة وتحمست كثيرا ثم عادت ملامحها الى التجهم وهتفت...
-بس الحاجات ديه مين هيشيلها كده هتأخر..
قاالتها وهى تشير الى الملابس الملقاة ارضا...جذبتها سيلين من ذراعها وهى تقول..
-سيبك من ده كله دلوقتي هبعت سمر عشان تشيل ده كله واحنا نخرج...ها يلا بقي ولا ايه ؟؟..
اومأت زمزم بسعادة وذهبت حتى ترتدي ملابسها...
*******************
بغرفة وقاص وزوجته المصون ...كانت شيما تذرع الغرفة ذهابا وايابا بضيق وملامح غاضبة وامامها يجلس وقاص ينفخ بنزق ثم هتف اخيرا بحدة...
- م تقعدي على حيلك بقي خيلتيني...
-مش هقعد ...مش هقعد الا لما اعرف السبب العظيم اللى مخليك مش راضي تعملي حفلة عيد ميلادي هنا ف الفيلا...ايه قليلة مينفعش اظهر قدام رجال الاعمال والمناصب اللى تعرفوها ..
صاح بها بغضب وصوت مرتفع...
-يووووه بقي مش هنخلص ولا ايه؟؟...انت مش صغيرة عشان اعملك عيد ميلاد...وبعدين مش لازم الناس كلها تحضر الحفلة كان ممكن تكون الحفلة ديه special ...لينا احنا وبس...
صرخت بعند وغضب...
-وانا مش عاوزاها special..انا من ساعة م جيت هنا وانا مبخرجش معاك اروح لقرايبك حتي ولا حد من معارفكو بييجي هنا ولا قولت لحد انك متجوز اصلا...الحفلة ديه هتبقي فرصة ليا ...وبصراحة رفضك ده مش مريح ...
غرس اصابعه الطويلة بخصلات شعره بقوة وابتسم بغيظ محاولا اقناعها...
-يا شيما...يا حببتي انا مبحبش جو الحفلات ده اصلا وده اللي خلاني أعجب ليكي ...الحفلات ديه والجو ده كله بلاستيك وشوش منافقة هييجوا للمجاملات وبس...
لم تقتنع بل لم يزيدها كلامه الا عنادا فوق عنادها..
_ اديك قولت مجاملات وده اللي انا عاوزاه ...عاوزة الكل يعرف اني بقيت مراتك الاولي والأخيرة ..
زفر بضيق شديد وهتف بنزق واضح بصوته...
_ طيب يا حببتي...هعملك الحفلة هنا ...
اقتربت منه شيما واحتضنته بنعومة أثارت غريزته نحوها ...كانت تعلم جيدا ما تفعله تلك الخبيثة ولذلك تعمدت أثارته بمفاتنها الأنثوية حتي انتهي بهما الامر علي الفراش يمارسان الحب من وجهة نظره....
بالغرفة الموجودة بها زهرة...كانت لا تزال تصرخ بسبب الم رأسها الذي يتضاعف اكثر واكثر خاصة مع صراخها المستمر ...بعد مرور بضعة دقائق خارت قواها وجلست بأحد اركان الغرفة تضم قدميها الى صدرها وحولها خصلاتها الهائجة المشعثة ...انتهت من الصراخ وتفرغت للبكاء ولاحت ذكري عمرها اربعة اشهر فقط الى ذهنها...
عودة الى وقت سابق...
ركضت بسرعة الى هاتفها الموجود على الفراش والتقطته بأيادي مرتعشة جراء ما رأته من معركة طاحنة درات بين الحراسة التى تحاوط المنزل وذلك الخنزير الملئ بالشحوم هو ورجاله ...سقط الهاتف منها فجاة وهى تستمع الى جملته التى خرقت اذنها...
"عاوز مراته...والحراسة عاوزهم مصابين...محدش ييجي جنبهم لموا التليفونات وامنولي المكان جوة"...
عادت تلتقط الهاتف الذي سقط منها واتصلت به حتى ينقذها من براثن ذلك الذئب بالخارج..رد عليها ناير بغضب الجمها ...
-ايه؟..ايه؟..اتصالات اتصالات عندي شغل..مبتفهميش..مش فاضي يا زهرة ..لو سمحتى اقفلي وانا هقفل التليفون خالص لاني عارف ان ايدك هتاكلك وهتتصلي تاني بردوا ...
واغلق الخط دون ان يتيح لها الفرصة للحديث ...عادت زهرة تهاتفه من جديد قبل ان ينفذ تهديده ويغلق الخط ولكن يبدو انها تأخرت فقد اغلقه بالفعل...
انتفضت فى مكانها عندما سمعت صوت الباب واحدهم يحاول فتحه ويفسح المكان لذلك الرجل الشبيه بشعار "ميشلان"..
اقترب منها الرجل وابتسم باتساع مظهرا اسنانه الصفراء بفعل النيكوتين ..ابتسامة اثارت التقزز فى نفسها جذبها من ذراعها وخرج من الغرفة لتبدأ رحلة عذابها ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صباح اليوم التالى ...كانت تمارا تقف امام المرأة تحاول وضع عدستها اللاصقة حتى تداري بها لون عيناها غافلة عن ذلك الذي يقف مستندا على اطار الباب يراقف خلجاتها بشغف لم يستطع اخفاءه ..ولن يستطع البوح به امامها..تافأفت بضيق راحت تستغفر بصوت مسموع عندما فشلت لأكثر من مرة فى ارتدائها ..اقترب منها عابد ووقف خلفها وهتف..
-طب بتلبسيها ليه اصلا؟؟..انا اعرف ان البنات بتلبسها عشان تغير لون عنيها من البني للازرق او الاخضر انت عاوزة تداريها وتخليها بني؟؟...
رفعت كتفيها بلامبالاة وهتفت..
-انا مبحبش اخرج بيها ..بتكسف لما الناس بتركز فيها ف بداريها..
-اممم...وجهة نظر بردوا...النشاط ده كله عشان راحة النادي مع زمزم؟؟..
اومأت برأسها بابتسامة على شفتيها وعادت لتضع العدسة ولكنها لم تستطع فاقترب منها عابد وامد يده لها قائلا...
-تعالى اما البسهالك...
نظرت اليه بذهول ثم هتفت بضحك...
-عاوز تضيعلى عيني خالص...لا بلاها احسن ...
توقفت مكانها وسكنت ضحكاتها وتحولت الى تمثال من الرخام لا يتاثر بشئ عندما هتف هو...
-براحتك..انا اصلا بركبها لزينب علطول ...يلا انا نازل رايح الشغل ...سلام..
كانت تقبض على يدها بعنف شديد فهو يتعمد اثارة غضبها...يتعمد قهرها وتجريحها...تجاوزت ما حدث والتفتت حتى تكمل ما تفعله لكنها تفاجأت بأنها اتلفت العدسة اذ انها تقبض عليها طوال هذا الوقت رمتها ارضا بعنف وغضب وهى تقول...
-والله م انا لبساكي لا دلوقتي ولا بعدين اوف...
واخذت حقيبتها وخرجت من المنزل حتى تاخذ طفلتها من الطابق اسفلها...
*****************
بقصر النوساني..نزلت زمزم الى الاسفل حتى تذهب الى موعدها مع ياسر ...بالامس دعاها لتناول الغداء فلم تفعل شيئا سوي ان خرجت من غرفته ركضا على قدر ما اسعفتها قدمها ولم ترد عليه..بقي ساعات الليل كامله يحاول الحديث معها وبعث اليها برسالات الاسف وعدم التكرار مجددا ...ولكنها كانت تزداد خجلا واحمرارا ...اليوم قررت ترك شعرها حرا بدلا من ربطه ...لا تعلم فقد خالجها شعور احمق خاص بفتيات المراهقة ...تلك الفتيات التى تترك خصلاتها طويلة عندما تحب شخصا ما ...وعندما يتبادلا الكلام الرومانسي تترك شعرها حرا وتتلاعب به...باللعبث..
هزت رأسها حتى تبعد تلك الافكار عن مخيلتها ووقفت تنظر الى هيأتها فى المرأة الموجوده بالبهو الكبير...ترينج ابيض اللون له سويت شيرت من نفس لونه بخطان سوداوين من الجانب وتركت شعرها البرتقالى حرا ...
بنفس الوقت كان وقاص يمسك بيد زوجته وينزلا ...لمحها وقاص وهى تضع احدي يديها بخصرها وتنظر الى نفسها بالمرأة ومن الواضح انها تتأكد من روعة طلتها...
-هعمله ف الجنينة يا حبيبي...بس طبعا صحباتي هيجولي الصبح هنا كام واحدة كده القريبين منى...و..
استرسلت شيما فى الحديث غافلة عن شرود زوجها فى تلك الواقفة بالاسفل وتعبث بخصلاتها ...
-ها بقي انت ايه رأيك؟؟..
لم تتلقي شيما ردا على سؤالها ونظرت اليه وعندما شاهدت نظره مثبت على بقعة ما نظرت اليها تلقائيا لتشتعل غضبا ...سرعان ما سيطرت عليه وهتفت بأعلى صوتها قائلة...
-زمزم حببتي...صباح الخير...ايه الشياكة ديه كلها؟؟..اكيد معاد الدكتور ياسر النهاردة مش كده؟؟..
استطاعت تلك الجبيثة جذب انتباه كليهما بما قالته فقد فاق وقاص من تحديقه بها وتوحشت عيناه بعد ما قالته زوجته اذ انها بهذه الطلة التى اقل ما يقال عنها انها تخطف الانفاس حتى تذهب الى جلستها فقط...
اما زمزم فقد هوي قلبها بقدميها من فرط ذعرها عندما شاهدت هيئة ابن عمها لكنها هتفت بكل ما تستطيعه من ثبات...
-اه فعلا ..النهاردة معاد ياســ..دكتور ياسر بس انا رايحة النادي مع اختى وبعدين انا لابسه تريننج عادي..
لم يفته زلة لسانها وهى تنظق اسم ذلك الطبيب مجردا ولكنه بلعها بكيفه ...فى ذلك الوقت جاءت سيلين واصدرت صفيرا عاليا وهى تنظر الى زمزم بإعجاب...
-وااااو يا زوزه...مكنتش اعرف انك مزة كده..
ولكزتها فى ذراعها قائلة..
-عشان تعرفي بس ذوق بنت عمك..قعدتي تقوليلي الاسود الاسود عشان رجلك...واهو الابيض مش مبين حاجة ومخليكي ملكة جمال اهو..
انتبه وقاص بجميع حواسه الى ما تقوله شقيقته فهي خرجت من المنزل وتبضعت لاول مرة منذ ان دخلت الى هذا المنزل عندما بدأت بالعلاج الطبيعي مع ذلك المدعو ياسر...
هناك سرا فى الامر برمته ولكل فرد من عائلته دورا بها...ابيه تخلي عن الدفاع عن زمزم ..شقيقته كلامها مع زمزم يدل على وجود اسرار بينهما...والدته تكن مشاعر الكره والاحتقار لزمزم حتى قبل ان تصبح زوجته...عليه ان يحل اللغز وبأسرع وقت حتى يعلم ما تفعله زمزم بمساعدة شقيقته...
**************************
#######
يجلس بجانب هاتفه الخلوي ينتظر اى مكالمة من الخاطف ...ينتظر ان يساوموه حتى على حياته...يريدها ان تعود سالمة الى احضانه وهذه المرة سيأخذها اينما ذهب لن يتركها مرة اخري...
استجاب الله لدعاءه وتصاعد رنين هاتفه ...طالع المتصل ووجده رقما غير معروف ضغط زر الايجاب مسرعا ورد بلهفة...
-الو..
رد عليه الطرف الاخر ببرود صقيعي...
-المعلومات اللى عندك يا حضرة الرائد عن العمليه بتاعت المخدرات...نفذت اللى قولته مراتك هترجعلك سليمة من غير خدش واحد...اتفرعنت كالعادة انساها...حتى جثتها مش هتاخدها...معاك مهلة يوم واحد....
اغلق الخط مرة اخري...خارت قواه وجلس على المقعد بتثاقل...عليه الان ان يختار بين حبه لوطنه وحبه لزوجته...هو حتى لا يعلم من الرجل الذي قام باختطافها..هذه العمليه بعد يومان هى حصيلة تعبه طيلة شهران من العمل الدءوب والجهد الخرافي ...بها سيكون ساهم ولو قليلا بانقاذ الكثير من الشباب الحمقي من الوقوع فى التهلكة...وضع راسه بين كفيه حائرا لا يعلم ما عليه فعله؟؟؟...
مر اليوم الذي اعطاه له الرجل بتثاقل شديد فقد دق جميع الابواب التى قد تتمكن من مساعدته لكنه لم يتوصل لشئ...واخر ما سمعه من صديقه المقرب ورئيسه بالعمل..
"احنا لما بنطوع ف الجيش يا ناير بنقسم اننا هنحافظ على بلدنا حتى لو على حساب ارواحنا وارواح حبايبنا..مش هأمرك بصفتي رئيسك ف شغلك..بس هقولك مراتك واحده بس...انت دلوقتي بين نارين...اختيارين سيئين جدا...ولازم تختار ..ف الحالة ديه بتختار السئ فالاسوء"..
وغادر المنزل تاركا اياه في دوامته مرة اخري...تصاعد رنين هاتفه بنفس موعد امس رد على الهاتف ببطئ وخوف كامن بحدقتاه البنية...
-المهلة خلصت...عندك حاجة تقولهالي؟؟...
رد عليه ناير بصوت جامد...
-افتح الاسبيكر..
ثوان وسمع ذلك الرجل يتحدث الى زهرته التى استمع الى نشيجها ...
-يلا جوزك عاوز يكلمك..قوليله بقي يخرجك من هنا بسرعة..انت شوفتي كرم ضيافتي بلاش اوريكي الوش التاني...
وصله صوتها الباكي وشهقاتها...
-ناير..ناير عشان خاطري طلعني من هنا...ناير انا خايفة..
قالت كلمتها الاخيرة وبكت بقوة ...جاءها صوته الثابت الجامد وهو يقول...
-زهرة انا اسف..مش هقدر انقذك..مش هقدر انفذ اللى هما عاوزينه...انا بحبك...
ثوان واستمع الى صوت الرصاصة التى بالتأكيد اصابتها واردتها قتيلة ...سقط الهاتف من يده وبكي..بكي كما لم يبك من قبل...حب عمره...عشق شبابه...رفيقة دربه الى نهاية الدنيا وبالاخرة قتلت وستبقي يديه ملوثة بدماءها الى يوم القيامة..
#########
-هااااي رحت فين يا عم الحج؟؟..
قالها يامن صديقه بالعمل ورئيسه سابقا...بفضل هذه العملية حصل ناير على ترقية جديدة بعمله واصبحا بنفس المنصب الان...
-مفيش...رحت لزهرة يا يامن..
اتكمشت ملامح يامن بأسف واردف...
-هى لسه متعالجتش بردو؟؟..
هز رأسه نفيا بيأس وهتف بمرارة...
-لسه ..انت عارف علاج الادمان بياخد وقت ...والمصحة كمان كانت السبب انها ترجع تتعاطي تاني يعني رجعنا للصفر م الاول..
-طب المستشفي اللى راحتها دلوقتي مجابتش نتيجة؟؟..
-لا هى حاليا مش ف مستشفي...انا اخدتها البيت وحابسها ف اوضة يدوبك بس بدخلها الاكل مفيش لا علاج ولا مسكنات...
اتسعت حدقتي يامن بذهول ثم هتف...
-حرام عليك يا ناير...حرام عليك ...انت كنت شايفها عامله ازاي وهى ف المستشفي وبتاخد العلاج اومال لما تمنعه منها هتبقي عامله ازاى؟؟...
احتدت نظرات ناير وهتف بشراسة...
-كنت عاوزني اعمل ايه يعني ؟؟..اسيبها ف المستشفي لحد م تموت من جرعة زيادة؟؟..
-طب اهدي...اهدي...انا قصدى بس تتعالج صح ...ع الاقل يبقي الوجع الطبيعي مش مضاعف..هاتلها دكتور ف البيت طيب..
تنهد ناير بتعب واسند رأسه على ظهر المقعد قائلا...
-مش هأمن عليها مع حد يا يامن...وكمان خايف...خايف منها لما تخف لا تسيبني..خايف من حاجات كتير...مش عارف هبررلها ازاي انى سبتها ف اديهم...مش عارف هبررلها جوازى ازاي واللى كان قبل يوم الحادثة بكام ساعة بس..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور يومان ...ذهب ناير الى زوجته فى الغرفة المحتجزة بها ..فقد اقنعه صديقه "يامن" بخطأ تصرفه معها ...وقف امام الغرفة واخرج المفتاح من جيب بنطاله..توتر يجتاحه عندما يقترب منها بعد فعلته الاخيرة...استعاد قوته وفتح الباب ثوان واندفع الادرينالين بأوردته وذهب ركضا اليها ...كانت تجلس بأحد اركان الغرفة يبدو انها لم تتحرك من مكانها طوال مده غيابه فقد كان يراقبها من خلال الكاميرا التي وضعها بالغرفة وكان هذا المشهد هو اخر ما رأها عليه...
جلس على الارض وجذبها الى احضانه بقوة وهو يبكي على حالها ...كانت كالزهرة بحياته تضفي جو من الحب والالفة بأى مكان توجد به..حتى انها لم تحمله معاناتها من معاملة اهله جميعا لها...
رفعت رأسها تنظر اليه ثم هتفت بضياع...
-مرة واحدة بس...صدقني يا ناير مرة واحدة ...اريح دماغي من الصداع ده...
نظر الى عينيها بقوة هاتفا...
-لا..
همست تترجاه ..
-والله مرة واحدة بس ..
-قولت لا..
توحشت نظراتها واسودت حدقتيها ودفعته بكل ما اوتيت من قوة ادت الى ترنحه قليلا اذ لم يكن مستعدا لتلك الدفعة منها ..
-يعني ايه لا؟؟..انت مين عشان تقولي لا؟؟...مش انت اللى سبتني ف اديهم ؟؟...مش اللى انا فيه ده دلوقتي كله بسببك..
نهضت من مكانها وخلعت التي شيرت الذي ترتديه وهى تشير الى باطن ذراعها نحو العلامات الزرقاء بسبب الابر..
-شوف..شوف نتيجة تخليك عني...خلوني مدمنه ف اقل من ست شهور..خلوني مدمنة وبجري ورا السم ده ...استنيتك تنقذني بس مجتش...بكل برود قولتلي انا اسف..سبتني ف اديهم مهمكش يعملوا ايه فيا حتى...مارست حياتك عادى واترقيت...اترقيت على حسابي...
وانفلتت اعصابها واصبحت تبكي وتصرخ فى آن واحد..اندفع اليها ولم يجد سبيلا لتهدأتها سوى ضربة تلقتها بسيف يده برقبتها ادت الى اغمائها...حملها ووضعها على الفراش وعاود البكاء عليها من جديد ...واتخذ قراره ...زهرة يجب ان تعود الى المشفي...كما انه يجب ان يبتعد عنها حتى يندمل جرحها الذي تسبب هو به ...
****************
تغيرت حالتها النفسية كثيرا ..يومان فقط بذلك النادي الرياضي برفقة شقيقتها ساهم بدرجة ملحوظة فى التغيير الذي طرأ عليها...انتهت من ارتداء ملابسها وذهبت الى النادى بمفردها فقد اخبرتها زمزم بأنها متعبة ولن تستطيع القدوم اليوم ...لم تضغط عليها تمارا وتركتها على راحتها داعية لها بالشفاء العاجل...
وصلت تمارا الى النادي مبكرا عن موعد تمارينها التى تؤديها بانتظام لمدة يومان فجلست على احدي الطاولات بالنادي المقابلة لحمام السباحة وطلبت فطورها...
على مقربة منها يجلس ذلك الشاب ذو البشرة البيضاء ...يرتدى سروالا من الجينز وقميصا ابيض اللون ويضع النظارات الشمسية على عينيه..كان يلتفت بالصدفة فوجدها ...تجمد مكانه لبرهة ثم نهض وسار باتجاهها..
-صباح الخير...
رفعت تمارا رأسها عن هاتفها عندما استمعت الى ذلك الصوت ثم قطبت جبينها باستغراب قائلة...
-صباح الخير...افندم؟؟..
افلتت ضحكة من ذلك الشاب ثم هتف بابتسامة...
-لسه زي م انت متغيرتيش ...مش فكراني؟؟..
هزت رأسها نفيا ..
-لا...الحقيقة معرفش حضرتك...وياريت تقول انت عاوز ايه ولا تعرفني منين اصلا..
جذب الشاب المقعد الاخر وجلس عليه قبالتها وخلع نظارته قائلا...
-انا احمد...احمد نصران زميلك بتاع الكلية...لسه مش فكراني؟؟..
هزت رأسها بعدم تصديق تحاول استيعاب هوية الماثل امامها..."احمد نصران"..عشق الشباب يجلس امامها الان بهيئته ...ترقرقت عيناها بالدموع وهى تتذكر ما عانته مع والدها بسببه...كانت تعتقد انه يحبها ...خيل لها انه لن يتركها تتزوج غيره....لكن ..ليس كل ما يتمناه المرء يدركه...
اخفضت رأسها سريعا وحاولت ازالت تلك العبرات قبل ان تتخطي حدود عيناها ...
-عاملة ايه يا توتا؟؟..اخبار دنيتك ايه؟؟..
تعمدت ان ترفع يدها اليسار امام وجهه وهى تقول بابتسامة حاولت قدر استطاعتها جعلها طبيعية...
-الحمد لله يا احمد...اتجوزت ومعايا سجدة وعدي...وانت ايه اخبارك؟؟
انطفأت لمعة عينيه وهو يحدق بالحلقة الملفوفة حول اصبعها ...احس بها تلتف حول عنقه حتى كادت ان تخنقه...سافر الى الخارج حتى يحصل على فرصة عمل مناسبة على امل ان تنتظره...تنتظر رجوعه ويتزوجها...لكن على ما يبدو انه كان مخطئا...فهي لم تكن له مشاعر يوما وذلك واضح للغاية من ابتسامتها...
-الحمد لله...بس لسه ربنا مكرمنيش ...ملقتش اللى احبها وتحبني..واصدقها...
استطاعت فهم المعني المبطن لكلمته الاخيرة والتي لا تمت بصلة الى ما يتحدثان به من الاساس لكنها لم تكترث وتابعت الحديث معه ...بعد مرور ساعة تقريبا ...
-سوري يا احمد لازم امشي ..معاد الكلاس بتاعي...فرحت جدا انى شوفتك النهاردة..
والتفتت حتى تغادر لكنه هتف...
-وانا كمان فرحان جدا اني شوفتك النهاردة...مع السلامة...
اشارت له مودعة وذهبت نحو الجيم الخاص بالسيدات وكل انش بها ينتفض رعبا وهى تتخيل معرفة عابد بتلك المقابلة مع رجل غريب فقط...تري ماذا ستكون ردة فعله عندما يعرف انه لم يكن بشخص غريب وانه الشخص الذي رفضته زوجته بسبب حبها له؟؟...من المؤكد سيقتلها دون ان يرف له جفن؟؟...
************************
بالمساء ...خرجت سيلين من غرفتها متوجهة نحو غرفة ابنة عمها حتى تري اذا كانت تجهزت ام لا...دقت الباب ودلفت اليها فوجدتها تقف امام المرأة وتفتح فمها بتركيز شديد وهى تضع خطا من الكحل بعيناها الزرقاوين...انتظرت سيلين حتى انتهت زمزم من وضع الكحل بنجاح ثم هتفت...
-خلصتي يا زوزة؟؟..
-ايوة يا قلب زوزة...بس ايه حلو ولا ايه؟؟...
اقتربت منها سيلين وهى تنظر الي هيأتها...فستان من خامة الستان اسود اللون يتناقض مع لون بشرتها البيضاء بأكمام قصيرة الي حد ما له فتحه مربعة تظهر عظمتي الترقوة طويل حتي قدميها كما تحب ان يكون...خصلاتها معكوصة علي هيئة كعكة كبيرة بأخر رأسها وتسدل بعض الخصلات القصيرة علي زمردتيها ...
اقتربت منها سيلين ونظرت الى هيئتها بانبهار قائلة...
-حلوة بس!!...انت قمرررر ..انا مش هلاحق عليكي النهاردة من فرح البت سارة...يلا؟؟
اومأت برأسها ثم سارت خلفها ...كان كل شئ يسير على ما يرام الى ان شاهدتهم السيدة نجاة ...
-سيلا حببتي..انت راحة فين؟؟..
ابتسمت سيلين ثم اجابت ..
-راحة فرح سارة يا ماما ..
اشارت نجاة باصبعها الى الواقفة بجانب ابنتها وهتفت بنزق...
-وديه راحة فين وانت مسكاها كده ليه؟؟..
شددت سيلين على يد زمزم ثم هتفت بحزم..
-سارة عزمتها يا ماما ع فرحها...عن اذنك ...
سارا حتى باب الفيلا وخرجا الى وجهتهما...طوال الزفاف لم تسلم سيلين من تساؤلات من بالحفل عن تلك الفاتنة التى دخلت الى الحفل برفقتها ...اقترب منها شاب ما متوسط الطول وجذاب ..
-تسمحيلي اقعد؟؟...
اومأت زمزم رأسها له بابتسامة مترددة..تحاول تنفيذ ما نصحتها به سيلين عن الحفل وتكوين صداقات خاصة بها ..
-انا عز..عز الدين سليمان...اخو العروسة...حضرتك تعرفي العريس ولا العروسة؟؟..
ابتلعت زمزم ريقها الجاف فهي لم تكن يوما على درجة القرب هذه من رجل لا تعرفه...ياسر حالة خاصة فقد استطاع الاستحواذ على جزء من قلبها بسبب معاملته الرقيقة معها...
-العروسة..سارة صحبتي..
اومأ عز الدين برأسه ثم هتف بتساؤل...
-حضرتك تعرفي الانسة سيلين النوساني؟؟..
-ايوة..هي بنت عمي..
ابتسم عز الدين باتساع ثم استأذن منها حتى يذهب ...
انتهي الحفل على خير اخيرا ..دلفت كل من زمزم وسيلين الى المنزل وهم يضحكان على ما فعله العريس فقد اخذ زوجته بمنتصف الزفاف مشيرا لهم ان يستمتعوا بقضاء امسية سعيدة..غافلين عن ذلك الذي ما ان سمع صوت الباب يفتح ويدلفا منه حتى اندفع اليهم...
-كنت فين يا هانم انت وهي؟؟..
قالها وقاص بغضب شديد وصوت حاد..
توقفت ضحكاتهما واخفضت زمزم رأسها تاركة سيلين تخوض الحديث مع اخيها الغاضب..
-ايه يا وقاص مالك؟؟..كنت ف فرح سارة زميلتي...وبعدين من امتي وانت بتسأل اصلا رحت فين وجيت منين؟؟..
-من دلوقتي يا هانم...لما ترجعي الساعة اتنين بالليل انت ومراتي المصون يبقي اسأل ...
ثم نظر الى تلك التى تحنى رأسها وهتف بغضب...
-وسيادتك ملكيش حد تستأذني منه؟؟..وكالة هي تروحي وتيجي براحتك صح؟؟..
لم ترد عليه ايضا وذلك ما زاد من غضبه منها ..
-هو انت طرشة كمان ولا ايه؟؟..م تنطقي..
حاولت سيلين تهدأة الاوضاع بين شقيقها وابنة عمها باستغراب شديد من هذا الاهتمام المبالغ فيه من اخيها لزمزم...
-خلاص يا وقاص اهدي...ما هى كانت بتخرج قبل كده من غير استئذان ومبتعملش كده ايه اللى جرا دلوقتي بس؟؟..
_ انا اعمل اللي انا عاوزه يا سيلين هانم...وانت علي فوق يلا..
قال جملته الاخيره بصوت حاد مرتفع فركضت زمزم الي غرفتها وهي تبكي بعنف وشهقات مسموعه اخترقت اذان الموجودين بما فيهم عمها..
نظرت سيلين الي أخيها وهتفت معنفة إياه...
_ عجبك كده...مش كفاية انك قاهرها من ساعة م اتجوزتها جاي دلوقتي كمان وصعبان عليك تشوفها مبسوطة لدقايق ف لا ازاي لازم تنكد عليها طبعا...
وذهبت من أمامه وصعدت الي غرفتها..
عند زمزم كانت قد أغلقت الباب خلفها وهي تبكي بوجع من كلماته اللاذعة التي تسمم بدنها ...رن هاتفها الخلوي فالتقطته وعندما طالعت المتصل ضغطت زي الايجاب بسرعة وهي تحاول جعل صوتها طبيعيا..
ظلت تتحدث مع ياسر لوقت طويل...طويل جدا حتي ذهبت في سبات عميق وابتسامة رقيقة تزين ثغرها..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مر الاسبوع ثقيلا علي زمزم فقد اعتذر ياسر عن إشرافه علي جلستها علي أن يرشح لها طبيبا اخر من المركز يباشر معها الجلسة وبالطبع جاءه رفضها علي اقتراحه وآثرت انتظاره حتي يأتي من سفرته...
كانت لا تزال تنام على الفراش وهي تعبث بالهاتف وتتحدث الي شقيقتها الكبري تطمئن علي سير خطتها بنجاح..عندما دلف إليها وقاص دون أن يدق الباب...
شهقت زمزم ثم سارعت بتغطية جسدها العارِ بالغطاء..
نظر إليها وقاص بسخرية وهو يتابع حركاتها حتي تخفي جسدها عن عينيه وبسرعة فائقة كان يمسك بالغطاء ويزيحه ويسقطه أرضا لينكشف ثوبها البيتي القصير الذي يصل الي بعد ركبتيها بقليل..ضيق من الصدر ومتسع الي آخره ...
_ اظن كده كويس عشان لا تداري مني ولا تخافي اني اشوف حاجة مش حقي...
غلبت عليها طبيعتها الخجولة ...احمرت وجنتيها من الخجل والغضب لا تريد لأحد أن يراها بتلك الملابس البيتية سوي ياسر فقط...التقطت روبها بسرعة وارتدته واخفت كامل جسدها به ..
تابع وقاص ما فعلته بدهشة اخذت في الاتساع وهو يتابعها ...
_ حضرتك عاوز ايه؟؟..
صفق وقاص وهو يضحك بسخرية وتهكم قائلا...
_ براڤو..لا حقيقي براڤو...بقيتي شرسة اهو وبتعترضي...الظاهر أن الجلسات جابت نتيجة معاكي مش بس ع المستوي الجسدي لا والنفسي كمان ما شاء الله ..
تحلت بالبرود حتي لا ينكشف لها خوفها منه الذي تضاعف الان بعد تخلي عمها عنها بالامس وتركه يوبخها كيفما يشاء...
_ بردوا انا معرفتش حضرتك عاوز ايه؟؟...
اغمض عينيه بقوة يسيطر علي غضبه ...شكه بها وبعلاقتها بذلك الطبيب من الممكن أن تطير رؤوس من فوق اجسادها بسببه وهي تتمادي في استفزازه ...
_ النهاردة عيد ميلاد شيما..
_ كل سنة وهي طيبة...ايه علاقتي؟؟...
وقاص بحدة...
_ علاقة سيادتك انك لازم تحضري الparty وكمان محدش يعرف انك مراتي ..زي م الفرح اتعمل سكيتي كمان صفتك ف حياتي هتفضل سكيتي..
عاشت بهذا المنزل عامان كاملين تعودت على سلاطة لسانهم معها وجفاء علاقاتهم بها ...لكن يبقي للكلام أثره الذي يشعرها بدونيتها وأنها اقل منهم بكثير رغم أنها تمتلك ما يوجد عند زوجة عمها وابنها المبجل فقط الفرق الوحيد بينهما تلك الإعاقة التي كتبها الله لها...
سابقا كانت لتنخرط في بكاء ناعم أمامه لكن بعد دخول ياسر الي حياتها اصبحت عيناها تدمع فقط وتتماسك حتي لا تلفت الأنظار إليها ...
_ متقلقش...محدش هيعرف حاجة...وكمان ممكن محضرش الparty ديه خالص كده كده زي م قولت صفتي ف حياتك سكيتي ممكن تفضل كده علطول.. حاجة تانية؟؟...
مع سؤالها الاخير رفع وقاص معصمه ونظر الي ساعته ثم هتف..
_ مش المفروض أن جلستك دلوقتي؟؟..
هذه المرة لم تستطع اخفاء ارتباكها وهتفت بصوت مهتز..
_ أيوة ...بس انا مش هروح...
_ ليه؟؟..
_ تعبانة..بقالي اسبوع بروح يوميا ...انا كده هبقي بضغط على نفسي...
اومأ برأسه في شك ثم هتف بتحذير مرة أخري قبل أن يخرج من الغرفة...
_ اوكي..ع الساعة ٧ تكوني جاهزة...صفتك الأساسية انك بنت عمي غير كده متزوديش ف الكلام..اللهم بلغت ..
وخرج من الغرفة تاركا إياها وراءه تتنهد براحة فقد أوشكت أن تجعله يتأكد هذه المرة إذا علم بأنها رفضت الذهاب الي جلستها بسبب سفر ياسر وأنها لن ترضي بطبيب غيره...
******************
عادت مرة أخري للمشفي..لكن هذه المرة كانت المشفي جديدة...قوانينها صارمة..لم تستطع حتي تجاذب أطراف الحديث مع أيا من الممرضات حتي تطلب منها ما تريده...ذلك بكفة والطبيب الذي يراقبها كظلها بكفة أخري...
علمت مؤخرا أنه يلازمها بأمر من زوجها وليس من نفسه..لكنها لم تكترث فهو منذ أن يدخل الي غرفتها ويبدأ بالحديث وهي تتجاهل وجوده...
اليوم من الواضح أنه مل من طريقتها معه لذلك تفوه بما جعل شفتيها تنفرجان لاسفل بشكل مضحك للغاية ...
_ امم...متستغربيش كده...انا فعلا كنت مدمن...بس مش هنا طبعا ...
هنا انتبهت له زهرة بجميع حواسها وهتفت بصوت مشدوه...
_ ازاي يعني!!...
_ شوفي يا ستي..انا كنت عايش برة مش هنا اصلا ..كنت شاطر حبتين ف بقوا يخلوني اشرف ع الحالات الصعبة من ضمن الحالات ديه عيل عنده حوالي ١٨ سنة بقي مدمن طبعا الواد ده من عيلة معروف وشغالين ف الدولة كان ف المستشفي بسرية تامة ..
مكانش بيدفع عشان يجيب لا كان بيروح المكان ياخد اللي هو عاوزه ويطلع طبعا انا صعب عليا الواد وف مرة كده سبتهم من غير ما يربطوه هرب من المستشفي وانا وراه...
لحقته ودخلت وراه طلبت الشرطة وانا جوة بس اتكشفت..اتاخدت رهينة لان بفضل البلاغ اتقبض علي ناس كتير ...طلع المكان ده وكر فيه اكتر من مكان وساعتها بقي خلوني مدمن..
قصته وبطريقة ما تشبه خاصتها فهي لم تعرف طريقا لتلك السموم يوما ..
_ وبطلت ازاي؟؟...
لمعت عينا الطبيب ثم هتف بنبرة رقيقة للغاية...
_ خطيبتي...فضلوا يدوروا عليا لغاية م لقوني وكنت ضايع ..وهي اخدتني وعالجتني..
_ وازاي مارست مهنتك عادي؟؟...
_ مش قولتلك الواد كان من ناس تقيلة..وانا عملت كل ده عشان أنقذه يعني كانت تعويض..بس رجعت هنا بقي خطيبتي أصرت نرجع..
بللت شفتيها بطرف لسانها وهتفت بصوت متوتر..
_ هو..هو اانت بطلت ف أد ايه؟..
كتم الطبيب ابتسامة من الظهور على شفتيه بصعوبة فقد استطاع جذب انتباهها إليه كاملا...
_ بطلت ف سنة..قصدي يعني طول السنة ديه كنت بدور طبعا ع السم ده واهرب ويجبوني فيييين بقي لما هديت وانا قررت من جوايا اني اتعالج مهما اتوجعت...
اتخذت قرارها هي تريد أن تسحب ذلك السم من جسدها ...تريد التمتع بحياة طبيعية كأي شخص..كما أنها تريد رؤية شقيقتيها...
_ انا عاوزة اتعالج..
ابتسم الطبيب هذه المرة ثم هتف...
_ تمام...هتبدأي من النهاردة...بصي يا ستي..برنامج العلاج بتاعي مختلف والدكاترة هنا بتنتقده..بس انا مكمل فيه بردوا...هتتكلمي ف التليفون...هتنزلي الجنينة تحت...شهر بالظبط وهفكك من السرير ...كل ده بشروط طبعا...
زهرة بتلهف..
_ موافقة عليها...
_لازم تسمعيها بردو...اول اسبوع حاولي تسيطري علي نفسك وعلي غضبك كويس جداا..ده الشرط الاسبوع بدأ من النهاردة...
اومأت برأسها موافقة ..اسبوع فقط يفصلها عن محادثة شقيقتيها ...
**********************
بذلك الاسبوع كانت تمارا بدأت تعود لشخصيتها القديمة قبل زواجها من عابد ...رسائل تصلها علي الهاتف تدغدغ مشاعرها قليلا...لم ترد عليها ولن تفعلها ...لكن تلك الكلمات أعادت ثقتها بنفسها وأنها مرغوب فيها من الجنس الآخر...
لذلك أن تسعد نفسها بقراءة تلك الكلمات التي ترضي غرورها الأنثوي لن تضيرها في شئ...
دلف عابد الي المنزل وراح يبحث عنها حتي وجدها تقف بالمطبخ ..
_ تمارا...
انتبهت له تمارا اخيرا ...
_ نعم..
_ ايه امال بنادي عليكي من بدري كل ده عشان تردي..
_ مسمعتكش يا عابد...كنت عاوز حاجه؟؟..
_ اه...عاوز اتغدي ..ياريت عقبال م اغير هدومي تكوني حضرتي الاكل...
_ حاضر...
بعد قليل كانا يجلسان علي طاولة الطعام ...نظر إليها عابد وهتف باستغراب...
_ مبتاكليش ليه ؟؟..
_ باكل اهو..
_ لا مبتاكليش الا من الطبق اللي قدامك ده..
_ اه ده اكل الرچيم ..خضار سوتيه من غير زيت عادي يعني..
شرد قليلا في هيئتها ..خصلاتها البنية التي تصل إلي منتصف ظهرها تركتها اليوم ولم تربطها كعادتها...قميص بيتي قصير نهايته قبل ركبتيها تماما...يظهر ذراعيها ورقبتها كاملين ..
متزوجان منذ ثلاث سنوات تقريبا ولم يراها تجلس معه وبهذا القرب منه وهي ترتدي ملابس فاضحة كالآن ..
_ بتحبيني يا تمارا؟؟...
توقفت عن مضغ الطعام واخفضت رأسها للأسفل ...حركتها كانت كفيلة بأن يعرف جوابها..
صرخ عابد بغضب..
_ مبتحبنيش...ولا عمرك هتحبيني..تلت سنين جواز محبتنيش فيهم ولا هتحبيني...تلت سنين جواز بشحت منك حقوقي ..حقوقي ف كل حاجة..تقابليني بابتسامة تلبسيلي ووتزوقي عشان انا جاي...خلفتي مني غصب عنك...عايشة معايا غصب عنك...
طول م انا عايش معاكي بتكوي..بموت بالبطئ..
تركها وخرج من المنزل بأكمله لا تعلم حتي اين سيذهب ...ليس بيدها شئ لم تكن مشاعر له يوما ولم يحدث ...هي لا تملك راحته ولا راحة نفسها لذلك من الجيد لكليهما ترك الأمور كما هي عليه..
*********************
مساءا..بقصر النوساني..كان الحفل يسير كما خططت له شيما فوالدة زوجها كانت تأخذها هي وابنها حتي ترحب بالمدعوين
ومنها تتعرف عليهم ويتعرفوا علي صفتها هنا بدلا من تلك المعاقة التي حُسبت زوجة علي ابنها بفترة من الفترات ..
علي الجانب الآخر تقف سيلين برفقة زمزم التي وصلت الي الحفل للتو ...
كان وقاص يبحث عنها بعينيه حتي وجدها تقف مع شقيقته ...براءتها وبساطتها في كل شئ أصبحت تلفت أنظاره ..بحركة عادية قارن بين فستانها وفستان زوجته...شيما أصرت أن يكون زيّها في الحفل من مصمم ازياء غالي الثمن وضعت مساحيق تجميل..
أما الأخري فارتدت فستان رمادي اللون طويل اكمامه شفافة وطويلة لم تضع أي من مساحيق التجميل فقط احمر شفاه صارخ هو ما زينت به كامل وجهها...وعكصت شعرها البرتقالي ...طلتها كانت كفيلة بخطف أنفاسه ..
_ سيلا انا هروح اجيب حاجة اشربها..عاوزة حاجة!!..
_ لا يا قلبي روحي انت...
اومأت زمزم برأسها وسارت الي وجهتها بعد رحيلها جاء ذلك الشاب شقيق سارة وطلب منها رؤية والدها في موضوع هام...لم تكترث سيلين له وأشارت إلي والدها ..
اقترب عز الدين من قدري ..
_ احم..حضرتك استاذ قدري النوساني؟؟.
قطب قدري جبينه وهتف مجيبا..
_ أيوة انا يا ابني...خير؟؟..
رغم توتره إلا أنه أثر الدخول في صلب الموضوع مباشرة...
_ انا عز الدين غانم...انا طالب ايد الآنسة زمزم بنت اخو حضرتك...
اتسعت عينا قدري بدهشة ثم هتف ..
_ طالب ايد مين؟؟...
أعادها عز الدين بصوت اقوي ظنا منه أنه لم يسمعه..
_ الآنسة زمزم بنت اخو حضرتك...
★★★★★★★★★★
علي الجهة الأخري كانت زمزم تقف أمام البار الموجود به المشروبات والعصائر ...
اخذت كأس من العصير والتفتت حتي تغادر وتعود الي سيلين مرة أخري لكنها شهقت بعنف وسقط منها الكأس وهي تنظر إلي ذلك الرجل أمامها ...وهتفت بصوت مسموع ومشدوه...
_ بابا...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
انتهي الحفل بعد ساعتان تقريبا..لم تهتم شيما بزوجها مطلقا بل انشغلت في التعرف الي المدعوين بعيد ميلادها...بالأساس هذا ما كانت تريده..أن تكون نجمة ساطعة في الحفل وساعدها في ذلك السيدة نجاة...ولكن بالطبع هدف كلتيهما يختلف عن الأخري بمرااااااحل...
رحب قدري بشقيقه ناصر كثيرا عندما شاهده يذهب وراء زمزم ..خاصة وأنه وجد ابنته تنظر له بجفاء وجمود حتي انها لم ترحب به ..
دلفت زمزم الي المنزل برفقة سيلين ...تركتها سيلين وذهبت نحو عمها فهي تحبه كثيرا رغم أنها غاضبة منه مما فعله بزمزم لكن بالتأكيد يوجد لديه سبب..
رفعت قدمها حتي تصعد الدرج نحو غرفتها عندما صدح صوت والدها ...
_ مش عاوزة تشوفي وشي للدرجادي يا زمزم؟؟..
اخذت نفسا عميقا والتفتت حتي تخرج ولو قليلا مما تحمله بداخلها تجاهه..
_ حضرتك قعدت اكتر من سنة مختفي...تقريبا سنتين من يوم ما لبست عروسة..مسألتش عليك ولا افتكرتك اصلا..وده يخلي وجود حضرتك دلوقتي زي عدمه...
لم يحيد بعينيه عنها يريد ارجاع زمزم الرقيقة التي تنتقي كلماتها بعناية حتي لا تجرح احد ...
_يعني ايه؟؟..
ابتسمت ابتسامة صفراء قاسية واردفت بصوت هادئ..
_ يعني حضرتك بالنسبالي ضيف...صاحب ابويا اللي قاعد ده..غير كده لا..
قالتها مشيرة إلي عمها الذي ادمعت عيناه بلحظة وهو يتذكر ما مضي ...
كان وقاص وسيلين ووالدتهم يتابعون الموقف بذهول ...لكن وقاص كان يتابعه بصدمة وذهول شديدين ..فقد استطاع الان وببضعة كلمات بسيطة معرفة ما حدث بالماضي بين عمه وابنته من خلال كلمتين فقط تفوهت بهم زمزم..
"لما كنت لابسة عروسة"...زمزم لم تكن تريده..لم يدق قلبها له يوما...حتي انها لم تتمني الزواج منه لاعاقتها..والدها أجبرها بطريقة ما....
**************
تذرع الغرفة ذهابا وايابا ...منذ اخر مشاداة بينهم بوقت الغداء وحتي الان..الساعة تشير الان الي الثانية صباحا...
التقطت هاتفها حتي تعاود الاتصال به مرة أخري لربما يجيبها..
فتح الهاتف بعد قليل ...لم تعرف من الذي ضغط زر الايجاب فلم يصلها صوتا واضحا بالهاتف ...
ادمعت عيناها وقبضت على الهاتف بيدها عندما استمعت إلى تلك الحرباء ضرتها وهي تقول بميوعة...
_ كنت عارفة انك هتجيلي يا حياتي..انت اصلك متفق معايا من بدري...ربنا يخليك ليا يا بودي ..تعيش وتفرحني يا حبيبي..
عقبال م تطلق الارشانة مراتك ديه ..
لم تستمع الي صوته لكنها تعلم جيدا أن عابد لا يترك هاتفه مهما حدث ...اغلقت الهاتف ورمته أرضا ودموعها تسقط من عينيها ...
باليوم التالي استيقظت تمارا علي صوت ضجة بالغرفة فتحت عيناها وتفاجأت بوجوده ..لم تعطه اهتمام ووضعت الغطاء علي رأسها..
_ متدايقيش اوي كده ...انا جاي اخد اي ورق ليا هنا...انا همشي ومش هجيلك تاني ..مسافر كام شهر كده اسكندريه هفتتح شركة التأمين اللي هناك وهقعد اباشر الشغل فيها وهاخد امي معايا كمان...
تخيلت كل شئ ..واي شئ لكن أن يهجرها ..لا لم تتخيلها ..
لم تدري بنفسها الا وهي تستمع الي صوتها وهي تقول بنبرة مشدوهة..
_ هتسبني؟؟!!!...
لم تؤثر فيه نبرتها أو ما قالته...يعلم جيدا انها تجيد تعشيمه حد امتلاكها وفي النهاية يسقط علي جدور رقبته ..هذا ما كانت تجيده دائما ...
لكنه لن يستطيع تحمل خيبة أخري وخذلان اخر...آثر الابتعاد عنها وتركها كلاهما يريد فترة يبتعد فيها عن الاخر حتي يعيد ترتيب حساباته ...
_ وايه الفرق!!...احنا هنا مع بعض وكل واحد فينا لوحده...انا قررت اني اعيش حياتي مرتاح ...انا ماشي يا تمارا...هاخد امي واطلعلك العيال ...ابوكي رجع من السفر ابقي روحيله ..
وخرج من المنزل بأكمله بعدما جمع اغراضه ...
توقفت أنفاسها مع جملته الأخيرة..ناصر النوساني عاد من عمله اخيرا!!!!...
لم ترد علي مكالمات ابيها منذ أن سافر إلى عمله ...حتي أنه لم يرى سجدة فقد ولدت يوم سفره ...
**************★**
مر اسبوع كامل كانت تحاول قدر استطاعتها التغلب على ثورتها ...تريد أن توفي بكلماتها مع الطبيب الذي لم تعرف اسمه الي الان ...
تريد أن تحادث زمزم..تعلم انها كانت قاسية معها عند زواجها لإبن عمها البغيض...
دلف إليها الطبيب وهو يبتسم ...الان فقط انتبهت الي غمازتيه..
_ صباح الخير..
_ صباح النور ..
جلس الطبيب أمامها وهتف..
_ عامله ايه يا زهرة النهاردة؟؟..
ابتسمت زهرة بهدوء قائلة...
_ الحمد لله .. أحسن من اول الاسبوع اكيد...
اومأ برأسه ثم هتف...
_ ده باين طبعا...أن شاء الله زي م اتفقنا ...
وأخرج شيئا ما من جيب بنطاله وأمد يده لها به...
_ ده التليفون..طبعا انا معرفش ارقام اي حد ...بس اكيد انت حافظة اي ارقام ولا ايه ؟؟..
تعلقت عيناها بالهاتف بفرحة عارمة وهي تهز رأسها إيجابا...
_ انا...انا حافظة ارقام اخواتي وعاوزة اكلمهم...
اعطاها الطبيب الهاتف والتفت حتي يخرج من الغرفة قائلا...
_ تمام ...التليفون هيبقي معاكي النهاردة نص ساعة ونص ساعة كمان هتنزلي الجنينة...حسب تجاوبك هتزيد المدة..
استعدت حتي تنزل إلي الأسفل حيث طاولة الطعام ...تتعمد التأخير حتي ينتهي والدها من تناول طعامه ..لا تريد الاحتكاك به ابدا ...أصر عمها أن يجلس أخيه بالمنزل لحين الانتهاء من تجهيزات منزله الجديد...
رن هاتفها فالتقطته بسرعة ظنا منها انه ياسر فاليوم موعد قدومه كما قال لها..نظرت باستغراب الي الهاتف وهي تتطلع الي هذا الرقم الغريب..
ردت علي الهاتف فوصلها صوت شقيقتها الوسطي...الأقرب الي قلبها...
جاءها صوت زهرة الملهوف...
_ أيوة...أيوة يا زمزم..انا زهرة ..زهرة..
ادمعت عيني زمزم وجلست على الفراش مرة أخري ...لم تقوي قدماها علي حملها...
_ زهرة..زهرة حببتي ..وحشتيني...وحشتيني اوي ...انت فين لسه ف المستشفي؟؟..
_ أيوة لسه ف المستشفي..وانت كمان وحشتيني اوي...اتطلقتي ولا لسه؟؟.
_ لسه..بس خلاص كلها شهر ولا حاجة ..هنرجع نعيش مع بعض تاني..
استمعت الي صوت بكاء زهرة ...لم تستطع مواساتها فهي ادري الناس بها ...من المؤكد أنها تذكرت ايام زواجها من ناير...كيف كانت بوقتها ...رغم أنها لم تكن تريده لكن حالها في هذه الأيام كان افضل بكثير مما هي عليه الآن...
_ كل حاجة هترجع زي م كانت واحسن يا زهرة ..صدقيني..انا بعمل علاج طبيعي عشان رجلي وجاب نتيجة...تمارا بدأت تخس وترجع زي الاول..وانت اهو شدي حيلك وخفي ...
كل واحدة فينا مرت بحاجة وجعتها ومش عاوزة تجربها تاني...
هنرجع نعيش مع بعض...من غير اللوا ناصر...
ظلت تتحدث مع اختها لما يقرب الساعة ثم اغلقت الهاتف مع وعد بأن تزورها بالمشفي...
نزلت الي الاسفل عندما اتصلت بها سيلين تطلب منها المجئ فلبت طلبها ...
_ كل ده يا زمزم ..عمو ناصر مستنيكي من بدري ومش راضي ياكل...
لم يكن هذا الصوت سوي لشيما ...كانت تعلم جيدا ما تفعله فقد استطاعت رؤية الخوف بأعينهم جميعا من وجوده..كنا أنهم تجنبوا الحديث عن صلة قرابتها بهم لذلك تصرفت هي ...تأفأفت زمزم بنفاذ صبر وهتفت..
_ مطلبتش من حد يستناني يا شيما...تقدري تاكلي ..جوزك جنبك اهو هو وعيلته كلها ...
هنا رفع ناصر رأسه ونظر الي ابنته مباشرة والتي قابلته بابتسامة صفراء قاسية...
هتف ناصر بنبرة مشدوهة...
_ م..مين جو..زها!!؟؟...
أشارت زمزم الي وقاص الذي لم تكن دهشته اقل من والدها وهتفت...
_ وقاص...وقاص جوزها..بقالهم سنه متجوزين...ادعيلهم بالذريه الصالحه بقي...
تركت والدها في دهشته وسارت نحو الحديقة وهي تضع يدها في جيب سترتها الطويلة حتي بعد ركبتيها وكان صوت والدها الجهوري اخر ما سمعته قبل أن تضع سماعات الهاتف بأذنيها ...
_ ابنك انت يتجوز علي بنتي يا قدري!!!...ناقصة ايه بنتي ..ويجبلها ضرتها ف البيت...
تابع حديثه وهو ينظر إلي اثر ابنته وهو يهتف...
_ انا ماليش مكان هنا...لا انا ولا بنتي ...بنتي تطلق بكرة يا وقاص ...واللي بيني وبين البيت ده اخويا وبنته...
وذهب الي غرفته حتي يلملم اغراضه ويأخذ ابنته ...يعلم أنه أخطأ بحقهم جميعا ..لكنه عاد..عاد حتي يصلح ما اقترفه بحق ثلاثتهم...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
انتهي ناصر من جمع اغراضه داخل الحقائب التي اتي بها صاماً أذنيه عن توسلات اخيه وابنته حتي يتراجع عن قراره...لكنه لم يستمع له فقط ما يتجسد أمامه معانات زمزم..معانتها حتي أصبحت بهذا الجمود ..
ناصر تقريبا يعاقب أخيه وعائلته بسبب تغير زمزم ..لطالما كانت رقيقه ..تتأثر بالنبرة الضعيفة المنكسرة ...كان مطمئنا لضعفها فهي كارته الرابح والذي سيضغط به علي ابنتيه الاخرتين...ولكن لم يجد ما يريده...فقد أصبحت زمزم مثلهم ...ابتلع غصة مسننة بحلقه وهو يتذكر زوجته الراحلة وهي توصيه علي جواهرها الثمينة...طلبت منه عدم الانشغال عنهم بعمله...لكن ماذا فعل هو؟؟؟!!...
_ يا ناصر اقعد..هتروح فين بس ..م البيت موجود اهو...كل حاجة هتتحل صدقني..
استلمت سيلين دفة الحديث من والدها قائلة بنبرة متوسلة...
_الله يخليك يا عمو اقعد...انا مبطقش اللي برة ديه..انا مش هقدر اقعد من غير زمزم..هي بتحس بيا..
جلس ناصر علي الفراش بتخاذل ..انهكته ذكرياته مع زوجته ..طلباتها ووصيتها التي خيل له أنه اتمها...
_ هقابل امهم ازاي يا قدري!!..هقولها ايه ولا ايه؟؟..وهقدر اصلا احط عيني ف عينها؟؟...دمرتهم يا قدري ...انا رجعت ..رجعت عشان هطلع ع المعاش كمان سنة..جيت عشان اخد زمزم ووقاص يقعدوا معايا ،يملوا عليا البيت بعيالهم...انا تعبان ..تعبان وقلبي واجعني...
اقترب منه شقيقه يربت علي كتفه مواسيا واكتفي بالصمت ..فلن يفيد الكلام بعد ما فعله ابنه...فماذا سيحل بأخيه المسكين إذا علم بما تواجهه ابنته علي يد زوجته؟؟..ماذا أن علم ان قدميها بدأت تنزلق نحو الخطأ وأنها تكن مشاعر لرجل اخر وهي متزوجة؟؟..متزوجة!!!...زمزم ما زالت كما هي ..وقاص لم يقترب منها قط...حتي أنه لم يضعف ويتجه إليها كنوع من تفريغ شحنة غضب أو ضعف..
***********************
جلست تبكي بنشيج صامت وحار حتي لا ينتبه صغارها لها ويرتعبوا...نظرت من نافذة الغرفة وازداد بكائها عندما رأتها بالسيارة وهو ممسك بيد والدته يساعدها علي السير نحو السيارة...جلست والدته بالسيارة والتفت هو عائدا الي خمسة رجال أقوياء يملي عليهم أوامره بحمايتها هي وأطفاله ..
لم يخطئ وينظر الي النافذة فقد انتهي من إلقاء اوامره وصعد الي السيارة وابتعد ...
أصبحت قولا وفعلا وحيدة..تركها زوجها لأن قلبها لم يخفق له..ما ذنبها هي؟؟..
شردت رغما عنها متذكرة بداية دخوله إلى حياتها منذ البداية....
كان هو احد المدعوين لحفل خطبة سيلين فقد استعان به عمها حتي يؤمن الحفل بالمنزل..
######
"نفسي افهم بس ايه لازمتهم البادي جارد دول؟؟"
قالتها تمارا باستغراب وخوف قليلا..
ابتسمت سيلين هاتفة...
_انتوا ناسيين انتوا ولاد مين يا تمارا ولا ايه؟؟.. انتوا ولاد الفريق ناصر النوساني...
ابتسمت زهرة بسخرية هاتفة...
_ومالك بتقوليها وانت مبسوطة كده؟؟..
شهقت سيلين بخفة وهتفت بدهشة..
_ بقي حد يبقي عمو ناصر أبوه وميبقاش مبسوط؟؟!!!...
نظرت زهرة الي شقيقتها الكبري تمارا وهتفت بصوت ساخر..
_ اللي أيده ف الميه...ها خلصتي ولا ايه ؟؟..
_ اه خلصت..
نزلوا جميعهم الي الاسفل بعد أن انتهت سيلين من زينتها وانطلقوا في الحفل خاصة مع انشغال سيلين بصديقاتها ...رفعت رأسها للأعلي تنظر الي تلك الألعاب النارية جذبتها كثيرا ..كانت تنظر لها وهي تشرد بخيالها بعيدا نحو ذلك الذي سرق فؤادها وانطلق حيث لا تعلم ..ظلت تسير وهي تطارد الالعاب دون انتباه الي أن اصطدمت به..
_ انا آسفة..مم..مأخدتش بالي..
والتفتت حتي تعود إلى الحفل مرة أخري لكنه جذبها من ذراعها..
_ أيوة يا آنسة حضرتك عاوزة مين ولا راحة فين؟؟..
نظرت اليه باستغراب والتفتت حولها ووجدت نفسها بالخارج..
_ حضرتك انا لسه خارجة من جوة ..انا بنت عم العروسة و..
قاطعها بنفاذ صبر وصوت صارم..
_ التفاصيل وقصة حياتك ديه متخصنيش...ثم اني مشوفتكيش خارجة من جوة اصلا انا جيت لاقيت سيادتك واقفة قدام الباب...حضرتك بقي معاكي دعوة ولا مفيش؟؟..
هزت راسها نفيا ببراءة ولم تحاول الكذب حتي ورفعت رأسها حتي تنهي المشكلة قبل أن يلاحظ والدها غيابها ويعنفها كعادته ولكن لم يستجب الله لامنيتها وشاهدت والدها وهو يبحث عنها حتي وجدها وهو يصوب نحوها تلك النظرات النارية التي ارعبتها..
_ فيه ايه يا عابد؟؟..
عابد بجدية مشيرا إليها..
_ مفيش يا باشا..الآنسة تبقي قريبة العروسة وجاية ومش معاها دعوة وزي ما حضرتك عارف مقدرش ادخلها من غير دعوة حتي لو كانت قريبتها فعلا...
ربت ناصر علي كتفه قائلا بتشجيع..
_ عندك حق يا عابد..هو ده الشغل المظبوط...
والتفت بوجهه إليها قائلا بحدة...
_ وسيادتك ايه اللي خرجك من جوة اصلا؟؟..
شبكت كفيها ببعضهما وهي تلعب بهما من شده توترها وخوفها..
_ ما تنطقي انا مش قايل مفيش واحده فيكو تخرج من جوة؟؟..
دمعت عيناها وهتفت بصوت حزين....
_ كان فيه لعب بتنور ف السما وروحت أشوفها...مش قصدي..
هتف ناصر بصوت افزعها...
_ سيادتك خارجة برة عشان روحتي تشوفي اللعب في السما!!..حسابنا في البيت يا تمارا...عابد تمارا تبقي بنتي وانا معايا الدعوة بس جوة مع الاسف خليها تدخل تجبها وانا هفضل معاك هنا...
رد عابد بلهفة...
_ العفو يا ناصر باشا...هي مقالتليش انها بنت حضرتك...
دلفت تمارا إلي الداخل وهي ترتعد من ابيها ...فهو صارم جدا خاصة مع من يخالف أوامره حتي أنه يعاقبهم وهم بهذا السن ...وبالفعل منعها من الخروج مع صديقاتها بعد أن اعطاها موافقته غير عابئ بتوسلاتها حتي يتراجع عن كلامه ...
بعد ما فعله والدها بذلك اليوم تجنبته ولم تتحدث إليه مطلقا خاصة ان صديقتها اخبرتها بأن احمد نصران سيسافر الي الخارج حتي يحصل علي فرصة عمل تناسب مكانة والدها وأنه يطلب رؤيتها...وأنها علمت ذلك من صديقه ورأته بالفعل لكنه غادر بعد أن اخبرته أن والدها منعها من الخروج...
بعد مرور يومان دلف ناصر الي غرفة ابنته وجلس أمامها قائلا..
_ اوعي تكوني مفكرة أن أسلوب القمص ده هيجيب معايا نتيجة...تبقي غلطانة..انت غلطي وانا عاقبتك..تقدري تقوليلي بقي لو كان حد خطفك ولا اذاكي كنت هعمل ايه؟؟..
_ بس حضرتك لقتني كويسة...وبرغم كده هزأتني قدام اللي كان واقف ده..
لم يستمع الي حديثها من الاساس ..أو تجاهله عمدا...
_ المهم...جايلك عريس..
صمت حتي يري تعبيرات وجهها وتابع حديثه عندما رأي الارتباك يحتل ملامحها...
_ اسمه عابد...عابد سلمي..اللي هزأتك قدامه..
_بب..بس انا مش موافقة...
##############
"ياريتك كنت سبتني يا بابا...ياريتك مضغطش عليا...اتسبب ف قلة راحتنا احنا الاتنين "...
مسحت عبراتها والتفتت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي النادي عندما أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله...
"اجمل وردة ف حياتي...صباحك بلون عيونك.. بحبك"...
هنا سقط الهاتف من يدها وهي ترتجف بخوف صاحب الرسائل يعرفها..وهي تعرفه..لكن من هو لا تعلم...
*************★*****★
لم يستطع ناير زيارتها بالمشفي...كلماتها بأخر مرة مازالت ترن بأذنه...ذراعها المتأذي بفعل الابر ما زالت صورته نصب عينيه...الي الان لم يستطع سؤالها عن هوية ذلك الشخص...توالت عليه ذكريات كم شهر مضي وتوقف عندما هبطت دموعه لأول مرة عليها بهذه الطريقة...
##########
_ ها يا سيادة الرائد جاهز؟؟..
_ أيوة يا يامن انا جاهز...بس الإخبارية اللي عندنا لسه فاضل ع المعاد نص ساعة بحالها اكيد مش هنروح من دلوقتي يمكن المكان يبقي مترشق جواسيس ويبلغوهم..
لم يستطع يامن أخباره بما أخبره به الجاسوس المندس بينهم كاملا فقد أخبره بجزءا منه فقط...
يامن بجدية....
_ لا هنروح دلوقتي يا ناير..انا طول عمري ماشي وراك...امشي انت ورايا المرادي بقي...
تبعه ناير بصمت ودون مجادلة عندما رأي جدية صديقه فعلم أن هناك شيئا ما...
بعد مرور خمسة عشر دقيقة كان ناير يصعد إلى سطح المبني المقابل لمبني المخابرات...منذ يومان استطاع الرجل التابع لهم اخبارهم بنية ذلك الرجل المقنع الملقب بالظل في القضاء علي شخصية هامه بالمخابرات بتفجيره لرغبته في ضياع بعض الأوراق التي يمتلكها ذلك الرجل ضده لكنه لم يستطع معرفة الاسم فقط يعلم المكان والزمان ...
وصلا الي الطابق الاخير عندما استمع ناير الي صوت ما بالداخل...
_ يامن..مش ف السطح..هنا..هنا فيه حد..
دلفا الي الشقة بحذر متخذين وضع الهجوم التفت لهم ذلك الشاب وامتدت يده الي خصره حتي يخرج سلاحه ولكن يامن كان أسرع منه حيث أطلق عليه وأصابه بذراعه ليسقط السلاح منه فيما اتجه ناير الي الثاني واضعا السلاح خلف رأسه...حانت منه التفاته نحو ما كان يعبث به ولكنه توقف وسقط السلاح من يده وهو يراها منزوية في ذلك الركن تنظر أمامها بشرود وكأنها ليست معهم ..عيناها غائرتان يحاوطهما السواد...وجهها شاحب ...
استغل الرجل الفرصة واخرج سلاحه من خصره حتي يقتل ناير...صاح يامن بصديقه...
_ ناير..نااااااير..حاسب..
باللحظة الأخيرة انتبه ناير علي نداء صديقه والتقط سلاحه وأطلق عليه الرصاصه برأسه فسقط صريعا في الحال...
التفت اليها مرة أخري يهزها برفق حتي تنتبه لوجوده لكنها لم انظر اليه حتي فقد ظلت علي حالتها ظل يهزها بعنف وهو يصيح بإسمها بلوعة ووجع لا يعلم مُصابها..
وضع يامن يده علي كتف صديقه قائلا بتأثر..
_ ناير خدها وروح مستشفي يلا...احنا منعرفش هي فيها ايه...
لم يبدو عليه أنه استمع إليه فقد ظل يهزها ويضرب علي وجنتها بعنف تارة ورفق تارة أخرى..
_ لا..لا هي هترد عليا..ردي يا زهرة..انا اسف..اسف ...انت معايا..انا ناير..ناير يا زهرة...اخدتك منهم اهو زي ما قولتيلي..زهرررررررررررة....
واحتضنها وهو يبكي بصوت غير عابئ بوجود صديقه او من صعد من العساكر حتي يأخذ ذلك المصاب وجثة الآخر..
"سيادة الرائد حضرتك معايا؟؟..بقولك المدام حالتها اتحسنت..وتقدر تشوفها..
كان ذلك صوت الطبيب الذي يتابع حالتها ...
_ أيوة معاك...انا مش عاوز ادخلها حضرتك ادخل وسيب الباب موارب انا هشوفها من هنا...
اومأ الطبيب برأسه دون مجادله ..فهو يعلم أن هناك شيئا بينهما ..عندما دلف إليها بذلك اليوم يأخذ منها الهاتف سألها عن هوية من اتصلت به وظلت معه لنصف ساعة كامله ..فأخبرته بسعاده وحماس انها تحدثت الي شقيقتيها ولم تأتِ بسيرة زوجها مطلقا...
دلف اليها "باران"ورأها مبتسمة رغم تقييدها بالفراش...
_ايه ده مين اللي ربطك كده؟؟..
اخفضت عينيها بخجل وهتفت..
_ اصلي اتجننت شوية كده ف اضطروا يربطوني..واخدت العلاج وبقيت كويسة....ينفع تفكني؟؟...
ابتسم باران وامتدت يده الي وثاق يديها هاتفا ..
_ طبعا...انت عارفة مبحبش اقعد مع حالة وهي متكتفة كده.. عاملة ايه النهارده؟؟...
_ الحمد لله...بفضل حضرتك طبعا..
باران بنفي...
_ لا طبعا..ده بفضل تعاونك انت ورغم الالم اللي كنتِ بتحسي بيه استمريتِ ومضعفتيش...
_ هو انا هخرج من هنا امتي؟؟...
_ ايه زهقتي مني ولا ايه؟؟...
زهرة بحرج...
_ لا..لا طبعا مش قصدي..بس انا بقالي شهرين متبهدلة ف المستشفيات...وجيت هنا بقالي تلت اسابيع..
باران بضحك...
_ متقلقيش يا ستي انا عارف انك مزهقتيش..عموما كلها شهر واسبوع وتخرجي ده ف حالة انك فضلتي تمشي على نفس الوضع ده...وبعد كده هتخرجي وتتابعي علاجك برة وهتيجي هنا بصفة دورية عشان نعمل تحاليل ونشوف النسبة قلت ولا ايه ...ونشوف لو رجعتي تتعاطي تاني...
اهم مرحلة ف علاج الادمان هي تصرفك لما تخرجي من المستشفي لأنك بتباني برة بيبقي قدامك الطريق ده وده وعلي حسب اختيارك...
اومأت برأسها بسعادة وابتسامة صافية غابت عنها كثيرا حتي ظن انها لم تبتسم ابدا...
كان يتابع حديثها مع الطبيب وفرحتها بتحسنها بوجع والم يكاد يشطره الي نصفين من شدته..يريد أن يدلف إليها ويبرح ذلك الطبيب ضربا...يغار منه لأنه كان السبب في ابتسامتها التي عجز هو عن فعلها...
تجمد مكانه عندما اعطاها الطبيب الهاتف حتي تتحدث الي من تريد ...اعتقد انها ستهاتفه اولا...لكن خاب ظنه وعاد ذلك الالم يعصف به بقوة اشد وهو يستمع إليها وهي تتحدث الي شقيقتها الكبرى...
لم يري لوجوده معني فغادر المشفي بأكملها بعد أن ألقي نظرة المجتمع ممزوجة بعبارات لم يستطع السيطرة عليها..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لم يستطع تجاهل خفقات قلبه اكثر من ذلك...يريد أن يراها...يضمها الي صدره حتي لو رغما عنها ...يومه ناقص بدونها مهما حاول الانشغال بالعمل ...ابتعد عنها فقط اسبوعان ..كان يحدثها بالهاتف يوميا لكن رؤيتها شيئا اخر...يريد ليله من لياليهم معا يطفئ بها نار شوقه إليها وولعه بها....رغم علمه انها لن تتجاوب معه...يستشعر نفورها منه ...يري تعبيرات وجهها الحزينة وهي بين يديه...التقط هاتفه حتي يتصل بها ..
_ الو..
كان ذلك صوتها ..نبرتها الناعمه تلك اشتاق لها كثيرا...يفتقد كل شئ بها لكنه لن يتحمل خيبة أخري وخذلان اخر...
_ عاملة ايه يا تمارا؟؟..والعيال عاملين ايه؟؟..
ردت هي بجفاء...
_ الحمد لله...كويسين..
وصمتت..طمأنته علي حالهم وصمتت..
_ تمارا انا عاوز اشوفك...عاوز اشوف مراتي..
قالها بهمس ونبرة ضعيفة مكسورة لم يستطع السيطرة عليها ..
تجاهلت تلك النبرة التي زعزعت كيانها بالكامل وهتفت بجمود قاسِ..
_ مراتك معاك يا عابد...زينب معاك..انا ام ولادك...سلام..
وأغلقت الهاتف وبكت...لم تنكر احساسها بالنقص بدونه...لم تكرهه يوما...لكنها لم تستطع تقبله كزوج...تحسست تلك الحلقة حول اصبعها..وشردت في ليلة زفافها...كانت بكاء وعويل حتي يبتعد عنها..
تجهمت ملامح وجهه بضيق وحنق قائلا بصوت حاول إخراجه هادئا..
_ طب انا عملت ايه دلوقتي؟؟..بطلي عياط انا معملتش حاجة..
لم ترد عليه وتابعت بكائها فزمجر هو بغضب...
_ بطلي زفت وقوليلي فيه ايه؟؟..
توقفت عن البكاء خوفا منه وعدلت من وضع الشرشف حول جسدها ...
_ انا خايفة...
تبدلت ملامح وجهه الي اللين وحاوط كتفيها بذراعه...
_ متخافيش..انا معملتش حاجة وانت عمالة تعيطي..اهدي طيب...
بعد قليل توقفت عن البكاء وهدأت قليلا اما هو فتراجع عما اراده وانشغل بتهدأتها حتي نامت ..سحب يده برفق ودثرها بالفراش وخرج من الغرفة حتي يجلب ماء ..
بعد أن اطمأنت الي خروجه فتحت عينيها وعاودت البكاء وهي تقول بصوت مسموع قليلا...
_ ربنا يسامحك يا بابا..ربنا يسامحك..
توقف مكانه بصدمة لم يكن من الصعب عليه أن يفهم معني كلماتها ...تمارا تزوجته رغما عنها..أو بالاحري بضغط من ابيها...
وعلي مدار الأيام التاليه كان يتعامل معها بجفاء الي أن مر اسبوع علي زواجهم ...
اقترب منها حتي يتخلص من ذلك الشك الذي عصف برأسه فعاودت البكاء والتشنج من مجرد لمسه لها..هنا لم يستطع التحلي بالصبر وهتف بغضب...
_ بقولك ايه..خايفة ومش خايفة ده مش عندي...ده هيحصل هيحصل ف اهدي كده وارخي نفسك..مش هتموتي..
بذلك الاسبوع كانت نظرتها له بدأت بالفعل أن تتغير لكن بما يريد فعله الان وبما قاله تجسدت أمامها شخصية والدها الصارمة...تلقائيا وجدت نفسها تتوقف عن البكاء والحركة وتركته يفعل ما يريد ...أدركت بما لا يقبل الشك انها وقعت بنسخة ناصر النوساني وأنها أصبحت زوجته شاءت ام ابت..
لذلك وجدت أن تتعامل معه كما تتعامل مع والدها لم تستطع أن تكون سعيده بحملها بطفلها الاول...اتخذته كإجراء روتيني...تزوجت ومن المؤكد أن تنجب اطفال....
#############
وكالعادة أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله..التقطت الهاتف وفتحت الرسالة...هذه المرة لم تكن مديح بها أو غزل...
"الساعة ١٠ ونص...بحبك"...
قطبت حاجبيها باستغراب ولم تفهم ..قلبت شفتيها بجهل وتركت الهاتف واخذت طفليها حتي تذهب الي موعد تدريبها وتري زمزم...فقد اخبرتها بالامس بوجود ناصر النوساني بالمنزل....
****************
ارتدت زمزم ملابسها تحت أنظار سيلين التي لم تتوقف عن الحديث عن عمها وترجوها أن تتحدث إليه لكن زمزم لم تستمع لها ...
_ يا زمزم حرام ...عمو تعبان والله...طب كلميه حتي لو بالكدب..
تأفأفت بنفاذ صبر وهتفت بصوت حاد قليلا..
_ قولتلك لا يا سيلين...لا...انا ابويا مات..اللي تحت ده ضيف ف البيت..متكلمنيش عنه تاني لو سمحتِ..
آثرت سيلين تغيير الموضوع حتي لا تعاند اكثر وهتفت...
_ مش قولتيلي أن ياسر لسه مرجعش راحة فين كده؟؟...
_ امم..لسه مرجعش...انا راحة النادي هقابل تمارا هناك..ما تيجي معايا...
_ هنزل معاكي بس مش هروح النادي...خارجة مع صحابي...
غمزتها زمزم بخبث وابتسامه ...
_ طب تصدقي بقي انك سافلة..
وقذفتها بالوسادة...
نزلا الي الاسفل فقابلهم وقاص وهو يصوب نظراته نحو زمزم بحدة...
_ رايحة فين انت ومراتي يا سيلين؟؟...
تعمده الضغط علي كلمة " مراتي"أثارت غريزتها بالضحك بقوة حتي أثارت غضبه...
_ انا مقولتش حاجة تضحك ...واحسنلك تقولي راحة فين ؟؟...
توقفت عن الضحك حتي لا تثير المشاكل فقد ساورها القلق عندما استمعت الي صوت شقيقتها عبر الهاتف كما أنها اتفقت معها علي زيارة زهرة بالمشفي اليوم...
_ راحة النادي...هشوف اختي هناك...عندك مانع؟؟...
وقاص بغموض وصوت هادئ...
_ لا...معنديش مانع..روحي...
تعجب من هدوءه المفاجئ ذاك ولكن الان تهمها شقيقتها اكثر لذلك تركته وخرجت ...
بالنادي ...تركت تمارا طفليها بالمكان المخصص للأطفال وأمرت احد الحراس بمتابعتهم وحمايتهم وذهبت حتي تجلس علي طاولتها منتظرة زمزم...رغما حولت بصرها بأنحاء المكان تبحث عنه ولكنها لم تجده ...رأت زمزم قادمة إليها فابتسمت بحنين...تري والدتها بزمزم...زمزم هي الوحيدة بينهم التي أخذت شعر والدتها البرتقالي وعيونها الزرقاء ...
عندما اقتربت منها زمزم اسرعت تمارا باحتضانها بقوة وبادلتها زمزم العناق...
زمزم بضحك...
_ خلاص كفاية بقي خلينا نقعد...
ابتعد عنها تمارا وجلست على المقعد...
_ ناصر بيه عندك ف البيت ازاي بقي؟؟..وازاي رجع اصلا؟؟...
تنهدت زمزم ثم هتفت...
_ ناصر بيه عندي بقاله اسبوعين تقريبا...
تمارا باستغراب ...
_ اسبوعين؟؟...وازاي متقوليش انت لسه قايلالي امبارح بس..
ضحكت زمزم بسخرية قائلة...
_ أصله جه واتخانق معايا ومع وقاص ومع عمك...
_ ليه ده كله ؟؟مش معقوله ندم يعني؟؟..
_ حب يعمل اب ويتقن الدور...اتخانق مع وقاص عشان اتجوز عليا واتخانق مع عمك عشان ممنعوش..واتخانق معايا عشان رضيت ومحاولتش أوصله...سيلين بتقولي أنه تعبان وعاوزاني أكلمه..شايفة أنه ابويا ومينفعش اقاطعه...عارفة با...عارفة ناصر بيه راجع ليه؟؟...راجع عشان هيطلع ع المعاش السنة الجاية..كان جاي هنا يقعد ف وسطنا...شاف أنه كفايا بقي حاجة وتلاتين سنة غربة..واحنا صغيرين مع ماما بترعانا...وبعدها احنا كبرنا وهو كان صارم معانا واتربينا من غيره...بس وحلف ع وقاص أنه يطلقني ووقاص مرضيش...وادينا قاعدين اهو...
انتهت زمزم من حديثها وانخرطا في نوبة ضحك هستيرية حتي ادمعت عيناهم ...تحولت ضحكات تمارا إلي بكاء ناعم...
_ امال لو عرف أن عابد اتجوز عليا انا كمان بعد تلت سنين بس جواز!!!..
_ ولو عرف اني بفضله وبفضل قراراته بقيت خاينة...بخون اللي اتحسب عليا جوزي بواحد تاني...لو عرف أنه سابني بعد جوازنا بشهر وسافر برة بحجة الشغل ورجعلي متجوز ...لو عرف اني لسه بنت لحد دلوقتي...انا ادمرت ...ادمرت يا تمارا...بقيت حاسة أن ديه مش انا...بقيت حاسة اني زبالة...زبالة ومش هنضف....
وبكت هي الأخري علي حالها ...امتدت يد تمارا إلي يد اختها وربتت عليها برفق ...
_ يا حبيبتي اهدي ..انت ولا زبالة ولا خاينة ..ابوكي السبب ف اللي انت فيه ..بقولك ايه قومي نروح لزهرة يلا...
اومأت برأسها وسارت معها نحو سيارتها حتي يذهبا الي المشفي...
كعادته طوال الاسبوعين الماضيين يذهب إليها المشفي ويظل يراقبها من فتحة الباب كما يأمر الطبيب...كان يريدها أن تسأل عنه ...أو حتي تذكر اسمه ولو بالخطأ لكنها لم تفعل...نزعته من حياتها ولم تهتم به...فقط تتواصل مع شقيقتيها حتي انها لم تفكر في الاتصال بوالدها ...احتل الالم ملامحه عندما استمع الي حديثها مع الطبيب ...ازدادت ضربات قلبه حتي أوشكت أن تحطم عظام صدره ...
دهش باران من إجابتها علي سؤاله فطلب منها الاعاده ...
_ أيوة لما اخرج من هنا هدور علي شغل ومكان اعيش فيه ..
_ مش قولتيلي انك متجوزة؟؟...وكمان عندك عيله واخوات وباباكي عايش؟؟...
ابتسمت زهرة عندما ذكر باران شقيقتيها ...
_ اممم...عندي فعلا....بس انا همشي من هنا وهروح اقعد مع اخواتي....هما كمان عاوزين يقعدوا لوحدهم ..
عاود باران سؤالها مرة أخري...كان يشك بها من البداية وباحتياجها لطبيب نفسي...
_ جوزك...جوزك فين يا زهرة؟؟...
تبدلت ملامح وجهها للانزعاج وهتفت بضيق...
_ أيوة بس انا مبحبوش...ومش عاوزاه...ويوم م اخرج من هنا مش هروح معاه...هو السبب في اللي انا فيه اصلا....
الي هنا ولم يستطع المتابعة فالتفت حتي يغادر مدمع العينين علي حالتها وما وصلت إليه..صحيح أن هذا السم يخرج من جسدها لكن حالتها النفسية تنحدر اكثر...رأي شقيقتيها يدخلا الي الطابق الموجوده به غرفتها ابتسم بألم وخرج من المشفي بأكملها ...
بالغرفة ...مدت زهرة يدها الي باران قائلة...
_ هو فين التليفون ؟؟...انا عاوزاه...
اعطاها الطبيب الهاتف وجلس ينظر إليها ثم نهض من مكانه حتي يخرج من الغرفة لكن استوقفه صوت بكاءها ...
_ مالك يا زهرة؟؟...
_ محدش بيرد عليا ...اخواتي مبيردوش...زهقوا مني ...
ربت علي كتفها يهدئها ..
_اهدي بس يمكن التليفونات مش معاهم ...اه..
لم يستطع المتابعة إذ أن أحدهم طرق علي الباب فسمح له باران بالدخول ظنا منه أنه زوجها لكنه تفاجأ بفتاتان ...
حولت زمزم بصرها نحو شقيقتها فرأتها تبكي...
_ مالك يا زهرة ؟؟..
لم تصدق زهرة أذنيها ولا عيناها ..لم تتخيل بأفضل أحلامها أن يأتوا إليها فتشبثت بخصر اختها وهي تبكي بقوة ..
_ طب اهدي طيب...خلاص..خلاص يا زهرة هعيط انا كمان والله...
تركهم باران وخرج من الغرفة تاركا إياها مع اختيها ...
_ انا مش مصدقة انكو جيتولي..انا كنت قربت اطق..
ربتت تمارا علي كتفها قائلة بابتسامة..
_ بعد الشر عليكي...احنا هنجيلك علطول خلاص...التليفون ده
للطوارئ ...ربنا يكرمك وتخرجي من هنا...
ثم نظرت إليهم يأمل وحماية جديدة عليها...
_ لسه فيه حياة تانية مستنيانا يا بنات...مستنيانا احنا واللي نختارهم...
وامسكت بيدهم تضغط عليها برفق وبريق الحماسة والعزم يتلألأ في عيناها.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور شهر...
دلف الي المشفي ركضا حتي يلحق بها قبل أن تخرج من المشفي...فقد هاتفه طبيبها يطلب منه الحضور لاستلامها كما طلب عند تعافيها وللصدفة استمعت هي الي حديثه وأصرت علي الخروج وحدها ...
_ انا هخرج...انا مش فاقدة للاهلية عشان تمنعوني..وحضرتك يا دكتور واقف تتفرج!!..قولهم يسيبوني...
حاول باران تهدأتها قائلا...
_ يا زهرة اهدي ...دلوقتي جوزك ييجي ياخدك وتحلوا مشاكلكوا مع بعض...
صرخت هي بحدة وغضب...
_ وانا مجبتش سيرة اي مشكلة بيني وبين جوزي...انا قولت عاوزة اخرج من هنا...
في تلك اللحظة كان ناير وصل إليهم ...لم يكن من الصعب الوصول إليها فقد خرقت أذنه بصوتها الغاضب وهي تنهرهم لمنعها من الخروج...
اقترب منها وجذبها من يدها على حين غرة والتفت برأسه قائلا...
_ دكتور باران انا همشي دلوقتي وبكرة أن شاء الله هاجي عشان الإجراءات...
وخرج دون أن يأخذ إجابته منشغلا في تلك المخلوقة التي تحاول الفرار منه بشتي الطرق الي أن وصلا للسيارة فدفعها واغلق الباب...
_مش عاوزاك يا ناير ابعد عني وسبني ف حالي بقي...
نظر إليها بحدة وغضب قائلا بهدوء ظاهري...
_ مش عاوز اسمع صوتك لحد م نروح البيت ..تمام؟؟...
حولت بصرها نحو زجاج السيارة تتابع حركة السيارات حتي يصلا الي المنزل...
******************
اغمضت عيناها بتوتر وهي تقف علي ذلك الجهاز لقياس الوزن..شهران من المجهود المضني حتي تفقد وزنها ..كان من المفترض أن تقيس وزنها كل شهر لكن خوفها من الاحباط منعها لكن اليوم زارتها زمزم وجلبت لها هدية وأصرت أن تقيس وزنها...
ضحكت زمزم بقوة وقالت...
_ يا بنتي خلاص فتحي عينك..خسيتي..
فتحت عيناها بسرعة عندما استمعت الي الكلمة الأخيرة وهي تقول بلهفة...
_ بجد!!..وحياة امك خسيت؟؟...
اومأت برأسها بسعادة بضحك مشيرة إلي الشاشة الصغيرة...
_ اهو شوفي كنتِ كام وبقيتِ كام...
وامدت يدها واخرجت كيس صغير من حقيبتها..
_ خدي...اكوي ده والبسيه بقي..هيبقي حلو اوي عليكي..انا هقضي اليوم معاكي النهاردة وهتصل بالزفتة ديه أشوفها اتأخرت ليه ..
أخذته تمارا منها ودلفت الي الغرفة وقامت بكيه وإرتدته..ظلت تدور حول نفسها بانبهار وهي تتفقد الثوب فقدت الكثير من الوزن ..نظرت إلى شعرها بالمرأة وابتسمت وهي تمد يدها نحو ربطة شعرها وحررته ثم خرجت من الغرفة...
خرجت زمزم من المطبخ بيدها زجاجة ماء قاطبة جبينها باستغراب...
_ البت ديه مبترودش بتكنسل...
واصدرت صفيرا دلالة على اعجابها بشقيقتها..
_ ايه الجمال ده !!...أيوة بقي هي ديه تمارا ...مش فاهمة انا ايه القرف اللي كنتِ عملاه ف نفسك ده...
اقتربت تمارا من زمزم وعانقتها بقوة وبادلتها زمزم العناق...
_ يلا..يلا روحي اقعدي عقبال م اشوف الزفته ديه فين ...
وعادوت الاتصال بها من جديد لكن هذه المرة اغلق الهاتف تماما...
**********
علي الجهة الاخري ...خطف ناير الهاتف من يد زهرة واغلقه ..
_ ايه اللي انت عملته ده؟؟انت اتجننت؟؟...
صف السيارة بغضب محدثا صريرا مزعج والتفت إليها بغضب..
_ انزلي..
نظرت حولها باستغراب تحول إلى خوف وتوتر وهي تشاهد المنزل الذي سبق واختطفت به...تابع ناير تعبيراتها باستغراب ثم تحولت ملامحه الي الالم وشتم نفسه علي نسيانه مثل هذا الشي الهام...كيف نسي حادثة اختطافها بهذا المنزل !!..
عاد يأمرها بصوت أقل حدة...
_ انزلي يا زهرة ...
فتحت الباب بأيادي مرتعشة تشعر بحاجتها الي الراحة ..تشعر ان قدميها ستخذلها...
امسك بيدها حتي يدلفا الي المنزل ...تركها ناير بعد أن اجلسها علي الاريكة وذهب حتي يجلب لها ماء ..
_ خدي..اشربي واهدي كده ...
اخذت منه الكوب وتجرعته كاملا ثم وضعته على الطاولة أمامها والتفتت إليه حتي تبدأ العراك...
_ انت جايبني هنا ليه؟؟...انا مش عاوزاك يا ناير..حاول تنساني..طلقني وانساني ..
من الغباء الان ان يستخدم اسلوب الشدة معها ..ببداية زواجهم رفضته صراحة بسبب عمله وأنها تخاف من ضباط الجيش والشرطة ولكنه وعدها انها ستكون خارج دائرة الخطر تماما...ورغم اعتراضها بوقتها الا انه وجد والدها يهاتفه يتفق معه علي موعد حفلة الزفاف...
_ يا زهرة انت بتحاسبيني علي ايه؟؟..انا أمنت البيت كويس..بس اللي ربنا كاتبهولك اكيد هتشوفيه حتي لو انا عملت ايه..
دمعت عيناها وهي تتذكر حديثه معها وانتهاءه باعتذاره عن انقاذها...
_ بحاسبك علي ايه!!!...بحاسبك انك بديت شغلك عني وسبتني ف أيديهم...انت متعرفش كانوا بيعملوا فيا ايه...انا مبقتش مدمنه وبس..لا انا كنت يوميا بضرب الا بس الكام يوم اللي قبل م تلاقيني فيهم...كنت بترجاهم عشان يريحوني يا اما يدوني الجرعة يا اما يموتوني..بس كانوا بيستمتعوا وهما شيفني بتلوي ...
فاكر قولتلي ايه لما اتصلت عشان تتصرف وتتجدني؟؟..قولتلي ايه كل ده تليفونات عندي شغل...سبني امشي يا ناير انا مش عاوزاك..
طوال فترة حديثها كان ينظر إلى الأرض لم يستطع رفع بصره إليها...خذلها كثيرا ويعلم ذلك..
_ امشي يا زهرة....
نظرت اليه مصعوقة من تخليه عنها بهذه السرعة...ثم تداركت نفسها سريعا واخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت حيث اختيها....
********************
انتقل ناصر النوساني الي منزله بعد ان انتهي من توضيبه...لم يستطع البقاء بمنزل أخيه وهو يري معاملة ابنته له وتجنبها إياه في كافة تصرفاتها ...كما أنه غاضب حقا من وقاص ولا يريد رؤيته ...
انتقل الي منزله منذ اسبوع فقط ...كان يحاول معرفة كل شئ عن حياة بناته ...صعق عندما علم ان عابد وناير متزوجان علي بناته..لكن ما دهشه اكثر هي زهرة..كيف توافق على زواج ناير من اخري؟؟!!!!...
وكيف يستجري عابد أن يتزوج علي ابنته التي سحرته من اول مرة رأها بها؟؟؟...
دلف إليه الخادم يقول بتهذيب...
_ وصلوا يا فندم ...ادخلهم؟؟..
اومأ برأسه إيجابا ..يجب أن يضع النقاط علي الحروف الان ويصلح ما اتلفه بحياتهم بجهل منه...
دلف ناير وعابد ووقاص الي المنزل منهم الذي يشعر بخطأه في الزواج مرة أخري ومنهم من يتبجح ويسير بكل عنجهية وغرور...
_ تعالوا اقعدوا...كلامنا احتمال يطول شوية ف اللي عنده معاد ...
توقف عن الحديث وحول بصره ناحية ناير الذي تهللت اساريره فمن المؤكد أنه سيتحدث معه عن ابنته وهو غير مستعد الان...
تابع ناصر حديثه بحدة وصوت مرتفع قليلا...
_ يلغيه...
جلسوا جميعهم علي المقاعد منتظرين حديثه...الي أن هتف بجدية ..
_ تعالي ورايا يا وقاص...
دلفا الي غرفة المكتب الخاصة به حتي يستطيعا التحدث بحرية..
_ اتجوزت علي بنتي ليه يا وقاص؟؟...ناقصها ايه عشان تتجوز عليها؟؟...
_ ناقصها اني اكون بحبها...ناقصها اني اكون قابلها كزوجة حتي...وانا لا دي ولا دي ...زمزم طول عمرها بنت عمي اللي مبشوفهاش نهائي عارف اسمها بس... ف يوم وليلة ابويا يجبرني اني اتجوزها عشان عملت حادثة وبقت معاقة!!!...مش ذنبي لا انا اللي خبطها ولا كنت السبب...
صدح صوت ناصر الجهوري بغضب اعمي...
_ بنتي مش معاقة يا وقاص...بنتي كاملة ..المعاق صح هو انت...انا ندمت اني اجبرتها عليك ..كنت مفكرك هتهون عليها وتخفف وجعها...مكنتش اعرف انك هتسافر بعد جوازك منها باسبوع عشان تجيب السنيورة مراتك...
ظهرت دهشت وقاص علي صفحة وجهه بوضوح...
_ مفكر اني مكنتش هعرف..قبل ما اجيبك هنا انا عرفت كل حاجة ...طلقها يا وقاص وكل واحد يروح لحاله...
وقاص بعناد...
_ لا..طلاق مش هطلق...
_ يبقي تطلق الجديدة بكرة وبنتي بس اللي تفضل علي ذمتك..
_ بردوا لا...مش هطلق واحدة منهم...بنتك لسه زي ما هي...مبقتش مدام...وانا مش هطلقها....اللي تستغفلني وتمشي مع واحد غيري وهي علي ذمتي حقها عندي اني اسففها التراب لحد م تقول حقي برقبتي...
لم يستطع تدارك الوضع كاملا...كيف تكون ابنته كما هي؟؟...متزوجه منذ عامان ولم يحاول وقاص الاقتراب منها!!!...
وكيف تخونه من الاساس...
_ يعني ايه...ب.بتستغفلك؟؟!!!..
أفلتت ضحكة ساخرة من وقاص وهتف...
_ يعني بتستغفلني...ماشية مع الدكتور بتاعها...بتاع العلاج الطبيعي ...
_ انت كداب...بنتي مستحيل تعمل كده...
قالها ناصر بغضب شديد وصوت مرتفع...
اشتدت عضلات فكه بغضب وهو يلقي علي مسامع عمه ما فعله حتي يتأكد مما يقول...
_ كان نفسي ابقي كداب يا عمي...بس ديه الحقيقة..انا براقبها بقالي شهر ونص ...بتخرج معاه ومش عاملة حساب انها متجوزة حتي لو ع الورق...دخلتلها امبارح عشان اخلي جوازنا علي الورق وحقيقة بس رفضتني ...طلاق مش هطلق الا لما أتأكد أن انا اول واحد بنفسي...
تهدلت كتفيه بخزي من فعلت ابنته ...يعلم أنه أخطأ بحقها لكن ذلك لا يعطيها الحق أن تفعل تلك الفعلة الشنيعة ...كيف تخون زوجها...والي اي حد وصل الأمر بينهم قبل أن يشك بها وقاص؟؟؟...
رفع رأسه نحو وقاص وعاد مرة أخري ناصر النوساني القديم الصارم ...
_ معاك اسبوع واحد...بكرة تجبلي اللي يثبت أنها بتخونك ...وخلال الأسبوع ده تتصرف وتجبها هنا وتخليها مراتك ..عاوز اطمن بنفسي...
اومأ برأسه موافقا وعقله يحيك لها الخطة من الان ...ستدفع ثمن خيانتها له مضاعف...
بعد خروج وقاص تحولت ملامح ناصر الي الوجع والخذلان ...والم بكافة أنحاء جسده زمزم الوحيدة بينهم التي بكت أمامه حتي يتراجع عن قراره ..حتي انها بكت واوشكت علي تقبيل يده بتوسل حتي يتركها ولا يجبرها علي شئ يوم زفافها عندما دلف إليها بالدفتر للحصول علي توقيعها لكنه بقي جامدا حتي أنه لم يربت علي كتفها يواسيها..أن يقول لها أنه معها يساندها...
الي أن انتهي بها الأمر تحمل لقب خائنة بسببه وبسبب طريقته معها وجموده...
لم تقوي قدماه علي حمله حتي يخرج ويستدعي ناير ...فنادي عليه من مكانه...
_ انا مش هقولك اتجوزت علي بنتي ليه...بس اللي انا عاوز أفهمه ازاي زهرة وافقت وعاشت معاك؟؟...
ظهر الارتباك علي وجه ناير بوضوح...
_ زهرة متعرفش يا عمي...
قطب ناصر جبينه قليلا وهتف...
_ ازاي متعرفش ؟؟..مشكتش فيك!!..ده انت بقالك تقريبا اسبوعين مش بتبات ف بيتك...
الرجل المكلف بجلب المعلومات عن ناير لم يستطع معرفة اكثر من ذلك ...لذلك اثر ناصر معرفة حقيقة الأمر من ناير نفسه..
تعرق جبين ناير وهو يري تأزم الموقف وضرورة اخبار ناصر بحالة ابنته طوال الشهرين ونصف الماضيين...
_ انا عارف انها حاجة وحشة يا ناير...قولهالي وخلص ...مش هتقدر تخفيها كتير ..مفيش حاجة بتستخبي من الاساس...
هتف ناير بصوت مرتبك....
_ زهرة كك..كانت ف...مصحة
ناصر بلهفة...
_ مصحة ايه؟؟..هي تعبانه ؟؟..قولي فيها يا ناير كفاية وجع قلبي عليها هي كمان...
أخذ ناير نفسا عميقا والتفتت له وتحدث دفعة واحدة...
_ مصحة ادمان...من حوالي اربع شهور زهرة اتخطفت وبعد شهر رجعتلي...بس رجعت مدمنه اخدتها مصحة عشان تتعالج وهناك رجعت تتعاطي تاني ف غيرتلها المستشفي قعدت فيها شهر ونص ولسه خارجة النهاردة..طلبت مني اسيبها واطلقها ...وسبتها الصبح وبعدها جيت لحضرتك لما طلبتني...
كانت الغرفة تدور به ووخزات قلبه أصبحت مميته بالفعل ...لم يستطع التنفس ...ضاق صدره من كثرة سماعه بما حدث لبناته بسبب قراراته الخاطئة والتي تحملوا هم نتائجها ...دوار يجتاح جسده يجبره علي اظهار عجزه ظل يقاوم ويقاوم لكن بالنهاية خذلته قوته وسقط علي مقعده غائبا عن الوعي...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
باليوم التالي...
كانت العائلة جميعها تقف أمام الغرفة منتظرين خروج الطبيب حتي يطمئنهم علي حالة ناصر ...
بما فيهم عابد وزوجته فقد أصر عليها بالمجئ والاطمئنان على والدها ..
بعيدا عنهم تجلس زمزم علي احدي مقاعد المشفي وبيدها الهاتف تتحدث مع ياسر...
تطورت علاقتهم كثيرا ..أصبحت تخرج معه في اي مكان ...تقضي اليوم معه ..مستغلة في ذلك عدم معرفة أي شخص من طبقتهم الراقية بحقيقة زواجها من وقاص...
خرج الطبيب من الغرفة وأسرع قدري إليه يسأله بلهفة عن حال أخيه...
_ طمني يا دكتور ...هو عامل ايه دلوقتي؟؟..
رد عليه الطبيب بعملية...
_ هو الحمد لله كويس...ويقدر يروح معاكوا كمان...صحته الكويسة ساعدته أنه يتخطي الجلطة ...بس طبعا مش محتاج اقول إنه يبعد عن اي ضغط...
بعد رحيل الطبيب ...دلف قدري وابنته وازواج بناته الثلاث للاطمئنان عليه فيما اتجهت كل من زهرة وتمارا نحو زمزم وجلسوا بجانبها...
اغلقت زمزم الهاتف ونظرت إليهم هاتفى بسخرية...
_ ناصر النوساني ميوقعش ابدا...ده صحته ادنا احنا التلاته مرتين تلت مرات...قال يبعد عن اي ضغط قال...هو احنا اصلا جينا ليه؟؟...مش اخوه وبنته وعياله التلاته معاه..
ونهضت من مكانها وعدلت من ثيابها واكملت حديثها قائلة..
_ حلو جدا ...انا ماشية ...خارجة مع ياسر لو حد سأل عليا ..ده لو طبعا...ف انتوا متعرفوش انا فين ..
التفتت حتي تغادر لكن صوت شقيقتها الوسطي اوقفها...
_ اللي انت بتعمليه ده غلط يا زمزم ...عارفة انك متجوزاه غصب عنك...بس الطلاق كان احسن ليكي وليه...ع الأقل مش هتحسي انك خاينة....
انت طول عمرك بريئة ...متخليش الظروف اللي حواليكي توسخك...
جاءها صوت زمزم الجامد...
_ انا مبعملش حاجة غلط ...ابن عمك من ساعة م اتجوزني وهو رميني ومش معتبرني مراته..جبلي مراته ف البيت وعمل وعمل ..و ع الأساس ده انا بتصرف....ولو حاسة بالذنب ف انا مش هقولك ع اي حاجة تاني يا زهرة ...سلام...
بعد رحيل زمزم التفتت زهرة الي تمارا قائلة...
_ عقليها انت يا تمارا ..اللي هي بتعمله ده غلط...واكبر غلط كمان...تطلق احسن..
صعقت تماما عندما صدمها رد تمارا عليها...حتي انها أثارت الشك داخلها ..
_ محدش فينا عاش اللي هي عاشته..يمكن ياسر ده هون عليها وجع حياتها كله..بتصرفات بسيطة...ويمكن ب..بكلام بسيط كمان...
وشردت في الرسالة النصية التي جاءتها أمس...رسالة باللغة الإنجليزية ...
"I miss.the beautiful eyes that I can sail through forever. I miss The smile that send me to heaven"...
افتقد العينين الجميلتين و التي أبحر فيهما إلى مالا نهاية. افتقد الابتسامة التي ترسلني إلى السماء ""..
فاقت من شرودها علي صوت زوجها وهو يهزها بعنف بعض الشئ..
_ ها..ايه يا عابد فيه ايه؟؟..
_ ها ايه...بقالي ساعة بقولك ادخلي لابوكي سأل عليكوا ...بس زمزم فين؟؟..
نهضت من مكانها حتي تذهب الي إليها وهي تقول...
_ معرفش هي راحت فين..قالت هتمشي...
دلفت تمارا إلي الغرفة دون تعبير..حتي انها لم تسرع نحو ابيها تطمئن عليه...فقد سارت نحو شقيقتها ووقفت بجانبها...
حفر الالم ملامحه علي وجه ناصر وهو يراهم بعيدا عنه..وتذكر أيامهم القليلة سويا عندما كان يجتمع معهم علي الافطار...تذكر زمزم وابتسامتها التي تذكره بوالدتها...قطب جبينه وبحث عنها بالغرفة لكنه لم يجدها...
_ زمزم فين يا تمارا؟؟..
_ زمزم مشيت..
ناصر بقلق...
_ راحت فين؟؟...
_ معرفش...هي اول م الدكتور خرج وقال إن حضرتك كويس مشيت...قالت وجودها ملهوش لازمة..
كانت تعلم جيدا وقع كلماتها علي والدها...لكنها لم تستطع السيطرة على نفسها ...أرادت أن تشعره ولو بلمحة بسيطة مما عانته احداهم بسبب السنة ازواجهم أو عائلاتهم...
عم الصمت بالغرفة وتوجهت الابصار جميعها الي تمارا...كان من المفترض ألا تفصح عما قالته زمزم لها إذا كان جارح بهذا الشكل... اصطدمت عيني تمارا بعيني زوجها ..نظراته النارية الغاضبة تلك لم تعد تخيفها..ستنفصل عنه وتتحرر منه...لا تريده ولا تريد والدها...فقط شقيقتيها وصاحب الرسائل المجهول....
***********************
بمكان اخر...
تجلس زمزم علي الطاولة وامامها ياسر ينظر لها بحب صادق...لم ينتبه الي اي شئ ..يعلم جيدا أنه سيواجه ضغوط من والدته حتي يتزوج جارتهم والتي تعتبرها والدته بمثابة ابنتها بعد موت والديها ..لكنه لن يستطيع فقد تعلق بها وانتهي الأمر ...
_ مالك يا ياسر؟؟..ساكت ومبحلق فيا كده ليه ؟؟...
ياسر بعبث ..
_ م ابحلق...عندك مانع ولا ايه ؟؟...
هزت رأسها نفيا وهي تبتسم بحب...دائما ما تقارن بينه وبين وقاص..ماذا اذا كان وقاص يعاملها كإنسانة طبيعيه؟؟...ماذا كان سيحدث إذا عاملها برفق ؟؟..حتي اذا كان لا يريدها ...
_ ايه مبتاكليش يعني؟؟..
ابتسمت زمزم بحب وهتفت...
_ انا الحمد لله يا عم..شبعت اوووي كمان...وانت اكلت ؟؟..
اومأ برأسه هاتفا...
_ امم.. اكلت...
أمسكت زمزم حقيبتها واخرجت منها شئ ما وامدت يدها به أمامه قائلة...
_ طيب...انا حجزت امبارح تذكرتين عشان نروح سنيما...ينفع؟؟..
اومأ برأسه وامسك بيدها ولثمها بقبلة رقيقة وناعمة...ثم نهض من مكانه واوقفها وخرجت من المطعم ممسكة بيده وهي تبتسم بحب...غافلة عن ذلك الرجل الذي يرصد جميع تحركاتها لزوجها ...
عادت زمزم الي المنزل بمنتصف الليل بالضبط سعيدة بدرجة لا توصف ...توقفت مكانها عندما شاهدت وقاص أمامها ينظر لها بغموض..
_ راجعة مبسوطة ما شاء الله..
ابتسمت زمزم نصف ابتسامة وهتفت..
_ فعلا..وماليش مزاج أن حد يعكنن عليا..ف ياريت اي مواقف شهامة ولا حاجة تأجلها لبكرة..عن اذنك..
توقفت مكانها كتمثال من الرخام عندما قال..
_ بس انا عاوز اخلي جوازنا حقيقي..والنهاردة... ايه رأيك؟؟..
التفتت له ببطء شديد ونظرت إليه بقوة وهي تقول بابتسامة وقسوة...
_ عمرك..شوف عمرك ف حياتك م هتلمسني...ولو حصل مش هتردد لحظه اني انتحر عشان اخلص منك انت والشخص اللي ف المستشفي اللي محسوب اب عليا ده..
وضع يده بجيب بنطاله قائلا بشراسة وهدوء...
_ تعرفي أن رفضك المتكرر ليا ده يخليني اشك فيكي؟؟..
بادلته الابتسامة بقسوة شديدة وهتفت بصوت متهكم..
_ لا معلش..شك براحتك..لو لاقيت حاجة ابقي قولي...تصبح علي خير يا..يا ابن عمي..روح لمراتك بقي زمانها قالبة الدنيا عليك..
وصعدت الدرج بهدوء وهي تردد احدي الاغاني الرومانسيه القديمة مما جعله يتميز غيظا بقوة أكبر وغضب شديد...
******************
بمنزل عابد سلمي..
كانت تمارا تجلس مع شقيقتها زهرة ..فقد رفضت زهرة الذهاب مع أبيها إلي ذلك المنزل مرة أخري ولم يضغط عليها ناصر وتركها تفعل ما تريد رغم حزنه علي جمود قلبها...حتي وهو مريض ويحتاج إلى الرعاية تخلت عنه ...
نهضت زهرة من مكانها وهي تتثاءب..
_ انا هدخل انام يا توته...تصبحي ع فرحة يا قلبى..
ودلفت الي الغرفة بسرعة وذهبت في سبات عميق..اما بالخارج فقد كان عابد ينتظر نوم زهرة بفارغ الصبر حتي بعنف زوجته علي ما فعلته بالمشفي...كما أنه يريد محاسبتها علي ما فعلته بنفسها دون إذنه أو أخباره..
_ تمارا تعالي ورايا الاوضة عاوزك..
نهضت من مكانها بهدوء شديد وبداخلها اتخذت قرارها...عابد لن يلمسها مجددا ..الموت اهون عليها من أن يضع يده عليها أو يلمسها...
دلفت تمارا إلي الغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست على المقعد منتظرة حديثه الي أن سمعته يتحدث اليها بحدة قائلا..
_ اقدر افهم ايه اللي انت عملتيه ف المستشفي ده؟؟...ازاي اصلا تكلمي ابوكي كده؟؟...
لم يرمش جفنها حتي من نبرته تلك وتحدثت بكل هدوء وثقة...
_ ده نقطة ف بحر من حاجات كتير اوي عاوزة اقولها لناصر بيه...و ف النهاية انا حرة اقول اللي انا عاوزاه يا عابد...
اتسعت عينا عابد بدهشة وابتسم بسخرية...
_ بتعجبيني اوي يا تمارا وانت لسه واحدة حبوب الشجاعة بتاعتك ديه...بس ده مش معايا انا مع الاسف...لأنك عارفة انا اقدر اعمل ايه كويس اوي...
ابتسمت تمارا بقسوة وتهكم قائلة بصوت جاد ...
_ ع فكرة ديه مش حاجه حلوه...انا عارفة انت تقدر تعمل ايه ...بس انت متعرفش انا اقدر اعمل ايه؟؟...
انا مش ضعيفة..
وتعمدت الضغط على اخر ثلاث كلمات وبريق التحدي يلمع بعيناها...يخبره بوجود شئ ما بزوجته...يخبره باقتراب حروب بينهما ...ولأول مرة يجهل الفائز فيها ...
أصابت تماما في عدم معرفته مدى قدرتها وهذا ما يقلقه...
****************
دلف ناير الي منزل والديه مستخدما النسخة الموجودة معه...لم يستطع الدخول الي المنزل انفصاله عنها...لا يعلم هل ما فعله صحيح ؟؟..
تأفأف بضيق عندما شاهد زوجته الثانية تجلس أمامه علي المقعد ومن الواضح أنها تنتظره ..
_ خير؟؟...
نهضت ندي من مكانها ووقفت أمامه وملامح وجهها غاضبة..
_ خير؟؟...بعد بياتك برة البيت يومين بحالهم ومبتردش علي مكالماتي جاي تقولي خير!!..
نفخ بضيق شديد وهتف بنزق...
_ ندي انا مش فاضيلك..أجلي الكلام ده لبكرة الصبح...
صرخت بعنف وغضب...
_ لا ..لا يا ناير مش هأجل حاجة..مش انا اللي اتساب كده زي الكلبة...انا مش مراتك الاولي هسكت واترمي ف مصحة بسببك...مش هسيبك تدمرلي حياتي..
انت جوزى زي م انت جوزها بالظبط...ليا حق فيك زي ما هي ليها ويمكن اكتر..انا اللي كنت بتجيلي وتترمي ف حضني بعد م السنيورة اترمت ف المستشفي...
عندما ذكرته بما حدث لزهرة وكان هو السبب الرئيسي به لم يشعر بنفسه الا وهو يصفعها حتي تتوقف عن ذلك الكلام وهتف بغضب وصوت مرتفع اتي علي أثره والديه ..
_ احترمي نفسك يا ندي...واوعي تنسي انك انت اللي كنت لابدة هنا عشان ابصلك...بس الله يسامحها امي بقي ...
اللي بتتكلمي عليها ديه انا بحبها...وعمرها م هتتقارن بيكي...بواحدة اخدتها غصب عني...
أمسكت والدته بندي واخفتها وراء ظهرها وهي تقول بصرامة...
_ البت ديه تطلق يا ناير...انت سامع؟؟...جوازك من ندي هو الجواز الحقيقي هي ديه الجوازة اللي انا عاوزاها ليك...التانيه ديه انا مش قابلاها..
صرخ ناير بهم بغضب شديد...فقد جاء ما حدث معه هو وزهرة علي رؤوسهم...
_ مش هطلقها...واللي هتطلق قريب اللي انت مخبياها ورا ضهرك ديه..حتي لو حصلت اني اقطع علاقتي بيكوا عشانها...انا راجل..رااااااجل يا امي ومش من حقك تدخلي ف اللي اختارها لأنك ملكيش حق اصلا...انا غائر ف ستين داهية نارها هي ولا جنتكوا..
وخرج من المنزل بأكمله صافقا الباب خلفه بعنف جعلها تنتفض بخوف ورعب منه ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بشركة المقاولات الخاصة بقدري النوساني ...
كان يجلس علي الكرسي ويتحدث في الهاتف بملامح متجهمة وغاضبة...ذلك الشاب يركض وراءه منذ أكثر من شهران منذ حفلة عيد ميلاد شيما...تلك الحفلة الملعونه...
جاءت المصائب فوق رأسهم بعدها تباعا...مجئ ناصر ..وما حدث له..وما حدث لبناته وكشف بتلك الفترة...
_ طيب..طيب انا هقفل واتصل بيك تاني ..هفهمك كل حاجة يا غانم باشا..سلام...
اغلق الهاتف وتأفاف بضيق ثم رفع سماعة الهاتف ..
_ أيوة يا بنتي..اطلبيلي الأستاذ وقاص ضروري..
بعد قليل دلف وقاص الي مكتب أبيه بعد أن سمع الاذن بالدخول..
تحدث قدري بحدة وملامح غاضبة للغاية...
_ تشوف حل ف موضوع بنت عمك يا وقاص ...ابن غانم طلبها للجواز..وانا مش هفضل اداريها كتير ..الاستاذ شافها ف عيد ميلاد الهانم اللي من ساعة م دخلت البيت والمصايب نازلة على دماغنا....واللي انت اصريت انها تحضرها بردو...يا تعلن جوازك منها وساعتها هتبقي ملزم تعملها فرح يا اما تطلقها و محدش يعرف كده كده انت ملمستهاش..
اتسعت عينا وقاص بصدمه مما قاله والده ..مستغربا من معرفته بمعلومه شخصية كهذه...
_ كلنا عارفين انك ملمستهاش..كان زمان يخصني لكن دلوقتي لا..اللي انت عاوز تعمله اعمله بس تخلصني من غانم وابنه مش ناقص زن انا...اتفضل علي شغلك ومش عاوز اسمع كلمة واحدة ..
خرج وقاص من المكتب وهو يكاد ينفجر من الغضب بسبب تلك المدعوة زوجته...
لم يكن يريد أن يجرحها أو يقضي على مستقبلها..كان سينهي الأمر بكشف صغير حتي يتأكد من عفتها...لكن الان وبعد أن تحدث مع والده محي ذلك من رأسه تماما ...
رن هاتفه فأخرجه من جيب بنطاله..تفاجأ عندما رأى رقم ذلك الرجل المكلف بمراقبتها...لماذا يتصل به الآن فهو يقوم بسرد تحركاتها له عن طريق تقرير أسبوعي...من المؤكد أنه قد حدث أمر جلل ..ولكن ما هو؟؟؟..
_ أيوة يا سيد...
اغمض عيناه بقوة يعتصرهم بغضب شديد...لم يكن يتخيل أن تفعل ما فعلته ...كان يحاول كبح جماح غضبه منذ أن علم بعلاقتها مع ياسر لكن الان لن يستطيع... بالنهاية هي زوجته كما أنها تحمل اسم عائلته ودمه..ابنه عمه...
********************
ساوره الشك نحوها عندما تحدثا بالامس...كانت تتحدث كمن تملك درعا حاميا اذا ما تخلي عنها أو اذاها...لكن ذلك السند ليس بوالدها فهي لا تتحدث معه...اذا من يكون؟؟؟؟...
لم يفته ذلك التغيير فيها ..لم يطلب منها قط اتباع حمية غذائية لانقاص وزنها ..اذا لمن فعلتها ونجحت بها وهي التي تفشل وبجداره في كل شئ يخصه!!!...
كان سيواجهها ويطلب منها ردا علي تساؤلاته لكنه تراجع فهي لن تريح باله ولن تفصح عن الشئ الذي بدل حالها تماما...لذلك ترك الأمور كما هي عليه وقرر الحديث معها بشأن موضوع ما...
_ تمارا...
كانت منشغله بمسلسل تتابعه علي التلفاز ..
_ هممم؟؟...
نفخ بضيق قائلا ..
_ طب وطي الصوت واتفرجي عليها ف الإعادة..لاني عاوز اتكلم ف حاجة مهمة...
كانت الصوت والتفتت له بضيق شديد وهتفت...
_ ها...نعم اديني قفلته اهو...
_ حضرتك بقالك سنه اهو ومحملتيش ...ايه السبب بقي؟؟...
رمشت بعينيها بدهشه وبلاهة ثم قالت...
_ نعم!!!!....ده ع أساس اني مخلفتش يعني؟؟...
احتدت نظراته النارية نحوها واستأنف حديثه...
_ اتكلمي عدل يا تمارا...انت جبتي عدي وكما سنه وقبل م يكملها كنتِ حامل ف سجدة...المرادي لا ليه؟؟...
نهضت من مكانها بعصبيه ورمت الريموت كنترول علي الاريكة بغضب شديد...
_ المرادي لا عشان عاوزة احس اني ست مش أرنبة عمالة بتخلف وترمي وياريت اللي بتحمل منه قاعد معاها مثلا لا ده بيدور ع مزاجه وراح اتجوز...محملتش عشان باخد مانع حمل ومش هبطله...حس بيا بقي يا اخي...حس بيا شوية مش كل حاجة عاوز تربطني جنبك وتقتل احلامي...كفاية ابويا قتل طموحي ومنعني اني اشتغل وانت جيت كملت...لا ازاي عمال تتفنن ف اذايا...اوف...
دلفت الي غرفتها تبكي علي عنفه وقسوته معها في أبسط تفاصيل حياتهم...جارية ...جارية عرضها والدها للبيع ودون تعب ...
بعد مرور نصف ساعة جاءتها تلك النغمة التي خصصتها للرسائل ...وبالطبع كانت سببا في تبدل حالها أو نسيان ما حدث مع زوجها لدقائق وهي تعاود قراءة تلك الرسائل مرة أخري ....
********************
دلفت زمزم الي المنزل وهي تدور حول نفسها بسعادة غامرة وتدندن بعض الأغاني الرومانسيه القديمة..اندمجت كثيرا خاصة وأنها تعلم أن السيدة نجاة والسيد قدري خرجا من المنزل حتي يزورا أقاربهم ..فقط سيلين هي من توجد بالمنزل ...فكت ربطة شعرها وأصبحت تتمايل به بسعادة الي أن وقف أمامها وقاص يحدجها بنظرات حارقة ..
_كنتِ فين؟؟...
وضعت قلبها علي صدرها الذي خفق بجنون عندما تفاجأت به أمامها...
_ كنت ما كان م كنت...وسيبني بقي ف حالي...
وتركته وصعدت علي الدرج...دلفت الي غرفتها واسرعت بخلع ملابسها وتبديلها..اليوم ستظل مستيقظه مع ياسر علي الهاتف حتي ينتهي من عمله الليلي بالمشفي...
أمسكت الهاتف واتصلت به ...
_ زمزم!!...فكرتك مش هتتصلي بيا..
قالها ياسر بدهشة ..
ابتسمت زمزم بحب وهي تقول برقة حقيقية...
_ انا نيتي اني مرجعش ف كلامي وعشان كده اتصلت...انت بقي لو اتصالي مدايقك ف خلاص ممكن اقفل...عاوزني اقفل؟؟...
اسرع ياسر يرد عليها بلهفة...
_ لا لا تقفلي ليه ..انا اصلا كنت هكلمك بس اتفاجئت انها جت منك...المهم اكل الحاجة عجبك؟؟...
امتعضت ملامح زمزم بعض الشئ عندما تذكرت معاملة والدته لها ولكنها تحملتها فلن تكون اسوء من السيدة نجاة...
توجس ياسر من صمتها ذاك ..ظن أن والدته وبختها بكلامها خاصة وأنها تعلم الموضوع كاملا ...
_ زمزم هي ماما ضايقتك ولا حاجة؟؟..
اصطنعت ابتسامة علي ثغرها وهتفت بصوت متداعي...
_ لا لا..بالعكس مدايقتش خالص...انا اصلي عارفة طنط ...تقريبا كده هي مبتاخدش ع الناس بسرعة بس متقلقش هتحبني أن شاء الله...
زفر ياسر براحة فقد كان قلبه علي وشك التوقف من أن تكون والدته فعلت شئ لا يليق...
بالاسفل وبعد أن صعدت زمزم قام وقاص برمي هاتفه علي الارض الصلبه حتي تحطم تبعه بالطاولة الموجودة أمامه واسقط ما عليها من تحف غاليه الثمن...
جلس علي المقعد يلهث بعنف وغضب عارم وهتف بشراسة....
_ تقلي حسابك...تقلي حسابك معايا يا زمزم هتدفعيه أضعاف مضاعفة...صدقيني...
******************
مر اسبوع كامل وهي بعيدة عنه...عن أحضانه..عن عالمه...تركته وذهبت حتي تجلس مع اختها الكبري تمارا...لم تهاتفه مرة واحدة حتي ولو بالخطأ ...
ركب سيارته وأدارها عازما علي تصفية الأمور بينهم حتي لا تتعقد اكثر...خاصة وأن ما حدث لم يكن له ذنبا به..
صعد إلى شقة عابد اولا حتي يستأذنه بالدخول الي منزله...
_ السلام عليكم..
قالها ناير وهي يمد يده حتي يصافح عابد...بادله عابد السلام قائلا..
_ وعليكم السلام...اتفضل يا ناير ادخل...
هز رأسه نفيا وهتف بابتسامة...
_ ربنا يخليك يا درش..انا بس جاي استأذن اني اطلع للمدام بتاعتي لأنها قاعدة ف بيتك..
قطب عابد جبينه قائلا باستغراب..
_ وجاي تستأذن ليه!!...ما هي مراتك ثم إنها اصلا مش قاعدة حبي ديه أصرت انها تدفع حق قعادها رغم أني اصريت بس دماغها ناشفة وانا مش حمل مناهدة ف سبتها ع راحتها...
اومأ برأسه بابتسامة فأكمل عابد...
_ بس انت عرفت منين انها هنا؟؟؟...
ناير بأسف...
_ انت عارف يعني هي مبتكلمش ابوها..ومستحيل تروحله..ومبطقش جوز زمزم ف مستحيل بردوا مفيش غيرك يا عابد...ده غير انك ليك معزة خاصه عندها..وانا مش ناسي انك انت اللي اقنعتها بيا...
ربت عابد علي كتف ناير يحمسه وبريق الخذلان يلمع بعينيه...
_ المهم أن حياتكوا متفشلش...مش مهم خالص مين اللي اقنعكوا ببعض...لان ده مش هيفيد لو البيت لاقدر الله اتهد...اطلعلها يا ناير اطلع...
صعد ناير الدرج وصولا الي الشقة التي تقطن بها زوجته العزيزة دق الباب ...مرت ثوان قليلة ولم يستمع الى صوتها فقط خطواتها التي اقتربت من الباب حتي تتأكد من هوية الطارق...
_ افتحي يا زهرة...هنتكلم مع بعض بس...
مرت دقيقة ...اثنان..وفتحت الباب مشيرة له بالدخول دون كلمه واحدة...
دلف ناير الي المنزل وجلس علي المقعد منتظرا قدومها ...تحركت زهرة من أمام الباب بخطوات بطيئة مثقلة نحوه ووقفت أمامه حتي تخبره بخفية انه غير مرغوب فيه...
_ عارف انك مش عاوزة تشوفي وشي..بس ياريت تقعدي..عشان احنا لازم نتكلم يا زهرة..
جلست أمامه ببطء ونظرت له بهدوء شديد...
_ عاوز ايه يا ناير؟؟..اخر مرة قولتلي هسيبك وهطلقك ...جاي تاني ليه دلوقتي؟؟...
ابتلع ريقه بصعوبة وهتف بصوت متحشرج..
_ عاوزك...جاي وعاوزك يا زهرة...صدقيني بعد م قولتلك كده ومشيتي رحت لمأذون...وجهزلي كل حاجة عشان اطلقك غيابي واريحك..بس مقدرتش...مقدرتش...انا بحبك..
دمعت عيناها بلحظة ولم تستطع السيطرة على دموعها فانحدرت لتسقط علي وجنتها وصوتها الباكي يقول...
_ وانا....وانا كمان بحبك يا ناير...بس اللي حصلي صعب...تخليك عني وانا بندهلك وبترجاك تنقذني منهم وانت تقولي اسف.. صعبة...موتتني ...وهما كملوا عليا لما ادمنت...بس الضربة اللي ضعفتني كانت منك انت...هما كملوا اللي انت بدأته مش اكتر...
بكي هو الآخر حزنا عليها...احس بسكين ينغرز بصدره وهو يستمع الي معاناتها لأول مرة منها...إحساسه بالذنب يقتله...بالوقت الذي كانت تري فيه العذاب الوان كان هو يتزوج ...
_ شغلي كان بي...
قاطعته هي مكمله بصوت هادئ باكي...
_ شغلك بيجبرك انك تختاره حتي لو خيروك بينه وبين ابنك...أو بينه وبين عيلتك...بس انا بقولك لا يا ناير...انا مش هعيش كده ..مش هعيش مع واحد بيفضل شغله عليا..مش هعيش مع ناصر النوساني تاني...ناصر بيه سابني لامي ومن امي للمربيات وهو كان مشغول ف الترقيات ويروح هنا وهنا عشان يترقي..لما رفضتك رفضتك عشان شغلك...واللي اقنعني بيك عابد وهو كان السبب أن الخطوبة تطول وتبقي ٦ شهور عشاناتعرف عليك كويس...وساعتها مصدرش منك اي حاجة وحشة...كل حاجة صدرت منك كنت أنا بتمني انها تكون ف شريك حياتي...يمكن انا غلطت ف الحكم عليك واتسرعت...لأنك كنت بتقول كلام وبس...متحطتش ف موقف فعلي ..
جلس علي ركبتيه أمامها يتوسلها حتي لا تتركه..لن يستطيع الحياة بدونها...يريد تعويضها عما اقترفه بحقها ..يريد مواصفات ذلك الشخص حتي يأتي به ويأخذ حقها منه...هي من شاهدته ..
_ صدقيني يا زهرة انت كل حاجة ف حياتي..اديني فرصة..فرصة واحدة بس..خليني اعوضك عن اللي حصلك بسببي..
أشاحت بوجهها الي الجهة الأخري ترفض الحديث في ذلك الموضوع..لم تكذب علي نفسها هي تحبه بل تعشقه..عوضها عن وجود ابيها كان يعاملها كابنته...لم يطالبها بحقوقه ..تركها كما تريد...ذاب الجليد بينهم وبطريقته معها بعد ثلاثة أشهر من زواجهم ...
نهض ناير من مكان وازال عبراته بقوة ووقف أمامها يقول...
_ هترجعيلي يا زهرة...بنتي اللي ربتها علي ايدي مش هتقسي علي ابوها...ابوها انسان وبيغلط وهي لازم تسامحه....
وخرج من المنزل بأكمله تاركا إياها وراءه تبكي على حالهم سويا...فقط لو حاول بث الطمأنينة داخلها بذلك الوقت حتي لو كانت بالكذب..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بالسادسة صباحا دلف ياسر الي المنزل فقد انتهى دوامه ...يضع يديه علي قلبه من والدته ومن رأيها بزمزم...
دلف الي غرفته الخاصة وذهب في سبات عميق بعد ساعات من الارهاق المتتابع والمستمر ..
استيقظ ياسر من نومه يشهق بمفاجأة فقد سكبت والدته عليه كوب ماء مثلج...
_ قوم..قوملي يا عين امك..هي ديه بقي اللي انت بتفضلها ع ميرنا ...متخشش ذمتي ببصلة حتي...كفاية اوي اللي نعرفه عنها...واحدة معاقة ومش متربية ودايرة علي حل شعرها ..عاوزني اقولها ايه؟؟..خدي ابني اهو واتجوزيه!!..
حاول ياسر الحديث وتهدأة الوضع قائلا...
_ يا ماما...يا ماما اهدي..اهدي بقي الله يخليكي...اولا انها تبقي معاقة ده مش عيب ...ومش دايرة علي شعرها ولا حاجة حد قالك اني باخدها شقق مفروشه؟؟...
_ المرة الجاية تاخدها وماله يا حبيبي...عشان تبقي ديوث..تتجوز ديه وتبقي عارف اللي بتعمله بس هي ركباك ومدلدلة رجليها...
م انا اربي وديه تيجي تخطف عقلك ع الجاهز ومن غير مجهود ...
ثم صاحت بغضب ...
_ البت ديه تقطع علاقتك بيها...انت سامع ولا لا؟؟..وهتتجوز ميرنا..ولو مش عاوزها ف هتبقي لا ديه ولا ديه...قعدتك عندي هنا اكرملي..
وخرجت من الغرفة بغضب...اما هو فقد دفن وجهه بين كفيه وهو يفكر بزمزم وحدها .. شريط ذكرياتهم القصيرة معا يلوح أمامه ...
****************
انتظر ذلك الاسبوع حتي يستطيع الوقوف علي قدميه ..لم يفته ما رأي عليه ابنته الكبري بالمشفي...كانت اضخم بكثير من حجمها عندما تزوجت وانجبت عدي حفيده...
هاتف عابد يطلب منه المجئ إليه حتي يتحدث معه..كان عابد يحمل هم تلك المقابلة علي كتفيه...ماذا سيقول لوالدها اذا ما سأله السؤال المعتاد؟؟...ما سبب زواجه من اخري؟؟..ليس ذلك فحسب بل أنه جاء بها الي ابنته بمنزلها دون أن يعرف له جفن..حتي أن ابنته لم تعترض فمن المؤكد أنه ينتظر سببا جلل ...
بعد مرور ساعة كان يجلس عابد أمام ناصر يتصبب عرقا من أسئلة ناصر المتكررة عن سبب زواجه من أخري..
خبط ناصر علي المكتب بقوة قائلا بصوت حاد...
_ انا مجوزتهاش عشان تتهان يا عابد...اتجوزت علي بنتي ليه؟؟...
الي هنا وفقد صبره فهتف بضيق شديد..
_ عشان عاوز احس اني راجل...
تجمد ناصر بمكانه لم يستطع فهم ما يقوله عابد ..كيف يريد أن يشعر برجولته؟؟؟...ألم ينجب منها عدي؟؟..
_ يعني ايه ؟؟؟..
حك ذقنه قليلا ثم هتف بنبرة حزينة جادة...
_ عاوز احس اني مرغوب فيا عندها...عاوز لما ابقي ف اوقاتنا الخاصة معاها محسش اني بغتصبها...عاوزها تستني رجوعي من الشغل بابتسامة وهدوم خليعة..عاوز وعاوز وعاوز عشان احس بس اني راجل...
لما اتجوزت عليها جريت ع البيت ورحت قولتلها كنت عاوز اشوف غيرتها عليا..بس لاقيتها بتزعق ف وشي وبتعيط ..قالتلي اني ناقص وحاسس انها كتيرة عليا..وعشان كده رحت لواحدة ناقصة زيي عشان اسد فراغات شخصيتي..
عاوز لما اشوف عدي مفتكرش كل مرة بلمسها فيها بتبقي عاملة ازاي بين ايديا..بتسكت وبتكتم نفسها..بتخاف..دايما شايفاني حد جاحد وقاسي انا معرفوش...
انا معرفش انا قولت لحضرتك الكلام ده ازاي..بس انا بعتبرك زي والدي وهي بنتك ومن حقك تطمن عليها...
من بينهم جميعا لم يتعاطف مع احد كما تعاطف مع كلاهما...نهض من مكانه وربت علي كتفه ...الان فقط فهم جملة زهرة بوقت زواج تمارا ...
" حضرتك هتبقي السبب ف عدم راحتهم هما الاتنين...معرفش هييجي اليوم ده وانا عايشة ولا لا...بس ده حضرتك هتشوفه ف اول الجواز بينهم...ولو كابروا ف ساعتها هيهدوا حياتهم بأديهم"...
_ طلقها يا عابد..طلقها وارتاح وريحها يا ابني..
ابتسم عابد بسخرية مريرة قائلا...
_ حضرتك عاوزني انا اقول لتمارا ..انت طالق!!!...طلاقها وإني احررها مني يبقي انا بنتحر...انا بحبها...بحبها من اول يوم شفتها فيه...بحبها ...جبت منها سجدة عندها سنتين ..تمارا الصغيرة نسخة شكل وطباع...هي اللي بمسكها وابوسها والاعبها عشان احس بوجود تمارا جنبي...
قطب جبينه قليلا وهتف بحيرة...
_ سجدة مين؟؟..وشبه مين؟؟..
_ سجدة يا عمي ..سجدة عابد سلمي...حفيدتك التانية اللي مكنتش تعرف بوجودها...
استند ناصر بكفيه علي طاولة المكتب وعادت تلك النخزات مرة أخري...فاته الكثير والكثير بحياة بناته وجميعها ذكريات سيئة تري اي منهما سيستطيع محوه؟؟؟....
*********************
بالشقة التي استأجرتها زهرة بمنزل عابد...دق الباب فذهبت حتي تري هوية الطارق اولا..وجدته رجل يرتدي زي ما مدون عليه اسم محل الورود الموجود بالمنطقة لكنها شكت به فلم تفتح الباب وسألته من الداخل...
_ أيوة..حضرتك عاوز مين؟؟..
_ انا شغال ف محل الورد اللي تحت والبوكيه ده جه لحضرتك..ولا تستلميه وتمضي علي استلامه...
عادت تسأله من جديد..
_ طب لو فيه كارت علي البوكيه لو تسمح تقولي من مين؟؟..
تأفأف الشاب بنفاذ صبر..منذ أن دخل تلك البناية ويوجد بها شئ غريب ..التفتيش الذاتي عندما حاول الدخول ...
_ من ناير يا فندم..ممكن بقي تفتحي الباب وتمضي بالاستلام؟؟...
فتحت زهرة الباب بحذر وبيدها الأخري سكين حتي تدافع عن نفسها...أمد الشاب يده بباقة الورود وبالدفتر ..
_ اتفضلي يا فندم...البوكيه وياريت تمضيلي ع الاستلام هنا..
فعلت زهرة كما املاها الشاب واخذت الباقة ودلفت الي المنزل وهي تضم الباقة الي صدرها ..
اشتاقت الي أفعاله قبل أن تكون زوجته فعليا وأمام الله..ثلاثة أشهر كان يغدقها بحنانه وحبه لها حتي ترضي عنه ...ولم تتغير أفعاله تلك بعد زواجهم الفعلي لكنها كانت تقل بسبب انشغاله بعمله...
_ بحبك بردوا..بحبك وكل اللي انا بعمله ده فترة بحاول انسي فيها اللي حصل أو اتعايش معاه...
ووضعت يدها على بطنها قائلة بحزن شديد..
_ عاوزة حته منك جوايا..عاوزة احس بيك ف كل نفس بتنفسه...
اخرجها رنين هاتفها من شرودها ..أمسكت الهاتف ثم ابتسمت عندما شاهدت رقمه يضئ شاشه الهاتف..
_ ايوة؟؟..
_ يا ستار يا رب...بقي ديه طريقة يا شيخة تعاملي بيها واحد لسه جايبلك ورد؟؟...
هتفت هي بجدية مصطنعة...
_ بقولك ايه ...هتقول انت عاوز ايه ولا اقفل ؟؟..
جاءها همسه الخبيث الوقح الذي تعشقه ولكن رغما عنها تصاعدت الحرارة الي وجنتيها...
_ اللي انا عاوزه مبيتقالش ف التليفون وانت ست العارفين انا مواضيعي بتطول ...انا هقفل بقي لاني عارف انك مش هتردي...بس كلها كام يوم وتبقي ف بيتي وتحديدا ف حضني ...سلام يا زهرتي..
اغلق الهاتف معها وظل ينظر إليه وهو يبتسم بعشق خالص يريدها بين أحضانه الان حتي يطفئ نار شوقه إليها...منذ حادثة اختطافها وبعدها دورانها علي المشافي وهو لم يلمسها قط..
تمهيد براحة فقد اثمرت أولي مراحل استردادها...
*********************
توعك معدتها أصبح مميت...منذ فجر أمس وهي تجئ وتذهب الي المرحاض تفرغ ما بجوفها..لا تعلم السبب لكنها بالنهاية علمت أنه بسبب اكل ذلك المطعم الذي أصرت الدخول إليه بالرغم من تحذير ياسر لها...
دلفت إليها سيلين بعد أن دقت الباب لفترة ولم تستمع لصوتها ففتحت الباب بقلق...
اقتربت منها سيلين عندما شاهدت جلوسها منحنية اعلي الفراش..
_ ايه ده؟؟..مالك يا زمزم ..
ردت بصوت واهن..
_ مفيش تعبانة بس شوية...
سيلين باصرار...
_ قوليلي مالك انت شكلك عاوزة دكتور اساسا..
أشارت لها زمزم حتي تقف مكانها وتحاملت علي نفسها...
_لا لا...مفيش داعي انا بس اكلت امبارح اكل الظاهر كده إنه مش نضيف وهو الي بهدلني كده...بصي انا بس عاوزة حد يجبلي العلاج ده ..
اخذت سيلين الورقة التي أشارت إليها زمزم قائلة...
_ حاضر يا حببتي هقول لصفيه تجبهولك...
وخرجت من الغرفة...أما زمزم فقد تمددت علي الفراش بتعب شديد حتي تأتي لها سيلين بالدواء...
بغرفة زمزم القديمة...
دلفت شيما الي الغرفة بملامح مغتاظة وغاضبة فقد تلصصت علي غرفة زمزم كالعادة واستمعت الي شكوتها من وجع معدتها وعلمت السبب...
ولكن سيفيدها كثيرا إضافة بعض الكليمات التي ستغير مجري الحديث وتسئ الفهم...
التفت وقاص إليها يغلق ازرار قميصه فلاحظ توترها المصطنع..قطب جبينه قليلا وهتف بتساؤل..
_ مالك يا شيما متوترة كده ليه؟؟...
ردت هي بارتباك مصطنع ..
_ مم...مالي يعني..م ااانا كوو..يسوة اهو..
اقترب منها وقاص وهتف بصوت حاد تعرفه جيدا...وتعلم أنه لن يتركها حتي يعرف..
_ كلامي مبحبش اعيده..فيه ايه؟؟..
ابتلعت ريقها وهتفت بصوت خبيث...
_ بصراحة كده انا كنت راحة اطلب اكل من صفية..وبالصدفة سمعت صوت زمزم وهي عمالة تتوجع جيت ادخلها لاقيت سيلين دخلت وبعدين سمعتها من جوة بتقولها أن بطنها وجعاها وعمالة بترجع...سيلين قالتلها دكتور زمزم انتفضت وزعقتلها قالتلها لا دكتور لا انا دلوقتي هبقي كويسة...ببب..بس ااا..
وقاص بنفاذ صبر...
_ بس ايه يا شيما؟؟..
_ بصراحة كده انا شاكة فيها...انا عارفة أنه مش من حقي ادخل ..بس لما الاقي حاجة تمسك وتمس اسمك يبقي اتكل..
قاطعها وقاص بغضب وصوت مرتفع..
_ ما تخلصي بقي...هو ايه المقدمة الطويلة العريضة ديه..
شيما بسرعة خوفا من غضبه هذه المرة..فهي تعمدت الا تذكر شقيقته بالسوء حتي لا ينفضح أمرها اذا واجهها..
_ زمزم علي علاقة مع الدكتور اللي بتروحله..نسيت تليفونها ف يوم وانا كنت قاعدة بالصدفة فقريت رسالة جيالها..كنت شاكة فيها الصراحة عشان بتتكلم ع الواتس كتير جدا..ف فتحتها لقيتها بتكلم الدكتور ده..وطبعا العلاقة بينهم اطورت لان انا اعرف الموضوع ده من كذا شهر...
أنهت شيما كلامها بصرخة الم عندما جذبها وقاص بسرعة لم تتداركها من خصلاتها قائلا بغضب...
_ ولما انت عارفة كل ده متقوليش ليه؟؟..سيباها ع حل شعرها ولا انت كمان زيها !!..انا هربيكي يا شيما بس لما هي تتربي الاول حاااااضر..
ولفظها من يده وخرج من الغرفة بغضب...بعد خروجه تنفست شيما الصعداء ودلت موضع الالم وهي تبتسم بخبث وفرحة ...
كان ياسر يتحدث بالهاتف بملامح متجهمة وضيق جلي يظهر علي محياه ...يرفض حديث ذلك الرجل ويرفض ما يطلبه منه..
_ انا بحبها...حبيتها بجد ...ومش هسيبها...وهي كمان بتحبني..
جاءه صوت الطرف الآخر يقول بغضب..
_ يعني ايه؟؟...ده اتفاق...اتفاق يا ياسر ...اللي انا قلته هيحصل بدل م اقلب الترابيزة عليك...اعقل كده ونفذ اتفاقنا...
عاد ياسر يتوسل إلي ذلك الرجل من جديد...
_ ليه عاوزين تدمروها كده!!..كفاية بقي سيبوها ..انا حبتها بجد..اللعبة قلبت بجد وحبتها واتعلقت بيها زي ما هي اتعلقت بيا..
جاءه صوت..قدري يقول بغضب عاصف...
_ اسمع يا ياسر...الحكاية كلها كانت لعبه امك عارفة كده كمان انا استعنت بيك لأنك زي ابني...وحط ميت خط تحت زي ديه...ف النهاية ولائي كله لابني واحافظ علي شرفه واللي يخصه....ابعد عنها يا ياسر...زمزم تخص عيلتي وبيتي...
واغلق الهاتف بوجهه دون زيادة كلمة اخري ...لم يستمع ياسر الي اي من كلماته وفتح هاتفه مرسلا إليها برسالة..
_ انا بحبك..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
غلي الدم بعروقه بعد ما سمعه من زوجته ...الجميع بالمنزل يعلم بعلاقتها مع ذلك الطبيب..كيف كان هو كالابله بينهم..
عقد العزم على تنفيذ خطته هو وعمه وبأسرع وقت..اليوم سيقوم بها...لن ينتظر اكثر من ذلك ..بالاحري لا يستطيع..
اجري اتصالا هاتفيا مع عمه..
_ أيوة يا عمي...هجبها النهاردة..كل حاجة هتخلص النهاردة اه...بس حضرتك اللي هتتصل بيها تجبها..بحجة ايه؟؟...اي حجة يا عمي اي حجة...طيب سلام...
اغلق الهاتف ونظر أمامه بشر ..
_ لو طلعتي مدوراها يا زمزم موتك هيبقي علي ايدي النهارده ...
وخرج من المنزل كاملا حتي لا تشك به....
بعد مرور ساعتان خرجت زمزم من المرحاض افضل حالا بكثير يوجد بعض النغزات لكنها ليست كالسابق..بفضل ذلك الدواء الذي وصفه لها ياسر حتي تخرج ما بجوفها كاملا....
_ اوف...اخيرا هديتي ووشك رجع للونه..الحمد لله..
قالتها سيلين بتعب شديد..
_ الحمد لله..أن..
قاطعها رنين هاتفها كان والدها ...تعمدت زمزم تسجيل رقمه حتي تعلم هوية المتصل اذا كان هو ولا ترد عليه...
_ مين يا زمزم؟؟..
رفعت الهاتف أمام وجهها قائله بفتور..
_ ناصر باشا..
_ طب ردي شوفيه عاوز ايه..
_ لا مش لازم يتصل بحد تاني يطلب منه اللي هو عاوزه...
ظل ناصر يتصل بها لمده خمس دقائق متواصلة كلما فصلت المكاملة أعاد الاتصال بها من جديد..
سيلين بحدة خفيفة...
_ يا زمزم حرام عليكي لا يكون تعبان ولا حاجة وملقاش الا انت يتصل بيها..ردي شوفيه عاوز ايه ..اعمليها ثواب يا ستي...
تأفأفت زمزم بضيق وردت علي والدها ..
_ نعم؟؟..
ابتسم ناصر بمرارة وهتف بصوت ضعيف...
_ اخيرا رديتي...عموما انا تعبان وملقتش غيرك انت اللي تليفونها بيدي جرس...هتيجي تلحقيني ولا هتتمني موتي ...
ردت بتردد وصوت متحشرج ..
_ هه..هاجي...
اغلقت الهاتف مع والدها ونهضتها بسرعة من مكانها حتي ترتدي ملابسها تحت تساؤلات سيلين المتكررة ..
_ تعبان يا سيلين تعبان ومحدش معاه ..انا هروحله هنقذه لازم الحقه لازم...
كانت انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت من الغرفه أما سيلين فلم تستوعب شيئا مما قالته ...جمل متقطعه غير متصله ببعضها لذلك ذهبت الي غرفتها وجلبت هاتفها تحدث عمها وتفهم منه...
_ أيوة يا عمو..حضرتك كويس؟؟..امال البت ديه خرجت بسرعة كده ليه ي المجنونه وعماله تقول لازم الحقه؟؟...
وبضحك...
ربنا يعينك وتصالحها زوزة طيبة وبعدين اخويا مش سئ اوي يعني هي بس الحرباية اللي جابهالنا ديه ...سلام يا عمو...
***********************
"انت مين؟؟..وتعرفني منين؟؟"..
بعثت بها تمارا إلي ذلك الرقم الذي يطاردها منذ شهر ونصف تقريبا..تريد تحديد هويته ..وربما تطورت علاقتهما وأصبحت صداقة بريئة!!...
جاءها الرد بعد ثوان..
"واحد معجب بيكي"..
"تؤ تؤ..انت واحد عارفني..عيوني اللي بتتغزل فيها جمالي لما كنت لسه شباب...كل كلامك بيقول انك تعرفني"...
اجفل ذلك المجهول من صراحتها وذكاءها ورد بعد فترة ليست بقصيرة قائلا..
" عاوزة ايه انت بالظبط؟؟"..
عادت تسأله مرة أخري..
"انت مين؟؟...وتعرفني منين؟؟"..
تجمدت عيناها علي شاشة الهاتف وهي تعيد قراءة تلك الرسالة مرة أخري غير مصدقه عيناها..
" انا احمد ...احمد نصران يا تمارا....اعرفك من زمان واعرفك اكتر من نفسك كمان ...انا قبل م اكلمك كنت بقول سيبها ف حالها هي مبسوطة ف حياتها وبلاش تدمرها...بس لما قربت منك وكلمتك لقيتك تعيسة ف حياتك...
انا بحبك يا تمارا..اطلقي من جوزك وانا هتجوزك...عيالك هيبقوا عيالي...هتعيشي ف نفس المستوي بتاعك..
مستني ردك كمان اسبوع...فكري كويس واحسبيها صح...
حولت عيناها نحو باب الغرفة الموجود بها زوجها...رغم قوتها أمامه إلا أنها لا تستطيع الإفصاح عن أمر احمد نصران تحديدا ...كانت تريد الانفصال عنه بهدوء لا يثير ريبته...
ولكن بما حدث الان اصبح عليها طلب الطلاق والحصول عليه بأسرع وقت حتي لا ينكشف أمرها أمامه...
كما أنها تعلم جيدا أن حديثه بشأن الأطفال بالامس لم يكن سوي لضيقه لانشغالها بشئ اخر يجهله...لذلك يريد اقحامها بفترة حمل أخري ورعاية طفل مجدداً...
ستطلب منه الطلاق وعلاقتها بأحمد لابد أن تنقطع وتتحول الي صداقة...فقط صداقة...
******************
دلفت زمزم الي ڤيلا والدها ركضا حتي تنقذه يكفي ما اهدرته من وقت ..بحثت بجميع الغرف لكنها لم تجده ...بقت غرفة واحدة فقط لم تبحث عنه بها ...فتحت الباب بسرعة لكنها توقفت مكانها بصدمة ودهشة عندما شاهدت وقاص يدلف الي الغرفة ويغلق الباب خلفه بالمفتاح...
اقترب منها بابتسامة عابثة قائلا بهدوء...
_ نورتي اوضتك يا زوجتي العزيزه...
نيته كانت واضحة للاعمي ...اندفع الادرينالين الي أطرافها وسارت بسرعة باتجاه الباب لكنها وجدته موصدا...
_ افتح الباب يا وقاص...افتحه خليني امشي...
رد عليها وقاص وهو يخلع چاكيت بذلته ..
_ شوفي ...مفيش ببان هتتفتح...انت جاية هنا عشان مهمة..تخلص ارمي عليكي اليمين وتمشي أو تقعدي مش هتفرق...هتعافري وتصرخي مياكلش معايا همد ايدي وهتزعلي مني جامد..
كان داخلها يرتعش من الخوف منه...لعنت نفسها مئات المرات علي استماعها لصوت قلبها وزن سيلين عليها ..
_ مهمة ايه؟؟..
اخرج شيئا ما من جيب بنطاله قائلا...
_ ده..بس ده ...ده مقابل خلاصك مني واني ارمي اليمين حالا...قولتي ايه؟؟...
هزت رأسها نفيا بهستيريا وعادت تلك الدموع تلسع عيناها وتسقط علي وجنتيها ...
_ لا...لا مش عاوزة سيبني ف حالي بقي وطلقني...حرام عليك..
_ ومكانش حرام لما خنتيني مع الدكتور بتاعك؟؟...مكانش حرام لما زنيتي وانت علي ذمتي!!...
التفتت زمزم الي الباب ودقت عليه بقوة قائلة بصوت باكي...
_ بابا افتحلي الباب...والنبي افتحلي ومشيني من هنا...مش عاوزة حاجة منكوا بس سيبوني...قوله ميعملش فيا كده...
لم يرد عليها ايا منهم تركوها تتحدث ولم يرف لهم جفن...والدها لم يستطع التدخل خاصة بعد أن جلب له وقاص ما يثبت صحة كلامه بخيانتها له...منذ يومان رأي صورهما سويا وهما يدلفا الي بناية ما ظلت معه فوق الأربع ساعات وبعدها ذهبت الي بيتها وبالتأكيد ما حدث بينهم لا يحتاج إلى تفسيرها...
انشغل وقاص بتشمير ساعديه ولم يعبأ بها فقط ما يوجد نصب عينيه الان خداعها له...خيانتها...جريمة الزنا التي ارتكبتها بحقه وحقها وحق عائلتهم جميعها...
اكملت هي نشيجها الحار مستمرة بالدق علي الباب قائلة ببكاء..
_ والله انا زي م انا ...معملش معايا حاجة...كفاية تدمير فيا بقي سيبوني اعيش مع الانسان اللي بحبه...انت بتحب شيما يا وقاص...انا مجبتلكش العار...لان محدش يعرف بجوازك مني اصلا...الله يخليكوا سيبوني...مش عاوزة حاجة الا ياسر...ياسر بس...
اغمض عينيه يعتصرهم بغضب وهو يراها تصرح بحبها لشخص آخر أمام زوجها ...اقترب منها بخطوات سريعة وجذبها من ذراعها بقوة ورماها علي الفراش ...بكت وصرخت باسم والدها...تريد سماع صوته فقط لكنه لم يفعل ...تركها...سلمها له مرة أخري بدلا من تصحيح خطأه السابق...
بالداخل لم يستطع وقاص السيطرة عليها كاملا فلم يري أمامه سوى تقييدها حتي يتمكن منها...
كان يقف أمام باب الغرفة علي احر من الجمر لا يتخيل تخليها عن نفسها ...لكن طالما وجد الدليل لا يوجد مكان للشك...
ثوان وصرخت زمزم بقوة جعلته يبتسم بفخر....
بالداخل صعق وقاص عندما شاهد براءتها ..كاد عقله أن يشت منه...كيف تكون كما هي؟؟..فاق من تساؤلاته واقترب منها يحل وثاقها ...كانت كمن فقد عقله عيناها تزوغ بالغرفة بأكملها ...لم ترفع عيناها إليه مطلقا بمجرد أن حل وثاقها حتي نأت بنفسها بعيدا عنه ...
تركها ونهض من مكانه حتي يتحدث الي عمه بشأن تلك الحالة ..
_ خلاص يا وقاص...اتأكدت انها مخانتكش؟؟...سيبها هنا بقي...لازم تطلق التانية بنتي مش هترجع البيت علي ضرة...وانا هصالحها..هفهمها أن كل اللي حصل ده سوء تفاهم....
رفع وقاص المنديل الابيض الملطخ ببراءتها التي سلبها..
_ عمرها م هتسامحني...ولا هتسامحك...انا هروح اطلبلها دكتور يشوفها...تقريبا هي اتصدمت...
اندفع ناصر إليها بسرعة حتي يطمئن عليها...وجدها تنام على الفراش وتعطيه ظهرها تحتضن قدميها وتضمهما الي صدرها فخرج مسرعا وراء وقاص حتي يطلب منه مهاتفة الطبيب...
بعد خروج والدها الذي لم تعي لوجوده من الاساس نهضت بسرعة شديدة وانحنت تجلب حقيبتها التي وقعت أرضا بأيادي مرتعشة وسرعة غريبة وخرجت من الغرفة مطلقة لساقيها الريح وركضت خارج الڤيلا بأكملها ...دون رجعة...للأبد...
دق باب الڤيلا بعنف شديد...ركض ناير من مكانه مسرعا حتي يوبخ ذلك الجلف الذي يدق الباب بهذه الطريقة...
بمجرد أن فتح الباب وجدها امامه تبكي بعنف وجسدها يهتز برعشات متتالية جذبها بسرعة من يدها وعانقها بقوة...تشبثت هي به ولاحت أمامها ذكري ما شاهدته فلم تحتمل فوقعت مغشيا عليها...
بعد مرور ساعة...
يجلس ناير علي الاريكة وهي بأحضانه التي رفضت تركها مطلقا وهي تبكي تارة بعنف وشهقات وتارة بنعومة ...
_ طب قوليلي فيه ايه بس؟؟...ريحيني طيب حد عملك حاجة؟؟..
هزت رأسها نفيا قائلة بصوت باكي...
_ محدش عملي حاجة...بس انا خايفة...خايفة ومش عاوزة حد غيرك ...احضني ...احضني جامد يا ناير...اوعي تسيبني أو تأذيني ..
انا بحبك والله ..بحبك ...
شدد من احتضانها اكثر وقلقه يتضاعف علي حالتها التي تزداد سوءا ..
_ انا عمري م هسيبك ولا هفكر ااذيكي يا حببتي...انت النفس اللي بتنفسه يا زهرة من غيرك اموت ...اهدي ونامي شوية ...
ظل معها يهدهدها ويعبث بخصلاتها برقة حتي نامت وبقي هو بجانبها يفكر ماذا حدث لها؟؟؟...هل تعرض لها ذلك الرجل الذي اختطفها مرة اخري؟؟..هل هددها بشئ؟؟...
توقفت حواسه عن العمل وحول بصره ناحيتها بصدمة...مصعوقا...هل عادت لتعاطي تلك السموم مجددا وندمت فلجأت إليه؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صعد وقاص الي الغرفة بعد أن حادث الطبيب ووراءه ناصر يريد الاطمئنان على ابنته...للمرة الثانية يخطئ بحقها...والان اذاها ...
دلف وقاص الي الغرفة فوجدها فارغة...ارتعب من أن تكون قد فعلت شئ سئ بنفسها...دلف الي المرحاض بسرعة فلم يجدها ...دلف الي شرفة الغرفة بخوف ورعب لا يريد أن يعيش بذنبها طوال عمره اذا رمت نفسها من الشرفة...
_ مش موجودة يا عمي...مش موجوده...هربت...أو بالأصح مشيت...مشيت وهي ف حالتها ديه...
تحدث ناصر بعدم تصديق وتلعثم...
_ مم...مش موجوده..ازاي؟؟..
جلس وقاص علي المقعد بهدوء حزين...
_ يعني مشيت...زمزم هربت مني ومنك...هربت من اخواتها...هربت من ياسر...خسرناها خلاص...خسرناها...
قال جملته ووضع رأسه بين كفيه بتعب شديد...ماذا سيفعل الان حتي يجدها؟؟؟....
*******************
بعد مرور يومان ...
دلف ناير الي الغرفة حتى يوقظها ..منذ ان جاءت اليه وهى تقضي اكثر من نصف يومها فى النوم وعندما تستيقظ يصاحبها الم رأسها وذلك ما اثار شكه ناحيتها...
هزها برفق حتي تستيقظ نومها اصبح ثقيل للغاية...
-زهرة...زهرة قومي يلا ..
تململت فى فراشها بانزعاج ورفعت الغطاء فوق رأسها ..جذب ناير الغطاء من عليها مصرا علي ايقاظها..
-قومي عشان انا رخم ومش هزهق...قومي..
فتحت عيناها ونظرت اليه بضيق هاتفة..
-ما تسبني نايمة بقي..
ناير بصرامة محببه...
-قومي مفيش نوم يلا...انا مستنيكي برة عشان نفطر ونتكلم مع بعض..
-طيب..اوف منك ..
بعد خروجه من الغرفة عادت تغمض عيناها وتتسطح على الفراش ولكنها فزعت عندما عاد ناير مرة اخري يقول بصوت مرتفع..
-زهرررررة...قومي يلا بقول..
ردت بسرعة ..
-حاضر حاضر جاية اهو...
بعد قليل كانت زهرة تجلس امام ناير تحاول معرفة ما يقوله ..
-يعني انت عاوز ايه يا ناير مش فهماك ؟؟..انا مش عارفة اقولك ايه يعني؟؟..
تأفأف بضيق ونزق قائلا..
-بصراحة كده انا عاوز افهم ايه اللى حصلك ..وليه جتيلي بالحاله ديه؟؟..
لم يفته ارتباكها وخوفها الذي حاولت مداراته قدر الامكان وذلك ما جعله يجن اكثر وتيقن انها عادت للمخدرات مرة اخري..
-زهررررة..انت رجعتي للمخدرات تاني..والله العظيم المرادي موتك هيبقي على ايدي..
صاحت فيه بغضب..
-انت بتقول ايه؟؟..انا مستحيل ارجع للقرف ده تاني يا ناير..ولو حصل ف مش هستني اعيش العذاب ده تاني وانا اللى هموت نفسي...انا بس شوفت حاجة وخفت...وجيتلك عشان زي م انت بتقول انت ابويا..بس الظاهر اني غلط..انا ماشية..
ونهضت من مكانها حتى تذهب فجذبها ناير من ذراعها واسقطها حتي جلست على قدميه ...
-تمشي تروحي فين؟؟..انت مفكرة اني هسيبك تمشي مثلا بعد م جتيلي؟؟...تبقي عبيطة ..
اقترب منها يقبل رقبتها بشوق وجوع..تململت منه فلم تستطع التحرر ..
-نا...ناير ابعد..ابعد مينفعش...
ابتعد عنها وامسك بوجهها بين كفيه قائلا بنبرة رقيقة للغاية..
-انا بحبك يا زهرة..واللى حصل ده مكانش بايدي..بحبك زي م انت بتحبيني بالظبط..متمنعنيش اني اقرب منك..من ساعة م فتحت الباب ولقيتك قدامي وانا حلفت بيني وبين نفسي انك متخرجيش من تحت جناحي ابدا..مش هقدر ابعد..مش هقدر..
ذابت معه هي الاخري...بالنهاية هو زوجها وحبيبها ووالدها...هو من عوضها عن قسوة ابيها..بالامس عندما دلفت الي الفيلا وشاهدت ابيها يقف امام باب الغرفة ومن الداخل صوت زمزم اعتقدت انه يراضيها عما فعله بها لكنها اخطأت فقد استمعت الى صرختها وبعدها خروج وقاص من الغرفة وبيده المنديل...لم تلجأ لأحد فى محنتها دونه..لم تفكر بأي شخص..ذهبت اليه ..تشعر بالامان بقربه..تشعر بالامان بالمكان الذي توجد به رائحته فقط..يحاوطها من كل جانب..يحاوط روحها المتعلقة به..
******************
بقصر النوساني الصغير..يجلس كل من وقاص ووالده وعمه ووالدته وسيلين...يخيم الحزن عليهم جميعا عدا السيدة نجاة بالطبع..حفر الحزن ملامحه على وجه ناصر وقدري اضعافا...كلاهما تهمه زمزم..عمها اعتبرها ابنته كما انه يحب وجودها امامه طوال الوقت ولا يمل منها ابدا..
ناصر فقد ابنته وهذه المرة للأبد...وبلا رجعه..محببة اليه اكثر من شقيقاتها هى من تذكره بوالدتها رحمها الله..زمردتيها وشعرها البرتقالي الطويل..الذي رفض ان تقصه حتى تكتمل صورة والدتها فيها...هدوءها...رقتها..بكاءها الناعم الذي يثير غرائزه نحو زوجته الراحلة...
طوال اليومان الفائتين لم يتحدث قدري او يوبخهم مطلقا املا فى ايجادها لكن الان بات الامر مستحيل..مر اليومان ولم يجدوا لها اثر لم تذهب الى اي من شقيقتيها ولم تهاتفهم كما انها لو فعلت بالطبع لن يقولا لهما...اخبر قدري ياسر باختفاءها لاسباب مجهولة خوفا منه فهو عشقها...
-خلاص...خربتوها وقعدتوا علي تلها؟؟...ضيعتوها خالص مننا!!...اطمنت على بنتك دلوقتي يا ناصر؟؟...حسيت برجولتك دلوقتي يا وقاص؟؟..محدش يعرف هي فين ولا جرالها ايه؟؟..
اغمض واقاص عينيه بقوة قائلا بصوت جامد...
-لو سمحت يا بابا مش ناقص تقطيم فيا..سبني باللى انا فيه ..
قدري بغضب عاصف وصوت مرتفع...
-اسيبك باللى انت فيه؟؟...ايه اللى انت فيه فهمني ايه اللى انت فيه؟؟..هي اللى فيها ..هي اللى سابتنا كلنا عشان اب ميستهلهاش وواحد مش راجل اتحسب عليها جوزها...واحد سابها سنتين وراح شاف مزاجه ...سبها تستحمل الاهانة هنا وهناك هو داير على حل شعره...ضيعتولي بنتي..ضيعتوها ومش هقدر اشوفها تاني...
والتفت ينظر الى اخيه بغضب وحقد...
-انت شايف نفسك اب كويس؟؟...شايف نفسك تستاهل النعمة اللى ربنا ادهالك؟؟..بدور عليها فين بقي يا اخويا يا محترم...ف الاقسام المستشفيات..وو..المشــ..رحة..
شهقت سيلين ببكاء عندما استمعت الى الكلمة الاخيرة لم تتخيل موتها او ايذاءها مطلقا...عاشت معها سنتان كانت نعم الاخت والصديقة...تنصحها دائما ..
-انا همشي...هروح اقعد ف شقة المعادي..مش طايقكوا كلكوا...تعالى معايا يا سيلين انا مش هأمن عليكي مع امك..ولا اخوكي يا بنتي..
امتعضت ملامح نجاة بغضب وحزن دفين من زوجها...لا يستطيع الاطمئنان على ابنته معها..امها!!..
نهضت سيلين وذهبت الى والدها مسرعة تتشبث بذراعه بخوف..منذ ان علمت بما حدث لزمزم على يد اخيها وهى تهابه وتهاب امها ..هما الاثنان لم يروا اى خطأ فى تصرفهم وقاص الذي نفذ مخططه بالفعل مع والدها..وامها التى شجعته بعد ضياعها..
التفت قدري اليهم قائلا بألم ودموع ..
-ياسر..الدكتور كان من طرفي انا..عمل كده باتفاق منى انه يهتم بيها ويخليك تغير عليها او تنتبهلها..انا كمان غلط معاكوا..بس انا مكنتش اعرف ان ابني غدار ولا كنت اعرف ان اخويا قاسي وجاحد كده...كان لازم اعمل حساب تربيتها الغلط..كان طبيعي انها تحب واحد بيعاملها انها انسانة طبيعيه ومش بيعايرها باعاقتها...زمزم حبت ياسر وهو كمان حبها...هدور عليها وهلاقيها ساعتها هطلقها منك وانا اللى هسلمها بإيدي لياسر...يلا يا سيلين..
خطأ اخر يضاف الى قائمته بحقها...تركها ولم يسأل عنها لسنتان..تركها وهو يعلم جيدا كره والدته الغير مبرر لها..وعاد يطالبها بدفن نفسها فى الرمال كالنعام بسبب اعاقتها واجبار والدها لها بالزواج منه...ما فعله قبل رحيلها كان ابشع مما يتصور...كانت تصرخ امامه وتتوسله ان يتركها لكنه لم يعبأ...لم تكن تريد سوى ياسر..ياسر فقط..من خانها وتقرب منها باتفاق مسبق مع عمها...شعر بالشفقة ناحيتها كل من حولها يخونها..
اما والدها فمن كثرة اخطاءه بحقها لم يستطع حصرهم...شك بها وبتربيتها ..اتفق على ابنته مع زوجها..كيف فاتته نبرة الذعر التى كانت تتحدث بها حتى يخلصها من براثن زوجها...لاول مرة منذ سنتان يسمع منها هذه الكلمة "بابا"...ترجته بها وتوسلت حتى يجعل وقاص يتركها...فماذا فعل هو؟؟..صم اذنيه عنها وعن خوفها ومضي فيما يفعله...والنتيجة سيحيا بذنبها هى وشقيقتيها طوال عمره...اخبره الحراس بدخول ابنته الوسطي الى الفيلا بذلك اليوم وخروجها مرة اخري بعد مرور دقائق قليلة..ومن وقتها وهى تتجنبه وترفض الحديث معه...
بالامس كانت على وشك الحديث معه بشأن موضوع الانفصال لكن منعها صوت هاتفها...نظرت الى شاشة الهاتف باستغراب "سيلين"..تتصل بها منذ متي وبينهما هواتف؟؟..ردت عليها بالامس وهى تبكي وتتحدث في وقت واحد..ظلت تهدأها لاكثر من نصف ساعة وبعدها اخبرتها سيلين بما فعله اخيها وعمها بزمزم...بكت ..بكت وهى تسمع الى سيلين..
"زمزم اختفت..مشيت يا تمارا ومحدش عارف هي فين..حتى تليفونها مقفول ومش عارفين نوصلها..انا خايفة اوي يكون حصلها حاجة..وقاص بيقول انها مكانتش طبيعية لما سابها...حاولى توصليلها يا تمارا الله يخليكي..وطمنيني عليها...مش هقول لحد والله بس طمنيني عليها"...
لم يزور النوم جفنيها بعد ان اغلقت مع سيلين...ظلت تفكر بما ستفعله بحياتها وبما ان الله رزقها بنسخة ابيها -كما تظن-يجب عليها التخلص منه والخلاص بروحها منه ومن والدها...تريد اطفالها فقط من تلك الزيجة برمتها...
دلف عابد الى المنزل يبحث عنها..يريد اخبارها بما فعله ..يريد البدء معها من جديد ...بحث عنها بالمنزل الى ان وجدها بغرفة المعيشة تجلس بشرود..
-تمارا..تمارا انا عاوز اقولك حاجة انا ...
قاطعته هى بقوة وجمود...
-انا عاوزة اطلق يا عابد...حياتنا لغاية هنا انتهت مع بعض...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد ان اخبره قدري باختفاءها لاسباب مجهولة ولم يجلس لدقيقة واحده ظل يبحث عنها فى جميع الاماكن التى زاروها سويا..لكنه لم يجدها...فضلا عن مهاتفتها طوال الوقت والنتيجة باءت بالفشل في كل مرة..لم يستطع التركيز فى عمله فاضطر ان يأخذ اجازة حتى يعيد تركيزه ...
-مالك يا ياسر..بقالك يومين يا حبيبي مسهم كده؟؟..
ياسر بحزن ..
-زمزم اختفت يا ماما...اختفت ومش عارف السبب ايه؟؟..
-يوووه...مش هنخلص بقي من البنت ديه؟؟..انا قولتلك مش هقبلها ف حياتنا تاني..مش هقبلها زوجة ليك..
تنهد ياسر بتعب قائلا ..
-اهي اختفت يا امي..اختفت ولو حد السبب ف ده هيبقي انا..محدش غيري..
والدته باستغراب وبدأ القلق يتسلل الى قلبها..
-ليه يا ياسر انت اللى ورا اختفاءها ده ولا ايه يا ابني؟..الله يخليك ابعد عن المشاكل ديه كلها عمك قدرى زى ابوك وعشان كده رضينا نخليك تساعده ...ابعد عن المشاكل ديه يا ابني...
تأفأف بضيق ونهض من مكانه واخذ هاتفه وخرج من المنزل بأكمله وتركها وراءه تنعي حظ ابنها ...
*************************
بشقة المعادى.
لم يتوقف رنين هاتف قدري منذ الصباح ذلك الشخص مجددا "غانم"...التقط الهاتف وضغط زر الايجاب عازما على انهاء ذلك الموضوع ...
-ايوة يا غانم..غانم زمزم مكتوب كتابها على ابني....ايوة محدش يعرف فعلا لانه كان ع الضيق بسبب سفر ابوها...وابوها رجع حاليا قريب هنعمل الفرح ...طبعا يا باشا انت اول المعزومين...سلام ..
اغلق الهاتف ورماه على الطاولة وهو يزفر بضيق..
-يا ستار راجل خنيق...اوف...
سيلين باستغراب..
-فيه ايه يا بابا؟؟..
-مفيش يا بنتي من ساعة فرح سارة زميتلك واخوها ده عمال داير يطلبها مني..زهقت لا ومكفهوش هو عليا جابلي أبوه كمان ..
ضحكت سيلين بخفة هاتفه...
_ معلش بقي هو كده دايما..المهم انك خلصت منهم ..
وذهبت حتي تجلس بجانبه ..ضمها والدها إليه وقبل رأسها قائلا بحنان ابوي..
_ وانت يا حبيبة بابا ..مش هفرح بيكي بقي..ده انت حتي مبتحبيش حد..بترفضي من غير سبب كده ..عاوز اطمن عليكي مع واحد يقدرك صح ..
لم تجد داعي لاخفاء الأمر عن والدها اكثر من ذلك كما أنها لن تقولها له مباشرة...
_ قريب يا حبيبي..قريب ان شاء الله...ادعيلي انت بس...
وابتسمت بحب وهي تتذكر ذلك الشاب الثلاثيني...من خطف قلبها دون استئذان...مدرب التنس بالنادي الذي ذهبت إليه اكثر من مرة برفقة زمزم حتي يذهبا الي شقيقتها..."عمرو هاشم"...
***********************
صقيع...الصقيع فقط ما يشعر به الآن من حوله...لم يتخيل بأسوء أحلامه أن تطلب الانفصال عنه...تهابه..وذلك ما كان يريحه من هذا الجانب..لكن الان ماذا حدث؟؟..هل تريد الانفصال عنه حتي تتزوج من اخر؟؟...تريد التسكع ...تريد التحرر منه...اندفع إليها بسرعة وامسك بخصلاتها يشدها بقوة المتها وصوته الغاضب يكاد يصم أذنيها..
_ عاوزة تطلقي؟؟...عاوزة تطلقي عشان تدوري علي حل شعرك؟؟..قابلتي مين ف النادي اللي بتروحيه قلبك عليا؟؟..قابلتي مين خلاكي تغيري من نفسك وتغيري شكلك ولبسك عشانه...انطقي..
حاولت التملص منه بقوة لكنها لم تستطع فهتفت بصراخ غاضب..
_ مقابلتش حد..انا مش خاينة زيك..مش خاينة عشان اروح اعرف راجل تاني وانام معاه زي م انت عملت ..انا مش زيك ..مش زيك ولا هكون..انت لعنه لعنه واتحطت عليا من ابويا جاحد وقاسي زيه...طول الوقت خايفة منك ..خايفة تضربني..خايفة ترميني برة وتاخد عيالي مني...خايفة ابويا يتفق معاك عليا زي م عمل ف زمزم...خايفة اتنفس براحة وانا معاك ..
لو كنت خاينة كنت سمعت كلام اللي حبيته قبلك وابويا فرقني عنه بسببك...
وقذفت له بالهاتف وهي تصرخ بهياج..
_ اهو..اقرا..اقرا وشوف كان بيحسسني اني ست وليا قيمة...سابني اختار اهرب معاه واخد عيالي بس انا مردتش ..قولت الطلاق اكرملي..ابعد عني بقي وسبني ف حالي ..
وانخرطت في بكاء عنيف وشهقات متتاليه...تدلت شفتاه من الصدمة ضاق صدره مما تقول...
_ كك...كنتي بتحبي واحد تاني؟؟..
ردت بصوت باكي...
_ أيوة..واحد تاني حبيته وانا ف الجامعه وكان فقير وسافر برة عشان يرجع يتقدملي ويعيشني ف نفس المستوي..بس انت اتقدمتلي ولما قولت لبابا مش موافقة زعقلي...وقالي أنه عارف بموضوع اللي بحبه ده بس هو عمره م كان هيوافق..قالي أنه موافق عليك خلاص وهتحددوا الفرح بعد كام شهر...
وده اللي خلاني أرفض انك تلمسني...بس انت قسيت عليا واخدتني غصب...اتعاملت معايا زيه ..موافقتي أو رفضي مش هيغيروا حاجة...كنت بدأت اعجب بيك بس انت موت الاعجاب ده بمجرد م بدأ ...
مع كل كلمة تقولها كان صدره يضيق اكثر..الهواء ينقطع عن رئتيه...فك ازارار قميصه يحاول جلب الهواء لرئتيه..
_ مش عارف اخد نفسي...مش عارف اتنفس يا تمارا...
ركضت إليه بخوف شديد عليه لا تريد خسارته...بالرغم من كل ما فعله بها هو افضل من ابيها...
_ لا انت كويس اتنفس...اتنفس عشان خاطري...متسبنيش والنبي...
غاب عن الوعي ولم يستطع الصمود اكثر فركضت هي الي الهاتف وطلبت سيارة إسعاف علي وجه السرعة وعادت تجلس بجانبه وهي تبكي وتحتضن رأسه بقوة...
**********************
بمكان اخر...وقفت زمزم أمام ماكينه الصرافة ووضعت بطاقة الائتمان المصرفي بها تريد سحب المال وهناك يجلس ذلك السائق بسيارة الأجرة...
_ انا هحاسبك ع مشاورين يا آنسة...هاخد بدل العطلة ديه...مليش فيه.. امين؟؟..
_ طيب..حاضر هقف اسحب فلوس وهجيبلك حقك وتمشي...
اعتمدت علي سرعتها فى سحب المال حتي لا تطالها يد والدها مرة أخري...بالطبع يتابع حسابها الان حتي يصل إليها من خلال موقعها...بالطبع يسهل عليه معرفة مكان هوية ماكينه الصرافة التي تسحب منها المال..
سحبت المال بسرعة واعطت السائق حقه وأشارت إلي سيارة أخري ذهابا الي منزل ياسر...يجب أن توضح له كل شئ...تقص عليه معاناتها مع عائلتها جميعها...خاصة بعد أن فتحت الانترنت في هاتفها لتخبر ياسر بقدومها إليه...تفاجأت بتلك الرسالة التي جعلتها تبكي حزنا وفرحا ...وجدد دعواتها الي الله بأخذ حقها من كلاهما...
وقفت السيارة أمام البناية التي يقطن بها ياسر ...أعطت للسائق الأجرة وهبطت منها تسير نحو البناية بحزن شديد وابتسامة مرارة تزين وجهها ...كانت تريد أن يكون هو اول من يمسسها...
صعدت الي البناية ووقفت أمام الشقه...كان صوت ياسر ووالدته يكاد يزلزل البناية بأكملها من ارتفاعه وغضبه الذي وصل إلي عنان السماء...
_ هتجوزها يا ياسر...هتتجوزها غصب عنك...زمزم ديه لا ..انت سامع؟؟..
لم تستطع سماع ما تقوله عنها...تشبعت روحها بالالام والظلم...يكفي ما عانته علي يد وقاص ووالدته ووالدها....
دقت الباب بقوة حتي يصل صوتها إليهم ويكفا عن الصراخ..
ذهب ياسر حتي يفتح الباب ففوجأ بها...
_ زمزم!!!!...
****************
قبل هذا الوقت بقليل...
دق هاتف ناصر النوساني...التقطه ناصر بسرعة ورد بلهفة عندما شاهد رقم صديقه الذي طلب مساعدته للوصول الي ابنته...
_ أيوة يا شاكر...ها وصلت لحاجة؟؟...
_ أيوة يا باشا...هي حاليا سحبت فلوس من الAtm اللي عند بنك"""ف """"لو تعرفوا حد ف المنطقة ديه اكيد هتلاقوها راحت عنده...
اغلق الهاتف واتصل بأخيه حتي يسأله عن اي شخص يعرفه بتلك المنطقة..
_ أيوة...عاوز ايه تاني يا ناصر؟؟..
_ قدري اسمعني مش وقت كلامك ده...تعرف حد ف """..
_ لا...معرفش حد ف المنطقة ديه اشمعني؟؟..
_ طب أسأل سيرين....هي كانت صاحبتها وتعرف عنها كل حاجة ...
_ متعرفش حد هناك يا ناصر ...فيه ايه طيب؟؟..
تنهد ناصر بيأس فقد فشل في ايجادها ..
_ زمزم سحبت فلوس من مكنة صرافة هناك ..وانا مش عارف هي ممكن تكون راحت فين...تعبت يا قدري تعبت..
_ انت السبب ... انت السبب يا ناصر...
واغلق الهاتف بوجهه...اتصلقدري علي رقم ياسر يريد التحقق من شئ معين برأسه...
_ ياسر زمزم جتلك؟؟..
_ لا...مجتش ولا بترد علي تليفوناتي حتي...انا قلقان اوي عليها ...
_ هي احتمال تجيلك يا ابني ولو جاتلك طمني عليها....انا مش هرجعها تاني والله...
اغلق الهاتف مع قدري وهو يدعو بداخله الا يكشف أمره ...نظرت اليه زمزم وامسكت بيده قائلة بشكر...
_ شكرا انك انقذتني منهم يا ياسر..صدقني عمري م هنسالك الجميل ده...
اومأ ياسر لها برأسه وشبح ابتسامة علي شفتيه الان باتت مهمته اصعب...كيف سيقنع والدته بوجودها؟؟..قدري من المستحيل أن يصدقه وسيبحث عنها بمنزله اولا...هز رأسه بضيق ويأس...الأمور تتعقد اكثر من اللازم وليس بيده شئ لحلها فماذا سيفعل؟؟؟...
بغرفة وقاص ...
كانت شيما تكاد تنفجر من غيظها وحقدها علي زمزم...كانت تظن انها فرطت بنفسها بالفعل لذلك ذهبت إليه حتي تخبره بما تعرفه لكن ما حدث كان العكس تماما..فقد نأي بنفسه بعيدا عنها وكل ما يشغل باله ايجاد زمزم فقط...بالامس عرضت نفسها عليه فكان رده نظرة واحدة جعلتها تنكمش في نفسها وتذهب حتي تخلد للنوم ...
لكن اليوم اقسمت أن تقضي معه تلك الليلة ...بأحضانه ولن تتراجع عن حقها فيه....تريد أن تحمل طفله بأحشاءها خاصة وأن حزنه علي زمزم تحول الي حب خفي..لذلك تريد أن تربطه بجانبها بطفل يحمل اسمه ...
دلف الي الغرفة ولم ينتبه الي التغيير الذي طرأ عليها من الاساس...
اقتربت منه واحتضنته وقبلته علي وجنته قائلة بصوت رقيق...
_ حمد الله على سلامتك يا حبيبي...يلا ادخل خد شاور كده وفوق..انا عملالك العشا بأيدي النهاردة..
رد عليها بجدية وصوت متحشرج..
_الله يسلمك...تسلم ايدك يا شيما...بس انا مش جعان وكمان تغير هدومي وانام...كلي انت...
وازال يدها التي تحاول عنقه وتجاوزها...عضت علي شفتيها بغضب وحاولت معه مرة أخري...
_ بس انا مش هيجيلي نفس من غيرك...وكمان عاوزة اقضي الليله دي مع جوزي حبيبي..
رد عليها وقاص بنفاذ صبر...
_ وانا قولت اني مش قادر ولا جعان ...عاوز انام وبس لاني تعبان من الصبح...ومحبكتش النهارده تباتي ف حضني يا شيما ...
هذه المرة لم تستطع السيطرة على نفسها وصاحت بغضب...
_وتعبان ليه؟؟..تعبان م اللف ع رجلك ع المستشفيات والأقسام والمبالغ اللي بتدفعها يوميا عشان الناس اللي بيدوروا ع السنيورة...بس لما اجي أنا أطالب بحقي فيك وفي اني اخلف تقولي تعبان...بس قاضي لواحدة خاينه ...فاضي تجري وراها ...واحدة باعت نفسها عشان يا حرام مقدرتش تستحمل قعدتها كده...باعت نفسها برة وحرمتك تلمسها وكانت بترفضك...
الي هنا وفقد صبره وأعصابه عليها وصفعها بقوة المتها وجذبها من شعرها...
_ انا مفيش واحدة ترفضني يا شيما...واذا كنت بجيلك قبل كده ف ده لمتعتي ولأنه حقي...انا دافع فيكي...اوعي تنسي نفسك ...كنت حتة بياعة ف محل لا راحت ولا جت...الحظ لعب معاها شويتين وانا شوفتها ...وعجبتني...ف اتجوزتها...
تتلمي وكني ف مكان بقي عشان قربت اقرف منك وازهق...ولو ده حصل هتطلعي من هنا زي م جيتي..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لم تبلغ والدته بمرضه حتي لا تمرض...تعرف معزته بقلبها فهو وحيدها علي ثلاث بنات تزوجن بأماكن مختلفة...هو فقط من جلس معها ورفض تركها رغم إصرارها...
خرج الطبيب من الغرفة الموجود بها عابد فركضت تمارا نحوه...
_ هو عامل ايه؟؟.. الله يخليك قولي...هو مكانش قادر ياخد نفسه..
_ اهدي يا مدام...ذبحة صدرية..ومن الواضح أنها بسبب ضغط أو حزن...لأنه ما شاء الله شاب وصحته كويسة جدا...ياريت يبعد عن الحاجة اللي مدايقاه...
_ طب..طب اقدر اشوفه امتي؟؟..
_ بكرة بإذن الله لو عدي النهارده علي خير هيتنقل أوضة عادية وتقدري تقعدي معاه...
اومأت برأسها للطبيب وجلست امام غرفة العنايه ...
باليوم التالي...تم نقل عابد الي غرفة عادية فقد تجاوز مرحلة الخطر ...كان يرفض النظر إليها أو الحديث معها ...يتجنبها فقط حتي أنه تحامل علي نفسه حتي يأكل ويجعلها تقترب منه...
امتدت يده الي الكومود الموج بجانبه حتي يجلب كوب الماء...فلم يستطع نهضت هي من مكانها بسرعة وامسكت بالكوب ومدت يدها به..
_ خد اهو...
أدار رأسه الي الجهة الأخري قائلا بحدة خفيفة..
_ مش عاوز منك حاجة...للمرة المليون هقولهالك...امشي واطلبيلي امي وروحي اقعدي مع عيالك لحد م اخرج واريحك من الجوازة ديه ...
_ مش هقدر امشي واسيبك يا عابد ..لما تخرج بالسلامة هنشوف حل..
صرخ بصوت افزعها..
_ قولت برة...والحل الوحيد لما اخرج من هنا هو اني هطلقك...هجيلك شقة تعيشي فيها انت وعيالك لانهم صغيرين لسه...برة بقي..
خرجت من الغرفة وهي تبكي بقوة من معاملته السيئة لها ...أمسكت حقيبتها واتصلت بزهرة حتي تأتي إليها ..
_ الو...أيوة يا زهرة...انا ف مستشفي"""تعاليلي...لا لا مش انا ده عابد امبارح جتله ذبحة صدرية وانا ف المستشفي...بسببي يا زهرة بسببي...
بعد مرور ساعة تقريبا كانت تمارا تراني بأحضان زهرة وتبكي بقوة وبجانبها ناير ينظر لها بأسي علي حالتها هي وزوجها...
_ خلاص يا ناير ادخله انت وانا ههديها وادخل...
اومأ برأسه ثم دخل الي الغرفة ...
_ حمدالله على سلامتك يا درش...اجمد كده انت لسه شباب..
_ الله يسلمك يا سيدي...شباب!!...شباب فين بقي...انا عجزت خلاص رايح برجلي ع ال ٣٧ اهو.. وشعري ابيض..وشلت الهم يا ناير...
كان يتحدث بمرارة تقطر من كلماته...وجع بجنبات روحه يشعر به جيدا..احس نفس الاحساس عندما رفضته زهرة بليلة زفافهما..ربت علي كتفه قائلا بنصح وابتسامة...
_ عيال ناصر النوساني كلهم محتاجين الترويض يا عابد..اضعف واحدة فيهم عمرها م هتيجي بالشدة ولا بالغصب...هاتها ع الهادي...بالمناسبة صح..يوم فرحي عليها قالتلي انها مبتحبنيش...وزودت انها بتحب واحد تاني من عندها..بس انا صبرت وخلتها تحبني...
هز رأسه نفيا وهتف بصوت حزين..
_ مراتك زودت مش فعلا بتحب واحد تاني...انا مختلف تمارا لسه بتحب اللي ابوها رفضه وجوزهاني بعدها...معركتي معاها خسرانة من قبل م تبدأ...
_ اللي تمارا عملته دلوقتي يخليني اقولك انها بتحبك يا عابد ..انت مشوفتهاش بتعيط ازاي ...كانت منهارة دلوقتي ف حضن زهرة....صدقني...
***********************
بعد مرور اسبوع ...دلفت زهرة الي غرفة الطبيب باران حتي تري نتائج التحاليل ..خرجت من المشفي منذ شهر كانت تقوم بعمل التحاليل كل اسبوعين واستطاعت التغلب علي نفسها ولم تتعاطي تلك السموم مرة أخري..
_ صباح الخير يا زهرة..
_ صباح النور يا دكتور...هي التحاليل فيها حاجة؟؟...
_اممم..فيها وفيها يا زهرة...
زهرة بنفي وخوف...
_ والله انا مأخدتش حاجة..صدقني اكيد التحاليل بتاعتي اتلخبطت مع حد تاني..انا اخدت عهد علي نفسي اني مش هتعاطي تاني...
_ اهدي..يا بنتي انا قولت اصلا انها فيها حاجة من ديه..انا بقولك التحاليل فيها حاجة بس محددتش ايه هي..
هتفت زهرة بصوت متوتر...
_ طب فيها ايه طيب انا قلقت؟؟..
رفع باران التحاليل أمامها قائلا بابتسامة...
_ التحاليل بتقول انك حامل...
ظلت زهرة تحدق به ببلاهة مضحكة حتي ضحك باران بالفعل هاتفا من بين ضحكاته...
_ ايه يا زهرة..مش انت متجوزة بردو...حامل ف اسبوعين يا ستي..يعني لازم تاخدي بالك من نفسك بقي...
ودعت الطبيب وخرجت من المشفي بفرحة عارمة بعد ثمانيه اشهر واسبوعان بالتمام و الكمال ستنجب ثمرة حبها هي وناير الي الدنيا...
ذهبت الي المنزل حتي تهيئ الجو لاخباره...
بالمساء عاد ناير من الخارج ..لا تعلم تحديدا اين يذهب منذ الصباح وحتي المساء لكن لا يهم فهي تثق به ثقة عمياء..
تعلقت بعنقه بقوة ..
_ حمد الله على سلامتك يا حبيبي..
حاوط خصرها بيديه ورفعها إليه قليلا يقبلها علي شفتيها بسرعة خاطفة قائلا بابتسامة..
_ الله يسلمك يا قلب حبيبك...عامله ايه ؟؟..انا اسف بس نسيت موضوع التحاليل ده خالص....بس هنروح بكرة .. ماشي؟؟..
حركت رأسها يمينا و يسارا بابتسامة...
_ لا خلاص..انا رحت النهارده وكمان شوفت نتيجة التحاليل..
انزلها ناير ونظر اليها بغضب شديد وصوت حاد..
_ ازاي يعني تروحي لوحدك يا زهرة؟؟..انا مش قايل متعتبيش برا البيت من غير م اكون معاكي...كلامي مبيتسمعش ليه؟؟...
نظرت اليه نظرات طفلة يوبخها والدها وقالت...
_ والله الدكتور اتصل بيا وقالي لازم اجي النهارده عشان فيه حاجة ف التحاليل بتاعتي متستناش..ف رحت..
_ ولو...بردو تنفذي كلامي...انا مش هستحمل يجرالك حاجة تاني المرادي هموت بجد..
وضعت يديها على شفتيه بسرعة قائلة بحب وصوت رقيق للغاية..
_ بعد الشر عليك...متقولش كده تاني...عاوز تسيبني يعني؟؟..
وامسكت بيده تضعها علي بطنها المسطحة قائلة بابتسامة...
_ عاوز تسيبه هو كمان؟؟..اممم انا حامل...حامل ف اسبوعين وانا معرفش ...
حملها ناير ودار بها بفرحة عارمة مختلطة بضحكاتها التي ملأت المكان بأكمله حتي صمت أذنيه عن صوت والدته وزوجته الأخري ومضايقتهم له...هي فقط من يهمه أمرها ...
************************
بمنزل عابد سلمي...
طوال ذلك الاسبوع وتحديدا بعد حديث ناير معه..كان يريد اختبارها جيدا..لم يتوقف عن الطلبات بطريقة مستفزة حتي يثير حنقها وتفلت اعصابها...لكنه لم يري شئ من هذا القبيل فقط الطاعة والراحة ما شاهدها عليه منذ مرضه...
_ هاتيلي ميه..
_ حاضر...
وقفت امام الكومود وامسكت الدورق تصب الماء بالكوب...
_ لا ...مش عاوز الكوباية ديه...مبحبش اشرب فيها...هاتيلي كوباية تانية...
اومأت برأسها بهدوء وذهبت حتي تجلب كاسة أخري وعادت ...وضعت بها الماء واعطتها له...
_ جعان..ومش عاوز فراخ ..عاوز محشي ودلوقتي...
ابتسمت رغما عنها ولم تستطع كتمانها اكثر من ذلك.. قصص
_ حاضر هعلك محشي...بس ده هياخد وقت...تحب اجبلك حاجة تانيه تاكلها عقبال م اخلص؟؟..
_ لا..مش عاوز وياريت تبطلي ضحك وتروحي تعمليلي الاكل...اهو استفاد منك بحاجة..
بعد مرور ساعتان وضعت تمارا الصينية علي الفراش...
_ اهو ...اتفضل كل عشان العلاج...
_ عامل بإيدي يعني!!...انت مبتفهميش...قومي هاتي شوكة...
نهضت من مكانها واقتربت منه ودست يدها بالطبق وامسكت بواحدة من الملفوف..ورفعتها أمام فمه...
_ اولا انت مبتاكلش المحشي بشوكة...بتحب تلبص بإيدك زيي...ثانيا بقي انت مبتحبش تاكل المحشي بالليل كده...ثالثا وده الاهم...انا بحبك...
ودست ما بيدها بفمه...وابتعدت عنه حتي تخرج من الغرفة عندما اوقفها عابد قائلا...
_ مفكراني هصدقك بقي؟؟..انا مش عارف أمتي اخف وأقوم علي رجلي عشان اخلص منك وامحيكي من حياتي نهائي..اطلعي برة واوعي تيجي هنا تاني ...مش عاوز منك حاجة...
خرجت من الغرفة وذهبت الي غرفة اطفالها وبكت بقوة علي جرحه لها بهذا الشكل وإهانتها طوال الأسبوع الفائت
**********************
تدهورت حالة ناصر الصحية كثيرا بعد اختفاء ابنته...وبعد ابنتيه الاخريتان عنه ...تحامل علي نفسه اليوم وارتدي ملابسه حتي يذهب لتمارا ويدعو ابنته الأخري وزوجها...يريد العيش معهم وسطهم..لا يريد أن يموت وحيدا ...سيظل يبحث عن ابنته الصغري حتي الرمق الاخير لكن الان عليه اصلاح علاقته بتمارا وزهرة...
خرجت من الغرفة حتي تفتح الباب فتفاجأت بوالدها أمامها ..تسمرت مكانها ولم تدعوه للدخول حتي...
_ هتطرديني يا تمارا ؟؟..
_ للا..لا اطرد حضرتك ازاي ...اتفضل..
دلف ناصر الي الداخل بهدوء وجلس علي المقعد منتظرا دخولها وراءه...أجبرت ساقيها علي التحرك وتتبعته الي الداخل...
_ جوزك فين يا تمارا ؟؟..
_ جوة..
_ عامل ايه دلوقتي؟؟..بقي كويس؟؟...
_ ااا..أيوة الحمد لله ..
_ الحمد لله ..طيب ...اطلبيلي زهرة خليها تيجي هنا ...انا طلبت ناير علي هنا بس هي قالتله مش هروح...ف ياريت تطلبيها لاني عاوز اتكلم معاكوا انتو الاتنين ..
اومأت برأسها والتفتت حتي تجلب هاتفها لكنها عادت تسأله مرة أخري بتردد..
_حضرتك لاقيت زمزم؟؟..
_ لا..ملقتهاش...بس هلاقيها..مش هسيبها الا لما الاقيها ..روحي يلا..
بعد مرور ساعتان تقريبا...ذهبت تمارا حتي تفتح الباب لشقيقتها وزوجها ...سارت معها زهرة بخطوات مرتعشه لاحت أمامها ذكري زمزم وما فعله بها والدها تلقائيا وجدت نفسها تتشبث بيد ناير بقوة حتي دلفا الي الغرفة الموجود بها وجلست بجانبه رافضة حتي أن تصافح والدها....
_ عارف أن محدش منكوا انتوا الاتنين طايقني...بس انا لازم اتكلم معاكوا...ولازم تسامحوني وتنسوا...مش هقدر اب عنكو وابقي منبوذ كده...
انا جمعتكوا انتوا كمان معاهم عشان فيه حاجة خاصة بيكوا...اللي عاوزة تطلق فيكوا انا مستعد اطلقها...هطلقها وهتيجي تعيش معايا معززة مكرمة...عمري م تدخل ف حياتها تاني...مش هقدر اكمل كلامي الا لما اعرف مين فيكوا عاوزة تطلق؟؟...
امسك ناير بكف زهرة ولثمه بقبله رقيقه أمامهم ولم يخجل وهتف بقوة ..
_ انا عمري م هطلقها يا عمي ...زهرة حياتي كلها ...انا بحبها وهي كمان بتحبني...وبعدين احنا مستنيين نونة..مينفعش تيجي وتلاقينا منفصلين ولا فيه بينا اي مشاكل اصلا...
ابتسم ناصر بفرحة لهما لكنه داري ابتسامته حتي يأخذ رأيها اولا...
_ وانت يا زهرة ..عاوزة تطلقي ولا لا؟؟..
ردت زهرة محاولة التغلب على خوفها من والدها ..
_ لل..لا...مش عاوزة أطلق انا عاوزة افضل مع ناير...انا بحبه...
اومأ برأسه بفرح شديد...ازال عن كاهله ذنب واحده منهم...
التفت إلي تمارا وباغتها بالسؤال ..
_ عاوزة تطلقي يا تمارا ؟؟؟...
توقفت أعضاءه كاملة ...أصبح علي حافة الانهيار ...يكاد يتوقف قلبه من شدة خفقانه..بالتأكيد ستطلب الطلاق وبالتأكيد أيضا أن والدها سينفذ لها ما تقوله...نظر إليها ينتظر قرارها...حتي لو كان تصريحها بحبها له صادق فهي لن تتحمل الإهانة مرة أخري وامامها والدها يمد يد المساعدة لها ...
عاد ناصر يسألها من جديد قائلا...
_ عاوزة تطلقي يا تمارا؟؟؟...
اخذت نفسا عميقا ورفعت نظرها إلي والدها وهتفت..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_ أيوة...
كلمة فقط هوت بروحه الي الجحيم ..رغم أنه هيأ نفسه وكان يعلم قرارها من البداية إلا أن رفضها له أمامهم جميعا جرح رجولته...
اغمض ناصر عينيه بألم علي حالهم...يشعر بالذنب تجاه الاثنين بقوة...
_ طلقها يا عابد...طلقها يا ابني كفاية اللي كل واحد فيكوا شافه..
هنا تحدثت زهرة معنفة شقيقتها...
_ انت كدابة ...مطلقهاش من عابد يا بابا...اتصلت بيا لما كان ف المستشفي ولما روحتلها قالتلي انها بتحبه..وأنها عمرها م حبت الواد بتاع الكلية ده ...
دمعت عينا تمارا وهتف توقف زهرة...
_ اسكتي يا زهرة ..اسكتي انا مبحبش حد...
صاحت زهرة بغضب...
_ لا انت كدابة...لغاية امبارح كنت بتقوليلي انك بتحبيه حتي وهو بيعاملك وحش...كفاية قرارات غلط ف حياتك بقي...من الاول اتجوزتيه ولما المأذون سألك قولتي موافقة زي الجردل...وعشتي عيشة ما يعلم بيها الا ربنا...ودلوقتي بعد م حبتيه وهتعيشي مرتاحة معاه عاوزة تطلقي!!!...الحاجة الوحيدة اللي المفروض تعاقبيه عليها هي جوازه عليكي...مش حاجه تانية...انت كمان غلطي ف حقه...انت مقولتيلوش انك مش عاوزاه...مش ذنبه انك جبانه...
احتفظ عابد بثباته أمامهم رغم رغبته الجامحة في ضمها الي صدره واشباعها تقبيلا..
_ انا مش هطلقها يا عمي...عيالي يمنعوني اني اعمل كده..عدي وسجدة مقدرش اعيشهم مشتتين كده بيني وبين امهم..
رغم سعادة ناصر بأن العشق دق باب ابنته تجاه زوجها إلا أنه رفض التخلي عنها فلم يلتفت إلي ايا منهم وهتف موجها حديثه لها...
_ قومي يا حببتي البسي وهاتي عيالك...تعالي قضي معايا اسبوع ولا حاجة لغاية ما تاخدي القرار اللي يريحك...محدش هيضغط عليكي ...
حاولت زهرة الحديث لكن ضغط زوجها علي يدها أوقف الكلام بحلقها ...اما عابد فتركها حتي تتخذ قرارها دون تأثير عليها من احد...
رفعت بصرها الي إلي ابيها غير مصدقة لما سمعته منه ...والدها يسلمها زمام أمورها ...لها وحدها...دون تدخل منه أو فرض رأيه عليها...
تحدثت بسعاده ظهرت بصوتها...
_ حاضر...حاضر يا بابا هاجي معاك...
ونهضت من مكانها ذاهبه للغرفة حتي تجلب كم قطعة ملابس لتكفي مكوثها في بيت والدها واتجهت الي أبناءها حتي توقظهم...
بشقة المعادي..
يجلس قدري أمام ابنته التي أصبحت كثمرة الطماطم غير قادرة علي ايضاح الموضوع كاملا لوالدها...فقد طلبها عمرو اليوم منه دون أن يقول لها...
_ يا سيلا قولي بقي...كده كده انا فهمت الحوار كله...انت تقوليلي أنه قريب هفرح بيكي...وبعدين ييجي هو علطول يطلبك مني...ولما انا اجي اقولك علي عريس جاي يتقدملك تتكسفي وتحمري...
_ والله يا بابا كنت هقولك...بس فعلا اتكسفت خصوصا يعني أن أول معرفتنا كانت بخناقة... وبعدين الموضوع أطور..
جذبها قدري من ذراعها واحتضنها بقوة وقبل جبينها بحب وعاطفة أبوية...
_ يا عبيطة بقي حد يتكسف من ابوه!!..انا اصلا حبيته من ساعة م دخل عليا كده...وبكرة كل المعلومات هتجيلي عنه...بس عاوزك متكلمهوش لغاية م أسأل عليه...اوعي تصغري نفسك قدامه...ولا تصغريني يا بنتي...
اومأت براسها وعادت تحتضن والدها من جديد...
بالمنزل الذي تقطن به زمزم ...الشقة المجاورة لشقة ياسر وعائلته...والدته تعاملها معامله سيئة للغاية وهي لا تعلم لماذا؟؟...
ذهبت الي المحامي الذي دلتها عليه احدي صديقات سيلين وأخبرته في رغبتها بالحصول علي الطلاق دون علم زوجها حتي يتم...اخبرها أن الموضوع سهل للغاية ...طلبت منه البدء بالاجراءات اليوم ستتحدث مع ياسر ووالدته...يجب أن يعلم كل شئ عنها ويسامحها ففي النهاية هي ضحية وتلك الخطيئة التي ارتكبتها كانت غلطة غير مقصوده منها...فهي بحثت عما ينقصها..
أما الآن فستتحدث الي والدته حتي تعلم لما تكن لها ذلك الكره ؟؟..يجب أن تتخذها أما ثانية لها بعد والدتها التي كانت متعلقة بها بقوة رحمها الله...
فتحت الباب فوصلها صراخ ياسر ووالدته ...شئ متكرر اعتادت عليه فمضت نحو الباب حتي تمنعهم من استكمال تلك الوصلة ...لكن حملة والدته خرقت أذنها ...
_ مش هتتجوزها...مش هتتجوز واحدة خرج بيت وكانت بتخونك جوزها معاك...البت ديه تمشي من شقتي ...مش عاوزة اشوف وشها نهاااااائي ...
_ يا ماما...يا ماما حرام عليكي مش هبقي انا واهلها عليها كفاية كده...انا بحبها...
_ حبك برص...خانت جوزها بكرة تخونك..
صرخ ياسر بوالدته بنفاذ صبر يسرد علي مسامعها تفاصيل الحكاية كلها غافلا عن تلك التي فقدت القدرة علي الحركة أو التحدث حتي...بعد أن استمعت لكلامه وتيقنت من خداعه لها عادت مرة أخري الي شقتها تجمع حاجياتها...كتب عليها الشتات في الارض...والغدر من اقرب الناس اليها...من سلمته قلبها وتحملت ماتحملته بسببه كان متأمرا مع عمها عليها ...جمعت كل شئ لها بهذا المنزل وغادرت المكان بأكمله...أوقفت سيارة اجرة وهتفت قائلة للسائق..
_ المقابر....
دلفت تمارا إلي المنزل برفقة ابيها وهو يحمل سجدة ويمسك بيد عدي رافضا تركهما مطلقا...
_ طب هات سجدة يا بابا عشان متتعبكش...
قبل ناصر الصغيرة بوجنتها الناعمة قائلا بحب..
_ لا...هي مش تعباني...انا بحبها وعاوزها تفضل معايا...خلاص طول م انت قاعدة هنا عمري م هسيبهالك...
ابتسمت تمارا بحنين الي تلك الأيام التي كانت فيها مع والدتها تحملها وتهدهدها وتتركها تتدلل عليها ...
_ انا هدخل انام يا بابا...عاوز حاجه؟؟..
_ لا يا حببتي اطلعي انت ...تصبحي ع خير..
_ وانت من أهله يا بابا...
صعدت تمارا الي غرفتها فقد اشتاقت إليها ..كما اشتاقت لتمار...تري اين هي الان؟؟..اين ذهبت وماذا حدث لها؟؟...
أنهما بحزن شديد علي حال شقيقتها والتي لا تعلم عنها شيئا...أعلن هاتفها عن وصول رسالة ما...
التقطت الهاتف وفتحت الرسالة كانت مرسلة منه...احمد نصران شخصيا...
" تمارا عدي اسبوع...انا عاوز قرارك وايا كان ايه هو ف انا هحترمه"...
_ احمد أنا لما كلمتك كلمتك عشان أسألك انت مين لأنك كنت بدأت تعملي مشاكل فعلا مع جوزي..وكمان انا بحب جوزي ومش كل واحدة عندها شوية مشاكل مع جوزها تبقي تعيسة أو مبتحبوش...بالعكس أنا بحب جوزي جدا...عمري م جه ف دماغي اني اسيبه بالطريقة المهينة ديه أو اني اخونه من الاساس...واللي خلاني استمريت اني اكلمك بعد م عرفت انت مين ...اني معتبراك صديق...صديق مش اكتر وانت فهمت معزتك عندي ديه غلط...
جاءها الرد بعد ثوان معدودة...
" انا اسف...انا فعلا فهمت غلط..انسي اي حاجة انا قولتهالك ...واعتبريني احمد نصران صديق الكلية القديم...زي م كنت صديق لسلمي صاحبتك...اتمنالك السعادة من كل قلبي يا تمارا "...
وبذلك اغلقت صفحة احمد نصران وتمارا للأبد...الان عصر عابد سلمي وتمارا النوساني...
بعد مرور شهر...
جلس عابد أمام ناصر يطلب منه رؤية تمارا...مضي شهر وهي تتجنب الحديث معه...أبلغت رسالتها إلي والدها حتي يبلغها إليه بالحرف.." قوله مش هيشوفني نهاااااائي لحد م انا أقرر...قوله اني بعاقبه علي جوازه عليا...مهما عملت مكانش ينفع يتجوز عليا"...
ورغم اعتراض ناصر لم يستطع التفوه بحرف سوي النصيحة فقط...
كان كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد رؤيتها بأي طريقة يريد اخبارها بشئ من المؤكد أنها ستقبله عليه...
_ يا عمي...يا عمي حرام كده والله...بقالي شهر مش عارف أشوفها..هي مراتي والله مراتي...
_ اعمل ايه يا ابني طيب...انا ببلغك اللي هي بتقوله...اهي عندك فوق ف اوضتها طلعوني انا منها مليش دعوة انا...
نهض من مكانه وسار باتجاه الدرج قائلا...
_ أيوة ...حضرتك ملكش دعوة...ده انا قربت احب علي نفسي...
بالغرفة كانت تمارا تتحدث بالهاتف فشهقت بعنف عندما فُتح الباب ودخل منه عابد فأغلقت الهاتف بسرعة...
_ فيه ايه ؟؟..حد يدخل علي حد كده؟؟... ايه الطريقة الزفت ديه ؟؟...
كانت ترتدي عباءة بيتية دون اكمام لونها اسود يتناقض مع بياض بشرتها وبها نقاط حمراء وتسدل شعرها علي ظهرها برقة...
اقترب منها عابد واسقطها علي الفراش وهو فوقها وقبلها بقوة وشوق...تمنعت بالبداية ثم تجاوبت معه...اشتاقت له أيضا كما اشتاق اليها ...بادلته قبلته بقوة ولفت ذراعيها حول عنقه تطالبه بالمزيد غير عابئة بالمكان الذي توجد به...اما هو فكان اكثر من سعيد وهو يلبي رغبتها حتي يطفئ نار شوقه إليها نزع چاكيت بذلته بمساعدتها كما ساعدها هو في الخروج من لباسها الضيق ذاك...
بقصر النوساني...
دلف وقاص الي الغرفة حتي يري اذا كانت تجهزت كما طلب منها أن لا...لكنه وجدها تجلس على الفراش وامامها حقيبة ملابسها ...اقتربت منه بسرعة وهي تبكي وتترجاه...
_ الله يخليك يا وقاص مطلقنيش...صدقني عملت كده من غيرتي عليك...
دفعها بعيدا عنه قائلا بغضب مكتوم..
_ غيرتك عليا تخليكي تكلميها وتحذريها اننا عرفنا مكانها!!!...مفكرتيش ف ابوها اللي هيموت عليها ولا اخواتها ؟؟؟..سبق وقولتلك قبل كده متنسيش نفسك لاني اتجوزتك اعجاب...اعجااااب مش اكتر...حذرتك تحاسبي علي تصرفاتك يبقي تستاهلي يا شيما... والله..لو لاقيتك ف طريقي لاموتك هيبقي علي ايدي ...انت طالق...برة...
خرجت شيما من الغرفة تجر أذيال الخيبة وراءها وتبكي...منذ اسبوع تقريبا استمعت الي سيلين وهي تتحدث الي زمزم...اخذت هاتف سيلين دون علمها واخبرت زمزم أن سيلين خانتها واخبرتهم بمكانها ويجب عليها إلا تتصل بها مجددا لأنها خائنة...ولكن سيلين سمعتها وصاحت بجميع من بالمنزل حتي يعلموا حقيقة تلك الحية الموجوده بينهم...فما كان من وقاص سوي ضربها وبعدها طلب منها جمع حاجيتها والقي اليمين عليها لا يريدها بحياته ابدا....يريد زمزم...زمزم فقط..والتي اضاعتها تلك الغبية من بين أيديهم .
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت تتوسط صدره العاري وتحتضنه بحب لا تصدق ما عاشته خلال الدقائق الماضية...لم تشعر بحلاوة ذلك الوقت بينهما سوي اليوم فقط...كانت تتابع خلجاته بلهفة وشوق...كان يهمس لها بحبه وولعه بها..ولم تبخل هي عليه لم تتشنج أو تبكي كالسابق فقط الابتسامة المحبه وتأوهات استمتاعها بدلا من نفورها كالسابق...
كان يعبث بخصلاتها بحنان بالغ ثم قبل رأسها قائلا...
_ بحبك يا تمارا...بحبك وعمري م حبيت زيك ولا قبلك ...انت قعدتي علي قلبي من زمان وربعتي ..احتلتيني خلاص...بقيتي النفس اللي بتنفسه لو بعدت عنك بس امووووت ..
نقرت بأصابعها علي صدره قائلة برقة..
_ بعد الشر عليك متقولش كده...انا كمان بحبك ...بحبك من ساعة ما قدرت خوفي يوم جوازنا...بس انت بقي اللي بهدلت الدنيا باللي انت عملته ...
_ خلاص بقي...مش عاوز نحكي عن اي حاجة حصلت زمان...زمان ده كان غلطي وغلطك...وقبلنا غلط ابوكي...بس دلوقتي خلاص...
تملصت منه وتسطحت علي بطنها ووجها أمامه قائلة بغضب مصطنع...
_ وانت مفكر اني هروح معاك ولا ايه ؟؟..انا مش ناسية يا استاذ انك اتجوزت عليا..لا وكمان كنت بتروحلها وبتجبهالي البيت ...اللي حصل دلوقتي ده حصل عشان انت كنت واحشني بس انا مش هروح معاك ...
قرص وجنتها بقوة آلمتها قائلا بجدية وصرامة...
_ هتروحي معايا...مفيش قعاد هنا تاني خلاص...انسي..
تمارا بعناد...
_ لا مش هروح معاك..وبابا تحت هقوله مش عاوزة اروح وهو هيقعدني معاه...
امسك بيدها يقلبها علي ظهرها وهو فوقها يقول بصوت مغرِ...
_ تفتكري بابا لما يعرف احنا عملنا ايه ف البيت الطاهر ده هيسيبك تقعدي هنا ثانية واحدة؟؟..ابدا ده حتي يصعب عليه مجهودي...
ضربته تمارا بخفة بصدره قائلة بشهقة..
_ يا قليل الادب..
هبط برأسه علي رقبتها المسكينة ذو العلامات باحثا عن مكان آخر حتي يترك علامته هناك ..
_ طب تعالي بس اما اقولك حاجة الاول وبعدين نشوف موضوع تروحي ومتروحيش ده..
تمارا بخجل ..
_ بس بقي كفاية قلة ادب احنا ف بيت ابويا...
نظر إليها بنصف عين قائلا بتهكم...
_ والچاكتة اللي قلعتيهاني..كنا فين ساعتها ف القرية الذكية!!..اتعدلي يا بت...
أفلتت ضحكة عالية من تمارا جعلته يغير مساره من رقبتها الي فمها حتي يسكتها بطريقته...
********************
"زهرررررررة....
فزعها صوته فسقط منها ما كانت تحمله وتحاول إخفاءه عنه..
اقترب منها ناير ونظر الي الارض باحثا عن الشئ الذي سقط واحدث هذا الصوت ...انحني وجلب واحدة من ثمرات الخوخ الواقعة أرضا وسار ناحية زهرة بملامح غاضبة...كانت زهرة تفرك يديها ببعضهما حتي لا تحك رقبتها وذراعها أمامه ...
_ انا مش قايل لا؟؟..انطقي..
عضت علي شفتيها السفلي بحرج وهتفت بصوت ضعيف...
_ م انا مأكلتش اهو وسمعت الكلام...
امسك بذراعها يكشف عنه مشيرا الي تلك العلامات قائلا بصوت حاد....
_ ودول!!..دول من ايه ..مش قلنا خوخ لا...عشان الزفت الحساسية اللي عندك..مبتسمعيش الزفت علي راسك ليه؟؟..
هتفت بصوت باكي...
_ م انا بحبه طيب...وكمان أتوحمت عليه...اعمل ايه طيب...
_ تعملي ايه طيب؟؟...تبطلي فجع ..اتنين كيلو خوخ تاكليهم كلهم وتملي جسمك حساسية وتقوليلي اعمل ايه !!..
عارفة دواكي ايه ؟؟..
هتفت مسرعة..
_ لا لا خلاص مش هاكله تاني ..
_ م انت مش هتاكليه تاني فعلا...والله العظيم لو لاقيت بذره خوخ واحدة بس لاخبطك بيها ف دماغك...ده الحساسية قربت تطلع علي وشك ...هتلبسي ولا ايه؟؟..
اومأت برأسها قائلة...
_ أيوة هلبس...بابا لازم يعرف أن زمزم كلمتني امبارح...كفاية اوي القلب اللي جاله من زعله عليها ..
اومأ برأسه موافقا وهتف بأسف...
_ اللي انت هتعمليه صح...وزمزم لازم ترجع ابوكي تعب اوي عشان يلمكوا حواليه...كفاية كده سامحوه بقي....لسه مسامحتيهوش يا زهرة؟؟..
أرجعت خصلاتها خلف اذنها وهتفت بصوت منخفض...
_ سامحته ف اللي يخصني كله والله...خصوصا اني فزت بيك وانت مأسأتش ليا نهائي...بس انا مش قادرة انسي يوم م روحتله وعمل اللي عمله ف زمزم ...غصب عني خايفة منه ...ممكن يكون ضعف بس انا مش ناسية اللي شفته..كمان زمزم بقت كئيبة اوي لما بجبلها سيرة ياسر بتقعد تعيط...
ربت ناير علي كتفها يواسيها وهتف...
_ طيب ..روحي البسي يلا ...
ذهبت زهرة حتي ترتدي ملابسها كان ناير ينظر في إثرها بخوف من القادم...بالاسبوع الماضي تخلص من ذلك الرابط الذي يربطه بندي...لكنها اقسمت علي تخريب حياته ومن وقتها وهو يصر علي زهرة أن تقص عليه تفاصيل يومها كاملا حتي يتأكد من صدقها...
*****************
بقصر النوساني ...
تجلس السيدة نجاة أمام زوجها.... فقد أن عاد إلي المنزل حتي يستقبل خطيب ابنته وأهله حتي يتقدم لها ...لا يريد تصغير حجمها أمامه..
بالامس تم كل شئ ...والاتفاق على موعد الخطبة بوجود والدتها وأخيها وعمها وابنتيه ..كانوا فرحين لها كثيرا...بعد أن تم الاتفاق احتضنتها والدتها بقوة ودمعت عيناها بفرح ...اما أخيها فقد قدم لها هدية قيمة وقام باحتضانها بفرحة عارمة...
واليوم التالي جمع قدري اغراضه واستعد الذهاب الي شقة المعادي مرة أخري...لكن السيدة نجاة لها رأي آخر فقد دخلت الي الغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست أمامه حتي يصلا الي حل وسط...
_ خير؟؟..عاوزة ايه يا نجاة؟؟..
نجاة بجدية..
_ عاوزة اتكلم معاك يا عبد القادر... ينفع؟؟..
تنهد بتعب واومأ برأسه فتابعت هي بصوت جامد...
_ عاوزاك متمشيش ولا تبعد بنتي عني...عاوزاك تسامحني عشان وقاص وسيلين يسامحوني ...
_ مفيش ف أيدي حاجة يا نجاة..عيالك عندك ورغم اللي عملتيه الا اني مقدرتش ابعدك عن حياتهم لما جالها عريس كان لازم انت تبقي ف الصورة لأنك امها وحد مهم ف حياتها طبعا...ووقاص كمان عندك وتقدري ترجعيه ليكي...بكرة أن شاء الله يلاقي واحدة تستاهله ويستاهلها وتفرحي بيه بجد المرادي...
دمعت عيني نجاة بضعف لأول مرة..
_ ليه مصر تطلعني وحشة!!..ليه بتحسسني اني مراتك وخلاص؟؟..ليه مبتغرش عليا...مبتاخدنيش تفسحني...ليه دايما بتوجعني ع حاجة مليش ذنب فيها...
تفاجأ قدري من ضعفها الجديد عليه أمامه وتوتر اجتاحه...طريقة كلامها غير مطمئنة بالمرة..
_ ااا...ايه اللي انت بتقوليه ده؟؟...انا بحب...
قاطعته بعنف شديد..
_ كداب....كداب يا قدري متكملهاش...عمرك م حبتني...مش هنبش ف القديم ولا هطلب الطلاق عشان عيالي...بس انت السبب ف كرهي لزمزم...ببساطة لأنها نسخة منها...وانت بتحبها...بدافع عنها ...بتقعد قدامها بالساعات تتغزل ف جمال امها فيها لأنها نسخة منها...مدتنيش فرصة اخليك تحبني ...حرمتني اني اخلف تاني عشان كنت بحس معاك اننا بنرتكب زنا...
مش عاوزاك تمشي يا قدري لاني بحبك...بحبك مع الاسف...
وخرجت من الغرفة كما دخلت ...بهدوء شديد...دلفت الي غرفتها سابقا والتي انفصل عنها قدري واكملت بكاءها..لم تكره مادلين يوما كانت بالنسبة لها سلفتها فقط لكن عندما بدأت تري نظرات الحب بعيني زوجها تجاه مادلين كرهتها تلقائيا...حزنت عليها بعد موتها خاصة وأنها تركت ثلاثة بنات لزوجها الذي لا يهتم بشئ سوي عمله ..
تجدد كرها لزمزم عندما بدأت تكبر وتصبح شابة ..وشاهدت الشبه الواضح بينها وبين والدتها ..عيناها الزرقاء شعرها البرتقالي الغريب...بياض بشرتها ...رقتها ونعومتها...كل شئ ..وبعدها إصرار زوجها علي وقاص بضرورة زواجه من ابنة عمه بعد ما حدث لها...
لم يكن من الصعب عليها معرفة السبب الحقيقي وراء ضغطه علي وقاص للزواج منها باختصار يريد مادلين الصغيرة ببيته...
**********************
بمنزل ناصر النوساني...
دلفت زهرة برفقة زوجها الي المنزل تبحث عن تمارا حتي تخبرها بقرارها في اخبار والدها بتواصل زمزم معهم حتي يستطيعوا تحديد مكانها ويأتوا بها...
صعدت الي غرفة تمارا مباشرة وفتحت الباب دون أن تستأذن بالدخول اولا...وبالطبع لم يكن الوضع الذي وجدت عليه اختها وزوجها لائق...
_ تمارا..انت قررت اقول لبابا أن..هيييي
شهقت بعنف وخرجت من الغرفة مسرعة بعد أن تضرجت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تراهم في ذلك الوضع...
بالداخل تسمرت تمارا مكانها وخجلت عندما وجدت شقيقتها تدخل عليها الغرفة...بالطبع لم يخبرها أحد بوجود عابد وإلا كانت استأذنت قبل الدخول بالاعصار هكذا...تفاجأ عابد ايضا وتوقف عن تقبيل تمارا التي اغمضت عيناها بقوة فهتف بصوت متحشرج...
_ افتحي عنيكي...هي مشيت خلاص...كان المفروض تخبط اصلا..
فتحت تمارا عيناها وهتفت...
_ اكيد محدش قالها انك هنا...لغاية اول امبارح جت ودخلت عليا بنفس الطريقة كده...هي مش قصدها اكيد...
_ طيب...حصل خير...قومي يلا خدي شاور كده وننزل تحت...هنقعد مع ابوكي النهارده وهتروحي معايا بالليل...
_ مش هر...
قاطعها بصرامة وقوة...
_ قولت هتروحي...كفاية دلع بقي...يلا...ولا اقولك تعالي ناخد الشاور مع بعض...
انطلقت ضحكة تمارا الفرحة وهي تراه يستعد لحملها الي المرحاض..
******************
بالاسفل ...ركضت زهرة الي مكان جلوس ابيها وزوجها بتوتر ووجنتيها محمران مما شاهدته بالاعلي...ذهبت إلي ابيها وامسكت بيده تقبلها ثم احتضنته ...
_ عامل ايه يا بابا؟؟...
ربت ناصر علي رأسها بحنان ابوي..
_ الحمد لله يا حبيبة بابا...انت عاملة ايه والواد اللي جوة ده عامل ايه؟؟..
زهرة بابتسامة...
_ الحمد لله يا حبيبي...
وجلست بجانبه زوجها الذي استطاع رؤية توترها بوضوح ...انشغل ناصر وقام بنداء الخادمة حتي تبعث بأحد لعابد وزوجته في الاعلي...
اقترب ناير من من أذن زهرة قائلا بتساؤل...
_ مالك ...متوترة ومحمرة كده ليه ؟؟..
_ مم..مفيش..
_ لا فيه ...قوليلي فيه ايه يلا ؟؟..
زهرة بخجل وصوت منخفض...
_ مفيش اصل انا طلعت لتمارا للاوضة وفتحت الباب مرة واحدة زي ما بعمل عادي يعني ...للل..لاقيتها هي و..عابد يعني ااا...
ضمها ناير الي صدره وضحك بقوة حتي ادمعت عيناه...
_ عشان تتعلمي بعد كده تخبطي الاول متبقيش زي المدب كده وتفتحي الباب علطول ..
ضربته زهرة بصدره حتي يتوقف عن الضحك وهي تنظر له بغضب شديد...
بعد مرور دقائق ...جاءت تمارا برفقة زوجها وهي تخفض رأسها غير قادرة علي وضع عيناها بعينيهم جميعا تشعر وكأنهم جميعا رأوا ما كونوا يفعلونه...
كان أول من تحدث بهذه الجلسة ناصر قائلا ...
_ يلا يا ولاد الاكل ع السفرة عند البيسين ...قولت ناكل برة النهارده الجو حلو...
ساروا جميعا باتجاه طاولة الطعام وجلسوا عليها يتناولوا طعامهم ...
بعد أن انتهوا من تناول الطعام اخذت زهرة نفسا عميقا والتفتت إلي والدها قائلة بعزم ...
_ بابا...زمزم بتتصل بيا انا وتمارا...هي طبعا قالتلنا منقولش لحد انها بتكلمنا... ولما انا قولتلها مينفعش ولازم ترجع مقالتليش علي مكانها....بس بتتصل بيا وبتقعد بالساعات تكلمني انا وتمارا..انا قولت لحضرتك عشان زمزم لازم ترجع...
انا معرفش حصل بينها وبين ياسر ايه بس الظاهر انها سابته...واتخلت عننا كلنا..حاولت اني أشوفها اكتر من مرة بس هي كانت بترفض..
هبطت دموع ناصر وهو يسمع عن ابنته الغائبة ما يطمئنه علي وجودها وأنها سالمة...لكن ترفض وجوده بحياتها...ترفضه وترفض رؤية شقيقتيها ....
_ اتصلي بيها يا زهرة...اتصلي بيها وانا هحدد مكانها دلوقتي..
فعلت زهرة ما قاله والدها واتصلت بها تسألها عن مكانها وبالطبع جاء ردها بالرفض وانتهي الأمر بها الي أن أغلقت الهاتف بوجهها...وجملت ناصر التي شقت السكون...
_حددت مكانها خلاص..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بمنزل ياسر...منذ رحيلها من منزله بذلك اليوم وهو يبحث عنها املا فى ايجادها..حزنت والدته كثيرا بعد ان علمت اصل الحكاية كاملة من ابنها...اشفقت على زمزم كثيرا..لكن ليس بيدها شئ ف بالنهاية هى تريد حياة زوجية مريحة لابنها...
تلك الفتاة جارتهم "ميرنا" تحب ياسر لكن هو لا يراها ابدا...فكرت "امال" والدته ان تساعدها فى جذب انتباهه اليها حتى يخرج من حالة الحزن التى خيمت عليه تلك ...تمنت لو عاد بها الزمن الى كم شهر مضي وترفض ذلك الاتفاق اللعين بأكمله..
دقت ميرنا على غرفة ياسر برقة فسمعت صوته يسمح لها بالدخول ظنا منه انها والدته..
-انت!!..نعم يا ميرنا عاوزة ايه؟؟..
ميرنا بهدوء...
-اتفضل...ده جواب جت امبارح البنت اللى كانت عايشة معاكوا وادتهوني...بلغتني انى اوصلهولك ضروري..و..
قاطعها ياسر بغضب وصوت مرتفع..
-و ايه؟؟..وحضرتك بقي مجبتيهوش من امبارح ليه؟؟..كنت عاوزة ترميه ولا كأنها جابت حاجة اصلا مش كده ؟؟..طبعا ما انت لازقالنا هنا عشان ابصلك واتجوزك...بس انسي يا ميرنا انا لا عمري هحبك ولا اي حاجة م اللى ف دماغك ديه نهائي انا بحب واحدة بس...بحب زمزم وبس..
وضعت ميرنا الورقة المطوية بيدها على الكومود وخرجت من المنزل تبكي بقوة..لم تظهر له حبها ابدا..كانت تعلم انه لا يراها لكنها تعتبر والدته بمثابة امها لذلك تودها وتسأل عنها...دفنت حبها له بأعماق روحها ومضت بحياتها..كانت تري نظراته لزمزم عندما تدعوها والدته لتناول الطعام معهم..لم تضع نفسها يوما فى مقارنة معها تعلم جيدا انها الخاسرة الوحيدة بتلك اللعبة...
************************
بغرفة زمزم...جلس وقاص على الفراش وامامه قطع الملابس خاصتها...يشتمها من حين لاخر حتي يشعر بوجودها حوله حتى وان كانت لحظات...وبيده البوم صورها وهى طفله...صورها مع والدتها وشقيقتيها ..ووالدها..تحب والدها كثيرا لذلك لم تستطع التقليل من شأنه امام منزل عمها وان تصرح لهم باجبارها على الزواج من وقاص...
نمت ذقنه كثيرا...فقد شهيته لكل شئ...صباحا يذهب الى عمله ويعود يتناول طعامه معهم دون ان يتحدث مع ايا منهم ويصعد الى غرفتها يتفقد كل جزء بها...ينثر عطرها بالغرفة حتى يستطيع النوم دون كوابيس تركها له...
دلفت نجاة الى الغرفة حتى تتحدث معه يكفي ما يفعله بنفسه الى هذا الحد..
-نعم يا امي؟؟..
اقتربت منه نجاة وجلست بجانبه تضع يدها على ظهر كفه قائلة بشفقة..
-لسه بردوا يا حبيبي بتدخل اوضتها ...يا ابني كفاية كده حرام عليك نفسك...
تنهد بمرارة وهتف بتهكم...
-كفاية ايه يا امي!!..بهدلتها ودمرتها..روحت دوت على مزاجي ووقفت ف وش ابويا عشان شيما وعشان بحبها وحرمت على زمزم تحب حد تاني...رغم انى كنت سايبها زي بيت الوقف..
حاولت نجاة التخفيف عنه قائلة بمواساة...
-كان غصب عنك يا حبيبي..انت كمان مكنتش عاوزها..
هتف وقاص بصوت مهتز ...
-غصب عني!!..انا سبتهالكوا هنا ورميت طوبتها...سبتها هنا رغم انى عارف انى من قبل م اتجوزها انك مبتحبيهاش ومستنياها تيجي تحت ايدك بس...عاقبتها بأبشع الطرق انها حبت غيري...شكيت فيها وف تربيتها وحبيت اتاكد بنفسي...دبحتها انا وابوها...دبحتها..بس والله م كان قصدى..انا فكرت انها خانتني بجد...فكرتها سلمته نفسها بجد..
وبكي بصمت وهو يتحسس صورتها التى تجتمع فيها مع شقيقتيها وتمسك ببالون رقم 19 من الواضح انها كانت تحتفل بعيد ميلادها معهم..
بكت نجاة هى الاخري على حال ابنها وما فعلته بزمزم دون ذنب ...بكت اكثر عندما تذكرت مادلين وهى توصيها على بناتها وان تكون لهم صديقة وام ثانية اذا ما احتاجوها يجدوها...
*******************************
بعد حديثها مع زهرة وبعد ان اغلقت الهاتف بوجهها رمته ارضا بقوة ادت الى تحطيمه شر تحطيم وهي تبكي بقوة ..لم يفارق ذاكرتها ما ارتكبته جميع عائلتها بحقها...ولم تسامحهم ولن تفعل...دمروها ...نهضت من مكانها بغضب شديد واصبحت تحطم كل شئ بالمنزل دون وعي...فقط تريد اخراج غضبها بدلا من ايذاء نفسها بكتمانه اكثر...يكفي تورم وجهها وانتفاخه الذي لا يفارقها بسبب بكاءها المستمر...
دق باب المنزل فنهضت من مكانها بتثاقل حتى تفتح الباب ظنا منها انها جارتها "سعاد"تلك المرأة الخمسينيه ذات العيون الخضراء والشعر الاحمر..تعتبرها ابنتها منذ ان جاءت الى هنا وهى تتولاها وتتولى رعايتها كاملة ...لكنها تفاجأت بأبيها وشقيقتيها وازواجهم..
دهش والدها من التغيير الذي طرأ عليها وحزن ايضا...وجهها ورقبتها وعظمتى الترقوة تغطيها الندوب والخربشات ...قصت شعرها الطويل الى نهاية نحرها ...نحفت كثيرا ...وجهها المنتفخ وعيناها المدمعة اثارت شفقته ناحيتها ..
كانت اول من فاقت من ذهولها هى تمارا فاندفعت اليها تحتضنها بقوة وهى تبكي على حالها ...حولت تمارا بصرها بالشقة فشهقت بعنف وهي تري ما بها محطم ..
دفعت زمزم تمارا بعنف بعض الشئ وصرخت بوجههم بغضب ودموع..
-عاوزين منى ايه تاني؟؟..امشوا بقي مش عاوزة حد فيكوا..كفاية كده..
وقالت مشيرة الى والدها..وانت عاوز ايه تانى منى؟؟..مش اتأكدت انى محطتش راسك ف الطين ..سبني ف حالى بقي..انا مش مسمحاك ولا انت ولا عمى ولا ياسر ولا الحيوان اللى اتحسب جوزى...انا بروح لماما كل يوم وبقولها انت بتعمل فينا ايه...قولتلها كمان انت عملت فيا ايه..
امبارح جاتلى ف الحلم وقالتلي هتاخدلى حقي منك وانا مستنياها تاخدهولي..هقف قدام ربنا واقوله اني مش مسمحاك..سبني ف حالى بقي...دمرتوني بهدلتوني كتير ...روحت وجيت ولفيت على شغلك هنا وهناك وسبتنا ولما رجعت عاوز تجوزنا عشان تخلص ...جوزتنا كلنا غصب ..جوزتني واحد ميستاهلنيش وبهدلني...عملتني خاينة..واحدة خانت جوزها اللى هي اصلا مبتشفهوش...جوزها اللى رماها...
اتفقت مع جوز بنتك على بنتك...امشي امشي بقي اطلع من حياتي..
جلست على الارض امامهم وهى تبكي وتشهق بعنف وتضم قدميها الى صدرها بقوة ونشيجها يتعالي جلس ناصر على الارض امامها يجذبها الى احضانه يشاركها البكاء...لم تمانع احتضانه لها ...كانت تحتاج الى ذلك العناق الذي يحتويها كثيرا...لذلك لم تمنعه..
ثوان وكان جسدها يتراخي تماما بين ذراعي والدها..
بعد مرور يومان ..دلف ناصر الى غرفة زمزم بالفيلا وقام بفتح الشرفة حتى تدخل الشمس الى الغرفة..اما هى فكانت تجلس على الفراش بملامح عادية غير متأثرة بشئ..لا فرح ولا غضب...بعد ثوان دقت الخادمة على الباب فأذن لها ناصر بالدخول...حمل ناصر الصينية من الخادمة وصرفها والتفت عائدا الى زمزم ووضع الصينيه على قدميها وبدأ باطعامها...
-اهو عملتلك بيض زى م بتحبيه...مش عارف بصراحة بتاكليه كاوتش كده ازاى؟؟..بس مش مهم..خدي..
قالها وهو يمد يده امام وجهها بلقمة طعام ..فتحت فمها واكلتها دون ان تتحدث...بذلك اليوم اخذها من المنزل الذي تقطن به وعاد بها الى الفيلا واصبح يعتني بها فقط حتى تتحدث معه...رفض اعتناء ايا من شقيقتيها بها...
ظل معها حتى منتصف النهار يتحدث اليها..يخبرها كم يحبها ...يخبرها بمقصده عندما زوجها وقاص..كان يعتقد انها من دمه ولن يأذيها مطلقا لك ما حدث كان العكس...يخبرها كم تشبه والدتها رحمها الله..كان يريدها ان تتحدث معه ولو بكلمة حتى..
تركته يتحدث كما يريد دون ان يظهر على وجهها اي تعبير فقط عندما جاء بسيرة والدتها دمعت عيناها ...بعد قليل انتهي ناصر من الحديث...او مل منه فلم يجد من يشاركه الكلام...
-انا هروح اطمن على اخواتك واتصل بيهم يا حببتي وهجيلك تاني...
وامسك بمقبض الباب لكنه تجمد مكانه عندما هتفت زمزم بكلمتين فقط جعلت الدموع تأخذ مجراها على وجنته...
-انت بتحبني؟؟..
بمنزل زهرة النوساني...
كانت تعبث بالهاتف عندما دق باب المنزل نهضت من مكانها حتى تفتح الباب ظنا منها انه ناير لكنها لم تجد احد ...وقع الهاتف منها امام الباب فانحنت حتى تجلب الهاتف فرأت ذلك الظرف..اخذته ودلفت الى الشقة...
جلست على الاريكة وفتحته اخرجت الورقة الموجوده به ولم تشعر بدموعها التى هبطت على وجنتها وهى تري نسخة من قسيمة طلاق الدعو "ناير نصار "..وندي فوزى"...بتاريخ ذلك الشهر وتحديدا منذ اسبوع فقط...
دلف ناير الى المنزل يبحث عنها بابتسامة فوجدها تجلس على الاريكة وبيدها تلك الورقة...قطب جبينه باستغراب وهزها برفق..
-زهرة..زهرة مالك فيه ايه؟؟..
التفتت له ووضعت الورقة امام وجهه وقالت بصوت جامد وعينين مدمعة...
-طلقني...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وأشار إلى الورقة بيدها قائلا...
_انت جبتي الورقة ديه منين؟؟...
قذفتها زهرة أرضا وهي تصرخ بوجهه...
_ ملكش دعوة جبتها منين...الكلام اللي فيها صح...ديه امضتك والتاريخ من اسبوع....يعني كل ده عايشة مع واحد كذاب..
بلل شفتيه بلسانه قائلا بصوت متوتر...
_ زهرة اسمعيني...والله العظيم اتجوزتها غصب عني... صدقيني ملمستهاش اصلا...
_ كل كلامك ده ميهمنيش ف اي حاجة...انا عاوزة اعرف حاجة واحدة بس ...اتجوزتها امتي؟؟...ازاي اصلا وانا كنت نايمة علي وداني ازاي؟؟...
ستفسد حياتهم تماما اذا اخبرها بتاريخ زواجه بتلك الخبيثة ..وبالطبع لن يكون هناك فرصة لرجوعهم مرة أخري.
_ اتجوزتها قبل م يحصل اللي حصل بيوم...بس غصب عني والله...
ابتسمت بسخرية قائلة..
_ متفرقش عندي ..كلها واحد ف النهاية اتجوزت...طلقني يا ناير لاني مش هقعد علي ذمتك ولا هقعد ف بيتك دقيقة كمان...
_ مش هطلقك يا زهرة...مش هطلقك ...اتجوزتها غصب عني بقولك ...
_ غصب عنك ازاي؟؟..شربوك حاجة اصفرة يعني؟؟..
ناير بصوت حاد..
_ بلاش الطريقة ديه يا زهرة ...بقولك اتجوزتها غصب عني وملمستهاش لحد م طلقتها...متظلمنيش ..
نظرت اليه باحتقار قائلة..
_ انا قرفانة منك...قرفانة ويضرب نفسي مليون جزمة اني صدقتك وسامحتك...
وذهبت الي الغرفة حتي تلملم اغراضها ووراءها ناير يحاول منعها مما تريد فعله...
التفت ناصر الي ابنته ينظر إليها بحزن شديد...الي تلك الدرجة لا تصدقه...تشكك بحبه لها...
كيف لأب أن يكره اطفاله؟؟...وكيف يكره اي شئ من مادلين رحمها الله!!..كيف يكره نسختها الأخري بكل شئ والتي عوضه الله بها؟؟...
_ أيوة طبعا بحبك يا زمزم...ايه السؤال ده يا بنتي بس؟؟..مفيش اب بيكره عياله..
ردت عليه بصوت متحشرج...
_ بس انت كرهتني...لما ..لما انا كنت بندهلك عشان تطلعني من الاوضة مردتش عليا...كدبت عليا وقولتلي انك تعبان...وانا جيتلك عشان انقذك لاني بحبك ومش عاوزاك تموت..بس انت اتفقت معاه عليا...
هلكت روحه واجهدت عينيه من كثرة البكاء عليها...تزيد شعوره بالذنب تجاهها..واتجاه الوعد الذي قطعه علي نفسه أمام مادلين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة...
_ كنت خايف تكوني عملتي حاجة غلط...مكانش قدامي الا جوزك يطمني عليكي...
_ بس انت مستنتش تطمن عليا لما جوزتني ليه ومشيت علطول ع شغلك...
هتف ناصر بصوت معذب ..
_ يا زمزم كفاية...كفاية بقي يا بنتي ..والله م قادر اتحمل حاجة تاني...كفاية بقي متوجعيش قلبي عليكي اكتر من كده...
مكانش قصدي اني ااذيكوا..كنت شايفهم رجالة وهيحافظوا عليكوا...
لم تتأثر بكلامه..او انها لم تستمع له اصلا..واكملت حديثها..
_ انا قولتلك متجوزنيش لوقاص...قولتلك اني بخاف منه وأنه هيعاملني وحش...بس انت غصبت عليا ...انا كنت بحبك بس دلوقتي لا...
سيبني انام وامشي بقي..ومتجبليش اكل تاني مش عاوزة حاجة منك...
وتسطحت علي الفراش وأعطته ظهرها..نظر إليها ناصر بحزن شديد ووجع عليها وخرج من الغرفة وتركها كما طلبت حتي تخلد للنوم...لكنه بالطبع لن يتركها الا بعد أن يرمم علاقتهما من جديد...
بقصر النوساني الصغير...
دلفت سيلين الي غرفة والدها حتي تخبره برجوع زمزم الي المنزل بعد أن وجدها والدها...
_ بابا...يا بابا...بابا..
_ ايه ايه يا سيلين استني يا بنت اما اخرج انا باخد شاور...
قالها قدري لسيلين من داخل المرحاض ...
بعد قليل خرج قدري من المرحاض ووقف أمام ابنته قائلا...
_ ايه فيه ايه ؟؟..
اتسعت ابتسامة سيلين وهتفت بصوت فرح...
_ زمزم رجعت البيت...تمارا لسه متصلة بيا دلوقتي وطمنتني عليها...رجعت من يومين وكانت تعبانة ف مكانتش فاضية تكلمني بس كلمتني دلوقتي وقالتلي ...انا عاوزة اروحلها يا بابا عشان خاطري ...وحشتني اوي بقالي فوق الشهرين مشوفتهاش...
ابتسم قدري بشوق وحنين الي زمزم قائلا بصوت ملهوف..
_ هنروح..هنروح دلوقتي...روحي البسي يلا يا حببتي..
اومأت برأسها بسعادة غامرة وذهبت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي منزل عمها لرؤية زمزم...
غافلة عن شقيقها الذي استمع الى حديثهم كاملا وعزم علي الذهاب إليها واخذها حتي تعيش معه...ببيته...بيت زوجها!!!....
بمنزل عابد سلمي...
كانت تمارا تجلس علي الاريكة تشاهد التلفاز وبيدها وعاء كبير به بعض حبات الكوسة ...وامامها يجلس عابد ينظر لها باستغراب شديد من صمتها وتجاهلها إياه بهذه الطريقة...
_ ايه يا تمارا مالك؟؟..
لم ترد عليه وتعمدت تجاهله...فزجرها عابد بضيق...
_ قولت مالك فيه ايه ؟؟..م كنا كويسين ولا انت يصعب عليكي ف لازم تقعدينا ف نكد علطول...
دبت السكين بالطبق بقوة محدثة صوتا مزعج والتفتت له قائلة بصوت حاد...
_ انا مش قولتلك اني مش هروح معاك!!..بس بردوا جبتني البيت هنا..
_ وسيادة البرنسيسه مش عاوزة تروح ليه بطفي السجاير ف كعب رجليها؟؟..
نظرت اليه بحدة وصوت غاضب..
_ انا قولتلك اني مسامحتكش علي جوازك عليا...وانت بردوا روحتني معاك...
امتدت يده الي الوعاء الموضوع علي قدمها ووضعه علي الطاوله وامسك بيدها واجلسها علي قدمه...
_ عارفة يا تمارا لما اتجوزت زينب...ملمستهاش الا بعد جوازي منها بشهر...ولما هي بدئت تشتكي... اتجوزتها اصلا عشان اقولك واكيدك وتغيري عليا بس اللي حصل العكس...ومن ساعتها وانا ملمستهاش...طلقتها عشان مش قادر يبقي فيه ف حياتي ست غيرك...مش عارف اعدل بينكوا...
_ بس انت كنت بتروحلها...وكمان كنت بتقولها انك بكرة تخلص مني وتطلقني وهي بس اللي تفضل علي ذمتك..
نفي عابد بقوة ..
_ لا...محصلش...عمري م جبت سيرة اني هطلقك معاها اصلا...ده هي اللي كانت بتتخنق مني لما اتلغبط ف اسمها واقول اسمك...عشان كده ضغط عليكي ورفضت قعادك عند ابوكي...لأنها مكانتش جوازة اصلا...
عانقته تمارا بمفاجأة وهي تقبل وجنته وتصرح بحبها له وولعها به...بادلها عابد العناق بقوة أكبر حتي كاد أن يحطم عظامها...
_ بحبك..بحبك اوي يا تمارا ...بعشق التراب اللي بتمشي عليه...
بڤيلا ناصر النوساني...
دلفت سيلين الي غرفة زمزم بالاعلي ووراءها والدها يحفر الالم والحزن لوحة علي وجهه عندما استمع الي حالتها من شقيقه الأكبر...
_ ازيك يا زمزم... وحشتيني...
قالتها سيلين لزمزم بشوق جارف ومالت عليها تحتضنها بقوة ...لم تتأثر زمزم بعناقها ولم ترفع يديها حتي...ابتعدت عنها سيلين باستغراب وهتفت...
_ ايه يا زمزم مكنتيش عاوزة تشوفيني ولا ايه؟؟..انا سيلين ...سيلين بنت عمك يا حببتي..
حولت زمزم بصرها الي حيث أشارت سيلين علي والدها وتوهجت عيناها بدموع ساخنه متذكرة ياسر وبداية دخوله الي حياتها...خداعه لها والذي كان السبب فيما هي عليه الآن..
عادت تضم قدميها الي صدرها وتدفن وجهها بين كفيها وتبكي بقوة وصوت مختنق...
جذب ناصر شقيقه من ذراعه واخرجه من الغرفة...فعلت ما فعلته الان عندما ذهب إليها حتي يأتي بها لتعيش معه...إذ أنه السبب فيما حدث لها علي يدي وقاص...والان فعلت نفس الشيء مع عمها بالتأكيد تذكرت ياسر...فقد اخبرته تمارا بالامس انها قصت عليها ما فعله ياسر بها وكيف خدعها...
_ ايه يا ناصر طلعتني ليه عاوز اطمن عليها...
_ ابعد عنها دلوقتي يا قدري...زمزم عرفت بحكاية الدكتور من اولها لأخرها ومش طايقاك...زمزم بتشك ف حبي ليها...انا شوفتلها دكتورة نفسية كويسة...هتجيلها النهارده ...وابنك لازم يطلق بنتي ...كفاية اوي اللي جرالها من تحت راسي انا وهو...
اومأ قدري بأسف علي حالتها....كانت نيته الخير والله يعلم لكن ما حدث العكس بسبب تصرفات ابنه الهوجاء وقسوته معها...
في تلك اللحظة كان وقاص يدلف الي الڤيلا واستمع الي حديث ناصر فهتف بصوت قوي...
_ مش هطلقها يا عمي...هي مراتي وهتفضل لحد اخر يوم في عمري وعمرها...انا جاي النهاردة عشان اخدها عندي..اخدها بيتها ..
احتدت عينا ناصر بغضب شديد وهتف...
_ انسي...مش هتروح معاك يا وقاص...كفاية اوي كده عليها...انا واقف عاجز قدامها ومش عارف اعملها حاجة...بتقعد تعيط قدامي بالساعات ومبقدرش اسكتها...بتفصل مني خالص ...مبتفتكرش الا اليوم الزفت ده ...بتفضل تعيط لحد ما تنام يا اما يغمي عليها ...مش هديهالك تاني .. انساها...
اهتزت حدقتي وقاص بحزن شديد عليها فتح فمه ينوي الحديث لكن قاطعه صوت الخادمة تقول ...
_ ناصر بيه..الدكتورة يارا اللي حضرتك طلبتها برة مستنيه اذن الدخول...
_ دخليها...دخليها بسرعة يا ميرڤت..
دلفت الطبيبة الي البهو الكبير بالڤيلا ابتسمت وتوجهت الي ناصر قائلة...
_ السلام عليكم...انا يارا عويس الدكتورة اللي حضرتك طلبتها يا استاذ ناصر...
ناصر بشبح ابتسامة...
_ وعليكم السلام يا بنتي ...اهلا وسهلا...اتفضلي ..انا عاوز اتكلم معاكي شوية ...
اومأت برأسها إيجابا واتبعته حتي جلسا بغرفة الصالون...
_ انت جاية هنا عشان بنتي...هي تعبانة شوية...يعني حصل حاجات بينها وبين جوزها ...وانا كمان كملت عليها ...التفاصيل هي تحكيهالك لو قدرتي تخليها تتكلم...انا عاوز اقولك الاعراض اللي ظهرت عليها..وشها دايما منفوخ ووارم من العياط...واحيانا بتنام وتصحي ويبقي وارم جدا...دايما بضم رجليها لصدرها وتدفن وشها بين اديها وتعيط...بتكتم صوت عياطها...بتفضل تعيط لغاية م تنام أو يغمي عليها...احيانا بتعيش ف حاجة عدت ده تفسيري...لاني بفضل اندهها كتير واهديها عشان متعيطتش بس هي مبتستجبش خالص ..
اومأت الطبيبة برأسها بنصف ابتسامة ثم هتفت...
_ اوكي...انا قدرت اجمع شوية عن حالتها...انا عاوزة أشوفها...هشوفها بصفتي الحقيقية عادي..
سار ناصر مع الطبيبة حتي غرفة ابنته مد يده إلى المقبض ليفتح الباب لكنه تفاجأ بسيلين تفتح الباب بذعر قائلة...
_ عمي زمزم..زمزم أغمي عليها ...قعدت تعيط كتير ومعرفتش اهديها ...
_ طيب...طيب يا حببتي اهدي...اهي الدكتورة يارا هي هتساعدها...اهدي انت وروحي اغسلي وشك كده...
التفت ناصر الي الطبيبة ينظر إليها بنظرة معناها " مش قولتلك"...
اومأت الطبيبة برأسها ودلفت الي الغرفة حتي تبدأ معها أولي مراحل العلاج...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نهضت من مكانها حتي تفتح الباب...كانت تجلس وحدها بالمنزل كالعادة ظنت انها السيدة امال فقد تواعدا أن تزورها اليوم مساءا لذلك قامت بتوضيب المنزل بأكمله...
تفاجأت ميرنا بياسر أمامها ينظر لها بأسف شديد...
تجاهلت ميرنا معني نظراته رغم أنها تعرف ماهيتها جيدا وهتفت بصوت جامد...
_ افندم يا دكتور ياسر...اقدر اساعد حضرتك ف ايه؟؟..
حاول ياسر الخروج من ذلك الجو البارد قائلا...
_ طب مش هتقوليلي اتفضل ؟؟..
_ آسفة...بس زي م حضرتك عارف انا لوحدي ف البيت ...ومليش الا سمعتي...ف مقدرش ادخل حضرتك...حضرتك عاوز ايه؟؟..
زفر ياسر بتعب قائلا...
_ جاي اعتذر لك...
_ عن؟؟..
ثباتها وجمودها وتره فهتف بصوت مهتز...
_ عن اللي قولته من كام يوم كده...
ابتسمت ميرنا بسخرية قائلة...
_ عن اني لازقة عندكوا عشان تبصلي وتتجوزني مثلا!!...ولا عن اني كنت مخبية رسالة زمزم عشان عاوزة امحيها من حياتك وتتجوزني بردو!!!...عن ايه بالظبط يا دكتور...
وضع كفه علي جبينه يضغط عليه قائلا...
_ عن كل كلمة قولتهالك يا ميرنا...عن كل كلمة قولتهالك ف ساعة غضب وانت اللي جيتي قدامي من غير ترتيب لكده...
_ آسفة لتاني مرة يا دكتور...بس انا مش من اهلك عشان استحمل انك تفش غضبك فيا...وتسمعني الكلام ده..
_ عموما انا بكرر اسفي تاني وتالت وعاشر كمان...ماما عاوزة تشوفك ...
_ اهلا وسهلا تنور...بيتي هو بيتها هي اللي ربتني واهتمت بيا بعد موت اهلي...
ياسر بضيق...
_ ميرنا ماما متعرفش حاجه عن اللي انا قولتهولك...وانا نزلت اعتذرتلك من نفسي لاني غلط ف حقك...اتمني أن اللي انا قولتهولك اليوم ده ميغيرش معاملتك مع ماما...واسف كمان مرة ع اي كلمة اسأتلك بيها...عن اذنك...
وذهب من أمامها ...اما هي فأغلقت الباب واستندت الي ظهره تتنهد بتعب وحيرة ماذا عليها أن تفعل؟؟..هل عليها أن تقبل اعتذاره ؟؟..ام تتمسك بعدم الصعود الي والدته مجددا؟؟...
********************
بغرفة زمزم ...تمكنت الطبيبة من افاقتها من اغمائها ...كانت زمزم توقفت عن البكاء وعادت الي طبيعتها الساكنة من جديد...
اقتربت منها يارا وجلست علي طرف الفراش أمامها هاتفية بابتسامة ودوده...
_ انا يارا...وانت؟؟..
تجاهلت زمزم حديثها التافه ذاك وهتفت بجدية...
_ انت مين؟؟؟..وعاوزة مني ايه ؟؟...
_ انا دكتورة...دكتورة يارا عويس...وانت اسمك ايه؟؟..
تجاهلت زمزم حديثها للمرة الثانية وهتفت...
_ دكتورة ايه؟؟...
ردت يارا بابتسامة ..
_ نفسية...دكتورة نفسية...
_وجاية ليه؟؟...
_ جاية عشان اساعدك اكيد...
_ بس انا مش محتاجه مساعده من حد...شكرا بردوا انك جيتي ...بس مع الاسف انا مش مريضة عشان تعالجيني أو تساعديني...
اتسعت ابتسامة يارا اكثر فقد وجدت طرف الحديث حتي تبدأ معها...
_ اوكي...خلينا اصحاب...تحكيلي...احكيلك ...يعني .. ايه رأيك؟؟..
احتدت عينا زمزم بغضب وهتفت بصوت حاد...
_ قولت لا... قولتلك شكرا...اتفضلي امشي بقي...
_بس انا عاوزة اتعرف عليكي..
ربعت زمزم يديها واستندت بظهرها الي الفراش قائلة ببرود...
_ عاوزة تقعدي تحكي اقعدي براحتك ...لا هقولك اطلعي برة ولا هعمل حاجة...عشان مش بيتي اصلا..تمام كده؟؟..
بالخارج...
كان وقاص يحاول مع عمه حتي يسمح له بالدخول إليها ورؤيتها ...
_ لا يا وقاص..لا مش هتدخلها كفاياها كده اوي ...
وقاص بعناد..
_ وانا عاوز أشوفها ...بقالها كتير هربانة ..وديه مراتي ..
ناصر بصوت جهوري...
_ هطلقها منك يا وقاص...هطلقها ومش هيبقي فيه رابط بينكوا غير القرابة انا مش مستغني عن بنتي...واذا كنت زمان جوزتهالك ف كنت مفكرك راجل وهتحافظ عليها ..
لم يعبأ وقاص بكلام عمه واستدار حتي يصعد إلى غرفتها ووراءه والده وناصر يحاولان منعه ...
دلف وقاص الي الغرفة ونظر اليها ببهوت ...لم تكن هي نفس الفتاة التي عاشت معه ...تلك شخصا آخر..
اقترب منها بخطوات بطيئة وهتف بصوت متحشرج...
_زمزم...
لم تكن لتخطئ بصوته ابدا...انطلقت رأسها كالقذيفة باتجاه الصوت وبلحظة كانت تعاود البكاء من جديد...ولكن دون صوت هذه المرة...تابعت يارا تعبيراتها بتركيز شديد...من الواضح أنه زوجها الذي اخبرها به ناصر منذ قليل..
ظل وقاص يقترب منها ببطء حتي لا ترتعب اكثر لكنه كان مخطئ ...كل خطوة يخطيها وقاص كانت هي تزحف إلي الوراء مثلها الي أن التصقت بالجدار وكان هو يتابع السير نحوها ..هنا صرخت زمزم بقوة قائلة...
_ طلعيه...طلعيه برة والنبي وانا هعملك اللي انت عاوزاه....طلعيه..
هنا تحدثت يارا بقوة ..
_ لو سمحت اطلع برة...مينفعش كده ...
استطاع ناصر وقدري إخراج وقاص من الغرفة بالقوة رغم ممانعته...
بعد خروجهم اغلقت يارا الباب والتفتت عائدة الي زمزم تحاول تهدأتها...
_ اهدي...خلاص هو خرج....
بعد قليل هدأت زمزم وتوقفت عن البكاء ...
_ الحمد لله هديتي؟؟...
زمزم بصوت باكي...
_ أيوة هديت...بس انا مش عاوزة اتكلم عليه...
ابتسمت يارا ثم رفعت منكبيها قائلة..
_ مقولتش اتكلمي عليه ...اي حاجة ..قولي اي حاجة تانية اللي ييجي ف بالك تتكلمي عليه اتكلمي..حتي لو عاوزة تخرجي من هنا ..
لمعت عينا زمزم وهتفت بلهفة...
_ بجد...ممكن تخرجيني من هنا؟؟..
_ اممم...طبعا ممكن اخرجك...مش شرط نقعد هنا
نهضت زمزم من مكانها بسرعة وهتفت..
_ طيب ..انا ..انا هلبس وننزل ماشي..
اومأت برأسها وخرجت من الغرفة تنتظرها بالخارج..
**********************
لم يستطع ناير السيطرة عليها فقد خشيّ أن يأذيها هي وطفله فتركها علي راحتها ..وبالتأكيد لن يتركها ...
خرجت زهرة من الغرفة وبيدها حقيبتها ..وقف ناير أمامها يحاول تهدأتها وأثناءها عن رأسها ..
_ يا زهرة مش كده...بقولك اتجوزتها غصب عني..
اقعدي ونحل مشاكلنا مع بعض...
_ ديه مش مشكلة يا استاذ ...ده طلاق ..طلاق ومن غير رجعه ..انا هروح لبابا وهو بقي يتصرف معاك ويطلقني..
_مش هطلق..والله م هطلق يا زهرة...
_هخلعك يا ناير..مش هعيش معاك..
وخرجت من المنزل بأكمله تاركه إياه وراءها يحطم كل شئ بالمنزل بغضب اعمي...
بڤيلا ناصر النوساني...
دلف الي غرفة المكتب بعد أن شاهد رحيل زمزم وتلك الطبيبة..تنهد براحة بعض الشئ فها هي زمزم تبدأ أولي مراحل العلاج النفسي ...قطع سيل افكاره دخول زهرة بالاعصار من الباب...
_ طلقني من ناير يا بابا...مش عاوزة اعيش معاه تاني...
اغمض عينيه بتعب ...إنجاب البنات متعب حقا..قصفوا ظهره الي نصفين...عندما يتخلص من واحدة تظهر الأخري بمشكلة جديدة ...
_ ايه اللي حصل يا زهرة؟؟..عاوزة تطلقي ليه يا ماما؟؟..
زهرة بحدة...
_ عشان خاين ...كان متجوز عليا بس ربنا كشفه وحد بعتلي الزفت علي راسه صورة قسيمة الطلاق..
_ طب وهو برر موقفه ازاي؟؟..
_ هيقول ايه يعني!!!..قال ايه اتجوزها غصب عنه..
امسك ناصر بهاتفه واشعله وهو يقول...
_ طيب ...انا هتصل بيه دلوقتي عشان يوضحلنا الموضوع كله...واللي انت عاوزاه انا هعملهولك...
بعد مرور ثلاثة أشهر...
تجلس زمزم علي طاولة الطعام أمام شقيقتها الوسطي ويترأس الطاولة والدها ...وبجانبهم يجلس عابد وزوجته وأطفاله الاثنان..
_ ناوية ترجعي البيت أمتي يا زهرة؟؟...
قالها عابد بقوة لزهرة فهو يعتبرها شقيقته الصغري هي وزمزم ولذلك يتحدث معهم بأريحية ...
_ لما يطلقني أن شاء الله هروح عشان اخد حاجتي من البيت..
أفلتت ضحكة عالية من تمارا جعلته ينظر إليها بغضب ...تذكرت ملازمته لها عندما يدعوهم والدها الي منزله ..يلازمها عند جلوسها مع زهرة تحديدا ...خائف من استماعها إليها بعقابه بشأن زواجه من أخري ..
_ آسفة ...
رمقها عابد بحدة والتفت الي زهرة مكملا حديثه..
_ حضرتك منعاه يشوفك...سيادتك منعاه يروح معاكي للدكتورة يطمن علي ابنه...ثم إنه اتجوزها غصب عنه أمه اشتغلتله ف الازرق وتعبانة وهغضب عليك ...يعمل ايه يعني؟؟...
_ يقولي اللي حصل يا عابد...وبعدين انا مش هرجعله وهطلق منه كمان...
ابتسم عابد بسخرية قائلا...
_ يا صلاة النبي وانت مفكرة بقي أنه هيزهق ويطلقك كده عادي صح؟؟؟..
امتدت يد زهرة الي كف والدها الذي يحاول قدر استطاعته كتمان ضحكته وهتفت..
_ بابا حبيبي هيطلقني منه...ولو مرديش هيخلعه..صح يا بابا؟؟..
أفلتت الضحكة العالية هذه المرة من زمزم وشاركهوها جميعا الضحك بما فيهم عابد والصغيران...
_ يا بت..يا بت بطلي كذب ده انت بتتصلي بيه من خط جديد تسمعي صوته...احترمي نفسك بقي...وبعدين هو جه هنا حكي كل حاجة اتجوزها عشان زن امه وانت عارفة انها مبطقكيش اساسا وبعدين اللي كان بإيده عمله وانت فهماني كويس...
أمسكت زهرة بالشوكة توجهها ناحية زمزم هاتفة بغيظ..
_ انت سوسة اصلا انا مش عارفة ايه اللي بيخليني انام معاكي ف الاوضة...مبتناميش اصلا..
_ ربنا حب يوقعك ف شر اعمالك وكشفك قدامي...كفاية كده ٣ شهور مش عارف يشوفك ...غيره كان طلبك في بيت الطاعة وخلص ..
تحدث ناصر اخيرا يحاول خلق حديث معها ...تحسنت حالتها النفسية كثيرا وأصبحت تتقبله بحياتها...سامحته علي شئ تقريبا لكن ذلك اليوم اللعين لازال محفورة بذاكرتها يأبي النسيان...
_ زمزم بتتكلم صح يا زهرة..سامحي بقي...ده جوزك وابو اللي ف بطنك أن شاء الله...
لم تلتفت زمزم إليه وتابعت تناول طعامها بصمت تام وشردت بفكرها بعيدا إلي تلك الرسائل النصية التي يبعث بها وقاص إليها ..يعتذر عما اقترفه بحقها...يبعث لها بالورود كل صباح ..يأتي الي المنزل يوميا حتي يراها لكنها تختفي من أمامه كالزئبق...
لكن اليوم لم يأتي ..تساءلت في نفسها لم؟؟..هل مل من الاعتذار لها ؟؟..
تنهدت بحيرة يتخللها الحزن واستمعت الي والدها يقول...
_ بكرة خطوبة سيلين يا بنات ولازم هنروحلها ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بمنزل ياسر..
يجلس علي الطاولة امام زوجته " ميرنا"...يحاول اقناعها بتقديم موعد زواجهم لكنها ترفض...
_ يا ميرنا انا بحبك والله بحبك...وعاوزك ف بيتي النهارده قبل بكرة..
ميرنا باصرار..
_ يا ياسر انت اصريت نكتب الكتاب رغم اني قولت لا...كنت عاوزة نبقي ع البر كده لغاية م نشوف هنتفق مع بعض ولا لا...
امسك بيدها يقلبها وهتف بابتسامة...
_ يا ميرنا انا مأخدتش خطوة كتب الكتاب ديه الا لما أتأكدت فعلا اني بحبك..
زفرت ميرنا بتعب وقررت مصارحته بما يخيفها...
_ يا ياسر انا خايفة بصراحة
قطب جبينه قليلا وهتف بتساؤل...
_خايفة؟؟...خايفة من ايه يا ميرنا ...مني؟؟..
_ مش منك انت لشخصك...بس خايفة تكون بتنسي حد بيا ...وانا مليش الا طنط امال مش عاوزة علاقتنا ببعض تبوظ علاقتي بيها...
نظر إليها ياسر ببهوت قائلا بصوت متفاجئ...
_ انت تظني فيا كده يا ميرنا!!!...ده انا رفضت اي واحدة ماما حبا تجوزهاني بعد موضوع زمزم...
_ يا ياسر اسمعني انا ااا...
أشار لها بيده حتي تصمت قائلا...
_ بس بس مش عاوز اسمع حاجة تاني ...براحتك يا ميرنا وقت م تحبي تتجوزيني ف انا مستعد...قبل م امشي هقولك حاجة صغيرة ...من ساعة م قعدت الف علي زمزم عشان تسامحني وسامحتني فعلا وانا بقيت بعتبرها اخت ليا مش اكتر...وبحاول ابعد عنها علي أد م اقدر لاني عارف أن مهما مر وقت هيبقي فيه حساسية بينا..انا رايح شغلي...
وغادر المنزل تاركا إياها وراءه تعض علي أصابعها من الندم...
باليوم التالي ..
ذهبوا البنات جميعهم الي سيلين بالمنزل...رفضت احداهم تركها بما فيهم زمزم...منذ أزمتها تلك وهي لن تخط عتبة هذا المنزل ...لكنها لم تنسي وقفه سيلين معها منذ أن تزوجت بأخيها وحتي أزمتها الأخيرة وسؤالها الدائم عليها ...لذلك لم تستطع تركها بهذا اليوم...
دلفا جميعهم الي المنزل فقابلتهم السيدة نجاة صافحت تمارا وزهرة وعانقتهم وقبلتهم بحب...أما زمزم فقد تظاهرت بالانشغال بالهاتف والحديث به حتي لا تراها...جاءت الي هنا في مهمة محدده ولن تفعل اكثر من ذلك...
_ اتفضلوا يا بنات ..ادخلوا البيت بيتكم...
مالت تمارا علي اذن زمزم قائلة ..
_ اتعاملي عدل مع الوليه يا حبيبة اختك...بلاش كده ده انت سامحتي جوزها ...
_ والله جوزها كان قصده خير ...مش من ساعة م جيت هنا وهو بيمرمط اللي جابوني...روحي اقعدي وسيبك مني خالص...
بعد قليل كانت سيلين تقف أمام زمزم وتحتضنها بقوة وزمزم تبادلها العناق بقوة أكبر...
_ مبروك يا لولو عقبال الفرح بجد بقي...
_ الله يبارك فيكي يا قلبي...عقبالك...
وضعت سيلين يدها علي فمها ...لم تقصد أن تقول لها ما قالته حولت بصرها ناحية الموجودين فوجدت والدتها تنظر لها بغضب وشقيقتيها يحاولان تلطيف الأجواء بابتسامتهم...لكن ما صدمهم حقا هو رد زمزم عليهم...
ابتسمت زمزم باتساع وهتفت...
_ أن شاء الله قريب يا سيلا...
تحطم الكأس بيده عندما اخترقت جملتها أذنه...ماذا تقصد بقريبا تلك؟؟...هل وقعت بالحب مرة أخري ؟؟...ماذا عليه أن يفعل الان؟؟...هذه المرة عمه يقف بصفها...لم يخطو خطوة بموضوع الطلاق الي الان لأنها لم تطلب...لكن عمه أخبره بصريح العبارة أن ما تريده زمزم سيكون مهما طلبت...
التفتت نجاة الي مصدر الصوت فوجدت ابنها يقف أمام المطبخ وبيده الكوب الذي تحطم للتو...
_ ايه يا حبيبي فيه ايه؟؟..انت كويس اتعورت طيب؟؟..
قالتها نجاة بنفس واحد وهي تركض نحو ابنها ..
_ مفيش حاجه يا ماما ..انا كويس...وانت..
قالها مشيرا إلي زمزم...
_ الحاجة الوحيده اللي قريبة فعلا هي رجوعك البيت هنا...غيركده مفيش..
ابتسمت زمزم باستفزاز والتفتت الي سيلين قائلة..
_ ها يا سيلا ...هنعمل ايه دلوقتي ...مين اللي هيزوقك بقي؟؟..
هتفت سيلين بصوت مهتز..
_ الميكب ارتيست جاية دلوقتي يا حببتي ...
اومأت زمزم برأسها إيجابا وجلست معهم الي أن جاءت المزينة وصعدا الي الغرفة....
**************
مساءا بالحفل...
لم تترك زمزم سيلين ابدا كانت تتابعها بالحفل جيدا اذا ما احتاجت شئ ...
علي طاولة ما تجلس تمارا أمام زوجها تبتسم بسعادة قائلة ...
_ فاكر اليوم ده يا عابد؟؟..
ابتسم عابد بحب قائلا..
_ طبعا وده يوم يتنسي...قال ايه خرجتي م الحفلة عشان اللعب اللي ف السما كان هاين عليا اضربك ساعتها وقدام ابوكي كمان ...
ضحكت تمارا بقوة هاتفة من بين ضحكتها ...
_ ومن ساعتها وانا لبست فيك ...بس احلي لبسة ف حياتي يا بودي...
_ لا لا استني كده براحة عليا ..انا مش قد الدلع ده كله ...قلبي يقف منك ..
_ بعد الشر عن قبلك يا قلب قلبي انت من جوة ..
اقترب منها عابد يهمس بجانب اذنها بصوت مغرِ...
_تيجي اخطفك م الحفلة دية...مش جينا وعملنا الواجب خلاص...
التفتت تمارا له فأصبح وجهها أمام وجهه مباشرة لا يفصلهما انشا واحدا حتي..
وقالت بهمس...
_ وايه اللي مانعك...انا عن نفسي موافقة جدااا اني اتخطف...
امسك عابد بيدها يجرها وراءه نحو السيارة منطلقا الي مكان هادئ يستطيع فيه بث اشواقه إليها دون مقاطعة من احد...ودون مقاطعتها هي شخصيا...
جاء موعد رقصة العروسين ومن يريد من الاصدقاء...
سار ناصر باتجاه ابنته الصغيرة ومد يده إليها قائلا...
_ اميرتي تسمحلي بالرقصة ديه؟؟..
نظرت زمزم إليه ونقلت بصرها الي يده الممدوده وببطء شديد رفعت يدها تضعها بكف والدها الضخم قائلة...
_ أيوة ...اسمح طبعا...
جذبها ناصر من يدها الي ساحة الرقص وظل يتمايل معها وهي تنظر له وتبتسم ...
بعد انتهاء الموسيقى تعلقت زمزم فجأة بأحضان والدها وهي تضمه إليها بكل قوتها وتبكي...
تفاجأ ناصر من فعلتها كثيرا لكنه سعد كثيرا منها فبادلها العناق بقوة أكبر وهو يبكي ...
كانت العائلة جميعا تتابع ما يحدث أمامهم بملامح متأثرة ودموع بما فيهم العروس التي سعدت كثيرا بإذابة الجليد بين عمها وابنته ...
_ هو فيه ايه يا سيلا؟؟؟..
قالها عمرو خطيبها بتساؤل...
أمسكت سيلين بيده قائلة بفرح ودموع عالقة بعينيها...
_ ده عمو ناصر وديه بنته اللي كانت تعبانة اتصالحوا اهم...
هناك أمام البار الموجود به العصائر وقفت زهرة أمام النادل ..
_ عاوزة عصير خوخ..
اومأ النادل برأسه وذهب حتي يجلب لها طلبها عندما سمعت صوته خلفها يهتف...
_ انا مش قولت خوخ لا عشان الحساسية؟؟...
_ وانت مالك انت ...روح للست ندي قولها ده غلط وده ممنوع..انا ف بيت ابويا يا بابا وقريب هطلقني...
امسك ذراعها بقوة قائلا بصوت غاضب...
_ مفيش زفت علي راسك اتهدي بقي...فيه عيل جاي ف الطريق..هتفضلي بالتصرفات بتاعت العيال ديه لحد أمتي ..
ردت ببرود..
_ لحد م تطلقني...
صرخ بها بغضب...
_ قولت مفيش زفت...ويلا عشان هتروحي معايا..انا واخد الاذن من ابوكي..
فتحت فمها تنوي الحديث فهتف هو يحذرها...
_ كلمة كمان وهرقعلك سداغك اتعدلي ويلا قدامي ...
سارت زهرة أمامه تدب بقدميها في الارض بنزق ووراءها هو يحاول كتم ضحكته ويتفحص جسدها متفجر الأنوثة بفعل الحمل ..بالتأكيد سيتعرف الي كل شئ ظهر جديدا بجسدها بمنزلهم ..بين أحضانه ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
التفت حول نفسها تنظر إلي المكان بانبهار شديد..شالية صغير بمكان لا تعلم ما هو فقد عابد أن يعصب عينيها حتي يصل إلي المكان ويريها مفاجأته...
اقترب منها عابد وحاوط خصرها بذراعيه من الخلف دافنا رقبته بتجويف عنقها...
_ عجبك المكان ؟؟..
رفعت تمارا كفها ووضعت علي وجنته تتحسسها بنعومة ...
_ المكان جميل جميل جميل...وانا بحبك...
أدارها عابد إليه وهو يتفحص كل انش بوجهها ..
_ انت ازاي بقيتي كده؟؟..ازاي بين يوم وليلة بقيتي بتحبيني كده؟؟..اوعي تكوني حاسة بالذنب ناحيتي عشان كده مطلقتيش زي م ابوكي سألك...
_ تفتكر يعني اني هعيش معاك وانا مش مرتاحة بعد م الفرصة جتلي علي طبق من دهب هرفصها كده واقعد معاك عشان بس حاسة بالذنب!!...
عابد بحيرة ..
_ بس بردوا انا مش فاهم ازاي اتغيرتي معايا كده؟؟..
تخللت أصابعها خصلاته برقة وصوتها يقول...
_ اول م اتجوزتك كان الغلط من بابا لأنه غصبني عليك...وانت يوم فرحنا طمنتني وصبرت عليا..ساعتها اعجبت بيك جدااا فوق م تتخيل...حتي اني بيني وبين نفسي قولت اني هديك فرصة بس انت بعد اسبوع جيت وأصريت تاخد حقك..طلبت مني استحمل..قولتلي مش هتموتي يعني..ساعتها خفت منك جدا..شفت فيك بابا وقراراته اللي مقدرتش اعارضها حتي لو كانت متعلقة بحياتي انا بس وانا اللي من حقي أقرر..
وساعتها بردوا مقدرتش اعترض ف سكت وكتمت نفسي عشان معيطش...
مش عارفة بس من ساعة م شوفتك اول مرة وانا عندي احساس انك هتضربني..
ضحك عابد بقوة على كلامها بشأن ضربه إياها ومد يده يقرص وجنتها بخفة...
_ اضرب ايه بس؟؟..مقدرش امد ايدي عليكي ..ده انت تروحي خالص لو ضربتك قلم بس..
تمارا بغضب مصطنع...
_ وانت مفكر اني هسكتلك يا استاذ لو مديت ايدك عليا ..هضربك بردوا زي م ضربتني طبعا...
عابد بعبث...
_ كفاية كلام كده بقي ..اتفضلي روحي الاوضة الصغيرة ديه والبسي اللي هتلاقيه جوة..ومن غير كلام ومعاكي ١٠ رقائق بس...
اومأت برأسها واقتربت منه تقبله علي وجنته ثم ذهبت الي الغرفة...
بالداخل ..كانت تمارا تقف أمام اللباس الموضوع أمامها وتنظر له بخجل ..كيف سترتديه؟؟..طوال فترة زواجها لم تكن تحب تلك اللحظات التي ينفرد فيها بها لذلك لم تعش معه ليلة واحدة وهي تتجهز له أو تتأكد من اغراء الثوب له ...
فقط الارتعاش والخوف الذي يظهر بمحجريها ..الان يطلب منها ارتداء قميص بيتي اسود قصير به فتحات من كل جهة ..الثوب عبارة عن قطع قماش موصوله ببعضها البعض لا تغطي شئ..
دق عابد علي الباب يستعجلها قائلا....
_ فاضل خمس دقايق ... خمسه كمان وهدخل وهتبقي من غير حاجة خالص قدامي ..يلا البسيه...
اخذت نفسا عميقا وامتدت يدها الي الثوب عازمة علي ارتداءه فهو زوجها ورؤية مفاتنها من حقه ...
ارتدت الثوب بأقل من دقيقتان وفكت عقدة شعرها واسدلته بطول ظهرها حتي يخفي ولو شئ طفيف من جسدها..
فتحت الباب وخرجت امامه...نظر إليها بانبهار غير مصدقة لما يراه...لأول مرة ترتدي أمامه ملابس خاصة بالمتزوجين ..كانت فاتنه فيها بحق..بشرتها البيضاء وعيناها الخضراوين شعرها الاسود كسواد الليل ...هذا كله ملكه ..
_ علي فكره يا عابد انت قليل الادب ..عشان تخليني البس كده ..احنا كبرنا علي فكرة عشان تخليني البسلك الكلام ده ...
اقترب منها يجذبها من خصرها إليه ويده ترسم خطوطا علي جسدها بمهاره جعلتها ترتعش من الرقة بها..
_ علي فكرة بقي انا كنت غبي وحمار كمان..لاني مكنتش عارف ان فيه ملكة جمال عايشة معايا ف البيت ..انا بحبك اوي تمارا اووووي...
_ وانا كمان بحبك..
كان ذلك اخر ما استطاعت تمارا أن تقوله فقد انقض عليها عابد يقبل شفتيها بقوة وشوق جارف ويده الحرة تعبث بمنحنيات جسدها بخطوات خبيرة ومهارة عالية افقدتها عقلها وأصبحت تطالبه بالمزيد...
****************
بمنزل ناير نصار..
دلف ناير الي المنزل وأمامه زهرة تتبعه بملامح متجهمه وغاضبة اما هو فكان منشغلا بالتغييرات التي طرأت علي اهم مناطق من جسدها والمرضية بالنسبة له بالتأكيد...
التفتت زهرة إليه تقول بغضب وحدة...
_ م تحترم نفسك بقي ..عمال تبص علي ايه من ساعة م اخدتني معاك غصب عني..ايه شغل المراهقين ده..
نظر لها ببرود قائلا...
_ والله انت مراتي وانا مبتحاسبش اني ابص عليكي كده اصلا ...يعني ممكن اقعدك قدامي بلب...
صرخت زهرة بغضب شديد..
_ اتلم واحترم نفسك بقي...
كتم ضحكته بصعوبة وهتف ببرود مصطنع...
_ والله كان حقي اتجوز تاني عليكي ع الأقل ندي كانت تتمنالي الرضا ارضي...مش انت اللي مشيتي تلت شهور ومشفتش طلتك البهية كل ده...
لم يتوقع أن تنفجر بالبكاء أمامه من بضعة كلمات بسيطة تعلم جيدا أنه يستفزها بها لا اكثر...
اقترب منها بسرعة يحاول تهدأتها فدفعته بكل قوتها لكنه لم يستسلم واقترب منها مجددا واستطاع السيطرة عليها ..
_ طب اهدي ..خلاص انا اسف..والله م كان قصدى انا كنت بدايقك بس..
زهرة بغضب....
_ لا انت كداب حبيتها طبعا ..تلاقيك كنت بتبات ف حضنها وانا ف المستشفي...
ضربها ناير علي رأسها بخفة قائلا بصوت معتاد...
_ يا بنتي انت بتجيبي التفسيرات ديه منين بس!!!..انا كنت بغيظك وبصراحة لسه مفشتش غلي منك عشان التلت شهور دول ..
ثم أكمل بغموض..
_ بس هاخده دلوقتي حالا شكلي كده..
اقترب من وجهها بسرعة ومال عليها ..اعتقدت أنه سيقبلها لكنها صرخت بألم عندما عض أرنبة فمها ..
ضربته بصدره بغضب هاتفة...
_ انت لطخ علي فكرة ..ابعد عني بقي..
ابتسم ناير وهو يحاول الامساك بها حتي لا تخرج من بين ذراعيه..
_ طب اعمل ايه طيب؟؟.م انت وشك الابيض المحمر ده مغري جدا الصراحة..ومناخيرك ديه بتغريني وهي حمرا كده وفشيت غلي منك فيها ..طب ايه؟؟..
زهرة باستغراب...
_ طب ايه ايه؟؟..عاوز ايه انت دلوقتي؟؟...
مال عليها ببطء حتي تسطحت علي الارض وهو يشرف عليها ويهتف بصوت تشتعل به الرغبة...
_ عاوزك اكيد..
رفعت اصبعها أمام وجهه تحذره..
_ احترم نفسك يا سافل..وابعد عني كده..
هبط بوجهه وشفتاه تعرف طريقها جيدا ...شفتاها قبلها برقة اذابتها ...
_ تعالي اوريكي السفالة بجد بقي ...
وبذلك انطوت صفحة خلافاتهم ربما للحظات أو ...للأبد....
*************
بقصر النوساني الصغير...
كان ناصر يبحث عن ابنتيه بعد انتهاء الحفل لا يعلم الي اين ذهبوا...تمارا أخبرته أنها ستقضي الليلة معه ولن تذهب لبيتها ...وزهرة منذ اخر خلاف بينها وبين زوجها وهي تجلس معه بالمنزل...
ذهب ناصر الي زمزم قائلا بلهفة...
_ زمزم...اخواتك فين ؟؟؟..
ابتسمت زمزم علي لهفته عليهم بسعادة وهتفت تطمئنه...
_ اخواتي مشيوا...كل واحدة راحت مع جوزها اسبوع ولا اسبوعين دلع كده...
ثم علقت يدها بيده قائلة بمرح...
_ مبقاش فاضل الا انا وانت يا ناصر ف القصر الكبير بتاعك ده...ايه رأيك تاخدلنا اسبوع دلع كده زي بتاعهم؟؟...
طوال فترة حديثها كان ينظر لها غير مصدقا لنفسه..زمزم نفسها ..ابنته الصغري أمامه تتحدث معه بهذه الأريحية ..يأس من مسامحتها له..
قربها ناصر منه وقبل وجنتها بحب شديد قائلا...
_ عيوني يا حببتي...اللي تأمر بيه اميرتي هيكون تحت رجليها...
احتضنته زمزم مرة أخري بقوة ...فرحة بصلاح علاقتها مع والدها..فرحة بوجود سند لها بهذه الحياه...ما حدث لها بالماضي لا يمكنها نسيانه لكنها ستحاول التعايش معه...
عمها لم يكن يقصد شيئا سوي اصلاح حياتها مع ابنه...كان يريده أن يقع بعشقها ...لكن شاء القدر وتحركت مشاعرها ناحية ياسر وفعل هو المثل...
والدها أخطأ بتركهم وتزويجهم بالاجبار لكنه كان يريد الاطمئنان عليهم حتي لو كانت الطريقة خاطئة لكن نيته بتوفير الراحه لهم موجودة وهى من تسيطر علي قراراته بشأن حياتهم...
وقاص ووالدته..كلاهما يكرهانها منذ دخولها الي المنزل ودون سبب...لذلك تجد صعوبة شديدة في التماس العذر لهم..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور أربعة أشهر ...
تقف العائلة جميعا امام غرفة العمليات للاطمئنان على صحة زهرة ...حان موعد ولادتها ...كان يقف ناير أمام باب الغرفة كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد الاطمئنان عليها ...
بعد مرور نصف ساعة...خرجت الممرضة من الغرفة وهي تحمل الطفل بين يديها...
_ طمنيني هي عاملة ايه؟؟؟..كويسة؟؟..
قالها ناير بصوت ملهوف ..فردت عليه الممرضة..
_ البيبي كويس الحمد لله..
_ انا مسألتش عليه...هي هي اهم حاجه..كويسة؟؟..
_ أيوة يا استاذ هي كويسة جدا وصحتها تمام كمان ...كلها دقايق وتتنقل اوضتها وتقدر تشوفها...جابتلك بنوتة زي القمر ما شاء الله..
مطت والدته شفتيها وهتفت بسخرية...
_ بت...المحروسة معرفتش تجيب واد..واد من صلبك يشيل اسمك..راحة تجيب بت....بنات اخر زمن..
التفت ناير الي والدته بملامح متجهمة قائلا بضيق...
_ ماما لو سمحتي بلاش الكلام ده...واد زي بت..ده من صلبي وده من صلبي بردوا..ثم إن موضوع الولد والبنت ده مني انا هي ملهاش علاقة اصلا...
أدارت والدته رأسها للجهة الأخري..فيما عادت الابتسامة تشق طريقها إلى ثغر ناير فقد أخبره صديقه بالصباح أنهم وجدوا جثة ذلك الرجل المدعو ب" شهمي العابدين" مقتولا بمنزلة والتقرير المبدئي للطب الشرعي يقول انها جرعة مخدرات زائدة..كان علي وشك أن يبشرها بذلك الخبر لكن الم المخاض فاجأه...
بالغرفة التي انتقلت إليها زهرة...كان والدها اول من اقترب منها ويقبلها بجبينها قائلا...
_ حمد الله على سلامتك يا قلب بابا..
_ الله يسلمك يا حبيبي..
حولت بصرها الي شقيقتها الكبرى وبطنها المنتفخ أمامها قائلة...
_ انت ازاي عملتيها مرتين ومكملة وبتعمليها التالتة!!!...ده انا بعد اللي شوفته ده مش هعملها تاني هو العيل ده وبس...
ضحك عابد وهو يربت علي بطن زوجته قائلا...
_ اسد يلا فيه ايه...مراتي مش جبانة زيك..
مصمصت والدته بشفتيها قائلة...
_ قال العيل ده وبس قال...ده انت جبتي بت يا حببتي...هتعمليها تاني طبعا حتي لو مش عاوزة ...انا معنديش الا هو ده وعاوزة عياله يملوا عليا البيت..
عم السكون في الغرفة الا من صوت تنفسهم الذي يعكس شعورهم الان...
ابتسم ناصر ببرود قائلا بهدوء تام...
_ والله يا ام ناير الموضوع ده ميخصناش ف حاجة ..هما الاتنين اهم اللي بيكونوا حياتهم..شايفين انهم عاوزين اطفال تاني ف احنا مش هنقدر نمنعهم...ولو مش عاوزين ف احنا مش هنخليهم يخلفوا غصب...احنا ملناش إلا أن احنا نبارك لهم ونحمد ربنا علي سلامتهم...لانهم ف النهاية واد أو بت ف هما حته من ابنك وبنتي...
قطع ذلك الجو المشحون بالتوتر دخول قدري وزوجته وابنته ووقاص...
تقدمت السيدة نجاة من زهرة ومالت تقبلها قائلة...
_ حمد الله علي سلامتك يا حببتي ..
_ الله يسلمك يا طنط..
فعلت سيلين كما فعلت والدتها وعادت تقف بجوار زمزم تقص عليها ما حدث بينها وبين خطيبها عندما خرجا بالبارحة...
تقدمت نجاة نحو زمزم بخطوات بسيطة وابتسامة مهتزة ...كانت مرتعبة من رفضها لمصافحتها أمام الجميع لكنها تشجعت ومدت يدها...
نظرت زمزم الي يدها الممدودة لثوان ثم صافحتها ...تنفست نجاة الصعداء براحة وجذبت زمزم إليها تحتضنها بقوة ورغما عنها بكت بندم علي ما اقترفته بحقها...
ربتت زمزم علي ظهرها وهي تتبادل الابتسامة مع والدها فقد تحدث معها منذ اسبوع تقريبا بشأن حياتها مع وقاص يجب عليها اخذ القرار الحاسم...تريده أو لا تريده...
اعطاها ناصر علبةمعدن قديمة كانت والدتها تحتفظ فيها بالصور الأقرب الي قلبها ...معظم الصور كانت مع السيدة نجاة...يضحكان سويا..حتي أنهما حملا اطفالهما بنفس الوقت لكن بالولادة كان بينهم يوم فقط...بين سيلين وزهرة يوم واحد فرق ..فقد ولدت زهرة قبل سيلين بيوم فقط...
باليوم السابع لولاده الطفلة التي أطلقت والدتها عليها اسم"كايلا" رغم رفض حماتها لكن ناير وضع حدا لهذا الحوار العقيم وأصر علي كتابة اسمها بشهادة الميلاد " كايلا" وليطلقوا عليها الاسم الذي يريدونه في المستقبل..
لم تعرف ايا من الفتيات الثلاث طريقة عمل حفلة للطفلة بمناسبة مرور اسبوع كامل علي ولادتها بصحة جيدة وصرفوا النظر عن فعلها ...لكن السيدة نجاة أصرت علي عمل الحفل تحت إشرافها فلم يعترضوا مطلقا...
_ يلا عشان هتخطي عليها يا زهرة...
زهرة باستغراب...
_ ليه يا طنط ؟؟..ايه الفايدة يعني اني افضل اخطي عليها كده انا مش فاهمة...
نجاة بغضب مصطنع...
_ بت انت بقولك ايه بلاش غلبة من امبارح وانت مش مبطلة أسئلة ..نعمل حفلة البنت الاول وبعدين نفوق لأسئلتك ديه..
وقفوا جميعا يتابعون مراسم الحفل بسعادة غامرة عدا والده ناير بالطبع...
علي بعد خطوات منهم تقف تمارا وتمسك بيدها شمعة موقدة وتدندن معهم عندما اقترب منها عابد وقبلها علي وجنتها بحنان وحب...
_ تعالي اقعدي شوية يا حببتي ..كفاية وقفة كده تتعبي...
تحسست تمارا وجنته بحب قائلة بابتسامة تزين ثغرها...
_ لا يا حبيبي انا مش تعبانة والله ...بالعكس أنا فرحانة جدا بالجو ده...
وضع يده علي بطنها المنتفخة قائلا...
_ كلها كام شهر ونعمل للأساتذة دول حفلة زي ديه بالظبط وتحت إشراف مرات عمك بردوا...
ذهبت تمارا بخفة قائلة...
_ انت عاوزني اطلع الاتنين قدام الناس كده عادي واخطي عليهم!!! ...دول يجيبوا أجلهم واجلي...لا طبعا...
تظاهر عابد بالتفكير ثم هتف بخبث وابتسامه لعوب...
_ صح عندك حق...لا ينشوني عين يجبوني ارض وابقي منفعش لا طبلة ولاطار...رايح ع الأربعينات ولسه شباب بردو...
ضحكت تمارا بقوة وشاركها هو الضحك وانتهي باحتضانه لها وتقبيل رأسها بعشق خالص...
بعد انتهاء الحفل وانصراف المدعوين أصر وقاص علي الحديث أمامهم جميعا بشأن رجوع زمزم الي منزل زوجها...خاصة وأن العلاقة بينهم تحسنت كثيرا...تسأله عن أحواله إذا وجدته في المنزل...لا تتحمل الحديث معه أو عنه كالسابق...تجلس بالمكان الذي يوجد به دون أن تذهب منه...
تحدث وقاص بجدية...
_ دلوقتي يا عمي انا عاوز اتكلم مع حضرتك بخصوص مراتي اللي قاعدة عندك وداخلالها ف سنه تقريبا كمان تلت شهور ولا حاجة..وسايبة بيتها ...
زمزم مطلبتش الطلاق يعني هي لحد دلوقتي علي ذمتي لسه ...وانا سايبها براحتها لاني عارف كل حاجه انا غلط فيها ف حقها ...وكمان عارف أنه مكانش سهل عليها...
دلوقتي انا عاوز قرار نهائي...عندها نية تسامحني وتديني فرصة تانية ولا عاوزة تحل نفسها من ارتباطها بيا؟؟؟...
حول ناصر بصره الي ابنته التي أصبح وجهها كثمرة الطماطم قائلا...
_ زمزم كبيرة كفاية عشان تقدر تحدد هي عاوزة ايه ومش عاوزة ايه يا وقاص...انا سند ليها مش همشي كلامي عليها غصب...لو هي عاوزة ترجعلك تقول لا هو حرام ولا عيب انت جوزها...ولو عاوزة تطلق منك لا هو حرام ولا عيب بردوا...ف النهاية كل واحد فيكوا يعمل الحاجة اللي تريحه...
التزم الجميع الصمت ولم يتفوه أحدهم بحرف واحد معها...الي أن تحدث وقاص بنبرة جادة لم يخفي عليها نبرة الضعف بها...
_ انا سامعك يا زمزم...ايا كان قرارك ف انا هنفذهولك دلوقتي...
اخذت نفسا عميقا ورفعت بصرها إليهم وهتفت بقوة جديدة عليها ...
_ انا موافقة ارجعلك...
انطلقت رؤوس من بالصالون جميعا نحوها ينظرون إليها غير مصدقين لما قالته ..هل وافقت للتو علي الرجوع لزوجها؟؟..لم يصدقوا اذنيهم وبدأوا يسألوا بعضهم عن جوابها ...
تحدث وقاص ببهوت ودهشة...
_ قولتي ايه؟؟..
أعادت زمزم جوابها مرة أخري بقوة أكبر ...
_ قولت موافقة...بس عندي شروط...
وقاص بسرعة...
_ موافق علي شروطك كلها...
_ بردوا لازم تسمعهم...اولا انا هعيش مع بابا هنا لاني مش هقدر اسيبه لوحده...يتعملي فرح كبير...ومتغصبنيش علي اي حاجة انا مش عاوزاها ...ولازم تثق فيا ثقة عمياء...وهتسبني اشتغل...
موافق؟؟...
وقف وقاص من مكانه وهتف بسعادة غامرة ظهرت بصوته...
_ موافق...موافق ..موافق...
وانطلق نحوها يحتضنها ويدور بها أمامهم بسعادة وضحكاتهم تملأ المكان بأكمله...
وراءهم ناصر ينظر لها ولشقيقاتها مدمع العينين بفرح وحنين الي تلك الغائبة تحت الرمال يناجيها بصحوته ونومه...حققت ما طلبته...اوفيت بوعدي تجاهك...
ونجاة تنظر إليهم بدموع فرح ...فرح من أجل ابنها الذي وجد السعادة اخيرا...وفرح باتمامها الأمانة المتعلقة برقبتها بشأن بنات مادلين وان تكون لهم صديقة قبل أن تكون أما ثانية لهم...
وعبد القادر الذي نظر إلي سعاده ابنه بفرحة ظاهرة بعيناه له ولأحب بنات شقيقه الي قلبه...حول بصره تجاه نجاة ينظر لها نظرة غريبة عليه ..نظرة اعجاب وربما حب دون علمه بعد ثلاثة وثلاثين عاما زواج ...يجد الحب الحقيقي وبجانبه ونصب عيناه طوال الوقت...تري ما تخبأه الحياة من مفاجأت بعد؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور خمس سنوات...
تجمعوا جميعهم في منزل النوساني الكبير.. كبير العائلة الان..
اليوم عيد ميلاد" دليلة" والصغير "يحيي" ..عمها!!...سيكملان عامهم الرابع ...
دلفت زهرة الي المنزل وبيدها ابنتها الكبري " كايلا" وبطنها المنتفخ قليلا أمامها..ووراءها ناير ينظر في إثرها بنفاذ صبر ويطلق تنهيدة متعبه...
سارت زهرة باتجاه والدها تحتضنه بقوة فبادلها العناق قائلا بحنان..
_ عاملة ايه يا حببتي ..وحبيبة جدو ديه عاملة ايه؟؟..
تصنعت زهرة الابتسامة قائلة...
_ الحمد لله يا حبيبي..اهو لسه بحاول فيها عشان تنزل عدلة بدل م تبقي برص...
ضحك ناصر بقوة قائلا...
_ طب روحي اقعدي مع باقي الثلاثي المرح بتاعك..هما كمان بطنهم صغيرة..وبيحاولوا...
ابتسمت زهرة له ثم التفتت ذاهبة الي شقيقتيها عندما شاهدت ناير يسير باتجاه والدها حتي يصافحه...
صافح ناصر ناير وهتف مشيرا الي ابنته بعينيه..
_ فيه ايه؟؟..ايه الخناقة الجديدة؟؟..
زفر ناير بتعب وهتفت بضيق...
_ مبقتش عارف اتعامل معاها..علطول القمص والعياط وهروح عند ابويا...بايت برة البيت بقالي يومين ورا بعض عشان شغلي..ويوم رجوعي كنت هلكان وامي طلبتني ف روحتلها ونمت هناك وانا مش حاسس ولسه راجع الصبح...بإيدي ايه انا؟؟..ده شغلي مش عاوزة تفهم...أو رافضة تفهم مبقتش فاهملها
ربت ناصر علي كتفه قائلا يواسيه...
_ معلش يا ابني هما عندهم فوبيا من الشغل عموما...استحملها..
_ مستحملها والله....بس بقت بتهددني انها تسبني كتير..
ضحك ناصر بمرح قائلا بخبث..
_ استعمل مهاراتك كراجل...واوعي تسمحلها تقولها تاني..انا عايشلها لحد م ربنا يأذن..غير كده لا..
ابتسم ناير بخفة لناصر ذلك الرجل الذي يحبه كحبه لأبيه الراحل...يذكره به في كافة تصرفاته...
علي بعد خطوات منهم...
تجلس نجاة وبيدها صغيرها ذو الأربع سنوات...عينان رماديتان لا تعلم من اين جاء بهم تحديدا...سمار بشرته الذي أخذه من أخيه...
تتذكر عندما علمت بحملها الان بهذا السن...ثارت وغضبت رغم أنها انتهت من موضوع الحمل والولاده منذ زمن...وقررت اجهاضه ..كانت تظن أن المسافات بينها وبين زوجها ستتباعد بعد أن عادت علاقتهما ..أشبه بعلاقه حبيب بمحبوبته...لم تشك للحظة في صدق مشاعره تجاهها..والغريبة عليها تماما...
لكن قدري عندما علم بما تريد فعله ثار وغضب منها...وترك المنزل وذهب الي شقيقه حتي تتراجع عن قرارها بشأن اجهاضه وبالفعل تراجعت...
بولادة وقاص وسيلين لم تري ذلك الخوف بعيني قدري كما رأته بولادة الصغير...حتي أنه أصر علي الدخول معها الي غرفة العمليات رغم أنها كانت عمليه قيصريه...
جاء قدري من وراءها ووضع يده على عينيها قائلا بصوت مضحك...
_ انا مين ؟؟..
رد عليه الصغير قائلا بضحكات طفولية...
_ انت بابا..
شهقت نجاة بخفة قائلة تعنفه...
_ انا مش قولت اسمه بابي...مبتسمعش الكلام ليه؟؟..
قلب الصغير شفتيه ينذر بالبكاء...
_ وقاص هو اللي قالي ..
شهقت بعنف هذه المرة قائلة...
_ وكمان وقاص بس كده!!!..انا مش قولت أبيه..
بكي الصغير هذه المرة حقا دافنا رأسه بين كفيه....ابتسمت زمزم وهي تراه يفعل حركتها المعتادة عندما يعنفها وقاص واقترب منهم وحملته تهدأه...
_ ليه كده بس يا طنط؟؟؟..وقاص هو اللي قاله ميقولش أبيه ديه تاني ...ماله هو بس..احنا عاوزين نفرحه ف عيد ميلاده..
وظلت تهتز به يمينا ويسارا تهدئه...
جاء وقاص من وراءها وضمها إليه من خصرها قائلا بعتاب..
_ مش انا قلت متشليش حاجة نهائي ..مش كفاية النزيف اللي كان عندك من كام يوم ده..
ابتسمت زمزم بحب..فقد تغير معها حقا...تبدلت معاملته لها تماما ..كأن شخصا آخر تلبسه...بعد زواجهم لم يطالبها بأي شئ..حتي أنه لم يسير إلي ذلك الموضوع حتي قررت هي منحه حقه وان كان بقلب مرتجف خائف لكنها أقنعت نفسها أنه لن يضرها ولن يتعامل معها كالسابق...وبالفعل كان يتعامل معها برقة وحنان شديدين الي أن أصبحت طيعة ومطالبة بالمزيد...
_ انا بحب يحيي وبعدين هو خفيف وزي العسل...البت روزة فين؟؟..
_ مش عارف..تلاقيها هنا ولا هناك..
هزت رأسها إيجابا دون اهتمام وانزلت يحيي وذهبت الي المطبخ للإشراف علي تجهيزات الحفل التي ستبدأ بعد نصف ساعة تحديدا...
تمارا وعابد....
ترك عابد الجميع مشغلا بزوجته واولاده وذهب خلفها المرحاض لغرض غير شريف بالمرة...
فتح الباب ودلف الي الداخل بسرعة حتي لا ينكشف أمره..
شهقت تمارا بخضة فأسرع بوضع يديه علي فمها يسكتها...
_ يخربيتك هتفضحينا...هشيل ايدي بس صوتك ميطلعش...
اومأت برأسها إيجابا فنزع يده...
_ ايه اللي انت عملته ده؟؟...مش هتبطل بقي عاداتك الزفت ديه!!...احنا ف بيت ابويا...
رد عليها بتهكم..
_ ايه يعني ف بيت ابوكي..وانا كنت مأجرك بالليلة منه م انت مراتي!!...
تمارا بحدة ...
_ م تحترم نفسك بقي...ده انت معلم علي اوض العيلة كلها حمامات ومطابخ واوض نوم...مش قادر تمسك نفسك أحد م اللي انا حامل فيها ديه تنزل...
تصنع عابد الحزن وهتف...
_ انا اسف يا ست تمارا...خلاص مش هعملها تاني...كنت فاكر اني وحشتك زي م وحشتيني...بس طلعت غلطان...
والتفت حتي يغادر فأمسكت تمارا بجذعه فقد شعرت بتأنيب الضمير تجاهه...
_ يا عابد مش قصدي والله ...بس لو حد شافنا هيقول ايه؟؟...عموما انا آسفة وهصالحك كمان يا سيدي...
وإدارته نحوها واقتربت من شفتيه تقبلها ...فأمسك بها عابد بين ذراعيه بغتة وتعمق بقبلته بقوة أكبر حتي كادت أنفاسها أن تزهق...
*********
بالخارج ...دلفت سيلين الي المنزل وعلي يديها رضيعها " ادم" ذو الخمسة أشهر ...تزوجت منذ ثلاث سنوات واكتشفت خلالهم وجود مشاكل لدي زوجها بالانجاب لكنها صبرت واحتسبت الي أن اكرمهم الله بأدم الصغير...
صافحت والديها وعمها واقتربت من زمزم تحتضنها بقوة...
_ زوزة وحشتيني اوي..
عانقتها زمزم بابتسامة محبة قائلة...
_ وانت كمان يا قلب زوزة...وميدو عامل ايه؟؟..
_ الحمد لله..اهو مطلع عيني ومبنامش..
_ كلهم كده يا حببتي ...
نم نظرت حولها قائلة...
_ هو مال الكل عمال يختفي كده ليه!!..ناير وزهرة فين؟؟..وتمارا وعابد؟؟..وروزة...
ركضت زمزم حتي وصلت الي غرفة المكتب الخاصة بوالدها وفتحها...فوجدت ابنتها تجلس علي الارض وحولها سجدة وسالم وسليمان أشقائها ومعهم بعض الأوراق...
_ روزة....انت بتعملي ايه هنا؟؟..تعالي هنا...
اقتربت الصغيرة منها بخطوات حذرة خائفة ثم هتفت بحروف متكسرة..
_ معملتس حادة...
_ معملتس حادة!!..صح م انت معملتيس حادة واحدة عملتي حادات...انا هقول لجدو عشان يخاصمك انت وسجدةوكلكوا...
وخرجت من الغرفة فاصطدمت بوقاص أمامها ينظر لها بغضب...
_ م تتلمي بقي حامل وبطنك قدامك وبردوا بتجري!!..
حاولت زمزم الحديث لكنه قاطعها ..
_ روحي يلا عشان كله جه وهنبدأ العيد ميلاد..
اومأت برأسها ثم ذهبت الي الطاولة الموضوع عليها قوالب الكيك والحلويات...
بدأوا الاحتفال بعيد الميلاد ويغنون الاغاني المعروفة في مناسبة كهذه ..ووقاص يحمل شقيقه الصغير ووالدها يحمل حفيدته الهادئة الرزينة دليلة..اسم علي مسمي
وبعيدا عنهم يقف ناير ويميل علي زهرة التي احتجزها بينه وبين جدار ما يحاول ارضاءها..ابتعد عنها ناير عندما انتهوا من ترديد الاغاني ...
_ها مرضية ولا اعملها قدامهم؟؟..
ضحكت زهرة بخفوت ومالت عليه تقبله بجانب فكه قائلة بحب..
_ مرضية طبعا...وانا اقدر اعيش من غيرك..
انتهي الحفل وذهب الجميع الي منازلهم ...
بغرفة وقاص وزمزم...
خرجت من المرحاض وذهبت حتي تتسطح بجانب وقاص الذي ذهب في سبات عميق...
شهقت بخضه عندنا أشرف عليها وقاص بقامته الضخمة بالنسبة لبنيتها الضعيفة قائلا بخبث..
_ زمزميتي..وحشتيني خالص مالص...
زمزم بتذمر...
_ بطل بقي الدلع الوحش ده..انا اسمي جميل علي فكرة...وبعدين انت مش كنت نايم؟؟..
هبط علي شفتيها يقبلها بسرعة...
_ طب بزمتك حد يسيب القمر ده نايم جنبه ويمسك نفسه؟؟...لا طبعا...وبعدين انا مش عاوزك انت...
_ اومال عاوز مين يا اخويا؟؟..
حرك حاجبيه بخبث وابتسامه لعوب قائلا...
_ انا عاوز اللي مش عارفنله نوع ده...حته مني ووحشتني ..مش واجب اسلم عليها بردوا..
ابتسمت زمزم ومدت يدها تغلل بيدها بخصلاته...
_ يا سلام...وحشك!!..مش لما يبقي يفتح رجله الاول ويدينا وشه عشان نعرف نوعه...
اطبق وقاص بجسده فوقها قائلا بعبث...
_ يا ستي المهم أنه عيلي نوعه بقي ديه بتاعت ربنا...تعالي بس أمس عليه كده...
ضحكت زمزم بقوة جعلته يطبق بفمه الي خاصتها يسكتها بطريقته الخاصة...
الامل...التفاؤل...الطاقة الإيجابية...جميعها مصطلحات بحياتنا ..نستخدمها في حياتنا اليومية...لكن دون معرفة معناها جيدا...يجب علينا معرفة معناها جيدا حتي نبحث عنها بوسط زحمة حياتنا ..
تمت بحمد الله

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا