رواية ومضة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ميرنا ناصر
رواية ومضة الفصل الثاني عشر 12 هى رواية من كتابة ميرنا ناصر رواية ومضة الفصل الثاني عشر 12 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ومضة الفصل الثاني عشر 12 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ومضة الفصل الثاني عشر 12
رواية ومضة الفصل الثاني عشر 12
بعد أن أمرت أثينورا الخدم بتنفيذ أوامري، اقتربت مني وربتت على كتفي بلطف وقالت بصوت هادئ ومعاتب: "اعذريني، يا مولاتي، فقد انتصر عنادك على حكمتك."
نظرت إليها بعينين يملؤهما الغضب وقلت بصوت عصبي: "أثينورا..."
أجابتني بحزم وثبات: "يا مولاتي، أن يتم حبس الرجل الثاني في المملكة والساحر الأعظم في غرفة؟ هذا في جوهره مخالف للقانون."
شعرت بثقل كلماتها وهي تضغط على ضميري. كانت الحقائق تزدحم في ذهني، ورغم أن الغضب كان يشتعل بداخلي، أدركت بوضوح أن أثينورا محقة في كلامها. كانت تلك اللحظة مليئة بالصراع الداخلي بين عنادي وحكمة أثينورا. كان علي أن أتجاوز عنادي وأستخدم الحكمة والروية.
تقدمت بخطوات ثقيلة نحو النافذة، حاولت أن أهدئ نفسي وأفكر في الحل. كانت العزيمة تتجدد داخلي، لكنني كنت بحاجة إلى استخدام الحكمة والبصيرة أكثر من الغضب والعناد. وقفت عند النافذة، ونظرت إلى السماء التي كانت ملبدة بالغيوم، وكأنها تعكس حالتي النفسية المضطربة.
بعد لحظات من التأمل، ربتت أثينورا على كتفي مرة أخرى وقالت بلطف: "إيمانويل ذو شخصية حديدية، كان يحبه الملك الأعظم جدًا. كان يقول له دائمًا إنه يشبه قلبه. بعد موت الملك الأعظم، قرر إيمانويل ترك منصبه لميرافيلا، لأنه دخل في اكتئاب شديد بسبب تعلقه الكبير بالملك."
لمعت عيناي وأنا أستشعر مدى الحنين لجدي، شعرت بلحظات ذكريات تعود إلي. ثم انتبهت عندما قالت لي أثينورا بابتسامة خبث: "أعجبتِ به، يا مولاتي، أليس كذلك؟"
تحدثت بحدة: "ما هذا الهراء يا أثينورا؟"
أجابتني أثينورا وهي تبتسم: "أعتذر، يا مولاتي، ولكن هدفي بريء. أقصد الإعجاب بالقوة والشخصية فقط."
كانت كلماتها تصيبني بارتباك وتزيد من الصراع الداخلي. بدأت أدرك أن الأمر ليس مجرد عناد أو قوة، بل هناك جوانب أخرى في إيمانويل تجعلني أفكر وأتأمل بعمق. كنت أعلم أنني بحاجة للهدوء والتفكير بحكمة قبل اتخاذ أي خطوة جديدة.
قلت لأثينورا: "دعيهم يبيتون الليلة في غرفة المكتب."
أجابتني بإخلاص: "أمر جلالتك... سأمرر الخدم بذلك."
وقبل أن تغادر أثينورا نهائياً، ناديت عليها بحزم: "أثينورا، عودي."
نظرت إليّ بعينين مليئتين بالخبث وقالت: "تريدين معلومات عن إيمانويل، أليس كذلك؟"
تحدثت بارتباك، محاولة السيطرة على أعصابي: "أثينورا، إلزمي حدودك. أريد منكِ أن تعطيني معلومات عنه لمعرفة شخصيته حتى أتمكن من التعامل معه بفاعلية والوصول إلى هدفي."
ابتسمت أثينورا بابتسامة خبث متجددة وأجابت: "يا مولاتي، أعلم أن الفضول هو الدافع الحقيقي، وأن إعجابك به هو السبب."
كانت تلك اللحظة حافلة بالمعاني والمشاعر المتضاربة. كان عليَّ أن أواجه نفسي بصراحة،
وقفت عند النافذة، وشعرت بالرياح تلعب بخصلات
فجأة، قاطعت أثينورا أفكاري بصوتها اللطيف وهي تقول: "يا مولاتي، إن حكايته حكاية."
توقفت لأستمع إليها، فتابعت: "البداية أن شخصيته قوية، وكل القصر والمملكة يدركون جيدًا مدى حديديته وصلابته. كان الملك الأعظم ينوي أن يجعله ولي عهده، لكنه رفض ذلك رفضًا قاطعًا، شعر أنه ليس على قدر المسؤولية.
ومعروف عنه الأمانة والقوة والشجاعة، وقد شهدتِ ذلك بعينيكِ. ولم يتوقف عند هذا الحد، فقد درس في أعظم المدارس هنا وبلغ مستوى عالٍ في أبحاث السحر، ويملك قدرات سحرية هائلة.
خلال الفترة التي شغل فيها منصب وزير السحر، شهدت الزراعة تطورًا كبيرًا بفضل اكتشافاته. وكما تعلمين، كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالملك الأعظم."
كانت كلماتها تتدفق كالسيل الجارف، تحمل في طياتها الكثير من المعلومات والمشاعر. وقفت مذهولة، أعيد ترتيب أفكاري، وأحاول فهم كل ما قالته أثينورا.
بدأت أدرك أن خلف هذه الشخصية القوية والعنيدة، هناك قصة إنسانية مليئة بالتحديات والانتصارات.
قاطعت أثينورا أفكاري فجأة بصوتها وهي تقول: "يا مولاتي، أما بالنسبة للحياة العاطفية، فهذه قصة طويلة ومعقدة."
تحمست وقلت لها: "أحكي لي."
أجابتني: "هذه القصة تبدأ مع ميرافيلا، ميرافيلا تلميذة نجيبة لإيمانويل، ولديها أخت توأم وهي ساحرة أيضًا. كانت الأخت التوأم " أليانا " تعشق إيمانويل عشقاً غريباً يشبه المرض، ولكنه للأسف لم يكن يبادرها الحب، إذ كان قلبه ممتلئاً بحب فتاة أخرى."
سألتها بفضول: "ومن تكون هذه الفتاة؟"
أجابتني: "نيريفا الفاتنة، مديرة مكتب القصر."
قلت لها بدهشة: "نيريفا الفاتنة؟ لماذا سموها بهذا الاسم؟"
أجابتني: "بسبب شدة جمالها الفاتن، يا مولاتي. كان إيمانويل يعشقها، لكنها للأسف لم تبادله الحب لأنها كانت تعشق آخر."
ضحكت وقلت: "ايه مسلسل العشق الممنوع ده؟"
ابتسمت أثينورا وقالت: "لكن يا مولاتي، العشق غير ممنوع في المملكة."
أجبتها بجدية: "أكملي يا أثينورا، من هو الشخص الذي تعشقه نيريفا؟
فأجابتني أثينورا بنبرة مفعمة بالأسرار: "نيريفا كانت تعشق فالداريوس."
اتسعت عيناي دهشة وقلت: "فالداريوس؟! فالداريوس، العاشق لـ مريم مولماز؟ يبدو أن هذه الليلة مليئة بالمفاجآت. أكملي، أثينورا."
استرسلت أثينورا في حديثها، غارقة في التفاصيل بعمق: "كان فالداريوس في البداية معجبًا بنيريفا، وكان بينهما همسات وغمزات. ولكن مع ظهور مريم في المملكة، انقلبت الأمور رأسًا على عقب. رغم أن مريم كانت متوسطة الجمال، إلا أنها امتلكت هدوءًا وجدية وحنانًا جذبوا قلب فالداريوس إليها. تقرب منها وأحبها بعمق، بينما كانت نيريفا تغلي من الغيرة كالنار تحت الرماد."
وتابعت أثينورا بشغف: "كانت هناك مشاكل كثيرة بين نيريفا ومريم، حتى وصل الأمر إلى مشادة عنيفة كادوا فيها أن يضربوا بعضهم البعض. تدخل الملك الأعظم وحل المشكلة بحنكته وحكمته. وخلال تلك الفترة، لم تكن أليانا صامتة."
سألتها : "أليانا؟ من تكون؟ أنا توهت "
أجابتني أثينورا: "يا مولاتي، أعيريني انتباهك. أليانا هي الساحرة وأخت ميرافيلا، وهي وزيرة السحر الحالية."
فسألتها باستغراب: "ولكن ما دخل أليانا في حرب مريم ونيريفا؟"
أجابتني أثينورا: "سبب تدخلها كان عندما أعلن فالداريوس خبر إتمام المراسم وأنه سيتزوج مريم. هذا الخبر حرق قلب نيريفا، ففكرت في استعادة كرامتها وإثبات لـفالداريوس أن الأمر لا يهمها. بدأت تتلاعب وتشعل الخطط لعودة إيمانويل واستغلال حبه لها، فكانت تزوره كثيرًا وتحاول مجددًا إشعال العلاقة بينهما. وهذا كان يضر أليانا لأنها رأت أن الجو يخلو لها وتبعد نيريفا عن قلب وعيون إيمانويل.
خافت أليانا أن يحن إيمانويل لنيريفا، فلجأت للسحر وعملت ضربة سحرية لنيريفا أُصيبت بطفح جلدي ليس له علاج. لم يتمكن أي ساحر من فك هذا السحر ولا طبيب . وعندما تولى إيمانويل خطة العلاج، اكتشف أن أليانا وراء ذلك، فأبلغ الملك الأعظم وتم نفيها."
كانت كلمات أثينورا تتدفق كالسيل، تحمل في طياتها مشاهد مليئة بالأحداث والدراما. وقفت مذهولة، أشعر بثقل تلك القصة وعمق تعقيداتها. كان عليّ أن أفكر بعمق في كل تلك العلاقات المتشابكة والمشاعر المتضاربة.