رواية خادمة الشيطان قاسم وكارما الفصل الثاني عشر 12 بقلم نوره السنباطي
رواية خادمة الشيطان قاسم وكارما الفصل الثاني عشر 12 هى رواية من كتابة نوره السنباطي رواية خادمة الشيطان قاسم وكارما الفصل الثاني عشر 12 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية خادمة الشيطان قاسم وكارما الفصل الثاني عشر 12 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية خادمة الشيطان قاسم وكارما الفصل الثاني عشر 12
رواية خادمة الشيطان قاسم وكارما الفصل الثاني عشر 12
تسللت أشعة الشمس برفق إلى الغرفة، كأنها ترسم لوحة ساحرة على وجهيهما، وتداعب هدوء اللحظة بلمسة من دفء الصباح. استيقظت كارما على إحساس غريب، إحساس بالطمأنينة يغمر قلبها. رائحة قاسم الرجولية التي تعشقها، كانت تحيط بها كأنها جزء من الهواء الذي تتنفسه.
ابتسامة صغيرة انسابت على وجهها وهي تشعر بذراعيه تطوقانها بحنان يكسوه تملك. قلبه ينبض على مقربة من أذنها، بإيقاع ثابت يشبه لحنًا خاصًا لا تسمعه إلا هي. رفعت عينيها ببطء لتتأمله. ملامحه الهادئة، حتى في النوم، كانت تحمل شيئًا من صلابته المعتادة، لكنها بدت الآن أشبه بملامح فارس خلع درعه وأراح قلبه بجوارها.
أغمضت عينيها للحظة، وكأنها تلتقط هذه اللحظة لتحتفظ بها للأبد. ولكن دفء عاطفتها غلب خجلها؛ رفعت يدها ببطء وكأنها تقترب من شيء مقدس، وأخذت تمسح بأصابعها على خطوط وجهه بلمسة خفيفة، وكأنها تخشى أن توقظه. كانت تحفظ تفاصيله وكأنها تنقشها في قلبها، من حدة حاجبيه، لنعومة خده .
ابتسامة صغيرة أفلتت منها وهي تقترب، تجرأت بقبلة خفيفة على وجنتة، وكأنها تخبره "أنا هنا... دائمًا هنا." لكن فجأة، شعرت بحرارة وجهها ترتفع، وكأن قلبها يعاتبها على جرأتها. أسرعت بسحب يدها وهي تنظر بعيدًا بخجل، لا تصدق أنها تجرأت إلى هذا الحد.
لكن صوت طرقات الباب قطع عليها أفكارها، فتحت عينيها واتسعت عندما دخلت الممرضة.
كانت الممرضة تحمل ابتسامة خفيفة، لكنها لم تستطع أن تخفي إعجابها بالنائم بجوار كارما. شعرت كارما بوخزة في قلبها، وكأن نظرات المرأة تلك تمثل اعتداءً على شيء يخصها وحدها. لم تكن تدري متى اشتعلت مشاعر الغيرة بداخلها، لكنها وجدت نفسها تنظر إلى قاسم بسرعة، وعيونها توقفت عند صدره العاري.
بلا وعي، أمسكت بالغطاء وجذبته عليه بحركة سريعة، وكأنها تضع حداً غير معلن لأي شيء يمكن أن تراه الممرضة. التفتت إليها، نظرة حادة واثقة تملأ عينيها.
الممرضة بابتسامة مرتبكة: "كنت بس بطمن عليكي عشانلو كنتي محتاجة حاجة..."
كارما بحدة مكتومة: "شكرا .لو احتجت حاجه هنادي عليكي ."
لم تنتظر إجابة، بل تابعت بنظراتها الحادة حتى خرجت الممرضة، وأغلقت الباب وراءها.
أخذت نفسًا عميقًا، ثم نظرت إلى قاسم مجددًا. عيناها ارتختا، وتسللت ابتسامة خفيفة لشفتيها. رغم كل شيء، شعرت بالاطمئنان لمجرد وجوده بجوارها.
في الخارج، خلف زجاج النافذة، كان أحمد يقف متكئًا على الجدار، يراقب المشهد بابتسامة ممتزجة بمشاعر مختلفة. عينيه تلمعان برضا وسكينة، وكأنه يرى أمامه حلمًا تحقق دون أن ينطق به. ابنته التي لطالما اعتبرها قطعة من روحه، تجد أمانها وسعادتها في كنف قاسم.
لكن ما لفت انتباهه أكثر كان نظرات الغيرة التي لم تستطع كارما إخفاءها. ضحكة خفيفة أفلتت منه، وهو يتمتم بصوت بالكاد يسمع: "مجنونة بنتي... قلبها فضحها."
بينما كان غارقًا في تأملاته، ظهر سليم بجانبه فجأة، يضع يده على كتف والده: "بتراقبهم من بعيد ليه يا بابا؟ خايف نضايقهم ولا إيه؟"
أحمد بابتسامة هادئة: "لا يا ابني، مش خايف، بس حابب أشوفها وهي بخير. قاسم... بيعاملها كأنها الدنيا كلها بالنسبة له، وده كفاية بالنسبة لي."
سليم وهو يرفع حاجبه بفضول: "قاسم؟ قصدك الرجل اللي كان طول عمره ما بيطيق يبان عليه أي مشاعر؟ إيه اللي حصل عشان يتحول كده؟"
أحمد وهو يضحك: "البنت دي يا سليم... جت عليه كالعاصفة. خلته يشوف حاجة ما كانش شايفها قبل كده. الحب يا ابني بيغير حتى أعتى القلوب."
سليم بابتسامة جانبية: "واضح إنهم معجبين ببعض جدًا. بس كارما دي دماغها ناشفة أوي، مستحيل تعترف بسهولة."
أحمد: "وهنا بقى قاسم شاطر. هيعرف إزاي يخليها تتكلم من غير ما تحس."
سليم بتنهيدة: "ربنا يسعدهم يا بابا. المهم أنا كنت عايز أستأذنك، مسك في البيت وأنا هروح أطمن عليها."
أحمد وهو ينظر إليه برضا: "روح يا سليم، البنت محتاجة ترتاح شوية. وقبل ما تروح، طمّنها إن أختها بخير وإن كلنا حواليها."
سليم بابتسامة مطمئنة: "أكيد يا بابا." ثم غادر بخطوات واثقة، تاركًا أحمد ليعود لنظرته المتأملة تجاه الغرفة، وابتسامة حنونة ما زالت تزين وجه
بعد مغادرة سليم، قرر أحمد أن يقترب أكثر. دفع الباب برفق ودخل إلى الغرفة على أطراف أصابعه، متجنبًا إصدار أي صوت يمكن أن يوقظ قاسم، الذي كان واضحًا عليه الإرهاق الشديد.
وقف أحمد للحظة يراقب المشهد أمامه: قاسم مستلقٍ بجانب كارما، رأسه قريب من كتفها، ويده لا تزال تحيط بها بحماية وتملك. أما كارما، فقد كانت مستيقظة، عيناها تحملان مزيجًا من الحب والامتنان والخجل.
ابتسم أحمد وهو يقترب ببطء، يضع يده برفق على رأس كارما، ويميل ليهمس بصوت منخفض: "إزيك يا بنتي؟ عاملة إيه دلوقتي؟"
كارما بابتسامة خجولة: "الحمد لله يا بابا... أحسن بكتير."
أحمد جلس على الكرسي القريب من السرير، يراقبها بعينين مليئتين بالحنان: "كنت واقف برا وبشوفك... لقيتك قاعدة هنا وسط الأمان والراحة. ما كنتش أتخيل اليوم اللي هشوفك فيه بتلاقي حد يطمنك بالشكل ده."
كارما وهي تنظر لقاسم بحنان ثم تعود بنظرها لأبيها: "قاسم مختلف يا بابا. بحس إنه شايل همي أكتر مني... بيخاف عليا بطريقة ما حدش في الدنيا عملها."
أحمد بابتسامة راضية: "عارف يا كارما. وده اللي خلاني أوافق من غير تردد لما قاسم أصر إنه يكون جنبك. شايف في عينيه حب وخوف عليكِ، حتى وهو بيحاول يخفيهم."
كارما بخجل وهي تخفض عينيها: "بابا..."
أحمد: "ما تخجليش مني يا بنتي. أنا أبوكي وأكتر حد عارفك. الحب مش ضعف، يا كارما، بالعكس، الحب هو اللي بيقوينا."
كارما بصوت منخفض: "بس أنا خايفة يا بابا... خايفة أكون عبء عليه."
أحمد، وهو يمد يده ليمسك بيدها بحنان: "كارما، قاسم مش هيسيبك أبدًا، مش لأنه مضطر، لكن لأنه اختار بنفسه. ولو كنتي عبء زي ما بتقولي، ما كنتيش هتشوفيه جنبك دلوقتي، نايم وهو ماسكك كأنه خايف يسيبك حتى للحظة."
كارما نظرت لقاسم للحظة طويلة، ثم عادت بنظرها إلى أحمد وابتسمت بخجل: "شكراً يا بابا... على كل حاجة."
أحمد، وهو يربت على يدها بلطف: "ما فيش شكر بيننا، يا بنتي. المهم دلوقتي إنك تريحي قلبك وعقلك. وأنا هخلي قاسم كمان ياخد قسط من الراحة، واضح إنه مستنزف خالص."
كارما بابتسامة دافئة: "حاضر يا بابا."
نهض أحمد بهدوء، ينظر مرة أخيرة لقاسم وكارما بابتسامة صغيرة، ثم خرج من الغرفة، تاركًا الملاك مع حارسها الذي لم يتخلَ عنها ابدا .
بعد مرور ثلاث ساعات، استفاق قاسم ببطء من نومه، فتح عيناه ليجد نفسه في نفس الوضع الذي كان عليه حين نام، يداه لا تزال تحيطان بكارما بحماية، ورأسه ممدد بجانب عنقها تحرك بحزر ليجلس
رغم التعب الواضح على وجهه، كانت عيون كارما تراقب كل حركة له بخجل. ابتسمت برفق عندما لاحظت أنه استفاق، وأصابها إحساس غريب بالطمأنينة عند رؤيته يقظًا بجانبها.
قاسم، وهو يرفع رأسه قليلاً ليحاول ترتيب أفكاره، نظر إليها بقلق وقال بصوت ضعيف: "أنتِ عاملة إيه دلوقتي؟"
كارما ابتسمت بحنان، ثم قالت بنبرة مطمئنة: "أنا تمام يا قاسم... الحمد لله. بس إنتَ اللي شكلك تعبان شوية
قاسم نظر إليها بحنان وحاوط وجهها بحب وقال :" انتي اكيد كويسة حاسة ب اي ألم "
تنهدت كارما برفق، ثم قالت: "ما تقلقش عليا، أنا كويسة بفضل الله. بس إنت مش شايف حالك؟ عايز ترتاح أكتر."
قالت ذلك وهي تمرر يدها على ذراعه بحنان
قاسم ابتسم ابتسامة خفيفة، ثم همس: "إنا كويس طول ما انتي كويسة ."
لكنه شعر بشيء غريب في قلبه، شيء أكبر من مجرد الاهتمام بها. كان هناك شيئًا جديدًا، شيئًا عميقًا، يربطه بها أكثر وأكثر.
كارما ردت بابتسامة دافئة، وهي تحاول أن تخفي ما يجول في قلبها، لكنها كانت تشعر بشيء لا تستطيع تفسيره، هل يحبها ..؟
في هذه اللحظة، دخلت الدادة إلى الغرفة بحذر، ثم نظرت إليهم بابتسامة مريحة، وهي تحمل بعض الملابس.
"إيه الأخبار ، عاملة اي يا ست البنات ؟ عامل اي يا قاسم يابني "
قاسم ابتسم لها برقة وهو يحاول أن يجلس بشكل مستقيم أكثر: "الحمد لله، كويسين، بس أنا أكيد محتاج أغير هدومي."
الدادة وضعت الملابس على الطاولة وقالت: "خلاص، أنا جبتلكم حاجات جديدة. هتغيروا وتريحوا شوية." ثم أضافت بنبرة مرحة: "وبلاش تأخروا على المواعيد، خصوصًا أنكم في المستشفى مش في رحلة استرخاء."
كارما وضعت يدها على فمها في محاولة لإخفاء ابتسامتها، بينما قاسم حاول أن يظهر الجدية لكنه كان يحاول كبح ضحكته.
"أيوة، أيوة، إحنا نعرف، هنغير دلوقتي."
الدادة خرجت مبتسمة، بينما قاسم نظر إلى كارما وقال: "أنا هقوم دلوقتي... بس عايزك تعرفي إني مش هبعد عنكِ أبدًا."
كارما أحسست بشيء دافئ في قلبها بس سكتت ....!
وفي تلك اللحظة، كان كل شيء حولهم هادئًا، وقلوبهم تتحدث بلغة لا يفهمها سوى القلوب.
(اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة اجمعين 🌿🤎)
مرت الأيام بهدوء داخل أروقة المستشفى، وكان قاسم بجانب كارما طوال الأسبوع، يعتني بها وكأنها كنزه الثمين. كانت هي تتحسن يومًا بعد يوم، لكن قربه منها جعل قلبها ينبض بإيقاع مختلف تمامًا، وكأن وجوده كان جزءًا من شفائها.
في صباح اليوم الأخير بالمستشفى:
قاسم كان يقف أمام المرآة، يرتب قميصه وهو ينظر لنفسه بابتسامة خفيفة. انتهى من ارتداء ملابسه، ثم التفت إلى كارما التي كانت تجلس على حافة السرير، ترتدي فستانًا بسيطًا أرسلته الدادة لها خصيصًا لهذا اليوم.
اقترب منها بخطوات واثقة، عينيه تمتلئان بشيء بين الحب والاطمئنان، ثم قال وهو يمد يده لها: "يلا يا ست البنات، جه الوقت نخرج من هنا."
كارما، تحت خجلها المعتاد، مدت يدها ببطء لتتشابك مع يده، ونظرت إليه بابتسامة صغيرة وهي تقول: "متشكرة يا قاسم... على كل حاجة عملتها عشان خاطري."
قاسم رفع حاجبه، ثم قال بنبرة مزاح: "يعني شكلك ناوية تقولي متشكرة وتقفلي السيرة؟"
كارما ضحكت بخفة وقالت: "لا طبعًا... بس إنتَ مش مخليني أعرف أقول إيه!"
قاسم، وهو ينحني قليلًا ليكون على مستوى عينيها، همس لها: "متقوليش حاجة. يكفي إنك كويسة... دي أكبر مكافأة ليا."
شعرت كارما بوجنتيها تشتعلان، فأشاحت بنظرها بعيدًا وهي تحاول أن تخفي ارتباكها.
ساعدها قاسم على النهوض برفق، وحمل حقيبتها الصغيرة بيده الأخرى، ثم بدأ يقودها نحو باب الغرفة.
في ممر المستشفى:
كان الجميع يودعون كارما بابتسامات ودية، وقاسم يسير بجانبها كظلها. كان وجوده يفرض هالة من الحماية والاطمئنان أينما ذهب.
عندما وصلا إلى الخارج، كانت السيارة تنتظرهما. فتح قاسم الباب لكارما، ثم صعد بجانبها في المقعد الأمامي.
أثناء الطريق، نظر إليها قاسم وقال: "هتاخدي بالك من نفسك صح؟ مش عايز شقاوة زي الأول."
كارما، وهي تعض شفتيها بخجل، ردت: "هحاول... بس مش عارفة أوعدك."
قاسم ابتسم وقال: "عارفك، عنيدة زي ما انتي. بس المرة دي هبقى وراك خطوة خطوة."
كارما نظرت إليه بدهشة، ثم قالت بخفوت: "أنت فعلًا دايمًا جنبي."
قاسم أمسك يدها لثوانٍ قليلة، نظر إليها بعينين مليئتين بالإصرار، ثم قال: "ودايما هفضل كده... لحد آخر نفس."
كارما شعرت بدفء كلماته يغمر قلبها، لكنها لم ترد بشيء سوى ابتسامة هادئة، تخفي خلفها مشاعر أكبر من أن توصف بالكلمات.
اليوم الجديد بدأ، وها هي كارما تستعد لمغادرة المستشفى، لكن ما لا تعرفه هو أن قاسم قد جهز مفاجأة تنتظرها قريبًا جدًا، لتبدأ معها مرحلة جديدة مليئة بالأحداث والمشاعر التي لن تنساها أبدًا.
يتبع......