رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الرابع والعشرون 24 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الرابع والعشرون 24 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الرابع والعشرون 24 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الرابع والعشرون 24

رواية سهم الهوي جاسر وتاج بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الرابع والعشرون 24

قبل وقت قليل 
بـ شقة جاسر
فتح عيناه نظر الى جواره كانت تاج مازالت مُستغرقة بالنوم، إعتدل على جانبه ينظر لها بتمعُن رغم وجهها الشاحب لكن مازالت مُحتفظة برونقها الرقيق بنظره، ... رفع يده ببطء ليُبعد خصلات شعرها التي انسدلت على وجهها، وكأنه يخشى أن يوقظها من سباتها تأمل تفاصيلها، تلك الهدنة التي بدت على ملامحها، كأنها طفلة صغيرة تركت كل هموم العالم لتغفو بأمان. همس لنفسه وكأنه يحدثها:
حتى وأنتِ مُرهقة، فيكِ سحر مش عارف أهرب منه... تاج، لو تعرفي قد إيه بقى صعب عليا أشوفك كده.
ظل يتأملها للحظات، يتصارع داخله بين الرغبة في إبقائها قريبة والخوف من خسارتها إذا اكتشفت ضعفه.. تنهد بهدوء، وعاد ليستلقي بجانبها، مُحاولًا كتم أفكاره المتلاطمة، لكن عيناه ظلت معلقة بوجهها كأنها مرساة تهدئه وسط عواصفه....أغمض عينيه للحظة، محاولًا تهدئة أفكاره التي تطارده كالأشباح، لكن قلبه لم يمنحه الراحة... فتحهما مجددًا ليجد تاج تحاول فتح، عينيها  تُحدّقان به بخمول ودهشة طفيفة. ابتسم بخفة وقال بصوت خافت:
صباح الخير يا تاج. 
بتلقائية ردت عليه وهي تنفض النوم عن عينيها، إقترب منها جاسر مُحدقً نحو شفتيها التي تلعقهما  بلا إنتباة منها،إختلطت أنفاسهم وكاد يُقبلها،لكنها كانت مُنتبه وإستدارت بوجهها،ليضع القُبلة على جانب وجهها شعرت بأنفاسه الدافئة لكن كانت  مثل لسعات النار  تلسع قلبها... بارتباكٍ عجيب... ارتجف جسدها لا إراديًا، وإنزاحت مسافة صغيرة للخلف لتخلق مساحة أمان بينهما، إلا أن نظراته المُصرّة لم تدع لها مجالاً للهروب
"تاج..." 
همس باسمها بصوت خافت لكنه حمل بين طياته مشاعر مختلطة من شوق وعتاب، جعلت قلبها ينبض بعنف... 
لكن سُرعان ما تذكرت يوم حادثة المزرعة هو قال لها
"حبيبتي" 
نفض ذلك عقلها الآن كان ذلك وهمً إشتاقت الى سماع تلك الكلمة وبسبب ألمها وقتها ظنت أنه قال ذلك، لكن ما حدث بعد ذلك أوضح أنها توهمت سماع تلك الكلمة... غص قلبها وتجمعت بعينيها دموع، أغمضت عينيها، فتلك الدموع لا فائدة منها... حتى حين إقترب جاسر مرة أخري، وضع يده فوق جسدها كآنه يُقيد حركتها كي لا تبتعد أكثر، فتحت تاح عينيها نظرت ليدهُ التي تطوق جسدها فوق بطنها، شعرت بفراغ موجع لقلبها، ذلك الحمل الذي ضاع كان هو الإحساس الذي لا يمكن تعويضه، والآن يده فوق بطنها أيقظت في داخلها كل الذكريات المؤلمة... ارتجفت تحت قبضته، وشعرت بثقل المشاعر يطغى على عقلها... رفعت عينيها إليه، نظرتها مشوبة بالانكسار والغضب المكبوت.
-جاسر، كفاية.
قالتها بصوت مرتجف، وهي تحاول أن تتمالك نفسها، لكن صوتها لم يخرج بالقوة التي كانت تُريدها، وكأن شيئًا ما في داخله كان يسحبها إليه رغمًا عنها.
همس بنبرة إشتياق بسؤال: 
كفاية إيه يا تاج. 
وبداخله أكمل الأسئلة التى لا يعلم لها إجابات
-كفاية حُب؟ كفاية شوق؟ ولا كفاية بُعد؟. 
فتحت عينيها، تتلاقى مع عيناه اللتين تحاكيان أسئلة لا إجابات لها، وذكريات زواجهما تمر كالخيوط المتشابكة في أذهانهما... لم يكن بينهما سوى تلك اللحظات الحميمية التي وحدها تجلب صفاءً مؤقتًا، بينما الواقع مليء بالصراعات والمشاعر الممزقة.
لحظات ولم تُفكر ازاحت يده عن جسدها.. وإنزاحت  الى طرف الفراش
شعر بيدها تزيح يده برفق، ونظرتها تخفي خلفها جدارًا من الفولاذ، تعجب من ذلك فهو مازال يود إعطاء فرصة جديدة. 
ارتعشت يدها قليلاً، لكن ملامح وجهها بقيت ثابتة، تخفي كل ما يختلج بداخلها.. حاولت أن تكون حازمة لكنها رغم ذلك لم تستطع أن تنطق فضلت الصمت وهي تسير بصعوبة نحو حمام الغرفة 
غابت عن عيناه فتراجع إلى الخلف وهو يتنهد بآلم عميق، وكأن صدره لم يعد يحتمل ما يحمله قلبه. عينيه بقيت معلقة على الفراغ نحو ذلك الباب الذي تختفي خلفه، لوهله نهض وكاد يذهب خلفها، لكن صدح رنين هاتفه... نظر نحو الهاتف كاد يتجاهل، لكن أراد معرفة من يتصل فقط، بالفعل جذب الهاتف، زفر نفسه  
وقام بالرد بببرود بالفرنسية:
صباح الخير روزالينا.
تقبلت طريقته الباردة وعقبت قائلة:
كيف حالك جاسر لقد إشتقت إليك اود ان أخبرك أني آتية لـ مصر خلال الفترة القادمة،تعلم إنني سبق وجئت لـ مصر لكن كانت زيارات العمل هذه المره لن يستعرق العمل معي سوا وقت قليل أود التنزه بـ مصر وروؤية بعض الاماكن السياحية. 
حاول ان يرفض بدبلوماسية، لكن روزالينا أصرت، فإستسلم لرغبتها موافقًا. 
بينما تاج قبل لحظات شعرت بخفقات قلبها المُتسارعة وحسمت قرارها ستخرج وتُخبر جاسر أنها تود حياة مُستقرة معه، بالفعل ضغطت على مقبض الباب وفتحته قليلّا  بهدوء ربما لانشغال جاسر لم يسمع صوت الباب،لكن تصنمت مكانها حين سمعت ترحيب جاسر بـ روزالينا،تراجعت ومثلما فتحت الباب بهدوء أغلقته دون إنتظار بقرار أصبح شبه محسوم  
بينما أنهي جاسر الإتصال ونظر نحو باب الحمام وإبتسم لوهلة ثم خرج من الغرفة.
❈-❈-❈
بالموقع
صرخ صهيب على أحد العاملين قائلًا: أسبقني العربية بسرعة، أنحني قليلًا وإلتقط الهاتف الذى وقع من يد فايا، وضعه بجيبه ثم إستقام واقفًا يحمل فايا الغائبة الوعي سائرًا بها نحو ذلك المكان، حيث توقف العامل بالسيارة، وضع فايا بالسيارة وجلس جوار السائق سريعًا طالبً منه: 
على أقرب مستشفى  هنا. 
بالفعل بعد دقايق لا بأس بها كانا بأحد المشافي الحكومية القريبة من مكان الموقع... دخلت فايا الى غرفة الطواري، شعر صهيب بمشاعر غريبة مُختلطة بين القلق والخوف من جهة، وبين شعور غريب بالمسؤولية ناحية فايا من جهة أخرى... وقف خارج غرفة الطوارئ يدور في المكان بخطوات عصبية، ينظر بين الحين والآخر إلى الباب المغلق وكأن عينيه ترجوان ظهور الطبيب ليطمئن قلبه.
همس لنفسه بصوت خافت:
إيه اللي خلاني أحس كده؟! هي مش مجرد مديرة فى الشركة،زمالة عمل يعني،.. لكن ليه حاسس إني لازم أكون جنبها. 
قبل أن يغرق صهيب في أفكاره، خرج الطبيب من الغرفة ونظر إليه قائلاً:
الحمد لله هي بخير، مجرد إجهاد وضغط عصبي شديد... محتاجة ترتاح شوية  سوائل، ومفيش داعي للقلق..ادينا لها حقنة مُهدئة هتنام حوالى ساعتين وتصحي كويسه. 
تنفس صهيب الصعداء وكأن جبلًا انزاح عن صدره، ثم اقترب من الطبيب متسائلاً:
ممكن أشوفها؟
هز الطبيب رأسه مبتسمًا:
آه، بس بلاش إزعاج خليها ترتاح شوية.
أومأ للطبيب ثم
دخل  إلى الغرفة بهدوء، وجد فايا مستلقية على السرير بوجه شاحب، وعيناها مغمضتان. اقترب منها ببطء وجلس على الكرسي بجوارها، ثم همس بسؤال:
فايا...إيه اللى حصل وصلك للحالة دي...
توقف وتذكر هاتف فايا الذي سقط من يدها كانت ما تزال شاشته مُضاءة،أخرج الهاتف من جيبه، كاد يفتحه لكن تراجع  فهذا ليس من الذوق، رغم تلاعب الفضول به. 
بعد حوالي ساعتين 
فتحت فايا عينيها ببطء، ونظرت إليه بصوت ضعيف:
أنا فين؟. 
ابتسم  صهيب بطمأنينة قائلًا:
إنتِ فى المستشفى. 
بخفوت سألته وهي تشعر بإجهاد: 
إيه اللى حصلي. 
أجابها: 
ولا حاجة... بس لازم تريحي نفسك شوية. انسي الشغل وكل حاجة، صحتك أهم.
نظرت إليه فايا نظرة ممتنة، وشعرت لأول مرة أن هناك من يهتم لأمرها بصدق.
بعد لحظات شبه إستوعبت فإنتفضت بفزع تنظر حولها بريبة قائلة: 
إيه اللى جرالي، فين موبايلي. 
مد يده لها بهاتفها قائلًا: 
موبايلك أهو، وحاولى تهدي وتريحي أعصابك الدكتور قال إن اللى حصلك ضغط شُغل. 
لم تُجادله ونظرت لهاتفها  تنهدت بإرتياح حين وجدته مُغلقًا، لكن سألت بـ إستفسار: 
الموبايل مقفول. 
أجابها بفهم: 
واضح لما وقع من إيدك فصل نهائي. 
أومأت قائلة: 
ممكن، عالعموم أنا بقيت كويسة، وكمان لازم اسافر للقاهرة الليلة. 
نظر لها استغراب ممزوج بالقلق وقال:
تسافري إزاي وأنتِ يادوب  لسه بالاجهاد ده. 
اعتدلت فايا في جلستها، تُحاول إظهار القوة وقالت بإصرار:
أنا بخير، وبعدين ورايا شُغل مهم جدًا في القاهرة، لازم أرجع النهاردة.
تنهّد صهيب وأخذ لحظة يفكر، ثم قال بحزم:
طيب، لو مُصرّة، مش هسيبك تسافري لوحدك. هأوصلك بنفسي.
نظرت إليه بدهشة قائلة بتسرُع:
توصلني بأي صفة...
إنتبهت وأكملت بتبرير: 
قصدي في إنت عندك شعل هنا،الشغل هنا لازم يمشي والمشروع ينتهي فى الميعاد المُحدد له. 
رد بثقة:
الشغل هيمشي تمام وهيتسلم فى الوقت المُحدد ، لكن صحتك أهم. وبعدين، أنا مش مطمن أسيبك تسافري لوحدك وأنتِ لسه طالعة من المستشفى... كمان فى ماكيتات خاصة بالمشروع كنت ناوي أسافر أجيبها وأرجع. 
رغم إصرارها الداخلي، وجدت نفسها توافق بصوت خافت:
تمام.
ابتسم لها ابتسامة خفيفة 
ثم نهض ليُبلغ الطبيب كي يوافق على خروج فايا،بالفعل وافق الطيب بعدما أخبره  بأنه سيرافقها،
بينما فايا ظلت لحظات تتأمل كلامه وتصرفاته، وشعور غريب بدأ يتسلل إلى قلبها، ربما امتنان... وربما شيء أعمق ينمو.
بعد وقت بالطائرة
تنحنحت فايا قائلة: 
شكرًا يا صهيب بس بطلب منك محدش يعرف باللى حصل، وإني أغمي عليا. 
إستغرب قولها قائلًا: 
لو قصدك عالعمال معتقدش الامر هياخد معاهم غير يوم وهينسوا، وأنا إعتبريني نسيت كمان، بس حاولي تهتمي بصحتك، زي ما قال الدكتور. 
اومأت له موافقة لكن إبتسامتها أسرت قلبه. 
❈-❈-❈
بشقة والدة آسر، 
لم يكُن مرضها تمثيلًا، بل حقيقة، ظل ماكثًا معها  طوال الوقت، حقًا هنالك خادمة تعتني بها، لكن هو الآخر كان قلقًا عليها، ظن أنها فقدت مشاعره نحوها، لكن طغت مشاعر بريئة بداخله مُحتفظ بها. 
فى أثناء ذلك سمع دق جرس باب الشقة، فتحت الخادمة،خرج الى الردهة تبسم بترحيب لـ أمينة التي سألت على حالة والدته أجابها:
الحمد لله النهاردة أفضل،بشكرك جدًا.
أجابته بإبتسامة:
تشكرني على إيه طنط زي مامتي،حاول أنك متسيبهاش لوحدها بعد كده.
فهم قصد أمينة لكن لم يُبالي، بعد دقائق كادت أمينة أن تنصرف لكن دخلت ميسون بهوجاء مُستفزة أمينة... نظرت أمينة لها بإزدراء، ليس لها فقط بل لـ آسر هو الآخر... غادرت بينما آسر كان صفعة قوية ترتد على وجه ميسون مُتحدثً بتحذير: 
كلمة كمان يا ميسون وهنطلق فورًا. 
صدمة أصمتت ميسون بذهول... ليست بسبب الصفعة، بل بحديث آسر الذي جعل عينيها تجحظ...لكن هو واهم ليس بإستطاعته التخلص منها بسهولة هكذا كما يظن. 
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين تقريبًا 
بـ مكتب تاج في الشركة.
بعد انتهاء اجتماع خاص حضرته  مع أحد عُملاء الشركة الكبار،  لسوء حظ تاج مجيئ جاسر ودخوله المكتب فجأة، يغلق الباب بقوة، وعيناه تعكسان خليطًا من الغضب والغيرة، حين رأي  ذلك العميل يمدح ذكاء تاج، ليس ذلك فقط بل أخرج هدية، ربما ليست هدية قيمة فقط مثل هدية تذكارية، لكن بنفس الوقت ،شعر بغضب من ذلك لكن ضبط نفسه بصعوبة حتى غادر ذلك العميل  تحدث لـ تاج بحدة:
الهدية  دي تستاهل بسمتك له ، ولا فيه حاجة تانية كنتِ هتشكريه عليها. 
رفعت تاج رأسها ببطء، حاولت تمالك نفسها، تلملم أوراقها على المكتب
قائلة بتحفُظ: 
جاسر، إيه الأسلوب ده؟ لاحظ إن طريقة كلامك مش لطيفة. 
اقترب جاسر بخطوات سريعة، يشير إلى الهدية الموضوعة على المكتب
ساخرًا: 
كلامي مش لطيف، ويا ترا  الهدية دي على أي أساس،  واضح إنها أكتر من مجرد مجاملة.. والضحكة... شكلها كانت جزء من الصفقة. 
نهضت تاج واقفة تشعر بآلم جسدي، وعيناها تشتعلان بالغضب: 
الهدية قدامك،هدية تذكارية مش أكتر  كانت بمناسبة  المشروع اللي هتنفذه الشركة، وكانت قدام كل الحضور  وقدم لهم هما كمان نفس الهدية كنوع من الدعاية لنفسه. 
صمت جاسر للحظة، ثم اقترب أكثر، صوته ينخفض لكنه يظل مشحونً بغضب
بينما ارتكزت تاج على عصاها الطبية وتراجعت  خطوة للخلف، بنفس الوقت دخل فراس رحب بـ جاسر  الذي إستشف من نظرة عيناه لـ تاج انه غاضب،لم ينتظر وغادر...
كاد فراس أن يسأل تاج،لكن هنالك ما هو أسوء حين أخبرها:
في مصيبة حصلت... في لجنة من الضرائب قدمت اتهام بوجود تلاعب في مستندات الشركة. بيتهمونا إن فيه تهرب ضريبي. 
نظرت له تاج بصدمة، محاولة أن تحافظ على توازنها وهي تستند بقوة أكبر على عصاها.. وقف فراس جوارها ، وهي تعاود قوله بذهول: 
تلاعب وتهرب...  ده مستحيل! إحنا دايمًا ملتزمين بتقديم الميزانيات السليمة لـ الضرايب..  
توقفت للحظات تقرأ ذلك التقرير، رغم صدمتها، حاولت التماسك وقالت بصوت خافت:
الميزانيات دي قديمة، واضح إن فيه حاجة غلط أو حد بيتلاعب في الشركة، إشمعنا دلوقتي المستندات دي ظهرت وازاي وصلت لمصلحة الضرايب. 
فراس هز رأسه موافقًا،: 
بالضبط، دي ميزانيات من أكتر من خمس سنين وقتها الشركة كانت تحت ادارة قاسم  المشكلة إن اللجنة جت فجأة ومن غير سابق إنذار، وبيتكلموا كأنهم ماسكين دليل... الميزانيات دي قديمة  واضح إن فى تحت إيديهم دليل  الوضع مقلق يا تاج، وإحنا محتاجين نستعد لأي حاجة.
اومأت تاج وهي تُفكر قليلًا قائلة: 
تمام  معروف  مين ممكن يكون ورا الموضوع ده... فراس حاول تتواصل مع المحاسب القانوني فورًا، وأنا هراجع المستندات القديمة بنفسي.
أومأ فراس قائلًا: 
تمام. وهحاول أشوف مين من الموظفين كان له علاقة بالمستندات دي وقتها.
تنهدت بضيق وألم... نظر لها فراس قائلًا: 
كفاية كده يا تاج إنتِ لسه المفروض مكنتيش تنزلي الشركة. 
تنهدت بألم قائلة: 
إنت شايف اللى بيحصل فى إيد بتستغل غيابي وعاوزة تدمر الشرگة،ومعروف طبعا  مين، مش هسمح لها تدمر تعبنا السنين اللى فاتت. 
تنهد فراس قائلًا: 
متقلقيش يا تاج متأكد إنها مستحيل توصل لغايتها، كمان متنسيش شركة لندن أنا جاهز لأي حركة غدر...دلوقتي عاوزك تهدي وكمان بلاش تجهدي نفسك،يلا تعالي أوصلك للشقة،كمان هروح لـ ماما كلمت اونكل خليل فى الموضوع وهروح أتناقش معاه وأشوف حل معاه نحمي الشركة ونطلع من المشكلة دي بأقل الخساير للشركة،اللى للآسف مع الوقت ميسون بتتمادي،وأصبح لازم حل جذري ، مستحيل أسيبها توصل لغايتها . 
تنهدت تاح بضجر قائلة: 
أنا حاسة إن الوضع أكبر من مجرد حركة غدر، حاسة بشيء غريب  ميسون فى الفترة الاخيرة هي وآسر شبه غايبين عن الشركة، زي ما انت قولتلى، حاسه فى تخطيط منهم لشئ،ولازم نكون حذرين.
وافقها فراس قائلًا: 
ميسون فعلًا خبيثة... سيبيني أنا أتعامل معاها دلوقتي يلا أوصلك للشقة عشان ترتاحي شوية...ماما لو تعرف انك نزلتِ للشركة هتقلق. 
---❈-❈-❈
بعد وقت 
بـ شقة جاسر
كلما تذكر رؤيته لذلك العميل يعطي تاج هدية يستشيط غضبه، كذالك ينظر للساعة حقًا مازال الوقت مبكرًا لكن يشعر بإشتعال 
وهو يتذكر إخبار رجاء له بذهاب تاج الى الشركة رغم تحذير الطيب لها بعدم الإجهاد، لكن تاج لا تُبالي ليس فقط لصحتها كذالك تود إثبات انها قوية وذات سيطرة، فوران يشعر به، ذهب نحو ذلك الشباك الموجود بالرُدهه،أزاح الستائر،بنفس الوقت 
رأى ترجُل تاج من السيارة وخلفها فراس الذى وقف معها بضع دقائق ثم إتجهت الى مدخل البِناية 
جذب طرفي الستائر بغضب مُشتعل، وذهب نحو باب الشقة فتحه وظل دقائق معدودة ينتظر حتي توقف مِصعد البِناية الكهربائي وخرجت منه تاج ترتكز على تلك العصا الطبية، بمجرد أن رأت جاسر شعرت بالارتباك،  حاولت التماسك،رغم وجهها  الذي شحب بعض الشيء، ربما بسبب ليس بسبب الإرهاق فقط كذالك المفاجأة لرؤية جاسر يقف عند باب الشقة بتلك النظرة المشتعلة... ارتفع حاجباها قليلاً، لكنها سرعان ما أخفت مشاعرها، وضغطت على العصا الطبية بحزم كأنها تتحدى ضعفها.
جاسر، بدوره، لم يقل شيئًا في البداية، لكنه كان يحدق بها نظرة مشبعة بالغضب المختلط بالقلق، حين لاحظ ارتعاش يدها وهي تحاول الإرتكاز على العصا والسير للأمام،  حتى دخلت الى الشقة بعدما تجنب لها، ثم دخل هو الآخر واغلق الباب بقوة، إهتز لها قلبها أغمضت عينيها  لوهلة يبدوا أنه مازال غاضب، تمثلت بالهدوء وأكملت سيرها حتى جلست على أحد مقاعد الردُهة،.. نظر لها  مُتحدثًا بصوت حاد:
إنتِ عارفة إن الدكتور قال المفروض متتحركيش كتير الفترة دي، بس طبعًا المدام... 
لا قصدي سيدة الاعمال عندها مهام خاصة مينفعش غيرها يقوم بها. 
رفعت رأسها ببطء، نظرتها كانت خليطًا بين الإنهاك والعناد:
انا مش محتاجة تفكرني بتعليمات الدكتور،مكنتش أعرف إنك حريص أوي كده على صحتي، بالفترة الأخيرة مكنتش اعرف بتبات فين وانا هنا متعرفش عني حاجه، بلاش تقلق نفسك، وتبين إنك حريص على صحتي. 
اقترب منها بخطوات متثاقلة، نبرة صوته مزيج بين التوبيخ والقلق الحقيقي رغم إندفاعه بكِبر وغضب:
مش حرص، ده  واجب عليا أفكرك طالما حضرتك بتصِري تلعبي دور البطلة اللي شايلة الدنيا على كتافها.
قاطعته بنبرة أكثر حدة:
وإيه المشكلة لو شايلة الدنيا؟ في الآخر دي حياتي، وأنا اللي بتحمل نتيجة افعالي لوحدي.
نظر لها بنظرة غضب ساحقة، عينيه تلمعان كأنهما شرارتان على وشك الاشتعال:
لوحدِك.. إنتِ شايفة نفسك لوحدِك؟ 
اقترب منها باندفاع،يشعر أنها تتعمد إظهار إستغنائها عنه... يستفهم.. نبرة صوته أصبحت مثل زئير مكتوم:
وأنا.. أنا بالنسبة لك إيه يا تاج؟ مجرد واحد قاعد على الهامش فى حياتك واضح إن  ده اللي شايفاه. 
تراجعت قليلًا في مقعدها، ليس خوفًا، بل محاولة لتهدئة النار المشتعلة بينهما، تشعر أنها أخطأت بالرد بعصبية هي أكثر من تعلم رد فعل جاسر حين يتعصب... لكن نفذ صبر جاسر و.... 
❈-❈-❈
بعد وقت بشقة  خليل
غادر فراس بعدما جلس هو وخليل يتحدثان معًا لوقت لا بأس به، دلف خليل الى غرفة النوم، وجد جنات تجلس مكفيه بوجهها على وسادة... رفع رأسها ونظر الى وجهها، كانت الدموع واضحة  ... غص قلبه يشعر بألم عميق وهو يرى دموعها تنهمر بصمت، جلس بجانبها على طرف السرير، ومد يده يمسح دموعها بحنان. همس بصوت خافت:
جنات... ليه بتعيطي. 
رفعت عينيها المبللتين إليه، وأخذت نفسًا متقطعًا قبل أن ترد بصوت مبحوح:
أنا زعلانة... حاجات كتير جوايا مش قادرة أحكيها.
عقد خليل حاجبيه بشفقة وقلق، وأمسك بيديها برفق:
حاجات زي إيه يا جنات؟ احكيلي، يمكن نلاقي حل مع بعض.
هزّت رأسها وكأنها تحاول الهروب من الحديث، ثم قالت بصوت بالكاد يُسمع:
مش عارفة لية حاسة بشئ بيضغط على قلبي قلق على فايا كمان تاج
الإتنين معرفش ليه حياتهم مضغوطة دايمًا 
تاج لتالت مرة جوازها بيفشل، صحيح الجوازتين الاولانين كنا عارفين إنهم غصب عنها ومكنش لهم أي مشاعر حقيقية ، بس بالنهاية محسوبين عليها، أنا لما إتجوزت جاسر فكرت إن فرصتها فى السعادة رجعت لها بس كنت غلطانة، تاج بتداري فى قلبها وقدامنا، جوازها من جاسر فى لحظة ممكن ينتهي. 
إستغرب خليل ذلك قائلًا: 
أنا متأكد إن جاسر بيحب تاج. 
تنهدت بغصة قوية قائلة: 
كان نفسي أكد ده فعلًا، بس انا سمعت جاسر وهو بيتهم تاج انها اتعمدت تجهض نفسها، بدل ما يحتويها، تاج مخبية  وجعها فى قلبها، ومتأكدة مش هتتحمل كتير وهتنفجر، وجاسر للأسف بيضغط على تاج ومش حاسس إنه بيخسرها، كفاية نظرات الكُره اللى بشوفها من هالة ومامته لـ تاج كانت الشماتة واضحه على وشوشهم، هالة منسيتش الحادثة القديمة وجاسر للأسف بيحقق لها هدف الإنتقام إنه يدمر قلب تاج. 
❈-❈-❈
جريمة مروعة 
قتيل مطعون بشقة مفروشة ولا يوجد أي أدلة على هاوية القاتل...وبحث جنائي مُكثف بالشقة عن دليل واحد لمقتل ذلك الشاب نجل أحد رجال السياسة سابقًا، وتحفُظ على ذلك الحاسوب الخاص به، ربما يجدوا  دليلًا. 
❈-❈-❈
بنفس الوقت 
توقفت فايا بدراجتها النارية فوق ربوة عالية بمكان قريب من المزرعة، ترجلت من على الدراجة تقف اسفل الأمطار الغزيرة  تنظر الى تلك القُفازات التى بيديها والأمطار تسيل عليها، تزيح تلك الدماء، بلحظة كانت تصرُخ بقوة قبل أن تشعر بيد توضع فوق أحد كتفيها. 
«يتبع» 
للحكاية بقية.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا