رواية بنت ابو علي الفصل الثاني 2 بقلم شيماء الصيرفي

رواية بنت ابو علي الفصل الثاني 2 بقلم شيماء الصيرفي

رواية بنت ابو علي الفصل الثاني 2 هى رواية من كتابة شيماء الصيرفي رواية بنت ابو علي الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنت ابو علي الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنت ابو علي الفصل الثاني 2

رواية بنت ابو علي بقلم شيماء الصيرفي

رواية بنت ابو علي الفصل الثاني 2

كنت مفكره إن حياتي هتفضل هاديه زي الأسبوعين اللي عدوا، لكن حصل اللي مكنتش متوقعاه أبدًا.
صحينا في يوم من النوم على صوت خبط جامد على الباب والجرس مبيفصلش، قومنا مخضوضين.
 فتح أحمد الباب، كانت والدته.
_ خير يا ماما حصل حاجة؟ أنتو كويسين؟!
طبطبت عليه وقالت...
_ أه يا حبيبي كويسين متقلقش، ناديلي مراتك عاوزاها.
لبست إسدالي وخرجت، كنت متوترة ومش مطمنه.
_ خير يا طنط؟
_ خير يا حبيبتي، أنا لاقيتك نايمة لغاية دلوقتي قلت أطلع اصحيكي.
اتكلمت بتعجب وقلت...
_ لغاية دلوقتي؟! الساعة لسه سابعة إلا ربع؟
_ يلا يا حبيبتي اتأخرنا يدوب تنزلي تجهزي الفطار لعمك عشان يروح الشغل وتبدأي في شغل البيت.
فضلت شوية ساكته استوعب اللي قالته.
_ مالك مبلمه كده ليه؟
_ الكلام دا ليا أنا؟!
ردت بضيق وقالت...
_ أمال لمين؟ للحيطه اللي وراكي!
_ هو مش حضرتك عندك ست بتساعدك في شغل البيت برضو؟
_ مشيتها منتي خلاص جيتي وهتعملي كل حاجة.
اتكلمت بدهشه وقلت...
_ نعم؟
_ نعم الله عليكي يا حبيبتي، متشوف مراتك يا أحمد، دي هتناطحني كلمة بكلمة.
مسكني من دراعي جامد وقال...
_ بلاش تبدائيها بطوله لسان وانزلي يلا مع ماما.
كنت واقفه مستغربه حاسه الدنيا بتلف بيا.
نزلت وجهزت الفطار، عملت قهوة لعمو قبل ميروح الشغل. جيت أطلع شقتي لاقيت حماتي وقفالي وبتسألني بأسلوب استجواب وقالت...
_ رايحه فين.
أخدت نفس بحاول أهدي نوبة الغضب اللي جوايا وقلت..
_ طالعة شقتي.
ردت عليا بأسلوب سوقي وقالت...
_ شقة مين دي اللي تطلعيها، انتِ مش هتطلعي غير لما أنا اللي أقولك تطلعي.
كشرت وقلت...
_ مش معنى إني نزلت تقدير لحضرتك زي والدتي إنك تتعاملي معايا زي الخدامة.
_ كويس إنك عارفه المعامله اللي هتتعاملي بيها، انتِ مش هتطلعي من هنا غير لما تخلصي كل شغل البيت.
حاولت أكتم غيظي واتجهت للباب، لكنها وقفت قدام الباب وقالت بصوت عالي..
_ انتِ مبتفهميش قولتلك مش هتطلعي.
 نهت كلامها وهي بتزقني جامد.
_ مالك يا أمي بتزعقي ليه؟
اتكلمت بصوت حزين وفيه كسرة وقالت..
_ تعالي شوف مراتك، بتناطحني كلمة بكلمة ومش عاوزة تساعدني في شغل البيت، وأنا ست كبيرة ومش قادرة أعمل حاجة.
_ مش عاوزة تساعدي ماما ليه يا وعد؟
نقلت نظاراتي اللي كلها تعجب بينه وبينها، اتكلمت وقلت..
_ الموضوع مش كده.
قطعت مامته كلامي وقالت...
_ شوف بتكدبني ازاي، شوف مراتك يا أحمد بنت الحسب والنسب، اللي كنا مفكرينها متربية.
اتعصبت لما ذمت في تربيتي وقلت..
_ لوسمحتي يا طنط أنا مسمحلكيش إنك تتكلمي عن تربيتي.
اتكلمت بكسرة وقالت..
_ شوف شوف بترد ازاي؟ دي عاوزة تتربي.
رد أحمد بشر وقال...
_ وأنا هربيها من أول وجديد يا أمي.
نهى كلامي وبدأ يضربني بعنف، فضلت أصرخ واستنجد بحد، بس مفيش حد ينجدني.
سابني لما تعب، عدل هدومه وقال...
_ أنا ماشي يا أمي ولو معملتش اللي هتطلبيه منها، هيكون حسابها عسير معايا.
في الوقت دا فهمت معني كسرة الكرامية وقهر النفس، مكنتش قادرة أقوم من مكاني من كم الألم اللي اتعرضتله سواء ألم نفسي أو جسدي.
اتعدلت بصعوبه وسط كلماتي حماتي السخيفه وتهديدها ليا.
كنت مفكره إني خلصت من حياة متوترة ودخلت حياة هادية، لكن اكتشفت إني دخلت حياة جحيميه.
اتشقلت حياتي رأس على عقب وبقيت خدامة لحماتي. كلمة بتمرمطني كانت بسيطة على اللي كانت بتعمله فيا.
كنت بحس إنها بتتلزز تزلني وتكسر نفسي، لما كنت اتمرد عليها وأحاول أوقفها عند حدها، تسخن أحمد عليا ويضربني بكل عنف.
لما كنت أشكي لماما على اللي بيحصل كانت تقولي اتحملي كل ست بتقابل صعوبات في أول حياتها.
كنت اقولها خلي بابا يكلمه ويوفقه عند حده، كانت تقولي بلاش تعملي مشكلة وبكرة تتعودي وحياتك هتتظبط.
وفي مرة كنت في زيارة عندها ووريتها آثار الضرب اللي في جسمي، وقولتلها أنا عاوزة أطلق.
يومها صوتت في وشي وقالتلي، دا لو هيموتك مفيش طلاق، انتِ عاوزة الناس تقول علينا إيه؟ دا غير شماته سهام وعماتك. 
حياتي كانت مُرة وصعبة بكل ما تحمله الكلمة. خسيت النص، بقا شكلي باهت، عيوني حواليها هالات سوداء بشكل يخوف، أهملت دراستي وبعد مكنت برتب على دفعتي بقيت يدوب أعدي صافي لغاية مخلصت كلية.
كنت بدور في الورق على شهادة التخرج، وأنا بدور وقع في إيدي ورقة لأحمد.
قرأت محتواها، حسيت إن في جردل ماية ساقع نزل عليا في عز البرد.
 يعني إيه خريج دبلوم صنايع مش دكتور صيدلي زي مفهمونا.
_ إيه دا يا أحمد؟
كنت بتكلم بمنتهى الغضب، قام من مكانه مخضوض أول مشاف الورقة اللي في إيدي، أخدها بعصبيه وقال...
_ انتِ ازاي تفتشي في ورقي؟
_ أنت خريج دبلوم مش دكتور صيدلي زي مفهمتنا؟ 
_ وانتِ مالك خريج إيه؟ دي حاجة تخصني أنا وبس.
اتكلمت بنفعال وقلت...
_ متخصكش لوحدك، أنت إزاي تكذب عليا في حاجة زي دي؟ كان لازم تصارحني في الأول وتسيبلي حرية الإختيار.
ضحك بصوت عالي وقال...
_ اختيار إيه؟ على أساس إن أهلك مش أجبروكي على جوازك مني؟ حتى لو كنت قولت كان أبوكي أجبرك عارفه ليه؟
بصيتله بتوهان كمل كلامه وقال...
_ عشان والدك كان مديون للركب وكان هيخسر كل حاجة ولولا إن بابا شاركه مكنش هيبقى لسه موجوده.
وطبعًا لما طلبنا إيدك والدك مكنش يقدر يرفض؛ لأنه عارف إنه هيخسر كل حاجة.
بصريح العبارة كده يا حبيبتي أبوكي باعك لينا.
نهى كلامه وسابني. قعدت على الكنبة بوهن، والدنيا بدأت تلف بيا. معقول بابا وماما يعملوا فيا كده، يبيعوني ليهم، عشان كده لما اشتكي لماما بتتجاهل شكواتي.
مطلعتش خايفه عليا بعد الطلاق زي مقالتلي، طلعت خايفه على مركزها ومنزلتها والطبقة اللي عايشه فيها، خايفه تخسر كل دا، بس عادي تخسر بنتها!
_ رايحة فين يا حلوة؟
أخدت نفس وحاولت أرد بهدوء وقلت...
_ رايحة شغلي.
_ شغل إيه دا يا أم شغل؟
_ حضرتك ناسية إني دكتورة؟
ردت بستخفاف وقالت...
_ دكتورة، دكتورة، دكتورة، عرفنا يا ختي زي ميكون مفيش دكتورة غيرك.
جيت امشي مسكت إيدي وقالت...
_ مفيش خروج.
_ أنا ورايا شغل ومسؤولية.
_ يا عيني على المسوؤلية، كنتي شوفتي مسؤوليتك في بيتك وخلفتي عيل بدل منتي عامله زي الأرض البور كده.
نهت كلامها، سحبت إيدي بقوه ومشيت.
مشيت وأنا سمعاها بتزعق وتتحلفلي، خرجت من بوابة العمارة، أخدت نفس عميق واتجهت لشغلي.
كلمتها الأخيرة فضبت تتردد في ودني " أرض بور " منكرش إنها وجعتني وكسرتني رغم كده كنت بحمد ربنا إني حتى الآن مخلفتش.
مر تلت سنوات على زواجي، مدة كافيه تخليني أشك أو أكشف، لكني معملتش كده...
خايفه أجيب طفل يعاني طول حياته، خايفه أجيب طفل في بيئة زي دي تخليه غير سوي نفسيًا.
جوايا حاجة بترفض إن أحمد يكون أب ولادي، جوايا حاجة بتتمنى لو فضلت زوجته  أفضل كده بدون أطفال.
خلصت شغلي ورجعت البيت، دخلت عند حماتي لاقيت حمايا قاعد باين عليه الإرهاق وأحمد متعصب، هنا عرفت إن حماتي عملت الواجب وسخنته عليا.
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قلت جملتي ودخلت، اتكلم أحمد وقال...
_ كنتي فين يا هانم؟
رديت بهدوء وقلت...
_ كنت في المستشفى.
_ لغاية دلوقتي؟
_ أنت عارف إن كل ثلاثاء بيبقى عندي نبطشيه! 
رد بعصبية وقال...
_ بدام انتِ متنيله عارفه إن عندك نبطشيه مبتعمليش الغداء قبل مَـ تمشي ليه؟
أخدت نفس وبحاول اكتم عيظي من حركات حماتي، اتكلمت بهدوء وقلت...
_ مين قالك كده؟ أنا عامله الغداء قبل ما أمشي وعارفه إني هرجع على وصولكم وهسخن الأكل.
_ مدام انتِ عملتي الغداء، حماتك بتعمل ايه جوا؟!
قال حمايا جملته، رديت بهدوء واحترام وقلت..
_ معرفش يا عمو، السؤال دا حضرتك تسأله ليها.
خرجت حماتي من المطبخ بتدَعي التعب وقالت...
_ قصدك إني بكذب يا بنت رانيا، هما شايفين بعينهم.
شوف يا أحمد مراتك بتكذبني ازاي؟ يا بني دا أنا قولتلها معلشي يا بنتي قبل متمشي اعمليلي أي حاجة وساعديني بيها، دا أنا ركبي مش شيلاني، مردتش عليا ورزعت الباب وراها ولا أكني واقفه بكلمها.
مسكني من شعري واتكلم بنبرة حاده وعيون كلها غضب وقال..
_ الكلام دا حصل؟
_ أبدًا والله يا أحمد. 
ردت حماتي وهي بتدعي الإنهزام وقالت...
_ شوف بتكدبني ازاي؟
نزلت كلمات حماتي على أحمد بمثابة النار اللي أشعلت فتيل القنبلة، وبدأ يضربني بقوة وعنف أول مرة اشوفه.
حمايا كان بيحاول يبعده عني لكنه مقدرش؛ كان بيضربني بغل مش طبيعي.
كنت بصرخ من قلبي، بس محدش قدر ينجدني من تحت إيده، يمكن مامته بعدته عني لما حسنت إني خلاص هموت تحت إيده.
_ سيبها، سيبها، متزفرش إيدك بدمها، دي تعيش كده مزلوله زي الكلاب.
بعد عني، وأنا كنت زي الجثة، مكنتش قادرة اتحرك كنت حاسه إن عضمي كله اتكسر.
كل الدموع اللي نزلت مني مكنتش دموع من الألم اللي في جسمي، كانت دموع قهر وخذلان ووجع.
وجع من الذل اللي بتعرضله. خذلان من أهلي اللي رموني ومهما طلبت منهم مساعده أو إنهم يوقفوا أحمد ومامته عن حدهم بيخذلوني. بابهم اللي بيقفلوا في وشي كل مبطلب منهم مساعده، حضنهم اللي ديما قافلينه وعمرهم مفتحوا ليا.
الليلة دي كانت من أصعب الليالي اللي مرت عليا.
كنت بدعي ربنا وبشكيله؛ لأنه الوحيد اللي ديمًا فاتح بابه ليا.
كنت بحكيله عن حالي رغم إني عارفه إنه مطلع وشايف وحاسس باللي جوا قلبي. كنت بحكي وبعيط وادعي إنه يحررني من البيت دا عاجلًا غير أجلًا.
كنت بقول يا رب أنا عارفه إنه إبتلاء وأنا راضيه وصابره، أنت خلقتني بشر وعالم إني تعبت ومعتش قادرة. يا رب عجل بالجزاء والفرج وأكرم قلبي بفرحه قريب يا رب.
فضلت ادعي وأقول( اللهم إني لا أعلم كيف ولكنني أعلم أنك على كل شيئًا قدير) 
فضلت ادعي الدعاء دا بنيه إن ربنا يحررني من الزواج والبيت اللي أنا فيه دا لغاية لما روحت في النوم.
مر أسبوع، حسيت بحاجة جوايا بتقولي أروح عند أهلي، رغم إني معتش بحب أروح هناك.
_ أحمد بعد اذنك هروح عند بابا وماما بعد الشغل.
رد بسخرية وقال...
_ هه هو فين بابا وماما دولي اللي عمرهم مدخلوا عليكي؟
_ هو مش والدتك طردهم من هنا أخر مرة وقالتلهم ميجوش تاني ولما يحبوا يشوفوني اروحلهم؟
_ قصدك مصدقوا ماما تقولهم كده!
_ أحمد بعد اذنك متتكلمش بالأسلوب دا عن أهلي.
ضحك بسخرية وقال...
_ بس متقوليش أهلك.
مسك طبق الترمس وبص للتلفزيون بعدين قال...
_ متتأخريش وتكوني في البيت قبل المغرب ومتنسيش تخبي العلامات اللي في وشك دي، ليقولوا إني بعذبك ولا حاجة.
نهى كلامه وفضل يضحك.
صحيت بدري كالمعتاد، نزلت عن حماتي، خلصت شغل البيت وطبخت. طلعت تاني، غيرت هدومي وروحت لشغلي.
وصلت المستشفى وبدأت أمارس شغلي بس في نص اليوم كلمتني دكتورة زميلة وقالتلي إن انهاردة نبطشيتها وحصلها ظروف ومش هتقدر تييجي واشيل مكانها.
كلمت أحمد أكتر من مرة عشان أعرفه إني هتاخر في المستشفي وبعدين أروح عند أهلي بس مكنش بيرد، بعتله ماسج على الواتساب اشرحله اللي حصل.
الماسج وصلتله ودا طمني إنه هيشوفها بسرعة ويتفهم أنا هتأخر ليه.
خلصت شغلي بعد العصر واتجهت لبيت أهلي، وصلت المغرب.
دخلت العمارة وأنا مش عارفه هل ماما هتقابلني زي كل مرة بلامبالاه ولا هتختلف المرادي.
فتحت كاميرا موبيلي بتأكد إن خماري مداري آثار الجروح اللي في وشي، مفيش غير الكدمة اللي تحت عيني، الحاجة الوحيدة اللي مقدرتش اخبيها.
طلعت على السلم وأنا بفتكر ذكريات كتيرة ليا، مريت من قدام بيت جدتي وأنا بفتكر تجمعنا كل جمعة والضحكات اللي كانت بتملى البيت.
عمري مكنت اتخيل إننا هنتفرق والشقة دي تتقفل والضحكات تختفي.
طلعت الدور اللي بعده واللي كان شقه عمي سمعت صوت ضحكات، فعرفت إن الضحكات اتمحت من حياتي أنا بس.
_ إي دا وعد وحشتيني اوي؟
قالتها يارا لما فتحت باب شقتهم صدفه وأنا معديه طالعه لشقتنا.
اخدتني جامد في حضنها، بادلتها الحضن وقلت...
_ عامله إيه يا يارا وحشتني كتير.
ردت عليا بحنان وقالت...
_ متتخيليش مشتقالك قد إيه؟
جت طنط سهام علينا وهي بتقول..
_ منزلتيش ليه يا يارا؟ 
شافتني وقالت بصدمه 
_ وعد! اذيك يا بنتي؟
اخدتي في حضنها ، وهنا الكل انتبه لوجودي.
دخلت، لاقيت العيلة كلها متجمعه عند عمي، فرحوا لما شافوني واتخضوا من شكلي في نفس الوقت.
قربت عمتو مني بخضه وقالت...
_ إيه اللي حصلك يا وعد؟ مالك يا بنتي خسيتي كده ليه؟ ووشك دبلان! وايه الكدمات اللي في وشك دي؟!
حاولت أقلل جو الإستجواب اللي كساه توتر وقلت...
_ طب قولي اذيك، دا أنا باقيلي زمن مشوفتكيش.
قربت مني ورجعت خمار اللي كنت مقرباه من وشي بطريقة مبالغ فيها وقالت..
_ مين عمل فيكي كده يا وعد
بلعت ريقي بتوتر وقلت...
_ حادثه بسيطة.
اتكلم عمو حسين وقال
_ حادثة إيه بس دي ضربه، صوابع حد معلمه على وشك. أحمد اللي عمل فيكي كده؟
مقدرتش ارد وفاجئة لاقتني بعيط.
قربت عمتو بحنان وقالت...
_ مالك يا وعد!؟
في اللحظة دي مقدرتش أتمالك نفسي وانهرت من العياط، خرجت عياط أربع سنوات، زي ميكون كنت منتظرة حد يقولي مالك وهنفجر وأطلع كل اللي جوايا.
حاولوا يهدوني كتير عشان أخد نفسي بس مكنتش قادرة أبطل عياط، كل دا وهما مش فاهمين ولا عارفين في إيه.
_ خدي اشربي ماية.
أخدت كوباية الماية من نورهان وبدأت اشرب وبحاول أهدى واظبط أنفاسي.
_ مين يا بنتي اللي ضربك وعمل فيكي كده؟
قالها عمو بهدوء، حسيتني محتاجة احكي واتكلم وبدأت احكي عن كل الذل والإهانة والكسره اللي أنا عايشه فيها، وقد إيه بتعرض لضرب وعنف.
_ فين عمي من كل دا؟
قالها أسامة بعصبية.
_ خايف على الشراكه اللي بينه وبين والد أحمد؛ لانه لو اتكلم هيفضوا الشراكة وبابا هيخسر كتير وهيبقى عليه ديون.
_ ازاي يعني يا بنتي أكيد لأ؟
رديت على عمو وقلت...
_ كنت بقول زيك لما عرفت الكلام دا من أحمد، بس لما طلبت من بابا يطلقني منه رفض، وقالي طلاقي هيخسره كل اللي بناه وتعب فيه وماما قالتلي اتحمل كل ست بيحصل في حياتها مشاكل ولازم تتحمل.
اتكلمت عمتو بندفاع وقالت...
_ تتحملي دي لما يبقى مشاكل بسيط سوء تفاهم، مش ذل وإهانه وضرب وقلة قيمة.
_ لو ابوكي خذلك يا بنتي فأنا هقف لجوزك وهطلقك منه.
دخل الأمل جوا قلبي لكن سرعان ما افتكرت إن مش هيهمه عمي وهييجي ياخدني غصب عني وهيضربني يذلني ويكسرني أكتر وأكتر.
_ لا لا يا عمو مش عاوزة أعملكم مشاكل، هو أصلًا مش هيسيبني.
_ ليه مفكره مش وراكي رجاله.
قال أسامة جملته وبصلي بنظره خوفتني.
فاجئة سمعت صوت أحمد بيزعق بصوت عالي ويشتم ويذم في أخلاقي.
جريت وطلعت فوق لاقيته واقف قدام باب الشقة بيزعق قدام بابا وماما.
_ اهدي بس يا بني وادخل نتكلم جوا، مش عاوزين مشاكل.
قال بابا جملته بهدوء رد أحمد بصوت عالي وقال...
_ أهدى إيه؟ بنتك بتغفلني وبتقولي هروح عند أهلي وهي ماشيه على حل شعرها.
طلعت لفوق، أول مشوفته اتكلمك بخوف وقلت..
_ والله محصل يا أحمد أنا كنت تحت عند عمي.
أول مَـ شافني قرب مني زي الأسد اللي بينقض على فريسته، مسكني جامد من شعري وفضل يزعق ويخبط دماغي في الحيطة مع كل كلمة يقولها.
حاول بابا وعمي يبعدوه عنه، لكن كل مادا يتعصب ويخبطني أكتر.
_ كنتي فين يا زباله كل ده؟ أنا قايلك تبقي في البيت قبل المغرب.
رديت وأنا بصوت وأعيط وبقول...
_ شيلوني شغل زيادة واتصلت بيك اقولك ومردتش.
_ بدام أنا مردتش بتيجي هنا ليه وتتأخري؟
قال كلماته وهو بيخطني بعنف، حسيت إن الدنيا بتلف بيا، رديت بضعف وقلت..
_ بعتلك على الواتساب.
هنا تدخل أسامة وقال...
_ أبعد عنها وروح شوف دنيتك بعيد عن هنا.
رد أحمد وقال...
_ أبعد أنت يا شاطر دي مراتي أعمل فيها اللي عاوزه، أضربها أموتها أنا حر وابوها دا ميقدرش يتكلم.
بصيت لبابا لاقيته ساكت، حسيت بسكاكين بتطعن قلبي، قلبي اتفتت من كم الخذلان اللي حس بيه، حتى وهو بيهيني قدامه مصعبتش عليه ولا قلبه رق ليا.
اتكلم عمي بجديه وقال...
_ لو أبوها ميقدرش يتكلم احنا نقدر.
بعدني عنه، لكن أحمد شدني أكتر اتجاهه.
_ سيب وعد وروح شوف حالك بعيد عنها.
_ وربي مـ هسيبها، ولو سيبتها هكون سايبها جثة.
قرب عمو مني لكن أحمد زقني بعيد وبقوة، وقعت ودماغي اتخبطت جامد في السلم.
حسيت بحاجة سخنه بتنزل من راسي وبدأت أنفاسي تقل وعيوني قفلت.
قفلت عيوني وأنا بتمنى مفتحهوش تاني.
يتبع...

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا