رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثاني والخمسون 52 هى رواية من كتابة الشيماء محمد رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثاني والخمسون 52 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثاني والخمسون 52 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثاني والخمسون 52

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الثاني والخمسون 52

مؤمن كان نايم في أوضته، وحلمه تحول لكابوس. كان بيجري ورا إبنه اللي بيختفي قدامه، وبيصرخ بأعلى صوته، بينادي عليه، لكن مش قادر يشوفه. فجأة سمع صوته بوضوح: "بابا!"
صحى من النوم مفزوع، نفسه سريع ، لكن الصوت لسه بيرن في ودانه: "باااابا!"
قام بسرعة، وهو بيهتف: "إيان؟"
بص حواليه، لقى إياد داخل عليه. عينيه مليانة تساؤل: "بابا، يان فين؟"
غمض مؤمن عينيه لحظة وكأنه بيحاول يستوعب. بعد كده قام من على السرير ونزل قعد قدام إياد على الأرض، وحضنه بقوة. دموعه خانته ونزلت رغمًا عنه.
إياد حس بالألم من الضمة الشديدة، فحاول يبعده وهو يقول: "بابا..."
مؤمن ساب إياد وبص له، مسح دموعه بسرعة. إياد ابتسم ببراءة، باسه في خده : "يلا جيب يان. نور وشة(وحشة) جيب يان يلا!"
أمل كانت بره وسمعت إبنها بيتكلم، فكانت عايزة تدخل علشان تطمن عليه، لكن تراجعت بسرعة وراحت لأوضتها. صحت كريم اللي فتح عينيه بفزع: "فيه إيه؟ حصل حاجة؟ إيان رجع؟ عرفتوا حاجة؟"
أمل ردت بأسف: "لا يا حبيبي، آسفة إني بصحيك وإنت يدوب نايم من كام ساعة، بس إياد..."
كريم اتعدل بسرعة وقطع كلامها: "ماله إياد؟"
أمل حطت إيدها على كتفه تهديه: "حبيبي، اهدى. مفيش حاجة. إياد دخل عند مؤمن، صحاه وبيشده يقوله يلا نجيب إيان من عند نور. قوم هات إبنك قبل ما يتعبه أكتر."
كريم قام بسرعة رايح لأوضة مؤمن، اللي لسه قاعد على الأرض، وإياد ماسك إيده وبيكرر: "يلا بابا."
أول ما كريم دخل، إياد ساب إيد مؤمن وجرى عليه: "يلا نجيب يان عند نور، يلا بابا!"
كريم شاله وحاول يهدّيه: "روح لمامي الأول وغيّر هدومك."
إياد ابتسم بفرحة: "روح ليان؟"
كريم اتردد، مش عارف يجاوب عليه: "روح لمامي يلا."
إياد جري على أمه، اللي أخدته وراحت بيه أوضتها، قفلت الباب، وحاولت تلهيه بأي حاجة.
كريم رجع وقعد جنب مؤمن، اللي كسر الصمت: "لما يكون عندك توأم، مش بتحب واحد عن التاني. بتحب الاتنين بنفس القدر. زي ما إحنا موجوعين، إياد كمان حاسس ومش فاهم هو فين. من أول ما اتولدوا وهم مع بعض، طبيعي يكونوا متعلقين ببعض."
كريم أخد نفس طويل: "عارف يا مؤمن، عارف."
مؤمن نظر له بنبرة جدية: "إنت مش محتاج تبعد إبنك علشان تراعي مشاعري. ما تعملهاش تاني."
كريم ماردش وفضل ساكت. بعدها مؤمن سأله مباشرة: "تفتكر هنلاقيه؟ إحساسك بيقول إيه؟ جراله حاجة ولا هيرجع؟"
كريم قعد يفكر، مش عارف يرد. هل يقول الحقيقة اللي جواه، ولا يدّيه أمل كاذب؟
مؤمن بصّله بتركيز: "قول، إحساسك إيه؟ من زمان وإنت دايمًا عندك إحساس داخلي بيطلع صح. فقول من غير لف ودوران."
كريم تهرب من نظراته وقال بصوت متردد: "المشكلة إني مش عارف ده إحساسي ولا أمنياتي يا مؤمن. إحساسي بيقول إنه هيرجع، هيكبر هو وإياد مع بعض، وهيعيشوا عمرهم كله سوا. بس ده إحساس ولا أمل؟ مش عارف أجاوبك. كل اللي أعرفه إني مش هقف. هفضل أدور عليه، حتى لو خبطنا على كل باب في القاهرة لحد ما نلاقيه."
خاطر وفاتن كانوا في حالة صدمة بعد ما سمعوا كلام المحامي. خاطر أخيرًا نطق بصوت مليان استغراب: "محاولة قتل؟ قتل يا همس؟"
همس وقفت مرتبكة، موبيلها في إيدها، وقالت بتوتر: "سيف بيتصل. هرد عليه لحظة وارجع بعد إذنكم."
سابتهم وراحت على أوضتها، اتصلت بسيف اللي رد بعد كذا جرس: "همس، مش هعرف..."
قاطعت كلامه بسرعة: "الحقني يا سيف!"
صوته بان عليه التوتر: "فيه إيه؟"
ردت بقلق واضح: "إمام بيتكلم قدام بابا وماما في كل حاجة! خروجنا مع بعض، الرحلة، الصورة، ومحاولة قتلي من نانيس. أنا مش هقدر أواجههم لو عرفوا كل التفاصيل. وهو مصر يحكي كل حاجة."
سيف رد بمحاولة تهدئتها: "كنت متخيل إنكم هتتكلموا بعيد. آه، أبوكِ موجود، بس مش المفروض يكون في وسط الحوار."
همس كانت على وشك الانهيار: "بابا أصر يقعد، سيف، اتصرف."
أخد نفس عميق وطمنها: "حاضر، هتصرف. ما تقلقيش."
قفل المكالمة واتصل بإمام مباشرة. اللي رد عليه: "ما تعرّفش حد حواليك إنه أنا؟"
إمام استغرب: "تمام حاضر، خير؟"
بعدها همس رجعت وقعدت مكانها بهدوء مصطنع. إمام وقف وهو بيقول: "مسافة الطريق وهكون عندك، مش هتأخر، حاضر. ما تقلقش."
بص لخاطر وفاتن واستقر على همس: "باشمهندسة، أنا آسف جدًا، بس عندي عميل حصلتله مشكلة ولازم أروح له حالًا. هشوف سيف ونحدد وقت تاني مناسب. بعد إذنكم."
خاطر قام وصله لباب الشقة، وبعد ما رجع بص لبنته وسألها مباشرة: "إيه محاولة القتل دي؟ احكيلي تفاصيل، يا همس."
همس ردت بتوتر: "مفيش يا بابا. وقت ما كنا في الرحلة، سيف كان طالع معانا كمشرف."
فاتن قاطعتها بتهكم: "مشرف؟ ولا حبيب علشان خاطر سواد عيونك؟ قال مشرف قال!"
همس كشرت وتجاهلت التعليق: "المهم، كنا بنتصور على اليخت اللي طلعنا بيه وسط البحر. واحدة من البنات كانت هتقع، فسندت عليا، فوقعت أنا. بس ده اللي حصل."
فاتن رفعت حاجبها باستغراب: "وإنتِ بتعرفي تعومي علشان تطلعي من وسط البحر؟"
همس بصت للأرض وقالت بهدوء: "ما هو مطلعتش. سيف اللي طلعني، وأنعشوني، ورحت المستشفى. بس الحمد لله مكنش في حاجة، ساعتين وخرجت. سيف افتكر إنها محاولة قتل وكبّر الموضوع."
خاطر فكر شوية وقال: "أو يمكن البنت لاحظت اهتمام الدكتور اللي كلهم معجبين بيه، بس هو مهتم بواحدة فيهم، فغارت وحبت تضايقها. زقتها في المية، أو يمكن كان هزار سخيف وما تعرفش إنك ما بتعرفيش تعومي. لكن مش محاولة قتل ولا حاجة، غيرة بنات. صح؟"
همس استغربت من تحليل أبوها وقالت دفاعًا عن نفسها: "لا مش صح يا بابا. البنات دي متضايقين مني علشان أنا الأولى عليهم، مش علشان سيف. سيف وقتها كان خاطب شذى، وفي إيده دبلتها."
فاتن بصتلها بحدة لما سمعت كلمة "الدبلة"، لأنها عارفة إنها هي اللي لبستها له.
خاطر ما علّقش، لكنه فكر إن كلامها منطقي، رغم إنه مش مقتنع تمامًا. سألها: "طيب والشيت؟"
همس حاولت تفكره: "الشيت اللي جيت أنت وماما وروحتوا لسيف المكتب علشان درجاته، نسيت؟"
خاطر استرجع الذكرى: "آه، افتكرت. طيب، مرواحك المدينة؟ الأماكن اللي بتروحوها؟ الصورة؟ كل اللي الراجل ده قاله؟"
همس فكرت شوية وبررت: "هو بيتكلم بناءً على قصة حب، فأكيد كان في مقابلات. بس إنت مش سمعته بيقول لي فهميني واحكيلي؟ يعني كان عايز يعرف تفاصيل، مش بيسألني. سيف جالي المدينة مرتين. مرة لما اتأخرنا بعد السيما، ومرة تانية وصلنا بعد الرحلة أنا وخلود وهالة. وكانت أخته معانا، يعني مفيش حاجة تقلق."
خاطر كان عايز يسأل أكتر، لكن فاتن تدخلت: "ما خلاص بقى يا راجل. هتفضل تعصر في البت ليه؟ ماهو خلاص بقى جوزها وبيحبها. كل حاجة كانت بتحصل قدامنا، ما تعيدش وتسأل في تفاصيل التفاصيل. ما هو بيحبها. هيقضيها نظرات وابتسامات؟ وبعدين، هي معاه في الكلية كل يوم، مش محتاج يخرج يقابلها بره. وبتروح مكتبه بحجة تسأله في اللي هي عايزاه. إيه بقى؟ هنعيد ونزيد؟"
إمام ركب عربيته وتحرك، بعدها اتصل بسيف: "أيوه يا باشمهندس، أنا خلاص مشيت من عند بيت حضرتك. خير، في إيه؟"
سيف بعد عن اللي حواليه وعلق بغضب مكتوم: "إنت يا راجل رايح تتكلم مع همس في تفاصيل علاقتنا قدام أبوها وأمها؟ مش إنت عارف إنها كان كل همها محدش يعرف عن ساعة القسم والصورة؟ دلوقتي رايح تحكي كل التفاصيل قدامهم؟"
إمام استغرب ورد بذهول: "بس إنتو اتجوزتوا خلاص. هي مراتك."
سيف بصوت مليان انفعال: "وعلشان مراتي أقوم أفضحها يعني؟ إنت متخيل إنه كان سهل علينا؟ كنت بحبها وخاطب واحدة غيرها، تتخيل كان سهل؟ كل اللي مرينا بيه مش أي حد يقدر يستوعبه. هل أبوها وقتها كان هيقدر مشاعري ويفهم حبي لبنته ويقول معلش؟ علاقتي أنا وهمس كانت في ظروف صعبة مليانة مصايب، وتفاصيلها محدش هيقدر يستوعبها. علشان كده بقولك لم الموضوع ده قدام الكل، خصوصًا أبوها وأمها."
سيف أكمل بحسم: "لو حد جاب سيرة الجامعة، اللي عندي امتحانات ما اتسربتش، ودرجات ما أخدتش درجة واحدة زيادة. غير كده، الكل يخبط دماغه في الحيط. مفهوم؟"
إمام بهدوء : "مفهوم يا إبني. حاضر، هنلم الموضوع ده. ما تقلقش."
في بيت حسن المرشدي، جرس الباب رن، وأم فتحي فتحت الباب واتفاجئت بواحدة طويلة وجميلة، شعرها طويل، بتبصلها بتفاخر وكأنها مالكة الدنيا. أم فتحي بصتلها بغيظ: "نعم؟ عايزة مين؟"
ردت بتكبر: "ناهد المرشدي."
كانت داخلة البيت، لكن أم فتحي وقفتها: "استني، إيه ده؟ أبلغها الأول وأشوف هتقابلك ولا لأ."
ردت بابتسامة باردة: "بلغيها ناريمان الغندور."
أم فتحي دخلت عند ناهد، اللي كانت قاعدة مع سناء وأمل، وإياد على الأرض بيلعب بلعبه. ناهد رفعت عينها: "مين بره يا أم فتحي؟"
ردت وهي مكشرة: "واحدة طويلة ومنشية وفرحانة بشعرها الطويل، أعوذ بالله منها."
أمل سألتها: "شعرها؟ قالت اسمها؟"
أم فتحي ردت: "آه، قالت ناريمان... كاريمان... يوووه مش فاكرة، حاجة الغندور."
أمل وناهد تبادلوا نظرات، وأمل وقفت بتحفز: "زودتها قوي، زودتها بجد."
ناهد هدتها: "دخليها يا أم فتحي. اقعدي يا أمل، إنتِ هنا صاحبة البيت، أوعي تديها أهمية وتحسسيها إنك خايفة أو مهزوزة منها."
أمل ردت بضيق: "أنا قرفانة منها، سبحان الله من يوم ما شوفتها وأنا مش طايقاها."
سناء سألت باستغراب: "مين دي يا أختي؟"
ناهد علقت بجفاف: "مصيبة من المصايب اللي بتتحدف علينا."
ناريمان دخلت بجزمتها الكعب العالي، ماشية بتباهي، وما تعرفش إن أمثالها بيستفزوا ناهد. وقفت قدامهم و بثقة: "ناريمان الغندور، أكيد سمعتوا عني؟"
ناهد بصتلها من فوق لتحت وقالت ببرود: "واحدة شافت إبني وهتموت عليه، فبتحاول تتلزق فيه بأي شكل. ولا نقول ساقطة بما إنك حامل؟ الله أعلم من مين."
ناريمان انفعلت: "حامل من إبنك، أنا حامل في إبن كريم المرشدي."
سناء بصت لها بذهول وقفت قدامها: "إنتِ؟ إنتِ حامل من كريم؟ كريم ما يستنظفش يبصلك ولا يحط إيده يسلم عليكِ. تقومي تقولي حامل؟ اطلعي بره يا بنت، العبي بعيد."
بصت لأمل وأكدت: "أوعي تصدقي كلام المجنونة دي."
أمل ابتسمت بثقة: "لا تقلقي، أنا مقدرة حالتها. اتجننت لما كريم رفضها مرة ورا مرة، فماحدش بياخد بكلام المجانين."
ناريمان ضحكت بتحدي: "نفسي أشوف وشك لما أولد وأشيل إبن كريم بين إيديا. هدفع نص عمري."
قربت من إياد وحاولت تلمسه: "هجيبلك أخ يا حبيبي."
أمل شدت إيدها بعنف وحذرتها: "أوعي تلمسي إبني، لأقطعلك إيدك. فاهمة؟ بره بيتي."
ناريمان التفتت لناهد و بتهكم: "بيتك؟"
ضحكت وبصت لسناء: "لها حق نور تطفش من البيت طالما ده بيتها."
ناهد وقفت و بحدة: "اطلعي بره. ولا إنتِ ولا ألف من نوعيتك هيهزوا ثقتنا في كريم. اطلعي بره زي ما بنتي قالتلك."
ناريمان بعدت بخطوات صغيرة، و بنبرة تهديد: "الحق عليا إني حبيت أطمنك على حفيدك. صدقيني، اللي في بطني ده حفيدك أو حفيدتك لو طلعت بنوتة. بلاش تعاديني علشان اسمحلك تكوني جزء من حياتنا."
ناهد ضحكت بسخرية: "لا يا أختي، ما تسمحيش. طريقك أخضر، يلا ابعدي عننا باللي في بطنك. روحي لزقيه لحد تاني."
ناريمان بصت لهم بتهديد أخير: "إبني مش هيتكتب غير باسم أبوه، كريم المرشدي وبس. بكرة نعمل تحليل الـDNA وهتعرفوا إنه إبن كريم. عن إذنكم."
أمل وقفت قدامها بثبات: "وبكرة ليه؟ نعمله النهارده يا حلوة. أنا مش هستنى لنهاية الحمل، كل يوم تنطي علينا."
ناريمان ابتسمت بتحدي: "وماله، نعمله. باااي."
سابتهم ومشيت، وأمل فضلت مستغربة إنها ما تهزتش ولا خافت ولا حتى اتوترت.
سيف اضطر يسيب كريم هو و سبيدو بسبب التزاماته اللي ما ينفعش يتأخر عنها. أخد سبيدو وراحوا للمكان اللي كانوا حابسين فيه سامح .
أول ما دخل سبيدو، سامح انفعل وصرخ: "فاكرها سايبة؟ أنا هقتلك! هشرب من دمك!"
كان مربوط على كرسي، وحواليه رجالة سبيدو. واحد منهم مسكه من قفاه، لكن سبيدو شاورله بإيده: "سيبه. الكلام مش بفلوس."
سامح زعق بغضب: "بكرة تندم! إنت واللي مشغلك!"
سبيدو رد بسخرية: "ما تعليش صوتك٠٠ كده، ودني .. هتخرم طبلة ودني ."
سامح صرخ تاني: "هات اللي مشغلك!"
في اللحظة دي، دخل سيف وقرب منه بهدوء: "أهو أنا قدامك. عايز إيه؟"
سامح بص له مش مصدق، صوته مليان اندهاش: "إنت.. إنت ماسكني ليه؟"
سيف شد كرسي، قعد عليه براحة : " فاضي،وعندي وقت أضيعه وبحب وقت فراغي اربط الناس ،ايه رأيك؟ هواية ممتعة؟"
سامح بص حواليه لرجالة سبيدو، وبعدها رجع له: "ما أعتقدش إنك هتعمل حاجة. فهات من الآخر، عايز إيه؟"
سبيدو ضحك وعلق: "مش قولتلك ،سمعتكم مودياكم في داهية"
سيف رد ببرود: "إنت مين قالك إني مش هعملك حاجة؟ إنت هربان، وعليك حكم."
سامح بتهكم: "قدمني للمحاكمة، خليهم ينفذوا الحكم."
سيف رد بابتسامة ساخرة: "لو غرضي إنك تتسجن، كنت بلغت عنك. سجنك مش فارق معايا."
سامح مال بجسمه للأمام: "أمال إيه الغرض؟ فاكرني هساعدك؟"
سيف رد بثقة: "تساعدني؟ لا. بس تسمع الكلام؟ أكيد."
سامح انفجر في ضحك ساخر: "هسمع كلامك؟ إنت بتهزر، صح؟"
سيف وقف، لبس نظارته وبص للرجالة: "أنا مش فاضي. لو طلع منه كلام مفيد، بلغوني. لو لأ، استعملوه punch bag  
(كيس ملاكمة)."
واحد من الرجالة رد بابتسامة شريرة: "ده هيفيّص من أول ضربة!"
سيف بص له من فوق كتفه: "يبقى ارموه في أي داهية. محدش هيحس بغيابه."
خرج سيف وهو مش مهتم بصراخ سامح، اللي فضل ينادي من غير فايدة.
سبيدو قرب من سامح و بابتسامة مستفزة: "أنا همشي علشان قلبي الرقيق لا يحتمل. استمتع! باي باي سامح انفعل وهو بيصرخ إنتو عايزين مني إيه؟
سبيدو قرب منه،  وطى عليه وبهدوء: كل حاجة عن اللي وراك ، غير عصام طبعًا "
سامح انفجر  : معرفش حد 
سبيدو بص لرجالته يكملوا وهو سابه وخرج وسامح بيصرخ إنه ما يعرفش إي حاجة .
رجالة سبيدو فكوه من على الكرسي وربطوه بحاجة طويلة وعلقوه مكان كيس الملاكمة يلعبوا عليه وهو بيصرخ من الألم. 
همس كانت بتحاول تذاكر، لكن بعد ساعة واحدة فقط فقدت تركيزها وقررت تطلع تقعد مع أمها وأبوها. فاتن سألتها باستغراب: "همس، مش المفروض تروحي لأمل؟ مش إيان ده زي إبنها؟ وبعدين العيلة كلها عرفتيها، وجوزك ما سبهمش، فالمفروض إنتِ كمان تروحي تشوفي أمل وحماتها، يمكن يحتاجوا حاجة."
همس فكرت للحظة وردت: "معاكِ حق. هكلم سيف علشان يبعتلي نصر. تيجي معايا؟"
فاتن رفضت بابتسامة: "لا، يا قلبي، روحي لوحدك. دي صاحبتك وصاحبة جوزك، مش أنا."
بعد مكالمة قصيرة مع سيف، اللي وافق وكلم نصر يروح ياخدها، وصلت همس لأمل في أقل من ساعة. أمل استقبلتها هي وناهد بحرارة، لكن همس ما كانتش عارفة تبدأ كلامها إزاي. إياد جه ناحيتها، ابتسمت له وحاولت تلاعبه، لكنه تجاهلها ورجع لأمه : "بايل ماما."
أمل طلعت الموبايل وإدته لإبنها علشان يلهيه، رغم إنها عادةً ما بتسمحش له يمسكه، لكن دلوقتي ما قدرتش ترفض.
إياد فتح صورة لإيان، وبص لأمه: "يان ماما، يلا جيب يان."
همس قلبها وجعها عليه، وحاولت تشغله أو تلهيه، لكنه كان مصر على طلبه الوحيد: إيان. بعدها وصلت بسنت مع إبنها عمر بناءً على طلب أمل، علشان يلعب مع إياد. قدرت تاخد الولدين على أوضة الألعاب علشان يلعبوا شوية.
همس فضلت قاعدة مع أمل، وحاولت تعرف أخبارها: "عاملة إيه؟ مع اختفاء إيان؟ ومع ناريمان واتهامها؟"
أمل ردت بتنهيدة: "مش عارفة أعمل حاجة غير إني أدعي وأصلي. ربنا يفرجها من عنده."
همس علقت بتأثر: "ونعم بالله. سيف بيقول إن كريم مستحيل يعمل حاجة زي كده."
أمل أكدت: "طبعًا مستحيل. كريم ما يبصش لواحدة زيها. بنت باردة وطويلة."
همس حاولت تخفف الأجواء: "طويلة دي شتيمة يعني؟"
أمل ضحكت: "مش شتيمة، بس طويلة وبتلبس كعب عالي، وتتمختر كأنها ملكة جمال بشعرها اللي زي شعر المعزة."
همس مسكت شعرها وضحكت: "شعر المعزة؟ لاحظي إن كلامك جارح أخت أمل؟"
أمل استغربت، وهمس وضحت بابتسامة محرجة: "شعري أسود، وأمي زمان كانت تقولي وأنا صغيرة- قلدت زعيق امها- لمي شعر المعزة ده، علشان أرتاح 
أمل انفجرت ضحك، واعتذرت: "آسفة والله. ما قصدتش. لكن هي مستفزة فعلاً."
همس طلبت منها تحكي أكتر، وأمل بدأت تسرد: "لما كنا راجعين من شهر العسل..."
الضحك ملأ الجلسة، وخفف شوية من توتر أمل. بعد ما سكتوا، همس مسكت إيدها وطمنتها: "صدقيني، الأمور هتتحل، وكل حاجة هترجع زي ما كانت. "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... 
أمل أكملت: " فرجت وكنت أظنها لا تفرجُ". يارب، يارب إيان يرجع، وناريمان تبعد عن حياتنا."
همس فكرت بصوت عالي: "إنتِ معاكِ صور وفيديوهات لإيان، مش كده؟"
أمل هزت رأسها: "آه، كتير."
همس اقترحت بحماس: "طب، إيه رأيك ننشرهم على السوشيال ميديا. فيسبوك، إنستجرام، تويتر، كل حاجة. أكيد حد ممكن يشوفه ويعرفه."
أمل استغربت إنها ما فكرتش في ده قبل كده، وقامت بسرعة جابت اللاب. قعدوا يجهزوا فيديو وصور لإيان، ونشروهم مع أرقام للتواصل، على أمل إن حد يساعدهم .
مروان وصل المطار وهو بيتلفت حواليه بحالة توتر، سأل عن الرحلة اللي جاية من عمان وعرف إنها وصلت. بعد شوية لمح أخته منار، جري عليها وحضنها وهي كانت بتعيط في حضنه بحرقة. بص لبناتها، لارا اللي عندها 3 سنين وكارما 5 سنين، حضنهم هما كمان بكل حنان. بعد ما هدوا شوية، وقف قدام منار وسألها: "هو فين؟"
منار حاولت تمسح دموعها وهي ترد بصوت متقطع: "مش عارفة... قالوا كلام كتير عن حجر صحي ولازم نقدم أوراق ودكاترة... مش عارفة يا مروان، أول مرة أنزل وهو مش معايا. هو جوه تابوت."
انهارت تاني في البكاء، ومروان حاول يهدّيها وهو بيطبطب عليها. خد منها كل الأوراق اللي معاها وطلب منها تقعد مع بناتها وتستريح شوية: "استريحي إنتِ، وأنا ههتم باستلام التابوت."
بدأ يتصل بكذا حد من معارفهم في الشركة علشان يساعدوه في إنهاء إجراءات الإفراج عن جثمان جوز أخته اللي توفى بعد صراع طويل مع المرض استمر حوالي سنة، أو يمكن أكتر. قعد منتظر الإجراءات تخلص، لأنهم كانوا لازم يتأكدوا إن الوفاة طبيعية وإن المرض اللي كان عنده مش معدي، علشان يسمحوا بخروج الجثمان.
سيف راح للشركة أما سبيدو راح يطمن على المصنع. 
سيف قبل ما يدخل مكتبه، بص  لمريم : "ابعتيلي مروان، وشوفي إمام موجود ولا فين؟"
بعد دقايق رجعت مريم : "باشمهندس، مروان مش موجود يا فندم، والأستاذ إمام بيقول عشر دقايق ويكون هنا."
 خرج الموبايل واتصل بمروان: "إنت فين يا إبني؟"
مروان رد بصوت مرهق: "معلش يا سيف، ورايا مشوار مهم شوية وهياخد وقت."
سيف استغرب: "فيه إيه ممكن يكون أهم من اللي إحنا فيه؟ مروان، أنا محتاجك هنا مكاني، مش عارف أعمل إيه ولا إيه. إنت فين بالضبط؟"
مروان حاول يوضح: "أختي منار رجعت من السفر، جيت المطار أخدها هي والعيال وجوزها، بس الدنيا متلخبطة معانا."
سيف قاطعه: "حمدالله على سلامتهم، كلم أي حد يخلصلك القصة دي وانجز، معارفنا في المطار كتير."
مروان حاول يشرح: "سيف، إنت مش فاهم..
سيف قاطعه تاني : مش أختك بخير ؟ بناتها بخير ؟ جوزها كويس ؟ده المهم الباقي تحصيل حاصل يا مروان .
مروان بحزن : جوزها في تابوت يا سيف. جوزها توفى، وهي نازلة بيه في تابوت ومش عارفين ناخد تصريح دفن."
سيف وقف للحظة، يحاول يستوعب: "إنت قلت تصريح دفن؟ ولا أنا بتهيألي وبقيت بسمع حاجات غريبة ؟"
مروان تنهد بإرهاق: "سمعت صح. محمود جوزها توفى، وهي نازلة عايزة تدفنه هنا. المشكلة إنهم بيقولوا حجر صحي وكلام كتير مش فاهم منه حاجة."
سيف رد بعد لحظة صمت: "إنا لله وإنا إليه راجعون. مروان، أنا جايلك. سلام."
مروان حاول يوقفه لكنه كان قفل المكالمة وبيجهز يمشي.
قبل ما يطلع، الباب خبط ودخل إمام، لكن سيف قاطعه: "نعرف حد في المطار يقدر يفرج عن تابوت؟"
إمام استغرب: "تابوت؟ تابوت مين؟"
سيف شرح له الموقف، فإمام طمأنه إنه هيكلم حد، وإنه هيحاول يخلص الموضوع قبل ما يوصلوا لمروان.
وهو خارج  من مكتبه، وقفته آية: "سيف، الميتنج مع شركة النصر عايزين يقدموا العرض بتاعهم، بعد ساعة."
سيف دعك دماغه بتوتر: "مش هعرف أروح."
آية حاولت تفهمه: "أنا مقدرة الوضع، بس الميعاد ده اتأجل مرتين ومش هينفع يتأجل تاني."
 سيف بعد لحظة تفكير،  شدها معاه على مكتب بدر. دخل بدون تردد ووضح الموقف: "بدر، محتاجك تروح مكاني الاجتماع مع آية. هي هتفهمك كل حاجة وإنتو الاتنين تروحوا. تمام؟ سلام."
بدر وقف مستغرب وسأله: "فيه إيه؟ رايح فين؟ عرفتوا حاجة عن إبن مؤمن؟"
سيف رد وهو مستعجل: "لا، لسه."
آية حاولت توقفه: "طيب، مروان فين؟ مشوار إيه ده اللي جري عليه وما رجعش؟"
سيف وضح باختصار اللي حصل، وإنه لازم يروح لمروان في المطار. آية سكتت، وبدر عرض يروح معاه، لكنه شكره وطلب منه يروح الاجتماع مع آية.
في الطريق، كريم اتصل بسيف: "سيف، محتاجين البضاعة اللي عندك في المصنع تخرج النهارده، لو سمحت تشرف بنفسك عليها لحد ما تتحمل وتمشي من عندنا. أنا عارف إن الضغوط علينا كبيرة، بس ده ضروري."
سيف حاول يرتب الأمور في دماغه، لكنه كان متلخبط: "كريم، بجد مش هعرف. سبيدو هناك، كلمه يشوف الموضوع، أنا صعب أكون موجود. ينفع نستنى لآخر النهار؟"
كريم استغرب: "ليه آخر النهار؟ أصلًا ما ينفعش. الراجل بعت العربيات وزمانهم على وصول."
سيف استسلم: "طيب تمام، روح إنت واقف مع سبيدو. أنا طالع المطار ومش عارف هخلص المشوار ده إمتى."
كريم حس بغضب داخلي، لكنه حاول يهدي نفسه، ورد بهدوء مغلف بالتوتر: "رايح المطار ليه؟"
سيف جاوبه بسرعة وباختصار. كريم لما فهم الموقف، حس بنفس رد فعل سيف لما عرف، وندم إنه فكر يتنرفز قبل ما يسمع منه: "أنا آسف يا سيف. طيب أجي لعندك ولا أعمل إيه؟ صراحة، عقلي اليومين دول مهنج ومبقتش بعرف أفكر."
سيف حاول يطمنه: "كلنا كده، مش إنت بس. سبيدو موجود مكاني، لو عايز تروح إنت كمان روح. أنا مش هقدر أسيب مروان لوحده في ظرف زي ده."
كريم تفهم الموقف: "أكيد طبعًا. طيب هشوف هعمل إيه وهكلمك."
مؤمن، اللي كان قاعد جنبه بصمت، سأل بصوت هادي لكنه حاسم: "مين مات؟"
كريم بصله بحيرة، فوضح: "سمعتك بتقول إنا لله وإنا إليه راجعون، وسيف رايح المطار. بسأل، مين اللي مات؟"
كريم رد عليه: "جوز أخت مروان اللي كانت مسافرة. رجعت بيه في تابوت، ومروان مش عارف يفرج عنه في المطار، فسيف رايح يساعده."
مؤمن فضل ساكت، لكن ملامحه كانت مليانة أسى. بعدها بص قدامه، عينه بتدور في الشارع كأنه بيحاول يلمح إبنه في أي مكان: "هو إحنا إمتى حياتنا بقت كده؟ وليه بقت كده؟"
كريم ما ردش، لأنه ببساطة ما كانش عنده إجابة. مؤمن بصله بعد لحظة: "روح المصنع إنت، وأنا هنزل أدور عليه. هسأل في المحلات يمكن حد يكون شافه."
كريم حاول يجادله شوية، لكنه أصر ينزل من العربية. كان واضح إنه مخنوق، ومحتاج يمشي على رجليه علشان يخفف من اللي جواه.
سيف اتصل بهمس علشان يعرف وصلت فين، وبلغها باللي حصل وطلب منها تكلم هالة وتقرر إذا كانت هتروح لوالدة مروان أو تبلغ أهلها وتشوف هيعملوا إيه.
هالة لما عرفت الخبر اتصدمت، وحاولت تتصل بمروان، لكنه ما قدرش يتكلم معاها. رد بسرعة وقفل على طول. فاضطرت تتصل بأبوها وتبلغه، وهو وعدها إنه هيجي مع أمها علشان يحضروا الجنازة.
وصلوا بالليل، وسيف بعت نصر يستقبلهم وياخدهم للڤيلا. كمان طلب من همس تاخد أبوها وأمها وتروح هناك هي كمان.
خاطر وصل همس للڤيلا، لكنه قرر ياخد فاتن ويروحوا عند هند. لما اعترضت همس، قالها "كفاية هالة وعيلتها عندكم، وممكن حد تاني يجي. يوسعوا مكان لغيرهم، وإحنا نفضل عند هند."
هالة كانت عايزة تروح لحماتها ومنار، لكنها اتفاجئت برفض أبوها، اللي برر: "أكيد مشغولين أول يوم. بلاش تكوني عبء عليهم بزيارتك."
همس كانت قاعدة منتظرة سيف يرجع، مستغربة إزاي لسه قادر يقف على رجليه وسط كل اللي بيحصل حواليهم.
هوليا خرجت للجنينة، شافتها وراحت ناحيتها: "منتظرة سيف؟"
ابتسمت همس: "آه، اتأخر. مش عارفة خرجوا من المطار ولا لسه. آخر حاجة عرفتها إن بدر وسبيدو راحوا له."
هوليا طبطبت عليها بحنية: "طيب، قلقانة عليه ليه؟"
همس ردت بهدوء: "بكرة لازم نروح الجامعة، وهو بقاله يومين ما نامش. مش عارفة صراحة إزاي قادر يواصل. حاسة إني عايزة لما يجي أحبسه، أربطه في السرير، أعمل أي حاجة بحيث ينام كام ساعة ويرتاح."
هوليا ابتسمت: "هو شاب صغير ولسه عنده تحمل كتير. قوي ما شاء الله، ما تخافيش عليه."
همس ابتسمت وسكتت، لكن هوليا قررت تمازحها: "ولا هو واحشك كتير وإنتِ مفتقداه، وبتعملي حجة إنك عايزاه ينام، بس الحقيقة إنك عايزاه في حضنك؟"
ضحكت همس: "في دي عندك حق، مقدرش أنكر. مش بقولك عايزة أحبسه؟"
هوليا ضحكت معاها: "بصي، أول ما يجي ويدخل عندك، أنا هقفل بالمفتاح وأضيع المفتاح. إيه رأيك؟"
همس كملت ضحك: "أنا موافقة."
قعدوا يهزروا كتير، وهوليا نجحت تطلع همس من الحالة اللي كانت فيها.
سيف وصل البيت أخيرًا متأخر جدًا، وكان عز في انتظاره علشان يطمن عليه ويعرف آخر الأخبار. هوليا طلعت تطمن عليه، وشافت عز بيكلمه، فزعقت: "سيب حفيدي يطلع يرتاح يا عز، سيبه يطلع ينام، حرام!"
عز رد عليها وهو بيبص له: "هسيبه يا أمي، بس بطمن عليه وعلى أخباره."
هوليا نزلت عندهم، ومسكت سيف من دراعه: "اطلع لأوضتك، خد شاور دافي ونام، عندك يوم طويل بكرة." بصت لعز : "الصبح تعرف منه الأخبار، مش دلوقتي أبدًا. نرحم الرحمة حلوة. اطلع لهمس."
سيف ابتسم وباس خدها: "يلا تصبحوا على خير."
كان طالع، لكن هوليا وقفته: "أعملك أكل يا سيف؟ حتى ساندويتش صغير؟"
سيف شكرها وطلع لأوضته.
فتح الباب، لقى همس قاعدة منتظراه. بص لها باستغراب: "صاحية ليه؟"
وقفت مستغربة من سؤاله: "منتظرة جوزي يرجع وأطمن عليه، إيه صاحية ليه دي؟"
باس خدها لأول مرة وهو بيبعد، فهي استغربت: "دي أول مرة تبوسني في خدي وإحنا لوحدنا؟"
ابتسم وبص لها: "محتاج شاور، وتعبان، وهلكان، وقرفان، وكل حاجة ممكن تتخيليها. آخد شاور وبعدها نتكلم، لو قدرت أتكلم أصلًا."
دخل الحمام، وهي نزلت بسرعة جابت له ساندويتشات خفيفة وعصير علشان لو مقدرش ياكل، يشرب العصير.
سيف أخد شاور سريع وخرج لابس البرنس وبينشف شعره. كانت همس واقفة مرقباه، وحاسه إنه في عالم تاني، دماغه مش معاه.
قربت منه بساندويتش في إيدها : "عايزاك تاكل، ينفع؟"
بص لها كتير قبل ما ياخد منها الساندويتش ويبدأ ياكله بسرعة: "عايزة حاجة تاني مني؟"
استغربت نظرته وسؤاله، فهزت راسها بالنفي. بعدها سألته: "إنت عايز حاجة؟"
بصلها كلها، وبعدها ركز على عينيها: "آه."
سألته: "إيه؟"
مسك دراعتها الاتنين ورجعها ناحية السرير: "عايزك إنتِ... وسامحيني مقدمًا."
استغربت وسألته: "أسامحك ليه؟"
زقها وقعها على السرير: "أنا هغتصبك يا همس، بالمعنى الحرفي للكلمة. آسف،  مش هكون حنين ولا رومانسي، فسامحيني مقدمًا."
ما اداهاش فرصة ترد عليه، ونفذ كلامه بالمعنى الحرفي. 
مسك هدومها وشقها نصين، وكأنه عنده طاقة مكبوتة عايز يفرغها بأي شكل. حاولت تتكلم أو تعترض لكنه مسك إيديها ورفعهم فوق راسها: "عايزة إيه؟ بتعترضي ليه؟"
بصتله مستغربة: "إنت اللي عايز إيه؟"
منا قولتلك 
رددّت بصوت متقطع: "طيب ليه اغتصاب ؟؟؟
شد هدومها غصب عنها: "علشان انا عاوز أفرغ كل اللي جوايا، مش حب. علشان كده قلتلك سامحيني. ممكن تبطلي رغي؟"
همس كانت موجوعه من عنفه. 
بص لها للحظه 
"قوليلي أطلع بره، وهسيبك وأطلع؟"
بصتله بتردد لكنه كمل: "بس علشان خاطري، أنا محتاج ده النهارده منك. ممكن؟"
ما قدرتش ترفض.
  إيديها حاوطت رقبته، وهمست: "أنا ملكك، إعمل اللي إنت عايزه واللي يرضيك."
عرفت بعدها إنها غلطت لما عطته الضوء الأخضر. عرفت الفرق فعلًا ، لأن اللي كان معاها دلوقتي مش سيف حبيبها اللي تعرفه. ده كان مجرد راجل شهواني. بصتله بعتاب صامت، فما قدرش يواجه نظراتها. 
رفع راسه للسقف، مش عايز يبصلها، وغمض عنيه. بدأت صور مايا، شذى، نانيس، وخلود تتكرر قدامه. شافهم كلهم، شاف الألم اللي سببوه لها ولهم، شاف لحظات خذلانها ووجعها.
حاول يغمض عينه أكتر، يطرد الأفكار دي، لكنها ما راحتش. استرخى بجسمه كله عليها، ولف إيديه حوالينها، يضمها ليه أكتر وهو بياخد نفسه بالعافية، أنفاسه عالية وهو منهار، وهي ثابته مكانها، مغمضة عينيها.
رفع شعرها وباس رقبتها، وهمس: "سامحيني يا همس. كنت محتاج ده."
ما ردتش عليه. برفق لف وشها ناحيته: "اتكلمي، علشان خاطري. قولي أي حاجة. زعقي، اشتميني، بس اتكلمي."
إيده كانت على خدها، حطت إيدها فوقها، وباست كف إيده بوسة طويلة. بعد لحظة لفت نفسها قصاده، عينيها في عينيه: "أنا كويسة، ما تخافش عليا. مش مرة  هتخوفني منك. حاول ترتاح، علشان بكرة يوم طويل. غمض عنيك."
همس لها: "هيبقى كتير لو قلتلك خديني في حضنك؟"
شدته عليها، ودفن نفسه في حضنها. في أقل من لحظة كان نام وسابها هي بتحاول تحلل اللي حصل بينهم، لأنها عمرها ما تخيلت إنه العاشق ممكن يتحول لشخص عادي. اللي كان معاها من شوية ما كانش سيف حبيبها أبدًا، ده كان مجرد راجل عادي.
يدوب نام كام ساعة وسيف حس بخبط على باب أوضته، لكنه كان مرهق لدرجة إنه مش قادر يقوم. رد بصوت ضعيف ورجع نام، لحد ما همس صحيت على صوت عز بيناديها. خلصت نفسها منه بلطف، لبست الروب وقفلته كويس، وراحت تفتح الباب.
عز كان واقف ووجهه عليه ملامح جدية: "همس، اعذريني يا بنتي، بس مروان اتصل، الدفن خلال ساعة. صحي سيف، لازم يكون معاه. كلنا هنتحرك، فيدوب يصحى وتلبسوا."
ردت باهتمام: "حاضر يا عمي، هصحيه حالًا."
قفلت الباب ورجعت على سيف، تحاول تصحيه. حاول يعترض وهو بيغمض عينه تاني: "سيبيني يا همس، ساعة واحدة بس."
ردت وهي بتقرب منه: "عارفة إنك ملحقتش تنام، بس مروان اتصل، بيقول الدفن خلال ساعة. مش هتروحله؟"
فتح عينيه بصعوبة، بص للسقف بتعب: "لازم أقوم، بس مش قادر. أعمل إيه؟"
تعاطفت معاه وهمست: "لو اعتذرت، هيزعل؟"
رد عليها بتعب واضح: "مش هيزعل. هو شايف اللي أنا فيه، بس ما ينفعش أسيبه لوحده."
اتعدل في مكانه ومسح وشه، بعدها مسك راسه بتعب: "عايز أي مسكن يا همس."
قامت جابتله مسكن وكوباية مية. شكرها بعد ما أخدهم، لكنه فجأة مسك إيدها وسأل: "زعلانة مني؟"
نظرت له باستغراب: "هزعل ليه؟"
لمح علامات على رقبتها وكدمات خفيفة على دراعها، فمسح على دراعها بلطف: "أنا آسف بجد يا همس. معرفش كان مالي."
بعدت نفسها عنه بلطف: "إنت يدوب تلحق تجهز، الكل منتظرنا تحت. مش وقته."
راح الحمام، لكنه وقف عند الباب : "تحبي أدخل أي حمام بره علشان تلحقي؟"
بصتله باندهاش وقالت بتهكم: "إنت حرفيًا ممكن تاخد خمس دقايق. عقبال ما أجهز وألبس هتكون خلصت، فانجز."
دخل الحمام، مستغرب نفسه ليه فكر كده. فعلًا، خرج بعد خمس دقايق، وهي كانت داخلة، مسك دراعها للحظة، لكنها بصتله باستغراب فسابها تدخل من غير كلام.
خرجت وهي لابسة، لقت سيف لابس بدلته السودا بالكامل، حتى القميص أسود. كان وسيم جدًا في الأسود الحالك، نظرت له بإعجاب من غير ما تحس. لاحظ نظرتها، فبص لنفسه باستغراب: "في حاجة؟"
كشرت بسرعة، وبدأت تنشف شعرها: "لا، بشوف لبسك. أنا هلبس البدلة دي، أوك؟"
وافقها بعد ما بص لها: "تمام."
لاحظ إنها بتجهز تسشور شعرها، فبص لساعته : "تنشيف شعرك هيحتاج وقت ما نملكوش. أنا عايزك تكوني جاهزة خلال خمس دقايق."
ردت بغيظ: "آه، وسلوى تمسكني تقولي قصيدة عن شعري المبلول، وإزاي مش لازم أقولها بعمل إيه مع جوزي؟ صح؟"
رد بجفاف: "همس، مش وقته. انجزي، يا إما همشي أروح لمروان."
كشرت، لكن سرحت شعرها ولمته بسرعة. لبست هدومها، وجهزت شنطتها، فعلق: "هاتي باور بانك، خليه معاكِ احتياط."
الباب خبط، سيف فتح، لقى عواطف: "الكل منتظركم تحت."
نادى: "همس، خلاص؟"
ردت من الداخل: "لحظة يا سيف، هجيب موبايلي."
عواطف سألته: "مش هتفطر؟ أو تشرب قهوة؟ الناس اللي تحت كلها فطرت."
فكر للحظة: "اعملي ساندويتش ليا ولهمس، وقهوتي بسرعة."
عواطف ابتسمت: "مجهزاهم، هنزل أجيبهم."
رد عليها وهو بيجهز نفسه: "أنا نازل وراكِ. ما تطلعيش."
دخل لهمس وسألها: "هاه؟"
وقفت قدامه وسألته: "في أي حاجة ناقصاني؟"
بص لها، ولاحظ إنها عجباه بالألوان الغامقة، لكنه تجاهل وعلق: "نظارة سودا."
فتح درج، إختار لها واحدة: "اتفضلي."
أخذتها ونزلوا سوا. في الطريق همس لها بابتسامة خفيفة: "ما كنتش متخيل إنك جميلة كده بالأسود."
ابتسمت غصبًا عنها وردت: "وإنت كمان عاجبني جدًا كده."
تبادلا نظرات دافئة قبل ما تقاطعهم سلوى بصوتها الحاد: "أخيرًا نزلتوا؟ الكل منتظركم."
رد عليها سيف بابتسامة: "صباح الخير يا سلوى. نزلنا أهو."
باس خدها، وبص للكل: "معلش لو اتأخرنا عليكم. بس فعلًا، عدم النوم عامل عمايله. هنتحرك، بس لحظة." نادى: "عواطف، القهوة بالله عليكِ."
شاهين، أبو هالة، علق بهدوء: "إن لبدنك عليك حق، يا إبني. افطر الأول."
سيف رد بامتنان: "تسلم يا عمي، أنا بس محتاج قهوتي."
طلعت عواطف بصينية فيها ساندويتشات وقهوة، قربت وحطتها قدامه.
عز شجعه: "افطر إنت وهمس بسرعة. الموضوع مش هياخد خمس دقايق."
كان هيعترض، لكنه فعلًا كان محتاج ياكل علشان يقدر يكمل اليوم.
مسك إيد همس: "تعالي بسرعة."
همس كانت حاطة طرحة على شعرها، لكنها وقعت جنبها وهي بتاكل. سلوى لمحت العلامات على رقبتها، وظهر عليها الضيق من المشهد.
أكلوا بسرعة، وهمس شالت الصينية تدخلها المطبخ، وسلوى دخلت وراها. سيف لمحها، وكان عايز يدخل وراهم، لكنه تراجع وطلب من جدته تتابع الموقف.
همس دخلت الصينية عند عواطف: "عايزة مية بسرعة يا عواطف، هاتي أي حاجة صغيرة أخدها معايا."
عواطف جابت لها زجاجة صغيرة تحتفظ بالحرارة وبدأت تملاها. في اللحظة دي، دخلت سلوى ومسكت دراع همس بعصبية: "إنتِ معرفتيش تداري الآثار اللي في رقبتك بأي كونسيلر أو أي حاجة؟ ولا زي الستات اللي بتتفاخر بحاجة زي دي؟"
همس رفعت إيدها للطرحة، لكن اكتشفت إنها مش معاها، وبصت لحماتها وهي بتوضح: "مكنش في وقت، وسيف استعجلني."
سلوى بغضب واضح: "مكنش في وقت تداري الآثار، لكن كان في وقت لقلة الأدب، صح؟"
همس شدت دراعها بعنف وردت لأول مرة بلهجة قوية زي لهجتها: "اللي بتتكلمي عنه ده جوزي، وحقه ياخده في الوقت اللي على مزاجه وعلى مزاجي. ده شيء ما يخصكيش، لا من قريب ولا من بعيد."
سلوى بصتلها بذهول: "إنتِ إزاي بتردي عليا كده؟"
في اللحظة دي، هوليا دخلت: "في إيه؟"
سلوى شاورت بايدها لرقبة همس: "اتفضلي، المنظر اللي نازلة بيه. أكلمها تداريه، تقولي مالكيش فيه؟"
هوليا قربت وشدت إيد سلوى من على همس بهدوء لكن بحزم: "وهو فعلًا مالكيش فيه. بعدين، مفيش حد في الكون كله له حق يمسكها كده ويكشف رقبتها ويتفرج عليها، إلا لو كان بني آدم حشري بيتدخل فيما لا يعنيه، ولازم يسمع مالا يرضيه."
سلوى ردت بغضب: "إبني راجع الفجر بعد يومين مقضيهم بره، مسحول حرفيًا، وهينزل بدري يقف اليوم كله في جنازة ودفن. بدل ما تسيبيه يرتاح، تكمل عليه؟ ده حب؟ مش حفيدك وتخافي عليه وعلى صحته اللي بتدمرها؟"
همس حاولت ترد، لكن هوليا سبقتها وقالت بهدوء: "وليه ما تقوليش إن إبنك راجع مسحول وكل اللي كان محتاجه حضن مراته يدفن فيه نفسه وهمومه وأوجاعه؟ ليه افترضتي إن هي اللي عايزاه، مش هو؟ وبعدين، زي ما قولتي، هي عارفة إنه هينزل بدري وراجع متأخر. فطبيعي لو حاجة زي دي حصلت، تبقى رغبته هو مش هي. وبعدين، لو هي السبب، الآثار دي كانت هتبقى عليه هو، مش عليها. معنى إنها عليها وبالشكل ده، إن ده كان احتياج أو غضب أو أي مشاعر هو بيفضيها وبيتعامل معاها عن طريقها."
وقفت لحظة وبصت لسلوى بحدة: "بس هتفهمي إزاي حاجة زي دي؟ إنتِ بني آدمه باردة، معدومة المشاعر، فأكيد مش هتحسي بالاحتياج لشريك حياتك بالشكل ده."
بعدها وجهت كلامها لهمس بابتسامة مشجعة: "اطلعي لجوزك، منتظرك. يلا."
طلعت همس وسابتهم، لقت طرحتها على الكنبة، أخدتها وحطتها على شعرها. هوليا ساعدتها تضبطها وتداري أي آثار على رقبتها، وابتسمت لها بتشجيع: "اطلعي لجوزك يلا، منتظرك مع صاحبتك وأهلها، وأنا وراكم مع عز. يلا حبيبتي."
همس طلعت، لقت سيف واقف جنب شاهين عند عربيته. أول ما شافها، بص لشاهين: "طيب، اتفضل يا عمي."
شاهين كان هيركب جنب مراته وبنته لكن سيف اعترض بلطف، لكنه كان حازم: "حضرتك هتفضل هنا، والبنات يقعدوا مع بعض."
شاهين كان هيجادل، لكن سيف أصر: "يلا يا عمي، علشان ما نتأخرش. اتفضل."
ركب شاهين مكانه، وهمس وصلت لسيف قبل ما تركب. مسك إيدها بلطف وسألها: "أمي ضايقتك في حاجة؟"
همس ابتسمتله: "ما تشغلش بالك، هوليا تعاملت."
كانوا قريبين من بعض، فرفع إيدها وباسها: "مش هنفضل هنا كتير. نخلص من الحوارات دي ونرجع بيتنا."
سلوى طلعت وراها عز وهوليا وآية. سيف بص لهم، وبعدها فتح الباب لهمس علشان تركب جنب آية. قفل الباب واتجه لأبوه: "حضرتك هتسوق ولا نصر؟"
عز رد باختصار: "لا، أنا. يلا، اتحرك وأنا وراك."
سيف فتح الباب اللي جنب أبوه، وبص لجدته بابتسامة: "روح قلبي، اتفضلي."
هوليا ابتسمت وقربت منه: "بكاش، بس بحبك."
مسك إيدها وساعدها تركب، وباس إيدها: "وأنا بموت فيكِ، يا لولي."
قفل الباب ولبس نظارته، بعدها فتح لسلوى: "اتفضلي."
سلوى كانت هتتكلم، لكنه قاطعها بلطف حازم: "أيًا كان اللي هتقوليه، مش وقته. حاسس إننا ممكن نتخانق، فبلاش لو سمحتي."
دخلت مكانها وقعدت جنب آية. اتحركوا ووصلوا لمروان.
الكل كان موجود في الدفن تقريبًا، باستثناء مؤمن اللي ما حضرش.
آية لاحظت سبيدو واقف جنب أخوها ومروان. بالرغم من إنه كان لابس نظارة مخبية عينيه، إلا إنها حست إنه متابعها. مجرد إحساس داخلي. 
إمام راح لسيف في العزاء: "ما تنساش معادك إنت والباشمهندسة الساعة ١٢ في مكتب الوزير."
سيف اتنهد بضيق: "لو مروحتش يحصل إيه؟"
إمام استغرب: "إحنا بنحاول نلم الدنيا مش نثبت إننا فوق القانون يا سيف. لازم تروح."
سيف وافق وراح لمروان: "الساعة ١١ هضطر أمشي أنا وهمس علشان التحقيق، إنت عارف."
مروان بصله بتوهان: "عارف طبعًا يا سيف، أصلًا إنت ما سيبتنيش من امبارح. الله يكون في عونك."
هالة قعدت جنب حماتها وأخت مروان وباقي العيلة.
سيف بعت رسالة لهمس: (شوية وهنمشي علشان الجامعة، اعتذري من هالة).
همس ردت عليه: (تمام.)
راحت همس لهالة، قعدت جنبها وهمست: "أنا شوية وهمشي مع سيف."
هالة بصت لها بذهول: "هتمشوا بجد؟"
همس وضحت: "هنروح الجامعة، نسيتي؟"
هالة بتذكر: "هو ما ينفعش يتأجل؟"
همس بتأكيد: "ده تحقيق يا هالة، أصلًا أنا مرعوبة، بس بحاول أخبي ده عن سيف."
هالة مسكت إيدها بحنية: "طول عمرك الأولى، وده معروف. يعني اشمعنى السنة دي اللي تحتاجي لحد ينجحك؟ خليكِ واثقة من نفسك ومن جوزك ومن قدراته."
سيف قرر يمشي وراح لسبيدو: "أنا ماشي كام ساعة وراجع."
سبيدو مشي معاه كام خطوة: "حسام عايز يتكلم."
سيف ابتسم: "سيبه يستوي، وآخر النهار نشوفه. المهم أمي وجدتي وأختي، عينك عليهم لو احتاجوا أي حاجة، تعامل."
سبيدو غصب عنه ابتسم ونزل نظارته لتحت شوية: "من عنيا، إنت تشاور."
سيف ضربه على كتفه: "آية أختي لحد ما يصدر قرار آخر، فاهم؟ وتتعامل معاها على الأساس ده، أختي وبس."
سبيدو رد بهزار: "يعني ما ينفعش أقولها وحـ..."
قاطعه بتحذير: "سبيدو، ما تهزرش."
سبيدو بجدية: "حاضر، أختك لحين صدور قرارات أخرى. اتفضل بقى."
في اللحظة دي وصلت همس، حمحمت بصوت خفيف، فبصوا لها. سيف ناولها مفتاح عربيته: "اسبقيني."
اتحركت وهمس سيف لسبيدو: "لو في حاجة كلمني."
سابه وراح يلحق همس، لكن سبيدو بصوت عالي: "لو مرجعتش، هجيبلك عيش وحلاوة."
سيف تجاهله، وهمس سمعت وابتسمت. ركبت العربية، وسيف ركب جنبها. إمام شاور لهم من بعيد علشان يبين إنه وراهم.
همس بصوت مرعوب: "أنا خايفة يا سيف."
بصلها للحظة وبعدين ركز على الطريق: "أنا سربتلك امتحان؟"
بصت له باستغراب: "لأ طبعًا."
سألها: "عطيتك درجات ما تستحقيهاش؟"
نفت وهي متوترة.
سيف بهدوء: "طيب، ده اللي مطلوب منك تتكلمي فيه. غير كده، مفيش حاجة تخصهم. فاهمة؟"
همس بتردد: "وعلاقتنا؟ وكل اللي قاله إمام؟ الصورة، نانيس، هايدي، خلود، والرحلة؟"
سيف وقف في إشارة وبص لها: "كل دي خصوصيات، مش من حق الجامعة تحقق فيها. الصورة وسط مدرج، الرحلة كنت فيها مشرف، والباقي سيبيه عليا. السؤال اللي ما يعجبكيش، ما تجاوبيش عليه ."
وصلوا، وهمس قلبها كان هيقف من الرعب. سيف وقفها قصاده: "همس، الرعب اللي إنتِ فيه مضايقني. عايزك تتعاملي على أساس إنك مرات سيف الصياد، مش الطالبة الخايفة اللي قدامي. فاكرة الدكتور اللي قلتيله إنه غلط؟ ولا أنا لما قلتيلي مش هعتذر؟ الشخصية دي أنا محتاجها دلوقتي. ارفعي راسك، هم اللي يخافوا ويترعبوا، مش إنتِ. بعدين أنا معاكِ وجنبك وفي ظهرك، مش هسمح لحد يأذيكِ. ثقي في ده."
مسك إيدها ودخلوا مع بعض، وإمام معاهم. كان فيه كذا حد موجود للشماتة، لكن سيف وهمس ما اهتموش.
إمام رجع لهم بعد شوية: "هتدخلوا دلوقتي، وأنا هكون معاكم. باشمهندسة، ما تتهزيش، اللي بيحصل ده كله صوري."
قبل ما يدخلوا، سيف وقفهم فجأة: "إمام، لحظة واحدة."
أخدها بعيد وسط استغراب الكل، وبص حواليه، وهي بصوت متوتر: "في إيه؟"
سيف رد بتوتر: "سؤال نسيت أسأله."
همس توترت أكتر: "سؤال إيه؟"
سيف بص حواليه علشان يتأكد إن محدش يسمعهم: "يوم ما طلعتي مكتبي وخليتك كملتي حل الامتحان... مين يعرف بالموضوع ده؟"
همس فتحت عينيها بصدمة وبدأت تفكر، فسيف سألها بحسم وهو ماسك دراعها: "خلود تعرف؟"

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا