رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الرابع والخمسون 54 هى رواية من كتابة الشيماء محمد رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الرابع والخمسون 54 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الرابع والخمسون 54 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الرابع والخمسون 54

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل الرابع والخمسون 54

كريم أول ما سمع اسم إيان وقف بسرعة، أخذ مفاتيح عربيته وطلع معاها: "نكلم مؤمن؟"
نفت بسرعة: "لأ، أوعى، نتأكد الأول وبعدها نكلمه، بلاش تديه أمل أو توجعه زيادة لو مش موجود."
ركبت جنبه في العربية، وهو اتحرك على الموقع اللي في موبيلها وسألها: "جبتي الأخبار منين؟"
أمل حطت إيدها على قلبها: "هحكيلك بالتفصيل بس مش دلوقتي أرجوك، قلبي هيقف من الوجع والحماس. إيان حتة من قلبي زي إياد."
سكت ومحبش يزود، لأنه هو كمان إحساسه زيها، قلبه بينبض بحماس مخلوط بخوف ورعب.
سألها: "أمل، إحنا داخلين كده على البدرشين، إنتِ متأكدة من اللوكيشن؟"
بصتله بحيرة: "طبعًا مش متأكدة. بص، أنا وهمس عملنا إعلانات في كل مكان على السوشيال ميديا، وهمس بعتتلي رسالة إن واحدة كلمتها وقالت إن إيان عندهم. كلمتها وأكدت إنه معاها، وعرفتها إزاي تبعتلي اللوكيشن وبعتته. هل كلامها صح؟ هل بتكذب عليا؟ معرفش. اللي عرفاه إني عايزة أطير لهناك. فكرت أروح لوحدي بس خوفت يكون حد بيكدب أو عنده غرض تاني لأننا قلنا في مكافأة مالية كبيرة."
كريم بصلها: "لو كنتِ روحتي لوحدك كنت هقتلك أنا، الحمد لله إنك ما اتهورتيش."
طلع موبيله وفتح لايف لوكيشن مع حد. فسألته: "أوعى يكون مؤمن؟"
نفى بحركة من رأسه، وبعدها موبيله رن، فرد: "أيوه يا سيف، بقولك أنا بعتلك اللوكيشن بتاعي علشان لو أي حاجة حصلت تعرف توصلي."
سيف كان في عربيته رايح الشركة، فاتكلم باستغراب: "مش فاهم حاجة. إنت رايح فين؟ طيب أجيلك؟"
كريم بسرعة: "لا لا، بص، أمل ومراتك عملوا إعلانات."
حكاله اللي فهمه من أمل كله.
سيف باستحسان: "طيب، كويس إنك فكرت تبعتلي اللوكيشن. أنا معاك، ولو في أي حاجة كلمني، ولو عايز أجيلك عرفني برسالة حتى. مؤمن عارف؟"
كريم: "لا، محبناش نقوله غير لما نتأكد. بلاش نديه أمل كداب. بس يارب نلاقيه."
كريم وصل اللوكيشن، وأمل طلعت الموبايل واتصلت بالبنت: "أيوه، أنا وصلت اللوكيشن، عند صيدلية آل عمر."
"تمام، أنا منتظراكِ بالله عليكِ بسرعة."
أمل قفلت وبصت لكريم، مسكت إيده: "بتقول نازلة، قلبي هيقف يا كريم."
كريم ضغط على إيدها: "يارب خير، ما تنزليش من العربية إلا لو شفتي إيان، تمام؟ غير كده ما تنزليش."
الاتنين قعدوا في صمت تام منتظرين. كريم موبايله رن، فاتخضوا الاتنين، ورد بسرعة: "أيوه يا سيف."
"إنتو واقفين صح؟ اللوكيشن مش بيتحرك."
كريم: "أه، وصلنا، المفروض واقفين عند صيدلية ومنتظرين البنت تنزل بإيان، ما تتخيلش التوتر اللي إحنا فيه."
"خير إن شاء الله، طيب خلي الخط مفتوح تمام لحد ما تشوف في إيه."
أمل لمحت بنت طالعة وشايلة عيل على كتفها، وكانت هتنزل من العربية بس كريم مسك دراعها: "استني، قلتلك لما تشوفي إيان، مش أي عيل على كتفها."
انتظرت بتوتر وماسكة إيد كريم. البنت جاية لعندهم وبتتلفت حواليها مش عارفة هم فين ، فاتصلت بأمل: "هو حضرتك فين؟ أنا طلعت بس مش شايفة حد."
أمل: "هو نايم ليه؟ ولا ماله؟"
البنت: "زعلان، مش نايم."
أمل اقترحت: "قوليله يلا نروح لإياد؟"
البنت شايلة الولد على كتفها وبتكلمه: "نروح لإياد، يلا؟"
الولد رفع رأسه وبص لقدام: "يلا ياد."
كريم وأمل، في اللحظة اللي شافوه، نزلوا الاتنين جري من العربية: "إيان!"
سيف سامعهم وحس إن قلبه هيقف من الفرحة، وضغط على الدريكسيون في إيده.
إيان أول ما سمعهم زق البنت اللي نزلته على الأرض وطلع يجري عليهم. أمل شالته في حضنها وبتبوس فيه، وكريم كذلك بيبوس فيه. فرحتهم بيه كانت لا توصف أبدًا. البنت واقفة متابعاهم ودموعها نزلت.
قربت منهم: "حمدالله على سلامته، والله قطع قلبي اليومين اللي فاتوا من العياط."
أمل بصتلها: "إزاي وصل لعندك؟"
البنت ابتسمت: "النصيب جابه لهنا، طيب اتفضلوا تعالوا نشرب أي حاجة."
كريم اعتذر: "اعذرينا دلوقتي، إحنا هنتفضل، بس الأول نطمن العيلة. ما تتخيليش حالة الكل إيه، جدوده بالذات قلبهم موجوع. هنرجعلك تاني."
إيان بص لكريم: "بابا، يلا ياد، يلا بابا بيت."
كريم أخده من أمل وحضنه أوي: "يلا يا روح قلبي، يلا."
البنت بفضول: "مين ياد اللي كل شوية يقول يلا ياد؟"
كريم سبقها للعربية، وأمل وقفت معاها: "إياد أخوه، متعلقين ببعض والاتنين هيتجننوا على بعض. المهم، إزاي وصلك لحد هنا؟"
البنت: "هو ما وصلش لهنا. أنا كنت في شغلي، أنا لا مؤاخذة بنظف بيوت يعني وكده و..."
حكتلها سريعًا إزاي وصلت لإيان وإزاي رجعت بيه بيتها.
كريم في العربية شاف موبايله والخط مفتوح: "أيوه يا سيف، إيان معايا."
سيف بارتياح: "ياااه أخيرًا، كلم مؤمن طمّن قلبه."
كريم ابتسم: "هاخده لعنده، الاتصال مش هينفع، أنا رايحله، وإنت..."
قاطعه سيف بابتسامه: "مش هتكلم لحد ما توصل لمؤمن وياخد إبنه في حضنه، خلي اللايف مفتوح لحد ما توصل البيت واطمن تمام."
أمل رجعت العربية وأخذت إيان من كريم، حضنته، وهو اتحرك بسرعة. اتصل بمؤمن: "إنت فين؟"
مؤمن: "لسه صاحي، هاخد شاور وألبس وأنزل."
كريم: "خد شاورك وألبس وانتظرني في البيت، أنا جاي في الطريق. يلا سلام."
قفل قبل ما يرد، وأمل استغربت: "ليه ما قلتلوش؟"
كريم ابتسم: "علشان الانتظار قاتل، وقلبه هيفضل يوجعه لحد ما نوصل. قلبي وجعني من لحظة ما قلتِ لي لحد ما وصلنا هنا، فمالوش لازمة، وكلها شوية ونوصل."
خلود موبايلها رن، كان أبوها، ومكنتش عارفة ترد عليه إزاي ولا تعمل إيه ولا تتصرف إزاي.
أخيرًا ردت: "أيوه يا بابا."
سمعت صوته الغاضب: "اتنيلي انزلي، أنا قدام المدينة."
قفل قبل ما يسمع أي رد منها.
نزلت بالشنطتين بتوعها بتجرهم، ومش عارفة الأيام الجاية مخبيلها إيه.
عملت تصريح للغياب من المدينة ونزلت لأبوها، اللي أخد منها الشنط، رماهم في العربية وزقها ناحية العربية. ركبت واتحرك بيها، وأول ما بعدوا عن المدينة مسكها من شعرها: "أنا على آخر الزمن تفضحيني يا بنت الكلب؟ باعتك الكلية تتعلمي ولا تقلي أدبك؟ أنا هشرب من دمك، هدفنك بالحيا، اصبري عليا بس نوصل البيت."
مايا طلعت لمكتب حاتم ورزعت الباب وراها: "أهو خلص الموضوع وخلى دكتور مكرم يروح يعتذرلها في المدرج، استفدنا إيه؟ ومش بس كده ده مش بعيد نطرد من الكلية بسبب تخطيطك الغبي ده."
حاتم ابتسم: "مش هنطرد."
مايا بغيظ: "مصور فيديوهات لينا وبعدين، آه إحنا كبنات ممكن ما نطردش، لكن إنت؟ إنت متصور مع كذا واحدة، مكنتش أعرف إنك رمرام كده."
حاتم ضحك: "أنا نفسي حلوة بس. المهم سيف هدد بالفيديوهات اللي صورها، بس مش هيستعملها."
مايا باستغراب: "ليه؟"
حاتم بغيظ: "لأن أخلاقه هتمنعه، سيف مش هيفضح بنات أبدًا."
مايا بتهكم: "وهو دلوقتي مش سامعك، وممكن يستعملهم عنادًا فيك؟"
حاتم قعد على طرف مكتبه: "أكيد يعني مش هعرف إنه بيسجلي وهسيبه يكمل، نظفت المكتب ما تقلقيش، صراحة، ما توقعتهاش منه."
مايا بتريقة: "ما توقعتهاش؟ طيب ومش ممكن يسلم الفيديوهات وبعدها تقول برضه ما توقعتهاش؟"
حاتم بتفكير: "هو لما حط الكاميرات هنا، ما اعتقدش كان متوقع يسجل اللي سجله. المهم ما تشغليش بالك بيا وشوفي حالك، حاولي ما تظهريش هنا علشان محدش يضايقك."
مايا قربت منه ومسكت ياقته: "اللي يسمعك يقول بتخاف عليا."
ابتسم لها: "وليه لأ؟ معنديش قلب؟"
ضحكت بمياعة: "لا، معندكش. باي."
خرجت وهو مسك موبايله اللي كان صامت ورد عليه بهدوء: "أيوه."
"طمني، التحقيق وصل معاه لإيه؟"
حاتم بغيظ: "ولا أي حاجة، ولا هزه حتى. بالعكس، خلى نائب العميد يروحله المدرج يعتذر لمراته، وياريته اكتفى بكده، ده دمرله الشركة بتاعته، اشترى أسهمه ونزل سعرها للأرض، واحتمال أنا أتوقف أو أترفد كمان بسبب الفيديوهات اللي صورها."
"علشان دنائتك على البنات، ما تتنيل بره الجامعة، حبكت جوه؟"
حاتم زعق: "إنت عارف من الأول إن كل دي شوشره مالهاش تلاتين لازمة، ووعدتني بجيسيكا، هي فين؟ جيسيكا هي اللي تقدر تهد المعبد على دماغ سيف ، مش أي حد تاني. أما كل القديم ده مالوش تلاتين لازمة، لأنه أوردي اتجوز حبيبته، غير إن وضعه تقيل في البلد واسم عيلته تقيل."
"شذى أخبارها إيه؟ وأبوها؟"
حاتم رد بنفاذ صبر: "شذى معرفش جرالها إيه. بعد ما كانت شرسة وقوية، فجأة اتخرست، غير إنها هتتحاكم، ومش بعيد تحصل أبوها. جيسيكا فين؟"
المكالمة انتهت، وحاتم رمى الموبايل على مكتبه بغيظ. بعدها الباب خبط ودخل العامل عنده: "حضرتك مطلوب في مكتب العميد يا دكتور حاتم."
حاتم راح لمكتب العميد وقعد قصاده، مش عارف هيقول إيه.
العميد محمد اتكلم بشكل مباشر: "إيه الفيديوهات اللي اتصورتلك دي؟ وإزاي دكتور جامعي ودي أخلاقه وبيستغل سلطته في..."
قاطعه حاتم: "أنا ما استغلتش سلطتي ولا بحب استغلال السلطات، وحضرتك عارف إن مش أنا اللي بستغل سلطتي."
محمد فهم التلميح: "قصدك إيه؟"
حاتم سند على مكتبه: "حضرتك عارف وفاهم كويس قصدي إيه. قصدي اللي خوف اللجنة كلها وطلع بولا حاجة، ده مش بس كده، ده خلى النائب نفسه يعتذر لمراته، وياريته اكتفى بكده، ده كمان دمره شخصيًا."
محمد اللي بيحب سيف على المستوى الشخصي وعارف أخلاقه كويس: "مش يمكن لأنه صاحب حق؟"
حاتم رد بنرفزة: "إي حق؟ هو مش على علاقة بطالبة؟ ومش نقل طالبة؟ ومش اداها درجات شيت ما سلمتوش؟ و..."
قاطعه محمد بصرامة: "العلاقة دي جواز رسمي في النور مش علاقة، وبعدين اتجوزها وانتهى الأمر. البنت اللي اتنقلت، اللي في حضنك في الفيديو، لو دي أخلاقها يبقى تستاهل الحرق مش النقل. الشيت هو والدكتور ممدوح برروا درجاته. مفيش حاجة حد اتهمه بيها صحيحة أو ليها أساس. شيل من دماغك سيف وخلينا فيك إنت والبنات دي اللي اتحرشت بيهم."
حاتم حاول يفضل هادي: "البنات دي كانت موجودة بمزاجها، ماشي أنا غلطان، بس ده لا كان تحرش ولا كان استغلال سلطة. أنا راجل، وبنت جميلة عرضت، مش هقولها لأ."
محمد كان متضايق ومشمئز: "وهو إحنا حيوانات ولا إيه؟ فين أخلاقك وقيمك؟ دول طلبتك يعني إنت مسؤول عنهم. فين دورك كمعلم؟"
حاتم رد بضيق: "دكتور محمد لو سمحت. في طلبة عايزة تتعلم ودول على عيني وعلى راسي وعمري ما بخلت على طالب أو زميل ليا بمعلومة، لكن مع احترامي لحضرتك، دول بنات جايين يتمرقعوا، وآسف، بس اتمرقعت معاهم. فقولي إيه اللي هيتم دلوقتي؟"
محمد تماسك علشان ما يحولوش تحقيق ويكبر الموضوع ويوصلها لحبس أو رفد. أخيرًا نطق: "هتتجازى يا دكتور حاتم وهتتوقف ١٥ يوم لحد ما آخد قرار وأشوف هعمل إيه معاك. اتفضل."
قام خرج من عنده، متضايق إن سيف أخد منه الجولة دي، وبيتوعد بجولات تانية.
محمد مسك موبيله وعمل مكالمة: "نفسي أعرف ليه خلتني أكتفي بجزاء؟ المفروض كان اترفد من الجامعة بأخلاقه دي. سيف، لولا إني بعتبرك زي إبني، لا يمكن كنت أوافق واحد بالشخصية دي يفضل مكانه."
سيف بهدوء: "دكتور محمد، ربنا يعلم إن الغلاوة دي متبادلة. وحاضر، هو مش هيكمل، أنا بس محتاج يطمن شوية إن الموضوع خلص، عايزه قدامي طول الوقت مش بعيد. أنا شرحت لحضرتك الوضع، فمعلش تحملني شوية."
أنهى سيف المكالمة، ووصل لشركته. نزل من عربيته، والأمن أخدوا مفتاح العربية يركنوها.
مؤمن في البيت، أبوه وأمه جنبه، وناهد وحسن، كلهم حاولوا يقنعوه يقعد ياكل أي حاجة لكنه رفض وعايز ينزل. كل شوية يبص لساعته، كريم قاله إنه في الطريق، بس مؤمن مستغرب: أي طريق ياخد نص ساعة؟
طلع موبيله واتصل بيه: "بقولك إيه، إنت فين؟ أنا نازل."
كريم بتهديد: "ما تستنى، أنا قدامي خمس دقايق بالظبط، يا سيدي استنى عندك، داخل على البيت أهو، دقايق."
مؤمن قعد لحظات وقام، فضل رايح جاي. أبوه كلمه: "يا إبني اقعد ارتاح، إنت طول الليل تلف، اقعد."
مؤمن رد: "مرتاح يا أبا، ما تشغلش بالك."
سناء بترجي: "قلبي بيقولي إيان هيرجع لحضني تاني، هيرجع يا مؤمن وهتقول أمي قالت."
ابتسم لأمه: "هيرجع يا أمي، بعون الله هيرجع."
شوية وسمعوا صوت عربية كريم. نونا علقت: "عربية كريم أهي، بس جاي ليه دلوقتي؟ مش بعادته."
مؤمن بنرفزة: "قال لي انتظرني، جاي من ساعة إلا ربع، مش عارف معطلني ليه؟"
الباب اتفتح ودخل كريم، كانوا قاعدين كلهم وهو وقف قدام مؤمن: "اتأخرت عليك؟"
مؤمن بصله بضيق، مستغرب ماله: "كريم، بالله عليك أنا مش رايق، منتظرك من بدري وعلى آخري، فانجز وقولي عايز إيه؟"
أمل هنا دخلت وراه، بس محدش انتبه لها، لكن إيان صرخ: "بااااااابا!"
مؤمن كان باصص لكريم اللي مبتسم، وعينه وسعت أول ما سمع صوته. لف وشه، مش مصدق إنه بجد سمع صوته.
أمل نزلت إيان اللي نزل يجري على أبوه.
مؤمن قعد في الأرض، ما اتحركش، رجليه خانته، مقدرش يتحرك فانتظر إبنه يرمي نفسه في حضنه.
الكل وقف، الكل مصدوم، الكل فرحان، الدموع نزلت.
مؤمن حضن إبنه، ولأول مرة يحس إن قلبه رجع ينبض تاني برجوع إبنه لحضنه. ضامه ودموعه نزلت، وإيان ما حاولش يبعد أو يتحرك من حضن أبوه، زي ما يكون هو كمان كان مفتقد الحضن والأمان ده ولقاهم مع حضن أبوه.
عاصم اتحرك: "ياااه يا حفيدي، ده إنت طلعت غالي أوي. مؤمن، إيان واحشنا كلنا، مش إنت لوحدك."
حاول يقف بس مقدرش، فكريم ساعده يقف وهو حاضن إبنه. أمه أخدته منه: "تعال يا حتة من قلبي، يا روح قلب ستك."
كل واحد أخده في حضنه شوية. أمل دخلت لبسنت، وإبنها أول ما شافها: "ماااامي!"
أمل ابتسمت وشالت إبنها: "تعال إيان بره."
إياد زقها علشان تنزله، وطلع يجري لبره بيصرخ: "يااان!"
إيان كان حسن شايله، بس أول ما سمع صوت إياد صرخ زيه: "ياااااد!"
حسن ضحك ونزله، والاتنين حضنوا بعض جامد. بعدها إياد كلم إيان: "نور وشة، تروحش نور تاني."
إيان ضحك: "ماما نور وحشة."
إياد أكد: "نور وحشة، ماما أمل حلوة."
كلهم ضحكوا، ومؤمن بص لكريم: "لَقيته إزاي؟"
كريم ابتسم وبص لأمل: "مش أنا اللي لقيته، هي اللي لَقَته. أنا بس كنت السواق اللي روحت معاها نجيبه."
كلهم بصوا لأمل اللي ابتسمت بحرج: "يا جماعة، أنا ما عملتش حاجة. الموضوع كله كان فكرة همس، وهي ساعدتني أعمل فيديوهات لإيان، ونشرناها في السوشيال ميديا. عملنا إعلان إن اللي هيقول أي معلومة أو يدلنا عليه، هياخد مكافأة مالية ضخمة. فالبنت كلمتها، وهي كلمتني، وبس."
مؤمن بعرفان: "بجد، مهما أقول مش هعرف أعبر عن إحساسي دلوقتي. بجد يا أمل، إنتِ زي ما كريم دايمًا بيقول، نعمة من ربنا."
أمل اتحرجت وانكمشت في حضن كريم اللي دراعه حواليها بحب.
مؤمن قعد في الأرض، ومد إيديه: "يان، تعال لحضني شوية."
إيان جري لمؤمن: "بابا بيبي."
مؤمن بفرحة: "إنت اللي حبيبي."
بص لإياد وشاورله: "تعال، واقف ليه؟"
إياد جري عليه حضنه برضه، وهو ضامم الاتنين: "ربنا ما يفرقكم تاني عن بعض أبدًا."
الكل أمّن على كلامه، وهو شالهم الاتنين، قام من الأرض، وقعد وسطهم.
بص لكريم وأمل: "جبتوه منين؟"
كريم: "من البدرشين، تخيل."
الكل بصله بذهول، فكريم بص لأمل: "هي تقولكم إزاي وصل لهناك."
( فلاش باك )
نور حطت إياد في السرير بعد ما نام وطلعت تعمل أكل. البواب جاب الحاجة اللي طلبتها منه، فتحت الباب دخل جزء من الحاجة، وهي دخلت المطبخ علشان تشوف الأكل على النار وسابت الباب مفتوح علشان البواب يدخل باقي الحاجة من الأسانسير.
إيان صحي وطلع بره، شاف باب الشقة مفتوح، جري على السلم عايز يروح لإياد ولأبوه. البواب كان بيطلع الحاجة من الأسانسير، وإيان نزل يجري لتحت وطلع الشارع. فضل يجري كتير في كل اتجاه، وشوية شوية كان بيبعد أكتر وأكتر عن البيت لحد ما وقف مش عارف يعمل إيه، فقعد يعيط وينادي على أبوه.
عفاف بنت متعلمة وبالرغم من انها جامعية بس بتشتغل تنظيف البيوت ، خلصت شغلها ونازلة تروح بيتها. نزلت من العمارة، شافت إيان بيعيط، فضلت واقفة تبص حواليها، بس الشارع كان شبه فاضي. راحت عنده: "حبيبي، إنت تايه ولا إيه؟ فين ماما؟"
إيان بصلها وقال: "بابا."
عفاف بحيرة: "طيب بابا فين؟ اسمك إيه؟"
إيان بيعيط: "يلا بابا."
شد إيدها، فهي شالته ووقفت محتارة: "بص، بابا أكيد هيلاحظ إنك مش موجود وهيجي يدور عليك. إنت جيت منين؟"
إيان شاورلها في اتجاه، وهي مشيت فيه. كل ما يشاور في اتجاه، تمشي شوية، لكن بعد ساعة، ما كانتش عارفة توصل لأي حاجة. أمها كلمتها أكتر من مرة تقولها إنها اتأخرت ولازم ترجع. ما كانتش عارفة تعمل إيه، فراحت لأقرب قسم ودخلت عند العسكري الموجود.
العسكري بصلها بقرف: "نعم؟ عايزة تشتكي مين؟"
عفاف: "مش عايزة أشتكي حد، أنا لقيت الطفل ده في الشارع وأكيد أهله بيدوروا عليه."
العسكري بص لإيان اللي لابس بيجامة، وقال لها: "هو تتنيلوا تخلفوا وبعدين تيجوا ترموا عيالكم؟ روحي يا حلوة وديه أي ملجأ، ولا وديه لأبوه، مش تجيبيه القسم! هنعمل بيه إيه في القسم؟"
عفاف بصتله بذهول: "مش ابني! بقولك لقيته، لقيته."
العسكري قام من مكانه راح للظابط وقاله: "الست دي جايبة الواد اللي معاها وبتقول لقيته في الشارع."
الظابط قرب منها وسألها: "لقيتيه فين؟"
عفاف: "بره في الشارع لوحده. وقفت ساعة مستنية حد يجي ياخده، بس مفيش."
الظابط بص لإيان وسأله: "اسمك إيه؟"
إيان لف إيديه حوالين رقبة عفاف وقال: "يلا ياد، يلا بابا."
العسكري بص للظابط بمغزى، فالظابط بص لعفاف: "عايزة تفهميني إنك لقيتيه بهدوم البيت دي في الشارع لوحده؟ وفضلتي ساعة منتظرة ومحدش دور عليه؟ لو لابس هدوم خروج، كنت هقول تاه، لكن ده واضح إنه خارج من بيت."
عفاف بحيرة: "يعني إيه حضرتك؟ خدوا الولد، شوفوا أهله فين؟"
الظابط زعقلها: "بت إنتِ! إحنا ما بناخدش عيال هنا، غوري وديه لأبوه لو مش عايزاه، لكن ما ترميش بلاكِ هنا."
إيان خاف من صوت الظابط، وحضن عفاف أكتر وعيط ، هي سألته: "طيب العيل التايه نوديه فين؟ قولي أوديه فين وأنا أوديه."
الظابط بص للعسكري: "هاتوه، طيب والصبح نشوف نعمل إيه."
العسكري حاول ياخد إيان، لكنه صرخ ومسك في رقبة عفاف أكتر. العسكري علق: "الواد مش عايز يسيبها، مش قولتلك أمه وعايزة ترميه؟"
عفاف بذهول: "الواد خايف! أنا مش أمه!"
الظابط: "طيب أقولك حاجة، خليه معاكِ، ولما نلاقي أهله أو نشوف ملجأ يستقبله، نكلمك. لأنك لو سيبتيه هنا، هنحطه في التخشيبة مع العسكري للصبح، فالأفضل يبقى معاكِ لحد بكرة. إيه رأيك؟"
عفاف صعب عليها إيان وحست إن اقتراح الظابط هو الأفضل، وبصت لهم: "طيب، خدوا تليفوني."
العسكري دور على ورقة، وفي الآخر جاب فاتورة قديمة وكتب الرقم على ظهرها وحطها في جيبه. عفاف طلعت بره، فضلت ساعة تتمشى في المنطقة يمكن تلاقي حد، وبعدها ركبت الأتوبيس وراحت بيتها.
عفاف وصلت بيتها. أمها أول ما شافت إيان صوّتت، فشرحت لها اللي حصل وقالت إنه هيقعد بس يوم لحد ما يلاقوا أهله ويكلموها. إيان ما بطلش عياط طول الوقت، وماسك رقبة عفاف مش راضي يسيبها، ويقول: "بابا، أمل، ياد، دادو، نانا."
الصبح في القسم الدنيا اتقلبت. الظابط جري على العسكري وشده: "هات تليفون البنت اللي جابت العيل بالليل."
العسكري قلب في جيوبه: "ليه يا باشا؟"
الظابط: "الواد طلع تايه وعيلته كبيرة وقالبين الدنيا عليه."
العسكري فضي جيوبه كلها وملقاش الورقة. الظابط ضربه بغيظ: "يا غبي! ضيعت الرقم؟"
العسكري: "ما كنتش مصدقها يا باشا، وبعدين هي أكيد هتيجي تسأل تاني."
الظابط بتفكير: "خلاص، من هنا لحد ما تيجي، إياك تنطق حرف عن اللي حصل. أبوه واصل، ولو عرف إننا مشيناها من غير ما نسجل بياناتها، هيأدبنا. فاهم؟ ولا مش بعيد يحبسونا. ولا حرف."
العسكري حط إيده على بوقه: "ولا حرف، بس لما تيجي."
الظابط: "نقول لقينا الواد، وناخد مكافأة منهم، ونطلب اللي عايزينه. دول أغنيا جدًا."
العسكري ابتسم وهو بيحلم باللي هيطلبه منهم.
عفاف كانت ساكنة في منطقة بعيدة جدًا عن مكان ما شافته، وما عندهاش أي فكرة عن الوضع في المنطقة اللي خرج منها. هي ببساطة فكرت إنها هترجعه لما تقدر تفهم هو مين ومنين.
في البيت، حاولت تهديه بالأكل واللعب، لكنه كان دايمًا ينادي على "بابا" و"إياد"، فحست إنه فقد أهله. قررت إنها تحاول تساعده، لكن ظروفها البسيطة ما خلتهاش تعرف تتصرف بسرعة، خاصة إنها بتشتغل بشكل يومي في تنظيف البيوت بالرغم من انها متعلمة ، فاضطرت تسيبه معاها يومين لأنها ما قدرتش تاخد يوم إجازة.
خلال الفترة دي، ما كانش عندها أي وسيلة تعرف بيها إن أهله بيدوروا عليه أو إن في حملة بحث كبيرة. هي كمان ما بتستخدمش الإنترنت ولا عندها سوشيال ميديا، وأقرب جيرانها ناس بسيطة زيها ما بيتابعوش الأخبار.
عفاف فضلت قاعدة مع إيان وما نزلتش الشغل، مش عارفة تعمل إيه. صحبتها بالليل جت تسهر معاها وشافت إيان، قعدوا معاه شوية وروحت. تاني يوم صحبتها شافت إعلان لإيان وصوره، فاتصلت بعفاف وقالت لها إن أهله قالبين الدنيا عليه وعاملين مكافأة للي يلاقيه. بعتت لها إيميل همس اللي ناشرة الإعلان، فعفاف بعتت رسالة لهمس: "حضرتك ناشرة إعلان عن ولد مختفي؟"
همس شافت الرسالة وردت: "آه، تعرفي أي حاجة عنه؟"
عفاف ردت: "الولد اللي في الصورة عندي، هاتي رقم عيلته أو أي طريقة أعرف أكلمهم بيها."
همس حست بحماس وبعتت لأمل بسرعة حساب عفاف علشان تكلمها.               
       *********************
أمل سكتت والكل بيسمعها، فمؤمن علق: "بس إحنا روحنا كل الأقسام، مفيش قسم قال إن في بنت راحت بعيل صغير؟"
أمل أكدت: "عفاف بتقول راحت قسم والعسكري مكنش مصدقها ولا الظابط، بس أخدوا تليفونها، قالت قسم ***."
كريم علق: "نبقى نروح ونشوف إيه اللي حصل، لأن فعلا في قسم قريب من بيت نور وروحناه."
كريم تذكر فجأة: "صح، نسينا نبلغ سبيدو يسحب رجالته ونطمن الكل عليه."
مؤمن ضم إبنه لحضنه: "وسيف برضه ."
كريم ابتسم بحرج: "سيف عرف، وبعدين مراته أصلًا اللي بلغتنا بعفاف، نسيت."
مؤمن طلع موبيله: "خليني أكلمه أشكره."
عاصم وقفه: "كلم نور، طمنها على إبنها."
الكل بصله بذهول ورفض، لكنه وضح: "دي أم وقلبها واجعها على إبنها، بعدين أبوها وأمها حقهم يعرفوا إن حفيدهم رجع بالسلامة."
حسن وقف: "أنا هكلم خالد أطمنه وهو يبلغ عيلته."
كل واحد مسك موبيله، وأمل قامت لمؤمن: "هاته يا مؤمن خليني أحميه وأغيرله هدومه وياكل، تلاقيه جعان."
مؤمن ضمه لحضنه: "سيبيه معايا يا أمل، أنا هحميه، إنتِ جهزي له أكل."
أمل بشك: "هتعرف تحميه إنت وتلبسه؟ كريم بياخد نص ساعة يلبس إبنه بنطلون وفي الآخر بينادي بصوته كله: أمل!"
كريم بصلها: "ما هو بدخل رجل، هو يطلعها، أعمل لأمه إيه؟"
مؤمن وقف مبتسم: "ما تعملش لأمه، اعمله هو."
كريم ابتسم ووقف: "حمدالله على سلامته."
قرب وباس إيان في إيده: "وجعت قلوبنا كلنا يا دخيلي يا صغير، إياك تخرج بره البيت تاني لوحدك، فاهم؟"
إيان بص لأبوه: "بابا نور لأ، يان هنا بس."
أبوه ضمه: "يان هنا بس، مفيش نور تاني." بص لكريم: "كلم المحامي، يعمل ما بداله، بس إبني مش هيخرج من بيتي تاني."
كريم ابتسم: "حاضر، هكلمه، اطلع شوف هتعرف تحميه ولا هتنادي؟
مؤمن وهو طالع اتصل بسيف: "صياد قلبي."
سيف ابتسم: "يااااااه، كفارة يا راجل، والله وحشتني، إينو عامل إيه؟ بخير وفي حضنك؟"
مؤمن ابتسم: "بخير وفي حضني، المهم أشكر مراتك لحد ما نشكرها كلنا بشكل شخصي، واعذرني لو شغلتكم الأيام اللي فاتت دي و..."
قاطعه سيف: "حلمك حلمك شوية، حمدالله على سلامة إبنك والباقي كله سهل وبسيط. أنا مسافر النهاردة أنا وسبيدو، شبه عرفت مكان فادي وهروح له."
مؤمن باهتمام: "طيب، حلو أوي، آجي معاك؟"
سيف: "لا، إبنك لسه راجع، خليك معاه، هو محتاجك وأنا معاكم بالفون. نتقابل ونتكلم بعدين، سلام."
سيف اتصل بهمس اللي ردت بسرعة: "إنت فين؟"
سيف باستغراب: "في الشركة، أكيد هكون فين؟"
همس: "في مكتبك يعني ولا في اجتماع ولا إيه؟"
سيف استغرب وبص تلقائيا للباب: "في مكتبي يا همس و..."
الباب اتفتح ولقاها قدامه، فابتسم وقفل الموبايل وحطه على المكتب: "تعالي."
دخلت وقفلت الباب، قربت منه وهو سند على مكتبه وراه، مد إيديه لها فدفنت نفسها بين إيديه وغمضت عينيها: "إنت بجد هتسافر ولا بتقول كده بس؟"
واخدها في حضنه: "آه، بجد هسافر يومين أو ثلاثة، مش كتير يا همس، اطمئني."
رفعت إيديها وشبكتهم حوالين رقبته: "خدني معاك طالما يومين."
إيديه حوالين وسطها: "مذاكرتك يا همس وكليتك، إنتِ حاليًا مش حمل ثلاث أيام، غير إني مسافر شغل ومش هينفع أخدك معايا أصلًا، مش عارف ظروفي هناك هتكون إيه؟"
همس ضمته تاني: "مش هقدر، افهم بقى، ما ينفعش تسيبني وتطلع من البلد كلها."
بعدها شوية: "ما إنتِ بتسيبي البيت وتمشي، بتاخدي القرار ده إزاي هاه؟"
كشرت بغيظ: "سيف، بطل تهريج لو سمحت."
رفع إيديه لوشها: "هبطل تهريج، حاضر، هسافر يومين أو ثلاثة، هتقضيهم مذاكرة وتركيز وهتدعيلي في كل لحظة إن ربنا يوفقنا في سفريتنا دي، هيعدوا بسرعة كان بها، هيعدوا ببطء، هتستغلي البطء ده في المذاكرة. المهم صح، عملتي حملة على الفيس لإيان وأنا آخر من يعلم؟"
عينيها برقت: "يا لهوي، نسيت أكلم أمل أشوف عملت إيه؟"
جت تتحرك بس مسك دراعها منعها تبعد عن حضنه: "إيان رجع لحضن أبوه بفضل حملتك دي يا قمر."
اتنططت بفرحة: "بجد؟ بجد يا سيف؟ ياااه، يارب ما يحرمش أب من إبنه ولا إبن من أبوه، ياااه بجد كنت زعلانة أوي، سيف، بجد مبسوطة إنه رجع."
سيف ابتسم: "مؤمن كلمني، الحياة رجعت لصوته يا همس، كان ميت حرفيًا، الحمدلله إنه رجع لحضنه."
همس اتعلقت في رقبته: "الواحد بيموت حرفيًا من غير حبيبه ونصه التاني، إنت عايز تموتني وتبعدني عنك."
ضمها لحضنه: "بعد الشر عليكِ، بس بجد لو السفرية دي مش مهمة مكنتش فكرت فيها."
الباب خبط وبعدت عنه شوية، وسمح بالدخول. دخلت مريم: "هتشربوا أي حاجة؟"
سيف بص لهمس اللي نفت بحركة راسها وشكرها، وقبل ما تخرج: "ما تسمحيش لأي حد بالدخول مهما يكون، واقفلي الباب."
خرجت وقفلت الباب، وهو شدها تاني لحضنه وهيبوسها، فهي علقت وهي بتبص حواليها: "موضوع الكاميرات في المكاتب بقى حاجة تخوف."
ابتسم وشدها قدام مكتبه، فتح درج وراها جهاز صغير منور: "الجهاز ده بيوريني أماكن الكاميرات اللي هنا أو اللي في المبنى كله، والكاميرات اللي منورة أخضر دي الكاميرات اللي أنا حاططها. لو أي كاميرا غريبة هتنور أحمر وبيتم تعطيلها بشكل أوتوماتيك، فهنا أنا براقب شركتي كلها بس محدش يقدر يراقبني."
بصتله بشك: "بس ده معناه إن في كاميرا هنا بتصور حتى لو إنت اللي بتصور."
ابتسم يطمنها: "فيه فعلًا، بس كاميرا مكتبي مش مسموح لأي حد يشوف محتواها غيري. بس علشان أطمنك، هقفلها."
فتح اللاب اللي على مكتبه وقفل الكاميرا، وشغل جهاز: "وده شوشرة يعطل أي حاجة علشان تطمني بس."
مسكت الصورة اللي على مكتبه: "بحب الصورة دي أوي."
ابتسم: "عارف إنك بتحبيها، كان نفسي ساعتها أضمك لحضني بجد، مش مجرد صورة وإيحاء إنك في حضني."
ابتسمت وبصت لعينيه: "خدني في حضنك، مين مانعك؟"
ضمها لحضنه يشبع منها شوية قبل ما يضطر يبعد عنها كام يوم.
سيف قعدها على رجليه وشبكت إيديها حوالين رقبته، قرب منها بهدوء وبص في عينيها بابتسامة. همست بخجل: "هو ممكن حد يدخل علينا؟"
رد عليها مطمئنًا: "مريم مش هتدخل حد، اطمني
سيف قاعد على كرسيه وهمس قاعدة على رجليه مسترخية في حضنه لحد ما التقط أنفاسه: "همس، مالك؟"
ضمته أكتر ودفنت وشها في رقبته: "مفيش."
حاول يبعد وشها علشان يشوف عينيها، بس ضمته أكتر مش عايزة تبعد عن حضنه، فتكلم بتحذير: "على فكرة، ممكن حد يدخل وإنتِ قاعدة كده."
كشرت ورفعت وشها بصتله: "دلوقتي حد يدخل؟ ومن شوية؟ مكنش في حد هيدخل ليه؟"
رجعت مكانها تاني، فهو ضحك: "هو محدش هيدخل، بس..."
قاطعته: "عايزني أروح، صح؟ أخدت غرضك وعايزني أروح؟"
بصلها بذهول وردد بعدم تصديق: "أخدت غرضي؟ على أساس إني شاقطك من الشارع يا بنت؟إنتِ مراتي على فكرة."
ضمته بغيظ: "مش هروّح غير معاك، وهفضل متعلقة في رقبتك لحد ما تبقى رايح للمطار. عندك شغل، اعمله وأنا كده مش هتكلم."
ضحك وهو متخيل كل موظف يدخل وهي كمشانة في حضنه، دافنة وشها في رقبته ومستخبية بين إيديه.
بعد شعرها عن جنب وشها وباسها: "متخيلة الموظفين يدخلوا وإنتِ كده؟"
ضحكت: "واحدة مستخبية في حضن جوزها فيها إيه بقى."
ضحك زيها: "ماشي، بس الوضع اللي إنتِ قاعدة بيه هيخلي كل راجل يطلع من هنا....."
هي كملت: "يروح يدور على مراته، والشركة تفضى، ومش هتلاقي حد يشتغل، تقوم تقعد في البيت في حضني."
بصلها بذهول: "يا لهوي عليكِ! خربتي الشركة في لحظة؟"
الاتنين سمعوا صوت سبيدو، شكله بيحاول يدخل لأنه بينادي بصوت عالي: "صيااااااد!"
سيف شال همس وهي بتقفل زراير فستانها، فشاورلها: "ادخلي الحمام، ظبطي نفسك بسرعة."
جريت للحمام، وقبل ما تقفل الباب: "ظبط هدومك إنت!"
ابتسم وزعق بهزار: "اقفلي الباب إنتِ!
ظبط نفسه وقام للباب، وبعد ما ظبط شعره بإيديه وحس إن كل حاجة طبيعية، فتح الباب: "صوتك عالي ليه يا بني آدم إنت؟"
دخل سبيدو ومسكه من قميصه بس ساب فجأة، وبص حواليه مكشر وبص لمريم: "قولتي مراته معاه؟ مفيش حد هنا معاه."
مريم استغربت، وسيف دخل لجوه وسبيدو وراه، وفجأة وقف: "أوعى تكون مخبيها تحت المكتب؟"
سيف بصله بذهول وتهكم: "هخبي مراتي تحت المكتب ليه؟ هخاف حد يشوفها مثلًا؟ ولا إيه؟ هاه؟"
سبيدو بتريقة: "لو عايزني أطلع برا لحد ما تطلعها من تحت المكتب، هطلع؟"
سيف متنح: "يا إبني مفيش حد تحت المكتب، بطل هبل. المهم جاي ليه؟ تغيظ فيا؟"
سبيدو: "آه، جاي أغيظ فيك. سكرتيرتك مش عايزة تدخلني وتقولي مراته معاه؟ ولا واخدة أوامر ما تدخلنيش ولا إيه؟
قاطعه سيف بزهق: "في الحمام، مراتي في الحمام، وآه، قولتلها ما تدخلش أي حد مهما يكون. ارتحت خلاص؟"
سبيدو ضحك وبصله كله: "أنا جيت في وقت غير مناسب، نظرا لقميصك المفتوح وشكلك اللي مش ولابد، فنأسف للإزعاج، وهبقى أتصل قبل ما أقتحم حرمات المكاتب."
سيف ضربه في كتفه بغيظ بس ضحك معاه: "إنت فعلًا جاي تغيظني، صح؟"
سبيدو بيضحك: "والله أبدًا. عرفت إن إيان رجع؟"
سيف ابتسم: "آه عرفت، وكنت هكلمك، بس..."
قاطعه: "بس حضرت المدام فنسيت الدنيا باللي فيها، المهم..."
سيف باهتمام: "إيه المهم؟ حجزت التذاكر؟"
سبيدو مسك دراعه بتملك: "جوزني أختك، أبوس إيدك، قبل ما مصيبة تانية تحصل. إنتو ما تفصلوش مصيبة ورا مصيبة. جوزني ليها النهارده و..."
سيف زقه بعيد: "أجوزها لك النهارده؟ إنت أهبل ولا شكلك كده؟ امشي يا عم، اطلع بره."
سبيدو بغيظ: "مش هطلع بره، اتصل بأبوك، قوله سبيدو هيجي يكتب كتابه على آية الليلادي، وقبل ما نسافر، وأول ما نرجع إن شاء الله نعمل الفرح. سيف، اتصل بأبوك... ولا أقولك، اتصل بهوليا، هي اللي ممكن تجوزني آية النهارده."
سيف كان هيرد، بس همس طلعت من الحمام، فالاثنين بصوا لها وهي سلمت على سبيدو: "إزيك يا سبيدو؟"
ابتسم بمجاملة: "إزيك يا هندسة؟ النهاردة الكل بيتكلم عن إينو ورجوعه لأبوه بسببك، والله برافو عليكِ، عملتي اللي كلنا معرفناش نعمله."
بص لسيف: "إحنا لازم نهتم بالميديا أكتر من كده، مفعولها باتع."
اتحرك من جنب سيف وراح لهمس: "عايز مساعدتك بما إنك بتحليها وبتجيبي القاضية، اقنعيلي جوزك الغتيت ده و..."
قاطعته بتحذير: "هتغلط فيه، هتحل عليك لعنتي، فانتبه."
سيف ضحك وسبيدو رفع إيده بسرعة باستسلام: "سيف باشا الصياد، حلو كده؟"
ابتسمت: "آه، كمل، عايز إيه من سيف باشا؟"
سبيدو كمل: "أنا عايز من قلب الباشا اللي هو حضرتك (ابتسمت)، تقنع الباشا اللي هو حضرته إني أتجوز أخته النهارده."
همس كانت مبتسمة بس ابتسامتها اختفت: "تتجوز مين النهارده؟ وأي نهارده؟ هو لسه في النهارده؟"
سيف علق: "قوليله المتخلف ده؟"
سبيدو بص لهمس: "نكتب بس النهارده يا همس وبعدها ربنا يسهل بالباقي."
همس بتفكير: "ماهو أقوله حاجة مش داخلة دماغي. ازاي؟ اقنعني علشان أقنعه."
سبيدو: "يعني إنتِ شايفة العيلة دي ما بتخلصش مشاكلها؟ إنتِ استنيتي سنة بحالها، أنا مش عايز أستنى سنة. دول بيخرجوا من نقرة لنقرة ما بيفصلوش، ودلوقتي الحمدلله قضيتكم خلصت، إيان رجع، في استقرار لحظي نستغله."
همس بصت لسيف: "أقنعني، عنده وجهة نظر."
سبيدو: "قوليله الغتيت ده."
همس بتحذير: "أنا قلت إيه؟"
سبيدو لحق نفسه: "أقصد الباشا ده."
همس بصت لسيف اللي مستمتع بنقاشها، بس رجعت بصت لسبيدو: "على فكرة، إنت مش مشكلتك في سيف، أُبسلوتلي."
سبيدو باهتمام: "أمال مشكلتي في مين؟"
همس وهي بتبص حواليها كأنها هتقول سر: "في أمه."
سيف ضحك جامد وأكد: "في دي هي عندها حق."
همس كملت: "حماتي صعبة، ولو الكل وافق هي مش هتوافق أساسًا.
سبيدو بتفكير: "طيب بناءً على خبراتك أعمل إيه؟ انصحيني، ينوبك ثواب، نصيحة صغيرة تمنع بلاوي كبيرة."
همس ابتسمت: "إنت عليك بالراس الكبيرة."
سبيدو: "عز باشا؟"
همس بتصحيح: "أكبر... أمه."
سبيدو بهزار: "تاني أمه؟"
همس كشرت: "إنت هتهرج ولا عايز حل؟"
سبيدو بسرعة: "آسف، اتفضلي، قولي حضرتك، كلي آذان صاغية."
همس ابتسمت وقربت: "هوليا هي الوحيدة اللي بتقدر على سلوى، سيبك من سيف وسيبك من أبوه وروح لهوليا، دي نصيحتي."
همس اتفاجئت بسيف ماسكها من قفاها يشدها: "إنتِ قولتيله إيه دلوقتي؟ يسيبه من مين؟ إنتِ متخيلة إن هوليا ممكن تمشي كلامها عليا أو على أبويا؟"
همس بتشد إيده: "على فكرة، عيب أوي تمسك مرات سيف الصياد بالشكل ده! هقول لجوزي والله."
سبيدو أكد: "وأنا هشهد لصالحها قدام جوزها."
سيف ابتسم وسابها: "طيب، راعي جوزك ده، هاه."
همس مسكت دراعه بحب: "ماهو يا حبيبي، إنت موافق عليه، صح؟ فالعقبة حاليًا في..."
قاطعها: "لو قلتي أمه دي تاني، هعلقك."
قاطعت بمشاكسة: "هتعلقني فين؟"
سبيدو ابتسم ورجع خطوة لورى، وسيف سكت للحظة بعدها ابتسم: "هقولك في البيت بعدين، ما تغيريش الموضوع."
همس بأسف: "خلاص، مش هقول. المهم، عايزين نكتب كتابهم."
سيف بصلهم الاتنين: "النهارده لا يمكن بأي حال من الأحوال، بعد ما نرجع من السفر بإذن الله."
سبيدو اقترح: "طيب نكلم والدك."
الباب اتفتح ودخل عز: "سيف، هو بجد إيان رجع لأبوه؟"
سيف ابتسم: "آه، رجع."
دخل وحكوله التفاصيل اللي عرفوها وكان فخور بهمس، سبيدو بيشاورله يفتح الكلام لحد ما عز لاحظ: "هو في إيه؟"
سيف بص لسبيدو: "ما تتكلم، ماهو قدامك أهو، مش كنت عايزه؟"
سبيدو كشر: "يا واطي، بتبيعني؟"
عز بص للاتنين، وسيف عاند عليه، وسبيدو محرج من عز. همس لاحظت حركاتهم، فتكلمت: "بص يا عمي، سبيدو إبني كان..."
قاطعها سيف بتريقة: "سبيدو إبنك؟"
سبيدو ضربه في كتفه: "أنا موافق، اسكت إنت، اتفضلي يا أمي."
كلهم ضحكوا، وهمس كملت تمثيل الدور وبصت لسبيدو: "مش هنقول سبيدو بقى في الموقف الجاد ده، هنقول سعد، تمام؟"
سبيدو بتأكيد: "تمام، اتفضلي."
همس تقمصت الدور وبصت لعز: "إبني سعد كان حابب يطلب إيد كريمتكم آية الصياد، وحضرتك سيد العارفين الشباب وتهورهم، وكان عايز يتهور ويكتب عليها الليلة. فقولت إيه حضرتك؟"
عز بص لها بذهول، بعدها بص لإبنه: "هي بتتكلم بجد؟"
سيف بضحك: "هو حضرتك لازم تحدد الجد ده على أي جزئية في كلامها؟"
عز بجدية: "كله يا سيف، كتب كتاب إيه الليلة وأي ليلة أصلًا؟ إنتو مش قولتوا مسافرين علشان تقابلوا نايف وزايد بخصوص الوكالة؟"
سيف رد بسرعة: "آه طبعًا، هو يقصد قبل السفر."
سبيدو بص لسيف باستغراب، معقول سيف مش معرف حد سبب سفرهم الحقيقي؟
عز بص للاتنين: "ليه؟ ما بعد ما تيجوا نقعد ونتكلم براحتنا."
سبيدو انتبه لعز: "يا عمي، هو كل الحكاية إن كتر المشاكل دي بتخلي الواحد عايز يغتنم كل لحظة يقدر يفرحها."
عز ربت على كتفه: "هتفرح إن شاء الله، تيجوا من السفر ونتكلم واللي ربنا رايده هيكون. هسيبكم أنا."
سيف وقفه: "حضرتك مروح؟"
عز أكد: "آه، عايز حاجة؟"
همس مسكت دراعه تمنعه، بس ابتسم بأسف: "تاخد همس معاك؟"
عز بص لها: "يلا يا همس، حصليني على مكتبي."
همس بصت لسيف بغيظ، وقبل ما تتكلم، سبيدو علق: "هشوف بدر وارجعلك، كنت عايزه في حاجة؟"
تابعوه لحد ما خرج، فهمس اتكلمت: "خليني معاك."
سيف مسك وشها: "روح قلبي، مش هينفع، محتاج أرتب شوية حاجات هنا قبل ما أمشي. ساعتين بإذن الله وهجيلك. روحي ارتاحيهم، تمام؟"
حسن اتصل بخالد صاحبه وبشّره برجوع إيان، وخالد مكنش مصدق من الفرحة. نادى على فايزة بصوته كله وقالها: "إيان رجع."
اتصل بإبنه وبلغه، وبص لمراته: "تعالي نشوفه يلا."
فايزة طلعت تلبس بس عدت على نور بنتها: "إبنك رجع."
نور وقفت مصدومة: "بجد رجع؟ هو فين؟"
فايزة: "هنروح نشوفه عند أبوه."
نور بدأت تطلع هدومها: "هروح أجيبه."
فايزة مسكت دراعها: "تجيبي مين؟ انسي، إنتِ متخيلة مؤمن يديهولك تاني؟ تبقي بتحلمي."
نور زعقت: "عايزة أشوف إبني."
خالد كان طالع يغير هدومه وسمعها، فدخل عندهم: "إبنك اللي رجعته أمل، اللي إنتِ مش طايقاها،  وكنتِ عوزة تخطفي إبنها دورت عليه لحد ما رجعته لحضنه، لأنها اعتبرته إبنها."
نور صرخت: "دي علشان تستعطف القلوب وتكسبهم في صفها، حرباية."
خالد ضرب كف بكف: "حرباية علشان رجعت إبنك؟ يلا يا فايزة، يا همشي من غيرك."
فايزة قبل ما تخرج: "هتيجي معانا وتشوفي إبنك، أهلُا بيكِ، مش هتيجي، خليكِ هنا."
سابتها ونزلت، وهي بعد تفكير قامت تلبس علشان تشوف إبنها، وبعدين تفكر الخطوة الجاية إيه.
سبيدو دخل لبدر، سلم عليه وطمنه على موضوع إيان، بعدها علق بهزار: "كنت عايز استشارتك في حاجة خاصة يا بدر."
بدر ابتسم: "طبعًا، اتفضل على طول."
سبيدو وضح: "الأول دي حاجة خارجة عن شغل المصنع وسيف، يعني حاجة خاصة بيا أنا."
بدر: "قول على طول يا سبيدو من غير مقدمات كتير."
سبيدو قام من مكانه، حط فلاشة في كمبيوتر بدر واستأذنه يشغلها: "شوف يا سيدي، الملف ده فيه حاجات تخص المعرض. أنا واخد توكيل العربيات دي، فعايزك، معلش، تتعب وتقولي الأفضل. أجيبها كلها قطع غيار هنا وأصنعها هنا ودي تكلفة الموضوع، ولا أجيبها جاهزة وأريح دماغي؟ الملف فيه كل التفاصيل. اللي عندي عايزين يطبقوا المثل بتاع شرا العبد ولا تربيته، وأنا صراحة من أنصار تربيته، لأني لما بربيه ببقى مالكه. المهم، تقدر تفيدني بموضوع دراسة الجدوى والحركات بتاعتكم دي؟"
بدر سمعه بتركيز واهتمام، بعدها علق بابتسامة: "طبعًا، إنت مش منتظر رد مني دلوقتي؟"
سبيدو اتعدل، وبعد خطوة عن مكتبه: "لا، لا طبعًا، خد وقتك. أصل كده كده أنا مسافر مع سيف النهاردة."
بدر مط شفايفه: "آه عارف، مع إني ضد سفركم ده. أنتم هنا على أرضكم، مركز قوتكم، لكن هناك محدش عارف إيه ممكن يحصل."
سبيدو مكنش عارف بدر يعرف إيه بالضبط، فمحبش يوضح أي حاجة: "يا عم رب هنا رب هناك، سيبها على الله."
بدر بجدية: "لا بجد يا سبيدو. سيف هو عمود عيلته، وجوده مهم للكيان ده كله. مخاطرته بنفسه أنا ضدها قلبًا وقالبًا، إنكم تروحوا وكر الأفاعي علشان تعرفوا الأفعى الكبيرة؟ أنا ضد ده."
سبيدو ربت على كتفه وحب يطمنه: "عارف مكانة سيف هنا، بس ما تقلقش. عندي اللي يساعدنا وهعرف أأمنه هناك زي هنا بالظبط."
بدر بشك: "قصدك من خلال الدارك ويب؟"
سبيدو ابتسم: "يعني. المهم، العبد لله عنده رجالته في كل حتة في العالم، فاطمن. هرجع لسيف وإنت براحتك في الملفات دي، ولو احتجت أي حاجة..." كتب رقم على ورقة من على مكتبه: "ده رقم المساعد بتاعي، وهسيبله أوامر يجاوبك في أي تفاصيل، تمام؟"
ساب بدر وخرج، ويدوب خطوتين قابل آية كانت رايحة مكتب أخوها، بس وقفت قصاده: "إنت بجد مسافر مع سيف؟ ليه؟ هتعملوا إيه بالظبط؟ قصة وكلاء الشركة دي مش داخلة دماغي، فقولي ليه؟"
سبيدو رجع خطوة لورا: "بِتّ إنتِ بتقرريني ولا إيه؟ لا لسه بدري عليكِ تعملي الخطوة دي. عندك أخوكِ، تدخلي زي الشاطرة تسأليه، مش تمسكي فيّ أنا."
آية قربت منه وبصت في عينيه: "أخويا مش هيقولي، بس إنت المفروض إنك..." ترددت قبل ما تقولها، فسألها: "إني إيه؟"
ابتسمت بحرج: "إنك حبيبي."
عينيهم اتقابلت في نظرة طويلة، وهي كملت: "المفروض تقولي إنتو رايحين ليه؟ بعدين أنا خايفة عليك، أقصد عليكم إنتو الاتنين. طمني علشان خاطري، سبيدو، مسافرين ليه بجد؟"
سبيدو جواه إحساس غريب لأول مرة يعيشه بجد: "المفروض إني أضعف وأجاوبك، صح؟"
بيكلمها بهمس، وهي ردت بنفس الطريقة: "آه، مش هتضعف؟"
سبيدو جواه حاجات كتير عايز يقولها، بس مرة واحدة رجع لورا بهزار: "هضعف يا حيلتها، بس لا، اسألي أخوكِ برضه."
كشرت بتمثيل: "رخم. المهم تجيب أخويا وترجع بسرعة، مفهوم ولا دي كمان صعبة؟"
ابتسم وشاور على عينيه: "ده من عيني."
بادلته ابتسامته: "دراعك أخباره إيه؟ لسه بيوجعك؟"
أول مرة يحس بحد خايف عليه وبيهتم بيه: "تصدقي إني نسيته أصلًا؟ المهم، كويس. شكله بشع، بس كويس."
ابتسمت بتعاطف: "هيخف إن شاء الله. سبيدو، بجد حاول ما تتأخرش في سفريتك دي."
قرب خطوة منها: "ليه؟"
بصت له بحب واضح: "علشان... يعني أقصد إني..."
سكتت، فهو كمل عنها: "حاولت بس ما نفعش."
استغربت: "حاولت إيه؟"
اتنهد: "أخد خطوة جدية، بس المشكلة بتاعت الجامعة، فقولت بعدها. اختفى إيان، فقولت نلاقيه وبعدها. النهاردة رجع إيان، طلع السفر. بس قولت لأخوكِ نكتب النهاردة، بس رفض."
آية كانت بتسمعه مبتسمة، بس أول ما قال "نكتب" برقت عينيها: "نكتب إيه؟ والنهاردة إيه؟ إنت بتهزر؟"
كشر بغيظ: "نكتب إيه؟ إنتِ اللي بتقولي نكتب إيه؟ نكتب ABC؟ قال نكتب إيه، قال. على العموم، يا أختي، أبوكِ وأخوكِ رفضوا."
آية بجدية: "إنت بتتكلم بجد ولا بتهزر؟"
سبيدو استغرب: "واهزر ليه في حاجة زي دي؟ ادخلي حتى اسألي أخوكِ البارد."
هنا سمعوا صوت وراهم: "أنا قولتلك إيه؟"

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا