رواية انيسي الابدي من الفصل الاول للاخير بقلم امل صالح

رواية انيسي الابدي من الفصل الاول للاخير بقلم امل صالح

رواية انيسي الابدي من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة امل صالح رواية انيسي الابدي من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية انيسي الابدي من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انيسي الابدي من الفصل الاول للاخير
رواية انيسي الابدي من الفصل الاول للاخير بقلم امل صالح

رواية انيسي الابدي من الفصل الاول للاخير

- أنتِ لا تمتِ بصلة للحريم اللي الواحد بيشوفهم، أنتِ دا أخرِك فعلًا.
صوتها عِلىٰ - قصدَك إيه بِدا أخري يا هادي؟!
- قصدي إن أنتِ أخرِك تقعدي في البيت ولا ليكِ ستين لازمة يا مريم..
من وراهم دخل راجل مُسن، قفل الباب وقرب منهم وبحدة قال - في إيه؟ صوتكم طالع برة البيت كدا ليه!
محدش فيهم لَفِلُه، هادي كان مستمر في كلامه - عايزة تقضي وقتِك كله في البيت وخلاص، دا حاجة قرف والله.
- هادي!!!
قالها الراجل الكبير، بعيون واسعة مُحذرة ليه؛ لأنه كان تخطى حدوده في الكلام.
لَف هادي بصله بعصبية بادية على وشه فاتكلم الراجل وهو لازال محتفظ بالجدية والحِدّة في عيونه ونبرة صوته - امشي اطلع برة دلوقتي، فوق كدا وشوف أنت بتقول إيه ولما تلاقي نفسك صاحي إبقى تعالَى.
رد هادي وهو بيفتح الباب وأثناء خروجه - وماله!
خرج هادي والراجل لَف لمريم اللي كانت بتبص للاشيء قدامها بشرود، الدموع في عينها رافضة نزولها بكبرياء.
- مريم يابنتي...
رفعت راسها مع ندائه ليها، اخدت نفس طويل وردت عليه ببسمة صغيرة - نعم يا عمو.
طبطب على كتفها - حقِك عليا، أنا آسف ليكِ عن قلة أدبه، حقِك على رأسي كمان مرة متزعليش.
- لأ هزعل ليه!
ردت بشيء من السخرية الممزوجة بالألم، كملت ببسمة أوسع من الأولى - عايزة بس حضرتَك تعرفه لما يجي إني عند ماما....
قاطع كلامها بسرعة بإستنكار - لأ والله ما يحصل، والله ما أنتِ طالعة من بيتِك، هو اللي مش هيبات فيها النهاردة غير لما يظبط نفسه..
اخد نفس وكمل بكلام موزون - أنا يا مريم مش عايز أعرف سبب الخناق ولا حصل إيه قبل ما أنا اجي، ومن غير ما أعرف أنا بقولك أهو ابني اللي غلطان والغلط راكبه من ساسه لراسه، واللي حصل من شوية دا محدش هيعرف بيه غيرنا إحنا التلاتة، ملوش لزوم حد تاني يعرف والموضوع يكبر..
سكت للحظة حط إيده فيها على كتفها - وأنا زي ما قولتلك ابني غلطان بقولك ابني ساعة ساعتين بالكتير وهتلاقيه راجع ندمان على اللي قاله، وساهتهل يا ستِ عاقبيه وعرفيه قيمتِك بس بطريقتِك، ما تكبريش الموضوع على سبب بسيط زي دا يابنتي وتخربي بيتِك!
رددت من بعده بإستنكار - سبب بسيط! دا مش سبب بسيط أبدًا، دا غِلط فيا.
ضحك - والله سبب بسيط، يابنتي أنتوا لسة مكملتوش حاجة، ولسة هتشوفوا حاجات ياما سوا، سيبي المرواح عند ماما لحاجة كبيرة شوية!
وختم كلامه بضحكة تانية، ربَّعت مريم إيدها بتذمر على ضحكه وهو طبطب على كتفها للمرة التالتة على التوالي - يلا، يلا اطلعي معززة مكرمة تقفلي الباب عليكِ وتعيشي النهاردة ملكة، وهو يشوفله خرابة بقى يبات فيها بقى.
- عشان خاطرَك أنت بس يا عمو فكري.
- تسلمي يا غالية يا بنت الأصول.
سابها تطلع..
كان باين إنها مرضية ومش زعلانة ظاهريًا..
ولكن تلاشى تصنعها بمجرد ما قفلت باب الشقة.
وقفت وراه وغمضت عينها..
سمحت لعيونها تنزل اللي حسبته جواه كل الفترة دي، لأول مرة يغلط فيها هادي كدا! لأول مرة يكلمها بالأسلوب دا أصلًا!
صدمها برد فعله، مش دا هادي اللي هي عرفاه!!
وبرة كان قاعد هادي على طرابيزة لوحده في كافيه موجود في المدينة، قدامه كوباية قهوة تلجت وهي مستنياه يحن عليها ويشربها! 
كان ساند على الكرسي وضهره لورا، بيسترجع اللي حصل في عقله مرة تانية.. 
راح عشان يشاورها في إنهم يخرجوا سوا النهاردة ولكنه قابل طلبه بالرفض! للمرة التالتة على مدار الأسبوع رافضة الخروج ومتبتة في قعدة البيت! وبدون سبب واضح!! 
وسط ما هو بيتذكر افتكر الجملتين الأسوء من بعض اللي قالهم؛ "أنتِ لا تمتِ بصلة للحريم اللي الواحد بيشوفهم، أنتِ دا أخرِك فعلًا" "أنتِ أخرِك تقعدي في البيت ولا ليكِ ستين لازمة يا مريم".
عينه وسعت.. 
ودلوقتي بس حس بحجم المصيبة اللي عملها.
سند على الطرابيزة قدامه ومسك رأسه بقوة، بيحاول يعصر دماغه عشان يلاقي حل بس مفيش.! 
وقف بعد ما حط الحساب على الطرابيزة، ركب العربية وفي دماغه بيدور حوار بينه وبين نفسه... 
"أنا هروح أكلمها وهي مريم بتحبني هتتفهم إني كنت متعصب". 
"بس هو أنت اتعصبت ليه أصلًا يا هادي؟ هي عملت ايه يستعدي عصبيتَك؟؟ دانت مفكرتش حتى تسألها لو تعبانة!!" 
حرك رأسه بنفي وهو مقتنع بفكرته الأولى إنها هتسامحه بمجرد ما تفهم إنه كان متعصب ولحظة شيطان زي ما بيقولوا. 
وصل قصاد العمارة اللي بتجمع ما بين بيته وبيت أبوه وأمه ودور فاضي فوق قبل السطح، دخل من بوابة البيت بعد نفس طويل. 
- خُد رايح فين؟
لَف للصوت اللي جه من وراه، كان فكري أبوه اللي قرب منه بملامح حادة - فاكر نفسك رايح فين بعد اللي عملته النهاردة؟؟ فاكرها سداح مداح كدا؟؟ 
- إيه يا حج في إيه؟!! طالع بيتي وهعتذر لمراتي والأمور هتعدي. 
- لأ مش هتعدي، ومِدّ اطلع برة البيت، ملكش قعاد فيه النهاردة ولا حتى بكرة، لما تتعلم تحترم بنات الناس ابقى تعالى.... 
يتبع...ෆ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- طالع بيتي وهعتذر لمراتي والأمور هتعدي. 
- لأ مش هتعدي، ومِدّ اطلع برة البيت، ملكش قعاد فيه النهاردة ولا حتى بكرة، لما تتعلم تحترم بنات الناس ابقى تعالى.
هادي ملامحه انكمشت بإستغراب، لَف بكامل جسده لأبوه واتكلم - يعني إيه يعني مش بايت في بيتي؟!!
- اللي سمعته، وكلمة كمان بدل ما هما يومين هيبقوا أسبوعين.
- بـ....
- شهرين لو حبيت!
اخد نفس طويل وبصله وهو بيجز على سنانه بكبت لغضبه وهو متأكد إن أبوه مش بيهزر وإنه بيتكلم جَد ١٠٠ في الـ ١٠٠، طلّع النفس اللي اخده واتكلم ببسمة - طب أطلع اجيب مفتاح العربية و...
قاطعه فكري وهو رافع حاجبه وإيده في جيب جلبيته - ولا سنتي واحد لفوق، هتنزل تشوفلَك مطرح يلمك اليومين دول ولما ترجع تبقى هي تقرر.
ضغط هادي على شفايفه بعنف وهو بينزل، ناداه فكري وهو عند الباب - هادي..
لَفِلُه فكمِّل وهو بيشاور بعينه لفوق - اللي فوق دي هانم، وتعاملها على الأساس دا.
- ما أنا كُنت جاي عـ...
- ششش، شِد الباب في إيدَك عشان الفيران.
خرج هادي وفكري دخل البيت تاني، وفوق كان الحوار مسموع لمريم شوية، فرحت بدفاع فكري وكلامه عنها ولكن حُزنها وزعلها من هادي زي ما هو.
تاني يوم الصبح، كانت قضت الليل كله بتفكر بحيرة، تكلم أخوها وتعرفه اللي حصل ونروح تقعد في بيت أهلها زي ما قررت من الأول، ولا تسمع كلام حماها؟؟
الباب خبط وانتشلها من دوامة الأفكار دي، فتحت الباب وكان فكري اللي ابتسملها - صباح الجمال على عيونِك الجُمَال!
ابتسمت وهي بتفتح الباب ليه عشان يدخل - اتفضل يا عمو.
دخل - عاملة ايه؟
- الحمد لله بخير..
قعد - يارب دايمًا يا بنتي، خُشي يلا بسرعة اجهزي.
بصتله بإستغراب - اجهز؟ أجهز ليه؟؟
- ما تجهزي وخلاص! هخطفِك أنا؟
ابتسمت باحراج - لأ العفو مش قصدي والله، أنا بس حابة أعرف لو في حاجة.
ابتسم - لأ ياستِ ما تقلقيش، خُشي بقى!!
سابته ودخلت بحيرة وهي مش فاهمة سبب طلبه، ورجعت بعدها بضيافة قبل ما تدخل تاني عشان تبدل هدومها، دقايق وخرجتله فوقف - يلا.
مِشىٰ وهي وراه.. 
نزلوا الشارع يتمشوا سوا..
جابلها كيس مليان حلويات وكوباية عصير قصب..
كانت بتاخد منه بإبتسامة وشُكر وهي مش فاهمة، وكان استغرابها واضح على ملامح وشها.
- هو أنا كل ما أديكِ حاجة تبصيلي كدا؟؟ على فكرة الفُسح مش للحبيب والحبيبة بس، استني تعالي الإيشاربات دي حلوة أوي!
وقف قصاد الفرش اللي في الشارع، طُرح وشرابات وتِوَك أطفال، فرش شكله مُبهج.
- خُدي الطوق دا شكله حلو.
- ملوش لزوم يا عمو، أنا أصلًا مـ....
- خدي بس!
بعد شوية، كانوا راجعين البيت..
- مش عايزِك تكوني زعلانة يا مريم، زعلِك غالي علينا يابنتي.
- والله يا عمو مقدرش أكون زعلانة بعد اللي حضرتك عملته دا، شكرًا على الحاجات الحلوة دي..
قالتها وهي بترفع الأكياس فوق، طبطب على كتفها - الشكر لله، أهم حاجة متكونيش زعلانة بس، وزي ما قولت لك هادي يرجع بس وسَويه على نار هادية كدا عشان يعرف ان الله حق.
قال الأخيرة وضحك فضحكت معاه..
طلعوا الاتنين..
فكري دخل البيت تحت وهي كملت لفوق، وكانت في المشوار دا قررت خلاص هتعمل إيه، وكأن ربنا بعتلها فكري في وقت تفكيرها دا عشان يقولها تعمل إيه.
فتحت باب الشقة بإيدها الفاضية ودخلت..
مَشَّت إيدها على الحيطة عشان توصل لمفتاح النور.
فتحته ولفت..
عينها وسعت بصدمة لما شافته ..... هادي!!!!
يتبع....ᰔ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- أنت دخلت إزاي؟ مش عمو حالف عليك ما تدخل البيت ليومين.
- لأ هو ماحلفش.
- أنت هتهزر ؟!! اطلع يا هادي وبات مطرح ما كنت بايت إمبارح يا إما والله أنزل انده لعمو فكري.
رفع شِفته - دا بيتي يا حبيبتي ووقت ما أحب أدخل ووقت ما أحب برضو اخرج.
- هو كدا الكلام يعني؟
رفع حاجبه بثقة - آه كدا.
هزت راسها وحطت الحاجات في إيدها على الطرابيزة ورجعت وقفت عند الباب، وعلى غفلة فتحت الباب وندهت - يا عمو فكـ...
عينه وسعت بسبب تنفيذها لتهديدها، بسرعة شدها لجوة وقفل الباب - يلهوي! تعالي بس بتعملي إيه؟!!
- إيه؟ مش أنت مش فارق معاك حد؟؟
- لأ لأ عيب ماتقوليش كدا، دا الحج برضو.
اخدت مريم نفس طويل وبجدية قالت - تمام يا هادي، البيت بيتك فعلًا فَخُد راحتَك..
ابتسم وكان على وشك الكلام فكملت هي - بس ملكش دعوة بيا، اعتبرني شفافة وكذلك أنت بالنسبة ليا.
اتحركت ناحية الأوضة وهو وراها - يعني إيه يعني الكلام دا؟ أنا كـ...
قطع كلامه مع قفلها للباب بقوة في وشه، كوّر قبضة إيده بعصبية مكبوتة، لَف عشان يمشي فسمع الباب بيتفتح فرجع بص بأمل وبسرغة قال - آسف عن كلامي اللي قولته بتهور، مكنش ينفع أبدًا أقوله..
اخدت الأكياس اللي جابهم ليها فكري ورجعت اتحركت ناحية الأوضة، وللمرة التانية على التوالي قفلت الباب في وشه.
- يا مريم!
- هنام لو سمحت.
اتنهد - عايز آخد هدوم طيب عشان أغير لبسي!
- اتصرف يا هادي يا حبيبي، اتصرف.
قعدت فوق السرير بعد ما بدلت هدومها، جنبها الحلويات، قصادها شاشة التلفزيون و متغطية، وهو برة بيعيش نتيجة غلطته.
ما بين كل فترة بتسمع دوشة من المطبخ، بيحاول يشبع جوعه اللي اعتادت هي تشبعه، لربما يعرف فيمتها!
- يا مريم.
- نعم!
- مش لاقي الزيت يا مريم!!
مسكت شوية فشار في إيدها وباستمتاع للوضع اللي فيه ردت - في المطبخ من فوق.
- طب وقشّارة البطاطس؟
- في الحوض، اغسلها بقى معلش.
مِشىٰ وهي رجعت تتفرج، مفيش ربع ساعة وكان واقف قدام الباب، بيبص بحيرة للي في إيده - بقولك يا مريم.
اتنهدت بملل - يا نعم!!
رفع اللي في إيده لفوق - هي المعلقة ساحت في الزيت ليه؟
عينها وسعت - نعم!
قفل عينه بنسبة خمسين في الـ١٠٠ وهو بيخمن بكل ذكاء - يمكن الزيت إتأدح؟؟
- أنت قلبت بإيه؟؟
- مش عارف!
تأفأفت بعصبية - يا ربنا!!!
ابتسم من ورا الباب ببلاهة - خلاص خلاص خلاص هتصرف. 
مِشىٰ وهي قفلت وقررت تنام؛ يمكن تخلص منه!
رتبت السرير وهيئت نفسها للنوم في حين ما كان هو بياكل ساندوتش البطاطس برة وبيكلم نفسه - مهو أنت اللي قليت أدبَك الأول يا حِدق، خُد بقى وأنت مكتوم.
حرك مناخيره بإستغراب للريحة، نفى براسه - لأ لأ أنا قفلت البوتاجاز.
ورجع ياكل..
دقايق ورجع يُقف عندها، خبط بخفة على الباب وكأن طفل صغير بيخبط - مـ ... مريم.
مردتش..
- الطاسة التيڨال يا مريم.
فتحت عينها على وسعها..
- نسيت اطفي النار والله.
اتعدلت..
- فكرت إني طـ...
مالحقش يكمل بسبب فتحها للباب بعنف..
أصبح الأمر كما لو أنهما في فيلم رعب.. 
والآن هادي بإنتظار نيل حتفه!!
يتبع....ᰔ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- كل الزعيق دا عشان طاسة؟!! أنا لو كنت جيت قولتلك إني عملت حادثـ.ـة مكنتيش هتعملي كدا!
- أرحم! أنت دي بكام ولا جَت إزاي؟!
- متأڨوريش!
اخدت نفس واتكلمت وهي قافلة عينها بتحاول تتمالك اعصابها - هادي، اخفى من وشي حالًا.
- لأ لأ لأ ماسمحلكيش! في زوجة قمورة زيك تقول لـ...
مكملش كلامه بسبب مشيها من قدامه ودخولها الأوضة مرة تانية، اخد نفسه بيأس ودخل أوضة الأطفال وهو بيكلم نفسه - اتفضل يا سي هادي، هتنام من غير ما تغير هدومك ولا حتى تتعشى!
رمى بنفسه فوق سرير من السراير وهو مستمر - ومش كدا وبس، بوشكاش محفوظ بيضحي، ابوك مراتَك مش راضيين عنَك، يا حلاوة!
رفع رأسه وبص لرجله اللي طالعة عن السرير بسبب طوله - وايه دا كمان؟؟
رجع رأسه تاني - هي جَت على النومة اللي عايزة اتهنى بيها، دا عقاب من الله دا.
وغمض عينيه في محاولة بائسة إنه ينام، وفي البيت عند فكري تحت، كان سامع صوتهم..
رفع كوباية الشاي جنبه وشرب منها شوية وحطها جنبه..
ضحك عليهم وهو بيرفع صوت الراديو جنبه، صوت العندليب بيقول "بحياتِك يا ولدي امرأة ... عيناها سبحان المعبود...♡゙
في اليوم التاني، نايمة مريم في راحة لم تشعر بها لمدة!
في الاوضة التانية، كان بيتقلب على الفراش بصعوبة؛ لصغر طوله وعرضه..
فتح عينه على إضاءة الشمس اللي مَلت المكان فاتعدل وهو حاسس بألم في جميع أنحاء جسمه، مسك تلفونه وهو بيتكلم - آآآه، يا عضمك يا رضا.
عينه وقعت على الوقت فوسعت بتلقائية، انتفض من مكانه بسرعة وخرج من الأوضة بينادي بصوت عالي - مريم، يا مريم!!
كان بيلف حوالين نفسه بعصبية، اتأخر على الشغل! وهي ماصحتوش!!
فتحت الباب بتتاوب بنعاس، دخل الأوضة بسرعة - ماهانش عليكِ تندهي عليا يا مريم؟ يعني ينفع يعني التأخير دا؟؟
ماردتش عليه، دخلت الحمام وخلال دقايق خرج هو بعد ما جهز لبسه، وقف قصاد باب الحمام - مريم. 
- نعم.
- مش لاقي القميص الكحلي. 
- ماتغسلش. 
- ماتهزريش!
- والله لسة في الغسالة. 
ضرب برجله في الأرض بغضب مكبوت ودخل الأوضة تاني، دقايق وخرج تاني.. 
- يلا يا مريم. 
- عايز إيه؟؟
- عايز اعمل زي الناس! متأخر وأنتِ عارفة اخلصي!
- لو تتعلم تحترمني!!
- لو تخرجي وتخليني أخش! يااااه
- لو سمحت امشي من قدام الحمام لما أطلع ابقى خُش.
- لأ ماهو مش هينفع تطولي عن كدا، يلا!!!
نفخت بضيق وبعد دقيقة كانت طلعت، دخلت المطبخ وبدأت تجهز الفطار لنفسها وهو شوية وكان خرج، دخل الأوضة جهز وخرج.
وقف على باب المطبخ - فين الأكل؟
بصتله بإستغراب مصطنع - أكل ايه؟؟
- الأكل يا مريم!!
- آآآآآه الأكل..
ابتسمت ببرود - معملتش غير لنفسي، تقدر تقف تشتري من اي حد وأنت ماشي....
جز على سنانه بعصبية، ابتسم بصعوبة وهو بيرد في محاولة لتلطيف الأجواء - مش مشكلة ياعيوني.
هزت راسها بنفس البسمة الباردة وهو لَف وخرج من البيت، نازل على السلم بيكلم نفسه - معملتش غير لنفسها، يارب أنا المرة الوحيدة اللي اغلط فيها يكون دا جزائي؟!! لا عشا ولا فطار ولا غدا، لأ ومتأخر على شغلي ومدير الخرابة متلككلي أصلًا!
- أنت بتعمل ايه هنا؟؟
- لأ مش وقته خالص، اجي بس ونتخانق للصبح يابا.
وخرج من بوابة البيت..
عدى اليوم على خير ورجع هو الساعة ٩ تقريبًا.
دخل البيت وطلع على فوق على طول مقرر إنه لازم النهاردة يصالحها، فتح الباب ودخل..
المكان ضلمة!
مريم مش موجودة في البيت!
نزل لفكري تحت.
- مريم فين، راحت في حتة ولا إيه؟؟
بصله فكري بنظرات معاتبة - مريم راحت عند أهلها يا هادي...
يتبع....ᰔ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- فين مراتَك؟ ماجبتهاش معاك ليه يا هادي؟!!
اتنهد وهو حاسس بثقل على قلبه قبل ما يجاوبه وهو بيدخل الشقة عنده - قالتلي أروح أخدها الصبح.
- وأنت داخل عندي ليه؟؟ اطلع شقتَك فوق.
رمى نفسه على كنبة من الموجودين في الصالة، سند دراعه على راسه ورد عليه - ماعرفش أبات في البيت وهي مش فيه يا بابا.
ورجع من جديد يتنهد..
فكري قعد على الكنبة اللي قصاده وقالت بنبرة لينة قصد بها تفهيمه قيمة مراته - عرفت مقامها دلوقتي يا هادي؟ عرفت انه مش عادي تقولها الكلام اللي قولته دا ولو حتى على سبيل الهزار؟
اتعدل هادي وسند بدراعه على رجله وقال بعيون واسعة - دانا من غيرها مش عارف أعيش روتين يومي العادي! حاجات بسيطة كنت فاكر إني من غيرها أقدر اعملها لكن محصلش!!
بص لفكري وقال بضيق من نفسه - واعتذرتلها، أعمل إيه تاني!
- مش الأكل ولا الشرب ولا غسيل الهدوم يعرفوك قيمة مراتَك يا هادي، دي مقامها أكبر من كدا بكتير! لو أنت شايف إنها غالية عشان بتنضف وتغسل وتظبط لبسك و و و و يبقى ملكش حق تروح ترجعها، تروح ترجعها وأنت حاطط في دماغك ان دي بنت الناس اللي استحملت فترة خطوبة طويلة عشانَك وعشان ماتضغطش عليك، ان دي اللي وقفت جنبك لحد ما بقيت اللي انت عليه دلوقتي..
- يا بابا أنا مش لاقي نفسي من غيرها! مش عشان غسيل أو أو أو، أنا رغم إننا كنا في نفس البيت والمكان الصبح حسيت كأن بينا بلاد!
اخد نفس قبل ما يكمل بعيون بتلمع - أنا بحبها عشان هي مريم، مش عشان واحدة اتجوزتها وخلاص.
ابتسم فكري - يبقى تروح بكرة تقولها الكلام دا، وعلى فكرة أنا واثق في مريم وواثق إنها مقالتش لحد من أهلها عن سبب روحتها ليهم، أنا عارف ان مريم عمرها ما تصغرني، هي بس عايزة تعرف قيمتها عندك. 
طلع هادي لقدام في قعدته - طب قولي اعمل ايه، أعمل إيه أكتر من الاعتذار.
- اعتذر أفعال عشان تنسى الكلام اللي اتقالها، وهي وهواها برضو.
- أنت معايا ولا معاها يا حج!
- وليك عين يا بجح يابو لسان طويل تسأل؟ طبعًا معاها!
- خلاص والله ماشي! المهم في اكل ولا أطلبلنا ٢ كشري؟
- مريم نزلتلي الغدا الصبح، منزلة ليا وليك، يكش تتكسف من نفسَك وتحس على دَمَك، قوم ... قوم إغرف يلا وتعالى.
اليوم التاني..
قام هادي من النجمة وبحماس غريب! وكأن النهاردة فرحه!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
- ها!! رايح؟؟
- أيوة، ربنا يحنن قلبها شوية عليا!
- ماشي ياخويا.
- ماتقول يارب يا بابا!! يلا سلام.
وخرج بسرعة وبدون ما يسمع رده!
مفيش ثانية وكان راجع تاني، وقف قصاده - إيه رايك في الأوتفيت؟؟
- ايه ياخويا الفتافيت ده؟؟
- الطقم يا بابا الطقم، حلو؟
- هادي يا حبيبي انت رايح ترجع مراتك مش تتقدم من جديد.
خرج مرة تانية والمرة دي ركب العربية وطلع بيها على بيت حماه ..
كانوا متجمعين بيفطروا ومشغولين في الأكل، إلا هي كانت عينها على الباب وعقلها بيفكر فيه، يترى هيخذلها ولا هيجي؟؟
- كُلي يا مريم!
انتبهت لمامتها - حاضر يا ماما.
- مش هتقولي برضو في إيه؟؟
بصت لباباها فكمل - مش داخل عليا خالص إنك جاية تقضي الليلة عندنا!
- هادي يجي دلوقتي وهتصدق إن مفيش حاجة.
قالتها بأمل إن الباب يخبط في اللحظة دي ويدخل عليهم ببسمة متأسف عن التأخير..
- افتحي يا كريمة..
عينها تعلقت بالباب،
دخل وفي ايده كيس متوسط الحجم،
ناوله لكريمة ودخل، 
وهي ابتسمت! 
- بدأتوا أكل من غيري! والله عيب.
♡>>>>>>>>>>>>>>>>
- مش يلا نرجع بيتنا بقى ولا ايه؟!
- ولو قولتِلَك مش عايزة؟
- هقولك عندها.
كانوا بيتكلموا في أوضة مريم بعد ما انتهوا من الفطار.
- ماتبصليش كدا، أنتِ فاكرة إن أنا هسيبك برة البيت يوم كمان؟ دانا من امبارح النوم مامَرِّش على عيني! ابات أنا برة ماشي أنتِ لأ.
كانت بتسمعه وهي مش عارفة تبتسم على كلامه ولا تكشر على دبشه في الكلام، لكن ولأجل الموقف اللي هي وخداه منه حافظت على ثباتها.
- هتموتي وتبتسمي أنا عارف..
بعدت وشه عنه فكمل بصوت اهدى وبجدية - وعارف انك بتحبيني وهتسامحيني.
اتنهدت وحست بخنقة - مش بالسهولة دي يا هادي، أنت زعلتني و صدمتني فيك جامد.
- أنا استاهل اكتر من كدا والله، عارف إني أول مرة اكلمك بالاسلوب دا بس أنا فعلًا يومها كنت متضايق، حبيت اخرج معاكِ يمكن افك لقيتِك زي كل مرة مش فاضية!
مسك ايدها وباسها قبل ما يقول - وآسف للمرة المليون، يمكن آسف مش هيمحي كلامي من راسك ولكن وعد مني ليكِ امحي ذكرى الكلام دا بكلام وأفعال تانية أحسن.
مردتش عليه وفضلت على وضعها باصة قدامها وساكتة، اخد هو نفس وقال - طب يارب كان يتشل لسانى قبل ما اقول اللي قولته ياستِ هه.
ومردتش.
عينه وسعت بدهشة - وكمان مش بتقولي بعد الشر عنك؟؟ للدرجة دي زعلانة؟؟
ضمها،
حس ببكائها المكتوم، 
مسح على راسها وهو بيتكلم - خلاص والله حقِك عليا يا مريم! آسف والله.
بعدها عنه ومسح وشها - أنا بكيت العيون السود الحلوة دي؟؟ أنا ازاي غبي ومش بفهم كدا؟؟
مسحت دموعها بايدها - مش عارفة!
سألها بصدمة مصطنعة - يعني أنتِ شايفة إني غبي يا مريم؟!
ضحكت فضحك ورجع يضمها ليه وهو بيكرر اعتذاره ليها للمرة الألفين وواحد..
وفي الخلفية صوت عبد الحليم بيقول، 
"وحشاني  عيونه السودة يابوي،
ومدوبنى الحنين يا عين."♡゙

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا