رواية ومضة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميرنا ناصر

رواية ومضة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميرنا ناصر

رواية ومضة الفصل الرابع عشر 14 هى رواية من كتابة ميرنا ناصر رواية ومضة الفصل الرابع عشر 14 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ومضة الفصل الرابع عشر 14 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ومضة الفصل الرابع عشر 14

رواية ومضة بقلم ميرنا ناصر

رواية ومضة الفصل الرابع عشر 14

جلست في حديقة القصر بعد المشادة الكلامية مع رائف، أشعر بثقل الأحداث والأعباء التي تحيط بي. كان النسيم العليل يحمل معه رائحة الأزهار، لكن قلبي كان مثقلًا بالحيرة والقلق.
بينما كنت غارقة في أفكاري، دخل إيمانويل إلى الحديقة، وبمجرد أن رآني، توجه نحوي بخطوات ثابتة. جلس بجانبي وقال بهدوء: "مولاتي، أعتذر على ما حدث. كل ما أردته هو مساعدتك."
نظرت إليه بعيني المليئتين بالدموع وقلت: "إيمانويل، لماذا يحدث كل هذا؟ لا أفهم شيئًا. لماذا يجب أن أتحمل كل هذه المسؤوليات؟"
أجابني بصوت مليء بالثقة: "مولاتي، قدرك هو أن تكوني قائدة لهذه المملكة. لديك القوة والحكمة لتوجيهنا جميعًا. لكن يجب أن تثقي بنفسك وتؤمني بقدراتك."
تنهدت وقلت: "أشعر بالضياع، إيمانويل. لا أريد أن أخيب ظن الجميع."
وضع إيمانويل يده على كتفي بلطف وقال: "نحن هنا لدعمك، مولاتي. لن تكوني وحدك أبدًا. معًا، سنواجه كل التحديات ونتغلب على كل الصعاب."
سألته بتردد: "ما تأثير الحركة التي فعلتها؟"
فأجاب بقلق: "هل مولاتي انزعجت من هذا؟"
أومأت برأسي وتحدثت: "كان عليك أن تخبرني... أن تخبرني قبل أن تفعل أي شيء. أعلم أنك ساحر ماهر، ولكن لأول وآخر مرة تستخدم هذا معي... مفهوم؟"
قال بضيق: "مفهوم."
سرحت وأنا أفكر في كل ما يجري حولي، ماذا أفعل وكيف يمكنني إدارة كل هذا؟ هل ما فعلته مع رائف كان خطأ أم صواب؟ تملكتني الحيرة، هل يجب أن أهرب؟ ولكن كيف أهرب وأنا ملكة هذه المملكة... وكل الناس هنا تثق بي وكانت تنتظرني.
كان الذهن مشوشًا والقلق يسيطر على قلبي. شعرت بثقل المسؤولية وجسامة الأعباء التي أُلقيت على عاتقي. كانت الأفكار تدور في رأسي كالدوامة، وكنت بحاجة إلى إيجاد طريقة للتعامل مع كل هذه التحديات.
بينما كنت غارقة في التفكير، شعرت بيد دافئة على كتفي. كان إيمانويل ينظر في حنان وقال: "ابحثي في جناحك يا مولاتي، يمكن أن يكون هناك طريق آخر غير فتح الجناح الخاص به. بالتأكيد هناك علامة، كما جئتِ هنا بعلامة، بالتأكيد هناك حل."
لمعت عيناي وابتسمت فجأة عندما تذكرت لوحة "ومضة". جريت من مكاني دون أن أعي أنني ملكة، دون الالتزام بالمراسم أو الطقوس والتقاليد. كنت آمل أن أجد شيئًا. دخلت قاعة الاجتماعات حافية القدمين، ودخلت ألهث لأجد رائف عيناه منتفختان من البكاء وواقفًا أمام اللوحة ويمسح عينيه.
صدمت من منظره وملامحه الباكية فسألته: "مالك يا رائف؟ واقف كده ليه؟"
رد رائف وصوته مبحوح: "رجعت علشانك وهمشي علشانك."
أجبته بابتسامة هادئة: ""وأول مرة مشيت علشاني؟"
اشتد غضبه ونظر إليّ: "ما خلاص بقا هو أي غلطة وخلاص.. لازم تعلقي المشنقة؟ دا ربنا بيسامح وبيغفر."."
نظرت إليه وعيناي تملأها الدموع:
"ربنا مش وعد.. أنا إنسانة من تراب. مش رحيم غفور ... إنسانة اتجرحت وقلبها وجعها سبتني والمملكه بتضيع وانا بغرق... تخيلت لو انا بغرق في بحر كنت هتاخد انت قارب النجاه وتمشي... سبتني في مكان معرفش فيه حد، المملكه بتـُ ـحتل  والناس واثقة فيا   "
رائف بغضب أشد: "لا ياست هانم، انت حد دخل  دماغك خلاص...  نتكلم على بلاطه زي ما بيقولوا إيمانويل دخل واتربع. "
رفعت صوتي بغضب أشد: "رائف، التزم حدودك، ايـه العبط والتخلف ده ؟"
ابتسم بخبث وقال: "الحقيقة بتوجع ، إيمانويل لطيف يا جلالتك وحنون خالص ."
تجمعت أبخرة الغيظ في صدري، فصرخت في وجهه: "رائف لو سمحت لحد هنا كفاية...انت مدرك اللي بتقوله بجد... أرجوك كفاية كلام عبثي ملهوش أي داعي.؟!"
رفع إحدى حاجبيه بابتسامة خبيثة والدموع تلمع في عينيه: "الغريب أن دور الاحترام لا يُمارس غير عليا . يا رائف، متعملش دا تاني... رائف إلتزم حدودك  لكن  ننام على كتف أحدهم، وأحدهم يضع ايده  على كتفك بسهولة دا عادي صح؟!..ومش بس كدا...."
قبل أن يكمل كلامه، صفعته صفعة قوية. دخلت أثينورا صارخة: "مولاتي..."
صرخت في أثينورا: "اخرجي من هنا... حتى لو كانت المملكة تحترق، لا تدخلي لتبلغيني، مفهوم؟"
خرجت أثينورا وهي في حالة اندهاش مني، تومئ برأسها في خوف وتغلق الباب خلفها.
نظرت إلى رائف بغضب شديد وقلت: "بقى أنت بتشكك في أخلاقي؟ أنت أكيد اتجننت وكان لازم حد يفوقك.. أنت هتمشي فعلًا من المملكة، بس مطرود ومشوفش وشك هنا نهائي."
رفع شعره بيده بعد أن أزالها من مكان الصفعة وقال: ": "أنا الرجل الثاني في المملكة ومش همشي يا وعد، مش ماشي. أنا جدي وأختي كانوا هنا، وليا حقوق هنا زي ما ليكي بالظبط. ولا أنتي عايزة تعيشي في العز لوحدك؟"
أجبته بانفعال: "أنت حقير وأجبن بني آدم رأيته."
صاح في وجهي وقام بكسر البلورة الموجودة على الطاولة البلورية الكبيرة التي تُقام عليها الاجتماعات وقال: "اخرسي... أنا بحبك بس طلعتي خاينة زيك زيهم... كلكم واحد... لولا إنك ست كان زماني مكسر القاعة على دماغك."
زاد الغضب في قلبي وتحولت من وعد الملكة المدللة إلى وعد الجزار التي كانت تهابها البلاد بأسرها. تحدثت بهدوء: "لا، كلمني كراجل لراجل بقى وشوف مين هينقذك من إيدي يا ابن ممتاز.."
قال باستخفاف: "تؤتؤ، برستيجك يا ماما قدام العريس... طب أنا شفت البني آدمه الشوارعية تربية الملاجيء، لكن هو ميعرفش الأصل يا ماما.."
وقفت مصدومة والدموع تجري كالأنهار من عيني، وجسمي يرتعش بانتفاضة، أحسست بقلبي يتفتت وأسمع أصوات تهشيمه. قلت بصوت مبحوح: "أنت سافل وحقير وزبالة."
فجاء نحوي وصفعني صفعة قوية كادت أن تخل بتوازني وتسقطني أرضًا. شعرت بحرارة الصفعة تلسع وجهي، وكأنها نار مشتعلة. مسحت دموعي ولملمت شعري، ثم أمسكته من رابطة عنقه وألقيته على الطاولة، فتتهشم تحت ثقله بالكامل. كان صوت تهشيم الطاولة يرن كأجراس الحرب في القصر، مما أضفى جوًا من الرهبة والتوتر. سمعت أصواتًا خارج القاعة، ولكن أثينورا كانت تمنعهم من الدخول، مما زاد من حدة الموقف.
فقام وأمسك بكرسي ليضربني به، ولكن سرعان ما تفاديته وأمسكته أنا وكسرته على رأسه. شعرت بقوة غير عادية تتدفق في عروقي، وكأنني أصبحت محاربة لا تُقهر. من بعدها سددت له لكمات قوية، كل لكمة كانت تعبر عن غضبي وإحساسي بالخيانةوالقهر 
. دخل إيمانويل مسرعًا مذهولًا مما رآه، وعيناه تتسعان من الصدمة، وقال بصوت مرتجف: "مولاتي... كفى، إنه يموت."
حاول إيمانويل إنقاذه، بينما جلست في ركن بعيد، أنهار من البكاء ووجهي عليه علامات صفعته الحقيرة لي. ظللت أبكي بشدة، أشعر بالعار من شخص كنت أظن أنني أحبه، أم أحببته فعلًا؟ دخل بعض الخدم وحملوه ليعرضوه على ميرافيريا الحكيمة. وإيمانويل واقفًا بعيدًا، مترددًا في الاقتراب مني، فهمس إلى أثينورا. كنت أتابعهم بطرف عيني، ثم وقفت لأخرج إلى جناحي الخاص. تحدثت بقوة مصطنعة: "أثينورا، ممنوع دخول أي شخص إلى جناحي حتى أنتِ، مفهوم؟"
فقالت في ذعر: "بالطبع يا جلالتك."
دخلت جناحي وانهرت في البكاء على الأرض كطفلة صغيرة جربت الألم لأول مرة . كنت أتلوى وأكتم صرخاتي ووجع قلبي بيدي. مرت الساعات ولا أدري كم بالتحديد. قمت وغسلت وجهي وحاولت أن أنام، لكن كلما أغمضت عيني، تذكرت صفعته القاسية وكلماته الجارحة. شعرت بالضعف والهوان، وكأنني فقدت جزءًا من نفسي.
دخلت الشرفة محاولةً أن يدفن الهواء أحاسيسي، ولكن هل يعالج ذلك الألم حقًا؟ وفجأة، ظهر ضوء قوي وومضات شديدة توجهت نحو عينيّ. نور غريب، وبعد أن دققت النظر ووقف النور، نظرت إلى مصدره فوجدت أن أصابع إيمانويل هي التي كانت توجهه نحو عيني.
غضبت وقلت: "ما هذا الهراء يا إيمانويل؟!"
تظاهر بالبراءة وقال بصوت مازح: "يا مولاتي، أردت أن أتحقق إذا كانت أصابعي تعمل أم لا... المهم، هل تسمح لي مولاتي بالنزول، أم أن إيمانويل الساحر العظيم سيصعد إليها؟"
وقفت متعصبة: "أنت مجنون؟"
قال بعدم فهم: "أنا ساحر ماهر ومتميز."
ابتسمت باستخفاف: "وكيف ستصعد يا ساحر يا ماهر يا متميز وأثينورا وضعت حراسة على باب الجناح؟"
فقال لي بهدوء وثقة: "هكذا."
فجأة، وجدته يحرك يديه ليصنع هالة بلورية يدخل وسطها، فتبدأ الهالة برفعه رويدًا رويدًا، وفي لحظة وجدته يقف بجانبي.
نظر إلي بثقة وقال: "مولاتي، تأكدتِ أنني ساحر عظيم."
نظرت إليه ببرود: "وبعد بقا في جو الخفافيش  ده ، ماذا تريد يا إيمانويل؟ لعله خير."
نظر إلي وتحدث بهدوء: "رحلة جلالتك."
نظرت إليه وأنا أزفر: "وجئت لتاخذ مني المصروف، يعني ما  تذهب في رحلة، هو  انا ولي أمرك... "
إيمانويل: "ماذا!؟... يا جلالتك، أريد أن أخذكي في رحلة معي."
نظرت إليه بضيق: "لا والله، ليس لدي وقت. انزل الآن كما صعدت، لأني سأدخل للنوم."
فقال بذكاء فائق : "لكن، مولاتي، يمكن أن تستكشفي خلال الرحلة ما تريدين."
فقلت بفرح وكأنني نسيت ما حدث: "أحلف... حقًا سأعرف شيئًا عن الجناح؟"
قال وهو يربع يديه: "أممم.. أفكر؟"
قلت بضيق: "ما هذا الأسلوب المصري؟!"
قال بمزاح: "كان جدك يفعل ذلك كثيرًا."
قلت بعجل: "أنا جاهزة."
فقال بقلق: "لا أريدك أن تتوتري، كل ما عليكِ يا مولاتي هو أن تغمضي عينيك وتأخذي نفسًا عميقًا."
فطبقت ما قاله لي، وفجأة فتحت عيني بدافع الفضول، فصرخت: "إيمــــــــانويــــــــــل!"

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا