رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والثلاثون 32 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والثلاثون 32 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والثلاثون 32 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والثلاثون 32

رواية سهم الهوي جاسر وتاج بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والثلاثون 32

في المزرعة بداخل غرفة تاج...تمددت على الفراش تُغمض عينيها لحظات ثم عادت
تفتحهما ببطء،  وشعور  بالوحدة يثقل صدرها... أدارت وجهها نحو الجهة الأخرى، كان الفراش خاليًا كـالأيام الماضية... ليالٍ قليلة فقط شاركها جاسر هذا الفراش، ثم عاد الغياب ليغلف لياليها من جديد، تاركًا وراءه صدى ذكريات قصيرة لكنها مشبعة بالحنين والأسئلة التي لا تجد لها جوابًا..
أغمضت عينيها محاولة دفع تلك الذكريات بعيدًا، لكن كأن عبق وجوده ما زال عالقًا بالوسادة... بقايا حضوره الذي كان قصيرًا، لكنه هز كيانها... نهضت من الفراش ببطء، سحبت مئزرًا  من على طرف المقعد وذهبت تقف خلف النافذة.. نظرت إلى مساحة المزرعة الممتدة أمامها،  سمعت صهيل الخيول التى تتحرك بحرية بداخل الأستطبل، بينما شعرت هي بأن روحها أسيرة لهذا الغياب.
تنهدت تسأل حالها:
ليه يا جاسر؟ ليه كل مرة نقرب، نبعد تاني.
همست لنفسها، وكأن السؤال سيلقى جوابًا من صدى الرياح.. تذكرت نظراته الأخيرة قبل أن يغادر، ذلك التردد في عينيه، وكأن شيئًا يثقل خطاه ويمنعه من البقاء...
أفاقها من شرودها
طرقات خفيفة على الباب قطعت أفكارها. التفتت لتجد نجوى تدلف الى الغرفه ببسمة حنون قائلة:
تاج... شكلك مش جايلك نوم، جبت لكِ كوباية لبن دافيه هتساعدك عالنوم براحه

ابتسمت تاج ابتسامة باهتة قائلة:
تسلمي يا دادا... مامي  مشيت ولا لسه.

اجابتها نجوي:
مشيت من شويه فراس إتصل وقال هيتأخر، وإنتِ بعد العشا قولتِ هنام وخليل بيه قال إنه مُرهق.

إبتسمت تاج، بينما تحدثت نجوي بحنان قائله:
تعالى إقعدي عالسرير، بلاش واققة على رجليكِ كتير، كمان حاسة إنك متغيرة كده، وجنات لاحظت كمان بس أنا قولت لها بيتهيألك، بس عشان عارفه إنها بتقلق جامد.

إبتسمت تاج  وذهبت تجلس على الفراش، أخذت كوب الحليب من يد نجوى، التى نظرت لها بأن تبوح.

تنهدت تاج بغصة قائلة:
أنا إتفقت أنا وجاسر عالإنفصال.

فزعت نجوى قائلة:
ليه، أول مشكلة تقابلكم تنفصلوا، إزاي فين حُبكم لبعض، متأكدة إنه لسه موجود فى قلوبكم.

تنهدت تاج بأسي وآسف:
يمكن ده الأفضل بدل ما نستمر ونكره بعض.

نظرت لها نجوى بحزن وعتاب:
لأ يا بنتي، مفيش حاجة اسمها الأفضل إنكم تسيبوا بعض... الحب محتاج صبر وتفاهم، مش هروب أول ما الدنيا تضيق بيكم. فكري تاني قبل ما تخدي القرار ده.

نظرت تاج إلى الأرض بعينين مثقلتين بالدموع، بينما تابعت نجوى بصوت خافت:
لو كان لسه في نبض في قلبك ليه، ما تتخليش عنه بسهولة.

تراجعت تاج بظهرها  تستند على خلفية  وهي تمسح دمعة سريعًا، ثم قالت بصوت مرتعش:
أنا فكرت كتير، وحاولت أصلح... لكن كل مرة بنرجع لنفس النقطة، الخلافات بتزيد، وكل حاجة بتكسر جوانا.

اقتربت نجوى منها، وأمسكت بيديها بحنان:
الخلافات موجودة في حياة كل إتنين يا تاج، لكن الحب الحقيقي بيحتاج وقت وتضحية... يمكن أنتوا محتاجين تبعدوا شوية، تفكروا بهدوء، بدل ما تقرروا الانفصال فجأة.

أطرقت تاج برأسها، وهمست:
مش عارفة يا دادا... أنا خايفة من اللي جاي.

ابتسمت نجوى برفق:
لو الحب لسه موجود، هتلاقوا الطريق لبعض مهما بعدتوا. أهم حاجة ما تخليش لحظة غضب تهدم حُب سنين.

تأملت تاج كلماتها للحظة، وتساءلت في سرها: هل فعلاً الانفصال هو الحل، أم أن قلبي يرفض فكرة خسارته للأبد؟

والإجابة معلومة القلب يرفض الخسارة لكن يحتاج هدنة لبعض الوقت.
❈-❈-❈
بالفندق
أغلقت رزالينا باب الغرفة ثم عانقت جاسر الذي تفاجئ بذلك، وسُرعان ما إنتفض يدفعها لتبعد عنه للخلف
ارتدت  للخلف تشعر بخيبة أمل وغيظ، تنظر إلى جاسر بنظرات مستفزة، ثم قالت بصوت مشحون بالغيظ:
ليه؟ ليه يا جاسر مش قادر تعترف أنا شايفة في عينيك إنك مش مبسوط مع تاج.. وأنا موجودة قدامك، بقدم لك كل حاجة.
+

تجهم جاسر، وعيناه تلمعان بالغضب:
رزالينا، فوقي اللي بيني وبينك انتهى من زمان، واللي بتعمليه ده مش هيغير مشاعري ... تاج مراتي، وحب حياتي، ومافيش حد هيقدر ياخد مكانها.

تقدمت رزالينا نحوه بخطوة جريئة، ترفع حاجبها بتحدٍ مُستفز:
لو بتحبها كده، ليه علاقتكم متوترة ليه مش شايفه السعادة في وشك.

شد جاسر أنفاسه محاولًا ضبط أعصابه، وقال بصرامة:
مش شغلك... واللي عملتيه ده مرفوض تمامًا، وآخر مرة أحذرك تقربي مني بالطريقة دي... وأنا غلطان إنى جيتلك هنا...بس أنا عامل خاطر لوقوفك جنبي قبل كده،بلاش تطمحي فى مكانه فى حياتي أكتر من صديقة .

لمعت عيناها بخبث، وقالت بصوت ساخر:
هتشوف، جاسر... الحب اللي بتحاول تعيشه مع تاج هيدمرك... وأنا هفضل هنا، لحد ما ترجع لي.

لم يهتم جاسر  وغادر الغرفة مُسرعًا ،مازالت كلمات روزالينا تتردد في ذهنه كرُمح مسموم... يشعر بتوتر وغصة تضرب بقوة في صدره... حاول تهدئة أنفاسه وهو يتجه نحو الخارج، لكن صدى كلمات رزالينا كان يلاحقه بإصرار، ليشعل داخله شعورًا مختلطًا بين الغضب والعصبية..

توقف للحظة في الممر، مسح وجهه بكفيه، ثم أكمل سيره.

في نفس الوقت ، وقفت روزالينا خلف باب شُرفة الجناح تتابع خطوات خروجه من الفندق وهي تبتسم بخبث، تمتمت بهدوء:
لسه اللعبة ما إنتهتش يا جاسر... لو مش ليا، مش هتبقى لتاج أبدًا.

في أثناء طريقه إلى منزل والدته، مرَّ من أمام المزرعة، فتوقف قليلًا بسيارته ينظر إلى الداخل نحو شرفة غرفة تاج... كان الظلام يلف المكان، إلا أن ضوءًا خافتًا تسلل من أحد اعمدة الانارة بداخل المزرعة، شعر بشيء غريب يجذبه للبقاء للحظات أطول، تساءل في نفسه:
هل هي مستيقظة؟ أم أن ما يشعر به فى قلبه مجرد وهج وأمنية وهمية.

تردد قبل أن يكمل طريقه، لكنه في النهاية ضغط على دواسة البنزين ومضى، تاركًا خلفه أسئلة بلا إجابات... توقف مرة أخري لكن عاود
فكرة وجودها مستيقظة في هذه اللحظة جعلته يتوقف مرة أخرى... أطفأ أضواء السيارة حتى لا يلفت الانتباه، ثم عاد بنظره إلى الشُرفة، وكأن عينيه تبحثان عنها بلا وعي.

تأرجحت الستائر بفعل نسمة ليلية باردة، وكأنها ترحب به أو تدعوه للانتظار... تملكه إحساس غريب، خليط من الحنين والقلق... للحظة، تخيلها تقف خلف زجاج الشُرفة، بشعرها المنسدل وعينيها الحادة اللتين طالما واجهته بشجاعة لا تخلو من التحدي.

حرك رأسه، محاولًا طرد تلك الأفكار يذم عقله قلبه:
مجرد وهم... أكيد نائمة.
همس لنفسه، ثم زفر بعمق ... يعاود السير ينفض عن رأسه ذكريات تلاحقه، لكن قلبه كان له رأي آخر... كان يشتعل بالحنين، حنين لا يرحم ولن يهدأ طالما كان قريبً منها.
-❈-❈
بشقة والد ليان
منذ ان عادت من العمل وهي نائمة حتى أنها لم تُبدل ثيابها، لكن فجأة شعرت بالجوع، فتحاملت على كسلها ونهضت،خرجت من الغرفة تسير نحو المطبخ وهي تُمسك رأسها بين يديها تشعر بإرهاق قائلة بصوت مسموع:
منه لله المُستيد،خلاص هيطير عقلي بسبب التهيؤات  اللى بيقولى عليها...أروح أكل وأرجع أنام...

قطعت كلامها تتثائب،لكن سُرعان ما جحظت عينيها حين توقفت بردهة الشقة ورأت ذلك الجالس برفقة والديها،في البداية ظنت أنه وهمً فتحدثت ببلاهة:
التهيؤات كمان فى شقتنا،أنا لازم أسيب الشغل ده فى أقرب وقت،كده هخسر عقلي.

فتحت عينيها مره، حين لكزتها والدتها في كتفها قائلة  بـذم:
فوقي يا غبية، عندنا ضيف وإنتِ طالعه قدامه حافية شعرك منكوش شبة المجانين، روحي سرحي شعرك والبسي شوز.

-شوز..
-شوز ايه ده أكيد تهيؤات أو أنا لسه نايمة وبحلم بالمُستبد ده،ما اهو ناقص يطلعلي فى الكوابيس.

بلاهتها جعلت والدها وفراس يضحكان،نهض والدها وقف جوارها قائلًا:
تهيؤات إيه وكوابيس إيه،فراس إتصل عليا وطلب يشرفنا الليلة عالعشا، يلا روحي مع ماما جهزي العشا.

نظرت نحو والدها قائلة:
يعني أنا مش فى تهيؤات، إنت الوحيد اللى بثق فيك يا بابا، بلاش تنضم لـ القايمة بتاع المُستبدين.

ضحك قائلًا:
لاء يا حبيبة بابا، يلا روحي  مع ماما، الضيف يقول علينا إيه.

ردت ببلاهة:
يقول اللى يقوله، ده مُستبد يا بابا وبيعاملني بتعسُف كمان وبيتلكك لى... وياريته يرفدني...
وبعدين  إزاي توافق إنه يتعشى معانا، أكيد ماما هي اللى ضغطت عليك، شوفت يا بابا، بتستخسر فيا الاكل وعازمه المستبد ده عشان هو زيها، هما الاتنين إتفقوا عليا، وانا ضعيفة.

نبرة حديثها الشبه طفولى جعلت والدها لا يستطيع منه نفسه من الضحك  قائلًا بحنان:
لاء يا حبيبتي ماما بتحبك، وبلاش رغي كتير يلا روحي مع ماما المطبخ.

إستسلمت وغادرت خلف والدتها.....

بعد وقت قليل بغرفة المعيشة، وضعت تلك الصنية وجلست جوار والدها، تبسم فراس قائلًا:
أنا لما طلبت أقابل حضرتك هنا فى الشقة الخاصة بحضرتك، كنت قولت لحضرتك إن فى موضوع  مهم حابب أتكلم مع حضرتك فيه...
هدخل فى الموضوع  مباشرةً... حضرتك عارف إني مدير الحسابات فى الشركة اللى بتشتغل فيها ليان، كمان الشركة من الأساس والدي كان من المساهمين فيها، والحمد لله أنا شخص مش بيحب يتسلي، يمكن دماغي عملية أكتر، عشان كده أنا بطلب إيد ليان.

جحظت عين ليان وببلاهة قالت:
أكيد تهيؤات.

ابتسم فراس، بينما ليان وكزتها  والدتها ونظرت لها بغضب وتحذير،بينما تحدث والد ليان:
أكيد إنت عارف الأصول،إن أهلك هما اللى لازم يشرفونا ويحصل تعارف ويطلبوا ليان.

آبتسم فراس قائلًا:
عارف يا عمي،وده أكيد هيحصل،بس انا حابب أخد كلمة من حضرتك.

أومأ  والد ليان رأسه كذالك لمعت عين والدتها بينما هي مازالت تشعر أنها بتهيؤات وذلك المُستبد سيقظها منها بتعسُفه الدائم.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة ايام
بالاستطبل الخاص بـ جاسر
نظر لـ جمال الذي إقترب منه يشعر ببعض من الخزي، لكن تحدث قائلًا:
صباح الخير يا جاسر، هتفضل واخد مني موقف لوقت كتير.

تنهد جاسر وهو يربت على عُنق الجواد قائلًا!
أنا مش واخد منك موقف يا جمال، أنا حاسس إني مش عاوز أتكلم مع حد، عاوز أبقي فى عُزلة بعيد.

تنهد جمال بآسف:
مش فاهم  ليه، تقدر تتصالح إنت وتاج، إنت بتحبها وهي كمان، واللي حصل ممكن يتصلح بالتفاهم.

غص قلب جاسر وشد لجام الحصان بقوة وكأنه يحاول ترويض مشاعره الجامحة، ثم استدار نحو جمال بنظرة مثقلة بالوجع.
الحب مش دايمًا بيكفي يا جمال... أحيانًا لما الثقة بتتكسر، بيبقى صعب نرجع زي الأول.

اقترب جمال منه بخطوات واثقة، محاولًا كسر الجدار الذي يضعه جاسر حول نفسه:
اللي بينكم أكبر من كده، تاج مش أي حد في حياتك، ولا إنت أي حد في حياتها. افتكر كل اللي جمعكم قبل ما تيأس.

صمت جاسر لوهلة، يرفع عينيه نحو الأفق، وكأنه يبحث عن إجابة بين خيوط الشمس المتسللة عبر أشجار الاستطبل:
يمكن الفرصة ضاعت فعلًا يا جمال... أنا وتاج مش سهل نرجع لبعض بعد اللي حصل بينا الفترة الأخيرة، أنا كنت مُندفع.

تراجع جمال خطوة للوراء، ثم وضع يده على كتف جاسر بثبات:
الفرصة بتضيع لما إحنا نقرر نسيبها تضيع، لكن طول ما النبض شغال، مفيش حاجة اسمها مستحيل. افتح قلبك مرة كمان، يمكن تلاقيها لسه مستنياك.

انتعش قلب جاسر للحظة، وكأن كلمات جمال أيقظت بداخله صراعًا لم يرد مواجهته، لكنه لم يرد مباشرة... اكتفى بركوب الحصان، وانطلق به داخل مضمار الاستطبل دون أن يلتفت للخلف، تاركًا جمال يراقبه بابتسامة واثقة.

بعد دقائق قضاها بالجري بالجواد شعر كآنه بعض الإنزعاج الذي لديه قد زال، ترجل من على الحصان وأعطي اللجام لـ السائس موجهًا له بعض الارشادات الخاصة بالجواد، ثم ذهب نحو جمال الذي تبسم له فشبه تبدل حال جاسر، إقترب منه قائلًا:
السباق بتاع الخيل النهارده.

أومأ جاسر قائلًا:
أيوه أنا ريضت الحصان شوية وقولت للسايس يهتم بيه الكام ساعة الجايين، عشان ميبقاش مُجهد فى السباق.

إبتسم جمال قائلًا:
ان شاء الله المركز الأول كالعادة.
❈-❈-❈-❈-❈
أمام تلك الروضة التى تمتلكها أمينة
إبتسمت وهي تفتح باب سيارة آسر كي تترجل لكن هو جذب يدها قبل أن تنزل قائلًا:
أعتقد كفاية كده يا أمينة لازم تقولى قرارك.

خجلت من نظرته لها ثم قالت بتتويه:
إنت قولت إنك هتنشأ مجلة كاركاتير خاصة بالأطفال وكمان مواقف ساخرة وهتعمل لها موقع عالنت كمان... مقولتليش وصلت لفين.

علم أنها تراوغ فأجابها:
تقريبًا خلصت إجراءات انشاء المجلة، وفى مهندس اليكتروني شغال على إنشاء موقع خاص للمجلة عالنت، يعني خلال شهر بالكتير العدد الاول من المجلة هينزل كمان إتفقت مع شركة دعاية وتسويق.

إنشرح قلبها قائلة بتفاؤل:
متأكدة المجلة والموقع هيتشهروا فى فترة صغيرة، وهيبقى لهم مكانه كبيرة كمان.

أومأ لها مُبتسمً ثم عاود سؤاله الأول:
قرارك إيه يا أمينة فى موضوع جوازنا.

خجلت بإبتسامه وهي تقول:
موافقة، ولم تنتظر وترجلت من السيارة كآنها تتوارى عنه من شدة خجلها.

لكن لم يُمهلها آسر فرصة ترجل خلفها سريعًا، قبل أن تدخل الى روضة الاطفال جذبها من إحد يديها ينظر لها بسعادة قائلًا  بحسم:
جوازنا هيبقى نفس يوم إفتتاح المجلة والموقع يعني فى خلال شهر.

شعرت بخجل وهى تسحب يدها من يده، تنظر حولها بتهرُب،قائلة:
باص الحضانة وصل.

إبتسم على خجلها ثم توجه نحو سيارته مره أخرى مُبتسمً.
❈-❈-❈
بـ مرسى مطروح
بالفندق
اغلقت الهاتف تضغط على أسنانها بقوة تكاد تسحقها بغضب، لم تنتظر وخرجت من الغرفة ذهبت نحو غرفة صهيب طرقت بقوة، فتح صهيب باب الغرفة ينظر لها بإستغراب حين دخلت بهوجاء أغلق باب الغرفه وإستدار لها سُرعان ما تحدثت بغضب أنساه أن الغرفة مُغلقة عليهما:
إنت إزاي تتفق مع ماما وأونكل خليل إنك تحدد ميعاد للزفاف، سبق وقولتلك دي لعبة مسألة وقت وهتنتهي.

إقترب منها بتسليه وهدوء وهي تزداد عصبيتها قائلًا ببرود:
سبق وقولتلك أنا مبدخلش فى لعبة، وأمر جوازنا قائم فعلًا ولو عاوز جوازنا  يتم دلوقتي  بدون زفاف مفيش حد هيمنعني لأننا متجوزين فعلًا وفى إشهار، فإهدي وبلاش عصبية ملهاش لازمه.

إقتربت منه بضجر تصفعه على صدره بغضب قائلة:
أنا مكنتش بفكر فى الجواز نهائي، واللى حصل كان خطأ غير مقصود فبلاش تنتهز فرصة مش هتكسب منها حاجه... أنا....

صمت وسُرعان ما شهقت حين ضمها بين يديه بقوة يُسيطر على عنفوانها بقُبلة جعلتها المفاجأة تستكين للحظات كآنها بغفوة ثم ارتجف جسدها للحظة بين ذراعيه، تحاول دفعه بعيدًا بضعف، لكن أنفاسه الحارّة وملمس يديه كانا كقيد يشل حركتها... تاهت للحظات وكأنها في غفوة، أفكارها تتلاطم كرؤوس السهام  المتضاربة بين رفضها القاطع واستسلام جسدها غير المقصود....
تراجعت بأنفاس متسارعة، تضع يدها على صدرها المرتعش، تهتف بارتباك:
إنت اتجننت إزاي تعمل كده؟!

ابتسم بخبث، يراقب ارتباكها بعيون ثاقبة وهو يقترب منها خطوة أخرى:
مجنونة إنتِ اللي مفكرة إننا فى لعبة

تراجعت للخلف وهي تحاول استعادة تماسكها، تحذره بعيون يملؤها التحدي رغم الاضطراب الواضح:
ابعد... متفكرش إنك هتقدر تسيطر عليا بالحركات دي.

ضحك بخفوت، عيناه تلمعان بثقة غامضة:
مش بحاول أسيطر، بس بفكرك إننا دلوقتي بنلعب لعبة مالهاش رجوع، وإنتي جزء من اللعبة دي سواء برضاك أو غصب عنك.

صمتت للحظة، تحاول استيعاب كلماته، قبل أن تهتف بحسم وتحدي:
لو اللعبة دي نهايتها إني أخسر نفسي، صدقني مش هكمل فيها.

استدار عنها بخطوة بطيئة، يترك كلماتها تتردد في الفراغ، ثم قال دون أن ينظر إليها:
لسه مفيش خسارة... اللعبة لسه في أولها، فكرّي قبل ما تقرري... ميعاد جوازنا فى أقرب وقت.

نظرت  له بغضب وتلجمت ثم حسمت ذلك بهروبها من نظراته وغادرت الغرفة تصفع خلفها الباب بقوة... جعلت صهيب يضحك، ثم تنهد بعمق، يمرر يده على شعره بنفاد صبر، وعيناه لا تزالان معلقتين بالباب المغلق خلفها.. ابتسم بسخرية، يهمس لنفسه:
عنيدة زي ما توقعت... بس هتفضلي تهربي لحد إمتى.

جلس على طرف الكرسي، ينقر بأصابعه على الطاولة، يفكر في خطواته القادمة. لم يكن ينوي الضغط عليها، لكن رؤيتها مرتبكة ومشتتة بهذا الشكل كانت كافية لتؤكد له أنها ليست بعيدة عن الاستسلام.

في تلك الأثناء، كانت هي في الممر الطويل، تحاول استعادة توازنها، أنفاسها تلهث وكأنها خرجت من مارثون.. تضع يدها على صدرها، تهمس بغيظ:
مغرور... بيتهيأله إنه هيقدر يسيطر عليا بسهولة... وهمتثل لقراره الغبي.

لكن الحقيقة كانت مختلفة... قلبها لم يتوقف عن الارتجاف منذ اللحظة التي اقترب منها. شعور غريب يجذبها إليه رغم رفضها المستميت.
همست لنفسها بتوعد:
لازم أبعد... لازم أوقف اللعبة دي قبل ما أتورط أكتر.

دلفت الى غرفتها، تحدق في الفراغ تحاول ترتيب أفكارها... لكنها لم تلاحظ أنها لم تغلق الباب،ولم تشعر بخطوات صهيب خلفها وهو يقترب ببطء، يقف بهدوء دون أن ينطق، ينتظر اللحظة المناسبة ليكسر الصمت من جديد...
حتى بدأت تهدأ لكن سُرعان ما إنتفضت  حين سمعت صوته من خلفها يقول:
إتأخرنا عالموقع.

استدارت تنظر له تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة إغتاظت من بسمة صهيب الذي لم يستطيع إخفائها، لحظات صمت ثم بغرور سارت أمامه فى صمت وهو تبعها ببسمة ظفر.
❈-❈-❈
بالشركة
تذمرت ميسون بضجر وهي تنظر نحو فراس قائلة بسؤال:
فين جاسر مش المفروض  يحضر الإجتماع ده.

لمعت عيناه بخبث قائلًا:
المفروض  هو عنده خبر معرفش ليه إتأخر  عن الحضور حتى متصلش يعتذر.

تنهدت ميسون وهي تحاول ضبط أعصابها، ثم تحدثت ببرود:
غريب جدًا جاسر عمره ما اتأخر قبل كده.

رد فراس بابتسامة جانبية:
فعلًا... يمكن مشغول بحاجات تانية بعيد عن الشغل... مين عارف؟

رمقته ميسون بنظرة شك قبل أن تقول بنبرة حازمة:
لو عندك حاجة تقصدها، يا ريت توضح كلامك بدل اللف والدوران.

قهقه فراس بخفوت وهو يستند إلى الكرسي:
لا مفيش حاجة... بس بحاول أعطي عذر لتأخير جاسر.

ازدادت ملامح ميسون صلابة، وتوعدت في سرها بأنها لن تستمر كثيرًا بالبقاء فى الشركة لكن لابد أن تستقطب جاسر معها.

لحظات وإنفتح باب الغرفة... نظر فراس نحو الباب غمز بعينيه وإبتسم بمكر، ثم حاول التحكم في تعابير وجهه وهو يردد بنبرة خبيثة:
أخيرًا... شرفتِ الاجتماع.

تاففت ميسون بضجر قائلة  بإستهجان:
ده إجتماع للمساهمين فى الشركة، ومدام تاج مش من ضمن الشركاء.

تقدّمت تاج بخطوات واثقة، تبتسم ببرود، وعيناها تجول بين ميسون وفراس وآسر...ثم جلست على المقعد المقابل لـ ميسون ،تستند بظهرها للخلف تنظر لها بتعالي قائلة بغرور:
آسفة على التأخير.

نظرت لها ميسون بتجهُم، بينما ابتسم فراس قائلًا:
بما إن كل الشركاء موجودين، فـ...

قاطعته ميسون بدون فهم  ونبرة استقلال من تاج ودلال حين ذكرت جاسر :
مدام تاج مش من الشركاء ولازم ننتظر جاسر.

تبسمت تاج بإغاظة قائلة:
جاسر خلاص إنتهت علاقته بالشركة..جاسر تنازل عن كل الاسهم بتاعته ليا.

لم تنتظر لتستوعب كلماتها بل بادرت بابتسامة مصطنعة:
أكيد مستحيل.

تبسمت تاج بثقة، بينما بغضب تحدثت ميسون:
إزاي وليه إتنازل عن أسهمه ليكِ...

توقفت للحظات ثم تخابثت بشبه شماتة قائلة:
يمكن تعويض.

تسألت تاج بمراوغة رغم فهمها قصد ميسون:
تعويض عن إيه.

تفوهت ميسون بحقد:
يمكن إتفقتوا عالطلاق.

ضحكت تاج بهستريا قائلة:
طلاق... طلاق مين...

توقفت للحظات ولمعت عينيها ثم تحدثت بيقين:
أنا وجاسر مستحيل ننفصل يا ميسون عارفة ليه... لأن بينا حُب وذكريات مستحيل تتنسي أو تنتهي ، ونستسلم لتيار يفرقنا عن بعض، أنا بحب جاسر وهو كمان بيحبني وأكيد واحدة وصولية مُتسلقة زيك مش ممكن تعرف معني وقيمة المشاعر الحقيقية.

فراس، مستمتعًا بالموقف، أضاف بنبرة مليئة بالسخرية:
واضح إنكِ اتورطتِ مع الشخص الغلط يا ميسون... تاج لما بتقول حاجة بتنفذها... ويا ريت تفهمي إن مش كل حاجة بتتباع وتتشترى، خصوصًا الحُب... ثم مال بجسده قليلاً مستندًا على المكتب، مستكملاً بنبرة أكثر حدة:
يعني مهما حاولتي تلعبي لعبتك، النتيجة معروفة... خسارة محققة... دلوقتي  آخر مره هعرض عليكِ هو تحديد تمن الأسهم بتاعتك في الشركة.
❈-❈-❈
بأحد النوادي الكبيرة والشهيرة
كان هنالك سباق للخيول
إمتطي جاسر الجواد الخاص به وتوقف ينتظر صافرة البداية، لكن كأن الجواد به شئ غريب حركة غير مُعتادة منها، لكن تحكم فيه جاسر حتى إنطلق السباق وهرولت الخيول، يتباهي كل فارس بالحركات الخِطرة ومهارته فى السيطرة على جواده، تقفز الخيول حواجز، وجاسر يتحكم فى الحصان الذي يجنح للقوة لحظات يسيطر عليه جاسر، حتى أستثار الحصان بقوة وأصبح يقفز ويهرول بسرعة غير معتادة، وجاسر رغم ذلك يستطيع لحد كبير السيطرة عليه، حتى وصل الحاجز  القبل الأخيرة، رفع الحصان ساقيه الاماميتين عاليًا يستعد للفقز، وها هو يعلو بجسده فوق الحاجز
لكن قفز أعلى ثم إنتفض على الأرض بحركة غير متوقعة، إنتفض جسد جاسر من فوق الحصان وأصبح اللجام ينسحب من بين يديه والحصان يزداد عنفوان وجاسر شبة فقد السيطرة على اللجام، ولسرعة الحصان مع قفزاته  
…فقد جاسر توازنه لوهلة، محاولًا التمسك باللجام بكل قوته، لكن حركة الحصان العنيفة جعلت جسده يميل للخلف، وكاد يسقط..  ارتفعت أصوات الجمهور بالذهول والقلق، وبدأ بعض الفرسان يلتفتون لمتابعة ما يحدث...  الحصان يندفع كالإعصار، بينما جاسر يكافح ليستعيد السيطرة.

«يتبع»

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا