رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل السابع والخمسون 57 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل السابع والخمسون 57 بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل السابع والخمسون 57 هى رواية من كتابة الشيماء محمد رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل السابع والخمسون 57 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل السابع والخمسون 57 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل السابع والخمسون 57

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس بقلم الشيماء محمد

رواية عاصفة الهوي سيف وهمس الفصل السابع والخمسون 57

وسط رملة هاواي الدافية، والبحر بلونه الأزرق الممتد للآخر، كانت ملك قاعدة على كرسي خشبي، ماسكة كوباية عصير فيها شريحة أناناس، وعينيها بتسرح في المية الهادية.
نادر جه من وراها بهدوء، في إيده شوية أصداف صغيرة  جمعهم من البحر، وقعد جنبها وهو بيقدمهم لها بابتسامة: "دي أول هدية ليكِ من هاواي، مش ألماسة ولا ذهب، بس دي أصداف محظوظة.. بيقولوا اللي يلاقيها يعيش حياته في حب وسعادة."
ملك ضحكت وهي بتاخد واحدة منهم، تقلبها بين إيديها بإعجاب: "يبقى انت أكتر حد محظوظ ، عشان لقيتهم."
نادر ضحك وهو بيبص لها بحب، قرب منها وهمس: "أنا محظوظ فعلًا بس بيكي انتِ.. لأنك انتِ أحلى حاجة حصلتلي."
رفعت راسها تبص له بعينين مليانين حب، وقبل ما ترد، كان هو سبقها ومسح نقطة عصير كانت على شفايفها بإيده، وهمس وهو بيقرب أكتر: "حتى وإنتِ بتشربي عصير، بتاخدي عقلي."
ضحكت ملك بخجل وهي بتدفعه بخفة، بس قبل ما تبعد، كان نادر سحبها لحضنه، وهمس جنب ودنها: "هواي بجد مش في المكان.. هواي معاكِ."
سيف هو وسبيدو وصلوا القاهرة الصبح بدري، وسبيدو طول الطريق محترم صمت سيف من بعد مقابلته مع خليل الورداني. بعد ما خرجوا من المطار بصله: "هتكلم نصر ولا هتاخد تاكسي؟"
سيف رد بهدوء: "هاخد تاكسي، مش هكلم حد."
اتحرك بشنطته، لكن سبيدو وقفه: "سيف، إنت كويس؟ إنت شبه ما نطقتش من بعد مقابلة خليل؟"
سيف رسم ابتسامة عملية: "كويس، كويس، ما تشغلش بالك. هرتاح شوية وأكلمك، نتقابل ونتكلم، بس محتاج أريح شوية."
وقف تاكسي وسبيدو شاورله يركب الأول، وهو هيوقف غيره. قبل ما يتحرك، سيف بصله: "سبيدو، مش عايز حد يعرف إني وصلت دلوقتي. أي حد، تمام؟"
سبيدو شاور على عينيه الاتنين وسيف اتحرك.
وصل الجامعة وكان لسه فاضل ساعة على نهاية المحاضرة. اتصل بنصر وطلب منه يجيبله عربيته من غير ما حد يعرف إنه وصل. نصر كلم عواطف تجيب المفاتيح بحجة إنه هيغسلها وينظفها. أخدها واتحرك، وسلمها لسيف اللي شكره وطلب منه مايعرفش حد بوصوله.
سيف قعد على ديسك بعيد، بس مواجه للمدرج اللي همس فيه علشان يشوفها أول ما تخرج. فضل قاعد سرحان شوية لحد ما لاحظ الباب اتفتح والطلبة بدأوا يخرجوا. قام من مكانه واتحرك ناحية المدرج يقابلها.
همس خرجت وسط أصحابها وبتتكلم، وزميلها عبدالمقصود سألها: "همس، مش قولتي إن جوزك مسافر؟"
استغربت: "أه، مسافر، ليه؟"
عبدالمقصود شاور وراها: "مش دي عربيته؟ ولا أنا بيتهيألي؟"
همس بصت وراها وشافت عربيته، وحست وقتها إن قلبها هيوقف من الحماس والشوق واللهفة عليه.
اتلفتت حواليها وعلقت: "تلاقيه في المكتب." واتحركت ناحية المبنى اللي فيه المكتب، لكنها سمعت صوته وراها: "همس؟"
كذا طالب شافه وفضلوا بيراقبوه، لأن الكل عارف إنه كان مسافر من فترة. همس جريت ناحيته، وبتحاول تفرمل نفسها أو تفكر إنها في الجامعة ومش ينفع تقرب منه. بس بمجرد ما وصلت له، شالها من على الأرض وضمها ودفن وشه في رقبتها وهو شايلها.
إيديه حواليها، نزلها برقة على الأرض وأخذ نفس طويل ومسك وشها بإيديه وهمس لها بشوق:
 "وحشتيني بجد، وحشتيني يا روح قلبي."
لفت إيديها حوالين رقبته وضمته تاني: "وإنت كمان واحشني أوي يا سيف، واحشني حبيبي."
مقدرش يمنع نفسه من بوسة سريعة على شفايفها، بعدها همس لها: "يلا بينا من هنا؟"
ابتسمت بتأكيد: "يلا حبيبي."
حط دراعه حواليها وأخدها، لكن فجأة وقفت: "ينفع ننتظر لحظة؟ هبة بتصور محاضرة من كشكولي."
وافقها ووقف ينتظرها، بص حواليه: "أمال هالة فين؟ مش معاكِ يعني؟"
استغربت سؤاله، لكنها شافت أنه مش وقته تقوله أي حاجة: "مسافرة البلد."
استغرب: "حد يسافر قبل الامتحان بأيام؟ المهم وراكِ محاضرات إيه بعد كده؟"
حذرته: "إياك تقولي احضريهم."
ابتسم: "لا مش هقولك احضريهم، معنديش المقدرة إني أنتظر محاضرات ولا عندي مقدرة أسيبك وامشي." (قرب منها وهمس) "هموت على كل ما فيكِ، هموت عليكِ."
ابتسمت بفرحة: "وأنا كلي ملك إيديك، اتفضلني."
قاطعهم كذا طالب قربوا وسلموا على سيف، اللي ابتسم لهم وسلم عليهم ووقف يهزر ويتكلم معاهم لحد ما وصلت هبة بكشكول همس، ادتهولها وسلمت على سيف. بعدها هو بص لهمس: "يلا يا همستي؟"
يدوب هيتحرك، لكنه لقى مايا في وشه أو بمعنى أصح في وشهم هما الاتنين، وقالت بصوت عالي: "خالي فين؟ هاه؟ عملت فيه إيه؟"
همس بصتلها باستغراب، لكنها محبتش ترد عليها وسابت سيف هو اللي يتعامل معاها. مايا كررت: "يا ترى طلبتك يعرفوا إن حضرتك بتخطف الناس وتهددهم و…"
قاطعها سيف بهدوء: "لحظة لحظة، خالك مين الأول؟ إنتِ مين الأول هاه؟ وخالك ده يطلع مين؟ مش تعرفيني بنفسك الأول؟"
مايا بغضب: "حضرتك عارفني كويس وعارف سامح فوزي خالي و…"
سيف قاطعها وصحح: "آه قصدك الحرامي اللي صدر عليه حكم غيابي وسبق ورفدته من مصنعي؟ صدقيني لما ألاقيه هسلمه بنفسي. باي يا… يا شاطرة."
أخذ همس ناحية عربيته وفتح لها الباب تقعد مكانها، بعدها لف وقعد مكانه وتحرك وخرج من الجامعة.
أصحاب همس قربوا من مايا، وعبدالمقصود سألها: "هو ده خالك اللي دكتور سيف طرده السنة اللي فاتت يوم الرحلة الميدانية اللي عملها لمصنعه؟ فاكر يا خلفاوي؟"
خلفاوي أكد: "أيوه اللي افترى على الست الغلبانة، فراح الدكتور طرده هو من المصنع." (بص لمايا) "أخص ده خالك؟ أمال فاردة وعاملة نفسك بنت ناس أوي ليه وإنتِ خالك واحد حرامي؟"
مايا بغضب: "بكرة هتشوفوا هعمل فيكم إيه وفي الدكتور اللي فرحانين بيه ده!"
سابتهم ومشيت وهم بيضحكوا عليها.
همس أول ما بعدوا عن الجامعة حضنت دراعه بحب وهمست: "وحشتني أوي يا سيف."
مسك إيدها رفعها لشفايفه: "وإنتِ كمان يا روح قلب سيف."
بصلها وخطف بوسة سريعة فضحكت: "بُص قدامك، عايزة أوصل البيت سليمة أشبع منك."
ضحك وبُص للطريق: "ماشي يا ستي، هبُص قدامي وهوصلك بإذن الله للبيت سليمة وهشبع منك."
اتَّفاجئت بيه بيقف قدام شقتهم مش الفيلا، فسألته بفضول: "ليه هنا؟"
بصلها مبتسم: "مش عايزة؟ أطلع على الفيلا؟"
هيدور عربيته تاني، لكنها مسكت إيده: "لا طبعًا، يلا نطلع فوق، بتهرج؟"
ابتسم وأخد مفتاح العربية ونزلوا، طلعوا لشقتهم، وبمجرد ما قفل الباب همست: "حمدالله على سلامتك يا قلبي."
ابتسم وشدها عليه، شالها واتحرك بيها ناحية أوضة نومهم، عشان يقولها وحشته قد إيه واشتاق لها قد إيه.
سيف عبر عن شوقه لها بحب كبير، قرب منها، وعبر عن مشاعره بلمسات مليانة بالدفء والاشتياق. كانت بتبصله وتبادله المشاعر بصمت مليء بالحب. شالها برفق وأخدها لسريره، قضوا وقت مع بعض يعبروا فيه عن مشاعرهم بطريقة العشاق.
سيف بيهمسلها بصوت مليان شوق: "إنتِ عملتِ فيا إيه؟ أنا عمري ما كنت كده."
كان باين في عينيه الحب والاحتياج. بصتلُه مستغربة قدرته على التعبير وإزاي بيحاول يقرب منها بالكلام، مسكته من رقبته وهمست: "بعشقك وبموت فيك، بس الفترة اللي فاتت كانت صعبة عليا أوي، كنت هتجنن من غيرك ."
رد عليها بصوت دافي: "ودلوقتي؟ أنا قدامك، ومعاكِ ما تغمضيش عنيكِ يا همس خليكِ معايا."
فتحت عينيها وبصتلُه، مسكت إيديه : "أنا هنا معاك، مش هسمحلك تبعد عني بالشكل ده تاني."
ابتسم بهدوء ومد إيده يضمها بحنان، كأنه بيحاول يطمنها، وهمس: "أنتِ وحشتيني أكتر ما تتخيلي."
 الجو كان كله مليان مشاعر صادقة بينهم، بعيد عن أي كلام زائد.
مؤمن دخل بالتحاليل والكل منتظره، علق: "ما فتحتش الأظرف، اتفضلوا أهي."
حطها قدامهم على التربيزة والكل قاعد باصص لها، بس محدش فيهم اتحرك يفتحها، وكأن الكل متوقع النتيجة.
أخيرًا حسن قام مسك ظرف: "هنفضل منتظرين كده؟ وقوع البلاء ولا انتظاره."
فتح الظرف والأنظار كلها اتعلقت بيه، وبمجرد ما فتحه ملامحه كلها اترسم عليها الإحباط، فمحدش سأله عن النتيجة لأنها واضحة جدًا على ملامحه.
كريم قام شد ظرف فتحه وشاف النتيجة ورماه على الأرض، وفتح الثالث والرابع وكلهم نفس النتيجة. بص لمؤمن: "طب إزاي؟"
حسن رد بتهكم: "لأنه إبنك فعلًا."
كريم بص لأبوه: "مش إبني، ولو ألف نتيجة ظهرت برضه مش إبني."
حسن وقف قصاد إبنه: "هو بالعافية يعني؟ ولا هي بالدراع؟ عملنا التحليل كام مرة مفيش مرة واحدة طلعت سلبي، كله إيجابي والولد إبنك، راجع نفسك إنت بقى."
كريم بذهول: "أراجع نفسي؟ بجد حضرتك بتقول الكلام ده؟"
أمل وقفت: "بعد إذنكم هدخل للعيال."
سابتهم ومشيت، ومحدش حاول يوقفها لحد ما بعدت. كريم بص لأبوه: "العيل اللي في بطنها مش إبني، ولو هترسى إني اقتلها قبل ما تولده على وش الدنيا."
ناهد وقفت ومسكت دراعه: "إنت بتقول إيه؟"
بص لناهد: "بقول اللي سمعتيه، مش واحدة زي دي اللي هتربط اسمها بيا، الله أعلم هي عملتها إزاي، بس مش هقبل تلوي دراعي حتى لو التمن اتعدم فيها."
شد دراعه وماشي، بس ناهد مسكت دراعه جامد: "حبيبي، إحنا ممكن نسكتها بأي طريقة علشان تتنازل عن القضية ونراضيها..."
كريم شد دراعه بذهول: "إنتِ بتقولي إيه؟ أنا لا يمكن أتكلم معاها تتنازل، إنتِ إزاي عايزاني اخضع لها؟ إنتِ..."
مكنش عارف يقول إيه من الصدمة، بس حسن كمل: "هي بتتكلم صح، إحنا نشوف تمن سكوتها إيه بدل الفضيحة اللي هتتسبب فيها و..."
قاطعه كريم بغضب: "أقسم بالله ما يحصل، الكلبة دي هكشفها، ولو آخر حاجة هعملها في حياتي هكشفها، مش دي اللي هتكسر كريم المرشدي، مش دي أبدًا."
سابهم ودخل عند أمل، قعد جنبها على الأرض والعيال قصادهم الاتنين بيلعبوا.
أمل بصالهم بشرود تام، ومرة واحدة علقت: "تفتكر ولد ولا بنت؟"
كريم بص لها بذهول ورفض يصدق المعنى اللي فهمه: "إيه هو؟"
بصت له: "البيبي اللي حامل فيه ناريمان؟ تفتكر ولد ولا بنت؟"
كريم بغضب: "يولع بأمه الاتنين مع بعض و..."
حطت ايدها على شفايفه: "اللي في بطنها إبنك و..."
حاول يقاطعها بس ثبتت إيدها على شفايفه تمنعه يتكلم: "إبنك يا كريم، عملتها إزاي مش عارفة، هنعرف لأن ربنا هيكشف الحق، بس من هنا لحد ما نفهم حصل إزاي، اللي في بطنها إبنك."
كريم حاول يتكلم بهدوء لأنها معصباه بكلامها أكتر ما هو متعصب: "وبعدين؟ اللي في بطنها إبني، وبعدين؟ متخيلة الدنيا هتمشي إزاي يا أمل؟"
أمل بصت له: "هتولد، وبعدها هناخد منها البيبي، هيتربى هنا في بيت المرشدي، معندناش عيال تتربى بره بيتنا، زي ما مؤمن جاب إبنه هنا يتربى في بيته، إنت كمان هتجيب إبنك أو بنتك زي ما ربنا يريد يتربى هنا."
كريم عنده ذهول تام: "إنتِ بتقولي إيه؟ إنتِ مستوعبة اللي بتقوليه؟ بلاش مستوعبة، إنتِ متخيلة إنها هتقبل تديكي إبنها تقولك اتفضلي ربيه إنتِ؟"
أمل بصت قدامها لعيالها: "دي بقى مهمتك إنت، تجيب إبنك أو بنتك منها."
كريم وقف: "مهمتي أفهم هي عملت إيه وإزاي، واخلص منها بشكل نهائي، بعد إذنك يا أمل."
سابها وخرج، وهي فضلت جامدة مكانها مش عارفة هل اللي بتعمله صح ولا غلط، ولا إيه اللي المفروض تعمله أصلًا؟
سيف فتح عينيه وكانت همس في حضنه، ضمها أكتر وما اتحركش من مكانه لحد ما هي صحيت. اتحركت باسترخاء مبتسمة لما لقت نفسها في حضنه ودراعه حواليها وإيده بتلعب في شعرها.
سألته بدلال: "صاحي من إمتى؟ وما صحتنيش ليه؟"
ابتسم في وشها: "كنتِ مبتسمة وإنتِ نايمة، فمحبتش أصحيكِ وأقلق نومك."
اتعدلت وسندت على صدره علشان تعرف تبوسه كذا مرة، قبل ما ترجع لحضنه من تاني وتسأله: "إنت روحت شفت باباك ومامتك؟"
ما ردش على طول، فعدلت نفسها وسندت عليه: "حد يعرف إنك رجعت؟"
نفى بهزة من راسه وهو عنيه في عنيها، فاستغربت وسألته بشك: "مش ناوي تعرفهم؟"
ابتسم: "عندك مانع نفضل هربانين يومين تلاتة؟"
ابتسمت بفرحة: "طبعًا معنديش." (كشرت فجأة): "بس هيكلموني ويسألوني إنتِ فين، هقولهم إيه؟"
ابتسم بتفكير: "قولي لهم عند هند."
فكرت لحظات: "سلوى مش هتوافق، وهتقولي من غير ما جوزك يرجع مفيش بيات بره البيت."
سكتوا الاتنين، بعدها سألته وهي بتلاعب وشه بإيدها: "مش هتقولي مالك؟ ومهموم ليه؟"
بصلها باستغراب: "مين قالك إني مهموم؟ أنا عادي."
كشرت بغيظ ومسكت وشه يواجهها: "مش إنت بس اللي بتعرف تقراني، أنا كمان بعرف أقرأك كويس. من أول لحظة ضمتني فيها وحسيتك بتهرب من الكون كله في حضني. جبتني لهنا، ونيمتنا هنا، وقعدتنا دلوقتي هنا."
علق ببساطة: "وحشاني وعايز أشبع منك الأول."
ابتسمت ومسكت وشه تاني وثبتته قدام عنيها: "كنت هتشبع مني برضه في الڤيلا."
علق بهروب وهو بيبعد إيدها: "سلوى مكنتش هتسيبنا براحتنا، وتفضل: اتغدوا، اصحوا، انزلوا، وهكذا."
كشرت همس: "ماشي براحتك يا سيف، همشيها وحشاك وعايز تشبع مني."
سكتوا الاتنين وهو ماسك خصلة من شعرها وسرحان تمامًا، لحد ما هي قطعت شروده: "إنت عرفت إن مروان فسخ خطوبته بهالة؟"
بصلها بصدمة: "إيه؟ بتقولي إيه؟ ليه؟"
همس استغربت إنه ما يعرفش: "معرفش، كنت منتظراك إنت تقولي وتقولها ليه عمل كده؟"
سيف بذهول: "ده متخلف ولا إيه؟ مروان بيعشقها، فليه يبعد عنها؟"
همس بحيرة: "معرفش بجد، هو مرة واحدة جه الكلية وأخدها يتغدوا، وقلع الدبلة وقالها مش هقدر أكمل، وحتى أبوها لما جه قاله نفس الكلام."
سيف في حالة ذهول: "متخلف، مهما يكون سببه متخلف وبس. اطمني، هعرف في إيه وإن شاء الله نحل المشكلة اللي حصلت ونرجعهم لبعض."
سكتوا شوية، بعدها هي اتعدلت: "مش هناكل أي حاجة؟ أنا هموت من الجوع، ما فطرتش."
ابتسم واتعدل يجيب موبيله: "تحبي نطلب إيه؟"
فكرت لحظات: "بيتزا."
استغرب وردد: "مش شاورما يعني؟"
ضحكت: "لا بيتزا، الشاورما بأكلها في الجامعة كل يوم، وكنت بغرق أمها ثومية كل يوم وإنت مسافر."
طلب لها بيتزا واستلموها وقعدوا الاتنين ياكلوا، موبيله رن، فهى علقت: "آه نسيت إنه هو الوحيد اللي عارف إنك رجعت."
ابتسم ورد: "أيوه يا سبيدو."
سبيدو: "أنت فين يا سيف؟"
استغرب: "في الشقة، ليه؟ في حاجة؟"
سبيدو بتردد: "هينفع تيجي لعندي المعرض؟"
سيف اتعدل وسأله بجدية: "في إيه؟"
سبيدو: "تحليل الـDNA قال إن ناريمان حامل في إبن كريم، وهو ومؤمن جايين لعندي."
سيف بذهول: "يعني إيه إبنه؟ إبنه إزاي؟ تلاقيها مزورة النتيجة دي."
سبيدو: "مش عارف تفاصيل لسه، بس اللي عرفته إنهم عادوا التحليل كذا مرة وفي كذا مكان، والنتيجة واحدة، إبنه."
سيف وقف: "طيب هاجيلكم المعرض، بس هوصل همس الأول الفيلا وأجي، سلام."
قفل وبصلها، وقبل ما ينطق وقفت: "هلبس، حاضر."
ابتسم لتفهمها، وأخدها في حضنه: "كان نفسي نهرب كام يوم لوحدنا الأول، بس الظاهر إنه صعب."
ابتسمت: "حبيبي إحنا مع بعض وده المهم."
خلال ساعة كانوا قدام الفيلا، فسألته: "هتدخل تسلم عليهم الأول؟"
ابتسم بتكلف: "آه طبعًا."
نزلوا، ولأول مرة همس تلاحظ إن سيف بيدخل وهو بيقدم رجل ويأخر رجل، لحد ما دخلوا. قابلتهم هوليا اللي فرحت بسيف وحضنته بحب وفرحة.
سلوى خرجت على صوتها، اتفاجئت بابنها فضمته بحب، واستغربت إنه بيسلم عليهم بفتور واضح.
نادت على عز اللي كان يدوب واصل قبلهم، فنزل بسرعة، اتفاجأ بسيف فكمل درجات السلم جري علشان يسلم عليه.
سأل عن آية، وعرف إنها لسه بالشركة.
اتلموا كلهم حواليه وسلوى وقفت: "خليهم يجهزوا السفرة نتغدى مع بعض كلنا."
سيف وقف هو كمان قدامها: "اتغدوا إنتوا، أنا ورايا مشوار."
بص لهمس، وقبل ما يتكلم سلوى وقفته: "بقول نتغدى كلنا، مش تخرج."
بصلها: "اتغديت أنا وهمس من بدري."
سلوى استغربت إجابته، بعدها سألته: "إنت جيت إمتى؟"
بصلها بهدوء: "الصبح، وروحت الكلية، وأخدتها للشقة، وأدينا جينا هنا. عندك أسئلة تانية؟"
سلوى بتهكم: "للدرجة دي وحشاك هي بس و..."
قاطعها عز اللي وقف وشدها من دراعها: "حمدالله على سلامتك يا حبيبي، المهم إنك بخير." (بص لمراته): "دي أول مرة يبعدوا عن بعض من ساعة ما اتجوزوا، طبيعي تكون وحشاه وهو واحشها."
سيف بص لهمس: "ساعتين وهاجي، تمام يا روحي؟"
ابتسمت له بحب: "هطلع إذاكر لحد ما ترجع."
باس خدها وبصلهم: "يلا سلام."
عز وقفه: "مش هتقولي عملت إيه في سفرك؟"
سيف بصله: "هقولك أكيد، لينا قعدة طويلة إحنا الأربعة."
عز باستغراب: "مين الأربعة؟"
سيف بصلهم: "أنا، وحضرتك، وسلوى، وهوليا. إحنا الأربعة."
عز نوعًا ما اتوتر لأنه مش فاهم في إيه بيحصل، وإبنه ماله متغير بالشكل ده ليه؟
سابهم وخرج، وساعتها الأنظار تلقائيًا اتجهت لهمس اللي بتتراجع: "هطلع إذاكر أنا لحد ما يرجع علشان امتحاناتي."
وقفتها سلوى: "استني هنا، سيف رجع إمتى بالظبط؟ وليه مجيتوش على هنا؟ دي أكيد فكرتك تروحوا شقتكم الأول؟"
هوليا بدفاع: "حتى لو كانت فكرتها، هي حرة دا ا! جوزها وهي حرة، ومن حقها تشبع منه الأول، tamam mı؟"
سلوى هترد، بس همس ردت بسرعة: "أنا اتفاجئت بسيف في الجامعة عندي، وبعدها لقيت نفسي قدام الشقة مش الفيلا، فدي قراراته هو، مش أنا. بعد إذنكم."
وقفتها تاني: "هو ماله زعلان ليه؟"
همس بصتلها بحيرة: "معرفش، ما اتكلمش معايا في أي حاجة."
سلوى بغيظ: "مفيش راجل بيخبي على مراته حاجة إلا لو مش بيحبها."
هوليا ردت: "وإنتِ nerden عارفة كل الرجالة؟ ولا جبتي منين الافتراض الفظيع ده؟ Eğer parmakların bile مش زي بعضها، nasıl diyorsun مفيش راجل معرفش إيه؟"
عز زعق: "بس إنتوا الاتنين! همس، اطلعي ذاكري يا بنتي."
همس استغلت تدخل عز واختفت في لحظات.
سيف وصل لسبيدو، وكان كريم ومؤمن هناك. سلم عليهم وقعدوا مع بعض. كريم سأل: "وصلت لإيه في سفريتك دي؟"
سيف رد: "سيبك من اللي وصلت له وقولي إزاي ناريمان حامل في إبنك؟"
كريم وقف بضيق: "ما تقولش إبني لو سمحت."
سيف استغرب وتبادل نظراته مع مؤمن وسبيدو، : "اللي وصلني إن التحليل قال..."
قاطعه كريم: "مهما يقول، برضه مش إبني."
سيف بهدوء: "ماشي، مش هنقول إبنك، بس ده ما يمنعش حقيقة إن التحليل طلع إيجابي لصالحها. فالخطوة الجاية إيه؟"
كريم بغيظ: "الخطوة الجاية أقتلها لو رسيت على ده."
كلهم بصوا له بذهول، وسيف علق بتهكم: "شوف مين اللي بيتكلم عن القتل؟ الأخ اللي زعل من إشاعة سباق وهمي!"
كريم بضيق: "لكل مقام مقال."
سيف بص لمؤمن: "إيه؟ هنعمل إيه علشان الأخ ده أووف دلوقتي وعقله مش فيه؟"
مؤمن بحيرة: "مش عارف صراحة. جزء مني بيقول نكلمها ونحاول نوصل معاها لحل وسط، وجزء تاني بيقول نديها علقة موت تعرف إن الله حق."
سيف قعد باستسلام، وبص لسبيدو: "هو الاتنين عندهم تخلف عقلي ولا بيتهيأ لي؟"
كريم بغيظ: "عندك حل؟ قوله بدل التهكم اللي لا هيودي ولا هيجيب."
سيف تراجع: "معنديش حل. بس هي حامل إزاي في إبنك؟" (كريم بصله وقبل ما يعترض) "وقول مسمى غير إبنك لو ده مش عاجبك. بس التحليل بيقول تبعك، فده حصل إزاي؟ هل زورت النتايج؟ هل هو إبنك؟"
محدش رد، فسيف كمل: "طيب مفيش إجابة. نحاول نفكر بصوت عالي. هل شربت مرة وسكرت مثلًا؟"
كريم بنرفزة: "إنت شايفني كل يوم بشرب وأطوح؟"
سيف بغيظ: "يا كريم، أنا مش بتهمك. أنا بحاول أفكر معاك، أصلها هتحمل منك إزاي؟"
كريم زعق: "معرفش، وهو ده اللي مجنني."
فضلوا ساكتين شوية، بعدها كريم غير الموضوع: "المهم، إنت وصلت لإيه في سفرك؟ مين وراك؟ وهل له علاقة بيا؟ أو بناريمان؟ سفريتك طلعت منها بإيه؟"
سيف فضل باصصلهم وساكت، فمؤمن بص لسبيدو: "وصلتوا لإيه هناك؟"
سبيدو رفع إيديه: "وحياتك ما أعرف. آخر واحد وصلنا له، هو قابله وحده، ومن بعد ما قابله وهو ملتزم الصمت التام."
مؤمن بص لسيف: "مين الواحد ده؟ وإيه اللي حصل؟ فهمنا."
خلصوا اجتماعهم، وكل واحد اتحرك في طريقه. موبايل كريم رن كتير، لكنه ماردش وطلع على الشركة.
سيف راح لشركته، وأول حاجة عملها إنه دخل على أخته. اتفاجئت بيه قدامها في المكتب، فقامت جري حضنته وفرحت برجوعه جدًا، وبدأت تتكلم بسرعة عن الشركة والشغل وهمس والبيت، وهو كان بيسمعها باهتمام ومستمتع بالتفاصيل الصغيرة.
وهو خارج، وقفته بحرج: "سيف، هو..."
معرفتش تصيغ سؤالها، فسألها: "هو إيه؟ عايزة تقولي إيه يا روحي؟"
بصت للأرض بحرج: "يعني أقصد لو..."
ابتسم: "السؤال يخص سبيدو، صح؟ لو إيه؟ عايزة تتصلي بيه؟"
ردت بسرعة: "لا، لا مش هتصل، بس لو هو يعني..."
ابتسم ورد: "لو هو اتصل، هيكلمني الأول. فلو اتصل، ردي عليه، بس كلامك على القد لحد ما ناخد خطوة رسمية، يا روحي، وربنا يسعدك."
ابتسمت وحضنته: "بحبك أوي يا سيف."
ابتسم زيها: "بتحبيني علشان قولتلك تكلميه؟ أخص عليكِ بجد."
ردت بسرعة: "لا، لا، مش علشان قولتلي أكلمه، أنا فعلًا بحبك."
ربت على شعرها: "عارف يا روح قلبي، وأنا كمان بحبك. يلا، هروح أشوف المتخلف مروان."
علقت بسرعة: "آه، شفت؟ صح! ساب هالة وفسخ خطوبته."
سألها بفضول: "ليه بقى؟ تعرفي ليه؟"
هزت رأسها بنفي، فكمل: "تمام، هروح أشوفه، ربنا يهديه."
سابها وراح لمروان صاحبه اللي اتفاجئ برجوعه. قعدوا مع بعض، فسيف سأله بهدوء: "سيبت هالة إزاي؟"
مروان بص للأرض: "ممكن ما نتكلمش في..."
قاطعه سيف: "لا، مش ممكن يا مروان. سيادتك سيبت هالة ليه؟ البنت كويسة و..."
قاطعه مروان بغضب مكبوت: "وإنت متخيل إني مش عارف إنها كويسة؟ إنها أجمل وأرق من إنها تكون حقيقة في حياتي؟"
سيف بذهول زعق: "ما هي حقيقة في حياتك يا متخلف! سيبتها ليه؟"
مروان دور وشه بعيد: "سيف، أرجوك لو سمحت..."
قاطعه سيف: "لو سمحت إنت يا مروان! فهمني سيبت خطيبتك ليه؟ إيه اللي حصل بينكم وصلكم لفسخ الخطوبة؟"
مروان بصله: "إنت متخيل إني عايز أفسخ خطوبتي أو أبعد عنها؟"
سيف ضرب كف بكف: "لا حول ولا قوة إلا بالله. هو حد يا إبني ضربك على إيدك؟ طيب بتفسخ خطوبتك ليه لو مش عايز تفسخها؟ إيه اللي جابرك؟"
مروان فضل ساكت، وسيف استناه يتكلم، لكنه استمر في صمته. زعق: "يا إبني ما تنطق! سيبت البنت ليه؟ إنت غبي ولا فيك إيه؟ ولا بتكرهها لدرجة إنك داخل حياتها تبهدلها وتسيبها قبل امتحاناتها بيومين؟"
مروان بص لسيف باهتمام: "امتحانات إيه؟"
سيف بتهكم: "الميدتيرم، ولا سيادتك ناسي إن امتحاناتها بعد يومين؟"
مروان دور وشه بعيد: "نسيت قصة الامتحانات. لو كنت فاكرها كنت..."
قاطعه سيف بسخرية: "كنت إيه؟ أجلت الفسخ لبعد الامتحانات؟ إنت فيك إيه يا مروان؟ إنت أهبل؟"
مروان زعق بنرفزة: "يا سيف، ممكن لو سمحت ما تدخلش؟ أنا اتدخلت في علاقتك بهمس؟"
سيف زعق: "أيوه، اتدخلت، واتكلمت، وفضلت جنبي طول السنة اللي فاتت. بعدين لو سيادتك مش عايزني أتدخل، أخدتني معاك ليه وإنت بتطلب إيدها؟ ولا سيادتك ناسي إن أنا في الوش قدام عيلتها؟ أنا وهمس وأبوها لو وافق عليك كان علشان همس ومعرفته بها. فسيادتك لما تيجي زي المتخلف تفسخ خطوبتك، إنت بتصغرنا كلنا: أنا وأبويا وأمي ومراتي، لأننا في ضهرك قدام عيلتها. فلما تيجي تاخد قرار متخلف زي ده، أقل واجب تفهمنا ليه أخدته! فاتفضل حالًا وقولي إنت ليه أخدت القرار؟"
مروان باصرار: "هقولك برضه يا سيف: ده قراري، ويخصني لوحدي. ولو حابب تروح لأبوها تقوله إن مالكش علاقة بصاحبك المتخلف، مش همنعك."
سيف وقف بغضب: "لا يا سيدي، أنا مش هعمل كده. بس أنا اتعاملت مع هالة واعتبرتها زي أخت همس، أو يمكن زي آية، وتعز عليا فوق ما تتخيل. فلو هتقل بأصلك بدون سبب، هعتبر نفسي أخوها، واعتبرها هي آية، واللي يزعلها همحيه من على وش الأرض، حتى لو كان الحد ده صاحبي المتخلف."
مروان وقف في وشه: "تحب يعني أخرج بره الشركة؟ ده قصدك؟"
سيف اتحرك ناحية الباب: "بالظبط كده."
سابه وخرج وهو مش فاهم في إيه، وإيه اللي حصل، وليه كل ده بيحصل أصلًا؟
خرج متنرفز من عند مروان أكتر ما هو متنرفز أصلًا، وفضل واقف شوية في الطرقة مش عارف يعمل إيه.
لدرجة مريم قربت منه: "خير يا باشمهندس، حضرتك محتاج حاجة؟"
بصلها وابتسم بعملية: "شكرًا يا مريم، أنا بس بفكر أروح لأني لسه تعبان من السفر."
مريم: "طيب اتفضل حضرتك، إحنا كلنا موجودين، وباشمهندس مروان موجود، وباشمهندسة آية كمان."
قبل ما يرد، باب مكتب مروان اتفتح وخرج مروان شايل شنطته وعدى من جنبهم. مريم بصتله باستغراب: "رايح فين؟" وسيف ما التفتش ناحيته أصلًا.
مريم همست: "هو باشمهندس مروان رايح فين كده؟ و..."
قاطعها سيف: "ساب الشركة."
فتحت بوقها تعترض، لكن سيف سابها ومشي ودخل مكتبه.
كريم ومؤمن وصلوا الشركة ودخلوا، كانت كل الأنظار عليهم بشكل غير طبيعي، الكل بيتكلم والهمس شغال.
مؤمن علق: "هو في إيه؟ الكل بيبصلنا ليه كده؟"
كريم حرك كتافه بلا مبالاة وطلعوا لفوق. قابلتهم علياء، بصت لكريم: "اتصلت عليك كتير."
كريم بضيق: "سوري، بس معرفتش أرد. في إيه؟"
علياء بتردد: "السوشيال ميديا مقلوبة. حضرتك ما فتحتش إنستا أو فيس أو...؟"
قاطعها بنفاد صبر: "علياء، في إيه بالله عليكِ؟ أنا مش متحمل."
حاولت تشرح بس اتحرجت، فمسكت موبيلها فتحته وحطته قصاده: "الكل بيتكلم عن ده."
كريم ومؤمن بصوا لموبيلها وقرأوا: "إنكار نسب ومحاكم: ناريمان الغندور تطالب كريم المرشدي بالاعتراف بإبنه وتعلن أنها تحمل إبن المرشدي في أحشائها."
مؤمن بذهول: "إيه ده؟"
علياء بحرج: "الفيس كله بيتكلم عن إنها رافعة قضية نسب على حضرتك وإنها على علاقة بيك."
كريم ضم قبضة إيده وفكر بجدية لو يروح ينفذ كلامه ويقتلها ويخلص منها.
مؤمن علق: "دي كدابة وبتتبلى عليه يا علياء."
علياء بصت له: "حضرتك متخيل إن عندي شك إنها كدابة؟ أنا بس ببلغكم إن الكل شاف كلامها. مش بس كده، هي منزلة صورة تحليل DNA مكتوب فيه إن نسبة التطابق ٩٩.٩٪؜، وكاتبة عليه إن اللي مش مصدق فالتحليل ما بيكدبش. باشمهندس كريم، حضرتك لازم تمسح المقالات دي كلها و..."
قاطعتها كريم وهو داخل مكتبه: "في حاجات أهم أعملها يا علياء من إني أمسح شوية مقالات."
قبل ما يدخل مكتبه، خرج حسن المرشدي ووقف قصاده: "إنت جاي هنا تعمل إيه؟"
كريم باستغراب: "يعني إيه جاي أعمل إيه؟ جاي شغلي؟ جاي مكتبي؟ جاي وخلاص."
حسن بنرفزة: "سيادتك تطلع بره الشركة دي وما تدخلهاش لحد ما تشوف حل للبني آدمة اللي دخلتها حياتنا دي."
كريم بذهول: "يعني إيه أطلع بره الشركة؟"
حسن زعق: "يعني تطلع بره. ملهاش معاني كتير صراحة. أطلع بره يعني أطلع بره، هو ده محتاج شرح؟ أطلع بره الشركة وبره بيتي كمان لحد ما تشوف حل وتنهي القضية دي بشكل نهائي. اتفضل."
مؤمن اتدخل: "عمي، حضرتك بتقول إيه بس؟"
حسن بنرفزة: "بقول اللي سمعتوه. سيادته مش عايز أشوف وشه غير بعد ما ينهي القصة دي. اتفضل."
كريم خارج، لكن مؤمن مسك دراعه. قبل ما يتكلم، حسن حذره: "لو سمحت يا مؤمن، بلاش تجبرني أقولك إنت كمان معاه. كفاية صدمتي في واحد."
مؤمن حاول يرد، لكن كريم منعه: "خليك إنت هنا. نتكلم بعدين."
سابهم وخرج، ركب عربيته وانطلق بيها زي الصاروخ.
على ضفاف شلالات هاواي الساحرة، كانت ملك واقفة، شعرها بيتطاير مع نسيم المية المنعشة، وعيونها متعلقة بالمنظر الرائع.
نادر قرب منها وحط إيده على كتفها بحنان، وقال وهو بيتأمل معاها: "عمري ما كنت أتخيل إني هعيش اللحظة دي.. جنبك وفي مكان زي ده."
ابتسمت ملك وهي مغمضة عينيها، مستمتعة بصوت الشلال وصوت نادر: "وأنا برضه.. دايمًا كنت بحلم بمكان زي ده، بس ما كنتش أعرف إن الحلم هيتحقق، وكمان معاك."
قرب منها أكتر وهو بيمسك إيدها، ووشه كله جدية ممزوجة بحب: "أوعِ تفتكري إن ده مجرد شهر عسل.. دي بداية حياتنا مع بعض، حياة كلها حب وسعادة زي اللحظة دي."
ملك بصت له بابتسامة مليانة حب: "طول ما إنت جنبي، أنا عارفة إن كل لحظة هتكون أحلى من اللي قبلها."
شدها نادر لحضنه وسط رذاذ الشلال اللي كان بيضفي عليهم إحساس بالنقاء، وهمس في ودنها: "أنا وعدتك بالسعادة.. وهفضل أوفي بوعدي طول ما أنا حي."
ضحكت ملك وهي بتلمس وشه بحنية: "وكفاية عليّا إنك معايا.. ده كفاية عشان أكون أسعد واحدة في الدنيا."
وبين صوت المية الهادر وهدوء الطبيعة، كان صوت ضحكاتهم وحبهم هو الأوضح، وكأن الدنيا كلها شاهد على حبهم اللي بيتجدد مع كل لحظة.
سيف راح لمكتب أخته: "آية أنا مروح، تمام؟"
ابتسمت: "طبعًا براحتك حبيبي، وأنا شوية وهروح. هنقل كام ملف لمروان و..."
قاطعها بضيق: "مروان مشي."
علقت باستغراب: "مشي إزاي؟ ومن إمتى بيمشي بدري؟"
بصلها وهو بيضيف: "مشي من الشركة خالص."
آية بصتله بعدم تصديق: "مشي من الشركة إزاي يعني؟ خرج؟ بعته مشوار؟ يعني إيه مشي دي؟"
وضح بنفاذ صبر: "يعني ساب الشركة. اتخانقنا وساب الشغل، إيه اللي إزاي؟"
آية وقفت واتحركت من ورا مكتبها: "إنت بتهزر صح؟ يعني إنت رايح تشوفه ماله وإيه اللي حصله ولا رايح تطرده؟ سيف؟"
دافع عن نفسه: "أنا ما طردتوش، هو اللي غبي والكلام جاب بعضه، قالي أمشي، قولتله مع السلامة. أصلًا بني آدم متخلف."
آية باستنكار: "سيف! ده مروان؟"
علق بتهكم: "يعني إيه؟ أعمله إيه يعني؟"
مسكت دراعه: "حبيبي، ده صاحبك الانتيم، صاحبك من سنين وبيمر بأزمة. أزمة كبيرة أكيد هي اللي وصلته للمرحلة دي. وبدل ما تخليه يفضفض ويتكلم معاك وصلته لمرحلة إنه يخسر صاحبه وأخوه الوحيد. إنت إيه اللي جرالك؟ ليه الكلام معاك بقى مكلف وصعب للدرجة دي؟"
بصلها باستنكار: "أنا الكلام معايا صعب يا آية؟"
أكدت بضيق: "أيوه صعب. الواحد لازم يخلي باله من كل حرف ينطقه معاك ليكون الثمن خسارتك! إنت ليه بقيت كده؟"
تراجع: "أنا لازم انسحب علشان بس معنديش استعداد أخسر حد تاني النهارده."
جات تتكلم، بس رفع إيده: "أنا حاليًا مش في مود أسمع أي حاجة من أي حد، فاقفلي الكلام."
سابها وقفل الباب وراه وهو متضايق من أخته فوق ضيقه من أبوه وأمه وجدته ومروان. القائمة بتوسع حواليه وحاسس إنه بيخسر.
قاطع سرحانه خروج بدر من مكتبه، شكله مروح بيته. اتفاجئ بسيف، فصاح بترحيب: "سيف باشا، حمدالله على سلامتك."
سيف ابتسم وسلم عليه بحرارة. وقفوا الاتنين مع بعض واتكلموا شوية. بعدها بدر علق: "مالك؟ شكلك مش طبيعي. مش واحد راجع من سفر كده وفرحان برجوعه لعيلته وحبايبه."
سيف اتنهد بهم: "فرحان؟ فرحان دي كلمة غريبة عني تمامًا يا بدر. أنا راجع بكمية مشاكل غير طبيعية وصدمات عمري ما تخيلت إني ممكن أمر بيها. ورجعت لمراتي اللي عندها امتحانات بعد يومين، وصاحبي الانتيم اللي جتله حالة تخلف فجائي، وأختي بتقولي إنت شخص صعب الكلام معاه. وحاسس إني عايز انفجر. فنصيحة: ابعد عني، لأني بحبك ومش عايز أقول حاجة كده ولا كده ممكن تضايقك مني."
بدر ربت على كتفه بتفهم: "لو عايز حد تنفجر فيه، أنا مستعد أكون الحد ده. تعالى نخرج بره الشركة ولا وراك حاجة مهمة؟"
سيف بحرج: "بدر، إنت كنت مروح بيتك. ما تشغلش بالك بيا وبمشاكلي، لأن صدقني ملهاش نهاية. نتكلم بعدين في وقت أفضل من كده."
بدر شده من دراعه: "بطل كلام أهبل ويلا نطلع من هنا. بعدين لو الواحد مش هيلاقي حد يتكلم معاه وهو مخنوق، فايدتها إيه الصحاب؟"
خرجوا مع بعض، وقفوا تحت وبدر سأله: "تحب نتحرك بالعربيتين ولا نعمل إيه؟"
سيف بضيق: "لا، مش عايز أسوق. تعال بعربيتك، بس هتضطر توصلني."
بدر ابتسم واتحركوا لعربيته. بعد ما قعدوا، شغل العربية وسأله: "تحب نطلع أي مكان ولا تيجي معايا البيت؟ أنس هيفرح بيك أوي."
فكر سيف لحظات، بعدها علق بحرج: "أنس واحشني كتير بس..."
بدر قاطعه: "يبقى ما تقولش، نطلع على البيت."
سيف حاول يمنعه، لكنه أصر وأخده للبيت واحترم صمته معظم الطريق.
وصلوا، وأنس استقبلهم بفرحة، وخصوصًا لما شاف سيف. فرح بيه جدًا وفضل يتكلم معاه ويحكي له أمور كتيرة عن التغيرات اللي في حياته، وخصوصًا عن زياراته للدكتور النفسي.
سيف سأله باهتمام: "جميل أوي كل التغيرات دي يا أنس، بس طمني عنك أنت. أخبارك إيه؟ مش النادي وأصحابك والمدرسة؟ عايز أسمع عنك إنت."
أنس ابتسم: "تعرف، أنا كنت مفكر إني لازم أنسى الماضي باللي فيه وكل اللي حصل، وده كان صعب جدا لأن اللي حصل كان صعب يتنسي."
سيف علق باهتمام: "تجربتك مكنتش سهلة يا أنس، وصعب تتنسي فعلًا. فإنت لازم تتقبلها وتتعلم منها وتتعايش معاها."
أنس بحماس: "ده نفس اللي قالهولي الدكتور النفسي. قالي إن أول خطوة هي تقبل الماضي بحلوه ومره. لازم نتقبله، ودي أهم خطوة. بعدها أحاول أتعلم من أخطائي علشان ما أكررهاش، وأقنع نفسي إني ما اسمحش للي حصل يحدد شخصيتي. أنا بس اللي أرسم شخصيتي بالشكل اللي أنا عايز أكونه. وأهم حاجة إني أتكلم عن مشاعري وأفكاري مع اللي حواليا وأطلب المساعدة لو حسيت إني محتاجها."
سيف ابتسم وحس بالسعادة من تغيير أنس لأنه بقى منطلق وبيتناقش بوعي كبير: "تعرف إنّي فرحان جدًا بالكلام معاك؟ كل كلامك صح يا أنس. المفروض الإنسان ما يسمحش للماضي يحدد شخصيته ومستقبله. ومش عيب إن الواحد يطلب مساعدة من الناس اللي بتحبه. وأتمنى أكون من ضمن الناس القريبة منك اللي ممكن تفكر فيهم وقت ما تحتاج مساعدة."
أنس بحرج: "بابا بيقول إنك مشغول و..."
سيف قاطعه باهتمام صادق: "مهما الواحد يكون مشغول، مش بيتشغل عن أحبابه يا أنس. وقت ما تحتاج مساعدة أو حتى تتكلم، هسمعك. معاك رقمي، كلمني في أي وقت هسمعك."
بدر نزل من فوق ومعاه هند اللي علقت: "حمدالله على السلامة."
وقف سلم عليها واعتذر عن تطفله، بس عاتبته بعدها بدر علق بهزار: "زمان أنس أكل دماغك وصدّعك؟"
سيف داعب راس أنس: "لا بالعكس، استمتعت بكلامي معاه. حسيت إني مع حد ناضج."
أنس ابتسم بحرج: "أنا متشكر أوي يا عمو. كلامي معاك بجد فرق معايا."
سيف بصدق: "وأنا زيك وأكتر يا أنس."
انسحب وسابهم. هند سألته: "أمال همس فين؟"
وضح: "في البيت. أنا جيت من الشركة."
هند اقترحت: "طيب نكلمها تيجي؟ ولا..."
سيف فكر لحظات قبل ما يرفض: "لا، بلاش. وراها مذاكرتها، ولو جت هتضيع وقت كتير. أنا شوية وهمشي."
هند وقفت: "طيب، هحضر السفرة يكون..."
قاطعها سيف: "أنا هقعد شوية مع بدر وهمشي، فلو سمحتي يا هند ارتاحي."
هند وضحت: "سيف، أنا هحضر السفرة سواء إنت موجود أو مش موجود. كلنا لسه ما اتغديناش أصلًا. بننتظر بدر."
سيف بصلها: "بجد؟إنتِ قاعدة لحد دلوقتي من غير غدا منتظراه؟" (بص لبدر بعتاب): "يبقى تروح بدري لو هي بتنتظرك كل ده."
بدر بص لها: "دايمًا جيبالي الكلام هاه."
هند ضحكت، بس وضحت: "أنا أه منتظراه نتغدى مع بعض، بس ده ما يمنعش إني اتغديت ثلاث أربع مرات قبل دي."
سيف ابتسم وبدر علق: "أيوه، لاحسن يفتكرني ظالمك ولا حاجة."
هزروا شوية، بعدها سيف وقف: "طيب، هسيبكم و..."
بدر قاطعه: "اقعد يا سيف، نتغدى مع بعض."
سيف: "طيب، علشان بس ما نفضلش نلف وندور حوالين بعض، أنا اتغديت أنا وهمس من بدري. فنتكلم وقت تاني وإنت اتغدى مع عيلتك."
بدر وقف: "طيب طالما مصر ما تتغداش، تعالى نقعد مع بعض شوية بره في الجنينة."
حاول سيف يعترض، لكن بدر أصر وطلعوا الاتنين مع بعض، قعدوا شوية في صمت لحد ما بدر قرر يفتح الكلام الأول: "صاحبك المتخلف، قصدك مروان صح؟ عرفت هو ليه فسخ خطوبته؟"
سيف بدأ يتكلم عن مروان وعلاقته بيه، وعن غباؤه واللي حصل، وبدر سمعه بهدوء. بعدها علق: "سيف، اللي فهمته وعرفته إن مروان بيعتبرك أخ، مش مجرد صاحب."
سيف رد باندفاع: "وأنا كمان بعتبره أخ، وحاولت أتكلم معاه كأخ."
بدر كمل: "لكن مجرد إن محاولتك فشلت، اتكلمت كمدير وطردته من شغله."
سيف دافع عن نفسه: "أنا ما طردتوش، هو..."
قاطعه بدر: "هو إيه؟ سيف، كان لازم قبل ما تسأله ليه فسخ خطوبته تعرف أخباره هو. هو بيمر بأزمة ومش عارف يتعامل فيها، فده اللي طلع معاه. بدل ما تحكم وتتخانق، كان المفروض تسمع. إنت نفسك في وقت من الأوقات سيبت حبيبتك بشكل بشع ورحت خطبت غيرها، مش دي كانت أزمة بتمر بيها؟ فليه دلوقتي بتقول عليه متخلف؟ مش يمكن بيمر بظرف زي اللي أجبرك تخطب واحدة غير حبيبتك؟ إزاي قدرت تحكم عليه بالتخلف والهبل؟ وإزاي ساب حبيبته في الوقت اللي إنت بالذات سبق وعشت نفس التجربة؟ ويمكن أسوأ منها كمان."
سيف كشر لإنه مفكرش بالطريقة دي أبدًا، وحس من جواه بالندم لأنه كان هجومي مع مروان وما حاولش يسمع مشكلته قبل ما يتكلم بغباء معاه.
بدر إداله فرصة يحلل كلامه، بعدها كمل: "بالنسبة لأختك، ليه حاسة إن الكلام معاك صعب؟"
سيف بص للأرض: "لأن المشاكل فوق راسي كتير، مش عارف أفوق منها. بقيت مش طايق أتكلم، ولا قادر أعاتب، ولا قادر أتناقش، ولا قادر أسمع."
بدر نصحه: "هقولك زي ما دكتور أنس بيقوله، اسمح للي بيحبوك يساعدوك وياخدوا بإيدك. وزع مشاكلك وهمومك علينا، صدقني هنشيلها معاك."
سيف بعرفان: "إنت أوردي شايل معايا كتير يا بدر. يكفي قعدتك دي معايا دلوقتي، ومراتك وإبنك جوه منتظرين يتغدوا."
أضاف آخر جملة بهزار، وبدر علق: "صدقني الاتنين أكلوا من بدري، وده بيعتبروه وجبة أوفر، فما تشغلش بالك بيهم. سيف، إنت راجع من بره، واعتقد عندك مشاكل كتير، فمش عايز تاخدها البيت، وخصوصًا إن مراتك داخلة على امتحانات زي ما بتقول. فبتهرب من إنك تروح البيت. نصيحتي ليك، ما تهربش من البيت ولا من مراتك. مش شرط تفضفض لها كل مشاكلك، بس ما تحرمهاش منك، ولا تحرم نفسك منها. وجودها جنبك هيفرق معاك جدًا. إنت راجع من السفر، محتاج ترتاح علشان تقدر ترتب أمورك وأفكارك. محتاج صاحبك، فلازم تسمعه وتساعده لو تقدر تحل مشكلته. محتاج أختك، تاخدها في حضنك مرة وألف، لحد ما تصدق وتقتنع إن أخوها، مهما يحصل، جنبها مش هتخسره أبدًا، مهما يكون حجم غلطها. حبك مش مشروط."
موبايله رن، كان سبيدو، فاستأذن ورد عليه: "أيوه يا سبيدو."
سبيدو: "إنت في الشركة ولا فين؟"
سيف: "روحت، عايز حاجة؟"
سبيدو بتردد: "لو قلتلك إني عايز أعزم..."
قاطعه سيف: "لأ، قبل ما تكمل، آخرك مكالمة تليفون تسلم وتقفل."
سبيدو بغيظ: "ليه لأ؟ طيب خليني آخد خطوة علشان تبطل تقولي لأ."
سيف ابتسم: "أنا امتى منعتك تاخد خطوة؟ اعتقد أنت عارف أبوها، وعارف رقمه وعنوانه."
سبيدو بذهول: "تصدق أنا غلطان إني عملتلك إنت اعتبار يا بارد."
سيف: "متشكر، عايز حاجة تاني؟"
سبيدو: "أنا تحت الشركة، هطلع أسلم، ماليش أنا في قصة الفونات دي."
سيف حاول يرد، لكن سبيدو كمل: "وحتى لو قلت لأ، برضه هطلع أسلم، لأنك شخص بارد، علشان بس تبقى الأمور واضحة معاك. سلام."
قفل سيف الموبايل وبص لبدر: "إلا قولي، إيه رأيك في سبيدو؟"
بدر استغرب: "رأيي فيه من جهة إيه؟ هو شخصية ظريفة، بيهزر، جدع جدًا، وصاحب صاحبه. فإيه رأيي من أي جهة؟"
سيف اتنهد: "من جهة عريس لآية."
بدر ابتسم: "اعتقد إنك موافق عليه بدليل كلامك معاه وسفرك معاه. هو حد بتثق فيه كتير، فليه لأ؟"
سيف بحيرة: "بثق فيه جدًا وبآمنه على حياتي، بس جزء جوايا خايف من ماضيه، وخايف على آية."
بدر بابتسامة عريضة: "ده خوف طبيعي. خوفك على أختك طبيعي، وأي حد، سواء سبيدو أو غيره، الخوف ده هيكون موجود. هل هو الشخص الصح؟ هل يستاهل أختي فعلًا؟ هل هو مناسب؟ هل هيقدر يسعدها؟ خوفك طبيعي ومعناه إنك بتحب أختك، فاطمن."
مؤمن حاول يتصل بكريم كتير، لكنه مردش عليه. بعد حيرة طويلة، قرر يتصل بسيف، اللي رد عليه وكان مروح بيته في أوبر لأنه رفض إن بدر يوصله، وما حبش يكلم نصر.
مؤمن بتردد: "بقولك حاول تكلم كريم، ولو رد عليك شوفه فين ولا ناوي يعمل إيه، لاحسن مش عايز يرد عليا."
سيف بحيرة: "إنتو اتخانقتوا؟ من إمتى كريم مش بيرد عليك؟"
مؤمن وضح: "اتخانق هو وعمي، وتقريبًا طرده من الشركة والبيت، علشان كده بقولك شوفه فين لاحسن يتهور."
سيف قفل معاه بسرعة، واتصل بكريم مرة واتنين لحد ما رد عليه: "إنت مش بترد ليه من أول مرة يا إبني؟ المهم سيادتك فين؟"
كريم بضيق: "عايز إيه؟ عندك جديد عن خليل؟"
سيف استغرب سؤاله وسط اللي بيمر بيه: "لا، معنديش، بس قولي إنت فين؟"
كريم: "هشوف فندق هادي أقعد فيه."
سيف: "سيبك من الفندق وتعال شقتي، هقابلك هناك، سلام."
قفل قبل ما يرد عليه، فكريم اضطر يتصل بيه تاني: "سيف، لو سمحت، إنت..."
قاطعه سيف: "قابلني عند شقتي ونتكلم هناك، سلام."
قفل معاه تاني، وغير العنوان اللي قاله لسواق التاكسي. واتقابلوا الاتنين قدام الشقة، وطلعوا لفوق. سيف دخل، قفل أوضة نومه بالمفتاح، وخرج لكريم، وعطاه مفاتيح الشقة: "اتفضل، الشقة وما فيها تحت أمرك. هات إبنك ومراتك جنبك."
كريم قعد بتهالك: "إبني ومراتي؟ مراتي عايشة في أحلام وردية، ومتخيلة إن ناريمان هتديها إبنها تربيه هي. متخيل تفكيرها الساذج؟"
سيف بهدوء: "بدل ما تفكر إن تفكيرها ساذج، فكر هي مستعدة تتقبل إيه علشانك يا كريم."
كريم زعق بنرفزة: "بس أنا مش عايزها تتقبل حاجة زي دي، ولا تتقبل عيل بالشكل ده!"
سيف انتظره يهدى: "أمال عايزها تعمل إيه؟ تطلب منك الطلاق؟ تسيبك؟ تتخانق معاك؟"
كريم باستسلام: "أيوه، يمكن لو عملت الحاجات دي قلبي مش هيوجعني بالشكل ده."
سيف ربت عليه: "من ساعة ما رجعت من بره وأنا بسمع عن عاصفتك اللي غيرت حياتك. فإنت حبك قوي، مش عاصفة جديدة هتدمره يا كريم. هي بتتكلم من منطلق حبها لجوزها وتمسكها به، فاتمسك بيها إنت كمان. يلا، أنا هسيبك وهروح أشوف عاصفتي. اقعد في الشقة براحتك."
أمل في أوضتها، منتظرة كريم يرجع البيت، ومش عارفة إزاي هتقابله. هتقف جنبه ولا هتسيبه وتتخلى عنه؟
موبايلها أعلن عن وصول رسالة، بصت لها بفتور. كانت رسالة من رقم غريب، فتحتها:
(عملتيلي بلوك، بس كان لازم اتصرف، ده مهما كان إبني. أنا مش عايزة أدمرك يا أمل. حبنا آه قديم، بس انتهى لفترة طويلة، لكن اتجدد في باريس وحصل اللي حصل. أرجوكِ فكري في إبني زي ما بتفكري في إياد.)
مع الرسالة، بعتتلها صورة فيها كريم نايم على ظهره وهي فوقه تمامًا، شفايفها لامسة شفايفه.
سيف وصل بيته، الكل كان منتظره، لكنه مكنش عنده طاقة يتكلم مع أي حد فيهم ولا عايز يتكلم أصلًا.
سلوى وقفته: "إنت فيك إيه؟"
سيف بص لها بإرهاق: "فيا كتير ومش قادر أتكلم دلوقتي، محتاج أرتاح وبعدها نتكلم."
سلوى بفضول: "إنت شوفت اللي اتكتب عن صاحبك؟ إبن المرشدي؟ هي البنت دي حامل منه بجد؟"
سيف نفخ بضيق: "يعني إن مكنتيش عارفة اللي فيها والحرب اللي إحنا داخلينها، كنتِ قولتي إيه؟"
سلوى وضحت: "بس هي حاطة تحليل..."
قاطعها: "أمي، أول ما أفهم حاجة هفهمك، لكن حاليًا عقلي واقف تمامًا ومش قادر، اعذريني."
وقفته تاني: "طيب بالنسبة لصاحبك اللي..."
قاطعها بترجي: "أرجوكِ،،بجد مش قادر أتكلم، محتاج أرتاح."
هوليا طلعت قاطعتهم: "يعني الولد يبوس رجلك علشان ترحميه ولا مش شايفة إنه تعبان؟"
سلوى كشرت، وقبل ما ترد، سيف اعتذر: "بما إني مش مستعد أشوف أو أسمع جولة جديدة من خناقاتكم، هقولكم بعد إذنكم."
سابهم وطلع أوضته، خبط خبطة خفيفة على الباب، بعدها دخل لهمسته.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا