رواية هوس الزيات فريد الزيات ونور الراوي الفصل السابع 7 بقلم ساره الحلفاوي
رواية هوس الزيات فريد الزيات ونور الراوي الفصل السابع 7 هى رواية من كتابة ساره الحلفاوي رواية هوس الزيات فريد الزيات ونور الراوي الفصل السابع 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هوس الزيات فريد الزيات ونور الراوي الفصل السابع 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هوس الزيات فريد الزيات ونور الراوي الفصل السابع 7
رواية هوس الزيات فريد الزيات ونور الراوي الفصل السابع 7
- أنا مراتُه .. نيِّرة!!!
حملقت بها بصدمةٍ، لم تكُن تتوقع مجيئها إلى هنا، دلفت بكل وقاحةٍ للغرفة تنظر إلى نور من أسفل إلى أعلى قائلة بإحتقارٍ:
- ذوقُه بقى بايخ!!!
لم تتحمل نور فـ إنفلتت أعصابها و هتفت بحدة:
- إطـلـعـي بـرا!!!
نهضت الأخيرة من فوق الفراش و قالت ُمستنكرة:
- هطلع متزعقيش!!
ثم قالت بـ خبث:
- بس قبل ما أطلع، أنا مراتُه زي ما إنتِ مراتُه .. يعني هنقسِّم الأيام بينا!!
- ده إنتِ هطلة بقى!!!
صرخت بها نور فـ قالت الأخيرة بضحكة مُستهزءة:
- أنا قولتلك اللي عندي! و فريد موافق على فكرة أنا لسه جاية من عندُه، واحدة زيي متتسابش أصلًا!!
لم تلتقط أذنيها سوى أن فريد يعلم بتلك التراهات، فـ غمغمت بصدمةٍ:
- فريد عارف؟!!!
أومأت لها نيّرة لترمي لها قبلة بالهواء ثم خرجت، جلست الأخيرة على الفراش تُلملم بعثرة أحاسيسها، ظلت على وضعها بـ المنشفة حتى دلف هو يجفف خصلاتُه بـ منشفتُه عاري الصدر لا يرتدي سوى بنطال أزرق قاتم رياضي قطني، أنعقد ما بين حاجبيه عندما وجدها على هذا الحال، ذهب لها و رفع ذقنها له يقول بتوجسٍ:
- مالك يا نور؟
حاولت نور التظاهر بالشجاعة، لتنهض واقفة أمامُه تقول بـ جمودٍ تلبّس نبرتها:
- مراتك كانت هنا .. و بتقول إنها عايزه تقسم الأيام بينا و إنك عارف .. و موافق على ده!!!
- نيّرة جات هنا!!
قالها بحدةٍ، لينظر لعيناها يقول بضيق:
- كل اللي قالتُه ده هبل .. و لا كإنك سمعتيه!!!
قالت نور تشعر بدمائها تحترق بنيرانٍ موقدة:
- عادي يا فريد .. ده حقها و حقك بردو!!
- إنت هبلة و لا شكلك كدا؟
هتف بعنفٍ حتى إنتفض جسدها، ثم قال بقسوة:
- أنا نفَسها مبطيقهوش تقوليلي حقها .. كَسْر حُقها!!!
ذهب من أمامها دون أن ينتظر ردها، فـ تهاوت على الفراش تكتم دمعاتها تشعر بنيران تتأجج بصدرها، شعور الغيرة مُميت، يشبه سكب مياة نارية تكوي قلبك، أغمضت عيناها واضعة كفها فوق قلبها، عاد بعد دقائق ممسكًا بـ رسغ نيرة وسط إعتراضاتها، أوقفها أمامه و كفُه فوق عضدها، لم تنتبه نور سوى لـ لمسة يده لـ جسدها، لترفع عيناها له و هو يزجرها بعنف:
- قسمًا بربي لو عتبتي الأوضة دي تاني لكون مطلقك وقتي، إعتذري منها حالًا!!!!
هتفت نيّرة بخوف و هي تطالعها:
- أنا .. أنا أسفة!!
ثم إلتفتت إلى فريد تقول و هي تذرف الدمعات:
- حلو كدا؟ مش هتحِن عليا بقى يا فريد و تعتبرني مراتك و لو ليوم واحد!!
- ده بُعدِك!!!
قالها ببرود فـ كانت قاصدة الإقتراب منه أمام أعين نور و محاوطة عنقُه تقول بـ صوتٍ يضعف أمامه أعتى الرجال:
- بس كدا حرام .. أنا عايزاك!!!
أغمضت نور عيناها و كفها قابض فوق ملاءة الفراش تكورها بيدها، لتفتح عيناها على دفعة فريد إلى نيرة و جرُه لها تاركًا الغرفة، سمحت لدمعاتها بالنزول و بدأ جسدها في الإرتعاش بـ حُزن عجزت السيطرة عليه، رفعت رأسها للخلف تحاول التنفس بشكلٍ طبيعي، حتى وجدته يدلف مجددًا و الغضب بادٍ على وجهه، طالعتُه بنظرات لا حياة بها، و غمغمت بهدوء لا يماثل ما بقلبها:
- أنا مش هقدر أستحمل وجودها في البيت .. يا أنا يا هي!!
- إنتِ حاطة نفسك في مقارنة معاها إزاي؟
قالها بحدة، فنهضت صارخة بإنفعال:
- جربوعة مين دي اللي أحط نفسي في مقارنة معاها! أنا بقولك مش هقدر أستحمل إنها تبقى هنا في نفس المكان اللي أنا عايشة فيه مع جوزي!!
- همّشيها قُريب!!
قال محاولًا إمتصاص غضبها، فـ هتفت بنبرةٍ عنيفةٍ:
- مـش هتقـعد هنـا يـوم واحـد!!!
إنفلت زمام صبرُه فـ هدر بها بنبرةٍ أكثر عنفوانًا:
- وطـــي صـوتـك!!!!
إنتفضت من صوته الذي يلج الرعب بداخلها، فـ جلست كاتمة عبراتها من السقوط، مسح هو فوق وجهه بـ عصبيةٍ، و لان قلبُه عندما وجدها تكتم شهقات بكائها تفرك بأناملها بقسوةٍ حتى غزاهم الإحمرار، جلس أمام قدميها كالقرفصاء فـ ناظرتُه بصدمةٍ، لم تكُ تتوقع جلوسه أمامها و هو الذي يسقط أمام قدميه أعتى الرجال، جالس بـ هيبتُه الكبيرة و رجولته الصارخة أمام قدميها ضاربًا بكُل هذا عرض الحائط، أمسك كفيها، ثم قبل مكان فركها العنيف يقول بهدوءٍ:
- مُضطر على وجودها اليومين دول، إستحمليهم و بعدين همشيها من حياتي خالص مش بس من هنا .. إتفقنا؟
سمحت لـ شهقاتها بالخروج فـ خرجت كالأطفال اللواتي يبكين على عقابٍ تلقوه من أبائهم، إبتسم و مسح دمعاتها بإبهامه محاوطًا خدها الأيمن، ناظرًا لتلك الشفاه التي ترتجف و هي تُتمتم:
- إنت .. لـ .. ليه مش قادر تفهم إني بغير عـ .. عليك!! دي إتجرأت و حطت .. إيديها حوالين رقبتك و لـ .. لمستك!!
رفع حاجبيه مصدومًا محافظًا على إبتسامته، فـ كلماتها أدخل السرور إلى قلبُه و أنعشت روحه متيقنًا الآن كم تحبُه هي .. تحبه إلى الحد الذي يجعلها تبكي من قوة الغيرة على قلبها، نهض و جلس جوارها ليستطيع تخبأتها بأحضانه فـ فعل فورًا يمسح فوق تلك المنشفة التي تخفي عن ناظريه جسدها، تشبثت هي بخصرُه و كأنها صغيرتُه تغمغم بـ براءةٍ مُحببة إلى قلبه:
- إزاي تجيلها الجُرأه تقول إنها .. عايزاك!! أزاي يا فريد رُد عليا أنا حاسة إن فيه نار قايدة جوايا!!!
- متاخديش على كلامها يا روح قلب فريد!!
قال مُقبلًا جبينها، فـ رفعت عيناها له تقول بألمٍ:
- فريد!
مسح فوق وجنتها قائلًا بحنو:
- قـلـبُه!!
تنهدت و أراحت رأسها فوق صدرُه دون أن تنطق، فهي تثق به ثقةً عمياء و موقنة بأنه لن يخونها مهما حدث و لكن رغم ذلك تشتعل من دواخلها، أغمضت عيناها فـ قال بلُطفٍ:
- يلا يا حبيبتي قومي إلبسي عشان متاخديش برد، و أنا هلبس عشان أروح شغلي، عندي meetings كتير النهاردة!!
إبتعدت عنه و قال بهدوء ظاهريّ:
- ماشي يا حبيبي!!
ثم نهضت تجُر قدميها من شدة ألم قلبها، و إرتدت ثيابها ثم خرجت فوجدته ينثر عطرُه و يصفف خصلاته، ذهبت له و إحتضنت ظهرُه بعشقٍ قد تملّكها، لا تعلم متى و لكن رُبما منذ أن وجدتُه كـ حائطٍ منيع أمام كل ما يُمثل خطر بالنسبة لها، نظر لها في المرآه ليرفع كفها يُقبله قائلًا بهدوء:
- هتوحشيني!!
لفّته لها ثم قالت بوله:
- و إنت كمان هتوحشني أوي أوي
مالُ يلتقط قبلة من وجنتها الشهيّة، حتى تحولت لقُبلات عديدة ضحكت على أثرها، فـ إبتعدت عنه تقول محاوطة عنقه:
- كفاية!!
دفن أنفه في عنقها يُقرب خصرها منه قائلًا:
- كفاية إيه بس .. أنا لا بكتفي ولا بشبع، حاسس إني عايز أخبيكٍ جوايا عشان متبعديش عني لحظة!!
• • • • • •
- يا ماما إنتِ مُتأكدة من اللي هنعملُه ده؟
قالتها نيرة بقلبٍ متوجس من خطة والدتها التي لم تخطر على بالك الأبالسة، فقالت الأخير بـ قلبٍ ليس به ذرة رحمة:
- أنا مبعملش حاجه غير و أنا مُتأكدة منها، البت دي لازم نخليها تغور من حياة فريد بأي تمن، أنا خلاص إتفقت مع الزفت جوز أمها ده اللي قدرت أوصلُه بالعافية، و هندخله من الباب الوراني و الـ guards مش هيحسوا بينا، أهم حاجه نخلي حد من الخدم يطلعلها العصير اللي فيه المنوم عشان تنام و متعملناش مُصيبة!!!
إرتجف بدن الأخيرة و قالت برُعب:
- فـ .. فريد لو عرف مش هيكفيه فينا عُمرنا يا ماما!
- عقبال ما يعرف .. هتكون هي في خبر كان، و محدش هيدرى إن إحنا اللي عملنا كدا أصلًا!!!
هتفت نرجس بـ برود أعصاب، و كأنها لا تخطط الآن إلى زهق روح إنسان بل و تسليمُه للهاوية بيديه، أخرجت من جيب ردائها المنزلي علبة إسطوانية بها بودرة، ثم سلمتها إلى نيرة التي إلتقطتها بترددٍ، فـ قالت نرجس:
- هتروحي تحطيها في العصير و تقولي لحد من الخدم يطلعه ومعاه صينية فطار عشان متشُكش في حاجه، و أنا هكلم مُنذر!!
- ماشي يا ماما
غمغمت نيِّرة ثم ذهبت للمطبخ لتخرج تلك البودرة البيضاء ثم أذابت القليل منها في الكوب، و لإرتعاشة يدها من الخوف وقعت فـ إنكسرت منها مُتبعثرة لأشلاء، إلتفت الخدم لها بإستغرابٍ لكنها سرعان ما إنحنت تلملم الزجاج تلعن غباءها، جذبت خرقة قماش ثم مسحت بها بقايا البودرة، فأتت إحدى الخادمات تقول بإحترام:
- أنا هلم اللي إتكسر يا نيرة هانم!!
هتفت نيّرة بضيق:
- خلاص .. لميتُه!
ثم نهضت تُقلب العصير جيدًا و تقول بهدوء حاولت الحفاظ عليه:
- خُدي الفطار ده لـ نور!!
و شهبت من أمامها، فـ قلّبت الأخيرة كفيها قائلة بدهشة:
- بتحضرلها الفطار .. ضراير آخر زمن!!
• • • • • •
جلست نور أمام التلفاز تحتسي العصير و تقضم من تلك الشطيرة الشهية، تنطلق منها ضحكاتٍ أنثوية أثر إحدى المسرحيات التي تعشقها، أسندت رأسها فوق ظهر كفها ثم ثبتته على يد الأريكة، لتمُر دقائق و تشعر بـ ثقل رأسها، و إنسدال جفونها ببطء، و تراخي جسدها بشكلٍ غريب، قطبت حاجبيها لتحاول النهوض مستغربة حالتها، فهي قد إستفاقت من نومها قبل قليل .. كيف يُخيم النعاس على قسماتها بذلك الشكل، لم تستطع التحكم في نفسها و فور نهوضها سقطت أرضًا و كأنها أُغشي عليها، ظلت على هذا الحال بين أيادي الأرض الباردة، حتى فُتح باب غرفتها، بحذر، دلفت نيّرة فوجدتها على هذا الحال لتشير لمنذر على الفور لكي يدلف، دلف الأخير لينزوي جانب شفتيه بخبثٍ شيطاني ثم حملها بين ذراعيه و يداه تتسلل لبعض المناطق بجسدها لا يصدق أنها باتت بين يداه، نظرت نيّرة لما يفعل بإشمئزاز، ثم ضربتُه على كتفُه قائلة بحدة:
- إنت يا جدع إنت .. الوساخة دي إعملها بعيد عن هنا!! خلاص يعني مش قادر تمسك نفسك!!!
تنحنح منذر بحرجٍ و قال بـ طريقتُه الفجة:
- أعذريني يا ست هانم .. كان نفسي في البت من زمان!!
ثم غادر و سبقته نيّرة ترى إن كان أحد يراهم من الخدم أو غيرُه، لكن الجميع منشغل بما بين يداه، فأشارت له أن يتقدم للخارج فـ فعل و خرج من الباب الخلفي، كانت هنالك سيارة في إنتظارُه فـ صعد بها بالخلف على الفور، آخذًا نور الغائبة عن وعيها على قدمه، عيناه تنهش جسدها أسفل بيچامتها السوداء التي كانت بـأكمامٍ طويلة و لحسن حظها كانت محتشمة، لكن نظراته كانت تُعري جسدها، لهثت أنفاسه يحاوط وجنتيها قائلًا بـ شهوةٍ بغيضة:
- أخيرًا .. أخيرًا يا بنت الكلب!! الجمال ده كلُه مينفعش غير إنه يكون ليا .. الجسم اللي البيه واخدُه ليه لوحدُه، النهاردة هيبقى بتاعي!!
مرر كفُه فوق جسدها برغبةٍ، ليغمض عيناه بتلذذٍ ثم حاول التحكم بأنفاسه المُستثارة حتى قال لنفسه بإبتسامة أظهرت عن أسنانه التي أكلتها سجائرُه:
- إهدى يا مُنذر، كلها دقايق و تبقى بتاعتك!!!
وصلوا بالفعل لـ بيت في منطقة نائية، حملها و سار بها ناحية البيت يسمع مكابح السيارة خلفه تغادر، دلف للمنزل و أغلقه ثم دلف لغرفة كانت حالتها معقولة، تصلُع فقط للمهمة التي سيؤديها ولا تصلح للحياة بها، ألقى بجسدها على الفراش .. ثم أسرع بأنامل متلهفة يحرر أزرار قميصه و عيناه ثابتة على جسدها، نزع عن القميص و بقي عاري الصدر، هم بالإنقضاض عليها بكن قاطعُه هاتفه المحمول، فنظر به بضيق لكنه وجده ذلك الرجل الذي داينهُ بعض المال، فـ هتف بنزقٍ:
- أرُد عليه بدل ما يعمل مصيبة ده راجل لاسع!
خرج من المخزن يجيب على الهاتف، إستغرق أكثر من نصف ساعة في إقناع ذلك الرجل أن المال سيكون عنده الليلة بينما الأخير يهدر به أن تلك كذبة جديدة أضافها لقائمة كذباته، بينما نور .. إستفاقت و عيناها ثقيلة، تنظر حولها بـ حاجبي تقطبا و أعين ملئتها علامات الخوف عندما أدركت أنها ليست بغرفتها، ولا على فراشه، إنتفضت من فوق الفراش و كامل جسدها يرتجف بصدمةٍ تنظر حولها، حتى إستمعت لصوتِ تعلمُه جيدًا ذلك ااصوت الذي لطالما أسمعها فُحش الكلمات و أثار غضبها بـ تلميحاتٍ لا تمُت إلا للدناءة، سقط قلبها أرضًا و إرتعدت فرائها لا سيما عندما وجدته يدلف ليصدم من أنها إستفاقت، لكنه سرعان ما قال بمكرٍ:
- صحيتي .. طب كويس!! أنا بصراحة كنت عايزك فايقالي!!
إقترب منها و قال بقسوةٍ:
- عايز أسمع صوتك صريخك و أمتّع وداني بيه!
إبتعدت عنه بـ رجفةٍ فوجدته يقبض فوق خصلاتها وسط صرخاتها و يلقي بها فوق الفراش يصرخ بوجهها:
- صرّخي .. صرّخي و إترعشي كمان!!! لسه الرعش جاي!!!!
ظلت تصرخ و تحاول مقاومته بأظافرها و قدمها و هو يعلوها، ضربت ركبتها في معدته و أسفلها و إستطاعت بصعوبة تحرير كفيها فـ قبضت على خصلاته بعنف لـ تصدح صرخاته في المكان، لا تعلم القوة التي تلبستها و جعلتها تنهض تكيل له لكمات بـ وجهه و بطنه تشدد فوق خصلاته بعنف صارخة بوجهها:
- أنا هخليك ترعش ولا صافينار دلوقتي يا ابن الكــلــب!!!!
أمسكت بـ إحدى الفازات و سقطت بها فوق رأسُه فـ سقط مغشيًا عليه و الدماء تنهمر من رأسه، نظرت له بإرتعادٍ من أن تكون قتلته، فـ ركضت خارج المنزل لتجد نفسها في وسط مكان يبعُد عن البشر، ظلت تركُض و هي تبكي بألم حتى وجدت الشارع الرئيسي، و لأنها في وضح النهار توقفت لها سيارة ترجلت منها فتاة في مثل سنها ترتدي مئزر أسود جلدي و بنطال من خامة الجينز، نزعت عن عيناها نظارة الشمس و إقتربت من نور التي كانت منهارة في بكائها تقول بقلق:
- إيه ده في إيه!!! بتعيطي كدا ليه .. قوليلي لو محتاجة مُساعدة!!!
نظرت لها نور لتمسك بذراعيها ترجوها:
- لو سمحتي أنا .. أنا عايزة أعمل تليفون من عندك ضروري!!!
- حاضر!!
هتفت الأخيرة بلهفة ثم أسندتها تقول برفق:
- طب تعالي .. تعالي إركبي العربية بدل وقفتك كدا بالبيچامة!!!
و بالفعل صعدت السيارة معها تحاول أخذ أنفاسها اللاهثة، ناولتها الفتاة هاتفها ذو الطراز الحديث و قالت بهدوء:
- خُدي رني على اللي عايزاه!!!
إلتقطت منها الهاتف و أسرعت تضرب أرقام هاتفُه التي حفظتها مؤخرًا عن ظهر قلب، وضعت الهاتف على أذنها تضم كفها الآخر لصدرها لا تستطيع التحكم بدقات قلبها التي تزداد مع إزدياد الرنين الي يطن بأذنيها، حتى أجاب تستمع لصوته الرجولي:
- ألو ..
إنفجرت في البكاء تشهق بقوة و هي تقول بتقطُعٍ:
- فـ .. فريد!!! تعالى خُدني يا فريد!!!
- نــــور!!
إنتفض من فوق مقعدُه الجلديّ، أسرع من خلف المكتب يغادره تمامًا يصرخ بها و كل خلية بجسده تنتفض:
- في إيــه!!! إنتِ مش في البيت؟!!
بكت أكثر تحتضن الهاتف بكفيها تقول و الدمعات أغرقت وجهها:
- فريد .. أنا .. جوز أمي!!!!
حملق بالفراغ أمامه بعدما توقف أمام سيارتُه، كاد أن يسقط الهاتف من يدُه و أسوأ السيناريوهات في عقلُه، صعد بالسيارة يقول بصوتٍ لا يحمل سوى الجمود:
- إنت فين؟!
نظرت حولها تقول بحيرة:
- مش عارفة .. مش عارفة أنا فين أنا آآآ!!!
قاطعتها الفتاة تقول و هي تربت على كتفها:
- قوليله إننا على طريق المُقطّم!!!
أسرعت نور بلهفةٍ تقول ببكاء:
- أنا على طريق المُقطم يا فريد .. متتأخرش يا فريد بالله عليك!!!
ثم أغلقت الهاتف فـ أغمض عيناه و ضرب المقود بكفُه مرتان متتاليتان من شده الألم الذي فطر قلبُه من صوتها، سار بالسيارة على سرعة مائتان لكي يصل لها، بينما جلست نور تخفي وجهها بين كفيها، فـ ناظرتها المدعوة دُنيا بـ شفقة على حالها، ربتت على كتفها تقول بلُطف:
- إهدي .. بإذن الله هييجي على طول!! هو جوزك ولا أخوكِ!
قالت وسط شهقات تلت بكائها:
- جـ .. جوزي!!!
تنهدت و قالت بحنان:
- طيب إهدي لو سمحتِ ..
ثم قالت بإبتسامةٍ تحاول التخفيف عنها:
- والله لو فضلتي تعيطي كدا هقعد أعيط جنبك و أنا أصلًا دمعتي قُريبة!
نظرت لها نور و إبتسمت قائلة بهدوء:
- أنا مش عارفة أشكُرك إزاي!!
- أشكريني بإنك تضحكي يا ستي!
همهمت بها بإبتسامة صافية، فـ أسندت نور جبينها فوق كفها، حتى رنّ هاتف دنيا فأسرعت تعطيه إلى نور التي أجابت مُسرعةً:
- إنت فين!!!
ترجل من سيارتُه و قال و هو يلتفت حولُه:
- أنا ع الطرق، شايفاني من بعيد حتى؟
نظرت حولها فـ وجدته منتصبًا مرتديًا نظارتُه يبحث بكل لهفةٍ عليها، إنطلقت منها ضحكة إختلطت ببكاءٍ عارم و هي تفتح باب السيارة و تركض نحوه، نزع نظارتُه عندما وجدها تركض لكي تصل له بـ بيچامة بيتية جعلت الدماء تغلي بعروقها، شعرها مُشعث و هيئتها شاحبة، ركضت هي بكُل ما تملك من قوة لتسقط بأحضانه بوهنٍ فـ تلقاها هو بذراعيه يسندها ثم يحتضنها، يضمها بكل ما أوتي لصدرُه و قلبُه ينفطر على شهقاتها الباكية، يمسد فوق خصلاتها بلهفةٍ فأعاد ترتيبُه، ظلّا هكذا مُدة حتى أبعدها و هو لايستطيع التحكم في خيالاته السوداوية يقول محاوطًا وجنتيها:
- أذاكِ؟ .. لمسك؟!!
حاولت التحدُث وسط شهقاتها، فـ كان هو يهز رأسه يحثها على تجمعة حروفٍ مُشتتة كحالها بالضبط، يضغط بأنامله فوق وجنتيها، فـ قالت بحروفٍ تقطّعت:
- لـ .. لاء لاء .. لاء معملش حاجه ملحقش يعمل .. أنا .. أنا ضربتُه بـ فازة، لو .. لو مكُنتش عملتكدا أنا كان زماني ..!!!
لم تستطع إيجاد كلمة مناسبة .. لربما كانت الآن ميتة .. أو كانت مجرد جسد دنّسُه هو بدنائتُه، ضم رأسها لصدرُه يمسح على ظهرها صعودًا و هبوطًا يهمهم:
- ششش .. بس .. بس يا حبيبتي خلاص!!
أغمضت عيناها تتشبث في قميصُه الله وحدُه يعلم حجم الألم الذي قد إختلج قلبُه، أبعدها عنه بعد قليل، ينزع عنه چاكت بذلته ثم يحاوطها به، يدفعها برفق إلى السيارة فـ إستقلتها تقول برجاء:
- البنت اللي واقفة بالعربية الحمرا دي هي اللي كلمتك من عندها، عايزه أشكرها يا فريد!!
نظر حيث تشير ليومأ لها بهدوء:
- كل اللي إنت عايزاه هعملهولك .. إرتاحي يا حبيبي!!
أسندت رأسها للخلف و دمعاتها تهطل بصمت، إستقل جوارها و ذهب إلى تلك السيارة فوجد صاحبتها بها، إبتسم لها و قال:
- متشكر على اللي عملتيه مع مراتي!!
إبتسمت دُنيا بهظوء و قالت:
- أنا معملتش حاجه .. أي حد مكاني كان هيعمل كدا! أهم حاجه إنها بخير دلوقتي!!
نظرت لها نور بإمتنان حقيقي، و أشارت لها فـ أرسلت لها الأخيرة قبلة في الهواء و غادرت، أغمصت نور عيناها بتعبٍ، و سار هو بالسيارة يحاول جاهدًا أن ينظم أنفاسه التي تبعثرت، طالعها ثم ضم رأسها له، و همس لها بـ كل هدوء:
- نور ..
- نـ .. نعم!!
قالت تتشبث بقميصُه دافنة رأسها بـ عنقه، فـ هتف بنفس النبرة:
- عايزك تركزي أوي معايا و تحاولي توصفيلي المكان اللي كُنتِ فيه!! قوليلي مشيتي إزاي!!
رفعت رأسها تنظر حولها، و بصعوبة إستجمعت نفسها و أشارت له على أحد الطرقات حتى وصلا إلى ذاك البيت، إنتفضت فورما رأته و صرخت بوجعٍ تغلغل قلبُه هو قبلها:
- ده .. هو ده يا فريد!!!
- طيب يا روح قلب فريد!!
هتف محاولًا تهدأتها، ثم قبّل كفها الذي يرتجف و هو يهمس برفقٍ:
- عايزك تهدي .. و أنا هنزل إشوف الو** ده و راجعلك!!!
شهقت و تشبثت بـ تلابيبه تقول مصدومة:
- إيه!!! لاء إوعى .. و حياتي يا فريد لاء متسيبنيش، أنا عايزاك مش عايزه أخسرك .. بلاش توسخ إيدك بدمُه!! البوليس لو خدك أن هيجرالي حاجه يا فـ..!
قاطع حديثها عندما أنهال على وجهها بالقُبلات و بين كل قبلة و الأخرى يهمس لها بحنوٍ:
- وَلا تخافي .. أنا عُمري ما هسيبك!
فتح كفها يُقبل باطنُه هامسًا:
- متتحركيش من العربية يا حبيبتي .. و أنا مش هتأخر صدقيني!!
أومأت له بإستسلام، فهي على يقين أنه لن يترُك الأمر يذهب سُدى، و بالفعل ترجّل ليدلف لذلك البيت!! دلف و قد إستوحشت ملامحه تختلف كليًا عن محياه و هو معها، الدماء تغلي بعروقُه و قدميه تطوي الإرض أسفلهما، إبتيم و الشرر يتصاعد من عيناه عندما وجدُه يحاول أن يستفيق ممسكًا برأسه يتآوه بألم، و بحركةٍ لم تكُن متوقعه ضربَه فريد بـ قدمه في معدته فـ ثرخ الأخير و سط أرضًا يبصق الدماء و الرؤية مشوشة أمامه لا يعلم ممن يُضرب، و قبل أن يتدارك الضربة الأولى و جد الضربات تتابع فوق معدته و جزءُه السفلي، حتى أغشي عليه، مال عليه فريد يتفحص نبضُه فوجده ضعيف لكن موجود، زمجر بضيق ليأخذ مسدسه و يسحب زنادُه بجمودٍ فتنطلق طلقة رصاصية إستقرت بصدر الأخير، وضع المسدس بـ جيب بنطاله الخلفي مجددًا و غادر يشعر بالقليل من الإرتياح في قلبُه سـ يكتمل فورما يعلم من نصب هذا الفخ لـ أغلى شخص بحياته، عاد لها فوجدها ترتجف من شدة خوفها، بالتأكيد وصل لأذنيها صوت تلك الطلقة، صعد جوارها فـ إلتفتت له تقول ببكاء رهيب:
- ليه .. ليه عملت كدا!! أنا مش هقدر أعيش من غيرك!!
ضرب على المقود بعنف و صرخ بها من شدة غضبُه من الأمر برمته:
- لـيـه عـمـلت كــدا!!! مستنية مني إيه و أنا لاقيت مراتي كانت في بيت مع راجل ابن **** لوحدهم و لولا ستر ربنا كان زمانُه ضيّعك و ضيّعني؟! أعمل إيه بعد ما لقتك جاية بتجري عليا بـ بيچامة بـيـت!!! و طبعًا إنتِ كان مُغمى عليكِ .. يعني ال***** ده قدر يلمس جسمك و إنتِ مش واعية!!! عندك فـكـرة باللي حاصل جوايا دلوقتي؟!!! عُمرك ما هتحسي بالنار اللي جوايا فـ متقوليليش عملت كدا ليه!!
إندفست في المقعد و إزدادت و تيرة بُكائها، أغمضت عيناها تستمع لكلماته التي تذبح روحها، تستمع لـ صوت أنفاسه العالية، تفتح عيناها لترى أنامله التي ترتعش و ملامحه التي باتت مُخيفة و لـ نفور عروقه من جبينه فـ تُغمضها مُجددًا خائفة من منظرُه، تسمع مجددًا يستطرد بقسوةٍ:
- حــالًا .. تحكيلي اللي حصل بعد ما مشيت!!
حاولت إستجماع شتاتها، تفرك بـ طرف مئزر بذلتُه بعنفٍ تجمع الحروف لترتبها مكونة جملتين بسيطتين:
- مش .. قادرة أتكلم .. في حاجه دلوقتي!!!
إنتفض جسدها و إرتعش بدنها عندما وجدته يصيح بصوتٍ مُخيف:
- مـــش إيـــه؟!!!! لاء م أنا مش هـسـتـنـى لـمـا سيادتك تِـروقـي عشان تـتـكلـمي!! مـتسـيبينيش لـدماغـي أنـا مـش ناقص!!
أغمضت عيناها و مالت برأسها للأمام تحاوط رإسها تحاول تهدئة خفقات قلبها التي صمّت أذنيها من خوفها منه و من الموقف برمتُه، تحاول أخذ أنفاسها بصعوبة، حتى شعرت بـ كل شيء حولها يطبق على أنفاسها، أسندت كفها فوق الزجاج تغمغم بصعوبةٍ:
- نزلني .. نزلني حاسة إني هتخنق!!!
نظر لها و كأنه قد عُمي عن وضعها، فـ لم يلقي بالًا لما تقول، و واصل سيرُه دون الإلتفات لها، وضعت هي كفها فوق صدرها تغمض عيناها و أنفاسها بالفعل لا تدلف رئتيها مهما حاولت إلتقاطها، أغمضت عيناها و إزرقّت شفتيها فـ همست بخفوت سمعه:
- فريد!!
يُتبع♥