رواية استثناء في حبه من الفصل الاول للاخير بقلم منه ممدوح

رواية استثناء في حبه من الفصل الاول للاخير بقلم منه ممدوح

رواية استثناء في حبه من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة منه ممدوح رواية استثناء في حبه من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية استثناء في حبه من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية استثناء في حبه من الفصل الاول للاخير

رواية استثناء في حبه من الفصل الاول للاخير بقلم منه ممدوح

رواية استثناء في حبه من الفصل الاول للاخير

_على كده بقى تعرفي إن جوزك رجل مافيا؟
كانت قاعدة بتسمع مسلسل في شقتها، لحد ما وصلها رسالة من رقم غريب كان ده محتواها، كشرت باستغراب من مضمون الرسالة اللي مكنش طبيعي بالنسبالها
_أنتَ مين؟
_مش مهم مين
المهم إن أنتِ مغفلة
سلام..
الرسايل بالنسبالها كانت مستفزة لأقصى درجة، جربت ترد عليه تاني ولكنها اكتشفت إنه عملها بلوك
أخدت الرقم كوبي وقررت تتصل تشوف مين اللي بيعمل فيها مقلب زي ده، ولكنها لقت الرقم خارج نطاق الخدمة
فتحت الشات تاني بتعيد قراءة الرسالة المريبة اللي فيھا
مبقتش فاهمة يعني إيه الكلام اللي مكتوب ده
إزاي جوزها يكون رجل مافيا وهي متعرفش عنه حاجة!
طب وشركة البرمجة الصغيرة بتاعته؟!
على الرغم من إنها جوازة صالونات عادية، كانت فترة خطوبة قليلة،  وبقالهم دلوقتي ٣ شهور متجوزين، إلا إنها محستش إن فيه حاجة غريبة
غير إنه ممكن يكون غامض شويتين
مُبهم
مبيتكلمش عن نفسه ولا يومه كتير
حتى مبتشوفهوش غير كل فين وفين! 
ولما يرجع يدوب بينام وبيتحجج بإنه مرهق في شغله
ساعات كانت بتفضل تسأل نفسها ليه اتجوزها؟
مكانتش عامية وكانت فاهمة كويس إنه مبيحبهاش
بس يكفي إنه بيحترمها
أساسًا بتشوفه فين عشان تحدد بيعاملها حلو ولا وحش؟!
قامت من مكانها وهي بتلف حوالين نفسها وبتشد على شعرها البني بضيق، اتجهت للمراية اللي في أوضتها ووقفت قدامها بتبص للمراية بهم
عمرها ما حست إنها ست متجوزة وزوجها بيحبها
عمره ما احتواها ولا حسسها إنه محتاجها.
حتى متعرفش عنوان شركته فين
ولا تعرف أهله مين
حسب كلامه أهله كلهم مسافرين برا وهو استقر هنا في مصر
في الأول محستش إن فيه حاجة مريبة، وده نظرًا لإنها كانت جوازة لقطة بالنسبالها هتخرجها من العيشة اللي كانت عايشاها بعد ما كانت شغالة في مصنع هدوم عشان تقدر تصرف على نفسها
حتى عملوا كتب كتاب بسيط واتحجج إنه مبيحبش الدوشة
فتحت موبايلها وجربت تتصل عليه، ولكنه كنسل عليها كالعادة، سندت على المراية بتمنع دموعها تنزل، واحساس الشك ابتدى يكبر جواها بالذات بعد الرسالة الغريبة اللي وصلتها من شوية... 
------------
في مكان تاني
كان مطعم أنيق، من شكله باين عليه إن الناس المهمين بس هما اللي بيدخلوه، ترابيزة معينة عليها ٦ رجالة تقريبًا
كلهم باين عليهم من الطبقة الارستقراطية
واحد فيهم كان مترأس الترابيزة
لابس قميص اسود وحاطت الجاكيت بتاعه على الكرسي وراه
ووسط نقاشهم خبط على الترابيزة مرة واحدة بعنف، وهو بيزعق بصوته الرجولي_يعني إيه برضه؟!
من امتى وإحنا بنكش ونخاف من اللي اسمه نصار ده!! 
حاول راجل من الموجودين يهديه_مين قال إن إحنا خايفين بس يا قُصي
الفكرة بس إن نصار بقى ليه ضهر من الكبرات بتوع برا، فإحنا عايزين نحاذر بس!
ريح ضهره على الكرسي وحط رجل على رجل، ورفع حاجبه بتريقة_ده على أساس إني عيل يعني مش هعرف احميكوا؟
طب بلاش أنا 
شايفين نفسكوا قليلين للدرجادي؟!
كلهم بصوا لبعض وكإنه كلامه صابهم في مقتل فعلًا، حسوا قدامه بإنهم قلوا من نفسهم، فاتكلم واحد منهم_قُصي عنده حق على فكرة
من امتى بيهزنا واحد زي نصار؟!
ده حشرة آخره نفعصه تحت رجلينا
ابتسم قُصي_نصار ده آخرته قريبة
متحاميلي في اللي برا وهما أول ناس هيغدروا بيه أساسًا
أيده واحد من الموجودين_طب والعمل
_الصفقة هتمشي طبيعي جدًا
هكلم داوود أأكد عليه، لازم تكون في المينا خلال ٣ ايام عشان نخرجها برا البلد
اتنحنح واحد من الموجودين_لازم ناخد احتياطاتنا عشان نصار ورجالته ميهجموش علينا
كانت عينيه متركزة على راجل معين حس إنه مشكوك فيه، ولكن رغم كده قال_متقلقوش، سيبوا الموضوع ده عليا
كان متعمد إنه ميتكلمش عن التفاصيل كلها، لإنه اتعود إن مفيش حد من اللي شغالين في المجال ده أهل ثقة
ومع اول فرصة هياكلوا كلهم في بعض
كل واحد فيهم معندوش انتماء للتاني
معندهمش انتماء إلا لمصلحتهم الشخصية فقط
قام بوقف ومسك الجاكيت بتاعه اللي على الكرسي، وقال_هبقى ابلغكم كل التفاصيل بكرا
_على ضمانتك يا قُصي
طبطب على كتف اللي اتكلم بعنف شوية، وبعدين خرج من المكان من غير ما يقول كلمة زيادة، كان متعود إن كلامه يكون مختصر ومفيد، وكمان متعود إنه يكون مستمع فقط، ومراقب لوجوه كل اللي موجودين! 
على قد ما يبان شخصية لا مبالية، إلا إنه بيلمح أبسط تعبير على وشهم، كان خبيث ومش سهل
وصعب يتقري إيه اللي بيفكر فيه
ركب عربيته واتحرك ناحية مكان معين، ولكنه لمح المكالمة اللي جياله من مراته، فقرر يرجع الشقة لإنه بقاله اسبوع تقريبًا مفكرش يعدي عليها أو يشوفها
وفعلًا على آخر لحظة قرر يغير الطريق اللي ماشي فيه
ولكنه كان بيدخل من طرق كتيرة وحارات كتيرة عشان يضمن إن محدش يكون ماشي وراه ومراقبه
خصوصًا بعد ظهور نصار المنافس الأول ليه من فترة، واللي مستني يلاقي نقطة ضعف ليه
كان غباء منه إنه اتجوزها وربط اسمه باسم واحدة من غير ما يحسب عقوبة الموضوع وإنه هيحط حياتها على المحك بالمنظر ده، ولكنه حس إنها مسئولة منه، حس إنها وحيدة، فقرر يدخلها حياته يمكن تملاها عليه
علي الرغم إنه مقصر من ناحيتها جدًا
ولكنه كان عايز يحس إنه ممكن يعيش حياة طبيعية بس
الحياة اللي اتحرم منها.. 
سمعت صوت الباب بيتفتح، فقامت بسرعة تستقبله بلهفة لما عرفت إنه أخيرًا حن عليها، وبدون تردد جريت عليه ضمته بحنان
_وحشتني أوي يا قُصي!
ضمها وهو بيتنفس ريحتها اللي ادمان بالنسباله وقال_وأنتِ كمان
ابتسم بخجل، على الرغم من إنه جوزها إلا إنها بتحس أنه غريب برضه 
يمكن معاشتش معاه وقت كافي بسبب عدم وجوده الدائم
_كنت فين كل ده
مبتفكرش تسأل عليا خالص وكإني مش مراتك!
كانت ملامحة عابسة ومليانة حزن، حس بتأنيب الضمير وتاه في نفس الوقت قدام عيونها اللي بتجذبه وبتحسس بإحساس معرفهوش قبل كده
ولكن على قد ما الاحساس ده لذيذ بس كارهه، مش عايز أي حاجة تضعفه أو تخليه يغفل عن اللي حواليه
فطبطب على كتفها بحنان ودخل قعد وهو بيقول_معلش يا عائشة الشغل خدني شوية
زفرت بضيق وهي حاسة بجفاء العلاقة بينهم، ولكن هتعمل إيه! 
عايشة على أمل إنه ممكن يتغير
_تحب أحضرلك أكل؟
قعد على الكنبة وسند ضهره بإرهاق_ياريت، ياريت يا عائشة
وكإنها ماصدقت إنه طلب منھا حاجة، فاتحركت بسرعة تحضرله الأكل 
كانت عايزة بس تشوف نظرة الرضا في عينيه.
حبته؟
آكيد ومين ممكن متقعش في حب قُصي؟
راجل متكامل 
ليه هيبة ووقار
حكيم وكلامه بيخرج منه موزون. 
غموضه مديله رونق فوق رونقه
كل دي أسباب خلتها تقع في حبه، ورغم إنھا متجوزاه، إلا إن عمرها ما صارحته عن مشاعرها ليه
يمكن لإن فيه فراغ بينهم
خلصت وحطت الأكل على السفرة
_يلا يا قُصي
قام فعلًا وقعدوا مع بعض، كانوا صامتين مبيتكلموش، لحد ما هي قطعت الصمت
_إيه أخبار الشغل؟
رد من غير ما يبصلھا_كويس
ردوده المختصرة كانت بتضايقها، وبتحس إن هي الطرف اللي بيحاول بس في العلاقة دي
_هو مكان شركتك فين؟
اتعلقت إيده في الهوا وهو ماسك المعلقة، وبصلها بشك_اشمعني؟
ارتبكت_مفيش، عشان مثلا لو حصل حاجة أعرف أوصلك هناك
_لا مش هيحصل حاجة إن شاء الله
ضمت شفايفھا بألم، ليه أبسط حاجة عنه متعرفهاش؟
الوضع كان مريب، والرسالة اللي جت ليها بتثير شكھا أكتر
حست إن فيه حاجة ورا الموضوع ده، وإنه بيتعمد فعلًا ميعرفهاش حاجة عنه مش هو اللي غامض أو مبيحبش يتكلم كتير
محستش إن هي كانت بتتأمله طول الوقت ده وهي بتفكر بمشاعر متضاربة، عينيها لمعت بشغف وهي مثبتة عليه بتوصله عشقها اللي اتملك منھا
لاحظ هو الصمت فرفع عينه ليها، لوهلة حس  إن ضربات قلبه مبقتش منتظمة، كإنها بتعلن تمردها على الجمود اللي بيتظاهر بيه قصاد نظرة عينيها اللي بتسحره
لقى نفسه بيبتسم غصب عنه، فحست هي بنفسها وارتبكت وقامت بسرعة
_هروح أعملك شاي
وقبل ما تتحرك مسك إيديها خلى قلبها اتنفض، بصتله باستغراب فاتكلم بحنان_تسلم إيدك على الأكل
فضلت بصاله شوية، وفي الآخر ابتسمت وسابته وراحت المطبخ
وقفت حطت إيديها على قلبها اللي بينبض بعنف، خدت الشاي اللي عملته وخرجت، دورت عليه لما ملقتهوش على السفرة، ولكنها ابتسمت لما لقته نايم زي الطفل على الكنبة
سابت الصينية على السفرة، وقربت منه وهي بتملي عينيها من رؤيته، قعدت جمبه ومدت إيديها تملس على شعره بحنية
بتتمنى إنهم يبقوا زي أي زوجين طبيعين مش فاهمة ليه هو بعيد عنها بالشكل ده. 
إيديها كانت بتتغلغل في شعره الأسود، مالت ناحيته وطبعت قبلة على خده
ولكن لفت نظرها موبايله اللي كان جمبه
غصب عنها الشك كان جواها، عايزة توصل لأي حاجة تخصه تتأكد منها إذا كان هو فعلا صاحب شركة برمجة
ولا رجل مافيا! 
نقلت نظراتها بينه وبين الموبايل، وفي الآخر قربت عشان تاخده
_بتعملي إيه؟!
انتفضت مكانها ورجعت لورا أول ما سمعت صوته، بصت ناحيته فلقيته بيراقبها بنظرات ناعسة
_أنا... أنا بس كنت بشيله عشان ميقعش
اتعدل في نومته وكانت نظراته مبهمة، ولكنه معلقش وخد موبايله وحطه في جيبه
حست إنه مصدقھاش، ولكن متكلمتش طالما مقالش حاجة
_هشتغل شوية في أوضة المكتب
هزت راسها من غير ما تنطق، فقام هو وحرك جسمه بكسل
راقبته هي وهو رايح عند الأوضة الوحيدة في الشقة اللي محرم على أي حد يدخلھا
حتى هي! 
رغم إنھا مراته إلا إن عمرها ما دخلت الأوضة دي نهائي، لإنها مقفولة دايمًا بالمفتاح اللي معاه على طول مبيسبهوش هنا حتى! 
كان بيتحجج بإن فيھا ملفات وأوراق مهمة خاصة بالشركة
فمكانتش بتعلق كعادتها
كان بالنسبالها كفاية إنه بيجمعها بيه سقف واحد
حتى لو متعرفش حاجة عنه! 
----------------
ڤيلا بتتكون من ٣ طوابق، في كومباوند جميل، دخلت لجوا وهي بتتأمل في المكان من حواليھا
عدلت من شعرها الاسود ودخلت للصالون، فلقت سيدة باين عليها من الطبقة الارستقراطية، قاعدة حاطة رجل على رجل وفي إديها فنجان قهوتها
_مساء الخير
أول ما سمعتها سابت اللي في إيديها وقامت على طول
_فرح! 
أهلًا وسهلًا اتفضلي يا حبيبتي
قربت منها وحضنتها_وحشتيني يا طنط
_وأنتِ كمان 
دليلة هانم وياسين بيه عاملين إيه
_كويسين يا طنط بيسلموا عليكي
_اتفضلي يا حبيبتي، نورتيني
ابتسمت بود وقعدت وهي بتنقل نظراتها في المكان، كإنھا بتدور على حد معين
_إيه أخبار الشغل؟
_كويس، بس ياسين بيه مطلع عيني في الشغل، مبلحقش اتنفس
ضحكت_معلش بقى ما أنتِ الوريثة الوحيدة! 
مطت شفايفها بضيق_حد قاله ميخلفش غيري
_لا ملهمش حق فعلًا، ليا عتاب على دليلة في الموضوع ده
ضحكت فرح وبادلتها إلهام هي كمان، لحد ما سكتت واتنحنحت ورجعت سألت
_هو مفيش حد هنا ولا إيه؟
_عدي لسة راجع من شغله ويدوب طلع لمريم، وعمك جلال خرج برا
هزت رأسها، وضمت شفايفها مكانتش دي الإجابة اللي هي مستنياها برضه واللي جاية مخصوص علشانها، فاتعدلت في قعدتها
_وقُصي؟...
-----------------
عدى وقت مش قليل وهو حابس نفسه في أوضة مكتبه لدرجة إنها نسيت إنه موجود أساسًا، فقررت تدخل تنام واليأس اتملك منھا من إنه يفكر يقعد معاها يتكلموا شوية حتى! 
دخلت غيرت هدومها لحاجة اخف ترتاح فيها، واتمددت على السرير وفعلًا راحت في النوم بعد مدة مش كبيرة
فترة عدت وحست بيه بيدخل الأوضة وهو بيتكلم في الموبايل بصوت هادي وعينه عليها يتأكد هي نايمة ولا لأ
_كل اللي قولتلك عليه يتنفذ
مش عايز غلطة
سكت شوية وهو بيتحرك ناحية دولابه بيخرج منه هدوم ينام فيها
_اتأكد تحط ناس تراقب أمجد
أنا متأكد إنه العصفورة اللي بتنقل لنصار كل حاجة تخصنا
ضيقت عينيها باستغراب وهي مش فاهمة مين اللي بيتكلم عليهم
 _كويس، نتقابل بعد بكرا
قفل موبايلي ووقف بص عليها يتأكد فغمضت عينيها بسرعة، فضل مكانه قدامها شوية ونظراته كانت غامضة ومبهمة، وبعدين خد هدومه ودخل الحمام آخد حمام وغير وخرج. 
اتمدد على السرير، فكتمت نفسها عشان متكشفش توترها، وللحظة حست بيه بيحاوطها وبيضمها يقربها ليه بشدة، منعت شهقة تخرج منها بالعافية عشان ميعرفش إن ده كله كانت صاحية
رغم ارتباكها اللي زاد لما لقته بيدفن وشه في رقبتها وبيتنفس ريحتها كإنها ترياق بالنسباله.
فضلت على وضعها لفترة طويلة لحد ما اتأكدت إنه راح في النوم، اتلفتت ليه لحد ما بقيت وشها في وشه تتأمل ملامحه الجميلة وهو نايم باستكانة، تمالكت نفسها وابتدت تحاول تتحرك من جمبه واللي كانت مهمة صعبة جدًا لإنه كان شبه مكتفها في حضنه
لحد ما قدرت أخيرًا تبعد عنه، قامت اتسحبت وخدت الروب بتاعها لبسته فوق منامتها، خرجت من الأوضة وهي بتتسلل وبتتأكد كل شوية عشان إنه مصحيش
لحد ما وقفت قدام باب المكتب اللي كان سايب المفتاح في الباب
فتحت الباب بهدوء ودخلت لجوا وهي بتتأمل في المكان
رغم إنھا بقالها ٣ شهور في الشقة إلا إنھا عمرها ما دخلتها
كان موجود فيھا مكتب عريض بكرسيه الجلد وكمان كرسيين قدامه، ده غير الكنبة الطويلة اللي في زواية من زوايا الأوضة، 
قربت لجوا وهي قلقانة ليكتشف قُصي إنھا بتدور وراه، بس كان لازم تنهي شكوكھا بالذات بعد الرسالة واللي كانت بتفهمها ليه تصرفات قُصي مريبة وغامضة، ابتدت تدور في الأوراق اللي على المكتب ولكنها ملقتش  فيهم حاجة، وكذلك الأدراج
فقررت تفتح الدولاب الصغير اللي موجود 
حاولت تفتحه بالفعل ولكنه كان مقفول بقوة
شدته بكل قوتها وفضولھا بيحركها، ولكنھا سمعت صوته من وراها بيقول بنبرة غريبة
_بتدوري على حاجة؟!
اتلفتت ليه وكانت عيونه مظلمة، غامضة وحادة، وعلى وشه ابتسامة خفيفة أثارت ريبتها، فبلعت ريقھا برعب، وابتدى الخوف يتسرب جواها وهي شايفاه بيقرب منھا... 
يتبع... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_مش قولتلك إن دخول المكتب ده ممنوع؟
كانت نبرته هادية، عكس الظلام اللي كان في عينيه، فارتبكت هي وحاولت تبرر لنفسها_أنا...
أنا بس كنت راحة الحمام وسمعت صوت جاي من هنا
مردش وفضل متابعها بنفس النظرات، حسِّت وقتها إنها خلاص هيغمى عليها من رهبة الموقف، وإنها لحد دلوقتي مجربتش غضبه عامل ازاي، وهل هو هيبقى قوي زي غموضه ولا لا؟
اتحرك وراح قعد على الكرسي اللي قصاد المكتب، حط رجل على رجل ولسة نظراته ثابتة عليها، لحد ما اتكلم أخيرًا_أحيانًا الفضول بيخسّرنا حاجات كتير، أولھا الصورة المثالية اللي إحنا واخدينها عن حاجة معينة
كانت نظراتها كلها استغراب وهي مش فاهمة إيه اللي يقصده، لحد ما كمل_الحاجات من بعيد أفضل، بلاش تقربي يا...مراتي
مقدرتش إنھا تتكلم قصاد لهجته اللي كان فيها تحذير خفي، فهزت راسها من سكات، ومن جواها اتأكدت إن فيه حاجة غريبة فعلًا فيه
قام وقف أخيرًا، وشاورلها بإيده إنھا تخرج، فمشيت من غير أي اعتراض ونفذت  اللي عايزه، خرج وراها وقفل الباب بالمفتاح ورجع على الأوضة وسابها مكانها مش فاهمة أي حاجة من اللي بتحصل. 
اتمالكت نفسها واتحركت وراه أخيرًا ودخلت الأوضة، لقته بيغير هدومه، قربت منه باستغراب_رايح فين
رد ببرود_ورايا شغل
_شغل الساعة ٤ الفجر؟!
اتلفت ليها مرة واحدة بنظرات حادة، فاتراجعت لورا بخضة
_عندك اعتراض؟!
بررت بسرعة_لا بس
اقصد إحنا ملحقناش نقعد مع بعض، وأنا مبلحقش أشوفك يا قُصي!
اتغيرت نظراتها للحزن واتملت عيونها بدموع خفيفة، حس هو بغصة جواه من إنه فعلًا مخليها هامش في حياته، ولكنه مش عايز يتعمق معاها عشان ميتعلقش بيها وتبقى نقطة ضعف ليه
هل هي فعلًا مش نقطة ضعف ليه؟
ميعرفش، لإنه لسة مجربش الموقف اللي ممكن يخيروه بينها وبين حاجة
قرّب منھا وللحظة لمحت الحنان في عينيه، مد إيده وملس على وشها بأنامله ومسح دمعة نزلت غصب عنها وقال بحنية_غصب عني، عندي مشاكل في الشغل اليومين دول
مالت على إيديه بحركة سلبت روحه وهو شايفها زي القطة اللي بتتمسح في صاحبها
_بقالك ٣ شهور بتقول نفس الجملة يا قُصي
نطقها لاسمه بطريقتها المميزة اللي بتحرك كيانه من جوا بتخليه مش عايز يبعد عنها غصب عنه، ولكنه بيقاوم نفسه ومشاعره قدامها وبيحاول يتصنع الجمود على قد ما يقدر
مال ناحيتها وطبع قبلة على جبهتها حاول ميتعمقش فيھا على قد ما يقدر، وبعد طبطب على كتفها برفق_معلش، هانت 
سابها وخرج بسرعة ولكنه وقف مكانه لما سمعها بتقول من وراه
_مبتعملش حاجة غلط
صح يا قُصي؟
اتلفت لها وهو متجمد بيراقب نظراتها اللي كانت بتتوسله بيها، فابتسملها ابتسامة خفيفة كانت جواها ألم، وسابها ومشي من غير ما يرد
فضلت هي مكانها
حاسة بغصة في قلبها 
متأكدة إن الوضع فيه حاجة غلط ولكنها مش عارفة توصل لحاجة
يمكن عنده حق
يمكن مش لازم تدور وراه عشان متكسرش الصورة اللي هي راسماهاله. 
يمكن هو من بعيد أحسن وقربه فيه هلاك ليها! 
----------------
دخل الفيلا وهو متأكد إنه هيلاقيهم كلهم نايمين
هو كدب عليها لما قالها أهله كلهم مسافرين
ولكنه مش عايزها تتحسب من العيلة
مجرد إنها بقت منهم فهي كده معرضة لأذى هيفضل ملاحقها طول ما اسمها مكتوب على اسمه
كدب عليها في حاجات كتير وقالها هوية مش هويته وشخصية مش شخصيته
ولكن هل هيفضل الموضوع ده مطول ولا مسير الأمور تنكشف! 
بالنسباله فعائشة هي المكان الوحيد الآمن ليه
حتى سايب أوراق شغله وملفات صفقاته كلها هناك لإنه عارف إن مفيش حد يعرف عنها
حتى الشقة اللي هما ساكنين فيھا كاتبها باسمها! 
طلع على فوق وهو عارف وجهته، فتح الباب من غير ما يخبط وملامحه اتبدلت كلها للغضب والعصبية، واتكلم بصوت عالي_هي حصّلت تبعتلي ناس تراقبني كمان! 
لف بالكرسي الجلد بتاعه، راجل تقريبا في بداية الستينات من عمره، لابس بدلة رمادي، ماسك سبحة في إيديه، كان فيه ملامح كتيرة منه، ابتسمله ابتسامة خبيثة_حمدلله بالسلامة، أنا قولت هتيجي بدري عن كده!
قرب منه وهو بيشاور له بصوباعه بتحذير_قولتلك ميت مرة يا بابا متدخلش في أي شغل يخصني، ومش بس كده باعتلي ناس كمان يراقبوني ويشوفوني بعمل إيه وبروح فين
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
والكوميدي إنك فاكرني مش هاخد بالي، عيب ده أنا تربيتك برضه! 
كان بيراقب انفعاله بنفس الابتسامة اللي كانت بالنسباله مستفزة
_ما هو المشكلة فعلًا إنك تربيتي!
زفر بنفاذ صبر ومسح بإيده على وشه بعنف وهو بيحاول يتمالك أعصابه، اتحرك وراح قعد على الكرسي قدامه وهو بيهز رجله بضيق، فاتكلم جلال_بتلعب بديلك كتير اليومين دول يا قُصي، ودي حاجة مش عاجباني
ابتسم بسخرية_طبعًا، ما أنتَ عايزني أفضل تحت طوعك على طول! 
_لمصلحتنا.
صحح له كلامه بسرعة وهو بيبص جوا عينيه بتحدي_لمصلحتك..
لمصلحتك أنتَ يا بابا
بتتكلم وكإني مش عارفك!
سكت جلال شوية وهو بيراقب انفعالاته، ادرك وقتها إن ابنه بقى قوي ومش هيروضه بالسهولة دي، فمال ناحيته وكان فاصل بينهم المكتب وقال_خليك ورايا أحسنلك يا قُصي، أنتَ مش قد اللي ورا نصار
حط رجل على رجل وسند على ضهر الكرسي، وبابتسامة هازئة قال_أنا مبخافش من حد
وأظن أنتَ عارف كويس
ومش عشان نصار وراه ناس من برا هكش وأخاف، حتى لو أنتَ هتقف قصادي يا... بابا
هز راسه كذا مرة وهو عارف إن مفيش أمل معاه فقال_لو وقعت بين إيديهم مش هعرف أنقذك منهم
_وأنا مطلبتش منك 
رغم البرود اللي حاول جلال يتصنعه إلا إنه معرفش يداري الغضب اللي بان في عينيه من ردوده، فحاول يغير الموضوع
_على كده كنت بايت فين امبارح؟
قلق قُصي من فكرة إنه ينكشف وجود عائشة في حياته، فاتكلم ببرود مصطنع_بتسأل وكإنك قلقان عليا! 
_لا بس عارف إنك وراك حاجة طالما بتحاوط عليها كده
بس مسيرها تنكشف
وقف قُصي وعدل من هدومه وقال وهو بيغمز باستفزاز_ولحد ما تتكشف متبعتش رجالتك ورايا
يا جلال بيه!
خرج من الأوضة وسابه وراه بيفكر في طريقة يخلي بيها ابنه يخضع ليه قبل ما يضيع كل شغل العيلة قصاد تمرده اللي شايفه لأجل غروره بس.. 
_قُصي!
كان خلاص خارج من باب الڤيلا، ولكنه وقف مكانه لما سمع نداء والدته، اتلفتلها فقربت منه وضمته
_جيت امتى؟
محستش بيك خالص
_لسة جاي مبقاليش نص ساعة، جيت أقول كلمتين لجوزك وماشي
خبطته في كتفه وهي بتضحك_ اللي بتقول عليه جوزي ده يبقى أبوك برضه، وبعدين ما هتبطلوا تبقوا ناقر ونقير بقى! 
ابتسم_لما جوزك يقدر ابنه الأول
بص في ساعته وبعدين مال ناحيتها طبع قبلة على مقدمة راسها_لازم امشي
سلام يا أمي
وابقي سلميلي على مريم والأولاد
_حاضر
سابها ومشي، ركب عربيته المتفيمة تمامًا، واتجه ناحية شركته... 
-----------------------
_وصلتوا لمكانه ولا لسة؟
كان قاعد في مكتبه في الشركة الوهمية بتاعته، مجمع حواليه عدد أقل من الرجالة اللي كانوا معاه في المطعم، وده لإنهم مصالحهم مشتركة وثقة أكتر من الباقيين، ده غير رجالته اللي شغالين تحت إيده
اتكلم عمر وهو من ضمن اللي كانوا شغالين معاه من سنين_لحد دلوقتي لأ، نصار طلع حويط جدًا
عدل قُصي من خصلات شعره اللي نزلت على جبهته_هو مش حويط، بالعكس نصار غبي جدًا
بس عرف يلاقي اللي يتسند عليهم ويمشوه بطريقة صح
هز عمر راسه بتفهم_بالظبط، بس دلوقتي المفروض نرمي له طُعم عشان نعرف نجيبه ونعرف مين اللي وراه
أيده قُصي_ده اللي بفكر فيه
بلغ بقيت الشركاء إن الشحنات هتتحرك من.....  النهاردة الساعة ٢ الفجر
اتكلم عمر بسرعة_بس ده.... 
ولكنه سكت وبلع كلامه مرة واحدة وهو بيبتسم باتساع وقال_بتفهم
ريح قُصي ضهره على الكرسي وهو بيبادله نفس النظرات الخبيثة.. 
---------------
دخل المطعم اللي قالتله والدته عليه بعد ما اتصلت تتحايل عليه ييجي، كان عارف إيه سر العزومة اللي اخترعوها ووجود ياسين الوكيل ومراته وبنته
سأل على مكان الترابيزة فشاورله النادل لمكانها، وصل عندهم فوقف والده وياسين وأخوه عدي أول ما شافوه
سلم عليه ورحب بيهم ببرود وقعدت جنب أخوه عُدي اللي مال ناحيته وقال بتريقة_عرفت تقع في الفخ
همس بنفس نبرته وهو بينقل نظراته على الموجودين_امك وزنها
_أخبارك إيه يا قُصي؟
بص لفرح اللي كانت قاعدة قصاده ومتابعاه من وقت ما جه
_كويس
مطت شفايفها من رده البارد، كان جواها اعجاب شديد لقُصي وشايفاه راجل متكامل أي واحدة تتمناه، وبالفعل كان فيه خطة بين العيلتين إنهم يناسبوا بعض بس عشان يوحدوا أعمالهم 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وهنا مش مقصود بالأعمال القانونية
ولكن الأعمال المتدارية تحت الشركات الوهمية بتاعتهم
لان لو دخل بينهم نسب محدش هيقدر يغدر على التاني
وقتها هيكون فيه ارواح من العيلتين هتروح
فـ دي كانت أنسب طريقة بالنسبالهم عشان يقدروا يثقوا في بعض
_عرفت إن نصار ماشي في صفقة هروين هيصدرها، بس لحد دلوقتي معرفناش ميعاد ومكان تسليم الشحنة 
قال ياسين الكلام ده وهو عينه على قُصي اللي ضم قبضته بعنف_معندوش شرف حتى في شغله!
_المهنة بتتطلب كده يا قُصي
برر بالكلام ده جلال والده، فرفع قُصي حاجبه ليه وهو بيبصله بنظرات شك
_ليه وانتوا دخلتوا في تجارة البودرة أنتوا كمان ولا إيه؟
بص هو وياسين لبعض بيتكلموا بالنظرات، لحد ما اتكلم ياسين_لا طبعًا، بس ساعات الضرورة تبيح المحظورات
_يبقى نحل الضرورة وقتها، مش نروح للمحظورات على طول
ولا إيه يا جلال بيه؟
ابتسمله بخبث وهز راسه من غير ما يتكلم، كانت بينهم حرب نظرات، وقُصي حاسس إنهم اتجهوا بالفعل للتجارة من النوع ده اللي بالنسباله هي ممنوعة وآخره شغل السلاح بس
_ما كفاية كلام في الشغل وخليها قاعدة عائلية بقى ولا إيه؟!
اتكلمت الهام لما حست إن الأجواء بقت متوترة من حواليها بالذات النظرات اللي كانت دايرة بينهم، فأيدتها فرح وعينيها ثابتة على قُصي اللي مش مهتم بيها أساسًا_ياريت والله يا طنط، أنا ما صدقت خلصت من الشغل اللي بابا سايبه عليا! 
رفع حاجبه بتعجب لما لقاها بتبسمله، ورجع بص في طبقه بعدم اهتمام وبدأ ياكل وهو عارف إيه اللي بيحاولوا يوصلوا ليه من القاعدة دي، ولكن كل ده في خيالهم بس. 
كانت قاعدة مملة بالنسباله، مكانش مهتم بأي من كلامهم وكان قاعد طول الوقت ماسك موبايله
للحظة ابتسم لما لقى رسالة واصلاله من عائشة مصوراله فيها كيكة بالشوكولاتة هي عاملاها وكاتبة
_فايتك الكيكة بتاعتي
بس عمومًا وفرت هاكلها كلها لوحدي
زادت ابتسامته لما افتكر ملامحها ونظراتها، حاسس إن هي الجزء المريح اللي في حياته، لما بيحب يفصل عن كل شغله والنفاق اللي حواليه بيلاقي نفسه عندها، الوحيدة اللي عايزاه زي ما هو، بتحبه كـ قُصي، مش الغني، ولا القوي ولا حتى رجل المافيا
هي حبته كـ قُصي اللي قرر يكون ليها ضهر في الدنيا بعد ما كانت وحيدة
رغم قلقه من رد فعلها لما تكتشف حقيقته وشغله المشبوه
وللحظة قرر يقوم يروحلها دلوقتي، وأهو يلاقي حاجة تبعده عن قعدة المصالح اللي هو فيها دي
_رايح فين يا قُصي؟
حط موبايله في جيبه وشال الجاكيت بتاعه وقال_لازم أمشي دلوقتي، عندي شغل ضروري
وقبل ما يتحرك لقى فرح هي كمان وقفت بسرعة_ممكن تاخدني في طريقك، عندي شغل مهم أنا كمان وعربيتي بايظة
بصلها شوية وهو متضايق من جواه من الوضع ده، زفر بضيق وهز راسه ليها بـ ماشي وسبقها وخرج
أما هي فاتوجهت نظراتها لوالدتها اللي غمزتلها، فابتسمت وخرجت هي كمان بعد ما استأذنت
اتحركوا بالعربية في جو صامت، هو مش مهتم أساسًا إنه يفتح مجال للكلام معاها
في حين كانت هي من لحظة للتانية بتبصله على أمل تلمح اي نظرة منه ترضيها، مدت إيديها وشغلت الكاسيت بتاع العربية على أغنية
ولكنه كشر بضيق ومد إيده قفله وهو بيقول ببرود_مبحبش دوشة الأغاني
وقبل ما تتكلم لقى عربية سودة ضخمة بتكسر عليه من طريق جانبي ، وقف مرة واحدة بالعربية لدرجة إن فرح كانت هتخبط في التابلوه وهو بيراقب الرجالة اللي بتنزل منها وفي عينيهم نظرة شر ادرك وقتها إنهم تبع نصار
_إيه اللي بيحصل ده! 
صرخت بيها فرح وملامحها كلها رعب، حط إيده في جيبه وطلع سلاحه وفتح صمام الأمان قصاد نظراتها المرعوبة، وحذرها وهو بينزل من العربية وعينه عليهم_خليكي هنا
ومهما حصل متنزليش من مكانك
_قُصي!
_اسمعي الكلام
صرخ فيها فانكمشت على نفسها، وبمجرد ما نزل بدأ اشتباك عنيف بالنار  بينهم
نزلت تحت الكرسي وهي حاطة إيديها على ودانها برعب، وفلحظة اتصلت على رقم واستنت الرد لحد ما اتفتح الخط فصرخت_ الحقنا يا بابا...
--------------------
كانت قاعدة بتاكل من الكيكة اللي حضرتها، وكل شوية تفتح الشات بينهم تشوفه رد عليها ولا لأ
قلبت بين القنوات بملل وهي مش لاقية حاجة كويسة تتفرج عليها. 
أو يمكن بالها هو اللي مشغول ومفيش حاجة قادرة تشتتها عن تفكيرها فيه! 
للحظة وقفت مكانها وهي بتابع خبر على التلفزيون مضمونه
_في حادثة اطلاق ناري مجهولة، أُصيب على إثرها ابن رجل الأعمال جلال الراوي المدعو قُصي الراوي. 
للحظة ارتجفت وهي شايفة صورته قدامها وهما شايلينه في الترولي الخاص بعربية الاسعاف  
شهقت برعب وهي مش مستوعبة اللي شايفاه، حست بقلبها وقع في رجليها
قدامها صورة عمرها ما هتتمحي لحبيبها وجوزها! 
وقع الريموت من إيديها، وحطت إيديها اللي بترتعش على شفايفها، ووقتها استوعبت الصدمة وصرخت بإنهيار
محستش بنفسها ولا تعرف إزاي لبست وخرجت لبرا ناحية المستشفى اللي اتقال عليها في التليفزيون
كانت دموعها مغرقة وشها اللي احمر من الانفعال، حالتها مكانتش طبيعية لدرجة كل اللي يشوفها يخاف من حالتها
وصلت للمستشفى وجريت على الاستقبال سألت على المكان اللي هو فيه، لحد ما ارشدوها
حتى استصعبت انها تستنى الأسانسير وطلعت بتجري على السلم وقلبها بيرتجف بيطالب انه يتطمن على الراجل الوحيد اللي ملكه 
وصلت للدور اللي اتوصفلها، فشافت هناك ناس واقفين حالتهم متقلش انهيار عنها، جريت عندهم وحتى مفكرتش تسأل عن هويتهم
_قُصي
قُصي فين! 
بصت ليها دليلة باستغراب وهي جايباها من فوق لتحت للغريبة المنهارة اللي ميعرفوش هويتها
_أنتِ مين؟!
_أنا مراته... 
يتبع..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_أنا مراته! 
أول ما قالت الجملة دي اللي كانت صدمة لكل الموجودين لدرجة إنهم نسيوا حزنهم اتلفتوا كلهم ليها بعدم استيعاب للي قالته، مهتمتش هي بشكل وشوشهم، حالة الإنهيار اللي هي فيها مكانتش مخلياها عارفة تميز حاجة، عايزة بس تطمن على حبيب عمرها إنه كويس وبخير 
_بالله عليكوا فين قُصي
طمنوني عليه، ريحوا قلبي بالله عليكوا!
وقفت دليلة وهي بتجيبها من فوق لتحت
_مراته؟
مرات مين يا بت أنتِ عبيطة ولا إيه؟!
قُصي مش متجوز أصلًا
بكت وهي بتخبط على صدرها اللي بيتألم_والله مراته، طمنوني عليه بس الله يخليكوا
قرّب منها جلال باستغراب_مراته ازاي يعني؟
_يا ناس مراته، إيه الغريب في كده! 
قالتها وهي بتتجه ناحية أوضة العمليات، وقبل ما تقرب جذبتها فرح بعنف وهي بتزعق بحدة_أنتِ راحة فين أنتِ كمان!
أنتِ مصدقة نفسك باللي بتقوليه ده! 
امشي روحي ارمي بلاكي على حد تاني
زقتها عائشة بقوة وهي بتصرخ_ابعدي إيدك عني
قولتلك أنا مراته
قُصي جوزي من ٣ شهور إيه الغريب، وبعدين أنتوا مين أصلًا! 
اتكلمت فرح_أنتِ اللي مين ولا مزقوقة عليه منين! 
أكيد أنتِ تبع نصار
امشي اطلعي برا بدل ما أجيبلك الأمن! 
انهارت عائشة في الأرض وهي مش قادرة تستوعب إيه اللي بيحصل، بكت بانهيار ودموعها مغرقة وشها، مكانتش قادرة تقاومهم، فصرخت باسمه بقلب ملتاع بيطالب بإنه يشوف حبيبه_يا قُصي!
اتقلب المكان ومحدش فيهم كان مصدقها ولا مصدق اللي بتقوله، ازاي قُصي يكون متجوز طول المدة دي ومحدش فيهم يعرف، فكان الموضوع بمثابة صدمة بالنسبالهم
خرج الدكتور فاللحظة دي من أوضة العمليات، قامت جريت عليه، وكلهم نسيوا اللي حصل ومكانش في بالهم غير إنهم يتطمنوا على قُصي
_طمني يا دكتور بالله عليك، جوزي عامل إيه؟
_برضه هتقول جوزي!
قالتها فرح وهي ناوية تجيبها من شعرها، ولكن منعتها مريم مرات عُدي على آخر لحظة بعد ما وجهتلها نظرة مضمونها إن ده مش وقته
راقب الدكتور وشوشهم وقال بعملية_الحمدلله العملية عدت على خير، الإصابة في البطن مأثرتش على أي أعضاء حيوية، هيتنقل بس للرعاية لحد ما حالته تستقر، وشوية وهيفوق من أثر البنج، ألف سلامة عليه
خلص كلامه وسابهم ومشي، ابتسمت عائشة من وسط دموعها وضحكت بفرحة على إن حبيبها بخير ومش هيسيبها ويمشي بعد ما اتعلقت بيه
قُصي كان بالنسبالهم الأمان اللي هي كانت محرومة منه
مكانتش قادرة تستوعب إنه كان ممكن في لحظة يروح! 
لحظات ولقوا فعلًا أوضة العمليات اتفتحت وخرج منها قُصي على الترولي وهو مش في وعيه، كان منظره صعب عليها بعد ما شافته لأول مرة بالضعف ده وهي متعودة عليه قوي ومفيش حاجة بتأثر فيه، جريت ومسكت في الترولي اللي بيحركه الممرضين وهي بتقول وإديها بتملس على دراعه_قُصي
قوم يا حبيبي
خليك معايا يا قُصي ده أنا مليش غيرك! 
مقدرتش تبطل بكا، ومشيوا كلهم وراه لحد ما دخلوه في أوضة الرعاية
_معلش يا جماعة، مش هنقدر ندخلكم غير لما المريض يفوق ونتطمن عليه
اتنهدو كلهم وراحوا قعدوا على المقاعد اللي قصاد أوضة الرعاية، أما هي فضلت واقفة قصاد الأوضة بتراقبه من الازاز الشفاف اللي هو الفاصل بينهم. 
فضل جلال وياسين متابعين تصرفاتها اللي كانت تصرفات امرأة عاشقة وخايفة على شريك عمرها فعلًا، هيئتها متقولش إنھا نصابة أو بتتبلى عليه
فاتكلم جلال_قولتيلي متجوزين بقالكوا قد إيه؟!
هنا ردت الهام اللي اتخلت عن صمتها أخيرًا_أنتَ هتصدق كلام المجنونة دي يا جلال؟
اتلفتت ليهم عائشة_أنا مش مجنونة
قولتلكوا!
 أنا مرات قُصي بقالي ٣ شهور
قامت فرح واتجهت ناحيتها وعينيها مليانة غضب شديد من فكرة إن واحدة بتنسب نفسها للراجل اللي داخل دماغها_لا ده أنتِ شكلك عايزة تتجابي من شعرك بقى! 
مسكتها دليلة والدتها عشان تمنعها إنها تسبب مشكلة في المستشفى، أما عائشة عقدت إيديها قدام صدرها واتكلمت بقوة_أساسًا أنتوا اللي مين وبتعملوا إيه هنا؟!
ضحك جلال بتريقة على كلامها، في حين رفعت الهام حاجبها وردت بسخرية_ليه وإحنا كمان هناخد إذن منك عشان نيجي نتطمن على ابننا !
_ابنكوا؟!
رددت عائشة وملامحها اتبدلت للاستغراب، وسألت ببراءة_أنتوا لحقتوا تيجوا من السفر امتى؟
وازاي متعرفوش إننا متجوزين؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حط جلال رجل على رجل وابتدى يفهم اللعبة اللي كان ابنه بيعملها وخايف تتكشف وقال_ومين قالك إننا كنا مسافرين أصلًا؟
ردت عائشة وهي مش قادرة تستوعب اللي بيدور حواليها_قصي قالي إنكم قاعدين في انجلترا بقالكم سنين
بصت الهام ودليلة لبعض باستغراب، في حين ضحك جلال بصوت عالي_الظاهر إنه مفهمك حاجات مش موجودة أصلًا
أنتِ طلعتِ مغفلة واتضحك عليكي يا... مرات ابني! 
فضلت بصاله باستغراب وهي مش فاهمة أي حاجة
يعني إيه؟
يعنى قُصي كدب عليها طول الفترة دي وفهمها حاجات مش حقيقية أساسًا
يعني الرسالة اللي وصلتها حقيقية؟
قُصي خبى عليها حقيقته وحقيقة أهله لإنه كان عارف إنھا هترفض الوضع ده
قُصي في الآخر رجل مافيا زي ما اتقالها! 
حست بصداع رهيب ودوار عنيف اتملك منها، كانت بين نار خوفها عليه ونار ألمها اللي بسبب كدبه عليها
واللي زايد الطين بلة إنه حتى مش معرّف أهله عنها! 
اتحركت وقعدت على الكرسي وهي حاسة إن كل قوتها بتخور من الموقف اللي هي محطوطة فيه
رجليها مبقتش شايلاها، بتحاول تستوعب، فعلًا الوضع من بدايته كان غلط وهي قبلت رغم كده
من غير ما تسأل عن سر غموضه وغيابه عنها لأيام وفترات وكان مبرره الشغل بس
رضيت بحياة مش طبيعية بس لإنھا حابة وجوده جمبها وخايفة من بُعده عنها! 
عدى وقت متعرفش قد إيه قاعدة فيه، كانت سرحانة بتحاول تربط الأحداث ببعض، طبعًا مغفيتش عن نظراتهم اللي كانت بتجيبها من فوق لتحت ومتابعين أقل حركة منها، نظراتهم مكانتش مريحة خالص بالنسبالها وحست إنھا قصاد ناس مش سوية
أو يمكن ده من تأثير صدمتهم برضه بسبب إن ابنهم متجوز بقاله شهور وميعرفوش!
لاحظت إن دليلة متابعاها بكره، فدا لإنها خدت فرصة كانت معتبراها كارت الحظ لبنتها
فمالت ناحية إلهام وقالت بتريقة وبصوت مسموع عشان يوصلها_الظاهر إن ابنك ذوقه انحدر خالص
وجهت الهام انظارها ليها، فرفعت عائشة حاجبها بعدم رضا، بتحاول تمنع نفسها على قد ما تقدر إنها تمسك فيهم كلهم احترامًا لإنها في مستشفى بس. 
خرجت الممرضة من الأوضة ووقفت قدامهم بابتسامة وقالت_المريض فاق يا جماعة، تقدروا تدخلوا تشوفوه
قاموا كلهم ودخلوا بلهفة، فضّلت إنھا تفضل في الآخر رغم شوقها إنها تشوفه وتطمن عليه، كانت حاسة لأول مرة بالغربة وإن المكان ده مش مكانها
وبعد ما دخلوا كلهم اتجهت ناحية الباب، فمنعتها فرح وهي واقفة قدام الباب وقالت بحدة_راحة فين؟
مكانك مش هنا
صكت على سنانها بغيظ وهي بتمنع نفسها تجيبها من شعرها، وبعدين ببغتة منها زقتها بعنف ودخلت وهي بتقول_بالعكس
مكاني هنا
جمب جوزي!
اتصدمت فرح من الموقف اللي حصل، كانت فاكرة إنها هتبقي مكسورة قدامهم وهتقدر عليها، ولكن متوقعتش كبريائها العالي ده
دخلت عائشة وهي بتقدم رجل وبتأخر التانية، مش عارفة هتبص في عينه ازاي بعد ما اكتشفت كدبه عليها، حست إن فيه حاجة بينهم اتكسرت متعرفش هي هتقدر ترجعها تاني ولا لأ
الثقة اللي بينهم اتهزت تمامًا
شافته قاعد نص قاعدة على السرير، متعلق في إيده محلول، كان شكله مرهق وشعره مشعث على وشه، بيرد على كل اللي موجودين بابتسامة خفيفة، وللحظة اتجمدت ابتسامته أول ما شافها طلت من وسط الموجودين، مكنش متوقع وجودها نهائي أو إنها عرفت
اتنلقت النظرات من الكل عليهم هما الاتنين، في حين كانوا مفصولين في عالم تاني
كان خايف من مواجهتها وخايف ليخسرها، وكانت نظراتها مليانة عتاب بتوصله إنھا عرفت كل اللي خبّاه، فضلت واقفة مكانها مربعة إيديها، بتمنع نفسها على قد ما تقدر إنھا تجري عليه وترمي نفسها في حضنه
تبكي على كتفه وتقوله قد إيه هي كانت خايفة عليه
قد إيه هو مهم بالنسبالها
وقد إيه هي بتحبه!
ولكنها مكانتش قادرة تتغاضى عن الموقف اللي حطها فيه
هو مكانش عارف يتصرف إزاي في الوقت ده، ولكن كل اللي كان شاغل دماغه إنه ميخسرهاش! 
مد إيده ليھا عشان تقرب وسط نظرات الاستغراب من الكل، أما هو كان بيتوسلها بعيونه إنھا مترفضش طلبه، فاتنهدت وفكت عقدة إيديها وقربت منه بهدوء، مسكت إيديه الممدوده وقالت ببحة_حمدلله على سلامتك
وببغتة منه جذبها عليه لدرجة إنھا شهقت بخضة، وضمها ليه بقوة وهو دافن وشه في رقبتها ومغمض عينه باستمتاع وكإنها ترياق بالنسباله، مقدرتش تتمالك نفسها وبكت بصمت في حضنه
كان بكائها بمشاعر مختلطة
بتبكي خوفًا عليه
وحزنًا من كدبه عليها في نفس الوقت
همست وهي في حضنه بخوف_خوفت لتضيع مني! 
وبصوت متحشرج قال_متقلقيش، أنا معاكي
عمري ما أسيبك
كان الوضع مستفز لأقصى درجة لكل الموجودين وهما شايفين لهفته عليها، فاتكلمت فرح بضيق_كفاية يا قُصي عشان جرحك
أنتَ لسة خارج من عملية! 
بعدت عنه عائشة بعد ما افتكرت وجودهم،  ولكنه فضل متشبث بإيديها كإنه بيوصلهم إن هي مكانها جمبه غصب عنهم كلهم وحتى لو اعترضوا
وقال ببرود_اعرفكم
عائشة مراتي
بصوا كلهم لبعض بضيق، فابتسم جلال بسخرية_مش قولتلك إن مسير سرك ينكشف يا قُصي!
اظلمت نظراته اللي اتوجهت ليه، وقال بقوة_وأديه انكشف يا جلال بيه
هتعمل إيه؟
رفع كتفه ببراءة مصطنعة_ولا حاجة هباركلك طبعًا
مبروك يا قُصي، مبروك يا... عائشة! 
وتابع بخبث_بس الغريبة إن مراتك متعرفش حاجة عننا
والأكيد متعرفش حاجة عن شغلنا يا قُصي!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اتبادلوا النظرات وقُصي اتحولت ملامحه للغضب، كان بينهم تحدي، فشدد على إيد عائشة وقال_دي حاجة بيني وبين مراتي، متخصش أي حد فيكم
كانت عائشة مدركة إن فيه وضع مش طبيعي بينهم، وعرفت إن حياتهم متشبهاش تمامًا وسط تلميحاتهم دي، أما النظرات بين قُصي والموجودين كان فيها تهديد
بيهددهم إن اللي هيدوسلها على طرف هيئذيه، أما جلال كان بيوصله إنه عرف نقطة ضعفه اللي هيقدر يخليه يخضع ليه بيها
_ازاي تتجوز من غير ما تعرفنا يا قُصي؟!
اتكلمت الهام وهي بتحاول تشتت انتباهه عن الحرب اللي دايرة بينهم، فرد ببرود_أظن من لازم آخد إذنكم في كل حاجة هعملھا!
_بس كان لازم تعرفنا برضه!
_وأنا مش عيل عشان ابعتلكوا تقرير بكل حاجة بعملها! 
حست عائشة إن العلاقة بينه وبين أهله فعلًا مش أحسن حاجة، الموضوع كان مريب بالنسبالها، مش عارفة تتصرف إزاي في وضع زي ده، هل تسيبه في عز أزمته وتمشي بعد ما كدب عليها؟
ولا تفضل لحد ما يقوم على رجله وساعتها تكون قامت بدورها ووقتها تبعد؟
هل هي أصلًا هتقدر تبعد! 
كانت فرح متابعة الموقف اللي قدامها بغضب شديد، كده بالنسبالها ضاعت فرصتها قصاد واحدة متعرفش هي مين اصلًا.
ولكن هي مش غبية عشان متشوفش المشاعر اللي بينهم وكإن بينهم قصة حب عميقة! 
اتكلم جلال_أنا كلمت الدكتور ياخدلك اذن انصراف النهاردة، وهنكمل علاجك في البيت
بصتله عائشة وهي مش عارفة تتصرف، ازاي هيتعالج في البيت بتاعهم
طب وهي؟
قرأ قُصي افكارها فقال_أنا هروح على شقتي
مكاني جنب مراتي..
بصوا كلهم لبعض برفعة حاجب وكإنهم مش عاجبهم اللي بيتقال، فاتكلم ياسين باعتراض_مش وقته صعبانيات يا قُصي
أنتَ كده بتحط حياتك وحياتها في خطر لو مجتش معانا، هيبقى سهل يوصلولك
وأظن إن مش إحنا بس اللي عرفنا بحوار مراتك بالذات بعد انهيارها النهاردة
وأكيد نصار له عيون جوا المستشفى
مركزش في أي حاجة غير حتة انهيارها وخوفها عليه، فبصلها بحنان بادلته هي بجمود صدمه واربكه شوية، مكانتش قادرة تتقبل الوضع اللي بيحصل وتجاريه
فأيده جلال وقال_بالظبط، فأنتَ هتيجي البيت سواء بإرادتك أو غصب عنك، أما بالنسبة لمراتك
بصلها من فوق لتحت وكمل باستهزاء_فهي براحتها، عايزة تيجي تيجي
مش عايزها تبقى ريحت
رفعت حاجبها باعتراض على نبرته اللي كانت مستقلة بيها، فاستفز الوضع قُصي وقال_المكان اللي هبقى فيه مراتي تبقى هي كمان فيه
واللي مش عاجبه يعمل أعمى! 
معجبهمش محاولاته لإنه يرد كرامتها قدامهم، فبصوا كلهم لبعض بعدم رضا، أما فرح فزفرت بصوت مسموع، حست عائشة إن غضبها ده لسبب تاني بسبب نظراتها اللي ادركت إن ده مش ضيق عادي منها، ولكن الموضوع أكبر بكتير ويخص قُصي
وكونها امرأة عاشقة وبتحب جوزها قدرت تفهم إن دي تصرفات ست غيرانة. 
اتدخل عُدي عشان يهدي الوضع_نصار هو اللي ورا اللي حصل طبعًا صح؟
هز قُصي راسه_أكيد
خدني على خوانة، كان مراقبنا وعرف إني خارج لوحدي، واستغل إن فرح كانت معايا فما صدق يلاقي نقطة ضعف في الوقت ده
على ذكر إن فرح كانت معاه رفعت عائشة حاجبها والغيرة اتملكت منها، لاحظ هو نظراتها فحاول يهرب بعيونه عنها، جزت على سنانها بغيظ وهي بتقاوم مشاعرها على قد ما تقدر 
الظاهر إنھا مكانتش تعرف حاجات كتير عن جوزها، لدرجة إنھا متعرفش عن وجود فرح أو أي ست عمومًا معاه!
اتكلم جلال_والعمل؟
ابتسم قُصي بشر_مسيره ييجي تحت إيدي! 
اتعدل فحس بوغزة عنيفة من مكان الجرح، حط إيده عليه وانكمشت ملامحه بألم، مالت عليه عائشة بلهفة وسألت بقلق مقدرتش تداريه_مالك؟
أناديلك الدكتور 
طبطب على إيديها بحنان وقال_أنا كويس متقلقيش
زفرت فرح بنفاذ صبر وقالت_ياريت لو خلصتوا المسرحية دي تشوفوا الدكتور يقولنا هنخرج امتى! 
اتعدلت عائشة في وقفتها بعد ما استفزها كلامها، فرفعت حاجبها وقالت بقوة_لو خوفي واهتمامي بجوزي مسرحية بالنسبالك فـ دي مشكلتك مش مشكلتي!
ابتسم قُصي على ردها وحس إن عائشة قوية مش زي ما اعتقد، أو يمكن خدت صفات كتير منه لدرجة إنها تتكلم بثقة قدامهم من غير خوف
بادلتها فرح بنظرات كانت مليانة شرر وغضب شديد اتملك منها، ومعجبش طبعًا الوضع ده اللي موجودين، إلا عُدي اللي ضحك وفضل يراقب الوضع باستمتاع، فاتكلمت دليلة بعد ما ضايقها استقلالها ببنتها_الظاهر إن مراتك طلعت قطة بتخربش مش مكسورة زي ما كان باين عليها.
ابتسم قُصي بفخر_مش مرات قُصي الراوي برضه ولا إيه؟!
مقدرتش تجاريهم في اللي بيحصل، حسِّت إنها محطوطة في وضع ميليقش بيها وسط ناس مش شبهها تمامًا، قررت إنها أول ما تختلي بيه تستفسر منه عن كل حاجة مخبيها عنها، عشان تعرف قد إيه هي كانت مغفلة، أما قصي فكان مش عارف اللي جاي هيعمل فيه إيه، ورد فعلها هيكون إيه، خصوصًا وهو عارف إن صمتها ده وراه غضب كبير، ولكن اكتر حاجة مضايقاه إن ركنه الهادي الوحيد اللي كان بيلجأله وقت ضيق ولما يحب يفصل عن واقعه الكريه اتدمر ومبقاش موجود
والأكيد إن عيلته مش هتسيب عائشة في حالها
والأدهى لو اكتشف نصار وجودها...
يتبع... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وصل رجالة الشرطة في الوقت ده عشان يحققوا في الموضوع، خصوصًا إن الحادث ده عمل جدل كبير وكان مسمع تقريبًا ودي الحاجة اللي ضايقت قُصي جدًا وحس وقتها إن صورته القوية اتهزت
_يعني مش شاكين في حد معين هو اللي دبّرلك الحادثة دي؟
اتكلم واحد من رجالة الشرطة، اما عائشة فكانت متابعة اللي بيدور وهي حاسة بعدم راحة، فرد قُصي_لا
مفيش حد معين في بالنا
زفر الظابط بضيق_الانكار بيهدد حياتك وحياة عيلتك يا قُصي
أنتَ لسة خارج من الموت دلوقتي
بدل ما تخلينا نحاسب اللي عمل فيك كده وسبب الذعر لأهل بيتك بتتستر عليه؟!
هنا اتدخل جلال وقال بدبلوماسية_يا حضرة الرائد، احنا مش بنتستر ولا حاجة
بس مفيش حد في بالنا فعلًا
وبعدين اعدائنا كتير بالذات عشان اسمنا، لدرجة إن ممكن يكون لينا أعداء منعرفهمش حتى، فدورك أنتَ تحقق في الموضوع ده مش تتهمنا!
سكت الظابط شوية وهو بينقل نظراته بينهم وجواه شك كبير إنهم عارفين حاجة ومخبيين، فاتعدل في وقفته وقال بنبرة وصل مغزاها لـ قُصي وجلال كويس_تمام
على العموم لو حبيتوا تغيروا أقوالكم، أو شكيتوا في حد معين، أنتوا عارفين مكان القسم
رد جلال بابتسامة مستفزة_طبعًا طبعًا يا حضرة الرائد
هز راسه وهو بيوجه كلامه لـ قُصي_حمدلله على سلامتك يا قُصي
ابتسم ليه ابتسامة خفيفة ومردش عليه، فشاور الظابط للعساكر اللي حواليه وخرجوا من الأوضة، هنا مقدرتش عائشة تسكت أكتر من كده، خصوصًا إنها كانت عارفة إيه اللي بيحصل حواليها، فوجهت كلامها لـ قُصي بعصبية_طالما عارفين إن اللي اسمه نصار ده اللي عمل كده، مقولتوش للظابط ليه؟!
بصلها قُصي بتحذير، أما جلال ابتسم بخبث وقال_الظاهر إن المدام متعرفش حاجة فعلًا
حسِّت إنھا على مشارف الجنون من الوضع اللي هي محطوطة فيه، فاتكلمت بغضب_فهموني إيه اللي معرفوش؟!
الحاجة الوحيدة اللي أنا عارفاها إن جوزي كان بين الحياة والموت من شوية، والمشكلة إنكوا عارفين مين اللي عملها ومفكرتوش تبلغوا عنه
إيه اللي بتعملوه ده! 
_معلش سيبونا لوحدنا
اتكلم قُصي ببرود بعد ما خلصت كلامها، اتبادلوا الموجودين النظرات بين بعض بدهشة، في حين فرح اشتعلت عينيها بلهيب غاضب، واتلفتت وخرجت من غير ما تعلق، وبدأ فعلًا كل الموجودين يخرجوا لبرا
كانوا بيتبادلوا نظرات عدم الرضا بينهم، لحد ما اتكلمت فرح_البني آدمة دي كل ما تتكلم بتحرق دمي! 
فأيدتها دليلة وهي بتبص لإلهام اللي بتفكر_وغير كده  عينيها واسعة ومبتختشيش! 
بتبجح وتتكلم من غير خوف! 
ابتسم جلال وعلق_معذورة، لسة متعرفش وقعت وسط مين برضه 
ولا حتى مين اللي اتجوزته! 
اتحركت الهام وقعدت على الكرسي بإرهاق وقالت_الجوازة دي وراها سر
مش قادرة أفهم قُصي خباها عننا ليه
ردت فرح بسرعة وهي بتضحك بتريقة_ما أكيد واحدة من إياهم! 
هز ياسين راسه بالرفض وقال_وهي لو واحدة من إياهم هيتجوزها برضه! 
فقال جلال_بالظبط
قُصي دماغه شغالة وبيعرف يفكر كويس
خفاها عننا لـ ٣ شهور عشان خايف عليها مننا
يا إما عايز يبعدها عن شغله! 
كان عُدي بيراقب الوضع بعدم رضا، فاتدخل وقال_عمومًا مهما اعترضتوا على الموضوع مش هتقدروا تغيروا حاجة
عائشة بقت مرات قُصي
واعتقد خطوة زي دي منه كان دارسها كويس، يعني الموضوع مش فترة هيقضيها معاها وخلاص! 
زفرت فرح بصوت مسموع_ شكرًا يا عُدي
حقيقي شكرًا
أنتَ لو قاصد تحرق دمي أكتر مش هتقول كده!
رفع كتفه ببرود استزفها أكتر، فمالت عليه مريم مراته وقالت بهمس وهي بتراقبهم_ما بلاش تحط البنزين جمب النار، أنتَ شايف لوحدك وشها قالب ألوان ازاي
ابتسم وطبطب على إيديها، وقال بنفس الهمس_دي أكتر حاجة مكيفاني، مشهد مبنشوفهوش كتير
حاولت على قد ما تقدر تداري ضحكتها عشان متتسببش في مشكلة تانية وهما كانوا لوحدهم على تكة ويقوموا حرب. 
_على كده الاتفاق اللي بينا ملغي يا جلال مش كده؟
قالها ياسين بمغزى وصل للكل أولهم فرح اللي اتنفضت مكانها وهرب الدم من وشھا، بالفعل كده جوازها من قُصي بقى حاجة مستحيلة، وإلا هي نفسها عمرها ما هتقبل تكون زوجة تانية
يا الوحيدة
يا لأ
سند جلال على الحيطة بضهره، واتكلم بغموض_كل حاجة ليها حل، المهم نعرف طريق اللي اسمه نصار ده الأول.. 
أما جوا الأوضة، كانت واقفة مكانها مربعة إيديها وبتهز رجليها بعنف، الغضب متملك منها، وصلها كل اللي بيدور بس ما زالت بتتمنى إنه يكون مجرد شك بس ومفيش حاجة من دي
كان قُصي بيراقبها بحزن دفين جوا عيونه، مش عارف يتصرف إزاي، ومش قادر يحدد إذا كانت هتتقبل حقيقته ولا لأ، هو شايفها أنضف من الوضع اللي هو فيه، نقية وخايف تتلوث بقذارة شغله، أو تتئذي بتخطيطات عيلته اللي بيتفننوا في الأذى بدم بارد
_عائشة... 
_بلاش
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بلاش تقول حاجة دلوقتي يا قُصي، صدقني أنا ماسكة نفسي بالعافية عن كلام كتير عايزة أقوله بس مستنية تبقى في وضع مناسب 
قاطعته بالكلام ده بنبرة حازمة وعيونها لمعت بقوة غريبة، حس وقتها إنه شايف شخصية تانية لعائشة أول مرة تظهر، ولكنه لمح التهديد الخفي اللي كان متداري وسط كلامها، وعرف وقتها إنه متهدد في أي وقت إنه يخسر عائشة
ركنه الهادي
والجزء الوحيد النضيف في حياته
حاول يداري القلق اللي في عينيه، وابتسم بخفة وهو بيتأملها
_تعالي
شاورلها بإنها تقرب، ففضلت مكانها مربعة إيديها وبتهز رجليها، في حين بتبصله بطرف عينها وهي مترددة، مشاعرها رغم عنها بتنساق ليه، رغم الحزن اللي جواها من الحاجات الكتير اللي متدارية عنها، حس هو بترددها فشاورلها مرة تانية بتوسل فمقدرتش تصمد قدام نظراته وقربت منه وهي بتتنهد بقلة حيلة، ساعدها في إنها تتمدد جنبه في الناحية البعيدة عن الجرح، مالت على صدره فسند هو دقنه على مقدمة رأسها، ظهرت ملامح الحزن على وشها وقالت_الظاهر إني معرفش حاجات كتير عنك يا قُصي
اكتشفت إني بعيدة
بعيدة جدًا عن حياتك.
ضمها ليه أكتر وهو حاسس بالذنب من الوضع اللي كان حاطتها فيه لـ٣ شهور، أما هي فكملت_اتمنى يكون اللي في بالي مش صح،
اتمنى يا قُصي!
غمض عينه بألم، فاتنهدت هي بقلة حيلة، فضلوا شوية على الوضع ده لحد ما افتكرت حاجة، فاتنفضت فجأة وسط تعجبه وملامحها اتبدلت للغضب
_بس رغم كده مش لاقية مبرر واحد للحرباية دي إنها تكون معاك في العربية وقت الحادثة! 
بصلها بصدمة شوية مش مستوعب اللي بتقوله، فكملت_البت بتعاملني على إني ضرتها
يا نهار اسود لتكون متجوزني عليها كمان! 
فضل باصصلها بنفس الصدمة، لحد ما اتبدلت ملامح وشه للضحك، جذبها ليه براحة ورجع سند على راسها، فخبطته هي بخفة في دراعه وقالت_متضحكش عليا! 
مقدرش يقاوم الضحك، فكشرت هي بضيق، لحد ما سكتوا شوية وفضل الصمت داير بيهم، مدت إيديها جنب الجرح بحنان وقالت بحزن_بيوجعك؟
ملس على وشها بحنية، ومال وطبع قبلة على جبهتها، هو متأكد إنھا عارفة حاجة، ولكن رغم كده حبها مانعها تسيبه في وقت زي ده، ودي الحاجة اللي معذباه أكتر.. 
ثواني عدت ولقوا الباب بيتفتح عليهم، اتنفضت عائشة مرة واحدة واتعدلت بخضة، وكان جواها احساس كبير بالاحراج لحد ما اكتشفت إن فرح هي اللي اقتحمت الأوضة، رفعت حاجبها بتعجب في حين إن فرح وقفت بصدمة تراقب الوضع اللي خلى الغضب يزيد جواها
بصت عائشة لـ قُصي بصة معناها "مش قولتلك!"، فحاول يداري ضحكته واتكلم بحزم_مش تخبطي يا فرح! 
ربعت إيديها وبرفعة حاجب قالت_معلش
اصل أنا عاملة حسابي إننا في اوضة مستشفى، مش في أوضة النوم! 
استفز ردها عائشة اللي كانت متأكدة إن الموضوع ليه ابعاد مختلفة، وجهتها غيرتها اللي كانت عايزاها تعلن تملكها لـ قُصي قدامها، فملست على إيده وقالت بحنان مصطنع_معلش يا حبيبي هي معذورة برضه مش متعودة على الوضع لسة
اتوسعت عينه وهو بيبصلها بدهشة من تصرفاتها اللي بتبهره كل مدى، أما فرح فضلت متجمدة قدامهم شوية لحد ما جزت على سنانها وهي بتقول_على العموم كنت جاية أقولك إن الدكتور كتبلك إذن خروج
هز راسه من غير ما يعلق وسط ابتسامة عائشة اللي استفزتها لأقصى درجة، فخرجت فرح وقفلت الباب وراها بعنف، بصت عائشة لقصي بعد ما لاحظت إن عينه عليها، وفلحظة اتبدلت ملامحها للغضب وقامت وهي بتقول_ولا كلمة الله يخليك، أساسًا أنا على أخري واللي مسكتني رقدتك دي! 
بدهشة قال_رقدتك!
أخلاقك اتغيرت يا عائشة، اللي يشوفك دلوقتي مايشوفكيش وأنتِ قطة وديعة في البيت مبيطلعلكيش صوت! 
ربعت إيديها وقالت بتريقة_ما هو معلش يا قُصي، اللي يتعامل مع أهلك لازم أخلاقه تتغير ولا إيه؟
ابتسم_وأنتِ لحقتي تعرفي أهلي عشان تقولي كده؟
ردت بسخرية_الجواب باين من عنوانه
مفيش حد من اللي برا سالك للتاني
ضحك ومحبش إنه يزود في الكلام معاها، كان بيحاول يحتويها ويلصم الوضع بينهم، يمكن يلاقي رد فعل خفيف منها لو عمل كده
يمكن.. 
اتحامل على نفسه وقام عشان يغير هدومه، ورغم كده مقدرتش تتصنع الجمود اكتر، فقربت منه تساعده وسط نظراته اللي كانت مليانة حنان..
خرجوا من المستشفى بعد ما أذن ليهم الدكتور، بعد ما حذرهم إن لازم يكون في راحة تامة عشان الجرح ميفتحش تاني، كان ساند على عُدي أخوه بعد ما رفض إنه يخرج بكرسي متحرك عشان ميثبتش ضعفه لنصار إذا كان مراقبه، وجنبه كانت ماشية عائشة اللي كانت مترددة تمامًا ومش عارفة المفروض هتتصرف هناك إزاي، ولكنها كانت مضطرة، لحد ما تعرف أصل الموضوع
ركبت جنب قُصي في عربية عُدي أخوه ومع مراته، فقدرت تتنفس في الوقت ده، على الأقل دقايق من غير دوشة ونظرات عيلته اللي مش مريحة تمامًا
كانت من لحظة للتانية بتبص لـ قُصي
مش قادرة تتخيل هل اللي جنبها ده رجل مافيا فعلًا
ولا يمكن حد من أهله اكتشف وجودها، وبما إنهم رافضينها فكانوا عايزين يخلوها تكرهه
افكار كتير واسئلة كتيرة كانت في دماغها وملهاش إجابة 
بس اللي متأكدة منه إن إجابات الاسئلة دي هتغير الموازين تمامًا! .
-----------------------
في مكان تاني
كازينو خاص بيه بينقل منه كل اعماله غير القانونية، غير شغله في تجارة البودرة والأسلحة، كان ضايف عليه جزء خفي محدش يعرف عنه حاجة، والجزء ده كان بيتم في المكان ده
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رغم الدوشة اللي تحت إلا إن أوضة مكتبه كانت هادية بسبب الباب العازل للصوت، كان قاعد على الكنبة اللي في مكتبه ساند ضهره عليها براحة، حاطت رجل على رجل وفي إيده كاس الويسكي
أما في إيده التانية سيجار بيطلع دخانها على مراحل
ملامحه كانت اجرامية، شعره الاسود الخفيف، ودقنه اللي بيتخللها خصل بيضا، عينيه الحادة السودا والضيقة، ده غير الندبة الخفيفة اللي على حاجب من الاتنين. 
كان قاعد معاه واحد من الرجالة اللي تبعه، اللي قال_طلع بسبع ارواح
قام منها وخرج النهاردة من المستشفى 
ابتسم وهو بينفخ دخان التبغ_ومين قالك إني كنت عايزه يموت
بصله التاني باستغراب وقال_أنتَ مش كنت عامله كمين عشان يخلصوا عليه؟
هز الكاس اللي كان في إيده وهو بيراقب قطع التلج اللي جواه وقال_لأ
دي كانت قرصة ودن بس
عشان يعرف إني دايمًا سابقه بخطوة
_طب ما أنتَ كان في إيدك تخلص عليه، وأهو نخلص من دوشته! 
ابتسم بخبث_وفين المتعة في كده! 
اللي زي قُصي لازم تشوفه بيموت قدامك ميت مرة
سكت الشخص شوية وقال_واللي طلعت مراته دي؟
اتعدل وقام وقف، بص للإزاز اللي قدامه واللي كان بيوريله الأوضاع تحت عاملة ازاي، وقال_فاكر نفسه ذكي وإنه كان مخبيها عننا، ميعرفش إننا حاسبينله النفس اللي بيتنفسه كمان! 
لحظات ولقى تليفونه بيرن، طلعه من جيبه ورد_كله ماشي زي ما إحنا عايزين
طبعًا مبلغش عننا، عايز ياخد انتقامه بنفسه
سكت شوية بيسمع الرد، وبعدين قال_هو دلوقتي شايف إننا كسرنا مناخيره، هيعمل اللي هيقدر عليه عشان يرد كرامته
كانت مكالمة مبهمة بالنسبة للي واقف وراه متابع اللي بيقوله وهو بيحاول يفهم إيه اللي بيحصل، لحد ما رجع قال_أوامرك يا باشا
قفل تليفونه واتجه للمكتب وقعد عليه، شرد قدامه ونظراته كانت كلها شر_ايام قُصي الراوي
معدودة من دلوقتي، خليه يستمتع باللي باقيله... 
---------------------------
وصلوا أخيرًا لبيت عيلته اللي كانت أول مرة تشوفه، نزلت من العربية ووقفت مكانها تبص للبيت بانبهار، مش عارفة المفروض تعمل إيه دلوقتي، لاحظ قُصي خوفها فمسك إيديها وشدد عليها، بصتله بنظرة وكإنها بتعاتبه على كل ده، فابتسملها بحنان واتحرك بيها وهو بيتسند على عُدي
قررت تديله مساحة عشان يعرف يتحرك كويس، فبعدت عنه شوية رغم الاعتراض اللي باين عليه، وفاللحظة دي قربت منها مريم وقالت_حاولي متحتكيش بحد، بالذات فرح 
لحد ما تعرفي إيه اللي بيدور حواليكي
ابتسم بسخرية وقالت_كل حاجة باينة أهي من غير ما أعرف
_بالعكس، العيلة دي المتداري أكتر من اللي واضح 
خليكِ حذرة، عشان خاطر قُصي بس
نهت جملتها وطبطبت على كتفها بهدوء، وبعدين سابتها ومشيت، أما هي فضلت ورا قُصي وأخوه وهي بتراقب المكان من حواليها
الڤيلا كان غالب عليها الطابع الكلاسيكي ولكن رغم جمالها إلا إنها حست إنها من غير روح. 
دخلوا أوضة اللي قدرت تميز إنھا أوضة قُصي، ولإن شخصيته كانت طاغية على أثاث وألوان الأوضة اللي كان فيها كتير من شقتها، يمكن دي حاجة حسستها بالراحة شوية وسط الغربة اللي هي فيها
واللي ابتدت تحسها وهي جنب قُصي كمان! 
اتحركت بسرعة وساعدته مع عُدي إنه يتمدد على السرير، عدلت المخدة من وراه وهي بتتجنب تبص لعيونه، وبعد ما اتطمنت إنه بخير، قررت إنھا تخرج تشم هوا شوية في الفراند اللي في الاوضة، يمكن تاخد شوية قوة تعرف تواجهه بيها! 
وفعلًا قرر يسيبها براحتها، كان متابعها بعينه بس
بص في اللحظة دي لأخوه وقاله_كلم معاذ، خليه يجيلي كمان شوية لما الدنيا تهدى، بس اكد عليه ما يخليش حد يحس بيه أو يكون مراقبه. 
هز راسه وسأله_ناوي على إيه؟
_كل خير..
سكت ورجع بص ناحية المكان اللي عائشة واقفة فيه
 حس عُدي بتوتر الوضع اللي بينهم، فطبطب على كتفه وهو بيبتسمله بتشجيع، فابتسمله قُصي هو كمان بامتنان
وبعدين سابه عُدي وخرج من الأوضة، هو كمان حاسس إن مرات أخوه لا تفقه شيء عن الوضع اللي هما فيه، وحاسس إنها ممكن متستوعبش الأمور.. 
دقايق مرت وهو مكانه، وهي واقفة في البلكونة بتراقب المناظر الطبيعية المريحة اللي حواليها، لحد ما شافت فرح وهي واقفة تحت بتبصلها بنظرات كلها حقد، اتنهدت بضيق ودورت وشها الناحية التانية
لسة متعرفش مين فرح
وإيه حكايتها
مع إن الوضع باين من غير حاجة..
سمع صوت رسالة جاية من تليفونها، مع إن مش من عادته آنه يتجسس على حاجة تخصها، إلا إن فضوله جابه بالذات لما بان إنه من رقم غريب
مد إيه وخده من على الكومود، فتحه ولإنها مكانتش بتهتم فمكانتش عاملاله باسوورد، فتح الرسالة اللي مبعوتالها على الواتساب، فلحظات اتحولت ملامحه للصدمة وهو بيقرأ الرسالتين القدام، واللي خلى قلبه يرتجف بقوة لما كان مضمون الرسالة الجديد:
_يا ترى قالك بعد اللي حصله النهاردة ولا لسة مستغفلك؟...
يتبع.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اتحركت عائشة ورجعت لجوا الأوضة لما ضايقتها نظراتهم ليها من تحت، حتى مش مديين ليها فرصة إنها تشم نفسها وتبعد عن جو البيت اللي مكانش مريح ابدًا بالنسبالها!
اتجمدت مكانها لما شافت قُصي ماسك تليفونها ووشه الدم مسحوب منه، للحظة اتمالكت نفسها وقربت منه ببرود قدرت تبرع في إنها تمثله، رفع قُصي عينه ليها وكان جواها شرارة غضب أول مرة تشوفها
كان متضايق من فكرة إنه معرفش يحميها بالشكل الكافي زي ما كان فاكر، متأكد إن نصار هو اللي قدر يوصلها وكان بيلاعبها بالشكل ده
حس إنه ضعيف وعاجز وإن نصار قدر يعلم عليه مرتين، ضغط بإيده على الموبايل وغمّض عينه بقوة
وقفت قدامه وربعت إيديها وقالت_معندكش حاجة تقولها؟
فتح عيونه مرة واحدة، كانت بتلمع بغضب جحيمي وقال وهو بيجز على أسنانه_مقولتيش ليه إن فيه مسدچات زي دي وصلتلك؟
رفعت راسها بكبرياء وردت_ما أنتَ لو كنت واضح معايا من الأول في تصرفاتك وحياتك كنت جيت قولتلك على طول
بس كنت عارفة كويس إن عمرك ما كنت هتقولي الحقيقة! 
_عشان كده كنتِ بتدوري ورايا، سواء في موبايلي أو في أوضة المكتب! 
قالها وهو بيبتسم بسخرية، اتنهدت بضيق وبعدين قالت_أنتَ مين يا قُصي؟
بص في عينيها مباشرة بنظرة حزينة وقال_أنا قُصي، جوزك! 
اتكلمت بسرعة_لأ
أنا عايزة أعرف مين قُصي الحقيقي
مش اللي كان بيمثله معايا! 
بهت وشه من جملتها القاسية، ممكن يكون فيها جزء صحيح، ولكنه كان بيحاول يعيش كإنسان عادي طبيعي بعيد عن مجاله وشغله المؤذي، اتحامل على نفسه وقام وهو حاطت إيده على جرحه، وسط نظراتها القلقانة اللي مقدرتش تداريها، ولكنها فضلت مكانها متحركتش لحد ما قرّب منها وقال_مكانش ينفع تعرفي كل التفاصيل
أنتِ أنقى من إنك تدخلي في الحوارات دي! 
ابتسمت بألم، وعرفت وقتها إن فعلًا الكلام اللي مبعوتلها كان صح، وإن قُصي وعيلته كلهم ناس خارجين عن القانون، فاتكلمت من وسط ابتسامتها الموجوعة_ولما أنتَ عارف إني أنقى من كده
اتجوزتني ليه؟
خلتني اتكتب على اسم واحد زيك ليه؟
_واحد زيي! 
رددها بصدمة وهو عقله مش مستوعب، فكملت بقسوة_أيوه يا قُصي
ولو أنتَ عارفني كويس، هتعرف إن عمري ما هقبل أكمل معاك في الوضع ده
مكانش مصدق إن قطته الوديعة الهادية بقت بالشكل ده، اللي كانت بتتمناله الرضا، وعمرها ما اعترضت على حاجة بيقولها، اللي قبلت بيه وهو هاجرها وكانت بتكتفي بعتاب رقيق زيها، بقت هي القاسية اللي قدامه دي! 
فقال بعدم استيعاب_إيه اللي بتقوليه ده! 
_أنتَ مين يا قُصي؟
خليك صريح معايا ولو لمرة واحدة
ليه سايبني أعيش دور المغفلة وسطكوا كده! 
زعق بحدة_ماتخليش كلام الحيوان ده يلعب بعقلك! 
ضحكت بتريقة وقالت_المشكلة إن اللي بيقوله صح
تنكر إنك كنت مستغفلني؟
_كنت بحميكي!
صرخ بيها فبهتت شوية من عصبيته اللي ارهبتها، فارتفعت نبرتها هي كمان وقالت_لو عايز تحميني من حد فيبقى منك! 
سكت شوية وهو بيرمش كذه مرة، اكتشف وقتها إن عائشة مجروحة فعلًا منه، ولكن عصبيته وغضبه من كلامها اللي جرح كبرياؤه خلاه يتكلم ببرود_أيوه أنا رجل مافيا
بتاجر في الأسلحة
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وأحيانًا لو استدعى الأمر بقتل يا عائشة
ومن غير ما يرفلي جفن! 
هرب الدم من وشها، برقت بصدمة من الحقايق العنيفة اللي اتضربت في وشها، حست في الوقت ده إنھا قدام شخص تاني غير جوزها اللي من يوم ما شافته كانت بتتمناه لحد ما يشاء القدر يجمعهم ويتجوزوا، اتراجعت عدة خطوات لورا وهي بصاله بنفس الصدمة، ولكنه رجع قال بنفس البرود_ومقدامكيش حل غير إنك تتعايشي مع الوضع ده يا عائشة
لإن خروج هنا مش هتخرجي
وطلاق مش هطلق! 
هزت راسها كذه مرة بالرفض، وعينيها ابتدت تتملي بالدموع، ارتعشت شفايفها اللي كانت بتجاهد فيهم لحد ما قالت_أنا مش مصدقة
كل ده عايشة مع مجرم وأنا معرفش! 
نزلت دموعها على وشها غصب عنها، وابتدى جسمها يرتجف وكملت_ليه خدعتني
ليه يا قُصي!
على قد ما وجعته نظرة عينيها اللي مليانة عتاب، ولكنه فعلًا معندوش استعداد لخسارتها، وخروجها من هنا يعني موتها لإن نصار استحالة يسيبها، وهو لو عليه يفديها بروحه، ورغم المشاعر اللي كانت جواه إلا إنه اتسند بعد ما تعب من الوقفة وقعد على السرير وهو بيقول_أهو اللي حصل
وده أمر واقع، اقبلي بيه لآن مفيش مفر! 
كانت مستنية تشوف وشه التاني، تشوف حنانه عليها ونظرة عينيه الدافية، ولكنها مشافتش غير القسوة، فهزت راسها بالرفض واتحركت عشان تخرج من الأوضة وهي بتقول_وأنا عمري ما هقبل بوضع زي ده
عمري ما هكمل حياتي مع مجرم زيك! 
غمض عينه بألم، ضربها للحقايق في وشه بيوجعه، حط إيده على جرحه ومردش، أما هي خرجت من الأوضة وهي شبه بتجري، سابها هو وممنعهاش، ولكنه خد موبايله من جنبه وطلب رقم معين وقال بجمود_متخلوش عائشة تخرج من باب الفيلا مهما حصل
قفل التليفون من غير ما يستنى رد، ورجع طلب رقم تاني لحد ما جه الرد فقال_أيوه يا معاذ، تيجيلي دلوقتي حالًا متستناش
بسرعة، أنا مستنيك.. 
حط التليفون مكانه واتعدل على السرير واتمدد، وفضل شارد قدامه في الفراغ وهو مش عارف المفروض هيتصرف ازاي، ولكن كده نصار بيلاعبه من جهتين والأدهى إنه استغل مراته اللي فاكر إن محدش عارف عنها حاجة، غمض عيونه بقوة وفتحهم مرة واحدة، وكانت نظراته اتبدلت للهيب غاضب بينذر بحرب هتقوم.. 
مكانتش عارفة هي رايحة فين، ولكن الحاجة الوحيدة اللي كانت عايزاها هي إنها تمشي من هنا، حاسة إنھا في وكر مجرمين، ناس متشبهاش ولا حياة تليق بيها، ناس بيتفننوا في الأذى
واللي طلع جوزها من ضمنهم! 
قابلت في طريقها إلهام اللي وقفت قدامها وقالت برفعة حاجب_على فين إن شاء الله؟
بصتلها من وسط دموعها اللي مغرقاها، وقال وهي بتبعد عنها عشان تعدي_سايبهالكوا يا شوية مجرمين
كان جلال قاعد في الصالون، وأول ما سمع جملتها ضحك بقوة وقال_بقى ينفع تقولي على أهل جوزك مجرمين يا مرات ابني؟!
بصتله بطرف عينها وقالت_ميشرفنيش أبقى منسوبة لعيلة زيكوا
شهقت إلهام بدهشة من اللي قالته، فسابتهم عائشة وخرجت لبرا، كانت إلهام هتلحقها ولكن جلال منعها لما قال_سيبيها
مش هتعرف تخرج أصلًا
اتكلمت إلهام بغضب_ما تخرج ولا تغور في داهية، أنا راحة أعرفها مقامها بعد الكلمتين دول
ولكنه رجع قال_وأنتِ فكرك إن ابنك هيسيبها تمشي؟
قُصي بلغ الحراسة تمنعها
جزت على سنانها وقالت_وهو ماسك فيها كده ليه! 
ما يسيبها! 
قام جلال وقف وقرب منها وقالت بابتسامة سخرية_كل ده ومخدتيش بالك؟
ابنك بيحبها يا إلهام! 
سكتت وربعت إيديها وهي بتهز رجليها بضيق، كان عنده حق، الأعمى كان هيلاحظ تعلق قُصي بيها في المستشفى، كفاية إنه كان بيحاول على قد ما يقدر يرد كرامتها قدامهم
فقالت_لو قُصي فضل سايبها بالمنظر ده هتتفرعن علينا كلنا! 
  _متقلقيش حلها سهل
قالها جلال وهو بيطبطب على كتفها، كان عارف ومتأكد إن وجود عائشة هنا كويس لمصحلته، لإنه من خلالها هيقدر يخلي قُصي يرضخ ليه...
وقفت قدام الحراسة اللي واقفين واتكلمت بعصبية_يعني إيه يعني؟!
قولتلكوا افتحوا الباب عايزة أمشي!
_ممنوع يا هانم
قالها الحارس بعملية من غير ما يبصلها حتى، فخبطت على الأرض بغيظ وبصت حواليها على أمل إنها تلاقي مكان تعرف تخرج منه لكن من غير فايدة، فصرخت بغضب واتحركت مرة تانية على فوق وسط نظرات جلال وإلهام اللي كانت كلها سخرية، محاولتش هي تتلفت ناحيتهم لإنها المرادي ومن غير تردد هتروح تمسك فيهم ومش هتعمل اعتبار لأي حد
طلعت على فوق وفتحت الباب بعنف ودخلت، كان هو وقتها قاعد نص قاعدة على السرير وحاطت زراعه على وشه بإرهاق، شال إيده وبصلها بتعجب من فوق لتحت، كانت حالتها مزرية، لسة دموعها على وشها المحمر من العصبية والانفعال وكانت نظراتها كلها غضب، قربت منه وقالت بحدة_أنتَ حابسني هنا كمان على كده؟
_آه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رد ببرود استفزها أكتر، فصرخت بغضب_طبعًا وأنا إيه اللي اتوقعه من مجرم زيك!
اظهر على حقيقتك يا قُصي يا راوي
مكانش لايق عليك الوش اللي أنتَ كنت راسمه
بصلها ببرود وقام اتحرك من غير ما يرد، ولكن رغم الجمود اللي على وشه إلا إنه من جواه كان بيتألم من قسوة كلامها، اتحركت وراه وهي بتزعق_أنا عايزة أمشي من هنا! 
_قولتلك قبل كده خروج مش هتخرجي، وبطلي صداع بقى! 
اتوسعت عينيها بدهشة من بجاحته، فمشيت وراه وهي بتقول_هو إيه اللي مش هخرج، بقولك عايزة امشي، وبعدين أنت رايح فين وسايبني كده و.. 
مردش عليها وخرج من الأوضة وقفل الباب وراه، فغصب عنها اتبدلت ملامحها للحزن ورددت_وجرحك...
رغمًا عنها مقدرتش تداري خوفها عليه، أكيد مش هتقدر تبطل تحبه في ثواني، فيه جزء جواها لسة بيطالب بيه بتحاول تسكته لكنها مش قادرة، مشاعرها اقوى منها، اتحركت وقعدت على طرف السرير وهي دافنة وشها بين إيديها بهم، مش عارفة تتصرف إزاي، حاسة إنھا لأول مرة تعرف قُصي
قُصي الحقيقي... 
-------------------------
اتحامل على نفسه ونزل لتحت، وقبل ما يخرج سمع صوت امه وراه
_على فين يا قُصي
_خارج الجنينة
_بس أنتَ لسة تعبان! 
زفر بنفاذ صبر وقال وهو بيتحرك لبرا_متقلقيش أنا كويس
كانت هتتكلم تاني ولكن جلال منعها بإشارة منه، فسكتت على مضض وقعدت مكانها، قام وقف هو واتحرك وراه ولكنه مخرجش فشافه بيستقبل واحد وبعدين اتحركوا فعلًا يقعدوا في الجنينة، فضل واقف جلال مكانه وهو بيحرك في السبحة اللي بين إيديه، أما ملامحه مكانتش بتنذر بالخير.. 
اتحرك قُصي مع معاذ وقعدوا مع بعض، فاتكلم معاذ_حمدلله على سلامتك، مكنتش اتوقع حركة جريئة زي دي تطلع من نصار! 
حط قُصي إيده على الجرح وقال_نصار أجبن من إنه يتصرف بجراءة كده، اللي وراه هما اللي محركينه
قال معاذ_أنا شاكك في واحد من الشركاء اللي معاك إنه بيشتغل ليهم
هز قُصي راسه وأيِّده_بالظبط، عشان كده هنلعب على الحتة دي، العملية بتاعة بالليل على معادها متتأجلش
قاطعه معاذ بدهشة_وجرحك!
ده أنتَ لسة خارج من عملية! 
ضحك قُصي وقال_أنا زي القرد قدامك أهو لسة ما موتش، ده من سوء حظه إني ما موتش
 بلغ الشركاء بالمكان اللي قولتلك عليه، لازم نصار يقع في المصيدة النهاردة
_هيبقى فيك حيل تمسك سلاح! 
غمزله قُصي وريح ضهره وقال_عيب عليك، بتشك في قدراتي؟
ضحك معاذ ورد_أنا كنت شاكك فعلًا إنك مجنون
_لا اتأكد دلوقتي 
اتعدل قُصي في قعدته، واظلمت نظراته_حساب نصار تقل أوي
اتجرأ ودخل مراتي في لعبته القذرة! 
هز معاذ راسه وقاله_تفتكر وصلها إزاي؟
سكت شوية بيفكر، ولكنه مقدرش يوصل لحل، وقال_مش عارف
بس فعلًا اللي وراه مطلعوش سهلين، أنا متأكد إن نصار ليه مكان محدش يعرف عنه حاجة، ولكن مسيره يتعرف
_وده اللي إحنا بنحاول نوصله
وقف معاذ ناوي يمشي، فاتحامل قُصي على نفسه ووقف هو كمان، فقال معاذ_هبلغ الشركاء على المكان، المهم دلوقتي إن مراتك متخرجش من البيت، لإن طالما نصار قدر يوصلها، فهو حاطتها كارت احتياطي يوقعك بيه
هز قُصي راسه بتفهم، واتحرك مع معاذ وودعه، فضل واقف مكانه بيحاول يفكر، سر إن ازاي نصار وصل لمراته لكن مقدرش يوصله برضه، ولكنه هيكتشفه قريب... 
-----------------------------
_متقلقيش أنا كويسة
قالتها عائشة للي كانت بتكلمها في التليفون، فجه صوت التانية وهي بتقول بقلق_متأكدة؟
أصلك اختفيتي مرة واحدة، وجيت فضلت أخبط عليكي بس محدش رد
اتحركت عائشة في الأوضة بفوضوية كوسيلة إنها تسلي نفسي وهي بتتكلم في التليفون وقالت_معلش قلقتك على الفاضي، قُصي جوزي تعب بس فكنت معاه
_وأنتِ فين دلوقتي؟
ردت عليها بنبرة عادية_إحنا في بيت أهله، بس الحقيقة معرفش ممكن نرجع امتى
سألت بفضول_مش كنتي بتقولي إنهم مسافرين؟
ارتبكت عائشة شوية، هي فعلًا لحد من ساعات كانت فاكرة إنهم مسافرين لحد ما اكتشفت الحقيقة، فقالت_اا..
آه ما هما نزلوا بقى من السفر في نفس الوقت بالصدفة، فقولنا نقضي معاهم كام يوم كده
كانت متعودة إنھا متحكيش تفاصيل عن حياتها غير في اضيق الحدود، ولكن دلوقتي مش هتعرف تحكي غير الكدب أساسًا، لإن هتقولها إيه؟
إنها اكتشفت إن جوزها وأهله مجرمين!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
سمعت صوتها بتقول_آها قولتيلي، تمام يا حبيبتي، ابقي طمنيني عنك كل فترة
_أكيد، شكرًا يا تسنيم على سؤالك
فردت التانية بعتاب خفيف_بتشكريني على إيه يا بنتي، إحنا اخوات! 
ابتسمت عائشة وودعتها، كانت علاقتها بـ تسنيم خفيفة، كانت هي الوحيدة اللي بتونسها في وقت غياب قُصي، ولكنها مكانتش بتقوله عنها لإنه كان مانعها تتعامل مع حد، كانت بتستغرب الأول ولكن دلوقتي قدرت تعرف السبب، تسنيم كانت بنت جارة عائشة، فكانت بتيجي كل فترة للتانية لحد ما اتعرفوا على بعض واتصاحبوا، ومن ساعتها بقت تسنيم الوحيدة اللي بتسأل عليها
بعد ما خلصت مكالمتها مسحت سجل المكالمة عشان ميشوفهوش قُصي، وحطت تليفونها مكانه وقعدت على السرير، دقايق ولقته فتح الباب ودخل الأوضة
عينه اتركزت عليها، مقدرتش تمنع نفسها ومنحته نظرة بتطمن عليه إذا كان بخير ولا لأ، ولما اتطمنت عليه دورت وشها الناحية التانية وقامت من غير تردد دخلت البلكونة، فضل متابعها هو واتنهد بقلة حيلة، وراح قعد على الكنبة وهو بيفكر في عملية بالليل.. 
-----------------------------
عدى وقت لحد ما جه الليل، فضل قاعد مكانه على الكنبة بيتصنع إنه بيشتغل على اللاب، مكانش عايزها تحس بأي حاجة، لإنه عارف إن رغم قسوتها عليه إلا إنها ممكن تنهار من الخوف، كانت متممدة على السرير وهي مترددة، شايفاه قاعد مكانه بقاله حوالي ساعتين تقريبًا، ومتحامل على ألم جرحه، زفرت بضيق واتعدلت على السرير وقالت بزهق_تعالى اقعد على السرير عشان جرحك وأنا هاجي أنا على الكنبة! 
حاول يداري ابتسامته على قد ما يقدر على اهتمامها بيه اللي بتحاول تداريه زي الطفلة، ورفع حاجبه ليها وهو بيقول بتريقة_ليه وحد قالك إني مش راضي أجي أقعد علشانك؟
ومن امتى وإحنا بننام بعيد عن بعض؟!
ربعت إيديها وقالت بحدة_من النهاردة يا قُصي
وكمان هبقى شاكرة ليك جدًا لو تشوفلي أوضة غير دي عشان أعرف أرتاح كويس! 
شال اللاب من على رجله وقال بعبث_هتعرفي ترتاحي وأنتِ بعيد عن حضني؟
رمشت كذا مرة من جرائته، ولكنها قالت ببرود_أيوه
اتبدلت ملامحه للغضب ومنع نفسه من إنه يقوم يخبط دماغها في السرير، وقال بحدة_نامي يا عائشة
نامي
_براحتك أنتَ الخسران، لو صحيت ولقيتك جنبي مش هتردد احدفك من على السرير
_نامي واتمسي يا عائشة! 
قالها بغضب ونبرة صوت عالية شوية، فاتعدلت بسرعة واتمددت وهي بتغطي نفسها لحد وشها بالبطانية، فهز هو راسه بقلة حيلة وهو بيقول جواه إن هو اللي جابه لنفسه، ولكن رغم كده مقدرش يمنع ابتسامته من تصرفاتها..
عدى شوية وقت اتأكد فيهم إنها غطت في نوم عميق من الإرهاق، فقام وهو بيتسحب وقرب منها بهدوء فلقاها فعلًا نايمة، اتحرك لدولابه وطلع منه هدوم، كان بيختار هدوم داكنة عشان متبقاش ملفتة بالليل، لبس تيشرت اسود وفوقه جاكيت جلد اسود وعلى بنطلون اسود، قرب من درج معين في آخر الدولاب، اتلفت ليها يتأكد إنها مازالت نايمة، وبعدين فتحه وكان موجود فيه سلاح، شاله وقلبه بين إيديه وفتح صمام الأمان وبعدين حطه في البنطلون من ورا، رجع كل حاجة ومكانها وقفل الدولاب، وقبل ما يخرج قرب منها وطبع قبلة عميقة على خدها، وسابها وخرج وهو بيتسحب ومازال بيعرج من ألم جرحه اللي لسة جديد.. 
--------------------------
على جانب تاني
كان نصار واقف هو ورجالته في مكان شبه معزول كله صحرا بعد ما بلغوه إن ده هيكون المكان اللي هتعدي منه عربية شحنة الأسلحة الكبيرة بتاعة قُصي، كان عايز يوقعه بأي طريقة، وشحنة زي دي هتجيب أجل قُصي
كان قاعد جوا عربيته المتفيمة، واللي كان وراها عربيتين كمان مليانين رجالة مسلحين
كان ماسك سلاحه بيقلبه بين إيديه وهو بيتخيل إيه هيكون رد فعل قُصي لما يلاقيه علم عليه للمرة التالتة، وعلى وشه ابتسامة مليانة شر
لحظات عدت ولقى واحد من رجالته جاي ناحيته وقال_عربية الشحنة جاية ناحيتنا يا نصار بيه
زادت ابتسامته ونزل من العربية وهو بيشاور لرجالته اللي نزلوا كلهم من العربيات وجهزوا اسلحتهم، ابتدوا يتحركوا وهو بيقول_استعنا على الشقا بالله
وأول ما ظهرت العربية الضخمة اللي كانت جواها الشحنة، حاوطوها كل الرجالة اللي كانوا معاه وأشهروا أسلحتهم عليها، وقف السواق اللي ملامحه بان عليها الذعر، فشاور نصار لواحد من رجالته اللي اتحرك ونزل السواق غصب عنه وحط السلاح على دماغه
واتحرك هو ناحية العربية من ورا في المكان اللي بيبقى محطوط فيه الشحنة
فتح الباب وعلى وشه ابتسامة انتصار، اللي في لحظة اتبددت وحل مكانها الصدمة لما لقى في وشه جوا العربية قُصي ورجالته اللي موجهين الأسلحة ناحيته، اللي ابتسم أول ما شافه وقال بشر
_مساءك لذيذ،
في ميعادك بالظبط!..
يتبع...... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اتجمد مكانه وبهتت ملامحه أول ما شافه قدامه مبتسمله بسخرية وحواليه رجالته  اللي كلهم كانوا موجهين أسلحتهم في وشه، مد إيده بسرعة يجيب سلاحه اللي كان ركنه تاني عشان يعرف يفتح باب الشاحنة، وقبل ما ياخده لقى قُصي قرب سلاحه بتهديد من راسه وهو بيقول_تؤ
متحاولش!
أول ما استوعب رجالته الموضوع رفعوا اسلحتهم، ولكن في لحظات نزلوا رجالة قُصي وحاوطوهم وهما مصدرين أسلحتهم على كل اللي موجودين
جز نصار على سنانه بغيظ شديد لدرجة ان وشه احمر وعينه اظلمت، وفنفس الوقت كان خايف لـ قُصي يتهور ويخلص عليه في الوقت ده، اللي نزل من العربية وهو بيتحامل على نفسه وبيحاول على قد ما يقدر يداري ألم جرحه.
وقف قصاده وقال بتريقة_عايز تستولى على شغل قُصي الراوي؟
لسة زي ما أنتَ غبي يا نصار! 
ورغم الهلع اللي كان جواه إلا إنه ابتسم وقال باستفزاز_لو كنت غبي مكنتش عرفت أعلم عليك يا قٌصي
وبالفعل قدر يثير استفزاز قُصي اللي اظلمت نظراته وبان عليه الغضب، وباغته بضربة عنيفة بالمسدس بتاعه على راسه لدرجة إنه نزف وكان هيقع ولكنه قدر يوازن جسمه ووقف بيبصله بشر وهو حاطت إيده على مكان الضربة.
رفع رجالة نصار أسلحتهم على قُصي بعد ما شافوا اللي حصل ولكنهم اتراجعوا لما لقوا نظرة قُصي لرجالته واللي كان بيديهم فيها الصلاحية إن لو حد عمل اي حركة يخلصوا عليه. 
وجه قُصي نظراته لنصار وقال_إن كانت جت معاك مرة
فده عشان خدتني على خوانة وأنتَ عارف إن معايا ست
غير كده كنت خلصت على رجالتك واحد واحد وجيت كملت عليك
بس طبعًا أنتَ ملكش غير في الحركات الرخيصة دي
ابتسم ورد عليه بتلاعب_الغريبة إن اللي كانت معاك في الوقت ده بنت ياسين الوكيل مش مراتك! 
فهم اللي بيرمي ليه نصار، وهو إنه قدر يوصل لمراته اللي كان بيداريها عن الكل وطلعه مغفل مقدرش يحافظ على وجودها، وعند حتة إنه ممكن يتعرض لمراته أو يئذيها حس إنه على مشارف الجنون، فهجم عليه ومسك رقبته وهو موجه سلاحه على دماغه، في حين برزت عروق وشه بعنف وهو بيقول_قسمًا بالله العظيم، لو قربت ناحية مراتي لأمحيك من على وش الدنيا
على قد خوف نصار إلا إنه زادت فرحته لما قدر يعرف قد إيه مرات قُصي مهمة عنده لدرجة إنھا ممكن تكون نقطة ضعف ليه، وابتسامته اللي كانت على وشه عصبت قُصي أكتر، فضربه أكتر من مرة بعنف لحد ما سابه اترمى على الأرض بيتألم من نزيف وشه والكدمات اللي ملته، وكل اللي كان في باله في الوقت ده هي عائشة والرسايل اللي وصلتلها منه واللي اتأكد دلوقتي إنه هو فعلًا
حاول نصار يتعدل وهو بيتألم، فزمجر قُصي وقال_حظك إني مش جاي أقتلك النهاردة يا نصار، وإلا كنت خلصت عليك بأبشع الطرق
بصق نصار الدم اللي في بوقه وقال_عايز توصل للي ورايا صح؟
لما تشوف حلمة ودنك يا قُصي
اليوم اللي هتعرف فيه هما مين، هيكون آخر يوم في عمرك! 
ابتسم باستهزاء وفي لحظات اتقلبت لشر، وقرب منه وخبطه بالرجل بقوة  في بطنه خلاه رقد على الأرض وبقى يئن بألم..
في مكان تاني
عبارة عن ميناء مليان حاويات وسفن، كان الجو ضلمة والدنيا هادية فيه تمامًا واللي موجودين بيشتغلوا بصمت وهدوء، كان واقف معاذ بيتابع تفريغ الشحنة اللي كلفه بيها قُصي، خطة ذكية منه متوقعهاش نصار، ومتوقعش إن قُصي لماح لدرجة إنه يكتشف إن فيه جاسوس وسطهم من الشركاء اللي المفروض المصالح متبادلة بينهم، ولكن كالعادة المصلحة الشخصية بتطغوا. 
كانت خطة ذكية منه لما بلغهم بإن الشحنة هتمر من مكان معين، وطبعًا هتبقى في طريقها للميناء اللي متعودين إنهم بيشحنوا الشحنات منھا من سنين، ولكن بينه وبين معاذ كان مقرر إنه الشحنة هتتنقل لميناء تاني غير معروف عشان يوقع نصار بس.
ابتسم وهو واقف شايف الرجالة خلصوا تقريبًا النقل، فاتجه ناحية أحد الموجودين واللي كان راجل كبير في منتصف الستينات، ابتسم وسلم عليه وهو بيقول_اتمنى محدش يعرف التعاون اللي بينا
هز الراجل راسه وقال_أكيد..
بلّغ سلامي لـ قُصي بيه
سلم عليه بحرارة وبعدين خرج من المكان بعد ما اتأكد إن السفن ابتدت تتحرك، طلع تليفونه من جيبه وطلب رقم معين لحد ما الخط اتفتح وقال_كله تمام
وقتها كان واقف قُصي فوق نصار تقريبًا، لحد ما جاتله البشارة من معاذ، فابتسم وهو بيقفل الموبايل وبيقول لنصار_للأسف يا نصار ما ممشيتش معاك المرادي
الشحنة طارت
قالها بتريقة وهو بيشاور بإيده، حس التاني بحسرة في قلبه من خطته اللي ممشيتش، خصوصًا إنها بالنسباله كانت هتبقى ضربة متتالية ليه
مال ناحيته وهو بيبص لوشه ببراءة مصطنعة، وبعدين طبطب على كتفه بعنف وقال_ابقى أعرف أنتَ بتلعب مع مين كويس
قدامك قُصي الراوي! 
يعني قادر أخسف بيك أنتَ واللي وراك الأرض
وقف وهو بيكمل بسخرية_يلا خيرها في غيرها
_دي ضربة حظ ليك بس، لسة هتشوف يا قُصي!
قالها نصار وهو بيبصله بكره، فرفع كتفه ببرود وقال_وأنا مستنيك
يا نصار! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
شاور في اللحظة دي لرجالته، فابتدوا يتجمعوا كلهم وطلعوا الشاحنة تاني، راقبهم نصار وهما بيتحركوا، واللي استفزه أكتر قُصي وهو بيتابعه بنظرات كلها سخرية وبيشاورله بإيده بـ باي باي
لدرجة إنه من غيظه دفع واحد من رجالته بعنف، واللي كان جاي يساعده عشان يقوم،  واتحامل على نفسه هو وفضل متابعه بنظرات ما تنتويش على الخير
لحظات ولقى تليفونه بيرن، طلعه من جيبه وأول ما شاف مين بيتصل زمجر وصرخ بغضب وهو بيتوعدله بأبشع أنواع التعذيب... 
--------------------------
حست بقلق في عز نومها متعرفش سببه، فاتململت بضيق وفتحت عينيها وهي بتتأمل الأوضة اللي هي فيھا باستغراب لحد ما افتكرت هي فين، اتعدلت تبص جمبها تشوفه موجود ولا لا ولكنها ملقتهوش، فقامت تشوفه قاعد مكانه على الكنبة ولكن الاستغراب ملى وشها لما لقت إن مفيش غيرها في الأوضة. 
وقفت وفكرت إنھا تخرج تدور عليه في الڤيلا ولكنها اتراجعت على آخر لحظة وقالت لنفسها إنها المفروض بعد كده ميبقاش ليها علاقة بيه، ولكن رغم كده مقدرتش تداري القلق اللي ظهر على وشها من غيابه في الوقت ده، بصت على الساعة فلقتها تقريبا ٥ الفجر، أخدت شال خفيف لقته على الكنبة كان تقريبًا بتاع قُصي، وفعلًا أول ما حطته على كتفها حست بريحته بتحاوطها وكإنه ضاممها، وفعلًا كانت مشتاقة لإنها تحس بيه، فضمت الشال أكتر عليها وهي بتستنشق ريحته بقوة.
اتحركت وخرجت للبلكونة، وفضلت قاعدة على الكرسي هناك، ومن لحظة للتانية بتبص على باب الأوضة، على أمل إنھا تلاقيه بيتفتح وبيطل منه.
دقايق عدت ولقت عربيته بتدخل من باب الڤيلا، وقفت باستغراب وهي بتسأل نفسها هو خرج من البيت امتى وازاي وهي المفروض سايباه متأخر! 
سندت على السور وهي بتراقبه، فشافته وهو نازل من العربية، وملامح وشه باين عليها الألم، لدرجة إنه مكانش قادر يمشي، وحاطت إيده بيضغط بيها على جرحه
مقدرتش تقاوم عاطفتها ناحيته اللي كانت بتنذرها إنه فيه حاجة غلط، فدخلت بسرعة حدفت الشال على السرير ونزلت جري على تحت وهي بتحاول تسابق الزمن عشان توصله، لحد ما لقته بيدخل لجوا وهو بيتألم. 
شافها وهي بتنزل من على السلم واللهفة باينة على وشها، اتعجب من إنھا صاحية في الوقت ده ولكنه مكانش قادر يتكلم، وصلت عنده وقالت_قُصي!
كنت فين؟!
رد وهو بيضغظ على شفايفه من الألم_شغل
استفزه رده ولكن الألم اللي كان باين على وشه خلاها تنسى كل حاجة وقربت أكتر وهي بتقول_مالك؟
جرحك فيه حاجة
مدت إيديها حطتها على مكان الجرح، ولكنها حست بسائل لزج تحت إيديها، رفعتها فلقته دم، برقت برعب والهلع اتملك منها وهي بتقول_يا نهار أبيض! 
جرحك فتح
يا خبر لازم نشوف دكتور! 
رغم وجعه مقدرش يشوف الخوف اللي باين عليها، فمد إيده واحتوى وشها وهو بيقول_متقلقيش أنا كويس
حاجة بسيطة
ابتدت عينيها تدمع، فقربت منه وحاوطت خصره وخلته يسند عليها، وهي بتقول بشفايف بترتجف_حاجة بسيطة إيه بس! 
حرام عليك يا قُصي بتعمل فيا وفيك ليه كده؟!
مقدرش يتناقش معاها ويرد عليها، بل كان بيتحامل على نفسه وعلى ترابزين السلم إنه يطلع، وبيحاول إنه ميحملش عليها جامد، ولكن رغم كده عجبه قلقها عليه، رغم غضبها منه إلا إن مشاعرها ثابتة. 
وصلوا آخيرًا للأوضة وسندته لحد ما خلته يتمدد على السرير، قربت منه وكشفت على الجرح وشافته ملتهب فعلًا وبينزف، وده من حركته اللي كانت ممنوعة أصلًا، ده غير ضربه لنصار لدرجة إنه نسي نفسه
حست برعب من منظر الجرح، فجريت على الحمام تجيب شنطة الاسعافات تحت نظراته اللي مكانتش بتفارقها، رجعت وقعدت على ركبتها قصاده على السرير، وابتدت تتطهرله الجرح وتلفه وسط دموعها اللي كانت بتسيل على وشها غصب عنها ومكانتش قادرة تتحكم فيهم تحت نظراته اللي كانت بتتألم على حالها، بيلوم نفسه إنه حطها في وضع هي متستحملوش، وأهو شايفها قدامه بتتعذب قصاد مشاعرها وخوفها عليه ومبادئها
خصلت ومخلصتش دموعها، فجذبها ليه فجأة وضمها، وكإنها كانت مستنية الفرصة دي فانهارت في البكا بعنف على كتفه، في حين كانت بتقول بنبرة متقطعة_ليه يا قُصي!
حرام عليك والله اللي بتعمله فيا ده!
ليه تخليني اتعذب كده! 
ليه أنتَ مش راجل طبيعي ليه؟!
للدرجادي مستكتر عليا إني أعيش حياة طبيعية هادية معاك! 
شدد من ضمها ليه ودفن وشه في شعرها وهو بيغمض عينيه بوجع ومش قادر يرد، فكملت هي_قولتلك آخر مرة
قولتلك يا قُصي أنتَ مبتعملش حاجة غلط صح
كنت مستنياك ترد وتدافع عن نفسك
كنت مستنياك حتى تتعصب وتتخانق
بس سكوتك كواني يا قُصي
يا ترى كام جريمة عملتها؟
يا ترى كام روح راحت على إيديك؟
يا ترى أنا هبقى منهم ولا لأ؟!
أول ما سمع منها نهاية كلامها اتجمد تمامًا وفتح عينه بصدمة، بعدها عنه وحاوط وشها بين إيديه وقال_إيه اللي بتقوليه ده! 
أنتِ فاكرة إني ممكن أأذيكي؟!
للدرجادي شايفاني مسخ؟!
بكت بانهيار ونكست راسها لتحت، في حين ردت_عايزني أعمل إيه لما أكتشف إن الراجل الوحيد اللي حبيته
طلع مجرم! 
ليه اتجوزتني يا قُصي، طالما أنا مش شايفة حب منك طول الفترة اللي فاتت، فليه اتجوزتني! 
قاطعها وهو بيهزها بعنف وصرخ_بس!
اسكتِ
إيه اللي بتقوليه ده! 
أنا عمري ما حبيت غيرك
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أنا لحد دلوقتي عندي استعداد افديكي بعمري
حتى لو هجرتيني
حتى لو كرهتيني يا عائشة روحي هتفضل فداكِ برضه!
كانت أول مرة يعترف ليها بحبه اللي كانت عندها شك فيه، ولكن الموضوع آلمها بزيادة، الأمور بتتعقد أكتر، إزاي هتقدر تكمل حياتها معاه، إزاي هتخلف منه
ولو طلع أولاده زيه؟
لو دخلهم نفس مجاله اللي يعتبر تراث في العيلة
وقتها هتتصرف ازاي؟
هتفضل ساكتة وهي مربية مجرمين حواليها؟
ولا هتفضل قاعدة حاطة إيدها على خدها وهي مستنية خبر القبض أو موت واحد فيهم في جريمة من اللي بيعملها؟
دفنت وشها بين إيديها وهي بتهز راسها وبتقول بنبرة معذبة_أنا مش عارفة أعمل إيه
مش عارفة أفكر ولا أتصرف! 
مد إيديه ومسك كتفيها الاتنين، ضغط عليهم وهو بيقول بإصرار_اقبليني زي ما أنا يا عائشة
أنا هو قُصي جوزك، ما اتغيرتش! 
مفيش حاجة اتغيرت
هزت راسها بالرفض_لأ
أنا حبيت قُصي مش المجرم
وليه أنتَ ما تتغيرش؟
ليه ما تبعدش عن كل القرف ده ونعيش حياة طبيعية أنا وأنتَ
نسيب كل حاجة هنا ونمشي، نبدأ حياة جديدة وتتوب، ساعتها هسامحك والله
سكت شوية من اللي قالته، واللي بالنسباله حاجة شبه مستحيلة، بعد عنها وقال بجمود_دي حقيقتي يا عائشة
واستحالة أتنازل عن حياتي
سواء قبلتِ ولا لأ
مكانك هيفضل جمبي برضه
بصتله بدهشة، سرعان ما اتبدلت ملامحها للقوة وقالت_يبقى متلومنيش لما تلاقيني كرهتك يا قُصي
قالتها وسط صدمته والغصة اللي كانت في قلبه بسبب كلمتها، قامت من جنبه وشالت كل الحاجات اللي استخدمتها ورجعتها مكانها، وراحت نامت على الكنبة وهي بتتحاشى إنھا تبصله تمامًا
فضل مكانه بيتابعها بنظرات مهمومة، لحد ما اتنهد بقلة حيلة واتعدل هو كمان ونام
أدرك وقتها إن العلاقة بينه وبين عائشة بتتأزم أكتر بدل ما تتصلح.... 
---------------------------------
بعد أيام غير معروف عددها.. 
كان قاعد في اجتماع مع واحد من رجالة الناس اللي بيدعموه من برا، وهما بيحاولوا يوصلوا لخطة يوقعوا بيها قُصي ويعرفوا مكان الميناء المجهول اللي قدر من خلال يتمم الشحنة
اتكلم الشخص الغريب اللي كان قاعد معاه بنبرة قوية وكان فيها تهديد مبطن_مهمة واحدة إديناهالك
واحدة بس
فشلت فيها يا نصار! 
ارتبك قدامه، كانت حالته مزرية، خصوصًا الجروح اللي في وشه الملفوفة بشاش، ودراعه اللي ربطه، وبرر ليه وقال_قُصي مش سهل
عرف إنه فيه حد بيوصله الأخبار، ودي حاجة متوقعتهاش بصراحة لإنه مكانش مدي خوانة لشركاؤه! 
خبط الراجل على الترابيزة بعنف وصرخ فيه_مش شغلتنا! 
ومتبررش لنفسك يا نصار
خلينا متفقين إن غرورك اللي زاد بعد ما قدرت توقعه في كمين خلاك فاكر إنها هتمشي معاك كل مرة بالحب
لو فضلت بالشكل ده هنسلمك تسليم أهالي ليه! 
بلع ريقه بخوف وفنفس الوقت اتملك الغيظ والغضب منه، سواء من قُصي اللي خلى شكله وحش قدام داعمينه، أو من تهديدهم وتقليلهم ليه! 
كان هيتكلم ولكن قاطعه رنين تليفونه اللي كان من واحد من رجالته، كنسل عليه ورجع اتعدل عشان يكمل كلامه ولكن ارتفع الرنين مرة تانية، فزفر الراجل بضيق وقال_رد وخلصنا من الصداع ده! 
هز راسه كذه مرة بخوف، وفعلًا فتح الخط وهو ناوي يوبخه، ولكن قاطعه صوت صراخه وهو بيقول_الحق يا نصار بيه! 
كان واقف قصاد الكازينو الخاص بيه واللهيب اللي طالع منه منعكس على عينه، كانت ملامحه مليانة صدمة وحسرة فنفس الوقت وهو شايفه بيتحرق قدامه بشكل كامل بكل اللي فيه لدرجة إنهم مش قادرين يطفوا النار اللي قامت مرة واحدة ومن غير مقدمات، ضم قبضته بقوة وصرخ بقهر_قُصــــي! 
يتبع..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
"قبل أيام"
صحيت وهي بتتألم من رقبتها من نومتها الغلط اللى على الكنبة، اتعدلت وهي بتتحامل على وجعها، وبصت ناحية السرير ولكن ملقتهوش، سمعت صوت من الحمام فعرفت إنه جوا، شوية وخرج وهو مغير هدومه وبينشف شعره المبلول بالفوطة، ولإنه كان لابس لبس خروج استنتجت إنه خارج، ولكنها تصنعت عدم الاهتمام رغم إنھا جواها أسئلة كتيرة أولها هيروح فين وهو يدوب  من شوية كان جرحه ملتهب، خد باله من إنھا صحيت، بصلها شوية وبعدين سرّح شعره وحط برفانه وخرج من غير ما يوجه ليها أي كلمة، حاسس إن أي كلام بينهم الفترة دي هيزيد من تأزم الوضع بينهم، وقفت وهي بتتنهد بضيق وهي مش عارفة هو ليه بيعذب نفسه بالشكل ده
واحد لسة خارج من الموت بأعجوبة وبدل ما يفضل نايم لحد ما جرحه يطيب بيخرج ويستقوى على نفسه كإنه بيتحدي المرض
ولكنه قُصي، وهيفضل كده! 
كانت عايزة تاخد شاور ولكنها افتكرت إنها سايبة كل هدومها في الشقة، ففتحت الدولاب بتردد وخدت حاجة من هدومه
كل الأحداث اللي حصلت نستها إنها تروح تاخد هدومها
ولكن مش مشكلة يمكن دي إشارة إنھا مش هتطول هنا.. 
خرج من الأوضة واتجه ناحية أوضة مكتب أبوه جلال، فتح الباب من غير ما يخبط زي عادته ودخل وقعد على الكرسي وحط رجل على رجل وقال بحدة_بتخطط لإيه يا جلال؟!
ابتسمله وهو مشبك إيده في التانية وقال_أنتَ عارف أنا عايز إيه كويس
زادت نبرة صوته شوية وقال_قولتلك مش هضم شغلي على شغلك 
أنا مش تحت أمر حد حتى لو أنت! 
سند جلال ضهره على الكرسي ومسك سبحته بيقلبها بين إيديه وقال بغموض_لمصلحتك أنتَ ومراتك إنك ترجع تشتغل معايا تاني
سكت شوية بيستوعب جملته لحد ما فهم مغزى كلامه، فمال ناحية المكتب وهو بيضيق عينه وبيقول بحذر_تقصد إيه؟
بتهددني بـ عائشة؟
رفع كتفه وقال ببساطة من غير ما يبصله_والله أنتَ أدرى بنفسك 
عايز تعيش بسلام يبقى تيجي تحت طوعي وأنا بتعهدلك إن مفيش حاجة هتمس مراتك
وهخلصلك على نصار من غير تردد
اظلمت نظراته وحس بغضب رهيب بيزيد جواه من ابوه اللي قادر يستغل أقل نقطة ضعف ليه، وفلحظة خبط على المكتب بقوة وزعق_أنا مبتهددش
وأظن أنتَ عارف كويس إيه اللي أقدر أعمله
واللي عندك اعمله يا جلال يا راوي
انتفض ووقف وشاورله بصوباعه بتهديد_أحسنلك ولمصلحتك متاخدنيش عدو ليك
يا بابا... 
سابه وخرج من المكتب وهو بيقفل الباب وراه بعنف، أما جلال فضل مكانه بيتابع أثره وهو بيضحك بخبث
هو بالفعل مش هيقدر يئذي ابنه، لكن يقدر يئذي عائشة عادي عشان بس ابنه يرجعله تاني، مش عاجبه حتة إن قُصي بيعمل لنفسه امبراطورية بعيد عنه، فكل ما بعد قُصي
قلت قوته..
نزل لتحت يستقبل معاذ وأخده لملحق صغير في طرف الڤيلا كان عمله مكتب ليه زمان، سلم عليه وقعدوا على الكنبة فقال معاذ_كان نفسي أشوف وش نصار بعد اللي حصل
ابتسم قُصي وقال بثقة_ولسة..
_كلمت رجالة يدوروا وراه عشان يعرفوا وقت وميعاد صفقة الهيروين الكبيرة اللي هيصدرها، بس الفكرة إن اللي معاه قادرين يداروا على الموضوع بذكاء 
اتكلم بعملية، فرد عليه قُصي وهو بيفكر_لو قدرنا نعرف هما بيتقابلوا وبيتفقوا فين الأول كل حاجة بعد كده هتبقى سهلة
_الأكيد إن نصار ليه مكان فعلًا، ولكنه مش معروف، يمكن مسجله باسم وهمي عشان كده مش عارفين نوصله
أيده قُصي_بالظبط، لو قدرنا نعرف مين العصفورة في الشركاء اللي بينقله الأخبار، هنعرف منه كل حاجة
سكت شوية معاذ وبعدين قال_سيب الموضوع ده عليا، على بالليل بالظبط هعرفلك مين
ابتسم قُصي وهو بيبصله بخبث_ووقتها أنتَ عارف هتوديه فين كويس
هز راسه وهو بيضحك_يا سلام! 
والله اشتقت.
ضحكوا شوية وفضلوا يتكلموا في شوية حاجات عن الشغل، لحد ما قال معاذ_الغريبة إن جلال الراوي ساكت لحد دلوقتي! 
ابتسم قُصي بسخرية وقال_ومين قالك إنه ساكت! 
لسة مهددني بعائشة من شوية
اتوسعت عيون معاذ وقال_هي وصلت لكده! 
لازم تاخدها وتقعدوا في مكان تاني غير ده، طول ما هي هنا مش في أمان
ضم قُصي شفايفه وبعدين رد_بالعكس عائشة في آمان هنا أكتر، رجالة نصار معندهمش جرأة يتهجموا على الڤيلا، وكمان طول ما أنا جنب جلال هعرف هو ناوي على إيه ودي حاجة مضايقاه
هز معاذ راسه بتفهم فكمل قُصي_أخلص بس من نصار واعرف مين وراه، وبعدها موضوع جلال الراوي سهل.. 
-----------------------------
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حست بإنها جعانة فاتسحبت ودخلت المطبخ تدور على أكل، وكانت بتحاول على قد ما تقدر متخليش حد من اللي موجودين في البيت يشوفها عشان ميحتكوش بيها، ولكن من حسن حظها لقت مريم جوا بالفعل في المطبخ، دخلت وسلمت عليها ولكن وقفت عائشة مترددة ففهمتها مريم على طول وقالت_أكيد أنتِ جعانة
ثواني هجبلك أكل
ابتسمت ليها عائشة وشكرتها، وبالفعل حضرت شوية حاجات خفيفة وقعدوا مع بعض على الترابيزة اللي في المطبخ وابتدت عائشة تاكل، فقالت مريم_قُصي عامل إيه دلوقتي؟
ردت عائشة بإيجاز_كويس
حست مريم إن الوضع بينهم مش احسن حاجة فحاولت تهدي بينهم وقالت_بصي يا عائشة، أنا عارفة إن الموضوع بالنسبالك غريب شوية، بس الشغل ده ميراث من الأجداد، ميقدروش يبعدوا عنه
استفزها كلامها فردت بحدة_ده مش مبرر لكل الحاجات الغير قانونية اللي بيعملوها يا مريم!
الغلط هيفضل غلط
سكتت مريم ومعرفتش ترد فعلًا لما حست إن كلامها منطقي، فرجعت عائشة تسأل_هو فيه أي أوض تانية فاضية موجودة هنا؟
بصتلها بعدم فهم، لحد ما برقت وقالت بصدمة_يا خبر! 
للدرجادي يا عائشة! 
عايزة تهجري جوزك؟!
ردت بضيق_صدقيني أنا حاولت أمشي من هنا بس هو اللي مانعني، لو عليا مش هقعد هنا لحظة،
فبالله عليكي ساعديني يا مريم، أنا فعلًا مش قادرة أفكر، محتاجة أفضل لوحدي شوية! 
سكتت مريم وهي عاجزة عن الرد، لحد ما اتنهدت وقالت_طب خلاص الأوضة اللي جمب أوضة قُصي كده كده فاضية، فهخليهم يجهزوها ليكي، حتى عشان متبعديش أوي
ابتسمت عائشة ومدت إيدها ومسكت كف إيد مريم وقالت بامتنان_شكرًا بجد يا مريم، مش عارفة أقولك إيه 
ابتسمتلها هي كمان ولكن كانت نظراتها متوترة، مش عارفة هل اللي بتعملها ده صح ولا لا، ولكن بتتمنى إن قُصي ميعرفش إن ليها دور في الموضوع ده
عدى شوية وقت وهما قاعدين مع بعض، حست عائشة إن مريم يمكن تكون كويسة عن اللي موجودين في البيت، قدرت منها تعرف حاجات كتير تخص العيلة، زي إن كلهم كانوا المفروض تحت إيد جلال، لحد ما قُصي ابتدى يحس إن أبوه بقى خاضع لبعض المافيا اللي برا، فانفصل عنه وقرر يشتغل مع نفسه، ودي حاجة حسست جلال بإنه قليل لدرجة إن ابنه خرج عن طوعه، وفضل سنين بيحاول يرجعه ولكن قُصي كان قوي ومقدرش عليه، حتى إنه حاول يضربه في شغله كذه مرة ولكن كل مرة كان بيفشل فيها، فأدركت عائشة وقتها إنھم بالفعل عيلة مفككة، وكمان قدرت تعرف عن خطتهم قبل ما يكتشفوا وجودها عشان يجوزوا فرح الوكيل لـ قُصي، ودي حاجة أثارت غيرتها بشكل مضاعف لما عرفت إن فرح امرأة عاشقة لجوزها! 
وعلى ذكرها لقوها داخلة عليهم، رفعت نضارتها الشمس على رأسها وبصتلهم برفعة حاجب وهي مستغربة وجودهم مع بعض، لحد ما ابتسمت بسخرية وقالت_الظاهر إنك أخيرًا لقيتي حد شبهك يا مريم
زفرت مريم بضيق، في حين اتبدلت نظرات عائشة للغضب لما شافتها، ومفيش حاجة في بالها غير إن دي بتنافسها على جوزها، أما مريم ردت ببرود_خير يا فرح، إيه سر الزيارة السعيدة دي؟
ابتسمت باستفزاز وهي بتنقل نظراتها على عائشة وردت_جاية اتطمن على قُصي بس عرفت إنه في مكتبه القديم مش في أوضته،  طبعًا مكانش ينفع أعدي من هنا من غير ما اسلم عليكوا بالذات بعد ما شوقت قاعدة لم الشمل دي!
جزت عائشة على سنانها من بجاحتها وهي بتبين بمنتهى الوقاحة اهتمامها بيه، لاحظت فرح اللي عائشة لابساه، ولوهلة اتملكها الغيظ وهي شايفة واحدة غيرها بتشاركها هدومه، فقالت بتريقة وهي بتبصلها من فوق لتحت_الظاهر إن عائشة معندهاش حاجة تلبسها لدرجة إنها راحة جاية بهدوم قُصي
بصت عائشة لهدومها وبعدين ليها وقال بابتسامة مستفزة_وإيه المشكلة
قُصي نفسه يخصني
فهدومه هتبقى لأ؟
صدمها ردها لدرجة إن وشها بهت لما أعلنت تملكها ليه قدامها، في حين إن مريم مقدرتش تداري ضحكتها بالذات بعد ما اتأكدت إن عائشة فعلًا قوية
قوية بالشكل اللي يليق بـ قُصي الراوي
فضلت فرح وعائشة بيتبادلوا النظرات اللي كانت كره ممزوج بالتحدي، لحد ما زفرت فرح بضيق ونزلت نضارتها على عينيها تاني بتداري الغضب اللي فيهم وقالت وهي بتتلفت وخارجة_Anyway 
أنا راحة أشوف قُصي
وبالفعل خرجت وسابتهم، فاتنفضت عائشة بحدة وقالت_المكتب ده مكانه فين؟
ابتسمت مريم بعبث_مش كنتي عايزة تهجريه؟
بتسألي على مكان المكتب وغيرانة عليه منها ليه؟!
ردت بقوة_أنا غضبانة منه آه
بس ده ميخلينيش أسيبه لواحدة صفرا زي دي! 
ضحكت مريم بقوة وقالت بتشاور_على الطرف التاني من الڤيلا
مردتش عليها وسابتها وخرجت وهي شبه بتجري، قابلت معاذ في طريقها اللي كان خارج، بصلها بتعجب لحد ما قدر يميز إنھا مرات قُصي، فابتسم وحياها براسه ولكنها مدتلوش اهتمام وسابته ومشيت، لحد ما شافت مكان المكتب، فمن غير تردد فتحت الباب بقوة ودخلت وهي بتنقل نظراتها بين قُصي اللي قاعد على المكتب وبين فرح اللي كانت يدوب لسة داخلة وواقفة قدامه
بصلها برفعة حاجب ولكن لما لاحظ نظراتها اللي مليانة غضب رهيب ابتسم بعبث
فقربت منه وهي بتهدده بنظراتها، وسط متابعة فرح ليها اللي كانت متضايقة من وجودها جدًا، وبدون تردد وقفت عائشة جنبه وحطت إيديها على كتفه وهي بتقول بنبرة رقيقة_جرحك لسة واجعك يا حبيبي؟
بصلها برفعة حاجب وهو مصدوم من تغيرها المفاجيء ده، فكملت هي_فطرت ولا تحب أجهزلك حاجة تاكلها
ابتسم بتسلية ومسك إيديها وطبع عليها قبلة وقال_لا يا روحي شوية كده
هنا فرح استفزها الوضع اللي داير بينهم، فاتكلمت من بين سنانها_على العموم اتطمنت عليك خلاص يا قُصي
يلا باي
قالتها واتلفتت ومشيت من غير ما تضيف أي كلمة تانية والغيظ كان متمكن منها لدرجة إنھا رزعت الباب وراها بقوة وسط متابعة عائشة ليها باستمتاع وهي مدركة إنھا كسبت في الجولة دي. 
حست بصمت في المكان فاتلفتت لـ قُصي اللي كان وشه قريب منها وباصصلها برفعة حاجب، نقلت نظراتها على كفها اللي بين إيديه فافتكرت وقتها إنها واخدة جنب منه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اتنفضت وشدت إيديها منه وبعدت عنه، وسط نظراته اللي كانت بتراقبها بتسلية، فاتبدلت ملامحها للبرود
فقال قُصي بتريقة_ما كنت حبيبك من شوية إيه اللي اتغير؟!
ارتبكت وعرفت وقتها إن غيرتها اتكشفت، فاتلفتت ناوية تمشي من غير ما ترد عليه فرجع علّپ صوته وقال_طب أنا عايز أكل طيب!
_اعمل لنفسك أنتَ متشلتش
قالتها وقفلت الباب وراها بقوة بعد ما خرجت خلته يضحك بقوة وهو بيقول_بقيتي قطة بتخربشي يا عائشة!
ولكنه لوهلة اتطمن لما حس إنها قد المسئولية، على الأقل تقدر حاليًا تواجه أهله لحد ما يفضالهم.. 
---------------------------------
وصل للمكان اللي كان شبه مخزن معزول في منطقة صحراوية بعد ما كلمه معاذ وقاله إنه عرف الشخص اللي كان بينقل الأخبار لـ نصار واللي معاه
كان الجو ليل والدنيا هادية ومفيش أي إضاءة في المكان، ولكن رغم كده الوضع المرعب ده مهزش شعره في قُصي وكإن إحساس الخوف عنده مش موجود 
دخل للمخزن اللي كان ضلمة هو كمان، مفيش غير اضاءة القمر اللي كان منعكسة على عينه من أحد الشبابيك اللي موجودة في المخزن، واللي كانت مدياه مظهر مهيب ومرعب خصوصًا نظراته الحادة المرعبة اللي كانت خالية من أي مشاعر انسانية غير الغضب والانتقام. 
سمع صوت حركة وصوت أنين كان جاي من الشخص المربوط في الكرسي قدامه ومحطوط قماش على بوقه مخليه مش قادر يصرخ أو يتكلم، ولكنه كان بيتحرك برعب وهو شايف شخص ما بيقرب منه ومعرفش يحدد هو مين بالظبط. 
وقف قدامه قُصي وهو بيتأمله، وبعدين فتح مصباح أصفر متهالك من سلسلة متدلية كانت موجودة قدامه، أول ما شافه الراجل برّق بصدمة، في حين ابتسمله قُصي ببرود وقرب منه ونزل القماشة عن بوقه، فصرخ الراجل بغضب_أنتَ اتجننت يا قُصي!
إيه اللي بتعمله ده
أنتَ مش عارف أنا مين؟!
مال ناحيته وبص لعينيه مباشرة بتهديد وقال_أنتَ اللي الظاهر نسيت أنا مين
قدامك قُصي الراوي
يعني قادر أمحيك أنتَ وسلالتك كلها!
للحظة ارتبك وحس بالرعب، فقال بنبرة متقطعة_أنتَ جايبني هنا ليه! 
أنا معملتش حاجة
اعتدل في وقفته ورفع رجله حطها جنبه على الكرسي، فكان شبه محاوطه بجسمه وقال_بتبيعني لنصار واللي معاه؟
_محصلش، كدب
صرخ بيها برعب، فباغته قُصي بلكمة عنيفة على وشه وهو ماسك بإيده التانية الكرسي عشان ميقعش، وقال_فاكرني عبيط قدامك؟!
_والله العظيم
قاطعه مرة تانية بلكمة أعنف من اللي قبلها لدرجة إن وشه نزف وكان حاسس إنه هيفقد الوعي، فقال قُصي بلهجة متقبلش نقاش_قدامك فرصة واحدة تقول فيها مكان نصار، وإلا قسمًا بالله هقتلك بأبشع الطرق! 
أخد الراجل نفسه بالعافية من الألم اللي هو حاسس بيه وقال وهو مش قادر يفتح عينه من قوة الضربة_أنتَ بتلعب في عداد عمرك يا قُصي
ضربه مرة تالتة ولكن في بطنه خلاه يصرخ بألم رهيب، وقال_كل ما كتر كلامك اللي ملوش لازمة، كل ما زودت في تعذيبك
وكده كده أنا موارييش حاجة
أنا وأنتَ
والليل طويل
كانت علي وشه ابتسامة مرعبة وهو بيتكلم بمنتهى البرود وكإن اللي قدامه مش إنسان، فسكت الراجل ومتكلمش، فضربه بعنف مرة تانية وهو بيقول_خلي اللي بتحاميلهم ينفعوك دلوقتي وأنتَ بين إيديا
فضل يضرب فيه بعنف في أماكن متفرقة، أما معاذ فكان بيتابعه من بعيد وهو بيتفرج بتسلية بعد ما دخل وراه، لحد ما صرخ الراجل بعد ما اكتفى_خلاص
خلاص هقول
_تعجبني
قالها قُصي وهو بينفض قبضته من الدم اللي طبع عليها، ورجع حط رجله تاني جنبه على الكرسي، ومال ناحيته وقال_نعيد السؤال تاني
مكان نصار فين؟
كان الراجل مش قادر ياخد نفسه ووشه بقى عبارة عن كتلة دم، ولكنه اتحامل على نفسه وقال_عنده كازينو خاص بيه
محدش يعرف عنه حاجة
معظم اجتماعاته واتفاقات شغله هناك
_مكانه فين
سأله ببرود، فرد عليه الراجل وقاله العنوان، فالوقت ده ابتسم قُصي واتلفت لمعاذ اللي كان بيبادله الابتسامة بانتصار وفرحة إنهم قدروا أخيرًا يوصلوا لنصار
اتعدل قُصي في وقفته، وطبطب على كتف الراجل بعنف وهو بيقول_شكرًا على تعاونك معايا
حس الراجل بأمل أخيرًا، ولكنه اتبدد لما لقى قُصي بيطلع سلاحه وبيوجهه ناحيته، وكانت نظراته وملامحه اتبدلت لشر رهيب وهو بيقول_بس الخاين ملوش مكان بينا تاني
وفي لحظة ضرب رصاصة في نص دماغ الراجل لدرجة إن الدم اتنطر عليه، ولكنه اتجمد لما سمع صوت صرخة انثوية قوية وراه
اتلفت  لمصدر الصوت، ولوهلة اتسعت عيونه بصدمة لما لقى عائشة واقفة ورا، مع أبوه اللي كانت على وشه ابتسامة انتشاء.... 
يتبع.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_عائشة!! 
ردد الجملة بصدمة وهو شايفها واقفة متجمدة وهي حاطة إيديها اللي بترتجف بعنف على شفايفها في حين دموعها نازلة بقوة
 مش مصدقة إن اللي قدامها ده هو جوزها وحبيبھا قُصي، متخيلتش إنه بالبشاعة والجحود ده لدرجة إنه ينهي حياة واحد بدم بارد
آه قالها 
واتوصفلها 
بس متخيلتش
متخيلتش إنھا تشوفه في الوضع ده
مكانتش تعرف إيه اللي معرضة ليه، لكنها لقت جلال بيقولها إن قُصي حالته صعبة ومحتاج يشوفها، ومن غير تردد راحت معاه وهي متعرفش خطته الأصلية، كان كل اللي في بالها إنھا تطمن عليه وتشوفه كويس. 
قرّب منها وهي واقفة مكانها بترتجف وبتبصله بنظرات حسسته إنه قد إيه هو مسخ، ولكن أول ما حاول يلمسها انتفضت وصرخت وهي بترجع لورا_لأ
ابعد عني! 
بص ليها ولإيديه اللي ملوثة بالدم وهو حاسس بالعجز، مش عارف إزاي يتصرف، ومش عارف إزاي هيقدر يمحي المشهد ده عن بالها. 
_عائشة أنا.. 
حاول يبرر لنفسه ولكنها قاطعته لما رفعت إيديها على ودنها وهي بتهز راسها بعنف_بس
متتكلمش
رفعت عينيها ليه واتكلمت بارتعاش_أنتَ قاتل
أنتَ
أنتَ أبشع شخصية شوفتها في حياتي
قالتها والتفتت تجري على برا من غير تردد، فصرخ هو وراها_عائشة...
ولكنها مردتش، فاتلفت وقتها لجلال اللي كان بيتابع الوضع بابتسامة مليانة سخرية وهو حاطت إيده في جيوبه، فقرب منه بنظرات مليانة غضب جحيمي وبكره قال_حذرتك كذه مرة من غضبي يا جلال، والظاهر إن تحذيري مكانش كفاية
قرب منه ومال ناحيته بوشه وبعروق بارزة من الانفعال قال_من النهاردة أنتَ عدوي
هنهيك يا جلال
يا أنا يا أنتَ
لوهلة حس جلال بالارتباك، ولكنه فضل محافظ على بروده وقال_خليك محافظ على عندك يا قُصي
أنتَ بتنهي نفسك بنفسك
ولكنه مردش عليه واكتفى بإنه بصله بحقد، وخرج جري ورا عائشة اللي كانت بتجري في الطريق وهي مش عارفة هي فين أو إيه المكان ده
ولكنها كانت عايزة تمشي وتبعد عنه
عمرها ما هتقدر تكمل معاه بالشكل ده
المشهد اللي شافته قدامها استحالة يتمحي من دماغها
اتلفتت لما شافته بينادي عليها بأعلى صوته من ورا، ولكنها كملت جري وهي ميتة من الرعب
خبط برجله العربية وهو بيزمجر بعنف، وركبها واتحرك وراها بسرعة لدرجة إن العجلات أصدرت صوت جامد من الاحتكاك بالأرض. 
شافت العربية بتقرب منها فاتملك منها الرعب أكتر، لحد ما كسر عليها بالعربية ونزل وهو متملك منه الغضب، ولكن بيحاول على قد ما يقدر يبعده عنها
وقفت وهي بتبصله بذعر وبعيون متسعة، صوت نفسها عالي من كتر المجهود اللي عملته
نزل من العربية وهو بيقرب منها، واتبدلت ملامحه للحزن، وقبل ما يتكلم قالت وهي بتنهار على الأرض_بالله عليك سيبني
سيبني أمشي
طلقني
بالله عليك خليني أخرج من حياتك
حس بغصة عنيفة بتضرب قلبه من كلامها، نزل بركبته على الأرض قدامها، وقال بوجع_عايزة تبعدي عني يا عائشة؟
للدرجادي كرهتيني؟!
زاد صوت بكائها اللي كان بيصيبه في قلبه، وقالت بإنهيار_خليني أمشي عشان خاطري
لو بتحبني خليني امشي
لو لسة فيه ذرة إنسانية جواك سيبني في حالي
استحالة اكمل معاك يا قُصي بالله عليك طلقني
مسك كتفها بقوة، وهزها وهو بيصرخ_أنتِ ليه مش عايزة تقبليني زي ما أنا؟
فين حبك ليا؟
اللي بيحب حد بيحبه زي ما هو
ليه رافضاني 
أنا نفس الشخص مفيش حاجة اتغيرت! 
_أنتَ مجرم
قالتها وهي بتتحاشى إنها ترفع عينها ليه، فاتجمد مكانه وحس القهر، فرجع قال بجمود_طلاق مش هطلق
قدرك معايا يا عائشة
الموت هو اللي هيفرق بينا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بصتله بصدمة من بين دموعها، وقالت_يبقى هموت نفسي يا قُصي
رغم الألم اللي جواه ورغم إن نظرتها بتعذبه، إلا إنه وقف وقال بقوة_مش هسمحلك يا عائشة
مال ورفعها غصب عنها من على الأرض، وقال وهو بيجذبها يدخلها العربية غصب عنها_طول ما أنا عايش مش هسمحلك تموتي نفسك
أنتِ ملكي يا عائشة، سواء قبلتِ أو لأ
قفل باب العربية واتجه للناحية التانية وركب واتحرك بيهم، وقتها أدركت إنھا قدام وجه أول مرة تشوفه من قُصي
الوجه السايكوباتي منه 
أدركت إن قُصي بالفعل بسبب انجرافه في الاجرام بقى يملك تصرفات مجرم 
متملك
معدوم المشاعر
لدرجة إنه قابل يخليها معاه وهي رافضاه لمجرد اثبات تملكه ليها. 
سندت على شباك العربية وهي بتراقب الطريق بملامح شاردة فاقدة للحياة
مكانتش تعرف إن حبها ليه هو اللي هيكون سبب للحالة اللي وصلتلها دي
وعرفت إن جوازها من قُصي كان غلطة من البداية.
أما عنه، فكان من وقت للتاني بيلتفت يلقي نظرة عليها، موجوع من هيئتها الحالية والإنهيار اللي هي فيه، وحاقد على أبوه إنه خلاها تحضر مشهد زي ده، لدرجة إنه أقسم على الانتقام منه وضربه بابشع طريقة
من الآن فعلًا جلال الراوي هو عدو لدود لقُصي...
-------------------------------
وصلوا آخيرًا لڤيلا العيلة، رغم إنه فكر ياخدها لشقتهم، ولكن لازم يفضل حوالين أبوه بما إن حسابه تقل معاه
اتلفت ناحيتها فلقاها زي ما هي ساندة على الشباك، فنزل من العربية عشان يفتحلها الباب، ولكنها أول ما حسِّت بيه نزلت هي، اتحركت على فوق حتى ما شافتش مين موجود تحت.
كان قُصي داخل وراها، فقامت الهام وقفت على طول وقربت منه وهي بتنقل نظراتها بينه وبين حالة عائشة الغريبة وقالت_مالها دي؟
بصلها وقال بقوة_جوزك لعب في عداد عمره
متزعليش من اللي هيحصل بعد كده
نهى جملته وسابها وطلع
_قصي
قصي استنى
إيه اللي بتقوله ده؟!
ولكنه ملتفتش ليها حتى، كان غضبه عاميه وخايف ليطلع منه رد فعل حاليًا يندم عليه، وصل لأوضته ودخل ولكنه وقف بيراقب المكان حواليه باستغراب لما ملقاهاش موجودة، فاتحرك ناحية الحمام وخبط على أمل إنه يلاقيها جوا ولكن ملقاش رد
فتحه فلقاه فاضي، لوهلة اتملك الرعب منه وبص ناحية البلكونة وهو مرعوب لتكون نفذت تهديدها ليه، ولوهلة جري على هناك وهو بيصرخ_عائشة!
ملقاش ليها أثر فقرب من السور وبص على الأرض ولكنه اتنهد بارتياح لما ملقاش ليها أثر
خرج من الأوضة وهو مش قادر يفهم إزاي اختفت، ومبطلش إنه ينادي باسمها، اتجه ناحية الأوضة المجاورة لأوضتهم وفتح الباب فلقاها متمددة على السرير وساندة على حافته وشاردة تمامًا
فضل واقف مكانه شوية بيتأمل حالتها والانطفاء اللي باين عليها بألم، ده غير عينيها الوارمة ووشها الأحمر بشدة
اتلفتت عشان يخرج ولكنه اتجمد لما قالت_صدقني يا قُصي
هعمل كل اللي أقدر عليه عشان أخرج من هنا
رجع تاني بصلها وقال بتعابير وجه خالية من المشاعر_اقبلي بقدرك يا عائشة
خروجك من هنا يعني حد فينا مات
اتحاملت على نفسها ووقفت قصاده وقالت بجمود_يبقى اقتلني
لوهلة اتجمد من كلامها، ولكن صدمته أكتر لما كملت_مستغرب ليه؟
ما أنتَ لسة عاملها من شوية
يعني مش هيبقى صعب عليك
فضلوا بيتبادلوا النظرات لوقت قليل، لحد ما قال ببرود_هتفضلي في الأوضة دي لحد ما أعصابك تهدى وتعقلي
وبالفعل خرج وقفل الباب وراه، ولكنها اتصدمت لما سمعت قفل الباب بالمفتاح من برا، فجريت على الباب وحاولت تفتحه وهي بتكدب نفسها إنه وصل للمرحلة دي من الجنون، ولكن الباب بالفعل كان اتقفل، فخبطت عليه وهي بتصرخ_افتح الباب يا قُصي
أخرتها بتحبسني! 
مسمعتش رد منه، فخففت ضربها على الباب بالتدريج وسندت عليه براسها بإنهيار وهي بتقول بدموع_ليه بتعمل فيا كده؟
ده جزاتي إني حبيتك؟!
ياريتني ما شوفتك يا قُصي
ياريتني ما قبلت بيك.. 
كان وقف ورا الباب ساند عليه هو كمان مغمض عينه بألم وهو سامع كلامها، مكانش متخيل إن الحال بينهم هيوصل لكده
ركنه الهادي
اتدمر تمامًا
واتلوث بخطاياه.. 
--------------------------------
بعد يومين تقريبًا
كان قُصي مستمر بحبسها، وموصي خدم بإنهم يفتحوا يحطولها الأكل ويرجعوا يقفلوا تاني، وبالفعل متواجهوش خالص طول اليومين دول نهائيًا، كل واحد مجروح من التاني، بالذات عائشة اللي كانت مصدومة من الشخص اللي حبته ووثقت فيه
وإنه في الآخر سايبها هنا زي المساجين بالضبط
طلبت تليفونها من واحدة من الخدم، واللي قالتها إنھا لازم تستأذن من قُصي الأول، وبالفعل قبل إنھا تاخده
ولما حست إن مفيش صوت برا، طلبت رقم معين لحد ما جالها الرد
_لسة فاكراني يا عائشة؟
كل ده مبتسأليش عليا! 
سكتت شوية وهي مش عارفة تقول إيه، لحد ما جه صوت تسنيم المستغرب_مالك يا عائشة
مقدرتش تمسك نفسها وبكت وهي بتقول_ساعديني يا تسنيم
خرج صوتها قلقان_فيه إيه يا عائشة متقلقينيش عليكي! 
كان صوتها متقطع من البكا وهي بتقول_عايزة أخرج من هنا
ساعديني بالله عليكي
_منين بالظبط، وفين قُصي
ردت_قُصي اللي حابسني هنا ومش عايز يسيبني أمشي
قُصي مجرم يا تسنيم وقتال قتلة، شوفته بعيني وهو بيقتل واحد قدامي، أنا لازم أخرج من هنا
شهقت بفزع وهي بتقول_يا نهار اسود، طب اهدي اهدي
حاولي تهربي من عندك وتعاليلي على العنوان ده ومتقلقيش محدش هيعرف يوصلك
وبالفعل ادتها العنوان، فشدت عائشة على خصلاتها بعجز وقالت_طب أنا هخرج إزاي من هنا، بقولك حابسني
ردت بإيجاز_اتصرفي، أكيد ممكن تلاقي حد يساعدك
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
سكتت شوية وهي بتفكر في طريقة للخروج، لحد ما قالت_هحاول
شكرًا بجد يا تسنيم، مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه
_تعالي بخير أنتِ بس وماتشيليش هم حاجة... 
-------------------------------
كان قاعد في مكتبه مع معاذ بيتكلموا في الخطة اللي كانوا ناويين عليها، لحد ما لقوا الباب بيتفتح عليهم بعنف وبيدخل جلال اللي كان الغضب ظاهر على وشه، وقرب منهم وهو بيزعق_بتتحداني يا قُصي!
بتتحدى جلال الراوي وبتبوظلي الصفقة؟!
ابتسم قُصي ببرود، وسند ضهره على الكرسي وهو بيقول_دي البداية بس
قولتلك قبل كده متخلينيش أخدك عدو
وأدي النتيجة، وبعدين إذا كنت أنتَ جلال الراوي، فأنا قُصي الراوي! 
احمر وشه من الغضب، وبرزقت عروقه وهو بيقول_متحاولش تلعب معايا يا قُصي أحسنلك
وقتها هنسى إنك ابني! 
_أنا ناسي من دلوقتي إنك أبويا أصلًا يا جلال، فخد راحتك
قالها وهو بيحط رجل على رجل وبيرفع حاجبه باستفزاز، فوقف جلال جامد لوهلة وهو بيوجهله نظرات مليانة غضب وحقد، وبعدين اتلفت وخرج وقفل الباب وراه بقوة، وقتها فضل قُصي على وضعه ولكن ابتسم ابتسامة مليانة سخرية، لحد ما ضحك معاذ وقال_صراع الأب والابن
زادت ابتسامته وهو بيقول_اتفرج على جلال الراوي وامبراطوريته بتتهدم وهو واقف عاجز 
_تعملها 
ما أنتَ هبت منك خلاص على الآخر!
مهتمش قُصي بكلامه، بل رفع إيده وبص في ساعته وهو بيقول_مش يلا ولا إيه؟
قام وقف فوقف معاذ هو كمان وعدل من سلاحه، ابتسموا ابتسامة خبيثة لبعض، وبعدين خرجوا لمكان العملية.. 
وصلوا لمكان الكازينوا بتاع نصار اللي الراجل وصفهلهم
وقفوا يراقبوا المكان من على بُعد لحد ما شافوا واحد من رجالة قُصي اللي مكلفهم يراقبوا المكان بقالهم يومين بيقرب منهم وقال_نصار مش جوا
خرج بقاله نص ساعة تقريبًا
ابتسم قُصي وقال_نفذ
هز الراجل راسه بطاعة ورجع لمكانه، دقايق عدت وابتدت النار تمسك في الكازينو لحد ما اتحرق المكان كله تقريبًا، وقتها اتبادلوا هو ومعاذ نظرات الشماته والانتصار، واتحركوا بالعربية ومشيوا.... 
------------------------------
فضلت مكانها راحة جاية في الأوضة بتفكر، بالفعل هي متقدرش تثق في أي حد يهربها، حتى مريم
مريم أضعف من إنھا تساعدها في حاجة زي دي
حست إنها على مشارف الجنون، لازم تخرج من هنا بأي طريقة
قُصي مشاعره انعدمت لدرجة إنه ممكن يئذيها عادي
خرجت للبلكونة ووقفت تراقب المكان، كان الجو ليل تقريبًا، بالفعل الحراسة مشددة وصعب إنھا تهرب بسهولة من خلالهم، ده غير الباب اللي اصلًا مقفول عليها ومبيتفتحش غير في أضيق الحدود
لمحت فرح خارجة من جوا، لوهلة جتلها فكرة مجنونة تمامًا، فهتفت بصوت عالي_فرح..
اتلفتت فرح ناحية مصدر الصوت، فشافت عائشة واقفة في البلكونة وبتشاورلها إنها عايزاها، رفعت حاجبها بتعجب وحست باستغراب رهيب، فرجعت اتلفتت وطلعت لفوق والفضول قاتلها  عن سر طلبها ليها، فتحت الباب اللي كان مقفول بالمفتاح ودخلت فقابلتها عائشة بلهفة، أما فرح اتكلمت بتريقة وقالت_الظاهر إن حبسة قُصي ليكي لحست دماغك لدرجة إنك مفكراني صاحبتك! 
اتغاضت عائشة عن سخريتها وشاورت ليها تقعد وهي بتقول_تعالي اقعدي بس عايزاكي ضروري 
لوهلة حست فرح بالارتباك من حالتها الوديعة لأول مرة معاها، فقعدت بالفعل والفضول قاتلها، اخدت عائشة نفس عميق وهي مش عارفة إذا كان اللي هتعمله ده صح ولا لا وقالت_أنا عارفة إنك بتحبي قُصي
وإنك كارهاني عشان اتجوزني واتسببت في إن الاتفاق اللي كان بين العيلتين يتلغي
رفعت حاجبها بسخرية، وسندت ضهرها على الكنبة وقالت وهي بتحط رجل على رجل_وبعدين يعني؟
أنتِ جايباني هنا عشان تقوليلي الكلمتين دول؟
اتنهدت عائشة وردت_أنا بعرض عليكي دلوقتي نعمل اتفاق
_اللي هو؟
سألت وهي بتضيق عينيها فقالت عائشة_تساعديني أهرب من هنا، في مقابل إني مظهرش في حياة قُصي تاني أبدًا
ووقتها هتقدري تتجوزيه عادي
لوهلة اتسعت عينيها وحست بالصدمة من كلامها والعرض الغريب اللي بتقولها عليها، فحاولت عائشة تقنعها وهي بتقول_صدقيني أنا مش عايزة قُصي
ومش عايزة أفضل في حياته
لو ساعدتيني أهرب من هنا وقتها هتخفي من حياته تمامًا وكإني مكنتش موجودة قبل كده
بصتلها فرح من غير أي تعابير، بتحاول تفهم هل عائشة في حالتها الطبيعية ولا لا، ولكن الإصرار اللي في عينيها أكدلها ده
لوهلة فكرت بإن فعلًا العرض مغري، بما إنها مش هتكون موجودة تاني، فكده قُصي ليها
سكتت شوية وعائشة بتراقب تعابير وشها، لحد ما قالت لها بجمود_تعالي ورايا.
وقتها انفرجت أساريرها وحست بأمل، وبالفعل ابتدت تتحرك معاها، نزلوا لتحت لما اتأكدوا إن مفيش حد شايفهم ومنها لجزء معاكس للباب اللي بيخرجوا منه، رغم تعجبها إلا إنها فضلت الصمت، فضلوا ماشيين في شوية ممرات غريبة، وفعلًا لقت نفسها قدام باب صغير خشبي موجود في طرف بعيد عن مبنى الفيلا، فتحت فرح الباب وشاورتلها تخرج وهي بتقول_اخرجي استنيني برا وهجيلك
هزت عائشة راسها من غير ما تردد، وبالفعل أول ما خطت برا جالها احساس غريب بالحرية، ممزوج بحزن! 
هي فعلًا قررت وبإراداتها إنها تخرج من حياة قُصي!
وأي حياة دي؟
الحياة اللي مليانة اجرام واعمال غير قانونية؟!
رغم الألم اللي جواها إلا إنھا اقنعت نفسها إن ده التصرف الصح
الحياة بينها وبين قُصي كانت شبه معدومة
والحل الأصح إنھا تختفي من حياته بالفعل.. 
دقايق قليلة عدت ولقت فرح قدامها بالعربية، ركبت معاها وادتها العنوان اللي هتروحه، وهي بتلقي نظرة أخيرة على الڤيلا، ومعاها بتودع قصة حب فاشلة.. 
وصلت أخيرًا للعنوان اللي ادتهولها تسنيم، وقفت فرح بالعربية قصاد المبنى اللي قالتلها عليه، فوقتها وجهت عائشة انظارها ليها وقالت بامتنان_شكرًا بجد يا فرح على مساعدتك ليا
علقت ببرود_اتمنى متظهريش تاني فعلًا
هزت راسها بتأكدلها إن ده اللي هيحصل فعلًا، ونزلت من العربية وشاورتلها وهي بتتحرك لحد ما اختفت من قدامها
دخلت العمارة ووصلت للدور اللي وصفتهولها تسنيم، رنت الجرس واستنت لحد ما فتحتلها، وأول ما شافتها اترمت في حضنها بتضمها بقوة بامتنان، أما تسنيم كانت بتضمها ببرود غريب وعملية، بعدت عنها وهي بتشاورلها تدخل وبتقول_ادخلي يلا
محستش بأي حاجة غريبة منها واتجهت لجوا وهي بتتأمل الشقة، ولكنها استغربت لما لقت شخص غريب قاعد قصادها في الصالون وبيبتسملها ابتسامة غير مريحة تمامًا ولكن رغم ابتسامته، إلا إن كانت عينيه مليانة غضب
وقف نصار وفتح إيده وبترحيب قال_يا أهلًا بمرات الغالي... 
يتبع.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_مين ده؟
قالتها عائشة باستغراب وهي بتنقل نظرها بينه وبين تسنيم الواقفة مبتسمة ابتسامة مش مريحة، كشر نصار وقال بحزن مصطنع_يا خبر
معقولة قُصي مقالكيش حاجة عني قبل كده؟
ده الظاهر إنه واخدك على عماكي خالص! 
مكانتش فاهمة المقصود بكلامه ولا إنه يعرف قُصي منين، ولكنها حست إن هي في وضع غلط، خصوصًا نظرات الشر الواضحة جدًا على عينيه، فاتلفتت ناوية تمشي وهي بتقول_هبقى أجيلك في وقت تاني يا تسنيم
ولكنها اتفاجئت لما جري ووقف قدامها وهو بيقول من بين سنانه_على فين بس
ميصحش برضه ده إحنا لازم نكرمك الأول! 
هزت راسها بتوتر وقالت_لأ شكرًا مرة تانية
_أنا مش بتعازم عليكي هنا!
شهقت بخضة لما اتحولت نبرته فجأة للعصبية وصرخ في وشها، في حين إن الابتسامة اللي على وشه اتمحت في ثانية وحل محلها الغضب، رجع صرخ وقال بعنف_اترزعي هنا، لو اتحركتِ قسمًا بالله لأصفي دمك وابعتك كادو ليه
اتجمدت لبرهة وشدت على أعصابها وبصتله بعيون مبرقة من التحول المفاجيء في شخصيته
_يلا! 
اتنفضت وهي بتتحرك وبتنفذ كلامه بالفعل وراحت قعدت على الكنبة في الصالون، في حين بتنقل نظراتها بينه وبين تسنيم اللي كانت واقفة مربعة إيديها وساندة على الحيطة بتراقب الوضع بتسلية، اتحرك نصار هو كمان وراح قعد قصادها على الكنبة وقال_جوزك زاد في العوق واتجرأ وحرق مكاني
والله أنا فضلت أفكر وأقول اردهاله ازاي يا واد يا نصار
ريح ضهره على الكنبة وحط رجل على رجل، وبعدين طلع سيجار من العلبة اللي كانت في جيبه وولعها وبعدين كمل وهو بينفخ الدخان_لحد ما اتحلت لوحدها 
ولقيتك جيالي برجلك!
ارتجفت بصدمة ووجهت أنظارها لتسنيم بتتوسلها بعنيها وقالت_أنا مش فاهمة حاجة.. 
تسنيم!
ابتسم وقال_متحاوليش
تسنيم من رجالتي
من رجالة نصار ضيف الله
وعند ذكر اسمه اللي كان مألوف ليها ضيقت عينيها بتحاول تفتكر لحد ما استوعبت وبصتله بصدمة_أنتَ؟!
ضحك بقوة وهو بيقول_ياااه
حمدلله على السلامة
أنا قولت برضه مش معقولة قُصي مقالكيش عليا
ويا ترى كان بيذكرني بالخير ولا بالشر بقى؟
حست بالرعب ابتدى يتسلل ليها، فبلعت ريقها بتوتر، ووجهت نظراتها لتسنيم وهي بتقول_إزاي؟!
اتسعت ابتسامته وقال وهو بيشاور لتسنيم اللي اتجهت وقعدت جمبه_ما قولتلك من رجالتي
ومن اكفأهم كمان
كفاية إن لعبة الصحبة الطيبة خالت عليكي
أصلها كان نفسها تدخل المعهد العالي للتمثيل
فتلاقيها هايلة في أي دور
ولما استوعبت إنھا قدرت تقع في الفخ، اتحركت وحاولت تقوم تجري، ولكن في لحظة سمعت صوت صمام أمان من وراها، اتجمدت مكانها واتلفتت وهي بتبلع ريقها برعب، فلقته وراها وموجه السلاح عليها مال بوشه وبملامح مرعبة قال_حاولي بس
ومش هتردد لحظة في إني أفضي الخزنة كلها في دماغك
اتبدلت ملامحه وابتسم وقال_ده أنتِ مرات الغالي برضه!
أدركت عائشة وقتها إنھا قدام مختل عقليًا بسبب تحولاته اللي بتكون عكس بعض، فوقفت مكانها بتبصله بذعر، أما هو فكان حاسس بانتشاء وهو شايف خوفها قدامه، ولكن فرحته مش هتكمل غير لما يشوف نفس ملامح الذعر دي على وش قُصي هو كمان.. 
--------------------------------
رجع البيت آخيرًا بعد ما خلص مهمته وعدى على الشركة يشوف الأوضاع فيها ماشية إزاي، دخل لجوا ومنها طلع للأوضة اللي حابس فيھا عائشة، كان ناوي يتكلم معاها النهاردة، يعتذرلها، يعملها أي حاجة بس المهم ميشوفش نظرات الكره دي في عينيها، المهم ميخسرش الحاجة الوحيدة النضيفة في حياته، كان بيتعذب من هجرها ونفورها منه، مكانش مدرك إنھا بتمثله حاجة مهمة للدرجادي غير لما حس إنھا ممكن تسيبه في أي وقت، وللأسف كرد فعل منه ناتج عن خوفه وراها وشه المجرم القاسي. 
فتح الباب ولكنه تعجب لما لقاه مفتوح مش مقفول بالمفتاح زي ما كان موصي، دخل بسرعة وهو بينقل نظراته على الأوضة كلها 
  - عائشة!
 بدأ ينادي باسمها بصوت عالي ولكنه ملقاهاش موجودة حتى في الحمام، حس بالرعب ابتدى يتملك منه، فخرج بسرعة واتجه لأوضته على أمل إنھا تكون راحت هناك، ولكنه ملقاهاش برضه، وقف مكانه وهو بيشد على شعره بجنون، جري وخرج من الأوضة وهو بينزل بسرعة وبيصرخ باسمها، لحد ما اتجهت ناحيته الهام اللي كان باين عليها التعجب_في إيه يا قُصي؟!
_عائشة فــين؟!
صرخ بيها فاتحولت ملامح وشها للضيق وقالت_ما تلاقيها متلقحة في الأوضة زي ما هي، ده إيه الجوازة اللي جايبالك وجع القلب دي
ما تسيبها تغور وخلا..... 
مخلهاش تكمل كلامها وجري على فوق وهو بيصرخ_مريــم! 
وعلى صوت زعيقه وزمجرته القوية، خرجوا الخدم يتفرجوا وهما مستغربين من الحالة اللي هو فيها، قابلته مريم على السلم وقالت بتعجب_في إيه يا قُصي؟!
_عائشة، فين عائشة
قالها بنبرة كان فيها توسل، كان حاسس بضعف وخايف من ضياعها منه، فردت_معرفش، كانت آخر مرة في الأوضة
_أنتوا عايزين تجننوني! 
زمجر بيها واتبدلت ملامحه للتوحش، خرج جلال من مكتبه وقال وهو بيقرب منه_عامل دوشة ليه يا قُصي
أنتَ فاكر نفسك.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقبل ما يكمل، اتفاجيء بيه بيقرب منه وبيمسكه من ياقة قميصة، وبنبرة جنونية قال_قسمًا بالله العظيم، لو ليك يد في اختفائها، صدقني مش هتردد في قتلك
شهقت الهام ومريم بصدمة من اللي قاله، في حين قالت الهام وهي بتوبخه_هي حصلت يا قُصي!
بتهدد أبوك عشان واحدة زي دي
مردش عليهم وفضل مركز في وش جلال، اللي ابتسم بسخرية واتكلم_سيبيه يا الهام
أصلها صدمة برضه لما مراته
تهرب وتسيبه يخبط دماغه في الحيطة
فضل باصصله بملامح اجرامية، عروق وشه بارزة وفكه من كتر ضغطه عليه، وفلحظه نفض إيده عن جلال بعنف، واتجه لتحت وهو بيحاول يتصل عليها 
حاسس إن قلبه هينخلع عليها.
متوقعش إنھا ممكن تنفذ تهديدها بإنها تمشي
افتكر إنه مجرد كلام من صدمتها
افتكر إنها بتحبه لدرجة إنھا متقدرش تعمل حاجة زي دي
وفي الجانب التاني
كانت قاعدة قصادهم مكانها، مش عارفة تتصرف إزاي، خصوصًا وهي هربانة
معقولة قُصي ممكن يسيبها ويرفض يدور عليها بعد ما يكتشف إنها سابته وهربت؟
معقوله هيتخلى عنها؟!
مقدرتش تمسك نفسها وابتدت دموعها تنزل من الخوف من المستقبل المجهول اللي مقابلها وتصفية الحسابات اللي دخلت فيها
ارتفع صوت رنين تليفونها اللي كان جنب نصار، ساب الكاس اللي في إيده ومسك التليفون، انفرجت اساريره وقال_ياااه
ده الغالي بنفسه بيتصل! 
وعلى ذكره نبض قلبها بعنف وحست بألم رهيب، رفع نصار التليفون وفتح الخط على الاسبيكر وقال_مستني مكالمتك بقالي كتير يا راجل
كل ده تأخير؟!
قدر يميز صوته كويس، اتجمد مكانه لما عرف إن عائشة في خطر وحس بهلع، ولكنه حافظ على جموده وقال_مراتي فين يا نصار؟
ابتسم ونقل نظره عليها وهو بيقول_مراتك في الحفظ والصون
بس أول مرة أعرف إنھا بتكرهك كده يا قُصي
لدرجة إنھا تجيلي برجليها! 
غمض عينه بعنف وقال وهو بيجز على سنانه_حسابك معايا أنا
سيب عائشة تمشي يا نصار أحسنلك
صدقني لو اتأذت شعره منها مش هيكيفني سلالتك كلها
هقتلك، وأقتل أي حد عارفك وأي حد ليه صلة بيك وحتى أي حد فكر يسلم عليك في يوم
اتقي شري أحسنلك
ضحك نصار بقوة استزفت قُصي، وقال_مكنتش أعرف إنھا غالية عليك كده، دي نقطة مش في صالحك على فكرة
وأخيرًا جه اليوم اللي ألاقي فيه نقطة ضعف لقُصي الراوي
مهتمش باللي قاله، وكان كل اللي شاغله عائشة، فقال_سيبها يا نصار احسنلك، متدخلش الستات في اللي بينا
حاسبني راجل لراجل
سند ضهره على الكنبة وقال_خلص كلامي معاك يا قُصي
عايزها تخرج سليمة، تبقى بشروطي
غير كده صدقني مش هتلمح وشها تاني
سلام ياااا... يا ابن الراوي
وقبل ما يقفل سمع صرخة عائشة وهي بتقول بإنهيار_متسبنيش يا قُصي!
وفي لحظة انقطع الخط، فضل مكانه حاطت التليفون زي ما هو على ودنه، وهو مغمض عينه بألم، صوت استنجادها بيه بيرن في دماغه، نبرتها المنهارة واللي أكيد شكلها ميقلش حاجة عنها، فكرة إنھا بين إيدين نصار مجنناه، خصوصًا إنه عارف إنه عديم أخلاق وممكن يعمل فيها أي حاجة، وفلحظة فتح عينه اللي كانت مظلمة ومرعبة بشكل رهيب، جواها غضب وانتقام وشر أول مرة يظهر عليه بالحدة دي، وفلحظة زمجر بصوت عالي وبقلب مكلوم على حبيبته اللي بين إيدين عدوه ومش عارف يتصرف، حاسس بالعجز
هو عارف شروط نصار كويس، واللي هيكون أولها يسلمه أوراق شغله كلها وأوراق الصفقات اللي جاية ولكن يا ترى شغله أهم ولا مراته؟
وقبل ما يكمل تفكير لقى واحد من الحرس جاي عليه جري وهو بيقول_قُصي بيه
لقينا تسجيل الكاميرات.... 
-----------------------------------
أول ما قفل نصار الخط مع قُصي، وجه أنظاره ليها وقال_براڤو
النمرة اللي عملتيها دي هتسهل علينا كتير
 بصتله بكره وبقوة مخدتهاش غير من قُصي قالت_صدقني مش هيسيبك، وزي ما حرق مكانك مسيره يحرقك أنتَ كمان
فضل متابعها بنفس الابتسامة، وفلحظة اتحولت ملامحه واتفاجئت لما حدف التليفون جنب دماغها بقوة لدرجة إنه اتهشم في الحيطة لقطع صغيرة، ومن صوت الارتطام العنيف صرخت على إثره برعب، فقام وقف  هو وقرب جمبها ووطى وهو عينه عليها، فاتحركت هي برعب لطرف الكنبة، مسك الشريحة اللي على الأرض ورفعها قدام عينه وهو بيقول_عشان ميحاولش يشغل دماغه
وبعدها كسر الخط بسنانه، تحت أنظارها المرعوبة وجسمها اللي بيرتجف
_يلا يا تسنيم
قالها  وهو بيقرب منها وجذبها بعنف قومها تحت مقاومتها ليه وهي بتقول_اوعى كده،
شيل إيدك عني
موديني على فين؟!
جذبها بعنف لدرجة إنھا اتألمت، وهو بيقول_هاخدك على مكان يليق بيكِ
خرجت تسنيم في الوقت ده من جوا، فبصتلها عائشة بلوم، مكانتش متخيلة إن الوحيدة اللي قبلت تدخلها بيتها، وتصاحبها، الوحيدة اللي اعتبرتها اخت ليها، والوحيدة اللي لجأت ليها، هي اللي تئذيها!
تسنيم كانت ليها مكانة خاصة عند عائشة، كانت اقرب واحدة ليها من بعد جوازها بـ قُصي، ولإنها سابت المكان اللي كانت عايشة فيه ومنها قطعت علاقتها بزميلاتها اللي كانوا معاها في المصنع بأمر من قُصي
ففعلًا تسنيم كانت هي الوحيدة اللي ليها!
وهي الوحيدة اللي أذتها شر أذية. 
بصتلها تسنيم ببرود وكإن معندهاش أي مشاعر، وبعدين اتحركت مع نصار وخرجوا من العمارة، ومنها لمكان متعرفش هويته.... 
-----------------------------------
سمعوا صوت خبط عنيف على باب الڤيلا اتنفضوا كلهم على اثره، كانوا قاعدين على السفرة بيتعشوا، وقفوا أكل كلهم لما سمعوا صوت زعيق برا، فقال ياسين باستغراب_مش ده صوت قُصي؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت فرح بتاكل ببرود وهي عارفة سر زيارته ليهم، فتحت الخادمة الباب وفلحظة دخل واتوجه ناحيتهم بغضب عاصف، لحد ما وقف قدامهم، فبصوله كلهم بتعجب، أما هو كانت نظراته متوجهة على فرح وصرخ_ازاي تتجرئي وتخرجي عائشة من البيت؟
أنتِ فاكرة نفسك إيييه؟؟!
وقف ياسين وهو بيقول بتعجب_اهدي يا قُصي، إيه اللي بتقوله ده؟!
وبنفس الصوت العالي وبغضب قال وهو بيشاور عليها_اسأل بنتك
فردت فرح ببرود_هي اللي طلبت مني
وبعدين فين كرامتك يا قُصي لما تجبر واحدة مش عايزاك تفضل معاك؟! 
قرب منها وبغضب جحيمي قال_وأنتِ مالك
يخصك في إيه
أنتِ عارفة أنتِ اتسببتي في إيه؟!
عائشة في خطر بسببك!
سندت ضهرها على الكرسي وقالت ببرود_ميخصنيش، تتحمل نتيجة قراراتها
حس بجنون من بروده، فقرب ومنها وجذبها على الكرسي بعنف وهو بيقول_قومي معايا وديني للمكان اللي خدتيها ليه
صرخت بألم_إيدي!
أنتَ اتجننت
_أنا لسة عاقل لحد دلوقتي، احسنلك متخلينيش أوريكي جناني يا فرح! 
قالها بتهديد وبنبرة مكانتش تقبل مزاح، فاتعصب ياسين من المنظر اللي قدامه وقال_ما تعمل احترام للبيت اللي أنتَ فيه بقى يا أخي! 
اتلفتله ورفع صوباعه في وشه بتحذير_أحسنلك متدخلش
بلاش أخدك أنتَ كمان عدو ليا يا ياسين
سكت واتجمد مكانه ومقدرش يتحرك، بالفعل هو مش قد غضبه ولا عايز يخليه عدو ليه، خصوصًا بعد ما عرف اللي عمله في ابوه
مفرقش معاه إن جلال ابوه
فهيرأف بيه هو؟!
أما هو فجذب فرح واتجه لبرا، فقالت دليلة بعدم تصديق_أنتَ هتسيبه ياخد البت يا ياسين؟!
زفر وقعد على الكرسي بعنف وقال_مش هي اللي دخلت نفسها في اللي ميخصهاش
تقابل بقى
وقفت تبصله بذهول، وهي مش مصدقة إن استسلم بالسهولة دي لـ قُصي!
-----------------------------------------
وصل بالفعل للمكان اللي قالتله عليه فرح، رغم إنها كانت عمارة من 5 ادوار تقريبًا وكل دور ميقلش عن ٣ شقق، إلا إنه دخل العمارة كلها شقة شقة يفتشها وسط صدمة السكان، حتى قدر ياخد معلومات عن كل ساكنيها، ولكن اكتشف إن فيه شقة كانت متأجرة من اسبوع تقريبًا باسم واحدة اسمها تسنيم، وعرف إن كان معاها راجل وواحدة كمان ومشيوا من ساعات، وقتها ادرك إنهم بالفعل هما
وقف تحت وهو بيشد شعره بعجز، وسط مراقبة فرح ليه اللي حست لأول مرة إنھا قدام شخصية جديدة من قُصي، ولأول مرة تحس إنه بيحب عائشة فعلًا ودي كانت حاجة مضايقاها لدرجة إنھا اتمنت إن نصار يخلص عليها وخلاص
لحظات ولقى تليفونه بيرن برقم غريب، رد بسرعة فجه صوت نصار وهو بيقول بتريقة_لو خلصت تدوير، فحابب اقولك إن وقتك ضيق
قدامك ساعة بالظبط، لو مجيتليش بالورق هبعتلك فيديو ليها وأنا بخلص عليها
كانت ملامحه جامدة فاقدة للحياة، فرد وقال_العنوان فين
بالفعل كان عنده استعداد يضحي بأي حاجة في سبيل إن عائشة تفضل كويسة
رغم إنه بالنسباله كده قُصي هيعلم عليه تاني، ولكن مش مشكلة هو قادر يسترجع الورق ده بمنتهى السهولة، ده غير الخطة اللي كان بيجهزلها وكانت هتوقعه هو واللي معاه
اخد منه العنوان، واتحرك ناحية الشقة عشان يجيب الأوراق، وطبعًا مغفلش عن إنه يبلغ معاذ بإنهم يستعدوا... 
كان صعب عليه إنه يدخل الشقة وهي مش موجودة، مقبلش إن واحدة غيرها تدخلها حتى إنه خلى فرح تروح بتاكسي رغم اعتراضها، لأول مرة يفتح الباب وميلاقيهاش بتجري عليه تضمه وبتقوله إنه وحشها وبتعاتبه عتاب رقيق لغيابه عنها، حس بتأنيب الضمير وحس بقهرة إن اتدمر احساس الراحة اللي كان بيلاقيه في الشقة دي
وبسبب بقت هي في خطر! 
يمكن لو مكانش دخل حياتها كانت قدرت تعيش حياة طبيعية بعيد عن الاجرام ده! 
بالفعل دخل وجاب الورق، وقف اتأمل شوية، لحظات واتبدلت نظراته للشر، وهو مش ناوي لنصار على خير أبدًا.. 
مكانتش عارفة هي فين بالظبط، أول ما نزلوا من العمارة وركبوا العربية، حطوا قماشة على عينها وعلى بوقها، واول ما وصلوا، ربطوها في كرسي خلوها عاجزة تمامًا عن الحركة، بكت من الوضع اللي هي اتحطت فيه، وكل اللي في بالها إن قُصي أكيد هيلحقها ومش هيتخلى عنها، حتى لو جرحته وسابته..
بالفعل بعد وقت قليل كان وصل للمكان اللي قاله عليه نصار، وقف شوية لوحده وهو بيأمن إن رجالته بالفعل حواليه، ولكنهم كانوا قادرين يتخفوا ببراعة، استنى شوية لحد ما لقى 4 عربيات ضخمة سودة مكانوش باينين من الضلمة وقفوا قدامه، فنزل من عربية فيهم نصار وعدل الجاكيت اللي هو لابسه، وقرب من قُصي ونظراته كلها شماته، في حين إن التاني ملامحه كانت مظلمة، نزلوا وراه رجالته ووقفوا مجهزين أسلحتهم استعدادًا لأي حاجة
وقف نصار قدامه وقال_والله ووقعت يا قُصي!
ضم قبضه بعنف_حسابك تقل معايا يا نصار! 
ابتسم وقال_أنتَ بس اللي مش مدرك إنك مش قدي
فرد ببرود_دي ضربة حظ بس بسبب ألاعيبك القذرة، ولكن معلش
هعديلك مرة من نفسك
أما بالنسبة للي جاي فمش هيعجبك خالص..
ابتسم نصار بسخرية، ومد إيده وهو بيقول_الورق
_عائشة
شدد على  كلامه_الورق الأول يا قُصي
أحسنلك هاودني لو عاوزها تخرج من المخزن بخير
جز على أسنانه بغضب وهو بيمنع نفسه على قد ما يقدر أنه يفتك بيه، وبالفعل مد إيده بالورق ليه
أخده نصار منه بلهفة وهو مش مصدق إنه أخيرًا قدر يكسر قُصي، فتح الورق وقلبه بين إيده، وبعدين ابتسمله ورفع تليفونه وقال_نفذ
وفلحظة سمعوا صوت انفجار قوي جاي من المخزن اللي موجودة فيه عائشة، اتراجع قُصي من قوة الانفجار وبعيون مصدومة صرخ_لاااااااااا.....
يتبع..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت مكانها مربوطة في المخزن، وحوالين جسمها رباط عريض، عيونها متغمية، ومانعينها عن الكلام بإنهم رابطين بوقها، كان جسمها بيرتجف بعنف، ودموعها مش مبطلة نزول على وشها، خايفة لتكون دي نهايتها، نهاية بأبشع الطرق، سمعت صوت جلبة حواليها، خبط خفيف، وصوت رجالة بتتألم، وكإنه صوت ضرب نار ولكن باستخدام كاتم للصوت، حركت جسمها بعنف واحساس الهلع بيزيد حواليها، بتحاول تعرف إيه اللي بيحصل في المكان هنا، ولكن كل حاجة كانت هادية بطريقة تقلق. 
فلحظات حست بصوت نفس حواليها، صرخت بصوت مكتوم وهي بتتحرك بعنف عشان تبعده عنها، ولكنها سمعت صوت بيطمنها وبيقولها_اهدي 
اهدي متخافيش
رغم نبرته الهادية إلا إن خوفها مقلش، شال القماشة من على عنيها، فغمضت عينها بألم من الفترة الطويلة اللي قضتها وهي مش شايفة، لحد ما خدت على الوضع وابتدت ترمش وتفتح عينها، وفنفس الوقت كان شال اللي على بوقها، قدرت أخيرًا تشوف ملامحه اللي كانت مألوفة ليها جدًا، لحد ما انفرجت اساريرها لما افتكرت إن ده الراجل اللي شافته خارج من عند قُصي، فك معاذ رباط إيديها ورجليها، وساعدها تقوم وهو بيقول_يلا بسرعة
اتحركت معاه وهي بتتأمل المكان اللي حواليها واللي كان شبيه لمقبرة موتى، كل الحراس اللي كانوا حواليها مرميين على الأرض، مضروبين برصاص في أماكن متفرقة، شهقت بخفة وهي مخضوضة من المنظر حواليها، ولكنه مكانش وقت انفعالات ابدًا.
ابتدوا يتحركوا من المكان، وأول ما خرجوا، انفجر المخزن من حواليهم لدرجة انهم اترموا هما الاتنين على الأرض بعنف... 
اتسعت عينه بصدمة وهو شايف المكان انفجر بعنف، والأكيد إن مفيش حد حي حواليه خصوصًا إن أكيد معاذ ملحقش ينقذها زي ما اتفقوا لضيق الوقت، صرخ برعب وهو حاسس إنه خسر اتنين مهمين في حياته_لاااااا
كان نصار بيراقب رعبه ده بابتسامة سعيدة، كانت لحظات نادرة مش هتتكرر أبدًا تاني، حتة إنه يشوف قُصي الراوي بنفسه منكسر بالشكل ده مخلياه حاسس بانتشاء رهيب، ولكن برغم الرعب والقهر اللي اتملك من قُصي، إلا إن نظراته اتحولت فجأة ووجه نظره لـ نصار بغضب رهيب، ورفع سلاحه وهو بيصرخ بقهر_نهايتك على إيدي يا قُصي
وقبل ما يستوعب نصار فلحظة خرجت رصاصتين من سلاح قُصي، واحدة استقرت في صدره والتانية استقرت في دراعه
شهق نصار بصدمة وهو مش مستوعب، وقبل ما يهجموا رجالته على قُصي، اتفاجئوا بإن رجالة قُصي محاوطاهم ورافعين الأسلحة عليهم كتهديد، واللي حاول يغدر قتلوه بلا رحمة، وقف نصار بيحاول ياخد نفسه، مكنش متوقع إن قُصي رد فعله هيكون سريع بالشكل ده، ولا إن  هيكون واخد احتياطاته بالشكل ده
وقبل ما يضربه رصاصة كمان اتجمدت لما سمع صوتها من وراه_قُصــي...
اتلفت بسرعة، لوهلة لانت ملامحه وهو شايفها جاية مع معاذ، ولكنها كانت بتعرج شوية، حس إن الروح ردت فيه وهو شايفها قدامه، وقفت بصتله بدموع ووشها كله مترب ومليان رماد وشعرها كان مشعث شوية، وفلحظة وبدون تردد جريت عليه واترمت في حضنه بتضمه بقوة وهي بتهمس_قُصي...
لف دراعه حواليها وجذبها ليه وهو بيضمها بشدة لدرجة إنها حست بضلوعها هتتحطم بين إيديه، بكت في حضنه بإنهيار، وهو ساكت ودافن وشه في رقبتها وقافل عنيه بيضغط عليهم بقوة، وقلبه كان بيتنفض بعنف، لوهلة حس إنه خسرها 
حس إنھا ضاعت منه خلاص 
إن الحاجة الوحيدة الحلوة في حياته راحت وبسببه
في اللحظة دي مقدرش نصار يحافظ على توازنه، فوقع على الأرض وهو بينزف، وجسمه بيتنفض من الرصاص ومن صدمة الوضع، لحد ما قفل عينيه. 
بعدها عنه واحتوى وشها بين إيديه، وهي بتتأمله بحب وبتبكي، مسابهاش وعرف يوصلها فعلًا، متخلاش عنها رغم اللي عملته في حقه، كان بيتفحصها بخوف حقيقي وهو بيقول_أنتِ كويسة؟
فيكي حاجة؟
عملولك حاجة؟!
ابتسمت من بين دموعها وهي بتهز راسها بالرفض_كويسة
فجذها تاني ليه وهو ضامم راسه لصدره، في حين بيتنهد بقوة براحة..
كان معاذ مراقب اللي بيحصل بابتسامة، فبادله قُصي في اللحظة دي بامتنان، فهز راسه ليه بهدوء، وبعدين اتحرك وخد الورق اللي كان بين إيدين نصار، وبصله من فوق بشماتة. 
اتحركوا أخيرًا من المكان، ركب العربية ولكنه ساب معاذ هو اللي يسوق بيهم، وفضل هو ورا جمب عائشة، وفضل ضاممها لصدره، استسملت ليه ومقاومتش، بالعكس هي كمان كانت محتاجة تحس بشعور الأمان اللي كانت بتدور عليه طول ما هي بين إيدين نصار، هو قالها قبل كده إنه ممكن يفديها بروحه، ولكن متوقعتش إنه هيكون صادق لدرجة إنه هيرمي بنفسه هنا ويضحي بكل أوراق شغله زي ما قالها نصار ده غير الانهيار اللي شافته فيه وصرخة القهر اللي كانت طالعة منه، حست إنه كل ده كان الفيصل بينهم
ولكن هل هي هتقدر تتقبله بحقيقته؟
------------------------------------
قرر المرادي يرجع على شقته، بما إن كده كده عائشة اتكشفت، ده غير مكان الشقة اتكشف من زمان وهو مكانش يعرف، فالأفضل إنه يخلي عائشة بعيد عن بيت العيلة وعن اذي جلال وفرح لحد ما يقدر يخفيها عن المكان، ويزود حراسة هنا بحيث يحموها
طلعوا لفوق، وأول ما دخلت الشقة، وقفت تتأملها باشتياق، قد إيه وحشها السكينة اللي كانت بتحس بيها هنا، وهي كان أكبر همومها إنها تشوف جوزها بس كل يوم، اتنهدت وهي بتاخد نفس عميق، دايمًا الشقة دي كان ليها مكانة خاصة في حياتها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دخلت ومنها للحمام تاخد دش عميق، يمكن تقدر تمحي التفاصيل الأخيرة من دماغها، الوضع اللي كانت فيه مكانتش تسمع عنه غير في المسلسلات بس، مكانتش تتخيل إنھا في يوم هتتعرض لحاجة زي دي، لولا قُصي كان زمانها في عداد الموتى
فضل هو مستنيها برا، قاعد مكانه بيفكر، متضايق من نفسه جدًا إنه بسببه وبسبب شغله واعداؤه كان هيخسرها. 
وقت قليل عدى ولقاها خارجة مترددة، وقفت قدامه وهي بتلعب ف صوابع إيديها بتوتر، عرف وقتها إنها خايفة من رد فعله بعد هروبها، ولكنه ابتسملها بيطمنها وبعدين مد إيده ليها كدعوة صريحة لبتها هي بسرعة وكإنها كانت مستنياها وقعدت جنبه وسندت راسها على صدره، ضمها ليه وسند دقنه على راسها وقال بعتاب رقيق_قولتلك قبل كده إني عمري ما أأذيكي
قولتلك إن روحي فداكِ
ليه مصدقتنيش؟
شددت من ضمه وقالت بنبرة مرتجفة_خوفت يا قُصي
حسيت لأول مرة إني مش عارفاك
مشهد إنك قتلت واحد قدامي بيخليني.... 
سكتت ومقدرتش تكمل، ولكن بان خوفها في وشها اللي اتشنج، غمضت عينها وهي بتحاول تهدي نفسها،فبعدها هو عنه بحنان واحتوى وشها بين إيديه وقال_صدقيني كان يستاهل
كان شغال لطرف نصار
أنتِ شوفتيني وأنا بقتل نصار عشان احميكِ
وأنتِ عارفة إن مكانش فيه حل غير ده
أنا كنت بحمي نفسي بعد خيانة الشخص ده
دمعت وقالت برجاء ألم قلبه_ما نسيب كل ده ونبعد يا قُصي
نسافر
أنا كده كده مليش حد هنا 
أنا مليش غيرك أنتَ، ومش عايزك أخسرك
ابتسم وملس على وشها بحنان_حتى لو مشينا من هنا فكرك هما هيسيبونا؟
بالعكس مهما بعدنا هيعرفوا يوصلولنا
الموضوع ده لازم ينتهي من جدوره، استحالة نعرف نعيش بسلام إلا لو قدرت أخلص عليهم كلهم
دمعت وقالت_مش قادرة أشوفك وأنتَ بتلوث إيدك في الدم بالشكل ده
وقدام دموعها ضعف، فلانت ملامحه بحزن، وضمها لصدره وهو بيقول_صدقيني
أخلص منهم بس وهفكر في موضوع إني أسيب الشغل ده
المهم إنك تشيلي موضوع البعد عن دماغك
زي ما أنتِ ملكيش غيري يا عائشة أنا برضه مليش غيرك
أنتِ الحاجة الوحيدة النضيفة في حياتي 
انكمشت ملامحها بتأثر، فنزلت دموعها بهدوء وهي بتشدد من ضمه وبتستنشق ريحته اللي وحشتها بعد ايام هجر طويلة
عدى وقت وهما على نفس الوضع، ساكتين تمامًا، كان شارد قدامه، بيملس على شعرها بحنان، ومن لحظة للتانية بيميل يطبع قبلة عليه، لحد ما قطع الصمت وقال_تعرفي منين تسنيم صاحبة الشقة اللي روحتيها؟
حس بتشنجها بين إيديه، فبعدت عنه وهي بتتحاشى تبص لعنيه وقالت_الحقيقة أنا كنت عارفاها بقالي فترة وكانت بتجيلي هنا.
عاتبها برقة_فترة ومفكرتيش تقوليلي يا عائشة؟
كان بيحاول يتمالك اعصابه ويهدي غضبه وزعله منها عشان بس يخليها تحس بالأمان من ناحيته، طول ما فيه قلق من ناحيتها ليه الوضع بينهم هيفضل متأزم، وهو مصدق إنها بقت بقربه
فبررت وقالت_مرضتش أقولك عشان كنت مانعني اختلط بأي حد، ما صدقت وقتها إن ألاقي حد يونسني وقت غيابك اللي كان بيبقى طويل يا قُصي
سكت شوية وهو حاسس بتأنيب الضمير، فمحبش يضغط عليها وطبطب على خدها بحنان، فكملت_وقت ما لقيتك حابسني، استنجدت بيها، وصفلتي العنوان فروحتلها، كنت واثقة فيها على أساس إنھا صاحبتي، متوقعتش إنها كده
راقب تقلب تعابير وشها بحزن، فكملت بدموع خفيفة_مشوفتش اتغيرت ازاي يا قُصي، حسيتها واحدة تانية
جذبها ليه وضمها وهو بيقول_بس خلاص
سيبك من اللي فات
أنتِ مكانك هنا في حضني
وحبي ليكي الحاجة الوحيدة اللي مش هتتغير مهما حصل
ابتسمت ومعلقتش، فقاطع لحظتهم رنين تليفونه، رد فلقاه معاذ، سمع اللي قاله وقفل بسرعة، ولكنها حست بإن ملامحه اتجمدت، فسألت بقلق_إيه اللي حصل؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رد بضيق_نصار ممتش
محجوز في العناية المركزة
على ذكر اسمه حست بخوف فارتجفت لوهلة، طبطب هو على إيديها، وبابتسامة جاهد في صنعها طمنها وقال_متخافيش
نهايته قربت.... 
------------------------------------
تاني يوم
سمعت صوت خبط على باب الشقة اللي هي أجرتها، بعد اللي حصل قررت تختفي شوية لحد ما نصار يقدر يخرج من المستشفى، وقفت ورا الباب وهي بتسأل بقلق_مين؟
ولكن مجاش ليها رد، فاتلفتت عشان ترجع تدخل تاني، ولكنها وقفت لما رجع الخبط تاني، قربت وسندت راسها على الباب وهي بتقول_مين اللي بيخبط؟
ولما مجاش رد استفزها الموضوع، ففتحت الباب بعنف وهي بتقول بامتعاض_ده مين الظريف اللي.... 
شهقت تسنيم وبرقت بفزع لما لقت قُصي ورجالته قدامها، صرخت برعب وهي بتقفل الباب وأدركت إن نھايتها قربت، ولكنه منعها هو ودفع الباب بقوة خلاها تتراجع لدرجك إنها كانت هتتقلب على ضهرها ودخل، مسكها من شعرها بعنف لدرجة إنھا حست إنه هيتخلع في إيده، فصرخت بألم وهي بتقول_سيبني، حرام عليك
ولكنه قطع كلامه بصفعة قوية على وشها خلتها تترمي على الأرض، سندت على الأرض بإيديها وهي حاسة إنھا هتموت من الرعب، فطلع قُصي سلاحه ووجهه ناحيتها وهو بيقول_مش مرات قُصي الراوي اللي يتضحك عليها من واحدة زيك
وبدون تردد خرجت رصاصة من مسدسه استقرت في نص دماغها، انتهت حياتها فيها على أثرها، بصلها ببرود وبعدين رجع عان مسدسه ورا ضهره وخرج من الشقة بوقار ولا كإنه لسة قاتل روح حالًا... 
----------------------------------
وصل لمكان المستشفى اللي محجوز فيها نصار، نزل من العربية فقابل معاذ واقف ناحية الباب الجانبي مستنيه، ابتسمله ولبس الكاب ونزله على وشه، وحط كمامه على وشه ودخلوا هما الاتنين لجوا. 
كان وقتها مجهز معاذ ليهم ملابس طاقم طبي جوا عشان يقدروا يتخفوا ومحدش يشك فيهم، فلبسوها بسرعة واتجهوا لجوا، واتكلم معاذ وقال_محدش كان بيدخل ويخرج من عنده، ولكن النهاردة الصبح الرجالة بلغونا إن فيه شخص مش معروف هو اللي جاله ولكن من هيئته مكانش راجل عادي
لمعت عيون قُصي وقال_تفتكر واحد من اللي مشغلينه؟
رد وقال_منقدرش نستبعد اي حاجة، ظهوره في الوقت ده أكيد ليه علاقة، ولو واحد منهم فعلًا، فالأكيد إنه جاي ينتقم منك بما إنهم مقدروش يخلوك تخضع ليهم
ابتسم من تحت الكمامة ولكن عينه كان باين عليها وقال_كان لازم يظهروا كده كده، خصوصًا لما يحسوا إن أنا بالفعل بمثل تهديد ليهم
هز معاذ راسه وقال_أنا كلفت الرجالة يراقبوه ويشوفوا تحركاته، يمكن من خلاله نقدر نوصل لحاجة 
_كويس
علق ببرود فكمل قُصي_قدرنا نشتت الرجالة اللي كانوا واقفين قصاد أوضة نصار، بس قدامك وقت قليل تنهي فيه مهمتك وتخرج
ابتسم وقال_متقلقش، دقيقتين وهتلاقيني خارج.. 
بادله معاذ الابتسامة، اتلفت قُصي حواليه يتأكد إن مفيش حد في الممر، ودخل الأوضة اللي موجود فيھا نصار بهدوء، أما معاذ ففضل قدام الباب تحسبًا لأي حاجة شافه نايم على السرير غير واعي تمامًا، مكان الرصاصة اللي في صدره مكشوف، ومتوصل حواليه أسلاك كتيرة، وقف فوق دماغه وابتسم وهو بيتأمل حالته، كان حاسس بانتشاء إنه حتى قدر يعذبه قبل موته، رفع المسدس وحط فيه كاتم الصوت وهو بيقول_قولتلك نهايتك قربت يا نصار، وطالما ظهر أول واحد من اللي وراك وأنتَ مرمي كده، فالباقي أكيد هيظهروا لما أخلص عليك ويعرفوا إني قدرت أعلم على واحد من رجالتهم
رفع المسدس ووجهه ناحية دماغه، فاللحظة دي فتح نصار عينه بتشوش وهو حاسس بارهاق كبير من تحت جهاز التنفس، وأول ما شاف المسدس متوجه على دماغه واللي قدامه قُصي برق برعب، فارتفع صوت جهاز ضربات القلب اللي متصل بيه بسبب زيادة ضربات قلبه اللي نتجت عن رعبه، ابتسم قُصي بانتشاء وقال_للدرجادي خايف؟
بس حقك برضه، لازم تخاف، ده أنا اللي هاخد روحك برضه 
وقبل ما يطلق عليه لقى معاذ فتح باب الأوضة بعنف ودخل وهو بيقول_الحق يا قُصي
اتلفتله باستغراب وهو مازال موجه سلاحه ناحية نصار.....
--------------------------------
كانت واقفة في المطبخ بتحضر أكل لحد ما هو ييجي، هي متأكدة إنه راح ينتقم، ولكنها بتحاول تتغاضى عن احساسها بالخوف عليه من إنه يحصله حاجة ، وكمان احساس الضيق من إنه ممكن يقتل حد تاني، ولكنها أدركت بالفعل إن الشخص الوحيد اللي مكترث ليها هو قُصي، غير كده هي هامش في المجتمع وملهاش حد
 دقايق وسمعت صوت رنين جرس الباب، افتكرت إنه واحد من رجالة قُصي اللي سايبهم يحرسوها هنا، فتحت الباب ولكنها اتجمدت لما شافت شخص غريب قدامها، قد يبدو لوهلة إن ملامحه مش غريبة عليها ولكنه باين عليه الفخامة والهيبة، وكإنه رجل مافيا هو كمان ، ارتكبت وخافت ليكون من رجالة نصار، خصوصًا لما شافت إن الاتنين اللي كانوا واقفين على الباب مش موجودين، ده غير إن فيه أثار دم على الأرض، فخرج صوتها مرتجف_أنتَ مين؟
ابتسم وهو رافع راسه وقال بعتاب مصطنع_يا خبر
معقولة معرفتيش عمك؟.....
يتبع.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_عمي!
عمي ازاي؟!
قالتها وهي واقفة بصالة باستغراب، فابتسم بسخرية وبعدين دفع الباب قاصد يدخل، ولكنها منعته وهي بتقول بخوف_لو سمحت
اطلع برا اللي بتعمله ده غلط
تصنع العبوس وقال بحزن_بتطردي عمك عيسي يا عائشة؟!
ضيقت عينيها وهي بتفتكر الاسم اللي كان مألوف ليها جدًا، لحد ما برقت بصدمة وقالت_عمي عيسى! 
عيسى ابن عم بابا؟!
_الله ينور عليكي
قالها بتريقة ولكنها مخدتش بالها، فقالت بعدم استيعاب_بس ازاي! 
أنتَ
أنتَ المفروض..
كمل كلامها وقال_ميت بقالي ١٥سنة تحديدًا قبل حادثة ابوكِ وأمك بسنتين
مش كده؟
بلعت الكلام اللي كان في جوفها، وبصتله وهي بترمش بصدمة، فقال_هنفضل نتكلم على الباب ولا إيه؟
خدت جنب وهي بتشاور بإيديها لجوا وقالت بنفس ملامح الصدمة اللي مقلتش_لا طبعًا
اتفضل
دخل وهو بيتأمل الشقة من حواليه، لحد ما لفت نظر صورة متعلقة على الحيطة ليها هي وقُصي من كتب كتابهم، وقف يتأمل في الصورة، واتشكلت ابتسامة سخرية على وشه، أما هي كانت واقفة وراه بتحاول تستوعب الوضع، بالفعل هي كانت تفتكر إن ابوها زمان كان عنده ابن عم، ولكنه اختفى مرة واحدة لحد ما قالوا إنه مات وهو مسافر لهجرة غير شرعية في ايطاليا، وبعدها بسنتين حصلت الحادثة اللي فقدت فيها ابوها وامها، وفضلت لوحدها طول الفترة دي، اتلفت ليها يتأملها من فوق لتحت، وبعدين قعدت على الكنبة وريح ضهره، فكانت عائشة واقفة مكانها مش عارفة تتصرف ازاي، كانت بتفرك إيديها بتوتر، وبعدين قالت لما طالت نظراته ليها_تحب اعملك حاجة تشربها؟
هز راسها بـلا، فقعدت هي على الكرسي اللي قصاده بتوتر، اتعدل عيسى وقال_دورت عليكي كتير
ويوم ما لقيتك
اكتشفت إنك متجوزة قُصي الراوي
بصتله باستغراب وقالت_أنتَ تعرف قُصي؟
ابتسم وقال_ومين ميعرفش قُصي؟
ولكنه سكت وبعدين كمل بغموض_غيرك...
أنتِ الوحيدة اللي متعرفيش مين قُصي يا عائشة
ارتبكت شوية لما معرفتش تفهم مغزى كلامه، فقالت_الحقيقة أنا مكنتش أعرف فعلًا عن شغله
بس عرفت دلوقتي
ضحك بسخرية وقال_تؤ
دي نقطة متجيش في بحر قُصي الراوي
بصتله بتعجب من مقصد كلامه، فكمل_قُصي يعرف عنك اللي أنتِ نفسك متعرفيهوش عن نفسك! 
_يعني إيه؟
قالتها باستغراب، فريح ضهره على الكنبة وحط رجل على رجل وقال_عمرك سألتي نفسك ليه قُصي اتجوزك أنتِ؟
حست إنھا زهقت من كل الالغاز اللي هو بيقولها فاتكلمت بحدة طفيفة_أنا مش فاهمة حضرتك بتتكلم عن إيه
ومش فاهمة كنت مختفي فين السنين دي كلها وعرفت توصلي ازاي
ولكن أنا مدركة كويس إنه بتحاول توصلني لنقطة معينة من ناحية قُصي
بس أسفة يا عمي أنا وجوزي بنحب بعض فكل الكلام ده ملوش لازمة بالنسبالي
أول ما خلصت كلامها انفجر في الضحك بقوة، لدرجة إنھا حست بارتياب حقيقي منه، حست إنه مش متزن، سكت وقال_مضحوك عليكي أنتِ يا عائشة، حتى متعرفيش إن أبوك كان شغال نفس شغلانة قُصي، ولما فكر يبعد ويستقيل عشانك، قتلوه
شهقت بصدمة وهي مش مستوعبة، اتسعت عيونها وزعقت_إيه اللي بتقوله ده؟!
ابتسم وقال_مش قولتلك متعرفيش أي حاجة
واللي متعرفيهوش إن جوزك عارف عنك كل حاجة من يوم ما شافك
وسبب جوازه منك إن اللي كان شغال معاهم ابوك قدروا يعرفوا مكانك
فاتجوزك وخفاكي عنهم عشان يحميكي
اتنفضت ووقفت وهي بتصرخ بجنون_استحالة اصدق اللي بتقوله ده
أنتَ سامع بتتهم بابا بإيه؟
لو كان عايش مكنش سمحلك تقول عليه نص كلمة من اللي قولتها دي! 
وقف هو كمان وقرب منها ببرود_بقى علشان بنورك بقيت وحش؟
جربي كده تروحي تسألي جوزك اتجوزك ليه؟
خفاكي ليه؟
وسيبك من حتة إنهم هينتقموا منه فيكي دي
أنتِ كنتي مطلوبة عندهم، ومعظم المشاكل اللي وقع فيها جوزك كانت بسببك أنتِ!
ومع ذلك جدعنته دي متشفعلوش إنه ضحك عليكي ومعرفكيش الحقيقة وعيشك مغيبة طول الفترة دي
بهتت ملامحها وهي بتحاول تربط الخطوط ببعض، بالفعل معرفتها بـ قُصي وجوازها منه بالسرعة دي كانت حاجة غريبة، معقولة أبوها بالفعل كان رجل مافيا؟
معقولة قُصي اتجوزها بس عشان يحميها؟
يعني هي اتحرمت السنين دي كلها من أبوها وأمها علشان شغله الغير قانوني؟!
هزت راسها بالرفض كذه مرة وهي رافضة تصدق اللي هو بيقوله
كان كلامه غير منطقي تمامًا
هي عاشت مع ابوها ١٠ سنين كانت عارفة فيهم إنه بيشتغل عامل في مصنع
إنما شغل المافيا ده عمرها ما سمعت عنه ولا هتصدقه
مهما كان ده ابوها اللي فاكراه بطيبته وحنيته لحد ما سابها هو وامها في حادثة عربية. 
_مش ممكن
استحالة اصدق الجنان اللي بتقوله ده
بابا لا يمكن يكون كده
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حرام عليك أنتَ بتتبلى عليه ليه! 
قالتها بدموع وبشفايف بترتجف من عنف وقساوة الكلام اللي اتضرب في وشها، ورغم بوادر الانهيار اللي كانت ظاهرة عليها إلا إنه مأثرش فيه نهائي، بل ابتسم بعبث وبص في ساعة إيده وبعدين قال ببرود_على العموم لو مش مصدقة عندك جوزك اتأكدي منه 
وأنا ليا زيارة كمان ليكي هنتكلم فيها عن حاجات كتيرة أوي
ولكن حاليًا مستعجل ولازم امشي
خلص كلامه واتجه للباب، أما هي فضلت واقفة مكانها باصة قدامها بصدمة، فتح الباب وقال بسخرية_سلام يا حبيبة عمو
سابها وخرج وقفل الباب وراه، أما هي انهارت على الكرسي وفضلت قاعدة متجمدة تمامًا بتفكر في الكلام اللي هو قاله، واللي خلى الشك يتزرع جواها وابتدت تفكر في الحقايق اللي هتقلب موازين طفولتها تمامًا.. 
----------------------------------
كان بيسابق الزمن مع معاذ بعد ما قاله إن الشخص اللي كان عند نصار في المستشفى واللي كان مكلف رجالة بمراقبته بلغوه إنه راح لشقة قُصي اللي فيها مراته، كان مرعوب ليقدروا يئذوها وهي يدوب امبارح نجت من الموت بمعجزة
خايف من إن المرادي ميقدرش يلحقها، مش هيقدر يتحمل خسارتها وهي بقت جزء لا يتجزأ من حياته 
وصل اخيرًا ووقف العربية بعنف بعد ما كان ماشي على سرعة مهولة، نزل هو ومعاذ ولكن القلق اتملك منهم أكتر لما ملقوش أثر للرجالة اللي كان حاطتهم على باب العمارة
طلعوا على فوق جري واتملك منه الرعب اكتر اكتشف إن برضه الحارسين اللي كانوا على باب الشقة مش موجودين، طلع مفاتيحه من جيبه وفتح وهو بيصرخ باسمها_عائشة!
دخل بسرعة ووراه معاذ ولكنه اتنفس براحة لما لقاها قاعدة على الكرسي ومدياه ضهرها
حس إن الحياة رجعتله بعد ما كانت فكرة رحيلها بتقتله
بص لمعاذ اللي ابتسم ليه يطمنه ولكنه نظراتهم كان فيها تعجب من إن مفيش حد هنا والغريبة إن الحراس ملهمش أثر بعد ما عرفوا بإنه جه هنا
ولكن اللي أثار تعجب قُصي أكتر السكون اللي كانت عليه عائشة، فبص عليها واتجه ناحيتها وقال بتعجب_عائشة!
أنتِ كويسة؟
قلق أكتر لما شافها باصة قدامها ومتجمدة كإنها مفصولة عن العالم، وشها شاحب وعينيها حمرا من الانفعالات اللي جواها
نزل على ركبته قدامها وسند على رجليها بإيده وهو بيقول_عائشة
فيه إيه يا حبيبي، مالك؟
اخيرًا استوعبت وجوده، بصت لوشه شوية بتتأمله وهي شايفة لهفته وخوفه عليها، مقدرتش تمنع نفسها واترمت في حضنه بتضمه بقوة، اتعجب هو من حالتها فضمها وهو بيملس على شعرها، حس معاذ إن وجوده ملوش داعي في الوقت ده، فخرج لبرا عشان يتفحص المكان ويشوف أثار الدم دي مصدرها إيه، وبالمرة يسيبلهم مساحة
اللي كان قالقه أكتر إنها كانت صامتة، متكلمتش ولا بكت، فبعدها عنه وهو بيتأمل حالتها
احتوى وشها بين إيديه بحنية وقال_مالك يا عائشة؟
فيكي إيه؟!
مكانتش قادرة تواجهه، ازاي والكلام اللي بيقوله عيسى هيخليها هي سبب كل المشاكل اللي اتعرضلها قُصي المرة اللي فاتت
قالها كذا مرة إنه كان بيحميها
قال إنه لو عليه يفديها بروحه
ولكنها مستوعبتش إن ده اللي كان مقصود من كلامه
كان بيحميها فعلًا
ازاي هتقدر تواجهه وهي كام مرة قالتله في وشه إنه مجرم وقاتل
كام مرة قالتله إنھا عايزة تسيبه
وفي الآخر هربت منه
ولما اتخطفت مترددش إنه ييجي يلحقها
حتى رغم كلامها القاسي اللي كانت بتضربه بيه إلا إنه مفكرش يقولها الحقيقة 
كان دايمًا يقولها إنها الحاجة الوحيدة النضيفة في حياته
مقالهاش كل ده عشان تفضل نقية زي ما هي
مش مستوعبة إن اهلها بالفعل كده
سكوتها اللي طول وهي بصاله من غير كلام قلقه اكتر فقال_عائشة!
ابتسمت في اللحظة دي ابتسامة جاهدت في صنعها وقالت_مفيش يا حبيبي أنا كويسة
كنت واحشني بس
وكنت خايفة عليك ليحصلك حاجة
حس إنها بتكدب أو مخبية حاجة، خصوصًا الكلام الكتير اللي كان في عينيها، فقال بحزم_متكدبيش يا عائشة، أنتِ مش في حالتك الطبيعية خالص
أنا أكتر واحد حافظك ويقدر يميز إذا كنتي بتكدبي ولا لا
زادت ابتسامتها أكتر قصاد حنيته اللي بتهون عليها كل مر، فمدت إيديها وبسطت كفها على خده وهي بتقول_متقلقش
ده عشان لسة معرفتش اتخطى صدمة اللي حصل امبارح
أنا كويسة طول ما أنتَ جمبي يا قُصي
كويسة عشان أنت بس جمبي! 
خلصت كلامها وضمته تاني وهي بتدفن راسها في كتفه، طبطب عليها وهو حاسس إن فيه حاجة مش عايزة تقولها ولكنه فضل الصمت، فضلت في حضنه بتحاول تستمد منه قوتها اللي خارت تمامًا قصاد الحقايق العنيفة اللي اتضربت بيها
كانت صامته وشاردة في الفراغ
ولكنه بعدها عنه مرة تانية وهو بيقول_لا يا عائشة
أنتِ مش كويسة خالص
مالك يا حبيبتي؟!
هزت راسها وكانت عينيها زادت احمرار، فسأل بنبرة حاول تكون عادية_حد جالك هنا؟
حسيتي بأي حاجة مش طبيعية برا؟
ابتسمت وقالت_أنا كويسة يا قُصي
قدامك أهو يا حبيبي متقلقش
أنا بس حاسة بوحدة
محتاجة لبابا وماما معايا، وحشوني أوي يا قُصي
لقت حجة تقدر تطلع فيها الحزن اللي جواها، فبكت بقوة وهي بتفتكر كلام عيسى اللي صابها في مقتل، فضل قُصي يطبطب عليها بحنان ورفع أنامله ومسح دموعها وهو بيقول_ادعيلهم بالرحمة
هما في مكان أحسن 
وبعدين أنا جمبك أهو، عمري ما اتخلى عنك
رفعت إيديها وحطتها على دراعه اللي كان ممدود، وقالت_عارفة
من غيرك هفضل تايهة يا قُصي
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أنا من غيرك مليش هوية
جذبها ليه وضمها وهو ساند دقنه على راسها، ومن جواه حاسس إن الموضوع أكبر من كده ولكن حب ميضغطش عليها أكتر... 
خرج بعد ما اتطمن عليها شوية عشان يشوف معاذ راح فين، وبالفعل لقاه نازل من الدور اللي فوق، قرب منه  معاذ وقال_الكاميرات كانت متعطلة في وقت وصوله
الراجل ده مش سهل وحويط جدًا
مفيش ولا كاميرا جايبة أي تفاصيل، حتى الرجالة ملهمش أثر
حس قُصي بالحيرة الشديدة، وأدرك إن الشخصية اللي ظهرت دي مش سهلة تمامًا، فقال_عائشة مش في حالتها الطبيعية
حاسس إن وراها حاجة ولكن مش عايزة تقول
فاتكلم معاذ بتردد_تفتكر جالها هنا؟
رفع إيده وعدل من خصلات شعره وقال_مش عارف
ومش قادر أفهم 
مفيش أثر للرجالة، ولا فيه أثر ليه
الظاهر إنه كان بيوصلنا تهديد إنه أقوى مننا
_بس سابلنا أثر
قالها معاذ وهو بيمدله إيده بتيكت صغير يرجع لمكان معين، خدها قُصي منه وهو بيتفحصها بدقة، وبعدين قال_دي دعوة صريحة منه
سايبها قصد عشان عايزنا نوصله، استحالة واحد بالدقة والذكاء ده وحاجة بسيطة زي دي تكشفه
هز معاذ راسه ليه بيأيد كلامه وقال_وأنتَ ناوي على إيه؟
رد بغموض وهو باصص قدامه_هنلبي دعوته طبعًا... 
-----------------------------------
دخلت أوضتها وقفلت الباب وراها، ولكنها مقدرتش تتمالك نفسها وانهارت على الأرض وهي بتبكي، عاشت ١٣ سنة تقريبًا وحيدة، اتنقلت من ملجأ للتاني ومن بيت للتاني لحد ما تمت السن القانوني، ابتدت تشق طريقها لوحدها عشان تقدر تكفي نفسها، حست بوحدة طول حياتها وهي عارفة إن ملهاش حد
وفي الآخر تكتشف إن ابوها كان رجل مافيا واتحرمت منه هو وأمها بسبب شغله
اتجهت ناحية دولابها فتحته وطلعت منه صندوق صغير، كانت محتفظة بيه من وقت وفاتهم، كان الصندوق ده هو الحاجة الوحيدة اللي فاضلالها منهم، فتحته وطلعت صورة تجمعهم هما التلاتة، كانت في سن صغير يدوب ١٠ سنين
اتأملت في ملامحهم وهي بتبكي، مدت إيديها وملست على وشوشهم اللي في الصورة
جواها مشاعرة متناقضة
حست للمرة الأولى إنها ظلمت قُصي فعلًا، وإن هي اللي طلعت وحشة مش هو.. 
فضلت على الحال ده شوية، لحد ما وصلها رسالة على تليفونها، مسحت دموعها بإيديها، وحطت الصندوق مكانه تاني واتجهت لمكان الموبايل، فتحته فلقت رسالة من رقم غريب مبعوت فيه لوكيشن لمكان ما ومضمون الرسالة
_لو عايزة تعرفي بقيت الحقايق
واثبات لكل كلامي
مستنيكي بكرا
هبعتلك حد ياخدك
"عيسى"
اتأملت الرسالة، لوهلة حست إنها عايزة تقول لـ قُصي، آخر مرة خبت عليه حاجة كانت هتقع في كارثة بسببها، ولكنها طمنت نفسها إن في الأول والآخر ده عمها، يعني لا يمكن يئذيها لإنها من دمه
بالفعل كانت محتاجة لاثباتات عشان تتأكد قبل ما تواجه قُصي بكل ده
عشان ميحاولش يداري عنها الحقيقة لمجرد إنها متتوجعش
كانت محتاجة تعرف هي مين الأول.... 
-------------------------------------
تاني يوم
اتحرك هو ومعاذ للمكان ومعاه عدد موثوق من رجالته، كان متأكد إن ده من الكبار اللي ممشيين نصار وغيره كتير، وبالذات بعد تجرؤه ووصوله لبيته من غير خوف، كان مدرك إنه بيتعامل مع رجل مافيا واعي وذكي، لإن التصرفات اللي طلعت منه امبارح متظهرش غير من واحد متدرب كويس وفاهم هو بيعمل إيه
بالفعل ساب عدد كبير جدًا من رجالته قدام العمارة لحماية عائشة احتياطي، قفل الباب عليها من برا، وأكد عليها إنها متردش على حد لو خبطت عليها، كانت مدركة وقتها إيه سبب كل التحذيرات اللي هو قالهالها دي، فمحبتش تعلق كتير
وصلوا أخيرًا وكانوا واقفين على قمة تلة، في حين شايف من تحت مكان عامل زي مستودع ضخم جدًا ، جزء منه مصفح والجزء التاني مكتب أو مكان للاجتماعات متشاف للي برا لإن حيطانه ازاز
بص هو ومعاذ لبعض، وبعدين نزلوا من العربية، فشاور معاذ للرجالة انهم يتوزعوا حوالين المستودع ويبدؤوا يقتحموه بهدوء، في حين هو ومعاذ هيتجهوا للمكتب الرئيسي، بالفعل ابتدوا يتحركوا
وكان اللي يقابلهم يخلصوا عليه بكاتم صوت عشان ميلفتوش النظر
وصلوا أخيرًا للمكان اللي فيه أوضه المكتب، وقف هو ومعاذ على الباب من الجنبين وهما رافعين مسدساتهم في استعداد، لحد ما شاور ليه قُصي براسه واقتحموا المكان وهما رافعين السلاح. 
ولكن قُصي اتجمد مكانه لما شافها قدامه منفوضة وهي بتبصله برعب، نزل سلاحه بسرعة وقال بصدمة_عائشة!!
كانت نظراتها مليانة حزن وأسف، كإنها بتعتذره مقدمًا نكست راسها في الأرض ومردتش، في اللحظة دي لف الكرسي الجلد اللي كان ضهره ليهم، وظهر ليهم عيسى وهو مبتسم وضامم كفوف إيده وقال_يا أهلًا وسهلًا
توقعي طلع في محله، وأهو أنتَ مشرفني دلوقتي يا قُصي!
ولكنه مهتمتش لأي حاجة من اللي قالها، وقرب من عائشة اللي كانت عيونها مليانة دموع وقال_إيه اللي جابك هنا؟!
وقف عيسى في الوقت ده، ولف حول المكتب لحد ما وقف جنب عائشة، حاوطها وقربها ليه وهو بيقول_عائشة مكانها هنا
هتفضل معايا بعد كده
هنا....
يتبع.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت قاعدة في الشقة بتحاول تفكر ازاي هتقدر تخرج بعد ما قُصي أمن عليها بالشكل ده، خايفة وقلقانة وفنفس الوقت لازم تتأكد من الكلام اللي عيسى قاله، لسة عندها شك في كلامه
مش قادرة تستوعب إن ابوها اتغرز في المجال ده
اتفزعت لما سمعت صوت دوشة برا، قربت من الباب وحطت  راسها عليه تحاول تسمع ايه اللي بيحصل برا، فسمعت صوت رجالة من برا بيقولوا_تعالوا طلعوا على فوق
وفلحظات سمعت صوتهم فعلا بيطلعوا، حاولت تفتح الباب عشان تشوف ولكن لقته مقفول زي ما قُصي سايبه، فضلت مكانها راحة جاية بتحاول تفكر، ثواني عدت ولقت زي ما يكون حد بيحاول يفتح الباب بحاجة، وبالفعل لقت الباب بيتفتح وبيدخل عليها شخص غريب لابس كاب ومداري وشه بكمامة، برقت برعب وقبل ما تصرخ جري عليها وكتم بوقها بإيده وقال_ششششش، عيسى مستنيكي
يلا مفيش وقت
هزت راسها كذا مرة وهي مبرقة برعب ومش مستوعبة ازاي قدروا يوصلولها من خلال الرجالة دي كلها، بعد ايده عنها وهو بيحذرها بعينه انها متعملش صوت، وبعدين شاورلها تمشي وراه، خرجوا من الشقة وهو بيتأكد إن مفيش حد موجود، وشاورلها تيجي فمشيت بتوتر، قفل الباب وراه تاني عشان ميلفتش النظر، وبعدين اتجه ناحية شقة من الشقق الموجودة في الدور، فتحه وهي وراه مستغربة ايه جايبهم هنا، لحد ما لقته متجه للمطبخ ناحية باب صغير موجود هناك، كان من بين لحظة والتانية بيبصلها عشان يتأكد انها وراه، خرجت معاه من الباب ولقتهم بينزلوا من على سلم ضيق لحد ما لقت انهم بيخرجوا من باب خارجي من الشارع، وقبل ما تخطي لبرا شاورلها تقف وهو بيراقب بعينه المكان لما لقى إن رجالة قُصي موجودين في الشارع
طلع موبايله من جيب الچاكيت بتاعه وطلب رقم وقال بجمود_تقاطع الشارع اللي ورا
وقفل الموبايل ووقف مكانه بيراقب من ورا الحيطة لحد ما لقاهم بيجروا ناحية مكان ما
وقتها شاورلها تيجي وراه وجريوا لحد مكان واقف فيه عربية سودا متفيمة
وقفت مترددة وحست لوهلة إن الوضع اللي هي فيه غلط، شاورلها الشخص تركب ولكنها فضلت تنقل نظراتها بينه وبين العربية بتردد، لحد ما زفر بنفاذ صبر وقال_يلا
أحسنلك وأحسن لجوزك. 
وعند ذكر قُصي ضيقت عينيها بشك، ولكنه مداهاش فرصة وجذبها فشهقت بخضة وقبل مل تستوعب ركبها العربية وسط صدمتها، ولحقها هو كمان وابتدى يتحرك بيها في جو صامت تمامًا، خافت هي من انها تعترض أو تفتح مجال للكلام معاه لان شكله كان اجرامي، بالذات بعد ما شال الكاب من على راسه وخلع كمامته
كانت ملامحه غير مريحة تمامًا
شعره المجعد القصير واللي كان صابغة بالاصفر
عينه الحادة البنية
ده غير الندوب اللي مالية وشه
فانزوت في العربية وهي موجهة نظرها للطريق وقلبها بينتفض برعب
خد باله هو من خوفها فابتسم بزاوية فمه بسخرية، وكمل تركيز في السواقة...
وصلوا بعد مدة مش قليلة، لإن المكان كان معزول شوية، بصت حواليها ولوهلة حست بخوف بيتملك منها وهي شايفة كمية الرجالة المسلحين اللي واقفين حوالين المستودع، مشاهد عمرها ما فكرت انها ممكن تشوفها غير في الأفلام الاكشن. 
وقفت العربية ونزل منها اللي كان معاها، فتحلها الباب فبصتله بتوتر ونقلت بنظرها للرجالة المسلحين اللي اتعدلوا أول ما شافوها، انكمشت على نفسها بخوف، فضحك الشخص اللي كان معاها وقال_صدقيني، جوا احسنلك من برا
تحبي تفضلي هنا وسط دول؟
قالها وهو بيشاور وراه بعبث، فنزلت بسرعة برعب لما شافت توحش ملامح الرجالة، ومشيت وراه وهي محاوطة نفسها وبتتلفت حواليها برعب، فتح باب المكتب فدخلت بتوتر، أول ما شافها عيسى قام وفتح إيده وهو بيقول_الغالية بنت الغالي
قالها وهو بيجز على أسنانه، قربت بتوتر فقال_اتفضلي
شاورلها تقعد فقعدت بتردد وهي بتتأمل في المكتب حواليها، كان لونه رمادي، متعلق أسلحة متنوعة على الحيطة، ده غير راس الغزال المحنط اللي متعلق كزينة واللي خلاها تتنفض برعب
فضل مبتسم بانتشاء وهو بيراقب انفعالاتها، سند ضهره على الكرسي فوجهت نظرها ليه لما ابتدى يتكلم ويقول_زمان كنا أنا وابوكِ شغالين مع بعض
كنا عاملين فريق هايل
ياما كسبنا صفقات كتير
صدرنا لكل الدول اللي قايمة حروب فيها
كنا بنكسب دهب
ركزت معاه وجواها بينتفض من الصدمة، فتح الدرج وطلع شوية أوراق وصور ورماهم قدامها، بصتله باستغراب واخدتهم وابتدت تقلب فيهم، فشافت قدامها بالفعل أوراق لصفقات اسلحة قديمة موقعة باسم ابوها، ده غير شوية صور ليهم في الميناء وفي المخازن بتاعتهم، كانت كل ما تتعمق في اللي موجود فيها تتسع عينيها لما اتأمد من صدق كلامه، ولكنها وجهت نظرها ليه وهو بيكمل_لحد ما بقينا أصل المهنة في البلد
مفيش حد ميعرفناش
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
عملنا نفوذ وسلطة وفلوس، ولكن كل ده كان من ورا أمك، ولما اكتشفت الموضوع ثارت، كنتِ أنتِ بقيتِ ٨ سنين تقريبا، لما حس ابوكي بإن أعداؤه كتروا، وفكر في إنه يستقيل وياخدك ويهرب خوفًا عليكِ، ولكني رفضت واتخانقنا حتى إننا انفصلنا وابتديت اهدده، وقتها ابوكي باعني للحكومة
ابتدت ملامحه تتوحش، اتولد الغضب في عينيه والكره والحقد ظهر_لحد ما في مرة وهمني إنه رجع في كلامه وكان عايزنا نرجع نشتغل مع بعض تاني، ويوم تسليم الشحنة في الميناء البوليس طب علينا، وقتها هربت على إيطاليا، وكملت شغلي من هناك مع الناس اللي كنا شغالين معاهم
حست عائشة إن الحب اللي كان عيسى بيمثله مش حقيقي، فضيقت عينها وبخوف مسكت في الصور اللي معاها أما هو ابتسم ابتسامة مرعبة وقال_أكيد مكنتش هبقى ساذج زي أبوكِ واسلم اللي معايا ليه للحكومة، مكانش هيبقى انتقام يليق بيا برضه
بصتله بتركيز مستنياه يكمل وهي بتتمنى إن اللي في بالها ميكونش حقيقي، زادت ابتسامة عيسى ومد إيده للدرج طلع سلاحه وحطه قدامه على المكتب ولكن فوهته متوجهة على عائشة وقال_أنا اللي دبرت حادثة أبوكِ وأمك
شهقت وانتفضت وهي بتبرق برعب، هزت راسها بـ لأ كذه مرة وجسمها كله ابتدى يرتجف، هز راسه هو بـ آه بيأكدلها كلامه، ابتدت عينيها تتملى بالدموع ووقفت قاصدة إنها تهرب من المكان بعد ما عرفت نيته، ولكنه حط إيده على مسدسه وقال بتهديد_متفكريش
أنتِ جيتِ برجلك
قام وقف وقرب منها وقف وراها وسند على الكرسي، أما هي ابتدت عينيها تتملي بالدموع وهو بيقول_خططت إنھا تبان حادثة عادية، وبالفعل محدش شك في الموضوع، بس للأسف مكنتيش معاهم
كانت غايتي أنهى نسل أبوكِ من جدوره
ولكنك اختفيتِ، دورنا عليكي كتير معرفناش نوصلك، فكرنا إنك موتي ولا حصلك حاجة، وقولنا في الأول والآخر أنتِ مجرد عيلة 
ملكيش لازمة يعني
مسيرك تداسي لوحدك
ولما لقيناكي بالصدفة، جه جوزك وحماكِ مننا لما شاف الراجل اللي بعتناه يخلص عليكِ موجه سلاحه عليكِ وأنتِ مش واخدة بالك
كان جسمها بيتنفض، بالذات لما حط إيده على كتفها بيعصره بين إيديه، أما دموعها بتنزل بعنف من صدمة الحقايق اللي بيضربها في وشها، فكمل_وقتها حقق معاه وعرف إيه اللي وراكي، وفيما بعد عرفنا إنه اتجوزك وخفاكِ، ولكن قدرنا نوصلك برضه عن طريق تسنيم
اللي جوزك قتلها.. 
غمضت عينيها تضغط على جفونها، عروق وشها برزت وفكها من ضغطها عليهم، سابها وراح قعد على الكرسي مرة تانية وهو بيتاملها بابتسامة واسعة، فقدرت هي تتكلم وتقول_عايز إيه مني؟
ضم كفوفه وقال_الحقيقة كنتِ أنتِ المطلوبة 
قُصي كان ليه خطة تانية عندنا، ولكن بعد تحديه لينا واللي عمله فقدامك اختيارين
يا تفضلي معانا هنا
يا جوزك يتقتل قدامك
شهقت بصدمة وازدادت دموعها في الهطول، فكمل_قُصي الراوية زاد في جبروته، مش هيتكسر إلا بيكِ
أنتِ نقطة ضعفه الوحيدة
كلنا مدركين تعلقه بيكِ
سهل عليا اقتلك واقتله دلوقتي
بس هنلعب معاه بنفس طريقته لحد ما هو ينهي نفسه بنفسه
جوزك في طريقه لهنا، لو عايزاه يخرج سليم، تنفذي اللي هقوله
هزت راسها وهي مرعوبة من فكرة إن يئذي قُصي، مش قادرة تفهم أي حاجة، طب هي المطلوبة
ليه عايزها هنا؟
ليه مجننهم حبه ليها وخوف قصي عليها
وقتها شاور ناحية مكان معين برا، وهو بيقول_بصي وراكي كده
اتلفتت بالفعل ناحية ما شاور، كان شباك مفتوح من المكتب فقال_فيه قناص وراكي، مراقب قُصي من ساعة ما رجله خطت هنا
بإشارة واحدة مني هتلاقي راس جوزك بتتفرتك قدامك
حياته دلوقتي بين إيديكي أنتِ
ارتجف جسمها وزادت دموعها
ومعاها زادت ابتسامته لما اتاكد إنها استحالة تغامر بيه
الاتنين عاشقين لبعض
واضحة لأي حد
ودي حاجة عاجباه لأبعد حد
لف بالكرسي مرة تانية وهو عارف إنه زمانه وصل، وبالفعل لقاه بيهجم على الباب وهو موجه سلاحه عليهم، انتفضت عائشة برعب وهي شايفاه قدامها، كانت خضة من السلاح اللي متوجه عليها وخوف من إنه يتئذي، وقتها حست بيه اتجمد مكانه وهو بينطق باسمها، عقله وقف ومبقاش فاهم
سايبها في البيت ومأمن عليها
ازاي وصلت لهنا
اتجمد أكتر لما قاله عيسى إنها هتفضل هنا، فوجه السلاح ناحيته عينه أظلمت  لما شافه حاطت إيده عليها فصرخ بغيرة_شيل إيدك من عليها بدل ما افضي الخزنة في دماغك
وقتها وجهت نظرها لمكان القناص، مع إنها مكانتش شايفاه، بس كانت عارفة بوجوده بالفعل وإنه مش هيقول أي كلام، رفعت عينيها ليه واتصنعت القوة وهي بتقول_أيوه فعلًا هفضل هنا
الأحسن تتقبل ده من دلوقتي يا قُصي بدل ما نتعب مع بعض
حس بإنه على مشارف الجنون فقرب منها وهو بيصرخ وجذبها بعيد عنه_أنتِ اتجننتِ يا عائشة!
إيه اللي جابك هنا؟!
أنتِ تعرفي مين ده أصلًا؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقتها وجه نظره ليه، ولكنه حس بإن ملامحه مش غريبة عليه، ضيق عيونه وهو بيتأكد من هويته، ولوهلة اتسعت عيونه وهو بيقول_عيسى...
ابتسم وقال_ده أنتَ طلعت عارفني أهو
فضلت عيونه ثابتة عليه، وقال بجمود_معاذ، خد عائشة وأمن عليها
ولكن اعترض عيسى وهو بيقول_ما قالتلك هتفضل هنا
مع عمها 
_وقاتل ابوها
كمل قُصي على كلامه وهو بيبصله بتحدي، وبعدين وجه أنظاره لعائشة ولكنه استغرب لما ملقاش أي تعبير على وشها وقال_عائشة أنا مدرك إنك ما صدقتي تلاقي حد من عيلتك ظهر
ولكن اللي قدامك ده حية متلونة يا عائشة
أنا معرفش أنتِ وصلتِ هنا ازاي، وليه خبيتِ عليا، بس وجودك هنا خطر عليكِ
عيسى هو اللي دبر حادثة أهلك واللي...
ولكنها قاطعته وهي بتقول_مش مهم اي حاجة هتقولها يا قُصي
أنا هفضل هنا
بسببك اتعرضت لمواقف مكنتش اتخيل إني هتعرضلها
_بسببي! 
قالها بصدمة وهو حاسس إن اللي قدامه دي مش عائشة، كانت بتتألم من نظرته وصدمته فيها ولكنها كانت بتخبي جواها، قرب منها وحاوط وشها بين إيديه_عائشة
أنا عارف إنك لا يمكن تقولي الكلام ده من قلبك
عرفيني يا حبيبتي هددوكي بإيه
صدقيني أنا قادر عليهم كلهم
حاولت تقاوم الغصة اللي في قلبها على قد ما تقدر، دارت بعينها على عيسى اللي كان مبتسم بخبث، وبعدين وجهت أنظارها عليه، بعدت وشها عنه فاتجمدت إيده بصدمة فقالت_أنتَ عمرك ما عرفت تحميني يا قُصي
دايمًا متأخر خطوة عنهم
عشان كده أنا هفضل هنا مع عمي
هو اللي يقدر يحافظ عليا
_ده أول واحد هيقتلك من غير تردد، أنتِ متعرفيش أي حاجة
صرخ بيها بعصبية وهو مش مستوعب قسوة الكلام اللي بتقوله ليه، عمره ما اتخيل إنها ترميله كلام زي ده وتتهمه بالضعف، ولكنها كتفت إيديها وراحت وقفت جنب عيسى وهي بتقول_ملوش لازمة الكلام الكلام الكتير، أنا أخدت قراري خلاص
كان بإيدك تحكيلي كل حاجة من زمان، من بداية شغلك
ولكنك فضلت تعيشني مغلفة
كفاية لحد كده يا قُصي خلينا ننفصل
أنتَ يدوب قادر تحمي نفسك بالعافية
اتصدم معاذ ووجه أنظاره لقُصي اللي جمد تمامًا وبهتت ملامحه، اتبادلوا النظرات للحظات، كانت بتتأمله لآخر مرة، حاسة بسكاكين بتغرز في قلبها من شكله وصدمته فيها، ولكنها لازم تحميه
_أنتِ طالق
قالها بجمود، وكإنه انتزع من قلبه أي شعور ناحيتها، كان موجهلها نظرات كلها حقد، بعدين بص ناحية عيسى ولف نوى يمشي، فقال عيسى باستفزاز_متنساش تاخد الباب في إيدك وأنتَ ماشي
اتحرك هو ومعاذ بالفعل وخرجوا، وسابها واقفة مكانها بملامح مصدومة، هي كانت عارفة إن كلامها قاسي، ولكن متخيلتش إنه هيطلقها بالسرعة دي. 
إنهارت مكانها على الأرض وهي باصة على اثره مكان ما خرج، أما عيسى ضحك وراح قعد على الكرسي تاني وهو بيصفر بتسلية، وقال _عرض مسرحي تحفة
بس عجبني
وأنتَ عجبتيني يا عائشة
ماشية بنفس مبدأ أبوكِ، ممكن تعملي أي حاجة عشان اللي بتحبيهم
حتى لو هتضحي بنفسك
استمعت للي بيقوله وهي لسة مكانها، مفكرتش تتلفتله أو ترد عليه، مكانتش متخيلة إن اللي بينها وبين قُصي ينتهي بالطريقة دي
بعد كل اللي بينهم
تكون في نظره خاينة
لوهلة حست دموعها اتجمدت، وارتجف جسمها وهي بتفتكر نظرته الأخيرة، واللي كانت مليانة خيبة أمل من ناحيتها... 
خرج بيمشي بخطوات أشبه بالجري ملامحه كانت متوحشة، عيونه مظلمة، هدوؤه كان غريب، أما معاذ كان بيحاول يلحقه وهو بيقول_قُصي، اللي بيحصل ده مش طبيعي
فيه حاجة ورا الموضوع ده
متصدقش إن عائشة ممكن تختار عيسى عليك
وقف مرة واحدة وقال بعصبية_وأنتَ شايفني عبيط قدامك! 
الحقير مهددها بحاجة
ولكن خليه فاكر إنه قدر يعلم عليا
_طب ومراتك
قالها معاذ بقلق، فزفر وهو عاجز إنه يتصرف وقال_مش عارف
لازم أنهي عيسى
ولكن قبلها يظهر اللي معاه
المشكلة في وجود عائشة معاه
ولكن مش هيقدر يئذيها حاليًا، لإنه الظاهر بيلعب على حاجة كبيرة وكان عايزني انشغل فالتفكير في الانتقام من عائشة على ما يتم اللي هو عايزه
فكر معاذ شوية وقال_تفتكر صفقة الهيروين اللي كان نصار هيعملها؟
حط إيديه الاتنين على وسطه وضم شفايفه وبعدين قال_في الغالب الصفقة دي أكبر مما نتخيل ووراها حاجات كتير
مش بعيد تكون مجموعة صفقات مع بعض وبكميات مهولة
لازم نعرف نوصل لطرف الموضوع
قالها وهو بيتحرك لبرا، ولكن كانت عينه على المكان اللي موجودة فيه عائشة وهو حاسس إنه متأيد، مش قادر يسيبها ولكن رغم كده الكلام اللي ضربته في وشه وجعه جدًا
حس لوهلة إنه حقيقي
ولكن هو كان عارفها، عارف عائشة كويس
كان شايف نظرة الرعب اللي في عينيها
كان شايف ندمها على كل كلمة قالتها 
كان شايفها بتعتذر ليه بين حروفها
هو واثق فيها، ده لسة كانت قايلاله إنها من غيره ضايعة
من غيره ملهاش هوية
وهو مدرك قد إيه عائشة بتحبه وبتنتمي ليه
وزي ما قالها إنه روحه فداها
فمتأكد إن عائشة عمرها ما تتردد إنها تضحي بنفسها علشانه
ولكن مسيره يرجعها لحضنه
أكيد... 
اتحرك هو ومعاذ بالعربية، رغم الهدوء اللي كان ظاهر عليه إلا إن كان فيه نيران متقادة جواه، كان عارف إنه لو فكر ياخد عائشة بالإكراه عيسى كان ممكن يئذيها أول واحدة، عائشة عارفة حاجة وإلا غير كده مكانتش اتردد إنها تترمي في حضنه
كان ضامم إيده بقوة على عجلة القيادة
ومعاذ حاسس بارتباك من الوضع اللي اتحطوا فيه
لحد ما لقى قُصي وقف قصاد بيت العيلة، بصله معاذ باستغراب ولكنه نزل من غير ما يتكلم، واتجه لمكتب جلال، فتح الباب ودخل كعادته، فرفع جلال اللي كان ماسك ورق بين إيديه باستغراب، وبعدين رفع نضارته النظر وهو عاقد حواجبه من سر زيارته، وقف قدامه قُصي وقال_لمرة واحدة بطلب منك إنك تكون أبويا
هنوحد قوتنا مع بعض
وبعدها هيحصل اللي أنت عايزه
فضل جلال باصصله بتعجب، ولكن قُصي مده إيده ليه، وبعد تفكير طويل مد جلال إيده ليه وصافحه وهو مبتسمله فبادله قُصي الابتسامة بامتنان.... 
يتبع....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اخدها رجالة عيسى وودوها للڤيلا اللي هو قاعد فيها، واللي كانت مجهولة بالنسبة للمعظم، دخلوها أوضة معينة وحبسوها فيها، جريت على الباب وهي بتحاول تفتحه ولكنها لقتهم قفلوه بالمفتاح من برا، فضلت تخبط وهي بتصرخ لحد ما لقت الباب بيتفتح بعنف وبيدخل منه واحد ملامحه اجرامية وضخم البنية، اتراجعت لورا وهي بصاله بخوف، فزعق بصوت جهوري_لو سمعتلك صوت تاني هفضي سلاحي في نفوخك
سامعة ولا لا! 
اتنفضت على صرخته الأخيرة وهزت راسها وهي مغمضة عنيها برعب، رمقها بنظرة غضبانة وبعدين سابها وخرج وقفل الباب تاني من برا، وقفت تتأمل في الأوضة حواليها لقيتها خالية من اي مظاهر حياة، حتى مفيهاش شباك تقدر تهرب منه، عيسى كان حويط وكان عارف إنھا هتحاول تهرب، لذلك نقى الأوضة دي واللي كان الهروب منها شبه مستحيل، اتحركت برجلين متخدلة وقعدت على السرير، سندت راسها بين كفوف إيديها وهي بتبكي
مكانتش متخيلة إن هي اللي اتسببت في الكوارث اللي حصلت لـ قُصي
وإنه حتى من غير ما يعرف هي مين حماها
كانت الأول بتتعجب من ظهوره الكتير قدامها
وهو كان بيحميها! 
لحد ما وقعت في حبه وعرض عليها الجواز، وقتها وافقت بلا تردد
عابت عليه كتير وقالتله إنه مجرم وقتال قتلة
وهي في الأساس ملوثة من نفس المهنة
هو ابن رجل مافيا
وهي طلعت بنت رجل مافيا
وكمان كانت مستهدفة منهم
آه والدها تاب في آخر أيامه
ولكن سبب موته هو الشغل اللي اتوغل فيه
افتكرت نظرته ليها، وافتكرت كلامها اللي قالته
بعد كل اللي عمله مكانش يستاهل منها القسوة دي
شدت على شعرها وهي بتبكي وخبطت بإيديها على راسها كذه مرة وهي بتقول_سامحني يا قُصي
كان ممكن أعمل أي حاجة عشان احميك
حتى لو هكرهك فيا
اتحركت واتمددت علي السرير وهي محاوطة نفسها في وضع الجنين ودموعها مش مبطلة هطول
مكانتش تتصور إن قصتهم هتنتهي بالنهاية الشنيعة دي
مكانش يستاهل الكلام اللي هي قالته
ولكنها مضطرة
مش عارفة ازاي هتقدر تبص في عينه بعد ما كسرته قدام صاحبه وعدوه
افتكرت وهو بيرمي عليها يمين الطلاق
حست وقتها إن قلبها إنشق نصين
ضغطت على جفونها بتحاول تمحي الذكريات دي من دماغها ولكن من غير فايدة
فضل جسمها ينتفض وتمتمت_محتاجاك يا قُصي
محتاجاك جمبي
أنتَ فين... 
--------------------------------
اتحرك عيسى ورجالته من المكان وهو بيتفرج على رجالته المرميين على الأرض مقتولين بطرق متنوعة، كان عارف إن قُصي جاي ومع ذلك قبل يضحي بأرواح رجالته عادي، كان بيحصي الأعداد وماشي وراه دراعه اليمين اللي اتكلم وقال_مطلعش سهل قُصي الراوي
لما يبقوا اتنين بس وخلصوا على ١٧ واحد من رجالتنا المسلحين!
ابتسم عيسى وهو ماشي وحاطت إيده الاتنين ورا ضهره، وقال_قُصي الراوي بنى نفسه بنفسه
محدش قدر يوقع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ولكن يكفيك شر الراجل لما يخيب عشان ست
معلقش الراجل بتاعه، واتحركوا وخرجوا من المستودع، كانت قدامه عربية ضخمة متفيمة مستنياه، فتحله الباب فركب عيسى ولحقه اللي معاه واتحركت العربية بيهم
كان باصص من الشباك وهو مبتسم، الخطة اللي راسمها ماشية صح، وقُصي وقع في الفخ
بعد مدة وصلوا لعمارة تشبه ناطحات السحاب، نزل من العربية وعدل چاكيت البدلة بتاعته وبعدين اتجه هو ورجالته لجوا
أخدوا الاسانسير لسطح ناطحة السحاب، وبالفعل وصلوا
كان سطح خالي من أي شيء
حتى من العلو كان شايف السحاب حواليه لدرجة إن البيوت من تحت شبه مش متشافة ولكن على السطح كان شايف مكان هبوط طيارات
دقايق قليلة عدت وهو واقف حاطت إيده الاتنين في جيوبه، لحد ما سمعوا صوت قوي لطيارة هليكوبتر، ومن كتر ما ابتدت تقرب منهم كانت شدة الهوا عنيفة لدرجة إن شعرهم وهدومهم كانوا بيتطايروا بعنف، فضل مكانه وهو حاطت نضارته الشمس وبيراقب الطيارة الضخمة اللي بتستقر خلاص على الأرض، لحد ما اتفتح الباب وخرج منها شخص لابس بدلة سودة، شعره ودقنه شديدة البياض ولكن حواجبه الكثيفة ما زارهمش الشيب لسة من شدة سوادهم، نزل ووراه اربعة رجالة ضخام البنية وكلهم لابسين بدل سودة ونضارات شمس خافية عيونهم، اتعدل عيسى في وقفته فقرب منه الشخص المجهول وسلم عليه وعيسى بيقول_حمدالله بالسلامة
نورت مصر
ابتسمله من غير ما يعلق وابتدوا يتحركوا، أخيرًا نطق الراجل وقال_الخطة ماشية لحد فيه؟
رد عليه عيسى بسرعة_قدرنا نشغل قُصي الراوي بمراته
دلوقتي هتكون دماغه مشغولة بازاي ينتقم منها، في حين مش هيكون داري بحاجة عن موضوع الشحنة
هز راسه بتفهم ورجع سأل_وبالنسبة لجلال الراوي وياسين الوكيل
_العلاقة بين جلال الراوي وابنه متوترة الفترة دي لدرجة إن قُصي وقع صفقة من صفقات أبوه فبقوا شبه اعداء دلوقتي.
وعشان نشغل جلال وياسين نظمنا حفلة هتقام بعد بكرا بمناسبة تأسيس فرع جديد من الشركة في مصر وهندعوا كل رجال الاعمال بما فيهم جلال الراوي وياسين الالفي
وقتها مش هيقدروا يشكوا في حاجة
كانوا وصلوا في الوقت ده لبرا ناطحة السحاب، وكانت مستني الشخص عربية شبيهة لعربية عيسى، وقفوا في الوقت ده وسلم الشخص على عيسى بحرارة وقال_عفارم عليك يا عيسى
كنت عارف إني هقدر اعتمد عليك
حرك عيسى راسه بامتنان، فرجع قال الشخص_هروب نصار من المستشفى لازم يتم النهاردة عشان نقدر نشغل قُصي اكتر
أما مراته فلازم تحضر الحفلة وأكد على ده
وقتها هيكون محتار بين نصار ومراته ونكون قدرنا نتوهه على قدر ما نقدر
هز عيسى راسه وقال_زي ما تؤمر
سلم عليه الشخص وفتحله أحد رجالته الباب وركب واتحركوا من المكان، أما عيسى هو كمان مشي
وعلى الناحية التانية من قدام العمارة كان واقف شخص بيتابع اللي بيحصل من غير ما يقدروا ياخدوا بالهم، وقتها طلع تليفونه لما شافهم اتحركوا وطلب رقم معين وانتظر  الرد..... 
-----------------------------------
كان قُصي مجتمع هو وجلال وياسين ومعاهم معاذ، فاتكلم ياسين في اللحظة دي وهو بيحاول يستفز قُصي
_طب ما يمكن مراتك فعلًا اختارت عيسى عليك
بصله قُصي برفعة حاجب وهو مدرك كويس محاولاتهم في التوقيع بينهم وبين عائشة، فقال بقوة_وتفسروا بإيه الراجل اللي ظهر معاهم؟
واللي باين جدًا إنه رئيس المجموعة دي
عيسى بيلعب على واسع، بيحاولوا يشغلونا على قد ما يقدروا عشان يقدروا يتمموا الشحنة اللي من الواضح جدًا إنھا أكبر من اللي ممكن نتخيله
حس جلال بالفعل بصدق كلام قُصي، خصوصًا وهو عارف قد إيه هو ذكي ولماح، فكان واثق جدًا في كلامه، سند بضهره على الكرسي وقال_طب وإيه يضمنلك إنه مش هيئذي مراتك؟
زفر بضيق وقال_حاليًا مش هيئذوها
لما يتمموا اللي هما عايزينه، وقتها هتكون في خطر فعلًا
وجه كلامه لمعاذ المرة دي وقال_خلي رجالتنا تراقب المستشفى اللي فيها نصار، أنا متأكد إنهم هيهربوه
بص لجلال وقال_وابعت جزء من رجالتك يراقبوا تحركات عيسى
فاتكلم ياسين في الوقت ده وقال_كان فيه جزء بالفعل مشي ورا الشخص اللي كان مع عيسى، بس قدر يهرب منهم، الواضح فعلًا إنه مش سهل.
فرد قُصي بتريقة_مش سهل ولا أنتَ اللي معاك رجالة خايبة؟
كان قاصد يستفزه، فبصله ياسين بحنق، فضلوا شوية يتبادلوا النظرات اللي مليانة حقد، ولكن رغم كده ياسين ميقدرش يتحدى قُصي في العلن، فزفر بضيق ولف وشه الناحية التانية، أما قُصي فريح ضهره على الكرسي وهو بيفكر إزاي هيقدروا يوصلوا لمكان ووقت الشحنة... 
--------------------------------------
كان رجالة قُصي واقفين مراقبين المستشفى، الوقت اتأخر والحركة قلت، ولكنهم لاحظوا إنه فيه وشوش جديدة موجودة، انزوى واحد من الرجالة في جنب وطلب رقم معين لحد ما جاله الرد فقال_قُصي بيه
في الغالب هيبدأ التهريب دلوقتي
كان قُصي لسة متجمع مع جلال وياسين مستنيين يعرفوا هل تفكير قُصي فعلًا صحيح ولا لا، فابتسم قُصي باتساع في حين إنهم كانوا بيراقبوه بفضول وقال_تابعوا اللي بيحصل
ومتمنعوش اي حاجة بيعملوها
بس اتأكدوا إنكوا هتفضلوا وراهم لحد ما تعرفوا ودوه فيه
_حاضر يا باشا
قالها الراجل وقفل معاه، وابتدى يشاور للرجالة إنهم ينتبهوا أكتر للي بيحصل ويكونوا متيقظين.. 
حالة نصار كان فيها تقدم بطيء، ولكنه كان محطوط على جهاز التنفس، ومن وقت للتاني بيعود لوعيه لوقت قليل، نظرًا لإن الرصاصة اللي في صدره كان مكانها حساس شوية.. 
اتنكر رجالة عيسى في زي طاقم طبي، في حين إنهم جهزوا عربية اسعاف من الباب الجانبي للمستشفى بحيث إن نصار ميتئذيش
اتصنع واحد فيهم بإنه مصاب بطعن، وبالفعل هو كان مطعون، ولكن بخبرتهم طعنوه في مكان بسيط ميتسببش بأي خطورة عليه، ودخل يصرخ من الألم
_الحقونـي
الحقونـي أنا مطعون
 اتجمعت المستشفى كلها حواليه تقريبًا وهما بيحاولوا يشوفوا حالته بالذات بعد الجلبة اللي اتسبب فيها
في الوقت ده راقبوا الباقي المكان لحد ما اتأكدوا من خلو الدور بسبب انشغالهم مع التاني، وجريوا فكوا الاجهزة وابتدوا يتحركوا بيه بالترولي، لحد ما بالفعل قدروا يخرجوه بصمت وحطوه في عربية الاسعاف ومشيوا، ووراهم رجالة قُصي اللي كانوا مراقبين كل اللي بيحصل من غير ما ياخدوا بالهم....
-------------------------------------
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت ليلة صعبة بالنسبالها، مقدرتش تنام فيها، فضلت مكانها من وقت امبارح على السرير في نفس الوضعية الغريبة، كانت مفصولة عن الدنيا ومش حاسة بالوقت، سمعت صوت تكات الباب وكإنه بيتفتح، فاتعدلت بسرعة وتابعت بعينيها الحمرا الباب لحد ما اتفتح ودخل منه واحد من رجالة عيسى اللي قال_الباشا مستنيكي تحت
هزت راسها من غير ما ترد، فسابها وخرج، أما هي اتحركت بتثاقل ونزلت لتحت مكانش عندها طاقة حتى تدخل تغسل وشها، كانت عايزة الموضوع ده يخلص بأقصى سرعة وخلاص، كانت بتتامل المكان اللي كان مسببلها رهبة من حواليها، رغم إنها ڤيلا كلاسيكية إلا إنها كانت مرعبة وفاقدة للحياة، نزلت واتجهت مكان الصوت اللي واصلها، ولكنها وقفت مكانها لما سمعته بيتكلم في التليفون وبيقول_بالظبط
جهز القاعة، بكرا ميعاد الحفلة وفنفس الوقت ميعاد تسليم الشحنة
كل رجال الاعمال هيكونوا موجودين، لازم نشغلهم على قد ما نقدر عشان ميعرفوش اللي بنجهزله
وقفت واتدارت في الحيطة وهي ساندة بتحاول تسمع المضمون، فكمل_ على الساعة ٨ وقت ميعاد الحفلة أكد على مهران يأمن المينا كويس قبل وصول الشحنة
مش عايزين أي غلطة 
صدقوني الغلطة فيها تطيير رقاب
حست إن فيه صوت رجل جاية ناحيتها، فاتسحب وجريت على فوق بسرعة وبعدين اتصنعت إنها بتنزل تاني، وقف رجل عيسى أول ما شافها وبعدين اتلفت لعيسى اللي فهم اللي يقصده، فقال وهو بينهي الكلام_تمام تمام
زي ما اتفقنا، سلام
دخلت عائشة في الوقت ده وهي بتتصنع العبوس، قربت ووقفت بتقول وهي بتتحاشى تبصله_خير
عايز مني إيه؟
ابتسمله بسماجة وقال_هعوز منك إيه
بنادي على بنت ابن عمي عشان نفطر مع بعض في أجواء عائلية
اتحولت ملامحها للغضب، وبان عليها الحقد وهي بتقول من بين سنانها_تولع السفرة اللي تجمعني بقاتل أبويا وأمي
بصلها بابتسامة باردة وكإنه متهزش باللي قالته، لحد ما بص للطبق قدامه وابتدى ياكل وهو بيقول ببرود_لو مش عايزة جوزك هو كمان يحصلهم يبقى تترزعي وتنفذي اللي هقوله
حسِّت بقلبها بيتنفض، ارتجف جسمها وهي واقفة بتتأمله بنظرات كارهة، في حين رفع هو بنظره عن الطبق ليها وبعدين بص ناحية الكرسي، فشدته بعنف وقعدت وهي بتهز رجليها بغيظ وقهر. 
فضل بياكل بمنتهي البرود والاستفزاز وهو بيتلذذ قدامها بطعم الاكل، فزفرت بنفاذ صبر وقالت_وبعدين!
_مش هتاكلي برضه؟
بصتله بعيون بتلمع بشرارة غضب راقت ليه جدًا وحس باستمتاع رهيب، فساب الشوكة من إيده ومسك المنديل ومسح بوقه ببرود وبعدين سند ضهره وهو بيقول_هتيجي معايا الحفلة بكرا
عرفت بإنه كان يقصد الحفلة اللي في نفس ميعاد الشحنة، فاتصنعت العبوس وقالت_مبروحش حفلات انا
صحح وهو بيقول من بين سنانه_ده أمر مش طلب
بصتله بغيظ، فكمل بقسوة_هتتشيكي وتبقي على سنجة عشرة
وعايز نبان أسرة دافية مع بعضينا
مش عايز جوزك ياخد باله من أي حاجة احسنلك ولو أخد باله وطالب بيكي..
شاور في اللحظة دي على رقبته بتهديد بيوصلها إنه هيقتله بلا تردد، فبلعت ريقها وهي بتحرك عينها بتشوش، في حين ابتدى العرق يتناثر على جبهتها من التوتر
فابتسم في اللحظة دي وقال_أسرة مع بعضينا
ولا تطيير رقاب؟
بصتله بارتباك وهزت راسها كذه مرة بتوتر فزادت ابتسامته وهو بيرجع ياكل من الطبق بتاعه تاني وسط نظراتها اللي مليانة حقد... 
-----------------------------------
اتجهزت واتحركت للحفلة، كان عيسى دبر كل حاجة، فجابلها فستان سواريه باللون النبيتي طويل ولكنه متجسم على مقاسها، ولإنها طلبت إنه يكون محتشم فكان بكم ولكن مفتوح جزء من الأكمام، كان سادة وخالي من أي تفاصيل فيه، فكان مديها مظهر يشبه الأميرات، زينت الفستان بطقم سلسلة وحلق من الألماس الحر، واللي كانت رافضة تمامًا إنھا تاخده ولكن في النهاية تحت تهديده لبسته مضطرة، ده غير خبيرة الميكب اللي جابها عشان تعملها ميكب رقيق
كان مدبر لكل حاجة وهي مدركة إنه كان عايز كل حاجة تبان طبيعية
ولكنها كانت محتارة هتقدر تعرف قُصي اللي هيحصل ازاي
كانت متأكدة إنها مش هتعرف بسبب عيسى ورجالته 
ده غير كره قُصي ليها بعد اللي هي عملته في حقه، بالذات بعد ما يشوفها مع عيسى النهاردة بكل اناقتها دي
اتحركوا أخيرًا للمكان، وهي بتتجنب تمامًا تبص لعيسى اللي كان مبتسم بانتشاء
لحد ما وصلوا
كانت قاعة ضخمة مزينة وخارج منها أنوار كتيرة، ده غير السجادة الحمرا اللي من اول باب العربية لحد جوا، فتح ليها واحد من اللي واقفين الباب، وأول ما نزلت غمضت عيونها بضيق من الأنوار اللي ضربت في وشها بسبب كاميرات المصورين اللي انهالوا عليها بالاسئلة
_إيه طبيعة علاقتك بـ قُصي الراوي خصوصًا بعد ظهورك مع عيسى مش معاه؟
اتجمدت للسؤال اللي فاجئها من أحد الصحفيين، حست إن الموضوع انكشف، وقدرت تكسر كبرباء قُصي أكتر، بصت لعيسى برجاء فشاور لرجالته بعينه وقدروا بالفعل يبعدوا الصحفيين عنها، دخلوا لجوا وهو جابرها تحط إيدها في إيده
واول ما وصلت لقت انظار الكل اتجهتلها فده سببلها توتر وخوف اكتر خصوصًا إنها عارفة إن معظم الموجودين رجال مافيا متداريين ورا أعمال شركاتهم الوهمية
دارت بعينها في المكان لحد ما استقرت عليه، كان واقف وجمبه معاذ، وعلى ترابيزة مقابلة كان جلال وياسين
ولكن اللي سببلها تجمد جسمها لما شافته واقف مع فرح ومندمجين في الكلام وبيضحكوا
حست بإنها على وشك الانهيار، خصوصًا لما شافت نظراته ثبتت عليها لما لمحها، واتجمدت إيده اللي كانت شايلة الكاس وهو بيقربه عشان يشرب منه
حست بدراع عيسى بيلف على وسطها وبيقربها منه عشان يعرفها عن الموجودين، فبصتله وبصت لإيده وبعدين اتلفتت ناحية قُصي، ولوهلة سرت رجفة جوا جسمها لما شافت نظراته اللي اتحولت لغضب رهيب، وقبضة إيده اللي زادت من ضغطها على الكاس اللي بين إيديه
خدت بالها فرح من النظرات المتبادلة
ورغم علمها باللي بيدور حواليها ولكنها فضلت تعيش انتصار ولو لمرة واحدة على عائشة، فمالت ناحية قُصي وهمستله بحاجة، وبعدين لقته واخدها وبيرقصوا مع الموجودين 
حست بنيران بتقيد جواها
وعرفت إنها في الوقت ده
خسرت قُصي وغريمتها انتصرت عليها،
كانت بتقاوم علي قد ما تقدر الغصةاللي في قلبها، وهي شايفها حبيبها محاوط واحدة تانية غيرها
 ولكنها حست بضغط عيسى على وسطها اتلفتت ليه فشافت نظرات التهديد اللي كانت على وشه
ابتسمت بتوتر وهي بتسلم على الموجودين وبتتنقل بينهم، لحد ما شاف قُصي انتهى من رقصته مع فرح، وزاد خوفها أكتر لما لقت عيسى واخدها ومتجه ناحية المكان اللي فيه قُصي وعرفت إنه ناوي يستفزه لاقصى درجة ولكن اللي مش ضامناه هو رد فعل قُصي...
يتبع..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
_أنتَ واخدنا على فين؟
قالتها بارتباك وهي بتحاول متبينش توترها، بتنقل نظراتها بينه وبين قُصي اللي اتعدل ورفع حاجبه بتهديد وهو شايفهم بيقربوا منه، فابتسم عيسى وقال_هنسلم على جوزك
السابق.. 
حس بيها بتحاول تتراجع وبتبطيء في سيرها، فشدها أكتر بعند أما هي قالت_احنا متفقناش على كده!
بصلها برفعة حاجب وقال_وإحنا اتفقنا على حاجة؟
اللي أقوله يتنفذ وبس من غير أي اعتراض
حست بقلبها بيتنفض بهلع، هي مش قد مواجهة قُصي دلوقتي بعد آخر لقاء بينهم واللي كان كارثي ونهى علاقتهم، أما عيسى فكان مستمتع جدًا بارتجاف جسمها بين إيديه، حاسس بانتشاء وهو شايف خوفها، كإن السنين بتتعاد قدامه وشايف والدها بدالها، انتقامه اللي المفروض خلصه بقتل اهلها منتهاش بالنسباله، الشر والكره ناحيتهم مازال موجود وحتى بعد موتهم!
وقفوا الأول عن الترابيزة اللي واقف عليها جلال وياسين، ابتسملهم وصافحهم وهو بيقول_الراوي والوكيل مرة واحدة! 
ده الحفلة نورت والله
ابتسمله جلال بمجاملة وهو بينقل نظره بينه وبين عائشة اللي كانت بتبصله ببغض، هي مش ناسية لحد دلوقتي الفخ اللي وقعها فيه لما خدها وخلاها تشوف قُصي وهو بيقتل، استغل حبها ليه واستغل سذاجتها بس لأغراض مريضة في دماغه
أما جلال فابتسم بتسلية وهو شايف نظراتها ليه الواضحة جدًا، ومد إيده وقال باستفزاز_أهلًا يا مدام عائشة
بصت لإيده وبعدين نقلت نظرها ليه، وفي الآخر زفرت بضيق وسلمت عليه ببرود وبعدين جذبت إيديها وبصت الناحية التانية وحتى محاولتش تجامله بابتسامة وفضلت عدم الرد
أما جلال فكان مستمتع بالوضع جدًا، فاتكلم عيسى_اتمنى تكون الحفلة عجبتكم
فرد ياسين وهو حاطت إيديه في جيوب چاكيت بدلته_لازم تعجبنا
كفاية ظهورك بعد السنين دي كلها يا عيسى
حس إنهم بيلمحوا لاختفاؤه اللي طال من وهما كانوا صغيرين لسة في المجال، فابتسم وقال_كان لازم أأسس لنفسي امبراطورية متتهدش، بدأت في إيطاليا، وأدينا بنحضر افتتاح الفرع الجديد في مصر
ابتسم جلال وهو فاهم إيه اللي ورا مضمون كلامه دا وقال_وعلى كده فين شريكك؟
رد بمراوغة_هناك في إيطاليا، كان لازم حد فينا ياخد باله من الشغل اللي هناك
هز ياسين وجلال راسهم بمهاودة ليه وهما بينقلوا نظراتهم لبعض، كانوا عارفين إن الشخص اللي كان معاه عايز يفضل متخفي ومجهول بالنسبالهم عشان يعرف يلعب براحته بعيد عن الأنظار، فسأل جلال_على كده برضه إحنا نعرفه؟
ابتسم عيسى وقال بغموض_هتعرفوه قريب، مفيش حاجة بتتدارى
أيده ياسين وهو بيقول بنفس نبرته اللي تحت طياتها مغزى تاني_على رأيك
مفيش حاجة بتتدارى فعلًا
أما عائشة فمكانتش مركزة على أي حاجة غيره، كانت بتتأمله بشوق، وفنفس الوقت اتبدلت نظراتها لغيرة شديدة، شايفاه بيقرب لغيرها، ومش أي واحدة دي غريمتها اللي بتتحداها عليه واللي متأكدة إنها بتحبه، الوضع بالنسبالهم كان صعب، قريب منها وبعيد
مش عارفة تروح تترمي في حضنه وتقوله على اللي بتعانيه، مش عارفة تروح تعتذرله وتقوله إن كل اللي بيحصل ده غصب عنها
إنھا بتحبه
لا بل بتعشقه
وإنها زيها زيه ممكن تضحي بنفسها علشانه، ولكن حياته قصاد علاقتهم
فحياته بالنسبالها اهم، ومش مشكلة عندها انها تعيش بتتألم ولكن كفاية بالنسبالها إنها شايفاه كويس قدامها 
كان حاسس بنظراتها، بيتألم هو كمان، بيحاول يداري الغصة اللي جواه عشان متتئذيش، عيسى لو شك للحظة إنه فاهم اللي بيدور بينه وبين عائشة مش هيتردد في إنهاء حياتها
مهما حاولت تمثل قدامه نظراتها فاضحاها، عينيها اللي بتلمع في وجوده هو بس كاشفاها
كان شايفها مهلكة قدامه
بالفستان اللي خلاها زي الأميرات
 لأول مرة يشوفها بالطلة الملكية دي
حس بالغيرة الشديدة لما شافها ملفتة للدرجة دي
وإن فيه كتير غيره واخدين بالهم منها
واللي حسسه بالغضب إيد عيسى اللي ملفوفة حوالين خصرها بتملك
اتحرك عيسى بيها بعد ما نهى كلامه مع ياسين وجلال، واتجه ناحية قُصي ومعاذ وفرح اللي لازقة فيهم ومستغلة الوضع
كانت بتقدم رجل وتأخر التانية
وهمست بتوتر_طب 
طب روح أنتَ وأنا هفضل هنا
شدد على خصرها وقال_ودي تيجي برضه! 
لازم نرحب بطليقك
حست بألم رهيب من قسوة الكلمة، هي لحد دلوقتي معتبرة قُصي جوزها، اللي حصل بينهم مش قادرة تتقبله
وصلوا لعندهم فوقفت وهي بتتحاشى النظر لعينيه، قربه المهلك منها وريحته اللي حافظاها اتسللت جواها خلتها مبقتش متوازنه، ابتسم عيسى ومد إيده وسلم على قُصي وهو بيقول_قُصي الراوي
بادله قُصي ابتسامة باردة وقال من بين اسنانه_عيسى زهران
زادت ضحكة عيسى لما شاف لمعة البغض اللي في عيون قُصي فقال بلؤم_بدايتنا مع بعض مكانتش لطيفة
بس ممكن نبدأ من تاني دلوقتي
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
علق وهو بيهاوده_أوي أوي
كانت عائشة واقفة مرتبكة وهي شايفاه بيحاول يتحاشى النظر ليها، ولكنها ارتجفت لما عيسى قال_طبعًا مش محتاج اعرفك على عائشة
بما إنها كانت مراتك
ثبتت نظراتها عليه وهي بتحاول تستشف رد فعله، فلقت ابتسامته فضلت ثابتة، وقال ببرود_أديك قولت
كانت
وأنا الحقيقة مبعترفش بحاجة بقت ماضي بالنسبالي
غمضت عينها وهي بتبلع ريقها بتستقبل كلماته القاسية واللي كان تأثيرها وحش عليها جدًا، متخيلتش إنه هيئذيها بالشكل ده، حس عيسى إن بالفعل قُصي كره عائشة، فعرف إن الخطة بتاعته ماشية زي ما هو عايز وقال_طب كويس
حيث كده أقدر أقدمها على إنها عائشة زهران
حرك قُصي راسه ومط شفتيه وهو بيقول ببرود_زي ما تحب، ميخصنيش
حست بدوار رهيب بيلفح راسها، لدرجة إنها مالت للحظة ولكن مسكها عيسى على آخر لحظة
أما قُصي فحس بالهلع عليها وحاول يقاوم على قد ما يقدر إنه يفضل ثابت زي ما هو، فمال ناحيتها عيسى وهو بيقول_مالك يا عائشة
أنتِ كويسة؟
هزت راسها وهي بتحاول تفتح عينها وتقاوم دموعها اللي بتهدد بالهطول، وقالت_أنا تمام
محتاجة أروح الحمام بس
فرد عيسى بسرعة_أوي اوي
تحبي اسندك لهناك؟
رفع قُصي حاجبه في اللحظة دي وهو بيجز على أسنانه بغيظ، أما هي فقالت بسرعة_لا لا
أنا كويسة متقلقش.
_ماشي يا حبيبتي، زي ما تحبي
كور قُصي قبضته وتبادل هو ومعاذ النظرات وهو بيقاوم إنه يفتك بـ عيسى، فحاول معاذ يهديه بعيونه وهو بيفكره بخطتهم، أما فرح اتدخلت ومسكت في دراع قُصي وهي بتقول بلؤم_سلامتك يا عائشة
أعصابك شكلها تعبانة خالص
بصتلها عائشة بغيظ وهي بتقاوم تجيبها من شعرها، فرد عيسى بسرعة_هي بس مش متعودة على جو الحفلات ده
مش كده يا شوشو
بصلها بتهديد فردت بسرعة بابتسامة جاهدت في رسمها_آه، آه بالظبط
عن اذنكوا
شاورلها عيسى، فاتحركت عائشة عشان تروح الحمام، ولكنها بصت لمعاذ بقوة اللي اخد باله وبصلها باستغراب، فلما لقته شافها هزت راسها ليه إنه ييجي وراها من غير ما حد ياخد باله، واتحركت بالفعل للحمام، أما معاذ فعرف وقتها إن فيه حاجة عائشة عايزاها منه، فقرر يستنى شوية وبعدين يروح وراها عشان ميلفتش النظر
أما قصي فحط إيده في جيوبه ووجه انظاره على عيسى وهو بيقول_سمعت إن نصار ضيف الله هربوه من المستشفى
فهم عيسى اللي قُصي بيرمي ليه، فابتسم وهو بيقول_عرفت، الظاهر إن اللي وراه قادرين لدرجة إنهم قدروا يهربوه من المستشفى
هز راسه بلا مبالاة وهو قاصد يستفزه وقال_دي حلاوة روح بس
مسيرهم يقعوا
فضل عيسى باصصله بنظرات كانت جواها كلام كتير كان بينهم تهديد خفي بيتبادلوه، وبعدين قال بخبث_بما إن الأخبار بتوصلك أول بأول
عرفت مين اللي اتسبب في اصابته؟
ابتسم قُصي وهو عارف إنه بيلعب معاه وقال_علمي علمك
بس عمومًا كل حاجة مسيرها تنكشف 
فعلق بعبث_بالظبط، على قولك
هنا اتصنع معاذ إنه بيبص على التليفون وقال_طيب عن اذنكم أنا عندي مكالمة مهمة لازم أرد عليها 
بصله قُصي باستفهام فغمزله بهدوء، اما عيسى حس بالفضول وقال_خير ان شاء الله؟
رد معاذ من بين اسنانه_هنشوف خير ولا لا
قالها فهز عيسى راسه بتفهم، وفضل مراقب الاتجاه اللي ماشي منه معاذ، اللي بالفعل كان ذكي وقدر يخرج من المكان، لحد ما عيسى ركز مع قُصي تاني، وبعدين اتجه ناحية المكان اللي عائشة مشيت منه، فلقاها واقفة مستنياه وهي بتتحرك بتوتر، قرب منها بقلق وقال وهو بيتلفت حواليه_خير يا مدام عائشة؟
قربت منه بسرعة وهي بتقول_عيسى يا معاذ، فيه حاجة ناوي عليها من ورا الحفلة دي
ضيق عينه وقال باستفهام_يعني إيه؟
بصت للمكان من حواليها واتأكدت من خلوه وهي بتقول_سمعته بيقول إنهم يأمنوا  الميناء في وقت الحفلة عشان شحنة هتوصل
حس معاذ إنهم قدروا يوصلوا للطرف اللي بيدوروا عليه، فقال_متعرفيش أنهي ميناء بالظبط؟
هزت راسها وهي بتحاول تفتكر وقال_مش عارفة
محددش، بس سمعته بيذكر اسم واحد
كان اسمه...
راقبها بترقب وهي بتحاول تعصر دماغها، لحد ما افتكرت وقالت_مهران
كان اسمه مهران
اتوسعت عين معاذ بسعادة، لما عرف موقف الميناء من الاسم، فقال بفرحة_أنتِ عظيمة
مش عارف اشكرك ازاي يا مرات أخويا، من غيرك مكناش عرفنا نوصل لحاجة
قالها وهو بيتجه للخارج بسرعة، ولكنه وقف على صوتها وهي بتقول_معاذ..
اتلفت بتعجب، فقال بعيون اتملت بالدموع_متعرفش قُصي إني قولتلك حاجة
مش عايزاه يحس إني مجبرة على الوضع ده، حياته قصاد وجودي هنا
نزلت دموعها قدامه وهي بتبصله بضعف ورجاء، فحس معاذ بالألم على الوضع اللي هي محطوطة فيه، كان احساسه صح من ناحيتها، استحالة عائشة تبيع قُصي، فابتسم بيطمنها وهو بيقول_متقلقيش
ردتله الابتسامة بامتنان، واتجه لبرا بسرعة وهو بيكلم رجالته وبيبلغهم بالمطلوب
شافه قُصي وهو جاي من بعيد وبيشاورله، فحس بإن بالفعل فيه حاجة واتجه لبرا، جري معاذ ناحيته وهو بيقول_الشحنة هتوصل النهاردة في ميناء مهران
اتحرك قُصي بفرحة كبيرة، وقال وهو بيقرب على معاذ وحاوط كتفه وهو بيهزه_عفارم عليك! 
ابتسم معاذ وقال_متشكرنيش أنا
بصله بتعجب فكمل معاذ_اشكر مراتك
اتجمد قُصي وهو بيبصله ومش مصدق، فابتسم وهو بيقاوم على قد ما يقدر إنه يروح ويخطفها من وسطهم ويضمها ليه لدرجة إنه يخبيها جواه بين ضل‘عه، قد إيه بعدها عنه مهلك بالنسبة ليه وقد إيه اشتاق لريحتها وهي بين إيديه! 
مش قادر يتقبل إنها بعيد عنه بالشكل ده
حاول يقاوم كل المشاعر دي، ولكنه مقدرش يداري احساس الفخر اللي متملكه ناحيتها عائشة اثبتت قوتها فعلًا، أثبتت إنها مرات قُصي الراوي! ، فقال_طالما وصلنا للطرف الاساسي، نفذ الخطة
رد معاذ_تم يا ريس
خبط قُصي على كتفه كذه مرة بتشجيع وقال_يلا نرجع لجوا عشان ميحسوش بحاجة...
-------------------------------------
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
في مكان تاني
كانت فيلا في منطقة معزولة، ولكنها كانت محاطة بكمية رجال مسلحين ومتأهبين لأي شيء
جوا الفيلا كان نصار موجود في أحد الغرف نايم على السرير ومتوصل بيه أجهزة لمراقبة حالته
كان نصار قدر يرجع لوعيه ولكنه كان تحت المراقبة وجهاز التنفس محطوط على وشه لحد ما تتحسن حالته
وكانت معاه ممرضة حاطتها عيسى ليه عشان تقوم بكل المطلوب
 على تلة من بعيد واقفة عربية تخص رجالة قُصي اللي كانوا بيراقبوا الوضع حواليهم وبيدرسوا المكان، لحد ما جالهم الأذن، فشاور واحد من اللي موجود في العربية للتاني بعد ما جاله اتصال من معاذ يبلغه فيها بالتنفيذ
وبالفعل نزل واحد من اللي موجودين وخرج قناصة من شنطة العربية، جهزها ونام على بطنه وهو بيبص عليهم من منظار الرؤية الليلية اللي متوصل في القناصة
في حين شاور القائد للتاني اللي نزل بسرعة وهو بيتسحب وفي إيده حقيبة فيها حاجة مش معروفة هويتها
فضل القناص يراقبه وهو بيتحرك لحد جانب البيت من غير ما حد من الرجالة يحسوا بحاجة، نزل على ركبته وخرج الشيء اللي موجود في الشنطة واللي كانت.. 
قنبلة! 
وابتدى يركبها في الحيطة اللي في السور بتاع الڤيلا
لاحظ القناص إن فيه واحد بيقرب من اللي بيركب القنبلة، فبلا تردد صوب طلقة خلته وقع مكانه، شاورله اللي بيركب القنبلة بإن الوضع تمام، وابتدى يتسلل للطرف التاني وهو بيركب القنبلة التانية في مكان تاني من السور، وبعد ما اتحرك ابتدى يتسلل ويجري على مكانهم تاني، ولكن لسوء حظه قابله واحد كمان من الرجالة الخاصة بعيسى واللي شاف إن صاحبه مرمي في الأرض وقبل ما يرفع سلاحه على التاني اتصوبت طلقة كمان من القناص خلصت عليه
واتحرك رجل قُصي وجري لحد ما وصل على فوق
حس رجالة عيسى إن فيه حاجة مش مظبوطة، فاتجهوا لنفس المكان ولما لقوا زمايلهم مرمين ابتدوا يصرخوا ويتأهبوا ويضربوا نار بعشوائية كتهديد وهما بينتشروا عشان يدوروا على الفاعل
في الوقت ده كان القناص لسة متابعهم، اللي انتظر لبعض الوقت وبعدين ضم عينه وهو بيقول_نفذ
وفي ثانية ضغط واحد من الرجالة على زرار في إيديه وانفجر المكان بقوة محدثًا ضجة قوية لدرجة إن شظايا الڤيلا ابتدت تتناثر حواليهم، ووقفوا يراقبوا النار اللي مسكت في المكان كله وهما حاسين بفخر من الانجاز اللي عملوه... 
------------------------------------
ميناء مهران... 
كانوا بيشتغلوا في هدوء تام، الجو ضلمة ومش مشغلين أي مصابيح عشان ميلفتوش النظر ليهم، خصوصًا إن الشحنة دي كميتها كبيرة جدًا، يمكن دي أكبر شحنة في تاريخهم كله، أما الشخص اللي كان مع عيسى فكان واقف من على بعد بيراقب المكان هو ورجالته، كان متأكد إن محدش هيعرف بالوضع ده، خصوصًا إن ميناء مهران متوقف بقاله فترة كبيرة ولكنهم شغلوه لصالحهم لإنه مش هيكون معروف 
فعشان كده كانوا هاديين جدًا واتجنبوا الانوار واشتغلوا في الضلمة تحت ضوء القمر بس.. 
اتأهب طارق وهو بيتعدل وماسك منظار في إيده وبيبص من خلاله على المكان لما شاف عربيات الشحنات وصلت
شافهم وهما بيفتحوا العربيات وبينزلوا الصناديق، فتحها أحد الرجال فلقاها أسلحة، واتجه للتانية فلقاها مليانة هروين، وبالفعل كانوا حوالي ٥ شاحنات كلهم مليانين بكميات مهولة من الأسلحة والهروين
حس بانتصار وهو شايفهم بيشيلوا الصناديق وبيحطوها في الحاويات اللي في السفينة اللي هتتحرك بيهم
ولكنه اتجمد تمامًا وهو شايف عربيات الشرطة ملت المكان، فصرخ برعب_إيه ده 
إيه ده!!! 
ارتفع صوت صافرات عربيات الشرطة لدرجة ملفتة ونزلوا كمية ضباط وهما مشهرين أسلحتهم في العمال اللي اتجمدوا تمامًا ومبقوش عارفين يتصرفوا
شاور أحد رجال الشرطة للباقي وهو بيقول_امسحوا المكان بسرعة
وبالفعل ابتدى ينتشر رجالة الشرطة في الميناء، فقرب واحد من العمال وهو بيقول_في إيه يا باشا؟
ابتسم ليه وقال_جايين نشوف إيه اللي ورا الشغل في السكرتة ده
ارتبك الرجل وحس بارتجاف جسمه وهو بيقول بنبرة متقطعة_هيكون إيه يا باشا، شحنات عادية
ضم الضابط شفايفه وهو بيقول_يا سلام! 
شحنة عادية في الضلمة والهدوء ده
والأدهي في الميناء اللي موقوف بقاله سنين
على العموم هشوف بنفسي الشحنات العادية دي
قالها وهو بيتحرك ناحية أحد الشاحنات اللي واقفة، اتجمد العامل مكانه ومبقاش عارف يتصرف، فشاور الضابط ناحية أحد الرجال وهو بيقول_افتحلي الصندوق ده
بالفعل فتح الصندوق فلقى فيه كمية كبيرة من الهيروين، مسك كيس وقربه منه شمه وبعدين اتجه صندوق في شاحنة تانية وفتحها لقاها اسلحة متنوعة فابتسم وقال_هيروين واسلحة مرة واحدة! 
ده انتوا لقطة! 
اتلفت وشاور لرجالته وهو بيقول_شمعلي يا ابني المكان ده وكلبشلي كل اللي موجودين 
وبالفعل ابتدى رجال الشرطة ياخدوا كل العمال على البوكس
أما طارق فضغط على المنظار اللي في إيده بعنف، وبعدين حدفه بقوة بعيد وهو بيصرخ ويزمجر بقهر على الكميات المهولة اللي كلفته ملايين الدولارات، وفي الآخر كل حاجة باظت
اتحرك ناحية عربيته ففتحله رجله الباب على طول، ركب وهو باين على وشه الغضب والعصبية
والانتقام... 
--------------------------------------
كان قُصي لسة في الحفلة، وقف حاطت إيده في جيوبه وهو بيراقب كل الموجودين بتسلية، وصله أول خبر وهو تفجير الڤيلا اللي فيها نصار
اتبادل هو معاذ نظرات الانتصار، في حين كانت فرح بتنقل الأخبار لجلال وياسين اللي كانوا حاسين بفخر
فنصار واللي معاه كانوا بيمثلوا تهديد ليهم برضه في المجال، دقايق ووصل لمعاذ الخبر الأهم، وهو القبض على شحنة فيها اطنان من الهيروين والأسلحة، وبدون تردد راح بلغ قُصي اللي لمعت عيونه بفرحة وهو بيحاول يتمالك نفسه لحد ما يشوف رد فعل عيسى اللي كان فاكر إنه اتذاكى عليه
كان بالفعل عنده حق، الشحنة اللي كان بيدبرلها عيسى كانت كمية مهولة، عشان كده كان لازم يشتت انتباه كل اللي شغالين في المجال بما فيهم هما. 
فضل واقف مكانه وهو حاطت إيده في جيبه، وبعدين سابهم واتجه لبرا القاعة وهو بيكلم رجالته يستفسر منهم على اللي حصل والتفاصيل.. 
أما عن عيسى، فكان حاسس إن فيه شيء مش طبيعي من ورا نظرات قُصي، كان شايف الانتصار والشماتة في عينيه من بعيد ولكنه مكانش فاهم، لحد ما جه أحد رجالته ومال ناحيته وسط نظرات عائشة اللي مكانتش فاهمة فيه إيه ولكن قدرت تلاحظ التردد اللي في الأجواء
في دقايق حست بجمود عيسى ونظراته اللي قادت شرر والغضب اللي اتملك منه، وبدون تردد مد إيده وخد سلاحه من جيبه ورفع صمام الأمان، شهقت عائشة برعب وهي شايفاه متجه ناحية المكان اللي راحه قُصي
في حين في ثانية اتقلب المكان برجال عيسى اللي اتجهوا كلهم وحاصروا معاذ وجلال وياسين وفرح، ولكن في الوقت ده هاجموا رجالة قُصي المكان اللي كان بعتلهم اشارة يراقبوا عشان متأكد إنه هيحصل حاجة، واتقلبت القاعة لتوتر وجلبة وكلهم رافعين الأسلحة على بعض.
قفل قُصي الموبايل واتلفت ولكنه اتجمد لما لقى عيسى وراه مبتسم بكره وعينيه قايدة بنيران غضب وقال من بين سنانه_حسابك تقل معايا أوي
وشكلك مستعجل على نهايتك يا ابن الراوي
ابتسمله قُصي ومحسش بأي رهبة نهائي، بل بالعكس كان بيبصله بقوة وهو بيقول_بالعكس يا عيسى
نهايتك هي اللي بدأت
بأمارة ملايين الدولارات اللي بقت بين إيدين الحكومة
ضغط بقوة على السلاح اللي بين إيديه في حين زمجر بغضب_هقتلك يا قُصي
وقبل ما يضغط على الزناد ارتفع صوت اطلاق ناري من وراهم، وفلحظة وقع عيسى على الأرض، ولكن قُصي اتجمد مكانه لما شافها واقفة وراه ماسكة السلاح بين إيديها وبترتجف برعب، فصرخ بهلع_عائشة!....
يتبع....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اتجمد لما شافها واقفة ورا عيسى، ماسكة السلاح بين إيديها الاتنين اللي كانت بترتعش بقوة، في حين إن جسمها كان بيرتجف بعنف وبشكل ملحوظ، دموعها نازلة من غير توقف، وعينيها ثابتة على عيسى اللي مرمي على الأرض سايح في دمه قدامها، مكانتش متخيلة إنھا اتجرأت وقتلت شخص
_عائشة! 
صرخ فيها قُصي برعب، وجري ناحيتها واحتوى كتفها
_عائشة
عائشة اهدي
ولكن عينيها كانت ثابتة على عيسى، رفعت عيونها ليه في الآخر، كانت عيونها بتتهز بهلع، وقالت بشفايف مرتجفة_كان...
كان عايز ياخدك مني زي ما خد بابا وماما
كان عايز يحرمني منك أنتَ كمان
قالتها وهي بتسمح لنفسها تبكي بانهيار، فضغط قُصي على كتفها وهزها برفق، بعد ما أخد منها المسدس ورماه على الأرض، وقال وهو بيبص في عينيها مباشرة_متخافيش
كله هيعدي.
متخافيش يا حبيبتي
_أنا بقيت قاتلة 
رددت الكلمة بشرود وهي باصة قدامها في الفراغ، مقدرش يتحمل شكل انهيارها بالذات بعد ما انغمست في المجال اللي مسّها، فجذبها ليه وضمها بقوة وبحماية وهو بيدفن راسها في صدره، وكإنها كانت مستنية الاحساس ده من زمان، فلفت ايديها حوالين خصره وبكت بقوة، أما هو فضل ضاممها ليه بحماية، كان حزين من جواه، عائشة كانت انقى من إنها تدخل المجال ده، قدر يلوثها ويفقدها برائتها، كان بيملس على شعرها وهو شارد، مش عارف يتصرف وهيطلعها من الورطة دي ازاي، بعدها عنه رغم تشبثها فيه بإنه ميسبهاش ولكنه طمنها بنظراته، واتجه ناحية عيسى المرمي على الأرض وهي واقفة مكانها بترتجف، مال ناحية وحط صوابعه على رقبته عشان يشوف نبضه، اتنفس براحة لما عرف إنه مماتش ولكن نبضه ضعيف إلى حد ما، على قد ما كان نفسه يموت ولكن مكانش عايز موته يبقى على إيد عائشة واللي كانت هتبقى تروما عايشة بيها على طول
بعد ما سيطر رجالة قُصي على المكان برا اتجه معاذ ناحيتهم لما سمع صوت اطلاق النار، ولكنه اتجمد لما شاف عيسى مرمي وشاف حالة عائشة، افتكر إن قُصي هو اللي ضربه قدامها عشان كده هي في حالة صدمة، ولكن قُصي وجه ليه نظرة بمعنى إنه مش هو
طلع قُصي منديل من جيبه ومال للمسدس مسح بصمات عائشة اللي عليه، وبعدين وجه كلامه لمعاذ وهو بيقول_أنتَ عارف هتعمل إيه
وبالفعل هز معاذ راسه ومال أخد المسدس وهو ماسكه بقماشة بحيث إن بصماته متتحطش عليها، وخدهم وجري لبرا
في حين قرب قُصي من عائشة مرة تانية وضمها ليه ولكنها كانت متجمدة ومخدتش أي رد فعل
رجع معاذ بعد مدة قليلة رغم حالة الهرج اللي في القاعة من برا
وبعدين طلع سلاح تاني من جيبه، فأخده قُصي ومسكه بين إيديه وهو بيتأكد من اللي عايزه وبعدين حطه على الأرض تاني
في ثواني اتملى المكان بصوت صافرات عربيات الشرطة
اتجمدت عائشة تمامًا وبصت لقُصي اللي كان حاسس إنه مش عارف يتصرف، ومعرفش إيه سر وصول الشرطة بالسرعة دي
فشاور لرجالته إنهم ينزلوا اسلحتهم بسرعة وبالفعل اتراجعوا لورا، دخل رجالة الشرطة القاعة، ولما لقى المكان مليان بالأسلحة بالشكل ده اتكلم ضابط وقال_لملي يبني كل الرجالة والأسلحة دي
وبالفعل ابتدوا إنهم يكلبشوا الرجالة وياخدوهم، لحد ما واحد من العساكر وصل عند المكان اللي وقف فيه قُصي، وبعدين صرخ وقال_فيه مصاب هنا يا فندم
اتحرك الضابط بسرعة ناحيتهم، وبالفعل لقى عيسى مرمي على الأرض، وقف وهو باصص لقُصي اللي ضامم عائشة ليه بحماية، ومعاذ اللي جنبه وقال_اطلب عربية اسعاف بسرعة، وخد السلاح اللي مرمي ده
وجه نظره المرادي لـ قُصي وقال_أما أنتَ فاتفضل معايا
متكلمش قُصي خالص، فاتجه رجال الشرطة ناحيته وبعدوه عن عائشة اللي صرخت برعب_قُصي
لا!! 
احتوى وشها بين إيديه وقال وهو بيطمنها_متقلقيش يا حبيبتي
كل حاجة هتبقى تمام
خليكي قوية
هزت راسها بالرفض ودموعها نازلة على خدها، ولكنه ابتسملها والرجالة بيكلبشوه وبياخدوه معاهم هو ومعاذ، فصرخت عائشة وهي شايفاه ماشي_متسبنيش يا قُصي!
انهارت على الأرض وهي شايفاه بيبعد عنها معاهم، ما صدقت إنها قدرت تنقذه، كان عندها أمل إنهم يبقوا مع بعض، ولكن متخيلتش إن كل ده هيحصل
رفع قُصي راسه بهيبة وهو ماشي معاهم، مكانش خايف بالعكس هو متعود على كل اللي بيحصل ده، كان كل قلقه وخوفه على عائشة، مش عارف هتقدر تتصرف ازاي لو مخرجش منها، مين هيحميها
اهله! 
اهله من ضمن الناس اللي بيكروها واستحالة يخلوا بالهم منها 
كانت كل ازمته في عائشة اللي بقت مستهدفة دلوقتي منهم
خصوصًا وإن الشخص اللي كان مع عيسى لسة طليق وميعرفوش عنه حاجة، فدي نقطة مش في صالحه تمامًا.
وقبل ما يركب عربية الشرطة، وجه نظرة أخيرة للمكان اللي اتقلب بالكامل، ولكنه ملقاهاش بين الموجودين، فوجه نظره لمعاذ اللي حاول يطمنه بنظراته على قد ما يقدر، ولكن مسكه واحد من رجاله الشرطة وحناه ودخله العربية، واتحركوا بيهم على القسم.. 
كانت عارفة إنه ضحى بنفسه علشانها، رغم إن هي اللي قتلته، ولكنه مكانش هيتردد إنه يحميها، قُصي هو قُصي حتى لو عملت فيه إيه، حتى لو بينلها إنه كرهها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حتى لو قال كلام قاسي في وشها
ولكنه برضه مش هيتردد في إنه يحميها
وصلت عربية الاسعاف واتحركوا عشان يشيلوا جسم عيسى على الترولي وهما منيميينه على بطنه عشان الرصاصة كانت في ضهره، اتحاملت على نفسها ووقفت تشاهدهم وهي بتبصله بنظرات كره وبغض
كان السبب اللي خلاها يتيمة وحرمها من أبوها وأمها
وكمان هيبقى السبب في إنه يحرمها من الشخص الوحيد اللي باقيلها في الحياة
مسحت دموعها وخرجت على برا قاصدة القسم اللي راحوه، فقابلت فرح في طريقها، اتجهت ناحيتها لما شافتها بتركب عربيتها عشان تروح وراهم، وبدون تردد دخلت جوا العربية هي كمان، بصتلها فرح برفعة حاجب ولكن عائشة مهتمتش تمامًا، كانت عايزة تشوفه بس وتتطمن عليه، كانت عايزة تتأكد إنه هيبقى بخير، فزفرت فرح بنفاذ صبر واتحركت بالعربية لوحدهم
لإنهم خدوا كل الرجال اللي كانوا موجودين في المكان، بما فيهم جلال وياسين... 
----------------------------------
في قسم الشرطة 
تحديدًا غرفة التحقيق
كان أحد الضباط واقف مع رئيسه قصاد غرفة التحقيق بيبصوا على واحد من المتهمين اللي كانوا موجودين وقت تسليم الشحنة واللي كان من رجالة طارق وعيسى، اخدوا بالهم من إن المتهم قاعد بمنتهى البرود رافع راسه بشموخ ولا كإنه ممكن يروح في داهية من التهمة اللي ماسكاه، وجه الضابط واللي اسمه عمر كلامه لرئيسه وهو بيقول_تفتكر الشحنة ليها علاقة بعيسى زهران؟
كان رئيسه اللي كان كبير في السن واقف حاطت إيديه الاتنين ورا ضهره في حين عينه ثابتة على المتهم اللي جوا_مش بعيد، توقيت الحفلة اللي عملها فيه شك
ولكن منقدرش نثبت حاجة من غير دليل
خصوصًا إن وصلنا إنه مصاب دلوقتي وحالته حرجة
هز الضابط عمر راسه بتفهم وقال_فعلًا توقيت الحفلة كإنه تشويش على اللي بيحصل، خصوصًا إن عيسى بقاله سنين مش موجود، واليوم اللي ظهر فيه هو نفس اليوم اللي اتمسك فيها شحنة بالكمية دي كلها، واللي يشكك أكتر هو اللي حصل في الحفلة بعد كده
والأحداث اللي دارت هناك كان بعد ما انتشر إن الشحنة اتمسكت
مط الرئيس شفايفه وقال ببرود وعملية_أدينا هنحقق مع المتهم، منقدرش نتهم حد بلا دليل
هز عمر راسه بتفهم، وقال وهو بيحني راسه بأدب_استأذنك ادخل أحقق مع المتهم
شاورله الرئيس بإيده، فأدى تحيته العسكرية واتجه لجوا أما الرئيس ففضل مكانه بيتابع من ورا الازاز الشفاف اللي كاشف كل حاجة بتحصل جوا صوت وصورة فتح الضابط عمر الباب ودخل، ولكن المتهم فضل زي ما هو ما اتهزش، بل اتلفتله براسه ببرود وبعدين عدل من نفسه فكان قاعد بشموخ أكتر أثار استفزاز عمر، اللي اتجه ناحيته وقعد على الكرسي قصاده وهو بيقول_راضي عبد الفتاح
ابتسمله بخفة وتابعه بعيونه من فوق لتحت، فاتكأ عمر على الترابيزة بإيده وشبك إيده في بعضها وهو بيقول_طبعًا أنتَ عارف إن تهمة زي دي توديك ورا الشمس، خصوصًا بأطنان المخدرات والسلاح اللي ممسوك بيها وأنتَ بتحاول تهربها
ريح ضهره وهو بيكمل_بس ممكن الحكم يتخفف لو قولتلنا مين اللي وراك
اتسعت ابتسامته بسخرية، كان مدرك اللي بيحصل، وعارف كويس إنه لو فكر يعترف على عيسى وطارق مش هيخلوه عايش ولو لدقيقة زيادة، ده غير اهله وعياله اللي مش هيترددوا في انهم يقضوا على سلالته كلها، فبالنسباله إنه يعترف على نفسه في سبيل حمايته وحماية اهله احسنله بكتير من إن عقله يوزه إنه يعترف عليهم، فقال ببرود بعد صمت طويل أثار حفيظة الضابط عمر_مفيش حد ورايا
أنا ممسوك متلبس بالشحنة
فيه إيه تاني أكتر من كده؟
قالها وهو بيهز كتفه بلا مبالاة، حاول عمر إنه يفضل هادي على قد ما يقدر وقال_محاولتك لحمايتهم هتئذيك، اعترف واوعدك هقدر احميك منهم.
كانت ابتسامته الساخرة مقلتش وهو بيتأمل الضابط بلا رهبة، وكإنه متعود وفقد شعوره بالخوف، فقال_الحكومة نفسها مش هتعرف تحميني
فبكل بساطة، أنا معترف بإن الشحنة دي تخصني ومفيش حد ورايا
خبط الضابط عمر بإيديه على الترابيزة بعنف وابتدت ملامحه تتوحش وهو بيقول_أنتَ عايز تقنعني إن واحد حثالة زيك قدر يوفر شحنة بالكميات المهولة دي؟!
هز كتفه ورد ببرود_ياما تحت السواهي دواهي يا باشا، متستهونش بيا
فضل عمر مايل ناحيته وهو بيبص لعينه مباشرة، ولكن راضي متهزش ولو للحظة، كان رجل مدرب بشكل رهيب، انفعالاته الداخلية مش ظاهرة عليه تمامًا، فانتفض عمر مرة واحدة لدرجة إن الكرسي الحديدي وقع على الأرض، واتجه لبرا ولكنه وقف كانه لما سمع راضي بيقول بسخرية_شرفتني يا باشا
وقف ضامم قبضته بيحاول يتمالك أعصابه، وفتح الباب وقفله وراه بعنف، خرج فلقى الرئيس واقف زي ما هو ومفيش على وشه أي رد فعل، وقف الضابط عمر وأدى تحيته العسكرية، أما الرئيس اتكلم من غير ما يتلفتله_نفس كلام باقي العمال اللي كانوا موجودين 
زفر عمر بضيق وقال_الظاهر إن مشغلين لحسابهم رجالة مخلصين لدرجة إنهم ممكن يضحوا بحياتهم عشانهم
فعلق الرئيس ببرود_ده مش اخلاص
ده خوف
وقف الضابط عمر بيحاول يستشف حاجة من ملامح وش رئيسه، ولكن كالعادة كان غامض ومش مفهوم، فوقف يتأمل في المتهم اللي كان لسة على وضعه من ورا الازاز، وهو حاسس بيأس من إنه يقدر يوصل للي وراهم ولكن مش بإيده حاجة غير إنه يكمل التحقيقات... 
----------------------------------
وصلت عائشة وفرح لمكان قسم الشرطة، نزلت عائشة من العربية، وقبل ما تدخل اتفاجئت بفرح بتشدها من دراعها وهي بتقول_اعرفي إن كل اللي بيحصل ده بسببك أنتِ يا عائشة
بوجودك قدروا يوقعوا قُصي!
جذبت عائشة دراعها من إيد فرح وقالت بحدة_ياريت تخليكي في نفسك، وأظن ده مش وقت تطلعي فيه الغل اللي فيكي من ناحيتي 
كفاية إني عديتلك استغلالك لعدم وجودي جنب قُصي وما صدقتي ترمي نفسك عليه
رفعت فرح حاجبها واتكلمت بتريقة_ليه 
وأنا اللي جيت اترجاكي تهربيني من البيت وقولت مش عايزة أبقى مع قُصي
عارفة الفرق بيني وبينك إيه يا عائشة؟
بصتلها بتعجب فكملت_إن أنا كنت قابلة قُصي بكل عيوبه، أما أنتِ أول ما اتكسرت الصورة المثالية اللي أنتِ راسماهاله في دماغك نفرتي منه
على قد ما الكلام وجع عائشة وحسسها بالذنت إنها اتخلت عن قُصي بالشكل ده، إلا إنها ربعت إيديها واتكلمت بتريقة_اعذريني يا فرح، أصل أنا برضه متربتش في بيت مليان إجرام وقتالين قتلة
فهتبقى غريبة بالنسبالك لو شوفتي حد متعجب من الوضع بتاعكوا
فاتكلمت فرح بتريقة_وده قبل ما تكتشفي حقيقة أبوكِ ولا بعد؟
للحظة بهتت عائشة، ولكنها اتصنعت القوة وهي مش عايزة تديها أي فرصة عشان تنتصر عليها_في كل الحالات قُصي بيحبني أنا 
عايزني أنا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ومستعد يضحي بحياته عشاني أنا 
شوفي كده قُصي ممكن يعمل إيه علشانك وبعدين ابقي تعالي قارني نفسك بيا
أنا وقُصي بنكمل بعض، وكل واحد فينا محتاج التاني
أما أنتِ ملكيش دور في حياتنا أصلًا
خلصت كلامها اللي خلى وش فرح جاب ألوان ودخلت على جوا على طول وهي بتجري، رغم ارتعاش جسمها إلا إنها بتحاول تمثل القوة عشان محدش يقدر يستغل ضعفها، كان لازم تكون بالقوة اللي تخلي قُصي يبقى مطمن عليها وهو بعيد عنها، رغم إنها لحد دلوقتي مش مستوعبة إنھا اتسببت في قتل واحد، لكن بالنسبالها هو يستاهل
للحظة حست بارتياح إنها قدرت تنتقم منه على الأذى اللي اتسببه ليها
غير أبوها وأمها فهو اتسبب في إن قُصي يطلقها
واتسبب في بعدها عن حضنه
ورغم كده قُصي برضه متخلاش عنها
وصلت لجوا وسألت عليه فعرفت إنهم خدوه عشان يحققوا معاه
كانت الوقت بيمر عليها ببطيء، حتى ما اهتمتش بوجود إلهام ودليلة اللي جم بعد ما عرفوا الخبر، وطبعًا مسلمتش من نظراتهم الكارهة ليها إلا إنها مهتمش، لحظات عدت وحست بحد بيطبطب على كتفها، اتلفتت فلقتها مريم بتدعمها، ابتسمتلها بارتعاش ورفعت إيديها وربتت على إيديها بامتنان، ورجعت تاني تبص على الممر
اما جوا في غرفة التحقيقات
كان قاعد بيهز رجله وهو مستني الضابط اللي هيحقق معاه، كان كل قلقه على عائشة بس، من ساعة ما شاف انهيارها لما ضربت على عيسى وهو خايف عليها منهم
اتفتح الباب فاتعدل واستكان أكتر في جلسته، دخل عليه الضابط عمر وقعد قصاده وهو بيقول بسخرية_بقالك كتير مشرفتناش
فابتسم قُصي وقال ببرود_اديني جيت أهو، حسيت إني وحشتك فقولت أعمل زيارة
بصله عمر برفعة حاجب وقال_وجودك في أي مگان بيحصل فيه كارثة مش عاجبني يا قُصي يا راوي، رغم إنك كل مرة بتقدر تطلع منها
سند عمر ضهره على الكرسي وقال_يلا اتحفني وقولي هتطلع نفسك ازاي المرادي
كان قُصي عارف إن عمر شاكك فيه، ومع ذلك معرفش يمسك عليه أي حاجة، فاتعدل في قعدته وقال بتلاعب_مش لما أعرف سبب وجودي هنا الأول؟
مال ناحيته عمر وهو بيبصله بتهديد وقال_مش عايز استعباط يا ابن الراوي، رجالتك المسلحين اللي كانوا ماليين القاعة دول إيه مبررك ليهم؟
ولا وجودك في نفس المكان اللي اتعرض فيه عيسى زهران للاغتيال
مش واخد بالك إنك متهم بقضية قتل؟
متهزش قُصي نهائي، بل فضل قاعد بيتابع كلامه بتسلية، كان واثق من نفسه وعارف هو هيعمل إيه كويس، اتعود إنه كل فترة بياخدوه يحققوا معاه ومع ذلك مقدروش يوقعوه، فقال ببرود_حفلة زي دي كانت مليانة رجال اعمال بما فيهم اعداء ليا في نفس المجال، كان طبيعي يبقى فيه حراسة عليا، ده غير إن كل الاسلحة اللي معاهم مترخصة وأنتَ بنفسك هتشوف ده
أما بالنسبة لوجودهم في القاعة فلما اتعرض عيسى زهران للاغتيال من شخص مش معروف هجموا رجالتي ورجالته على المكان عشان يأمنوا بعد ما سمعوا صوت ضرب النار
ضحك الضابط عمر باستهزاء وقال_يعني عايز تقنعني إن مش أنتَ اللي قتلت عيسى؟
وبالنسبة لسلاح الجريمة اللي كان مرمي جنبك وأكيد عليه بصماتك؟
فرد قُصي بنفس البرود_عيسى اتعرض للاغتيال من ضهره وهو واقف بيتكلم معايا، أما بالنسبة للسلاح اللي بتتكلم عليه فهو فستك
ضيق عينه وقال بعدم استيعاب_يعني إيه؟
ريح قُصي ضهره على الكرسي وقال بثقة_يعني سلاح مش شغال أصلًا
أنتيك يعني
 وهتكتشف ده بنفسك لما يجيلك التقرير
السلاح يخص جدي، كان موجود معايا بالصدفة، وكنت بوريه لعيسى لإنه يعتبر سلاح عتيق
أنا وعيسى مفيش بينا أي عداوة
ولو فيه مكانش عزمني على حفلته ولا إيه؟
قالها وهو بيرفع كتفه بمراوغة، الوضع ده كان مستفز عمر لأقصى درجة، كان متضايق من ذكاء قُصي اللي بيطلعه من كل كارثة بيقع فيها، فسأل برفعة حاجب_على كده ليك علم بالشحنة اللي اتمسكت في ميناء مهران ولا لأ؟
ابتسم ورد_عرفت من الأخبار وأنا جاي في الطريق
ضيق عمر عينه وقال_يعني متعرفش مين اللي وراها؟
رفع كتفه واتصنع البراءة وهو بيرد_علمي علمك
زي ما أنتَ عارف كنت موجود في الحفلة في الوقت ده
فضل عمر باصلله بغيظ أما قُصي كان بيستفزه اكتر بابتسامته الباردة، فضغط على زرار وهو لسة موجه نظره عليه، دخل عسكري في الوقت فوجهله كلامه من غير ما يحيد عن قُصي_خده يبني على الحجز لحد ما يطلع تقرير البصمات والسلاح
وبالفعل قام قُصي بمنتهي البرود، وقال قبل ما يخرج_مبسوط إنك شوفتك يا عمر بيه
كان ليك واحشة والله
واتجه مع العسكري لبرا، فخبط عمر على الترابيزة بغضب شديد وفضل قاعد مكانه على الترابيزة بيفكر... 
كانت عائشة في مكانها مستنياه وهي بتهز رجليها بتوتر وبتحاول تقاوم دموعها لحد ما شافته
جاي من آخر الممر،  في حين اتنين عساكر ماشيين معاه، اتنفضت وقامت جريت عليه وهي بتقول_قُصي..
قُصي!
في حين قامت الهام هي كمان وفرح متابعينه وهو جاي، أما دليلة ففضلت قاعدة مكانها، حاولت عائشة توصله ولكن العساكر منعوها وهما بيقولوا_ممنوع
ولكنها قالت بدموع مقدرتش تداريها_٥ دقايق بس، بالله عليكوا ٥ دقايق اتطمن عليه
اتعاطفوا معاها العساكر بالذات لشكلها اللي كان منهار، فركنوا على جنب شوية يدوهم مساحة، أما هي جريت عليه وضمته لحضنها وهي بتبكي بقوة، دفن راسه في رقبتها وهو بيستنشق ريحتها وبيحاول يرجع قوته بيها، أما هي قالت وهي في حضنه_خليهم ياخدوني أنا يا قُصي
أنا اللي قتلته
خليهم يطلعوك وياخدوني أنا
بعدها عنها واحتوى وشها بين إيديه وهو بيمسح دموعها بحنان وبيتأمل ملامحها المحببة ليه_شششش
متخافيش، مش هطول
هتعدي متقلقيش، المهم أنتِ متتكلميش ولا تجيبي سيرة لحد
بكت واتمسكت بإيديه اللي على وشها وقالت_خايفة يحرموني منك
أنا تعبت من البُعد يا قُصي
عمري ما اتخليت عنك، أنا بحبك وهفضل أحبك لحد آخر نفس فيا
ضمهت لحضنه تاني بقوة وهو بيقول بمشاعر متأججة جواه حاول يكبتها على قد ما يقدر فخرجت نبرة صوته مصاحبة لتنهيدة_عارف
عارف يا أغلى من عمري
عمري ما أشك فيكي ولو للحظة
زادت من ضمه بقوة وهي بتحاول تاخد أكبر قدر منه جواها، أما هو فشدد من ضمها وهو بيقبل مقدمة راسها بحنان، ولكن عينه ثبتت في مكان ما قدامه، وهو شايف واحد لابس بدلة وبيراقبهم من بعيد، واللي رفع نضارته وابتسمله
وكان هو
طارق.... 
يتبع..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حس قُصي بشك ناحية الغريب اللي كان بيتابعهم من بعيد، ضيّق عينه وهو بيحاول يتعرف على ملامحه ولكنه مقدرش يحدد هو مين بالضبط، كان شكله غير مألوف ليه تمامًا، ولكن كان متأكد من هيئته إنه تبع عيسى، عرف طارق وقتها إن قُصي بالفعل خد باله منه، فابتسم بتريقة وحط نضارته على عينيه واتحرك ومشي من القسم
فاق قُصي في اللحظة دي على صوت أحد العساكر وهو بيقول_كفاية كده
جذبوه من دراعه تحت اعتراض عائشة اللي اتمسكت بيه اكتر وهي بتقول بدموع_متخليهمش ياخدوك يا قُصي
عشان خاطري خليك جنبي
احتوى وشها بين إيديه وقال بحنان_مش هغيب عنك متقلقيش
هزت راسها بالرفض ولكنه وجه انظاره لعُدي اللي كان بيتكلم في التليفون وقال_عائشة في امانتك يا عدي
في امانتك أنتَ ومريم
حافظوا عليها لحد ما ارجع
ربت عُدي على كتفه وقال_متقلقش، في عيني
ابتسمله قُصي بامتنان، أما فرح اتكلمت بتريقة وقالت_متخافش يا قُصي مش هناكلها!
بصلها بطرف عينه بضيق وبعدين حاد بنظراته عنها لما عُدي اتكلم وقال_أنا كلمت المحامي وكان جوا مع بابا وياسين الوكيل
وقالوا مجرد اجراءات روتينية وهيخرجوا
اتحرك العساكر في الوقت ده وجذبوا قُصي رغم عنه قبل ما يرد عليه تحت نظرات عائشة اللي كانت بتتوسلهم بعيونها المليانة دموع، ولكن اتلفت قُصي في اللحظة الأخيرة وقال_عائشة يا عُدي
هزله عُدي راسه وهو بيحاول يطمنه، لحد ما اختفى عن الأنظار وخدوه لجوا الزنزانة لحد ما يصدر قرار ببرائته وصحة كلامه، أما فرح راحت قعدت هي والهام تاني وتمتمت بامتعاض_عائشة عائشة
كإن مفيش غيرها!
زفرت دليلة بضيق وقالت_بالله عليكي اسكتي يا فرح
أنا على أخري لوحدي
أما الهام ففضلت مثبتة أنظارها على عائشة بضيق اللي كانت مرمية في حضن مريم وبتبكي، وكانت مريم بتربت على كتفها بحنان، أما عُدي فكان بيعمل مكالمات عشان يقدر يخرج ابوه واخوه... 
---------------------------------
دخل قُصي الزنزانة اللي أخدوه العساكر ليها، فبالصدفة اكتشف وجود معاذ فيها اللي اتعدل أول ما شافه وراح ضمه، فربت قُصي على كتفه وراحوا قعدوا هما الاتنين في الأرض وسندوا بضهرهم على الحيطة، اتنهد معاذ وقال_تفتكر عيسى ورجالته هيعترفوا على مراتك؟
ركز قُصي قدامه في الفراغ وقال_معتقدش
لو اعترفوا هيعترفوا عليا أنا عشان ينتقموا مني بعد اللي حصل في الشحنة
ووقتها يقدروا يئذوا عائشة وأنا متقيد جوا 
أما لو اللي في بالي صح
سكت شوية وضيق عينه_يبقى اللعب هيبقى من تحت لتحت بعيد عن الحكومة
اتعدل معاذ وبصله باهتمام وهو بيقول_إيه اللي في بالك؟
رد قُصي واظلمت نظراته_متهيألي شريك عيسى المجهول كان موجود النهاردة في القسم، ولو هو فعلًا فأكيد قرر رجالته انهم يقولوا نفس الكلام، وفي الغالب هيطلعنا منها
هز معاذ راسه وقال_عشان وقتها يعرفوا ينتقموا صح
سند قُصي راسه على الحيطة وقال_أول حاجة هيعملوها هينصبولنا فخ
خسارتهم مكانتش هينة برضه وضربتنا كانت قاضية 
شحنة زي دي أكيد كلفتهم ملايين ده غير الوعود والتعاملات الخارجية اللي كانت هتتصدر ليهم
فضحك معاذ في الوقت ده وقال بتريقة_على كده قتلنا بقى مطلب جماهيري
كان قُصي هيرد عليه ولكنه لاحظ إن فيه حركة غريبة في الزنزانة، وجه أنظاره على الموجودين وبالفعل كان فيه عدد من المساجين باصين عليهم وكإنهم مترقبين ليهم، حس معاذ بسكون قُصي، فمال ناحيته وهو بيتأمل في الموجودين_هيحصل عوق ولا إيه؟
ابتسم قُصي وقال بعبث_جاهز؟
شمر معاذ أكمامه وقال باستعداد_جدًا
وفلحظة هما الاتنين اتنفضوا من مكانهم، فوقف حوالي ٦ رجالة موجودين في السجن كانت ملامحهم اجرامية وباين عليهم الغضب، زادت ابتسامة قُصي وهو واخد وضع الاستعداد بالذات لما لقى واحد من الرجالة طلع سكينة من جيبه، فبص هو معاذ لبعض وقالوا في صوت واحد_استعنا على الشقا بالله
وفلحظة اتقلب المكان لساحة معركة، في حين باقي المساجين خدوا جنب وهما بيتفرجوا على اللي بيحصل من بعيد خوفًا ليتعرضوا لأي إصابة خصوصًا وهما عارفين إن دي تصفية حسابات ملهمش علاقة بيها
قرب الشخص اللي ماسك سكينة من قُصي، وباغته بضربة ولكنه اتفاداها ومسك دراعه لواه بعنف لحد ما سمع صوت تكسير عظامه فصرخ الراجل بألم فضربه قُصي بركبته بعنف في بطنه لدرجة إنه طلع دم من فمه ووقع على الأرض بيصرخ
في حين سدد معاذ كذه لكمة لواحد من الموجودين، وبعدين ضربه في راسه فوقع على الأرض
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ابتسم قُصي بفخر ولكنه باغته واحد بلكمة في وشه، وقبل ما يسدد التانية اتفاداها ومسكه من دماغه وخبطها في الحيطة بعنف كذه مرة وسابه فارتد على الأرض ومتحركش
هجموا عليهم بقيت الرجال، قدروا يتفادوا عدد كبير من الضربات الموجهة ليهم وهما بيتعاملوا بخبرة وكإنهم ملاكمين، لحد ما قدروا يخلصوا على كل الرجالة الموجودين، في اللحظة دي دخل العساكر بعد حالة الهرج اللي اتملت في العنبر، خدوا قُصي ومعاذ اللي ماشيين وهما مبتسمين بشموخ رغم إنهم كانوا بينهجوا من عنف المجهود اللي عملوه، ونفض معاذ إيده وهو بيتأملهم بانتشاء، أما عن المصابين فخدوهم للمستشفى... 
----------------------------------
خرج جلال وياسين الوكيل أخيرًا بعد ما أكدوا إنهم من ضمن الحضور وملهمش علاقة بحاجة، كانوا كلهم مستنيينهم برا في حين كانت عائشة قاعدة على الكرسي وساندة راسها على الحيطة بتوهان، قاموا كلهم بسرعة عداها وجريت فرح وضمت أبوها وهي بتقول_حمدلله على سلامتك يا بابا
ضمها ياسين في حين احتوى كتف زوجته دليلة بإيده التانية وهو بيقول_الحمدلله عدت على خير
وقفت الهام واتجهت ناحية جلال اللي قال وهو بيدور على الموجودين لحد ما عينه ثبتت على عائشة اللي مش مدركة لأي حاجة بتحصل حواليها_فين قُصي؟
مخرجش ليه؟!
رد عُدي بضيق_لسة بيحققوا في موضوع قتل عيسى
هز راسه بتفهم، فاتكلم ياسين_وهو حالته إيه دلوقتي؟
فقال عٌدي_خرج من العمليات ومحجوز في العناية المركزة دلوقتي، لكن اصابته مش خطيرة أوي
ابتسم جلال ووجه نظره لعائشة وهو بيراقب تعابير وشها_عرفتوا مين اللي ضربه بالنار؟
هنا اتعدلت عائشة وظهر الارتباك والقلق على وشها، مدركة إن لو جلال عرف تدخلها في الموضوع ده مش هيتردد في إنه يئذيها، ففضلت تتنقل بعنيها على الكل بارتباك لحد ما قال عُدي_لسة معرفناش وقُصي مقالش حاجة عن الموضوع
اتكلم في التحقيق وقال حد اغتاله من ضهره
فزادت ابتسامة جلال وهو مثبت عينه على عائشة واتكلم_جايز، ليه لأ!
حس عُدي إن ابوه مركز زيادة مع عائشة، فقال_طب يلا نروح احسن
قعدتنا هنا ملهاش لازمة، كده كده قُصي لسة قدامه وقت
وجه ياسين نظره لجلال وقال_من رأيي برضه، ولازم نكثف الحراسة علينا بالذات بعد الشحنة اللي مسكوها، العين بقت علينا دلوقت ومش هيترددوا في إنهم ينتقموا
هز جلال راسه وقال_بالظبط، عشان كده المفروض نقعد كلنا في مكان واحد لحد ما الموضوع يهدى
إحنا في خطر دلوقتي
اتدخل عُدي وقال_أنا كلمت شركة أمن روسية تبعتلنا طقم حراسة كويس على الڤيلا، لحد ما قُصي يخرج ونشوف هنعمل إيه
اتكلم ياسين وقال بفخر_بس براڤو على قُصي والله، لعبها صح طول عمري بقول عليه داهية
بصتله عائشة بطرف عينها بضيق، كانت متضايقة من إن كل واحد فيهم باصص على مصلحته بس ومحدش شايف الوضع اللي قُصي اتحط فيه، فقالت فرح في الوقت ده_طب يلا نكمل كلامنا في البيت، جو القسم بدأ يخنقني
أيدوا كلهم رأيها وابتدوا يتحركوا بالفعل، ولكن عائشة فضلت مكانها، فاتلفت ليها عُدي وقال_يلا يا عائشة
ولكنها ردت برفض قاطع_مش همشي من هنا من غير قُصي
قلبت فرح عينيها بضيق، في حين اتجه ليها وقال بمسايسة_مش هينفع تفضلي هنا لوحدك، لسة منعرفش قدامه قد إيه، ووجودك لوحدك خطر عليكي
هزت راسها بالرفض وقالت_مش هروح مكان قُصي مش فيه
حتى لو فضلت مستنياه طول عمري
زفرت فرح وقالت بضيق_ما كفاية دراما بقى ويلا
بصتلها عائشة بطرف عينها، ووجهت كلامها لعُدي برجاء_خليني هنا يا عُدي، عشان خاطر قُصي
مقدرش اسيبه وأمشي!
فاتنهد وربت على كتفها وقال_قُصي موصيني عليكي، أنتِ في أمانتي لحد ما هو يخرج، مقدرش اسيبك هنا
اتجهت مريم ناحيتها وقالت وهي بتشجعها تقوم_يلا يا عائشة، عشان متقلقيش قُصي عليكي أكتر
فضلت بصالهم بتفكير، وبعدين اتنهدت وقامت اتحركت معاهم، ولكن رغم عنها عينيها ثابتة على المكان اللي قُصي مشي منه، على أمل إنها تشوفه وتلقي عليه نظرة أخيرة تطمن قلبها عليه، ولكن من غير فايدة، فنكست راسها بحزن ومشيت وهي مش قادرة تتخيل إنها هتبقى من غيره....
-----------------------------------
_مشاكلك كترت يا قُصي!
قالها الضابط عمر وهو باصصله بترقب، في حين قُصي كان قاعد قصاده على كرسي المكتب بعد ما استدعاه، فابتسم قُصي وقال ببرود_ولاد الحرام كتير يا عمر باشا، طبيعي تلاقي كتير ما صدقوا إني وقعت
شبك كفوف إيديه في بعض وقال_يعني من أول نص ساعة في الزنزانة أرجع الاقيك قالبها ساحة معركة؟
كانت ملامح قُصي هادية ومستفزة لأقصى درجة، وقال بثقة_أكيد أنا مش هفتعل مشاكل من مفيش وعندك شهود تأكدلك إن هما اللي تربصولنا وحاولوا يقتلونا ولكن بفضل ربنا عدت على خير
هز عمر راسه وهو بيمط شفايفه، وبعدين سند ضهره على الكرسي وقال_مش شايف إن غريبة شوية لما تخرج سليم من عركة مع ٦ رجالة باجسامهم الضخمة دي، وتقدر تخلص عليهم كلهم من غير اصابة ولا اللي متدرب؟
ابتسم قُصي ورفع إيده على وشه وهو بيملس مكان اللكمة اللي خدها من واحد من الرجالة، واللي كانت ازرقت بوضوح وقال بتريقة_فين اللي سليم ده؟
مش شايف وشي اللي اتشوه
رفع عمر حاجبه وقال بسخرية_لا الف سلامة على وشك يا قُصي
_تسلم يا باشا
رغم علمه بإنه بيتريق عليه إلا إنه رد عليه باستفزاز، حس عمر إنه مش هيعرف ياخد لا حق ولا باطل من قُصي كالعادة، فضغط على زرار لحد ما دخل العسكري وأدى تحيته باحترام، فقاله عمر_خده علي الزنزانة، واتأكد تفصل بينه وبين اللي كان معاه
_حاضر يا فندم
قالها بسرعة واتجه ناحيه قُصي اللي قام وقف وهو مبتسم ببرود، ومشي مع العسكري لحد ما لقاه واخده على مكان غير الزنزانة اللي كان فيها، فلقاه حاطه في زنزانة لوحده والفاصل بينه وبين معاذ هو قضبان حديدية، دخله وقفل وراه فاتجه قُصي وقعد على الكرسي الخشب اللي موجود فيها وقال بسخرية_إيه رأيك في المعاملة الاسبيشيال دي
ضحك معاذ وقال_مكنتش اتخيل إن اللي مع عيسى سخنين بالشكل ده
يدوب لسة واصلين نلاقي رجالتهم بيرحبوا بينا! 
رد قُصي بثقة_مكانوش هيقتلونا، كانت هتبقى قرصة ودن بس
فقال معاذ بتريقة_وأديهم قرصوا بس على وشك، مرات اخويا هتخاف منك بعد كده
ضحك قُصي ومعاذ بقوة، دقايق ولقوا عسكري داخله وهو بيقول_فيه زيارة جيالك
عقد قُصي حواجبه بتعجب وقال_مش المفروض الزيارات ممنوعة؟
فزعق العسكري بحدة_أنتَ لسة هتحكي! 
اتحرك
قالها بعد ما فتح الباب، فاتحرك قُصي وهو بيبص باستغراب لمعاذ اللي كان بيتساءل جواه عن سر الزيارة دي، خدوا العسكري لأحد المكاتب، ولما دخل اتجمد وهو شايف نفس الشخص اللي كان واقف بيراقبوا قاعد على المكتب وهو حاطت رجل على رجل، في حين بيطالعه من فوق لتحت بنظرات مليانة سخرية
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فضل قُصي واقف مكانه وهو عاجز عن معرفة هويته، فشاورله طارق بإنه يقعد، فاتحرك بتردد وقعد قدامه وهو بيحاول يدرسه
سكت طارق شوية بيتأمله بفضول شديد، بالنسباله قُصي فيه علامات استفهام كتير عليه، مستغرب ازاي هو بالذكاء ده، وازاي قدر يعلم عليهم بالشكل ده، وفنفس الوقت كان متضايق من إن ليه واحد زيه مش شغال عنده!
، فضل قُصي قاعد وهو فارد ضهره وبيبصله بقوة، لحد ما اتكلم طارق وقال_مطلعتش سهل يا قُصي
كنت اذكى من توقعاتنا، لدرجة إن تدس مراتك وسطنا وعملت مسرحية قصاد عيسى عشان تعرف تدور ورانا براحتك
توحشت نظرات قُصي وقال من بين اسنانه بتهديد_مراتي ملهاش دعوة بحاجة، قسمًا بالله اللي هيهوب فيكوا ناحيتها هنهيه
طلعوا عائشة من مؤامراتكوا أحسنلكوا، مش هسمح لحد يئذيها
ضحك طارق بقوة لدرجة استفزت قُصي، ولكنه فضل يتابعه بنظرات بتدق شرر وهو بيحاول يقاوم إنه يقوم يفتك بيه، لحد ما سكت طارق وقال_عاجباني نظرة الخوف اللي في عينك عليها دي
جز قُصي على أسنانه، فمال طارق ناحيته وقال_عندي ليك عرض، وأنتَ وذكائك بقى
بصله بترقب فكمل وهو بيسند ضهره وبيرجع يحط رجل على رجل تاني_ يا ننسى كل اللي فات وتعلن خضوعك ليا وتبقى واحد من رجالتي
يا هخلي حياتك جحيم وادفعك تمن الملايين اللي خسرتهالي
قالها ونظراته اتوحشت وبان الغضب والغل اللي كان موجود فيهم، فابتسم قُصي بتريقة وقال_اللي عندك اعمله
ضم طارق قبضته بعنف وقال وهو بيحاول يتحكم في انفعالاته_استناني يا قُصي، صدقني هتندم على كل حاجة عملتها، وافتكر عندك
طارق الهلالي ما بيسيبش حقه
قام قُصي وقف واتجه ناحية الباب ببرود تحت انظار طارق، ولكن اتلفت في النهاية وقال بوعيد_مستنيك
بس حاول توصلي قبل ما أوصلك أنا أحسنلك. 
نهى كلامه وخبط على الباب ففتحله العسكري وخده تاني على محبسه، وسط نظرات طارق اللي كانت مليانة وعيد بإنه مش هيرحمه.....
-----------------------------------
عدى يومين تقريبًا، وبعد التحقيقات اكتشفوا بالفعل إن السلاح طلع مش شغال زي ما قال قُصي، رغم شك عمر فيه إلا إنه اكتفى بإنه يخلي سبيله بعد ما ياخد اقوال عيسى
بالفعل اتجه للمستشفى اللي موجود فيها عيسى بعد ما عرف إنه رجع لوعيه، ودخل عليه فلقاه تحت الأجهزة اللي بتراقب حالته، ولكنه كان واعي وصاحي، فمشي ناحيته ووقف جنبه وهو بيقول بعملية_حمدلله على سلامتك يا عيسى
رد بابتسامة مصطنعة_الله يسلمك يا عمر باشا
شد عمر الكرسي اللي كان جنبه وقعد عليه وهو بيقول_أنا جاي النهاردة آخد افادتك، بتتهم حد معين بإنه هو اللي ضرب عليك نار؟
قالها بترقب فرد عيسى ببرود_الحقيقة لأ، مشوفتش مين اللي اصابني، وأنتَ عارف بقى إن اعدائي كتير
حس عمر بإنه مخبي حاجة ورا ابتسامته دي، فقال برفعة حاجب_وبالنسبة عن وجود قُصي الراوي وقت الحادثة؟
رد عيسى بلباقة_قُصي الراوي رجل أعمال زميل، كنا واقفين بندردش مع بعض عادي، وفلحظة لقيتني اتصابت برصاصة في ضهري ومن الدوشة اللي حصلت معرفناش مين اللي عملها
جز عمر على اسنانه وقال_طب مش غريبة لما جينا نفرغ الكاميرات لقيناها مش شغالة؟
ازاي حفلة كبيرة زي دي وضامة ناس مهمة الكاميرات اللي فيها متبقاش شغالة يا عيسى؟
هز كتفه وقال ببساطة_حفاظًا على خصوصية ضيوفنا، مش هنحسسهم بإنهم متراقبين، دول كلهم ناس محترمين، معملناش حسابنا إن ممكن حد يتسلل من وسطهم
_يعني عايز تقول إن قُصي الراوي ملوش علاقة بالحادثة اللي حصلتلك
قالها وهو بيضيق عينيه فقال_بالظبط كده
فضل عمر باصصله شوية وهو مضيق عينه بيحاول يستشف أي حاجة ولكن مقدرش يوصل لحاجة، فوقف واتنهد وهو بيقول_تمام، على العموم هنكمل تحقيقاتنا في الموضوع ده، ولو افتكرت حاجة ابقي بلغنا.
_أكيد
قالها بابتسامة باردة، فاتحرك عمر وخرج من الأوضة وهو حاسس بالعجز بسبب إنه مش قادر يوصل لحاجة، هو متاكد إن فيه حاجات دايرة بينهم ولكن مش قادر يتهمهم من غير دليل... 
بالفعل تم اخلاء سبيل قُصي اللي اتبادل هو ومعاذ الابتسامة الخبيثة لما عرفوا إن عيسى برأهم ومتهمهمش بحاجة، كان متأكد إنهم مش هيدخلوا الحكومة بينهم، حسابهم بينهم وبين بعض، كان لازم ينتقموا بطريقتهم الخاصة عشان يقدروا يستمتعوا..
خرج هو ومعاذ من القسم فلقوا عُدي مستنيهم برا، سلم عليه وبعدين اتجهوا للبيت
وفي طريقهم قال عُدي_زي ما طلبت، معرفتش حد إنك خرجت 
ابتسم وبص للطريق وهو بيقول_كويس
أما في البيت
فضلت طول اليومين دول مبتخرجش من أوضتها تمامًا عشان محدش يحتك بيها، وبالفعل محدش قدر يوصلها لإن عُدي كان مهتم بيها كويس تنفيذًا لوصية قُصي
في حين إن مريم هي اللي كانت بتجيبلها الأكل، كانت مطفية وبتقضي يومها في إنها تفضل قاعدة في البلكونة بتتأمل الحراس اللي انتشروا بكمية كبيرة، فعرفت إن الوضع بالفعل بقى خطر
أو تفضل نايمة على سريرها وهي واخدة مخدته في حضنها لعلها تونسها عن غيابه.. 
كانت رايحة في النوم بعد ما حست بإرهاق شديد من كتر التفكير في الأحداث اللي حصلت المرة اللي فاتت، مقالتش لحد إنها هي اللي صوبت على عيسى وقررت تنفذ كلام قُصي المرادي لإنها بالفعل اتعلمت من اخطاءها..
وفي اثناء نومها حست بنفس على وشها، وإيده بتملس على شعرها، فتحت عينها وقبل ما تصرخ لقت إيده بتكمم فمها وصوته بيقولها بحنية_متخافيش
ده أنا
اتوسعت عينيها وهي شايفاه قدامها بالفعل في الضلمة، كانت عيونه بتلمع بشده وهو شايفها قدامه، اشتقلها بقوة واشتاق لريحتها، شال إيده من على فمها ببطيء فاتكلمت هي بعدم تصديق_قُصي..
قُصي ده أنتَ!
ملس على وشها بحنان وهو بيهز راسه بتأكيد، في حين بيتأمل في ملامحها بعشق، فانتفضت من على السرير واترمت في حضنه وهي بتضمه بقوة باشتياق، في حين ضمها هو بشدة واتنهد بعذاب وهو بيقول_تعبتيني يا عائشة
تعبتيني والله!
كانت لفة إيديها حوالين رقبته، ودموعها نازلة على كتفه، في حين بتقول ببكاء_أنا آسفة
والله آسفة
سامحني يا قُصي، متبعدنيش عنك
ملس على شعرها بحنية وهو بيقول_ششش
مقدرش أعيش من غيرك يا عائشة
أنتِ أغلى حاجة عندي
أنا بصارع للحياة عشانك أنتِ
عشان مسيبكيش لوحدك
قبلك مكانش هاممني وكنت بجازف، إنما دلوقتي بقيت أحسب كل خطوة وأنا حاطك قدامي
حست بانتفاضة مشاعرها قصاد كلامه، رغم اللي عملته إلا إنه لا زال متمسك بيها، فقالت_كنت بدور عليك في كل مكان
دنيتي ضاقت عليا من غيرك يا قُصي
بعدها عنه واحتوي وشها بين إيديه، في حين بيطالعها بحنان وهو بيقول_أنا جمبك أهو 
عمري ما هسيبك
ابتسمت بفرحة وهي بتملس على ملامحه بعشق، كإنها بترسمها جواها، مال ناحيتها ومشاعره هي اللي بتقوده ليها، اشتياقه ليها كان اقوى منه ومنها
ولكنه اتجمد وعائشة انتفضت مكانها لما سمعوا صوت ضرب نار عنيف من تحت البيت
وادرك قُصي وقتها إنه بيتم الهجوم عليهم...... 
يتبع.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وصلت عربية ضخمة عند المستشفى اللي محجوز فيھا عيسى، وراها عربية سودة نزل منها حارسين ضخام البنية بيراقبوا المكان من حواليهم لحد ما اتأكدوا إنه أمان، وبعدين اتجهوا ناحية العربية الضخمة وفتحوا الباب، خرج طارق منها وهو لابس نضارته الشمس رغم إن الجو بالليل، ولكنها متفارقهوش، وطلع على الدور اللي محجوز فيه عيسى، فتح الباب من غير استئذان، فاتعدل عيسى وهو بيراقبه بتوتر، أخد الكرسي اللي جنبه وقعد عليه وهو باصصله بصمت، فبلع عيسى ريقه وقال_قولت الكلام اللي أمرت بيه للظابط
ابتسم باستهزاء وهو حاطت رجل على رجل وقال_وده هيكفر عن اللي عملته؟
حاول يبرر لنفسه، فاتحامل على جسمه وهو بيتعدل وبعدين قال_على يدك يا طارق، أنا عملت كل اللي قولت عليه، ونفذت الخطة زي ما اتفقنا، إحنا اللي اتهاوننا مع قُصي وافتكرناه عيل نافش ريشه علينا وخلاص
فبصله طارق بقوة وقال_مراته اللي أنتَ كنت حاطتها معاك على أساس تكون نقطة ضعف ليه هي اللي وقعتنا يا عيسى
واحد من رجالتك شافها وهي واقفة مع دراع قُصي اليمين اللي اسمه معاذ
شوفت أنتَ مغفل قد إيه؟
بلع عيسى اهانته على مضض وحاول يتحاشى النظر عنه، فكمل طارق_نفذنا اللي عايزه قُصي وظهرت ليه بسذاجتك، دي نقطة ضعف لينا ومش كده وبس وأنا ظهرت بسببك، اضطريت أظهر واتعرف عشان الكارثة اللي اتسببت فيها والملايين اللي خسرتها على إيدك
سكت عيسى شوية وهو بينفخ بضيق، وبعدين رجع سأل بتردد تاني_طب ونصار
لسة عايش؟
ضحك طارق بقوة وبعدين قال_قصدك راجلك العبيط اللي معرفناش نلم اشلاؤه من تحت البيت اللي قُصي زرع فيه قنابل؟
اتصدم عيسى فكمل طارق_لا مش عايش
واحمد ربنا إنك مش مكانه
ريح طارق ضهره على الكرسي فقال عيسى_طب وهنردله اللي عمله ده ازاي؟
رد بابتسامة خبيثة اترسمت على شفايفه_رجالتنا في طريقهم لـ ڤيلا الراوي، قُصي زمانه وصل لحضن مراته دلوقتي بعد ما أخلوا سبيله، هنخلص عليهم كلهم واحد واحد
اتوسعت عين عيسى بصدمة وهو مش متخيل منتهى الجراءة والشر اللي وصلهم طارق، ولكنه تمالك نفسه وهو بيمنع ابتسامته السعيدة وقال_ولو طلع من بين ايديهم حي؟
خصوصًا إن زمانهم شددوا الحراسة عليهم؟
ابتسم طارق وقال_عندي بدل الحل عشرة
شد حيلك أنتَ وقوم وبلاش الدلع اللي أنتَ فيه، الظاهر هنودعك قريب لو فضلت مرمي زي الوالدة كده
ارتبك عيسى من كلامه وبلع ريقه بتوتر، فقام طارق وهو بيقفل چاكيت بدلته، واتحرك لبرا بغرور بعد ما رماه بنظرة مستهزئة على حالته.... 
------------------------------
صوت ضرب النار زاد بشكل ملحوظ، فاتشبثت فيه عائشة وهي بتتنفض برعب في حين صرخت_إيه اللي بيحصل يا قُصي!
اتلفت وهو بيضمها ليه بحماية، في حين بيحاول يلقي نظرة على اللي بيحصل تحت وقال_متخافيش
بعدها عنه واتجه لدرج التسريحة بتاعه، طلع سلاحه وفتح صمام الامان وحذرها وهو بيتجه عشان يقفل باب البلكونة كويس_خليكي هنا متتحركيش من مكانك مهما حصل
واوعي تقربي من البلكونة
كانت حاطة إيديها على ودنها ومغمضة عينها من عنف صوت ضرب النار، ولكنها جريت ناحيته وهي بتتشبث فيه وبتقول برجاء ممزوج بدموع_لأ يا قُصي
عشان خاطري متنزلش
بالله عليك مش عايزاك تروح مني!
كان صوتها خارج بارتعاش من قوة الرعب اللي جواها، فابتسملها واحتوي وشها بين إيديه ومال طبع قبلة عميقة وبعد عنها وهو بيقول_هرجعلك تاني متقلقيش
سابها وخرج وقفل الاوضة بالمفتاح من وراه لإنه كان كان متأكد إنها مش هتسمع كلامه وهتخرج من خوفها عليه، وبالفعل أول ما خرجت جريت واحساس الخوف عليه بيتفاقم جواها نزلت دموعها وقلبها ارتجف وهي بتحاول تفتح الباب ولكن من غير فايدة، فسندت عليه وقعدت على الأرض وهي بتكتم الصوت العنيف بودانها وقفلت جفونها بتضغط عليهم بقوة وهي بتقول_يارب
يارب احفظهولي
يارب احميه ليا يارب
أما برا، كان كل قلق قُصي على أهل بيته، متوقعش إنهم عندهم جرأة لدرجة إنهم يهجموا على البيت ووسط الناس، فأدرك إن طارق شخصية غير اللي اتوقعها تمامًا، وقبل ما ينزل لقى معاذ وعُدي طالعين ليه بسرعة في حين عُدي كان واخد مريم وأولاده الاتنين للأوضة عشان يحميهم، أما معاذ اتجه ناحيته وقال وهو بينهج_عدد كبير من رجالة عيسى برا
فقال قُصي بغضب شديد_جايين ينتقموا
جهز معاذ سلاحه، في حين رفع قُصي إيده اللي فيها السلاح ونزلوا الاتنين على تحت، فشافوا الهام ودليلة اللي كانت ضامة فرح قاعدين وبيرتجفوا من الرعب، فضرخت الهام وقالت_الحقنا يا قُصي هيموتونا!
دور قُصي بعينه على الموجودين وقال_جلال وياسين فين
فردت دليلة من وسط دموعها_خرجوا يشتبكوا معاهم، الحقهم بالله عليك هيقتلوهم
هز قُصي راسه بقلق، في حين نزل عُدي في الوقت ده وهو مجهز سلاحه هو كمان، فأشار ليه قُصي وهو بيقول بأمر_اطلع على الروف اصطادهم من فوق على قد ما تقدر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
هز راسه بتفهم وطلع على فوق من غير تردد، أما قُصي فجهز هو ومعاذ اسلحتهم وشاوروا لبعض براسهم وخرجوا على برا
شافوا جلال وياسين وهما متدرايين ورا كراسي وبيصوبوا عليهم، أما كان فيه عدد مش قليل سواء من المهاجمين ومن الحراسة اتصابو بالفعل ومرميين على الأرض، كانت البوابة بتاعة الڤيلا لسة متفتحتش ومدخلوش، ولكن كانوا بيصوبوا من فوق السور اللي كانوا بيتسلقوا عليه، وعشان ميتعرفوش كانوا مجموعة ملثمين باين عليهم إنهم متدربين بمهارة. 
جري قُصي ومعاذ كل واحد فيهم استخبى ورا عامود من الأعمدة الضخمة اللي في مدخل الڤيلا، وابتدوا يصوبوا بمهارة على كل اللي يقدروا عليه، وده بمشاركة جلال وياسين اللي التعب والاجهاد ظهر عليهم، في حين كان بالفعل عُدي من فوق بيصوب عليهم.
ابتدوا المهاجمين ينطوا من فوق السور، فاتحرك معاذ باشارة من قُصي للجانب التاني، فين حين جري قُصي لحد ما استخبى ورا الترابيزة  بعد ما قلبها، ولكن كانت المشكلة في إن ضهره مش محمي من ناحية الحديقة الخلفية، فخرج ملثم من ورا وقبل ما يصوب على ضهر قُصي كان عُدي شافه وصرخ باسمه وضرب الملثم رصاصة في راسه. 
اتلفت قُصي على صوت عُدي فشاف الملثم وهو بيقع على الأرض، فقام وهو بينقل نظره بين الوضع قدام اللي ابتدى يهدى، واتحرك  بيجري وهو حاني ضهره ناحية ورا، اتسلل من جنب الحيطة وهو رافع مسدسه في تأهب واستعداد، وبص بطرف عينه لورا فشاف ملثم مقرب منه، وبدون تردد هجم عليه وخبطه بالسلاح على دماغه ومسكه من رقبته بدراعه، وعمله درع ليه، وبالفعل ابتدوا الباقي يصوبوا عليه ولكن كل الطلق كان بييجي في الملثم اللي كان ماسكه، فبمهارة اطلق عليهم  ورمى الراجل اللي في إيده واستخبى ورا الحيطة، وابتدى يطلع يضرب عليهم لحد ما خلص على كل اللي كانوا في الحديقة الخلفية، وقتها سمع إن الصوت هدي فلف من الناحية التانية عشان يتأكد إن الحديقة مفيهاش حد، ولما اتجهلهم قابل معاذ اللي اتنهد وقال_نضيف
بص لعُدي من فوق اللي صرخ هو كمان_نضيف هنا كمان
اتنهد قُصي وكان حاسس بالاجهاد الشديد، رفع إيده وهو بيتنفس بعنف وبيمسح العرق اللي اتكون على جبينه وهو بيتأمل في الجثث اللي في مدخل بيته، اتأكد ياسين وجلال إن الدنيا أمان فخرجوا من ورا الكراسي اللي متحامين فيها وهما بيتنفسوا بعنف
ولكن للحظة خرج ملثم من فوق السور وصوب سلاحة مباشرة على هدفه اللي كان عارفة كويس ألا وهو قُصي، وقبل ما يضرب عليه لمحوا قُصي ورفع سلاحه عشان يضربه ولكن كانت بالفعل الطلقة خرجت من سلاح الملثم واللي استقرت في قلب جلال اللي كان بالصدفة وقف قدام قُصي، وفلحظة ضرب قُصي رصاصة استقرب في راس الملثم اللي وقع على الارض من الناحية التانية وجري على جلال وهو بيصرخ برعب_بابااااا!
جريوا كلهم عليه، مكانوش مستوعبين اللي حصل، كان مرمي على الأرض وهو مصدوم وبياخد نفسه بالعافية، قلع قُصي التيشرت اللي كان لابسة وابتدى يضغط على مكان الجرح وهو بيصرخ برعب_اطلبوا الاسعاف بسرعة
فلحظة خرجت الهام ودليلة وفرح من جوا، اللي صرخوا بهلع أول ما شافوا المنظر وارتفع صوت صراخهم بقوة لدرجة وصلت لعائشة فوق، اللي اتنفضت بذعر وهي بتقول_قُصي!
للحظة اتملكها الهلع وهي بتحاول تفتح الباب، وكل اللي في بالها إن قُصي حصله حاجة او اتصاب، مكانتش قد فكرة إنها تخسره، أو إنها تشوفه غرقان في دمه بين إيديها، فبقت تحاول تفتح الباب وتخبط بعنف وهي بتبكي وبتقول_افتحوا الباب
ايه اللي حصل 
يا قُصـي!
وبعد خبط عنيف لدرجة إن قوتها خارت ومبقتش قادرة تقف على رجليها وكانت بتشد على شعرها بهلع لقت الباب بيتفتح واللي كانت بتفتحه هي مريم اللي كانت مرعوبة هي كمان، فبدون ما تبصلها حتى جريت على تحت وهي بتدور عليه وسط الموجودين، لحد ما شافته
كان بيشيل ابوه مع معاذ وبيدخله العربية بتاعة عُدي، فبكت بانهيار وهي بتجري ناحيته ومش مصدقة إنه سليم قدامها_قُصي
اتلفت على صوتها واتألم على حالتها، كان جسمها كله بيرتجف عيونها منفوخة ووشها شديد الاحمرار، جريت عليه واترمت في حضنه بقوة وهي بتبكي بصوت عالي، فضمها بحنان وقبل مقدمة راسها وهو بيقول_متخافيش أنا كويس
اتحركت العربية اللي فيها جلال وركبت فيها الهام، أما فرح ودليلة وياسين اخدوا عربيتهم واتحركوا هما كمان
فضلت عائشة متشبثة بقُصي وهي بتبكي وبتقول_خوفت لأخسرك
كنت بحسبهم اذوك يا قُصي! 
طبطب عليها وبعدها عنه وهو بيقول_متخافيش يا حبيبتي
أنا قدامك أهو سليم
يلا بس نتحرك على المستشفى عشان جلال اتصاب
هزت راسها من وسط دموعها اللي بتنزل بعنف، وبالفعل اتحركوا وركبوا العربية مع معاذ وسط ما عائشة كانت ضامة قُصي وهي مخبية في صدره وشها من المقبرة اللي كانت قدامها، فكانت حديقة الڤيلا مليانة جثث ودم بطريقة مرعبة... 
وصلوا المستشفى في وقت قياسي، ولإن عُدي كان سابقهم فكانوا وصلوا بالفعل وهما بينقلوا جلال على الترولي، جري قُصي ووراه عائشة وهما متحركين مع الباقي ورا الترولي اللي ناقل جلال، المشهد كان مرعب بالنسبة ليها فجلال كان شبه مطلع في الروح ومش واعي تمامًا، على قد ما كانت بتكرهه ولكن في النهاية هو أبو قُصي، وبرضه متتمناش لأي حد الأذى بالشكل ده، دخلوا بيه اوضة العمليات، وكانت الهام في حالة انهيار ومصممة تدخل لجوا، في وقفها أحد الممرضين وهو بيقول بعملية_آسف ممنوع الدخول
بالفعل انهارت اكتر، فضمها عُدي وهو بيحاول يهديها على قد ما يقدر، وبينقل نظراته على معاذ وقُصي اللي كان مرتبك هو كمان
فاتكلم عُدي وقال_معقولة عيسى يبعت متدربين زي دول؟
شرد قُصي قدامه وهو بيحاول يقاوم الغضب اللي جواه وقال_لأ
اللي فوق عيسى هو اللي بعتهم
بصله معاذ اللي فهمه بسهولة وقال_طارق الهلالي مش كده؟
هز قُصي راسه من غير ما يرد، فزفر ياسين بتوتر وهو قلقان على حياته بعد اللي شافه وقال_طب وهنعمل إيه؟
الظاهر إننا غلطنا لما لعبنا معاهم، طلعوا أكبر مننا كلنا
بصله بطرف عينه وقال_يخرج جلال بالسلامة بس ووقتها أنا عارف هعمل إيه
ومتنساش إن إحنا مخلصين على كل رجالة اللي بتقول عليه اكبر مننا ده! 
فبكت الهام وهي بتقول_بس ابوك اللي وقع ضحية كل اللي بيحصل ده!
اتنهد بهم واتجه ناحية الهام، وربت على كتفها وهو بيقول_متقلقيش، ان شاء الله هيقوم بالسلامة
جلال مش هيسيبنا بسهولة كده
بكت اكتر فجذها عُدي لحضنه تاني وهو بيحاول يواسيها على قد ما يقدر
عدى شوية وقت كانوا كلهم واقفين فيه على أعصابهم، ولإن المدة طالت جوا فكان قُصي متأكد إن الوضع خطر، خصوصًا إنه شاف مكان الرصاصة واللي كان متأكد إنها صعبة، وبعد مدة خرج الدكتور من أوضة العمليات، فكلهم جريوا عليه اما الهام فبكت وهي بتقول_طمني على جوزي يا دكتور بالله عليك
رفع الدكتور الكمامة من على وشه، وقال بارهاق ظاهر عليه_مخبيش عليكوا، الحالة وضعها مش مستقر، مكان الرصاصة كان حساس جدًا وقدرنا نخرجها بصعوبة، الحقيقة منضمنش حالة المريض هتبقى إيه، ولكن ادعوا إن الـ ٤٨ ساعة الجايين يعدوا على خير
خلص كلامه ومشي، فانهارت الهام على الكرسي وهي بتقول_جلال بيروح مني
ابوكوا بيروح! 
سند قُصي راسه على الحيطة بهم، على قد ما هو وابوه عمرهم ما اتفقوا مع بعض، حتى جاتلهم فترة كانوا اعداء، إلا إن في الآخر صلة الدم اللي بتحكم! 
حس بلمسة على إيده، فوجه نظره لقى عائشة بتملس على إيده بحنان، في حين بتبسمله بتشجيع، كانت عارفة قد إيه هو في صراع مع افكاره، بالذات مع حالة الصمت اللي هو فيها دي، فبادلها الابتسام على قد ما يقدر، ورجع سند على الحيطة تاني.. 
----------------------------------
كان قاعد حاطت رجل على رجل على الكرسي الجلد وهو باصص على البيوت من تحت ناطحة السحاب اللي هو قاعد فيها، لحد ما اتجه ليه واحد من رجالته فحس بيه طارق وقال من غير ما يتلفتله_وصلوا لإيه؟
شبك رجله إيديه قدامه وقال وهو حاني راسه_قدروا يخلصوا على كل الرجالة اللي بعتناهم، ولكن جلال الراوي اتصاب وحالته خطيرة
ابتسم وهو لسة موجه نظره على الحيطة اللي كانت زجاجية بالكامل وقال_كويس
قُصي هيبدأ ينتقم، وأنا مستنيه.
اتكلم رجله من وراه وقال_تحب تؤمر بحاجة نعملها ليه؟
اتلفتله نص لفتة من غير ما يشوفه حتى، وقال_تابعوا أخبار جلال الراوي، وعرفوني بتحركات ابنه أول بأول
هز الرجل راسه وقال وهو بينسحب_أوامرك يا باشا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أما طارق فاتعدل وحط رجل على رجل، واتسعت ابتسامته اللي على شفايفه، كان مدرك إن قُصي مش سهل، رغم عدم توقعه إنه هيقدر على كل عدد الرجالة اللي بعتهمله دول وكان فاكر إنه على الأقل هيخرج بإصابة لو حتى بسيطة، لكن كل مرة كان بيقدر يفاجئه، ولكن كان جواه شعور بالسعادة إن قدر يئذي حد من حبايبه.... 
---------------------------------
كان عدى وقت من بعد ما خرجوا جلال على أوضة العناية المركزة كان قُصي شايف الحالة اللي الكل فيها، مدرك إنهم حاسين بالارهاق بعد اليوم الصعب اللي اتعرضوله فوجه كلامه لياسين اللي كان قاعد ضامم مراته وبنته وقال_ياسين
خد مراتك وبنتك وروحوا على الڤيلا، متقلقوش الشرطة كانوا هناك واخدوا كل الجثث، والرجالة نضفوا المكان
هز ياسين راسه بتفهم، وابتدى يشجع مراته وبنته اللي بالفعل كانوا مرهقين بشكل كبير، فوجه قُصي كلامه المرادي لـ عُدي وقال_وأنتَ يا عُدي
ولادك مش حمل مرمطة مستشفيات، خدهم وخد ماما معاك ترتاح شوية، قاعدتها في المستشفى ملهاش لازمة، كفاية الارهاق اللي أنتوا فيه
ولكن هنا الهام اللي كانت شاردة رفعت راسها وقالت بحدة_مش هتحرك من هنا، هفضل مع جلال لحد ما يفوق
زفر قُصي وقال بمسايسة_وأنتِ يرضيكِ جلال لما يفوق يلاقيكي بالشكل ده؟
هتتعبيه فوق تعبه، روحي بس خديلك دش كده وغيري هدومك وناميلك ساعتين وأنا بنفسي هاجي أخدك وأجيبك ليه
أنتِ مش قادرة تصلبي طولك يا أمي متضغطيش على نفسك
ومتقلقيش أنا هفضل هنا
ورغم الرفض اللي كان باين على وشها إلا إنها قامت بتشجيع من عُدي، بصت بصة أخيرة على جلال اللي كان نايم على السرير ومتوصل بيه أجهزة كتيرة وبعدين اتنهدت بحزن واتحركت معاهم، وجه قُصي نظره لعائشة اللي رفعت حاجبها وقالت بحدة_متحاولش
رجلي على رجلك، مش هتحرك من غيرك
غصب عنه ضحك وجذبها ليه وهو بيطبع قبلة عميقة على خدها وهو بيقول_مش ملاحظة إنك بقيتي عصبية شوية يا روحي؟
ضيقت عينيها وقالت بملاعبة_اتعلمت منك يا روحي
ضحك وضمها ليه فسندت هي على صدره واتنهدت بعمق
اتنحنح هنا معاذ وقال_هروح اجيبكلم حاجة تشربوها
هزله قُصي راسه وبالفعل مشي، أما عائشة فأخدك راحتها أكتر ورفعت إيديها سندتها على صدر قُصي وهي بتقول_هنفضل كده لحد امتى؟
بصلها قُصي باستفهام، فرفعت وشها ليه وهي لسة مثبتة راسها على صدره وقالت بحزن_نفسي نعيش حياة طبيعية يا قُصي
ليه بيحصلنا كل ده! 
على قد الحزن اللي جواه لكنه قال بمرح_دي ضريبة إنك تتجوزي رجل مافيا
فاتعدلت وهي بتقوله بتهديد_خد بالك، اللي بتكلمها قدامك دي بنت رجل مافيا برضه! 
ضحك وقال_أنا ملاحظ إنك بقيتي تفتخري بالموضوع ده اتغيرتي ها! 
رفعت إيديها ولاعبت مناخيره وهي بتقول_ومين متتغيرش وهي مراتك
حطت إيديها على وسطها قدام نظراته اللي كانت بتتأملها بحب واضح وقالت_وبعدين عاجبك ولا مش عاجبك يا استاذ رجل المافيا؟!
اتوترت لما لقته مبيردش وفضل بيتأمل ملامحها بعمق، وبعدين جذبها تاني وهو بيطبع قبلة على خدها، فابتسمت وهي بتريح رأسها على صدره وهي بتقول بضيق مصطنع_أهو قدرت تاكل بعقلي حلاوة وتغير الموضوع اللي كنت بتكلم فيه! 
ملس على شعرها وهو ساند دقنه على راسها وقال_محصلش
_كذاب يا قُصي!
قالتها وهي بتغزه بخفة، فضحك بقوة وهو حاسس إن اللي قدامه ما هي إلا طفلة، فابتسمت عائشة وفرحت من نفسها إنها إلى حد ما قدرت تخرجه من الهم اللي هو فيه، مكانش عاجبها احساسه بالذنب اللي كانت شايفاه على عينيه واللي قدرت تقرؤه بسهولة رغم إنه حاول يداري على قد ما يقدر، لكن في النهاية وبعد الحب الكبير اللي بيجمعهم، فاحساسهم ببعض مخليهم زي المراية قصاد بعض.. 
دقايق ولقوا الشرطة جايين عليهم وعلى راسهم عمر، فاتعدل قُصي بسرعة واستعجبت عائشة اللي مكانتش لسة شافتهم فاتلفتت مكان ما قُصي باصص
وللحظة حست بالارتباك فوجهلها قُصي نظرة تطمنها
وصل عمر مكان قُصي اللي كان قاعد زي ما هو متحركش، وبعدين قام بتثاقل وهو بيبصله ببرود، فقال عمر_حمدلله على سلامة والدك
هز قُصي راسه ببرود، فقال عمر_متهيألي المرادي الحادثة مكانتش طبيعية، بالذات الهجوم اللي حصل على ڤيلتكوا، ولا إيه؟
ربع قُصي إيده وقال ببرود_أنتَ شايف إيه؟
استفز بروده عمر، اللي قال_أنا شايف إن المفروض بعد اللي حصل ده على الأقل تكون شاكك في مين عمل كده!
ولكن قُصي فضل محافظ على نظراته وقال_وعلى حسب علمي المفروض التحقيقات هي اللي توصلنا للي عمل كده مش شكي! 
وقبل ما يتكلم عمر سمعوا صوت جلبة من جوا أوضة جلال، اتحرك قُصي ووراه عائشة فشافوا من ورا الازاز تحرك الدكتور والممرضين حواليه وكان باين عليهم التوتر، شوية وشافهم بيبدأ يعملوا ليه انعاش، حس بقلبه بينتفض من مكانه وسند بإيده على الازاز وهو بيراقب اللي بيحصل بعيون متسعة بصدمة ووراه عائشة اللي رفعت إيديها على شفايفها وهي مش مصدقة اللي بيحصل، دقايق عدت وخرج الدكتور ليهم وهو حاني راسه وبيقول_للأسف مقدرناش ننقذه
البقاء لله... 
يتبع.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
شهقت عائشة بصدمة من هول المفاجأة اللي مكانتش في الحسبان نهائي، ووجهت أنظارها لقُصي اللي اتجمد تمامًا مكانه، خلص الدكتور كلامه وسابهم ومشي، أما قُصي فـ فضل واقف مكانه بيتابع أبوه بعيونه من ورا الازاز وهما بيشيلوا الاجهزة عنه وبيغطوا وشه، كل المشاهد اللي جمعتهم مرت قدام عينه في شريط زمني في الوقت ده، بداية من ما كان طفل وبياخده يعلمه الصيد، أول مرة خده معاه الشغل، المرة الأولى في تجربة السلاح، نزاعهم مع بعض، انفصال قُصي عنه، وانتهى بالعداء اللي بقى بينهم، كان في حالة صدمة، متخيلش أنه هيمشي بدري بالشكل ده، كان متوقع إنه هيقوم منها ويكملوا خناق وجر شكل في بعض، رغم جفاف العلاقة بينهم إلا إنه لسة أبوه! 
للحظة اتحولت نظراته للغضب، لهيب مرعب ومضت بيه عيونه، ملامحه اتبدلت لتانية اجرامية، كان الجحيم بيخرج من وشه، كور قبضة إيده وهو بيشد عليها بقوة لدرجة برزت عروقه وابيضت من عنف ضغطه، جز على أسنانه وفكه، لوهلة خافت عائشة من شكله، مكانش في حالته الطبيعية، ادركت إن قُصي مش هيدي لنفسه فرصة إنه يحزن، ولكن اللي شايفاه قدامها إنه هينتقم، وانتقامه هيكون دموي، مسكت دراعه عشان تحاول تهديه، تدعمه، تديله فرصة يخرج حزنه في حاجة غير الغضب اللي ممكن يحرقهم كلهم، ولكنه مكانش شايفها، مكانش حاسس بيها نهائي، كان غاضب لدرجة فتاكة، حاقد وناقم، ملست على دراعه وهي بتهمس باسمه، ولكن من غير فايدة برضه، فهنا اتكلم الضابط عمر بأسف_البقاء لله يا قُصي
أتمنى تساعدنا عشان نقدر ناخد حق والدك من اللي عمل كده
ولكنه اتلفت له بنفس الملامح المرعبة، وقال بلهجة مليانة حقد_اطلع منها أنتَ يا سيادة الرائد، تاري هاخده بإيدي
كان مقدر حالته اللي هو فيها، ولكن كان خايف للموضوع يتفاقم، فقال بحدة_تار إيه اللي تاخده بإيدك يا قُصي
أومال إحنا دورنا إيه
البلد فيها قانون! 
شدد على قبضته أكتر وقال_قولتلك اطلع منها أنتَ
ولو على القانون، فأنا خالق قانون لمملكتي
قانون خاص بيا أنا
اتحرك الضابط عمر ناحيته وهو بيحاول يهديه_قُصي
أنا متأكد إنك عارف اللي عمل كده
صدقني هننتقملك منه
متوديش أنتَ نفسك في داهية وتعمل مشاكل مع الحكومة
ولكنه قال بحزم_أنا قولت اللي عندي
قالها وهو بيتجه لبرا من غير ما يسمع نداءاتهم فوجه الضابط عمر انظاره لعائشة وقال برجاء_ياريت تهديه يا مدام، جوزك غضبه عاميه دلوقتي، صدقيني أول واحد هيتئذي بغضبه ده هو
حست بالقلق بيتفاقم جواها، الوجه الاجرامي اللي شافته من قُصي ده ادركت انه مش في حالته الطبيعية وهيحرق الكل بالفعل، فجريت وراه وهي بتحاول تلحقه وبتنادي باسمه ولكنه مكانش بيرد، فقبل ما يخرج من المستشفى سبقته ووقفت قدامه وضمته بقوة وهي بتقول_بالله عليك يا قُصي
متخليش غضبك يعميك
ازعل الاول، بالله عليك خد حقك في الزعل الأول
حاول يبعدها عنه من غير ما يبصلها وهو بيقول_اوعي من قدامي يا عائشة
ولكنها رفضت تبعد عنه وفضلت متمسكة بيه، وبعدها ضمت وشه بين كفوف إيديها، وبصت لعينيه وهي بتقول_بصلي يا قُصي
بصلي عشان خاطري
أنا عائشة حبيبتك!
رافض تبصلي ليه
حاول يتحاشى بالنظر عنها وهو بيقول_اوعي يا عائشة! 
ولكنها حركت راسه بالاجبار ناحيته وهي بتقول_بصلي يا حبيبي
بصلي يا قُصي
وغصب عنه لقى نفسه بيبص لعيونها وهو بيتأمل ملامحها، اتهزت عيونه بضياع وهو بيحاول يقاوم المشاعر اللي جواه، حست عائشة بإنه ابتدى يستجيب، فقالت بحنان_خرج حزنك يا قُصي
احزن
بس متغضبش
متغضبش بدل ما تزعل يا قُصي عشان خاطري
لوهلة ارتخت ملامحه وارتخت قبضة إيده، لان وشه واتبدلت نظرته للألم، كان عائشة تأثيرها عليه تأثير السحر، مشاعره اللي كان بيداريها ورا غضبه وعصبيته، لمعت عيونه بدموع محبوسة، وخرج صوته بحشرجة ضعيفة_بابا يا عائشة
بكت عائشة من حالته، وضمته وهي بتحتويه، فلف دراعه حواليها بقوة وهو بيدفن وشه في تجويف رقبتها، ضمها بقوة لدرجة وجعتها ولكن مفرقش معاها، المهم إنه يخرج من الحالة اللي هو فيها دي، فضل ضاممها وهي بتملس على شعره، ضهره، حتى ذراعه، كانت بتحاول تواسيه على قد ما تقدر، رغم إنه مبكاش، ولكن يكفي إنه ظهر ألمه، حاولت خفف عنه وهي بتقول_راح عند اللي احسن من الكل يا حبيبي
كلنا مسيرنا نموت
حتى أنا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
انتفض وبعد عنها وهو قابض على كتافها وبيقول بجنون_لأ
مش هتموتي
مش هسيبك تموتي يا عائشة
مقدرش أعيش من غيرك
اتأثرت من نبرة صوته ونظراته الضايعة، فجذبته ليها مرة تانية وهي بتحاول تهديه، وبالفعل قدرت على الأقل حاليا إنها تهدي غضبه اللي كان ممكن يفتك بالكل
على الأقل حاليًا.. 
-------------------------------------
كان الكل في حالة صدمة وانهيار، متوقعوش إن جلال بجبروته قدر ينتهي ويودعهم بالسهولة دي، مكانوش مستوعبين الوضع اللي هما بقوا فيه، وأكترهم قُصي اللي كان حاسس إنه فوت حاجات كتير يعيشها مع ابوه بسبب الشغل والصراع على السلطة
كانت ملامحه جامدة وهو شايل نعش أبوه وماشي بيه وسط الناس، وراه الهام اللي مبطلتش صريخ، وعائشة اللي كانت عينها عليه كإنها بتراقب طفلها الحزين، لو بإيديها كانت تشيل كل الزعل اللي جواه وتاخده هي
مكانتش عايزة تشوف الكسرة في عينيه بالشكل ده
دفنوا جلال وودعوه لمثواه الأخير وسط انهيار الهام، ولأول مرة اتجه ناحيتها بنفس الملامح الجامدة وضمها ليه، اتشبثت فيه وهي بتصرخ بألم_ابوك يا قُصي
ابوك راح يا قُصي
خلاص مش هتتناقر معاه تاني
ضمها ليه وهو شارد قدامها بدموع محبوسة، وبعد وقت قدر أخيرًا يقول_هجيب راس اللي اتسبب في قتله تحت رجليكي
أوعدك 
الجملة من كتر دمويتها خلت عائشة ترتجف، اتمنت انهم يسيبوا كل ده ويهربوا، يسافروا مش هتقدر على خسارته بسبب الدم والشغل والمافيا والتار، نفسها تعيش حياة سعيدة مستقرة
ولكن كانت عارفة ومتأكدة إن قُصي بشخصيته دي استحالة يعدي موضوع زي ده من غير ما ينتقم
وانتقامه هيبقى عظيم
اتجهوا للبيت عشان يبدأوا في مراسم العزا، ولكن عقل قُصي كان مشغول في حاجة
فأول ما لقى فرصة اتجه ناحية معاذ وقال_قدرت توصل لحاجة؟
كان شايف معاذ الغضب اللي في عينيه، فحاول يهديه وهو بيقول_طب ناخد العزا الا... 
ولكنه قاطعه من بين أسنانه_قولتلك قدرت توصل لحاجة
متختبرش أعصابي يا معاذ
اتنهد بقلة حيلة وقال_غالبًا آه
ولكن قُصي ابتسم باجرامية وقال_عايز غالبًا دي بقا تبقى أكيد 
اتأمله معاذ وهو حاسس بإن قُصي اتبدل تمامًا، على الرغم من انه كان شخصية قادرة من زمان، ولكن اللي واقف قدامه ده كان شخصية مرعبة، فهز راسه من سكات وهو مش  قادر يتصرف في وضع زي ده، واتحرك عشان يتابع هو ورجالته آخر التطورات... 
----------------------------------
كان بيراقبه وهو بيشيل سلاحه وبيحطه في ضهره، كان نايم على الكنبة بعد ما أجبره طارق يخرج من المستشفى، حاسس بتوجس من دماغه المريبة اللي مش مفهوم إيه اللي بيدور فيها، ولكنه اتخلى عن توتره وقال_أنتَ رايح على فين دلوقتي؟
ابتسمله وهو بيعدل چاكيت بدلته السودة وهو بيقول_رايح اعزي قُصي
حاول يتعدل فإتألم فبصله طارق بسخرية من فوق لتحت، أما عيسى قال_أنتَ كده بتضرب على الحديد وهو سخن
قُصي أكيد مش في حالته الطبيعية، منضمنش ردة فعله هتبقى إيه!
وقف طارق وقال بتريقة_مش ملاحظ إنك من بعد رقدتك دي وبقيت جبان؟
ما تنشف يا عيسى الظاهر نسيت أصل المهنة
ولو نسيتها مش هفكرك بيها، هسيبك لمصيرك
ولكن عيسى اتبدلت ملامحه للضيق وقال_مش ملاحظ إنك بتهددني كتير اليومين دول يا طارق؟
قرب منه بحدة وقال برفعة حاجب_ولو لاحظت هتعمل إيه يا عيسى يا زهران؟
كل اللي احنا فيه بسبب سذاجتك وغباءك برضه
خسرنا ملايين بعد ما مشيت وراك ودسينا حية في وسطنا على أساس إنها عبيطة مش فاهمة حاجة ونسينا إنها تربية إيد قُصي الراوي وچينات أحمد زهران في دمها! 
سكت عيسى ودور وشه الناحية التانية وهو شايف إنه معاه حق فعلًا، ولكن تكراره بإن يفكره بفشله الذريع كان بيضايقه، فرجع طارق ابتسم ولا كإنه كان بيزعق من شوية وقال_وبعدين برضه مينفعش مروحش أعزي الغالي وآخد بإيده واواسيه
ده غالي علينا برضه
خلص كلامه واتجه لبرا ووراه رجالته اللي كانوا كلهم مسلحين... 
كان قُصي عامل عزا كبير يليق بعيلة زي عيلة الراوي، كان قاعد بشموخ وهو بيراقب وجوه الموجودين وبيفكر، دقايق وشاف عربية ضخمة وراها عدة عربيات تانية، نزل منها رجالة طارق وبعدين اتجهوا وفتحوله الباب، كان قُصي مدرك هوية الشخص اللي جاي، ومع ذلك فضل قاعد مكانه وملامحه ما زالت جامدة وكإنه كان عارف إنه جاي
وقف ياسين وعُدي ومعاذ وراحوا وقفوا جنب قُصي، نزل طارق من العربية، قفل زرار جاكيت بدلته واتحرك ناحيتهم، فتابعه ياسين اللي قال بتعجب_وده إيه اللي جابه؟!
معلقش قُصي وفضل موجه انظاره عليه، لحد ما وقف قصادهم طارق ونظراته كلها خبث وسخرية قال_البقاء لله
اتمنى تبقى آخر الاحزان يا قُصي
البركة فيك بقى ده لو كملت
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رفع قُصي عينيه ليه وقال_جايلي برجلك يا طارق
أكبر غلطة عملتها
ابتسم طارق وقال باستفزاز_تؤ تؤ
المفروض تحرم يا قُصي وتجيلي راكع
آخر مرة وقفت قصادي ابوك راح فيها، مين عالم الجاي مين
يمكن أنتَ
يمكن أخوك
يمكن مراتك، جايز ليه لأ؟
وعن ذكره لعائشة اللي اتعمد يخليها آخر اسم كتهديد حس قُصي بالنار بتشتعل في أوردته وبدون تردد سحب السلاح من جيب معاذ ووجهه على دماغ طارق، اللي ابتسم بسخرية وهو بيتابع الملامح الاجرامية اللي على وش قُصي كان مبسوط إنه قدر يستفزه
انتفض الحضور علي الواقعة دي، أما معاذ مال ناحية قُصي وهو بيحاول يهديه_قُصي
مش في وسط الناس اهدى
هو قاصد يفقدك اعصابك
فضل قُصي إيده على الزناد وهو باصص ليه وعروقه نافرة من شدة استفزازه ليه، فاتدخل عُدي وقال_اهدى يا قُصي متوديش نفسك في داهية 
وقبل ما يضغط على الزناد اتفاجئوا بتدخل الشرطة في المكان، مر الضابط عمر وسط الناس لحد ما وقف مكانه وهو شايف المشهد ده، وقال_نزل سلاحك يا قُصي
فضل قُصي إيده متجمدة على السلاح اللي في إيده، فرجع الضابط عمر يقول بتحذير_نزل سلاحك يا قُصي احسنلك
قدر يتمالك نفسه بالفعل ونزل سلاحه، فزادت ابتسامة طارق اللي اتلفتت للضابط عمر وقال_مفيش حاجة يا حضرة الرائد
أنا وقُصي بنهزر مع بعض عادي
ولكن الضابط عمر كان عارف إن فيه وضع مش طبيعي بينهم، فشك بإن طارق ليه يد في اللي حصل، فقال_هنتناقش في الموضوع ده في القسم
ولكن طارق قال بتعجب_بس أنا مقدمتش شكوة عليه
فرفع عمر حاجبه وقال_مش مبرر، أنا شايف قدامي دلوقتي سلاح كان متوجه على دماغ واحد
فياريت تتفضلوا معايا على القسم من غير شوشرة
اتجه عُدي ليه وهو بيقول_بس يا سيادة الرائد زي ما أنتَ شايف إن إحنا بناخد عزا ابونا دلوقتي
فقال ببرود_الكلام ده كنت تقوله لأخوك الكبير قبل ما يوجه سلاحه ناحية حد
ورغم النقاش اللي كان داير ده إلا إن قُصي مكانش مكترث نهائي وكان مركز على طارق بحقد وغل وهو بيقسم جواه إنه هينتقم، فرجع عمر قال_ياريت تتفضلوا معايا
بالفعل اتجه قُصي وطارق مع الضابط عمر، خرجت عائشة والباقي في الوقت ده بعد ما حسوا بوضع مش طبيعي، ولكنها شعرت بالرعب لما لقت قُصي متجه ناحية عربية الشرطة ومعاه شخص غريب، فجريت وهي بتقول بجنون_قُصي!
فيه إيه؟!
منعها عُدي إنها توصل وقال وهو بيهديها_متقلقيش، حاجة بسيطة وهتعدي
فاللحظة دي مر طارق اللي اتلفت ليها وبصلها من فوق لتحت بنظرات كانت مليانة سخرية، فوجهت ليه عائشة نظرات استنكار ومتهزتش من نظرته تمامًا، لحد ما ركبوا عربية الشرطة ومشيوا، أما معاذ فقال وهو رايح لعربيته_أنا هكلم المحامي يسبقني على هناك وخليك أنتَ في العزا يا عُدي
هز عُدي راسه ليه بتفهم، وبالفعل اتحركوا وابتدت الجلبة تخف ويرجع المكان للوضع الطبيعي، ولكن عائشة فضلت مكانها وهي حاسة بتوجس على اللي ممكن يصيب جوزها هناك....
-------------------------------------
_تقدروا تقولولي إيه اللي بينكوا؟!
قالها الضابظ عمر لـ طارق وقُصي اللي كانوا قاعدين قصاده على كراسي المكتب، فسند طارق بدراعه على سطح المكتب وهو بيقول_سبق وقولتلك مفيش حاجة يا سيادة الرائد
قُصي أعصابه مشدودة بقى ما أنتَ عارف  أبوه لسة مقتول برضه
رفع قُصي أنظاره ليه بحدة، فكمل طارق باستفزاز اكتر_ولكن أنا مش زعلان منه، بالعكس قُصي زي ابني برضه
جز قُصي على أسنانه بعنف، ولكن الضابط عمر مكانش مقتنع بالكلام اللي هو بيقولهوله، كان حاسس إن فيه حاجة بينهم مش طبيعية، عداء خفي مش معروف سببه، فرجع قال وهو بيشبك إيديه الاتنين في بعض_وعلى كده تعرفوا بعض منين
حسب علمي إن أنتَ طول عمرك برا مصر، وقُصي مكانش بيسافر كتير
هنا رفع قُصي راسه لعمر وقال بضيق_ما قالك مفيش حاجة بينا قبل كده، لازمتها إيه قاعدتنا يا سيادة الرائد، ياريت توفر المجهود الجبار ده في إنك تشوف مين ضرب عيسى زهران في ضهره ومين اتسبب في الهجوم علينا بدل ما تحقق معانا في حاجات تافهة! 
ابتسم عمر وقال بسخرية_أنا مدرك إن أنتو مخبيين حاجات كتير، والحوادث دي ليها علاقة بيكوا، ولكن للأسف مش قادر ألاقي دليل ضدكوا
اتنفض قُصي وقال بحدة_أديك قولت، مفيش دليل
يعني قعدتنا هنا ملهاش لازمة ومعطلني عن استقبال عزا ابويا
ياريت لما تلاقي دليل ابقى ناديني، غير كده مليش قعاد هنا بدون سبب
قالها وهو بيتجه لبرا، حركته دي استفزت عمر بشدة بسبب عجرفته، ولكن طارق حاول يهديه بنبرته الناعمة الثعبانية_متاخدش على خاطرك منه يا سيادة الرائد، على يدك والده مقتول برضه
ولكن الضابط عمر قال وهو بيضيق عينه وبيجز على أسنانه_مسيري أوصل للي وراكوا يا طارق
قام طارق وقف وعدل من هدومه وهو بيقول ببرود_مبسوط إني قعدت معاك الشوية دول يا عمر بيه
استأذنك بقى
قالها بأدب مصطنع، ففضل عمر موجه نظراته ليه بحدة، وبعدين شاورله بإنه يخرج، فابتسم باستفزاز وسابه وخرج، أما عمر فضرب على المكتب بغيظ وهو بيحاول يتمالك أعصابه على قدر ما يقدر...
  ------------------------------------
عدى اليوم وخلص العزا من غير أي أحداث تانية.
كان قُصي نايم وفي حضنه عائشة اللي كانت صاحية وساندة راسها على صدره، أما هو فكان شارد تمامًا وبيفكر، حست بإن دماغه شغالة بطريقة زيادة، فملست على وشه بحنان وهي بتقول_حبيبي ممكن تنام شوية؟
الارهاق باين عليك، متئذيش نفسك بالشكل ده أنتَ صاحي بقالك اكتر يومين!
رغم إنه مكانش قادر يجاريها، إلا إنه رفع كف إيديها وطبع قبلة عليه وهو بيبصلها بحب وبيقول_حاضر، هنام أهو بس متزعليش نفسك أنتِ
ابتسمت ليه وملست على شعره برقه وإيديها بتتغلغل في أعماق شعره الاسود، فغمض عينه بارتياح من احساسه بحنيتها عليه، يمكن الحاجة الوحيدة اللي بتهون عليه كل ده هو وجود عائشة اللي قادرة إنھا تروض الوحش اللي جواه...
مر شوية وقت حس بيها إنها راحت في النوم، اتعدل شوية وهو بيتحرك بحذر عشان ميصحيهاش، وبعدين قعد مكانه يتأمل في ملامحه المحببة ليه، ملس على وشها بيرسم ملامحها وبيحفرها جواه، وبعدين مال وطبع قبلة عميقة على خدها، وقام اتحرك ولبس هدومه وأخد مسدسه وخرج وهو بيلقي نظرة قد تكون الآخيرة عليها.. 
نزل تحت فلقى معاذ مستنيه وهو باين عليه التردد، فاتوجه ناحيته وهو بيقول_ما بلاش يا قُصي
يا إما رجلي على رجلك
ولكنه قال وهو بيلبس الكاب الاسود بتاعه وبيتجه ناحية عربيته_اسمع الكلام، كل حاجة هتمشي زي ما أنا عايز
وقدام اصراره اللي كان عارف إنه عمره ما هيرجع فيه، سكت ونكس راسه للأرض
فربت قُصي على كتفه وابتسمله عشان يطمنه، وبعدين اتجه لعربيته وخرج بيها لبرا
دقايق عدت وهو ماشي على الطريق، ابتسم وهو بيبص للمراية لما شاف إن فيه عربيتين ماشيين وراه
وفلحظات لما وصلوا لحتة مقطوعة ابتدى يضربوا بالنار عليه، سرع قُصي حركته بالعربية، وفنفس الوقت بقا يخرج بجسمه من الشبك وهو بيضرب نار عليهم 
لحد ما جت رصاصة في صدره وهو طالع من الشباك، وفي ثانية فقد اتزانه بالعربية اللي كانت سرعتها عالية جدًا، وابتدت تتقلب كذه مرة، وقفت العربيتين اللي كانوا وراه وهما بيراقبوا انقلاب العربية بيه لحد ما وقعت من فوق تلة وفلحظات ارتفع فيها النار وانفجرت.... 
يتبع..... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اتنفضت من نومها وهي بتشهق بفزع بعد ما حلمت بكابوس مرعب، حاولت تاخد نفسها على قد ما تقدر وهي حاطة إيد على موقع قلبها اللي بيدق بقوة، وبالإيد التانية بتمسح قطرات العرق اللي تناثرت على جبهتها، بصت حواليها وهي حاسة إن فيه حاجة غلط، وبالفعل وقع عينها على السرير بل الأوضة اللي مش موجود فيها رغم إن المفروض كان نايم في حضنها، وقفت وهي بتقول بقلق_قُصي
قُصي أنتَ هنا؟
ولما مسمعتش رد حست بخوف رهيب بيتملك منها، فقامت تتفحص الحمام والبلكونة ولكن ملقتهوش، ابتدى الرعب يتسلل ليها وهي متأكدة إن فيه حاجة غلط من احساسها، خرجت وهي بتجري بلهفة لحد، شافها معاذ اللي كان لسة تحت ولما لقاها بهت وشه وقام جري ليها وهو بيقول_خير يا مدام عائشة؟
وكإنها لقت أمل قدامها، فجريت عليه وهي بتقول بسرعة_قُصي
قُصي فين يا معاذ؟
ارتبك وقال بتشويش_آآ خرج من شوية
_فين؟
راح فين؟!
قالتها بلهفة وهي حاسة إنها على مشارف الجنون، فقربت منه وهي بتقول لما شافته وهو بيداري عينه عنها_قُصي حصله حاجة صح؟
قُصي فين بالله عليك؟
حاول يهديها لما شاف حالتها والدموع اللي اتملت في عينيها، فقال_اهدي
مش هيحصله حاجة ان شاء الله 
كلمته بدل ما تهديها زادتها رعب وهي مدركة إن بالفعل فيه حاجة هتحصل، فشدت على شعرها وهي بتقاوم على قد ما تقدر انفلات اعصابها وقالت_يعني إيه؟
قُصي راح فين الساعة ٢ بالليل يا معاذ؟
وليه أنتَ مش معاه!! 
ولكن قبل ما يتكلم لقى واحد من الحراس جاي جري عليه ووشه باين عليه الخوف وقال بسرعة_معاذ بيه، وصلنا أخبار إن كان فيه هجوم على قُصي بيه والعربية اتقلبت وانفجرت بيه
غمض معاذ عينه بألم، أما عائشة فحست إن الدنيا وقفت من حواليها والكلام اللي قاله الحارس بيتردد داخل دماغها بعنف وهي مش مستوعباه، عقلها رافض يترجم الكلام من حدته، اتجمدت تمامًا وهي بصالهم بصدمة حتى دموعها اتجمدت، نقلت نظراتها بينهم بعدم فهم وهي بتردد_عربية إيه؟
قُـ قُصي!
قرب منها معاذ بيحاول يهديها، ولكن في اللحظة دي صرخت باسمه بقوة وهي بتجري على برا ومش عارفة هي راحة فين، ولكن كل اللي عايزاه أنها تطمن عليه، تشوفه كويس قدامها وإن اللي اتقال ده كذب، جري وراها معاذ والحراس وحاولوا يمنعوها من الخروج، إلا إنها كانت في حالة انهيار ومقاومة رهيبة، فوقعت بإنهيار على الأرض وهي بتصرخ بقوة ودموعها خدت مجراها على وشها
محدش قدر يهديها، مقدروش يمتصوا انهيارها، قاومتهم على قد ما تقدر انها تحاول تخرج من الڤيلا، ولكنها مقدرتش، مفيش على لسانها غير اسمه اللي بتصرخ بيه لدرجة إنھا صحت كل اللي في البيت اللي خرجوا جري مهما مش فاهمين أي حاجة وباين على وشهم أثار النوم
اتحرك عُدي ومريم ناحيتها، نزلت مريم على ركبتها وهي بتحاول تهديها ولكن من غير فايدة، أما عُدي سأل بقلق_فيه إيه يا معاذ؟
إيه الحالة اللي عائشة فيها دي؟!
نكس معاذ راسه في الأرض ومقدرش يتكلم، ولكن كان باين على وشه الحزن والأسى، فصرخت عائشة وهي بتشد على شعرها بجنون_يا قُصـي!
هنا حس عُدي إن فيه حاجة غلط، فقرب على معاذ وهو بيقول بحذر وكإنه مش عايز يسمع الحاجة اللي جت في باله_قُصي ماله يا معاذ؟
هنا قربت الهام بعد ما سمعت اللي دار وسألت بقلق_ابني 
ابني فين؟
مقدرش معاذ يرد، فتناوب عنه الحارس اللي قال وهو ناكس راسه في الأرض_قُصي باشا حصل هجوم على عربيته واتقلبت وانفجرت بيه، ومن قوة الانفجار مش لاقيين ليه أي أثر غير بواقي هدومه
اتجمددت الهام تمامًا وزاغت نظراتها، في حين زعق عُدي بغضب وهو حاسس بالرعب على اخوه_إيه الكلام العبيط اللي بتقوله ده! 
وسع من قدامي
قالها وهو بيدفع الحارس وبيتجه لعربيته، لحقه ياسين بسرعة بعد ما سمع اللي اتقال وبالفعل خرجوا من البيت عشان يعرفوا حقيقة الموضوع، وبأمر من معاذ خرج معاهم عدد كبير من الحراس عشان يأمنوهم بعد ما شاور ليهم
أما فرح فكانت حاسة بصدمة، فاتشبثت بـ دليلة وهي بتقول_قُصي راح يا ماما! 
ربتت دليلة على إيديها وهي مثبتة عينيها على اللي منهارة على الأرض ومحدش قادر يهديها، مكانتش في حالتها الطبيعية، موقفتش صريخ وهي بتعافر على نفسها تقوم ولكن مكانتش متحكمة في اعصابها، حاولت مريم تضمها من وسط دموعها على حالتها ولكنها كانت رافضة إن أي حد يقرب منها، أما إلهام فقعدت على الأرض وهي حاسة الدنيا بتضيق بيها، يدوب لسة مفاقتش من صدمة إن حبيبها وشريك عمرها راح ولقت ابنها البكري راح هو كمان!
ابنها اللي كان يعتبر عمود من اعمدة البيت! 
اتحاملت عائشة على نفسها وقامت بملامح باين عليها الاعياء، مكانتش مصدقة اللي بيتقال، حبيب عمرها وزوجها راح 
مكانتش مستوعبة قسوة الحدث
فمجرد ما وقفت وقعت من طولها واغمى عليها، ومن شحوب وشها اللي باين بشكل واضح جدًا، اتخض معاذ وبسرعة مال عليها وهو بيحاول يفوقها ويخبط على وشها ولكنها مش بتستجيب تمامًا، فقالت مريم بقلق من وسط دموعها_الحقنا بدكتور يا معاذ الله يخليك
بص لمريم بقلق وفلحظة شال عائشة واتحرك بيها مع مريم على فوق
حطها على السرير برفق واتجه بالفعل عشان يجيب دكتور، أما مريم فحاولت انها تفوقها فراحت جابت ازازة برفيوم من المحطوطين على التسريحة وترش بيها عليها ولكن بلا فايدة، كانت جسد من غير روح، وكإن السبب الوحيد اللي كانت عايشة عشانه في الحياة مبقاش موجود 
فبالتالي، ملهاش وجود هي كمان... 
-------------------------------------
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وصل عُدي وياسين لمكان الحادث اللي وصفه ليهم الحارس، لقوا بالفعل فيه هنلك تجمهر والشرطة والاسعاف ماليين المكان، نزل عدي واعصابه مش متحملة لدرجة إنه مكانش قادر يرفع رجله، بيتحرك ببطيء وكإنه مش عايز يشوف، بيتمنى إن يكوم فيه غلط، أو تشابه اسماء، ولكن ميكونش خسر أخوه! 
أخوه الوحيد اللي كان بيمثل دعم ليه، ازاي يخسره هو وابوه ورا بعض! 
اتقدم للمكان وهو بيبص على التلة من فوق، ولكن جسمه ارتجف وهو شايف إن بالفعل العربية باللي فيه اتحولت لرماد، مش موجود أي أثر ليه غير بقايا الملابس اللي قدر يميزها كويس واللي كانت الشرطة بتفحصها، حس إن قواها بتخور فسنده ياسين بسرعة وهو عينه على اللي بيحصل قدامه، مكانش متخيل إن نهاية قُصي هتبقى بالشكل البشع ده
شاف المسعفين بيلموا أشلاء مش باين منها ملامح، فخارت قواه وانهار على الأرض رغم محاولة ياسين إنه يسنده ولكنه مقدرش، فنزل معاه على ركبه، أما عُدي فلمعت عيونه بالدموع لأول مرة وهو فاغر فاهه ومش قادر يصدق المشهد اللي قدامه واللي هيفضل جوا ذاكرته كنقطة سودة مش هتتنسي، حاول ياسين يهديه وهو بيقول_شد حيلك يا عُدي
شد حيلك مبقاش فيه غيرك دلوقتي
ولكنه مردش ولا كان سامع أي حاجة من اللي بتتقال حواليه، كانت كل الذكريات اللي بتجمعه بقُصي بتردد قدامه، بداية من طفولتهم مع بعض، وقوفه جنبه في جوازه رغم عُدي هو الأصغر منه خناقاتهم وهزارهم، تفاصيل كتيرة بتتعاد قدامه
شافهم الضابط عمر من على بُعد، فاتجه ناحيتهم وباين على ملامحه الحزن، وقف قدامهم ونكس راسه وهو بيمد إيده بمتعلقات قُصي اللي باقية من الانفجار وهو بيقول_للأسف قُصي اللي كان في العربية فعلًا
ملقاش رد من عُدي غير الصدمة، فكمل وقال_هنحقق في الحادث ولو مدبر فمتقلقوش حق قُصي هيرجع
ربنا يصبركم
قالها وسابهم ومشي وهو مشفق على الحالة اللي هما فيها، ولكن من جواه كان متأكد إن الحادث ده مدبر خصوصًا إن حصل بعد الهجوم اللي حصل على البيت، ولكن مش بإيده شيء غير الدليل اللي هيطلعله.... 
------------------------------------
شاطيء جميل على البحر، الجو صافي والسماء خالية من السحب، الشمس طالعة ودافية وفيه نسمة هواء ملطفة الجو، كانت قاعدة على الكرسي تحت الشمسية، وعينيها مراقباه وهو واقف على الشواية بيشوي السمك، ساندة راسها على كف إيديها وبتتنهد بحب وهي شايفاه من وقت للتاني بيبصلها ويبتسم. 
قرب منها بعد ما اتأكد إن الشواية تمام، ومال ناحيتها وطبع قبلة قوية على خدها وقال بمرح_خليكِ أنتِ مأنتخة كده وأنا اللي طالع عيني مع الأكل
ضحكت وهي بتتأمله بحب، فنزل على ركبته وملس بإيده على بطنها المنفوخة وهو بيقول_بس كله فدا القرد اللي جوا ده
حطت إيديها على وسطها وقالت بحزن مصطنع_يا سلام! 
بقا فدا القرد الصغير وام القرد لأ؟!
وبعدين ابني زي القمر متقولش عليه قرد! 
قرب بوشه ليها لدرجة مهلكة، كانت بتدوب في ملامحه اللي بتعشقها وعيونه المليانة دفا، وقال ببحة رجولية مغرية_ده أنا حياتي وعمري كله، فدا عيون أم القرد الصغير
ابتسمت رغم عنها من حنيته ورفعت إيديها تملس على وشه وهي بتتأمله بحب، إلا إنه قال من بين ابتسامته_عايزك قوية دايمًا
فردت بعيون بتلمع_أنا قوية بيك يا قُصي
اوعى تسيبني
مسك إيديها اللي على وشه وطبع قبلة عليها وهو بيقول_عمري...
اتململت من نومها وهي بتتألم، فتحت عينيها من الحلم الجميل اللي كانت فيه، ولما استوعبت إنھا في أوضتها افتكرت إن كل اللي حصل كان مجرد كابوس عنيف بس، ولكنها أخدت بالها من المحلول المتصل في إيديها، ومن خلو الأوضة من وجوده
حاولت تتعدل رغم همدان جسمها الشديد، ورغم عنها اتملت عينيها بالدموع، حست بألم رهيب في قلبها، الصدمة العنيفة مش قادرة تتحملها
يعني إيه قُصي راح؟
مش هتشوفه تاني؟
مش هتترمي في حضنه وقت ما تبقى محتاجاه؟
مش هيغرقها بنظراته الدافية وعيونه اللي بتنبض بحبها؟
معقولة رغم كل وعوده دي يسيبها لوحدها في الآخر؟!
اتنفست بصوت عالي وهي بتصرخ_آآآه
يا قُصــي
لقت الباب بيتفتح بعنف وبتدخل مريم وهي بتجري عليها وهي بتقول بلهفة_أنتِ فوقتي يا حبيبتي؟
ولكن عائشة فضلت زي ما هي بتبكي وبتقول_قُصي يا مريم
هاتولي قُصي
قعدت جمبها وجذبتها تضمها بقوة وهي بتطبطب عليها وبتقول_هوني على نفسك يا عائشة
قُصي في مكان أحسن دلوقتي
وقتها اتأكدت إن اللي اتقال صح، فاتنفض جسمها بعنف وهي بتهز راسها ودموعها بتنزل بغزارة_لا لا لا
يعني إيه؟!
قُصي عايش ما ماتش
لو كان مات كنت حسيت بيه
كنت مُت وراه على طول
قُصي عايش ما ماتش يا مريم!
كانت بتزقها وبتحاول تبعد عنها، أما مريم فكانت بتبكي من حالتها، فصرخت عائشة باسمه بقوة، دخلت في هيستريا صريخ، رافضة تصدق اللي بيتقال، دخل على اثره الدكتور اللي كان بيتابع حالة الهام برا، وفي لحظات طلع حقنه وفضاها في المحلول اللي كان متوصل في إيديها، ولحظات وارتخى جسمها تاني وهي ما زالت بتهمس باسمه وانفصلت عن العالم
راقبت مريم حالتها بدموع، مش ميتهزش قصاد اللي حصلها ده، حالتها بتبين قد إيه قُصي هو كل حياتها، إن الحب اللي بينهم قوي، مفيش حد هيحضر ده وميحسش باشفاق عليها ولكن ما باليد حيلة، قُصي راح ومش راجع
خرج الدكتور وكان واقف معاه معاذ بيتابعه بلهفة، لحد ما خرج وقال_في الغالب هتفضل في الصدمة دي مدة، هنفضل ممشينها على المهدئات كل ما تجيلها النوبة لحد ما نشوف هتحتاج تتحجز ولا لا
فاتكلمت مريم بحزن_وبعدين يا دكتور، دي مفاقتش ولا أكلت حاجة من إمبارح، ولما فاقت حصلها اللي حصل ده!
هز الدكتور راسه وقال بأسف_الصدمة عنيفة عليها، هنشوف تطورات حالتها هتوصل لايه مع الوقت
تابع معاذ اللي بيحصل بحزن وبعدين سابهم ونزل وهو حاسس بهم كبير ومش عارف يتصرف....
-------------------------------------
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان البيت مليان حزن، محدش فيهم كان مستوعب اللي حصل
كلهم صامتين، ولكن نظراتهم بتتكلم، الهام نايمة في اوضتها مبتتحركش من الصدمة، ياسين وعُدي كانوا بياخدوا العزا والبيت كان في حالة صمت تمامًا بعد ما خلصوا، اتجهوا كلهم على أوضهم رغم انهم عارفين إن استحالة يجيلهم نوم 
ازاي هيرتاحوا بعد الاحداث المرعبة المتتالية اللي مروا بيها؟!
وبعد ما انطفت الأضواء، وسكن الجميع، وهديت الحركة، خرج معاذ وهو بيتلفت حواليه بقلق، لمح واحد من الرجالة قاعد على الباب اللي كان قاصده، فاتجه ناحيته وهو بيقول_روح ارتاح أنتَ شوية وأنا هقعد مكانك
اعترض الحارس وقال_بس يا معاذ بيه..
ولكنه قاطعه بحدة وهو بيقول_اتحرك يلا احنا مش في ظروف تسمح باعتراضات، الحق ارتاحلك ساعتين عشان منضمنش إيه الجاي
لوهلة اقتنع الحارس باللي قاله، فقام بالفعل وهو بيتمطع وبيتمدد بجسده وهو بيتثاءب بارهاق، راقبه معاذ وهو بيتحرك لحد ما بعد، وبعدين بسرعة اتجه للباب وفتحه، فدخل منه شخص ملثم لابس كاب اسود ومنزل راسه على الأرض عشان محدش يعرفه، لوهله رفع راسه وشال الكاب
وكان هو! 
قُصي!
عايش وسليم ما عدا من شوية كدمات كانت مالية وشه
قرب منه معاذ وضمه وهو بيقول_مشوفتش حد عنيد زيك! 
مكانش لازم تخرج من مكانك حاليًا
بعد عنه قُصي وهو بيتأمل المكان حواليه وبيقول_لازم اتطمن عليها
مينفعش اسيبها في الحالة اللي هي فيها دي
امتعضت ملامح معاذ اللي قال بتريقة_يا حنين! 
على أساس مش أنتَ السبب في حالتها دي! 
زفر قُصي بضيق، وبعدين لبس الكاب بتاعه وقال_اخلص امنلي المكان عشان أعرف اطلع
بصله معاذ بضيق وبالفعل اتحرك قدامه ووراه قُصي اللي كان ماشي بحذر، شاورله معاذ يقف وهو شايف عدد من الحراس واقفين مع بعض، لحد ما شافهم بيتحركوا بعيد فرجع شاور ليه يتحرك، دخلوا جوا الڤيلا وهما بيتسحبوا، وامنله معاذ المدخل لحد ما قدر قُصي يطلع على فوق
فتح الباب ودخل بسرعة وهو بيسند على الباب وبيتنهد بقلق
للحظة اتجمد مكانه لما عينه وقعت عليها، كانت راحة في النوم بفعل المهدئ اللي كان مفعولة طويل، وشها شاحب شحوب الموتي، فاقدة للحياة، مكانتش عائشة اللي متعود عليها نهائي، للحظة حس بغصة في قلبه من الحالة اللي اتسببلها فيها، ولكنه كان متضطر يعمل كده عشان يقدر ينهي كل اللي بيحصل
قرب منها ولأول مرة يحس بضعف ويحس إنه مش قادر يتحكم في جسمه، قعد جنبها على السرير وهو بيتأمل المحلول اللي متوصل في عروقها، مسك إيديها وطبع قبلة عميقة عليها كإنه بيعتذرلها بإنه وجعها بالشكل ده، عيونه لمعت بدموع محبوسة، عائشة بالنسباله النفس اللي بيتنفسه، مكانش متخيل إن تأثيرها عليه هيكون قوي بالشكل ده، هو قبلها نفسه يعيشوا حياة طبيعية من غير مشاكل، ولكن قدره إنه يحصل ده كله، ولازم ينهيه عشان يقدر يكمل معها من غير خوف أو قلق
بأنامله ملس على وشها وهو بيحفر ملامحها بحب، وقال بحزن مقدرش يداريه_مكنتش اعرف إني هتسبب في عذابك بالشكل ده
للدرجادي بتحبيني يا عائشة؟
لدرجة إنك رافضة الحياة من غيري؟!
سكت شوية وهو بيتأمل في ملامحها، كإنها ملاك قدامه اتلوثت بسوء حياته، فرجع يقول_بس صدقيني، حبي ليكي أضعاف حبك ليا
مسيرنا نعيش حياة طبيعية يا حبيبتي
لمح دمعة فلتت من عيونها حتى وهي نايمة، رفع أنامله ومسحها برقة وهو بيتوجع على حالها، لقاها بتحرك شفايفها بضعف_قُصي....
اتنهد وغمض عينه بألم ومال يطبع قبلات على كل وشها وهو بيقول_يا عيون قُصي وروحه
قُصي جنبك يا حبيبتي وعمره ما يسيبك
عمري ما اخلف بوعدي ليكي يا عائشة بس اجمدي
اجمدي يا عمري وخليكي قوية، هانت وكل حاجة هتنتهي
نهاها بقبلة عميقة وكإنه بيبعث ليها الحياة، ورغم عنه قام وهو بيتأملها بعذاب، لو عليه هيفضل جنبها لحد ما تفوق، ولكن ميقدرش يظهر نفسه على الأقل حاليا
ملس على شعرها وبعدين ساب إيديها واتجه للباب، فتحه بهدوء وبص برا فلقى معاذ بيشاورله، وبالفعل اتحرك وخرج من البيت، وقبل ما يمشي قاله_عائشة في امانتك يا معاذ
ابتسمله وقال بدعم_متقلقش
خلي بالك أنتَ من نفسك 
ابتسمله بامتنان وبعدين قفل سوسته الجاكيت الجلد الاسود اللي كان لابسه للآخر، واتحرك ومشي بسرعة من المكان... 
--------------------------------------
بالطبع كان انتشر موضوع حادثة قُصي اللي راح فيها، وبالفعل اخدوا العزا
كان عيسى قاعد في المكان اللي اتنقل ليه وهو مبتسم بانتشاء، لسة حالته متحسنتش وبيتحرك ببطيء بسبب جرحه اللي لسة ملتأمش برضه، فاتح التليفزيون ومتابع الاخبار اللي بتتكلم عن الحادثة المأساوية دي والسر الغريب وراها، ضحك وقال_عرفت تلعبها صح يا طارق! 
كان بالنسباله بموت قُصي هم كبير وانزاح عنهم، دلوقتي يقدروا يشتغلوا برواق من غير ما يحسوا بتهديد، الأول اتخلصوا من جلال ودلوقتي قُصي واللي الأكيد ياسين وعُدي مش هيعرفوا يتصرفوا لوحدهم
كمل أكل من الطبق اللي قدامه وهو بيتابع الأخبار بسعادة وعيون لامعة بفرحة. 
أما برا
كان واقف عدد مش كبير من الرجالة، كلهم مسلحين، لكن رغم كدا كلهم كانوا واخدين راحتهم لأنهم عارفين إن مفيش حاجة يقلقوا منها بعد كدا والعدو الاخطر ليهم اتخلصوا منه، وعن بُعد كان قُصي بيراقبهم بعيون تشبه الصقر، طلع القناصة اللي كان لابسها على ضهره، ونام على سطح المبنى، وابتدى يراقب من المنظار، وبهدوء بقى يصوب عليهم واحد ورا التاني، كل الحراس اللي على الباب ملحقوش يستوعبوا اللي بيحصل لانهم كانوا بيقعوا واحد ورا التاني، ولما اتأكد إن مدخل البيت بقى نضيف، نزل تحت وحط القناصة في شنطة العربية اللي كان راكبها، وبعدين اتحرك بخفة لحد ما وصل للبيت، فتح الباب ودخل وهو بيراقب المكان من حواليه.
كان بين إيديه سلاح محطوط فيه كاتم للصوت، فتح الباب الداخلي، فلقى قدامه واحد من رجالة عيسى، وبدون تردد حاوط بدراعه رقبته بقوة، فحاول التاني يدفعه، ولكن قُصي خبطه بضهر السلاح في راسه وبعده عنه، وقبل ما يستوعب التاني ضربه قُصي برصاصة في دماغه، وبعدين اتجه لجوا، سمع صوت عيسى وهو بيزعق بحدة_فين ازازة الويسكي يا زفت
متضيعوش ليا المزاج اللي عامله! 
ابتسم قُصي بتريقة، وبالفعل شال ازازة الويسكي اللي كانت على الترابيزة جنب الباب، واتجه بيها ناحية عيسى اللي كان قاعد ومديله ضهره وهو بيتفرج علي التليفزيون، فسمعه وهو بيقول_والله وانتهيت يا ابن الراوي! 
ولكنه اتفاجيء بقُصي اللي خبطه بازازة الويسكي في دماغه لدرجة إنها اتهشمت تمامًا على دماغه، صرخ بألم وراسه بتنزف بغزارة، وهو بيتلفت مش مستوعب إيه اللي حصل أو مين اللي ضربه، لحد ما لقاه قدامه مبتسمله باجرام في حين بيقول_أنتَ اللي انتهيت يا عيسى يا زهران
برق برعب وهو مصدوم من وجوده قدامه، ومن صدمته اتحرك فوقع من على الكنبة وصرخ بألم من جرحه، ده غير جرح دماغه، ابتسمله قُصي بانتشاء وهو شايف نظرات الذعر ظاهرة بوضوح على وشه، وبدون تردد، رفع سلاحه ووجهه على دماغه، فصرخ عيسى برعب_لا لا
بالله عليك لا
أنا مليش دعوة، طارق هو اللي خطط لكل حاجة، صدقني هو اللي يستاهل القتل
ضحك قُصي وقال_طول عمرك خسيس وملكش أصل، من اول ما غدرت بابن عمك ومراته وقتلتهم، ولما فضلت تدور على بنته عشان ترضي الحقد اللي جواك وتخلص عليها هي كمان، لحد ما بيعت صاحبك دلوقتي عشان روحك
بس للأسف فرصك خلصت يا عيسى
دلوقتي هاخد روحك وآخد بتار مراتي اللي اتمرمطت بسببك طول حياتها، ومتزعلش، شوية وطارق هيلحقك هو كمان، ووقتها ابقوا اتصافوا انتو الاتنين في جهنم
خلص كلامه وبدون تردد خرج رصاصة من مسدسه استقرت في راس عيسى زهران، اللي اترمي على الأرض وهو مطلع في الروح تمامًا، ابتسم قُصي بانتشاء، وبعدين حط مسدسه في ضهره، واتحرك وخرج من المكان بمنتهى البرود والقوة... 
يتبع.... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان قاعد على مكتبه في الشقة اللي واخدها في ناطحة السحاب اللي مكانها مش معروف حتى ليعسى
بيقلب بين ملفات الصفقات الجديدة واللي هتعوض الخساير اللي خسرها في الشحنة اللي البوليس مسكها
كان على وشه علامات راحة رهيبة، الازمة اللي كانت مانعاهم راحت خلاص، سند ضهره وهو ماسك الورق بين إيديه، لحد ما لقى حد من رجالته بيقتحم المكان وهو بيقول_طارق بيه! 
اتنفض وبصله وكانت نظراته اتبدلت للعصبية وزعق_إيه يا زفت أنتَ!
أنتَ فاكر نفسك داخل زريبة! 
وقف الراجل مكانه وشبك إيديه ببعض وحنا راسه وهو بيقول بخوف ورهبة_متأسف يا طارق بيه بس فيه حاجة مهمة حصلت
ولكنه افتكر انه خبر عادي، فرجع يقلب في الورق وهو بيقول بانتشاء_مفيش حاجة أهم من اللي حصل
فأصر رجله وهو بيقول_بس يا طارق بيه...
قاطعه وهو بيزفر بضيق وبيحدف الملف على المكتب وقال_اخلص يا زفت
فيه إيه؟
اتلجلج الرجل شوية لحد ما اتكلم وقال_حصل هجوم على ڤيلا عيسى بيه و..... 
سكت وهو بيبلع ريقه، فاتعدل طارق بسرعة وقال بحذر وهو مش عايز يسمع اللي هيتقال_و إيه؟
_صفوه هو وكل الرجالة اللي كانوا في الڤيلا
قالها وهو لسة حاني راسه، فاتنفض طارق بسرعة وهو بيصرخ_إيه!
مين اللي عمل كده؟!!
تراجع رجله شوية لورا بقلق وهو خايف لطارق يتهور ويقتله، فقال بسرعة_الكاميرات مش مسجلة حاجة، متصوب عليها من بعيد، والكاميرات اللي جوا مش موضحة حاجة برضه
شد طارق على شعره وهو حاسس إنه على وشك الجنون، متخيلش صدمة زي دي تحصل، خصوصًا إنهم ملهمش أعداء ظاهرين حاليا، فقال بعصبية_يعني إيه!
يدخلوا يصفوه هو وكل رجالته ومتعرفوش مين! 
نزل الرجل راسه للأرض أكتر وهو مش عارف يرد، فضل طارق يلف حوالين نفسه في الأوضة وهو مش مستوعب، ومش متخيل مين اللي هتجيله الجرأة يعملها، فوقف مرة واحدة وقال_حد من بيت الراوي خرج النهاردة؟
هز راسه بالرفض بسرعة وهو بيقول_لا يا باشا، مفيش حد خطى برا الڤيلا حتى الحراس
هنا فقد اعصابه وصرخ وهو بيطوح بإيده كل الحاجات اللي على المكتب_أومال إيه!! 
مين اللي عمل كده! 
تراجع رجله لورا اكتر وهو شايف رئيسه فقد اعصابه لدرجة كل حاجة على المكتب وكل الأساس اللي موجود في الغرفة كسره وهو بيصرخ من الغضب وقلة الحيلة في نفس الوقت، لحد ما وقف وهو بيحاول يتمالك نفسه وبيتنفس بعنف واضح، كان بيحاول يفكر، حاجة زي دي وهجوم متكامل زي دا محتاج واحد خبرة وعارف يتحرك ويتسلل كويس وكمان متدرب، وقف مرة واحدة وتمتم بصدمة_ليكون....
ولكنه سكت وهز راسه كذا مرة وهو رافض إنه يصدق اللي جه في باله وهو بيقول_لا لا لا
مش معقولة
مستحيل
مش ممكن لا
كان بيحاول يقنع نفسه بالكلام ده، وبعدين رفع انظاره مرة واحدة للحارس اللي اتنفض برعب وهو خايف لياخد من بطشه، ولكن طارق قال_كثفوا المراقبة على ڤيلا الراوي، وڤيلا الوكيل برضه، حتى لو مفيش حد هناك راقبوها برضه، عايز اعرف النفس اللي بيتنفسوه، عايز اعرف مين بيخرج أو بيدخل
هز الحارس راسه بسرعة وهو بيقول_أوامرك يا باشا
فشاور ليه طارق بإنه يخرج، وبالفعل ما صدق الحارس إنه هرب من قدامه، مكانش ضامن إيه اللي ممكن يعمله طارق فيه لو بس عصبيته زادت شوية، مكانش هيتردد إنه يفضي خزنة سلاحه في دماغه حتى لو ملهوش ذنب، أما طارق فـ فضل رايح جاي حوالين نفسه في الأوضة وهو بيفكر، عيسى كان صاحبه ورفيق المهنة، يمكن مكانش بيحبه ولكن كان شايل عنه حاجات كتيرة، عارف ومتأكد إن طالما عيسى راح فالدور عليه هو، ولكن سر اللي عمل كده لازال مش عارفه، رغم إنه شاكك في حاجة معينة رافض إنه يصدقها
اتحرك وخد سلاحه من على الأرض حطه في ضهره، وشال مفاتيحه وحاجته المهمة ولبس نضارته الشمس وخرج من الشقة ووراه رجالته اللي كانوا مكثفين الحماية عليه
على ما نزل كانوا جهزوا عربيته الضخمة المتفيمة، أمنوا المداخل والمخارج لحد ما اتأكدوا إن الوضع أمان، وبعدين اتحرك هو وركب العربية ومشيوا، وعلى بُعد كان واقف قُصي بيتابعهم بابتسامة مليانة سخرية، وهو مازال لابس الكاب الاسود بتاعه، وحاطت إيديه الاتنين في جيب الچاكيت الجلد الاسود، لحد ما شافهم بيتحركوا، فنزل الكاب شوية على وشه عشان يداري ملامحه أكتر، وبعدين اتجه لفوق
كان عارف رقم الشقة اللي قاعد فيها وفي انهي دور، قدر يستغلهم وعرف يوصل لحاجات كتير عنهم، أكتر ما بيتخيلوا، وقف قصاد الشقة ورن الجرس، لحد ما فتح أحد الحراس الباب وهو حاطت إيده على سلاحه من غير ما يبينه احتياطًا، وبيراقب بعينه الشخص اللي قدامه بتعجب وهو بيقول_عايز إيه؟
ابتسم قُصي بخبث وقال_آسف شكلي غلطت في الشقة
قالها وهو بيتلفت ويمشي، فبصله الحارس باستغراب ولكنه هز كتفه ورجع يقفل الباب، وفلحظة اتفاجيء بالباب بيتزق عليه، وقبل ما يحط إيده ياخد سلاحه كان قُصي لكمه بالبوكس في وشه فوقع الحارس على الأرض وهو مش مدرك اللي بيحصل.
اتمالك نفسه ورجع قام ولكن قُصي ضربه مرة تانية، وشال سلاحه من جيبه وضربه رصاصتين في صدره فوقع الحارس مكانه ميت
دخل لجوا وهو عارف إن طارق واخد كل حراسه معاه ومش سايب غير ده لإنه عارف إن محدش وصل للشقة دي، ولكنه برضه استهان بقُصي
فضل يقلب بين الأوض لحد ما وصل لأوضة المكتب، ابتسم بسخرية وهو شايفها مقلوبة قدامه وكان عارف إن ده من غضب طارق لما عرف بمقتل عيسى الغريب، فضل يقلب بين الورق اللي قدامه لحد ما ابتسم وهو شايف ان قدامه اللي عايزه، ولكنه مكتفاش، فتح الادراج واخد منها كل الاوراق اللي موجودة سواء للصفقات القديمة والجديدة، وبعدين خرج من الشقة وهو بيصفر باستمتاع رهيب
وأخيرًا هو المتحكم في اللعبة.. 
-------------------------------------
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان رايح في النوم بعد يوم شغل طويل ومرهق ما صدق إنه خلص، الأمور بتزداد تعقيد ولحد دلوقتي مش عارف يوصل لحاجة، ففضل إنه يرتاح شوية لعل دماغه تصفى شوية
اتقلب من نومه وهو مكشر بضيق من صوت التلفون اللي ارتفع رنينه
حاول يتغاضى عنه ولكن الرنين كان باصرار، اتعدل ومد إيده يرد من غير ما يبص على هوية المتصل وبعيون مغمضة قال_أيوه؟
_تجيلي دلوقتي حالًا
اول ما سمع صوت رئيسه وقدر يميزه كويس اتنفض بسرعة وقال_أوامرك يا فندم
قفل رئيسه من غير ما يزود أي كلام، فاتمطع عمر بتكاسل وقام بتعب وهو بيقول_شغلانة مفيهاش راحة
خد دش سريع وغير هدومه لملابس رسمية واتجه لمكان القسم بسرعة عشان ميتعصبش عليه رئيسه، كان عارف إنه عصبي رغم البرود اللي ظاهر عليه ومبيتهاونش تمامًا
وصل أخيرًا لمكان مكتبه، خبط فسمعه بيأذنله بالدخول، بالفعل دخل وأدى تحيته العسكرية وهو بيقول_صباح الخير يا فندم
شاورله يقعد من غير ما يرد، كان وقتها ماسك مجموعة اوراق في إيده، اتجه عمر وقعد على كرسي المكتب قدامه وكله استغراب، فرمى رئيسه الملف قدامه وهو بيشاورله ياخده، فالتقطه عمر بتعجب وكله فضول عشان يعرف إيه مضمونه، واثناء قراءته قال رئيسه_الملف ده وصلنا من شوية
كل ما كان يتعمق عمر في القراءة، كانت تزداد دهشته، قدامه ملفات صفقات وشحنات مشبوهة وغير قانونية مشترك فيها عدة رجال اعمال كبيرة جدًا في البلد واللي على راسهم طارق الهلالي! 
بصله عمر بصدمة فقال رئيسه_الظاهر إن فيه حد غدر عليهم واستولى على كل الأوراق اللي توديهم في داهية
ابتسم عمر بفرحة وقال_أنا مش مصدق! 
كنت متأكد إن وراهم حاجة
فعلق رئيسه وهو بيقول_كلنا كنا متأكدين مش أنتَ بس، ولكن مكنش عندنا دليل، ودلوقتي الدليل بين إيدينا أهو
وقف عمر بسرعة وهو بيقول_لو تسمحلي يا فندم اروح اقبض على كل الأسماء اللي موجودة هنا
بالفعل شاورله رئيسه وهو بيقول_بالتوفيق
أدى عمر تحيته العسكرية وبعدين خرج من المكتب، جهز عدد رجال شرطة معقولين معاه، واتجهوا للقبض على كل الاسماء اللي موجودة في الملفات بما فيهم طارق.. 
---------------------------------------
_طب عشان خاطري كلي لقمة واحدة حتى! 
كانت مريم قاعدة قصاد عائشة على السرير وهي حاطة على رجلها صينية فيها أكل، أما عائشة فكانت بالفعل صاحية ولكنها كانت شاردة في ملكوت تاني، من وقت للتاني بتنزل دموعها في صمت، مبتردش على حد ولا بتتجاوب
_بالله عليكي ما ترديني
قالتها مريم وهي كلها حزن على الحالة اللي عائشة وصلتلها، فاتنهدت بضيق وشالت الصينية حطتها على الكومود جمبها على أمل إنها تحس بجوع فتاكل لوحدها من غير اصرار حد، اتحركت مريم عشان تمشي ولكنها وقفت لما عائشة اخيرًا خرج صوتها الضعيف_مريم..
اتلفتتلها وقالت بلهفة_أؤمري يا حبيبتي
بصتلها عائشة بوجه شاحب وقالت بصوت مبحوح_ابعتيلي حد من الخدم
_محتاجة حاجة وأنا اجيبهالك، قولي وأنا عيوني ليكي
هزت راسها بضعف ومقدرتش حتى تبتسم عشان تجاملها، وردت_لا شكرًا
ابعتيلي حد منهم بس
ضمت مريم شفايفها وبعدين خرجت لبرا عشان تشوفلها حد بالفعل، كانت عائشة بتتألم لدرجة مش قادرة تعبر عنها، مش عارفة تبكي، مش قادرة تصرخ حتى، يمكن بدون المهدئات كانت اتجننت، مش هتقدر تئذي نفسها غير بعد ما تتأكد الأول من اللي في بالها
بالفعل جت واحدة من اللي شغالين في البيت، قالتلها عائشة على طلبها، وأكدت عليها متعرفش حد، وبالفعل خرجت الخادمة ورجعت بعد مدة بالمطلوب. 
خدته منها عائشة وهي بتتأمله بتردد، بتبلع ريقها الناشف وهي خايفة، اتحاملت على نفسها، وقامت بضعف وهي بتتسند على الأثاث اللي في الأوضة، بالفعل مكانش عندها أي طاقة ولا قوة تخليها تتحامل على نفسها، كانت في اشد لحظات ضعفها.
خرجت بعد مدة من الحمام وهي ماسكة اختبار الحمل بين إيديها بتتأمله بصدمة وهي شايفة الخطين واضحين قدامها،شهقت بألم وحطت إيديها على شفايفها وهي بتبكي بقهر، كانت حاسة إن الحلم مش صدفة، كانت حاسة إنه اشارة ليها وبالفعل هي دلوقتي جواها حتة منه! 
سابها ولكن ساب ذكرى منه جواها
انهارت على الأرض وهي بتبكي بعنف، مش قادرة تتحمل الألم اللي هي حاسة بيه، كانت نفسها بالفعل تحمل بطفل منه، بس يكون هو جنبها، كان نفسها تشوف رد فعله وهي بتقوله ان ابنه جواها
تشوف فرحته ولمعة عيونه
تشوف لهفته وخوفه عليها
تجهيزاتهم لأوضته
مش متخيلة إنها هتعيش تعب الحمل وألم الولادة وهو مش جنبها عشان يدعمها. 
مش قادرة تتصور إنه مش هيشيل ابنه اول ما يتولد! 
اتكتب عليه يتولد يتيم! 
بكت بقوة وهي محتوية بطنها، في حين بتكلم جنينها كإنه سامعها_مشي وسابك ليا
ساب حتة منه تعوضني عنه
ملست على بطنها من وسط دموعها اللي مغرقة وشها وقالت_شوفت بابي عمل فينا إيه يا حبيبي؟
سابنا لوحدنا من غيره 
بس أنا عارفة إنك هتطلع قوي زيه ومبتخافش من حاجة، عارفة إنك هتظهر فيك چينات قُصي الراوي.
على ذكر اسمه شهقت بقوة وهي بتقول_ليه مش قادرة اصدق إني مش هشوفه تاني
حاسة إنه عايش
حاسة إن نفسه لسة في الدنيا
ولا يمكن ده عشان وجودك أنتَ بس يا حبيبي؟
قالتها بضعف وهي بتملس على بطنها بحنية
_أنا هكون قوية عشانك أنتَ بس
هتحامل على نفسي عشان خاطرك يا عيون مامي
سندت نفسها وقامت اتحركت وقعدت على السرير، شالت صينية الأكل اللي على الكومود وبدأت تاكل منها، رغم إن شهيتها معدومة، حتى ملهاش نفس للحياة، ولكنها هتكافح عشان اللي في بطنها، مش هتقدر تتخلى عن عوض ربنا ليها عنه، وبعد ما خلصت أكل، اتحركت لدولابه، وأخدت الچاكيت بتاعه اللي ما زالت ريحته فيه، واتجهت للسرير اتمددت عليه وهي واخدة الچاكيت في حضنها وبتستنشقه بقوة، متشبثة فيه وضماه كإن هو اللي جمبها، في حين مازالت بتبكي بقوة ولكن بدون صوت، بس صوت شهقاتها اللي بتطلع من وقت للتاني، لحد ما راحت في النوم وهي على حالتها دي.... 
----------------------------------------
بعد مرور اسبوع
قدروا قوات الشرطة بالفعل إنهم يمسكوا معظم اللي موجود اساميهم في الأوراق اللي اتبعتتلهم وتم التحقيق معاهم
دخل عمر على مكتب رئيسه وأدي تحيته العسكرية وهو بيقول_لحد دلوقتي طارق الهلالي هو وعيسى زهران مختفيين يا فندم
زفر رئيسه بضيق واضح وقال_راقبتوا كل الأماكن المشكوك فيها؟
هز راسه وقال_ايوه يا فندم، وبعتنا قوات تراقب كل الاماكن اللي اتقالتلنا من المتهمين
سند رئيسه ضهره على الكرسي وشاورله وهو بيقول_اتفضل شوف شغلك يا حضرة الرائد، ياريت الموضوع ده ميطولش أكتر من كده
طارق الهلالي يجيلي في خلال ٢٤ ساعة حي أو ميت
أدى عمر تحيته العسكرية، وخرج من الأوضة من غير ما يرد، وبمجرد ما خرج اتقلبت ملامح وشه للضيق الشديد، وصل لبرا وركب عربية الشرطة واتحرك هو وعدد من القوات معاه على أمل إنهم يوصلوا لحاجة.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
أما في مكان تاني، دخل معاذ المخزن القديم اللي بيتقابل فيه هو وقُصي من وقت للتاني، وده لإنه مدرك إنهم متراقبين سواء من الحكومة أو من رجالة طارق، لقى قُصي جوا مديله ضهره وهو بيرسم على سبورة خطة معينة وواقف ساند دقنه على إيده
اتلفت أول ما حس بيه فضمه معاذ وهو بيقول_الحمدلله إنك بخير يا صاحبي
ربت قُصي على كتفه، فرجع قال معاذ_طلعت داهية يا قُصي
متوقعتش اللي عملته ده! 
تسلم كل البلاوي دي للحكومة!
ابتسم قُصي وقال_كان لازم أشيل الكل من طريقي، عشان أعرف افضى لطارق
اظلمت نظراته وهو بيكمل_أصل مكانته عزيزة عليا شويتين
حس معاذ بالقلق خصوصًا إن الدنيا لبش الفترة دي بسبب الحكومة، فقال_طب ما تسيبه يتسجن وخلاص، مفيهاش أقل من مؤبد تهمته دي، لو مخدش اعدام!
اداله قُصي ضهره وهو مركز على السبورة اللي قدامه وقال_وأنتَ فكرك إنه هيفضل في السجن لحد ما يتحاكم؟
بمجرد ما يغفو عنه هيهرب ويطلع برا البلد
فسأل معاذ بتردد_ومين قالك إنه بالفعل مهربش طول الاسبوع اللي فات؟
ابتسم قُصي وقال بثقة وهو بيتلفت ليه تاني_ميقدرش، لو سافر من غير الحاجة اللي في المستودع المخفي بتاعه، هياكلوه هناك، هيروح فقير ومجرد تابع للمافيا اللي هناك ده لو مخلصوش عليه، هو مستني الدنيا تهدى شوية وبعدين ياخد كل حاجة هنا ويمشي
ضيق معاذ عينه وقال_أنتَ مديتش ملف المستودع ده للحكومة؟
رفع زراعه وضغط على كتفه وهو بيقول بخبث_تؤ
سايبه للآخر
هنا حس معاذ إن قُصي في حاجة معينة في دماغه، فقال بضحك_ناوي على إيه
فزادت ابتسامة قُصي وهو بيقول_كل خير... 
اسمعني كويس.... 
-------------------------------------
كان مستخبي في أحد الأماكن المشبوهة، في حالة صدمة ومش مستوعب الوضع اللي هو فيه، من وقت ما جاله الخبر إنه مطلوب من الحكومة وعرف إن كل حاجة انكشفت وهو هربان، لا منه عارف ياخد حاجته، ولا منه عارف يهرب على برا ويضحي بكل اللي موجود هنا
كان واقف قصاد البلكونة بيبص على اللي برا من بعيد، لحد ما دخل واحد من رجالته وقال_طارق بيه
اتلفتله بلهفة وهو بيتمنى يسمع خبر يطمنه شوية، فقال التاني_عرفنا إن المستودع الأخير الحكومة متعرفش عنه حاجة وموصلهمش أي ورق عنه
لمعت عيونه بفرحة، فاتجه لبرا بسرعة وهو بيقول_طب يلا على هناك مستنيين إيه!
بالفعل خرج ومعاه رجالته اللي أمنوا مكان خروجه الأول، وبعدين ركب العربية واتجهوا لمكان المستودع..
وصلوا ووقفت العربية بعيد عن المكان بشوية، كانوا الأول بيراقبوا المكان وبيشوفوا هل حد موجود ولا لا، لحد ما لقوا المكان نضيف بالفعل، فأمرهم طارق وقال_كلموا الرجالة بالشاحنات وابدؤوا فرغوا المستودع من كل حاجة
هز رجله راسه باحترام، وجري يعرف الموجودين، وبالفعل اتحرك كل رجالته على المخزن ما عدا واحد بس فضل معاه وواقف قدام العربية بحيث يأمن المكان من حوالين طارق اللي فضل مكانه وقرر مينزلش عشان لو حصل أي حاجة..
ثواني عدت وسمع الحارس اللي كان موجود صوت خرفشة في المكان، طلع سلاحه من ضهره ورفع صمام الأمان، واتحرك بحذر وهو بيبص حواليه، حس بحركة من ورا شجرة معينة، فاتحرك بسرعة ورا الشجرة وهو مصوب سلاحه ولكنه ملقاش حاجة، ولكنه سمع صوت نداء خفيف من وراه، اتلفت وقبل ما يستوعب كان قُصي ضربه برصاصة في دماغه وقع ميت. 
اتجه ناحية العربية اللي فيها طارق، كان مبتسم بشر، ملامحه بتلمع باجرامية، نظراته حالكة الظلام مرعبة، كان باين عليه إنه مش ناوي على خير تمامًا، فتح باب العربية بعنف، فاتنفض طارق بخضة، ولما شاف قُصي قدامه برق بصدمة، أما قُصي فقال_واحشني يا غالي
وقبل ما يطلع طارق سلاحه، كان مسكه قُصي وسحبه من هدومه ورماه بعنف برا العربية، وقبل ما يتعدل وقف برجله على صدره وضغط بعنف وهو مصوب سلاحه على دماغه، فرفع طارق إيده الاتنين وهو مرمي على الأرض في حالة استسلام، ميِّل قُصي وخد سلاحه من جيبه وحطه في ضهره، وابتسم وهو بيقول_أنا قولت أكيد وحشك صاحبك، فجيت بنفسي عشان أوديك ليه
كانت ملامح طارق مرعوبة، مخضوض، مش مستوعب وجوده قدامه، شكه طلع صح ورجالته فشلوا في إنهم يخلصوا منه فعلًا، استهان بقُصي جامد، ورغم إنه اتأذى كتير من ورا استهانته إلا إنه متوقعش يقوم من الموت، فردد بصدمة_ااا ازاي! 
ابتسم قُصي بتريقة، وقال_بدل ما توقعني في الفخ وقعتك أنا فيه
عارف مشكلتك إيه يا طارق؟
غرورك
شايف مفيش حد اذكى منك، شايف إنك المتحكم في كل حاجة، بس المرادي أنا صاحب اللعبة.. 
عرف طارق إن قُصي مش هيسيبه، فحاول يقوم عشان يهرب، ولكن قُصي لكمه كذه مرة على وشه وهو بيقول_فاكرني هخرج من البيت وأنا مش عارف إن كلابك ورايا وهينتهزوا الفرصة؟
الرصاصة اللي خدتها كنت لابس واقي وقتها، العربية اللي اتقلبت نطيت منها وهي بتتقلب عادي، وبرصاصة بسيطة أنا اللي فجرتها برضه
زادت ابتسامته وهو بيفتكر الخطة اللي ظبطها مع معاذ، كان عارف إن لو ماقنعهمش إنهم خلصوا عليه هيبتدوا يئذوا أهل بيته واحد ورا التاني، فقرر يعمل الخطة المجنونة دي رغم إنه عارف مخاطرها، بعد ما ودع معاذ ركب عربيته، ولبس واقي الرصاص، وبعدها اتجه قصدًا لطريق فاضي عشان يعرفوا ينفذوا اللي عايزينه فيه، وبالفعل ثواني ولقاهم وراه، بعد ما دار الاشتباك بينهم خرج بجسمه عن قصد عشان يوهمهم إنهم قدروا يضربوه بالرصاص، وبعدين زود سرعة العربية وضغط فرامل فجأة لحد ما اتقلبت، وبحركة مجنونة منه قدر يفتح الباب وينط منها قبل ما تقع من على التلة، استخبى ورا صخرة ضخمة وضرب رصاصة في تانك البنزين انفجرت العربية على أثرها، وبعد ما راقبهم وهما ماشيين خرج من مكانه وهو مبتسم بانتشاء، رغم الآلام والكدمات اللي ملت جسمه من الجنان اللي عمله، وطبعا قصد يسيب هدومه وكل حاجات في العربية عشان يوهمهم إنه كان موجود فيها
حط إيده على جرح دراعه اللي بينزف، وبعدين اتحرك وهو بيعرج من المكان، وكانت أول خطوات خطته اكتملت بنجاح..
حس طارق بإنهيار قوته قدام اللكمات اللي أخدها من قُصي، اللي سابه وبعدين رفع سلاحه في وشه تاني، فاتكلم طارق وهو بيلهث بتوسل_استنى
بلاش يا قُصي
نقدر نتفاهم
ابتسم وقال باجرامية_مبتفاهمش مع امثالك
جيبت اخرك معايا يا طارق
ومجهزلك موتة تليق بيك. 
ضربه بالرجل بقوة في بطنه فتأوه طارق بألم، واتجه لورا الشجرة وطلع منها حبل، ربطه في جذع شجرة قوي، وبعدين اتجه ناحيته وقعد على ركبته وهو بيربط الطرف التاني حوالين رقبته فصرخ طارق وهو بيقاوم_أنتَ بتعمل إيه
لا يا قُصي
ولكن قُصي مستجابش ليه، وقام وقف بعد ما احكم ربط الحبل، وابتدى يشده لحد ما وقف طارق وهو بيحاول يفكه وبيصرخ طلبًا للرحمة، ولكن قُصي كانت ملامحه اجرامية، فاقدة للرحمة تمامًا، جواها قسوة وغضب رهيب، ابتدى يشد في الحبل وسط مقاومته، عروقه برزت، ونظراته كانت كارهة حقودة، شايف قدامه كل الأذى اللي اتعرضله بسببه، توجيهه لعيسى واستغلاله لمراته، نصار اللي كان من رجالته، تسببه في الهجوم على الڤيلا وقتل ابوه، كل دي اسباب خلته ميرأفش بيه، بالفعل كان اترفع عن الأرض، مكانش قادر ياخد نفسه لدرجة إن وشه ازرق بقوة وهو بيتحرك في الهوا بيحاول يلاقي مهرب من النهاية البشعة دي، طارق بقوته وجبروته شاب زي قُصي بينهيه بأقسى الطرق وأذلها، ولكنه لما زاد اختناقه، مات.. 
لان جسمه، وقلت مقاومته، وغمض عينه وهو بيودع الحياة بشره وجبروته، وأخيرًا طارق هو كمان مبقاش موجود 
ورغم ده فضل قُصي قابض بقوة على الحبل، مكانش كفاية ليه، كان عايز يعذبه أكتر على كل يوم اتوجع احباؤه فيه بسببه، على حالة مراته اللي شافها  فيها، وعلى كل فخ وقعوه فيه مستغلين عيلته، ولكن في الآخر ساب الحبل مرة واحدة، ووقف يتفرج عليه وهو واقع في الأرض مطلع في الروح
في اللحظة دي حس بإيد بتربت على كتفه، اتلفت فلقاه معاذ كان مبتسمله وبيقوله بنظراته، إنهم أخيرًا خلصوا منهم
دقايق ولقوا رجال الشرطة ماليين المكان ومحاصرين المستودع، وابتدوا ياخدوا كل الموجودين فيه بالكلابشات، فاتحرك قُصي ومعاذ من المكان قبل ما يشوفوهم
فقال معاذ_هنقول للحكومة ازاي إنك عايش؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ابتسم قُصي وحاوط كتف معاذ وقال_بسيطة دي متقلقش
فضحك معاذ وهو بيرد_كنت مخبوط على دماغك وفاقد الذاكرة وكده؟
لكزه قُصي وقال بتريقة_لا ده هناك عند الافلام الهندي اللي أنتَ قاعدلي عليها ليل نهار
اتبادلوا الضحك وهما ماشيين أخيرًا ولأول مرة بدون هم، فخفتت ضحكة قُصي وفي عيونه هي بس
عائشة
اللي مش قادر يصبر وعايز يجري عليها يقولها إنه موجود ومسابهاش
عايز يضمها لحضنه ويقولها إن أخيرًا كل حاجة خلصت... 
بعد ما الشرطة لقوا جثة طارق مرمية، اتوقعوا إنه تصفية حسابات بينهم وبين بعض، خصوصًا بالأوراق اللي خرجت دي وبدأوا يحققوا في الموضوع مع باقي المتهمين..
--------------------------------------
صحيت من النوم مرة واحدة، اتقلبت وهي بتحاول ترجع تنام تاني عشان متحسش بإرهاق ولكن مقدرتش، النوم مجافيها بقالها أيام ومفيش غير صورته قدام عينيها.
اتعدلت وهي بتبص على الساعة فلقتها لسة يدوب ٦ الصبح، اتنهدت وقررت تقوم تتمشى شوية وتستغل إن الكل نايم، بقالها أيام حابسة نفسها في الأوضة، كان لازم تفك شوية عنها عشان صحتها وصحة جنينها اللي لسة لحد دلوقتي مقالتش لحد عنه، خايفة ليستغلوا إنها لوحدها ويئذوها عشان يتخلصوا منه. 
قامت من على السرير بتثاقل، وخدت الجاكيت بتاع قُصي ولبسته، وخرجت لبرا فلقت بالفعل الجو هادي والكل نايمين. 
نزلت لتحت وطلعت على الجنينة وهي محتوية دراعها من نسمات الهوا الباردة اللي في الجو، ومن وقت للتاني وهي بتتمشى، بتميل تستنشق ريحة قُصي اللي في الجاكيت كإنها بتديلها القوة
اتوغلت جوا جنينة الڤيلا، وسط الورود والأشجار المتنوعة، مكانتش وصلت للجزء ده قبل كده، مفكرتش إنها تنزل تتمشى هنا أساسًا لكرهها البيت بأجواؤه.
مالت وقطفت وردة بيضا واستنشقت ريحتها وبعدتها عنها وهي بتملس على ورقها برقة وبتتأمل فيها بتوهان، ثواني وسمعت صوت صفير من وراها، اتلفتت بسرعة وهي بتتنفض بخضة ولكن ملقتش حد، ضيقت عينيها بتعجب ورجعت تاني بعد ما قالت لنفسها إنه متهيألها، ولكن رجع صوت الصفير يرتفع مرة تانية
كشرت باستغراب وابتدت تقرب من مصدر الصوت، شوية الصفير يسكت فتقف مكانها وهي بتتلفت حواليها، وبعدين يرجع تاني وقفت مكانها وهي بتعدل شعرها بضيق ، لحد ما حست بحد وراها
اتلفتت بسرعة بفزع، سرعان ما اتوسعت عينها بدهشة وهي شايفاه قدامها، واقف مبتسملها وبيتأملها بعشق، حست بجسمها بيتخدل من الصدمة، وفضلت مكانها بصاله من غير ما ترمش، أما هو غمز وقال_يا بخت الچاكيت
هياكل منك حتة!
_قُصي!
رددت اسمه بشفايف بترتجف، مش قادرة تستوعب إنه قدامها، فقرب منها ووقف قدامها وهو بيبصلها بحنان، عينيه دافية ومليانة مشاعر مكانتش تصدق إنها هتشوفهم تاني، رفعت إيديها اللي بترتجف وهي بتملس على وشه فغمض عينه بلذه من لمستها اللي اشتاقلها، أما هي فاتكلمت بعدم استعياب ومن بين دموعها اللي ابتدت عيونها تتملي بيهم_أنتَ
أنتَ حقيقي ولا أنا بحلم؟!
فتح عينه ومال بوشه ناحيتها، ورفع إيديه احتوى وشها وهو بيقول_لا حقيقي يا عيون قُصي
أنا قدامك أهو
معقولة موفيش بوعدي ليكي؟
عمري ما أسيبك لوحدك يا عائشة
نزلت دموعها وهي بتضحك بصدمة وفرحة في نفس الوقت، وفلحظة اترمت في حضنه وهي بتتشبث بيه بقوة وكإنه هيهرب منها، شدد من ضمها هو كمان ودفن وشه في رقبتها، كإنه كان ضايع ولقى أمه
مغترب ورجع لوطنه
هي وطنه فعلًا
عائشة هي كل حاجة لقُصي
كانت دموعها سابقاها، بتضحك وتبكي في نفس الوقت من فرط المشاعر اللي هي فيها، ضربته على ضهره بقبضتها وهي في حضنه وعاتبته عتاب رقيق يشبهها_ليه عملت فيا كده!
ليه تخليني اتكوي بنار إني مش هشوفك تاني؟!
أنا كنت بموت من غيرك يا قُصي!
بعدها عنه واحتوى وشها بين إيديه وهو بيقول بلهفة وأسف_بعد الشر عنك يا روح قُصي
كان لازم أعمل كده عشاننا
مش أنتِ كنتِ عايزانا نبعد عن كل حاجة؟
هنفذ طلبك أهو يا عائشة
هسيب كل الشغل المشبوه، وهتوب وهاخدك ونعيش بعيد عن الكل، لوحدنا، من غير مشاكل ولا قلق ولا خوف، أنا وأنتِ بس
ضحكت بفرحة من كلامه، ولكنها صححت وهي بتقول_مش هنبقى أنا وأنتَ بس
مال بوشه وضيق عينه وهو مش فاهم مقصد كلامه، فاحتوت بطنها بين إيديها، وكلمت جنينها وكإنه سامعها_بابا أهو يا حبيبي
رجع، ومش هيسيبنا لوحدنا تاني أبدًا
اتجمدت قُصي تمامًا مكانه وهو بينقل نظراته بينها وبين بطنها بصدمة، بيحاول يترجم كلامها، لحد ما برق بدهشة فهزت راسها بـ آه من وسط دموعها بتأكدله إن شكوكه سح، وبدون تردد ضمها بقوة وعيونه اتملت بدموع محبوسة، فشددت هي من ضمه بفرحة وهي مش مصدقة إن أخيرًا الحياة قدرت تنصفها، وهتعيش في دفا مع حبيبها وابنهم اللي جاي... 
_ودي كانت نهاية حدوتة الجميلة والوحش
قالتها وهي قاعدة قصاد ابنها تميم وبنتها نغم اللي كانوا قاعدين منتبهين ليها باهتمام شديد، واللي كانوا فيهم شبه كبير من قُصي وكإنهم نسخة مصغرة عنه ولكن نغم كانت نسخة أنثوية
_قصدك حدوتة عائشة والوحش
قامت وقفت بسرعة لما لقته داخل عليهم بعد ما رجع من شغله، فصرخوا الولاد باسمه وجريوا عليه، شالهم هما الاتنين وضمهم وطبع قبله على خد كل واحد فيهم، وبعدين اتجه ليها فقالت ببراءة مصطنعة_فشر يا حبيبي
بقى أنتَ وحش برضه؟!
قرب منها واحتوى خصرها وهو بيطبع قبلة عميقة على خدها وبيقول برفعة حاجب_مش واخدة بالك من الاسم برضه؟
_أيوه يا بابي قاصداك أنتَ بالوحش على فكرة
قالها تميم اللي كان عمره يدوب ٥ سنين، وهزت نغم اللي اصغر منه بـ٣ سنين راسها كتأييد لكلامه، فكشرت عائشة بضيق مصطنع وقالت_يعني مش كفاية چيناتك طافحة عليهم، لا وكمان بيفضلوك عني! 
مال بوشه وداعب خدها بأنفه وهو بيقول بصوت أجش_ما امهم هي اللي بتموت فيا وكانت قاعدة بتتأمل فيا طول فترة حملها، أعمل إيه يعني! 
ضحكت بدلال وقالت_طب ولما امهم بتموت فيه، بالنسبة لابوهم؟
ابتسملها وهو بيبصلها بحب مخمدش رغم السنين دي كلها_أبوهم روحه وعمره وحياته فداها
بادلته الابتسامة وعيونها بتلمع بسعادة كانت مدركة إن كل كلمة هي حقيقة فعلًا مش مجرد كلام عاطفي، قُصي فداها بروحه بدل المرة ألف، اثبت حبه وعشقه ليها بأفعاله مش بكلامه، راقبته وهو بيطلع الشوكولاتات اللي جابها لولاده وهو جاي، اتأملتهم وهما منسجمين مع بعض بسعادة، افتكرت من أكتر من ٥ سنين لما خدها وسكنوا في بيت لوحدهم، وأخيرًا بعد عن كل الشغل رغم اعتراض ياسين ولكن مكانش قدامه أي حل، قدر يقف قدام فرح ويهددها، اللي حضروا فرحها من كذا سنة على ابن رجل اعمال مشهور بعد ما أدركت إن حب قُصي أقوى من محاولاتها، وبالفعل قدروا يكونوا اسرة صغيرة بعيد عن كل حاجة، كانت عارفة ومتأكدة إن قُصي ما هو إلا رجل استثنائي
وهي زوجة رجل استثنائي
رفع عيونه ليها لما لاحظ سكونها، فقرب منها وهو رافع إيده بنوع الشوكولاتة اللي بتحبه وقال_جيبتها أهو عشان متقوليش بقيت أفضل الولاد عليكي وتعمليلي مناحة
ضحكت بقوة وضمته ليها، فزود من ضمها بحنان وهو بيلمس على شعرها وكإنه لحد دلوقتي مش مصدق إن دي حياتهم، ارتاح لدرجة رهيبة لما بعد عن كل حاجة ممكن تئذي عيلته، وأدرك إن كان قدامه نعيم كان رافضه ومجربهوش غير على إيديها لما قدرت تغيره وتروض الوحش اللي جواه
وأخيرًا
حبهم انتصر... 
تمت بحمدلله

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا