رواية خادمة ولكن اميرة من الفصل الاول للاخير بقلم اسماعيل موسي

رواية خادمة ولكن اميرة من الفصل الاول للاخير بقلم اسماعيل موسي

رواية خادمة ولكن اميرة من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة اسماعيل موسي رواية خادمة ولكن اميرة من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية خادمة ولكن اميرة من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية خادمة ولكن اميرة من الفصل الاول للاخير
رواية خادمة ولكن اميرة من الفصل الاول للاخير بقلم اسماعيل موسي

رواية خادمة ولكن اميرة من الفصل الاول للاخير

الخدامه الجديده وصلت يا باشا، انا مثبتها قدام باب الخدم مستنى إشارة من حضرتك؟
هى عارفه انى عايش وحيد داخل القصر؟
ايوه عارفه يا باشا هو فيه حد فى المنطقه كلها يستجرى يرفضلك طلب يا باشا؟
انا مطلبتش من حد يشتغل عندى يا محمود، إلى يشتغل هنا لازم يكون جاى من نفسه من غير إجبار
طبعا يا باشا مفهوم. 
نهض ادم ووقف امام الشرفه المطله على الحقول فى ايده سيجارته مرتدى قميص موف يبرز صدرة القوى وشعره الناعم يغرق وجهه العاجى ووضع البستانى خلف ضهره
بص ناحيت البنت البسيطه إلى واقفه قدام باب الخدم، فتاه صغيرة السن ترتدى عبايه باللون الاحمر وتحجيبه مهلله
كان لها جسد نحيل لكنه فى طبيعة الحال مغرى ومستدير
مقدرش يشوف وشها لكن مظهرها كان ملفت
ديلا كانت واقفه قدام باب القصر الغامض إلى كانت بتسمع عنه القصص والى مفيش ولا شخص يعرف حاجه عن الشخص إلى عايش فيه
قصر قديم كبير تحيط به حديقه مسيجه تمنع التلصص
محدش يعرف الشخص إلى فيه شكله ايه غير محمود النجاوى إلى عمره ما ذكر اى كلمه من ساعة ما اشتغل فى القصر
استدار ادم ناحيت البستانى، خليها تدخل يا محمود، متشكر، وأخرج من جيب بنطاله ورقه مالية من فئة المائة جنيه دسها فى ايده
خيرك سابق يا باشا والله انا ما عملت كده عشان الفلوس
عارف يا محمود عارف، اشرحلها طبيعة شغلها، هى عارفه انها مش هتتكلم معايا ولا تفتح بقها؟ واكيد بتعرف تقراء وتكتب؟ 
عارفه يا باشا طبعا، اطمن، بتعرف تكتب وخرصه اصلا
شعر ادم الفهرجى بلمحة يأس مرت خلاله، كويس خالص يا محمود تقدر تمشى انت
القصه بقلم اسماعيل موسى 
جلس ادم الفهرجى على مكتبه وامسك بالقلم واستغرق مره اخرى فى كتابه الذى يعمل عليه مشعلآ لفافة تبغ، وشرد لأكثر من نصف ساعه بعيد عن العالم الهزلى حتى سمع صوت تهشم اطباق وفناجين قادم من الرواق
ترك ادم لفافة التبغ وخرج من غرفته القابعه فى الطابق العلوى ونظر نحو الرواق
كان فيه مجموعه من الآونى مهشمه على الأرض والبنت منحنيه بتحاول تلمها
كانت ديلا  بتلم الأطباق وجسمها كله مرتعش، دلوقتى الباشا ينزل هنا ويطردنى، يا مرارى بيقولو عليه عصبى جدا ومش بيقبل أعذار، سمعت خطوات ادم باشا فوق السلم ومقدرتش تلف تبص عليه ولا حتى تعتذر، مش مسموح تفتح بقها، محمود النجاوى قال تبقى خرصه يا بت
هبط ادم درجات السلم داخله غيظ من تلك التافهه إلى فشلت فى اول مهمه ليها
وصل الرواق والبنت منحنيه بتلم الأطباق وعنيها بتبص على الأرض
القصه بقلم اسماعيل موسى 
اول ما ادم قرب البنت وقفت ثابته وايديها جنبها، لف ادم حواليها وهى بتنتظر تسمع كله واحده انتى مرفوضه
لاحظ ادم الدم السايل من ايد ديلا وببنظره متمعنه قدر يشوف وشها الى كان خالى من الرتوش، جمال صافى بكر لم تلوثه الحياه، كان ادم مدرك انه مش بيدى فرص لكن الوجه ده اتلف ثباته النفسى وكانت ديلا متخشبه مثل عصا مكنسه كاتمه انفاسها، وجه بريء فكر ادم، كأنها انولدت داخل حديقه مزهره، انزعج ادم، ليس معتاد على تغيير قناعاته ولا السماح بالفوضاويه داخل قصره واقنع نفسه انها مجرد طفله، ليست فتاه بالغه وربما تستحق فرصه
دهس ادم عقب لفافة التبغ داخل المنفضه وتراجع بخطواته للخلف ثم صعد السلم نحو غرفته وأغلق عليه بابه
تنفست ديلا، تنهدت بعد ما كانت هتختنق من كتم انفاسها، يا ترى الباشا سامحنى؟
طيب هو ليه متكلمش، بس واضح انه مش عجوز زى ما بيقولو، يا ريتنى كنت بصيت عليه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
إنتهت ديلا من جمع بقايا الأطباق المهشمه، وقامت بمسح السجاد الفاخر مره ومرتين، فكل مقعد داخل القصر منتقى بعنايه فائقه، انها لا تعرف قيمة تلك القطع لكنها تعرف شيء واحد فقط أن غضب الباشا ليس له حد، وانه تركها تأكل عيش وعليها ان تكون ممتنه، اللحظه التى اسقطت فيها الأطباق شعرت بنهايتها، لطالما تفاخرت فى اليومين السابقين ان صاحب القصر الغامض اختارها للعمل عنده  دون عن كل فتيات القريه، لكن الحقيقه ان محمود البستانى كان معجب بالفتاه التى تشبه فلقة القمر واعتقد ان منحها عمل لا تحلم به ربما يجعلها تعجب به.
الساعه العاشره ليلا اعدت ديلا عشاء خفيف ثم انسحبت من الرواق نحو غرفتها واغلقت الباب على نفسها مثلما أمرها البستانى.
هبط ادم الفهرجى درجات السلم فى فمه لفافة التبغ، تناول قطعتين واحتسى كوب شاى ثم رحل، منذ زمن طويل يأكل ادم الفهرجى ليظل حى لا أكثر
خرجت ديلا نحو الطاوله وتناولت الطعام الذى اعتقدت انه لم يلمس
بعد ساعه اعدت فنجان قهوه وقفت بارتجافه امام غرفة ادم، طرقت الباب أربعة مرات ثم تركت الصنيه النحاسيه المزركشه ورحلت.
داخل أسوار القصر توجد حديقه كبيره داخلها أشجار ضخمه تشبه الغابه، فى تلك المساحه التى تقترب من ثلاثة فدادين زرع ادم غابته الخاصه التى يتجول فيها فوق حصانه
عندما يكون ادم داخل الحديقه لا يسمح لديلا بالخروج من غرفتها مهما حدث ومهما طال الوقت تظل حبيسة جدران غرفتها
قبل شروق الشمس نزل ادم من غرفته يرتدى زى الركض قصد درب الركض وراح يحرك سيقانه بصدر شبه عارى تلفحه نسمات شماليه بارده، قطع المضمار سبعة مرات قبل أن يستلقى على العشب
ثم بكسل نهض وصعد للطابق العلوى حيث اخذ حمام طويل ساخن قبل أن يهبط لتناول طعام إفطاره المرصوص فوق الطاوله
يقراء ادم الصحيفه التى تحضر خصيصا له كل يوم من القاهره وهو يحتسى القهوه، كانت ديلا داخل غرفتها التى تركت بابها موروب
خطاء كبير وحماقه لا تغتفر، كان ادم يجلس تحت لوحه جداريه كبيره لسيدة كليمت يستمع لموسيقى هادئه لشوبار
سحق عقب لفافة التبغ وهم بالنهوض
كان ديلا الغير منتبهه تبدل ملابسها منحنيه بطريقه مغريه نحو خزانة الملابس ولمحها ادم، تذمر فى البدايه لكن بعين الفنان حدق بجسد الفتاه وراح غضبه يتلاشى، تشبة واحده من بنات باريس الذين يخوضون داخل مياه النهر حتى خصرهم
ارجح ادم رأسه كأنه ينفض فكره لزجه التصقت بعقله ثم صرخ انت؟ اغلقى باب غرفتك
ركض جسد ديلا المرتج بكل رعب العالم واغلقت الغرفه
كاد قلبها يتوقف عن النبض، وقفت فى منتصف الغرفه بجسد مرتعش الأطراف، عندما نظرت لجسدها الشبه عارى شعرت بخوف وخجل، لقد رآنى، ماذا سأفعل الان؟ تعلم أن البشوات والبهوات عندما يرغبن بفتاه يحصلن عليها
لكن الرواق ساكن وربما رحل الباشا لغرفته، فتحت ديلا باب الغرفه بحذر، وجدت عيون ادم ترمقها بغضب
تعالى هنا؟
فى تلك اللحظه ماتت ديلا عدت مرات، تحركت بطريقه آليه نحو سيدها الباشا، محتضنه صدرها غير قادره على رفع عينها
اسمعى!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لا اقبل بالأخطاء هنا، سامحتك مره من قبل، عليك أن تعرفى ان عقابى شديد وقاسى، ولا تعتقدى اننى سأقوم بضربك مثلا، هذا سلوك حيوانى لا انسانى، سأقوم بصرفك من هنا، اعلم انك تحتاجين العمل من أجل أسرتك، اخبرنى البستانى بالفقر المدقع الذى يحيط بكم
همست ديلا، والنبى يا باشا متطردنيش، اعمل ار حاجه فيا لكن بلاش تقطع عيشى، فيها ايه يعنى لما تضربنى؟ دا انا جتتى نحست من ضرب ابويا
صرخ ادم، من امرك بالكلام؟
ثم هشم فنجان القهوه بغضب كأن الف عفريت تملكه، نهض ودار من حولها وهو يرفع كتفيه بتذمر
سيصرخ؟
سيضربها او يطردها؟
نزلت دموع ديلا رغم عنها، كيف تستطيع أن تفهم ماذا يريده او ما يفكر به؟
وكادت ان تقول سامحني، لكنها صمتت، رفعت عينيها الدامعه نحو ادم وكانت اول مره ترى فيها وجهه، تغيرت ملامحها كلها
وجه شاب عاجى مكتسى بلحيه طويله صفراء زادته وسامه وشعر طويل غير مشذب، عيون لا تعرف كيف تحمل مثل هذا الغضب، وجد ادم امامه وجه بريء، وجه طفولى ملائكى
ترك ادم مكانه فى الرواق وصعد نحو سطح القصر حتى يستمتع بشمس الشتاء الدافئه
ظلت ديلا ربع ساعه شارده فى ملكوت الله، تشعر انها فى حلم من تلك الأحلام التى تباغت الفتيات فى ليالى الشتاء النادره
كأنها فى عالم لا تشعر به يدور من حولها غير منتبه لها
صرخه عملاقه، اين القهوه يا خادمه؟
تذكرت ديلا ان موعد فنجان القهوه مضى منذ دقائق وان الدنيا تحطمت فوق رأسها
لكنه يطلب القهوه وهذا يعنى انه صفح عنها وسامحها، بسرعة البرق صنعت فنجان قهوه وصعدت نحو سطح القصر ناسيه ردائها الأقرب بقميص نوم طويل
القصه بقلم اسماعيل موسى 
اشاح ادم وجهه نحو الجهه الأخرى، يا فتاه، قال ادم بهدوء، غبائك سوف يقتلنى، لا أعلم إلى متى سيكون على تحمل لا مبلاتك ووفضويتك، عندما اطلبك احرصى على ارتداء ملابس محتشمه لائقه
انتحبت ديلا، بكت، والله غصب عنى يا بيه، اعمل ايه انت الى مخوفنى، انا معرفش طلعت هنا ازاى ولا لابسه ايه، والله مكنش قصدى!
ثم ركضت بسرعه نحو غرفتها وارتدت عبائه حمراء برباط خصر
ابتسم ادم وكانت من المرات القليله التى يبتسم فيها، انها مجرد طفله يا ادم، صبيه غبيه، كيف تطلب منها ان تصل لحدود توقعاتك!؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
داخل دماغ ديلا كانت الأفكار تتصارع وكانت تسأل نفسها
أعمل إيه بس يا ربى؟
اطلع اعتذرله ولا احط لسانى جوه بقى زى ما طلب منى؟ بس انا خايفه يفتكرنى بنت مش كويسه وخايفه برضه يطردنى، وافتكرت صرخته، من طلب منك الكلام؟ كانت نبرته اسطوريه هكذا فكرت ديلا ان الأبطال الخارقين يتحدثون بمثل هذه النبره فليس معقول ان يتحدثو مثلنا؟
انا محتاجه المرتب الكبير الى هاخده هنا، لكن ان يفتكرنى بنت مش كويسه، الشعور ده هيموتنى كل يوم
طلعت ديلا درجات السلم متسحبه كهرة شارع لئيمه، وقبل ان تصل سطح القصر وقفت، تعلم ديلا انها امام موقف لم تعهده من قبل، أكبر شخصيه وقفت أمامها ديلا باحترام كان غفير النقطه بتاعتهم.
ورأت ادم جالس بشرود بيبص على الحقول الفلاحين إلى شغالين فى الغيطان بيرو الزرع او يعزقو الأرض قبل المغربيه
راحت ديلا ترفع دماغها وتنزلها مرات كتيره
اشعل ادم لفافة تبغ، انت هتفضلى كده كتير عامله زى نمس الحقل؟
تفاجأت ديلا ، الباشا لمحها ويراها
انهضت جسمها الناضج مثل خوخه، والنبى يا باشا انا عندى كلمتين عايزاك تسمعهم واوعدك بعدها والله العظيم مش هفتح بقى مره تانيه حتى لو فضلت هنا شغاله ميت سنه
رفع ادم الفهرجى يده كسلطان عثمانى تعرض عليه جواريه ، تعالى !!
مشت ديلا ووقفت قدامه، انا خايفه تكون حضرتك فكرتنى بت مش كويسه عشان طلعت عندك بلبس النوم؟ لكن انا مش كده والله يا باشا.
ابتسم ادم ،هذه الفتاه البريئه لا تعرف ان لباسها الذى تخجل منه ترتديه بنات الغرب فى الشوارع والجامعات والمصانع والشركات، وكيف لها ان تعرف وهى لم تخرج من تلك القريه؟
انا مش غضبان منك يا ديلا، لكن لو فتحتى بقك مره تانيه من غير اذنى هزعلك
افهم من كده يا أدهم بيه انك مسامحنى!؟
رفع ادم ايده ونزلها قبل أن يقبض على حلمة اذنها الرقيقه، انت فتاه غبيه؟
لباسك لا يعنينى، لكن صوتك وكلامك يكون بأمرى،هو دا امر صعب للدرجه دى؟
مش صعب يا بيه بس سيب ودنى والنبى عشان وجعتنى
تقدرى تمشى يا ديلا شغلك انتهى النهرده، وياريت مسمعش صوتك
احنت ديلا رأسها، حاضر يا بيه حاضر، والنبى انت زى العسل مش عارفه بيقولو عليك عصبى وقاسى ليه
امشى يا ديلا، امشى قبل ما اغير رأى
حاضر، حاضر، غادرت ديلا سطح القصر، داخلها فرحه، هو ليه عامل فى نفسه كده؟
وكانت غيمات رماديه تعبر فى السماء تنذر بمطر وشيك، هكذا خمن ادم
انا عايز المدفأه تكون جاهزه والحطب مرصوص بكميات كبيره يا ديلا
حاضر، صرخت ديلا وهى تهبط درجات السلم بسعاده، استعملت ديلا فأس لتقطيع الأخشاب ووضعتها داخل المدفأه
وكان جسدها بعد أن انتهت لزج من العرق
خدت حمام وغيرت هدومها وقعدت داخل غرفتها، عارفه انها مش هتقدر تخرج، كمان لو ادم بيه قرر يقعد فى الرواق يبقى الليل كله هتفضل صاحيه لحسن يطلب حاجه منها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نزل المطر بعد العشاء واصبح الجو بارد، تلك الأجواء التى يعشقها ادم ويحب ان يقضيها وحيد مع نفسه
شغل ادم الموسيقى واشعل المدفأه وامسك بكتاب يقراءه
ولفافات التبغ لم تغادر يده
ديلا اتغطت بالبطانية جوه غرفتها عشان تحس بالدفيء لكن برودة الجو كانت صعبه جدا
وكان صوت طقطقة الحطب واصل مسامعها، حست انها هتموت لو ما حطتش ايديها فوق اللهب وادفت
هو قال مسمعش صوتك وانا مش هتكلم خالص، فتحت ديلا باب غرفتها، كانت مرتديه عشرين عبائه تقريبا، ملتحفه بشال
تشعر ان عندها امرأه عجوزه قاربت على الموت
وسط اندهاش ادم قربت ديلا من المدفأه وقعدت بطمأنينه قرب رجلين ادم ووضعت يديها قرب النار.
كان ادم على وشك الصراخ، ان يصفعها ويطلب منها ان تغادر القصر، لقد سمحت لنفسها ان تخرج من غرفتها وتجلس معه دون رغبه منه
ثم لمح وجه ديلا الذى تكسوه الطمأنينه، لا وجود لفزع داخله، شاعره بالسلام كأنها فى منزلها المتهالك وسط الزراعات
أدار ادم وشه بعيد عنها وواصل القراءه، حاول أن يتناسى ان هناك خادمه صغيره تجلس تحت قدميه
وبعد ساعه شعر بألفه محببه، البنت مفتحتش بقها، كطفله بريئه تلعب بالحطب، وغمره احساس كان يفتقده منذ أعوام طويله.
واستمر فى قراءة كتابه وتدخين لفافات التبغ والموسيقى تؤنسه حتى شعر بثقل على قدميه
بص ادم لقى ديلا نامت ودماغها متكيه على رجليه ورغم عصبيته الا انه منع نفسه من تحريك ساقه
خاف ان يزعج هذا الوجه البريء الذى وجد السكينه قربه
قعد ادم يتأمل ملامحها، وجه بلورى نقى، يشبه وجهه كونتيسه افرنجيه، البنت دى لو لقيت شوية اهتمام هتبقى وتدريب على الأناقه مما لا شك فيه هتبقى مذهله
غمر الدفيء ديلا وارتخى جسدها واخذت راحتها فى النوم وسرحت يدها نحو خصر ادم مما جعل جسده يرتعش
نومها غريب فكر ادم، رأسها فى حته وبقيت جسمها فى حته تانيه
كان أنف ديلا وكل وجهها منبطح على ساق ادم ويدها التى تحفظ توازنها ممسكه بساقه
لاكتر من ساعتين حرص ادم على عدم الحركه وعندما لمح ديلا بتتحرك بص بعيد عنها عشان متشعرش بالخجل، ثم امعان فى الحيطه اغمض عنيه كأنه نايم هو الاخر 
فتحت ديلا عنيها وهى فاكره انها نايمه فى غرفتها، فتحت فمها الضيق وشهقت، ثم برقت عينيها، دماغها كانت مريحه على ساق ادم، واديها كانت على وسطه،كمنحوته رومانيه لليدى منحنيه امام سيدها
يا مرارك الطافح يا ديلا، الحمد لله انه نايم وإلا كان قتلنى
شالت ايدها بحركه هاديه وبعدت بشويش عن ادم الفهرجى الذى كان يموت من الضحك فى سره، ثم نهضت ديلا، بعدت شويه بعد كده رجعت قربت ووقفت قدام ادم، بغباوه مشت ايدها قدام وشه تتأكد انه نايم
ظلت واقفه تتأمل ملامحه، البيه عامل زى القمر والله، مش عارفه جايب العصبيه دى من فين!؟
دا لو كان دواء كان هيعالج المريض من اول جرعه، هو كل البشوات حلوين كده؟
يكونش مخبى نفسه جوه القصر عشان هو حلو للدرجه دى؟
وفكر ادم الذى بداء يشعر بالضيق، إلى متى ستظل تلك الغبيه تحدق بوجهه؟
ابتلع ادم ريقه وقرر ان يمنحها درس لا تنساه ابدا، سعل وفتح عنيه فى نفس اللحظه، التقت عيون ادم بالخادمه ديلا
وابتلعت كل واحده فيهم الأخرى.
القصه بقلم اسماعيل موسى 
قفزت ديلا فى مكانها من الرعب وركضت كغزاله يطاردها أسد، تعثرت بالطاوله والمقاعد والسجاد وتشقلبت على الأرض أكثر من مره حتى وصلت غرفتها
جوه الغرفه ركبها الهم والخوف، يعنى يا ديلا هانم كان لازم تقعدى تبصى عليه كده زي المجانين؟
مش كفايه ربنا ستر ومخدش باله انك كنتى متنيله نايمه على رجله؟
يا الهى لو كان لمحنى متكأه على ساقه، عقلها مقدرش يتصور ادم بيه كان هيعمل فيها ايه
حرك ادم قدمه المخدره من عدم الحركه، كل دا بسبب الغبيه إلى جوه الغرفه، لو كان فى بلاد أوروبا لكان طلب منها ان تصلح ما اتلفته، ان تمسد قدمه حتى تستعيد الحياه
وقف ادم بصعوبه، كان حاسس فعلا ان جسمه متكسر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نجح ادم الفهرجى فى إيجاد النوم فى المحاوله التاسعه، رغم ان سريره كان وثير وجسده دافيء متزن، لا يشعر بتوتر
لطالما كان النوم يشكل لغز بالنسبه له، ولا يتمكن من إغلاق عينه قبل ان يتصارع مع وحوش العالم ويتجادل مع أفكاره
وكانت غرفته للصدفه تقع أعلى غرفة الخادمه ديلا التى كانت فى تلك اللحظه غائصه تحت الفراش تحاول نسيان الحماقه التى ارتكبتها، على كل حال ما حدث قد حدث
والذى بأمكانه ان يغفر مره يستطيع أن يغفر مرات أخرى وهكذا نفقد احبأنا.
وكانت ديلا مستغرقه فى نومها عندما كان ادم يركض كعادته كل يوم رغم برودة الجو
يا باشا يا باشا فين البنت الخدامه! +؟ صرخ محمود البستانى على ادم الفهرجى المستلقى على العشب
رمقه ادم بنظره قاتله جعلته يرتعش فى مكانه مما دفع محمود للاعتذار عدت مرات وهو يحنى رأسه، اسف يا بيه
والله اسف، انا معرفش عملت كده الزاى
مكنش ادم بيشغل باله بأمر الخدم إلى بيتغيرو بأستمرار، وسايب التعامل معاهم للبستانى كاتم الاسرار
بغضب دخل البستانى وخبط على غرفة ديلا بقوه، اصحى يا بت، انتى فاكره نفسك فى بيت المحروص ابوكى، قومى فزى الحصان ما اكلش من عشيه
قامت ديلا مرعوبه، محدش قلها تأكل الحصان، محمود مجبش خبر ان فيه حصان اصلا
اول ما خرجت من الاوضه البستانى مسكها من شعرها، اسمعى يابت ان جبتك هنا تاكلى عيش لكن والله وبالله لو ما سمعتى كلامى لاطردك من هنا، اوعى تفتكرى ان ادم بيه هيدخل ولا هيقف فى صفك، انا الكل فى الكل هنا، امشى انجرى قدامى
مشت ديلا قدام البستانى ناحية الحظيره وشافت الحصان الأبيض واقف فى مكانه بعصبيه
نضفى الهباب ده، وحطى البرسيم قدام الحصان وبعد ما تخلصى اعمليلى قهوه
بعد ما أنهى الحصان اكله قامت ديلا بسقايته، بعد كده دخلت حضرت قهوه لمحمود البستانى ونسيت ان دا ميعاد إفطار أدهم الفهرجى إلى كان قاعد جوار الطاوله يدخن سيجاره بغيظ واختناق
دخلت ديلا الرواق وشافت ادم بيه قاعد بيدخن، كانت محرجه من الى حصل امبارح ومش قادره توريه وشها
صرخ ادم، تعالى هنا!!
تحركت ديلا ووقفت قدام ادم، خير يا بيه؟ قالتها ببرأه
ادم بفروغ الصبر حضرتك مش ناسيه حاجه؟
وضعت ديلا اصبعها فوق جبهتها تحاول تذكر ما فاتها
لكنها لم تتذكر اى شيء
ادم بعصبيه، فين الفطار يا هانم؟ انا جايبك هنا تخدمينى
ديلا، معلهش يا بيه والله نسيت، ونزلت دموعها بسرعه، كانت ديلا سريعة البكاء وكان لها وجه طفولى يدفعك للشفقه
خلاص، كفايه عياط، حضرى الفطار بسرعه
قالت ديلا حاضر، حاضر، هو كل حاجه لازم بسرعه، مفيش فى قلبكم رحمه
اعدت ديلا طعام الإفطار ووضعته امام ادم الفهرجى ووقفت بخضوع إلى جوار الطاوله
انتى هتفضلى واقفه كده كتير؟
خايفه اكون نسيت حاجه تانيه وانا بخاف من زعيقك
ابتسم الفهرجى، متخفيش لو احتجت حاجه هنادى عليكى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
انسحبت ديلا نحو غرفتها تسأل نفسها، هو ليه ميبقاش لطيف كده على طول، هينقص حاجه يعنى ولا هينقص حاجه
لم يشعر ادم برغبه فى تناول طعامه، طلب من البستانى ان يعد له الحصان ليأخذ جوله داخل الحديقه
ارتقى ادم المهره وانطلق بين الأشجار كفارس محنك يعرف طريقه
انتى واقفه هنا ليه يا بت انتى؟
ديلا كانت واقفه قدام باب القصر بتبص على ادم الفهرجى وهو بيتحرك بحصانه
ديلا، مش بعمل حاجه
البستانى بتحكم، انجرى شوفى الفراخ والحمام بتاع الباشا، اصل ادم بيه مش بياكل لحوم من بره
عارفه مكانه ولا اقولك عليه؟
ديلا، معرفش حاجه
البستانى تعالى ورايا هوريكى مكانه فين، مشت ديلا ورا محمود البستانى، عارفه ان القصر كبير لكن البستانى اخده بعيد عن القصر لحد ما وصل اوضه قديمه ليها باب مخلع
يلا ادخلى
دخلت ديلا جوه الغرفه، محموددخل وقفل الباب وراه
ديلا فين الفراخ انا مش شايفه حاجه؟
البستانى، فراخ ايه يا بت، انتى فاكره جيتك تشتغلى هنا عشان الفراخ؟
ديلا ببراءه امال جيبتنى ليه؟
محمود البستانى ربت على كرشه جبتك عشانى انا يابت، من اول ما شفتك وانا نفسى فيكى وهجم البستانى على ديلا
انت بتعمل ايه؟ صرخت ديلا وهى بتحاول تبعده عنها
اكتمى يا بت، محدش هيسمع صوتك هنا، قلتلك انا الكل فى الكل هنا، لو عايزه تاكلى عيش خليكى ساكته والا هطردك بره القصر، وكانت عنيه ممتلئه بالشهوه، يحاصر ديلا من كل مكان
لكز ادم ادم الفهرجى الحصان لينطلق حول المضمار المدكوك الذى قاده قرب الغرفه البعيده
سمع محمود البستانى خطوات الحصان قادمه من بعيد، اسمعى يا بت لو فتحتى بقك بأى كلمه هقطعهولك وامشيكى من هنا بفضيحه، لو خايفه على سمعتك خلى لسانك جوه بقك، انتى عايشه هنا مع بيه شاب لوحدكم شوفى بقا الناس هتصدق مين فينا؟
كل البنات إلى كانو هنا كانو بيسمعو كلامى عشان ياكلو عيش ولو حاولتى تمشى من القصر من غير اذنى هفضحك فاهمه يا بت؟
اعتصرت ديلا الدموع فى عنيها وهى بتهز دماغها لكن الوقت لم يسعف البستانى أثناء هربه رأه ادم الفهرجى يركض بعيد عن الغرفه وبعد لحظات خرجت ديلا
لف ادم لجام الحصان بغيظ، كلهن خائنات، لا فرق بين خادمه ونبيله، كأن الماضى يلاحقه ويخرج له لسانه، سترى بعينك الشيء الذى هربت منه
كيف لهذا الوجه البريء ان يرتكب مثل هذه الخيانه؟ لطالما كنت فاشل يا ادم فى الحكم على البشر، لماذا سمحت لها ان تتحدث معك؟
لماذا عفوت عنها أكثر من مره وسامحتها؟ كان عليك طردها فى اول فرصه
ماذا كنت تنتظر؟ كيف كان عقلك يفكر يا سيد ادم؟
لماذا نسيت اننا عندنا نمنح البشر الآمان نتعرض للخيانه؟
هذه التى كنت تفكر ان تجعل منها سيدة مجتمع مرموقه
اين ذهب عقلك حينها؟
ترك ادم المهره امام غرفتها وصعد نحو الطابق العلوي، هذا ما يحدث عندما نسمح للبشر بالاقتراب منا
لماذا تشعر ان صدرك قد شرخ، كيف اتاك كل هذا الألم؟
الماضى يشبه تلك المدفأه كلما قلبت الحطب داخلها  ازداد اشتعالا وتوهج
قلت ان حياتها الشخصيه لا تعنيك وان عليك أن تكون محايد وتخفى ذلك الحنق الذى يكاد يخنقك
وشعر بالغثيان عندما تذكر ليلة الأمس عندما كانت ديلا متكأه على ساقه برأسها
القصه بقلم اسماعيل موسى 
كان عليك أن تركلها ولا تسمح لها بلمسك، غسل ادم نفسه كأنه يتطهر من الخطيئه وترك الماء ينساب فوق جسده
القصه بقلم اسماعيل موسى 
فى غرفتها قعدت ديلا تعيط وتبكى، مكنتش تعرف ان ادم شافها
لكن الى حصل كان مخلى جسمها كله بيرتعش، كانت عايزه تاخد هدومها وتسبب القصر
ثم تذكرت كلام محمود البستانى، الفضيحه، لكن الفضيحه مكنتش مخوفها اكتر من الزج بأسم سيدها ادم معها
ديلا مشفتش من ادم غير كل خير، ازاى هتتسبب فى توسيخ اسمه مثلما حدث من قبل، كان محمود البستانى يختلق القصص بعد رحيل كل فتاه عن علاقه غير اخلاقيه جمعتها مع ادم الفهرجى
عشان كده الناس كلها فى القريه خايفه تشغل بناتها عنده
قعدت تبكى وتلطم على خدودها لحد ما احمرت مثل العنب
وكان ادم يغلى فى غرفته متوعد ديلا بأمور قاسيه كان قد تركها من أجل براءة وجهها
انها مجرد خادمه وهيعاملها زى الخدم، لقد خدع، نعم تعرض للخيانه، احضر البستانى عاه*رته لقصره بعيد عن الناس
كيف يعاقبه ويعاقبها؟
ممكن يطردها من القصر لانه محتاج خدمات محمود البستانى، لكن طردها مش هيفش غليله
يجب أن ترى ليالى سوداء حالكه مثل ليله بلا قمر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
___وكان ادم الفهرجى كلما رغب فى معاقبة شخص، عاقب نفسه بالأبتعاد عنه مسرفآ فى تقدير ذاته عند الأخرين، متوقع ان يلاحظو غيابه ويشتاقو اليه فيعترفون بخطأهم.
لازم ادم غرفته ،لا يخرج منها، وكان يتناول طعامه داخل الغرفه، كان ادم متيقن انه لا يكن عواطف لديلا وان هذا ليس السبب الذى دفعه للغضب منها، بل امر اخر، اخفاقه فى قراءة شخص والسماح له بالاقتراب منه.
فقد كانت بالنسبه له انسان قبل كونها خادمه، وكان يعرف ان محمود البستانى لئيم، لكن وصوله لديلا بتلك السهوله جعله يتقزز
وكان كل ما فتح الشرفه توقع ان يلمح ديلا بتتسحب لخارج القصر نحو العشه القديمه لمقابلة اللعين محمود البستانى، فيغلق الشرفه بسرعه وكله خوف ان يرى ذلك
ثم قام بنقل أدوات الرسم لسطح القصر حيث خلوته المحببه اليه
وضع اللوحه فوق الحامل وهو ينظر نحو الحقول يحاول رسم فدادين الزرع والفلاحين وكلما شرد وأعاد النظر للوحه وجد نفسه قام برسم ديلا، مره إلى جوار المدفأه متكأه على ساق شخص، ومره أخرى برداء قصير فوق سطح القصر
يقوم بتمزيق تلك اللوحات ويعيد الرسم
ديلا كانت أوقاتها صعبه، مكنتش عارفه ادم بيه غالق على نفسه كده ليه؟
وتوقعت ان دا من ضمن عاداته ان يعيش مع نفسه، دا حتى الاكل مبقاش ياكله فى الرواق وبيطلبه فى غرفته
فى احد المرات وهى بتتفقد غرف القصر لشعورها بالملل
وجدت غرفه فسيحه مليانه كتب وروايات ومجلدات
مرصوصه فوق ارفف خشبيه بطريقه جميله
ولقيت وقت فراغ كبير يسمح لها بالقراءه، قررت ديلا ان تقراء كل كتب المكتبه
كانت بتواجهه صعوبه فى القراءه فى البدايه لأنها مكملتش تعيلمها، لكن بمضى الايام أصبح الأمر سهل والكتاب الى كان بياخد عشرة أيام بقى بياخد تلاته
ثم وجدت القراءه ممتعه، فأصبحت تنتهز كل لحظه لتقراء وتقراء كل ما يقع تحت يدها
قراءة كتب وروايات مترجمه لكبار الكتاب بعد أن انهت الكتاب المحليين، ثم توغلت فى الكتب المخصصه للموسيقى والرسم، ابتعاد ادم عن العالم جعل مهامها قليله ووفر لديها وقت كبير
محمود البستانى تركها فى حالها، كان ذكى ولئيم وعرف ان انعزال ادم لسبب ما وتوقع ان يكون لمحه داخل الحديقه مع ديلا
كان ادم بعد أن عاندته الفرشاه توقف عن العراك معها وقام برسم ديلا أكثر من مره
داخل النهر، بين الأشجار، فى الرواق، لقد أتم أكثر من لوحه لديلا وكانت كلها رائعه
كان قد مر أكثر من ثلاثة شهور من العزله عندما طلب ديلا إلى غرفته
دون أن ينظر إليها، هتروحى المكتبه فى الصف الرابع هتلاقى كتاب بجلد ازرق مرسوم عليه ورده هاتيه وتعالى
اومبرتو اكو؟ همست ديلا بخجل
اختلج جسد ادم من الصدمه، انتى تعرفى امبرتو من فين؟
قالت ديلا بخجل أكبر، اصل انا قراءة الكتاب ده
تنهد ادم الفهرجى، انها مجرد صدفه من قبل فتاه غبيه، فليس معقول ان تكون تلك القرويه قرأت كتاب لاعظم روائى ايطالى
وكانت ديلا ترغب فى رؤية نظره تشجيعيه او حتى ابتسامه
لكن وجه ادم ظل قاتم كعقدة حبل
انا قرأت كمان راوية باودولينو، رفع ادم حاجبه، باودولينو مش معقول دى كتب صعبه
لكنه لم يجد داخله شفقه عليها ولم يرغب فى الاسترسال رغم الرغبه الملحه فى الكلام، إلا أنها فتاه تبدو بريئه لكنها خائنه، تقضى لياليها فى أحضان بستانى لئيم، 
من المكتبه احضرت ديلا كتاب اسم الورده ووضعته امام ادم
حاجه تانيه يا سيدى؟
وشعر ادم ان نبرتها تغيرت وان اللغه التى قرائتها اثرت بها
رفع يده بحنق لا خلاص امشى
وكانت نبرته لا انسانيه مقززه للنفس مما دفع ديلا للبكاء
انا مش عارفه حضرتك بتعاملنى كده ليه يا أدهم بيه؟
انا عملت حاجه زعلتك؟
دا انت الحاجه الوحيده إلى مصبرانى على الخدمه فى القصر الكبير ده!
رفع ادم الفهرجى حاجبه الأيسر ومرر يده على ساعته ماركة روليكس وكان يرتدى قميص عنابى ترك ازراره العلويه مفتوحه وشعره الناعم منسدل فوق جبهته
القصه بقلم اسماعيل موسى 
لو مش عاجبك الشغل هنا تقدرى تمشى وانا هجيب عشره غيرك، لازم تعرفى انك بتشتغلى عشان الفلوس مش عشانى انا ودا شغل الخدم فى كل مكان، انا هطلب من محمود يديكى حسابك وتقدرى تمشى انا مش هغصبك تخدمينى!
لا يا بيه!! قالت ديلا، بلاش محمود البستانى، انا راضيه يا بيه، راضيه
قال الفهرجى، يبقى تشوفى شغلك واكل عيشك ومش عايز اسمع كلام تانى، انا حذرتك قبل كده انك متفتحيش بقك من غير ما اسمحلك
الظاهر انى اسرفت فى تدليلك لحد ما اخدتى عليه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
شايفه الورده إلى فى السجاده هناك؟
ديلا بقلق __شايفها يا اهم بيه
اقفى عليها ومتتحركيش غير لما أأمرك
ديلا ___حاضر يا بيه هو انا اقدر اقول غير حاضر
وقفت ديلا فى المكان المحدد، بينما ظل ادم الفهرجى يحدق بكتاب اسم الورده مستمتع بحل كل تلك الالغاز التى صاغها ايكو ببراعه، وكان بين الحين والآخر يرفع عينه وينظر إلى ديلا
ديلا كانت باصه على الأرض، مغتاظه من ادم بيه ومن تصرفاته، كانت ظنت انه بداء يستمع لها ويسمح لها بالكلام
لكن طبيعته القاسيه ظهرت مع انه كان نفسها تبص عليه فقد كان ادم يتمتع بمظهر أنيق جذاب
قلب ادم صفحات الروايه وكان جسد ديلا بداء يتخشب وبتسأل نفسها لحد امتى هيفضل سايبنى كده وازى قادر يستمتع بالقراءه وانسان بيتعذب قدامه، مفكره فى عقلها القراءة التى لا ترفع داخلنا الحس الإنسانى لا فائده منها
رفع ادم دماغه، انا اديتك درس صغير، قرصة ودن عشان تعرفى إلى منتظرك عندما لا تطيعى اوامرى
لازم تترجينى عشان اسامحك وتقدرى تسيبى مكانك
وانتظر ادم الفهرجى ان يسمع الكلمات المتوقعه وكان على استعداد ان يرفع يده
لكن ديلا فاجأته بحده غير معتاده مش هترجى ولا اطلب حتى لو قعدت للصبح  انا معملتش حاجه غلط
هز ادم المتفاجيئ ساقه، فشل مره اخرى فى معرفة ابعاد النفس البشريه 
هذه النكره تعانده، تتحداه لكنه ابتسم بسخريه، حسنآ خليكى واقفه
انت بتيجى عليا يا بيه عشان انا ضعيفه ومحتاجه الشغل؟
اسكتى، صرخ ادم
دا نتيجة أفعالك الغير مبرره نفذى العقاب بصمت
ومره اخرى فاجأته ديلا بنظره متحديه جعلته يشعر بالغضب والغيظ
سأكسرها اقسم ادم، سأجعلها ترتعب من إشارة يدى، لا يجعل الإنسان ينكسر الا القسوه
ثم فجأه ارعش ادم رأسه، ماذا تفعل ايها الأحمق، لتلك  الدرجه تابعت رغبتك فى الأنتقام، انت مجرم، وشعر أدم بيأس وأحباط وجعل يلوم نفسه، انت واحد مثلهم ولا تختلف عنهم
تقدرى تمشى يا ديلا، روحى غرفتك، عقابك انتهى
ابتسمت ديلا، اول مره فى حياتها تنتصر لعزيمتها وأمام من؟
امام الباشا الذى يأمر فتطيع الناس
ثم قالت ببراءه، شكرا يا ادم بيه، ممكن اقعد معاك شويه؟
فتح ادم عنيه بغضب
تقصدى ايه؟
ديلا __ اقصد اقعد هنا يا بيه، انا زهقت من قعدة الاوضه بقالى اكتر من تلت شهور وحضرتك مش بتكلمنى وتحركت ثم جلست تحت قدمى ادم
توتر ادم شعر انه يفقد السيطره، كيف يسمح لتلك الفتاه المستهتره التى منحت نفسها للبستانى ان تجلس قربه
اعملك قهوه يا بيه؟
أجل، قهوه، احنى ادم رأسه ليتخلص منها وهو يسأل نفسه لماذا يشعر بالضعف
بكلمه واحده يستطيع أن يطردها خارج القصر ويحضر واحده أخرى
عادت ديلا تحمل القهوه ووضعتها امام ادم ثم جلست فى مكانها تحت قدميه
وكان قربها يجعله يضطرب، هقعد ساكته يا ادم بيه مش هفتح بقى!!
ادم ___وياخدك النوم وتنامى فوق رجليه؟
وكأن لسعها عقرب، انتفضت ديلا، كانت تظنه سر، هو انت شفتنى يا باشا؟  انا افتكرتك كنت نايم!
احمرت خدودوها الورديه وبرقت عينيها بجمال آخاذ، والله نمت من غير ما احس يا بيه¦
وايه ذنب رجليه يا ديلا تتحمل دماغك التقيله؟
والله وبالله مش هيحصل تانى يا بيه، بس خلينى قاعده جنبك اتونس بيك
طيب يا ديلا تقدرى تقعدى مفيش مشكله
ولم يمر سوى نصف ساعه حتى سقطت رأسها فوق ساقه، ابتسم ادم، هذه الفتاه لا يحلو لها النوم الا فوق ساقى؟
وكما توقع تمطت ديلا وبدأت يدها تسرح وانفتح فمها مستغرقه فى النوم
شال ادم ايد ديلا اكتر من مره وترجع مكانها، تأفف ادم
اخر ما ينقصني ان اربى طفله داخل القصر
انحنى ادم لييقظ ديلا وتفاجىء بوجهها المستكين، وجه بريء يشع صبى وطفوله
لا فائده من المراوغه، حمل ادم جسد ديلا والتى تعلقت برقبته مثل طفله وتحرك لينقلها لغرفتها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فتحت ديلا عنيها بصعوبه تتلفت حواليها، خايفه تكون نامت على رجل ادم الفهرجى، لتفاجيء انها راقده فوق سريرها متغطيه بالبطانيه
 نهار اسود، زعقت ديلا المخضوضه ؟ حصل ايه؟ مين جبنى هنا؟ وازاى انا نمت اصلآ؟
معقول يكون ادم بيه هو الى شالنى ودخلنى غرفتى؟ اصل انا بنام زى الميته!!
طيب دخلنى ازاى؟ جرنى مثلا؟
معقول ادم بيه يكون شالنى؟ ولمسنى؟ ! وبداء عقلها يسرح فى تصورات غير منتهيه وإبتسامه كبيره تغطى وجهها المتورد بلون الكاكا وسرت رعشه فى جسدها، ليست رعشة رعب ولا خوف، بل رعشة قرب وإلتصاق، شعرت ديلا بلذه تغمرها وان الكون بحاله لا يمكنه ان يسع فرحتها!!  
       ثم 
سمعت سعال ادم الفهرجى فى الرواق وتذكرت ميعاد الإفطار، قامت بسرعه مهرولة  ناحيت المطبخ، أعدت الاكل ورصته على الطاوله من غير ما تتكلم ووقفت بثبات من غير حركه
تضع عينها اللئيمه ذات الجمال على ادم الفهرجى
وضع ادم لقمه فى فمه، أتمنى تكونى نمتى كويس امبارح، قال ادم بنبره مرحه
همست ديلا __والله يا بيه انا غاطسه وسط هدومى من
الكسوف ومش عارفه اوريك وشى ازاى
سامحني يا بيه اوعدك طول عمرى مش هفتح بقى ولا اقول اقعد معاك ولا مقعدش معاك انا مكانى المطبخ اصلآ
إبتسم ادم الفهرجى !! لأنها تعرف قدرها فليست كل الفتيات يتمتعن بالجرأه ليعترفن بالحقيقه، الفتيات يحببن سماع الكلمات العذبه ويعشقن المواربه والطرق الملتويه فى الحب
وكان ادم يتذكر ما حدث بالأمس، يديها التى التفت حول عنقه ببراءه، الجسد الما*ئع الذى حمله وغاص داخله، حتى وهى نائمه بدت مبتسمه كشعلة يونانيه ، لقد تشعلقت بعنقه ورفضت ان تتركه مما اضطره ان يجلس جوارها 
كان خجل من تلك التفاصيل التى حدثت  ولا يرغب فى تذكرها 
سامحني يا ادم بيه لكن فيه سؤال محيرنى ومكسوفه اقوله
رفع ادم ايده، قولى يا ديلا
هو انا وانا نايمه عملت حاجه ضايقتك؟ اصل انا بخاف ازعلك حتى لو كنت نايمه
وانبهر ادم من سلاسة وصفها وحسن تعبيرها وكيف استطاعت بمجرد كلمتين التعبير عن نفسها
بعد كده لما تنامى تدخلى غرفتك، الفوضى والتسيب إلى حصل امبارح ده مش ممكن يحصل تانى
ديلا، حاضر يا بيه، حاضر ، اصل الحقيقه انا مش بحب اشوفك قاعد لوحدك من غير ما حد يونسك بتصعب عليا
قصر كبير ملوش اخر وحضرتك وحيد فيه
وشعر ادم بالوجع، شعور مؤذى ان تكون وحدتك نابعه من داخلك ولا علاقه لها ب الأماكن او الازمنه ولا البشر
ماذا تحاول أن تفعل تلك الفتاه  البربريه؟
لما؟ تنبش فى أعماقى وتؤجج المشاعر التى تخلصت منها منذ زمن طويل، لقد انتهيت ان تورطك فى علاقه بشريه قد يعنى هلاكك
البشر مؤذين خاصه النساء وانا قلبى موصد، اغلقته بالقفل والمفتاح ولا رغبه لدى فى معايشة تلك الأوقات المأساويه  مره اخرى فلا يوجد شخص يستحق أن تقضى  الليل تكافح دموعك  من أجله 
وكلما شعر ادم الفهرجى براحه فى الكلام مع ديلا شعر بالقلق
هذة الاحاسيس والمشاعر ماتت ولابد ان تظل ميته
ثم لماذا اسمح لها بالكلام، وكان عقله يصرخ خائنه، خائنه
لكن خائنه لمن؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ما الذى يربطه بها ويشعر من خلاله بالخيانه، انها مجرد خادمه وهو رب عملها
انا بحب اقضى اوقاتى لوحدى يا ديلا، أجد سعادتى فى العزله والبعد عن الناس
ديلا _-دا كلام برضك يا بيه؟ واحد زيك متعلم وقارى كتب كتيره يقول الكلام ده، مفيش احسن من الرفقه
نظرت ديلا ناحيت ادم الفهرجى، كان قلبها يدق بسرعه، خائفه الصبيه ان يقفز قلبها خارج صدرها ويفضحها، حزينه لبعد المسافات، وكانت كلما شعرت بعاطفه نحو ادم بكت
انها مجرد خادمه وهو صاحب القصر
تأملت هذا الوجه الوسيم واشاحت برأسها لبعيد، بعيد جدا حيث البيت الطينى وقلل المياه، الطشت والغسيل والاوانى القديمه
القصه بقلم اسماعيل موسى 
وكان هناك نبع انفتح داخل قلبها تسيل مشاعره نحو المصب، ادم
انا بفكر اطلع للتخيم فوق التله محتاج اشم هواء نقى، من فضلك حضرى شنطتى والخيمه المتنقله
ابتسمت ديلا طبعا انا هخرج معاك يا بيه؟
صمت ادم، ثم قال بحزم لا، انتى هتفضلى هنا فى القصر انا هاخد محمود
شعرت ديلا بحزن وفقد، لكن ما باليد حيله، احنت رأسها وقالت حاضر
اعدت ديلا كل الأشياء التى امر بها ادم الفهرجى وكانت مستيقظه صباح اليوم التالى عندما تحرك الباشا رفقة محمود البستانى نحو التله
محمود البستانى، فين الحجات إلى طلبها الباشا يا بت انتى؟
ديلا __ كل حاجه جاهزه فى الشنط
البستانى طيب يلا غورى من هنا!
نظر محمود البستانى تجاه ادم الفهرجى الذى كان مشغول بحصانه، ثم اخفى حقيبه تحت كومة قش وانطلق مع الباشا ناحيت التله
بعد ساعه وصلا التله، امر ادم البستانى ان ينصب الخيمه على بال ما يغير هدومه
صرخ البستانى، البنت دى غبيه قوى يا باشا وفتح الحقيبه امام عيون ادم، البنت نسيت تحط الخيمه
انا هروح اجيب الخيمه وارجع بسرعه يا باشا، قبل ما الشمس تبقى سخنه هكون هنا
نزل محمود البستانى  التله وترك ادم الفهرجى يتجول بين الأشجار والازهار وركض ناحيت القصر
والله واحلوت يا واد يا محمود، القصر فاضى هتاخد راحتك المره دى محدش هينقذها من بين ايديك
دخل البستانى القصر وصرح بغضب، انت يا بت يا غبيه
فين الخيمه بتاعت الباشا؟
ديلا ___والله حطيتها جوه الشنطه
البستانى امشى انجرى على المخزن، انتى نسيتى الخيمه يا حلوه
تابع البستانى ديلا وهى تركض ناحيت المخزن نادبه حظها السيء، اكيد ادم بيه زعلان منها
انطلق البستانى خلف ديلا ناحيت المخزن الذى يقع فى اخر القصر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
مش لاقيه حاجه؟ صرخت ديلا من بين اكوام الملابس والاغراض المتراكم فوق بعضه، انا متأكده انى حطيتها داخل الحقيبه؟
سد البستانى باب المخزن بيديه، دا الباشا هيخرب بيتك، وطى كده وبصى تحت الكراسى
انحنت ديلا تبحث أسفل المقاعد القديمه وعين محمود البستانى تتابعها بشهوه، ولم تلحظ ديلا المستغرقه فى البحث اقترابه منها
وكان جسده الطويل منع ضوء الشمس من دخول المخزن كظل وحش مرعب يلوح بسيفه
عندما انتبهت ديلا كان محمود البستانى ملتصق بجسدها يهم بأحتضانها كعشيقة ليل
دفعت ديلا جسدها بعيد عن البستانى واصبحت فى مقابلته
انت هتعمل ايه؟
اوعاك تكون فاكر إلى حصل قبل كده ممكن يحصل تانى!؟
ابتسم البستانى بسخريه، والله والقطه طلعلها ضوافر وبتخربش، بقى انتى يابت يا مفعوصه بتقولى كده؟
انا مش مفعوصه وان كنت سكت قبل كده فعشان ادم بيه لكن انت انسان وسخ وطول عمرك هتفضل سافل!!
انتى صدقتى نفسك يا بت!؟ المره دى محدش هيمنعنى عنك لا ادم بيه ولا غيره
ديلا ____ابعد عنى والله هصرخ
اصرخى يا حلوه، الحجات دى مش يتحلى غير مع الصراخ
وقبل ان تفتح ديلا بقها هجم عليها البستانى وكتم انفاسها
وحاول ان يقيدها فى حضنه
قبضت ديلا على أقرب حاجه وقعت فى ايديها، رجل كرسى مكسوره وضربت بها دماغ البستانى فشقتها
صرخ محمود البستانى، قتلتينى يا بنت الكلب؟ والله لاطردك من القصر
خدى هدومك وامشى من هنا، يلا يا حثاله يا معفنه اطلعى بره القصر، غورى بره
صرخت ديلا مش هخرج، لازم ادم بيه يعرف الحقيقه، لكن البستانى اجبرها بالتهديد والفضيحه حتى خرجت راكضه هاربه نحو منزلها
ظل ادم الفهرجى فوق التله يستمتع بالطبيعه، حتى تأخر البستانى لم يقطع حبل أفكاره
انتصف النهار ولم يظهر البستانى وشعر ادم ان هناك شيء قد حدث لا يعرفه
نزل من على التله وركب حصانه نحو القصر
كان البستانى داخل القصر لافف قماشه فوق دماغه، قماشه متلطخه بالدم
كل اثاث القصر مبعثر على الأرض والسجاد مقلوب، خزانة الملابس مفتوحه
صرخ البستانى المجرمه الحراميه يا باشا انتهزت فرصة غيابنا وحاولت تسرق القصر لكن ربنا أراد يفضحها انا وصلت فى اخر لحظه يا باشا وطردتها بره القصر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ادم فيه حاجه ناقصه او مسروقه؟
البستانى لسه بدور يا باشا اصل الصنف دا مش سهل انا هطلع غرفة حضرتك افتش فيها
دخل البستانى غرفة ادم فتح المكتب ووضع ما فيه من نقود داخل جيبه ثم نزل السلم يصرخ
أخدت الفلوس يا باشا لازم نبلغ الشرطه، المجرمه دى لازم تدخل السجن
أخدت كام رد سأل الفهرجى؟
كل الفلوس يا باشا الموجوده فى غرفتك سرقتها
صمت ادم الفهرجى دقيقه، ثم صعد درجات السلم نحو غرفته
صرخ البستانى ابلغ الشرطه يا باشا؟
بحزن لوح الفهرجى بايده مفيش داعى يا محمود ثم دلف لغرفته واغلق الباب على نفسه
لكن البستانى لم يتركه صعد خلفه وطرق الباب بعنف، دماغى يا باشا المجرمه شقتها نصين وانا بدافع عن القصر
انا محتاج يجى عشرين غرزه
اخرج ادم من جيبه رزمة فلوس مدها للبستانى خد دول عالج بيهم نفسك وياريت محدش يعرف عن إلى حصل ده
انا عايزك تحط لسانك جوه بقك فاهم؟
فاهم يا ادم رغم انى مش عارف ليه حضرتك عايز تتستر على المجرمه دى؟
نظر ادم الفهرجى على البستانى بغضب، نظره يعرف بعدها محمود ان عليه ان يصمت
لما وصلت ديلا بيتها، والدها عاقبها، ربطها وضربها ومنعها من الخروج من البيت، ديلا مقدرتش تقول عن إلى حصل معاها محدش هيصدقها او يقف جنبها
وقعدت حبيسة البيت مده طويله، وكانت حزينه لان ادم بيه مسألش عنها ولا حاول يبعتلها ويعرف إلى حصل ايه
كانت عارفه ان ادم بيه الأمل الوحيد المتبقي ليها وكانت كل يوم بتنتظر ظهور ادم على باب منزلها بعد أن يكون عرف الحقيقه، لكن ادم لم يظهر والقصر لم يفتقدها البستانى داخل القريه يشيع انه يبحث عن فتاه صغيره ولطيفه تخدم الباشا بعد ما طرد الخدامه بتاعته
محدش فى القريه كان عارف ديلا انطردت ليه وسرت اشاعات عن سرقه، كسل وتراخى والاشاعات فى القرى لا تتوقف حتى تظهر اشاعه أخرى تنسيهم الى قبلها
وجد البستانى ضالته اخيرا، فتاه تدعى شهد، فتاه فقيره لاب متوفى ووالده تكافح من أجل لقمة عيشها
لما عرفت ديلا ان فيه خدامه جديده اشتغلت فى القصر النار ولعت جوه صدرها، حاولت تروح القصر تستعطف ادم الفهرجى لكن والدها لحقها قبل ما توصل القصر وجرجرها على الطريق ناحيت البيت وكسر عضمها من الضرب واقسم انه هيجوزها لأول شخص يتقدم ليها
ديلا قبل شغلها فى القصر اتقدملها ناس كتير، البنت حلوه وجميله ومعظم رجال القريه كان عندهم رغبه يجوزوها لكن ديلا كانت دايما بترفض مكنتش شايفه واحد فيهم ممكن تستريح معاه
لكن دلوقتى والدها هيرميها لأول واحد يتقدم ليها ومش هتقدر تعترض
مضى أكثر من شهر وسمح لديلا بالخروج من البيت بعد ما الشائعات خفت، كانت بتروح مع امها الغيط تجز البرسيم من أجل اطعام البقره الوحيد التى يملكونها
وكانت بتمر من تحت القصر كل ما تروح الحقل، زى اى فلاحه بتروح الغيطان مفيش شيء مميز فيها، وكانت تشعر بحزن دفين كل ما مرت من هناك متوقعه انها تشوف ادم ولو حتى مره
لكن القصر كان بعيد عنها، الحديقه كبيره وشاسعه تفصل القصر عن الطريق
وكانت ديلا بتنتهز الفرصه وتروح تقعد تحت صور القصر فى الناحيه الشماليه إلى كانت بتطل عليها شرفة ادم
وكان ان لمحها ادم مره وهو جالس فوق سطح القصر لكنه لم يتعرف عليها، مجرد فتاه متعبه تستريح من العمل
لكنه ظل يراه لمدة أكثر من أسبوع جالسه فى نفس المكان محدقه فى شرفات القصر يحزن
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وكان ادم الفهرجى كلما جلس على سطح القصر رأى تلك الفتاه، باهتت الملامح، الجالسه على الطريق رأسها بين ركبتيها محدقه بشرفات القصر.
وقت العصريه !! باتت رؤيتها كل يوم امر معتاد بالنسبه لادم الفهرجى، حتى انه قام برسمها خلال لوحاته، جالسه مثل قديسه ووجه غامض، ثم فكر ادم الفهرجى انها من الممكن أن تكون فتاه مسكينه تحتاج لمساعده وجلوسها امام القصر انما لقلة حيلتها.
طلب ادم الفهرجى الخادمه شهد وأمرها ان تذهب لتلك الفتاه وتسأل عن قصتها، ان كانت فى حاجه لمساعده عليها ان تجلبها لداخل القصر
لمح محمود البستانى شهد تسير ناحيت بوابة القصر، انتى رايحه فين يا بت؟
قالت شهد، ادم بيه شاف بنت قاعده قدام صور القصر وباعتنى اجيبها عنده لو كانت محتاجه مساعده
فكر محمود البستانى، بنت مين دى إلى قاعده جنب اصوار القصر؟
انا بخدم هنا من زمن طويل وعمرى ما شفت فتاه من بنات القريه بيتجرأو ويقعدو قدام القصر
صرخ محمود البستانى فى شهد، ارجعى انتى القصر وانا هروح اشوف حكاية البنت دى ايه
خرج البستانى من القصر وسار تجاه الناحيه الشماليه حتى اقترب من ديلا، عنيه لمعت لما شافها قاعده جنب الصور، انتى يا بنت بتعملى ايه هنا؟ يلا امشى انجرى ولا عايزانى اجرجرك من شعرك لحد بيتكم، الباشا امرنى اخدك من ايدك واوصلك لابوكى عشان يربيكى، لكن انا هعمل بأصلى واسيبك تمشى لوحدك 
نهضت ديلا بحزن، تركت مكانها ومشيت ناحيت بيتها، الهذه الدرجه يكرهها ادم الفهرجى ولا يرغب برؤيتها؟
وكان حزنها مضاعف، لقد فقدت اخر آمل لها، الحلم الذى كانت تتغذى عليه، رجوعها للقصر مرفوعة الرأس بعد أن يعرف ادم بيه الحقيقه.
وتذكر محمود البستانى كل ما حدث بينه وبين ديلا وكيف هربت من ايده اكتر من مره، تذكر جسدها الذى لمسه بالكاد ثم تبخر، وقصد دكان القريه لشراء علبة سجاير، خلال الطريق خاطبته سعديه، امرأه اربعينيه تبيع الخضروات، هو انت مش ناوى تتجوز يا منيل انت؟
ابتسم محمود البستانى بلؤم، ايه؟ عندك عروسه ليه؟
غالى والطلب رخيص بس متنساش الحلاوه بتاعتى
فتح البستانى فمه، مين يا سعديه؟
 صرخت سعديه، ديلا بنت محمود النزاوى 
تصلب جسد محمود البستانى وقرب من سعديه، بتقولى ايه يا وليه انتى؟
زى ما بقلك كده، ابوها حالف يجوزها لأول واحد يطلبها، البنت حلوه وخساره والله
لم يكدب محمود البستانى خبر، اخذ بعضه على منزل محمود عبد النزاوى والد ديلا وطرق الباب
كان الراجل غاطس فى سروال ابيض طويل يغطى سيقانه النحيله، وفلنه نص كم ممزقه
جلس البستانى واحتسى الشاى الذى صنعته والدة ديلا، انا طالب بنتك للجواز يا محمود وهدفع مهر كويس
تملل محمود فى جلسته ورد بغضب حتى من غير مهر انا موافق، انا عايز اخلص من البنت دى بعد ما جابت راسى فى الطين
طيب نقراء الفاتحه يا عم محمود؟
نقراء الفاتحه وكتب الكتاب والفرح الاسبوع إلى جاى ولا اقلك مش لازم فرح هخدها على كده خليها تغور من وشى
غادر البستانى منزل والد ديلا يتنطط من الفرح، ديلا ستصبح ملكه، سيريها العذاب الوان تلك اللعينه التى شقت دماغه
ثم ابتسم بشراهه وتلوى طيف ديلا داخل عقله، هذا الجسد وتلك القسمات سوف تصبح ملكه وحده، سينغلق عليهم باب واحد ويتمتع بانوثتها ودلالها
دخل والد ديلا على ابنته التى كانت مضجعه على سرير مكسر من الخشب
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فزى قومى يا بت، فيه عريس اتقدملك وانا وافقت عليه
كانت ديلا تعلم أن هذا اليوم قريب وانه آت لا محاله، كانت مدركه لتعاستها وان الحياه لن تمنحها السعاده
زعق والد ديلا مش عايزه تعرفى عريسك مين؟
مكنش فارق مع ديلا اسم العريس، لقد حكم عليها بالحزن والتعاسه فظلت صامته دون كلام
قال والد ديلا عريسك محمود البستانى
سمعت ديلا الكلمه التى اخترقت اذنها وانهار جسدها على الأرض، سقطت من طولها كأنها ميته
صرخ والد ديلا، لو كنتى فاكره دلع البنات ده هياخد معايا تبقى غلطانه، كتب الكتاب والفرح الاسبوع إلى جاى
ثم ترك ديلا فاقده للوعى وصرخ فى زوجته ادخلى رش عليها شوية ميه خليها تفوق
شقت والدة ديلا بصله قربتها من أنف ابنتها ورشت عليها نقط ماء حتى استعادة وعيها
وكان وجه ديلا قاتم اصفر مثل زهره زابله وعيونها دامعه نازله مثل شلال
بلاش دا والنبى يا امى، جوزونى لأى واحد غيره انا راضيه والله ومش هفتح بقى لكن بلاش ده يا امى وراحت تبكى وتنوح.
قالت ام ديلا، والدك امر يا بتى وانا مليش كلام بعد كلامه
صرخت ديلا ببكاء انا هقتل نفسى لو جوزتونى للراجل دا يا امى، والله حرام إلى بيحصل معايا ده
وكان والدها يسمع كلامها، كاتم لغضبه، وسمع صراخ ديلا مش هجوزه، مش هجوزه
القصه بقلم اسماعيل موسى 
سحب والد ديلا عصا غليظه يحشر بها باب المنزل كل ليله قبل نومه اقتحم باب غرفة ديلا، دفع والدتها خارج الغرفه واغلق الباب، ثم صرخ هو انتى محدش مالى عينك يا بت انتى، عايزه تفضحينا تانى؟
ارتمت ديلا على قدمى والدها وراحت تقبلهم، بلاش دا والنبي يا ابوى، جوزنى اى واحد غيره، عشان خاطرى يا ابوى بلاش محمود البستانى.
صرخ والد ديلا، انتى هتتجوزى إلى انا اخترته، انا اديت الراجل كلمه عايزه تطلعينى عيل يا بت وسط الرجاله، عايزاهم يقولو معرفش يربى بنته!؟
ابوس ايدك يا ابوى بلاش محمود، هعيش خدامه هنا جوه البيت وطول عمرى مش هطلب حاجه؟
رفص محمود النزاوى جسد ديلا بعيد عنه، وبرقت عينيه من الغضب ولوح بالعصا فى الهواء، الظاهر انا معرفتش اربيكى يا بت، وضرب ديلا بالعصا عدت ضربات سريعه متتاليه فى كل نواحى جسمها، انا هموتك من الضرب يابت، هخليكى تروحى بيت جوزك مكسحه، عايزه الناس تاكل وشى؟ مش كفايه إلى عملتيه قبل كده؟
وانهال بالضرب على الجسد البض وجعلت ديلا تصرخ وتركض داخل الغرفه من الألم ووالدها يلاحقها بالضرب حتى حشرها جوار الباب ولم تستطع ديلا الفكاك منه
استسلمت ديلا للضرب، كانت حاميه دماغها بايديها والنزاوى نازل ضرب فيها
صرخت والدة ديلا، مش كفايه يا حج البنت هتموت فى ايدك
فتح النزازى باب الغرفه وصرخ فى وجه زوجته، كله منك انتى ياوش الفقر، لو كنتى عرفتى تربى بنتك مكنش حصل كل ده
ترك النزاوى جسد بنته متكوم على الأرض وغادر الغرفه نحو مقهى القريه كان يحتاج ان يدخن، ان يظبط مزاجه ان ينسى كل ما حدث.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قيدت  ديلا من ايديها  فى عامود السرير، تهديداتها المستمره بقتل نفسها وإفساد العرس دفعت محمود النزاوى بتكتيفها بالحبال وإبعاد اى أداة ممكن تستخدمها لجرح نفسها
البنت دى مش هتتفك غير يوم الفرح فاهمه يا رئيسه؟
احنت رئيسه والدة ديلا دماغها بطاعه كلبيه، حاضر يا حج حاضر، وكان قلبها يأكلها على ابنتها، شايفاها بتتقطع من الألم والحزن لكن كلام جوزها سيف على رقبتها، عمرها ما كسرت كلمته، هتيجى دلوقتى بعد العمر دا كله وتعارضه!؟
واصبحت المرأه التى كانت مبتسمه دائمآ عبوسه كبصله
وكان الذى يراها تمشى يظن انها مريضه.
ديلا موقفتش عياط وصراخ ورفص وضرب، حاولت بكل الطرق تتخلص من قيودها كى تتمكن من الهرب
ركض محمود الجناوى ناحيت القصر والفرحه بترقص جواه
والله واحلوت يا واد يا محمود، اجمد بنت فيكى يا بلد هتبقى ملكى وتحت طوعى، ولم يخفى عليه رغبت عدد كبير من شبان القريه الجواز من ديلا، لكن حظه كان اوفر منهم، ومين قده فى البلد كلها؟
هو الوحيد إلى بيخدم فى القصر، دا حتى بيفكر يستأذن ادم بيه يديله غرفه من غرف القصر يقعد فيها مع مراته
لكن بعد شوية تفكير لغى الفكره دى، مش بعيد ديلا تقابل الباشا وتحكيله عن إلى حصل والباشا هيصدقها
وطلع على طول على غرفة ادم الفهرجى الذى كان يقضى أوقاته داخل الغرفه منذ رحيل ديلا.
كان الفهرجى يفتقد صوت ديلا وحركاتها الغبيه، الآلفه إلى شعر بيها فى قربها، لازال يتذكر نومتها على ساقه، حملها إلى غرفتها وتعلقها بعنقه، لقد اقتربت شفاهها المرمريه من شفاهه لدرجه جعلته يرتعش وعندما وضعها على السرير بهدوء التصق خدها بخده
لم يجد فى نفسه اى قوه على المسامحه والغفران، لقد رأها بعينه فى غرفة الحمام مع محمود النجانى وسامحها
لكن ان تكون سارقه بعد كل تلك المشاعر التى تبادلها معها، لقد قطعت بفعلتها حبل الوصال بينها وبينه، كانت لديه خطط لديلا، كان يمكنها ان تطلب النقود منه وكان سيمنحها لها بحسن نيه.
طرق محمود النجانى باب غرفة ادم بقوه، ياباشا، ياباشا
ادخل يا محمود، مالك فيه ايه عامل زى التور الهايج؟
انا بطلب من سيادتك يا باشا أجازه مفتوحه، انا قررت اتجوز ومحتاج اجهز نفسى
ادم ___ انت عارف انى مقدرش استغنى عنك يا محمود لكن مفيش مانع انك تاخد أجازه بس مش طويله
محمود النجانى، ربنا يباركلى فيك يا باشا، دا العشم برضه
فتح ادم درج المكتب وأخرج رزمة نقود، خد يا محمود دى هدية فرحك
وضع محمود النجانى الفلوس جوه جيبه وخرج من القصر
مشى ناحيت بيت النزاوى حماه ودخل بثقه
بعد ما قعد طلع من جيبه ورقة ماليه وحطها فى ايد حماه
الرجل الغير معتاد على رؤية النقود الكبيره تلعثم وفتح فم يكفى لابتلاع ضفدع
محمود حط ورقة تانيه فى ايده وتالته، لازم تعرف يا حماى ان نسبك ليا هيكون باب سعد عليك
امال فين العروسه يا عمى؟ اصل مشفتهاش من زمان
النزاوى بغيظ مربوطه فى غرفتها، بت الكلب قال ايه ؟ مش موافقه عليك
ابتسم الجناوى ممكن اشوفها يا عمى؟
النزاوى __ اهى مربوطه جوه زى البهايم ادخل بص عليها
دخل الجناوى على ديلا
ديلا لما شافته النار ولعت فى جسمها وصرخت اطلع بره
ابتسم البستانى مره تانيه محدش هيعتقك من ايدى يا ديلا
انتى خلاص بقيتى ملكى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
هموت نفسى قبل ما تلمسنى يا محمود، مستحيل يتقفل باب علينا مع بعض
هيتقفل يا حلوه وبكره تشوفى الجناوى هيعمل فيكى ايه
دلوقتى خليكى مربوطه زى الحمير لحد ما اجى واخدك
رزع محمود الجنانى باب غرفة ديلا وانطلق نحو منزله ليضع الرتوش الاخيره على الاستعدادات الخاصه بزفافه.
وكان قلب رئيسه والدة ديلا  وضميرها يضغط عليها، ديلا أكبر بناتها واقربها لقلبها وعارفه انها مش ممكن تكون عملت حاجه غلط وظل الصراع داخلها حتى موعد الليله السابقه للعرس، وكانت كلما رأت ابنتها تتلوى من الوجع تقطع قلبها
فما كان منها الا ان دخلت عليها واحتضنتها، التصقت دموع الام ببنتها، حلت رئيسه قيود ديلا، حررتها من الحبال، انا هسيب باب البيت مفتوح يا بتى، متطلعيش من هنا غير لما الليل يتأخر، انا عارفه ان إلى بعمله غلط لكن مش قادره اشوفك بتتعذبى قدامى واقعد ساكته، عارف يعنى ايه ام تساعد بنتها على الهرب؟
متخلينيش يا ديلا اندم على إلى عملته، انا لازم اخرج دلوقتى وربنا يجيب العواقب سليمه
أشعل محمود النجانى سيجارة بانجو ودخنها باستمتاع امام منزله، وعقله سارح فى تصورات مغريه عن ليلة الغد عندما يحتضن ديلا ويختلى بها، وتذكر شهد بنت عبد الحميد المهكع الخادمه الجديده فى قصر الباشا، كانت تمتلك جسد ضخم يخفى ملامح وجهها الباهت، وسرقته التخيلات، الليل لم ينتصف بعد، الباشا مش بيخرج من غرفته، سحق عقب السيجاره واخد بعضه على القصر، دخل من الباب يتسحب لحد ما وصل غرفة الخادمه شهد، خبط على الباب بخفه، انتى يا بت اصحى، فوقى يا بهيمه، شعرت شهد بالحركه، فتحت الباب كان الجنانى واقف أمام الباب بجسد مختل
تعالى ورايا يا بت
شهد هنروح فين فى نصاص الليالى دلوقتى يا محمود، الباشا عايز حاجه؟
همس الجنانى، امشى انجرى ورايا من سكات مش عايز اسمع نفسك
القصه بقلم اسماعيل موسى 
سار محمود الجنانى تتبعه شهد نحو الغرفه القديمه البعيده الواقعه خلف القصر، غرفة الحمام ، ثم دفع شهد داخل الغرفه وأغلق الباب
عندما انتصف الليل تسللت ديلا من غرفتها، الطريق  كان خالى، الناس كلها نايمه، رغم كده دخلت جو الغيطان إلى خلف المنازل مقرره مغادرة البلده، وقبل ان تصل الطريق الرئيسى شاهدت بعض شبان القريه الساهرين امام احد المنازل وادركت الخطر، مش ممكن توصل الطريق الرئيسى من غير ما يشوفها
رجعت تانى تمشى فى الحقول وعقلها بيدور من الأفكار
كانت ديلا تعرف القصر جيدا وتعرف أسراره، داخل القصر يوجد قبو له باب من الناحيه البحريه وهناك توجد غرفه لا يدخلها اى انسان، وقررت ان تقضى ليلتها داخل القصر حتى تجد طريقه للهرب، محدش هيتوقع انها داخل القصر ولا فيه اى شخص هيقدر يقرب منه حتى لو اكتشفو هربها هيبحثو فى أماكن بعيده عن القصر
من الناحيه البحريه قفزت ديلا صور القصر واصبحت داخل الحديقه التى تشبه الغابه، شعرت بالطمأنينه وهى تسير وسط الأشجار الضخمه وسارت بهدوء وكان عليها ان تمر جوار غرفة الحمام حتى تتمكن من الالتفاف والوصول للقبو
مرت ديلا خلف الغرفه المغلقه التى تحمل لديها مشاعر بغيضه منفره وكانت على وشك عبورها عندما سمعت صراخ الخادمه شهد، ابعد عنى يا محمود، حرام عليك، يادى الفضيحه ياولاد، وفهمت ديلا ما يحدث، امسكت ديلا حجر كبير وقذقته على باب الغرفه ثم اختبأت خلف جذع شجره كبير
فتح محمود الجنانى باب الغرفه بفزع، الدنيا كانت ضلمه مش شايف حاجه، شهد زقته وجريت على غرفتها داخل القصر
بينما ظل محمود يبحث بعنيه عن الشخص الذى تجراء وفعل ذلك
مش معقول يكون ادم بيه هو الى وصل هنا، لازم فيه عيل محش*ش ابن وس*خه مشى وراه وتابعه إلى داخل الشخص وعمل فيه المقلب ده
وأصر محمود الجنانى القبض على ذلك الشخص الذى يعرف انه لم يتمكن من الابتعاد بعد
همس محمود الجنانى أظهر وبان، انا هجيبك، هجيبك، هتروح منى فين؟
انا حافظ الجنينه اكتر من نفسى وعارف انك مستخبى هنا
وراح يبحث بين الأشجار وخلفها وديلا كامنه خلف جذع الشجره خايفه تتحرك
فكرت تجرى لكن محمود اكيد هيقدر يقبض عليها، وكان جسدها كلما اقترب محمود منها ارتعش واهتز
وكان محمود يفتش بسرعه ولم تتبقى سوى شجره واحده ويصل لديلا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وكان محمود الجنانى على بعد خطوه من ديلا التى تكتم انفاسها، ملتصقة بجذع الشجره تكاد تختفى داخلها، اشتعلت مصابيح الاضأه فى غرفة ادم الفهرجى فجأه وسطعت فوق اعناق الأشجار، توقف محمود الجنانى عن البحث ومر جوار ديلا ناحيت باب القصر.
تنهدت ديلا، قالت فى سرها الحمد لله ونظرت تجاه شرفة ادم الذى كان يدخن سيجاره فى الشرفه
كان ادم ينظر للبقعه التى تختباء بها ديلا، واعتقدت انه يراها لانه بصره كان مثبت عليها
تحركت ديلا من خلف جذع الشجره ولمح ادم طيف انسان يختفى بين الأشجار.
مرت ديلا بين اعراش الحشائش حتى وصلت باب القبو الذى نمت فوقه الحشائش
استخدمت يدها لتخليص مقبض الباب ثم فتحت الباب
كان القبو مظلم، ديلا وضعت ايدها على صدرها، الدنيا ضلمه جدا وديلا خافت يكون داخل القبو فأران او حتى ثعبان ومكنتش عارفه ان أرضية القبو مرصوفه بالرخام وجدرانه ملمعه، تجرأت ديلا وبحثت عن مفتاح النور وفتحته، القبو كان طويل ونظيف وكان داخله مقعدين وطاوله واريكه موضوعه إلى جوار الجدار
تنهدت ديلا، جسمها كان مهدود، تعبانه بقالها اكتر من اسبوع مشفتش نوم وعنيها مبطلتش بكاء
ارتمت ديلا على الكنبه، ضمت ركبتيها على جسمها 
نامت ديلا نوم طويل مع ان جسدها كان مثقل بالجراح
كان الوقت ظهر لما فتحت عنيها، تأكدت ان باب القبو مغلق
ووضعت خلفه مقعد، عشان لو حد حاول فتحه يعمل صوت وتلحق تهرب
____________
كانت الناس داخل القريه بيبحثو عن ديلا بعدما اكتشفو اختفائها، فتشو  فى الحقول والبيوت والخربات، مفيش حد شاف ديلا خارجه من البيت ولا حتى تغادر القريه
والدها فكر انها حلت قيودها وقتلت نفسها داخل الغيطان واحتاجت الأرض الواسعه من الزرع وقت طويل عشان يفتشوها.
محمود الجنانى اخد على الموضوع على محمل شخصى وشكل فرقه من شباب القريه للبحث عن ديلا، مقدرش ابدا يستحمل الكلام إلى بيسمعه ان ديلا هربت لأنها مش عايزاه
محدش يرفض محمود الجنانى ابدا وكان كل ما الوقت مضى يلوم محمود النزاوى ويقرعه بكلام يسد النفس، معرفتش تربى بنتك؟
بنتك جابتلك العار وجابتلى العار معاك واقسم الجنانى ان يقتل ديلا لو شافها حتى لو كانت فى حضنه
وقال النزاوى، يمين علي يمينك انا كمان هقتلها
بس كل دا مطفاش النار إلى جوه محمود الجنانى، شرخ كبيرائه وتصغيره امام رجال القريه حتى لوحظ انه يمشى شاردا فى الطريق بعيون مشتعله ويدخن المخدرات طوال الليل وافتعل اكتر من مشكله مع ناس لظنه انهم يسخرون منه، ولم يذهب للقصر طوال تلك المده حتى ارسل ادم فى طلبه وكان البستانى عندما ذهب لمقابلة الباشا محطم وبائس مما دفع ادم لمنحه أجازه مفتوحه
هى اسمها ايه البنت دى يا محمود إلى هربت يوم فرحك؟؟ 
انفتح فم محمود بغضب، مش مهم اسمها يا بيه، المهم انى لما اقبض عليها هقتلها ورحمة امى هقتلها
فكر فى مستقبلك يا محمود وبلاش تهور، اذا كانت هربت يبقى مش عايزاك دور على واحده غيرها
الجواز مش إجبار، وصرخ البستانى فى سره لو شخص غير الباشا قال كده كان زمانه مسك فى خناقه
لكن الباشا يقول إلى هو عايزه، وانصرف محمود من القصر داخله رغبه وغايه واحده العثور على ديلا وقتلها
__________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نامت ديلا داخل القبو لحد ما عفنت من النوم لكنها كانت محتاجه تاكل وتشرب، معدتها كانت بتقرقع من الجوع بتصدر أصوات كأنها فرقة اوركسترا،أثناء الليل خرجت تدور على فاكهه فى الحديقه ووجدت بعض الفاكهه لكنها غير كافيه لسد جوعها
بعد ثلاثة أيام من الصبر، فتحت ديلا باب القبو وتسللت للمطبخ، كانت عارفه مواعيد نوم ادم الفهرجى، عملت كل ده فى هدوء ورجعت على القبو قعدت على الأرض واكلت
لكن لقيت نفسها محتاجه كوباية شاى وكانت ديلا بدأت تشعر ان القصر قصرها وتتصرف بطمأنينه مثل الماضى
دخلت ديلا  المطبخ تعمل كوباية شاى وعقلها بيدور بالذكريات التى عاشتها داخل القصر، صبت الشاى داخل الكوبايه وقبل ما تتحرك سمعت صوت ادم
انتى صاحيه ليه لحد دلوقتى يا شهد؟ كان ادم نزل من غرفته عشان يقعد فى الرواق قرب المدفأه
وكان ادم منذ رحيل ديلا لا ينظر نحو شهد ويتعمد عدم التقاء عيونه بعيون شهد
ارتعبت ديلا، تخنت ديلا صوتها وقالت كنت عايزه اشرب شاى يا ادم بيه
وشعر ادم ان صوت شهد متغير وان هذا الصوت ربما يكون قد سمعه من قبل ، لكنه فكر ان شهد  عندها برد او متاعب صحيه
تسحبت ديلا وهى حاطه عنيها على ادم مرعوبه لحسن يبص عليها، ودخلت جوه القبو وقفلت الباب. 
بعد لحظه واحده خرجت شهد من غرفتها تشرب ماء وسمعت ادم الفهرجى بيقول اعمليلى شاى معاكى يا شهد 
تعجبت شهد من  كلام ادم بيه فهى لم تصنع شاى ولا يحزنون ، لكنها صنعت الشاى وقدمته للباشا على كل حال 
    اتفضل ادم بيه
رفع ادم بصره نحو شهد ، الصوت مختلف عن إلى سمعه من شويه
وكان على وشك ان يسترسل فى الحديث ليتأكد لكن عقله عند هذه اللحظه سخر من قلبه وصرخ ماذا تعتقد انك ستسمع يا ادم؟
انت ترى خادمتك أمامك ونبرة صوتها غير مهمه إطلاقآ
الخادمه شهد وقفت بعيد ان ادم بيه، فكرت ربما يحتاج حاجه تانيه
لكن ادم غرق فى شروده وهجم عليه الحزن كغراب يأكل جيفه
فتحت شهد باب الثلاجه بلا عنايه من باب كسر الملل ولاحظت ان الطعام الذى حضرته ناقص
تعلم الخادمه شهد ان ادم غير معتاد على الاكل بنفسه وانه بالعادة يطلب خدمتها لجلب الطعام
لكن ادم كان متغير الليله دى، لسه فاكره انه طلب منها تعمل شاى بطريقه خلتها تشك فى نفسها
وكان من المستحيل ان تسأل ادم الفهرجى ان كان تناول طعامه بنفسه
داخل القبو كانت ديلا وهى تأكل يصل إليها الصوت، وكتمت ضحكه داخلها، معقول ادم يكون عرف صوتها او حتى شك؟
هل من الوارد انه يفتقدها مثلما تفتقده؟
كان ادم الفهرجى احن شخص عليها فى حياتها وخسارته لازالت تجرحها
وسمعت الخادمه شهد تقول، عايز من حاجه تانيه يا بيه؟
همس السيد ادم، متشكر يا شهد تقدرى تنامى
منذ دخلت الخادمه شهد القصر لم يتحدث معها ادم بصوره مباشره مثل التى حدثت الليله
انغلق باب غرفة شهد وأصبح ادم وحيد مره اخرى، واربت ديلا باب القبو البعيد وراحت تسترق النظر نحو ادم
ولم يطاوعها قلبها ان تبعد نظرها عنه، كانت تفتقد وسامته ومشاكسته وتمنت من كل قلبها ان يعرف الحقيقه ويعيد توظيفها داخل القصر
ظهر شبح محمود الجنانى أمامها، وجه قبيح مقرف مفزع، ادم بيه مش بيستغنى عن البستانى وممكن لم يعرف انها هربت منه يرجعها للبيت تانى وهى مش ممكن تستحمل كده
القصه بقلم اسماعيل موسى 
وظل نظرها معلق على ادم، تتابع لفافة التبغ فى فمه وانفاسه التى يخرجها، يديه التى تقلب صفحات الكتاب
ولاحظت انه نسى تزويد المدفأه بالحطب ودون ان تشعر خرجت من القبو لتعتنى به كعادتها
سمع ادم الفهرجى خطوات ديلا فى الرواق ودون ان يرفع بصره قال انتى منمتيش ليه يا شهد؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
توقف قلب ديلا عن النبض للحظه، حيث تملكها الرعب، وحل صمت رهيب حتى انها سمعت دقات قلبها بوضوح كطائر نقار الخشب، دق، دق، وكان من المستحيل ان تنطق، سيعرف ادم صوتها المتهدج باللهفه.
مشت ديلا تجاه المطبخ واختفت داخله، من هناك وهى تبتسم همست بصوت غير واضح، بشرب ميه  يا ادم بيه!! 
مره اخرى ارتحلت النبره الهادئه الرقيقه على بساط الريح وسقطت داخل أذن ادم الفهرجى.
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ترك ادم الفهرجى  الكتاب على الطاوله وفرك اذنه، لقد صرف الخادمه شهد للتو، وغير مقبول ان ينادى عليها لتقف أمامه
وظن انه يتخيل، وان افتقاده لخادمته ديلا حقيقى ولا يمكن اخفائه حتى انه لام نفسه لتسرعه فى طردها بتلك الطريقه المهينه، ربما كانت الفتاه محتاجه او لديها ظروف. 
وها هو الآن يجلس وحيد جوار مدفأته وديلا بعيد عنه وليس من الممكن أن تسند رأسها فوق ساقه بوجهها البريء بعد أن أقسمت ان لا تنام مية مره ، حرك ادم ساقه التى كأنها اشتاقت للماضى
وكان نظره مثبت على تمثال من المعدن يحاكى نحتت كليجمنت لفتاه فى متناهية، الصغر منحنيه على عربة ورد مبتسمه مثل حورية، اللعنه على الذكريات انها لا تتركنا آبدآ مهما حاولنا قتلها ودفنها تظهر مره اخرى
وفكر ادم الفهرجى انه سيكون من المحرج ان يتحدث مع الخادمه شهد مره تانيه فتركها تتحرك فى المطبخ والفضول ينهشه
انفتح باب غرفة الخادمه شهد وخرجت بوجه باهت الملامح جافاه النوم
لم يلحظ ادم كل ذلك، كان غارق فى شروده واوهامه، وهو يظن ان التى تتحرك وتحدث جلبه الخادمه شهد، ثم انه قرر عدم التحدث إليها مره اخرى
وقع قلب ديلا على الأرض، قفذ من صدرها ورأته يزحف على الرخام  ، وقفت مكانها متسمره مثل عصا مكنسه نسيتها ربة المنزل مركونه جوار الباب، همست فى سرها يارب استر
وقفت شهد لحظه تبص على الرواق، فيه صوت وصل ودانها وهى نايمه
ادم بيه كان بيتكلم مع شخص، لكن مفيش حد قاعد مع ادم بيه، الراجل قاعد لوحده
ياترى بيكلم نفسه؟ طيب هو صوته بقى مايع كده ليه؟
فى حين لم تجد ديلا قدامها غير التلاجه والغساله وكان عليها تختار هتستخبى فين قبل ما تتكشف؟؟
لكن شهد مشيت ناحيت ادم الفهرجى قرب المدفأه وتركت مساحه وراها تسمح لديلا بالهرب
تسحبت ديلا مثل برص  ودخلت القبو بانفاس مقطوعه كحنفية مياة تسقط اخر قطره من المياه المخزنه
قالت شهد، تسمحلى يا ادم بيه اقعد قرب النار شويه؟
ادم الفهرجى بلا مبلاه ودون ما يرفع بصره  ناحيتها، مفيش مانع
شعرت ديلا بالغضب والغيظ، ادم ملكها وحدها، مفيش حد هيشاركها فيه مهما حصل
وعنيها كانت بتبص على شهد بحقد وغيره
فما كان منها الا ان اطفأت نور القبو ومسكت مقعد رزعته فى الأرض عمل صوت مرعب ضخم
نهض ادم بسرعه وقفزت شهد من الخوف، يعرف ادم ان  القبو فاضى محدش بيدخله
فى حين ركضت ديلا لاخر القبو وفتحت الباب ناحيت الحديقه وعلى وشها ابتسامه خبيثه مستعده للفرار 
ادم انتى سمعتى إلى سمعته يا شهد؟
شهد ايوه يا بيه الظاهر فيه حرامى جوه القصر
اخرج ادم مسدسه من الدرج  وفتح باب القبو وشهد ماشيه وراه بخوف  ، فتح النور و قبل ما النور يوصل اخر القبو لمح ادم طيف اسود  يهرب ناحيت الحديقه لكنه مكنش متأكد
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صرخت شهد الحمد لله القبو مفيهش حد، يمكن قطه يا بيه وقعت الكرسى، بس ادم بعين متمرسه لاحظ بقايا فتات طعام على رخام القبو وشاف كمان الكنبه وقماشها المكرمش
خرج ادم من باب القبو ناحيت الحديقه وشهد وراه بتصرخ بتدور على ايه يا بيه؟
ادم بحزم، مفيش ناولينى مصباح وبعدها  تقدرى تروحى تنامى ان هتمشى شويه فى الحديقه
نفذت شهد الأمر وقفلت باب القبو ودخلت غرفتها لكنها كانت خايفه مرعوبه، ادم بيه مش على طبيعته من اول الليل
___________________
ديلا كانت بعدت عن القبو ومشيت وسط الأشجار لكنها كانت شايفه نور المصباح فى ايد ادم بيتحرك وسط الأشجار
وراحت تركض وهى بتضحك، نسيت كل إلى حصل معاها
نسيت ضرب والدها النزاوى ليها وحبسها، نسيت دموعها واوجاعها
وكان ادم الفهرجى يتحرك داخل الغابه وفى باله شيء واحد اذا تجرأ شخص ء ودخل القصر لازم يعرفه
وراح يتجول داخل  الحديقه الكبيره فى ايده المسدس
بعد ما مشى مسافه كبيره وقف فى مكانه وقرر يرجع القصر
التف ومشى خطوتين  ثم سمع صوت خطوات راكضه توقفت فجأه 
وكان الصوت قادم من الناحيه الشماليه البعيده عن القصر
واصل سيره مره اخرى إلى الناحيه البحريه  ولاحظت ديلا انه ممكن يشوفها ويتعرف عليها، فسارت بحذر تحت الصور والتفت ناحيت غرفة الحمام واستخبت فيها 
وصل ادم نهاية الحديقه وحاول يربط الأمور ببعضها وأصبح لديه شك كبير ان فيه شخص كان جوه القبو عايش معاهم
وتذكر الطيف إلى شافه جوه الحديقه الليله السابقه، طيف أنثوى نحيل يشبه جذع ديلا لكنه مكنش متأكد 
رجع ادم على القصر وحاول ينسى كل إلى حصل، دخل غرفته وتمدد على السرير وهو يفكر ان كل إلى بيحصل اوهام من اختلاق عقله
القصه بقلم اسماعيل موسى 
لما اطمأنت ديلا رجعت تانى ودخلت جوه القبو ورمت نفسها على الكنبه
جسمها كان لسه بيرتجف من الخوف، المغامره إلى قامت بيها كانت محفوفه بالمخاطر، رغم كده كانت سعيده، شافت ادم الفهرجى واتكلمت معاه، وكانت الفرحه مش سيعاها  وكأنها خلقت من جديد داخل اروقة القصر
نامت ديلا وصحيت فى وقت مبكر وكأن جسدها يتذكر الايام التى كانت تخدم فيها داخل القصر
سمعت سعال ادم فى غرفته وكانت غرفة شهد مغلقه لم تستيقظ بعد، كانت عارفه ان قلبها ومشاعرها هتقضى عليها
ودون ان تشعر دخلت المطبخ حضرت إفطار ادم الفهرجى وضعته على صنيه وصعدت درجات السلم بهدوء دون أن تحدث اى صوت، وضعت الصينيه امام غرفة ادم وطرقت الباب أربعة طرقات مثلما كانت تفعل فى الماضى ثم ركضت ناحيت الرواق ووقفت على باب القبو
فتح ادم باب الغرفه ووجد طعام افطاره امامها، يحاول أن يتذكر اذا كان ما سمعه حقيقى، اربعة طرقات تذكره بديلا
لكن ادم يتذكر جيدا انه مقلش لشهد تعمل كده، بص ادم علل الرواق وعلى غرفة شهد ولم يلمح الخادمه فى الرواق او حتى فى المطبخ، حمل ادم الصنيه ودخل بيها غرفته، وضعها على الطاوله وابتسم
لست أحمق، شهد تعمل هنا منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم يراها قبل ذلك تعد الإفطار بتلك الطريقه، لكن كيف يتأكد من ذلك؟
لم يتبقى امامه سوى أن ينتظر بعض الوقت داخل غرفته حتى يكتشف الحقيقه، اذا صنعت شهد طعام الإفطار وقدمته له فهذا يعنى ان ظنونه حقيقيه وان ديلا تعيش معه داخل القصر وربما هى التى تعيش داخل القبو
فى موعدها استيقظت الخادمه شهد، بعد أن غسلت وجهها ونظفت يديها، دلفت للمطبخ وحضرت الفطار الذى يتناوله ادم بيه كل يوم
وكان ادم فى غرفته ينتظر على نار اكتشاف الحقيقه بعد ام سمع سعال الخادمه شهد فى الطابق الأرضى
حملت شهد الصنيه النحاسيه وصعدت درجات السلم
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
توقفت الخادمه شهد فى منتصف السلم، تذكرت انها لم تبدل ملابسها التى تحمل بقعه وسخ كبيره، فعادت لتترك صنية الطعام على الطاوله ودلفت لغرفتها لتبدل ملابسها، ديلا التى تراقب شهد من خلف الباب خرجت بسرعه، سحبت صنية الطعام نحو القبو واغلقت الباب.
لم تستغرق شهد سوى خمسة دقائق فى تبديل ملابسها وعندما خرجت كانت صنية الطعام مختفيه
رفعت الخادمه شهد  بصرها نحو غرفة ادم الفهرجى وقبل ان تسأل نفسها معقول يكون ادم بيه بنفسه هبط للرواق وأخذ الطعام؟ رأت ادم الفهرجى يفتح باب غرفته ويخرج الصينيه ويتركها امام الباب، قبل أن يدخل غرفته مره اخرى ويصك الباب.
تنهدت شهد، هل يغفر لها الباشا تهاونها وتكاسلها عن خدمته؟
لكن الباشا لم يتذمر ولم يطلبها ليوبخها.
صعدت الخادمه شهد السلم واخذت الصنيه لكنها انتبهت لشيء هام، الصنية مختلفه عن التى رصت الطعام فوقها، لكن العقل له أحكام ومن الوارد ان يكون اختلط عليها الأمر
اخيرا ابتعلت ديلا ريقها وضعت الطعام أمامها وراحت تأكل بشهيه، إلى متى ستظل غامضه مختفيه؟
وماذا ستفعل اذا اكتشف ادم وجودها داخل القبو؟
تعرف ديلا ان ادم ذكى وانه قد يتمكن من ربط الخيوط ببعضها حينها ستكون فى ورطه، محمود الجنانى يبحث عنها ووالدها لن يرحمها فشعرت بالغم وتوقفت عن الأكل، لابد أن تجد حيله تمكنها من الكلام مع ادم وشرح الحقيقه له
لكن كان عليها ان تختفى ولا تظهر الا بعد أن تهداء كل تلك الجلبه التى احدثتها فى اليومين الماضيين.
وظل الوضع هاديء داخل القصر خلال تلك الفتره، وكان ادم الفهرجى دائم الشرود بصوره ملحوظه، كانت ديلا تراه ينظر نحو الحديقه وهو يدخن لفافات التبغ كأنه ينتظر موعد او رؤية شخص معين، واحيان أخرى يقترب من القبو ويكون على وشك فتح بابه فتركض ديلا هاربه من الناحيه الأخرى لكن ادم الفهرجى يتوقف فى اخر لحظه ويعود ادراجه
حتى فوجأت ديلا فى اليوم الثالث بجلبه خارج القبو وكانت نائمه حينها، ثم انفتح باب القبو ودلف منه ادم الفهرجى، سار داخل القبو حتى وصل الباب المغلق من الجهه الأخرى
ثم وقف أكثر من دقيقه يفكر وعلى وجهه نظره شارده قبل أن يطلب الخادمه شهد ويهمس لها ببعض التعليمات.
بعد نصف ساعه شوهدت الخادمه شهد تجر سرير وتضعه داخل القبو، كان سرير معد للنوم بالوسائد والبطانيه
تركته هناك ورحلت، جلس ادم الفهرجى على طرف السرير وهز جسده عدت مرات ثم ارخى جسده على السرير وتمدد
وتعجبت شهد، ادم بيه هينام داخل القبو؟
لكن حيرتها تبددت لما لمحت ادم الفهرجى يخرج من القبو ويغلق الباب خلفه.
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ثم جلس فى الرواق واشعل لفافة تبغ ونظره مثبت نظره على باب الرواق وعلى وجهه ابتسامه غامضه
وكانت ديلا مختفيه داخل الحديقه تسأل نفسها ماذا حدث
مدركه للورطه إلى وقعت فوق دماغها لو قرر ادم النوم فى الرواق هتتشرد فى الحديقه حيث انها كانت تتابع كل ما يحدث من ثقب فى باب القبو. 
أدركت ديلا  انها مش هتقدر تدخل القبو ولا تنام فيه بعد إلى حصل، ممكن ادم يدخل فى اى لحظه، أصله مش معقول يكون وضع السرير داخل القبو من أجل الديكور
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ومرت ليله تعيسه على ديلا، جالسه امام باب القبو تسترق النظر لرؤية ادم الذى كانت تسمع صوته فى الرواق يسعل من تدخين السجاير، مر أكثر الليل وصوت ادم يصلها حتى قرر ادم النوم وصعد لغرفه.
حاولت ديلا تنام على أرض الحديقه لكن جسمها مرتحش ففكرت انه من الممكن أن تدخل للنوم وتستيقظ بعد الفجر
وضعت مقعد خلف باب القبو المطل على رواق القصر ونامت بقلب قلق وخوف مستعر، حتى انها لم تتجراء لتغطية جسدها بالبطانيه حتى لا تغرق فى النوم
مضت ليله وليلتين وبدأت ديلا تشعر بالطمأنينة وان ما حدث ربما فعله ادم من باب كسر الملل وراح نومها يصبح أكثر عمق وهدوء وثقل 
فى الليله الثالثه قضى ادم سهرته وصعد لينام وتبعته ديلا فى النوم حيث انها كانت تضبط نومها على موعد نوم ادم
لكن ادم عاد مره اخرى وكان قد مضى ساعه على صعوده لغرفته وفى فمه لفافة تبغ، مشى تجاه باب القبو بهدوء وحاول فتحه، لكن الباب لم ينفتح وكان عالق بمقعد خلفه فما كان منه الا ان خرج من القصر والتف حول الجدار ناحيت الباب الأخر، الباب كان موروب، توقف ادم لحظه ينظر داخل القبو المظلم.
فتحت ديلا عينيها الساعه الثامنه صباحآ،  وجدت نفسها متمدده على السرير متغطيه ببطانيه عنابية اللون، وكانت ديلا تعرف انها لم تستخدم البطانيه مما جعل جسدها يرتعش،
كان هناك جيبه باللون الكريمى وبلوزه لبنى متروكه على الطاوله،  تكورت ديلا  على السرير برعب  وسحبت قدميها ناحيت جسدها ثم فتحت فمها وعنيها بدهشه ورعب كان هناك جورب احمر فى قدميها، وشاح باللون البندقى حول عنقها، وكانت أحدا يديها مربوطه بخيط فى عامود السرير
قطعت ديلا الخيط ونهضت مفزوعه راكضه تجاه الحديقه
لم يستوعب جسدها ولا عقلها الصدمه ولم تتوقف عن الركض الا بعد أن توغلت داخل الأشجار الضخمه، جسلت واتكأت على جذع شجره
ايه إلى حصل؟ وكأنه حلم لا تتذكره ديلا، لكن فى الأحلام لا تستيقظ ونجد نفسك ترتدى ملابس مختلفه
لقد شكت ديلا فى نفسها للحد الذى دفعها للنظر فى ملابسها التى تفوح منها رائحة العفونه.
وكان ادم الفهرجى ممتطى حصانه يركض به داخل الحديقه، سمعت ديلا بوضوح صوت خطوات الحصان وتشجيع ادم له
كان ادم قريب جدا منها وسمعته يخاطب الحصان، انت مهره جيده ومطيعه وراع يلعب فى شعر عنقها، هيا  تشجعى اريدك ان تركضى بسرعه كأننا فى سباق.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ظلت ديلا حبيسة الحديقه ولم تتجراء على مغادرة مكانها بين الأشجار التى تحلق فوقها طيور مختلفه، كان عليها ان تعرف الشخص الذى يعرف حقيقتها، الذى يعرف ان ا ديلا وانها تقيم داخل القبو وبصفه خاصه الوغد الذى انتهز استغراقها فى النوم ومارس الاعيبه ليجعلها تبدو مثل مهرجه ترتدى جورب احمر ووشاح لبنى وقام برطها فى سارى السرير والذى لم يكتف بذلك فقط بل ترك لها ملابس على مزاجه لترتديها.....
على مدى البصر شاهدت ديلا الخادمه شهد تحمل ملابسها قاصده باب القصر وكان على وجهها ابتسامه كبيره لا تليق بشخص طرد من عمله للتو وكان فى يدها مظروف تخرج منه عملات ماليه ترمقها بأستمتاع
أنهى ادم خدمة شهد داخل القصر ومنحها مكافأه معتبره هكذا فكرت ديلا، لكن لماذا؟
وبدا كل شيء واضح أمامها تقريبا، ادم الفهرجى يعرف انها داخل القصر وتنام فى القبو
 لكن لماذا يفعل كل ذلك؟ 
أطلقت ديلا ابتسامه عريضه لكن متوتره، وسارت بخجل نحو القصر لكن بعيد عن شرفة ادم
دلفت نحو القبو وسمعت سعال ادم داخل غرفته، ماذا يريد ادم منى؟
لماذا يفعل كل ذلك معى؟
ثم نظرت تجاه الملابس التى تركها ادم على الطاوله وكانت تشعر انها متعفنه بالفعل وتحتاج حمام ساخن
بسهوله خرجت ديلا تجاه المطبخ وحملت ما وقع تحت يدها  من الثلاجه نحو القبو وأكلت حتى شبعت مراقبه غرفة ادم مستعده للهرب فى اى لحظه... 
هبط الليل وزادت برودة الجو بصور مزعجه، هبط ادم من غرفته وجلس جوار المدفأه يدخن لفافة تبغ بأستمتاع وعلى وجهه ابتسامه ساخره متحاشيآ النظر تجاه القبو، مكتفيآ بالنظر إلى الروايه التى يقرأها ويهز ساقيه باستمرار، ملقيآ الحطب داخل المدفأه وهو يدندن بأغنيه قديمه
شعرت ديلا بالشوق يعصف بها كورقة شجر داخل عاصفه
وغمرتها اللهفه كهرشه لئيمه فى مؤخرة الظهر لا نصل إليها بأيدينا  وتمنت ان لو تمكنت من الجلوس جوار المدفأه حتى دون الحديث لادم، ان تتمكن من النظر اليه دون خوف، ان تتأمل ملامحه الجميله، ان تغرق فيها وتغترف منها حتى تمتلاء عينيها
انفتح باب القبو وتعمدت ديلا ان تحدث صوت، حتى تحظى بانتباه ادم او التفافه منه تسهل اللقاء الذى طال انتظاره
وكان وجهها محمر من الخجل 
لكن ادم الفهرجى لم يرفع بصره ولم يلقى لها أدنى اهتمام
كأنه لا يسمع او يرى اى شيء. 
اغتاظت ديلا، اذا كان فعل كل ذلك من أجلها وطرد الخادمه حتى تستطيع الحركه فى القصر، لما يتحاشها بتلك الطريقه المزعجه؟
اذا كان يعتقد اننى سأركض نحوه واطلب غفرانه ومسامحته فهذا لن يحدث آبدآ
لقد تخلى عنى عندما كنت مظلومه انا من استحق اعتذاره
وعليه ان يعرف اننى لن أرضخ للأبتزاذ كفتاه قاصر أحبت ابن الجيران 
وكأنهم زوجين متخاصمين مشت ديلا ناحيت المطبخ بخطوات مسموعه لتصنع كوب شاى وانفها مرفوعه حد السماء غير مباليه بوجود ادم من عدمه، لقد تفاجأت ديلا من جرأتها فقد كانت فى الماضى تخشى ادم وتخاف منه
وسمعت صوت ادم النقى، اعمليلى كوب شاى معاكى يا شهد
ضحكت ديلا لم تتمكن من منع نفسها، يظن اننى لم أرى شهد تغادر القصر؟ حيلته مكشوفه
لكنها قالت بصوت ناعم امرك ادم بيه، اعدت كوب الشاى ومشت بهدوء سلحفاه تجاه ادم ووضعت الصنيه النحاسيه امامه
لم يرفع ادم بصره اكتفى بقول شكرا
لكن شكرا وحدها لم تكن كافيه بالنسبه لديلا التى اشتاقت للكلام مع ادم
تأمر بحاجه تانيه يا بيه؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
صفحة الكاتب على الفيس بوك باسم اسماعيل موسى 
رفع ادم بصره وكأنه يرى ديلا لأول مره وعندما قبض على ملامحها تغير وجهه
وقف ادم بغضب، انتى ايه إلى جابك هنا يا لصه؟
دخلتى ازاى القصر؟
انا لازم ابلغ الشرطه، وكانت ديلا تظن انها مزحه وعلى وجهها ابتسامه بريئه تنتظر ان يضحك ادم
لكن ادم اقترب من الهاتف وضغط الأرقام التى جعلت ديلا ترتعش
ركضت ديلا تجاه ادم، مسكت ايده، بلاش يا بيه والنبى، ابوس ايدك بلاش
واختفت كل كلمات العتاب إلى كانت محضراها لادم
ترك ادم السماعه، وقال بصوت غاضب انتى بتعملى ايه هنا؟
انا لازم ارجعك بيت ابوكى زمانه بيدور عليكى
بكت ديلا انتحبت مثل طفله، بلاش والنبى يا بيه بلاش
صرخ ادم انطقى بتعملى ايه هنا
اهدى والنبى يا باشا هقلك كل حاجه، اقعد كده واستهدى بالله
ابتسم ادم فى سره من طيبتها وبرأتها لكن وشه كان صارم غاضب
جلس ادم على الكرسى وصرخ اتكلمى مستنيه ايه؟
روت ديلا الحكايه لادم من لحظة هجوم محمود الجنانى عليها وكيف انه تقدم للزواج منها وهربها من منزل والدها واختفائها داخل القبو
كان ادم يعرف نهاية القصه، بس مكنش يعرف إلى عمله محمود البستانى ولا قذارته
بعد أن سمع ادم القصه صمت دقيقه، انا لازم ارجعك بيت والدك
صرخت ديلا وارتمت على ساق ادم تقبلها وتطلب عفوه ورحمته
انا هفضل اخدمك يا ادم بيه والله مش هعمل دوشه ولا انام جنب المدفأه ولا هتسمع صوتى بس خلينى هنا اوعدك معملش اى حاجه تضايقك
هز ادم ساقه التى تمسكها ديلا ونفخ الدخان من بقه
انتى هاربه من بيت ابوكى وعايزانى اتستر عليكى؟
هزت ديلا دماغها
لازم تعرفى ان إلى حصل ده مش سهل وهيكون ليه ترتيبات تانيه
صرخت ديلا انا موافقه على كل إلى تأمر بيه بس اوعدني افضل هنا ومروحش بيت ابويا
اممم، هز ادم ايده  هتشتغلى خدامه هنا
ديلا حاضر يا بيه
ادم، هتنفذى كل إلى يطلب منك؟
ديلا حاضر
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ادم، حركاتك هتكون باشاره من ايدى، وعقابك هيكون الضرب
ديلا حاضر، حاضر مفهوم
هتكونى ملكى مش بس خدامه، هعمل فيكى كل إلى انا عايزه؟
ارتعش جسم ديلا لحظه لكن قالت، حاضر، حاضر
طيب، قال ادم اخيرا، انا هتصرف فى موضوع ابوكى ده
دلوقتى نضفى نفسك، انا شامم ريحة عفونتك والبسى الهدوم إلى سابتها شهد فى القبو
انا هخرج اقابل ابوكى وارجع عايز لما ارجع الاقيكى متلمعه على سنجة عشره
العشا جاهز والحطب مرصوص جنب المدفأه، فاهمه؟
فاهمه يا بيه، فاهمه
كانت المره الأولى التى يخرج فيها ادم من القصر، ارتدى معطفه الجلدى ووضع سيجار فى فمه وقصد منزل النزاوى
استحمت ديلا، لبست الهدوم إلى امر بيها ادم، حضرت العشا
قطعت الخشب ورصته جنب المدفأه وقعدت على الكرسى فى توتر عنيها على باب القصر تنتظر ادم الفهرجى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
نحن لا ننسى الآشياء التى نرغب بنسيانها والزمن ليس كفيل بدفن كل طعنه تعرضنا لها فى مسيرة حياتنا ، هناك أشياء تبقى مهما حاولنا طمسها او التحايل عليها فأنها تظل تؤرقنا
عندما عاد ادم الفهرجى للقصر القابع على أطراف القريه الزراعيه كأنه غيمه داكنه، ظنت ديلا ان حياه جديده بدأت وانها تخلصت من كل المنغصات التى كانت تؤذيها فى حياتها وظلت واقفه كفرع شجرة لبلاب مستعده ان تغمر أدم بأصناف المديح المعتبره ولسانها ملتصق ببلعومها يكافح ليتحرر.
رمق ادم العشاء الفاخر الذى اعدته ديلا محمود النزاوى، المرأه  قادره على خلق بيئه انيقه ورائعه عندما تشعر بالسعاده
لوح ادم الفهرجى بيده تجاه ديلا المحملقه ببلاهه
مشت ديلا تجاه ادم الذى رفع يديه ونزعت معطفه الجلدى لبنى اللون وعلقته بحرص على ظهر المقعد
طوى ادم كمى قميصه الوردى كان يرتدى ساعه روليكس وشعر يده الكثيف يبزغ فى ضوء المصباح
بدرت التفافه من ادم تجاه ديلا النزاوى ولاحظ انها ارتدت الملابس التى طلبها منها
وكانت ديلا جميله وانيقه رغم أنها مكنتش مرتاحه فى الجيبه والبلوزه
قال ادم جيد انك نفذتى التعليمات، والأن اجلسى بقربى
جلست ديلا على الأرض، لكن ادم رفع يده، اعتقد فيه مقاعد كتيره على الطاوله
وقفت ديلا بأدب، مقدرش اعمل حاجه ملطبتهاش منى!
ابتسم ادم بسخريه، منذ ساعه فقط كنتى مستعده لقتلى
لقد رأيت غيظك قبل أن احشرك فى الزاويه
طبعا عايزه تعرفى عملت ايه مع والدك؟
قعدت ديلا بسرعه على الكرسى وسندت ذقنها بأيدها ورمت ادم بنظره خطيره كلها دلال وطاعه، لو مكنش عندك مانع ادم بيه 
تعلمك بسرعه يشعرنى بالخطوره يا ديلا، اصل مش معقول الإنسان يتغير فى ساعه واحده؟
انا ابرمت اتفاق مع والدك هتفضلى تخدمى هنا فى القصر وراتبك هيوصل والدك اول كل شهر
ومحمود الجنانى يا ادم بيه؟
متخفيش يا ديلا، محدش هيقدر يتعرضلك بأى خطر طالما انتى فى حمايتى
محمود طلع مش سهل، انا اوليته ثقتى واديته اكتر من الى كان بيحلم بيه لكن الإنسان إلى بيسكنه الشر صعب يتخلص منه
محمود اشاع داخل القريه انى اعتديت على الخادمات إلى كانو شغالين فى القصر هنا
الغريب ان بعضهم اعترف كذب انى اعتديت عليهم وحاولت اعمل معاهم علاقه محرمه
وصمت ادم شويه كأنه يزن كلماته، والناس مش بتعرف غير إلى تسمعه، انا فى نظر الناس وحش مغتصب لبناتهم، فاهمه دا معناه ايه؟
طبعا بتسألى والدك وافق ليه يسيبك تشتغلى هنا فى القصر رغم سمعتى الوحشه؟
اجابت ديلا بسرعه ياريت يا ادم بيه
شهد ظهرت فى اخر لحظه واعترفت بالى حصل من محمود معاها وانه حاول يغتصبها وشهدت انها مشفتش منى غير كل خير، بس انا مضطر اغير شوية تفاصيل فى القصر هنا
ديلا تفاصيل ايه يا ادم بيه
ادم الصراحه انا كنت بفكر فى الموضوع دا من زمان، شاب مدلل عايش لوحده بتخدمه بنات شابه امر يثير الشبهات
عشان كده انا قررت اتجوز
سمعت ديلا الكلمه كأنها ضربة بلطه فوق دماغها، مش معقول ادم بيه هيتجوزنى انا! ؟
وحست ان صدرها اتشق نصين وقلبها بيصرخ من الوجع ومكنتش عايزه تسمع باقى الكلام إلى هيخليها تعيش حزينه بقيت عمرها
كمل ادم كلامه بصرامه وكان يشعر ان كل كلمه بيقولها سكين بيجرحه، انا ارسلت فى طلب ايد بنت كانت بتدرس معايا فى فرنسا، ومنتظر ردها، وبفكر اجيب خدامه تساعدك فى القصر
وقفت ديلا فى مكانها وتغيرت ملامح وشها، مسكت طبق بايدها بغيظ ثم تركته على الطاوله بعصبيه ومشيت ناحيت غرفتها
صرخ ادم، انتى تعالى هنا انا لسه مخلصتش كلامى
ديلا بعصبيه عايزه ايه تانى يا.... ادم بيه نطقتها بغيظ دفين
انا عايزك ترجعى تقرائى فى المكتبه، تقرى كل الكتب وتحاولى تتعلمى انجلش وفرنسى لو لقيت فيه تقدم فى مستواكى هجيبلك مدرسين خصوصين يعلموكى اللغه
ومدبرة منزل تعلمك الاتيكيت
صرخت ديلا بعصبيه ونسيت كل وعودها لادم، عشان أعجب الهانم طبعا إلى هتجيبها من بلاد بره صح؟
ورزعت قدمها فى الأرض مثل طفله وبدأت فى البكاء، انت قاسى جدا ومعندكاش قلب والمصحف وجلست على الأرض تبكى
انتى بتكبى ليه دلوقتى انا قلت حاجه زعلتك؟ قال ادم وهو بيقرب من ديلا
مفيش هو حتى البكاء محتاج اذن؟ انا عايزه ابكى ملكش دعوه بيا، انا هفضل ابكى طول عمرى
تحرك ادم من مكانه وقف ساكن دقيقه قرب ديلا إلى كانت بتنشج بحزن وضعف، وربت على كتفها بحنان قبل أن يمرر يده بطبطبه على شعرها المكشوف
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
الحياه علمتنى مستسلمش بسهوله يا ديلا ولازم احارب عشان إلى انا عايزه، بعض الفرص تتاح مره واحده، الإنسان لازم ميتوقفش عن المحاوله
الانسانه إلى هربت من بيتها ونطت السور وعاشت داخل قبو مظلم لوحدها مينفعش تبقى ضعيفه كده
البنت إلى وقفت محمود الجنانى عند حده مش ضعيفه هى بس محتاجه تثق بقدراتها وانا واثق انها تقدر تحقق المستحيل
ديلا بعياط وفايدته ايه المستحيل اذا كان مش هيوصلنا للى احنا عايزينه؟
ادم الفهرجى بابتسامه عريضه وهو بيشد شعر ديلا الناعم لحد ما وجعها  قبل ما يتركه ويغمز بعينه الجميله مين قال كده؟
رفعت ديلا دماغها ناحيت ادم بتشكك، بتتكلم بجد يا ادم بيه؟ 
لكن ادم تركها فى حيرتها  وصعد درجات السلم والابتسامه لسه على وشه  وقبل ما يدخل غرفته التف ناحيت ديلا ولوح بيده ، عايز اشوف نشاطك وهمتك قبل ما الهانم ما توصل من بلاد بره
بعد ما أغلق ادم باب غرفته سمع صوت الاوانى بتتكسر فى الطابق الأرضى مع زعيق ديلا، وسمع صوت حذاء ارتطم بباب غرفته
همس ادم وهو يكتم ضحكته مجنونه
عندما خرج ادم للشرفه يدخن لفافة تبغ بعد مضى بعض الوقت شاف ديلا ماسكه الفأس وعماله تقطع فى الخشب بغيظ وعصبيه وكان على وشك قول اوعى تعورى نفسك لكنها خرجت انتى بتعملى ايه؟ مين سمحلك بكده؟
صرخت ديلا ملكش دعوه بيا!!
اها، طيب، دعس ادم عقب لفافة التبغ ونزل الطابق الأرض ناحيت ديلا اول ما وصل عندها، سمعينى كده بتقولى ايه؟
ملكش دعوه بيا، صرخت ديلا بتحدى، عايز ترجعنى بيت ابويا رجعنى مبقتش فارقه
ثبت ادم نظره على ديلا قبل أن يمسكها من عنقها، دفعته ديلا فى صدره بايديدها لكن ادم احكم قبضته عليها ومسكها من شعرها وجرها جوه القصر
قعد على الكرسى وهو ماسك شعرها، لازم تتعلمى الطاعه، وتسمعى كلامى، صرخت ديلا سيب شعرى بيوجعنى طيب
همس ادم مش هسيب شعرك غير لما تعتذرى، وهتعملى كل إلى طلبته منك، وانا بنفسى هتابع تقدمك فى القراءه وتعلمك للغات انا هشكلك بمزاجى وغصب عنك هتكونى مطيعه، إلى حصل دلوقتى مش هيحصل تانى فاهمه؟
فاهمه، فاهمه، سيب شعرى انت ايدك قاسيه كده ليه؟
ومره أخرى ضغط ادم على دماغ ديلا وجذب شعرها، مخاطبتى لا تتم بهذا الشكل، أسمى ادم بيه ولما تتكلمى معايا لازم تذكرى أسمى
صرخت ديلا حاضر يا أدم بيه، سيب شعرى بيوجعنى
هز ادم رجله وشعر ديلا فى قبضته، نبرتك مش عجبانى
لازم تتخلى عن كبريأك والتحدى، ادم مش بيقبل الا نبره تليق به
وفهمت ديلا ما يريده ادم، ضغطت على نفسها وقالت حاضر يا أدم بيه، منحته ما يريده، فكل أنثى تعلم ما يريده الرجل منها
وخرجت كلمت حاضر يا ادم بيه مستقيمه خاليه من المشاعر
كأنها سيف
شعرك بيوجعك؟ شكلك مش بتحبى حد يمسك من شعرك؟ 
ايوه يا ادم بيه شعرى بيوجعنى اجابت ديلا
وكان شعر ديلا لازال فى يد ادم لما قال، لازم تتعودى لان دا هيحصل كتير!
حاضر يا ادم بيه حاضر
وكأن ادم يتحدث بنبره جديه لا مزاح فيها، أدركت ديلا ذلك
ترك ادم شعر ديلا
تنهدت ديلا فى صمت ورمقت ادم بنظره قاسيه، لكن لما ادم بص عليها خبت نظرتها جواها ووقفت بثبات آله
تقدرى تدخلى غرفتك ومتخرجيش غير لما اطلبك
حاضر يا ادم بيه
داخل غرفتها كانت ديلا تشعر بالألم، وجع مضاعف، لم يكن شعرها يؤلمها بل قلبها الذى شقته سكين لنصفين
هناك واحده غيرها ستأخذ ادم، التهبت الغيره داخلها وتقيحت
رمت نفسها على السرير وكانت على وشك البكاء، بس تذكرت إلى حصل منذ لحظه وسرح خيالها رغم عنها
ادم مسك شعرها، كانت منحنيه امامه بطاعه، هل يا ترى تأمل جسدها؟ هل من الممكن أن يحدث ذلك من شخص قاسى مثله؟
ثم طردت هذه الأفكار الغير محتشمه من عقلها، عندما نظرت ديلا للمرايه كان على وشها ابتسامه كبيره متعرفش خرجت ازاى.
القصه بقلم اسماعيل موسى 
باغت ادم شعور منطوى على لذه قبض على كل مفارق عقله وكان لسه قاعد على الكرسى بيبص على ايده إلى كانت ماسكه شعر ديلا، وكان يشعر بالسعاده، ليس السعاده فقط بل لذه، لذه تدفعك لتصورات هائله
بينما كانت ديلا فى غرفتها تخلق مبررات لادم، انا الى عصبته، مكنش لازم اعمل كده، وضعت ديلا ايدها على دماغها  ومررت اصابعها داخل شعرها وفجأه قبض ادم على يدها هكذا تخيلته وهكذا انتفض جسدها من الخضه.
فضل ادم قاعد فى الرواق، كانت ديلا سامعه سعاله وهو بيدخن،فتحت باب الغرفه ورفعت صوتها انا عايزه اغسل وشى يا ادم بيه؟
رفع أدم يده، اتفضلى مفيش مانع، وكان لدى ديلا رغبه فى تلطيف الجو
حضرتك تشرب شاى؟
مفيش مانع أجاب ادم
صنعت ديلا الشاى وقدمته لادم وفضلت واقفه جنبه، ترمق ذلك الغامض الوسيم، لقد شعرت انه يستحق طاعتها، وان ذلك الوغد يتسلل داخلها بسلاسه ويسر
تأمر بحاجه تانيه يا بيه؟
فتح ادم فمه، طيب ليه متبقيش كده على طول؟ ليه اضطرتينى استخدم العنف؟
اسفه يا بيه كان غصب عنى اوعدك ميحصلش تانى
____________
عندما استيقظ ادم كانت الساعه تجاوزت السادسه فجرا
الهواء مزدحم بتغريد الطيور فى الحديقه المنهمكه بالانتقال من شجره لأخرى، اشعل ادم الموقد وغلى مياه معدنيه واعد كوب شاى بابونج
وجلس يحتسى الشاى وعينه مصوبه على غرفة ديلا، انفتح باب غرفة ديلا على الحركه، خرجت تتمطى بجسدها ويدها على فمها تكتم تثاؤب، ورغم انها استيقظت من النوم للتو بدت كملاك وهذا نادر ما يحدث
اتمنى تكونى نمتى كويس؟
تفاجأت ديلا بوجود ادم وهزت رأسها بطاعه دون أن تفتح فمها
ثم مشت بدلال انثوى ناحيت المطبخ، وكان جسدها الشاب يساعدها على تقصعات مثاليه أخاذه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
خرج ادم للحديقه كان عليه ان يمارس تمارينه الرياضيه من خلال الركض الصباحى، انطلق ادم يجرى فوق الدرب الترابى المدكوك بين الأشجار الضخمه، فى العاده يقوم ادم بعشرة لفات كامله، لكن تلك الصبحيه استمر فى الركض حتى انقطع نفسه، ولما وصل امام القصر ارتمى على العشب وكانت ديلا واقفه على باب القصر تنظر اليه
صباح الخير سيد ادم، ثم نظرت تجاه السماء الغائمه، اعتقد انها ستمطر اليوم؟
ستحتاج المدفأه الليله؟
صباح الخير أجاب ادم الفهرجى، كان من الممكن تقوليها جوه؟
اها، اسفه ادم بيه كنت لسه صاحيه من النوم واتفجأت انك صاحى
انا بفكر انى أجرى معاك سيد ادم، البنت كمان من حقها تمارس التمارين الرياضيه!؟
رفع أدم ايده، حد منعك؟ اتفضلى المضمار ملكك
لا، قالت ديلا، الجرى عايز ترتيبات تانيه مش معقول هجرى بالعباية او الجيبه والبلوزه لازم اشترى طقم رياضى اولآ
كلام معقول، رد ادم
حضرتك تفضل تاخد فطارك دلوقتى، ادخل اجهزه؟
بص ادم على ديلا، كان مستغرب كلامها وطريقتها الجديده
لكن كان مبسوط من تحسن سلوكها
مفيش مانع يا ديلا، انا هاخد شور وانزل ياريت يكون الفطار جاهز
احضرت ديلا بيض ودقيق وحليب وصنعت فطيره فى المقلاه واضافت ليها الزبده، ثم قطعت خس وطماطم وصنعت سلطه
نزل ادم لقى الطاوله مرتبه بعنايه وديلا بنظره جديده واقفه بتحط الرتوش الاخيره
قعد ادم على الطاوله، الفطار منظره شهى جدا الظاهر ناويه تقضى على الدايت بتاعى؟
مردتش ديلا، عقدت ايديها على صدرها بطريقه مغريه وركزت عنيها على الطاوله، اتمنى يعجبك ادم بيه
وشعر ادم انه يفتقد لماضة ديلا ومشاكستها وان القصر دون صخبها وعنادها أصبح صامت مثل القمر، وان ديلا تتعمد مضايقته بصمتها
قال ادم، رائع، اعتقد الهانم لم توصل من باريس هتكون مبسوطه منك!
كتمت ديلا صرخه حاولت أن تخرج من جوفها عنوه، وقالت فى سرها دا لو لقيتك لسه حى
ادم ___بتقولى حاجه يا ديلا؟
مطلقآ سيد ادم، انا هكون سعيده لسعادتك، اى حاجه تفرحك هتبسطنى
مكنش ادم منتظر الرد ده حتى ان شهيته للأكل رحلت
اقعدى يا ديلا كلى معايا؟
ميصحش ادم بيه، انا مجرد خدامه والخدم مش بياكلو مع اسيادهم
رزع ادم اللقمه على الطاوله وقام وقف، نفسى انسدت قال وهو بيطلع غرفته
اول  ادم ما مشى، ديلا قعدت تاكل بشهيه وكانت منشكحه على الآخر
انفتح باب غرفة ادم وصرخ من فوق السلم انتى جايلك نفس تاكلى؟
ردت ديلا ببرود وماكلش ليه سيد ادم، هو الاكل ممنوع؟
رزع ادم باب الغرفه واطلقت ديلا ضحكه كبيره
ظل ادم فى غرفته النهار بطوله متذمر كطفل ضربته والدته
عندما حل الليل فتح باب اوضته ونادى على ديلا جهزى المدفأه
ديلا بثبات كل حاجه جاهزه يا فندم
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ماشى رد ادم بغيظ
الساعه عشره بالليل نزل ادم، ورغم البرد كان لابس تيشرت وشورت جينز حدود الركبه
قعد على الكرسى يدخن سجاير وهو شارد، وجد الحطب مرصوص ولا ينتظر سوى اشعاله
ولعت ديلا فى الحطب ودخلت غرفتها فورا رغم أنها كانت هتموت وتقعد مع ادم بره
لاكتر من ساعه وادم قاعد صامت والسكون فى القصر كله
وكان ادم على وشك الشعور بالملل والصعود لغرفته
ونهض ليطلب من ديلا إطفاء النار وفجأه انقطعت الكهرباء
أصبح القصر مثل القبر او بحر مظلم وسمع ادم صرخة ديلا المزعوره، كان القصر مظلم بعيد عن المدفأه وركضت ديلا تجاه المدفأه مع تحرك ادم نحوها، مع ركضها وجدت ديلا نفسها فى حضن ادم ومن شدة خوفها عانقته بقوه
مسك ادم ايدين ديلا متخفيش وسحبها ناحيت المدفأه
انا مش متخيل ازاى انتى مرعوبه من الضلمه كده؟
وشعر بيدى ديلا المرتعشه الصامته
قعدت ديلا جنب النار، انا اسفه، بخاف من الضلمه وكانت للتو أدركت انها كانت فى حضن ادم وعصرته بقوه فشعرت بالخجل
بدأت ديلا تهدى وشاف ادم ابتسامتها البريئه اللذيذه وفجأه سمعا صوت داخل القبو
حرامى صرخت ديلا وهى تقفز فى حضن ادم الجالس على المقعد
تعلقت ديلا بعنق ادم، فيه حرامى فى القصر، انا هيغمى عليا من الخوف، دا فى القبو دلوقتى هيطلع علينا
حسنآ للذين طالبو بجزء اخر، ليله سعيده
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
حرامى؟؟... انتى بتخرفى تقولى ايه ؟؟؟ 
قالت ديلا __انا متأكده ان فيه حرامى فى القبو.... او.. وصمتت  لحظه، محمود الجنانى جاى ينتقم، عايز يقتلنى
دا مستحيل يا ديلا، الجنانى عارف ايه هيحصله لو دخل القصر مره تانيه 
إستخبت  ديلا فى حضن أدم وحطت دماغها فوق رجليه
رفع أدم دماغ ديلا بلطف، انا لازم اقوم اشوف فيه ايه،انتظرينى هنا لحد ما ارجع
همست ديلا، رجلى على رجلك يا ادم بيه انت عايز تسبنى هنا ازاى؟
انتى مكبره الموضوع ليه يا ديلا؟ ليه محسسانى ان فيه مصيب حصلت؟ دا يدوبك النور قطع، عادى يعنى
همست ديلا بحزن انت بتسخر من مخاوفى، انا فعلآ بخاف اقعد فى الضلمه وحدى
طيب تعالى معايا، انا هفتش القبو، بعد كده هبص على لوحة الكهرباء اكيد فيه قفله حصلت
مشى ادم ومشيت ديلا وراه، وحط ايده على باب القبو وفتحه، وصرخ مين هنا؟ اكتر من مره، مين هنا؟
بص ادم على ديلا وعلى وشه ابتسامه، اطمنتى يا ستى، وقبل ما يكمل كلمته، قفز شيء من داخل القبو على كتف ادم ومر فوق دماغ ديلا القصيره،،، صرخت ديلا وقفز ادم من الرعب 
ديلا مبطلتش صراخ لحد ما شافو قط مرعوب واقف جنب الكرسى فى ضوء المدفأه
انقلب صراخ ديلا لضحك هستيرى، بينما كان ادم يحاول تمالك نفسه
على فكره انت خفت زي واكتر، قالت ديلا بمكر لادم
رمق ادم ديلا بنظره ساخره، محصلش، انا كنت خايف عليكى مش اكتر
انا لازم أصلح لوحة الكهرباء، خليكى هنا ولاحظ ادم ان القطه واقفه فى مكانها ومتحركتش رغم انهم قربو منها وديلا كمان لاحظت كده 
الظاهر القط دا عفريت همست ديلا فى ودن ادم وكانت ملتصقه بيه
بطلى خرافات وجهل، عفاريت ايه، دا كله كلام فارغ، دا قط او قطه مسكينه محتاجه عطف، خديها فى حضنك لحد ما ارجع
ديلا بخوف فكرك يعنى هيسبنى اخده فى حضنى؟
قرب ادم اكتر من الهر إلى كان واقف بثبات ولاحظ انها قطه وكانت بتبص على ادم بثبات
هش انتى جعانه؟ انا هخلى الخدامه بتاعتى تحضرلك عشا، اكيد نفسك فى لبن؟
بس انا ليه طلب عندك، ياريت تفضلى مع خدامتى لحد ما ارجع اصل قلبها خفيف وبتخاف من الضلمه!
سارت الهره بكبرياء ناحيت ادم وحكت نفسها برجليه، شوفتى بقا مجرد قطه هزيله وبائسه
قالت ديلا، انا خفت اكتر كده، انت بتتكلم مع القطط؟ وبعدين ليه بتقول خدامتى؟
هى القطه هتفرق معاها خدامه من سيد؟
مش عايز كلام كتير، حضرى العشا لميمى لحد ما ارجع، ميمى هتاخد بالها منك لحد ما ارجع، انا مش هتأخر
وسط اندهاش ديلا، خرج ادم من باب القصر عشان يصلح لوحة الكهرباء
بصت ديلا على الهره، كأنها انسان عاقل بيفهم، انتى فعلا قطه ولا عفريت؟
ووطت عشان تلمسها، مأت القطه وقفزت بعيد عنها، قفزه خلت قلب ديلا يتخض
 احضرت ديلا لبن صبته فى وعاء وقعدت على الكرسى تبص على الهره إلى بتلعق اللبن بجوع كبير
مفيش عفريت بيشرب لبن، فكرت ديلا، بقا انتى يا قطه يا مفعوصه اسمك ميمى؟ وبتسمعى كلام ادم؟
انا كمان نفسى اسمع كلامه، بس هو مش رقيق معايا زيك خالص، دايما بيزعق، امبارح كان مسكنى من شعرى وجرجرنى على الأرض، انا مش هستغرب لو صحيت من النوم ولقيته أكلك، دا متوحش
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رجع النور واشتعلت مصابيح الاضأه داخل القصر واستطاعت ديلا ان ترى الهره ميمى، قطه سياميه جميله جدا وانيقه تحس ان عمرها ما سرحت فى الحقول ولا تشردت فى الشوارع
دخل ادم من باب القصر، وقفت ديلا بسرعه وقعد ادم، القطه  انهت طعامها، مد ادم ايده لعب فى شعرها، ثم اختفت القطه داخل القصر
يدوبك قدرت ديلا ترجع لطبيعتها وتحس بالأمان، اشعل ادم لفافة تبغ ودخنها وهو بيهز رجليه
عدى نص الليل وبدأت دماغ ديلا تتأرجح، همس ادم ديلا، ادخلى نامى فى غرفتك
همست ديلا بصوت نعسان خلينى شويه، متخفش يا بيه مش هنام هنا انا وعدتك قبل كده
وقبل ما ادم ما ينهى سيجارته كانت ديلا نايمه، دماغها عماله تطوح يمين وشمال لحد ما رست على رجل ادم
ما كان من ادم الا ان راح يتأملها، سارح فى إلى حصل، خوفها، صراخها، وقوعها فى حضنه، التصاقها بجسده
لكن تلك المره كانت غريبه، لقد أجج لمسها لادم مشاعر دفينه عميقه كان يظنها ماتت 
(وكانت تتسحب أحيانآ بين فسحات عقلى تعرض نفسها بمياعه ودلال على أفكارى متقصدة مزاجيتى المتطلبه والتى لا ترضى بأقل من طاعه مطلقه فيثير ذلك مخيلتى ويدفعنى للابحار فى تصورات لا اخلاقيه عن شيء لا نملكه لكننا نريده وتتلوى عروقى الزرقاء وتندفع الدماء بقوه داخل شراينى، لادخن لفافة تبع واتخيلها مجرده ترقص امامى)
دعس ادم عقب لفافة التبغ فى المنفضه، انتى يا بنتى قومى ادخلى غرفتك انا طالع انام
ممم، هي هو ها، أصدرت ديلا أصوات غريبه لما يفهمها ادم
مسك ادم دراع ديلا عشان يوقفها، نهض الجسد الناعس يترنح قبل أن يلقى بنفسه على صدر ادم ويتعلق بعنقه
حاول ادم يحركها من غير فايده، كان ممكن يصرخ فيها لكنه لزم الصمت وحملها بخفه نحو غرفتها
مددها على السرير وتذكر ليلة ان عثر عليها داخل القبو وكيف قام بربط ذراعها بخيط، لقد البسها جورب من باب المزاح
نفض ادم أفكاره وقام يمشى، فتحت ديلا عنيها، عارفه ان إلى بطلبه غلط يا ادم بيه لكن ممكن تفضل معايا لحد ما انام، انا لسه خايفه
قعد ادم على كرسى فى غرفة ديلا يدندن، وكان امتناعه عن الرد يقلقه وانسياقه خلف مشاعره مربك جدا
نامت ديلا مثل الطفله، غطاها ادم وسمح لنفسه بنظره مطوله لوجهها ويده التى لمست خدها
ثم ظهرت القطه ميمى على باب غرفة ديلا، وكان مجرد رؤيتها كفيل ان يخرج ادم من تخيلاته
انحنى ادم وضم القطه لحضنه، انتى بقا هتنامى فى حضنى النهرده، معترضتش القطه، كانت ميمى مسالمه إلى حد بعيد وتفتقد الحنيه
القصه بقلم اسماعيل موسى 
مرت فترة الصبحيه كالعاده دون جديد حتى لاح على باب القصر رجل مهندم يحمل حقيبه عرفه ادم بمدرس ديلا الجديد إلى كانت مهمته يعلمها اللغات
ديلا كانت معتقده ان ادم بيهزر، لكن وضح انه جاد جدا
استمرت حصة ديلا اكتر من ساعتين خدت خلالها الحروف ولما رحل المدرس سمع ادم صوت ديلا بتكرر الحروف بصوت عالى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ترتدى قميص وردى ضيق ذو لمعه حريريه وتنوره زرقاء ضيقه  بفتحه جانبيه،، يتدلى من رقبتها سلسله ذهبيه رفيعه،
شعرها المائل للصفره سارح على ظهرها ضفيرة زيل حصان، منتعله حذاء لبنى لامع، بقامتها المائله للقصر والنحاله ظهرت على باب القصر، كقمر فضى عند الفجر، ترتسم ابتسامه على شفتيها.
لوح لها ادم بأبتسامه ونهض لملاقتها على باب القصر وسمعت ديلا ترحيبات ادم من غرفة الدرس
فى العاده لم تسمع ديلا ادم يتكلم مع أى شخص غيرها ومحمود الجنانى، وتحول وجهها للون قاتم يشبه السحب التى على وشك المطر، هل احضر ادم خطيبته الفرنسيه حقآ؟
وبدت ديلا متقزمه وهى تنظر للفتاه التى تشبه مضيفة طيران دانماركيه ولم تتمكن من فتح فمها او حتى الاتيان بأى حركه، وشعرت بصخره كبيره نزلت على دماغها، اختلج جسدها بتقعصات لا اراديه.
تعالى يا ديلا سلمى على مدرستك الجديده، بلعت ديلا ريقها ومشت بخجل لتقبض على اليد الناعمه، الانسه ماجى هتكون مسؤله عن تعليمك اللغه الفرنسيه
من فضلك رافقى الانسه ماجى لغرفة التدريس
حاضر، همست ديلا
وبعد انتهاء الدرس عايزك ترافقى الانسه ماجى للطابق العلوى عشان تختار غرفه تقيم فيها
الانسه ماجى هتعيش معانا هنا لحد ما تتعلمى كويس
حمل ادم بنفسه حقيقة الانسه ماجى وصعد بيها الطابق العلوى، ثم دخل غرفته دون تعبير واضح
داخل غرفة التدريس، رمقت ماجى ديلا بنظره مصغره متهاونه، انتى بقا الطالبه بتاعتى؟
ديلا ايوه انا
أخرجت الانسه ماجى من حقيبتها دفتر وملخص يحوى صور وحروف ووضعته على المنضده
ممكن تقوليلى تعرفى ايه من اللغه الفرنسيه؟
ديلا، معرفش حاجه
الانسه ماجى اها، مهمه صعبه، لكن مفيش مستحيل مع ماجى، انا عايزاكى تركزى معايا كويس وتنطقى الحروف ورايا بكل حرص
وسمعت ديلا الحروف كأنها لغوريتمات، عقلها كان مشغول بأفكار وتصورات تانيه
يلا بقا سمعينى إلى انا قلته!؟
فتحت ديلا بقها بغباء، مش فاكره اى حاجه
اسمعى قالت الانسه ماجى، انا طول عمرى ناجحه ومش عايزه بنت مفعوصه زيك تبوظ تاريخى التدريسى
ادم بيه طلب منى اقله عن تقدمك الدراسى وقال إن اى تكاسل او تقصير منك هيواجهه بعقاب قاسى، لازم تركزى معايا اذا كنتى مش عايزانى ابقى واشيه قبيحه
عقاب ايه؟ قالت ديلا بتحدى، انا محدش يقدر يعاقبنى
فتاه مدلله قالت الانسه ماجى، لكن بنظره تانيه متفحصه أدركت ان ديلا مجرد فتاه قرويه غبيه وتافهه
انا مقدرش اخوض النقاش دا كل يوم، انا بلغتك بالى قاله صاحب العمل، قال انه هيعاقبك
فتحت ديلا عنيها بغضب قلتلك محدش يقدر يعاقبنى وانا مش عايزه اتعلم حاجه، تقدرى تقولى لادم انى بتعلم كويس وتقضى ايامك هنا، تاخدى مرتبك وتمشى
الانسه ماجى __ انتى عايزانى اكذب؟
انا جيت هنا بتوصيه من محمد فخرى بيه لولا كده عمرى ما كنت جيت قريه هزيله زى إلى انتى عايشه فيها
ولازم تعرفى انى بعرف أأدى عملى بدقه وآمانه ودلوقتى الدرس خلص انا مضطره ابلغ ادم بيه بكل الكلام إلى انتى قلتيه، انا مش ممكن اقبل كده
وكانت ديلا فى حاله من الغضب لا تسمح لها بادراك ما تقوم به من حماقه ولا حتى ردودها العنتريه
الانسه ماجى __ممكن بعد اذنك تعرفينى غرفتى فين؟
ديلا، حاضر، اتفضلى معايا
اختارت ديلا اخر غرفه فى الطابق الغرفه الأكثر بعدآ عن غرفة ادم، فتحت الباب دى غرفتك!
مسحت الانسه ماجى الغرفه، اعتقد السيد ادم قال انى ممكن اختار غرفتى بنفسى؟ انا بطلب منك اشوف بقية الغرف
رزعت ديلا باب الغرفه بقرف، وقالت بصوت مبحوح ماشى
ولا تعلم لماذا اختارت الانسه ماجى دون عن كل الغرف الغرفه المجاوره لادم
اعترضت ديلا، ادم بيه مش بيحب اى ازعاج ولا اى شخص يقعد جنبه، اختارى غرفه تانيه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
الانسه ديلا بهدوء، اعتقد السيد ادم هو الوحيد إلى ممكن يقرر كده وسحبت شنطتها من ايد ديلا وقفلت الباب فى وشها.
حضرت ديلا العشا ولسانها مبطلش كلام ولا شتيمه، كانت غارقه فى همهمه سريه محدش يفهمها غيرها
نزل ادم من غرفته وقعد على الكرسى، بنظره واحده قدر ادم يفهم ملامح ديلا العصبيه وقرر انه يبعد عنها فى اللحظات دى، وعمل نفسه مش سامع رزع الأطباق وخبط الأرض بالرجل، ديلا كانت هتحفر الأرض من غضبها وعصبيتها
العشا جاهز يا ادم بيه، صرخت ديلا بنبره حديديه، غاشمه وقاسيه، رفع أدم عينه على الطابق العلوى
شافت ديلا ادم بيبص لفوق، صرخت ديلا اها الهانم اختارت الغرفه إلى جنبك
ادم بصوت واطى، طيب اطلعى بلغى الانسه ماجى ان العشا جاهز!
كأنما اشتعلت عين ديلا وخرج منها دخان، رفعت حاجب عينها الشمال وهى تنفس غضب
اخيرا قال ادم، خلاص انا هطلع اناديها
اقعد انت، قالت ديلا بغضب، ولما بص ادم عليها قالت، اقعد انت ادم بيه انا هطلع اديها خبر
بمشيه عسكريه طلعت ديلا السلم خبطت على غرفة الانسه ماجى، فتحت ماجى الباب نص فتحه، كانت لسه واخده شاور ولابسه قميص نوم وشعرها لسه فيه أثر بلل
ادم بيه بيقلك العشا جاهز
حاضر، انا نازله حالا
لمح ادم الانسه ماجى نازله من فوق السلم مرتديه بيجامه بيج خفيفه
قال لديلا إلى كانت واقفه جنبه، ديلا اقعدى كلى معانا
ديلا بعصبيه، مش قاعده، انا مجرد خدامه هنا
 بعد ما الانسه ماجى ما قعدت وقبل ما تحط لقمه فى بقها،  ديلا قعدت على الطاوله جنب ادم
ابتسم ادم ابتسامه خفيفه، اتمنى الاكل يعجبك انسه ماجى
ديلا بتطبخ حلو جدا
اتمنى تكون شاطره فى الدراسه زى الطبخ ادم بيه لان واضح انها لسه مش مستعده للتعلم
ادم بانتباه، تقصدى ايه انسه ديلا؟
بصت الانسه ماجى ناحيت ديلا، انا مضطره اقول إلى حصل فى غرفة الدرس ادم بيه، لو استمرت ديلا بالطريقه دى وجودى مش هيكون ليه فايده
روت الانسه ماجى على ادم إلى حصل فى غرفة الدرس وكل ما ديلا سمعت كلام ماجى تكورت على نفسها ونزلت لتحت كانت هتنزل تحت الطاوله، مكنتش مصدقه انها قالت كده اصلا وشعرت بخوف وقلق
ادم، امممم وقالت ان محدش يقدر يعاقبها؟
الانسه ماجى ايوه __
ادم مممممم، وقالت انها مش عايزه تتعلم؟
ماجى __ايوه
انت قلتى كده يا ديلا؟
ديلا بخوف، ايوه قلت
يعنى انتى معتقده محدش يقدر يعاقبك؟ كلام جميل، طيب كملى اكلك ديلا هانم
لكن ديلا مقدرتش تبلع ولا لقمه، خلص الأكل وشربو الشاى والقهوه وادم استأذن طلع غرفته، غير هدومه ورجع
لاحظت ديلا ان ادم لابس قفازات ملاكمه وتيشرت عارى الصدر وشورت
ديلا تعالى ورايا، وراك فين؟ التفت ادم للخلف وبرق عنيه، قلت تعالى ورايا
مشيت ديلا خلف ادم، كان فيه غرفه مغلقه بابها متفرع من المطبخ ديلا مشفتهاش مفتوحه ابدا، فتح ادم الباب وولع النور
كانت صاله رياضيه كامله وفى وسطها تعلق كيس ملاكمه اسود
وقف ادم قدام كيس الملاكمه وامر ديلا، تعالى هنا امسكى كيس الملاكمه انا عايز اتدرب شويه
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ديلا كانت أول مره تشوف كيس ملاكمه ومتعرفش يعنى ايه تدريب، حضنت كيس الملاكمه ضم ادم قبضته ولكم الكيس
حست ديلا ان الضربه جات فى نفوخها والكيس خدها ورجع بيها، عنيها زغللت وحست الدنيا بتلف وتدور بيها
بقا محدش يقدر يعاقبك؟
كلام معقول جدا ومش عايزه تتعلمى؟ يعنى محدش هامك ولا فارق معاكى  ، امسكى الكيس كويس، دق دن دوك مجموعه من اللكمات فى الكيس خلت جسم ديلا يرقص ويقع على الأرض، وطى ادم على الأرض، حط جسم ديلا بين اديه ودماغه فوق دماغها، ها محدش يقدر يعاقبك؟ رفع ايده، غمضت ديلا عنيها لكن ادم ضرب الأرض بقبضته، دوم، دوم سمعت ديلا صوت  اللكمه بيخرم ودنها، ودون ان تشعر قبضت على عنق ادم وجذبته، اختل توازن ادم ووقع عليها
تحرر ادم بسرعه من ايد ديلا المتوتره إلى لسه كانت حاسه الدنيا بتلف بيها
اتفضلى قومى، همس ادم بصوت مرتعش، وكان جسده كله بيعانده وديلا راقده بظهرها على الأرض وجهها تجاه سقف الغرفه
امسكى كيس الملاكمه!!
اسفه، انا اسفه همست ديلا، مش هعمل كده تانى
صرخ ادم قلت امسكى كيس الملاكمه عايز اخلص تدريبى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
القصه بقلم اسماعيل موسى 
دوم، دوم، دوم، انطلقت لكمات ادم القويه السريعه كأنها رقصة قرد مكاك
ديلا بتذمر على فكره انت بتضربنى انا مش كيس الملاكمه انا حاسه ان كل لكمه جوه دماغى، وكانت بتزق كيس الملاكمه بايديها الاتنين بعيد عنها، ثم حبل كيس الملاكمه طويل عشان يتأرجح وكله فوق دماغى
لكمه قويه من ادم جعلت كيس الملاكمه يتأرجح بقوه، ديلا تعلقت بكيس الملاكمه وطارت معاه، والنبى كفايه انا دماغى لفت!!
جلس ادم على مقعده، هاتى الفوطه أمرها!!   امسحى عرقى ودلكى كتفى
وكانت ديلا على وشك ان تقول ملحوظه، لكن ادم ضم ايده
بس انا معرفش أدلك يا ادم بيه
أدلك انا، دخلت الانسه ماجى بلبس رياضى من باب الصاله، أخدت الفوطه ووضعتها على كتف ادم
روحى حضرى الحمام أمرها ادم
ضربت ديلا رجليها فى الأرض وتمتمت فى سرها والله حرام، ناس تضرب وناس تدلك!!     دا أكبر ظلم ممكن يقع على الإنسان
اتحركى زعق ادم.
بالخارج كانت ديلا تسأل نفسها إلى متى تستطيع أن تتحمل كل ذلك العذاب، فلكل انسان طاقه، وطاقتها اوشكت على النفاذ، أحلامها أكبر من واقعها، تعلم انها واقعه فى ورطه، انها مجرد خادمه، تعرف أيضا ان ما يفعله ادم نابع من طيبته واصله الرفيع وانه ليس مضطر بالمره ان يتحدث معها بتلك الطريقه او حتى يتحمل حماقتها
ادم ليس خطيبها او زوجها ولم يكذب عليها احضرها هنا من أجل الخدمه، لكن تخيلات ديلا واحلامها ليس لها حد، وكل فعل كانت تقوم به كان خارج عن ارادتها، كأنها فى حاله من الاوعى وهذا القلب الذى ينبض داخلها خانها واحب
نعم قلبها خائن لأنه احب من ليس من الممكن أن يكون له
هذا الحب هو العذاب بعينه
عندما تعشق شخص لن يكون لك حتى لو انقلبت السماء على الأرض، ان تجلب عذابك لنفسك، الغريب انك احيانا تتقبل العذاب بنفس راضيه كأن العذاب فى حد ذاته لذه ومتعه
ولا يمكن أن يوجد عذاب بمثل تلك الحلاوه، انها تشعر بذلك وتدركه داخلها
وكانت كل خمس دقائق تفتح باب غرفة الصاله الرياضيه بخجل وتلقى نظره، ثم تهرب لعملها
تعلم انه ليس من المنطق، لكنه يحدث احيانا، تفقد غرفه او متصفح الكترونى او ماسنجر او حتى رساله قديمه، شجن، وقد يعتقد الإنسان انه نسى ومر وعبر ثم بمجرد نظره او كلمه تتدافع كل الذكريات ناضجه مثل ثمره، واضحه مثل لوحه اثريه بكل التفاصيل والرتوش، مجموعه من الصور امر امام عينك وتتذكر الماضى
ولأنها بريئه لا تعلم كيف تمر من تلك الورطه، لا يمكنها بأى حال ان تتخلص من قلبها، ان تنزعه وتنظفه وتعيده مره اخرى، لقد حاولت وفشلت، ولازالت تشعر بأصابع ادم تتهادى داخل شعرها ولمسته فى الليله المظلمه حاضره داخل القصر
نفضت ديلا رأسها متخيله ان يفرغ من الأفكار او ان تسقط على الأرض، وكانت الانسه ماجى تلعب الملاكمه وتضرب كيس الملاكمه بيديها الناعمتين وهى تزعق هي ها هو وكل صوت تقوم به يصل اذن ديلا
انها اللحظات التى يشعر فيها الإنسان بالعجز، الحياه قاسيه تبكى ديلا
لو لم تكن الحياه قاسيه لكانت هى مكان الانسه ماجى
لكنه الواقع وعليها ان تتقبله
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت الدموع مغرقه عيون ديلا عندما انتهت، بدلت ملابسها، اختارت الطقم الذى طلب منها ادم ان ترتديه قبل ذلك
فتحت باب غرفة الصاله الرياضه، قالت الحمام جاهز ادم بيه
ورأى ادم الحزن الذى يسكن ملامحها، وجهها  كأنه وساده تراكم عليها التراب، كانت ديلا ترفل داخل ملابسها كروح تائه تبحث عن ذاتها فى ازقة مدينه مهجوره
توقف ادم عن اللكم، انتهى التدريب أخبر الانسه ماجى وهو يقصد باب الغرفه
لحقت به الانسه ماجى بجسد متقصع وكانت تهمس احيانا
اه او اخ وهى تتحامل على نفسها لتمشى
عندما خرج ادم للرواق كانت ديلا داخل غرفة التدريس ممسكه بالكتاب والقلم منكبه على المذاكره
عندما لمحت ادم نهضت مفزوعه، تأمر بحاجه ادم بيه؟
كملى مذاكرتك يا ديلا
الانسه ماجى اصدرت قرارها، شتأخذ شور وتعود من أجل ديلا، التعليم يأتى اولا صرحت الانسه ماجى وهى تدلف لغرفتها وعندما عادت وجدت انسانه جديده تنتظرها فى حجرة التعليم ، شخص مستعد للتعلم وتعجبت اين رحل كل ذلك العناد والطيش؟
كان ديلا تنطق الحروف بصوت عال دون خجل مترقبه تعليمات مدرستها، بعد ساعه أعلنت الانسه ماجى انتهاء الدرس بنجاح وانها ستأخذ قيلوله
بينما ظلت ديلا تحفظ الحروف وتنطقها فى سرها وفجأه ظهرت القطه ميمى، كانت مختفيه فى الأمس اقتربت الهره من ديلا ووقفت بثبات تنظر إليها
كانت ديلا تعلم أن القطه لا تطيقها، ترفضها مثل العالم الواسع الذى ليس لها مكان فيه
لكن القطه قفزت فى حضن ديلا ورقدت بسكون تستمع للدرس
اخذت ديلا القطه فى حضنها ممسكه بالكتاب وخرجت للحديقه، تمشت على العشب وهى تنطق الحروف بصوت واضح أكثر مره، سائره وعائده والكتاب فى يدها حتى تعبت
جلست تحت شجره وانزلت الهره ميمى واتكأت على الجذع العجوز، ثم راحت تحرك يدها، A, b وهى تنظر للقطه
أكثر من ربع ساعه وهى مندمجه فى المذاكره، مشت القطه، حكت جسمها بجذع الشجره ثم جلست على الأرض وحكت ابطها بقدمها الخلفيه
القصه بقلم اسماعيل موسى 
هل تعتقدى انه من الممكن ؟
ليس تخيل، سمعت ديلا الصوت، بعينيها البريئه تلفتت تبحث عن مصدر الصوت
ما هو الذى ممكن أو ليس ممكن؟
من يتحدث إلى؟
لم يكن هناك غير ديلا والهره ميمى، الحديقه خاليه من اى بشر
فتاه هزيله، حثاله بشريه، لا تتذاكى على يا فتاه،
ودوى الصوت داخل اذن ديلا، لم يكن صوت واضح لكنه مفهوم إلى حد ما
تحركت الهره ميمى، مشت فوق العشب بجسدها الرقيق
وصلت حدود القصر وغيرت رأيها، قفلت راجعه نحو ديلا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
الأشجار لا تتحدث والقطط لا تتحدث والفراغ لا يملك عقل وطول عمرى لم اسمع صوت للعشب!!
اعتقدت ديلا ان عقلها مشوش وان الغيره التى تنهش قلبها أثرت على قواها العقليه وانها اذا لم تحصل على فنجان قهوه ربما تفقد وعيها.
نحن لا نفهم الأشياء لأنها لا تفهمنا ولا نعرف لغتها لأنها لا تعرف لغتنا، تمشت ميمى على العشب كان زيلها منتصب كسهم، ثم قعدت على مؤخرتها وفتحت فمها بتثاؤب
فتاه غبيه جدآ، عندما نخلق حلم علينا أن نكون قادرين على تحقيقه
وكانت فى مواجهة ديلا، لا تجعلينى اندم اننى خضت ذلك الحديث الممل لانك تبدين  فتاه تافه
فتحت ديلا فمها، لم يكن هناك أدنى شك، كان الصوت خارج من فم ميمى
انت تتحدثى مثلنا؟ همست ديلا برعب وغباء
لحظه واحده قالت ميمى، انا اخترت انا اتحدث معك لانك فتاه غبيه هزيله وتافهه
لكن كيف افهمك؟ انت تقولى اننى استطيع ان اتحدث مع القطط؟
احترمى نفسك، قالت ميمى، نحن مجتمع راقى
لكن كيف كررتها ديلا؟
سأريح دماغك قالت ميمى، تلك الليله عندما كنت فى القبو وانقطعت الكهرباء حدث امر فى غاية الغرابه، كنت خائفه جدا عندها قفزت ومررت فوق دماغك وكما تعلمى القطط بسبعة أرواح، واحده من ارواحى دخلت دماغك ولا أفهم لماذا حدث ذلك، لكن مؤكد من سوء حظى فأنت غبيه جدا، غبيه جدا
هل تعتقدى اننى جميله؟ سألت ميمى وهى تلعق عنقها وفمها
اجل قالت ديلا، انت قطه جميله جدا
نعم انا قطه جميله ورشيقه وانت أيضا من الممكن أن تكونى جميله
ثم نظرت تجاه ديلا، تحتاجين بعض التلميع ومعرفه مسبقه بالفاشينستا
طبعا لا تعرفى الفاشينستا؟
ديلا / معرفش
كان على ان اتوقع ذلك، ما الذى ممكن ان انتظره من فتاه قرويه بليده؟
لذلك لااتمشى فى شوارع القريه بمفردى
ميمى ستساعدك، ميمى ضليعه بالموضه، ميمى قطه جميله
عليك أن تتخلى عن ملابسك تلك
لتحققى حلمك عليك أن تفوقى التوقعات، هل تعى ذلك؟
طبعا لا تفهمى اى شيء، يجب أن اتوقع ذلك فأنت فتاه حمقاء غبيه 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اشترى ملابس جديده، اطلبى من ادم ان يشترى لك ملابس جديده على الموضه، فقط قولى ذلك، لا تزيدى ولا تقلى ولا تخربى الدنيا بغبائك
الان علي ان ارحل، اذا رأكى اى شخص تتحدثين مع قطه سيعتقدون انك مجنونه، سيلقون بالتهمه على
وميمى قطه سياميه جميله لا تحب الوقوع فى المشكلات
القصه بقلم اسماعيل موسى 
قفزت ميمى قفزتين وابتعدت عن ديلا ثم اختفت داخل الحقيقه
دخلت ديلا القصر مبلمه، غير واعيه بنفسها، جلست على المقعد فى عالم آخر
لمحها ادم وجعل يتحدث معها لكنها لم ترد ولم تفتح فمها
حذرتها ميمى ان تفتح فمها مطلقآ، قالت إنها ستخرب الدنيا
ديلا مالك؟
ديلا فيه ايه؟
انتى تعبانه؟
مريضه؟
اريد ملابس جديده بعد اذنك سيد ادم، اه ملابس على الموضه لو أمكن، يمكنك أن تطلبها ممم من شيء اسمه امازون، ماركة شانيل، احذيه وتنانير وبلوزات وعطور كومو شانيل
رمق ادم ديلا بدهشه، كانت نبرتها غريبه وكأنها تتحدث بصوت شخص آخر
اعرف ان الامر غريب سيد ادم وكلى امل ان تلبى رغبتى
ديلا ترغب بملابس على الموضه بعد اذنك، أعرف اننى خادمه لكنى لن أخذلك
فتح ادم فمه
اعرف ان الوضع غريب، وان ما اطلبه قد يبدو مزحه، لكن هل يمكننى ان ارى؟
عايزه تشوفي ايه يا ديلا؟
فى هذا الموقع المدعو امازون توجد صور، ديلا ترغب برؤية الصور
اخرج ادم هاتفه وبعد دقيقه رأت ديلا ملابس نسائيه غريبه عليها تراها لأول مره
ممكن تختارى سألها ادم؟
ديلا ترغب الاحتفاظ بالهاتف لبعض الوقت، هل هذا ممكن سيد ادم؟ اعدك ان لا اعبث به وان لا اتلفه او اتفقد محتوياته
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ترك ادم الهاتف، وكان فى قمة الاندهاش، مش قادر يفكر ولا حتى يلاقي اجابه لكل الغرابه إلى قدامه
اتفضلى ديلا، احتضنت ديلا التليفون، وقفت، ديلا لن تتأخر، ستستغرق بعض الوقت لكنها ستعود
ديلا تحتاج بعض للوقت سيد ادم، هل هذا ممكن؟
رفع أدم كتفه بقلة حيله وصدمه، ممكن اتفضلى
مشت ديلا خارج القصر، مرت على العشب واختفت بين أشجار الحديقه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لا احد يملك حق الجور على احلامنا ولا حتى ان يعبث بها، انها الأمر الوحيد الذى يتمتع بالخصوصيه ولا يمكن ازعاجه
كان هناك حشائش وعشب تركها ادم تنمو بعشوائيه وكانت تصلها مياه خاصه صنعت ما يشبه بحيره صغيره جدا تزفزق حولها العصافير والفراشات وتغمر نفسها بالمياه خلال الأيام الحاره وكانت هناك اريكه مختفيه تحت أفرع شجره تراها ديلا لأول مره، ميمى كانت جالسه هناك مستمتعه بدفيء الشمس، ها قد حضرت الفتاه الغبيه قالت ميمى وهى ترفع قدمها بعصبيه، ماذا فعلتى؟
احضرت الهاتف، قالت ديلا على ان اختار ما يناسبنى، حسنآ قالت ميمى اختارى
لكن انا لا اعرف ما يناسبنى قالت ديلا بحيره
ديلا محتاره يا ميمى، هذا جيد قالت ميمى وهذا ملائم كانت ترتديه السيده الانيقه التى كنت اعيش فى منزلها قبل أن ارحل، وهذا أيضا
اما هذا فسيبدو رائعآ عليك، عليك أن تبدى أجمل من الانسه ماجى، انا لا ارتاح لتلك الفتاه اللعينه، أشعر انها لئيمه، خبيثه وقد تفعل اى شيء للوصول لهدفها
اختارت ديلا كل الأشياء التى اعجبتها ووضعتها فى سلة التسوق
الأمر يقع على عاتقك الأن يا فتاه، ميمى لن تظل هنا طول العمر من أجلك، الرياح تهب بعصبيه وميمى سترحل لبعيد ولن تتمكنى من رؤيتها مره اخرى
انظرى للاشجار، انها تهتز، والسماء قاتمه، وميمى عليها ان ترحل، اوشك وقتى هنا على النفاذ
أحيانآ نفتقد الكلمه، نخسرها، قالت ديلا شكرا لك
على الرحب والسعه قالت ميمى والان ارحلى ميمى الجميله تريد أن تستمتع بحمام شمس
أقر ادم طلب المشتريات وقام بدفع كلفته من خلال الفيزا كارت، وكان حتى تلك اللحظه يراقب ديلا بعقل وجل قلق
لا يعلم ما الشيء الذى غيرها، صمتها يعذبه وجمالها يزداد تألقآ
واضبت ديلا على تعلم اللغات بكل نشاط، اختفت روحها المرحه، ووضعت كل وقتها للدراسه، بعد اسبوع استطاع ادم ان يسمعها تنطم جمله باللغه الانجليزيه وتنطقها بطلاقه
وكانت حريصه على تأدية مهامها، بعيد جدا عن اختلاق المشكلات وتعامل الانسه ماجى باحترام جم، وكأن عقلها أصبح آلة كمبيوتر يسجل كل شيء يمر عليه، لم يمضى الكثير من الوقت حتى بدأت تربط الحروف ببعضها وتحفظ الكلمات
ولم تنسى آبدآ القراءه، فى كل ليله كانت لا تنام حتى تقراء صفحات كثيره من كتاب او روايه، وكان ادم يفتقد وجودها وحركاتها، وأصبح القصر صامت مره اخرى بعد أن غمرته الحياه
فى اليوم السابع عشر، استيقظت ديلا بوجه أخر، كأنها كانت فى رحله وعادت، لم تنسى ولا شيء من الذى حفظته، لكن طبيعتها عادت كما كانت، وظهرت الفتاه المتحديه مره اخرى
اخذت ديلا حمام طويل واعدت طعام الإفطار وجلست تنتظر ادم الذى تأخر، ثم صعدت درجات السلم وطرقت الباب
الفطار جاهز يا ادم بيه، ولا انت هتفضل نايم اليوم كله؟
سعل ادم ولم يرد، فتحت ديلا باب الغرفه ووجدت ادم راقد على السرير،
ادم /انتى بتفتحى الباب ازاى من غير استأذان؟
ديلا /يعنى فتحت باب الحاكم بأمر الله؟ بقلك الفطار جاهز
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وانت مش بترد المفروض اعمل ايه يعنى؟
ادم /طيب روحى صحى الانسه ماجى
ديلا / انا بخدمك انت، الانسه ماجى مجرد مدرسه وانا مش مضطره اخدمها
ادم / بقلك روحى خبطى عليها
ديلا / لا مش هعمل كده
ادم /  كان هيقف لكن تذكر انه نايم بهدوم داخليه، انتى رجعتى لعنادك تانى؟ متنسيش انك خدامه عندى؟
ديلا / الشغل مش عيب على فكره، وانا اشطر خدامه دخلت القصر، يعنى لو قدمت السيفى بتاعى لأى شخصيه مهمه هتقبل فورا
ادم / ليه معتقده انك خدامه شاطره؟
ديلا / لأنى الوحيده إلى قدرت استحملك الشهور دى كلها، يا اخى احمد ربنا، دا انت كنت كل شهر بتجيب خدامه جديده
دا انا استحق يتعملى تمثال 
ادم / انتى، انتى بتقولى ايه؟ شكلك اتجننتى؟
ديلا / لازم تعرف انى انسانه لديها مشاعر وحقوق، مش معنى أن الظروف اضطرتنى اشتغل عندك تبقى اشترتنى، خليك منصف يا ادم واعترف بالحقيقه، غير هدومك وانزل قبل الفطار ميبوظ، ومر على الانسه ماجى بالمره طالما مش هتعرف تفطر من غيرها
تصدق انتم الاتنين لايقين على بعض والله
ادم / بعصبيه، لايقين على بعض ازاى؟
قعدت ديلا على طرف السرير / بص اعتبرنى صديقتك لدقيقه واحده واسمعنى
تفاجيء ادم بجلوس ديلا على طرف السرير وكتم ابتسامه
عايزه تقولى ايه؟
ديلا / سيبك من خطيبتك الفرنسيه وفكر فى المصريه، صدقنى المصرى يكسب
ادم / ومين المصريه دى بقا يا انسه ديلا؟
ديلا / ربتت على ساق ادم وبصت فى عينيه، مش هقول انا لا سامح الله، انا عارفه نفسى خدامه وعارفه مكانتى كويس واحلامى  أصغر من كده بكتير، ايه رأيك فى الانسه ماجى؟
البنت حلوه ورقيقه وصغيره وتنفع معاك، عايزه افرح بيك يا اخى
ادم! / امشى يا بت، انجرى اطلعى بره وزقها برجله لكن بلطف
ديلا / نهضت من على السرير ومشيت ناحيت الباب، ابقى خبط على خطيبتك وانت نازل، انا هستنى تحت ورزعت الباب بقوه وهى راحله، مكنش سهل على ديلا تقول الكلام ده، رغم كده ابتسمت على الاقل اطمنت ان الانسه ماجى مش خيار قدام ادم وانه مش بيفكر فيها. 
وصل الاوردر، توقفت سياره امام باب القصر واستلمت ديلا الحموله ونقلتها كلها لغرفتها، استغرق ذلك نصف ساعه ولم يكن ادم ولا الانسه ماجى هبطا من الطابق الأرضى
علقت ديلا التنانير والفساتين داخل خزانة الملابس، ثم اختارت تنوره روز وقميص ابيض وحذاء بلاك ارضى، أرتدت ديلا الملابس ووقفت امام المرآه مش مصدقه نفسها، كانت جميله جدا وانيقه لدرجه مرعبه، لفت طرحتها بطريقه بسيطه وعاديه ورشت بيرفن 
القصه بقلم اسماعيل موسى 
نزل ادم من غرفته وكان لسه متخلصش من المراره التى تركتها كلمات ديلا فى نفسه، وكان الاكل برد ومبقاش ليه اي لازمه حتى الانسه ماجى ابدت امتعاضها من طعم الاكل
صرخ ادم من على مقعده، ديلا؟ ثم تذكر كلام ديلا عن حقوقها ومشاعرها وانه ربما عليه ان لا يجرح مشاعرها امام مدرستها
فعاد ينادى مره اخرى بصوت هادىء، انسه ديلا؟ ممكن تشوفى حل للفطار ده؟
انفتح الباب، وخطت ديلا على السجاد خارج الغرفه وفاح عطرها فى الرواق ، طبعا ممكن سيد ادم
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لقد أدرك ادم  تلك اللحظه انه وقع فى شباك الغرام وكانت مشاعره طافيه على وجهه كسمكه تسبح على سطح الماء ولم تكن لديه اى رغبه فى الهرب، بل السقوط لابعد حد والاغتراف حد الشبع، ولأنها جميله، ولأنها بدت أجمل ظل محدق بها بينما سارت ديلا بخجل كفتاة عرس تكشف اول مره على زوجها، وجهها احمر مثل الورد البلدى وفى عينيها ضياع مرتبك.
من فضلك ديلا ،رغم كل التحذيرات انا مضطر ان اطلب منك اعداد طعام اخر!
ديلا/ بخجل حاضر
حدقت الانسه ماجى بديلا، لا يمكن لأى شخص ان يفهم كيف تمكنت فتاه قرويه ان تبدو بمثل تلك الاناقه، واختفت النظره الدونيه من عينيها للحظه، قبل أن تعود مره اخرى، حتى لو تأنقت، حتى لو كساها كل حرير العالم فأنها ليست ند لى
وكان ادم مرتاح لرؤية ديلا تتنقل فى ملابسها الجديده، مثل شئ فاخر تتلذذ برؤيته ولا ترغب برفع عينك عنه
لم تكن أحلامه بعيده ولا مستحيله التحقق، لكنها مضت بسرعه أكبر مما توقع
جلست ديلا على طاولة الطعام، كان ادم طلب منها ذلك، بعد أن انتهى الطعام سحب ادم ديلا من ايدها، اسمعى ديلا، انا قررت اعمل حاجه وكنت مستنى الوقت المناسب عشان اقلك عليها
انا بعت اجيب خدامه جديده تتولى القصر، الصراحه فكرت انك محتاجه وقت أكبر عشان تتفرغى للدراسه، انا مبسوط جدا بتقدمك فى التعلم واتمنى تستمرى بنفس الحماس
وكانت ديلا بتسأل نفسها عشان ايه كل ده؟
وبعد ما تتعلم ايه إلى هيحصل؟
ادم غامض وخططه غير مفهومه وكانت قد استبعدت من عقلها فكرة ان ادم ممكن يفكر فيها كزوجه، لكن لماذا يفعل كل ذلك؟
وراح ادم يعامل ديلا بلطف واهتمام، ويتابع دراستها بنفسه، ترك عزلته واولى ديلا كل اهتمامه، بعد انتهاء كل درس كان يراجع معاها إلى اتعلمته ويصحح ليها الأخطاء وكان سعيد جدا بتقدمها، وكانت ديلا استطاعت ان تبرطم باللغات الاجنبيه وتعيد معرفة الأشياء، طبق، طاوله، لوحه، حلم، حلم، امنيه، امنيه
كان صعب على ديلا تعتاد حياتها الجديده، وظلت فتره تغسل الأطباق بلا وعى وتساعد فى الطبخ وكى الملابس وطيها
لكن تدريجيا تشربت عالمها الجديد وغرفت من القراءه ثقافه وعلم، واستطاعت ان تخلق محادثه عميقه مع ادم عن الموسيقى والفن والسياسه وأصبح لها رأي واضح
واحبت الاستماع للموسيقى خاصه سيمفونية بيتهوفن ارشقودية الأمير، تشغلها الليل بطوله واحيان تستمع لفاغنر
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ديلا / ادم بيه انا عايزه اتعلم الملاكمه وأجرى معاك فى مضمار الركض
ادم / ليه يا ديلا؟
ديلا / بس متضحكش عليا؟
ادم / حاضر
ديلا / عايزه اعمل كل الحجات إلى اتحرمت منها فى حياتى واعتقد ان دا الوقت المناسب
وكان نفسها تقول عايزه أعجبك، مكنتش تعرف انها عجبت ادم من اول يوم دخلت فيه القصر وانه بيعمل كل ده عشان يعدها، يأهلها
ادم / مفيش مانع، بشرط دراستك متتأثرش!
ديلا / كن واثق سيد ادم ان مفيش حاجه هتتأثر ولا انت خايف انى اتفوق عليك؟
ادم /غيرى هدومك، حان الوقت نعرف من القائد هنا
كان الوقت عصر، السماء صافيه والجو صحو، أرتدت ديلا بنطال اديداس رياضى وتيشيرت ووقفت جوار الانسه ماجى التى حشرت انفها فى الموضوع، مرتديه بنطال ضيق ماركة ارمانى وحذاء ابيض
واكتفى ادم بشورت وتيشيرت
احنا هنلف المضمار عشر مرات، اى شخص مش مستعد يقدر يخرج دلوقتى، انا مش ناقص حد يفقد وعيه وسط الجرى
نظرت الفتاتان كل واحده منهم للاخرى بغل دفين، انا مستعده قالت ماجى
ديلا / اطلق صافرتك سيد ادم
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان الركض سريع فى البدايه وكان ادم الفهرجى فى المقدمه، بينما تكافح فتاتان هزيلتان متقطعات الأنفاس ورأه لأثبات نظريه لعينه ذات مغذى تافه، اختلجت الحماسه داخل الفتاتان ولم تكن ولا واحده منهن مستعده للخساره، كان فى الظاهر تحدى  بين مدرسة اللغه الفرنسيه وتلمذيذتها
وكانت كل واحده منهن تؤمن بأحقيتها فى انتزاع النصر
لكنه فى العمق، فى الداخل، تحدى بين أنثى وانثى، كر وفر، تتقدم واحده فتلحق بها الأخرى، اللفه الأولى كانت متعادله
لا وقت للتفكير، اغمضى عينيك واركضى همست ديلا مشجعه نفسها، انها مجرد فتاه مدلله لن تصمد جوله أخرى
فى اللفه الرابعه اقتربت ديلا من الانسه ماجى وركضت جنبها، ليس هنا ما عليك اثباته، اخرجى من السباق قبل أن تتقطع انفاسك وترقدى على الأرض مثل فرخه مذبوحه، سيكون امر بالغ الاحراج اذا تدحرجتى على الأرض مثل كورة بيسبول.
حسنآ، رفعت ماجى يدها، سأمنحك ابتسامه لائقه عندما اصل خط النهايه، كفاكى ثرثره واركضى اذا كنتى قادره على إتمام السباق.
فى الجوله السابعه مكنتش ولا واحده منهم قادره تحرك رجلها، عضلات الساق ارتخت وصرخت من الألم، الحياه لا تعترف بالضعفاء ولا طيبى القلب، كونك انسان جيد لا يضمن لك السعاده، لو تعبتو ممكن نوقف الركض صرح ادم وهو يرفع يده، لا لا لا لا
اربعت علامات للرفض اطلقتها الفتاتان، لماذا ترفض الانثى؟ عليك أن تسأل نفسك ولن تفلح فى فك شفرات هذا الكائن الغامض المتخبط الذى يملك كل ربع ساعه قرار مختلف
حافظت الانسه ماجى على التمارين الرياضيه طول حياتها من أجل الحفاظ على رشاقتها كى تمنح هذا الجسد الرشيق الذى يجذب عيون الرجال
بينما كانت ديلا تتمتع بصلابة الفتاه القرويه التى اذا اتيحت لها الفرص من الممكن أن تصنع المعجزات
فى الجوله قبل الاخيره زادت ماجى من وتيرة الركض، رغبت ان تصدر اليأس لديلا، ابتعدت عنها عدت خطوات ثم اتسعت الفجوه أكبر، كافحت ديلا من أجل حظوظها التى تؤمن بها
توقف ادم المتقدم ونظر تجاه ديلا البعيده وتمكنت ديلا من رؤية ملامحه التى تحفظها، لقد رأت فى وجهه الأمل، الحلم الذى لطالما تمنته، وصلت ديلا البقعه الصغيره التى تشبه بحيره متقزمه بين الحشائش، القت بنفسها داخل المياه وتمرغت، ازعجت الطيور والفراشات وخرجت متسخه بالوحل كأنها فزاعة حقل مصبوغه بالرماد
كانت ماجى قطعت ربع مسافة الجوله الاخيره عندما ركضت ديلا بكل سرعتها، فأر هارب من قط لينجو بحياته، وسمع ادم دبيب قدميها، وكانت الحماسه مشتعله داخل صدرها لدرجه أصبحت معها فوهة بركان، عاصفه هبت دون موعد، قادمه من الخلف
يقول مثل هندى من العبث ان ترمى الافيال بكل السهام بينما وحيدى القرن قادمين من الخلف
مغمضه عينيها، متشربه لكل عناصر الطبيعه، ساقيها تخترق الأرض على المضمار المترتب تكتب اول فصل فى حلمها
لن يكون اى شيء قادر على إيقافها، انها أقوى فتاه فى العالم
اليس عليها ان تكون قويه لتعيش فى هذا العالم البشع؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قبل نهاية السباق كانت سرعتها عاصفه تكاد تشعر انها اميره خياليه فى ملحمه سحريه، شعرها مستقيم خلف ظهرها مثل حربه، صرخت ديلا، انت لى، ورددت الأشجار الصامته خلفها نشيد الحب، طارت العصافير من شجره لأخرى كسحابة قاتمه على وشك المطر.
وصلت ديلا نقطة النهايه وارتمت على العشب بفرحه منقطعة النظير، تشقلبت على النجيلة عدت مرات حتى ارتطمت بادم الفهرجى ووجدت نفسها فوقه، اسفه قالت ديلا وهى ترفع نفسها، تحمست أكثر من الازم
وقفت الانسه ماجى بقدمين مرتخيتين غير قادره على صلب طولها، عينيها مهزومه وبقايا غل يتراقص على خصرها المائع
منحنيه واضعه يديها على ركبتيها، لاهثه تتنفس بوتيره سريعه كامرأه تم غزوها
حاوطت ديلا وسطها بايديها، هارد لك انسه ماجى، لعبتى بشرف حتى آخر لحظه
اخترقت الانسه ماجى بوابة القصر، طوحت وشاح العنق الأحمر الذى جعلها تبدو كامرأه من الهنود الحمر على الأرض
ركلت مقعد وصرخت من الوجع.
ابتسم ادم ،انتى سريعه جدا يا ديلا خاصه فى اخر اللحظات كنتى اشبه بزوبعه!!
قلت لك سيد ادم العالم يتغير، ديلا تغيرت ولم تصبح مثل الأمس
ادم، انا شايف انك بتدرسى كويس ما شاء الله يعنى وقت قليل ومش هتحتاجى مدرسين
لو فيه حاجه وقفت معاكى انا هساعدك ومن فضلك متتوقفيش عن القراءه
وعايز أقلك حاجه تانيه، انتى كنتى جميله جدا فى اللبس الجديد
قفزت حفنه من المشاعر على وجه ديلا، تدفقت كنهر احمر فى شراينها وصبغت ملامحها بالوردى
بجد كنت جميله؟
اجل هكذا الانثى حتى لو كانت معتده بنفسها تتلهف لكلمات المدح
القصه بقلم اسماعيل موسى 
كنتى قمر، تخلى ادم عن حذره، انا مكنتش مصدق نفسى، قولت كيت ونسلت زارت القصر ولا ايه
وبرقت عنيه بلمعة محببه كذكر حمام يلوف على حبيبته
لكن ايه السر وراء اختيار الملابس الجميله دى؟
مكنتش اعرف انك ضليعه فى الموضه؟
عادى سيد ادم، عادى، الأشيء يعنى لاشيء، والشيء لم يكن شيء قبل أن يحدث
لازم تعرف ان جوايا حاجات كتيره لسه مطلعتش
انبطح ادم على العشب وسند راسه بايده، اكتر من كده؟
دا انا ممكن افقد وعيي
ديلا /انا لازم امشى دلوقتى عشان ميعاد الدرس مع الانسه ماجى
ادم  بضحك / فكرك هتعرف تشرح حاجه بعد الى حصل ده؟
انتى مشفتيش وشها عامل ازاى؟
ديلا / خذ من كل شخص ما تحتاجه واترك الباقى له
الانسه ماجى كانت بتغلى فى غرفتها، بقى بنت مفعوصه تتغلب على وتحرجنى قدام ادم الفهرجى انا هوريها شغلها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فى حجرة الدراسه كانت ديلا جالسه عندما دخلت الانسه ماجى، وقفت ديلا تحي مدرستها بأدب، قعدت الانسه ماجى مخفيه غضبها، وجلست ديلا بالتالى
خلقت الانسه ماجى ابتسامه صفراء، انتى بقى بتسخرى منى؟
ديلا /ايه إلى دفعك تقولى كده استاذه ماجى، انا عملت حاجه غلط؟
الانسه ماجى /اصلك وقفتى لما دخلت وسلمتى عليا ودا مكنش بيحصل قبل كده، ليه النهرده؟
ديلا / اها حضرتك بتقصدى السباق، دا كان مجرد تنافس شريف وعدا، مش معنى انك خسرتى انى اشمت فيكى، انتى مدرستى ولازم احترمك
وضعت الانسه ماجى كفها على دفتر التحضير، لو كنتى فاكره انك ممكن تضحكى عليا تبقى عبيطه يا ديلا، انا اكتر واحده فاهمه دماغك اللئيمه والخبث إلى معشعش فيها، لازم تعرفى انى وصلت هنا عشان ادرسك مش عشان اى حاجه تانيه
ديلا / بقلب محلق، اخفت ابتسامه، وانا بحترمك عشان كده انسه ماجى
ماجى / نبداء الدرس ممكن؟
ديلا / اتفضلى
ومضى كل شيء بسلام، لم تسمح الانسه ماجى لحقدها ان يؤثر على مهنيتها، بل كانت اكثر لطف من السابق
عندما انتهى الدرس وخرجت ديلا، كان ادم الفهرجى جالس فى الرواق على وشه إمارات الحزن، وكان شرد لدرجه عميقه تكاد تشعر ان روحه ليست معه
شعرت ديلا بكل ذلك، كانت وصلت للحد الذى تستطيع من خلاله ان تفهم ادم من مجرد نظره
كان ادم يحرق لفافات التبغ ورا بعضها وينفث غضب
ديلا / فيه حاجه حصلت يا ادم بيه؟ شايفاك قاعد معصب
ادم / اطلق ابتسامه ميته، وصلتنى اخبار مش كويسه
ديلا / خير ادم بيه؟
ادم /الخادمه شهد اتقتلت، اختفت قبل يومين وبعد البحث عنها لقيوها مدبوحه قدام باب القصر
ديلا / طيب وايه علاقت دا بحضرتك؟ انت مش بتخرج من القصر، اكيد الشرطه عارفه كده
ادم / الموضوع اكبر من كده يا ديلا، الشرطه بتحبث عن القاتل، لكن فى القرى هنا الوصول للقتلى صعب، مفيش ولا شخص شاف شهد وهى خارجه من بيت والدها ولا حتى فى اى شخص مشتبه بيه، لكن مش دا إلى شاغل بالى
قعدت ديلا إلى الكرسى جنب ادم، وقالت بلطف، ايه إلى شاغل بالك طيب؟
ادم / عملية القتل تمت قدام باب القصر، شهد كانت جايه على القصر هنا، القاتل كان متربص بيها ومنتظرها قدام باب القصر، شهد كانت جايه هنا بارادتها، يعنى كانت عايزه تقول حاجه معينه، من الصبح بحاول استنتج ليه شهد كانت بتجرى ناحيت القصر؟
ايه إلى كانت تعرفه وخلى قاتل يتربص بيها ويمنعها تدخل القصر؟
ديلا بخوف / اكيد محمود الجنانى، اكيد بينتقم منها عشان شهدت معاك
ادم / انا فكرت فى كده برضه، لكن الشهود أكدو ان محمود الجنانى كان سهران معاهم فى القهوه وقت حدوث جريمة القتل إلى حددها الطب الشرعي، الشرطه مش غبيه، أصابع الاتهام كانت بتشير لمحمود لكن مفيش بصمات على الجثه، جريمه نضيفه زى ما بيقولو
شهد كانت بطريقه بشعه يا ديلا، القاتل دبحها بغل لحد ما فصل دماغها عن جسمها، دى مش جريمة قتل عاديه، مفيش تحرش ولا حتى محاولة اغتصاب ودا إلى قلقنى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ديلا /هتقلق ليه يا ادم بيه؟ الكل هنا عارف انك انسان شريف وبعيد عن المشاكل
ادم / بحزن، انتى ليه مش قادره تفهمى، بقلك البنت كانت بتجرى ناحيت القصر
يعنى كانت عايزه تطلب المساعده او بتهرب من خطر
انا قررت اشدد الحراسه حوالين القصر، هطلب غفر من القريه واحد ولا اتنين
انا حاسس انى انا الى مقصود بجريمة القتل دى، بس مش قادر اكشف العلاقه
انا مضطر انزل القريه ادور عن حراس للقصر بالمره اعدى على والدك اطمنه عليكى
ديلا بخجل، انت بتدفع لابويا فلوس عشان يسبنى قاعده هنا صح؟ انا عارف ابويا يموت فى القرش ومقدره كل إلى بتعمله عشانى
لم يعقب ادم على ملاحظة ديلا، هذا الكائن البريء اللطيف لا يمكن أن يعرف إلى اى مدى ادم مستعد ان يذهب فى الدفاع عنها، من أجل أن تظل قريبه منه، انها الوحيده التى اعادت ادم القديم بعد أن كان نسيه من زمان طويل، الوحيده التى اعادت الحياه للجسد الميت وزرعت السعاده داخل القصر
لقد كان قلبه ميت منتهى ولم يعتقد انه من الممكن أن ينبض مره اخرى.
تمكن ادم من استعمال حارسين للقصر، ورغم ان مساحة القصر كبيره ويحتاج حراس اكتر لكن الظروف اجبرته على عدم لفت الانظار، ان كان هناك من يتربص به فلا يريد أن يعرف ان ادم يشعر بالخوف، مر على منزل محمود النزاوى وشرب الشاى معه ودفع له نقدا الاعانه الشهريه التى تبقى فمه ساكت، ثم ذهب لمركز الشرطه لانهاء ترخيص بنادق الغفر، استغرق منه ذلك اليوم بطوله ولم يعود القصر الا بعد غروب الشمس
اول ما ادم دخل القصر لقى الانسه ماجى وديلا قاعدين جنب المدفأه بيتكلمو مع بعض، بيشربو قهوه وعلى وجه كل واحده منهم ابتسامه مصطنعه، مرتديات تنانير قصيره ضيقه وقمصان نص كم، واضعات قدم على قدم، لو تأملتهم من بعيد لشعرت انهم صديقتين مقربتين، هكذا الحال، العين تخدع، وبدتا انيقتين لدرجه بعيده وشعر ادم ان رواق القصر تحول لمقهى فاخر ترتاده الطبقه البرجوازيه.
القى ادم التحيه وصعد غرفته ياخد حمام وطلب من الخادمه تعد العشا، لو كان يفهم فى النساء ما كان انخدع من قبل، لازال داخله حاجز بينه وبين القرب يمنعه ان يفتح قلبه لأى شخص مهما كان، فجراح القلب لا تبراء بسهوله، ان الشخص الذى يفتح قلبه لكل عابر انسان بائس تعيس والأخر الذى يمنح كل قلبه لشخص واحد غبى يستحق العقاب، عليك أن تبقى من كل شيء جزء تحسبآ للخذلان، اذا أحببت اترك جزء من قلبك حتى لا تموت دفعه واحده، واذا وثقت توقع الخيانه، دائما توقع الأسوء يجعل الأمور تمضى أسهل، يعلم انها بريئه، يدرك انها مثل فراشه، يفهم ان ثوبها الطويل لم يتوسخ بعد.
تناول ادم العشاء وكان هناك حديث جميل دار مع وقت شرب الشاى وكان ادم يشعر بالتعب، قضى يومه كله فى مشاوير ودخل فى حورات جعلت عقله متعب، استأذن للنوم وترك ديلا مع الانسه ماجى التى سرعان ما تحججت بالتعب وقالت انها ستذهب للنوم
القصه بقلم اسماعيل موسى 
فى غرفتها استسلمت ديلا لنوم هاديء، لا شيء يؤرقها واغمضت عينيها بسرعة قطار مجرى، فى منتصف الليل انفتح باب غرفة الانسه ماجى، كانت مرتديه لباس النوم، نزلت الطابق الأرضي واعدت شاى شربته بمفردها، الكل نائم حتى الخادمه، انهت الانسه ماجى كوب الشاى وتسلقت درجات السلم، طرقت باب غرفة ادم ببطيء عدت مرات، كان باب الغرفه مفتوح فدلفت للداخل، فتح ادم عنيه
انا مش جايلى نوم ممكن اقعد معاك شويه؟
الوقت متأخر، بص ادم فى الساعه، لكن الانسه ماجى مديتوش فرصه وقعدت على طرف السرير، شكلك تعبان جدا، اعملك مساج؟
رفع ادم ايده، لا اشكرك، انا كويس
ودون تردد تسللت يد الانسه ماجى نحو جبهة ادم، ياه انت جسمك سخن جدا، ازاى مش حستش بالحراره دى كلها؟
وصدرك كمان سخن، انت محتاج كمادات
ادم / انا كويس، متقلقيش نفسك، وبداء جسده يخرج عن سيطرته، فلا سلطان على الجسد عندما يتمرد
كانت يد الانسه ماجى لازالت على صدر ادم عندما فتحت كفتها وضغطت ببطيء
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
الساعه العاشره صباحآ، بقبعه خضراء وبنطال ازرق واسع وقميص ابيض انهت الانسه ديلا إفطارها، أخبرت ديلا انها ستخرج فى جوله داخل القريه، تحتاج ان تسير بين الحقول وتتنشق هواء ريفى نقى وتشاهد الفلاحين العاملين فى الأرض، محتاجه اغير جو هكذا أخبرت ديلا، تفاجأت ديلا برغبت الانسه ماجى التى منذ حضورها وهى تؤكد على احتقارها لحياة الارياف وانها تعانى من عدم وجود مقهى للفتيات او حتى كافيه، لن اتأخر قالت ماجى واذا تأخرت اطلبى من ادم ان يبحث عنى، عبرت الانسه ماجى الحديقه ثم مرت من بوابة القصر واتخذت الطريق الرئيسى المؤدى للقريه التى لم تكن بعيده وظهرت امامها المنازل القديمه والنسوه الاهثات خلف ارزاقهن، تجولت بين المنازل بحريه ومرت على مقهى القريه المكتظ بالشبان وكانت هناك عربة شرطه رابطه على مدخل القريه، لازال التحقيق فى مقتل شهد لم ينتهى بعد، ثم مشت فى طريق طويل ضيق يتلوى بين الحقول وراحت تتلمس عيدان الذره واكواز القيضى وعشب البرسيم، لاحظت الانسه ماجى ان هناك من يتتبعها من بعيد وعندما توغلت داخل الحقول اقتربت الخطوات منها
الانسه ماجى / اتأخرت ليه
الرجل /متأخرتش، الدنيا مش مظبوطه وكان لازم اخد حذرى وملفتش الانتباه
الانسه ماجى / وصلتك الرساله
الرجل /وصلت يا هانم، امال انا موجود هنا ليه
الانسه ماجى / عارف هتعمل ايه؟
الرجل /عارف يا هانم متقلقيش
الانسه ماجى / طيب يلا اسبقنى فى المشى مش عايزه اشوف وشك تانى
الرجل /حاضر يا هانم
ظلت الانسه ماجى ماشيه وسط الحقول حتى حازت القصر ثم انعطفت وسط الغيطان حتى وصلت بوابة القصر
رغم ان الوقت كان ظهر، ادم مكنش لسه صحى، فاتته وجبة الفطار والغدا جه وهو لسه نايم
ديلا حاولت تصحيه لكن ادم رفض، مكنش ليه مزاج يغادر غرفته
اكلت ديلا والانسه ماجى، بعدها أعلنت ماجى انها محتاجه تاخد تنظف نفسها من التراب وتاخد قيلوله ومش عايزه حد يزعجها او يصحيها
وظل القصر ساكن حتى الساعه العاشره ليلا عندها اجتمع ادم والانسه ماجى وديلا داخل الرواق، وكانت الانسه ماجى اول من وصل واصرت انها تعمل الشاى بتاعها بنفسها داخل المطبخ ودار بينهم حديث متقطع حيث كان كل واحد منهم غارق فى تأملتها الخاصه
الساعه الحادية عشر ليلا، اول ما صنية الشاى وصلت، الانسه ماجى قالت انا طالعه انام ورفضت تشرب الشاى 
ادم كان بيراجع مع ديلا دروس اللغه لكن جسمه كان هامد  ويشعر بالنعاس رغم انه نام الليل بطوله، ديلا كمان كانت حاسه بالنوم، ومقدرش ولا واحد منهم يكمل كوباية الشاى
ادم طلع ينام، وديلا وصلت غرفتها بالعافيه من شدة النوم
يدوبك وصلت سريرها واترمت عليه ونامت
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ادم كمان نام بسرعه رغم انه كان نايم اليوم بطوله ، الساعه اتنين بالليل، كهربة القصر قطعت، ومحدش شعر بيها غير الانسه ديلا
نزلت من على السلم ووصلت الرواق، نادت على الخدامه إلى كانت نايمه وسألتها ان كانت تعرف سبب انقطاع الكهرباء الخادمه قالت لا
الانسه ماجى أخدت شمعه ورجعت غرفتها، الخدامه المنهكه طول اليوم عادت للنوم مره اخرى
غمر ضوء الشمس رواق القصر ونفذ من ستائر غرفة ادم، فتح ادم غنيه بكسل، مضى معظم الصبح وادم نايم، مش عارف النعاس ده جاه منين، انهض ادم جسده وبص فى الساعه كانت الحادية عشر صباحآ
ياه انا نمت كل ده؟
وليه ديلا مغلستش وصحتنى زى كل يوم؟
غير ادم ملابسه ونزل الطابق الأرضي، طلب الفطار ودخن سيجاره وهو بيتلفت حواليه
ثم سأل الخادمه هو محدش صحى غيرى؟
فين ديلا والانسه ماجى؟
الخادمه / الانسه ماجى لسه نايمه فى غرفتها، وديلا غرفتها مقفوله
القصه بقلم اسماعيل موسى 
غريبه فكر ادم وهو بيجول بعنيه داخل الرواق، ثم لاحظ ان باب القبو مفتوح، نهض ادم ومشى ناحيت باب القبو، هو متذكر انه قفله، المخرج التانى كمان مفتوح
داخل الرواق كان فيه أثر طين، خطوات قدم ملطخه الرخام
استعجب ادم وسأل الخدامه هو فيه حد دخل القبو!؟
الخدامه قالت معرفش يا بيه، اصل الكهربا قطعت امبارح مده طويله، حتى الانسه ماجى كانت خايفه ونزلت عندى، بعدين طلعت
اكمل ادم لفافة التبغ وهو بيبص على باب القبو، وضع ادم أصبعه تحت ذقنه
روحى خبطى على غرفة ديلا، قوليلها ادم بيه عايزك
مشت الخادمه بطاعه وطرقت باب غرفة ديلا ومتلقتش اى رد
الخادمه /مفيش حد بيرد يا بيه
وقف ادم وطرق الباب بعنف، ثم فتحه بالقوه
الغرفه كانت فاضيه وفيه بقع طين على ارضيه الغرفه
لطخ حذاء ملتصق طينه بالأرض
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بققزتين كان ادم داخل الغرفه، نظر للسرير بهلع، ولاحظ وجود شعرات من دماغ ديلا على الوساده، ركض ادم نحو القبو، تبع أثر الخطوات الملتصقه بالأرضيه، التى قادته خارج القبو ثم توغلت داخل الحديقه متجهه ناحيت الشمال، قبل أن يصل السور البحرى وجد ادم خربشة ظفر فى جذع شجره، ثم اختفى كل شيء.
صرخ ادم على الحراس المراقبين للبوابه، وقام بتقريرهم عن أحداث الليله الماضيه
الكلام كان متطابق الكهرباء انقطعت وقبل رجوعها سمعا صوت صرخه خارج القصر فى الناحيه البحريه وحين وصولهم مشفوش اى حاجه.
ادم الكهربا انقطعت داخل القصر بس؟
الحراس، لا يا بيه الكهربه قطعت فى البلد كلها، بدل ادم ملابسه بسرعه واتجه ناحيت نقطة الشرطه، ابلغ عن اختفاء ديلا وربما تعرضها لجريمة قتل، مش معنى انها اتخطفت او سابت القصر تبقى اتقتلت شرح ضابط الشرطه لادم بضرورة مضى اربعه وعشرين ساعه قبل أن يمكنه تقديم بلاغ رسمى
والبلاغ لازم يقدمه واحد من عيلة ديلا، ابوها، امها، كون ادم صاحب عمل لا يمنحه الحق فى تقديم بلاغ رسمى، لكن ادم كان يعرف ان ديلا فى خطر، قلبه اخبره انها لن تنتظر أربعة وعشرين ساعه قبل ما يبدأو يبحثو عنه.
خرج ادم  من نقطة الشرطه بجسد مترنح، قلبه غير مستعد لفقد اخر، احس بضبابه تمر من أمام عنيه، مر على منزل والد ديلا، محمود النزواى وطلب منه أن يساعده فى البحث عن ديلا، الرجل لم يكن مهتم باختطاف بنته او حتى قتلها، كل همه كان النقود التى سيفقدها مطلع كل اول شهر، سنبحث فى الحقول اخبره ادم
سرعان ما انتشر الخبر داخل القريه، تجمع الرجال فى جماعات، الكل يرغب فى مساعدة الباشا، أمرهم ادم، سنتفقد كل حقول القريه، غيط، غيط، حقل، حقل، انطلق المجموعه داخل الحقول المبعثره، من منتصف النهار حتى هبوط الليل، لم يعثرو على اى شيء وكانت تبقت مجموعة حقول أخرى، أصر ادم على إتمام البحث داخل الحقول حاملا المشاعل، عندما انتهى كان الليل قد انتصف، عبرت خيبه عاتيه رأسه
ليس هناك جثه، ربما امر طيب، لكن الموضوع يزداد تعقيد
انصرف كل واحد من أهل القريه نحو بيته، وشعر ادم بظلمه تسكن عقله، صور متفرقه لديلا وهى مقطوعة الرأس مرميه فى اى مكان، احتسى فنجان قهوه وهو يحاول التفكير، ثم سأل الحراس، كان بيه بناء فى اخر القريه دا بتاع مين؟
مخزن انابيب مهجور يا ادم بيه، بتاع محمود ناجح
طيب يلا بينا، احنا لازم نتفقد المخزن ده!
الجو ليل يا بيه وممكن يكون خطر نروح المكان المقطوع ده
اخرج ادم مسدسه، وامرهم مفيش موقت للخوف، لازم نتحرك دلوقتى
كان المخزن قابع فى منطقه نائيه، تحيط به أشجار وحشائش تحيط به الكلاب المتشرده
وشعر ادم والحارسين ان هناك من يراقبهم من بين أفرع الذره
لكن دون حركه تذكر، هذا الشعور الذى ينتاب الإنسان عند وجوده فى مكان مهجور، واحس ادم بحركه قرب باب المدخل عندما اقترب منه، لكن عندما صوب مصباحه وجد كلب يركض، تنهد ادم، منذ لحظه تخيل انه سمع صرخه مكتومه 
دلف ادم من باب المخزن المخلع المفتوح ، اخرج استعمل ادم مصباحه  وتحرك داخل المخزن، تفقده ببطيء، كان المخزن يتكون من غرفتين وكان خالى من اى شيء سوى طاوله مكسره ومقعد منسى، لا أثر لأى حياه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اشعل ادم سيجاره وسط الظلمه، مرر عنيه على الحقول المظلمه وهو متكى على جدار المخزن، مفيش فايده فكر ادم
يلا بينا يا رجاله، سار ادم مبتعد عن المخزن ثم توقف فجأه وسأل الحارسين حد فيكم سمع حاجه؟
الحراس لا يا بيه مسمعناش حاجه، حضرتك بتسأل ليه؟
ادم /اصل تهيألى انى سمعت صوت أو صرخه؟
الحارسين / احنا فى مكان مقطوع يا بيه، فيه كلاب وعفاريت ممكن يكون صوت اى حاجه
بعد ابتعاد ادم، دلفت خطوات وجله، وقفت دقيقه فى صمت خلف المخزن، يابت الوسخ*ه كنتى هتفضحينا، قال وهو ينحنى تجاه الأرض، تحت الارض المعزوقه التى ازاحها بيده ظهر باب خشبى صغير يغلق حفره تحت الارض، فتحه ونظر خلال الظلمه، داخل الحفره كان هناك جسد ضئيل متكور على نفسه ملتصق بالطين  يتنفس بصعوبه، هبط الرجل داخل الحفره بمساعدة يديه.
ارتعش الجسد الضئيل، تراقص من الخوف، حتى بوجود شريط لاصق على فمه كان صراخه مسموع، انا حذرتك تفتحى بقك، لكنك مسمعتيش الكلام والى ميسمعش الكلام لاذم يتأدب، صح ولا ايه؟
سحب سوط كان مرمى على الأرض الرطبه ، لازم تتعلمي تسمعى الكلام وتنفذيه، ارتفع الصوت ونزل على الجسد إلى كان بيحاول يحمى دماغه بأديه، جلد قاسى لكل حته فى الجسم
اصرخى، دلوقتى تقدرى تصرخى براحتك، انا بأمرك تصرخى، 
صرخت ديلا، لكن صرخاتها كانت مكتومه، كإنها قادمه من عالم آخر، ناى عتيق فى معبد صينى نسيه الزمن، تعبت اليد من الضرب، تنهد الرجل وبدرت منه آنه، ليه بتجبرينى اعمل كده وانتى عارفه انى بحب كده؟ ليه تغرينى اضربك؟
ثم امسك بدماغ ديلا بين يديه وقربها منه،  نزع الاصق وقضم الشفتين الرطبتين كأنه يلتهم ثمرة تفاح، ثم اتبعها بقضمه أخرى أشد قسوه قبل أن يعيد الشريط الاصق مكانه
اشعل سيجاره وسط الظلام، الدنيا دى غريبه، دايما مش بتدينا إلى احنا عايزينه كأنها بتعاندنا
ثم ربت على ساق ديلا واغمض عينه يستمع لذلك الألم المكتوم الذى يشبه حشرجة عجل مدبوح، استمع له بكل كيانه سامحآ له ان يتوغل داخله ان يحتل كل انش فى صدره
ممكن انام هنا معاكى الليله؟ انا عارف انك بتخافى من الضلمه؟
لا رد / الجسد المدمى من الضرب رفض ان يرد
انت عارفه لو حد من الفلاحين قام برى الأرض هنا الحفره هتتملى ميه وانتى هتغرقى، هتموتى ببطىء ومحدش هيحس بيكى؟
ارتعش جسد ديلا من الرعب، وحاولت تحرك جسمها المتعب
ثم شعرت بألم رهيب يقطع جسدها فخبت واستسلمت وتوقفت عن الحركه.
القصه بقلم اسماعيل موسى 
عندما وصل ادم القصر كان الفجر خلاص هيأذن، صعد غرفته وحاول ينام لكن النوم مقربش منه
جلس على طرف السرير وقعد يحرق لفافات تبغ، ثم شعر بخنقه فخرج ناحيت الشرفه وقعد يبص على الحديقه
الصبح كان شأقشق، بين الأشجار لمح ادم الهره ميمى كان بتركض خلف فراشه
ثم كأنها انتبهت، بصت القطه ناحيت ادم، هزت ديلها وقفزت مختفيه بين الأشجار
وفجأه شعر ادم بحنين، ليس حنين عادى، بل حنين يدفعك للبكاء، عندما تتذكر شخص لن تقابله ابدا لانه ببساطه اختفى للأبد، مات
مسح ادم دمعه مرت خلال عنيه، رمى جسده على السرير وضغط وجهه فى الوساده ودون ان يعدل جسمه نام
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فتح ادم عنيه على طرقات على باب غرفته
ادم / مين
/انا ماجى ممكن ادخل؟
ادم /انا هنزل حالآ
ماجى / طيب هستناك تحت
نزل ادم السلم، داخل فمه لفافة تبغ، تسكن وجه باهت الملامح
وقفت ماجى لحد ادم ما قعد
ماجى /عملت ايه امبارح، عرفت حاجه عن ديلا؟
ادم /  للأسف لا، فتشنا الحقول والخربات وملقيناش حاجه
النهرده هفتش البيوت كلها
ماجى / انا اسفه انى بقول كده، لكن من كام يوم كنت نازله على السلم وسمعتك غصب عنى بتتكلم مع ديلا عن شخص واضح انه شرير اسمه الجنانى على ما اعتقد
ادم! / تقصدى محمود الجنانى؟
ماجى اه، هو ده، ليه ميكنش المجرم ده هو الى خطف ديلا؟
ادم / للأسف كل الشواهد بتأكد ان محمود الجنانى ملهش يد فى خطف ديلا
ماجى / لكن محمود هو الوحيد إلى يعرف خبايا القصر، مفيش حد غيره ممكن يتجراء ويدخل القصر
ادم / معاكى حق، انا اخضعته للمراقبه ومش هسيبه
ماجى / انا عارفه انه وقت مش مناسب، لكن لو كان وجودى ملوش لازمه انا ممكن امشى؟
ادم / بص على ماجى، متقوليش كده، ديلا هترجع ان شاء الله وهتكمل الدروس
ماجى / يعنى انت مش عايزنى امشى؟
ادم / لا طبعا
ماجى / الصراحه انا كمان نفسى اكون جنبك فى الأوقات الصعبه دى!
قلبى مش مستحمل انك تعيش التجربه دى بمفردك
ادم؟ وبصت ماجى ناحيته، خليك عارف انى معاك بكل جوارحى
اشكرك ماجى، وقت صعب فعلا، انا مضطر اخرج دلوقتى لازم اكمل بحث عن ديلا، غادر ادم القصر ومشى تجاه القريه
بكل عزم طرق ادم كل باب بيت فى القريه وتأكد ان ديلا مش موجوده فى اى بيت
لكن ديلا مخرجتش من القريه، ازاى اختفت كأنها مكنتش موجوده؟
وكانت الشرطه هى الأخرى بدأت البحث بعد تقديم والد ديلا بلاغ رسمى، بس مكنش فيه جديد، ادم فتش كل جزء فى القريه
عاد ادم للقصر منكسر، يحمل داخل صدره كل حزن العالم، تحطم الشاب المتفتح داخله وحل مكانه بقايا رجل مسحوق
مثل البتله التى قطعت من جذورها، قصد غرفته من فوره
لم يطيق الجلوس فى الرواق ولا حتى تناول طعامه
وراح يحرق لفافات التبغ بأستمرار، قبل العصر فتح باب شرفته وراح ينظر تجاه الحقول التى كانت الشمس تودعها
لمح مره اخرى الهره ميمى تتمشى داخل الحديقه، تسلقت شجره ثم قفزت على الأرض، ركضت خلف عصفوره، شرد ادم لحظات وعندما انتبه كانت ميمى واقفه على افريز الشرفه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رمقها ادم بلا مبلاه، مزاجيته كانت متعكره ولا يرغب بأى رفقه وهم بإغلاق الشرفه لكن الهره ميمى قفزت داخل الغرفه
مرت من تحت السرير ثم قفزت فوق الوساده قبل أن تمشى ببطيء ناحيت ادم
وقفت على حاجز الشرفه ونظرت ناحيت الحقول، كان بصرها مصوب على الناحيه البحريه حيث كان ادم بالأمس، قفزت فى حضن أدم، لعقت خده بعدها قفزت من الشرفه
تابعها ادم تركض شمالا حتى اختفت داخل الحديقه
ماجى / طرقت باب غرفة ادم مره اخرى، ادم مش هينفع تحبس نفسك جوه غرفتك، افتح الباب من فضلك؟
دخلت ماجى غرفة ادم، دون استأذان سحبت لفافة تبغ  من علبة السجاير وولعتها من سيجارة ادم
انت لازم تاكل، مش هينفع كده، ممكن تقع من طولك
ادم / مليش نفس اكل حاجه
ماجى / عارفه، لكن لازم تاكل عشان ديلا، انت مش هتقدر تفكر وانت تعبان كده
من فضلك، وجذبت ماجى ادم من ايده تعالى انزل معايا
ادم / مش قادر
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ماجى / قلت تعالى معايا وشدته بالعافيه
جلس ادم على الكرسى لكن ممدش ايده على الاكل
قربت ماجى منه، واكلته بايدها بالعافيه
داخل الحفره المظلمه كانت ديلا جالسه لا تعرف ليل من نهار
جنبها قطعة خبز ناشفه وقزازة ميه
علاقتها بالعالم انتهت من ساعة ما اتخطفت من القصر
كان عدى يومين، وخلال اليومين دول مبطلتش تفكير فى ادم، كانت متوقعه فى اى لحظه يفتح باب الحفره وينقذها
لكن ادم موصلش وكل ليله بتتعرض لعقاب قاسى من الضرب
أصبح انفتاح باب الحفره مرعب بالنسبه ليها، يا ترى يا ادم بتعمل ايه دلوقتى؟
ارجوك اوعى تنسانى او تسيبنى هنا، انا كنت عايشه عشانك
قبلك مكنتش حاسه بطعم للحياه، انت الى خلتنى احلم
إياك يا ادم تكون منحتنى فرصه للحلم بعد كده تتخلى عنى
وكانت واثقه ان ادم بيدور عليها وانه فى لحظه سيظهر هنا فوق الحفره، لطالما فكرت ديلا فى تلك اللحظه، وكيف انها ستقفز فى حضن ادم وتطلب منه أن لا يتركها ابدا
انفتح باب الحفره، بس مش ادم إلى ظهر، لاح وجه قبيح ولئيم جعل جسد ديلا يتكرمش من الرعب
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقبل ان يتحرك الرجل سمع صوت خبطه أكبر، مما زاد القلق فى صدره، المكان مقطوع يعنى لو فيه حد جاى هنا اكيد مش ناوى على خير
وهو يحمل سلاحه فى يده دار حول المخزن وكان يسير ببطئ لأن الظلام كان يعانده، كانت أرض المخزن فاضيه مفيهاش حد، تنهد الرجل واستعد للعوده إلى المخزن، فى تلك اللحظه سمح حركه أخرى قريبه بين الحقول
وظن انه لمح شيء يتحرك، ربما طيف رجل منحنى، سار الرجل بثبات خلف صوت الحركه التى كلما اقترب منها ابتعدت عنه، وكان هناك أثر دعس للنباتات، أكثر من ربع ساعه والرجل يتبع الحركه حتى توقف الصوت فجأه، وصل الرجل للطيف او الخيال الذى ظن انه رآه، وجد شيكاره بلاستيكيه داخلها حجر متروكه وسط الزراعات
مين الى عمل في المقلب ده؟
وقصده ايه؟
ثم تذكر انه ترك سجينته داخل المخزن، وان ديلا لم تكن مقيده فى قدمها وانها ربما تكون هربت الآن
رجع الرجل راكضا نحو المخزن، خوفه من خطر يتربص به انساه مهمته الاصليه
كان باب المخزن مفتوح كما تركه وديلا غير موجوده، اطلق الرجل لعنه طويله
المره دى لما امسكك مش هرحم امك، دا إلى بيحصل لما تدى النسوان الامان بيطيرو زى الحمام
كان أمامه أكثر من طريق وعليه ان يختار واحد منهم
وكان يعرف أكثر ان ديلا مقدرتش تبعد عن المخزن وان جسمها ضعيف من الجوع ولو فكرت تجرى هتقع من طولها
استبعد الناحيه البحريه لانه وصل منها للتو، إلى الغرب يقع القصر
والى الجنوب القريه، طبعا ديلا هتركض ناحيت القصر
اخرج الرجل مصباح كهربائى واضأه سبعة مرات فى كل اتجاه
وكانت هذه إشارة وقوع خطر او هرب ديلا وكان على كل من يراها من اتباعه ان يهب للنجده
وخلال دقائق كانت طريق القريه مراقب، القصر مراقب، المناطق إلى ممكن ديلا تلجاء إليها، ثم ركض الرجل تجاه القصر بكل سرعته.
نهضت ديلا إلى كانت منبطحه على الأرض خلف المخزن ولسه متحركتش، انا قلبى كان هيقف من الرعب، احنا ليه استخبينا هنا يا ميمى؟
ميمى / لانه اخر مكان ممكن يتوقع اننا فيه
دلوقتى لازم نجرى بسرعه وحذر من غير صوت
كانت ديلا بتركض جنب ميمي، انا تعبت من الجرى يا ميمى مش قادره اخد نفسى
ميمي بصرامه كملى جرى الناس دول مش كويسين وممكن يقتلوكى
ديلا / طيب احنا ممكن نجرى على القصر؟
ميمى/ مش هينفع تروحى القصر ولا حتى اى بيت فى القريه
كل الأماكن مراقبه
ديلا / امال احنا رايحين على فين؟
ميمى / رايحين بعيد عن الشر، مكان ميقدروش يوصلولك فيه
شايفه، الاضواء إلى هناك دى كلها بتدور عليكى، الظاهر انك مهمه وانا معرفش
ودلوقتى من فضلك أجرى من غير كلام، انا فقدت سنتى عشان انقذك
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
واصلت ديلا الركض شمالا وميمى تشجعها، عبرت حقول وغيطان وطرق ولم تتوقف عن الركض، خرجت من أرض حزام القريه ودخلت نطاق أرض أخرى وهى راكضه تلهث من التعب، الرعب إلى كان جواها، خوفها من القبض عليها مره تانيه كان مديها القوه تواصل الركض
إلى أن وصلت ديلا منطقه خاليه تحيط بها الأشجار، جلست على الأرض مش قادره تتنفس خلاص ، اه تعبانه اووى، ريقى ناشف هموت من العطش
كانت تسأل ميمى الى اختفت فجأه، انتى فين يا ميمى؟
تأكدت ديلا ان ميمى رحلت، وشعرت انها لن تراها مره اخرى
تلفتت حولها كان المكان مظلم، لكن فيه بعض الضوء من أعمدة الاناره واصل عندها، مشيت بضعف لحد ما وصلت زير مربوط فى شجره، شربت كوز ماء، اتنين لحد ما روت عطشها 
ورجعت بين الأشجار فردت جسمها إلى يدوبك لمس الأرض ونامت نوم عميق.
القصه بقلم اسماعيل موسى 
لمح ادم من شرفته ضوء المصباح وسط الحقول، كان شيء غريب وادرك ان هناك حاجه بتحصل
وبسرعه توصل ان المصباح جوار المخزن المهجور الذى تفقده اول أمس، هناك حيث دق قلبه بسرعه وشعر انه سمع صرخه مكتومه
ودون أدنى تردد سحب نفسه وخرج من القصر، اخترق الزراعات وتلطخت ملابسه بالطين، بعد أن ومض المصباح عدت مرات اختفى ولم يظهر مره اخرى، وصل ادم مكان المخزن، بقايا مطر اوحل الحقول والطرقات، تفقد المخزن مره تانيه ومكنش فيه حاجه، ثم سمع مواء قطه قادم من خلف المخزن، مجرد هر متشرد، فكر ادم ، ومر خلف المخزن ولمح الهر، ميمى انتى ايه إلى جابك هنا وسط الزراعات؟
وليه بتنبشى باقدام الأرض؟
لاحظ ادم ان الارض تحت ميمى معزوقه وان هناك باب خشبى مفتوح
تقدم ادم ناحيت الحفره ونظر داخلها، ثم غمره الحزن والألم
كل شيء داخله اخبره ان ديلا كانت محبوسه هنا، ترنح ادم من الصدمه، كان قريب جدا منها رغم كده مقدرش يعثر عليها
طيب هى راحت فين؟
قتلوها المجرمين؟
أطلقت ميمى مواء وركضت تجاه الشمال
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ظل ادم واقف دقيقه يستوعب ما حدث للتو، يشغل باله سؤال واحد
اين ذهبت ديلا؟ ما الذى احضر الهره ميمى هنا؟
همهم ادم، ديلا لم تقتل، لم تهرب خارج البلده، لم تهجره كما ادعت الانسه ماجى
ثم صفع خده بالقلم،  ظلمت ديلا مره قبل كده لما شكيت ان فيه علاقه بينها وبين البستانى، وامبارح كلام ماجى كان بيدور فى عقلك.
لن افقدها مره اخرى، همس ادم لنفسه، سأفعل المستحيل من أجلها، حتى لو كانت مش بتحبنى لازم انقذها
ثم ركض خلال الزراعات فى الاتجاه إلى مشيت فيه ميمى
واستمر بالركض بكل قوته حتى انتهت حقول القريه
 انت مجنون يا ادم؟  كان لسه سامع مواء ميمى، بتجرى ورا قطه؟
اشعل ادم سيجاره وجلس خلال الوحل واضعا يده فوق رأسه
ثم عاد بجسد مهزوم نحو القصر، جمع الحراس وامرهم ان يفتحو عنيهم، وزعهم على جهات القصر الاربع
اذا كانت ديلا قدرت تهرب من الى خطفها اكيد هتيجى القصر، لازم يكون موجود لحظة ظهورها.
الرجل /ديلا هربت يا هانم
الانسه ماجى / غبى، طول عمرك هتفضل غبى، هتبوظ كل حاجه، اسمع ورفعت ماجى ايدها، البنت دى مش لازم توصل القصر انت فاهم؟
ادم قرب يقع خلاص، لسه داخله بعض المقاومه، انا عايزه اليأس يغمره، الاحباط يمشى فى اوردته، ساعتها بس هقدر اسيطر عليه، وانت طبعا عارف دا معناته ايه؟ هتتمرغ فى الفلوس.
الرجل / حاضر يا هانم، اوعدك لو لمحت طيفها هقتلها
الانسه ماجى / عشرة أيام، لازم تحاصر القصر عشر ايام ومتسحمش لديلا تدخله، دا الوقت إلى انا محتاجاها 
الرجل / حاضر يا هانم
دلف ادم داخل القصر بيأنب نفسه، كان قريب جدا منها، ديلا كانت قربه، حتى لو مقدرش يشوفها او يسمع صوتها، قلبه كان حاسس انها عند المخزن ، وقعد ايده على خده مش عارف يعمل ايه
ماجى / مالك يا ادم فيه ايه؟ شكلك متغير
ادم!/ ديلا كانو حبسينها فى حفره عند المخزن المهجور انا شفت الحفره بنفسى
ماجى / ولقيت ديلا؟
ادم / مكنتش موجوده للأسف
ماجى / ادم متقولش الكلام ده لأى حد ليفتكرك اتجننت
حفرة ايه إلى ديلا كانت محبوسه فيها
ادم /  انا متأكد وكمان ميمى كانت هناك
ماجى /. ومين ميمى دى كمان؟
ادم / القطه إلى كانت ساكنه فى القصر
ماجى / حطت ايدها على دماغ ادم، سلامتك يا روحى، انا بدأت اقلق عليك بجد
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
الفلاحين بيعملو حفر وسط الحقول عشان تمتمص الرطوبه والملح
انت لو رجعت وركزت هتلاقى اكتر من حفره وسط الحقول
ادم / مستحيل، انا عايش هنا من زمان واول مره اشوف حفره وسط الزرع
ماجى / لا انت بقيت غريب خالص، بو عايزنى اطلع معاك دلوقتى ونروح هناك هتشوف ان كلامى صح
ادم / بقلك مستحيل
ماجى / طيب اتفضل امشى معايا، بس اوعدنى لو طلع كلامى صحيح هتنسى كل الأوهام ديه
مشى ادم مع ماجى ووصلو المخزن وفعلا لقى اكتر من حفره عند المخزن
ولما مشى وسط الحقول لمح حفر تانيه مبعثره وسط الزرع
ماجى / صدقت بقا يا سى ادم؟ يلا بينا نرجع القصر، انت لازم تسيب نفسك ليا خالص
رجعو على القصر وبعد ما اكلو، ماجى قالت، انا كلمت دكتور نفسى واخدت معاه ميعاد، انت لازم تتعرض على دكتور نفسى
ادم / انتى بتقولى ايه؟. انا مش مجنون
ماجى / يا حبيبى دا إجراء روتينى عشان تطمن على نفسك
محدش يقدر يقول انك مجنون
طيب بص وحضنت ماجى ادم، انا هجيبه هنا يبص عليك ويمشى، عشان خاطرى وافق
رضخ ادم لرغبة ماجى، كان حاسس فعلا ان دماغه هتنفجر وفيه تخيلات كتيره ماليه عقله
القصه بقلم اسماعيل موسى 
وصل الطبيب النفسى قبل المغرب، ازيك ادم بيه، ممكن اعرف حضرتك بتعانى من ايه؟
ماجى / تهياؤت وتخيلات يا دوكتر، الصراحه ادم بيمر بظروف صعبه، فيه شخص عزيز عليه اختفى وادم بيحمل نفسه المسؤليه
تصدق يا دكتور انه تخيل ان الشخص دا كان محبوس فى حفره وسط الحقول؟
رفع الدكتور ايده لا دا كده يبقى فيه مشكله فعلا
ادم / انتم مش فاهمين حاجه، ميمى كانت هناك، ليه ميمى هتسيب القصر وتقعد وسط الزراعات؟
الدكتور! / طيب ممكن اتكلم مع ميمى شويه
ماجى / ميمى دى قطه يا دكتور مش انسان
الدكتور بصدمه / سيد ادم انا شايف انك بتختلق امور وأشياء 
دا كله وهم يا سيد ادم
انا هكتبلك شوية مهدأت لازم تمشى عليها وان شاء الله هتشعر بتحسن
بعد ما الدكتور ما مشى، ماجى / شفت بقا انا كان عندى حق ازاى!؟
ادم بحزن / انا متشكر يا ماجى مش عارف لولا وجودك كنت عملت ايه!
ماجى / متقولش كده يا ادم انا دايما موجوده عشانك، يلا اطلع استريح وانا هبعت اشترى العلاج
طلع ادم غرفته، تمدد على السرير بضعف وكأبه، ماجى غطته
قعدت على جنب السرير، مشت ايدها على جبهته بحنيه، رفعت جسمها وقعدت جنبه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كما أن لكل شيء بدايه له نهايه أيضآ، قد تكون غير مرضيه ولا ترتقى لتوقعاتنا، لكن الأمر يقع على عاتقك، انت، ماذا كنت تتوقع من حياه عبثيه غير منصفه تسحق الأحلام؟؟؟
كان ادم الفهرجى يأكل ويشرب ويدخن لكن عقله كان غائب عنه،، كأنه جسد ترك روحه فى مكان ما، مثل قبيلة الناهاتوك التى ترتحل ارواحها ليلا. 
ابتلع ادم جرعة الدواء، الحبوب التى وصفها الطبيب، مهدئات أعصاب، ديلوكسبرين ٤٠ MG، السيروتونين والدوبامين، سيتالوبرام، ابتلع كل الإقرص دفعه واحده
 ثم اشعل سيجاره، كان جالس تحت لوحه قديمه، لياكونسان، رسمه لبحار فى قارب صغير تلتهمه موجه عملاقه لها مخالب بشريه، فى خلفية اللوحه شمس آفله حمراء داميه، ضباب وطيور سوداء
تنهد ادم، كلما نظر لتلك اللوحه شعر بالضعف والضياع، حتى تلك اللحظه لم يستطع ادم الفهرجى ان يفهم  لما قد يحتفظ الإنسان بشيء يشعره بالحزن والضياع؟
منذ فتح ادم عنينيه وقد قرر ان يقوم بجولة بحث أخرى داخل القريه، عليه ان يتأكد ان ديلا لم تظهر بعد، نهض ادم وقد شعر بصداع فى رأسه كأن دماغه انشطرت نصفين، ومنشار يقطع عظامه، عبر دروب القريه وطرقاتها، كان يعرف ان لو ظهرت ديلا، الخبر سينتشر فى كل مكان، كانت الحياه طبيعيه داخل القريه، لا تشعر ان واحد منهم فقد ابنته وربما تكون قتلت
الغريب ان الحزن يأتى فجأه لكن فى الغالب لا يستمر الا يومين قبل أن تعود الحياه لوضعها ويقنع الإنسان نفسه ان لا فائده من الحزن وان الحاضر يستحق كل تركيزه
ترك ادم منازل القريه واخذ الطريق الذى يمر بين الزراعات والذى اوصله للمخزن القديم
جلس هناك متكاء على الجدار واشعل لفافة تبغ، هناك شيء غريب يحدث له
جسده يعانده، عقله يعانده، وخدر مائع يسرى فى عروق جسمه، بعد أن أنهى السيجاره نظر تجاه الشمال
الليله الماضيه عبر كل تلك الحقول حتى وصل نهاية القريه
ركض خلف الهره ميمى حتى تقطعت انفاسه ، معتقد ان القطه كانت تجرى من أجل غايه او هدف، ورغم عنه ابتسم، ربما كانت القطه مفزوعه منى وانا الذى كنت اعتقد انها تقودنى نحو ديلا.
رفع أدم عينيه نحو السماء، سماء صافيه بلا سحب، شمس لطيفه شعاعها لا يؤذى العين، ثم دون تفكير، سار نحو الشمال متتبع خطوات الليله الماضيه، ان كان هناك سر علي اكتشافه اعتقد انه الوقت المناسب، مالت الشمس نحو الغروب عندما وصل نهاية حقول القريه، مثل المره الماضيه توقف ادم الفهرجى لحظه مثل الليله الماضيه، اخرج سيجاره، اشعلها وهو يتأمل الخضره الا متناهيه أمامه، عبرت عينيه حنطه ونعناع وكركديه وبرسيم قبل أن تعود اليه محمله بعبق الطبيعه، امامه كان يمتد حقل بصل وعند نهايته مجموعه كبيره من الاشجار، سار ادم بين البصل حتى وصل طريق ضيق، إلى جواره منطقه خاليه تحيط بها الأشجار على شكل دائره، وجد الهره ميمى جالسه هناك، ثبت ادم فى مكانه
انتى قطعتى كل المسافه دى كلها ليه يا ميمى؟ انا منبه على الخدامه انها تحطلك الاكل والشرب اول ما تشوفك
ليه هربتى من القصر؟
وكان ادم يشعر بالحزن والانكسار لانه قطع كل تلك المسافه دون جدوى، انحنى ادم يحضن ميمى ويرجعها معاه
لكن ميمى، رفضت، قفزت بعيد عنه واختفت بين الأشجار
اطلق ادم ابتسامه ميته، واحده من العبثيات الا متناهيه الى بتحصل معاه
استدار ادم فى طريق العوده نحو القصر بقلب محطم وأشلاء جثه متحركه، وكان الصداع لسه ماسك دماغه، وحاسس بوهن وضعف مش عارفله سبب
اول مره يحصله كده، وتوقع ان جرعات العلاج هى السبب فى إلى بيحصله لانه عقله كان احيان بيهرب منه
وصل ادم القصر وبعد ما اخد حمام، تناول طعامه مع ماجى
وكان ادم بيتأمل ماجى بطرف عينه، لم يؤثر عليها غياب ديلا لا من قريب ولا من بعيد
وكانت ماجى منشرحه بتاكل بسعاده، ممرره يدها بين أصناف الطعام المتعدده
ماجى / انا بعت جبت خدامين جداد يا ادم لو مكنش دا يضايقك؟
ثبت ادم عنيه على وجه ماجى وشعرت هى ان ادم يحاول اختراق عقلها، ثم ابتسم بسخريه، قبل ما يبص على الاكل
واضح، مفيش مانع
ماجى / وبعت كمان اجيب مدبرة منزل، هى مش صغيره، ست اربعينيه وهتعجبك خالص انا متأكده، اصل القصر كبير اوى ومحتاج خدم وحشم، انا مش عارفه انت كنت عايش فيه وحدك ازاى؟ انا بعمل كل دا عشانك ياريت متحرجنيش وتقول هى مفكره القصر بتاعها ولا ايه؟ 
اكتفى ادم بأبتسامه بدت لطيفه وقال عادى
ماجى / يعنى ابعت اجيبها؟
نهض ادم، مفيش مشكله، انا طالع انام
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ماجى /  تنام ازاى انت لازم تاخد العلاج، تنهد ادم، اه العلاج، طبعا لازم اخد العلاج وكان وجهه قاتم مثل الموت
وضع الأقراص فى ايده وبلعها، كده كويس؟
ماجى / كويس جدا، بالشفا ان شاء الله
                   اختفى ادم داخل غرفته واغلق الباب
ماجى / ها عملتو ايه!؟
الرجل / لفينا البلد كلها يا هانم مفيش اى أثر ليها، يمكن أكلها ديب او قطعتها الكلاب
ماجى / انا مش عايزه أخطاء خالص، اى غلط هيكون عقابه موتك، انا مش جايه اهزر هنا
لازم تاخد بالك لان ادم النهرده مكنش مريحنى، كلامه وطريقته قلقتنى شويه، لكن متخفش الخطه ماشيه كويس
يومين ولا تلاته ومش هيحس بنفسه خالص
الرجل /دا يوم المنى يا هانم، اليوم إلى بستناه من زمان ومستعد ادفع حياتى قصاده
ماجى / امشى دلوقتى، مش لازم اى شخص يشوفنا مع بعض
الرجل / وهو يبتعد حاضر يا هانم
ماجى / انتظرت دقيقه حتى اختفى ظل الرجل ثم دلفت داخل القصر. 
أغلق ادم الفهرجى ستائر الشرفه المشرعه وعاد لسريره مره اخرى
غرق ادم فى النوم وكانت تنتابه احلام مزعجه تجعله يستقيظ مزعور، طيف فتاه ميته وهو واقف من بعيد ضام يديه نحو صدره، استيقظ ادم صباح اليوم التالى بجسد متعرق، ذهن ضبابى ومزاج متعكر
هبط درجات السلم وطلب فنجان قهوه، وعندما تأخرت الخادمه صرخ وهشم الفنجان على الأرض
ركضت ماجى واحتضنته واعتذرت للخادمه الجديده، معلهش اعصابه تعبانه شويه
اهدى يا حبيبى، اهدى يا ادم من فضلك، انا هعملك فنجان قهوه بأيدى
داخل المطبخ صنعت ماجى فنجان قهوه وقدمته لادم
انا مش عارف مالى، قال ادم وهو حاطط ايده على دماغه
انا عمرى ما كنت كده
ماجى/ انت اكيد ما اخدتش العلاج انا هجييهولك فورا
وضعت ماجى فى يدها  قرص هالوبيريدول وقرص لانزابين وقرص ريسبيريدون  وضعتهم فى يد ادم وقربت منه كأس ماء
لاحظ ادم تغير أقراص الدواء رغم ذلك ابتلع الجرعه بلامبلاه متناهيه
ماجى / انت هتبقى كويس دلوقتى
ادم / بزعيق، هبقى كويس ازاى وانا حاسس نفسى عايز انام وانا لسه فاتح عنيه ؟
ماجى / معلهش استحمل يا ادم شويه، اول ما الجرعات تخلص هتبقى كويس
هبقى كويس ردد ادم الكلمه كأنها اغنيه او لحن تائه يحاول تذكره.
فتحت ديلا عنيها الصبح، أشعة الشمس لسعت عنيها، لقيت نفسها نايمه وسط الشجر، اخر حاجه فاكراها ان ميمى سبتها امبارح بعد كده رجعت صحتها من النوم وقالت ان ادم قريب منها، لحظتها ديلا اتحركت تجرى على ادم، لكن ميمى قالت هو خلاص مشى، وذهابك خلفه دلوقتى فيه خطر كبير، القصر متراقب وطرق القريه مراقبه كمان، نامت ديلا بعدها وصحيت الصبح، ميمى مكنتش موجوده، وطبعها محدش يعرف ميمى بتفكر فى ايه
خلف المواشى كان الفلاحين يركضون نحو المراعي، نساء ورجال واطفال
قعدت ديلا شويه تبص على الناس، ثم تحركت نحو اول منزل شافته، كان بيت بعيد عنها لكن كان اقرب بيت بالنسبه ليها، بيت طينى قديم الدخان لطخ مقدمته، مسقوف بالخوص، خبطت ديلا على الباب واستنت اى حد يفتح، لكنها سمعت صوت بيقول ادخل
كان صوت ست كبيره، ديلا من ورا الباب انا غريبه يا حجه
الصوت / اتفضل ادخل
دخلت ديلا البيت لقيت ست عجوزه نايمه على حصيره من القش
الست رفعت ضهرها اعذرينى يا بنتى مريضه ومش قادره اتحرك
ثم تأملت المرأه ديلا ودخلت قلبها من اول نظره
ديلا / انا اسفه لكن انا جعانه محتاجه اكل
المرأه، وماله يا بنتى الناس لبعضيها، فيه عيش فى القفه
طلعيلك بيضتين واكسريهم فى الطاسه، اعتبرى البيت بيتك
انا والله لو قادره اتحرك لاعملك كل حاجه لكن زى ما أنتى شايفه الحمد لله على كل شيء
حضرت ديلا الاكل وقعدت على الأرض تاكل جنب الست، انا غريبه يا عمه مش من هنا
الست، متحكيش يا بنتى لو مش عايزه تحكى
لكن ديلا ارتاحت للست وبدأت تحكى ليها إلى حصل معاها
القصه بقلم اسماعيل موسى 
وصلت مدبرة المنزل، ماجى كانت فى انتظارها، امرأه أربعينيه بوجه صارم، حاد الملامح، ادم تعرف عليها والخدم كلهم
بعد ما ادم ما طلع غرفته
ماجى!/ ها ايه رأيك؟
مدبرة المنزل نرجس بصوت حاد، مش ادم إلى مخوفنى يا ماجى
ماجى /  امال مين ؟
بصت نرجس ناحيت النافذه وشاورت بايدها، ميمى كانت قاعده فوق الشباك، نرجس قالت الخوف من دى
قفزت ميمى مبتعده عن النافذه برعب
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ماجى / انا جبتك هنا عشان ادم، تقوليلى قطه؟
نرجس / بعيون مفتوحه كأنها بلا حواجب او رموش، الخطر هناك وفضلت مشاوره على النافذه إلى هربت من عندها القطه ميمى
ماجى / لو كان دا هيعطلك، ابعت حد يقتلها او يضربها بالنار
نرجس / بغموض انتى مش فاهمه حاجه
ماجى / نرجس بقلك ايه، انا مش فاضيه لكلامك ده، انا جبتك عشان ادم، ادخلى القبو  وابدأى الشغل، زى ما اتفقنا انتى وعدتينى تضيعى عقله
نرجس / لازم نتخلص من القطه فى الأول
ماجى / بغضب اسمعى بقا يا نرجس، اوعى تفتكرى ان شغل البيضه والحجر دا هياكل معايا؟ 
نفذى إلى امرتك بيه وخدى مصلحتك واتكلى على الله
نرجس / انتى شايفه كده؟ وبصت على ماجى بصه مرعبه نشفت الدم فى عروقها، نرجس مش بتهزر، نرجس هتنفذ المطلوب ولو حصل اى حاجه انا مش مسؤله
ماجى بقلق /  ايه؟ هو الموضوع كبير للدرجه دى؟ انا كنت فاكراكى مخضرمه، خايفه من قطه؟
نرجس / دى مش قطه عاديه، انا حاسه بكده، انا شاكه ان فيه روح ساكنه القطه دي
ماجى /، كفايا تخاريف يا نرجس؟ اتصرفى مع ادم وسيبى اى حاجه تانيه ورا ضهرك
نرجس / الحجات إلى طلبتها جاهزه؟
ماجى / هتلاقيها فى القبو هناك 
نرجس / مش عايزه اى شخص يدخل عليا مهما حصل، مهما سمعتم من اصوات، محدش يدخل غير لما افتح باب القبو بنفسى
دخلت نرجس جوه القبو وطلبت من ماجى تقفل عليها من بره بالمفتاح، داخل القبو القت نرجس حبه حمراء داخل ماجور من الفخار ثم اشعلت بخور حبهان وناترنجه، غمضت عنيها وتمتمت، طلعت ريشة فرخ غراب ورمته جوه الوعاء
ارتفع الدخان الملون وبدأت همسات تأتى من بعيد، وضعت يدها داخل كيس وقبضت على امعاء متعفنه وخلطتها مع الحبه الحمراء، انبعثت ريحه متعفنه، الهمسات بقيت اكتر وضوح، مدت ايدها وجابت عضمه ملفوفه فى قماشه، هرستها حتى أصبحت ذرات صغيره وبعثرتها داخل الوعاء، راح الدخان يتماوج ليشكل ما يشبه طيف بشع مرعب يتلوى مثل الحيه لونه اسود كالح، بمستوح لاستوحكفغ سينان خورىسغ.
روت ديلا حكايتها للمرأه التى كانت تستمع لها بأهتمام دون أن تقاطعها وكانت تذكر الله كل بضع دقائق
المرأه / احمدى ربنا انه نجاكى من الناس دول يا بنتى
ثم صمتت المرأه طويلا، مسألتيش نفسك هما بيعملو كده ليه؟
ديلا / انا عارفه محمود الجنانى ده، كان عايز يتجوزنى وانا هربت منه
المرأه، رغم كده مقتلكيش، خطفك وحبسك، واختار يبقى عليكى حيه مع انه كان ممكن يقتلك زى ما قولتى
ديلا / اصل انا هربت منه
الست / انت فعلا بنتى طيبه وبريئه، لكن الموضوع كبير، الناس دى عايزه حاجه تانيه
اسمه ايه البيه إلى كنتى عايشه فى القصر بتاعه؟
ديلا / اسمه ادم الفهرجى!!
انفتح فم المرأه وشردت بعنيها لبعيد، ربنا يحفظه يا بتى، ادعيله ربنا يحميه من الشر
ساعدينى يا بنتى، انا عايزه اقوم اتوضا واصلى، ساعدت ديلا المرأه وقعدت تبص عليها وهى بتصلى
ولقيت وقت تمسح البيت من الداخل بمحتوياته القليله
حصيره، مصطبه، كانون، طبليه، وابور، طشت، كنكه، مجموعه من الاوانى
عبايات قديمه متعلقه فى مسامير مدقوقه داخل الجدار
وظلت المرأه تصلى فتره طويله حتى ظنت ديلا انها ربما سهت او شردت
انهت المرأه صلاتها وكان لها وجه وقور يشعرك بالطمأنينه
ديلا / شكرا يا عمه انا لازم ارجع القصر، ادم هيقدر يحمينى
المرأه / مسحت جبينها بيدها، ازاى انسان يقدر يحمى انسان وهو محتاج للحمايه؟، رجوعك للقصر خطر كبير
ديلا / خطر ولا مش خطر انا لازم ارجع مش هفضل بعيده عن القريه كل ده
المرأه/ رجوعك مش هيساعد ادم دلوقتى، رجوعك ممكن يتسبب بهلاكه
ديلا / انتى بتقولى ايه يا عمه، انتى لسه تعبانه صح؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اش عرفك انتى القصر والخطر، انا الى كنت بحكيلك
المرأه / كل إنسان بيختار طريقه وبيمشى فيه للنهايه يا بتى
انا مش هقدر امنعك، انتى حره
طلعت ديلا من البيت مقرره تروح القصر ومشيت فى الطريق إلى بيوصل بين القريتين
هبط  ادم من غرفته، وجهه قاتم وعنيه مكسره، كان ماشى بيترنح، ماجى قابلته على السلم، انت كويس يا ادم؟
الحمد لله أجاب ادم بضعف
اقعد لحظه واحده واجيبلك العلاج، مشت ماجى على المطبخ واحضرت أقراص الدواء
وضع ادم الأقراص فى كفة ايده وبص عليها بسخريه، ثم اطلق ضحكه باهته وتحولت عنيه للون الأحمر
انا فين؟
انت فى قصرك يا ادم،  سلامتك يا روحى
ادم /ودا علاج ايه؟
ماجى / العلاج إلى كتبه الدكتور 
سمعت ماجى طرقات على باب القبو، وشها اتغير ادم لاحظ كده، قامت فتحت الباب وخرجت نرجس
جسمها كان كله عرق ووشها اصفر مثل ليمونه
ادم بشرود مين دى؟
ماجى / دى نرجس إلى كلمتك عليها مدبرة المنزل الجديده
ادم / وكانت بتعمل ايه فى القبو؟
ماجى / كانت بترتب القبو وبتنضفه انا نسيت وقفلت الباب عليها
ادم / شكلها مريب كده ليه؟
ماجى بضحك / كانت شغاله يا ادم عايز شكلها يبقى ايه يعنى؟
ثم شرد ادم وتوقف عن الكلام، انا هخرج الحديقه
ماجى لنرجس / ها عملتى ايه؟
نرجس! /  ما أنتى شايفه بعنيكى اهو، عقله ضايع ومش عارف حاجه
ماجى / يعنى العمل اشتغل
نرجس / اشتغل ودلوقتي تشوفى بعينك
لحظات وسمع صراخ ادم فى الحديقه، ثم دخل القصر راكضا يطلب النجده، ابعدوهم عنى، عايزين يقتلونى
ابعدوهم عنى، ابتسمت نرجس وهمست لماجى، مش قلتلك!!
حضنت ماجى ادم وخدته على غرفته، سابته نايم على السرير ونزلت
طلبت فنجان قهوه وولعت سيجاره وابتسمت بسخريه وهى حاطه رجل على رجل
صفحة الكاتب على الفيس بوك باسم اسماعيل موسى 
اخيرا؟ ياه انا استنيت اليوم ده كتير اوى، اشتغلت فى مراكز دروس معفنه، فى بيوت رجال متحرشه ، شربت المر لحد ما وصلت هنا، وسرح عقلها فى الماضى، ورأت نفسها فتاه عشرينيه تقف جوار صديقتها تلا ابنة رجل الأعمال على بدران، ادم نازل من عربيته وهى على وشها ابتسامه بريئه
تلا / انتى بتضحكى ليه كده اوى يا ماجى؟
ماجى بخجل / ادم هنا عندكم
تلا / ادم على طول هنا، ماجى!؟ انتى معجبه بادم؟ تكونيش بتحبيه؟
ماجى بخجل / بلاش الكلام دا يا تلا
تلا / شكلك بتحبيه بجد
ادم؟ ادم؟ صرخت تلا على ادم فتوقف عن السير، شايف يا سيدى صحبنى ماجى بتحبك!!
نظر ادم تجاه ماجى، مكنتش بتربطه بيها صداقه او حتى كلام، حتى انه لم يتذكر انه رأها فى يوم ما
مجرد شخص نكره لا اصل له ولا يعرفه
دى ماجى مين؟
تلا / ماجى صاحبتي، بنت البستانى، وشعرت ماجى ان الكلمه شقتها نصفين، وانها صغيره ومتقزمه، وتمنت ان الارض تنشق وتبتلعها
ادم / لكن انا بحبك اننى يا تلا
تلا /بضحك أصلها متعرفش انك هتخطبنى
اشتعلت حريقه فى صدر ماجى عندما اولاها ادم ظهره بلا اهتمام كأنها حشره 
او شجره من التى يشذبها والدها فى أرض الحديقه ، وقفت ثابته تنظر تجاه ادم وتلا التى تحيط وسطه بيديها والغيره تتلوى فى صدرها، وحتى بعد طول تلك السنين، عرضت عليه نفسها أكثر من مره ورفضها، تنهدت ماجى، لازم مصيره يكون زى مصير حبيبته 
نرجس  / انتى روحتى فين يا ماجى ؟
ماجى  / فيه ايه يا نرجس
نرجس / اصل شايفاكى سرحتى لبعيد اووى؟
ماجى بتكبر، مفيش، كنت سرحانه شويه، وتركت مكانها وخرجت من القصر
مشت تجاه بوابة القصر الرئيسيه وهى تتلفت حولها كان هناك شخص ينتظرها خارج القصر
القصه بقلم اسماعيل موسى 
ترك ادم سريره، فتح  ستارة الشرفه لكن ليس بصوره كبيره، نظر من خلال الشرفه وفى فمه لفافة تبغ يحرقها بين أسنانه ونظره مصوب على بوابة القصر، ظل ثابت فى مكانه حتى عادت ماجى وفى طريق عودتها لمحت ادم يقف خلف الشرفه
ماجى مضيعتش وقت، طلعت على غرفة ادم، لو كان شك فى حاجه لازم تعرف عشان تاخد حذرها
وجدت ادم قاعد على طرف السرير بيدخن السيجاره
ادم، انتى كنتى واقفه مع مين خارج القصر؟ ارتبكت ماجى ثم عاد إليها هدؤها أكثر قوه
 فكرت فى سرها، ادم مش عارف كنت واقفه مع مين؟
نسى الراجل إلى كان شغال فى القصر بقاله سنين طويله؟
ماجى! / مفيش واحد من خدم القصر
لم يعقب ادم، بدا انه نسى كل شيء، حتى سؤاله نسيه
ماجى يلا بقا يا ادم انت لازم تنام!؟
تمدد ادم على السرير، ماجى طفت النور وقفلت باب الغرفه
بعد ما خرجت ادم قعد فى مكانه وعلى وشه ابتسامه ساخره
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اليوم غادرت فراشى، إرتديت ملابسى، خرجت من باب القصر، قد تبدو افعالآ بسيطآ، لكن عندما تكون محبطآ، او مكتئبآ او تكاد تهزم فى صراعك مع عقلك، تصبح تلك الأشياء البسيطه، إنجازات ضخمه.
داخل الحديقه لسع ادم نسيم بارد، جلس على الأريكه، يأبى الأستسلام، اشعل لفافة تبغ، كان القمر الوليد يضئ العالم،
لكن قمره منطفى ولا يعرف طريقه، الجو ساكن يكاد يسمع أصوات الحشرات، عقله يعانده، يريد أن يدخل فى حالة سبات، لكن ادم يرغب به صاحى مستيقظ، ظهرت الهره ميمى من بين الأشجار وفتحت نرجس عينيها بقلق داخل غرفتها المنعزله.
ابتسم ادم لرؤية الهره اللطيفه ومد يده لها، لكن القطه كانت مزعوره، عينيها مثبته على باب القصر
متخفيش همس ادم، تعالى محدش يقدر يأذيكى، انتى من ريحة الحبايب، لفت القطه حول الأريكه ثم قفزت فى حضن أدم، راح ادم يداعب شعر الهره الناعم
رفعت الهره وجهها تجاه ادم ولعقت خده وللحظه لمح ادم العيون الواسعه التى ذكرته بالماضى، تدافعت الذكريات على عقل ادم وحدق بالهره، عيونها تشبه عيون تلا، همس ادم فى سره وخيل له انه للحظه رأى وجه حبيبته الميته، حاول أن يقرب الهره اكتر، لكن ميمى قفزت بفزع وهربت من حضن أدم عندما انفتح باب القصر وخرجت منه نرجس. 
تأمل ادم الهره الهاربه والتى كانت هادئه منذ لحظه، ولم يسعفه عقله بتخيل الخطر الذى دفعها للهرب بتلك الطريقه
من اول لحظه شاف فيها نرجس وهو مش مطمنلها، وجهها مريب وقاتم، نرجس واقفه على باب القصر يكاد ادم يجزم ان هناك طيف يقف خلفها
نفس ادم دخان السيجاره وزعق، فيه ايه يا نرجس؟
مستحيل همست نرجس لنفسها، إلى عملته فى ادم المفروض يخليه زى العجينه
نرجس مفيش يا بيه، ا نا سمعت حركه فقلت اقوم اطمن
ادم / متخفيش فيه حراس هنا، تقدرى ترجعى غرفتك
بوجه شاحب عادت نرجس لغرفتها، والله لاربيك، هعذبك، انت ليه مش قايم بشغلك؟
 همس فى أذن نرجس /الراجل محمى؟
نرجس / بلا محمى بلا نيله اتصرف
همس فى اذن نرجس / فيه حراسه عليه
نرجس / امال انا عملت ايه؟ دور على قرينه، شوفه مختفى فين وتواصل معاه، انا قربت ازهق وانت عارف نرجس لما بتزهق بتعمل ايه؟
لمس الصوت الهامس اذنه المقطوعه  / عارف، عارف، اوامر السيده ستنفذ
دخلت نرجس غرفتها المظلمه البارده المنبعث منها رائحه متعفنه، انت بتعمل ايه هنا؟ سألت طيف مهتز فى ركن الغرفه بعيون غاضبه ثم أخرجت ورقه ورسمت دائره داخلها ثم لطختها بالدم واحرقتها. 
قطعت ديلا مسافه لا بأس بها، منذ أكثر من ساعه وهى ماشيه فى الطريق، القصر كان بداء يظهر قدامها، روحها مبتسمه ووشها محمر، هتشوف ادم، هناك أشخاص مجرد مرورهم فى الذاكره كفيل بتصدير الفرحه.
ثم لمحت ميمى بتجرى ناحيتها قادمه من عند القصر
انتى رايحه فين؟
ديلا / رايحه القصر
ميمى /  ارجعى، مش لازم تروحى القصر دلوقتى خالص
القصر خطر، ميمى تعرف ان القصر خطر على ديلا
ديلا / هو فيه ايه النهرده يا ربى، كل ما اكلم حد يقولى القصر خطر، القصر خطر؟
ميمى / ايوه القصر خطر، ميمى تقول الحقيقه ، القصر خطر على ديلا
داخل القصر يسكن شر مقيم وأرواح شريره
ديلا / أرواح شريره؟ يعنى ادم فى خطر؟
ميمى / ادم يعرف طريقه، اتبعينى قبل ما ننكشف، انا حاسه انى متراقبه
تعرف ديلا ان الهره ميمى لا تكذب وانها انقذتها أكثر من مره لذلك تثق بها، استدارت ديلا ورجعت من حيث اتت
ديلا / خطر ايه إلى جوه القصر يا ميمى؟
ميمى / خطر على ادم، خطر على ميمى، ميمى تشعر بالألم، تشعر ان معدتها تتقطع
وصلت ديلا القريه ومكنش قدامها غير بيت الست العجوزه إلى رفقت بيها وسمحت لها بالأكل داخل بيتها
طرقت ديلا باب البيت
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
المرأه ادخلى! دخلت ديلا ودخلت وراها القطه ميمى
المرأه انتى جايبه ضيفه معاكى؟
ديلا ضيفة ايه؟ دى القطه بتاعتى
المرأه / القطط ضيوف أيضآ
نظرت المرأه تجاه ميمى ونظرت ميمى تجاه المرأه، كان مشهد غريب تلاحظه ديلا، العيون تنظر لبعضها
نهضت المرأه بتعب، ملت جردل ميه واتوضت وتركت الميه فيه
ومدت ايدها لميمى، تعالى اشربى شكلك عطشانه
شربت ميمى من الجردل، المرأه اغسلى جسمك فيه
قفزت ميمى داخل جردل الميه وغسلت نفسها
المرأه انتى رجعتى ليه؟
ديلا / فكرت فى كلامك، عندك حق واضح ان القصر خطر دلوقتى
المرأه بأبتسامه بعد ما ميمى قربت منها وقعدت تملس على جسمها، القصر خطر، كل مكان لا يذكر فيه اسم الله خطر
شعر ادم بألم حاد فى دماغه، لا يعرف إلى متى يمكنه تحمل ذلك الوجع
أقراص ادويه تغيب العقل، وألام لا يعرف سببها، ثم لم يقدر على نصب طوله، صرخ صرخه كبيره ووقع على الأرض
سمعته ماجى، نزلت جرى على الحديقه،بمساعدة الخدم وصلت ادم داخل القصر ، كان فاقد الوعى،  خرجت نرجس من غرفتها وابتسمت بسخريه
ماجى / شكله بيموت، انا مش حاسه بنبضه؟
نرجس / متخفيش  إلى عايزاه حصل
ماجى / فتحت عنيها بغضب وهمست اسكتى هتفضحينا؟
نرجس / متقلقيش هو مش حاسس بحاجه
ماجى! / الحرص واجب، اسكتى يا نرجس
نيمو ادم على السرير، وطفو النور زى ما نرجس امرتهم
غادرو كلهم الغرفه. 
بعد نص ساعه فضى القصر وكل واحد راح على غرفته
انفتح باب غرفة ادم ودخلت أقدام خايفه ماشيه على اطراف صوابعها، قربت من السرير
فتح ادم عنيه بضعف وبص على البنت
ادم / سمعتى حاجه؟
البنت بخوف، ايوه سمعت
ادم سمعتى ايه؟
البنت، روت لادم الحوار إلى دار بين نرجس وماجى
آدم / مجبوش سيرة ديلا؟
البنت /لا
آدم / محمود الجنانى قرب منك؟
البنت / ايوه محمود الجنانى على طول قريب من القصر وأحيان بشوفه جواه، بس بيجى فى وقت متأخر اووى
آدم / خلى بالك اوعى تقعى فى الاعيب محمود الجنانى  او تبعدى عن القصر
ثم صوب ادم نظره  لوجه الفتاه التى تشبه اختها حقآ، خليكى صاحيه وفتحى عنيكى، اى حاجه تسمعيها احفظيها وقوليلى عليها
البنت / حاضر
آدم / ارجعى مكانك دلوقتى  وخليكى حذره
البنت / حاضر
القصه بقلم اسماعيل موسى 
انغلق باب غرفة ادم مره تانيه، ادم ولع سيجاره، زى ما توقع
من اول ما شاف نرجس وتذكر الماضى
تذكر انه شافها قبل اختفاء تلا خطيبته، كانت دايما ماشيه معاها فى كل مكان
وجودها داخل القصر مش صدفه زى ما توقع، شرد ادم دقيقه
تمنى الا تعود ديلا القصر الان، لازال لا يعرف ما تخطط له ماجى ونرجس
لكنه متأكد انه شر، شر كبير، آدم غير مستعد لفقد ديلا زى ما فقد تلا
_______
فى مكان آخر / جلس ضابط شرطه يقلب الأوراق إلى قدامه
طرد وصله من شخص غريب فى صور لقضيه كان ماسكها زمان، قضيه فشل فى حل الغازها وكانت سبب فى نقله من مكانه وتخفيض رتبته
داخل الطرد كان فيه صور لماجى ونرجس، الضابط مسك الصور، مفيش جديد، ليه الصور دى اتبعتله دلوقتى؟
الضابط متذكر انه حقق مع الناس دى زى كتير غيرهم   ومطلعش بأى نتيجه
اتكاء الضابط على مقعده، ليه صور الشخصين دول اتبعتوله دون عن صور كل المشتبه فيهم
على ضهر صورة ماجى مكتوب افتح القضيه تانى وانتظر معلومات جديده
ولع الضابط سيجاره، مش معقول هيقدم طلب يفتح بيه قضيه عشان صورتين وصلوله؟
ترك الملف جنبه على الطاوله ونام على السرير وغمض عنيه وهو ساند دماغه بايده بيفكر
ليه الطرد وصله على البيت مش الشغل؟
________________________
فى غرفة ماجى /
ماجى / بذعر وهى بتبص على نرجس، انتى دخلتى هنا ازاى؟
نرجس / انا نرجس يا ماجى، عارفه يعنى ايه نرجس؟
ماجى / بخوف فيه ايه؟
نرجس /  حطى البنت الشغاله تحت عينك ولو تعرفى تطرديها، اطرديها
ماجى / تقصدى الخدامه إلى جايبها ادم
نرجس / ايوه هى بعينها
ماجى / عملت حاجه البنت دى؟
نرجس / نفذى المطلوب دى اوامرهم واحنا علينا الطاعه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
لكل شيء مهما طال نهايه ولكل طريق أخر ولكل روح رفيق واحد، جلست ديلا تحت شجرة صفصاف نبتت جوار مجراية مياه عذبه، كانت شارده محدقه بالحقول الخضراء الممتده  أمامها على مدى البصر، تشاهد الزرازير التى تحلق جماعات فوق رؤس سنابل القمح الحملى، وكان هناك بقايا ظل فلاحين فى غيطان بعيده يعملون بجد قبل انتهاء النهار، وطفله صغيره متعلقه بيد والدتها التى تحمل قفه مليانه بالخضار
كانت تسأل نفسها إلى متى ستظل بعيده عن القصر؟
واذا كان هناك خطر على ادم، لماذا يطلبون منها ان تظل هنا بينما ادم هناك واقع بين براثن الخطر، وشعرت انها خائنه، فالبعد خيانه أيضآ، لم تنسى ابدا ان ادم وقف امام الجميع من أجلها، وها هى ترد له جميله بالهرب والاختفاء فى بيت قديم مع امرأه تدعى ان وجودها فى القصر سيشكل خطر على ادم، لم تتمكن ديلا ابدا من فهم كيف ان وجودها جوار ادم قد يسبب خطر عليه، نزلت دموعها رغم عنها، لو طلب ادم روحها لما تأخرت عنه
لكنهم يقولون ان بعدها من صالحه، واذا كان ذلك حقيقى فأنها لا تمانع بالبقاء مشرده طيلة حياتها طالما ادم بخير
لكن البعد نار تكوى الحشى وتقطع الصدر، نار تتأجج مع كل ذكرى تمر وغمرها حزن تعيس، فى كل مره تعتقد ديلا ان التعاسه كتبت عليها وانها لن ترى ولا يوم سعيد فى حياتها
حلق طائر او قردان الى جوارها وحط فى حقل مروى يلتقط بمنقاره دود الأرض
خرجت المرأه العجوز من بيتها، افترشت الأرض وصلت، هكذا رأتها ديلا تصلى، هذه المرأه قالت ديلا فى سرها لا تفعل شيء سوى الصلاه، منذ يومين وانا اقيم معها لم أرى اى شخص يعيش معاها ولا اعرف من أين يأتيها رزقها فهى لا تعمل ولا تغادر المنزل، ثم إن طريقتها غريبه، ليست متطفله ولم تتدخل فى شؤونى، ثم هناك امر اخر ليس لها ظل.
طرقت الانسه ماجى باب غرفة ادم، سمح لها ادم بالدخول، كان استيقظ من نومه للتو، عيونه حمراء مثل الدم والصداع لم يترك دماغه
انتى مين؟
تنهدت ماجى، للدرجه دى مش فاكرنى، انا ماجى يا ادم، سلامة عقلك
آدم بضعف / اسف حاسس انى نسيت كل حاجه
ماجى فى سرها / هو دا المطلوب
جلست ماجى على طرف السرير، انا عايزه اطلب منك طلب يا ادم
آدم / اتفضلى
ماجى / عايزه اطرد الخدامه هايدى
آدم / هايدى مين؟
ماجى / الخدامه إلى انت كنت جايبها من القريه، الصراحه أصلها بنت كسوله ومش بتعمل حاجه ومن وقت ما اصابك المرض وهى مش بتعمل حاجه وعمال تتأمر فى القصر كإنه ملكها، هى البنت دى اخت شهد إلى اتقتلت؟ 
آدم /بلا مبلاه، مش فاكر، اطرديها
خرجت ماجى من غرفة ادم على وشها ابتسامه كبيره، اول ما نزلت فى الرواق صرخت، هايدى؟ هايدى؟
البنت جات تجرى ووقفت قدام ماجى، ماجى بتكبر انتى مطروده، ادم بيه طلب منى اطردك، هديكى باقى حسابك وامشى من هنا
هايدى! / والنبى يا هانم بلاش تطردينى انا محتاجه الشغل
ماجى بسخريه يلا لمى هدومك وامشى، احسن ما اطلب من الحراس يرموكى بره
هايدى! /  لا خلاص همشى يا هانم، همشى، جمعت هايدى ملابسها وغادرت القصر 
نرجس / ها عملتى ايه؟
ماجى طردتها خلاص
نرجس / ادم قال ايه؟
ماجى / ادم مش فاكر حاجه، دا كان ناسى اسمها
نرجس / غريبه إلى وصلنى غير كده، الظاهر لازم اعذبهم
كنت فاكره انها عين ادم فى القصر، لكن طالما معترضش ولا حاجه يبقى المعلومه إلى وصلتنى غلط
داخل غرفته
اشعل ادم الفهرجى لفافة تبغ، فقد عينه فى القصر، أضطر يتخلى عنها، مكنش ممكن يتمسك بيها بعد ما انكشفت
وجودها فى القصر كان فيه خطر كبير عليها، كان وعدها يلاقى إلى قتل اختها، وادم يحترم عهوده، لكن حياتها اهم من انتصاره
وفكر ادم، ماجى مش بالذكاء ده، الخطر كله جاى من نرجس
الست دى مشعوذه او ساحره، كان متأكد جدا انها الشر نفسه
سعل ادم وبصق من الشرفه وراقب هايدى وهى تغادر القصر
وقبل رحيلها لوح لها
قبل يومين ادم شرح لهايدى انها ممكن تنكشف، ولو دا حصل ممكن تنطرد من القصر، وعليها ان تنفذ ما يطلب منها دون اعتراض حتى لا يتسرب الشك لقلب ماجى او نرجس
_________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان هناك ديدان سوداء تتلوى داخل اللهب، ديدان متقيحه لكنها حيه، ونرجس مغمضه عنيها بتمتم بكلام مقلوب، ثم صرخت وبعدين بقا؟
على صرختها دخلت ماجى
ماجى / فيه يا نرجس مالك بتصرخى
نرجس / كل ما اعمل عمل يتفك
ماجى / غريبه انتى عمرك ما عملتى حاجه وفشلت؟
نرجس / مش قلتلك القطه موجوده جوه القصر وحواليه
ماجى /صبرنى يا رب، مالها القطه بقا؟
نرجس / القطه جواها روح تلا
ماجى / فتحت بقها بخوف، نرجس انتى بتقولى ايه، احنا مش خلصنا الموضوع دا من زمان؟
نرجس / احيان الأرواح المظلومه مش بترحل، بتظل فى بعد تالت بين الحياه والموت
ماجى /انا معرفش الكلام ده، انا مليش دعوه، انتى عارفه الكلام ده معناه ايه؟
عارفه محسن الهندواى لو شم اى خبر او حتى شك فينا هيعمل ايه؟
نرجس /، عارفه وهو دا إلى مخوفنى، محسن الهندواى هيفرمنا
ماجى / بغضب، انا مش مستعده افقد حياتى عشان فشلك
دى شيلتك انتى ولازم تتصرفى فيها، موضوع تلا لازم يموت زى ما هى ماتت
نرجس / لازم نتخلص من القطه، لازم نموتها، لو روح تلا بقيت طليقه انا ممكن احبسها واقضى عليها
ماجى / والقطه دى فين بقا؟
نرجس / انا بعت الخدم بتوعى لكن بيقولو انها محجوبه عنهم، الظاهر انها فى بيت انسان مؤمن
ماجى / وهنعمل ايه دلوقتى؟
نرجس / انا الى هعمل، فى منطقه معينه الخدم بيقولو انها ضلمه ومش بيشوفو فيها حاجه، انا هخرج من القصر وهروح المكان ده، انا شاكه ان القطه هناك
ماجى / ابعت معاكى غفير؟
نرجس / الحجات دى مش بينفع فيها حراسه ولا سلاح، انا هروح لوحدى
خرجت نرجس من القصر ومشت تجاه القريه المجاوره، فضلت ماشيه اكتر من ساعتين لحد ما وصلت البيت إلى جواها ديلا والقطه ميمى ، وقفت دقيقه مغمضه عنيها وفى اذنها همس مستمر، احنا مش هنقدر ندخل معاكى، لو دخلنا هنتحرق
نرجس / مش لازم ندخل، خرجولى القطه
الهمس / مش هنقدر نعمل حاجه طالما القطه جوه البيت
نرجس / قعدت على جنب الطريق، خلاص نستنى هنا، القطط مش بتقعد فى مكان واحد لازم تتحرك
بعد العصر لمحت نرجس ديلا تملاء دلو مياه من قناية الرى
ابتسمت نرجس، انتى كمان هنا؟ لكن محاولتش تعمل حاجه 
ظلت منتظره بصبر حتى نزل الليل، وقبل ان ينتصف الليل، خرجت ميمى من البيت، تركت نرجس على الأرض الطعام الذى اعدته بالطلاسم وسابت مكانها ومشيت وطول ما هى ماشيه فضلت تسيب جزء من الطعام دا على الطريق لحد ما وصلت القصر
وجدت القطع ميمى نفسها مسلوبة الاراده تركض خلف تلك الرائحه حتى أصبحت داخل القصر
نرجس كانت قاعده جوه القبو المظلم بترسم تمائم على الجدار
عندما دخلت ميمى القصر، نهضت نرجس واختفت بين الأشجار
شعر ادم بصداع داخل رأسه، وحس انه مش قادر يقعد جوه الاوضه، خرج إلى الشرفه وقعد فيها يدخن سيجاره
وكان على وشك دخول غرفته ، لكنه شاف ميمى بتركض على العشب
ابتسم ادم، وهمس فى سره انتى رجعتى يا ميمى؟
وشعر برغبه كبيره فى احتضان ميمى والنظر فى وجهها مره اخرى
نزل من غرفته بسرعه ومشى ناحيت الحديقه، ميمى كانت واقفه من غير حركه فوق العشب، ولما ادم قرب منها متحركتش، غريبه فكر ادم، ميمى مش بتبطل جرى
انحنى عشان ياخد القطه فى حضنه وسمع حركه بين الأشجار لكنها اختفت بسرعه، اخد ادم ميمى فى حضنه وكان جسمها بارد جدا، مثلج.
القصه بقلم اسماعيل موسى 
رزعت نرجس رجليها فى الأرض بغضب، انت لازم تظهر دلوقتى؟
من خلف الأشجار راحت تبص على ادم بغضب، ورحمت امى يا ادم لتكون اخر مره تشوف فيها روح حبيبتك، ومهما تحاول مش هتعرف تكتشف الحقيقه 
قبضت نرجس على حفنه من التراب وبصقت فيها
بصقه كلها دم احمر ريحته معفنه ثم بعثرت التراب على الأرض
صرخت ماجى فى حضن أدم، وحس ادم انها بتتألم، خدها على غرفته بسرعه وسابها على السرير يفكر ممكن يعمل ايه يساعدها بيه
كان واضح ان القطه مريضه وانها على وشك الموت ومش قادره تحرك اطرافها
مسك التليفون وبحث خلال النت عن طرق مساعدة القطط المحتضره، شرد دقيقه ولما رجع بص على ميمى
شاف أغرب حاجه فى حياته
ان شاء الله ننشر جزء بالليل دعواتكم بالتساهيل
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت الهره ميمى منبطحه على السرير تلفظ انفاسها الأخيره، ترفع ساقها الأيمن بوجع، وكان فمها ساكن مخدر ولسانها خارج من فمها، عيونها مظلمه كفتحة مغاره فرعونيه ، توقع ادم ان لديها دقائق على أكثر تقدير قبل أن تفارق الحياه،
عندما عاد ادم الفهرجى من شروده، استدار جهت ميمى ورأى ادم الشيء الذى جعله يفتح فمه بصدمه
كان هناك طيف لازوردى وارجوانى ينبعث من فم القطه ميمى، تصاعد الطيف الذى كان يشبه البخار واهتز، وشكل وجه حبيبته الراحله تلا، ثم صدرها وبقية جسدها
كان الطيف مثل الوان لوحه خطتها فرشاه وكان على الجسد ما يشبه خطوط الكتابه، كلمات مكتوبه بخط احمر رفيع باهت لا يمكنك قرأتها ، ثبت ادم فى مكانه، بعيون مفتوحه تتجمع خلالها الدموع، كانت القطه ميمى الان تتألم بصوت مرتفع وكأنها تقاوم شيء ما يحاول قتلها، ضغط ادم على زر التصوير فى الهاتف النقال دون أن يشعر وانطلق وميض الفلاش ليغرق الغرفه. 
كان ادم عاد للتو من صدمته، ، ركض واحتضن ما تبقى من الطيف الذى راح ينسلخ من ىين يديه كقطرة ماء.
هكذا الحياه لا تعرفنا قيمة بعض البشر إلا بعد أن نفقدهم
انهار ادم على السرير وكان لازال يحتضن الفراغ، ينتحب بتشنج.!! 
لا ترحلى يا عزيزتى
ظلى هنا قربى
حبيبتى اين اختفى وجهك المتلالئ كالمرجان؟ وتأججت كل المشاعر التى كان دفنها داخله
راحت تتولد من مكان بعيد وسحيق وترتطم بفؤاده محدثه هزات ارعشت جسده الضعيف الضامر
اه لو يمكننى زيارة قبرك؟ لكنت زرعت كل يوم زهره وبكيت حتى ابتل الجدار 
يعتقد المرء انه نسى وان كل شيء أصبح عادى  وحياته ستسير بصوره طبيعيه ثم فجأه، ذكرى واحده او صوره او محادثه او حتى كلمه تعيد الماضى راكضآ بسرعة الريح.
الماضى لا يموت إلا فى قلوب اولائك الذين لا يمتلكون الشرف.
كانت الهره ميمى، تسعل كطفل رضيع  تنشق غاز الامونيا. وتبصق قيح اسود على سرير ادم، قيح متعفن لزج وكثيف وله رائحة جثة متعفنه، كميه ضخمه من السواد، كافحت الهره ميمى من أجل الوقوف على ساقيها، ثم نظرت 
كأنها خرجت من رحم والدتها للتو
او كناشط سياسى خدره البوليس السرى فى بلد وفتح عينيه ليجد نفسه فى بلد اخر، كأنها ترى القصر لأول مره
فزعت الهره وراحت تموء كانت خائفه من وجود ادم
من الغرفه، من العالم الذى وجدت نفسها فيه ، تسلقت الشرفه بصعوبه ثم قفزت واختفت بيت العشب
لم يمنعها ادم كان محطم تمامآ، جسده مخدر وعقله فى حاله من الاوعى، عيونه مفتوحه وبؤبؤ عينيه ثابت لا يتحرك
كان يحاول ان يقنع نفسه ان ما حدث للتو ليس حقيقى
الموتى لا يعودون من مقابرهم ابدا ولا يلقون التحيه
واذا عادو، فكر ادم، لن يكونو بمثل هذا الجمال الرباني.
صفع ادم خده وقرص صدره واقتلع شعرات من ساعد يده كان عليه ان يتأكد انه حى، وانه لم يذهب لبلاد الموتى
صرخ ادم بالوجع فى يده وبدأت روحه تعود اليه
قال ادم، كانت هنا هره جميله ثم رحلت، أجمل هره رأتها عينى، الهره لن تعود مره اخرى  لقد رحلت مثل حبيبتى
انه مجرد طيف تخيله عقله المتعب هكذا اقنع ادم نفسه، وشعر بحرقه ساحقه فى صدره كحامض بقايا طعام اخر الليل تجمع منذ سنين، فتح باب غرفته، كان يحتاج سيجاره وكوب شاى، هبط الرواق وكان مشيته بطيئه، لمح واحده من الخدم، طلب منها فنجان قهوه لكن بهدوء دون أن تحدث ضجه، مش عايزين نزعج الناس إلى نايمه فاهمه؟
الخادمه، فاهمه يا ادم بيه 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
____________________
انتهى كل شيء هكذا سمع ادم صوت نرجس تخبر شخص ما داخل القبو، قضيت عليها
هذه الروح اللئيمه لن تزعجنا مره اخرى، التهمتها سمكه وقهقهت نرجس، لا محسن هنداوى ولا غيره، احنا كده فى آمان!! 
ثم اردفت نرجس / على فكره انا عرفت مكان ديلا
ماجى / بجد، انطقى بسرعه فين؟
نرجس / حيلك، حيلك، مفيش حاجه من غير مقابل
ماجى / الراجل خلاص اتجنن وهتاخدى كل الفلوس إلى انتى عايزاها، انطقى يا نرجس شوفتيها فين؟
نرجس /قولتلك مفيش حاجه من غير مقابل، ادفع يدفع لك العالم
ماجى / حاضر هديكى كل الى انتى عايزاه، عارفاكى مش بتشبعى، قوليلى بقا فين البنت دى، عشان نخلص منها 
نرجس /  وانا براقب القطه كانت خارجه من بيت ست عجوزه
ماجى /  فين البيت ده!؟
نرجس/  البيت !!! ، ثم انغلقت عيونها فجأه كمصاب صرع  وسمعت همس الخدم، لا تقولى، هناك من يسمع، فتحت نرجس عينيها وتوقفت عن الكلام
وكان ادم الفهرجى يحاول سماع مكان البيت لكن الصوت خبى واختفى، جالس على مقعده بعيون مغمضه واذان مترصده
القصه بقلم اسماعيل موسى 
فتحت نرجس باب القبو ورأت ادم جالس على المقعد بلا حركه
ماجى من خلفها /  يا نهار اسود يكنش سمع؟
نرجس / معتقدش، دى مش حالة انسان فى وعيه خالص
لو كان سمع حاجه كان زمانه اتحرك او حتى اختفى لما حس بالحركه
ماجى! / طيب ازاى نزل هنا من غير ما يحس؟
نرجس / مين الى سمع؟ سألت الخدمه
همس فى الأذن  / لا نعرف ، كان هناك من يسمع
وسط الكلام خرجت الخدامه من المطبخ شايله فنجان قهوه وضعته قدام ادم
ابتسمت نرجس بخبث، كل شيء واضح
ماجى / انت لسه صاحى يا ادم؟
ادم / مكنش جايلى نوم، قعدت مع ميمى شويه ولما هربت قلت انزل اشرب كوباية شاى
غمزت نرجس بعينها  لماجى  وقالت الصباح رباح يا ماجى هانمانا هدخل انام، وتركت ماجى التى فهمت ما تقصده نرجس مع ادم  والذى لم يتأخر هو الأخر، ربع ساعه وصعد غرفته
__________****
عاد القصر لسكونه مره اخرى، ادم داخل غرفته بيحرق لفافات التبغ وبيفكر نرجس شافت ديلا فين؟ 
مفيش اى فرصه للغلط لازم يلاقى ماجى قبليهم، لو تمكنو من الوصول ليها قبله هيقتلوها زى تلا
وراح يعصر عقله بتركيز، الناحيه البحريه؟ دا أقوى افتراض ميمى كانت بتركض ناحيت القريه دى
وكمان مره تانيه لقيها قاعده هناك وسط الشجره
المشكله ديلا مختفيه فى اى منزل ؟
داخل القريه منازل كتيره ولو ادم اختار بيوت غلط هيوصلو لديلا قبله، ومر جزء لا بائس به من الليل وادم بيلف ويدور فى غرفته، ثم سمع اذان الفجر توضاء وصلى، والهم لازال رابط فوق قلبه. 
الساعه كام سأل ادم نفسه؟؟ وهو يمسك هاتفه النقال.....
كانت هناك صوره ملتقطه بالخطاء ، ليست صوره واحده بل عدت صور____
وضع ادم الهاتف امام عينه وحدق به، انه الطيف الذى رآه وتبخر 
لم يكن حلم؟ ولا تخيل ولا هذيان، كانت صورة حبيبته تلا امام عينيه _________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تلألأ طيف تلا الازوردى امام العيون الحزينه التى تسكن وجه ابيض متغضن القسمات، كان الطيف كلوحة فنيه بريشة بول جوجان والوان كلود مونيه فى بركة زنبق المياه، ولم يلحظ ادم إلا لاحقآ خطوط الكتابه الحمراء الرفيعه التى تتقاطع لتشكل كلمات، وظل ادم محدق فى الصوره بعيون داميه تتساقط الدموع منها كورقة شجر تجمع فوقها ماء المطر وبزخ امام عينيه كلمة منزل، مقبره، اول، شجرة السنط، قناية الماء، اتسعت عينى ادم بدهشه، لم يكن مجرد طيف، كانت رسالة وداعيه من حبيته الميته وتذكر ادم قناية الماء التى رأها امام المنزل الطينى، بدل ملابسه وقبل شروق الشمس كان يقطع الطريق نحو القريه المجاوره فوق مهرته باكى والتى كانت تركض كالسهم بعد أن نسيها ادم مده طويله
وصل ادم البيت الطينى الهادي، قيد المهره فى شجرة الصفصاف وركض تجاه باب المنزل، قبل أن يطرق باب المنزل انفتح أمامه وظهر أمامه الوجه الوقور الطيب، كأنها كانت فى انتظاره، حملق ادم بالوجه قبل أن يلقى التحيه.
ديلا هنا /
المرأه / انت ادم؟
اجل انا ادم!
المرأه / لا تفقد ديلا، لا تجعل الماضى يعيد نفسه يا ولدى
تنحت المرأه عن باب المنزل، تابعها ادم وهى تفترش الأرض خارج البيت من أجل الصلاه
كانت ديلا منبطحه على الأرض، كل طرف فى جسمها ملقى بعيد عن الأخر، فمها مفتوح، تنعم بنوم هانئ هكذا فكر ادم
وراح يتأملها لأكثر من دقيقه وهو يستمع لدقات قلبه، ثم جلس على الأرض ورفع شعرها الذى يغطى وجهها، وضع أصبعه فى خدها وضغط عليه واداره كترس آله
تمللت ديلا، ظنتها حشره او ناموسه، فقبضت على الإصبع المشاكس بعيون ناعسه
ثم سرعان ما انتفض جسدها وفتحت عيونها بفزع، رأت ادم جالس جوارها
اغمضت ديلا عيونها مره اخرى، منذ ايام وادم لا يبارح أحلامها، لا تعرف كيف تطرده او تتخلص منه، ظانه نفسها فى حلم
ادم / افتحى عنيكى كفايه نوم
ديلا / ادم بيتكلم  فى الحلم؟
آدم/ بنبره أكثر جديه، قومى فزى يا بت
اه فكرت ديلا، ادم وقح فعلا، حتى فى أحلامها يأتيها شخص نرجسى متحكم
آدم // بصفعه خفيفه، فوقى
فزعت ديلا ونهضت متكرمشه كورقة رسم وزحفت للخلف بضع خطوات حتى التصقت بالجدار، ادم؟
آدم! / ومين غيرى ممكن يفكر فيكى؟
ديلا / بفرحه، انا مبسوطه اووى انى شفتك، وكادت تقفز فى حضنه، انا زعلانه منك، ايوه زعلانه وراحت تنتحب، انت سبتنى، انا كنت هموت
آدم / اسف، انا بذلت كل ما فى وسعى عشان اوصل ليكى
ديلا / واضح جدا، بأمارة ما كنت فى حضن ماجى، ميمى قلتلى وفضحتك يا خاين
ابتسم ادم / انها لا تعرف ما قاساه من أجلها، تجرع أقراص هلوسه كفيله بتغيب عقل ثور
تحمل وجود حيتين داخل القصر من أجلها، لكن مفيش وقت
كان ادم عارف انه لازم يتحرك بسرعه
آدم / احنا لازم نمشى دلوقتى مفيش وقت للكلام الفارغ،  انتى مالك اكون فى حضن ماجى ولا غيرها
يلا اوقفى مفيش وقت لحظه والاقيكى بره البيت
ارتقى ادم باكى وصعدت ديلا خلفه وقبل ان ليكز المهره لتركض مشيت ناحيتهم المرأه الغامضه، وضعت عقد لبنى درويشى فى يد ديلا وطلبت منها ان لا تنزعه ابدا مهما حدث، ثم عادت لصلاتها مره اخرى
ركض ادم بباكى تاركآ  خلفه المرأه تصلى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وضعت ديلا العقد فى عنقها ثم قبضت  على خصر ادم وتشبثت به خوفآ من السقوط على الأرض
ثم بعد معانده استجابت لغربتها واسندت خدها على ظهره
ديلا / ادم بيه دا مش طريق القصر؟
آدم / وهو يلكز باكى فى معدتها مش وقت استفسارات دلوقتى، انا لازم اكون موجود فى القصر بسرعه
ديلا / انت هتجننى؟ ازاى بتقول اكون موجود فى القصر ودا مش طريق القصر؟
ادم بعصبيه / اعتذرى بسرعه قبل ما ارميكى من فوق باكى!؟
ديلا / لا خلاص انا اسفه، اسفه
آدم / القصر ليه اكتر من طريق، لكن محدش يعرف دا غيرى
احنا هندخل من باب سرى، فيه قبو تحت الأرض كان مخزن قديم محدش يعرفه غيرى
ثم اردف بمزاح، انتى هتقعدى هناك وسط الفيران والحيات لحد ما اخلص من ماجى ونرجس
ديلا برعب/ اقعد فين يا عم؟ انا عايزه افضل معاك
آدم / متقلقيش ، انا عرفت الحقيقه مش فاضل غير حاجه بسيطه  واوصل لانتقامى
توقف ادم امام شجره ضخمه خلف القصر ونزل من على باكى، كان فيه حشائش طويله، ادم حركها بايده وظهر قدامه باب فتحه وضغط قابس النور، انتى هتفضلى هنا ومتحاوليش تخترعى ولا تستخدمى دماغك، انا مخطط لكل حاجه، هتلاقى اكل وشرب ولو تأخرت فيه شخص هيجى يعتنى بيكى
ديلا / انت هتسبنى هنا بجد؟
آدم بخفوت / انتى واثقه فيا؟
ديلا / طبعا، انا عمرى ما وثقت فى حد غيرك
طبيب يلا مفيش وقت، ومسك ايد ديلا، ارجوكى متحاوليش تفتحى الباب التانى خليكى جوه النفق
ديلا بخجل حاضر
انغلق الباب على ديلا وتحرك ادم بمهرته نحو باب القصر
تمكن من الدخول قبل خروج نرجس وماجى، دار داخل الحديقه حتى لا يلفت الانظار وقابلهم خارجين من باب القصر الداخلى
ماجى / هو ايه ده يا نرجس؟  مش هو دا  ادم إلى بتقولى فقد عقله؟
شوفى راكب الحصان زى زمان
نرجس / ادم مش مشكله دلوقتى لازم نلاقى ديلا وبعد كده نتصرف
عندما وصلت نرجس وديلا ومحمود الجنانى البيت الطينى ملقيوش اى شخص فيه
عشان كده نرجس قدرت تدخل البيت بسهوله مع خدامها
ماجى / بغضب فين ديلا؟
وفين الست العجوزه إلى بتقولى عليها؟
نرجس / بغضب مش عارفه، انا اول مره أواجه واحده بالشكل ده، حتى خدامى فشلو فى معرفة اختفت فين
ماجى //  يعنى البنت هربت؟
نرجس // معرفش
القصه بقلم اسماعيل موسى 
وسط حاله من الارتباك رجعت ماجى على القصر رفقة نرجس
دخلت القصر بغضب ووجدت ادم جالس فى الرواق بيدخن سيجاره
كعادتها صرخت ماجى فى الخدم وطلبت قهوه
آدم / انتى بتصرخى ليه فى الخدم؟
ماجى / بلا مبلاه وانت مالك انت
ابتسم ادم بسخريه، نهض من مكانه مشى خطوات تجاه ماجى، امسكها من شعرها القصير وصفعها على وجهها اكتر من مره بكل قوته، لما تكلمى ادم الفهرجى تحترمى نفسك
متنسيش انك ضيفه هنا ومين إلى بيديكى مرتبك
فاهمه وصرخ ادم بعصبيه وعلى وجهه ابتسامه ساخره
ماجى بصراخ / انت اتجننت يا ادم؟ ايه إلى بتعمله ده؟
رمقها ادم بغضب وتمنى لو تمكن من قضم رقبتها باسنانه
ادم مين ياحلوه؟ أسمى ادم بيه الفهرجى، عارفه ولا اعرفك
وشعرت ماجى ان عنادها غير مفيد وانا عليها الطاعه
اومأت رأسها حاضر
صفعها ادم صفعه أخرى جعلت رأسها ترتج، مسمعتش قولتى ايه
تحاملت ماجى حتى لا تبكى، فقد قاست من الحياه ما يجعلها تفهم ما هى مقبله عليه
لن تبكى أمامه حتى لو بكت امام العالم كله، لن يرى ضعفها
لقد اكتسبت قوتها من أجل تلك اللحظه
وكان ادم يسأل نفسه إلى متى ستقاوم؟ صرخ فى الخدم ان تغلق كل واحده بابها على نفسها
حتى نرجس نفسها لم تخرج من القبو، سمعت صراخ ماجى مثل غيرها وادركت ان هناك خطاء قد حدث وان عملها قد حل وعليها ان تعيده بسرعه
أسمى ايه؟
ماجى / اسمك ادم بيه الفهرجى
آدم / جميل وحررها من يده ، اعمليلى فنجان قهوه
ماجى / انا مدرسه مش شغاله، وبقدم استقالتى، مش هقعد هنا دقيقه واحده
آدم / هتعملى القهوه ومش هتخرجى من هنا غير بمزاجى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
جلس ضابط الشرطه على مكتبه واشعل سيجاره ملبورو احمر، ومدد قدميه على الطاوله، منذ لحظات وصلته رساله ولم يفتحها حتى الأن، اخرج الضابط هاتفه وحدق فى الرساله، كانت صوره لفتاه باهتت الملامح لا يتذكر الضابط انه رأها من قبل، صوره اشبه بخربشات الوان طفل، كبر الضابط الصوره يتأمل ملامحها، ثم وصلته رساله أخرى، افتح قضية ديلا، لدى ادله جديده اولها بين يديك.
حك الضابط ذقنه بأصبعه، وفتح الملف الذى احضره بالأمس ولم تمسه يده بعد، قضية مقتل تلا البدراوى، كانت هناك صوره كبيره لتلا وهى مبتسمه، قرب الضابط هاتفه وقارن بين الصورتين، كان وجه تلا دون ادنى شك، مستحيل تمتمم الضابط، هذه الفتاه ميته منذ أعوام، ثم تحقق من تاريخ الصوره وكان منذ يوم واحد
اتكاء الضابط على مقعده، فتاه ميته تلتقط لها صوره بعد اختفائها بعدت أعوام؟
وفكر انه شغل فوتو شوب، ارسل الصوره لمتخصص أكد له ان الصوره طبيعيه دون اى إضافات.
اتصل الضابط بالرقم الذى ارسل الصوره وكان الهاتف مغلق
صفع الضابط الطاوله، انتظر ادله جديده، هكذا كانت التعليمات فى الرساله، تنهد الضابط، فى الماضى اغلقت القضيه لعدم العثور على الجثه وبالتالى لم توجد بصمات
كل ما يحتاجه ان يجد الجثه وسيكمل الباقى بكل سهوله
_______________________________
احضرت ماجى القهوه ووضعتها بخضوع امام ادم، وسألت ، إلى متى سأظل محتجزه هنا؟
آدم / انتى مش محتجزه ولا حاجه، وجودك هنا من مصلحتك
اسماعيل موسى 
ماجى / ملصحتى ازاى؟ مصلحتى انك تذلنى بعد ما وقفت جنبك وساعدتك
بتضربنى يا ادم، بتضرب ماجى ضرغام؟
واضربك تانى وتالت يا ماجى، اصل انا اتجننت
ماجى / واضح جدا انك اتجننت، اذا مديت ايدك على بنت ضعيفه تبقى اتجننت
آدم / انتى ضعيفه فعلا، وهتفضلى طول عمرك ضعيفه وخبيثه، حثاله بشريه ، انتى وباء، ضغينه متحركه، إلى زيك مكانه السجن لانك مجرمه
ماجى بصراخ / انت بتخرف بتقول ايه؟
ادم بقلم محترم على وش ماجى، متصرخيش، لو صرختى هكتفك زى الحيوانات واجلدك بالسوط، زى الكلب إلى مربوط فى الحديقه
ماجى / بتحدى متقدرش تعمل كده، الدينا مش سايبه فيه بوليس ممكن يخرب بيتك
آدم / بسخريه، متقلقيش البوليس هيجى عشانك وعشان الحيوان إلى مربوط فى الحديقه محمود الجنانى
فتحت ماجى فمها بصدمه وبلعت ريقها، انا معرفش الشخص ده، ومش بتهدد يا ادم
آدم بيه ورن القلم على وش ماجى، لم تتمالك ماجى نفسها وسقطت دموع من عنيها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
                 قبل الأخيرة 
حاولت نرجس ان تحرك خدمها، لكن ادم كان قد حصن نفسه ولم يتركه دعاء المرأه الطيبه، كان ادم قد امر بتقيد ماجى
وكانت نرجس فى محاوله اخيره تحاول أن تتلبس ديلا بمس مارد شيطانى، وكان المارد على باب القبو يحاول الدخول
لكن ديلا لم تكن ظاهره له، جمعت نرجس أغراضها وهربت من باب القبو الخلفى، لكن الحراس قبضو عليها، جردها ادم من ادواتها وطلاسمها واجبرها ان تتوضاء وشاهد بعينه دخان يخرج من جسدها، دخان اسود فى خيوط متعرجه.
احضر ادم مسدسه واحضر محمود الجنانى، كان ادم فصل بينهم وحرص على تقرير كل شخص بمفرده 
طبعا عارف ان القصر منعزل، وانى ممكن اقتل اى واحد  زى ما انت  قتلت شهد واخفيت الادله ولا حد هيعرف حاجه.
محمود / مقتلتش حد والله يا ادم بيه، انا مش عارف انت بتجيب الكلام ده من فين؟
آدم // اسمع يا كلب، ادم الطيب إلى كان بيعطف عليك وعضيت ايده  إلى اتمتدتلك رحل خلاص
انا ادم بتاع زمان إلى ممكن يقتل اى شخص من غير اى زرة تأنيب ضمير. 
قدامك فرصه واحده عشان اعفى عنك واسلمك للبوليس ولو انى عايز اقتلك هنا وادفنك هنا رغم انك هتنجس أرض القصر
رفع أدم ايده وكانت له نظره مرعبه رغم اتساع عيونه وجمالها، اسمع يا جنانى قبل ما تتكلم، عايزك تعرف ان قتلك احب لي من تسليمك للبوليس وتاخد عقوبه عادله، وادم الفهرجى مش بيهزر ولا بيكرر كلامه
تنحنح محمود، كيف يعلن هزيمته بعد أن كان قريب جدا من الانتصار، وحملق فى ادم بتحدى 
انا الى كنت بدير القصر ده فى اوقات كنت انت فيها مغيب منعزل غير راغب فى الحياه ، مكنتش استحق فرصه تانيه؟
رمتنى زى الكلب بره القصر بعد ما ضهرى انقطم وانا شغال فيه، هى دى المثاليه إلى بتبحث عنها؟
انت وسخ زيننا يا ادم يا فهرجى ولو كانت ظروفك سيئه زيننا كنت هتعمل حجات تخجل منها، لكنك ابن الباشا الى انولد وفى بقه معلقه دهب
تركه ادم يكمل كلامه دون اى اعتراض، علمته الحياه الصبر فى الأوقات التى من المتوقع أن يغضب فيها
آدم / انت الى اخترت يا محمود يا جنانى، كان نفسى أرحمك من العذاب إلى اعديته ليك، لكن انت مدتتنيش فرصه
لوح ادم بايده للحراس، حضرو راكضين وقبضو على محمود الجنانى، هاتوه ورايا
جر الحراس محمود الجنانى بين الأشجار التى كانت شاهده على نزواته وتحرشاته بفتيات فقيرات، وسط الحديقه تمامآ
كانت هناك حفره مليانه ميه، أمرهم ادم يلقو الجناينى فيها ويغلقو عليه الحفره
سقط محمود الجنانى داخل الحفره العميقه غمره الماء حتى عنقه وانغلق الباب الخشبى فوق رأسه
جلس ادم واشعل سيجاره وبيده خرطوم مياه، امر الحارس ان يفتح الحنفيه وبداء الماء ينساب داخل الحفره
سمع صراخ الجنانى داخل الحفره، بداء الماء يرتفع والجم فمه كافح الجنانى ليرفع نفسه دون فائده، ادم بصوت مسموع، هسيبك تغرق هنا وجسمك يتعفن، قضاء الله وقدره، واحد حرامى كان داخل يسرق القصر وسقط داخل حفره
جريمه نضيفه زى ما قتلت شهد
أدرك محمود الجنانى انه ميت بقبق فمه كضفدع وصرخ انا الى قتلتها، قتلتها المجرمه عشان وقفت معاك ضدى، قتلتها لأنها تستحق الموت
القصه بقلم اسماعيل موسى 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
تنهد ادم، كان وعد هايدى اخت شهد ان يحضر لها قاتل اختها وان يعاقب على جريمته
اغرق الماء محمود الجنانى، امتلأت الحفره بالماء، امر ادم الحراس بسحبه قبل أن يلفظ انفاسه
كانت الشرطه قد وصلت، استمع ضابط الشرطه لاعتراف الجنانى المسجل على الهاتف، لكن محمود الجنانى انكر كل التهم، انا اعترفت تحت التهديد يا بيه، الراجل ده كان عايز يقتلنى، انا بريء يا بيه
آدم، بعد اذنك يا حامد بيه وغمز بعينه لصديقه الضابط  ، انا مضطر اعمل إلى اتفقنا عليه
وأمر الحراس ان يقبضو على محمود الجنانى ويعيدوه الحفره مره اخرى، صرخ الجنانى يا بوليس، يا شرطه انتو هتسيبوه يقتلنى؟
رفع ضابط الشرطه يده وامر القوه بالانصراف من القصر، عندما أدار ضابط الشرطه ظهره لمحمود الجنانى، رفع صوته صارخا انا الى قتلتها بايدى وقطعت رقبتها
انهار محمود الجنانى واقر بجريمته وتم اقتياده لمركز الشرطه
_________________
كانت ماجى مقيده فى غرفتها عندما دخل ادم الفهرجى، يده كانت ملطخه بالدم وملابسه، العرق متصبب منه، ممسك بالمسدس بيده اليمنى
اجبرنى اقتله الكلب، مكنش قدامى حل تانى، اشعل ادم سيجاره وجلس على المقعد دون أن يتحدث لماجى
ومسح الدم من على يده فى ملابسه،انا مش عارف مالى شكلى اتجننت بجد، الأقراص إلى كنت باخدها جننتنى، وظل يحدق بيعينيه فى الغرفه وعلى الجدار دون أن ينظر إلى ماجى،  انكمشت ماجى على نفسها برعب، كان ادم فى حاله مخيفه وكأنه فقد عقله
ثم فجأه برقت عينى ادم فى وجه ماجى وقرب منها
ماجى سحبت نفسها بعيد عنه لحد ما لزقت فى الحيطه وهى بتصرخ، ازيك يا حلوه؟  ولطخ ادم خد ماجى بالدم، دا دم تلا فاكراها يا كلبه؟
النهرده هنتقم ليها من كل إلى تأمرو عليها وقتلوها، الشرطه عايزه تقبض عليكى لأنهم لقيو الجثه ورفعو البصمات
لكن انا اقنعت الضابط مدحت صديقى يسبنى اقتلك زى ما قتلت محمود الجنانى، متقلقيش هياخدو جثتك ويدفونها
ماجى / والله ما قتلتها ولا قربت منها
آدم /  عارف، عارف عشان كده هقتلك، أصلها قتلت نفسها
صوب ادم المسدس على دماغ ماجى، اتشهدى
ولا إلى زيك انتى ميعرفش ربنا وضغط على الزناد، صرخت ماجى لكن الطلقه لم تخرج
ضرب ادم المسدس فى الأرض مش وقت بوظان دلوقتى
ثم أعاد تصويب المسدس على دماغ ماجى
صرخت ماجى بانهيار هعترف هقول على كل حاجه بس متقتلنيش، كان غصب عنى والله محسن هندواى كان هيقتلنى
جر ادم وحراسه نرجس وماجى تجاه مركز الشرطه، وهناك تم اخضاعهم للتعذيب والترهيب حتى اعترفو باشتراكهم فى الجريمه
فى القاهره كان ضابط الشرطه اعاد فتح القضيه، بعد أن وصلته معلومه على هاتفه بمكان جثة تلا
حصل من النيابه على التصاريح الرسميه وقام بالحفر وإخراج الجثه
داخل مركز شرطة القريه وصل تليفون من ضابط كبير، امر الضابط مدحت بترحيل المجرمين للقاهره حتى يخضعو للتحقيقات ويغلقو القضيه
قبل رحيله اخرج ادم ديلا من القبو، حررها من سجنها المؤقت، لكنه أصر ان يرافق ماجى ونرجس للقاهره
ركب سيارته وقادها خلف سياره الترحيلات التى خرجت من مركز القريه تجاه القاهره
سارت السياره تحت حراسه مشدده فى طريق زراعى وادم خلفها ، قبل مائة متر من الطريق الصحراوي انطلق رصاص كثيف
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
ثقبت الأعيره الناريه سيارة الترحيلات، وقتلت سائق الشاحنه والعسكرى المرافق له، اخترقت صندوق الشاحنه ومزقت جسد ماجى ونرجس، امتلأت السياره بالدماء التى اغرقت الأرض المترتبه، اشتبكت قوات الحراسه مع المهاجمين واجبرتهم على الأنسحاب، وكان ادم أيضآ يطلق الرصاص من مسدسه المرخص، عندما انفتح صندوق السياره كانت نرجس وماجى ممددتين على أرضية السياره جثه هامده.
وصلت قولت الدعم وتحول المكان لخليه من الجند والقيادات
اتكاء ادم على سيارته واشعل لفافة تبغ وأطلق عدت أنفاس غاضبه، الدليل الوحيد قتل.
داخل مركز القريه اعترفت نرجس وماجى بتلقيهم أوامر القتل من محسن الهنداوى، لكن تلك الأقوال لم تسجل فى محضر رسمى، الضابط الكبير امر مدحت معاون الشرطه بارسال المجرمتين للقاهره
تنهد ادم، دائمآ هناك، موظف كبير، قيادى كبير، ضابط كبير، شخص كبير
بصق ادم على الأرض، ركب سيارته وانطلق نحو القاهره، كان  البدراوى فى انتظاره، لاستلام جثة تلا ابنته بعد سنين من وفاتها، كانت أول مره يلتقيان فيها بعد طول غياب، اندفع البدراوى فى حضن أدم وهو يجهش بالبكاء، تلا يا ادم، انها هنا حاضره امامى اكاد اشم رائحتها، وحد الله يا عمى، ادعو لها بالمغفره
البدراوى، البنتين المجرمتين لازم ياخدو اعدام
ادم / للأسف مش هيحصل
البدراوى / ازاى بتقول كده
آدم / لأنهم ماتو، قتلو فى حادث مدبر
البدراوى / قلبى ارتاح لما سمعت الخبر
آدم / لكن انا مرتحتش، المجرم الرئيسى قدر يهرب
البدراوى / مجرم مين يا ادم؟
آدم! محسن الهنداوى، ماجى اعترفت انه اتفق معاها تتخلص من تلا
البدراوى / مش معقول انت ازاى بتقول كده!؟ انا بعتبره محسن زى ابنى، وريثى الوحيد بعد ما فقدت تلا
آدم / انا بقولك الحقيقه يا عمى
البدراوى / الكلام ده مثبت فى محضر رسمى؟؟
آدم / للأسف لا، الموضوع كبير، ومفيش أدله على محسن الهنداوى
البدراوى / ادم، ابنى!؟ انا عارف العداء إلى كان بينك وبين الهنداوي لان تلا اخترتك انت
لكن متنساش ان محسن الهندواى كان شريك فى تجهيزات العرس وكان فرحان عشانك، متخلينيش اندم انى وافقت على خطوبتك من بنتى، انا بسببك اخترت عداوة الدنيا كلها، انت عارف كده كويس، لكن توصل لرجم الناس بالتهم من غير أدله انا مش هسمحلك بكده!
بدرت من ادم نظره حانقه ولم يكن قادر على كتم غضبه، كان ادم يعتبر ان البدراوى شريك فى موت ابنته ويتحمل المسؤليه أيضآ، بعدما اختار الزواج من امرأه أخرى والتى للصدفه كانت والدة محسن الهندواى الد اعدائه
آدم / بسخريه لازم تعتبره ابنك طبعا، مش والدته مراتك؟
وكان لازم تكتبله جزء كبير من تركتك، رغم ان بنتك تلا كانت لسه حيه
مخطرش فى بالك ان ده ممكن يأثر على نفسيتها؟
البدراوى / اها قول كده بقا، قول انك كنت طمعان فى فلوسى، مصانعى وشركاتى، عزبى واطيانى وسلسلة المحلات الشهيره إلى بملكها
آدم بغيظ / كل إلى همك الفلوس،، الفلوس إلى هتخليك تتستر على قاتل بنتك الحقيقى؟
البدراوى / ابعد من هنا، انا مش عايز اشوفك ولا اسمع صوتك مره تانيه
مش كفايه بنتى ماتت بسببك؟ لو كانت اتجوزت محسن الهندواى كان زمانها لسه حيه 
آدم / انا بقلك الحقيقه، ورحمة امى ما هسيب محسن حتى آخر يوم فى عمرى
البدراوى بتهديد، امشى من هنا، ارجع للبهايم والحمير إلى انت اخترت تعيش وسطهم
لو شفتك هنا تانى حتى صدفه هسلمك للشرطه.
آدم / انت تعرف ان محسن الهنداوى بعت البنتين دول عشان يخلصو منى؟ مكفهش كل حاجه اخدها عايز يستولى على القصر وارضى كمان، عايز يقتلنى زى ما قتل تلا
البدراوى / امشى يا ادم، امشى وبلاش تلعب مع الكبار واحمد ربنا انى حزين على بنتى
انا لحد دلوقتى مقدر انك كنت خطيبها وادار ظهره لادم معلن انتهاء الكلام.
تم نقل تلا لمقابر عائلة البدراوى ودفن ما تبقى منها، زرع ادم ورده  فوق مقبرتها وانتحب مثلما لم ينتحب من قبل
للتو هاجمته كل الذكريات الجميله رفقة تلا، تذكر كل ضحكه، كل مزحه، كل مقلب وكل نزاع دار بينهم
حضرته الكلمات كأنها قيلت للتو وظل جوار قبرها حتى غابت الشمس
 ودع ديلا وانطلق بسيارته نحو القصر
لاشئ يدفعه للبقاء بعد تلا، لا شيء على الأطلاق، لكن شيء داخله كان لم يهداء بعد، قطرة ماء فى وعاء على نار تغلى
محسن الهندواى.
________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قاد ادم سيارته نحو القصر، كان نبضه يخفق بشدة، يقول ان الامور دخلت فى الجد ومضى مسرعآ فى الطريق
كانت الاشعه الباهته الهزيله تختفى فى ظلال المساء،  كل شيء فى الحقول وتحت البيوت الداكنه، وعلى الطريق المليء بالتراب والوحل والذباب يهتز وينبض بأراده حياة جديده وهو يشيع اخر شعاع للنهار.
سكن ادم قليلآ ونظرته ممتده إلى الحقول الشاسعه الخضراء، وسرت الرياح الفاتره بوشوشتها بين اعواد الذره وحمرة الأصيل تسكب الوانها الشاحبه.
عرج على منزل محمود النزاوى، أوقف سيارته ودخل المنزل الطينى المدخن، طلب من النزاوى يد ابنته ديلا
النزاوى /  انت عايز تتجوز بنتى يا بيه؟
آدم / ايوه يا عمى انا يشرفنى اطلب ايد بنتك للجواز وياريت كتب الكتاب يكون دلوقتى لو معندكش مانع
النزاوى / برهبه وفرحه، الشرف ليا انا با باشا والله البت ديلا طيبه وتستحق كل خير
آدم / انا هدفع كل طلباتك
النزاوى، طلبات ايه يا ادم باشا، احنا كل هنا داخل القريه نتمنى نخدمك مش نناسبك
زغرتى يا مره وصرخ فى زوجته المبلمه التى تقف على ضلفة الباب
أطلقت المرأه زغروته طويله تشبه نغمة ناى عتيق، يا الف مرحبه، يادى الهنا ياولاد، ادم بيه هيتجوز بنتى؟
نهض ادم وقبل يد المرأه المقشفه المتشققه من أعمال العزاقه والحفر فى الحقل
انا عايزه اعترف بحاجه يابيه، قدام الراجل المخرف ده، وكأنها امام قاضى محكمه رحل كل خوفها وقالت الحقيقه التى كانت تكتمها
قالت المرأه بفخر، انا الى هربت ديلا وكدبت على الحج، كان عايز يجوزها للمجرم محمود الجنانى
صرخ النزاوى، اول مره تعملى حاجه عدله فى حياتك، انا مسامحك عشان خاطر الباشا
حضرت ديلا لمنزل والدها، كان على المأذون ان يسمع موافقتها على الزواج بنفسها، مضى كل شيء بسرعه
ورافق ادم زوجته داخل السياره نحو القصر وسط تصفيق اهل القريه على الطريق الذين التفو حول السياره
________________
ترجل ادم من السياره وسبق ديلا ناحيت باب القصر
ديلا /  استنى رايح فين؟  مش تاخد بايدى زى إلى بشوفه فى الأفلام والمسلسلات
آدم بسخريه /  بلاش تفاهه!  ايه المعنى ان اتنين هيقضو حياتهم كلها مع بعض، يمسكو ايديهم من اول لحظه؟
هذه اللمحات الممله اخترعها شخص مغيب يفتقد للآمان
ديلا / لكن انا عايزاك تمسك ايدى وتحضنى واحنا داخلين القصر قدام كل الخدم مليش دعوه، هزعل!!
رمقها ادم بعصبيه، تعالى هنا بسرعه
ركضت ديلا ووقفت امام ادم بعيون متسربله وخد ناضج شبعه مغمضه، عايز فنجان قهوه بسرعه
ديلا بتحدى انا مش خدامتك!
قبض ادم على شحمة اذن ديلا وفركها، خليى ايامك تعدى معايا
ولم يكن من ديلا إلا أن ركضت نحو المطبخ بوجه عابس وقلب يتنطط من الفرحه
وضعت ديلا القهوه امام ادم، التقف ادم القهوه ورشفها بلذه وهو يشعل لفافة تبغ
ديلا / وهى جالسه على المقعد جوار ادم تقضم اظافرها
ها هنعمل ايه دلوقتى؟!
آدم / بلا مبلاهه ولا حاجه
ديلا / نعم؟ بتقول ايه، مش احنا فرحنا الليله؟
آدم / يعنى ايه فرحنا الليله؟ ايه اللالفاظ السوقيه دي؟ انا غير مهتم على الأطلاق بهذة المنطقيات الرسميه
 حدق ادم بوجه ديلا وفكر /. غريبه؟ كانت تلك العينان الجميلتان تغوصان  فى داخله منذ زمن طويل 
نهضت ديلا مأخوذه بشوق ولهفه، جذبت ادم وانهضته، نزعت لفافة التبغ من فمه، ولامست بخدها خده، كان ايمأه مذهله، دافئه، أوقفت نبضه قلبه للحظات، ثم ركضت نحو غرفتها.
امتص ادم ما تبقى من لفافة التبغ بهدوء وسلام، ثم نادى على ديلا انا عايز اخد حمام، حضريلى الهدوم
ديلا / لوحدك؟
آدم /جذبها نحوه وصفعها على خدها بحنان، اذا اقتربتى منى هعمل جريمه
تلك اللحظه ظهرت القطه ميمى فى الرواق كان تنظر إليهم بدهشه
انتبهت ديلا / تركت يد ادم وركضت نحو ميمى، ازيك يا ميمى انا كنت خايفه عليكى، انتى كنتى مختفيه فين!؟
اخر مره شفتك كنا عن الست إلى فى البيت القديم
لم ترد الهره، ارعشت شاربها بسخريه
ديلا / انتى زعلانه منى ليه؟ انا نفذت كل اوامرك؟
هزت الهره زيلها بلا مبلاه
ديلا / ردى علي من فضلك
آدم / انتى اتجننتى!؟ عايزه قطه ترد عليكى؟
ديلا بعيون دامعه، ارجوكى ردى على يا ميمى، عايزه اسمع صوتك مره تانيه
قفزت الهره من حضن ديلا ودخلت المطبخ، امر ادم الخدم ان يضعو اللبن للهره ميمى
وكانت ديلا منكمشه على نفسها جالسه على المقعد تبكى
هى مس عايزه ترد عليه ليه يا ادم؟
ادم! / القطط مش بتتكلم يا ديلا
ديلا؟ والمصحف كانت بتتكلم معايا زيك بالظبط، وساعدتنى كتير اووى، هى إلى انقذتنى من الموت
شعر ادم ان ديلا تقول الحقيقه وتذكر عندما كان فى غرفته وصورة تلا حبيبته عندما خرجت من فمها
وفكر لابد أن روح تلا كانت تسكن الهره، وشعر بحزن عميق لان روح تلا لم تتحدث اليه واختارت ديلا
آدم / امسحى هدومك وخدى شاور، ميمى هتفضل عايشه معانا لكن مش هتتكلم تانى، إلى حصل كان شيء خارق للعاده ولن يعود مره اخرى
تجملت ديلا، كانت حسناء وانيقه داخل فستانها الجديد وكان ادم لازال جالس على مقعده يطالع روايه جديده اسمها، أميرة القصر المجهوله لكاتب مغمور لم يسمع عنه من قبل اسمه اسماعيل موسى ، وكان فى حاله من الشرود يقلب الصفحات باهتمام عندما خرجت ديلا
تصورى؟ قال ادم ، الروايه دى بتتحدث عن المستذئبين والنمورين وداخلها قصة حب مستحيله
ديلا بلا اهتمام، نحت الروايه على جنب، قبضت على يد ادم وجذبته نحو السلم بالعافيه
آدم انتى بتعملى ايه!؟ إلى بتفكرى فيه دا لا يمكن يحصل
انا ضد االلمس، ضد الحب، ضد العواطف
واصلت ديلا جذبه ودفعته داخل الغرفه، سيبك من الكلام إلى متفلسف ده، انا زهقت منك ومن الروايات ومن كلامك المعقرب إلى مش بعرف أفهمه، ثم دفعته نحو السرير
همس ادم بتعملى ايه؟
انا ادم الفهرجى !
ديلا! / بلا فهرجى بلا نيله، انت جوزى، مش عايزاك تفكر فى حاجه تانيه
اخرج ادم لفافة تبغ وهم باشعالها، سحبت ديلا السيجاره من فم ادم واطفأت نور الغرفه
آدم المضجع على السرير، على ما اتذكر انتى بتخافى من الضلمه؟
ديلا /ازاى اخاف وانت جنبى
كقمر فضى يلتمع وسط الظلام، ترتسم ابتسامه على شفتيها جلست ديلا جوار ادم
آدم /عندما كان هايدن يؤلف الموسيقى كان يحرص دوما على ان يكون فى زيه الرسمى، نحن مجرد أمواج صغيره نادرآ ما تبلغ رمل الشاطيء
قبلته ديلا بعمق ورويه وحنان ، برقت عينى ادم كطفل يستمتع بمذاق كعكه ساخنه خرجت لتوها من الفرن
همست ديلا، بمرور الوقت ننسى الأشياء، تذكرنى انا فقط، أنسى فلسفتك، كتبك وعالمك اللعين، انه وفى تلك اللحظه انت من حقى
حل السكون داخل القصر، اختفت كل أصوات العالم، تألقت النجوم وتجمع عبير كل ورود حدائق الكون داخل الغرفه واختلجت الأجساد المنهكه من طول الرحله
انتهت

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا