رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل العاشر 10 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل العاشر 10 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل العاشر 10 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل العاشر 10 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل العاشر 10 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل العاشر 10

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل العاشر 10

❈-❈-❈
ظل يُقبلها بتلهف ونهم عاشق، في البداية أفقدتها الصدمة القدرة على الاستيعاب وعدم المقاومة، تجمدت لحظات بين ذراعيه كأن الزمن توقف بها، لكن شيئًا فشيئًا بدأت تتهاوى أسوارها، وتنهار معها كل محاولاتها للهرب من ضعْفها أمامه… لحظات لكن بمذاق الحياة له، حتي بدأ عقلها يُعطي إشارة الإستيعاب، فاقت رويدًا رويدًا، على دقات ذلك الهاتف الذي صدح كناقوس خطر برأسها جعلها
فاقت…ارتعشت رموشها، شهقت بأنفاس متقطعة، وهي تدفع صدره بكفيها المرتجفين، نظرت له بعيون ممتلئة بالغضب والعصبية رفعت يدها وكادت تصفعه، مُتحدثة بصوت شبه مخنوق:
إنت بتعمل إيه يا حقير يا….
شعر بألم قوي بمكان إصابته لكنه تحامل ذلك ولم يرد،لكن قاطع يدها قبل أن تصل لوجهه بيده السليمة، فقط ينظر لها بنظرة مشتعلة بالعشق، مشاعر متضاربة بين الرغبة والضعف، يستوعب غضبها وهي تتراجع خطوة للخلف تحاول سلت يدها من قبضة يده قائلة بغضب مُستعر:
مش من حقك… مش من حقك تقترب مني كده، بس إنت من الأساس معندكش أخلاق، تربية “نوح مهران” معندوش مانع إنه ياخد ست غصب.
أثارت غضبة بشدة إعصار ثائر حاول السيطرة على غضبه بصعوبة خرج صوته أخيرًا مشحون بألم جسدي ونفسي :
قولتيها إبن” نوح مهران”،يعني كُل شئ مُباح، والعرق دساس، دلوقتي خلينا نُقعد نتفق هتقولى إيه فى التحقيق.
نظرت له بغضب سحيق قائلة:
أنا قولت أقوالي خلاص وإعترفت إني فعلًا كنت قاصدة وكان نفسي أقتل المُجرم اللى إنت بتحميه بإستماتة لدرجة إنك توقف قدامي تحميه بنفسك.
شعر بألم لم يستطيع الوقوف أكثر جلس على أحد المقاعد مُتأوهًا بألم ينظر لها لا يستغرب حديثها الخاطئ ولن يُدافع عن نفسه يكفي، تأوه مره أخري قائلًا بحسم:
تمام… دلوقتي هتسمعيني وهتقولي اللى هقولك عليه قدام وكيل النيابة… وكيل النيابة ده…
قاطعته بإستهجان:
أكيد كان زميل لك ولازم يجاملك،زي ما غيره جاملك قبل كده، لكن أنا هقول اللى حصل.
فهم قولها نظر لها بغضب وعصبية من إزدياد ألم جسده قائلًا بصوت مبحوح من الألم :
لاء مكنش بينا أي معرفة سابقة،لكن وصلني عنه إنه محترف ومش بيجامل ، وما بيهموش غير الحق… وعلشان كده… لو قولتي الحقيقة زي ما هي، أنا هعترض…
سكتت للحظة، ملامحها متوترة، وتحكم العناد براسها وهتفت بحدة:
ـ أنا مش خايفة، ولا ناوية أغير أقوالي… اللي حصل قولته بالحرف، ومش فارق معايا.
أخفض بصره وضع يده السليمة فوق جرح صدره، تنهد بهدوء حين لم يجد دماء لكن ذلك لن يستمر كثيرًا عليه إنهاء ذلك التحقيق وفك صراح دُرة، رفع عينيه رمقها بحِدة وغضب ينفعل من الألم قائلًا بحزم:
دُرة هتغيرى أقوالك وهتقولى اللى هقولك عليه بالظبط.
وقفت بعناد، تنهد مُتألمً ثم تحدث بلهجة آمرة بل وتهديد مُباشر:
هتغيري أقوالك يا دُرة، لأن لو مسمعتيش كلامك أنا هكدبك فى التحقيق كمان وهقول مش إنتِ اللى أطلقتي الرصاص، هقول شخص تاني وإنتِ بتوالسي عليه.
تهكمت بإستهزاء رغم إندهاشها قائلة بسؤال:
القانون لعبتك مكنش لازم تدرس قانون، ومين بقى اللى أنا بوالس عليه.
بألم تفوه بكلمة واحدة:
“مامتك”.
غامت عينيها بظلام وتفوهت بذهول غاضبة:
ماما…. وصل بيك الفُجر عاوز تتهم ماما… بس هقول إيه حقير ومفيش عندك اي حدود أو أخلاق، بس إتهامك باطل لأني مُعترفة كمان ماما مكنتش موجودة اساسًا، بلاش…
قاطعها بألم يضغط عليها:
مين اللى قال مفيش شهود، وإعترافك هيتحول لموالسة، فكري كويس قدامك دقيقة واحدة، يا تجي تقعدي قدامي ونتفق على أقوالنا، يا…
نظرت له بغضب سحيق ودت بالفعل لو يُعطيها أحدًا سلاحً ولن تتردد للحظة واحدة بإطلاق وابل من الرصاصات بصدرهُ…غصبً إمتثلت وجلست بالمقعد المُقابل له لم تهتم بتأوهات الألم التي تخرج منه…
بينما رغم شعور الألم القاسي الذي يتحمله ابتسم وهي تجلس أمامه رمقته بنظرة آسف وهي تتذكر أحلام ذلك الشاب اليافع قبل سنوات
بالعودة قبل سنوات
بمنزل” الشيخ عرفه”
دلف طوفان مُبشرًا الشيخ بعدما ظهرت نتيجة الثانوية العامة، لم يكُن الشيخ يجلس وحده بالمندرة كانت دُرة معه تقوم بتلاوة القرآن الكريم بتجويد وهو يُصحح لها الأخطاء اللغوية… إبتسم حينما رأي طوفان، أشار بيده لـ دُرة أن تتوقف عن التلاوة، ونظر للمعة عين طوفان الذي يلهث مُبتسمً قائلًا:
تعالى إجعد يا طوفان عرفت إن نتيجة الثانوية العامة ظهرت عملت إيه أوعي تكون خذلتني أنا مراهن عليك، ودايمًا أجول الكُتاب بتاعي كُل اللى بعلمه بيكون مُتفوق.
أومأ له مُبتسمً يقول:
أنا الأول على محافظة المنيا يا شيخ عرفه.
هلل له عرفه بسعادة وقف يستقبله بعناق أبوي قائلًا:
ربنا يبارك فيك يا ولدي، ها جولي ناوي تدخل چامعة إيه.
أجابه بتلقائيه وعيناه تنظر نحو تلك الجالسة تبتسم قائلًا بإصرار:
هدخل كلية الحقوق فى القاهرة.
نهضت دُرة مُستغربة سائلة:
وإشمعنا كلية الحقوق، مجموعك كبير يدخلك أي كليه هنا فى المنيا، ليه تروح القاهرة.
لمعت عيناه مجاوبً بطموح:
أنا حابب دراسة الحقوق عاوز أبقي وكيل نيابة.
اومأ له الشيخ عرفه بفخر، بنفس الوقت دخل “حسام” الى الغرفة دون إستئذان، قائلًا بحِدة وإنعدام ذوق حتى لم يُلقي السلام:
دُرة اتأخرتي النهاردة و…
نظر له عرفه وبخه قائلًا:
المفروض لما تدخل على ناس تستأذن حتى لو كان الباب مفتوح ترمي السلام، مش تدخل كده بقلة ذوق ومش عامل إعتبار إني الشيخ بتاعك، ولا نسيت من وقت ما بطلت حفظ القرآن الكريم.
شعر حسام بالخزي كذالك الغِل والحقد من توبيخ الشيخ له بالأخص أمام دُرة كذالك طوفان الذي نظر له بسحُق وغصبً إعتذر بتبرير:
أنا مبطلتش حفظ القرآن أنا بس وقفت لفترة إنت عارف إني كنت فى ثانوية عامة زميل طوفان، وكان لازم أذاكر دروسي، وحفظ القرآن بيبقى محتاج تركيز.
نظر له الشيخ ولم يُعقب فماذا يقول لهذا الأحمق يفهمه جيدًا هدفه البقاء فقط مع تلك الدُ، بينما لم يهتم حسام لكن نظر ناحية طوفان سائلًا من باب الفضول:
هتدخل كلية إيه يا طوفان.
أجابه طوفان:
حقوق القاهرة ان شاء الله.
أومأ له قائلًا:
أنا هدخل كلية الزراعة إهنه، عشان أبقي جار خالي، أنا نفسي أبقي زيه مهندس زراعة.
اومأ له طوفان، شعر بغِيرة فى قلبه من نظرة عيناه لـ دُرة، كذالك الشيخ عرفه فهم غرض حسام… يفعل ذلك ليس لانه يريد ذلك هو يتخذ خاله قدوة كي يحصل على هدف آخر برأسه…
نهصت دُرة وذهبت مع حسام، بينما نظر طوفان لهما بشعور غير معلوم أنذاك، فقط يشعر بضيق من فكرة سير دُرة جوار حسام…لكن عرفه بخبرته مع الزمن فهم نظرة طوفان،ذلك الشاب بدأ قلبه بنبض العشق باكرًا…
بينما أثناء سير دُرة مع حسام كانت صامته الى أن تحدث هو بنبرة غِيره:
مش عارف ليه طوفان طالما جايب المجموع الكبير ده يقدر يدخل هندسة ولا حتى كُلية التجارة،هو إختار الحقوق عشان عارف إمكانياته.
لم تفهم دُرة تلك النبرة،وسألته:
فيها إيه هو حابب يبقى وكيل نيابة وبعدين يعني إيه عارف إمكانياته.
أجابها بتوضيح:
طوفان جاب المجموع ده مش بشطارته ولا بذكاؤه،ولا حتى مجهوده،ده كان عليه توصية طبعًا مش إبن “نوح مهران”والوريث الوحيد له فلازم يبقي عليه توصية خاصة.
فهمت دُرة قصد حسام ولم تهتم بذلك.
عادت من تلك الذكرى على صوت تأوه طوفان الآن فهمت قصد حسام،طوفان الآن أمامها يجبرها على تبديل أقوالها بمساومة وقبل ذلك كان يعلم بضعف القانون واستغل ذلك وأضاع الحق،حديث حسام عنه وقتها لم يكُن خاطئًا…نظرت له وجدته يضع يده فوق صدره ملامحه يبدوا بوضوح انه يتألم،أو بتفسير عقلها ربما يستغل ذلك لتتعاطف معه،لكن بالعكس كأن قلبها تحجر،ربما لو شخص آخر أمامها كانت أهتمت به،ورأف قلبها له.
بعد وقت إنتهت التحقيقات،بتطابُق اقوال دُرة مع أقوال طوفان،إنتهت القضية بالإفراج عن دُرة.
❈-❈-❈
بعد تأكده من قرار الإفراج عن دُرة إنتهت قوة تحمُل الألم لديه، لكن طلب من السائق العودة به الى المنزل لا المشفى…
حين رأته وجدان إنتفض قلبها بفزع إقتربت منه بيد مُرتعشة وضعتها فوق ذلك الدم الذي بدأ يظهر على ثيابه،بملامة نظرت له قائله:
أنا كنت بالمستشفي وجالولى إنك خرجت، كيف تطلع من المستشفى بحالتك دي، وكنت فين لدلوق.
نظر لها بألم قائلًا:
بعدين،السواق إتصل عالدكتور وإحنا فى السكة أرجوكِ محتاج أرتاح.
رأف قلبها بأنين وهي تُساعده للصعود الى غرفته بصمت، حتى تمدد على الفراش، لو بخاطره لصرخ ليس فقط من قسوة الألم الجسدي، بل من قسوة نظرات دُرة التى لم ترأف بتألمه أمامها… أغمض عيناه يعتصر الألم بداخل صدره.
❈-❈-❈
بمنزل والد دُرة
حين دخلت الى المنزل إستقبلتها والدتها كذالك باسل، وعمتها التى أظهرت الود لها، لم تستطيع البقاء معهم كثيرًا نهضت قائلة:
حاسه بصداع هطلع أخد شاور وأنام… عن إذنكم.
غادرت دُرة، وتركت خلفها كريمان تغالب الأسى، وباسل الذي خيم عليه الصمت، بينما كانت عمتها تُخفي رغبة جامحة في التلميح لفكرة زواجها من حاتم، لكنها آثرت تأجيله إلى وقت آخر.
دخلت دُرة غرفتها بخطى مثقلة، فتحت باب الخزانة مباشرة، ومدت يدها إلى أحد الأدراج… سحبت منه علبة الدواء، وضعت الرذاذ في فمها واستنشقت بقوة، لكن أثره لم يكن كما اعتادت… ما زال ذلك الاختناق يجثم على صدرها…
تهاوت جالسة أرضًا، تسند ظهرها على الدولاب، وعيناها تسكبان الدمع بصمتٍ موجع، دون إرادة منها… وكأن الألم قرر أن يُقيم في صدرها دون رحيل…جالت عينيها في الغرفة شعرت بالوحدة لم تسمع إلا صدى أنفاسها المتقطعة وارتجافات خفيفة تسري في أطرافها… حاولت أن تكتم شهقتها، لكن أصبح الألم أكبر من قدرتها على الاحتمال… ولا تمتلك سوا الصمت وكبت قلبها والإمتثال لتلك القسوة التى أصبحت تتملك منها بالأخص ناحية طوفان،تضع يدها فوق أذنيها تود طرد مشهد تألمه أمامها،لم تتوقع توغل ذلك الشعور منها يومً ناحيته .
❈-❈-❈
بمنزل طوفان
بدأ الليل يُخيم بظلامه…
بغرفة تلك الحالمة الرقيقة، تمددت على فراشها تشعر بأسي على حال طوڤان كانت تظن أن قلبه كالصخر، رات قسوة والدها عليه كثيرًا لكن لم تذوقها ربما لانها لم تكن من ضمن إهتماماته مثل طوفان الذي كان يود أن يكون خليفته حاول الانتفاض لكن بالنهاية إمتثل وأصبح هو كبير العائلة من خلفه،
-طوفان
نطقها عقلها… شبه أعلن عشقه، بل أكد ذلك والسؤال
-ما هو العشق
إحساس.. أم إجتياح
ام كلاهما معًا، أو مشاعر أخري…
تذكرت قبل أيام
حين رأت حاتم يدخل الى منزل خالها خلف دُرة، تلاقت عيناهم للحظات قبل أن يحيد النظر لها، كان موقفً لولا ضجيج الرصاص هل كانت إستمرت النظرات بينهما لوقت أطول،لوهله فكرت بالذهاب نحوه والتحدُث معه،لكن منعها خجلها،كذالك ما حدث،طن برأسها نُطقه لإسم دُرة بتلك النبرة التي شقت صدرها دون استئذان….
هل كانت نبرة حانية؟ أم كانت فقط عابرة… نطق اسم “دُرة” كأنها تهمه؟ أم أن عقلها، المتورط بحاتم، صار يضخم كل شيء؟
تنهدت بصوت خافت وهي تُدير وجهها للوسادة.
ليه بفكر كتير فيه …
وعاد عقلها يُعيد الموقف
حاتم لم يخطُ خطوة نحوها… لم ذلك الحنين.
لماذا تُرهق نفسها بالتفكير به، لماذا راقبته ذلك اليوم بعيون مُترقبة
قطع سيل أفكارها…. ذلك صوت ذلك الهاتف الذي يُعطي إنذار بنهاية الشحن،حاولت نفض ذلك التفكير ذهبت نحو الهاتف بالفعل فصل الهاتف بين يدها،فتحت أحد الادراج تبحث عن شاحن الهاتف،وجدته لكن إصتطدمت يدها بتلك البطاقة الإئتمانيه،كأن ذلك مثل إشارة
لقلبها الغارق في طيف حاتم، لكن انتفضت على ذلك وتركت البطاقة،وذهبت وضعت هاتفها بالشاحن ثم تمددت على الفراش وهي تحاول التفكير بشيء آخر علها تنسي ذلك التي تيقنت أن اللقاء بينهم شبة مستحيل .
❈-❈-❈
غرفة طوفان
أصرت على البقاء جواره بالغرفة،بعدما رفض العودة الى المشفى،ها هو غفي بفضل الأدوية المُسكنة،لكن هي لم تغفوا مازالت مُستيقظة تشعر بقلق مصحوب بريبة من القادم،نظرت نحو طوفان،كآنها سمعت همسه لم تُفسر ماذا قال،إقتربت منه كان صمت،ذهبت نحو الشُرفه فتحتها بهدوء خرجت كانت نسمة صيفية حارة رطبة قليلًا، بسبب تلك الأضوية التي بالحديقة، وقع بصرها على إحد الأماكن بمنزل شقيقها عزمي… أو بالأصح منزل والديها سابقًا
وذكري تلوح أمامها
قبل سنوات طويله كان طوفان وقتها يقترب من عُمر التاسعة
كانت تقف بإحد شُرفات المنزل
تُراقب طوفان وهو يلعب في الحديقة، يركض خلف فراشة ملونة، يضحك بمرح.. شعرت بسعادة في قلبها…وهي ترا برائته، كان سعيدًا حقًا.. ضحكاته كانت تنبُض من قلبه البرئ،خفق قلبها لسعادته،لكن سُرعان ما تبدلت تلك الخفقات السعيدة الى وخزات قوية حين رأت “نوح”يقترب من مكان طوفان يُحدثه بإستهجان قوي،تبدلت ملامح طوفان الى مسؤمة بل خائفة حين أصبح أمامه وأمسكه من ثيابه بقوة وحِدة يتحدث بفظاظة وجحود يتهمه بأنه رقيق القلب وذلك لكن يصنع منه رٕجلًا،تربية النساء دائمّا ما تصنع أطفال لا يتحملون مسؤولية،تهكم عليه بفظاظة وهو يمسك تلك الفراشة الذي كان طوفان يركض خلفها فقط للإستمتاع،قام بقطع جناحيها الملونين،والقاها أسفل قدمه،قائلًا:
بتجري ورا فراشة،اللى زيك إتعلموا كيف يمسكوا السلاح،إنت قدرك الكبير من بعدي وأنا مش هسمح يجولوا نسل”نوح مهران” قلبه رهيف كيف الحريم وبيجري ورا الفراشات،إنت هتاجي معاي بعد إكده،وجودك إهنه جار أمك هيعمل منه مُسخة الصعيد كلياته،إنت هتاجي تعيش وياي فى القصر.
إرتعب قلب طوفان،يعلم أن والده ذو قلب قاسي مُتحجر،وهذا ما يجعله دائمًا ينفُر الذهاب الى ذلك القصر،يبقي مع والدته بمنزل جديه الذي يفصل بينه وبين القصر مجرد سور صغير…أنقذ طوفان وصول وجدان التى بداخلها هلع يساوي هلع طوفان لكن لن تترك طوفان له،بعدما سمعت حديثه،بقوة وإندفاع أُم جذبت طوفان من بين يديه وأخفته خلفها،رغم إرتجاف قلبها لكن رفعت رأسها نظرت نحو نوخ ذو الجسد الضخم بالمقابل لجسدها وجسد طوفان،إستجمعت شجاعة واهية بإندفاع:
إنت عاوز إيه من ولدي،سيبه فى حاله.
نظر لها نوح بتسلية قائلًا بغلاظة وجمود:
طوفان مش ولدك لوحدك، كُمان ولدي الوحيد.
تفوهت بلا وعي:
ليه الوحيد… روح إتجوز وهات غيره وربيه كيف ما أنت رايد… ده ولدي ومستحيل…
قاطعها بغضب:
مفيش ست بعدكِ تملي عيني يا وجدان وكفاية خلينا نجفل عالماضي ونرجع من تاني نربي ولدنا بيناتنا بدل…
قاطعته بغضب أقوي:
مستحيل أرجع لك من تاني، الطلاق كان هو الصح اللى عملته من البدايه…
تبدلت نظرته الى أخري شبه ناعمة ورمقها ببرود:
مكنش ده كلامك قبل ما نتجوز، كنت مُغرمة بيا.
إرتبكت هي كانت ذلك حقًا، مُغرمة به كانت تظن أنه الفارس الذي ترغبه كل الفتيات، قوته جسارته، لكن إكتشفت أن خلف ذلك شخصية جافة وأنانية… قسوة مُغلفة بداء السيطرة، وعليها الإمتثال كأنها تعليمات إلهية.. وأكتشفت أيضًا صعوبة التكيف والتعايُش مع تلك الصفات كانت هي الجسورة حين تمسكت بقرار الطلاق بداخلها كانت تخشي على ولدها الصغير ذو العامين آنذاك من تمكين قسوة وجبروت نوح بداخل قلب طفلها، كان حصولها على الطلاق مثل إعصار فتك بالعائلة لولا خباثة نوح الذي ظن أنها مجرد وقت قصير، لكن مر سبع سنوات بالنسبة لها كانت رخاء وهي ترا حريتها هي وطفلها، بالنسبة له كانت عِجاف… لكن لن ينتظر أكثر من ذلك،ستعود لعصمته حتى ولو بالإجبار وهذا ما حدث لاحقًا
على صوت تأوه طوفان نفضت تلك الذكريات المريرة،نظرت نحوه يبدوا أنها بلا قصد منها ضغط بقوة على كتفه المصاب،ازاحت يدها،ظلت تنظر له،كان وجهه هادئًا،الآن أصبحت على يقين أن ذلك الهدوء ليس إلا قناع يخبئ خلفه ندوبًا لا تبوح بها الملامح.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
صباحً
بمنزل حاتم
إتخذ القرار رغم وجود تردُد لديه تلك الزيجة من دُرة لو وافقت، قد تكون غير موفقة لهما الإثنين، لكن إنتقامً من ذلك الـ طوفان قد يفعل أي شئ حتى لا ينال دُرة كما يبغي…
على طاولة المطبخ وضعت والدته آخر طبق للطعام ثم جلست بنفس الوقت دلف والده وجلس معها على أحد المقاعد، بينما وضعت والدته يدها على كتفه ببسمة مغصوصة، تنحنح بتردُد قائلًا:
أنا موافق خلاص يا ماما على إنى أتجوز دُرة.
إبتسمت بإنشراح قائلة:
قلبي كان حاسس إنك هتوافق وكنت خلاص هكلمها من كام يوم بس الظروف مكنتش مناسبة، خلاص الحمد لله الظروف إتحسنت النهاردة المسا هروح، ولا أقولك تعالي نروح سوا، ممكن لم تلاقيك معايا تعرف إنك مهتم بها وتوافق بدون تردُد.
بداخله ألف تردُد لكن العِند ورغبة الإنتقام، إنتفض واقفًا بعدما كاد يعترض والده:
بلاش يا حاتم، دُرة إنسانه وعندها مشاعر، بلاش تمشي ورا رغبة أمك و…
قاطعه بحسم بعدما وقف وقبل أن يسير تحدث بحسم:
هحاول أرجع بدري المسا ونروح سوا، همشي عندي مشوار مهم قبل ما أروح القسم.
غادر بينما نظر والده لها بغضب قائلًا:
بلاش يا “بدرية” عندي يقين دُرة مش هتوافق، وكمان نفسي أعرف سبب لإصرارك ده، كمان كيف جلبك هيتحمل وجودها هنا مع حاتم، بلاش تظلميها وتظلمي حاتم معاها.
نظرت له بسخط وضعت إحد اللُقيمات بفمها وأجابته:
كمان جلبي مش هيتحمل أشوفها مع حد غير حسام، يبقي حاتم أولى بيها.
هز راسه بيأس، وآسف يعلم أن خلف إصراها هدفً آخر غير المُعلن.
❈-❈-❈
أمام منزل الشيخ عرفة
توقف بسيارتها ترجلت تشعر بحنين،منذ سنوات لم تأتي الى هنا أزاحت تلك البوابة ودلفت الى الداخل تبسمت لتلك الأطفال الموجودين بالحديقة التى لم تختلف،أشجار الليمون وتلك الخضراوات الورقية،ذلك السُلم التى كانت تجلس عليه تقوم بمراجعة الوِرد المفروض عليها،أصبح المنزل أكثر قِدمًا،لكن بنفس ملامحة القديمة،ذهبت نحو باب المنزل،ليس نحو تلك الغرفة الجانبية،قامت بالطرق على الباب، فتحت لها تلك السيدة وهي تتوعد بمرح:
عارفين لو مبطلتوش شقاوة وخبط عالباب، هخلي الشيخ…
توقفت السيدة عن إستكمال حديثها تنظر لـ دُرة بتذكُر، بينما دُرة أكملت جملتها بمرح:
الشيخ عرفة يعلقكم فى الفلكة ويعبطكم.
تبسمت لها السيدة وتفوهت بترحيب:
دُرة.
أومأت لها مُبتسمة قائلة:
فكرتك نسيتيني.
إبتسمت لها وهي تجذبها تضمها بعناق مشتاق قائلة:
إنتِ من الوشوش اللى متتنسيش، تعالى لجوه الشيخ عرفه هيفرج جوي لما يشوفك، من كام يوم كُنا فى سيرتك وكان بيجولى زعلان منيها، كيف تكون إهنه ومتجيش تسلم علي، نسيت إنى انا اللى حفظتها كتاب الله.
شعرت بغصة وخزي قائلة:
لا والله عمري ما نسيته، بس الظروف.
إبتسمت لها وقبضت على معصم يدها وتوجهن الى تلك الغرفة الجانبيه، دخلت زوجة الشيخ أولًا كان يستمع لاحد الاطفال إنتظرت حتى إنتهي وتحدثت له بسعادة قائلة:
تفتكر مين اللى واجفه بره المندرة.
نظر لها بتخمين لم يفهم سائلًا:
مين يا وليه، انا مش فاضي لفوازيرك دلوق، العيال بره.
ضحكت قائلة:
لاه خمن، ولا أجولك، بلاش، يلا ادخلي برجلك اليمين.
تبسمت دُرة بتوتر وهي تدخل الى الغرفة… نهض الشيخ واقفًا يبتسم بترحيب قائلًا بعتاب:
أخيرًا إفتكرتي الشيخ الغلبان يا دُرة، إنتِ الوحيدة اللى خرزانتي ملمستش يدها.
إبتسمت له وذهبت نحوه سريعًا إنحنت على يدهُ تُقبلها بقبول ثم إستقامت قائلة:
وإنت اليد الوحيدة اللى إتحنيت عشان أبوسها يا شيخ عرفة.
وضع يده على رأسها بأبوة قائلًا:
تعالي يا بِتِ نجعُد.
قال ذلك ثم نظر لزوجته قائلًا:
إطلعي للعيال وجولي لهم يروحوا يجوا العصر، الشيخ مش فاضي لهم دلوق.
تبسمت له زوجته وفعلت مثلما قال لها، بينما جلس جوار دُرة أرضًا، فى البداية سألها بتحذير:
أوعي تكوني نسيتي حفظ القرآن الكريم، القرآن بيطير من الدماغ بسرعة.
اومأت له بنفي قائلة:
لاء أنا محافظة على قراءة القرآن وده مثبت الحفظ فى عقلي.
أومأ لها مُبتسمً يشعر بغصة
تلك الدُرة كانت ملامحها رغم جمالها تتسم بالتفاؤل والشقاوة، أمامه هادئة بملامح عابسه، تنهد قائلًا بلوم:
وصلي اللي عملتيه مع طوفان وواد خاله الفاسق، ليه كنتِ عاوزه تضيعي نفسك.
شعرت بوخزات قويه قائلة:
كنت عاوزه أحقق العدل.
تنهد بأسف قائلًا:
ربنا من صفاته العدل وتأكدي إن هو يُمهل ولا يهُمل.
نظرت له بسؤال قائلة:
إنت اللى حفظتني القرآن وربنا قال
“ولكم فى القصاص حياة”.
اومأ لها قائلًا:
كمان قال
” من عفي وأصلح”.
إستغربت قائلة:
مستحيل اصفح قبل ما العدالة تتحقق والقاتل ياخد عقابه بما يرضي الله.
نظر لها قائلًا:
قولتي بما يرضي الله، يبقي فى طُرق تانيه ناخد بها الحق بدون ما نضيع مستقبلنا ونبقي منفرقش عن المجرمين.
نظرت له بإستفسار سائله:
مش فاهمه، وإيه هي الطُرق دي، ومتقوليش المحكمة.
تبسم لها قائلًا:
لساكِ مُتسرعة… إسمعيني ووجتها هتشوفي بعينك.
❈-❈-❈
عصرًا بمنزل والد دُرة
كان هنالك طرقًا قويًا على باب المنزل،ذهبت كريمان وفتحت الباب،وقفت مخضوضه من تلك الشُرطة الواقفه تقدم لها أحد الضباط قائلًا:
معانا أمر بتفتيش البيت.
إستغربت ذلك سائلة:
ليه.
لم ينتظر الضابط ودلف الى الداخل بدون إنتظار إذن منها،كذالك تلك القوة التي كانت معه إنتشرت بين أرجاء المنزل،بنفس الوقت كان باسل يدخل الى المنزل توجه ناحية كريمان مدهوشًا وقبل أن يستعلم،أتي أحد العساكر بحقيبة يد قائلًا:
لقينا دي فوق يا باشا.
أخذ الضابط الحقيقه وفتحها، نظر بداخلها، ثم أغلقها ونظر الى باسل قائلًا:
إنت”باسل مختار غُنيم”معانا أمر بالقبض عليك لتجارتك… فى العُملات الأجنبية.
❈-❈-❈
أثناء عودتها الى المنزل
كانت تسير بالسيارة على ذلك الطريق التُرابي، لكن ظهر امامها صُدفة ذلك المجرم وليد يسير ومعه شخص آخر، رأتهما من بعيد لم تُفكر كثيرًا وعادت الى الخلف بسيارتها ثم توقفت للحظة قبل أن تُعيد تشغيل السيارة، وقادتها بسُرعة عاليه، جعلت ذلك المجرم يرتعب وهي تتوجه نحوه بعدما تجنب الآخر على جانب الطريق بينما هو المفاجأة شلت حركة جسده أغمض عيناه وهو ينتظر أن تصتطدم السيارة بجسده، لكن طال إنتظاره وظل مُغض العين حتى بعدما ترجلت دُرة من السيارة وسارت نحوه تنظر الى تلك الرمال التي تناثرت عليه بغزارة أصبح وجهه وملابسه ملوثون بالرمال، فتح عينيه بعدما سمع قولها بإستقواء ووعيد:
مش هرتاح غير لما تتساوي إنت وأبوك بالتراب يا قاتل.
❈-❈-❈
بمنزل الشيخ غرفه
دلف طوفان الى تلك الغرفه رحب به الشيخ ثم أشار له بالجلوس، فجلس لجواره قائلًا:
إتصلت عليا يا شيخ عرفه وقولت أجيلك خير.
نظر له مُبتسمً يقول:
خير يا ولدي، تعرف مين اللى كانت عندي قبلك إهنه.
تحير عقل طوفان وأومأ رأسه بـ لا.
ابتسم الشيخ قائلًا:
عارف إنك مُصاب وبالتوكيد جرحك لساه بيوجعك، بس متوكد اللى هجولك عليه هيداوي جرح أقوي..
ضيق طوفان عينيه بإستفسار، إبتسم عرفة قائلًا:
دُرة كانت عندي إهنه ولساها ماشيه من شويه، وأنا أتصلت عليك عشان إكده، أنا سبق وجولت لك على عرض يريح نفسيتها هي وكمان واد خالها حاتم.
تذكر طوفان قائلًا:
قصدك…
أومأ له الشيخ قائلًا:
دلوق الكُرة بملعبك، متوكد إنك تعرف تقنع عزمي وولده باللى جولتلك عليه.
تنهد طوفان قائلًا:
قصدك خالي يجبر وليد يقدم كفنه قدام الناس.
أومأ له عرفه بـ نعم
تنهد طوفان بيقين قائلًا بحسم:
وأنا موافق ومستعد أضغط عليهم بسهولة غصب عنهم يوافقوا وينفذوا اللى هقول عليه، لو أضمن ده يخلي دُرة تشيل فكرة الإنتقام من دماغها.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا