رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الحادي عشر 11
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الحادي عشر 11
بمنزل عزمي
هلع قلب سامية حين رأت وليد يدخل بذلك المنظر الرث، توجهت نحوه بلهفة وريبة قائلة بسؤال :
إيه اللى حصل هدومك كلياتها تراب.
تهكم بسخط من لهفتها وكذب عليها قائلًا:
كنت راكب الحُصان ووقعت من عليه فى الرمل.
هلع قلبها وهي تمسد على صدره بريبة سائلة:
وقعت، أوعي تكون أتعورت، جولى متداريش عليا.
تضايق ونفض يدها عن صدره وسار من أمامها قائلًا بحِدة:
لاء أنا بخير إطمني متعورتش، بس التراب ردم هدومي هطلع أستحمي.
إستدارت تنظر نحوه، بنفس وقت صعوده تقابل مع ريان الذي نظر الى ثيابه الملوثة وتهكم بإستهزاء:
مالك إيه اللى حصلك، لساك مفكر نفسك عيل صغير وبتلعب فى الطينة.
نظر له بعينين ضيّقهم بجمود، وقال بنبرة غاضبة كأنها تطفي نار بداخل صدره:
ريحني واسكت يا ريان، النهارده مش ناقصك.
ضحك ريان بسخرية، وظل واقفًا على الدرج مُتهكمً قائلًا:
أومال ناقص مين؟ ده شكل واحد كان بيصارع تيران في الحلبة.
نظر له وليد بغضب ولم يهتم وتفادي مكانه واكمل صعود السلم دون رد… عينيه بهما جحيم أسود من ذلك الرمل…بيما سامية مازالت واقفة في مكانها، قلبها مقبوض وعقلها غير مُصدق أن وليد وقع،أو حتى لو وقع ربما مُصاب ويُخفي عليها بعصبيته.
دخل وليد لغرفته وأغلق خلفه الباب بقوة يكاد يتحطم من ذلك، ذهب مباشرة الى الحمام المُرفق بالغرفه تعرى من ثيابه الرثه دلف أسفل المياة،رغم هطول المياة كثيرًا على جسده لكن مازال يشعر كأن ذلك الغُبار الاسود مازال مُلتصق بجسده، أغلق المياة جذب منشفة لفها حول خصره جلس على حرف حوض الاستحمام، ينظر نحو ثيابه الرثه،يلمع الشرر بعينيه يعود بذاكرته الى قبل وقت قليل،وقوف دُرة أمامه،لو كان معه السلاح كان تعامل معها بطريقة أخرى،كان جعلها تخشى الاقتراب منه مرة أخرى،لعق بلسانه تلك القطرات التي تنساب من شعره على وجهه تصل الي شفتيه…رغم رُعبه منها وقتها لكن الآن يمسد على صدره برغبة قائلًا:
حلوة وحلوة أوي كمان مستقوية ومستبيعة…
لوهله جمح خياله بها برغبة مِقززة.. إزدادت حين تذكر طوفان، وضغطه علي والده بقوة من أجل التنازل عن الإتهام، تهكم ضاحكً، هو يكره طوفان منذ الصغر، لكن يبدوا أن اعصار العشق يضرب قلبه بحب تلك الجميلة الشرانية، فكر وفكر عقله لابد من ردع لها، لكن لقلبه الجبان شأن آخر يخشي مواجهتها مُباشرةً…دون سلاح معه…ذهب نحو خزانة ثيابه فتحها ثم فتح أحد الأدراج لم يتفاجئ حين لم يجد أي سلاح…شعر بغضب لكن الحصول على سلاح ليس أمر صعب عليه… ذلك السلاح هو هيبته.
❈-❈-❈
بمنزل والد دُرة
بالفناء ترجلت من السيارة، وتوجهت نحو باب المنزل، لكن قبل أن تمد يدها لتفتحه، تفاجأت بـ كريمان تفتح الباب بملامح واجمة،
عينان منطفأتان ، ووجهها شاحب .
توقفت في مكانها، التقت نظراتهما، قبل أن تنطق كريمان بصوت عالى تشعر أن قلبها بداخلها يكاد ينفجر :
كنتِ فين… مش مهم دلوقتي دلوقتي خلينا نروح القسم نشوف المصيبة الجديدة اللى حصلت.
إرتجف قلب دُرة سائلة:
مصيبة إيه يا ماما، ونروح القسم ليه، فين باسل.
نظرت له بغضب:
مصيبة جديدة من يوم ما رجعتي لهنا وأنا كل يوم مُصيبة شكل، آخرها البوليس جه الدار وقبض على باسل.
إرتجف قلب دُرة رغم شعورها بالأسي، لوهلة ظنت أن تُكمل كريمان بقية إستهجانها وتقول لها، ليتك لم تعودي،لكن شعرت دُرة بـشيء من الخوف يسحب أنفاسها للخلف، كأن الأرض تميد تحت قدميها.
همست بالكاد، وصوتها متقطع:
قبضوا عليه ليه عمل إيه.
أشاحت كريمان بوجهها، وكأنها تخشي النظر في عينيها، ثم قالت بحدة مكبوتة:
معرفش، طلعوا شنطة والظابط قاله تهمة تبديل عُملة أجنبية.
شهقت دُرة، وتراجعت خطوة:
عُملة أجنبية إيه والشنطة كان فيها أساسًا
تنهدت كريمان بأسي وبنظرة أُم تشعر بالقلق أكثر من الحزن:
مش كفاية عليا اللى فات؟ كل حاجة بقت فوضى مبقتش ملاحقة عالمصايب… خلينا نروح القسم نشوف مصير أخوكِ هو كمان إيه.
بعد وقت
بخطوات متوترة ومرتجفة، ذهب الإثنين الى ذلك القسم، لكن لم يُعطيهن أحد أي معلومات،كادت دُرة أن تتهجم عليهم،لكن منعتها كريمان إتقاءًا لزيادة المُشكلة،قائلة:
خلينا نتصل بـ حاتم هو ظابط وزميلهم وممكن يفهم لينا إيه القصة.
بالفعل بعد وقت قليل
خرج باسل من إحد الغُرف بالقسم قائلًا:
القضية قضية تبديل دولارات،او بالاصح إتجار فى الممنوع بالعملة الأجنبية،كمان فى إثبات الشنطة اللى لقوها فى البيت.
ذُهلت كريمان، كذالك دُرة التى قالت بتعجب:
دولارات إيه، والشنطة دي وصلت عندنا البيت ازاي أكيد فى حااااجه……..
صمت دُرة بينما عقلها يستوعب بل ويُعطيها إستنتاجات…
نظرت لـ حاتم سائلة بإستفسار:
طيب دلوقتي مش ممكن نطلع باسل بكفالة.
هز حاتم رأسه بنفي قائلًا:
لاء للآسف، الوقت إتأخر والنيابة وقتها إنتهي، هيفضل هنا فى القسم لحد بكره الصبح.
إعترضت دُرة بغضب قائلة بأمر:
مستحيل باسل يبات هنا إتصرف… إنت مش ظابط ودول زُملائك.
نظر لها باسل بآسف قائلًا:
ده قانون يا دُرة، و…..
لم تنتظر سماع بقية حديثه وفكرت بشئ آخر، وهي تتجه للخارج، قبل أن تصعد الى السيارة فتحت هاتفها وقامت بإتصال حتى أتاها الرد سريعًا تحدثت بإندفاع:
إنت فين يا طوفان.
أجابها وهو نائم فوق الفراش قائلًا:
فى البيت خير يا دُرة.
أجابته بغضب:
مش خير، أنا قدامي خمس دقايق وأوصل قدام المصنع بتاعك اللى هنا، ياريت توصل بسرعة.
شعر بقلق وقبل أن يسأل سمع صوت إنهاء المُكالمة… ضغط بقوه على الهاتف يزفر نفسه بقلق مصحوب بترقب لسبب إتصالها الآن
نهض من فوق الفراش خطواته بسرعة ، قلبه يدق بعنف، وكل الاحتمالات السيئة تنهش أفكاره..جذب مفاتيح السيارة على عجل، وارتدى سترته دون أن يغلق أزرارها، واندفع خارج الغرفة بخطوات سريعة، وكل ما يشغله الآن… أن يصل قبل أن تصل هي… كي يعلم سبب إتصالها همس بقلة حيلة:
يارب… مبقتش فاهم دماغها بتفكر إزاي ولا فى إيه.
❈-❈-❈
أثناء نزول طوفان درجات السلم تقابل مع وجدان التى لاحظت إستعجاله وهو يُغلق أزرار سترته نظرت له بإستفسار سائله:
إنت خارج ولا إيه.
أجابها وهو يكاد يمُر من جوارها:
ايوه، مشوار مهم مش هغيب.
بلهفه مسكت كتفه قائلة:
خارج فين دلوق، إنت ناسي إنك مُصاب وجرحك لساه مطابش، ده جرح رصاص، وإنت مش مريح نفسك، راجع من شوية، الدكتور قال إنك لازمن ترتاح في السرير، وإنت مجضيها خروجات، إكده…
قاطعها وهو يُقبل رأسها قائلًا :
أنا بخير يا أمي، وده مشوار قريب مش هغيب، بلاش تعطليني بقي.
تنهدت بقلة حيلة سائلة:
وفين المشوار ده، يتأجل او إتصل على خالك عزمي يسد مكانك.
تنهد بهدوء وبرأسه تحدث بإحساس:
خالي عزمي هو سبب اللى أنا فيه.
سحب كتفه من يدها قائلًا:
خالي مينفعش، مش هغيب.
بغصب منها تقبلت قائلة:
طب خُد السواق معاك، بلاش تسوق إنت.
أومأ لها قائلًا:
حاضر.
غادر سريعًا وقفت وجدان تتنهد بأسي على حال طوفان لديها شك أن سبب خروجه الآن هو تلك “الـ دُرة” التي تستفزها ببرودها وجحودها الواضح.
بعد دقائق معدودة
توقفت دُرة بالسيارة على ذلك الطريق التُرابي الموجود خلف مصنع طوفان،
ظلت جالسة بالسيارة،تنتظر طوفان…
لوهلة شردت بذلك الطريق،قبل أيام كان هنالك مطب كبير،رغم سيرها بالسيارة على هذا الطريق مرات كثيرة لكن لم تُلاحظ إختفاء ذلك المطب،وتسوية الأرض،نظرت نحو تلك الشجره القرييه من الطريق،بسبب إنارة أعمدة المصنع
شعرت بدوخة غريية،ويعود لذاكرتها
ذلك اليوم بعد إصتطدامها،أغمضت عينيها،وعقلها يستعيد بعض من المُقتطفات التى لم تستوعبها وقتها،وخيال أحدًا يسحبها من السيارة،فتحها لعينيها للحظات،إنفزع عقلها وخيال طوفان هو ذلك الذي يُحاول إفاقتها…
بعقلها رفضت ذلك تمامً،لكن عاود عقلها رؤيتها لـ طوفان باحد ممرات المشفي اثناء خروجها من المشفي بعض تماثُلها للشفاء،كذالك إخفاء هوية من الذي دفع تكاليف المشفي…
أشياء تؤكد ذلك الخيال الكاذب،بالتأكيد غير صحيح،لو طوفان هو من فعل ذلك لا يوجد سبب لإخفاء ذلك كان تباهي…بالتأكيد طيف كاذب لم يحدُث…
أخرجها من ذلك طرق على زجاج باب السيارة، فتحت عينيها نظرت للطارق، كم شعرت بالمقت من تلك البسمه السمجة، كذالك من فتحه لباب السيارة ينظر لها وهو يستقيم بجسده يشعر ببعض الألم فى صدره، تأملها شعر ببعض الهدوء، لكن هي لحظات ظلت صامته تنظر له بعقلها سؤال كادت تسأله عن ذلك الخيال الكاذب،لكن تراجعت بغضب تملك منها، ترجلت من السيارة دفعتها بيديها بقسوة قائلة بإستهجان:
أمتى هتخلص الاعيبك،للدرجة دي إنحدرت أخلاقك ونسيت القانون اللى درسته بقيت تطوعه لأغراضك والوصول لأهدافك،حتى لو إستغليت الأبرياء وإستغليت المواقف لصالحك.
شعر بألم فى صدرة،وئن منه لكن بصعوبه أمسك يدها قائلًا بعصبية:
أنا مش فاهم إنتِ تقصدي إيه،إنتِ اللى إتصلتِ عليا.
نظرت له بغضب وإستهجان وهي تحاول سلت يدها من قبضته بغضب قائلة:
بتستعبط،بقي مش عارف عملت إيه.
ضغط بقوة على يدها قائلًا بعصبية:
دُرة كفاية إتهامات،ولا أقولك يا ترا إيه التُهمه الجديدة اللى جاية تتهميني بيها…قولى اللى عندك بدون عصبية.
نظرت له بغضب قائلة:
سيب إيدي،وكفاية إستعباط إنت عارف أنا بتكلم عن إيه،باسل أخويا مش إنت اللى لفقت له قضية دولارات،طبعًا ده عشان تضغط عليا أوافق أتجوزك .
ضيق بين حاجبيه بإندهاش قائلًا:
إهدى وفهميني دولارات إيه.
سلتت يدها بعُنف من يده قائلة بغضب مُستعر وعدم تصديق:
بقي مش عارف،بس بحذرك يا طوفان،باسل أخويا خط احمر ومش هسمحلك تستغله،سبق وقولت لك مستحيل أوافق أتجوزك خلاص حياتي إنتهت بموت حسام… حتى لو فكرت فى الجواز مستحيل تكون إنت، لأنك خاين وكمان مُستغل.
شعر بألم وقبضة قوية فى قلبه مازالت تتهمه بدون إعطاؤه فرصة للدفاع،نظرتها الباردة نصلٌ مغروس في عمق روحه… لكن حاول التريُس،أيُخبرها أنه كان أسير لحظة ضعف أو غرور أو غباء… لكنه لم يقصد إيذاءها.
ومع ذلك، كان الألم في صدره يخبره بأنها لن تصدّق، ولن تغفر..مهما قال… لكن لابد من رد على هذا الإتهام الأخير حاول الهدوء قائلًا:
أولًا أنا مش محتاج أستغل باسل عشان أضغط عليكِ فى إننا نتجوز…
ثانيًا… أنا لو كنت عايز أضغط، كنت عملت كده من زمان، وبألف طريقة،
بس أنا احترمت إختيارك… واحترمت ظرفك… واحترمت حتى المسافة اللي حطيتيها بينا.
أنا ما استخدمتش باسل، ولا فكرت أستغله، .
تنهّد وهو يحاول السيطرة على نبرة صوته التي بدأت ترتجف:
أنا تعبت من كل مرة أتحطّ في خانة المتهم، من غير ما تسمعيني
أنا مش ملاك… بس عمري ما كذبت عليكِ.
نظر الى عينيها شعر بوجع وكبرياء مكسور، ثقتها معدومة فيه، شعر بآنين، لكن لن يستسلم
جذبها من ذراعها بقوة قائلًا:
فين باسل دلوقتي.
كانها نسيت قبضة يده على عضدها وتهكمت بضحكة سخرية قائلة:
فى النادي بيلعب جولف.
اقسي الاوقات قد تشُق وجههك ضحكة عابرة… ترك عضد يدها وأشار لسائق سيارته أن يتبعه، ثم توجه للناحية الأخري لسيارتها وصعد الى داخلها،
ظلت هي واقفة للحظات قبل أن يضغط على زامور السيارة مُنبهًا ثم نظر نحوها قائلًا:.
هتسوقى ولا أسوق أنا، خلينا نروح القسم عشان تتأكدي مين اللى المُستغل.
❈-❈-❈
بعد وقت قصير
بداخل قسم الشرطة
مجرد ذكر إسم “طوفان مهران” جعل ضابط الشرطة يُوافق على لقاء بينه وبين باسل، جلسا سويًا لبعض الوقت قبل أن يسمح لـ كريمان ودُرة بالدخول له…
بعد وقت خرجوا جميعًا، وظل باسل بعيدًا عن الحجز بإستثناء جلس بغرفة خاصة بالقسم.
أمام القسم…
نظر طوفان نحو دُرة التى قابلت نظرته بنظرة كبرياء، بل وبدون قصد منها حديث حاتم معها اثار غِيرة طوفان، لكن تحمل ذلك وصعد الى سيارته مُغادرًا.
كذالك دُرة ووالدتها بينما شعر باسل بالغضب من سُلطة طوفان،يعلم أنه كان بإمكانه الوساطة لـ باسل وإعطاء إستثناء له بالا يبقي فى الحجز، لكن عمدًا لم يفعل حتى يُزيد من إلقاء اللوم على طوفان…لكن طوفان أفسد عليه ذلك…شعر بالبغض أكثر له.
❈-❈-❈
لكن مازالت لم تنتهي الليلة
بشقة إبتهاج
كان عزمي يشعر بسعادة بالغة، بينما تتدلل عليه إبتهاج قائلة بمكر:
شوفت مش جولتلك الاخضر هو اللى هيجيب مفعول سريع وأها يادوب حطينا الشنطة فى الدار وبلغنا البوليس مفيش وكان طالع بالشنطة والكلبشات فى إيد أخوها.
ضحك بإستمتاع وهو يجذب ابتهاج اليه يُقبلها بسفور، وهي مُرحبه بذلك بعد قليل كانت تجذب المئزر على جسدها بعدما تأكدت من نومه بتعمُد منه جعلته يغفوا بشقتها ولا يعود الليلة لزوجته الأولي، وبتعمُد منها أيضًا فتحت هاتفه بعدما راقبته وعلمت النمط الخاص به، جالت عينيها بين أرقام الهواتف لديه، حتى وصلت الى رقم طوفان الخاص، سجلته بهاتف آخر لديها، ثم أرسلت له صورة خاصة وأعادت غلق ذلك الهاتف… وغفت جوار عزمي تنظر له قائلة بهمس:
مسيرك فى يوم من الايام هتبقي ليا لوحدي.
❈-❈-❈
اليوم التالي
النيابة العامة
بغرفة النائب العام، تم إستدعاء باسل لاخذ إفادته..
سأل النائب العام باسل:
تقول إيه فى إتهام النيابه لك بالاتجار بطريقة غير مشروعة فى العملة الاجنبية.
نظر باسل نحو المحامي الخاص به وأماء له بالرد فاجاب:
أنا بنفي التهمة دي عني.
بمحاورة من النائب تحدث:
والشنطة اللى وجدتها الشرطة فى بيتك وفيها نص مليون دولار غير زيهم مصري.
أجابه ببساطة:
الشنطة دي فعلًا كانت عندي فى البيت بس لها سبب مختلف تمامً.
بإستفسار من المُحقق:
وإيه هو السبب ده.
أجابه باسل:
كانت على سبيل الأمانه أو بالأصح صاحبها نسيها معايا فى العربية وإحتفظت بها بعد ما اتصلت عليه وقالى المفروض كنا هنتقابل النهاردة وارجعها له بس للآسف اللى حصل عطل المقابلة.
سأله المُحقق:
ونين بقي صاحب الشنطة او الامانة زي ما بتقول.
نظر باسل نحو المحامي وتبسم قائلًا بثبات:
صاحبها هو “طوفان مهران”.
إندهش المُحقق قائلًا:
تمام هبعت بلاغ خاص للسيد طوفان، ولحد ما يجي لهنا مُضطر…..
قاطعه المحامي قائلًا:
السيد طوفان عنده عِلم باللى حصل، وقال طبعًا ميرضهوش يتظلم حد بسببه وهو بالفعل موجود هنا فى النيابة تقدر تؤمر العسكري ينادي عليه من بره… أو ممكن أنا أتصل عليه.
أومأ المُحقق بقبول وأشار لذلك العسكري فهم إشارته، بعد لحظات دخل طوفان الى غرفة التحقيق، بالفعل طبق على أقوال باسل…
كما أنه قدم مستندات رسمية بسحب تلك المبالغ من حساب شركاته بأحد البنوك…ثم تحدث بثقة للمُحقق:
يعني المبالغ دي طالعه من البنك بشكل قانوني وبصفة رسمية.
أومأ المُحقق مُتفهمًا لكن فجأهم بسؤال:
طب طالما الدولارات والفلوس اللى فى الشنطة دي تُخصك، ليه جالنا بلاغ ضد السيد باسل.
بثقه رد طوفان:
أنا نفسي مستغرب اللى حصل، واضح إنه شخص له هدف فى دماغه مثلًا توريط باسل بقضيه هو برئ منها، بس هتقولى مين الشخص ده انا لو أعرف مكنتش إترددت لحظة وعرفت منه السبب،بس اعتقد بإفادتي وتقديم كشف الحساب اللى سحبت بيه المبالغ الموجودة فى الشنطة بكده براءة باسل من التهمة، فاعتقد كده القضية خلصت وباقي بس إطلاق صراح باسل.
نظر له المُحقق قائلًا:
عرفت إنك كنت وكيل نيابة سابق.
أومأ طوفان برأسه بموافقة قائلًا:
فعلًا، بس قدمت إستقالتي من النيابة لسبب شخصي، يعني الحمد لله سايب النيابة بسُمعة نضيفة.
إبتسم له المحقق قائلًا:
تمام، وبما إنك عارف فى القانون فأكيد فى إجراءات قبل خروج السيد باسل من النيابة بعد تقفيل القضية.
أومأ له مُبتسمً.
بعد الظهيرة
أمام النيابة العامة
توجه باسل نحو سيارة طوفان مد يده يُصافحه قائلًا:
شكرًا وإطمن سِرك فى بير.
إبتسم له طوفان وصافحه بمودة قائلًا:
أنا اللى متأسف لك، وبجد بشكرك على تفهمك.
بإبتسامه بادله باسل، بينما من أسفل تلك النظارة السوداء كان نظر طوفان نحو دُرة التى تتحدث مع حاتم الذي يقف معها هي وكريمان..وذلك المحامي.. شعرت دُرة بالضيق من وقوف باسل مع طوفان، كذالك تشعر بالغضب بالتأكيد باسل يشكُر طوفان، وبداخلها أصبحت الحِيرة تغزوها من ناحية طوفان.
❈-❈-❈
مساء بمنزل والد دُرة
على طاولة العشاء
جلس كل من دُرة وباسل بالمقابل لبعضهما، كذالك كريمان وبالمقابل لها أخيها
يتحدثون أثناء تناول الطعام بينما دُرة كانت شاردة العقل، إنتبهت حين سمعت صوت هاتف كريمان، نظرت نحوه، تركت الطعام وأخذت الهاتف وخرجت الي تلك الشُرفة المُلحقة بغرفة السفرة.
لحظات وعادت نظرت نحو دُرة قائلة:
دي بدرية كانت بتهنيني ببراءة باسل، وبتقول جاية كمان شويه بنفسها ومعاها حاتم.
نهضت دُرة قائلة:
تشرف،أنا شبعت هقوم أتصل على دكتور زميلي بالمستشفي كنت قايله له يشوفلى مكان هنا لعيادة، ونسيت أتصل عليه.
أومأت لها كريمان تشعر بغصة هي قسيت على دُرة بالحديث أنها منذ أن عادت والمصائب لا تنتهي، بينما تنهد باسل قائلًا:
بصراحة كنت متوقع من حاتم إبن خالي هو اللى كان يتوسط لى فى القسم، بس طوفان طلع شخصية قويه حتي وإحنا في النيابه مع المُحقق كان شخصية قوية.
نظرت له دُرة التي سمعته قبل أن تُغادر الغرفة، كادت أن تقول له لا داعي لذلك الإعحاب ولا التفخيم بشخص مثل طوفان، هو الوحيدة التى تعلم حقيقته… غادرت ليس لديها مزاج للحديث بأي شيء تود الابتعاد عن الجميع والانزواء بنفسها.
بينما نظرت كريمان لـ باسل وأخيها قائلة:
عندي إحساس كبير إن فى هدف من زيارة بدريه ومعاها حاتم،كانت لمحت لى قبل كده وأنا طنشت.
تسأل أخيها:
لمحتلك بأيه؟.
أجابته:
كان گلام وجر بعضه وقالت دُرة صغيرة وجميلة وأكيد مش هتدمر حياتها بعد وفاة حسام ممكن تقابل شاب وتتجوز،لمحت كمان إن حاتم عنده مكانه خاصه لـ دُرة…فهمت إنها ممكن بتلمح إنهم يتجوزوا،بس مقالتش بشكل مباشر طبعًا بس أنا فهمت من تلميحاتها…وأعتقد ممكن يكون مجيها بعد شويه لنفس السبب ده بالذات إن حاتم كان مرافق معانا طول الوقت وبدريه كانت بتتصل تعرف منه الأخبار.
ذُهل باسل كذالك أخيها الذي تحدث بسؤال:
بالسرعة دي معتقدش أكيد قلبها لسه موجوع على إبنها حسام،يمكن إنتِ فهمتي تلميحاتها غلط.
هزت كريمان رأسها بأشارة قائلة:
ممكن، الله أعلم بالنوايا.
❈-❈-❈
بعد وقت قليل
بتلك الشُرفة الواسعه المُطلة على حديقة المنزل
بعد الترحيب بـ حاتم وبدرية
جلس الجميع يتحدثون بمواضيع بلا هدف، الى أن جرت بدرية الحديث عن عمد على كُل من أخيها كذالك حسام، وبدات تسرد بالعلاقة القوية الأخوية التى كانت تجمع بين الأشقاء بين حسام وحاتم، بدمعة عين، ثم تفوهت بلا مقدمات… عشان كده أنا بطلب إيد دُرة لـ حاتم
حسام ومختار هيرتاحوا فى قبورهم لما حاتم ودُرة يتجوزوا.
ذهول غزا عقل دُرة، تجولت عيناها تنظر الى ملامح الموجودين حتى وصلت لـ حاتم ملامحه عابسه رغم تلك البسمة الطفيفة، لم تستشف أي رد فعل لا من والدتها ولا خالها كذالك باسل، بينما عادت بنظرها لـ بدرية
ملامحها شبه بائسة متوسلة…
إزدردت ريقها الجاف وكادت تنطق بالرفض القاطع….
لكن سمعت صوت خطوات تصعد على ذلك السُلم الجانبي للشُرفة… نظرت نحو صاحب تلك الخطوات، ذُهلت حينما ظهر طوفان وأصبح يقترب من مكان جلوسهم،
صمت ساد للحظات، قبل أن
ترفع دُرة رأسها بكبرياء، لم تتفاجأ من حضور طوفان في هذا الوقت، كانت على يقين أن هناك من أخبره بزيارة عمتها، وربما خمن سبب الزيارة
تلاقت نظراتهما، كان ينتظر ردها…
حادت بنظرها عنه، رغم الرفض القاطع بداخل عقلها… لكن لتؤجل ذلك لاحقًا.. وبعناد تمكن منها، خرج صوتها واضحًا:
موافقة أتجوز حاتم.
-بجد…
كلمة واحدة نطقها ببرود، لكنها كانت على النقيض تمامًا من الصهد الذي ينصهر بداخله…
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة رغمً عنه، واقترب بخطوات واثقة حتى جلس على مسند المقعد الذي تجلس عليه دُرة…
وبجرأة، رفع يده ليُطوق كتفيها بتملُك، وعيناه مُعلقتان بعينيها بحِدة، وقبل أن تحاول نفض يده عنها،كان تجمد كل من عقلها عن التفكير،ويديها عن الحركة حين سمعت صوته الواثق بعدما تخلى عن النظر لعينيها ونظر نحو حاتم بنظرة إنتصار :
مع الأسف،أكيد دُرة إتفاجئت من عرضك، وارتبكت وقالت رد غلط… لأن ببساطة… أنا ودُرة كتابنا الكتاب.. يعني متجوزين شرعًا وقانونًا.
صمت لحظات وعن عمد قام بتقبيل رأسها وعاد ينظر لعينيها المُتسعة المذهولة مؤكدًا:
وحددنا ميعاد زفافنا خلال الأسبوع الجاي.