رواية هيبة نديم وليلي الفصل الحادي عشر 11 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الحادي عشر 11
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الحادي عشر 11
تنويه: الفصل +21، قراءة ممتعة
_ على بُعد همسة _ :
الصمت يلفّ الغرفة منذ مدة طويلة ..
جلست "راندا منصور" على طرف سريرها، ظهرها منحنٍ كمن يحمل على كتفيه عُمراً من الخيبة، مرّ يومان منذ أن غادرت بيت الزوجية عائدةً إلى بيت أبيها ..
يومان من الانتظار العقيم، من الترقب الموجع، من التمسك بالأمل المبتور ..
نظرت إلى هاتفها المستلقي على المنضدة الصغيرة بجوارها، شاشته ساكنة، لم تضاء أبدًا طيلة هذا الوقت ..
لم يتصل، لم يبعث برسالة، إنه حتى عندما لفظت كلمة الطلاق أمامه، لم يهتز، تركها ترحل ببساطة وكأنه كان يتمنى أن تطالبه بها بلسانها.. "هو عمره حبّني أصلاً؟ ..
السؤال تردد في رأسها عشرات المرات كصدى لا ينتهي ..
تغور عيناها في الفراغ، ويعود كل شيء إلى بدايته، حيث اللقاء الأول، حيث الإعجاب الذي انقلب إعصارًا اجتاحها دون رحمة ..
"نديم الراعي" ..
رجلٌ صُنِع من هيّبة وغموض، تقدّم لخطبتها وكان الجميع يعرف السبب، كما كانت هي تعرف، لم تكن مغفّلة، كانت صفقة مثالية لرجل مثله، العائلة، المال، الاسم، والمظهر ..
لكنها ورغم وعيها، أعجبت به، سحرها حضوره، لفتها صمته، شدّها جبروته الهادئ ..
وفي بادئ الزواج، لم يكن عاشقًا، لكنه لم يكن بادرًا كذلك ..
كان يؤدي دوره بكفاءة. وفي الفراش، لأول مرة في حياتها، شعرت بأنها امرأة حقًا ..
كانت نظراته، لمساته، أنفاسه، كلها تقول ما لم يقله لسانه قط ..
كان يقترب منها بحسم ورغبة، وكانت تسلّمه نفسها لا لأنها زوجته، بل لأنها أرادت أن تكون له، كلها، بكل شغفها، بكل انكساراتها السابقة ..
معه كانت تنسى من تكون، تتركه ينزع عنها أثقال الأسماء والألقاب، ويُعيد تشكيلها من أنوثتها الخالصة ..
لكن ذلك لم يدم ..
مرّت الأشهر، وبدأت تلاحظ التحوّل، صمته أصبح أقسى، قربه تضاءل حتى تلاشى، أصبح يتجنبها في الليل، يتحجج بالتعب، بالعمل، بأيّ شيء كي لا يلامسها، كأنها أذى يخشى أن يقترب منه ..
سألته مرة، مرتين، ثلاث …
هل هناك أخرى؟
أنكر في كل مرة، كان صامتًا كجدار صلد وبارد، ثابتًا كتمثال لا يعبأ بعواصفها ..
ومع كل رفض كانت تتآكل، إنها ليست قبيحة، ليست معدمة، ليست بلهاء ..
وليست أقل من نساءٍ يسعين خلفه حتى بعد زواجه ..
فلماذا؟.. لماذا يتهرّب منه؟ لماذا ينبذها هكذا؟
لم تجد جوابًا، ولا تفسيرًا، ولا حتى شفقة منه ..
عيناها امتلأتا بالدموع، ثم سالت بصمت، تتدحرج على وجنتيها كأنها تعرف طريقها مسبقًا ..
وانفجرت أخيرًا ..
شهقاتها مرتجفة، تصاعدت حتى صار بكاؤها نحيبًا حارًا يخترق السكون ويهز الجدران من الداخل ..
ضمّت جسدها بذراعيها، كأنها تحاول أن تحتوي نفسها الجريحة، لم تكن تبكي "نديم" الآن، كانت تبكي إحساسها بالرفض، تبكي السؤال المُرّ الذي لم تجد له إجابة: “ما الذي ينقصني؟ ..
طرقاتٌ خفيفة على الباب كسرت صمت الغرفة ..
لم تجب، كفكفت دموعها بسرعة، بينما تناهى إليها صوت والدها دافئًا كعادته وهو يناديها بهدوء:
-يا راندا.. ممكن أدخل؟
لم تُجِب أيضًا ..
فانفتح الباب ليدخل "منصور".. لم يكن بحاجة إلى إذن.. فهذه ابنته الكبرى.. والأقرب لقلبه بعد وفاة والدتها ..
وقف لحظة عند الباب، يتأمل المشهد، ابنته كما هي منذ يومين، بنفس الملامح المتيبسة، والعينين المحمرتين من السهر والبكاء ..
اقترب منها وجلس إلى جوارها على حافة السرير، مدّ يده رابتًا على ظهرها بخفة، ثم قال بابتسامة صغيرة يطغى عليها القلق:
-مالك يا حبيبتي؟ من ساعة ما جيتي حابسة نفسك في أوضتك ليه؟ وليه زعلانة أوي كده؟
هزّت رأسها بصمت دون أن تنظر إليه، أشاحت بوجهها كأنها تخاف أن يرى في ملامحها ما عجزت عن شرحه بالكلمات، فتابع:
-مش عايزة تتكلمي؟ طيب أنا هافضل قاعد كده. مش متحرك من مكاني إلا لما تفهميني مالك!
ابتلعت "راندا" غصّتها، ثم تمتمت بصوت واهن:
-مافيش حاجة يا بابا… بس تعبانة شوية!
-إيه إللي تاعبك يا راندا؟ أو مين إللي تاعبك؟
كان يعرف الجواب، لكنها محاولة أبوية لانتزاع اعترافٍ يفتح لها باب البوح ...
قاومت "راندا" إلحاحه بضعف:
-بلاش يا بابا. بلاش تضغط عليا أرجوك.
-ليه؟ مش من حقي أعرف بنتي مالها؟ ولا أنا ماليش لازمة دلوقتي؟
صمتت ..
امتدت لحظات الصمت بينهما، حتى كادت تخنقها، ثم قطعها صوته بنبرة أكثر حدة، ناقمة:
-هو إللي وصلك للحالة دي صح؟ نديم هو السبب يا راندا؟؟
رفعت عينيها إليه بسرعة، كأنها خافت أن يكمل، لكنه أكمل بغلظة:
-الراجل ده أنا من أول يوم ماكنتش موافق عليه. مش عشان أي حاجة غير إني كنت واثق إنه مابيحبكيش ولا حتى شوفت في عينه النيّة لكده.. انتي إللي أجبرتيني أوافق عليه. كنت ساكت. ساكت على حاجات كتير. ساكت عشان خاطرك. عشان كنتي شايفاه راجل أحلامك وكنتي متعلّقة بيه حتى من قبل ما يتجوزك.. بس أنا ماقدرش أسكت لما أشوفك بتنهاري كده قدامي!!
كان صوته يزداد غلظة، وكل كلمة منه تغرز في صدرها كالخناجر، وكأنها تعيش الانكسار مرتين: مرة بسبب "نديم".. ومرة بانكشافها أمام والدها ..
تدفق بكاؤها فجأة، أغزر من ذي قبل، وعلا صوت نحيبها كأن حروف أبيها مزّقت آخر سدود كتمانها ..
جذبها "منصور" إليه بحنوّ، واحتواها بين ذراعيه قائلًا بجمود يماقض لمسته اللطيفة:
-بصيلي… بصّيلي يا راندا.. إللي يزعلك بالشكل ده. إللي يكسر قلبك ويخليكي تبكي بالطريقة دي. مايستاهلكيش.. ده مش الراجل إللي كنتي بتتمنيه. ده مايتقالش عليه زوج.. ده خسارة حتى إنك تفكري فيه.
تمسكت "راندا" بقميصه كأنها تغرق، ثم قالت بصوت متهدج، يملؤه القهر:
-بس أنا.. أنا بحبه.. أنا بحبه يا بابا!
سكت ..
قلبه يعتصره، تنهد ببطء، وعيناه إلى الأرض، كأنها طعنته حيث لا حماية ..
لم يعلّق فورًا، كان يبحث عن شيء يقوله، شيء لا يُشبه الحقيقة التي قالتها ..
ثم قال بصوت خافت:
-أنا عارف إنك بتحبيه.. وده اللي كاسرني أكتر. بس أنا مش هاسيبك كده يا بنتي.. أنا هاعمل إللي أقدر عليه. كل إللي أقدر عليه.. عشان أشيل الحزن ده من جوّاكي. ونديم ده. أقسم بالله لأخليه يعرف قيمتك غصب عنه.. أصبري بس.
قبّل جبينها وهو يضمها، كأنه يحاول أن يمسح كل وجع تشعر به ..
لحظة صمت أخرى.. ثم رنّ الهاتف ..
قفز قلبها والتفتت نحوه بعنف، كأن كل كيانها صار أذنًا تترقب الاسم، لكن خاب أملها مجددًا ..
كانت "مشيرة" التي تتصل ..
انطفأت شرارة الأمل التي اشتعلت للحظة في عينيها، بينما ألقى والدها نظرة على اسم المتصل، ثم ابتسم لها، ربت على كتفها برقة وقال:
-أنا هاسيبك دلوقتي يا حبيبتي.. هانزل في مشوار وراجع بالليل. هانتعشى سوا انا وانتي وعمتك.. اتفقنا؟
أومأت له بإيجاب ..
نهض ببطء، ألقى عليها نظرة أخيرة، ثم خرج مغلقًا الباب وراءه في صمت ..
حدّقت في شاشة الهاتف لثوانٍ، مترددة بين الرفض والقبول، ثم ضغطت على زر الإجابة، سحبت أنفاسها في صمت تغطي على آلامها وردت:
-ألو!
جاءها صوت "مشيرة" المألوف، مفعمًا بالحياة كعادته:
-رانّود.. يا حبيبتي عاملة إيه وحشتيني أوي.
أجابت "رندا بصوت خافت بلا روح:
-أنا كويسة. انتي وحشتني أكتر يا مشيرة.. أزيك وأزيكوا كلكوا؟
-إحنا كلنا بخير الحملله. طمنيني عليكي انتي… عاملة إيه؟ وإيه إللي مقعدك ده كله عند باباكي؟ مش هاترجعي بيتك بقى؟
-لأ مش راجعة اليومين دول.. بابا وحشني أوي ف حابة أقعد معاه شوية. كمان عمتي زهقت من القاعدة لوحدها ومبسوطة إني رجعت.
-طب ناوية ترجعي امتى؟
-مش عارفة.. لما أقرر هاكلمك وأقولك.
صمتت "مشيرة" لحظة، ثم عادت بسؤال يبدو عابرًا، لكنه لم يكن كذلك البتّة:
-بس إنتي ليه ما سافرتيش الغردقة مع نديم؟
بلعت "راندا" غصتها، شعرت بالمرارة تسري في حلقها مثل سم بطيء، حاولت الحفاظ على تماسكها، وردّت بصوت هادئ:
-ماقدرتش أسافر.. وقلت لك بابا كان واحشني.
ضحكت "مشيرة" بخفة، تظن "راندا" بأنها لم تلتقط ما وراء الكلمات، ثم قالت بلهجة تطوي خبثها الأفعواني:
-بس غريبة.. يعني إزاي ليلى هي إللي سافرت معاه… وإنتي لأ!
تجمّدت ملامح "راندا" في هذه اللحظة ..
لسانها انعقد للحظة، كأنها ضُربت في مقتل، ثم قالت أخيرًا وقد خرج صوتها هامسًا، مرتجفًا:
-ليلى… سافرت مع نديم؟
ردّت "مشيرة" ببساطة، تعلم يقينًا بأنها قد فتحت باب الجحيم للتو:
-أيوة.. انتي ماتعرفيش؟ ده نديم هو إللي عرض عليها كمان وأخدها بطيارة خاصة وسافروا في نفس اليوم إللي مشيتي فيه.
لم ترد "راندا" ..
عيناها اتسعتا ببطء، وامتلأتا بغضب صامت، مزيج مرعب من الذهول، والاشمئزاز، والانكسار ..
الهواء صار ثقيلًا، والضوء باهتًا، والعالم كله انكمش في لحظة واحدة إلى اسم "ليلى" ..
"ليلى"!!!
الشكوك التي طالما راودتها… صارت حقيقة ...
تلك النظرات المراوغة، ضحكات خافتة في غير محلها، كلمات مبهمة لا تُقال على الملأ ..
كلها عادت الآن، تتجمع كقطع زجاج تنغرز في صدرها ..
لم تنطق بكلمة أخرى ..
حتى حين أتى صوت "مشيرة" متسائلًا بقلق:
-راندا؟… انتي كويسة؟
لكن الخط انقطع ..
قطعته "راندا" ..
مسحت دمعة قد فرّت من عينها بغتة، بينما بداخلها، قرار قد حسم ..
لن تبكِ هذه المرة.. لن تنهار ..
فهذا وقت الفعل، ولتؤجل إنهيارها، حتى تقطع الشك باليقين ...
__________________________________________________________
في اليومين الماضيين.. كانت "ليلى" أشبه بشخصٍ يسير في الضباب.. لا يدرك تمامًا إن كان يحيا في الحلم أم في يقظةٍ مائعة الحدود ..
شيءٌ ما فيها قد تغيّر، لم يكن الألم، ولا الندم، ولا حتى تلك الغصّة العابرة في الحلق ..
بل ذلك الإحساس العميق، الهادئ، بأنها لم تعد كما كانت ..
هناك شعور لا تستطيع تحديده بدقة ..
للمرة الأولى في حياتها، سلّمت قلبها وجسدها لـ"نديم" ..
الليلة التي أخذ فيها عذريتها لم تكن عابرة، ولم تكن مجرد لحظة شهوة، كانت نقطة فاصلة، نقلتها من ضفة إلى أخرى، حملتها من كونها فتاة.. إلى امرأة تعرف تمامًا لمن تنتمي ..
رغم وجعها، رغم ذلك الألم العنيف الذي قاومته بابتسامة خجولة وصمت مطبق، لم تكن حزينة لخسارتها غير المحددة ..
بل كانت مشغولة به، يلهيها اعتناؤه الدقيق به، لقد حممها بيديه، جلس معها في الماء الدافئ، أسندها إلى صدره، يهمس لها بكلمات لم تسمع مثلها من قبل ..
مسح عن جسدها آثاره وآثار خوفها كما لو أنه يغسلها من حياتها القديمة، لتستقبل حياتها الجديدة معه، قبّل جبينها أكثر مما قبّل شفتيها وهمس:
-أنا آسف… أنا آسف يا ليلى…
ماكنتش عايزك تتوجعي… سامحيني.
قالها مرات كثيرة، رغم أنها لم تُظهر له ألمًا، رغم أنها لم تشتكِ، رغم أنها ابتسمت له، وغمغمت بصوت واهن:
-أنا كويسة… بجد!
ومنذ تلك الليلة، لم يلمسها، لم يحاول الاقتراب منها مرةً ثانية، إنما قال لها بصدق لم تعهده في رجل غيره:
-خدي وقتك… ارتاحي.
وهكذا قضت وقتها بين ذراعيه، دون خوف، لكن شيئًا فيه لم يكن مستقرًا، كان حاضرًا جسديًا، غائبًا بنظراته أحيانًا ..
قاسيًا بلا سبب في لحظات، كأن شيئًا داخله يتخبّطه ..
أطلّ عليهما نهارٌ جديد، وأصرّ "نديم" على الخروج من الجناح، من العزلة، من حرارة الذكرى ..
بعد الإفطار أخذها إلى الشاطئ، هناك في الهواء الطلق المشبّع برائحة البحر المسكرة، حيث تتنفس السماء بسعادة، بدأت "ليلى" تسترخي، تتخلّى عن توترها قليلًا ..
الرمل أسفل قدميها ناعم، والشمس خفيفة، والماء يلمع كالألماس على مدّ البصر ..
جلست على الكرسي الخشبي الممدد، ورأته هو يجلس بصمتٍ إلى جوارها، تنظر هي للبحر وتتأمله، بينما ينظر هو إليها ..
كانت جميلة، جميلة حدّ الذهول، وهي ترتدي فستانًا من الشيفون الأبيض، رقيقًا كأن جسدها يتنفس من خلاله، مفتوح عند الكتفين، بأزرار صغيرة ذهبية تمتد حتى خصرها، مع قبعة قشّ مائلة تغطي جزءًا من شعرها المتروك بنعومة على ظهرها ..
حول عنقها قلادة بسيطة، ذهبية تحمل حروف أسمها بالعربية، وعلى معصمها سوار من لؤلؤ ناعم، يُكمل ملامح أنوثتها الجديدة التي باتت تلمع في عينيه أكثر من أيّ وقتٍ مضى ..
نظر إليها بتأمل عميق، إنها الآن له، تمامًا، لقد حصل عليها ..
مرّت في رأسه صور من الليلة الوحيدة التي جمعتهما ..
نظرة عينيها لحظة أن امتلكها، صوتها المرتبك، أنفاسها حين اختلطت بأنفاسه ..
كيف ارتجفت يداها في البداية وتشبثت به بخوف، ثم كيف استسلمت له كأنها تنتظره منذ عمر ..
كيف أغلق عليها ذراعيه بعد كل شيء، وهمس لها:
-أنا مش هاسيبك.. مهما حصل.
تلك الليلة محفورة في جسده، في ذاكرته، رغم إنها لم تكن مثالية، لكنها لحظات لا يقايضها بشيء في العالم ..
وفجأة التفتت "ليلى" عندما شعرت بنظراته تخترقها ..
نظرت إليه مباشرة، رمقته بابتسامة خجلى وقالت بنعومة:
-بتبصلي كده ليه؟
ابتسم "نديم" وقال بصوت خفيض:
-بحاول أصدق إنك بقيتي ملكي.. لحد دلوقتي حاسس إني بحلم. وخايف أصحى.
صمتت واكتفت بابتسامة صغيرة، فأردف وهو يرمقها بنظرة عميقة:
-ليلى.. البنت الصغيرة إللي جت تعيش في بيتي من وهي 3سنين.. كنت بشيلك على كتفي. وكنتي بتنامي في حضني
كنت بذاكرلك. بسرحلك شعرك.. بأكلك وأشربك وألاعبك.. ساعات كنت أوصلك المدرسة وأرجعك
أنا حبيتك إمتى وإزاي.. ماعرفش.. بس إللي متأكد منه إن حياتي ماينفعش تكمل إلا معاكي.
بدأت ابتسامتها المتسعة في التلاشي تدريجيًا، ثم قالت بهدوء:
-رغم فرحتي بكلامك وبكل حاجة جديدة حصلت بينّا.. بس أنا مش قادرة أنسى ولا أسامحك على إنك اتجوزت واحدة غيري وانت بتحبني. مش قادرة أتخيل إنك لمست واحدة بنفس الطريقة إللي لمستني بيها.. إنك كنت معاها زي ما كنت معايا.. الأفكار دي بتنهش في قلبي يا نديم... بتوجعني بجد!
مد يده نحو يدها وأحكم قبضته عليها وهو يقول بجدية:
-راندا كانت أكبر غلطة عملتها في حياتي يا ليلى.. أنا كنت معاها بجسمي. بس قلبي كان معاكي انتي. ومن أول لحظة بقيتي فيها ليا بقيت ليكي إنتي كمان. بقلبي وجسمي وكل كياني.. أنا بوعدك تاني.. عنيا مش هتشوف واحدة غيرك. ولا إيدي هاتلمس ست غيرك.. وعد.
علت ابتسامتها متأثرة بكلماته، ليرد لها الابتسامة ويداعب ظهر يدها بإبهامه، ثم يسمعها تقول فجأة:
-أنا نفسي أوي أنزل البحر معاك.. عمرنا ما جربنا. رغم إننا صيفنا كتير بس ماكنتش بترضى إني أنزل البحر أصلًا!
وعبست كطفلة ضاعت منها لعبتها ..
ضحك "نديم" بخفة، ثم رد بحزم إلا إن صوته احتفظ بدفئه في آنٍ:
-ولا هارضى إنك تنزلي دلوقتي يا حبيبتي.. انسي قصة نزول البحر دي خالص.
نظرت له بصدمة قائلة:
-ليه يا نديم؟ أومال انت جايبني هنا ليه؟؟؟
أجابها بهدوء حاسم:
-جايبك عشان نغير جو ونكون على راحتنا.. نتبسط. مش عشان ألبسك مايوه وأنزلك البحر وإللي مايشتري يتفرج.. كان ممكن يحصل لو واخدين شاليه بشاطئ خاص. بس إنتي إللي قولتيلي الأوتيل هنا حلو.
زفرت "ليلى" بإنزعاج أدارت وجهها بعيدًا عنه، فابتسم قائلًا بصبر:
-طيب خلاص.. ماتزعليش أوي كده.. انتي نفسك تنزلي المايه معايا صح؟ أي مايه؟
عاودت النظر إليه فورًا وقالت:
-أي مايه إزاي يعني مش فاهمة!
رد بهدوء بينما ملامحه تحمل لمحة مكر طفيفة:
-الروف بتاع الأوتيل عليه بول كبير.. لو شوفتيه هايعجبك أوي. زي ما انتي عارفة شركتنا إللي منفذة الفندق. وأنا عارف جودة شغلي.
سألته بريبة: يعني عايز تقول إيه؟
قلب عينيه قائلًا بضجر:
-هكون عايز أقول إيه يعني؟ هاستأذن عمر يفضي الروف ونطلع أنا وإنتي.. تنزلي البول براحتك. ها.. إيه رأيك؟
ليلى بامتعامض طفولي:
-البول مش زي البحر يا نديم!
نديم بحدة: هو ده إللي عندي يا ليليى. مش عاجبك يبقى هاتفضلي قاعدة كده تتفرجي زي الشاطرة على البحر.. وممكن أسمح لك تدلدلي رجلك بس عليه.
زفرت بنفاذ صبر وقالت بغيظ:
-خلاص.. ماشي بول بول.. بس هالبس مايوه بيكيني.
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة وقال:
-إلبسي إللي يعجبك يا روحي.. طالما أنا بس إللي هشوف.. براحتك.
أحمرّ وجهها وطأطأت رأسها في خجل، بينما ضحك بتسلية، وأستلّ هاتفه ليجري الاتصال بإبن خالته ...
_______________________________________________________
امتدت ساحة التدريب بقلب الصحراء محاطة بأسوار خرسانية، تفوح منها رائحة العرق والجهد والتصميم، الشمس تسطع بقوة، تصفع الجباه العارية ولا تجرؤ على زحزحة الرجل الواقف في منتصف الساحة ..
الرائد الأشهر بالجهاز الأمني قاطبة. "زين نصر الدين" منذ بُكرة الصباح يقف هكذا بصلابة كأن الأرض نبتته، كان يرتدي الأفرول الرسمي بلونه الداكن، مشدود على عضلاته البارزة حفرتها السنين فوق جسده كأنها شواهد من صخر أسفل جلده، عيناه المتقدتان تدوران بين أفراد فريقه بلا رحمة، في حين كانت قطرات العرق تتسلل فوق صدغه ببطء كأنها تهاب السقوط ..
يتقدم بين صفوفهم، لا يحمل سوطًا، لكنه لا يحتاج إليه؛ صوته كان السوط بذاته ..
هتف فيهم بصوت جهور مهيب:
-شد حيلك.. أنا مش شايفك بتجري.. يلا.. عايز أشوف غبار رجلك!
رفع يده وأشار لحلقات القتال بالأيدي، ثم التحق بهم، لم يكن مشرفًا فقط، بل مقاتلاً بينهم. ركض، سدد ضرباته، وقع وأعاد النهوض، شاركهم في كل حركة، فازدادوا حماسًا، فالقائد حين ينزل الميدان تُخلق الأسطورة ..
وبعد ساعة كاملة، وقف "زين" في المنتصف، أنفاسه عميقة، عيناه ثابتتان على وجوههم المرهقة، ثم قال بنبرة أهدأ ولكن مشتعلة:
-مافيش فرقة تاني هاتبقى أقوى من فرقتي. طول ما أنا بخدم الفرقة دي لازم تبقى الأفضل في الجهاز كله. انتوا مش هنا بالحظ ولا بالواسطة. لأ.. كل واحد فيكوا هنا عشان عندكم حاجة مختلفة. وأنا مش هقبل بأقل من الكفاءة في كل حاجة. التدريب مش رفاهية، ده سلاحكم الحقيقي. وإللي يكسل.. يطلع برا. ماعنديش تهاون. المهمة إللي جاية حساسة جدًا. أنا لسا ماعنديش معلومات عن الشخص اللي هنأمنه. لكن التأمين هنا مش لمجرد شخص واحد وهي دي اللعبة. انتوا صفوة فرق الأمن الوطني.. والمرة دي الاختبار صعب. كل ثانية في التدريب ده بتفرق.. كل تفصيلة بتصنع الموقف.. ولو حد هنا فاكر إن التأمين مجرد وجود يبقى غلطان. إحنا بنمنع الموت قبل ما يحصل. بثانية واحدة!
رفع أحد الأفراد يده وسأل بتردد:
-هو احنا هنأمن مين يا قائد؟
رد "زين" بصرامة دون أن يلتفت:
-قلت لكوا لسا ماعنديش معلومة. ومش مهم مين. المهم تركزوا.. والباقي ييجي لوحده.
في تلك اللحظة، انقطع الهواء من حولهم للحظة قصيرة، حين دخل رئيس الجهاز الساحة. وقف الجميع منتبهين، و تحرّك "زين" نحوه بخطوات حاسمة ..
صافحه بقوة، بحرارة الرجولة والصداقة وقال:
-نورت الساحة يافندم.
ابتسم الرئيس وقال بنبرة إعجاب صريحة:
-دي منورة بيك انت يا زين. ما شاء الله بطل من يومك. أنا فخور بيك.. من ساعة ما دخلت الجهاز وإنت رافع اسمنا لفوق.
ضحك "زين" وقال:
-بحاول على قد ما أقدر. بس حضرتك ماجيتش إنهاردة لمجرد التفتيش.. صح؟
رد الرئيس بعد أن خطف نظرة سريعة على الفريق:
-أكيد لأ. أنا جاي أبلغك شخصيًا بهوية الشخصية اللي هتأمنوها.
اقترب "زين" خطوة، نبرة صوته خفتت وهو يقول:
-مين يافندم؟
أجاب الرئيس وعيناه تلمعان بشيء من الجدية:
-وزير الخارجية السابق.. والسفير المصري الحالي في الأمم المتحدة... عاصم البدري!
___________________________________________
صعدا معًا إلى الجناح ..
دخلت "ليلى" إلى الحمام وارتدت رداء السباحة ذي القطعتين، لونه أزرق داكن، مزيّن بحواف ذهبية رفيعة تلمع تحت الضوء، يكشف من جسدها أكثر ممّا يستر، ألقت فوق كتفيها روب استحمام أبيض، طويل، لا يُخفي التفاصيل بقدر ما يزيدها إثارة ..
بينما كان نديم في الجهة الأخرى من الجناح، يرتدي سرواله الأسود القصير، يُبرز جسده الرياضي المتناسق، ويغطيه بروب مماثل، أضاف له وقارًا آسرًا ..
خرجا معًا، صامتين، متشابكي لأيدي، المصعد حملهما حتى أعلى طوابق الفندق، حيث القمّة ..
وترف لا يُوصف، أرضيات خشبية داكنة، أرائك فاخرة، نباتات استوائية تحيط بالمكان، وبركة سباحة واسعة كأنها قطعة من السماء انسكبت على الأرض ..
سارت "ليلى" أمامه بخطواتٍ خفيفة، تشع طفولة وفرح، توقفت عند حافة المسبح، نزعت الروب بحركة واحدة، كأنها تنزع عنها التردد والرهبة ..
وقف "نديم" خلفها، يلتهم تفاصيلها بعينيه، ردائها يكشف منحنياتها بدقة فادحة، والضوء المنعكس على بشرتها جعلها تبدو كأنها خرجت من حلم مستحيل، صدرها يعلو ويهبط من الإثارة والحماس، وخصرها المنحوت ينساب حتى فخذيها برشاقة خُلقت لإغوائه وحده، فهو لم ولن يسمح لها بالظهور هكذا أمام أيّ رجل غيره ..
إلتفتت له بنظرة عابرة، فارتبكت من شدة تركيزه عليها ...
-مش هاتنزل معايا؟.. قالتها بخجلٍ واضح
أومأ وهو يقترب، نزع روبه وألقاه فوق أحد الكراسي القريبة، ثم قفز في المسبح بقوة جعلت الماء يرتجّ ..
بعد لحظات، برز رأسه من الماء، ومدّ يده نحوها قائلًا من بين أنفاسه:
-تعالي.
مدت له يدها هي الأخرى ونزلت على الدرج على مهلٍ، حتى غمرتها المياه، وحين استقرّت بين ذراعيه شهقت بخفة من البرودة ..
ابتسم وهمس وهو يتأمل وجهها المضرج بحمرة طفيفة:
-مش كان أحسن لو فضلنا في الجناح؟ لو كنت شوفتك قبل ما تلبسي الروب ماكنتش سمحت لك تخرجي كده.. جبتي المايوه ده امتى؟
تلعثمت وردّت بتوتر:
-جالي هدية!
عبست ملامحه فجأة، واختفى لطفه كله بلحظة وهو يسألها بلهجة هادئة خطرة:
-نعم؟ هدية من مين؟
أجابته باضطراب واضح:
-نوران.. جابتهولي في عيد ميلادي. أصلي كنت قلت لها إن نفسي يكون عندي مايوه بيكيني!
هدأت نظراته تدريجيًا، لكن صوته ظل مشحونًا:
-آه.. نوران دي عمرها ما ريحتني والله… لو طلبت منك تقطعي معاها… هاتسمعي كلامي؟
هزّت رأسها نافية ..
فقال بإذعان ناعم، كأنه توقّع الرد:
-كنت عارف… ماشي.
ابتعد عنها قليلًا وبدأ يسبح بطول البركة برشاقة، تبعته "ليلى" حتى وصل إلى الحافة الخرسانية وفتح لها ذراعيه، جعلها أمامه، حاصرها بجسده، والماء يحيط بهما من كل الجهات ..
بدأ يُقبّلها على كتفها العاري، ثم عنقها، بشفاهه الدافئة، وهمس بين كل قُبلة وأخرى:
-انتي لسا زعلانة مني؟
تقطّعت أنفاسها، وقالت وهي تتمسّك بكتفيه:
-زعلانة من إيه؟ ليه بتقول كده؟
-أنا مش غبي يا ليلى.. أكيد حاسس بيكي… زعلتي مني بسبب طريقتي معاكي..وعندك حق.ما راعتش إنها أول مرة ليكي… أنا آسف!
-أنا.. مش زعلانة. بجد… مش… مش ده العادي؟
توقّف عن تقبيلها، رفع عينيه ونظر لها مباشرة قائلًا:
-لأ… كان لازم أكون أرقّ من كده.. بس حسيت إن القدر معاندني… وخفت تضيعي مني.. ف ماكنتش شايف غير إني لازم أخدك بأي تمن.
نظرت له بدهشة، وسألته بصوتٍ منخفض:
-ليه فكرت كده؟ أنا طول عمري معاك… وليك.. عمري ما كنت ولا هكون لحد غيرك!
كان يحدّق في عينيها، وكأن كل ما قيل لا يكفي، أحاط خصرها بيد، ووجهها باليد الأخرى، واقترب منها بهدوء مربك، حتى التصقت أنفاسه الساخنة ببشرتها المرتجفة ..
ثم قبّلها ...
قبلة طويلة، عميقة، جائعة، كل ما لم يُقال، كل ما لم أحسّه تجاهها الماضي والحاضر، تفجّر فيها ..
شفتيه تتحركان فوق شفتيها ببطءٍ أولاً، ثم بجنون، وهي بعد لحظة ارتباك قصيرة، ردّت عليه ..
ضمّته مطوّقة عنقه، وغاصت في القبلة كأنها تغرق فيه ولا تريد خلاصًا ..
الماء يحيط بهما، وداخل هذا الحنين المنصهر، كانت "ليلى" تذوب ..
ضغط بشفتيه على شفتها السفلى، يسحبها بين شفتيه بخفة، ثم يتركها ببطء ليعود يقبّلها بالكامل ..
قبلة أعمق هذه المرة، ولم تكن مجرد قبلة عابرة، كان هو الأستاذ وهي التلميذة، كان يعلّمها وقد كانت نجيبة وفطنة ..
شفتيه تتداخلان مع شفتيها، وحرارة أنفاسه تلفح وجهها، تكاد تحرقه، بينما يسحب الهواء منها ويعطيها أنفاسه كأنها تنتمي إليها منذ الأزل، وهي تدفع وتستقبل قبلاته، تهمس بلذة خرساء داخل فمه …
وتتوالى القبلات حتى آلمتها شفتاها ..
واحدة طويلة، واحدة خاطفة، واحدة حائرة، وأخرى جائعة ..
مزيج من الشوق والعطش، من الماضي والآن، من كل شيء حرما منه ..
إلى أن توقّف كلاهما عن التقبيل أخيرًا، ظلا قريبين، أنفاسهما متشابكة بحرارة، وجباههما تتلامس ..
همس في أذنها بصوت منخفض دافئ، وقد التصق صدره بكتفها:
-تعالي يلا… عايز أعتذر لك عن أول مرة.. عايزك تنسي أول مرة أصلًا. المرة دي هاتكون بالطريقة الصح.
عضّت شفتها السفلى بخجل، وابتسمت له بعينيها قبل شفتاها، وكالعادة منحته ثقتها العمياء ..
تركته يقودها خارج الماء، يلفّ حول جسدها الرطب روب الاستحمام بعناية كما لو كان يغلف هدية ثمينة، جفّف وجهها براحة كفه، وبحركات هادئة لبس روبه هو الآخر، ثم أخذ يدها وسارا معًا نحو المصعد ..
لم يتحدثا خلال الطريق، لكن الأعين كانت تبوح بكل شيء، وحين وصلا إلى جناحهما، ما إن انغلق الباب خلفهما، حتى تلاقت الشفاه من جديد ..
قبلة طويلة، أعمق من سابقتها، فيها وله واشتياق، شبق متبادل تخطّى كل الحدود، وفيها ما لا تصفه الكلمات ..
كان يُقبّلها كما لو أنه يحاول محو كل ألمٍ قديم، كل لحظة مرت دونها، وكان يُقبلها كما لو أنها الهواء الوحيد الذي يتنفسه ..
بدأت أصابعه تفكّ لها عُقدة الروب ببطء، يخلعه عنها برقة وكأنها وردة لا تحتمل اللمس، ثم خلع روبه هو الآخر، واقتادها إلى السرير الذي بدا لهما ملاذًا خاصًا، كأنهما وحدهما في هذا العالم، لا وجود لشيء سواهما ..
راح يُغدقها بالقبلات، واحدة على خدّها، وأخرى على جبينها، ثم نزل بأنفاسه الدافئة إلى عنقها وما تلاه من كل شبر بجسدها ..
كانت تتنفس بصوتٍ متقطع، تتلوّن وجنتاها، وكل خلية فيها تنتفض تحت أنامله خلال الدقائق التالية ..
كم تمنّت لو أن بإمكانها السيطرة على نفسها، ولكن معه، لم يكن هذا خيارٌ متاح، لم تسيطر مطلقًا حين انتزع منها وبسهولة ما لم تتخيّل بأنه يسكنها، تفجّرت أنوثتها بين ذراعيه كما لم تعرفها من قبل، لم تصدق، ولم تعد تفكر أو تركز على أيّ شيء سواه ..
وحين عاد لشفتيها، كان قد احتواها بالكامل في حركة واحدة، اختلطت أنفاسهما، وتشابكت أعينهما، وتلاشى العالم من حولهما ..
لم يكن كأول مرة ..
كان أكثر رقة، أكثر احتواء، أكثر حباً ..
همسات "ليلى" ارتفعت، وأصوات تنهداتها امتزجت بصوته الرجولي بنغمات لم تسمعها منه قبل الآن، كأنهما يكتبان معًا سيمفونية لا تُعزف إلا في الظلام، لا تُفهم إلا بالشعور ..
مرّ الوقت.. وهدأ كل شيء ...
الآن هي مستلقية فوق صدره، منهكة، لكنها غارقة في سكينة تختبرها لأول مرة بحياتها ..
كان يُمرر يده في شعرها، يُقبّل جبينها، يلامس خدّها بشفاهه بين الحين والآخر، ويهمس بصوتٍ غارق في حبّها:
-إنتي حياتي كلها يا لولّا… أنا مستعد أموت عشانك!
رفعت يدها بسرعة، وضغطت على وجهه براحة كفها المرتجفة وهي بجزع:
-بعد الشر عليك… أوعى تقول كده تاني يا نديم.. انت سامع؟
ابتسم لها، ثم أدار وجهه ليلثم جبينها بقبلة حانية مطوّلة… لكن لحظة الدفء تلك لم تكتمل ..
صوت مفاجئ… مصدوم… آتٍ من ناحية باب الجناح الذي إنفتح في غفلةٍ منهما:
-نديـــم!................................................................................................................................................................. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا