رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني عشر 12 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني عشر 12 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني عشر 12 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني عشر 12 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني عشر 12
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني عشر 12
_ لها فقط _ :
-نديـــــــم!
صوتها شقّ السكون كالسكين، وارتجّت الغرفة، وتحوّل دفء اللحظة إلى صقيع أشيب ..
وقفت "راندا" عند مدخل الجناح متجمّدة، أنفاسها لاهثة، وعيناها متّسعتان عن آخرهما تتدفق منهما نظرات مصدومة ..
رأت "ليلى" في أحضان زوجها، في أحضان "نديم" ..
عارية تمامًا، تنتفض وتغطّي جسدها المرتجف بملاءة السرير.. كذلك "نديم" عارٍ.. بلا غطاء.. بلا تبرير ...
مرّت ثوانٍ كأنها دهور، الزمن توقّف. الهواء داخل الغرفة أصبح ثقيلًا، خانقًا، نهض "نديم" وقام عن السرير دفعة واحدة وهو يرتدي سرواله الداخلي مسرعًا، وجهه فقد لونه، لكن عينيه ظلّتا على نفس القوة والقسوة المعهودة ..
صاح بخشونة وهو يتقدم نحو "راندا" بخطوات ثابتة:
-إنتي إيه إللي جابك؟ ودخلتي هنا إزاي؟؟؟
إلا إن "راندا" لم تردّ، كانت عيناها مشدودتين نحو "ليلى" المكوّرة على نفسها، تمسك بالملاءة كأنها تتشبّث بطوق النجاة، عاودت "راندا" النظر إلى راندا "نديم" وصاحت بصوتٍ انفجر من حنجرتها كصراخ امرأة تحترق:
-ده إللي فارق معاك؟ إيه إللي جابني ودخلت إزاي؟ ومش هامّك القرف إللي شايفاه قدامي ده؟؟
واندفعت كالمجنونة ناحية السرير، وجهها يشتعل بالدم، ودموعها تترقرق رغم الغضب وهي تصيح بجنون:
“إنت والسافلة دي.. إنت وبنت عمّك.. انت وهي في سرير واحد عريانيــــن ...
انكمشت "ليلى" أكثر مع اشتداد صراخ "راندا". تغرق وجهها في وسادة السرير، أصابعها ترتعش وهي تحاول أن تغطي جسدها كله بالملاءة الخفيفة ..
بينما "نديم" يقف في وجه "راندا". جسده العاري لا يتزحزح، كل ما يعنيه الآن أن يمنعها من الاقتراب من "ليلى" والمساس بها ..
مدّ ذراعه ومنعها من التقدم، ثم أمسكها من معصمها بقسوة ...
-ماتجيبيش سيرتها على لسانك. إنتي سامعة؟.. قالها بصوت منخفض لكنه مزلزل، وكأن كل حرف فيه يحمل وعيدًا
صرخت "راندا" بينما دموعها تسيل بغضب هستيري:
-بتدافع عنها؟ بتدافع عن إللي نامت معاك وهي عارفة إنك متجوز؟ آه صح. أنا ليه مستغربة؟ من أول يوم عرفتك فيه وأنا شاكة إن في حاجة بينك وبينها… بس ماكنتش أتخيل الحقارة توصل بيك انت والوسـ×× د ...
قبل أن تتم جملتها كانت الصفعة قد سبقتها ..
رفع "نديم" يده وصفعها صفعة صاخبة، ارتدّ لها وجهها، وتجمّدت في مكانها، تلهث وتبكي بصوت مكتوم ..
-قلت لك. وحذّرتك. ماتجيبيش سيرتها على لسانك!.. ثم أضاف بصوتٍ أشدّ حسمًا، كأنما يرمي عليها قنبلة مدمّرة:
-ليلى مراتي. سامعة يا راندا؟ مراتـي. وإنتي… هاتبقي طليقتي قريب جدًا.
شهقت "راندا" وقد تراجعت خطوة، تحملق فيه بقوة محاولة تصديق ما سمعت.. ورددت:
-انت.. اتجوزتها؟ اتجوزت عليا يا نديم؟؟؟
أطلق "نديم" ضحكة فجّة، ثم اقترب منها خطوة بخطوة، نظر في عينيها، وقال بصوتٍ يخلو من أيّ ذرة شفقة:
-ما اسمهاش اتجوزت عليكي. اسمها إني اتغابيت لما اتجوزتك وأنا قلبي مع واحدة تانية. انتي خدتي مكانها.. وأنا رجّعته ليها. ليلى مش بس مراتي… ليلى حبيبتي. الوحيدة إللي قلبي حبها.
لم تستطع "راندا" أن تنطق بحرف، وجهها مزيجًا من الذهول والانكسار، ودموعها تسيل بلا تحفظ ..
لكنه لم ينتظر ولم تأخذه بها شفقة حتى، أمسكها من ذراعها دفعها نحو باب الجناح وفتحه وهو يدفعها للخارج، ثم قال بتحذير حاد:
-تمشي حالًا.. ترجعي بيت أبوكي. ومن هنا ورايح اسم ليلى مايطلعش من بؤك. ولا حتى بينك وبين نفسك. فاهمة؟ لو عايزة إللي بينّا يخلص باحترام.. اسكتي. وأنا هانسى اللقطة إللي عملتيها إنهاردة. اوعي تنسي أنا قلت لك إيه. إنتي عارفاني… مابهزرش!!
ثم أغلق الباب خلفها بإحكام ..
استدار وهو يتنفس بصعوبة، كأن جسده كله يئن من التوتر والانفجار الذي دوى منذ دقائق ..
عاد إلى الداخل ونظر نحو السرير، لا زالت "ليلى" مكوّرة على نفسها، صوت بكائها مكبوت في الوسادة، تنهار بصمت، لكن جسدها كله يهتز ..
اقترب منها بسرعة، جلس على طرف السرير، سحبها لحضنه رغم ارتجافها، ضمّها لصدره، يداه تغطي جسدها وشفتيه تهمسان قرب أذنها:
-ليلى… ليلى حبيبتي.. في إيه مالك؟ ماحصلش حاجة.. بس اهدي. أنا معاكي. أنا جنبك… مافيش حاجة ممكن تحصلك وأنا موجود. مستحيل اسمح لحد يلمسك.
تعلّقت "ليلى" بعنقه رافعة رأسها لتنظر إليه، لفحت أنفاسها المرتعشة ذقنه وهي تقول من بين دموعها:
-هو إللي إحنا عملناه ده غلط يا نديم؟
قطب حاجبيه بشدة قائلًا بصوت أجش:
-هو إيه ده إللي غلط؟ لأ طبعًا.. إنتي مراتي يا ليلى. وإللي عملناه ده حقنا. تفتكري لو كانت راندا مكانك كانت ممكن تقول زيك كده؟
اوعي تفكري كده تاني. مافيش حاجة غلط حصلت بينّا.. بالعكس. ده كان لازم يحصل من بدري. إنتي إللي كنتي لازم تبقي مراتي من الأول مش هي.
واصلت النظر إليه وقالت بضعف كبير:
-أنا خايفة!
-من إيه؟؟
هزت رأسها مرددة بصوت يخنقه النشيج:
-من كل حاجة.. من كل حاجة يا نديم!
زفر "نديم" مطوّلًا وضمّها إليه بقوة، مسح على رأسها بحنو وقال بهدوء:
-ماتخافيش يا ليلى.. طول ما إنتي في حضني ماتخافيش.. وعمرك ما هاتبعدي عن حضني يوم واحد.. ماتخافيش يا حبيبتي!
________________________________________________________________
نزلت "راندا" درجات السلم واحدةً تلو الأخرى، بخطوات مرتعشة، وكأنها تفرّ من انهيارٍ أكبر ينتظرها إن استمرّت واقفة أمام الجناح الذي شهد لحظات الخزي والخيانة ..
آثرت الهبوط على المصعد، ربّما لتهرب من إحساسها بالاختناق، أو لتجد في الحركة فرصة لالتقاط أنفاسها التي تسارعت كأنها تهرول داخلها دون وجهة ..
كان شعرها مبلولاً بعرقٍ باردٍ التصق بجبهتها، وكحل عينيها قد سال بفعل الدموع، فترك على وجهها أثر امرأة اصطدم قلبها بجدار الحقيقة الأليمة فجأة، نظراتها شاردة، كأنها لا ترى الدرجات التي تهبطها، بل تهوى داخل نفسها، داخل لحظة واحدة حطّمت فيها كل تصوّرها عن الحب والأمان ..
وفي أسفل الدرج، كان “عمر البدري” ينتظر، جالسًا على إحدى الدرجات، كتفاه منحنيتان قليلًا، ووجهه شارد، لكنه ما إن لمحها حتى نهض على الفور، وكأن شيئًا صفعه على وجهه ..
حدّق فيها ..
ذُهل ..
تجمّدت عيناه عليها، لم يتوقّع هذا المشهد، بل لم يكن مستعدًا لأن يرى "راندا منصور" أيقونة الأنوثة والكبرياء بهذا الشكل ..
الوجه الذي رآه قبل دقائق كان مشدودًا واثقًا، متماسكًا بقوةٍ حتى وإن كانت متكلّفة، لكنه قد تحوّل الآن إلى وجهٍ آخر ..
وجه مكسور، متّسع العينين، تائه، وجه امرأة خرجت من قلب عاصفة لا تزال تُمزّق بقاياها ..
في تلك اللحظة.. عاد ذهنه إلى الوراء ..
________________________________
قبل نصف ساعة تقريبًا ...
وصلت "راندا" إلى فندق "عمر البدري" ابن خالة زوجها متبعة فتنة "مشيرة" التي أفشت لها تفاصيل رحلة "نديم" و"ليلى" ..
كانت ترتدي بذلة أنيقة بلون عاجي، شعرها مرفوع بعناية كعادتها، وملامحها مرسومة بإتقان بالقليل من مساحيق التجميل، في المجمل بدت هادئة لكن عيناها وحدهما كشفتا كل شيء ..
شرودٌ، توتر، وهزيمة لا تزال تقاومها، حتى الآن ..
مرّت مسرعةً عبر ردهة الفندق الفاخرة، حتى بلغت مكتب الاستقبال، وضعت حقيبتها الصغيرة على الكاونتر، وقالت دون تمهيد بلهجتها الأرستقراطية الفطرية:
-s'il te plait. عايزة أعرف رقم غرفة نديم الراعي!
رفعت الموظفة عينيها نحوها، وردّت بلطف مهني:
-حضرتك تقربيه؟
أخرجت "راندا" ورقة مطويّة من حقيبتها، فردّتها على سطح المكتب قائلة بحزم:
-أنا مراته.. ودي قسيمة الجواز.
توقّفت الموظفة للحظة، قرأت الوثيقة سريعًا، ثم ابتسمت بحذر قائلة:
-لحظات يا فندم!
ثم انسحبت إلى غرفة جانبية ..
في تلك اللحظة، ظهر "عمر البدري" عرضيًا بالجوار، كان يحمل كوب قهوة بيده ويتجه للخارج عيناه تائهتان بين الوجوه.. حتى وقعتا على "راندا" ..
تجمّد ..
الزمن توقف للحظةٍ بالنسبة له، ثم سرعان ما بدّل تعبيره، وأخفى صدمته بابتسامة متفاجئة وهو يقترب منها هاتفًا:
-معقول راندا! إيه المفاجأة دي؟
استدارت إليه، نظرت إليه كأنها بالكاد تراه، ثم ابتسمت مجاملة وقالت:
-هاي ياعمر.. إزيك!
هز "عمر" رأسه قائلًا بذات الابتسامة:
-ازيك إنتي؟ جاية لوحدك ولا إيه؟
-آه. جاية لنديم.. هو في أوضته؟ ولا خرج؟
ارتبك "عمر" لوهلة، نظر حوله، ثم ردّ وهو يحاول أن يهدّئ من ارتباكه:
-ماعرفش بصراحة. بس ما تيجي نشرب حاجة. وترتاحي شوية من السفر.. وأنا أكلمه أشوفه فين؟
عادت الموظفة الآن وهي تحمل بطاقة المفتاح الاحتياطي، دفعته إلى "راندا" قائلة بابتسامة:
-اتفضلي يافندم.. نسخة من مفتاح الجناح.
مدّت "راندا" يدها وأخذت البطاقة، وشكرتها بلطفٍ، ثم التفتت إلى "عمر" ثانيةً وقالت ببرود:
-اتبسطت إني شوفتك يا عمر. هاطلع ارتاح شوية في أوضة نديم… وبعدين هاشوفك تاني إن شاء الله.. باي باي!
ومشت من أمامه، ثابتة الخطوة، بينما "عمر" ظل واقفًا في مكانه، حائرًا، عاجزًا عن اللحاق بها أو منعها، كأن الكلمات قد تجمّدت في حلقه ..
أخرج هاتفه على عجل، ضغط رقم "نديم" متصلًا به، لكنه وجده مغلقًا ..
رفع الهاتف عن أذنه وتمتم بين أنفاسه بغيظٍ:
-غبي.. غبي يا نديم!!!
__________________________
أفاق "عمر" من الذكرى القريبة، في نفس اللحظة وصلت "راندا" إلى أسفل الدرج، وقفت أمامه على الأرضية الرخامية اللامعة، تنفّست ببطء، وكأنها تكتم شهقة ..
ظلّ "عمر" واقفًا، يحدّق فيها، بين الدهشة والشفقة، بين الرغبة في مواساتها.. والعجز عن التقدّم خطوة ..
لم تعد كما كانت، انكسارها واضح، وصمتها أعلى من أيّ صراخ.. هل هذه هي حقًا "راندا منصور"؟
ماذا فعل ابن خالته بهذه المرأة بحق الله؟ إلى أيّ نسخة حوّلها؟
ولماذا؟
إلتقت عيناها بعينيه للحظة.. وفهم "عمر" ..
من نظرة واحدة فقط، فهم كل شيء، شفتيه انفرجتا قليلًا، وجفنه الأسفل ارتجف ..
ارتسم على وجهه الجزع، لم يكن الألم فيها وحدها، بل امتدّ إلى قلبه هو أيضًا، فهو أعرف الناس بشعور الخيانة، ويعلم جيدًا أثرها، كما أنه لم يتمناها لأحد، خاصةً لأمرأة مثلها ..
لم يكن يتخيّل أن تتحطم "راندا" بهذا الشكل، أو إنها واقعة بحب "نديم" إلى هذه الدرجة، لقد نجح بكسرها عن جدارة ..
وهي في المقابل، تجنّبت النظر إليه، كأنّ عينيه تحملان اعترافًا ما لا تريد أن تراه، لا تريد أن تسمعه من أحد ..
اقترب أكثر، وصوته خرج هامسًا، مجللًا بالقلق:
-راندا… إنتي كويسة؟
رفعت عينيها إليه ببطء، رمقته بنظرة واحدة، مشبّعة بالخيانة والانكسار، وقالت بصوت مبحوح:
-إنت كنت عارف؟
لم يُجب على الفور، بل ساد بينهما صمت كثيف، كأنه يفكر مرتين قبل أن يتحدّث إليها عن هذا، ثم حسم أمره وقال بصوته العميق وقد تثاقلت عليه الكلمات:
-الأعمى بس هو إللي مايقدرش يشوف حقيقة علاقة نديم وليلى يا راندا.. كل الناس كانت عارفة.. وإنتي كمان… إنتي كمان كنتي عارفة.
نظرت إليه بمرارة، بعينين أثقلتهما الخيبة، وراحت دموعها تنهمر بلا انقطاع ..
لم تحتاج إلى الصراخ، ولا اللوم، كان البكاء وحده كافيًا لقول كل شيء بداخلها ..
وفجأة، تأرجحت في مكانها، كأن الأرض قد انسحبت من تحت قدميها ..
مدّت يدها دون وعي، تتعلّق بالهواء، وجسدها بدأ يهوى ببطء، لولا "عمر" الذي اندفع نحوها في لحظة، مدّ ذراعيه وإلتقطها قبل أن ترتطم بالأرض وهو يهتف بقلق:
-راانــدااا !
ضمّها إلى صدره، وحملها دون تردّد، وسط نظرات عابرة من بعض نزلاء الفندق دون أن يلتفت لأحد ..
ركض بها، جسدها ساكن، أنفاسها متقطعة، وذراعها متدلٍ على جانب كتفه ..
شقّ بها الطريق سريعًا، وعيناه تتقدان بنار الاستعجال، حتى بلغ باب الاستراحة الخاصة به، فتح الباب بعجلة ودخل ..
كانت هناك أريكة عريضة تصلح كسرير، أنزلها برفقٍ عليها، وأسند رأسها إلى الوسادة، ثم استقام ويداه ترتجفان وهو يخرج هاتفه ..
ضغط رقم معيّن وصوته خرج حادًا قاطعًا:
-آلو! اطلبيلي الدكتور محمود فورًا. هاتيه على الريست هاوس بتاعي حالًا… دلوقتي حالًا!
ثم ألقى الهاتف على الطاولة، وعاد ينحني بجزعه فوقها، نظر إلى ملامحها الشاحبة، شعرها المبعثر، وجسدها المنهك ..
امتد الحزن في صدره كأمواجٍ بلا شاطئ، لم يكن ينقصه هذا، لماذا جئتِ يا "راندا"؟
لماذا؟
________________________________________
المكان: مطار القاهرة الدولي – صالة كبار الزوّار –
الزمان: تمام الخامسة مساءًأ
هبط الليل على المطار، فاختلط بريق الأضواء بانعكاسات الزجاج المُعقّم، وهدير الطائرات تناثر كصدى بعيد، أمام بوابة الخروج، اصطفّ صفٌ من رجال الحرس بالزيّ الرسمي، كأنهم جدارٌ من الصمت والانضباط ..
على جانب السجادة الحمراء، وقف الرائد "زين نصر الدين" بجسده المنتصب المفتول كتمثال من حديد، يرتدي زيّه الرسمي الداكن، وقبّعة رأس تغطّي نصف وجهه، عينيه تمشطان المكان في صمت مدرّب، إلى جواره رئيس الجهاز، اللواء "صفوت نصير" بملامح قاسية ونظرة لا تُقرأ ..
إنفتح باب الطائرة الخاصة وهبط منها الوافد المنتظر.. السفير المصري "عاصم البدري"..
رجل جاوز الخمسين من عمره، أنيق الطلّة، ملامحه الوسيمة حيادية التعبير، وجهه دبلوماسي لا يفصح عن شيء، لكن عينيه تفحّصت كل التفاصيل في ثانية قبل أن يطوي آخر درج الطائرة ..
اقترب رئيس الجهاز، مدّ يده بابتسامة محسوبة يحييه:
-حمدلله على السلامة.. نوّرت مصر يا سعادة السفير.
صافحه "عاصم" بدوره قائلًا بابتسامة دبلوماسية:
-مصر منوّرة دايمًا بأهلها يا سيادة اللوا.. يااااه.. دي وحشاني بشكل. أنا مانزلتش من سنين!
-بلدك بترحب بيك يافندم وجاهزة لإستقبالك من اللحظة دي! .. وتابع مشيرًا نحو "زين" خلفه:
-اسمحلي أقدّم لك الرائد زين نصر الدين… من إنهاردة هو المسؤول عن تأمين حضرتك في كل حركة وكل خطوة طول فترة وجودك في البلد.
ينظر "عصام" نحو "زين" باهتمام، ثم يمد يده ليصافحه قائلًا:
-أهلاً بيك يا سيادة رائد.. باين عليك بطل. ومحدش يقلق في وجودك.
يصافحه "زين" بثبات، وعينه في عينه قائلًا:
-حضرتك في رقبتنا يافندم.. أطمن. أنا مش بسيب حاجة للصدف.
أومأ له "عاصم".. بينما قال اللواء "صفوت" بهدوء:
-حضرتك هاتتفضل دلوقتي مع الرائد زين. في موكب خاص برا الصالة هاينقل حضرتك من المطار لمقر إقامتك. وأنا هاطلع من البوابة الرئيسية.
استوقفه "عاصم" قائلًا بجدية:
-أنا محتاج طيّارة تانية قبل ما اتنقل مقر إقامتي.. لازم أسافر الغردقة عشان أجيب بنتي.
عبس "صفوت" وهو يرد مجفلًا:
-أيوة يافندم بس احنا لازم نرتب للرحلة قبلها بفترة.. سيادتك مستهدف!
عاصم بصرامة: أنا ماشوفتش بنتي من 3 سنين.. والرحلة مش مالهاش أيّ ضرر غير عليا وأنا موافق. بس هشوف بنتي إنهاردة!
رفع "صفوت" حاجبيه حائرًا، بينما تدخل "زين" قائلًا بهدوء:
-بعد إذن معاليك.. ممكن تقولّي مكان بنت حضرتك وأنا بنفسي هاروح أجيبها. بس بعد ما أنقلك مقر إقامتك.
نظر له "عاصم" مطوّلًا كأنه يفكر، ثم قال بثبات:
-تمام.. ماعنديش مانع.. بس هي مع أخوها وممكن مايرضاش يسيبها لك بسهولة.
ابتسم "زين" بثقة وقال:
-حضرتك إديني الإذن وسيب الباقي عليا.. وإن شاء الله بنتك هاتكون في حضنك الليلة! ....................................................................................................................................................................................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا