رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثاني عشر 12 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثاني عشر 12 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثاني عشر 12 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثاني عشر 12

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثاني عشر 12

مازالت تنظر لعينيه،رسم بسمة يستمتع وهو ينظر لدهشة عينيها التى ربما أنستها المفاجأة يده التي تحتوي كتفيها لصدره،كأن الصدمة جعلت عقلها يغفوا للحظات قبل أن تنتفض بدرية بغضب ساحق تنظر لـ دُرة تود منها تكذيب ذلك قائلة:
مستحيل إيه التخاريف اللي إنت بتقولها دي،رُدي عليه يا دُرة وكذبي كلامه، مش جديد عليه الكدب.
قبل أن تنطق دُرة باليد الأخرى لـ طوفان أخرج من جيبه ورقة مطوية قام بفردها وجها نحو بدرية قائلًا بثقة:
قسيمة كتب الكتاب أهي.
ذُهلت بدرية كذالك حاتم الذي إلتقط الورقة قام بقراءة البيانات قائلًا:
كمان والقسيمة طلعت واضح إن من…
توقف حاتم ثم نظر نحو دُرة قائلًا:
القسيمة مفيهاش توقيع دُرة
توقف مرة أخرى ثم تمعن بقراءة القسيمة، لكن قبل أن يستطرد حديثه نهض طوفان خاطفًا القسيمة من يده بإستهجان قائلًا:
أعتقد ده شأن خاص وإنت مالكش تدخل فيه، وكمان مش من حقك تفتح أوراق متخصكش.
ثم أكمل بحدة:
دلوقتي لو ليك كلام، قوله ليا أنا… مش لـ دُرة.
لوقت قليل ظلت دُرة جالسة تشعر بالتوهان كأنها بعالم فاضي تمامً، لم تستوعب الا حين إستهجنت بدرية ونهضت نحوها بغصب جذبتها لعدم إنتباهها طاوعها جسدها ونهضت تسمع حديثها الجاف كذالك تلومها بعُنف:
اللى بيقوله طوفان ده صح، إمتي حصل، نسيتي حسام بسرعة كده، هقول بلاش دم خسام، نسيتي دم أبوكِ اللى والس علي القاتل هو طوفان لو مش إستخدامه سُلطته كان أقل حاجه المتهم خد حكم بالسجن المؤبد مش حُكم زي مكافأة له.
نهضت دُرة بعصبية جذبت القسيمة من يد طوفان قرأتها بذهول وهي تنظر الى ذلك التوقيع رفعت رأسها تنظر بذهول حتي كادت تفقد النُطق خرج صوتها مُتحشرجً:
ده توقيع خالي.
رفعت بصرها نحو ذلك الذي يقف جوار والدتها يبتلع ريقه، بينما عاودت دُرة الحديث إزاي ده حصل، فعلًا عملت لـ “شاهر” توكيل، بس التوكيل كان عشان يبيع شقة القاهرة، كدة القسيمة مزورة.
تنهدت بدرية لوهله بنظرة إنتصار ودعم.، لكن سُرعان ما زال ذلك حين تحدث طوفان بتأكيد:
لاء التوكيل كان تفويض منك بموافقك على إنه ينوب عنك بعقد القران.
ذُهلت دُرة ونظرت نحو شاهر الذي لم يستطيع الصمت كثيرًا قائلًا:
أنا عملت اللى حاسس بل متأكد إنه صح، ولو مش متأكد من مشاعر طوفان مكنتش وافقته وبدلت اوراق التوكيل ببيع الشقة، بأوراق التوكيل بعقد القران، ومتأكد إن…
بغضب من دُرة إقتربت من شاهر رفعت يدها كادت تلكمه فى صدره،لكن تلقي طوفان يدها بل وجذبها للدخول الى داخل تلك الغرفة،غصبً إمتثلت لذلك،حين دخلا سحبت يديها من قبضته بقوة قائلة بغضب ساحق:
دايمًا بتلجأ للاساليب الملتوية والملاوعة، زي ما حصل فى قضية بابا وحسام، إختفي سلاح الجريمة فى غمضة عين.
غص قلب طوفان قائلًا:.
دُرة كفاية إتهامات ليا ملهاش أساس،إيه مصلحتي إني أخفي سلاح الجريمة.
نظرت له بعصبية:
مصلحتك إن القضية تنتهي لصالح إبن خالك، تقدر تقولى إيه مصلحتك فى إصرارك إنك تتجوز مني،وإنت عارف كويس إني بكرهك ومركهتش فى حياتي حد قدك.
رغم شعورة بوخزات قوية فى قلبه لكن إقترب منها بخطوات رتيبة قائلًا ببرود عكسي:
كدابة يا دُرة، عمرك ما كرهيتني، ومُتأكد لما نتجوز هتحبيني.
نظرت دُرة بغضب وهي تشعر بعصبية من برودة رده عليها قائلة:
أحبك ده مستحيل.
-فى الحُب مفيش مستحيل يا دُرة، خلاص بقيتي قدام الأمر الواقع.
هكذا رد عليها ببساطة،عكس نظرة الغضب بعينيها وهي تقول:
كتب الكتاب يعتبر باطل، أساس الجواز “إشهار وقبول” وأنا مش قابلة الجواز منك يبقى بلاش تتعب نفسك، مفيش جواز بالغصب.
جذبها من عضد يديها إصتطدمت بصدره،… شعرت برجفه قوية فى قلبها،شهقت من المفاجاة.. لكن عاندت ذلك ورفعت يديها بقصد منها ضغطت على ذلك الجرح الذي بصدره
زم شفتيه من الألم ، قبض على معصمها قائلًا بإستهوان من ذلك الألم:
إنتِ فاكرة إنك بتضعفيني.. ده وجع اتعودت عليه… بس وجعي الحقيقي إنتِ شايفاه من زمان وعجبك، كفاية عِناد يا دُرة، بموافقتك او بدون موافقتك، جوازنا قائم شرعًا وقانونًا.. خلاص أنا رتبت كل حاجه … الزفاف والدخلة حددت ميعادهم وحجزت القاعة عشان الفرح.
نظرت له بغضب قائلة برفض:.
كمان… مستحيل، يتم الفرح ده، وأنا من بكره هقدم قضية خُلع فى المحكمة.
ضحك رغمً عنه وخفف من قبضة يداه على معصميها قائلًا:
تعرفي يا دُرة مهما كبرتي وحاولتي تتغيري بس روح الطفلة العِنادية اللى على نياتها هتفضل عايشه جواكِ،خُلع إيه اللى هتقدميها،هو إحنا إتجوزنا عشان تقدري تثبتِ أسباب للـ الخُلع،هتقولى إيه فى الدعوة.
أنهي حديثه بغمزة عين بوقاحة…توترت دُرة من ذلك وتعلثمت بالرد:
قصدي قضية طلاق والسبب واضح إني مش موافقة عالجواز منك،و…
قاطعها طوفان قائلًا بثقة:
أولًا… المحكمة هتاخد وقت على ما تحدد جلسة، يعني هيكون جوازنا تم فعلًا
ثانيًا… المحكمة لها مستندات وقسيمة الجواز مُثبتة بالأوراق الرسمية،يبقى إقعدى كده وبلاش عِناد خلينا نشوف إيه الناقص ونكمله خلاص ميعاد الفرح يا دوب أيام.
دبت على الأرض بقدميها بغيظ،أضحك طوفان لكن هي إغتاظت من ضحكه وكادت تنطق بغباء…لكن فكرت بمكر كما ظن عقلها،وقالت بمساومة:
تمام أنا عندي شرط لو إتنفذ وقتها ممكن أقبل الجواز منك.
تنهد ينظر لها بإنتظار، بينما هي إستقوت قائلة:
خالك يقدم كفنه قدام أهل البلد.
لم تكُن صدمة له بل توقع ذلك، تنهد بإرتياح قائلًا:
تمام لو ده شرط قبولك، فأنا موافق يا دُرة.
نظرت له بدهشة ممزوجة بضحكة ساخرة وقالت باستهزاء:
وجايب منين الثقة دي… من الجبان ابن خالك اللي ما يعرفش يتنفس من غير سلاح… ولا من خالك اللي كل همه يوصل لحبة سلطة ويتمنظر بكلمته، وهو في الأصل ما يملكش منها غير الصيت.
ابتلع ريقه قائلًا بثقه:
قولتيها يا دُرة
خالي بيتمنظر لكن أنا كلمتي تمشي عليه بدون نقاش.
نظرت له كادت الدهشة تُطيح بسُخريتها، لكنها تماسكت وقالت بنبرة مشككة:
إنت كلمتك تمشي على خالك ده لو صح، تبقى أكتر واحد مخيف في العيلة… مش عشان قوتك،عشان اتعودت تفرض قرارك على غيرك من حساب لمشاعره وإنه بينفذ رغبتك وهو مجبور، مش مهم عندك غير إنك تظهر الآمر فقط.
اقترب منها خطوة، يبتسم رغم هدوء صوته لكن يشوبه نبرة مزيج بين التحدي والإعجاب:
أنا فعلًا ما باقنعش حد… أنا بافرض اللي أنا عايزه، حتى لو مش قادر يستوعب ده، مجبور ينفذ أمرى.
ضحكت بسخرية واستهزاء قائلة بإعتراض:
ليه كنت إلاه.
ضحك قائلًا بنفي:
لاء مش إلاه، بس دي هيبة الكبير.
تبسمت بسخرية واستهزاءت قائله:
رغم معرفتنا ببعض السنين دي كلها، بس مع الوقت بقيت بكتشفت حقايق عنك…
واضح إنك بتحب تتحكم… بس خلي بالك مش كل الناس بتخاف منك، ومش كل القلوب بتهتز لما تهدد.
رفع حاجبه، ينظر لها بتركيز كأنه يقرأ ملامحها يستمتع بجدالها:
قلبك من النوع اللي ما بيهتزش.
أبتعدت عنه تُعطيه ظهرها قائلة:
قلبي… ده بقى الحتة الوحيدة اللي مش هتعرف توصلها، لا بكلمة، ولا بأمر
إقترب منها بصمت ترتكز عيناه على وجهها التي تعمدت عدم النظر له، رفع يده قبض على عضد يدها يجذبها له… بجرأة رفع يده وضعها على وجنتها يُمسد عليها … وقبل أن يرد صدح صوت هاتفه، بعصبية منها نفضت يده عن وجنتها بعصبية وكادت تستهجن عليه لكنه ازاح يده كي يُخرج هاتفه من جيبه نظر الى الشاشة ثم اليها، قام بالضغط على ذر الرد ينظر لـ دُرة نظرة جعلتها تصمُت، بينما هو إختصر الحديث:
تمام جاي القاهرة بكره.
أغلق الهاتف وعاد ينظر لها، يعلم فضولها فتبسم قائلًا:
عندي شُغل مهم في القاهرة، هسافر الفجر وهرجع آخر النهار، وزي ما قولت من شوية جوازنا خلال الأسبوع الجاي.
حادت بنظرها بعيدًا عنه بلا إهتمام، تجرأ وضع قُبلة على إحد وجنتيها قائلًا:
عندي سفر بدري لازم أمشي دلوقتي، كلها أيام و…
قطعت بقية حديثه بجفاء وهي تدفعه بيديها قائلة:
ممنوع تقرب مني مرة تانية وبلاش طريقتك دي معايا، أنا عارفه حقيقتك يا طوفان، وتﭢكد جوازنا مش هيتم.
اومأ لها مُبتسمً بتحدي، بينما هي شعرت بشبه بداية إختناق، تركته وغادرت الغرفة، إبتسم طوفان وذهب نحو باب الغرفة خرج منها تنهد بإرتياح حين لم يجد حاتم ولا والدته، كذالك كريمان، فقط شاهر وباسل يقيفان بالحديقة… إقترب منهم تبسم له باسل الذى تسأل بإستفسار:
بصراحة إتفاجئت بحكاية جوازك من دُرة.
نظر طوفان نحو شاهر الذي إبتسم قائلًا:
متوقع رد فعل دُرة طبعًا بعد ما تمشي،مش بعيد تقرا عليا الفاتحة الفجر.
ضحك طوفان قائلًا بمزح:
مش بعيد…بس أعتقد ممكن تصُبر عليك كام يوم،بس كل ما كنت بعيد كان أفضلك.
ضحك شاهر قائلًا:
خدني أبات عندك أضمن.
ضحك باسل قائلًا بمزح:
أنا كمان بقول كده.
نظر طوفان لـ باسل،الذي تبدلت نظرته له بعدما تحدثا بقسم الشرطة ليلة أمس
فى وسط حديثهم سأله باسل:
ليه بتعمل كده يا طوفان،إنك تقول إن الدولارات والفلوس التانيه اللى كانت فى الشنطة بتاعتك ممكن تسبب لك مشكلة.
جلس طوفان على أحد المقاعد يتنهد بألم من وجع صدره قائلًا:
لاء إطمن متنساش إني راجل أعمال وعادي اتعامل بالدولارات،وسهل أثبت ده فمفيش ضرر عليا.
تفهم باسل ذلك وبمفاجأة سأله:
وليه بتعمل كده،أنا مش قريبك بالعكس يمكن بينا عداوة كمان.
تنهد طوفان بألم فى صدره قائلًا:
بالعكس إنتم عمركم ما كنتم اعدائي بالعكس،صحيح أنت مكنتش قريب منك وقت ما كنت بتروح تحفظ القرآن عند الشيخ عرفه،لاني كنت بكمل دراستي فى القاهرة،دراسة القانون اللى جمعت بيني وبين شاهر وبقينا أصحاب.
ضحك شاهر قائلًا بغمز:
مش بس دراسة القانون اللى جمعت بينا من البداية اللى جمعت بينا بنت أختي اللى بسببك هضيع عمري بدري.
ضحك باسل كذالك طوفان الذي نظر له بإمتنان وهو يتذكر قبل وقت قليل
بالعودة قبل وقت قليل
تمدد طوفان على الفراش يشعر بأرهاق كذالك بعض الوجع من تلك الجروح التى لم تلتئم، كاد يُغمض عيناه بإستسلام لغفوة علها تُهدئ من ذاك الآلم، لكن صدح رنين هاتفه الجوال، جذبه ونظر الى الشاشة،تنهد بنزق وقام بالرد قائلًا:
خير يا شاهر مش باسل خلاص طلع من القضية.
أجابه شاهر ببسمة:
أه الحمد لله كمان وصلنا البيت،بس فى حاجه جديدة لازم تعرفها.
بنزق تحدث طوفان:
أشجيني إيه الجديد.
اجابه بضحك:
مراتك… قصدي دُرة هيقدم لها عريس الليلة.
إعتدل طوفان فى الفراش مما سبب له ألم مضاعف قائلًا:
ومين ده كمان، واضح إن خلاص لازم الامر يظهر للـ العلن.
أجابه:
الاول يظهر قدام دُرة، كريمان بتقول إن بدرية لمحت لها بجواز حاتم من دُرة، يعني وارد جدًا استغلال براءة باسل، وتقول نخلي الفرحة فرحتين.
زفر طوفان نفسه بغضب قائلًا:
الفرحة فرحتين، ده عند مين، نص ساعه واكون عندك، واضح دُرة مش هينفع معها غير الأمر الواقع.
عودة على ضحكات باسل وشاهر… رفع رأسه نظر للاعلى تلاقت عيناه مع عيني دُرة التى كانت تقف بشُرفة غرفتها، رفع يده لها بمرح،أغاظها لكنها تجاهلت ذلك ودخلت الى الغرفة وأغلقت الشُرفة مما جعله يبتسم وهو يُغادر متوجهًا نحو سيارته التى كان ينتظره السائق بداخلها.
بينما دُرة حين تركت طوفان بالغرفة كان هربً حين شعرت ببوادر إختناق، قبل ان يثقٕل تنفسها أمامه، صعدت الى غرفتها، فتحت أحد الادراج جذبت علبة الدواء، سريعًا فتحت فمها تستقبل ذلك الرذاذ الذي هدأ من الإختناق، جلست لحظات على طرف الفراش قبل أن تستلقي بنصف جسدها عليه، لحظات حتى شعرت بهدوء، لكن عقلها مازال غير مستوعب،تشعر كأنها بمتاهة فجأة إنقلبت حياتها من إستعداد لزواج بعد أيام لفاجعة موت والدها وحسام معًا مرورًا بأشهُر ترقُب لمعرفة عقاب القاتل،مرورًا بعودتها الى هنا والبقاء بشكل دائم،مرورًا ومرورًا بأحداث لم تكُن تتوقعها آخرها تلك القسيمة وأنها أصبحت بمثابة زوجة لـ طوفان ذلك الكاذب الخائن،دمعة سالت من عينيها،سريعًا أعتصرت عينيها،ربما يكون كل ما مرت به ليس أكثر من كابوس مر،لكن حين فتحت عينيها لوهلة شعرت بدوار الغرفة بها،والحقيقة أكثر مرارة،بصعوبة إرتكزت على كفيها على الفراش ونهضت جالسة مره أخري،شعرت كأن الغرفة تضيق بها،تحملت ذلك الوهن النفسي ونهضت تتجه نحو شُرفة الغرفة علها تستنشق بعض الهواء يُنعش ذلك الإختناق،بالفعل للحظات كان هنالك نسمة صيفية رطبة،تغلغلت الى فؤادها أغمضت عينيها لحظات تستنشق الهواء،حتى شعرت بإمتلاء رأتيها،فتحت عينيها وليتها ما فتحتها، صدفة او قدر عينيها تلتقيان بعيني طوفان، شعرت بغضب من إشارة يده بلا تفكير أو إنتظار دخلت الى الغرفة وأغلقت باب الشُرفة، تشعر بضجر، لكن لوهله كأن عقلها كان بغفوة لامت نفسها قائلة:
إزاي عقلى كان فين، كان لازم أشوف القسيمة أمتى تم كتب الكتاب.
جاوبها عقلها:
بسيطة إنزلي لـ شاهر وإسأليه.
عاد عقلها يعترض بقسوة:
أنا لو نزلت مش هسأل شاهر أنا ممكن أقتله…بس كمان لازم أعرف،ومستحيل أحقق لـ طوفان هدفه.
بمنزل طوفان
تقابل مع والدته التى كانت تنتظره إقتربت منه بلهفة قلب قائلة:
طوفان إنت بترهق نفسك بزيادة كفاية بقى لازم تاخد فترة راحة، ناسي إصابتك.
إبتسم لها بمودة قائلًا:
أنا بخير يا ماما إطمني ومتقلقيش من ناحية فترة الراحة فأنا هاخد الفترة الجاية أجازة إجباري، عشان هتجوز.
لوهلة خفق قلبها بتوقع قائلة:
هتتجوز مين.
إبتسم وأجابها:
هو فى غيرها… دُرة، وقبل ما تسألي أو تعترضي، أمر جوازي من دُرة خلاص أمر واقع، وكمان فى حاجه تانية محتاج دعمك معايا فيها، لأنى عارف إن ليكِ كلمة مهمة عند عيلة مهران كلها.
بخفقان قلب سألته:
خير يا ولدي.
أجابها:
خير يا أمي خلينا نطلع نتكلم فى أوضتك عشان تفهميني كويس.
اومات له، صعدوا الى غرفتها وتحدث معها بذلك الشأن شرط دُرة
تفوهت بدهشة قائلة:
دم مستحيل يا ولدي إنت فاهم معني الحديت اللى بتجوله ده، ده واعر أووي، كمان خالك عزمي مش هيوافق عليه، إنت عارف إن عنده تعالي، وكمان…
قاطعها طوفان بتحفيز:
عارف تعالى خالي، بس للآسف مفيش حل غير كده، وليد فعلًا قاتل، ولو مش ضياع سلاح الجريمة، كمان شهادة الشهود اللى إتبدلت كان أقل واجب وليد خد سجن مُؤبد، يبقى عالأقل ده نوع من التغفير، ورد حق العدالة.
إبتلعت ريقها:
برضك ده أمر صعب، والناس بتتعايد بيه لسنين وفيه ذُل.
نظر لها بآسف قائلًا:
معاكِ بس ده برضو حق يا أمي، أرجوكِ أنا محتاج دعمك قدام العيلة، أنا مسافر بكره الصبح وراجع آخر النهار إن شاء، وأنا جاي فى السكة إتصلت على كُبرات العيلة وطلبت منه إجتماع بكره المسا، دعمك ليا قدامهم هيقوي كلمتِ.
نظرت لـ طوفان شعرت بغصة… طوفان كان له هدف آخر بحياته، رغم ذلك إستسلم للقدر وأخذ مكانة والده “نوح” كـ كبير للعائلة، لكنه ليس بقسوة قلب نوح، هنالك قطعة لينة فى قلبه… ربما الآن علمت سببها هي تلك الفتاة هو عاشق ويفعل كل ذلك من أجلها، عكس قلب والده كان عاشقًا قاسيًا لا يهتم بمشاعر القلب، بل كان يسعى للسيطرة، كان يُحب امتلاك من يُحب، لا يهمه إن بكى أو تألم، المهم أن يبقى بجانبه، مُلكًا له وحده… أما طوفان… ففي عينيه وجعُ الحب الصامت، في أفعاله رجاء غير منطوق، هو لا يطلب شيئًا، فقط يُعطي، فقط يتحمل… فقط يُحب…
…فقط يُحب بصمتٍ يشبه بكاء البحر تحت ضوء القمر… لم يكن بحاجة لأن يُفصح، فكل تصرف منه كان يصرخ باسمها، كل نظرة، كل تنهيدة، حتى حين يغضب، يغضب لأجلها، لا منها…. هو لا يشبه نوح، لا يشبه أحدًا في هذه العائلة المجبولة على الكبرياء، طوفان خُلق من طين مختلف… طينٍ رُوِي بحبٍ دفين، لا يعرف القسوة، فقط يعرف العشق، حتى وإن كلفه ذلك كتم أنفاسه…
لكن غص قلبها عليه
ربما دُرة لا تدري، وربما تدري وتتجاهل، لكنها إن نظرت جيدًا في عينيه، سترى الحقيقة كاملة… سترى الرجل الذي حمل قلبه على راحتيه ووضعه أمامها دون أن يطلب مقابلاً…
تنهدت بتفهُم كادت تسألة هل تستحق تلك الـ دُرة كل ما تفعله من أجلها، لكن أرجأت ذلك وطاوعته قائلة:
تمام متجلجش أنا فى ضهرك.
إبتسم لها بحنان وقبل رأسها قائلًا بإستقواء:
ربنا يخليكِ دايمًا يا أمي وكلمتك تفضل
…بركة وسند ليا، طول ما إنتي راضية عني، الدنيا مهما لفت بيا مش هتقدر تكسرني.
شدت على يده بحنو، وفي عينيها دمعة مختبئة، لم تكن تعلم كم هذا الابن يشبهها، رغم كل ما مر به… قلبه لازال يختار الحُب.
هي وحدها من ترى في صمته كلام، وفي انحناءة كتفه وجع لا يبوح به، لكنه حين يبتسم… تشعر وكأن الدنيا ما زالت بخير.
❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
منزل عزمي
زفر نفسه بغضب بعدما علم بخروج باسل من تلك القضيه بلا أي إتهام، بل ضاع عليه أمواله هباءًا لا يستطيع البوح أن تلك كانت أمواله، إزداد غضبه حين رأي سامية أمامه تنظر له بإزدراء قائلة:
لسه راجع الدار دلوق، كنت بايت فين عشية إمبارح.
نظر لها بغضب قائلًا:
كنت فى داهية، بعيد عنك إنتِ وولادك.
بداخل نفسها تمتمت:
ياريت الداهية كانت خدتك ومرجعش غير خبرك…
بينما تفوهت له بإمتعاض قائلة:
سلامتك إحنا لينا غيرك، هروح المطبخ أشوف الخدامة حضرت الفطور ولا لسه، إن مكنتش على يدهم ميشتغلوش ولا يحللوا لقمتهم فى الدار.
بعد دقائق على طاولة الطعام
نهض ريان بعدما صدح رنين هاتفه.. نظر له عزمي سائلًا:
مين اللى بيرن عليك خلاك قومت من عالوكل.
نظر ريان نحو سامية قائلًا:
دول أصحابي سبق وقولت إني إتفقت معاهم هنروح كام يوم نتفسح فى الغردقة وشرم الشيخ.
إعترض عزمي قائلًا:
طبعًا دول الصيع اللى يادوب نجحوا بالعافية زيك، نفسي أعرف إيه ناقصك عن سُجى بت خالك، هتدخل طب.
أجابته سامية بغطرسة:
مش ناقص فقر زي چوز أختك، وسيب الواد ينبسط فى الاجازة مع أصحابه، كفاية كبت طول السنه.
توقفت ثم نظرت لـ ريان قائلة بتفويض:
روح يا خبيبي إنبسط ويا أصحابك.
نهض عزمي بغضب وكاد يتحدث لكن صدح هاتفه، نظر للشاشة، سُرعان ما حاول الهدوء وقام بالرد ليُنهي الحديث سائلًا:
وإيه سبب الإجتماع ده.
اجابه الآخر:
معرفش. طوفان هو اللى طلب إجتماع العيلة المسا، المسا هنعرف منه..
أغلق الهاتف قائلًا:
تمام.
اغلق الهاتف وقف للحظات حائرًا، بينما فضول سامية سألته:
إجتماع إيه.
نظر لها بإزدراء قائلًا:
من ميتي والحريم بيدخلوا فى شؤون الرجال، خليكِ مع عيالك دلعي فيهم لحد ما يخيب أملهم أكتر واكتر.
قال ذلك وغادر بعصبية… إستهزأت منها سامية ببرود ولم تهتم، لكن بداخلها فضول معرفة سبب ذلك الإجتماع العائلي.
❈-❈-❈
بمنزل حاتم
منذ ليلة الأمس وهي تغلي غضبًا… العصبية تنهش أعصابها، والحقد يشتعل خلف عينيها، يتراقص الكره في نظراتها كجمرة تتلظى… لم يغمض لها جفن، باتت تتقلب في فراشها، ينهشها الغيظ حتى مطلع الفجر…
مع أول خيط للضوء، نهضت كأنما تُساق إلى معركة. انعكاس وجهها في المرآة أزعجها، عيونها تفيض بالخذلان… بللت وجهها بماء بارد، كأنها تطفئ ما استعصى على النوم تهدئته…
جلست بالمطبخ نار قلبها أقوي من نيران الموقد…
بينما بغرفة حاتم، إرتدي زي الشُرطة الخاص ثم خرج من غرفته توجه نحو المطبخ، تفاجئ بوجود والدته تجلس على أحد المقاعد، نظر لها شعر بوخزات قوية فى حلقه إبتلعها قائلًا:
صباح الخير يا ماما إيه اللى مصحيكِ بدري أوي كده.
رفعت عينيها نظرت له بأعين باكية:
أنا منمتش أصلًا، قلبي موجوع، حاسة مأن حسام لسه ميت النهاردة، بيقولوا الوجع بيخف مع الوجت، لكن أنا وجعي بيزيد، وآخرتها كمان اللى إسمه طوفان طمع فى مرات أخوك، قلبي كان حاسس هو ليه إتلاعب بالقضية، هو كان طمعان فى دُرة من البداية.
لوهله لم يفهم حاتم معني قولها فسألها بتوضيح:
قصدك إيه بانه كان طمعان فى دُرة من البداية.
إرتبكت قائلة بتبرير:
جصدي واضح، شافها وعجبته، وهو معندوش أخلاق، عادي يطمع فى أي شئ ويعمل المستحيل عشان يوصله بسهولة زي ما عمل وكتب كتابها عليها، بعد ما ضحك على عقل شاهر وتلاقيه كمان عطاه رشوة وقبل يكتب كتابها بتوكيل منها له، طول عمري مش برتاح لـ شاهر ده خالص، خبيث زي كريمان مصراوية جريئة،ضحكت على عقل مختار زمان وعاند وإتحدي الكل وإتجوزها، حتى دُرة زيها عاشت فى مصر وخدت طباع من أم أمها أكيد، بس يمكن حُبها لـ حسام هو اللى خلاها توافق علي الجواز منه رغم إعتراض مختار فى الاول بس هي موافقتها خلت مختار وافق، أكيد كريمان هي اللى كانت بتحرض مختار على رفض حسام.
توقفت تبكي تضع يدها على صدرها قائلة بوجع روح حقيقي:
حسام إتقتل ومختار إتقتل والإتنين دمهم راح هدر وفى النهاية طوفان وصل للي كان عاوزه، و دُرة مع الوقت هتلين وتقبل بالأمر الواقع… يا حرقة قلبي.
شعر حاتم بالاختناق، وكأن الكلمات خرجت من قلبها لتحاصر صدره هو… مد يده ليمسك بكفها المرتعش، واكتفى بالهمس:
إنتِ شايلة كل الوجع ده فى قلبك لوحدك يا ماما.
نظرت له بعينين تغمرهما الدموع وقالت بصوت مخنوق:
من يوم الحُكم بتاع القضية وأنا قلبي كان حاسس وشايفه اللى جاي، دلوق طوفان هو اللى فاز.
شعر حاتم بالغيظ والغضب يتملكان منه لكن تماسك أمامها بصعوبه قائلًا بتوعد:
مستحيل أستسلم يا ماما ودمار طوفان هيكون على إيديا.
❈-❈-❈
بمنزل والد دُرة
هي الأخرى استيقظت تشعر بالإرهاق، كأن النوم بات خيطًا رفيعًا يتقطع كلما حاولت الإمساك به. كانت لياليها مؤخرًا شبيهة بساعات معلقة بين الصحو والكوابيس، لا راحة فيها ولا طمأنينة… رفعت رأسها عن الوسادة بتثاقل، تنظر إلى السقف وكأنها تبحث فيه عن سبب ذلك الضيق العالق في صدرها… كل ما حولها صامت، لكن عقلها يضج، لا يكف عن سرد الصور والذكريات والأفكار… وكأن السكون حولها يفضح الصخب بداخلها.
بصعوبة نهضت من فوق الفراش، بعد قليل ذهبت الى غرفة السفرة، نظرت بغضب وعصبية نحو شاهر الذي كان يتحدث مع باسل،تفوهت بغيظ وتريقة دون مقدمات:
عاوزه قسيمة كتب الكتاب أكيد معاك منها نسخة بصفتك وكيل العروسة.
إبتلع شاهر اللّقمة التى كانت بفمة وإرتشف خلفها المياة قائلًا بهدوء ظاهري:
طبعًا معايا نسخة، بعد الفطار هجيبهالك.
نظرت له دُرة قائلة بأمر:
عوزاها دلوقتي.
بدون جِدال نهض شاهر غاب دقيقتين وعاد بتلك القسيمة… حاول التحدث قائلًا بتبرير:
والله أنا لو مش عارف إن طوفان بيحبك عمري ما كنت….
قاطعته وهي تأخذ القسيمة من يده قائلة بغضب:
بلاش تبريرات ملهاش لازمة… إنت تعتبر خونت الأمانة يا خالي العزيز.
أخذت دُرة القسيمة وقفت تقرأها قالت بإندهاش:
ما شاء الله مكتوب فى القسيمة تاريخ كتب الكتاب هو نفسه نفس اليوم اللى عملتلك فيه التوكيل
توقفت تشعر بإندهاش ثم تحدثت بذهول:
كمان مش معقول أول شاهد على كتب الكتاب يبقي
“الشيخ عرفه”!
أكملت قراءة القسيمة توقفت مرة أخري ثم جخظت عينيها قائلة:
مكتوب المهر إتنين مليون دولار، ومفيش مؤخر!
إزدردت شاهر ريقه، بينما نظرت له دُرة بإستهزاء قائلة:
طب فين الإتنين مليون دولار مهري، دلوقتي لو حبيت أخلعه هجيبهم منين، مش كنت تتأكد إنه دفع المهر الأول.
برر شاهر قائلًا:
أنا عندي ثقة فى طوفان ومتأكد أنه عمره ما هيغصبك تعيشي معاه والمبلغ ده مجرد رقم مالوش أي قيمة.
إستهزأت دُرة، وتركت شاهر بلا جِدال، خرجت الى حديقة المنزل تستنشق الهواء لم تُفكر وفتحت هاتفها قامت بإتصال سُرعان ما رد عليها بصوت هادئ:
صباح الخير يا دُرة.
لم ترد عليه الصباح وتفوهت مباشرة:
مكتوب فى قسيمة الجواز، إن المفروض المهر بتاعي إتنين مليون دولار، مش شايف إن المبلغ كبير أوي، كمان المفروض المبلغ كان يبقي زي القسيمة مثبوت فى رصيدي فى البنك.
إبتسم طوفان يعلم أن دُرة لا يفرق معها المال، لكن راوغ قائلًا:
المبلغ فعلًا هيتحول لرصيدك فى البنك يوم فرحنا.
تهكمت دُرة قائلة:
واضح إنك واثق من نفسك أوي، عالعموم أنا ميهمنيش فلوسك قصدي دولارتك، أنا عاوزة أرض بابا اللى أشتريتها.
إبتسم طوفان قائلًا:
لكل مقامِ مقال يا دُرتي، نبقي نتفاهم عالأرض بعدين، ودلوقتي مضطر أقفل عندي ميعاد مع عميل مهم، عاوز أخلصه بدري عشان راجع المنيا المسا لأمر هام، يلا خدي بالك من نفسك، إنتِ مبقتيش مِلك نفسك دلوقتي.
فهمت تلميحه، فاغلقت الهاتف بغضب، تقبض بيدها على الهاتف بعصبية، طوفان يقوم بسد الطُرق أمامها ويستغل الأقرباء وأصحاب الثقة لديها…
إن كان بداية من الشيخ عرفة
نهاية بخالها شاهر
❈-❈-❈
مساءً
رغم سفره وعودته بنفس اليوم، وشعورة بالالم والإرهاق الجسدي، لكن يود إنهاء ذلك الموضوع الليلة.
بغرفة الضيوف الكبيرة بقصر طوفان
دخل على الموجودين بالغرفة بهيبة خاصة تصحبه، وهم يقفون حتى أشارلهم بالجلوس، مُلقيًا السلام أولًا ثم جلس خلفهم، تنحنح بثبات قائلًا:
بدون لف ودوران إنتم معظمكم عارفيني مش بحب الرغي الكتير، أنا طلبت إننا نجتمع الليلة لأمر مهم، هيحدد مين فى الفترة الجاية هيبقي سند معايا ومين اللى هتظهر حقيقته.
قال ذلك ونظر نحو عزمي الذي تسرع بالنفاق قائلًا:
إنت عارف إن عيلة مهران كلياتها فى ضهرك ومحدش يقدر يعترض على كلمة منك.
نظر له طوفان بنظرة باردة، خالية من الابتسامة، وقال بنبرة ثقيلة:
ماليش فى الحديت المُجامل ده مكانه مش هنا، يا خالي.. اللي في ضهري بجد، مش محتاج يفضل يقولها كل شوية.
سادت لحظة من الصمت المشحون، تبادل فيها الحضور النظرات المتوترة، قبل أن يتابع طوفان وهو يوزع نظره بين الوجوه:
– الليلة دي، أنا مش طالب تأييد بالكلام… أنا طالب فعل. واللي هينفذ، هو اللي هيكمل معايا الطريق. والباقي… ربنا يسهل له.
ارتفعت بعض الحواجب، وتبدلت بعض الوجوه، بينما طوفان نظر لهم بهدوء قائلًا:
أنا سبق وقدمت وليد بنفسي للـ الشرطة وجولت الجانون هو اللى يُحكم، بس كان فى راسي غرض تاني، إن الموضوع يهدى عشان وجتها كان سهل الأمر يطور وندخل فى مشكلة تار سواء مع عيلة غُنيم، أو عيلة بدران… وبعد حُكم المحكمة اللى كنت متوقعة، بسبب ضياع سلاح الجريمة والطب الشرعي اللى أثبت إن الرصاص كان من سلاح مش مترخص، وشهادة الشهود اللى فى منها إتغيرت، الحُكم زي ما انتم عارفين، يعتبر فى عُرفنا حُكم مُخزي
واللى حصل فى المحكمة من حاتم، وبعده من الدكتورة دُرة يأكد إننا بنواجه غضب ممكن يستفحش لو متصرفتش بسرعة وكان فى حُكم عُرفي هو اللى ممكن يهدي بل ممكن ينهي أي عداوة لينا مع عيلة بدران وعيلة غُنيم، وده سبب إجتماعنا النهارده، ومش مستعد أسمع أي إعتراض من أي شخص موجود.
كانت عيني طوفان تنظران الى عزمي الذي تحدث بغطرسة قائلًا:
وإيه هو الحُكم ده، طالبين فِدية مالية… بسيطة ندفعها لهم ونخلص…سبق وكان بين العلتين دول خلاف على حتة أرض كام فدان وإنت إشتريتها،يعني” الدِية” ندفعها وننهي الخصومة.
نظر له طوفان بإزدراء لكن تحدث بثبات:
هو فعلًا المطلوب
“الدِية”
بس مش دِية مالية،المطلوب هو
إنت ووليد تقدموا كفنكم
لعيلة غنيم… وكمان لعيلة بدران.
صاعقة ضربت عقول الجالسين، وبإعصار أقوي ضربت عقل عزمي الذي نهض واقفًا يقول بغضب عارم:
ده مستحيل يحصل.
ببرود نظر له طوفان قائلًا:
إقعد يا خالي وبلاش تسرُع، اللى بقول عليه ده لمصلحة العيلة كلها، وأولها إنت ووليد
وإفتكر إن حاتم بدران ظابط شرطة وسهل يلفق لـ وليد أي قضية ويضمن حُكم مش أقل من مؤبد، غير إن ممكن يجتله بالغلط ويقول كنت بأدي مهمتي الرسمية… التسرُع مش هيفيدك وجتها… وإنت واحد عارف إن رمي التُهم بالساهل.
جلس عزمي بعدما فهم إيحاء طوفان، أنه قد يكون عرف أنه هو من إفتعل قضية إتجار باسل بالعُملة الأجنبية، تحدث بتوتر:
بسيطة أسفر وليد خارج مصر يعيش فى أي مكان تاني ملك.
تهكم طوفان ضاحكًا بخباثة قائلًا:
وقتها يبقي سهلت المهمة تفتكر صعب يعرفوا وليد سافر فين، حتى لو سافر بطريقة غير شرعية.
إزدرد عزمي ريقه الذي شبه جف، قائلًا بمراوغة كي يحصل على تعاطف وتأييد بقية الموجودين:
وإنت موافق عالحديت الفاضي ده … ولا يكون براسك غرض تاني عاوز توصله، أنا سمعتك يوم ما وليد خرج من الأحداث وبنت مختار غنيم بتتوعد بجتل وليد، إنت…
قاطعه طوفان بثقة قائلًا:
أنا فعلًا بحب الدكتورة دُرة… وده مش شئ يعيبني…
أخدها عزمي عليه وقاطعه قائلًا بنبرة تحريض:
أها يعني إنت عاوز توطي راس العيله كلياتها عشان خاطر تنول عشج الدكتورة دُرة.
بنبرة فخر تحدث طوفان:
العشق مش عيب، وأنا مش بوطي راس العيلة بالعكس أنا هدفي مصلحة الجميع، إن الدم يتوقف، وتقديم الكفن هو الحل الوحيد…
لان لو إنت رفضت أنا أول واحد هسلت يدي عن حمايتك إنت ووليد، والقرار دلوق لبقية كُبرات العيلة وهو اللى هناخد بيه.
نظر عزمي بتوهان لوشوش الموجودين وهم يتهامسون فيما بينهم، كذالك طوفان الذي يجلس فاردًا صدره يتوقع الحصول على دعمهم، وقد كان وصل الى ما يريد
توافق الجميع مع طوفان…
نهض عزمي غاضبً يقول بغيظ:.
كلياتكم هتوافجوا على حديته، إنه يرمي رجالة وهيبة العيلة تحت أقدام مراه عاوزها.
والصمت كان الرد بمؤازة طوفان، وعزمي وجب عليه الإنصياع لقرار طوفان.
❈-❈-❈-❈-❈
باليوم التالى
بتلك الغرفة الكبيرة بمنزل الشيخ عرفة
كان هنالك لفيف من كبار البلده ورجال مجلس الشعب، بحضور
طوفان وعزمي
كذالك باسل وحاتم ووالده
تنحنح الشيخ عرفة بعدما قرأ آيات من القرآن تدل على أحقية القصاص، كذالك أحقية العفو بعد التسامُح والتصالُح… ثم تحدث مباشرة عن موافقة عزمي وإبنه بتقديم كفنيهما الى
باسل كذالك والد حسام
أومأ باسل برأسه موافقًا كذالك والد حسام، بينما قبل أن ينطق أحدهما تحدث حاتم بإعتراض قائلًا:
فى طلب هام قبل ما يقول والدي قراره بالموافقة أو الرفض…
نظر له الشيخ عرفة سائلًا:
وإيه هو الطلب ده يا سيادة الضابط.
نظر حاتم نحو طوفان وتحدث بثقة وتعالي:
بما إن السيد طوفان بقي يعتبر صهر عيلة غُنيم، أنا كمان بطلب المُصاهرة وتبادل النسب بينا، واللى أعرفه إن السيد طوفان عنده أخت، وأنا بطلب إيدها للجواز.
❈-❈-❈
ذُهل جميع من بالغرفة ليس فقط طوفان الذي استقبل العرض بهدوء قائلًا بثبات:
فعلًا عندي أخت بتدرس فى الجامعة وهي بره الإتفاق المعروض،كمان جوازي من دُرة تم بموافقتها،و..
قاطعه حاتم بنبرة تصميم:
كمان تقدر تسأل أختك عن ردها،وحكاية إنها فى الجامعة مش عائق تقدر تكمل دراستها فى الجامعة ومعتقدش الجواز هيأثر على دراستها .
أومأ طوفان برأسه ببطء، كأنه يستوعب الصدمة على مراحل، ثم التفت نحو الشيخ عرفة الذي يجلس جواره، كأنّه يبحث عن تفسير، دعم، أو حتى اعتراض… لكنه أومأ بصمت، تفهم طوفان نظرته، عليه الحفاظ على هدوء الجلسة
بينما لمعت عيني عزمي، كأنها فرصة ود أن يتحدث ويقوم بإثارة الضجة قد تنتهي الجلسة وتنفض دون إتفاق، لكن سبقه طوفان
تنحنح قائلًا بنبرة أقل حِدة مراوغًا:
أنا مش ضد فكرة الجواز، بس أختي ليها شخصيتها وقراراتها… وده قرار مصيري، مكنش ينفع يتقال كده فجأة… ومش أنا صاحب القرار فيه.
ابتسم حاتم ابتسامة خفيفة، لكنها لم تضع الطمأنينة فى قلب الجالسين قائلًا:
وأنا مقدّر ده، وعشان كده بقولك تسألها… وهحترم قرارها أكيد… أنا ماجيتش أفرض حاجة، بس شايف النسب هيقوي ويعزز التصالُح… وزي ما قلت، الجواز مش هيعطلها، بالعكس، يمكن يكون سند ليها.
سادت لحظة صمت، مشحونة بالحرج والتوتر… لم يتحدث حاتم لكن نظرته كانت صلبة، كأنّه يرا شيئًا أهم من الكلام … يخطط لأبعد من ذلك.
تنهد طوفان وهو يتغاضي عن نظرة الجميع قائلًا:
هكلمها… بس القرار قرارها، وأنا مش هاخد خطوة غير لما أكون متأكد إنها موافقة ومقتنعة.
لمعت عيني حاتم بظفر قائلًا:
وأنا قولت هحترم قرارها، رغم شايف النسب فى مصلحة الجميع.
نظر طوفان لـ حاتم شعور بعدم الراحة مُتبادل بينهما، كأن كل منهما يقرأ تفكير الآخر به، لكن رسما بسمة طفيفية.
❈-❈-❈
في مساء نفس اليوم
بمنزل طوفان
مع مُضي وقت حاول أن يُرتّب أفكاره، دخل طوفان البيت بخطوات متعبة… رفع رأسه لأعلى تنهد بصبر، كُل الأثقال مُحملة بصدره وهو عليه تحمُل كل تلك الأثقال برحابة ليس غصبً، لمعت عيناه بحنان، حين رأي جود
تجلس بشُرفة غُرفتها ، بين يديها كتابً … جود ليست فقط شقيقته الصغري، بل بمثابة إبنته الذي كان يحملها منذ صغرها، كان الحماية لها حتى بوجود والدهم، كان حظها أنها فتاة فإبتعدت عن قسوة والدهم، هي إخد القطع اللينة بقلبه، لا يود إرغامها وإدخالها بفجوة بركان قد يثور ويسحبها نحو هاوية، بعقله إتخذ قرار، لكن يُخبرها بعرض حاتم، وسينهي العرض بالرفض، دخل الى داخل المنزل إبتسم حين سمع صوت وجدان تتحدث مع شُكرية بشُرفة قريبة من الرُدهة، توجه نحوهن،ألقي عليهن السلام.. نهضت شُكرية مبتسمه قائلة:
يسعد مساك يا طوفان، أحضر العشا.
أومأ لها برأسه بموافقة… غادرت شُكرية، بينما نظرت وجدان الى وجه طوفان،لو أخفي عن الجميع حقيقة ثُقل ما يتحمله هي الوحيدة التي تفهمه من ملامحة.. أشارت له بيدها ليجلس جوارها على الآريكة، بالفعل جلس جوارها، وضعت يدها على كتفه بحنو سائلة:
مرجعتش طول اليوم جولي إيه اللى حصل فى الإجتماع اللى كان بدار الشيخ عرفه.
تنهد بضيق قائلًا:
يعتبر الإتفاق تم، بس فى حاجه حصلت من حاتم، مفكر إن بكده ممكن يحط الاتفاق فى خانة عدم التنفيذ..بس غلطان.
بإرادة معرفة سألته:
وإيه اللى حصل من حاتم ومضايقك كده.
أجابها:
حاتم طلب يتجوز من جود.
نظرت وجدان له بتعجُب كأنها تستفسر ما سمعته ثم سألته:
حاتم يتجوز من جود، يعرفها منين.
أجابها:
معرفش بس أكيد عارف إن عندي أخت، حاسي بنوايا خبيثة من حاتم.
تفهمت هي الأخرى سائله:
جصدك بايه بنوايا خبيثة، إنه ممكن لو رفضت طلبه، ميقبلش الصُلح.
أجابه بإيماءة من راسه قائلًا بتبرير:
مش حكاية ميقبلش الصُلح، لان سهل أقول الموضوع ده خارج الإتفاق، بس من طريقة كلامه وتصميمه حسيت عنده نوايا تانية، زي ما يكون نظام تحدي فى دماغه، زي ما إنت إتجوزت دُرة أنا هتجوز من أختك، جود غالية عندي أوي ومش هستحمل إنها تدخل صراع هي ملهاش يد فيه.
تفهمت وجدان ذلك وتنهدت بتفكير قائلة:
أنا أعرف بدرية من وإحنا صغيرين، طول عمرها عندها عُقدة نقص فى دماغها، إنها مش من عيلة غُنيم وإنها أخت مُختار من الأم فالبتالي مورثتش فى الأرض بتاعت أختها وكلها راحت لـ مُختار حتى بعد النزاع اللى حصل بينه وبين عيلة بدران عالارض لأنه هو اللى كان واخدها عنده بعد ما جوزها مات، جوزها اللى كان من عيلة بدران اخواته فكروا ان لهم ميراث فى الأرض، بالذات
“مرعي بدران”
زفر طوفان نفسه بإزدراء قائلًا:
“مرعي بدارن”
فعلًا بسببه عمي مختار طلب مني أشتري الأرض دي، مرعي قلبه مليان سواد، عنده حقد قادر يقوم حريق وسط البلد ومش هيهمه مين يتحرق حتى لو واحد من ولاده إتحرق.
وافقت وجدان ذلك وتنهدت تنفض ذلك الثُقل عن صدرها قائلة:.
فعلّا ربنا يكفينا شره، دلوق سيبني أنا أتحدت ويا جود، نشوف رأيها أيه، رغم عندي شبة يقين مش هتوافج بس من باب التوكيد.
كانا يتحدثان لم يرا تلك التى سمعت حديثهما صدفة بعدما رأت طوفان وهو يدخل الى المنزل تركت الكتاب، تركت الكتاب ونزلت كي تطلب منه عمل بطاقة إئتمانية أخري بدل تلك التى تبدلت مع بطاقة حاتم، صدفة كادت تدخل الى الشُرفه لكن توقفت خين سمعت إسم حاتم، كانها إلتصقت بمكانها، سمعت حديث طوفان مع والدتهما، إنتفض قلبها بداخلها، شعور جديد وله سطوة فى قلبها ينبُض، قبل أن تستكمل بقية حديثهما، نظرت حولها لم تجد أحدًا غادرت الى غرفتها دخلت تشعر بنبضات قلبها العالية، شعور بالسعادة يغزوا قلبها، كأنها لم تنتبة لحديث طوفان الخائف من نوايا حاتم، فقط سمعت ما اراده قلبها البرئ… ظلت بغرفتها ترسم أماني وأحلام تحقيقها ليس بعيد كما ظنت.
❈-❈-❈
بعد وقت
بغرفة جود
مازالت تنتظر أن تدخل والدتها الى الغرفة
بالفعل سمعت صوت فتح باب الغرفة
تبسمت حين دخلت وجدان تحدثت لها بحنان قائلة:
كنتِ هتنامي.
اومأت رأسها برفض قائلة:
لاء، كنت هسهر أقرى كتاب عجبني وإشتريته أونلاين.
إبتسمت لها بحنان وجلست على آريكة مُقابلة للفراش قائلة:
تعالى نقعد شوية مع بعض نتكلم شويه.
إبتسمت جود بقبول وإقتربت منها بهدوء، وجلست جولرها على تلك الآريكة ، تحدثن مع بعض قليلًا بأحاديث مُتشعبة كانت جود تترقب حديث والدتها عن عرض حاتم، بعد عدة حوارات بينهم، بلا مقدمات تفوهت وجدان بتوقع لـ رفض جود كما حدث سابقًا، حين أخبرتها أن هنالك من تقدم لخطبتها وقتها
وضحكت ضحكة إستغراب،وأخبرتها أنها لا تُفكر بالزواج قبل إنهاء دراستها على الأقل…
جود في موضوع مهم حابة أسمع رأيك الأول.
تسألت بفضول قاىلة بتحريض:
موضوع إيه يا ماما.
صمتت وجدان للحظة، ثم قالت لها بجديّة:
فى عريس متقدملك.
توقفت وجدان تتوقع رد جود سيكون كما السابق
“انا مش ضد الجواز يا ماما، بس مش دلوقتي… عندي طموحات ونفسي أكمل الماجستير، والجواز مسؤولية كبيرة… لازم أكون مستعدة ليه عاطفيًا وعقليًا”.
لكن خاب توقع وجدان حين ظهر الخجل على وجه جود التى سألت بحرج:
ومين العريس ده يا ماما.
رد جود وحده أدهش وجدان،ظنت سترفض بلا إرادة معرفة هوية العريس،لكنها أخبرتها به وبعائلته:
العريس يبقي”حاتم بدران” بيقولوا ظابط شرطة، معرفشي تعرفي أهله أو لاء.
ابتسمت وجدان بعدما لاحظت لمعة حيرة في عيني جود، كانها تُفكر بالرفض، لكن خاب ذلك حين قالت:
أعرفهم أسماء بس يا ماما، أكيد طوفان يعرف بالموضوع ده، هو رأيه إيه.
أجابتها وجدان:
طوفان قال قرارك هو الأهم.
إبتسمت جود قائلة
أنا عارفة إن طوفان أخويا طول عمره دايمًا بيحميني، وعمره هيفضل هو السند اللى يقويني، وبسببه مش بخاف من نتيجة أي خطوة… أنا عمري ما كنت بدور على فارس الأحلام، بس لو الشخص اللي متقدم لى شخص محترم، ونيته صافية، وإبن ناس طيبين… ليه لاء
وعشان كده، أنا موافقة يا ماما.
إستغربت وجدان من ذلك، حتى أنها قالت لها بنُصح:
خدي وقت وفكري قبل ما تقولى قرارك النهائي.
هزت جود رأسها بحياء قائلة:
حاضر يا ماما هفكر تاني.
إبتسمت وجدان وضمتها قائلة:
فكري كويس، الجواز مش قرار سهل ده رحلة عُمر ولازم تبقي قدها.
اومأت جود بإبتسامة.
بعد قليل نهضت وجدان وتركت جود، نهضت جود هي الأخري تتبع بعينيها خروج والدتها الى أن أغلقت خلفها باب الغرفة، توجهت نحو الفراش تمددت عليه، تترك لنبضات قلبها العنان، تشعر بسعادة فقط، لن تتراجع فى قرار الموافقة
❈-❈-❈
صباحً
علم طوفان من وجدان بموافقة جود مبدائيًا، إستغرب هو الآخر ذلك، لكن هو لن يضغط عليها، بعد نهاية الإفطار…
دخل الثلاث الى إحد الغرف نظرت وجدان الى جود قائلة بتحذير:
قولي قرارك النهائي يا جود الجواز رابطة العمر كله.
أبتسمت جود بحياء قائلة:
قولتلك قراري من إمبارح يا ماما، ليه حاسة إنك خايفة بزيادة.
تنهدت وجدان قائلة:
مش حكاية خوف، بس ده جواز، وجواز العُمر كله.
نظرت جود نحو طوفان وتبسمت قائلة:
بس أنا مش خايفه من حاجه يا ماما، عشان عارفة إن فى ضهري طوفان دايمًا، مستحيل يسمح بأي حاجه تأذيني.
نظر لها طوفان وإقترب مُبتسمً ضمها من كتفها قائلًا:
مين اللى يجي فيه قلب يقدر يأذي ملاك زيك يا جود، مستحيل طبعًا، الا لو كان مُختل عقليًا وقتها أنا هضمن جنانه رسميًا.
إبتسمت جود بإمتنان تشعر بقوة فى قلبها منبعها قوة تُماثل طوفان.
…***
بعد قليل عبر الهاتف
كان حاتم يجلس بقسم الشرطة الذي يعمل به،يمسك تلك البطاقة الائتمانية الخاصة بـ جود لا شيء برأسه سوا أنه يود معرفة قرار طوفان، ربما يشعر براحة قلبية، أو زيادة غليان فى صدره، لن يترك طوفان يهنئ على بؤس قلب والدته…
فى أثناء ذلك صدح رنين هاتفه، نظر لشاشته
زفر نفسه وجذب الهاتف بترقُب بعدما قرأ إسم طوفان… إلتقط نفسًا طويلًا قبل أن يقوم بالرد، بلا تردُد، بعد السلام والمراوغة المُتعمدة من طوفان،فقد حاتم الصبر تصلب فكيه، قبض على البطاقة بقوة حتى ابيضّت أنامله، ثم قال بنبرة خافتة لكن حاسمة:
أكيد مش متصل عليا عشان نتساير فى حكاية تقديم الكفن، ممكن تقولي قرارك بشأن طلب إيد أختك، قرارها إيه.
بمراوغة من طوفان أصبح يكون فكرة عن أخلاق حاتم،يبدوا أنه شخص لا يعرف التحكم فى أعصابه،خفق قلبه بقلق على جود وحياتها معه كيف ستكون،كاد يرفض ألاجابه لكن تذكر موافقتها،لم يغصبها على ذلك،فأجابه ببرود:
تقدر تبعت والدتك تقعد مع الحاجه وجدان، والمسا تجيب والدك وتشرفنا فى القصر.
إرتخت قبضة يده يشعر بظفر حتى لو لم يتفوه طوفان بالقبول مباشرةً لكن ما قاله كافي ودليل على الموافقة… أغلق الهاتف مع طوفان ونهض سريعًا خارجً من القسم يعلم الى أين يذهب الآن
بعد قليل بالمقابر وقف أمام ذلك القبر الذي يحمل شهادة وفاة حسام، رفع يديه يقرأ الفاتحة حتى إنتهي قام بالدعاء لأخيه، ثم مسد بيديه على تلك الشهادة،ينفض ذلك الغُبار العالق عليها… بدمعة تحجرت فى عيناه وتفوه بثقة:
حقك هيرجع يا حسام، عارف إنك أكيد زعلان إن دُرة هتبقي من نصيب غيرك، بس أنا مش هسمح لهم بالسعادة، وهتبدأ رحلة إنتقام وطوفان هيندم على اليوم اللى فكر فيه يقرب من دُرة.
…..***
مساءً بمنزل طوفان
كان إستقبال طوفان لـ حاتم ووالده بترحيب، ثم اخذهم الى تلك الغرفة، تعجب حاتم من وجود الشيخ عرفة،كذالك عزمي الذي تنطق عيناه بغضب وكُره واضح،لكن عليه الصمت…
جلسوا معًا لبعض الوقت بحديث بسيط، كان كل من طوفان و حاتم كلامها يكتشف الآخر لكن واضح بينهم بعض الحزازية ببعض الشؤون، بالأخص حين تحدث حاتم:
أنا بقول ملهاش لازمة فترة الخطوبه، أنا شغلي فى الشرطة بياخد وقتي معظم الوقت فمش هبقي فاضي للحركات واللقاءات بتاع المخطوبين،أنا بقول نكتب الكتاب ونتجوز مع…
توقفت الجملة بحلقه،صعب عليه نطقها،لكن تحمل تلك الغصة فى قلبه وأكمل:
مع طوفان ودُرة.
ذُهل طوفان قائلًا بالسرعة دي مش معقول،إنت و وجود متعرفوش بعض،كمان تجهيزات العروسة.
تهكم حاتم بين نفسه قائلًا بحقد دفين:
مش محتاج أتعرف على أختك العينه قدامي…
بينما تفوه للعلن بثبات:
هنتعرف على بعض أفضل وإحنا متجوزين، كمان التجهيزات مش مُعضلة، أكيد تقدر تجهز أختك فى يوم، وأنا كمان الشقة عندنا جاهزة حتى بالعفش.
نظر والد حاتم له نظرة عينيه بسؤال، فأكمل حاتم حديثه:
شقة حسام جاهزة بالعفش.
نظر طوفان لـ حاتم بنظرة غضب وكاد يقف رافضًا، ذلك لكن سبقه الشيخ عرفة قائلًا بتهدئة:
خير البِر عاجله، بس فى التأني السلامة.
أومأ حاتم قائلًا بتبرير خادع:
إنتم عارفين إن شغلي فى الشرطة مُعرض دايمًا للتنقُلات فى الأقسام وبين المحافظات،ممكن فى حركة التنقُلات الجايه أروح أخدم فى مكان بعيد.
أومأ الشيخ عرفة بإقتناع.
بالنهاية وصل الى هدفه وتم تحديد عقد القران مساء يوم تقديم الكفن… كذالك الزفاف باليوم التالي مع طوفان ودُرة.
❈-❈-❈
بعد وقت
بمنزل دُرة
إستغربت دُرة من قول باسل عن طلب حاتم للزواج من أخت طوفان، تحدثت بدهشة ورفض:
أكيد طوفان هيرفض بدون جِدال.
خيب باسل توقعها قائلًا:
لاء من شوية حاتم كلمني وقالي إنه وافق وكمان قروا الفاتحة وحددوا كتب الكتاب والزفاف فى نفس يوم زفافك إنتِ وطوفان.
ذُهلت قائلة:
طوفان أميد عقله طار منه إزاي يوافق على حاجه زي دي، حاتم يعرف جود منين
جود شخصيتها رومانسية ممكن وافقت بضغط من طوفان.
تحدثت كريمان بسؤال:
وهيضغط عليها ليه، دي أخته وأكيد مش هيضغط عليها بحاجة زي دي فيها مستقبلها.
إحتار عقل دُرة تركتهم وصعدت الى غرفتها فتحت هاتفها قامت بإتصال
سُرعان ما رد عليها طوفان قائلًا:
بصراحة مكنتش مصدق إنك تتصلي عليا لما قريت إسمك عالشاشة قولت أكيد بحلم.
تفوهت بنبرة إعتراضها:
إزاي وافقت على جواز حاتم من جود.
أجابها بهدوء:
أنا واقفت بعد ما سألتها وهو وافقت بدون…
قطاعته بغضب، لكن حديثها مثل الرصاص:
بس هي مش قطعة شطرنج في صفقة، ولا ورقة في ملف… أختك إنسانة… ومينفعش تبقي كأنها بند في اتفاق.
عاود طوفان حديثه بحزم:
أنا مستحيل أدخل أختي فى أي إتفاق يا دُرة، انا قولت لماما وماما إتكلمت معها وهي وافقت بدون أي ضغط من أي حد عليها، وأنا طول اليوم مُرهق، ومحتاج أخد شاور بعدها أنام، تصبحي على خير.
أغلق طوفان الهاتف دون إنتظار، سبب ذلك غيظ بعقل دُرة قائلًا:
قفل فى وشي، الحقير مفكر إنه الحاكم بأمره والجميع لازم يوافقوا على أوامره، حقير أناني ميهموش غير راحة نفسه حتى لو على حساب غيره.
بينما بمنزل طوفان
كان مُشتاقًا لها، وفكر فى الإتصال عليها قبل أن تتصل عليه ود أن يُشاغبها قليلًا يستمتع بالحديث معها، لكن إتصالها وطريقة حديثها تلك لو أطال معها فى الحديث، ستتحامل عليه، وهو مُرهق، لو أحد غيره بعدما مر عليه بالفترة الأخيرة وتحمله وهو مُصاب برصاصتين فى جسده ما زال جرح جسده لم يلتئم مكانهم،لكان برك بالفراش،لكن هو يُقاوم ويقاوح كي يحصل على راحة قلبه منها، قبل راحة جسده.
هي دواؤه وسُقمه، شغفه وبلواه، وفتنته الذي مهما حاول يهرب منها، يعود لها…
خلع ثيابه وبقي بسروال داخلي فقط،إلتقط برشامه وأبتلعها بقليل من المياة،ثم تمدد على الفراش لحظات قبل أن يغفوا يفصل لوقت يستعد للإعصار القادم.
❈-❈-❈
مرت عِدة أيام
بظهيرة يوم الجمعة
والطقس شبة حار بل حار جدًا
بالساحة المُقابلة لأحد مساجد البلدة
نشاط أمني واسع ومُكثف حول المكان، حضور كبار الشخصيات بالمحافظة وأعضاء المجالس النيابية،كذالك شيوخ من الأزهر،وبعض القساوسة…لفيف واسع من الحضور،وترقُب وخوف
وعلى الجهة الأخري غضب عارم من
وليد وعزمي المغصوب على فعل ذلك وقام بالغصب أيضًا على وليد الذي قالها صريحة:
لو سيبتني كنت فرغت السلاح فى دماغ طوفان نفسه والشيخ عرفة معاه، ده ذُل لينا.
نظر له عزمي بغضب:
السلاح اللى جتلت بيه إتنين قبل إكده لو مش التحايل ودفع الرشاوي للشهود كان زمانك لساك بالسجن، عدي اليوم مش عاوز مشاكل، المرة دي لو حُصل حاجة هتبجي جريمة علني.
غصبً إمتثل وليد متوعدًا:
مش هنساها لـ طوفان وهدفعه تمنها غالي، بس كل شئ بآوان.
بعد وقت
تحت تلك الشمس الحارقه
خطاب ديني عن القصاص والتسامُح
أعقبه
وقوف بعض الأهالى على الصفين، ومن الوسط مرور كل من وليد وعزمي اللذان يحملان كفانيهم فوق أيديهم…يسيران من بين الصفين بخطوات غاضبة
حتى وصلا الى مكان وقوف كل من
والد حسام وباسل
إنحني عزمي أولًا أصبح جاثيًا على ركبتيه أمام والد حسام، ورفع يديه بالكفن
بينما هنالك ترقُب ونظرات مُريبة لـ وليد الذي لوهله تحكم به الكِبر وفكر بالهرب، صمت خيم للحظات توقفت بعض القلوب عن النبض خوفً من نقض الإتفاق المُسبق… لكن كلمة نطقها طوفان، أدخلت الرُعب فى قلب وليد الجبان، حين نطق بإسمه وبأشارة من رأسه أمره
-وليد..
لا داعي للنظر نحو طوفان، فلو فكر وليد بنقض الإتفاق أصبح مهدور دمه، تحكم الجُبن بقلبه غصبً فعل مثلما فعل عزمي ووجثي على ركبتيه أمام باسل رفع يديه بالكفن
لم يُفكر
والد حسام، ولا باسل وتقبلا ذلك وأخذا الكفنين من إيديهم، بلحظة كانت تُذبح الذبائح فدوًا وعفوًا مقبول…وسط همزات الأهالى.
❈-❈-❈
مساء
بمنزل طوفان
بتلك الغرفة الكبيرة، يوجد نفس كبار الشخصيات التي حضرت ظهرًا، ها هم يحضرون
عقد القران أيضًا
جلس كل من
طوفان وحاتم بالمواجهه لبعضهم،بالمنتصف كان يجلس المأذون،الذي طلب منهما وضع إيديهم ببعض،بالفعل حصل ذلك،نظر حاتم و طوفان لبعضهما كل منهما بداخله تحفُظ من الآخر لكن يمتثلا للقدر الذي لا يعلم أحدهما الى أين سيصل بهم مستقبلًا…ربما يصبحان صديقان،أو يظلا غريمان…
بالنهاية تم عقد القران، وبالغد سيكون العُرس
❈-❈-❈
بنهاية اليوم التالي
بأحد القاعات الفخمة كان العُرس الذي انتظره الجميع، تتلألأ الثريات في السقف كنجوم مُعلقة، وتعزف الأوتار أنغامًا تُغازل الروح… العروستين كُن كأميرات من زمنٍ الحكايات، تخطوان بخجلٍ وبهاء نحو مصيرٍ كُتب لهن… بين العيون والهمسات… أما العريسين، فكان الوقار والهيبه بثياب أنيقة..
كان الحضور مزيجًا من أهل وأصدقاء،ومعارف وشخصيات لها مكانتها…. تتعالى الضحكات تارة، وتتوارى الدموع خلف ابتساماتٍ مجاملة تارة أخرى….
ليلة أسطورية انتهت…
أخذ كل عريس عروسه إلى حيث تبدأ الحكايات على مهل، حيث تُخلع الأقنعة، وتُكشف النوايا، وتُولد التفاصيل الصغيرة التي تصنع عمرًا.
❈-❈-❈
بمنزل طوفان
إستقبال حافل من والدة طوفان ومعها سامية وكوثر اللذان يشعران بإحتقان وحقد، بينما رحبت وجدان بها بدبلوماسية…
لحظات وإنتهي ذلك الترحيب التى شعرت دُرة به بكثرة الرياء
صعدت بصُحبة طوفان الى الأعلى توقف طوفان
فتح باب الجناح وتنحي جانبًا يبتسم ، رفعت دُرة ذيل فستان الزفاف ودلفت الى الغرفة تشعر بضجر، أزداد حين دلف طوفان وأغلق الباب، إستدارت تنظر له بغضب قائلة بإستهجان:
إنتَ بتعمل إيه.
رمقها طوفان بنظرة متفحصة، قبل أن يميل برأسه قليلاً، والابتسامة لا تزال معلقة على شفتيه… قائلًا بهدوء مستفز:
داخل أوضتنا.
زفرت بضيق، قبضت على ذيل فستانها بقوة وكأنها تحاول أن تستمد منه بعض الثبات، ثم قالت بحدة:
أوضتنا، القصر فيه أوض كتير شوفلك أوضة تانيه نام فيها ،
ده جواز صفقة، إنت مفكره جواز بجد.
اقترب خطوة، مما جعلها تتراجع لا إراديًا… تأمل توترها للحظات قبل أن يجيب بصوت منخفض لكن يحمل من التهديد ما يكفي لإشعال الرهبة في قلبها:
حتى لو جواز صفقة فأنا ليا حقوق .
اتسعت عيناها للحظة، قبل أن تستعيد رباطة جأشها، متظاهرة بالتماسك، ثم رفعت ذقنها بتحدٍ وتحدثت بصوت ثابت:
حقوق… ها، واضح إنك……
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة، كصياد يُحكم قبضته على فريسته… لم يمنحها فرصة الحديث ، قاطعها مباغتًا يجذبها من خصرها،بعدما قطع المسافة بينهما في غمضة عين، بلحظة ضم شفتيها بين شفتيه يُسكت احتجاجها بقُبلة متملكة، سلبت أنفاسها، ثبتها بين ذراعيه عاجزة عن المقاومة.
لوهلة تصلبت في البداية، عقلها يصرخ بالأوامر للابتعاد، للرفض، لكن جسدها خذلها للحظة، كأنها علقت في دوامة أحاسيس لم تواجهها من قبل… نبضها تسارع بعنف، ويداها كانهم دِرع هش، ترددت بين الدفع والتشبث…. حتى عادت تُدرك ما يحدث، انتفضت بقوة، تحاول الإفلات، لكن ذراعيه شدد قبضته حولها، كمن يفرض سطوته بلا نية للتراجع… همست باسمه بانفعال، نبرة صوتها متأرجحة بين الغضب والاضطراب، فشعر برجفتها الطفيفة، لكنه لم يبتعد… وعاد يُقبلها… متملكً من شفتيها….مُحاولًا فرض سيطرته على تمرُد يديها اللتان تدفعه بهن، كاد أن يفرض هيمنته لكن رنين الهاتف قطع الأجواء كضربة قاسية أعادتها للواقع بعنف… تجمد كلاهما، أنفاسها المتقطعة تتلاحق، وصدره يرتفع ويهبط ببطء، كمن يحاول كبح شراسة رغبته غير المكتملة.
استغلت اللحظة، دفعته بيديها بقوة على صدره، فاختل توازنه لثانية، بما يكفي لتبعد عن ذراعيه، تلهث وكأنها خرجت من معركة خاسرة.
ابتسم ومد يده أخرج الهاتف من جيبه، نظر لشاشته ثم لها،لاحظ إرتجاف يديها تُحايد النظر إليه، وهي تُعطيه ظهرها ما زالت تشعر بحرارة لمساته تطبع أنفاسها، بصره المشتعل يلتهمها بصمت.
ضغط على زر الرد محاولة جلي صوته، يستمع لمن يحدثه، سريعًا أنهي الإتصال قائلًا:
تمام أنا نازل حالًا.
أغلق الهاتف ونظر نحو دُرة التى أعطته ظهرها ، لكن هو تخابث وذهب نحو الفراش جذب ذلك الرداء النسائي،ثم عاد يسير توقف خلفها مباشرةً، كظلٍ قائلًا بمكر:
ما تفكريش إنكِ هربتي… راجعلك تاني.
أنهي حديثه وجنب طرحة الزفاف عن عُنقها وضع قُبلة رقيقة على جانب عُنقها هامسًا:
مش هغيب كتير
هسيبك تغيري الفستان وتلبسي قميص النوم ده.
ترك الرداء بين يديها ثم غادر مُبتسمً يعلم أنها على شفى لحظة وقد تشتعل نارًا أو غضبًا، أو ربما بين الاثنين معًا… وقفت متسمرة، تنظر إلى ذلك الرداء الحريري بين يديها، أصابعها تنقبض عليه دون وعي، وكأنها تمسك بفتيل قنبلة على وشك الانفجار…زفرت نفسًا مرتجفًا، تشعر بالدماء تتدفق إلى وجنتيها بحرارة، بينما كلماته تواصل التردُد بعقلها ..كيف تركته يفرض سطوته بهذه السهولة،
رفعت عينيها إلى المرآة، فرأت انعكاسها… وجسدها ما زال يعلوه فستان الزفاف الأبيض،
أغمضت عينيها لوهلة، تحاول تهدئة أنفاسها، قبل أن تستدير ببطء، تنوي تغيير الفستان، لو ظلت
لحظة واحدة فقط… كفيلة بأن تشعل المزيد من الضيق في أنفاسها… بلحظة
نزعت عن رأسها ذلك الوشاح الأبيض وألقته بقوة فوق الفراش بغضب شديد،استدارت بعصبية، تحاول خلع الفستان بحركات مضطربة، وكأنها تنزع عنها أثر كلماته التي ما زالت تتردد في أذنيها…خلعت الفستان وألقته بجانب الوشاح على الفراش، ثم نظرت إلى الرداء الحريري الذي تركه لها، تأملته باشمئزاز، وكأنه رمز لهيمنته التي يحاول فرضها عليها… زفرت أنفاسها
بحِدة قائلة:
مفكر نفسه شخصية مهمة… ولا ملك متوج.
رفعت ذلك الرداء النسائي بين أصابعها، مترددة بين تمزيقه أو تجاهله تمامًا….فكرت تعرف جيدًا لو مزقته سيظن أنه إنتصر … القته هو الآخر على الفراش
زفرت مجددًا، ثم ذهبت نحو خزانة الثياب ارتدت رداءً آخر، أكثر تحفظًا، كنوع من التحدي الصامت… ذهبت إلى الحمام ،توقفت لحظات قبل أن تفتح الصنبور،غسلت وجهها وشفتيها بقوة ، تُزيل أثر قُبلاته،لكن مازال الغضب مرسوم ملامحها،خرجت من المرحاض بخطوات ثابتة، مرفوعة الرأس، لتواجهه كما يليق بها… بلا استسلام.
بينما قبل لحظات،عاد طوفان الى الجناح نظر نحو الفراش،ضحك حين رأي فستان الزفاف،كذالك ذلك الرداء النسائي الشبه عاري،بمكر خلع ثيابه وبقي بسروال داخلي فقط ينتظرها ، مسندًا ظهره على إحد حوائط الغرفة، وابتسامة تتراقص على شفتيه، وكأنه كان يتوقع كل ذلك… فاجئها قائلًا:
إيه غيبك فى الحمام كنتِ بتفكري فى إيه.
قالها بنبرة صوت مستفزه.. جعلها ترتجف من الخضة،إبتسم من شهقتها ينظر لها بوقاحة قائلًا:
فى عروسة تلبس بيجامة سودة ليلة الدخلة،بس تصدقي اللون الأسود ملك الألوان،وأنا كمان أهو لابس شورت أسود بخطين حُمر مطقم مع لون البيجامة بتاعتك،دي هتبقي ليلة….
-ليلة سودة، وكُل لياليك معايا هتبقى سودة.
هكذا قاطعته دُرة بتحدي، بينما بعين عاشقة إقترب طوفان بخطوات بطيئة يتلاعب بعصبية دُرة المُمتعة له، قبل أن يُفاجئها ويجذبها من خصرها يضمها لصدره العاري بتملُك، ينظر نحو شفتيها اللتان تطبقهما بقوة
بطريقة مُغرية بالنسبة له، لم يهتم وهو يُقيد حركة يديها يُقبلها بنهم عاشق مُتيم، ترك شفتيها ليتنفسا، تحدث من بين أنفاسه المُتلاحقة:
إحنا هنلعب الليلة عالخطين الحُمر…الليلة فيضان هيغرقنا مع بعض
يا ” دُرة طوفان”.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا