رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث عشر 13 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث عشر 13 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث عشر 13 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث عشر 13

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث عشر 13

قبل قليل بمنزل طوفان بغرفة الضيوف
جلسن كل من سامية وكوثر إنتهزن فرصة عدم وجود وجدان بينهن،استغلا الفرصة وبدأتا يغتبان معًا، تفوهت كوثر بنبرة إستنكار:
شوفتي بنت المصراوية والفُجر بتاعها، حتي مستنش يفوت سنة على موت ابوها وخطيبها اللى كان فى مجام چوزها، بس هجول ايه، هو طوفان اللى فرضها علينا كأن مفيش غيرها.
وافقتها سامية بحقد دفين قائلة:
بكره تتكبر وتتغطرس علينا،شوفتي
ده حتى مش طايقة توقف تسلم علينا زي الخلق…
توقفت سامية عن إسترسال بقية حديثها الجاحف حين دخلت عليهن شُكرية، غمزن لبعضهن، فصمتن وبدلن الحديث يعلمن أن شُكرية هي عين وأذن وجدان…
وجدان الذي دخلت عليهن هي الأخري سائلة:
جاعدين إكده ليه.
نظرن لبعضهن ثم تحدثت ساميه بتوضيح:
جاعدين لحد ما نطمنوا عالعِرسان.
نظرت لهن بإستهانه قائلة:
العِرسان أحرار، أنا طول الايام اللي فاتت كنت مشغوله وما صدجت الفرح خلص هطلع أرتاح تصبحوا على خير.
فهمن فحوى حديثها فنهضن بنزق،تحدثت ساميه:
ومين سمعك،هقوم انا كمان،بكره صباحية جود ولازمن نبجوا فايقين.
غادرن كوثر وساميه وهن يتغامزن بينهن،بينما نظرت شكريه لـ وجدان التى ترتسم ملامحها بالقلق،تعلم سببه بالتأكيد جود
تلك الرقيقة التى كانت مُرافقتها الأولى لا تعلم الخُبث.
❈-❈-❈
بمنزل والد حاتم بعد ذلك الترحيب الفاتر من والدته لـ جود ونساء عائلة مهران اللاتي إنصرفن،
اصطحبها إلى الدور الثاني للمنزل، بمجرد أن فتح الشقة شعر بوخزات قوية تعصف بقلبه بقوة، تلك الشقة تجهزت من أجل زواج أخيه وها هو القدر القاسي، هو من يتزوج بها، إبتلع تلك الغصه وتجنب ، ودعاها للدخول بإيماءة رفعت جود ذيل فستانها ودخلت، شهقت بخضة حين سمعت صوت غلق الباب بقوة
وقفت هي وسط الردها، بثوبها الأبيض الذي بدأ يثقل على قلبها أكثر من كتفيها… بسبب نظرة عيني حاتم التى تشعر أنها باردة، بينما هو إستهزأ من شهقتها قائلًا بحنُق:
معليشي الباب اتقفل جامد.
تحدثت بهدوء:
مش مهم.
نظرت له بتوتر من صمته حتى نظراته الحادة حاد بها عنها، تنحنحت ثم صمتت، إنتبه لذلك قائلًا:
طبعًا دي اول مرة تدخلي الشقه عندك أوضة النوم هناك أهي.
أومات بخجل،تشعر بالحرج يغمرها حتى أطراف أصابعها.
مشت بخطوات مترددة نحو الغرفة التي أشار إليها، بينما ظل حاتم واقفًا مكانه، يتابعها بنظرة مبهمة لا تستطيع أن تفك شفرتها، مزيجًا من الحِيرة وعدم الفهم.
وضعت يدها على مقبض باب الغرفة، ثم توقفت، استدارت نحوه رمقته وهو يجلس على احد مقاعد الرُدهة… أومأت ثانية واختفت داخل الغرفة، أغلقت الباب خلفها برفق، وأسندت ظهرها إليه، أغمضت عينيها تحاول تهدئة ضربات قلبها المتسارعة…
شعور غريب يعتصر قلبها… كأنها ضيفة غير مرغوب بها في بيت يُفترض أنه سيكون بيتها.
أما حاتم، فجلس على الأريكة الكبيرة في الرُدهة، وأسند رأسه إلى ظهرها، زفر بقوة كأنه يطرد كل ما يختلج في صدره من مشاعر متضاربة..
تمتم بصمت قبل أن يغلق عينيه، محاولًا استجماع شتاته قبل أن ينهض ويتعامل مع هذا الواقع الجديد:
قسوة القدر… لازم أتحملها.
طرق على باب الغرفة ثم دخل وجدها تقف بمنتصف الغرفة مازالت بفستان زفافها، تخفض وجهها حتى لا تنظر له، تهكم من ذلك الحياء المُبالغ فيه، توجه نحو الفراش وجذب تلك المنامة الخاصة به ونظر نحو حيائها قائلًا:
أنا هروح أغير هدومي فى الأوضة التانية خدي راحتك.
قال ذلك وتقدم نحوها ببطء، خطواته ثقيلة كأنها تسحق شيئًا بداخله مع كل خطوة حتى توقف أمامها للحظات، لوهله رفع يده، يشعر بإستهزاء من ذاك الحياء وصمتها
رفع وجهها بيده، ينظر لها مُتهكمُ حين لمس وجهها
انتفض جسدها خجلًا، رفعت طرف عينيها له بسرعة ثم اخفضتهما مجددًا، وكأنها تحتمي بصمتها من حِدته الظاهرة.
غصبً تحدث بنبرة أقل حِدة:
شوفي أنا عارف إن جوازنا تم بسرعة ومحدش فينا يعرف التاني كويس… أنا مش هاجبرك على حاجة… كل واحد فينا يعمل حساب للي جواه… لحد ما نشوف ربنا كاتب لنا إيه.
عضت جود على شفتها السفلى تمنع دموعها من الانهمار، ثم أومأت دون أن تنطق.
أدار حاتم ظهره لها، واتجه ناحية باب الغرفة دون أن ينظر لها وهو يتحرك نحو الباب
ثم غادر الغرفة دون أن ينتظر ردها، مغلقًا الباب خلفه بهدوء هذه المرة.
وقفت جود تحدق في الباب المغلق، تشعر أن هذه الليلة ليست الليلة التي حلمت بها يومًا ما، تحولت إلى امتحان مرير لصبرها وكبريائها.
ظلت لوقت قليل واقفة تستوعب تشعر بثقل رهيب على صدرها، كأن الغرفة بتضيق بيها رغم اتساعها…
لمست ذقنها بأطراف أصابعها كانها مازالت تستشعر حرارة لمسة يده… لمسة متناقضة، فيها شيء من التهكم، وفيها شيء من الألم… بخطوات بطيئه سارت نحو الفراش
جلست على طرفه… ضمت نفسها بذراعيها، تحاول تحتضن وحدتها وغربتها بين أربع جدران غريبة عنها…
رفعت رأسها تنظر حولها…
كُل شيء بالغرفة مُرتب لعروسين، لكن تشعر ببرودة… مرت لحظات ثقيلة قبل ان تحسم الأمر، خلعت طرحة الفستان ثم الفستان ارتدت منامه حريرية ناعمة بلون السماء وقت الغروب… غير تلك المنامة التى كانت موضوعه على الفراش، فردت خُصلات شعرها المتوسط الطول، وقفت أمام المرآة تنظر لانعكاس كل شئ بالغرفة… كأنها ظلال..
بنفس الوقت، كان حاتم يجلس على أريكة الرُدهة، يتكئ بيديه على ركبته، ورأسه مدفون بين كفيه.
يشعر كأنه يدور في معركة مع نفسه…
وعقله يتصارع مع باطن عقله:
مش ذنبها إنها أخت طوفان…
وباطن عقله يرد بمعارضة:
بس برضو مش قادر أتقبلها…
والصراع برأسه مُحتدم شعر بصداع،
زفر بقوة، ثم رفع رأسه، ومرر يده بين خصلات شعره المُرتبة بعثرها…
همس لنفسه وكأنه يحكم على قلبه بالقسوة:
الليلة دي تعدي… واللي بعدها ربنا يسهل.
بالفعل بدل ثيابه بالمنامه وعاود دخول الغرفه، كانت جود جالسة على الفراش نظر نحوها صراع بين القبول والرفض، بين القوة والضعف، بين القسوة واللين
لحظات حسمها سواد عقله، وهو يجذب جود بقوة من عُنقها، جعلها تشهق، لكن كتم تلك الشهقة بقسوة قُبلته، التى تألمت منها، حاول وحاول أن يكون قاسيًا، لكن فشل بذلك لكن لم يفشل فى نيل جسدها وهو يُعطي لها شعورًا بالنفور من ذلك، كأنه يفعل ذلك كـواجب ثقيل عليه، لا كحب يربطه بها.
كانت جود مستسلمة، لا عن رضا، بل عن صدمة، عن وجع داخلي أكبر من أن تترجمه الكلمات….
كل لمسة منه كانت كطعنة صامتة تشق كرامتها، كل قُبلة مسروقة كانت تبني جداراً من الجفاء في قلبها الهش.
انتهى حاتم أخيرًا، انسحب من فوقها دون كلمة، دون حتى نظرة، كأنه يُهرب من خطيئة ارتكبها…
استدار على جانبه الآخر من السرير، وأدار ظهره لها، يلتقط أنفاسه الثقيلة بينما جسده متيبس وقلبه متخبط.
ظلت جود مُمددة، عيناها تسبحان في السقف، دموعها تجمعت عند أطراف جفنيها لكنها رفضت أن تسقط،
لأنها أدركت أن سقوط دموعها يعني سقوط آخر معاقل كبريائها.
ضمّت الغطاء عليها بقوة، وكأنها تحتمي به من عالم تحطم فوق رأسها فجأة،
وتمنت من أعماقها أن يغيب وعيها، أن تتوقف روحها عن الإحساس، ولو لهذه الليلة فقط.
وفي صمتٍ خانق، استسلم كلاهما لـ ليل ثقيل، لم يكن يشبه ليالي العشاق التي كانت تحلم بها جود،
ولا يشبه البداية التي تمناها حاتم أراد كسرها، لكن فى نظره كان هينًا معها…
لم يستوعب أن ما حدث كان
لقاء جسدين، ولكن فراق روحين… منذ اللحظة الأولى.
❈-❈-❈
تسللت ساعات الليل ببطء،
مع بداية شعاع نهار جديد
فتح عيناه نظر نحو تلك الغافية على مُعصم يده،سحبه بهدوء… إتكئ براسه على إحد يديه يتأمل ملامح دُرة الغارقة فى النوم، ابتسم وهو يتذكر ليلة أمس بعدما جذبها ظل يُقبلها بشغف عاشق… كأن أنفاسها الهواء الذي لا يستطيع العيش بدونه…
مدّ يده برفق يُبعد خصلة شعر انسدلت على وجنتها، تنهد وهو يهمس في سره:
هي التي استطاعت أن تحولني لهذا الرجل… رجل يتلهف لصباحٍ يشرق على ملامحها.
ظل يتأملها وكأن الزمن توقّف عند هذه اللحظة….لحظة قناعة أنها أثمن ما امتلكه بحياته.
انحنى برأسه، طبع قبلة هادئة على جبينها، وهمس بإسمها:
دُرة…
تحركت بخفة وهي نائمة، كأنها ردت على همسه بتلك التنهيدة الخارجة من قلبها، فابتسم وأكمل تأملها، يعلم إن وجودها جواره مثل،حنين الوطن فى قلب المُغترب.
…مد إيده وضمها لحضنه بحذر، كأنها كنز يخاف يوقظها فتعود لعنادها…
قرب وجهه من أذنها وهمس:
ياريت الزمن يقف كده… على دفا قلبك، على نبضك اللي ساكن صدري.
كأنه شعر بنبض قلبها يجاوبه بما رغب…
تأمل شفاها المضمومة وعينيها المُغمضة
عاد الى عقله ذكري بعيدة كانت بغيضة… أول إحساس له يشعُر بالخوف فى قلبه
زفر نفسه بضيق كأن تلك الذكري لا تزال تؤلمه رغم مرور السنين…
لم يكن صغيرًا حينها،كان ببداية الشباب لكنه كان أضعف من أن يُعبر عن مدى ألمه وقتها… ما زالت تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم عالقة،بل ذكريات تلك الفترة العصيبة…، كأن الزمن يعود يطن برأسه صرخاتها المكتومة ذلك اليوم
قبل سنوات وهو بعُمر التاسعة عشر، بأجازة الصيف الذي يقضيها بالبلدة، كان هنالك وعدًا باللقاء بينه وبين دُرة ذلك اليوم بعدما تقابلا صباحً بفناء منزل “الشيخ عرفة” سيتقابلان عند ذلك النبع الذي يتوسط تلك الاراضي..
هو وصل أولًا وكان الطقس حارًا ذهب نحو ذلك النبع يغسل وجهه وراسه بالمياة، ظل مُنتظرًا، لكن صدفة أو قدر قبل أن تصل دُرة وصل حسام الذي رأي طوفان يسكُب المياة فوق رأسه إقترب منه مُتهكمً بإستهزاء قائلًا:
واقف هنا ليه، كمان مش طايق الحر، قعدتك فى مصر فى الطراوة والتكييف خلتك مبقتش تتحمل حر المنيا.
نظر له طوفان بلا إهتمام قائلًا:
حر… فين الحر ده، إحنا فى العصاري وبين الغيطان، كل الحكاية كنت بشرب من النبع، ولاقيت مايته دافيه من الحر عجبتني قولت أغسل راسي… بس إنت إيه اللى جابك هنا دلوق.
شعر بالغِيرة قائلًا:
أرض خالي وكمان عمتي، هنرش الأرض عشان الشجر فيه حشرات ضارة، ناسي إني بدرس فى كلية الزراعة.
لم يهتم طوفان، لكن دار بينهما جِدال غير مُتآلف به بعض النفور ، كل منهم يتبادل عدم الأهتمام للآخر ، واكتفوا بتبادل النظرات المتحفزة والردود المقتضبة… حتي رأي طوفان وصول أحد الفلاحين بماكينة رش مُبيد زراعية، ذهب حسام نحوه دون مُبالاة لـ طوفان تحدثا قليلًا ثم دخلا الى داخل الأرض بينما ظل طوفان يُراقب الطريق من الجهتين فى إنتظار دُرة التى تأخرت حتى ظهرت على الطريق توقف ينظر نحوها مُبتسمً وقف حتى وصلت
توقفت أمامه تلهث قائلة:
معرفش مش متعودة على نوم القيالة، بس نعست إزاي معرفش.
ضحك يخفق قلبه قائلًا:
نوم العوافي، كنت هستناك حتى لو الدنيا ضلمت.
كانت طفله بعُمر الثالثة عشر لكن تشعُر بالاُلفة مع طوفان، ربما السبب ثقتها بالشيخ عرفه الذي دائمًا ما يمدح بأخلاق طوفان وأنه تلميذه الذي يفتخر به، ظلت بينهم بعض النظرات للحظات قبل أن يقطع ذلك الهُدهُد الذي نزل يشرب من مياه النبع الراكدة، نظرت دُرة نحوه ثم إبتسمت قائلة:
فاكر حكاية الهُدهد اللى الشيخ عرفة فسرها لينا.
أومأ قائلًا:
هُدهد “سيدنا سُليمان”.
ابتسمت قائلة:
الشيخ عرفة حكاياته كتير من القرآن كمان قصص تانية.
وكلمه تسحب كلمة تكتمل الجُملات بينهم بحديث بلا ترتيب فقط، يجلسان على ذلك الطرف الخراساني ونسمة العصاري، حتى وصل والد دُرة نظر نحوهما وابتسم ودُرة تنهض نحوه مُبتسمه، ضمها أسفل يده حتى توقف أمام طوفان الذي إبتسم له بقبول، كذالك طوفان بينما دُرة تحدثت ببراءة:
أنا وطوفان كنا بنتكلم عن حكايات الشيخ عرفه اللى بيحكيها لينا فى الدرس.
إبتسم مختار، لكن نظر نحو الأرض قائلًا:
حسام إتأخر، وإتصلت عليه مش بيرد، كويس إنه إتأخر، أنا عرفت إن المبيد اللى قال عليه فيه نسبة سموم.
تحدث طوفان بتلقائية:
حسام وصل من زمان وكمان عامل كان شايل مكنة رش والإتنين دخلوا الأرض.
نظر مختار نحو الارض بفزع قائلًا:
نزل من زمان.
أجابه طوفان:
من حوالي نص ساعة كده.
زفر مختار نفسه قائلًا:
أكيد لسه مبدأش رش فى المُبيد، أكيد لسه بيحل المُبيد بالمايه عالطرف التاني للارض انا هروح من الناحية دي وإنت يا طوفان روح من الناحية التانيه ولو وصلت له قبلي قول له خالك بيقولك أوعي ترش الأرض… وإنتِ يا دُرة خليكِ هنا لحد ما نرجع.
اومأت دُرة، وإمتثل طوفان وذهب للناحية الأخري، ظلت دُرة تنتظر لكن رأت أحد يسير بين الأشجار يحمل ماكينة رش يرفع خرطوم يرش الأشجار، نظرت للطريق، ثم حاولت النداء على والدها، لكن لم يأتي لها رد حسمت القرار ونهضت توجهت ناحية ذلك العامل، دخلت الى الأرض بين الأشجار، سُعلت بقوة حين دخل الى أنفها تلك الرائحة الكيماوية، لكنها وضعت يدها فوق فمها، وحاولت نهي العامل، لكن العامل لم يمتثل وإدعي عدم سماعها واكمل رش المُبيد بل أزداد فى دفعه، حين إقتربت منه، حين تحدثت إندفع بخرطوم الماكينه نحوها بالخطأ، صرخت بقوه عِدة صرخات وهي تشعر بالإختناق حتى أن سُعالها تحول الى دفعات دماء تخرج من فمها،لاحظ العامل ذلك كاد يقترب منها لكن هلع حين سمع صوت طوفان الذي سمع صرخات دُره وتوجه نحو الصوت حتى أقترب منها، هرب العامل خوفً، بينما جسد دُرة لم يتحمل وتمددت أرضًا تفقد الوعي ببطء، حتى وصل طوفان لمكانها، للحظة حين إستنشق رائحة المُبيد كاد يختنق لكن وضع يده فوق أنفه وفمه، وهو مازال يقترب، توقف للحظة يشعر بذهول حين رأي دُرة ممددة أرضًا وبقايا دماء تندفع من صدرها،تلهث بإنقطاع نفسها….نفض الذهول وذهب نحوها سريعًا،لوهله كاد يختنق،خلع قميصه وقام بشقه الى نصفين وضع النصف حول فم وانف دُرة،والنصف الآخر حول فمه وأنفه… ولم يتردد للحظة قام بحملها،وهرول بين الاشجار حتى خرج من الارض
بنفس الوقت…
وقف مُختار يُعنف حسام بأنه أخطأ برش ذلك المُبيد، لكن تركه حين سمع صرخات دُره، توجه الى خارج الارض وخلفه حسام
بينما وضع طوفان دُرة، جوار ذلك النبع وخلع عنه قطعة القميص وذهب نحو النبع بللها ثم قام بعصرها وعاد ينزع نصف القميص عن وجه دُرة وحاول مسح تلك الدماء، لكن كان وجه دُرة وحركة صدرها مثل التى تحتضر، بنفس الوقت وصل مُختار وخلفه حسام، تلهف مُختار بفزع وهو يقترب من دُرة، بينما لم يستطع حسام الصمت وذهب نحو طوفان قام بلطمه على كتفه وإتهامه بإيذاء دُرة، لم يُبالي طوفان، بل نظر نحو مختار الذي يشعر بقلق عارم وهو يحاول إفاقة دُرة التي تنقطع انفاسها ببطئ، نظر نحوهما ولم يهتم لهما وحمل دُرة يهرول سريعًا نحو سيارته المصفوفه على أول الطريق، ذهب خلفه حسام متوعدًا لـ طوفان:
لو جرالها حاجه مش هيكفيني عُمرك يا إبن نوح مهران.
نظر له طوفان بلا مبالاة،كُل تفكيره بـ دورة،لحق بهما،حتى وصل الى سيارة مُختار،وضع مختار دُرة بالمقعد الخلفي،بينما صعد حسام فى المقعد الأمامي…نظر له مختار سائلًا:
إنت بتعرف تسوق يا حسام.
هز رأسه بنفي،نظر مختار نحو طوفان الذي وصل،تحدث سريعًا:
انا بعرف أسوق ومعايا رخصة موثقة.
تحدث له مختار وهو يصعد جوار دُرة قائلًا:
انزل يا حسام خلى طوفان يسوق العربية.
إغتاظ حسام من ذلك ولم يترجل من السيارة بل إعتدل جالسًا على المقعد الآخر وصعد طوفان وجلس خلف المقود،يقود بسرعة عالية حتى توقف أمام أحد المشافى،ترجل مختار سريعًا يحمل دُرة الى داخل المشفى…
لحظات وخرج أحد الاطباء قائلًا:
دي حالة تسمُم عن طريق التنفس، إتنفست مُبيد بدرجة مباشرة وبكمية كبيرة دخلت صدرها، دلوقتي هندخلها العناية على جهاز التنفس وهنعمل إشاعة نحدد الضرر واصل لفين.
اومأ له مختار، بينما إقترب حسام من طوفان بغضب وكاد ينهره حتى يُغادر لكن سبقه مُختار بنظرة لوم قائلًا:
روح يا حسام أنا هفضل هنا.
بخزي إعترض حسام قائلًا:
أنا هفضل معاك يا خالي،طوفان هو اللى هيمشي…هو الغريب اللى هنا.
نظر مختار نحو طوفان،إستشف من ملامحه حقيقة قلقه على دُرة…لكن تحدث له:
شكرًا كتر خيرك يا طوفان،مالوش لازمة وجودك هنا،مرة تانية شكرًا لك.
بداخله ود البقاء،لكن نظرات حسام له ببُغض جعلته يستسلم غصبً.
مرت أيام ودُرة مازالت غافية لو نزعوا عنها تلك الانابيب الموصوله بفمها وأنفها لإنتهت حياتها…يعلم أخبارها من بعيد حتى حسم قراره وذهب الى المشفى،دفع لأحد العاملين بالمشفي مبلغً من المال،كي يُسهل له رؤيتها بالفعل دخل الى غرفة الرعاية،غص قلبه بل كاد ينفجر بداخله وهو يرا دُرة التى كان جمالها واضحً، شبه إختفي رونق وجهها حتى إنطفات بعض ملامحها،تنهد بألم مُماثل لها،
هنا لاول مرة فهم حقيقة مشاعره نحو دُرة هو يعشقها،تملكت من قلبه الفتي….ايام مرت وعلم أن دُرة بدأت تمتثل للعلاج وأنها خُلق لها عُمرًا آخر…. يُراقبها من بعيد حتي لا يترك فُرصة لـ حسام بإفتعال الشِجار معه، حتى علم أنها شبه تعافت لكن ذلك التسمُم ترك اثرًا لن يزول لكن هنالك علاج له عبر إستنشقاء أدوية موسعة للشُعب الهوائيّة برأتيها..
عاد على حركة يدها التى تحركت لا إراديًا منها وضعتها على صدره، إبتسم وهو يتذكر قبل ساعات
ظل يُقبلها بشغف وهي لوقت فقدت الادراك وامتثلت لقُبلاته، لكن فاقت حين شعرت بيديه على جسدها تخترق منامتها، شعرت بخزي من نفسها لكن عاندت ودفعته بيديها تدعي السُعال، تبسم طوفان وتركها وذهب ببطئ نحو طاولة جوار الفراش فتح أحد الأدراج وجذب تلك العلبة الدوائية، وجهها نحوها، أخذتها من يده وبالفعل رغم أنها لا تحتاج لها لكن بإدعاء منها أخذت الدواء وقامت بإستنشاق،ابتسم طوفان وهو يجذب قميصه وإرتداه هو فقط،وأشار لها بيده قائلًا بخباثة:
خلينا ناكل صنية الإتفاق.
نظرت نحو الطعام،رغم أنها جائعة لكن عاندت قائلة:
مش جعانة،أنا….
بلا إنتظار جذبها من يدها قائلًا بمرح:
حتى لو مش جعانة دي صنية الإتفاق ولازم ناكلها سوا عشان نتفق.
نظرت له بحنق وهي تحاول جذب يدها قائلة:
ده شئ مستحيل،سيب إيدِ.
لم يمتثل وجذبها جلس أولًا،وأرغمها على الجلوس،ترك يدها وبدأ بتناول الطعام،عاندت فى البداية لكن هو يتعامل معها كأنها طفلة يُرغمها أحيانًا وأحيانًا بالترغيب،حين تلذذ من مذاق الطعام،امتثلت وتناولت الطعام،كان الحديث شبه صامت حتى إنتهت أولًا من الطعام،نهضت قائلة:
هروح أغسل إيديا وأنام.
إبتسم حين عادت بعد قليل،تعمد عدم المُجادلة معها…
لكن نظر نحوها وهي تُزيح دثار الفراش وتمددت عليه،ذهب نحو الحمام عاد بعد قليل بمشاغبة منه أطفئ الضوء وترك نور خافت ثم إستلقي على الناحية الفراش،إلتقطت نفسها وإعتدلت جالسه تقول بغضب:
إنت هتنام هنا عالسرير…
قاطعها مُبتسمً بغمز قائلًا:
تصدقي نسيت إننا لازم نصلي الأول.
قبضت على يديها الإثتين بقوة ورمقته بغيظ ثم جذبت الدثار قائلة:
هروح انا أنام عالكنبة وبرطع إنت عالسرير لوحدك.
قبل أن تنهض من فوق الفراش، جذبها طوفان بقوة غصبًا، فتمددت على الفراش، وهو يطُل عليها بعينين يشتعلان بغرام متحدثً بصوت خافت مُهدد:
تفتكري نومك عالكنبة ممكن يبعدك عني… أو يمنعني عنك.
مد كفه وخط بأنامله فوق ملامح وجهها المرتجف، ثم تمتم بأشواق محبوسة:
إنتِ ملكي يا دُرة.
أنهي قوله ولم ينتظر
بل انحنى فوقها، محاصرًا إياها بين ذراعيه، حتى خفق أنفاسه الساخنة فوق شفتيها المرتجفتين.
ارتعشت في مكانها، تشهق بغضب مكتوم، فمال أكثر وهمس بخشونة كادت تلهب جلدها:
ومش هسيبك… ولا ليلة.
عقدت حاجبيها بغضب ودفعت صدره براحة يديها المرتجفتين، لكنه لم يتحرك.
بل أمسك بمعصميها برفق ، وتحدث بنبرة رجاء وعيناه تنظران لعينيها:
كفاية عناد بقى… إنتِ ليا…
ارتجفت عيناها بغصة مكبوتة، لم تعرف أكانت الرهبة من اقترابه أم من جنون شيء بداخلها يخذلها ، لكنها تماسكت بكل ما تبقى بها من كبرياء.
همست بعناد بصوت مبحوح وهي تحاول سحب يديها من قبضته:
مش من حقك… سبني وإبعد عني.
أخفض رأسه أكثر حتى التصق جبينه بجبهتها، وعيناه تغوصان في عينيها المتوهجتان، قائلًا بنبرة صلبة لا تحتمل الجدل:
لا… من حقي… ومن حقك كمان يا دُرة.
شهقت بحنق ، فشدها إليه فجأة، يستلقي على الفراش حتى سقطت فوق صدره… مرر يده في شعرها ببطء، كأنما يروض بها عاصفة المقاومة التي تشب بينهما، ثم همس بحنو:
كفاية عِناد..
شهقت أنفاسها بعنف، وعيناها تتسعان، قبل أن يسحبها بقوة إليه، يحتضنها بين ذراعيه كمن عثر على كنز ضائع ولن يفرط فيه مجددًا…
قاومت للحظات، تحاول التملص من بين ذراعيه، لكن قبضته كانت أدفأ من أن تُقاوم، ونظرة عيناه أصدق من أن تُكذب…
خارت قواها شيئًا فشيئًا، وكأنها تغرق في حضنه، تستسلم رغمًا عنها لدفء لم تعرفه يومًا…. أغمضت عينيها ، وارتخت أطرافها فوقه، كأنما أسلمت أمرها لعاصفة لا تقوى على مواجهتها.
شعر بإمتثالها بين يديه، فابتسم بخفوت، وهمس قرب أذنها بنبرة تحمل بين طياتها انتصارًا وعشقًا:
بحبك يا دُرة.
شعرت بحرارة كلماته تسري تحت جلدها، فأطلقت تنهيدة طويلة متعبة، كمن حارب طويلًا ثم أخيرًا استراح… لم تتكلم، لم ترد، فقط دفنت وجهها في صدره، تشتم رائحته التي لطالما أنكرت تأثيرها عليها.
ضمها بقوة أكبر، كأنه يخشى أن تذوب منه، وهمس مجددًا بوعود لم تنطقها الكلمات، لكن حملت تنهيدته بكل وضوح.
في تلك اللحظة، أيقن أنها خُلقت لتكون له، مهما ادعت العكس
داخل صدرها، كانت الأعاصير مُستعرة… صوت العقل يصيح بغضب:
لكن صوت قلبها كان أهدأ، أقوى…
شعرت بكل جدار شيدته حول قلبها يتهاوى،
كل قيد فرضته على مشاعرها ينكسر،
بين ذراعيه، لم تعد البطلة العنيدة، ولا المرأة الخائفة من الانكسار.
كانت فقط… أنثى .
ارتجفت شفتاها ، فرفعت عينيها المرتبكتين نحوه، تقابلت نظراتهما،
عيناه تفيضان عشقًا واحتواءً، حتى غرقت في بريقهما،
ودون أن تدرك، امتدت يدها المرتجفة ولمست وجنته بأنامل خجلى، كأنها تتحقق من وجوده، كأنه حلم قد يتبخر.
ابتسم بخفة، وأطبق كفه فوق يدها، يدفئها براحة كفه، ثم طبع قبلة رقيقة فوق أطراف أصابعها،
همس فوقها بشغف مُحتدم:
أنتِ ليا… وإحنا مع بعض… للأبد.
توردت وجنتاها بحمرة الخجل، وأغلقت عينيها في خضوع ناعم، بينما ذراعيه تضمها أكثر…
في تلك اللحظة، أيقنت أنه مهما حاولت الهرب من قدرها، فمصيرها كان دومًا أن تكون له..
بعد فيضان من الغرام إستلقي على الفراش جذبها على صدره يعلم أنها مازالت بغفوة هادئة من الإرهاق أغمضت عينها دون وعي منها، غفي هو الآخر
وها هي
تتململ بين ذراعيه،تفتح عينيها ببطء،رفعت رأسها قليلًا تشعر بأنفاسه،كذالك ملامح وجهه قريبة للغاية، يضمها لصدره،صدح صوته فى أذنيها وهو يبتسم:
صباح الخير… صباحية مباركة يا عروسة.
لحظات تنظر له يستوعب عقلها كآنها كانت بغفوة وعادت للوعي سحبت نفسها من حضنه بخفة، تسحب الغطا على جسمها، وقالت بنبرة عدم تصديق سائلة:
هو إيه اللي حصل…مستحيل أنا مكنتش في وعي.
نظر لها نظرة ساكنه للحظات يشعر بغصة فى قلبه ثم تحدث بهدوء ظاهري:
درة كفاية أنا مغصبتش عليكِ ولو كنت حسيت للحظة واحدة برفض من ناحيتك مكنش كملت.
جذبت الغطاء وقع بصرها على تلك البُقعة الظاهرة على الفراش،
شعرت ببرودة تزحف لجسدها، ويديها لا إراديًا شدت الغطاء أكتر حوالها
عيناها اتسعت بالغضب، وضربات قلبها أصبحت طبول مدوية في صدرها.
ظل للحظات مكانه علي الفراش ملامحه تشتد، من رد فعلها المُبالغ فيه، لحظات ونهض هو الآخر إقترب منها وكاد يضع يديه عليها لكن منعته بقسوة:
متلمسنيش كفاية.
حاول التمسُك بالهدوء، وضع يديه حول عضديها يقبض عليهما بقوة قائلًا بهدوء عكسي:
صباحية مباركة،هتدخلي تاخد شاور الأول ولا أدخل أنا…. ولا ندخل إحنا الاتنين سوا.
نظرت له بعضب من بروده لو ظلت أمامه قد تختنق، توجهت نحو الحمام بصمت لكن بغضب صفعت الباب قويًا فإرتج ولم ينغلق،عادت تغلقه وهي تتحدث بضجر،لوهلة تبدل ما كان يشعر به من غضب مكتوم الى ضحكة من عنادها الطفولي، الذي ربما كسر حِدة ما كان يشعر به من غضب… إنحني يجذب قميصه من على الارض وإرتداه واغلق بعض الأزرار بعشوائية،توجه نحو طاولة جوار الفراش جذب علبة السجائر والقداحة وتوجه نحو شُرفة الغرفة،فتح بابها، وخرج من الغرفة، كانت الشمس مازالت تستطع، أشعل إحد السجائر نفث دخانها كانه يطرد ذلك الغضب من داخله… يُقارن عقله بين إستسلامها له ليلًا، وجفاف حديثها قبل لحظات، زفر نفسه فكما توقع دُرة كما هي حين تود الهروب من والتنصُل من أفعالها تُهاجم ويتحكم برأسها العِناد، لكن رد فعلها هذا مس رجولته، لو لم يتحكم بغضبه معها، لكان أجبرها وأخذها الآن فى الفراش غصبً كعقاب، لكن … لكنه ليس ذاك الوحش الذي تنفر منه، ولا يريد أن يكسرها فينطفئ بريقها الذي يأسره…
شد قبضته على السيجارة حتى سقط رمادها، وأغمض عينيه يحاول كبح جماح رغبة تشتعل بداخله، رغبة في أن يُخضعها له مرة أخرى، لا بالقوة، بل بالاشتياق.
فتح عينيه ببطء، نظراته تحمل مزيجًا من الغضب والتحدي، وقسم على نفسه أنه سيجعلها تعود إليه برضاها، بلهفة قلبها قبل جسدها…
درة، تلك العنيدة، لا تعرف أنها حين تهرب تزيده تعلقًا، تزيده شراسة في امتلاكها بطريقته الخاصة…. طوح السيجارة بعيدًا، وعاد الى الغرفة بخطوات بطيئة،، كل شبر فيها يشهد على لحظاتهم، على ضحكتها، على استسلامها الذي كان يفجر رجولته نشوة، فكيف لها الآن أن تجحد كل ذلك بجفافها وكلماتها الباردة… قبض على أطراف الستائر بعنف، ثم تركها لتتراقص مع تيار الهواء، وكأنها تهزأ بضعفه أمامها.
زمّ شفتيه بعناد مرير… وصورتها في ذهنه، شعرها المتناثر فوق الوسادة، عيناها نصف المغمضتين تحت وطأة الغرام، شفتيها حين كاتت تهمس باسمه بنعومة وكأنها تغرسه في أعماقها…
ارتج جسده كله لرغبة لا تحتمل، لرغبة في كسر عنادها تحت وطأة حب يوجعه…. لكنه أخفض رأسه، ابتلع ألمه، وعاهد نفسه أن يعاقبها بطريقته…
لاحظ غيابها بالحمام، فكر، ثم ذهب نحو باب الحمام قام بالطرق عليه قائلًا بإغاظة وإيحاء:
دُرة غيبتي كده ليه… تحبي أدخل أساعدك فى حاجه.
لم يأتيه ردها، فعاود الحديث بمرح لكنها
بالداخل
قد إنتهت من أخذ حمام، ذهبت نحو تلك المرآة نظرت الى إنعكاس جسدها، رأت تلك العلامات فوق صدرها ويديها، تحدثت بغضب:
الحقير قاصد إنه يسيب العلامات دي عشان يفكرنى أنه إمتلكني بمزاجي، موهوم.
أثناء ذلك سمعت طرق على باب الحمام شعرت بغضب، نظرت حولها لم تجد سوا مُئزرين قُطنيين، أحدهما نسائي والآخر رجالي… جذبت النسائي وإرتدته وأغلقته بإحكام وفتحت بعصبيه، لعدم إنتباهها أصتطدمت بـ طوفان،
عادت للخلف بتلقائية كادت تتعثر وتسقط أرضًا لكن جذبها طوفان من خصرها عليه، شهقت وهي تتنفس بقوة ثم قامت بدفعه بعصبيه، تركها بلا مشاغبة وتوجه نحو الحمام وأغلق الباب بوجهها… شعرت بغضب.
مر وقت طويل، منذ ان تركها بالغرفة دون سبب، ظلت وحدها تشعر بالضيق والضجر، حاولت إشغال وقتها بالهاتف الخلوي، كذالك التلفاز، لكن لم يجد ذلك نفعًا…
القت الهاتف وجهاز التحكُم على الفراش تعتصر الوسادة بيديها، لكن بذلك الوقت سمعت صوت فتح مقبض الباب، سريعًا قبضت على هاتفها وإدعت الإنشغال به ولم تُعطي إهتمام لدخول طوفان، الذي رمقها وهو يبتسم،
ثم توجه نحو خزانة الثياب أخرج له ثياب خروج وضعها على أحد المقاعد وبلا إهتمام، نزع ثيابه المنزليه، وقام بإرتداء تلك، لوهلة نظرت نحوه، كان شبه عاري، شعرت بالخجل حادت بنظرها عنه، ضحك حين لاحظ ذلك… لكن حين وصل الى أنفها ذلك العِطر نظرت نحوه مرة أخري، كان إنتهي من إرتداء ثيابه لم تستطع الصمت وسألته:
إنت خارج.
أوما لها برأسه قائلًا:
أيوه.
نهضت من فوق الفراش سائله:
وممكن أعرف خارج رايح فين بقي دلوقتي.
إبتسم وهو يتوجه نحو باب الغرفة قائلًا:
رايح لـ جود أختي أصبح عليها، واجبي كأخوها.
لم يقول أكثر من ذلك وغادر، شعرت بضيق وهي تضغط على أسنانها بقوة تقول بتكرار:
واجبي كأخوها… ياااارب…
صمتت حين فتح الباب مره أخرى ودخل توجه نحو ذلك المقعد قائلًا بإختصار:
نسيت موبايلي.
أخذه وهو يرمقها ببسمة ثم غادر مره أخري يغلق خلفه الباب، بينما هي تشتعل عصبيتها.
❈-❈-❈
بعد وقت قليل
بمنزل والد حاتم
رغم فتوره في التعامل معها، إلا أنه رحب بوالدتها كذلك، طوفان تبادل الإثنين النظرات معًا، كل منهما يحمل خليطًا من التحفُّظ والترقُّب للآخر… في تلك اللحظة، عن عمد منها صعدت بدرية إلى الشقة، فأستقبلها حاتم بحفاوة، كذلك جود، لكن فجأة تصنمت جود لوهلة حين رفعت بدرية يدها عن عمد، دعوة صريحة لها كي تُقبل يدها.
في تلك اللحظة، وقف طوفان بتركيز، مُتهيئًا لرؤية رد فعل جود.
نظرت جود نحوه نظرتة كانت قاسية، عينيه تحمل رسالة لا تحتاج للكلمات، كأنه يخبرها
لا تنحني لأحد مهما كان..
فهمت مغزى نظرته فورًا، وعينيه لم تفارقها، ينتظر اللحظة الحاسمة.
وبالفعل، لم تنحني جود، بل مدت يدها بكل هدوء وصافحت بدرية مصافحة عادية، كأنها تجسيد لرفضها الخضوع لأي غطرسة قد تُقلل من شأنها.
ابتسم طوفان بنظرة دعم ومساندة، كأنه يقول لها بصمت:
لن اسمح لأحد بأن يجرح كرامتك، ولن تسمحي لنفسك أن تنحني أمام أحد مهما كانت مكانته.
أنقلب الموقف أصبح مشحونًا بالتوتر، لكن جود استطاعت أن تثبت نفسها وتخرج من المأزق بكبرياء لا يشوبه أي تردد أو تخاذُل.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا