رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس عشر 16 هى رواية من كتابة سارة بركات رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس عشر 16 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس عشر 16 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس عشر 16
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس عشر 16
في مكان معزول في روسيا وفي غرفة بيضاء بداخل مبنى ضخمٍ لا يوجد بها سوى نافذة واحدة محاطة بالقضبان الحديدية .. كانت آسيا صاحبة البشرة البيضاء الشاحبة ذات الشعر الأسود المختلط ببعض الشعيرات البيضاء تجلس على فراشها وتنظر أمامها بشرود .. خرجت من شرودها ذلك عندما فتح باب الغرفة ورأته يدخل للغرفة تحولت من ملامحها إلى الذُعر وعادت للخلف بهدوء حتى التصقت بحائط الغرفة بجانب الفراش ..
أردف ماتيوس بلوعة وهو يقترب:
- إشتقت إليكِ كثيرًا آسيا.
أردفت بارتعاش:
- أرجوك، ابتعد عني.
- إهدأي حبيبتي، لن أؤذيك أنا فقط جئت لأطمئن عليكِ.
كلماته لها لم تجعلها تهدأ يل جعلتها تشعر بالخوف أكثر.
اقترب منها كثيرًا حتى أمسك بيدها يقبلها ولكنها اشمئزت منه وأبعدت يدها عنه بسرعة، وأردفت باشمئزاز وخوف في آنٍ واحدٍ:
- أنا أكرهك كثيرًا ماتيوس، ابتعد عني.
ولكنه لم يبتعد بل أمسك بخصلة من شعرها يقوم بإستنشاق رائحتها، ابتلعت بخوف.. أردف بهدوء وهو مغمضٌ عينيه يمسك شعرها..
- أنا أكرهه كثيرًا آسيا لقد أخذكِ مني مرة ثم أتى إبنه ليأخذكِ مني مرة أخرى! لكن لا .. لن يستطيع أحدٌ أن يأخذكِ مني حبيبتي، نحن لبعضنا منذ أن تقابلنا.
أردفت بغصة:
- أنت مريض ماتيوس.
أردف بتأثر وهو يطالعها:
- لا أنا لست مريضًا أنا فقط أحببتكِ، وإذا أخذكِ مني أحدٌ سوف أقوم بقتله، أتعلمين ما يغضبني .. أن إبنكِ وزوجكِ قد تعاونا سويًا في أعمالهما.
تحولت ملامحها للدهشة وأردفت بإرتعاش:
- كيف؟! .. هل .. هل فيليب حي؟
- أنتِ مسكينةٌ آسيا لقد عشتِ طوال حياتك تبكين على الأطلال بينما هو حي يُرزق ويعبث مع الأُخريات بعدما قام بتزوير وفاته لكي تبتعدي عنه.
أردفت ببكاء:
- أنت كاذب، إن فيليب لا يمكنه تركي وحدي .. إن فيليب يحبني.
- لا عزيزتي .. إن فيليب قد ترككِ وحدكِ بإرادته ولو كان يحبكِ لكان بحث عنكِ طوال الثلاثون عامًا الماضية لكن يبدو أنه مستمتع بحياته بدونك.
انهمرت عبراتها بغزارة واستأنف ماتيوس حديثه:
- لا تحزني حبيبتي، سأقتله هو وابنه لأجلكِ.
طالعته بذهول وأردفت بصراخ:
- لا .. لا تفعل .. أرجوك .. اقتلني أنا بدلاً منهما .. اتركهما أرجوك.
أردف ماتيوس بابتسامة واستفزاز:
- وفري صراخكِ ذلك، عاجلًا أو آجلًا فقد اقتربت نهايتهما حبيبتي.
قبل مقدمة رأسها بهوس أما هي قد دفعته بضعف ولكنه ابتسم وأردف:
- سآتي لكِ مرة أخرى .. سأترككِ لكي ترتاحي قليلًا.
ثم خرج من الغرفة وتركها تبكي بحُرقَةٍ بسبب خوفها على زوجها وابنها .. تشتت تفكيرها عندما أخبرها ماتيوس بأن فيليب حي .. كيف؟ كل تلك السنوات كانت تظنه متوفي .. لا بل هو توفى بالفعل .. كيف يكون حي ويتركها ولا يبحث عنها؟ .. كيف؟ ألا يعلم كم عانت بعد وفاته؟ لكن لا إنها لن تصدق ماتيوس إنه بالتأكيد يكذب .. إن فيليب لن يتركها مهما حدث .. ما بينها هي وفيليب ليس مجرد زواج! إن بينهما عشقٌ كبيرٍ لم ينتهي! .. أغمضت عينيها تسمح لتلك العبرة بالنزول عندما أتى على بالها كيف التقيا.
منذ ثلاثون عامًا:
كانت تقف بابتسامتها اللطيفة في مطار القاهرة تحمل لافته بأسماء السائحان الروسيان اللذان سترافقهما طوال رحلتهما في مصر وتلك طبيعة عملها كمرشدة سياحية .. تتذكر جيدًا كم وصاها رب عملها عليهما يبدو أنهما مهمان كثيرًا وتذكرت حديثه الذي لا يذهب من ذهنها تمامًا:
- لازم زيارتهم لمصر تعجبهم يا آسيا، لازم تكوني متعاونة معاهم وفاهماهم وتساعديهم متحسسيهمش إن في صعوبة في زيارتهم هنا.
تمتمت بهدوء لنفسها:
- كلها كام يوم وهيمشوا وهاخد أجازة لطيفة.
انتبهت عندما خرج المسافرون من المطار ورفعت اللافته لعلهما يلاحظانها وذلك لأنها لا تعلم ماهو شكلهما حتى الآن .. انتبهت لشابين ينظران للافته وهما يقتربان منها، أحدهما كان شعره أشقر قصير كان متوسط الطول ملامحه كانت عادية، كان أملسًا، بشرته بيضاء وأما الآخر كان شعره أسود يميل للون البني مجعدًا أو كما يقولون في أيامنا الآن *كيرلي* .. كان شابًا طويلاً قليلًا ملامحه كانت هادئة بشرته قاتمة ذو شارب ولحية غير كثيفين كان جسده ممتلئًا بالعضلات ولديه وشم عند كتفه لكنه غير ظاهر كله بسبب القميص الأبيض الناصع الملتصق بعضلات جسده .. كانت شاردة بذلك الشاب ولم تنتبه لحديث الآخر لها ..
- مرحبًا آنسة أنا ماتيوس وهذا فيليب.
ظلت تُحملق في ذاك الشاب الجذاب الذي يُدعى فيليب والذي ابتسم لها ابتسامة جذابه أظهرت أسنانه ناصعة البياض عندما لاحظ نظراتها تلك، استفاقت وشعرت بالإحراج عندما انتبهت أنه يبتسم لها ..
- اه أهلا بيكم.
أردف ماتيوس بإستفهام:
- عفوا، ماذا تقولين؟ هل تتحدثين الروسية؟
أجاب فيليب بدلًا عنها:
- بالطبع عزيزي ماتيوس إنها تتحدث الروسية لقد أخبرنا الرئيس بذلك، مرحبًا آنسة .. أنا فيليب.
مد يده يصافحها ابتسمت بتردد وصافحته هي أيضًا بيدها والتي هي صغيرة جدا بالنسبة ليده الضخمة بارزة العروق.
شعرت أنه يحتويها بيده، علت ملامح الاستفهام وجهه عندما أمسك بيدها وشعر بشعورٍ غير مفهوم .. انتبه الإثنين عندما قدم ماتيوس يده ليصافحها هي أيضًا ..
- مرحبًا بكِ.
أردف بتلك الكلمة بابتسامة بلهاء أما هي فقد أخرجت يدها من يد فيليب التي شعرت أنها هجرته فجأة بفعلته تلك عندما أبعدتها عنه وصافحت ماتيوس بشكل رسمي مردفة بابتسامة..
- مرحبًا بكم في مصر، أنا أُدعى آسيا سأرافقكم طوال الرحلة لكي أرشدكم لكل الأماكن التي تريدون الذهاب بها هنا.
أردف ماتيوس بابتسامة:
- نحن فقط نريد الذهاب إلى........
ولكن قاطعه فيليب بهدوء وهو يطالع الجميلة التي أمامه:
- ستسعدنا كثيرًا رفقتكِ لنا آنسة آسيا، أوتعلمين نحن نريد أن نعرف الكثير عن مصر ومعالمها السياحية .. سنبقى هنا لشهر تقريبًا وأريد في ذلك الشهر أن نزور كل معلمٍ سياحي بها.
أردفت آسيا بالمصرية بصوت مسموع ولكنهما لم يفهما ماتقول:
- يعني مش يومين تلاتة؟؟ شهر! يعني هشتغل شهر من غير ما آخد أجازة!!
فيليب باستفسار:
- عُذرًا ماذا تقولين؟
آسيا بابتسامة:
- لا شئ، سأكون سعيدة جدًا بمرافقتكما أيها السيدان، هيا اتبعاني.
التفتت للخلف ونفخت بضيق ثم ذهبت نحو السيارة التي سيتحركون بها طول تلك المدة.
كان فيليب وماتيوس يسيران خلفها وهما يحملان حقائبهما وتحدث ماتيوس بتعجب:
- لما أخبرتها أننا سنبقى شهر؟ مهمتنا لن تستغرق يومين فيليب.
أردف فيليب بابتسامة:
- هل تمزح؟ نأتي لمصر مرة بالعمر ولا نعلم متى سنأتي مرة أخرى وتقول لي يومين؟؟ سأختلق حُجة نخبر الزعيم بها .. ولكننا سنستمتع قليلًا فمن الواضح أن مصر جميلة جدا.
قال آخر كلمة وهو يطالع آسيا التي تشير لهما بأن يركبا السيارة والتي تنتظرهما.
تحركت السيارة بعدما ركبا .. كانت آسيا تجلس بجانب السائق مرتدية عدساتها الشمسية وتنظر للطريق بجانبها بشرود فهي هكذا عندما تركب أي سيارة تشرد بالطرقات ولم تنتبه لفيليب الذي يجلس خلفها يراقبها ويراقب شرودها وأيضًا شعرها الذي يتطاير خلفها بسبب فعل تيارات الهواء .. وصلا بعد عدة دقائق لفندقٍ ضخم ونزلا من السيارة وتبعاها لداخل الفندق، أخذت مفاتيح الغرف من الإستقبال في الفندق واقتربت نحوهما تعطي كل واحدٍ منهما مفتاحًا وأردفت بابتسامة:
- تلك مفاتيح غرفة كلًا منكما، يمكنكما أن تستريحا اليوم وأنا سآتي في صباح الغد لاصطحابكما إلى الأهرامات.
أردف ماتيوس باهتمام:
- وأين ستكونين أنتِ؟ ألن تبقي معنا هنا، كنت أعتقد أنكِ قمتي بحجز غرفة معنا.
ولكنه تأوه بصوت غير مسموع لها عندما ضغط فيليب على قدمه.
آسيا بإبتسامة:
- شكرا لإهتمامك سيد ماتيوس ولكنني لدي منزل.
فيليب باستفسار:
- كيف سنتصرف هنا دون وجودكِ معنا؟ فلنفترض أنني أريد الذهاب بعد قليلٍ لمكان ما، كيف سأفعلها؟ أليس عملك هو أن ترافقينا في جميع الأماكن التي نود الذهاب إليها؟
تشعر أنه يضغط عليها كثيرًا بكلماته تلك ولكنها أردفت:
- سيد فيليب لدي عائلة تقلق عليّ إذا غبتُ كثيرًا من الممكن أنني إذا اختفيت ساعة واحدة دون أن أخبرهم أين أنا سيعتقدون أنني قد أختُطِفت، أعدكم أنني سأكون معكم بداية من الغد ثم إنني لن أترككم سوى اليوم فقط .. يجب أن ترتاحا قليلًا.
ظلا ينظران لبعضهما قليلًا ثم أردف فيليب بهدوء:
- حسنًا آنسة آسيا، عمتِ مساءًا.
ثم التفت للخلف وأمسك بذراع ماتيوس ليجعله يلاحقه..
أما بالنسبة إليها فقد أخذت نفسًا عميقًا عندما تركاها وأردفت:
- ماتعصبيش نفسك يا آسيا، هما ممكن بس عشان حاسين إنهم تايهين فبيتكلم كده، أنا فعلا مكنش ينفع أقولهم إني حاجزة أوضة هنا فعلا عشان خوفت من اللي اسمه فيليب ده، هو اه حلو وقمور بس .........
استفاقت مما تقول عندما انتبهت أنها تغازله! تنهدت ثم انتظرت قليلًا وبعدها صعدت خلفهم بعدما تيقنت أن كل واحدٍ منهما دخل غرفته .. دخلت غرفتها هي أيضًا وارتمت بجسدها على الفراش تُغمض عينيها بارتياح ولكن بعد عدة دقائق .. انتبهت أن هناك طرقات على باب غرفتها، اعتدلت وذهبت لتفتح الباب وصُدِمَت عندما وجدت فيليب يقف أمامها وأردف بابتسامة:
- يبدو أنكِ قمتِ بتغيير رأيكِ بسرعة.
كادت أن تتحدث محاولة تبرير وجودها هنا ولكنه أردف بدلًا عنها:
- أو من الممكن أن نقول أنكِ كذبتي منذ البداية.
- سيد فيليب كيف تقول ذلك ؟ أنا لستُ كاذبة.
- آنسة آسيا لقد علمت منذ أن قابلناكي أنكِ ستبقين معنا بنفس الفندق .. لقد رأيت حقيبتكِ موجودة بجوار حقائبنا عندما وصلنا إلى الفندق ناهيك عن ذلك لقد انتبهتُ لوجودِ مفتاحٍ ثالثٍ بين يديكي .. لماذا تكذبين إذا؟
ظلت تطالعه بإحراج لقد تم ضبطها كالطفلة صغيرة التي قامت بسرقة حلوى لمجرد أنها تريد تزَوُقِها ..
- أريد أن تخبرينني لما؟
- لقد قلقت منكما .. إنكما ترعبانني .. يبدو من مظهركما أنكما لستما مجرد سائِحَين، أشعر أنكما مجرمَين.
ظل يطالعها بهدوء ولكنه أردف بابتسامة:
- تُعجبني صراحتكِ تلك، لكن لا تقلقي إننا مجرد سائحين نريد رؤية معالِم مصر فقط ليس إلا.
ظلت تطالعه في المقابل بعدما طمأنها .. لقد كذبت إنها لا تراهما هكذا بالأخصِ هو .. إنه شابٌ لطيف جميل .. وسيم!
- دعينا نتفق على شيءٍ ما.
آسيا باستفسار:
- ماهو؟
فيليب بابتسامة:
- إننا رِفاقُ رحلةٍ ستدوم لعدة أيام، لا نريد سوى أن تنتهي رحلتنا بسلام.
هزت رأسها واستأنف:
- حسنا، سعدِتُ بلقائكِ آسيا.
طالعته باستفسار ثم أردف:
- لا نريد أن يكون هناك رسمياتٌ بيننا فنحن كما ذكرت أننا رِفاق رحلة.
- حسنا ... فيليب.
نطقت اسمه بتوتر .. أما هو فلا يدري ماذا حدث له عندما نطقت اسمه..
- عمتَ مساءًا.
- عِمتِ مساءًا.
كاد أن يذهب لكنه عاد يقف أمامها مرة أخرى وأردف..
- لقد سمعتُ أن الفندق يُقيم حفلة بعد ساعتين، ما رأيكِ أن نحضُرها؟
أردفت بتعجب:
- كيف علمت ذلك؟
فيليب بإبتسامة:
- أنا لست جاهلًا آسيا فأنا أتحدث الإنجليزية بطلاقة.
حمحمت بإحراج ثم أردفت:
- إذا أردت أن تحضرها أنت والسيد ماتيوس فلتذهبا ولكنني أحبذ أن ترتاحا قليلًا.
- ماذا؟ إن ماتيوس نائم، ثم أنا أقصد أن نذهب سويًا أنا وأنتِ، ما رأيُك؟
شعرت بالخجل والإحراج في آنٍ واحدٍ ثم أردفت بتوتر:
- فيليب نحن في مصر ولسنا في روسيا ثم إنني لست فتاة تخرج مع شابٍ لا تعرفه.
- ماذا تقصدين؟ ثم ألم نتفق منذ دقائق أننا رفاق رحلة، ذلك يعني أننا أصدقاء، ثم يمكن أن تعتبريها أنها جزءٌ من عملك فأنا أريد حضور الحفل.
صمتت قليلًا مرتبكة لا تدري ماذا تقول له..
- ما رأيك؟
آسيا بإستسلام:
- حسنًا سأتجهز.
فيليب بإبتسامة:
- هذا رائع وأنا أيضًا سأتجهز، سأنتظرك هنا بعد ساعتين أمام باب غرفتك، إلى اللقاء.
ثم تركها ورحل وأردفت بتعجب:
- قدام باب الأوضة؟! ده ناقص يدخلها غصب عني، الأجانب دول عليهم دماغ غريبة.
ولكنها أغلقت الباب وذهبت للحمام لكي تزيل عن جسدها إرهاق السفر فهي بالطبع ليست من القاهرة هي من الإسكندرية وأتت إلى هنا لأجلهما ولأن أيضًا طبيعة عملها تعتمد على سفرها للقاهرة دائمًا فهي تعتبر من سُكانها أيضًا.
بعد ساعتين:
كان فيليب يقف أمام بابها مرتديًا بنطالاً أسود وقميصٍ أسود يلتصق بجسده بسبب عضلاته القوية، فتحت آسيا باب غرفتها وكانت مرتدية ثوبًا ذو لونٍ أحمر دون أكمام يصل لما بعد ركبتها بقليل وقد تركت العنان لشعرها مما زاد إعجاب فيليب بها.. كان يطالعها بهدوء ولكنها أردفت:
- هيا يجب أن ننزل.
هز رأسه ولكنه ظل واقفًا مكانه، وشعرت بالتوتر بسبب نظراته تلك والتي تشعر أنها تخترق روحها ولا تدري لماذا؟
- سيد فيليب، يجب أن تتحرك لكي أستطيع أن أخرُجَ من الغرفة.
استفاق فيليب وابتعد عنها وهو يحمحم مردفًا..
- أعتذر.
ابتعد من أمام الغرفة يفسح لها المجال وخرجت من غرفتها ونزلا سويًا وذهبا لمسرح الفندق والذي يوجد به الحفل حيث يغني به العديد من الفنانين المصريين.
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
بعد إنتهاء الحفل:
كانا يسيران في ممر الغرف ..
فيليب بإبتسامة وضحك:
- كان الحفل رائعًا ولكنني لم أفهم أي شيء مما كانوا يقولون.
آسيا بإبتسامة:
- لا تقلق سأجعلك تتحدث المصرية بطلاقة خلال هذا الشهر لكي لا يجعل الآخرين منك أضحوكة، فأنت سترى أعجوبة هنا في الشعب المصري.
صمت فيليب قليلًا وهو مبتسمًا ثم أردف:
- يبدو أنكِ تحبين بلدكِ كثيرًا.
آسيا بإبتسامة:
- لما لا أحبها؟ إنها بلدي لا ملجأ لي سواها.
توقفا أمام غرفتها وأردف:
- وأنا أيضًا أريد أن أُحبها.
ظلا يطالعان بعضهما لبعض الوقت ثم أردفت آسيا ببعض المرح:
- ستحبها كثيرًا عندما تتحدث مع شعبها وتتعامل معهم إن المصريين يتميزون بخفة دمهم.
تحدث فيليب وهو ينظر في عمقِ عينيها:
- ألا يكفيني أنتِ؟
شعرت بالتوتر بسبب سؤاله ذلك ولكنها اعتبرته سؤالا عابر وأردفت:
- كفاكَ أسئلة كثيرة فيليب، يجب أن تنام جيدًا لأننا سنبدأ رحلتنا في صباح الغد.
هز فيليب رأسه وأردف:
- حسنًا نتقابل غدًا.
دخلت غرفتها وهو توقف لعدة دقائق يحاول أن يفهم ماذا يحدث له ولكنه بداخله يعلم أنها مجرد فتاة جميلة يقابلها مثل أي فتاة أخرى قبلها..
في صباح اليوم التالي:
كان ثلاثتهم يقفون أمام الفندق ينتظرون السيارة وكان فيليب وماتيوس يمسكان حقيبتان كبيرتان ..
أردفت آسيا باستفسار:
- لماذا تُمسكان حقائبكما؟ نحن سنتنزه ولن نسافر.
أردف فيليب:
- لا تقلقي نحن نخاف على أشيائنا.
أردف ماتيوس باستفسار يقوم بتغيير الموضوع:
- أخبريني مجددًا أين سنذهب آنسة آسيا؟
- سنذهب لنتناول طعام الفطور أولا ثم سنأخذ جولتنا في الأهرامات ثم بعد ذلك إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي وبعدها سنتناول طعام الغداء.
وصلت السيارة وصعدوا إليها وبعد عدة دقائق كانا يجلسان معها في مطعمٍ لا يعلمون ماهيته وينظرون للأشخاص حولهم بتعجبٍ ..
فيليب بإستفسار:
- ماذا سنأكل؟
أردفت آسيا بابتسامة:
- فول وطعمية.
ماتيوس بإستفسار:
- ماهذه الأكلة؟
- إنها أكلة مصرية شعبية نتناولها في الفطور.
- حسنا.
أما فيليب فقد ابتسم ولم يُزِد وأتى طعامهما، أردفت آسيا بتحذير..
- لا أريد أن تأكُلا كثيرًا لأن معدتكما لن تتحمل الكثير منه، وكُلا مِثلي
هزا رأسيهما وبدءا بتناول الطعام مثلما تأكل .. وكانت آسيا تتناول الطعام وهي تستمع لأغنية للمغنية القديرة أم كُلثوم قا بتشغيلها صاحب المطعم على الراديو.
وبعد أن انتهوا ذهبوا للأهرامات وكانت آسيا تشرح لهما كل شيءٍ هُناك .. وأثناء الشرح همس فيليب لماتيوس.
- حاول أن تقوم بإشغالها .. سأقوم بإتمام المهمة وسأعود.
هز ماتيوس رأسه وتركهم فيليب حاملًا الحقيبتين وتعجبت آسيا بسبب رحيله...
- أين ذهب؟
ماتيوس بإبتسامة:
- لقد ذهب إلى الحمام سيأتي بعد قليل .. ماذا كنتِ تقولين؟ أكملي.
كانت تشعر أنهما غريبا الأطوار وذهب فيليب يقابل أحدهم خارج منطقة الأهرامات وأخذ يسأل المارة باللغة الإنجليزية حتى وصل لفندقٍ قريبًا من تلك المنطقة وقابل أحد تجار المخدرات حيث أنه ستحدث عملية مبادلة .. مخدرات مقابل الكثير من الأموال .. وقام فيليب بتلك العملية بذكاء ونجح بها وتم الإحتفاظ بالبضاعة في مكان يخص ذلك التاجر حتى موعد سفر فيليب وماتيوس.
انتهى فيليب من عمله مع ذلك الرجل وعاد للأهرامات مجددًا بدون أي حقائب .. وكانت آسيا تشعر بالقلق بسبب تأخره لقد تأخر ساعتين أي الوقت الذي من المفترض أن تنتهي فيه زيارتهم للأهرامات ..
- لا تقلقي سيعود، ثم ألم أخبركِ كم أنني سعيدٌ عندما علمت أنكِ ستقيمين معنا بنفس الفندق؟
طالعته بتعجب..
- لقد أخبرني فيليب بأنكِ ستبقين معنا بالفندق.
ذلك ما أردف به ماتيوس بابتسامة وهو يطالعها، ولكنها عادت للحديث مرة أخرى بقلق:
- أخاف أن يكون الطعام الذي تناولناه قد سبب له مشكلة.
كاد أن يتحدث ولكن فيليب قد اقترب منهما ..
- أين كنت؟
أردف فيليب بهدوء:
- لقد كنتُ في الحمام ثم حدثت مشكلة عند المدخل وكنت هناك أ.....
أردفت آسيا بضيق وهي تقاطعه:
- قبل أن تتحرك أخبرني أين ستذهب لأنني مسئولة عنكما وعن رحلتكما.
صمت فيليب قليلًا ثم أردف:
- أنا أعتذر لأنني لم أخبركِ.
وكأنه قد أراحها بتلك الكلمة وأردفت:
- لقد انتهى وقتنا هنا فلنذهب.
ثم تركتهما وتابعاها .. وأردف ماتيوس بهمس غير مسموع لفيليب:
- هل تمت المهمة؟
فيليب بابتسامة:
- لا تقلق .. لقد فعلتها.
- ألا يفترض بنا أن نعود؟
- إذا أردت أن ترحل فلترحل أنت، لكن أنا...
ظل يطالع آسيا قليلًا ثم أردف:
- سأبقى لشهر.
- حسنًا سأبقى معك.
وكان ماتيوس أيضًا ينظر لآسيا بإعجاب خافي .. ذهبوا معها إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي وبعد ان انتهوا من زيارته ذهبوا لتناول الغداء والذي كان مفاجأة بالنسبة إليهم فقد كان إسمه كُشري .. مرت الأيام وكان يزداد تقرب فيليب من آسيا بسبب وجودهما سويًا طوال الوقت بسبب زيارتهم للمعالم الأثرية في مختلف محافظات مِصر.
وفي يومٍ ما في القاهرة:
كان فيليب يقف بشرفة غرفته في الفندق ينظر للسماء بشرود يفكر بتلك الفتاة التي شغلته منذ أن أتى إلى مصر تنهد ثم خرج من الغرفة في نية منه للذهاب إلى غرفتها أيضًا ولكنه وجد ماتيوس يقترب نحو غرفتها ..
- ماتيوس؟ إلى أين تذهب؟
ارتبك ماتيوس ولكنها أردف مسرعًا:
- كنت أريد أن أسأل آسيا بخصوص شيءٍ ما.
فيليب باستفسار:
- ماهو؟
بسبب تردده اشتعل الغضب بداخله..
- وما شأنكَ أنت؟ أريد أن أذهب إليها فقط لأمرٍ يخُصنا سويا أنا وهي.
اقترب فيليب منه ممسكًا بياقته وأردف بغضب:
- إن الأمر كله يخصني أنا أيضًا .. لأن آسيا تخصني أنا هل فهمت؟ إنها لي.
ماتيوس بضيق:
- ماذا؟ منذ متى يحدث ذلك؟؟
- منذ أن آتينا ماتيوس وإياك أن تقترب منها مرة أخرى وإلا سأقتلك وأنا لا أمزح في ذلك الشأن.
ظل يطالعه بغضب وابتعد ماتيوس عنه وعاد لغرفته وظل فيليب بمكانه في ممر الغرف يتعجب لما تحدث إلى صديقه هكذا؟ ولماذا قال عنها هكذا؟ ولكن مايعلم أنها قد سرقت قلبه منذ أن تقابلا، أخذ نفسًا عميقًا ثم وقف أمام غرفتها يُطرقها بهدوء .. فتحت باب الغرفة وابتسمت عندما وجدته أمامها وأردفت بالمصرية..
- محتاج مني حاجة؟
أردفت ببعض الكلمات المصرية البسيطة التي علمته إياها في الأيام الماضية:
- تيجي نتمشى شويه؟ محتاج أتكلم معاكِ.
فكرت قليلًا ثم أردفت بابتسامة:
- انتظرني 10 دقاق سأتجهز.
وأعادتها بالمصرية مرة أخرى لكي يتعلمها:
- استناني عشر دقايق هجهز نفسي.
هز رأسه قائلاً وهو يحفظ تلك الجملة بداخل عقلة:
- سأنتظرك.
بعد مرور عدة دقائق كانا يسيران بجوار بعضهما في شوارع قريبة من الأهرامات تلك الشوارع كانت بها إحتفالات يحضرها السياح والمارة ..
أردفت بإستفسار مرة بالروسية ثم يعقبها معناها بالمصري كما اتفقا:
- ماذا هناك؟ .. مالك؟
أردف فيليب وهو يتابع تلك الإحتفالات:
- أنا أفكر لمَ لم أسافر حتى الآن.
- تقصد إيه؟
التفت لها يطالعها لأنه يفهم معنى ما قالته:
- كان من المفترض أن أزور مصر يومين ثم سأعود إلى روسيا ولكنني غيرت رأيي بمجرد رؤيتك.
توقفت بمكانها وطالعته باستفسار وتوقف هو أيضًا واقترب منها ..
- لا أعلم ماذا حدث لي عندما رأيتكِ .. ولكنني تحججت بأي شيء للبقاء معك.
- فيليب أنا .......
قاطعها وأردف:
- لا أريد معرفة رأيكِ الآن .. فقط أريدكِ أن تفكري قليلًا بعلاقتنا وتعطيها فرصة.
صمت وهزت رأسها .. انتبه الإثنان لموكب زفاف يحدث في أحد الشوارع ..
- هيا لأريكَ كيف تُقام الأعراس بمصر.
تبعَهَا وذهبا للعُرسِ ووجدا الرجال يرقصون مع بعضهم والنساء منفصلين عنهم .. واقترب الرجال والنساء نحوهم يرحبون بهم عندما لاحظوا وجود سائحٍ بالعُرسِ .. أخذوا بيده وقاموا بجعلهم يرقصون .. وكان الإثنين سعيدين كثيرًا بتلك الجولة اللطيفة وأخذ فيليب بيدها وهو يراقصها ولكنه أراد أن يذهب بها بعيدًا عن تلك الإحتفالات .. أخذ بيدها يركضان مما جعلها تركض خلفه وهي تضحك وتبتسم وكان يشاركها الضحك وتوقف في شارع مُظلِم عند باب منزلٍ في ذلك الشارع وجعلها تستند بظهرها على الباب واقترب منها لدرجة الإلتصاق ..
كانت تشعر بالضعف وهو قريبٌ منها هكذا ..
فيليب بهمس ووجهه مقاربًا لوجهها:
- لا أستطيع الصمود أمامك، أنا أحبكِ آسيا.
كاد أن يقبِلها ولكنها ابعدته عنها بضعفٍ تمنعه وأردفت:
- فيليب، نحن لسنا بروسيا نحن بمصر.
- فليكن.
كاد أن يقبلها مرة أخرى ولكنها ابتعدت عنه وكادت أن تذهب ولكنه أمسك بيدها يطالعها بتعجب ولكنها أردفت بتشتت:
- هذا لا يصِح فيليب .. لا يمكن أن أفعل ذلك.
- كيف لا يمكن؟؟ أنا أحبكِ آسيا وأنتِ أيضًا تكنين لي المشاعر ما الذي يمنعنا من التعبير عن حبنا لبعضنا؟
أردفت وهي تطالعه في عمق عينيه:
- إننا لسنا متزوجين.
- فلنتزوج إذا والآن.
تحدث بتلك الجملة وهو عاقدًا حاجبيه كانت تطالعه بتعجب، هل ماسمعته حقيقي؟ إنه يريد أن يتزوجها! ..
- هل تمزح؟
- أنا لا أمزح في تلك الأمور.
- لكن كيف؟ لقد تقابلنا فقط منذ ثلاثة أسابيع!
- إذا لمَاذا أشعر أننا قد تقابلنا منذ سنوات؟
ظلا يطالعان بعضهما بحبٍ وأردفت آسيا بصوت مبحوح:
- السفارة المصرية، نقدر نتجوز فيها.
وهكذا قد تزوج الإثنين وعبَّر الإثنين عن حبهما لبعضهما بأفضل طريقة.