رواية وهم الرجوع يوسف ورحيل ويارا الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم رميسة

رواية وهم الرجوع يوسف ورحيل ويارا الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم رميسة

رواية وهم الرجوع يوسف ورحيل ويارا الفصل الواحد والعشرون 21 هى رواية من كتابة رميسة رواية وهم الرجوع يوسف ورحيل ويارا الفصل الواحد والعشرون 21 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية وهم الرجوع يوسف ورحيل ويارا الفصل الواحد والعشرون 21 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية وهم الرجوع يوسف ورحيل ويارا الفصل الواحد والعشرون 21

رواية وهم الرجوع يوسف ورحيل ويارا بقلم رميسة

رواية وهم الرجوع يوسف ورحيل ويارا الفصل الواحد والعشرون 21

الخاتمة
كان يوسف يقف في صالة المطار، تائهًا وسط الحشود، وكل خطوة يخطوها كانت تُسمع وكأنها تأتي من بُعدٍ بعيد. الهواء البارد القادم من المكيفات كان يلامس وجهه، لكنه لم يشعر به. كان قلبه ينبض بسرعة غير عادية، وكان عقله مشوشًا بين مئات الأفكار التي تجتاحه.
في تلك اللحظة، كانت عيناه تبحثان بين الوجوه، كما لو أنه يبحث عن شيء ضاع منه منذ فترة طويلة. وُضِع أمامه خيار صعب، لكنه كان عازمًا على اتخاذه.
"لازم أروح وأصلح غلطاتي، مهما كان الثمن"، قال يوسف لنفسه وهو ينفذ أنفاسًا عميقة.
بينما كان يسير نحو بوابة الخروج ، كان قلبه يزداد ثقلًا مع كل خطوة.  كانت أفكاره تتزاحم أكثر. كيف ستكون أول كلمة يقوله لها؟ هل ستسمح له بفرصة ثانية؟ كيف سترد عليه بعد كل تلك الايام من الألم؟
نظر إلى السماء ، وظهرت في ذهنه صورة رحيل وهي تقف أمامه، حزينة ومتعبة، ثم صورة ابنته وهي تداعب يديه بحب. كانت هذه اللحظات هي اللحظات الوحيدة التي جعلت قلبه يخفق بشكل مختلف.
"أنا مديون ليهم. لازم أرجع وأصلح كل شيء،  حتى لو مفيش  فرصة للرجوع".
فكر في كلمات رحيل الأخيرة قبل أن تذهب: "أنا بدأت حياة جديدة من غير كذب وخيانة." وكانت تلك الكلمات تقبع في قلبه، كجرح لا يمكن شفاءه بسهولة.
ولكنه قرر أن يحارب. قرر أن يعيد بناء كل شيء، حتى وإن كان سيخسر كل شيء آخر في سبيل ذلك. لأنه في النهاية، كانت رحيل وابنته هما كل شيء له.
 وصل يوسف للعنوان اللي وصله من زميل قديم، واقف قدام الباب اللي يمكن يكون وراه كل اللي ضاع، أو يمكن بس الحقيقة اللي كان بيهرب منها.
ضغط الجرس، وبينه وبين نفسه بيقول: "لو فتحت… هقولها كل حاجة من قلبي، حتى لو آخر مرة أشوفها."
كانت رحيل واقفة أمام نافذة شقتها في المدينة الجديدة التي انتقلت إليها، تحاول أن تتأقلم مع كل شيء جديد حولها. أما في قلبها، فكانت هناك حالة من الهدوء الذي لم تشعر به منذ سنوات، رغم أن الذكريات كانت تلاحقها بين الحين والآخر. كانت قد قررت أن تبدأ حياة جديدة، حياة بعيدة عن كل ما جرحها، حياة واضحة ونقية، كما قالت لنفسها.
بينما هي في صمتها، جاء صوت الباب يطرق، وكان الصوت مألوفًا للغاية، لدرجة أنها شعرت بشيء ما يربطها بتلك اللحظة. ترددت للحظة، ثم قررت أن تفتح الباب.
في اللحظة التي فتحت فيها الباب، كانت الطفلة الصغيرة تركض نحوها، تقول:
– "بابااا!!"
قلبها سقط في معدتها. هذا الصوت، هذا الشعور… جعلها تشعر بشيء غير قابل للتفسير. لحظة بين الحقيقة والوهم، بين الماضي والمستقبل.
يوسف دخل بهدوء، وأخذ ابنته بين ذراعيه، فابتسمت الطفلة في سعادة وهو يضمها إلى صدره. نظرات رحيل كانت ثابتة، لا تعبيرات واضحة، ولكن قلبها كان ينبض بشدة. كان يسير نحوها ببطء، وقال لها بصوت هادئ:
– "مكنتش هقدر أعيش من غير ما أشوفك… ومن غير ما أقولك إنك كنتِ دايمًا الأهم."
رحيل ردت بصوت مملوء بالثقة، رغم كل شيء:
– "يوسف، أنا مشيت عشان أبدأ من جديد... مشيت عشان أنقذ نفسي من دوامة كنت بتغرقني كل يوم. إنت جيت ليه دلوقتي؟"
– "جيت لأنك الوحيدة اللي حسيت بقيمتها لما بعدت... لأنك الوحيدة اللي كانت دايمًا جنبي، وأنا كنت أعمى."
 "أنا بدأت حياة جديدة… من غير كذب، ولا خيانة، ولا خداع. حياة واضحة، ونضيفة، حياة مليانة راحة وكرامة كنت محتاجاهم من زمان."
أنا اتغيرت، والله... كل يوم من غيرك علّمني حاجة، وعلّمني أنا كنت قد إيه ظالمك... بس لو في ذرة أمل، فرصة صغيرة... مستعد أستناها طول العمر."
لم يكن هناك أي نوع من الغضب في صوتها، بل كانت كلماتها نابعة من قوة داخلية، كانت قد اكتسبتها من سنوات من الألم والتجارب الصعبة. عرفت تمامًا ما تريده في حياتها الآن، وكيف لا يمكن لأي شخص أن يدمّر هذا السلام الداخلي الذي زرعته.
ولكن، عيناها لم تفارقا ابنتهما الصغيرة التي كانت تسحب يد يوسف، وكأنها لا تريد أن تبتعد عنه. لحظة صمت، ثم  تابعت:
– " "أنا مش هرجع لحياة تعبتني بس… بس عشان مصلحة بنتي… أنا مش همنعها تشوف أبوها، أنا مش هحرمها من إحساس الأب، ولا هخلّيها تكبر وهي حاسة إن في حاجة ناقصة... هي محتاجاك أنا مش هحرمها منك."
"القرار ده مش لقلبي بس، ده لمستقبلي ومستقبلها."
يوسف نظر إليها، وعيناه مليئة بالندم. ثم نظر إلى ابنته، التي كانت تبتسم له، وتحاول أن تقنعه بوجوده في حياتها. فقال بصوت منخفض، وكأن كل جزء من نفسه يصرخ من الداخل لندمه.
"أنا ندمان على كل لحظة بعدتنا عن بعض... وحشتيني إنتي وبنتي، وحشتني ضحكتها وحضنها، أنا يمكن ضيعتكم زمان، بس النهارده مستعد أعمل أي حاجة عشان ترجعولي… عشان نكون عيلة من تاني."
بنتهم الصغيرة، التي كانت تراقب المشهد، اقتربت منه وقالت بصوت بريء:
– "بابا، مش هتسبنا تاني، صح؟"
يوسف نظر إلى رحيل بنظرة مليئة بالعزم، وقال:
– "عمري ما هسيبكم تاني… ده وعد."
– "وأنا هفضل أحارب عشانكم، هفضل أجاهد علشان أكون جزء من حياتكم. مهما كان الطريق صعب، مش هسيبكم تاني، ده وعد مني."
رحيل لم ترد، لكن نظرت إلى عينيه لفترة طويلة، وكأنها تقرأ كل شيء في عمقه. كانت عيونها مليئة بالدموع، ولكنها لم تخرج، كانت دموع بداية جديدة. بداية يمكن أن تعني أملًا جديدًا، أو ربما مجرد مسار جديد نحو حياة مختلفة. ربما تكون هناك مساحة جديدة لتسامح، ولكن هل هي مستعدة حقًا لذلك؟
ومع تلك اللحظة، توقفت كل الكلمات، ولم يتبق إلا الصمت الذي يحمل بين طياته الأمل والحيرة.
بينما هو يقف أمامها، تذكرت رحيل كل تلك اللحظات التي مرّت بها، وكل شيء وقع بينهما. ولكن لم ترد أن تعيش في الماضي بعد الآن. كان قلبها قد بدأ يتغير، وتعلمت أن الحياة تحتاج دائمًا للمضي قدمًا.
وفي النهاية، ربما كانت هي، مثلما كانت في السابق، تسير على طريقها، ولكن هذه المرة بشجاعة أكبر.
ولكن هناك شيئًا واحدًا لم تتوقعه، وهو أن يوسف، حتى وإن قرر المضي في حياته، سيظل يحارب من أجلهم، ومن أجل هذه العائلة.
"مش دايمًا بنقدر نرجّع اللي ضاع، ولا نداوي كل اللي انكسر...
بس في لحظة، ممكن قرار واحد يغير كل حاجة.
يوسف قرر يحارب لآخر نفس، و رحيل قررت تختار نفسها لأول مرة.
الطريق بينهم ماكنش سهل، ولا مضمون... بس كان في حب، وكان في وجع، وكان فيه حكاية لسه ما خلصتش.
يمكن يتقابلوا... يمكن لأ.
بس اللي أكيد، إن كل واحد فيهم هيفضل يشيل جوّاه حتة من التاني".
ودي كانت "وهم الرجوع"...
ويمكن، في وهم الرجوع، نكتشف إن الرجوع الحقيقي بيبدأ من قرار الرحيل.
النهاية.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا