رواية ازهرت رغم الجراح من الفصل الاول للاخير بقلم ولاء عمر
رواية ازهرت رغم الجراح من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة ولاء عمر رواية ازهرت رغم الجراح من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ازهرت رغم الجراح من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ازهرت رغم الجراح من الفصل الاول للاخير
رواية ازهرت رغم الجراح من الفصل الاول للاخير
- الله هو مش المفروض العروسة بتبقى مكسوفة وكدا يعني ؟!
نفخت وفشيت وأنا متعصبه من طريقته وبقول بعصبية:- يعني أنت مقتنع بإننا عرسان أصلا ؟ يا عم صلي على النبي في قلبك بس.
ضحك بجد، أنا اتفرضت عليه وهو اتفرض عليا، تحت مسمى، معلش بقى اومال مين يربي عمير و وقار؟ نجيب حد غريب يربي عيال الراجل الكويس الصالح ابن الناس وأنتِ موجودة، وبعدين ما أنتِ كدا كدا أرملة.
- رحمة، رحمة.
كان بيكلم فيا وأنا مش منتبه ليه، انتبهت ليه وبعدين بصيت ليه وأنا بتكلم:- نعم.
- صوتك ميعلاش، طريقتك تبقى أحسن، متجادلينيش، وماتعصبينيش، وروحي إعمليلي كوباية شاي.
عايز يبقى متحكم من أولها؟! هو أنا طلعت من نقرة علشان أقع في بئر غويط؟ ياه على الحظ، ياه على النغزة اللي في القلب.
- يا راجل.
قام من مكانه ورفع إيده، خوفت لأحسن يضر.بني، رجعت لورا ووقعت على الكرسي، سند بإيديه على الكرسي وميل عليا وهو بيقول:- أنا داخل أنام، ورانا سفر الصبح ومش حِمل صداع ومحتاج أريح.
حطيت إيدي على خدي وأنا هاين عليا أعيط بس مش عارفه ولا قادرة، جف البكا ماعدش باقي في عيني شئ، الدموع خلصت، العقل سلم، والقلب مش عارف إذا كان هيعرف يعيش ويعرف معنى للحياة من تاني ولا لاء.
بنت إتكتب لها زي كتير غيرها تتجوز وهي متمتش التمنتاشر، علشان تعيش بعدها وتتمرمط مع زوج راجعي، متخلف وعيلة دماغها راجعية، دوقت معاهم خمس سنين مرمطة وطين على رأسي، ضرب تلاقي، إهانة، زعيق، شتيمة، عدم إحترام للخصوصية ودخول في تفاصيل التفاصيل في حياتك.
يشاء ربنا إنه يخلصني منهم بعد ما ابنهم مات وهما شافوا إن وشي و.حش عليهم، حتى مكنش معايا عيل يشيل اسم ابنهم اللي مات، ودا كان من رحمة ربنا عليا.
رموني أهلي يا عزيزي كل دا علشان الفلوس، تحت مسمى، أصل دا عريس لقطة، معاه فلوس، شكله حلو من وجهة نظرهم!
هو في الحقيقة لا كان شكله حلو، ولا كان نزيه، ولا حنين، وأنا خايفة من الكائن اللي جوة لأحسن أشوف أنيل من اللي شوفته، لأن حقيقي مبقاش عندي طاقة، مبقتش قادرة أعيش دور الضحية من تاني.
سرقني الوقت، نمت مكاني على الكرسي من غير ما أحس، كنت بتصارع في الحلم، كعادة الأحلام اللي بقالها فترة بتراودني، يعني لا مرتاحه من أحلام اليقظة، ولا أحلام النوم، اللهم لا إعتراض.
- إهدي، خدي إشربي واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.
أخدت منه المية وأنا إيدي بتترعش وبعيط، شربت وقعدت أعيط، قرب مني وقعد يطبطب عليا، بعدت عنه بسرعة، أنا ما إتعودتش حد يطبطب عليا، أنا ما إتعودتش على كدا!!!
ماإتعودتش لما أقع ألاقي إيد تسندني، ولا لما أعيط ولا أزعل حد يطبطب عليا، أنا حد إتعود يواسي نفسه بنفسه، حد إتعود لما يحتاج حضن يقعد ويضم نفسه ويطبطب عليها.
- أنا نازل أصلي الفجر، روحي إتوضي وصلي وإجهزي علشان ماشيين.
اكتفيت بهز رأسي، هو نزل وأنا دخلت أتوضى، مع كل حركة في الوضوء كنت بحس إني بتغسل من همومي، بداية من غسل إيديا، لحد الختام بالقدمين، خلصت وضوء وقولت الدعاء اللي بعده " اللهم إجعلني من التوابين وإجعلني من المتطهرين".
فتحت الموبايل وشوفت إتجاه القبلة، فردت المصلية ووقفت أصلي، تلقائي لقيتني ركنت كل أمور الدنيا ووقفت بين إيدين ربنا، بداية من التكبير وحتى التسليم وختام الصلاة، ومابينهم دعواتي في السجود والكلام مع ربنا.
سلمت وأنا قلبي مسلم لكل اللي بيحصل، أنا كدا كدا تعبت من المناهدة مع أهلي، وهما زهقوا مني وشافوا إني حِمل تقيل عليهم من بعد ما إترملت وقعدت معاهم، كدا كدا مكنش معايا حتى شهادة أنزل أشتغل بيها، ولا هما كانوا راضيين إني أنزل أشتغل، أصل الناس هتقول عليهم إيه ؟
ومع كل عريس كنت برفضه كنت بأخد كمية تهز.يق وإها.نة،
" مش كفاية بنصرف عليكي؟"
"هنخلص منك إمتى ؟"
" بومة، وشك فقري، وبتتبطري."
" أومال لوكان معاكي شهادة؟"
زي ما يكون مكانوش هما السبب!
اتنهدت وأنا بقول وبدعي من جوايا:-" اللهم لا إعتراض ".
- بصي بقى أنا سايب الأولاد عند أمي وهي ست كبيرة وتعبانة، فهنروح نجيبهم، لأنهم الصراحة وحشوني.
- تمام.
جوايا صوت داخلي بيقولي كفاية مناهدة، كفاية إندفاع، سلمي أمورك لله وهي هتتعدل.
إحنا كنا في الشقة اللي فوق ووالدته وباباه في الشقة اللي تحت، والدور اللي فوقنا أخوه ومراته.
نزلت أنا وهو وكان معايا شنطة صغيرة فيها هدوم ليا، لأن بالمناسبة هو مأخدنيش غير بشنطة هدومي.
- يا صباح الورد والياسمين على ست الكل.
- صباح النور يا سيدي.
- صحيناكم؟
- لا أبداً، كدا كدا أنت عارف بنبقى صاحيين نصلي الفجر إحنا وأستاذ عُمَير.
كان بيتكلم هو ووالدته، وجهه عليه عمير ابنه وحضنه، طلعت والدته وهي بتقولي:- ايه يا بنتي، دا أنتِ بقيتي مننا خايفة تسلمي علينا ولا إيه؟
كان بيتكلم هو ووالدته، وجهه عليه عمير ابنه وحضنه، طلعت والدته وهي بتقولي:- ايه يا بنتي، دا أنتِ بقيتي مننا خايفة تسلمي علينا ولا إيه؟
بصيت عليها وحاولت إني أمحي توتري، مديت إيدي ليها وأنا مبتسمة: لا أبداً يا طنط.
- يا بنتي قوليلي يا ماما عادي.
- عادي؟
- عادي والله مش هضربك لو قوليها.
قعدت تضحك بعدها وأنا إبتسمت، بس كان جوايا بسأل نفسي، هي ممكن تكون بتقول كدا علشان لسة ما اعرفهاش ولا دي طبيعتها؟
- خلي بالك من وقار، إهتمي برضعتها وأدي اللبن بتاعها والبيبرونة.
هزيت رأسي وأنا بسمع تعليمات حماتي، أخدت البنت منها، بالمناسبة هي عندها تسع شهور عرفت من مُصعَب باباها، حطيتها بين إيديا وأنا بحضنها وبشدد عليها.
أنا بحب الأطفال الصغيرة جداً، وبحب أحضنهم، بس بخاف من إني أشيل مسئوليتهم، يا ترى هقدر أشيل مسئوليتهم ؟ هعرف؟ أنا مجربتش أبقى أم قبل كدا!
- يلا يا عمير، وأنتِ يا رحمة يلا أنتِ و وقار.
- أنت مجهز كل حاجة ؟
- أيوا، الشقة جاهزة من كله، ومش بعيدة عن مكان الشغل كدا كدا.
- ماشي.
بعد وقت طويل في الطريق، وقار صحيت وكانت بتعيط، أنا حاسة إني مش عارفة أتصرف، بدأت أحاول أهدي فيها، مش راضية تسكت.
إتكلم مصعب:- استني هعمل ليها البيرونة.
جهزها وإداها ليا، بدأت أديهالها براحة، كنت خايفة، وقف في إستراحة قريبة، أخدها مني وكان بيهدي فيها، كان حنين أوي، سكتت معاه وبدأت تنام، رجع اداهالي بعدما نامت وكان في على وشه إبتسامة نصر.
- إتفضلي يا ستي، وخلي بالك من عمير هو نام ورا، هدخل أجيب حاجات نأكلها بس وأرجع.
أخدتها منه، قعدت أملس على شعرها وألعب فيه، طريقته معاهم حلوة، يارب دي تكون طريقته معاهم على طول، يارب يكون فعلاً حنين عليهم، يارب ميشوفوش منه وحش، يارب أي طفل ميشوفش من أهله حاجة وحشة ويبقوا حنينيين عليه وبيحسسوه إنه إنه حلو وجميل على طول، إتنهدت وبعدها دعيت بصوت هادي:- ويارب عوضني، أنا رضيت علشان تعبت من أهلي، إرضيني .
مسحت دموعي اللي نزلت من غير ما أخد بالي، بحاول أقنع نفسي إنه عادي، وكله هيعدي، بس للأسف بيعدي على وشي .
- شيبسي وبيببسي، بسكوت وعصير، تفتكري محتاجين حاجة تاني؟
- فاضل قد إيه ونوصل؟ استنى نسيت أسأل الأهم، إحنا مسافرين فين أصلاً؟
بص ليا وقعد يضحك، بعدها إتكلم وهو بيتريق:- ناقص تقوليلي أنت شغال إيه علشان مش عارفه!
بصيت عليه وأنا بتكلم بكل جدية:- أنا فعلاً معرفش أنت شغال إيه؟ ولا مسافرين فين؟؟
-أصلاً!
-أيوا.
- مهندس بترول، كنت زي ما أنا في الفرع بتاع القاهرة واتنقلت لفرع سيناء، يعني إحنا حاليًا مسافرين سيناء.
- مهندس ؟؟ ولما أنت مهندس بقى ومعاك شهادة عالية يا ابن الناس إيه يخليك تأخد واحدة مش مكملة تعليمها؟ كنت دورت على واحدة زيك.
قولتها بطريقة تبان إنه كدابكل بساطة، الدنيا سهلة، بس هي مش كدا معايا.
ركز على الطريق وهو سايق وكان بيقول:- مش كله باشهادة، ولادي أهم، عايز أربيهم كويس، وأطلعهم حاجة أنا مفتخر بيها وفي نفس الوقت حابينها، عايز يبقى عندهم طفولة هادية، نفسي أمحي الفترة اللي فاتت من حياة عمير.
- في الأول والآخر مربية أطفال يعني، بس الفرق إنك مش هتدفع ليها فلوس.
الجملة طلعت مني بإندفاع، بص عليا بهدوء معرفش جايبه منين ورجع بص للطريق من تاني وإتكلم:
-هو أنا مقدر موقفك، وعارف إنك مفروضة عليا، بلاش كلمة مغصوبة، بس اللي عرفته إنك محدش بيجبرك على حاجة إيه بقى اللي خلاكي توافقي؟
- عارف لما على طول تكون حاسس إنك تقيل؟ إن وجودك مش مرغوب فيه؟ إنك زهقت واتخنقت، بس عارف من جواك إن دا إختبار من ربنا فأنت صابر وراضي، فبقيت مُسَلِم
بالأمر، ومابين التسليم في ضغط من كل النواحي، يلا لعله خير، أصل هي كدا كدا دنيا وهتُقضىٰ.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– عارف لما على طول تكون حاسس إنك تقيل؟ إن وجودك مش مرغوب فيه؟ إنك زهقت واتخنقت، بس عارف من جواك إن دا إختبار من ربنا فأنت صابر وراضي، فبقيت مُسَلِم
بالأمر، ومابين التسليم في ضغط من كل النواحي، يلا لعله خير، أصل هي كدا كدا دنيا وهتُقضىٰ.
– موصلتش بانك توافقي على أي جوازة والسلام.
– مكنتش حضرتك طلبت إيدي من الأول.
قولتها بزعيق، رد عليها بهدوئه الغريب، هو بصراحة مكانش زعيق أوي لأن وقار على إيدي.
– بصي، إحنا مش هننزل إجازة غير بعد ست شهور، حاولي تتحملينا بقى، وليكي ما عليا كل جمعة هفسحكم.
– حضرتك تعرفني علشان تفسحني؟
– حضرتي يعني لو حضرتك ناسية بيقولوا إني جوزك!
أوه ماي جاد، ما أنا برضوا ما إتعودتش، قال حد يفسحني قال! دا أنا آخر مرة اتفسحت لما كنت في إعدادي وكانت خروجة العيد.
يا أدي الكسوف، أهاجم وأدافع عن نفسي إزاي دلوقتي وأنا، ما أنا مكنش ينفع برضوا اندفع كدا.
– وأخيراً وصلنا.
قالها وهو بيركن العربية تحت عمارة شكلها قيِّم، بعدها خد عمير اللي ماشاء الله عليه كان نايم طول الطريق، ركن العربية، وبعدها دخلنا العمارة وركبنا الاسانسير وأنا كنت خايفة، كنت بترعش، مسك إيدي وتبت فيها، ساعتها حسيت إني مش لوحدي، إن في حد معايا إني مش خايفه، وقف الاسانسير وطلعنا، فلتت إيدي من إيده.
دخلنا الشقة بعدما فتحها، كنت منبهرة، دي تجنن، ديكورها بيجمع بين الكلاسيك والمودرن، هادية شبه هدوئه الغريب، بس مريحة، انتريه لونه هادي، وحيطان لونها أهدىٰ، مع سجاد منقوش سيمبل لونه هادي برضوا.
قطع وصلة وحملة إكتشافي للمكان بكلامه:
– هاتي وقار أنا هدخل أنيمها في أوضة الأطفال.
– لاء خليها، قولي بس فين الاوضة.
– تعالي ورايا.
مشيت وراه دخل طرقة ودخل أوضة من اللي في الطُرقة، كانت ألوانها بتجمع بين درجات الازرق والسماوي، فيها سرير صغير هزاز وسريرين صغيرين، ستايرها هادية، وفيها مكتب صغيور، كل حاجة فيها بمعنى أصح مريحة للعين، الشمس داخلاها ونورها هادئ.
نيّمت وقار على السرير الصغير وأنا بسأله:- أنت ليه مخلي سريرين والسرير الصغير في الاوضة ؟
– وقار آخرها شهرين ولا حاجة وتبطل تنام على السرير دا، بس أنا عارف إنها بتحب تنام عليه.
– ربنا يديمك ليهم.
كملت وأنا بتعدل وبنصب طولي:- هو عمير فين ؟
– نيمته على الركنة برا، أنا نازل أجيب فطار وأجيب حاجات من السوبرماركت.
– تمام.
استغليت إنه نزل ونوم الولاد كمان، دخلت استكشف باقي المكان علشان أرضي فضولي، كنت واقفة في الريسبشن، دخلت بعدها أشوف المطبخ،ترابيزة وأربع كراسي خشب، يغلب على المطبخ اللون الأبيض والمينتي جرين، ألوان مريحة للعين .
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
على عكس كتير من البنات، أنا بشوف المطبخ دا بيتي اللي بجد، مابملش ولا بزهق منه، أجرب فيه أكلات وءأكلها للي بحبهم، علشان هكون عملاها بكل الحب، أخبز مخبوزات وأشكل العجينة براحتي، ادندن وأنا بعمل، وألبس المريول، أقف أنصف فيه كل حاجة على كيفي، بس مكانش مسموح لي بكدا، كان أخري أتخيل.
طلعت ودخلت أوضة النوم، السرير قريب من الشباك اللي ستايره لونها بني والحيطان لونها كريمي، ومفروش في الأرض مفرش بسيط، وفوق السرير في رف عليه لوحتين، وبينهم زرع صناعي، وجنبه كومود خشب عليه منبه، وفي زاوية من زوايا الاوضة مراية ، وفي الزاوية التانية في مصلية مفروشة وجنبها رف عليه مصاحف، المكان كفيل إنه يحسس الواحد بالراحة.
سمعت صوت الباب وهو بيتفتح، كان جه من برا، طلعت لاقيته جايب حاجات كتير، روحت ناحيته بتوتر وشيلت معاه.
– حد منهم صحي؟
– لاء.
– كويس، تعالي نأكل.
– لاء شكراً مش هقدر أكل.
– أنتِ بقالك يومين مكلتيش.
– عادي.
– لاء مش عادي، أنتِ هتتسألي عن نفسك وعن صحتك، وبعدين تعايشي مع الأمر، مش أنتِ قولتي إنها دنيا وستقضى؟ يبقى متقعديش تبكي على الأطلال كل شوية.
هو بيتكلم ببساطة، وأنا دماغي بتدور في ساقية، مش عارفة أوقفها، ولا هو الموضوع أبسط من كدا، ولا أقول، مجاتش على دي.
سحبت الكرسي وقعدت، إتكلم وهو مركز على اللاشئ:- أنا عارف إنك هتأخدي وقت كبير على بال ما تتعودي علينا، بس مش عارف إذا كنتي هتقدري تكوني حنينة عليهم ولا لاء، بس من أول مرة شوفتك فيها وعنيكي بتقول إنك حد حنين.
كنت بلهي نفسي في اللعب في مفرش السفرة وأنا برد عليه بنبرة فيها شوية توتر على حبة خوف:- عارف أنا ربنا حرمني من الخلفة خمس سنين، خمس سنين أنا كنت بأخد فيهم عيال أخوات اللي كان جوزي الله يرحمه أربيهم، وعيال أخواتي، بالرغم من كم المشاكل الكبير اللي كان بينا، إلا إني مقدرتش في مرة أقسى على حد منهم، مقدرتش اقسى على عيالهم، ما إتعودتش أكون حد قاسي، أنا مبحبش جو التبرير، بس يا سيدي أنا كنت بوضح لك.
رد بنبرة هادية، حسيت إن فيها شوية توهان:- أتمنى كدا، أنا داخل أنام.
دخل وأنا قاعدة في مكاني ما اتحركتش، حاطة إيدي على خدي وساندة على السفرة، مش عارفة بكرا جايب إيه، يارب خير إن شاء الله.
سمعت صوت عياط وقار، دخلت عندها وهديتها وغيرت ليها، جهزت ليها الرضعة بعد ما غيرت ليها، بدأت تروح في النوم، حمدت ربنا لأني محتاجة أريح شوية، دخلت خدت دوش وغيرت ولبست بيجامة واسعة بكم خفيفة، وبعدها نمت على السرير اللي جنبها.
كالعادة شوفت الكوابيس اللي عاملة ليا أرق، صحيت مخضوضة وكنت بأخد نفسي بالعافية وبعيط، وهو كان جنبي ومادد ليا المية ووقارة على إيده، أخدت منه المية وأنا باصة على الأرض وبعيط.
– مصعب أنت مش مجبر تكمل في الجوازة دي صدقني، أولادك من حقهم يعيشوا طفولة هادية، متربطش نفس بواحدة مريضة نفسية زيّ.
– خدي بس المية إشربي واستعيذي بالله وكل حاجة هتتحل.
الدموع كانت بتنزل من عيني بدون إرادة وبتكلم بإنهيار:- ريح نفسك مني، مش مجبر تصحى كل يوم على صوت عياطي، صدقني مش هتتحملني، إحنا لسة في بدايتها، والأولاد ممكن تجيب ليهم مربية.
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الدموع كانت بتنزل من عيني بدون إرادة وبتكلم بإنهيار:- ريح نفسك مني، مش مجبر تصحى كل يوم على صوت عياطي، صدقني مش هتتحملني، إحنا لسة في بدايتها، والأولاد ممكن تجيب ليهم مربية.
طبطب عليا، كنت رايحة أبعد، هداني وهو بيقول:- لو بصيتي لإنك مريضة نفسية، فأحب أقولك إن كلنا مرضى نفسيين بس بدرجات متفاوتة، واللي بيحصل لك دا أكيد بس ضغط كنتي فيه، ولما يقل الضغط هيروح موضوع إنك تصحي كدا، ويلا فوقي علشان تروحي تصلي العِشاء.
قومت من مكاني وأنا بمسح دموعي، هو مش مجبر يكمل، ليه يربط نفسه بيا، إيه اللي يخليه يتحملني؟ إزاي واثق فيا ثقة أنا مش واثقاها في نفسي؟ حتى لو كانت الثقة دي بسيطة، بس أنا مش موجودة عندي، حتى لو حاولت أظهر العكس في كلامي وافعالي، فدواخلي عكس كدا.
دخلت إتوضيت وصليت وطلعت لقيته قاعد ووقار جنبه بتلعب في لعب جنبها وعمير بيتفرج على كارتون على الشاشة، كنت هديت بعدما صليت.
قعدت جنب عمير وأنا بحاول أكلمه:- إزيك.
مردش عليا، رجعت كررت كلامي، بص ليا بهدوء ورجع بص على الشاشة من تاني، رجعت كررت كلامي تالت، مد إيده وهو بيتكلم ببرود:- ازي حضرتك يا طنط، أنا الحمد لله بخير كويس.
– ممكن تقولي ماما عادي.
– لاء.
رجعت اختفت ابتسامتي من تاني، بس اتخضيت لما مصعب بص ليه وهو بيقوله:- عمير، إحترم الأكبر منك، مفهوم؟
– لاء، ومش هقول لها يا ماما، هي و.حشة زي ماما وأكيد هتضربني.
– تعالى.
قرب منه بخوف وتردد، مد مصعب إيده وشده ناحيته براحه، بدأ يتكلم معاه بهدوء:- ممكن نديها فرصة، مش يمكن تطلع ماما حلوة؟
بص ليه بعند وهو بيقوله:- لاء، ماما أصحابي كلهم حلوين، ومامتي كانت بتضربني وكانت بتخليك تبقى عاوز تضربني.
– أنا ضربتك طيب؟
– أيوا مرة.
– أنا آسف، حقك عليا.
خلص جملته وخده في حضنه، عمير كان هادي وعنيد في نفس الوقت، مش عارفه إذا كان في طبعه الشقاوة ولا لسة، أتمنى أقدر أعوضه، أعوض فيه اللي مقدرتش اعمله ولا ألاقيه.
– حبيبي، ممكن متربطش علاقتك بطنط رحمة بعلاقتك بماما، وشوية شوية هتحبها، ومش لازم تقولها يا ماما، أنت لما تحبها هتقولها من نفسك أصلاً.
– بابا أنا بحبك أوي.
قالها وهو بيحضنه، بصيت عليهم وأنا مبتسمة علشانهم، مازلت خايفه، ومندفعة بس بحاول أقلل اندفاعي.
بحاول أتطمن، حتى ولو جوايا خايف، خايف يثق، خايف يحس بالأمان ويكتشف بعدها إنه هدوء ما قبل العاصفة، أو يطلع كل دا وهم.
شيلت وقار بعدما صحيت وبدأت تعيط، مكانتش عايزه تقعد معايا، ياربي الاتنين محدش فيهم مديني الأمان؟! يعني هي كانت هادية معايا من أول اليوم،ولا علشان كانت عايزة تنام؟
قعدتها وجبت ليها العرايس واللعب بتوعها من الاوضة جنبها، قعدت الاغيها، إتلهت في اللعب، وأنا دخلت أعمل أكل لينا، وقفت في المطبخ وأنا متحيرة، فتحت التلاجة ولاقيت بانيه ولقيت في الدرج مكرونة، وقفت أجهزتهم، اهتميت بالمكرونة بالأخص علشان وقار، لأنها بتكون سهلة الأكل والمضغ للطفل في السن دا.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كانت بتحبي وجاية على المطبخ جري، حطيت البانيه في الزيت وجريت ناحيتها، كعادة الطفل الصغير لما يلاقي حد يلعب معاه، طلعت تحبي بسرعة وتضحك، حسيت ساعتها إن ضحكتها بتخلي قلبي يضحك، وجودها حساه شئ جميل، مبهج، رائع، ممتع، مسلي.
جهزت الأكل وحطيته على السفرة، ناديت عليهم وجه مصعب وهو شايل وقار وبيلعب معاها وعمير وراه وهو لاوي بوزو، أول ما قرب من السفرة اِبتسم.
– بانيه؟ أنا بحبه.
– نعيش ونعمل اللي تحبه.
– شكراً.
قال جملته بعدما رجع بوز تاني، أعمل في إيه الولد دا؟ يارب أقدر أحببهم فيا.
قعدّت وقار على رجلي، مكانتش راضية وراحت عند باباها، مش فاهمة إيه الجو الممل الخنيق دا، لا أنا واخدة عليهم ولا هما واخدين عليا ولا مرتاحين لي، وأنا مش عارفه أصلا هعرف أخد باللي منهم وأكون قد الثقة ولا لاء، كمية خوف غريبة، أغرب من مرات الخوف الكتيرة اللي مريت بيها ويمكن كمان أقوى.
– يلا يا حلوين النوم.
قالها مصعب، بص عليه عمير وهو مربع إيديه قدامه ومازال قاعد على الكرسي، شاله مصعب بين إيديه وهو بيلعب معاه ويزغزعه، ساعتها عمير فك التكشيرة وقعد يضحك بصوت عالي.
– عاملي فيها مقموص قال!!
– أيوة وعايز أخرج اتفسح.
– بس كدا؟؟
– وتجيبلي لعب كتيرة علشان نسيت بتاعتي عند تيتا وجدو.
– حاضر، ليك ما عليا إن شاء الله بكرا بالليل أكون رجعت من الشغل وريحت شوية ونروح كلنا إيه رأيك ؟
– موافق و جداً كمان .
– بس في شرط.
– اتفضل يا بابا.
– من بعد بكرا هتروح الحضانة بتاعتك.
– يووه، أنا ماصدقت خدت إجازة من التانية.
– براحتك هي أصلاً حلوة وفيها ألعاب كتير ومراجيح.
– أنت هتوديني؟
– لاء طنط رحمة.
– أنا عاوزك أنت.
– طيب والشغل يا أستاذ عمير؟
– لاء أنا زعلت.
– تعالى نعمل إتفاق.
– اتفضل يا بابا.
– فضل لك الخير يا سيدي، هجيب لك وأنا راجع من الشغل حاجات حلوة، وفي يوم الإجازة هنروح نتفسح.
نزل من على إيده وقعد يجري في الشقة وهو بيضحك وفرحان وبيقول:- يعيش بابا يعيش.
ضحكت على طريقته، وقار بصت علينا وبدأت تقلد عمير، حتى ولو لوقت بسيط، بس على الأقل حسيت بأُلفة.
أخدت وقار اللي قعدت شوية هادية، دخلت الاوضة بتاعتها هي وعمير، كان عمير راح مع باباه بعدما مسك فيه وقرر ينام معاه، وأنا خدتها وقررت أنام أن
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أخدت وقار اللي قعدت شوية هادية، دخلت الاوضة بتاعتها هي وعمير، كان عمير راح مع باباه بعدما مسك فيه وقرر ينام معاه، وأنا خدتها وقررت أنام أنا وهي، قعدت ألاعبها شوية لحد ما نامت، قررت أنيمها جنبي على السرير، أخدتها في حضني .
ساعتها حسيت إني كإني مامتها بجد، أنا بدأت أحبها، يمكن من لحظة ما جدتها حطتها في إيدي، وقتها بالرغم من خوفي وعدم ثقتي بنفسي إلا إن جوايا جزء ماسك ومتبت فيها.
نمت على نفسي كالعادة، بس وأنا هادية المرة دي، صحيت بعدها على صوت أذان الفجر، مصحيتش على كوابيس، وكإن ربنا رايد ليها إنها تنام نومة هنيئة، وأنا كمان زيها.
قومت أتوضى، كان مصعب إتوضى ونازل يصلي، عجبني فيه إنه هو حد محافظ على فروضه في مواعيدها، وإنه موظب على صلاة الفجر حاضر.
إتوضيت وصليت، بعدها رفعت إيديا وأنا بدعي:- يارب ريح لي قلبي، وأجبر خاطري، وعوضني خير، يارب أنا مش عارفه هبقى قد المسؤولية ولا لاء، يارب أنا خايفه، انا تعبت، وإتأذيت.
فكرة إنك اتعرضت لكتير ومازال ربنا مديك القوة والطاقة إنك ترجع توقف تاتي دي غريبة، بس مش على ربنا، بعد كل الوقعات، والهزايم وكتير، بتخليك تحمد ربنا كتير.
سمعت خبطته على باب الأوضة، قومت فتحتله.
– صباح الخير.
– صباح النور.
– عندي طلب.
– الحقيقة إن كان في شوية حاجات محتاج اخلصهم قبل ما امشي على الشغل إن شاء الله، فـ ممكن تدخلي تعمليلي فطار وكوباية قهوة؟
اتنهدت وهزيت برأسي بمعنى تمام، شكرني ودخل الصالة يخلص اللي بيعمله، وأنا دخلت أعمل الفطار، وقفت أسخن العيش وأنا دماغي بتتوه مني، في جوايا أتنين، واحدة عايزة تبقى هادية وتعيش حياة هادية وترتاح من التفكير المتعب اللي قضيت فيه عمر، والتانية هي أساس التفكير المتعب ومتمسكة بيه، خلصت وحطيت الأكل على السفرة وبعدها طلعت ناديت عليه.
دخل لقي البطاطس والعيش والجبنة محطوطين، جاب صينية كبيرة تشيلهم وراح حاططهم عليها.
– ليـــه؟
– تعالي ورايا البلكونة.
روحت وراه، حط الأكل على الترابيزة اللي في البلكونة وقعد، بعدها أتكلم:- أحلى حاجة إن الواحد يأكل كدا في النور والهواء الطلق.
– طيب أنا داخلة.
– أنا مبعرفش أكل لوحدي.
– هأكلك يعني ؟؟
– يا بنتي أنا قولت هديتي وبطلتي اندفاعك، قصدي تقعدي تأكلي معايا .
– ماشي، بس متقولش مندفعة طيب.
– إهدي بقى، أنتِ واخدة وضع الخناق ليه؟ هيحصل إيه لو هديتي؟ اللي يشوفك من بعيد يقول هادية.
– شكراً.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تباً لاندفاعي وغبائي، اديني أهو اتحطيت في موقف يكسف، كان مالي لو سكتت يعني؟ ولا لو كنت دخلت.
– اقعدي علشان محتاج أعرفك حاجة.
هل أنا وافقت وقعدت علشان أنا فضولية وعندي فضول أعرف مثلاً؟ الحقيقة لاء، علشان ملامح وشه الجادة بس اللي ظهرت مرة واحدة.
– محتاجة أعرفك على طبيعة عمير.
– إزاي ؟
كان بيتكلم بطريقة هادية عكس من شوية، وملامحة جادة:- لحد ما يقارب سنة، عمير كانت مامته قاسية عليه بطريقة غريبة، لا توصف، وأنا مكنتش أعرف كدا، ظروف شغلي كانت إني بسافر شهر واجي إجازة كام يوم، وهي في الكام يوم دول تعامله كويس، ألاقي مكان ضرب على جسمه وأسألها، فتقولي وقع، إتخبط، أي حِجة، طريقتها مكانش فيها ولو ذرة من الحنية، الولد كان هادي بطريقة وعنيد، ومشاغب، وعصبي، حتى في الكلام كان بيتهته.
اتهند ومسك كوباية المية يشرب وبعدين كمل:- كنت في مرة بقى راجع من السفر ومش قايل ليهم إني جاي، دخلت وأنا مفكر إني عامل ليهم مفاجأة، أدخل ألاقيها بتلسعه بالمعلقة؟؟ كل دا ليــه؟؟؟! ترد تقولي كسر كوباية وشغبط على الحيطة، طيب ما هو عيل، طفل صغير مش مُدرِك وحتى لو اتكسرت فهي فداه.
يا الله على كمية الوجع اللي أكيد حسه الولد، قلبي وجعني، إزاي قلبها طاوعها تعمل كدا في ضناها؟
– هي إزاي قدرت تعمل كدا في ابنها؟
– عادي، لما حصلت بيننا خناقة كبيرة، قالتلي ما أنا كانت بتضرب وأنا صغيرة، وبعدين عايزني أطلع عيل مش متربي؟ زعقت قولتها يعني أنتِ علشان تربيه تموتيه بالحيا؟
– وإنت إزاي مكنتش واخد بالك من كل دا؟؟
– زي ما قولتلك طبيعة شغلي، وكمان أوقات كتيرة طول ما أنتِ بعيدة عن الشخص ومش بتشوفيه، هيظهرلك أحسن وشوشه، هتلاقي أحسن معاملة، طول ما أنا بعيد بقى، لكن لما طلبت نقلي وجيت وعيشت معاهم، إيه اللي حصل، خناقات وزعيق، ونكد، وحالة عمير كان بتسوء، وهي مكانتش كويسة مع أهلي.
قاطعته وأنا بسأله علشان مش هقدر أسكت:- أنت كـ رجل شرقي مصري، متاح ليك تختار براحتك، إيه اللي اجبرك تختاري دي تكون أم لأولادك من البداية؟
– هو بعيدًا عن مقدمتك الغريبة بس هقولك، أنا حسيت إني مشدود ليها، ومعجب روحت طلبت إيدها، كانت هي وأهلها كويسين، بس مش كل الظاهر بيتصدق، أنا معرفش إزاي ساعتها كنت مغفل وقعدت كل الوقت دا مصدق تمثيليتها ورسمها، كنت بحب حبها لنفسها، وإنها واثقة في نفسها، بس مكنتش أعرف إنها حاجدة مؤذية كدا.
رفعت رأسي وبصيت على الشجر والسما والشروق:- عارف إنها شخصية سكوباتية؟ فكرة إنها قدرت ترسم عليك وتمثل وتبين، وإنها تبُخ سمومها دا دليل كبير على مرضها الهوسي.
رد عليا بفضول:- الله! دا أنتِ دارسة علم نفس بقى؟!
– لاء عادي كل الفكرة إني بحبه فـ بحب أقرأ كتب علم نفس كتير.
– كان عندك وقت؟
– اللي بيحب حاجة عنده إستعداد يخلق ليها وقت وسط الزحمة اللي بيكون فيها.
– عندي فضول أعرف عن الشخصية السكوباتية أكتر.
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– عندي فضول أعرف عن الشخصية السكوباتية أكتر.
هزيت رأسي وأنا بكمل كلامي:- مبدأيًا الشخص السيكوباتي نرجسي جداً، بيحب نفسه بطريقة مرضية، بيكون جذاب جدًا، وعنده قدرة رهيبة على الكدب. بالرغم من إنه يبدو ودود وحبوب، لكنه في الحقيقة مش بيحس بحد، ولا بيتعاطف مع حد، هو عبارة عن كتلة متحركة من الأذى لنفسه واللي حواليه، مغلفة بورق سوليفان فاخر.
كان عنده شغف يعرف أكتر، بص على الموبايل يشوف الساعة:- الحمد لله لسة الوقت بدري، كملي.
لوهلة حسيت بتوتر، بس كملت وأنا بستعيد الكلام اللي قرأته في كتاب من الكتب اللي قرأتها:- بيتلاعب بالكلام والمواقف والتصرفات .. يقدر يقنعك بالحاجة وعكسها، ويورطك التوريطة وماتعرفش تطلع منها، ويوقع بينك وبين الناس… كذبه ملوش حدود. ممكن يأذي أي حد بأي شكل من الأشكال من أول الإهانة بالكلام لحد ممكن القـ.ـتل، المشكلة إنه بيعمل كل دا من غير ولا ذرة إحساس بالندم، أو الألم أو الذنب. أناني جدًا، وبيتعامل مع الأشخاص على إنهم أشياء.. يستخدمهم شوية وقت مايحب، وبعدها يرميهم في أقرب سلة مهملات.. بس عارف؟
كان باصص على برا، كمل زي ما هو، وهو بيقول:- إيه؟
– الخطورة هنا؛ إنه في كتير من الشخصيات السيكوباتية في حياتنا، لا إحنا عارفين نأخد منهم حق ولا باطل، فيهم اللي مازال متمسك بدور الضحية في حين إنه جاني، هيطلع من تحت إيده ضحايا، والضحايا دي لو عملت زيه وسائت حالتها هتبقى هي كمان جاني، وتفضل السلسلة تتعاد، من ضحية لجاني دمر حياة ناس، الناس دي دمرت حياة ناس، سلسلة لا تنتهي إلا بعلاجه من اللي هو فيه دا.
ابتسم نص ابتسامة:- وإيه بقى اللي حببك في القراية والبحث في علم النفس ؟
شديت الطرحة اللي كانت بدأت ترجع لورا بسبب نسمة الهوا واتكلمت- عادي، جارتي باباها عنده كتب كتيرة في البيت، كان عنده مكتبة بمعنى أصح، فكنت بحب أقرأ منها، خصوصاً إنه عنده تشكيلة حبيتها، روايات رومانسي، ورعب، و فانتازيا، وبوليسي، وتاريخية، وكان عنده كمان أنواع كتيرة من الكتب ، بس الغالبية العظمى علم نفس لأنه أخصائي نفسي، والديني كان ليه مكان مخصص برضوا.
– وإيه كانت استفادتك من القراية، يعني اتغير فيكي كتير مثلاً ؟
– كتير، كتير أوي، أنا ونظرتي للحياة، ونفسيتي، وتفكيري، بقيت حد تاني، يمكن مازال في تذبذب وخوف، بس في جزء مني بيحاول يكون نسخة أحسن، حتى لو نظرتي للحياة بتيجي أوقات وتسود بس بتدابير ورحمة ربنا برجع أقتنع إن ربنا مش بيكتب لينا إلا الخير.
– ونعم بالله.
كمل كلامه وهو بيقوم:- أنا رايح ألبس، معاد عمير على تمانية ونص، هي الحضانة مش بعيدة، خمس دقايق مشي وتكوني عندها، على الساعة تمانية وربع كدا أو وعشرة هتلاقي فاطمة مرات راشد صاحبي هتيجي ترن الجرس علشان تروح معاكي لأن ابنهم سُهَيل من سن عمير، ولو عاند معاكي..
كملت ليه:- هأخده باللين، فاهمة، لأنه أصلاً، كطفل عنيد فـلازم التعامل معاه يبقى كدا.
طلع محفظته وطلع منها فلوس:- خدي خليهم معاكي علشان لو احتاجتي حاجة.
إتوترت، ليه يديني فلوس:- أنا مش محتاجة شكراً.
– أقسم بالله أنا جوزك، وعزة وجلالة الله أنتِ ملزمة مني، ولو خدتي فلوس فدا حقك، يعني مش بأبقشش عليكي.
– وأنا قولت حاجة ؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– محتاج أعمل بحث علمي عن ” ماذا سيحدث إذا لم تندفع رحمة؟”
خلص كلامه وقعد يضحك، عزيزي أنا بتعرض للسخرية، بعدها كمل، هتلاقي شنطة عمير على السرير بتاعه، وفيها حاجته، بس أتمنى إنك تقدري تروحي توديه علشان هو ووقار ما يتعبوكيش.
ابتسمت:- إن شاء الله لاء.
مشي وأنا دخلت أصحي عمير، وبدعي من جوايا مايكونش معصلج معايا.
– عمير، يا عمير.
كنت بصحي فيه وهو بيتمطع، إتعدل، وأنا كنت بجمع في غياره:- يا أستاذ خلص، يلا قوم وفوق علشان الحضانة، مش عايزين نتأخر من أول يوم.
رجع نام على السرير تاني وهو باصص ومركز على السقف:- أنا مش عايز أروح حتة.
قربت منه وأنا بعدله وخليته قعد وإتكلمت معاه:- قولي بقى، أنت نفسك تطلع إيه لما تكبر؟
– مش عايز أتكلم.
– بتحب إيه اعملهولك فطار؟
– أنا قايم أصلي الصبح.
– عمير.
– نعم.
– أنت عندك كام سنة ؟
– ستة.
قالها وهو بيعملهم على إيده، قربت منه وزغزغته:- ولما البيه صغير وكتكوت كدا، عامل كبير ليه؟
ضحك وأخيراً، حاسة إني عملت إنجاز علشان خليته يضحك، قعدت أشجع فيه، لحد ما قام إتوضى وصلي، ودي نقطة فرحتني بيه قوي، اللهم بارك، بعدها وقفت جهزت ليه الفطار وجهزت لوقار علشان المفروض إنها خلاص على صحيان.
عمير قد يبدو طفل، لكن كلامه مديه أكبر من سِنه، حتى تفكيره، وطريقة كلامه، معنى الكلام إني بتعامل مع طفل عمره الزمني ست سنين، والعقلي حد كبير.
دخلت غيرت لوقار ولبستها فستان لونه ابيض وفيه ورد أزرق شكله رقيق، هي كانت صحيت أصلاً، بس لحقتها قبل ما تعيط وقعدت الأغيها ولبستها وطلعنا كان عمير قاعد بيفطر بهدوء.
الساعة كانت تمانية وربع، الباب خبط، لبست الخمار بتاع البيت وروحت فتحت، كانت بنت لا بسة فستان مشجر أسود وطرحة بيج طويلة، وجنبها طفل صغير شكله عسول، خمنت إنها فاطمة اللي مصعب قالي عليها، مديت إيدي ليها وأنا مبتسمة وبسلم عليها بتخمين شوية:- أنتِ أستاذة فاطمة صح؟!
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ضحكت وقالت:- أيوا أنا، وبعدين إيه أستاذة دي يا بنتي إحنا مش في الشئون يا بنتي.
مدت هي كمان إيدها:- وأنتِ رحمة؟ شكلك بسكوتاية وعسولة.
شكرتها، وهي ملامحها بشوشة ومبتسمة، وفيها كمية قبول.
– تعالي إتفضلي.
اتحركت من عند الباب وأنا بشاور ليها تدخل، قلعت الكوتش بتاعها هي وسهيل على الباب، وبحب أعلن حبي للناس اللي بتعمل كدا علشان تحافظ على نظافة مكان غيرها.
– أنا بعتذر إني جيتلك بدري .
– بالعكس عادي، أنتِ نورتيني، لحظة بس أستأذنك
دخلت جيبت ليها عصير وطلعته، أصرت عليا بعدها إني أدخل ألبس علشان ما تكونش سبب في تأخيرنا، دخلت لبست في السريع، دريس لونه بيجمع بين الزيتي والبيج الهادي، طلعت بعدها وأنا في إيدي عمير اللي مكانش عايز يطلع وقعدت أتحايل عليه، وشايلة وقار.
– أنا آسفه بجد لو كنت إتأخرت.
– متأخرتيش ولا حاجة،عادي، يلا طيب؟
– يلا.
طلعنا وقفلت الشقة وحطيت المفتاح في الشنطة بتاعتي.
-شايفة الشقة اللي على يمينك دي؟
هزيت رأسي بمعنى أيوا، كملت وهي بتبتسم:- البيت بتاعنا، يعني لو احتاجتي أي حاجة أنا هنا، خبطي بس وتلاقوني معاكي في ثانية إلا ثانية.
– شكراً يا فاطمة، أتمنى ما اكونش بتعبك معايا.
– تعب قال، بالعكس دا أنا مبسوطة جداً إنك رايحة معايا وإني مش هروح أودي سهيل الحضانة لوحدي، ونتسلى مع بعض واحنا في الطريق، هو اي نعم خمس دقايق، بس it’s okay.
فرجت من كلامها، الواحد مننا مش بيبقى محتاج غير يحس إنه خفيف، وجوده مقبول وسهل، وفاطمو وكلامها وكلاها كدا، حتى هي محسساني بإن وجودي كدا، بالرغم من إننا لسة شايفين بعض.
كنا وصلنا الحضانة واحنا بنتكلم، كان سهيل ماسك إيد مصعب اللي شكله هادي وصامت، وفيه لمحة خوف ورهبة من تجربة المكان وزيارته.
نزلت لطوله وانا بمسك إيده بعدما دخلنا:- عمير ؟
رد عليا بصوت هادي ومهزوز:- نعم.
– أنت كنت بروح حضانة وأنت عند تيتا؟
– آه.
– وخايف ليه طيب طالما كنت بتروح؟
– أنا معرفش حد هنا.
– هتعرفهم وهيبقوا أصحابك وهتلعب معاهم كمان وتحبهم.
– بجد؟
– أيوا إن شاء الله.
قربت منه وأنا فاتحه له دراعي بعدما اديت وقار لفاطمة، قرب بتوتر وخوف، اخدته بُراحه في حضني وأنا بطبطب عليه وبقوله:- أنت شجاع وبطل أصلاً، تعرف أنت قوي ومش بتخاف من حاجة.
ابتسم بعدما سمع كلامي وراح مسك إيد سُهَيل اللي كان واقف مستنيه وهو مبتسم.
مشيت بعدها أنا وفاطمة وهي قاعدة تدعي إن ربنا يديمنا لبعض، بعدها دخلت السوبر ماركت.
– بتحبي ميكس فراولة ولا شيكولاته؟
– شكراً.
طنشت كلامي وراحت ناحية التلاجة وجابت تلاتة وهي بتقولي:- ليكي أنتِ ووقار.
– ليه تكلفي نفسك بس؟
– صلي على النبي بس يا رحمة يا حبيبتي، دا ميكس فراولة مش خاتم دهب علشان تقوليلي كلفت نفسي وبرضوا علشان يبقى مابينا ميكس فراولة.
– عليه الصلاة والسلام، هي مش كانت بتتقال عيش وملح؟
– معايا الموضوع مختلف.
مشيت معاها وأنا بفتكر مقولة أو حديث مش متذكرة كان بيقول:” إن الأرواح جنودٌ مجندة، ما تعارف منها إئتلف، وماتنافر منها إختلف.” فاطمة بجد حد تلقائي وعسول وخفيف وعسول.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
طلعنا وكل واحدة راحت على بيتها، بعدما تبادلنا الأرقام.
قعدت وقار ومسكتها الموبايل وعليه طيور الجنة، ودخلت عملت ليا كوباية شاي بالنعناع، جيبت كتاب من اللي كانوا في المكتبة، عندي يقين إن كوباية الشاي بالنعناع بتصلح حاجات كتير هي مابوظتهاش، الجو كان مريح بطريقة، وفي الخلفية كان طالع صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من الراديو اللي إكتشفته في المطبخ.
رن الموبايل، قومت ورديت، كان رقم مجهول.
– سلام عليكم، مين؟
– أنا مصعب يا رحمة.
– جيبت رقمي منين؟
– ساعات بحس إني محتاج مرارة زيادة.
– والله ؟!
– خلينا في المهم، أنا هخلص شغل وارن عليكي علشان تجهزوا.
– تمام.
جهزت رضعة لوقار وبعدها بشوية لبست وروحنا علشان عمير وسهيل أنا وفاطمة، كان الطريق برغم قُصره إلا إنه ممتع مع فاطمة.
وصلنا، قرب سهيل من مامته وحضنها، بصيت على عمير ولاحظت إن كان في لمحة حزن في عينه، شاورت ليه بإيدي، قرب مني، حضنته وشددت على حضنه ووقار طلعت منها حركة تلقائية عسولة ملست على شعرة.
– استمعت؟
هز برأسه وهو متردد، رجعت سألت تاني:- استمتعت مع سهيل؟
– أيوا، وهو عرفني على أصحابنا هناك.
وصلنا البيت وهو دخل غير ونظم هدومه، قالي إن جدته كانت معوداه على كدا، بعدها صلى الضهر علشان فاته، قالي إن جده كمان رسخ فيه انتظامه بالصلاة وحبه وتعلقه بيها.
خلص وجهزت الأكل:- يلا يا سيدي جهزتلك الأكل.
هز برأسه، أنا عايزاه يلعب،ويتنطط، ويهزر، هو أكيد في جواه الجانب دا، أتمنى من ربنا إني أقدر أطلعه، واعوضه.
مصعب رن وقال إنه قرب ييجي، طلب أجهز ليه الأكل لحد ما يوصل.
– عمير، ممكن وأنت بتلعب تأخد بالك من وقار؟
– حاضر.
دخلت عملت المطبخ وبعدها جهزت الأكل، كان مصعب جه.
– كان يوم مرهق، بس لأجل عين تكرم ألف عين يا أستاذ عمير.
خلصنا ودخلت لبست وقار سيبتها مع مصعب اللي كان خلص واخد دوش ولبس، عزيزي ليه الرجالة بتخلص بسرعة؟ ليه هما محظوظين ؟
لبست فستان لونه بيج وبني، وكانت الطرحة لون بيج هادي، الالوان كانت مقاربة لفستان وقار.
طلعت لقيت عمير قاعد زي مصعب، حتى البصة هيّ هيّ، عمير ملامحه عسولة، بشرة قمحية وشعر بني ناعم وسنان عسولة وصغيروة، ووقار كانت تشبه الفرق إن بو عينها أفتح .
– شكلك حلو.
– شكراً ليك.
– بس؟
– هو المفروض أقول إيه ؟
– العفو بس مش أكتر.
الحقيقة إن تعليقه بسطني، وأخجلني، يمكن كلمة صغيرة، يمكن ما أخدتش عليه، بس إحنا كـ بنات بتفرق معانا الكلمة اللي تبان صغيرة.
الخروجة كانت مابين إنها ممتعة، مابين إني متوترة، بحاول أثبت، الحقيقة إني بعده مدة استمتعت وانسجمت معاهم، وفي النهاية بحب أعلن حبي ليها.
عدا شهرين، يمكن عانيت فيهم كتير، عمير مازال متذبذب بس فيه نسبة طمأنينة، وقار إتعودت عليا، مصعب يعني مش أوي بس وجوده وكلامه وهزاره فارق وممشي الدنيا.
فاطمة اللي هونت عليا كتير وإني ما ابقاش لوحدي في مكان ما أعرفهوش، حتى سهيل اللي مع عمير وبقى أخ ليه.
كنت بفتكر في كل دا وأنا واقفة بجهز اللانش بوكس لعمير، جهه من ورايا وهو بيتكلم:
– ماما .
بصيت عليه وأنا بحاول استوعب الكلمة، هو قالها بجد ولا كان متلغبط، سألته:- أنت قولت إيه ؟
– ماما رحمة.
قربت منه وحضنته وأنا مبسوطة وبتكلم:- يا حبيب عيون رحمة أنت.
– أنتِ هتفضلي معايا على طول صح؟
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بصيت عليه وأنا بحاول استوعب الكلمة، هو قالها بجد ولا كان متلغبط، سألته:- أنت قولت إيه ؟
– ماما رحمة.
قربت منه وحضنته وأنا مبسوطة وبتكلم:- يا حبيب عيون رحمة أنت.
– أنتِ هتفضلي معايا على طول صح؟
شددت على حضنه وطبطبت عليه:- مش أنت خلاص بقيت ابني؟
هز برأسه بتوتر، كملت:- يبقى كدا هفضل معاك.
بادلني الحضن وهو فرحان وبيقولي:- شكراً، أنا.. أنا بحبك.
بوسته من خده وأنا فيا فرحة الدنيا كلها:- يا روح قلبي أنت وأنا كمان بحبك.
قربت وقار وهي بتمشي خطوة وتقع التانية وهي بتقول بصوت متقطع وتهتهة:- ما..ماما
كانت بتقولها بطريقة كفيلة إنها تخطف قلبي، شيلتها بعدما قفلت اللانش بوكس لعمير.
طلعنا بعدما جهزنا واستنينا فاطمة وسهيل.
– عمير حبيبي، تعالى أما أخدك بالحضن علشان أنا بحب وأنت هادي وعسول كدا .
رديت عليها وأنا بضحك:- إهدي يا فاطمة يا حبيبتي، الواد هيخاف لتأكليه ولا حاجة.
ضحكنا كلنا بعدها، وصلنا قدام الحضانة وكالعادة الجميلة حضنت عمير قبل ما يدخل:- خد بالك من نفسك، أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
طبعت على خده بوسه، قلدتني وقار وحضتنه، بعدها مشينا.
– رحمة.
– نعم يا فاطمة.
– إيه رأيك لو حضرتك فرح بدوي؟
– دا بجد؟
– أيوا بجد، أنا عزماكي على فرح روناء بنت خالتي، وابن عمي جاسم أخو راشد جوزي.
– عيوني، وبعدين أنا اتحمست علشانه.
– وهتحبي أجواء الفرح إن شاء الله.
– هو الفرح إمتى بقى؟
– كمان عشر أيام إن شاء الله، وأنا هسافر بكرا علشان التجهيزات أنا وراشد وسهيل.
– هتوحشيني يا فطوم.
ودعتها وطلعنا الشقة، كعادة عمير غير وصلى فروضه وأنا دخلت أغسل المواعين ووقار بتلعب، الجميل إن وأنا في المطبخ كنت سامعه صوته وهو بيقرأ قرآن، طلعت وأنا مبتسمة وجوايا فرحة لا توصف، كان صوته حلو وحتى أحكامه مظبوطة.
قرأ ليها سورة الشرح، هي كانت بتردد وراه بتهتهة وحروف بتُقع، قربت منه وأنا جوايا مبسوط بيه، عمير دا عبارة عن زرعة صالحة هتصلح كتير حواليها.
بعدما قعدت شوية كان مصعب جه، كان جايب معاه شنطة كبيرة ليهم وبيغني بطريقة مضحكة:- ماما زمانها جايه، جاية بعد شوية، جايبة لعب وحاجات، جايبة معاها شنطة فيها وزة وبطة بتقول واك واك واك.
كان بيقولها وهو شايل وقار على كتافه وبيدور بيها وهي بتضحك بصوت عالي ومبسوط.
مر الوقت وجهزت العشاء، لمة العشاء وكلام العشاء ودفى وجودهم والألفة حاجة كفيلة تريح القلب .
قعدوا شوية وجيبت ليهم عصير وقعدنا على المخدات اللي محطوطة في البلوكنة، كان عمير بيلعب بالموبايل بتاع مصعب ووقار جنبه، ومصعب كان بيخلص شغل على اللاب توب، وأنا في عالم موازي مع كتابي، قطع وصلة الصمت عمير بعدما قفل الموبايل وهو بيقول:
– بابا، أحكي لي قصة قبل النوم.
– دا على أساس إنك كنت متعود؟
عينه دمعت، اتدخلت في الكلام وأنا بقوله:- خلاص متزعلش، أنا هحكي لك، تعالى بس ورايا.
شيلت وقار ودخلت قعدت على السرير وجه ورايا مصعب وهو شايله، قعد هو كمان على السرير وعمير سند رأسه على رجله، وأنا وقار كانت في حضني.
بدأت أتكلم:- أنت اسمك عمير مين ؟
ضحك مصعب ورد عمير بسخرية:- عمير مصعب يا ماما.
كملت كلامي:- طيب بمناسبة اسمك، تعرف سيدنا مصعب بن عمير ؟
هز رأسه دلالة على عدم معرفته فكملت:- سيدنا مصعب بن عمير دا كان من الصحابة وهو اللي كان السبب لدخول الإسلام يثرب واللي بقت المدينة المنورة ومقر خلافة الرسول.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
إتكلم مصعب وهو مبتسم وبيلعب في شعر عمير:- إحكي قصته من أولها.
– حاضر، سيدنا مصعب قبل الإسلام: مصعب بن عمير كان شاب غني من مكة، عايش في رفاهية ودلال كبيرين. كان معروف بشياكته ولبسه الفاخر وكان محبوب جداً بين أهل مكة لجماله وأناقته وملابسه الفاخرة وأسلوبه المميز في الحياة.
بعدها نزل الاسلام وبدأ الرسولﷺ يدعو للإسلام في السر في دار الارقم بن ابي الأرقم ، راح ساعتها سيدنا مصعب هناك، وسمع كلام الرسول وسمع القرآن وتأثر بالإسلام وإنجذب ليه، بعدها أعلن إسلامه.
بصيت عليه وأنا بسأله:- عمير، أنت فاهم كلامي ولا ملغبط؟ واضح طيب؟
رد مصعب:- متخافيش عمير ماشاء الله عليه ذكائه في اللغة وفهم الكلام سريع، وطريقتك مشوقة كملي.
هزيت رأسي وأنا مبتسمة وبكمل:-على الرغم من حياة الرفاهية، مصعب بن عمير انجذب لدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. والدته كانت قاسية جداً وحاولت بكل الطرق إنها تخليه يرجع عن الإسلام، لكنها ما قدرتش تغير قراره. بعد ما أسلم، مصعب فضل ثابت على إيمانه بالرغم من الضغوط اللي واجهها من عيلته.
سمع بعدها عن الهجرة للحبشة، وساعتها هرب من أهله وهاجر مع المسلمين.
قاطعني عمير:- جدو قالي إن المسلمين هاجروا هناك علشان الملك بتاعها عادل.
ضحكت ليه وأنا فخورة بيه:- شاطر، طيب وعارف اسمه.
حط إيده على خده وهو بيحاول يفتكر، رد مصعب وهو بيقول:- أسمه النجاشي.
– شطورين، هقولها بتوضيح أكتر، وهقولها بنقاط كمان.
1. الهجرة إلى الحبشة: في بدايات الدعوة الإسلامية، لما زاد الاضطهاد من قريش على المسلمين، النبي محمد صلى الله عليه وسلم نصح أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لأن فيها ملك عادل. مصعب بن عمير كان من أوائل المسلمين اللي هاجروا هناك عشان يلاقوا مكان آمن يمارسوا فيه عبادتهم.2. الاستقرار في الحبشة: في الحبشة، المسلمين لقوا الأمان اللي كانوا بيدوروا عليه، وكانوا بيعيشوا في سلام تحت حماية الملك النجاشي. خلال الفترة دي، مصعب اتعلم كتير عن الصبر والثبات على الإيمان بالرغم من البعد عن وطنه وأهله.3. العودة إلى مكة: بعد فترة في الحبشة، مصعب رجع لمكة بعدما سمع إن الوضع اتحسن شوية. لكنه لقى إن التعذيب والاضطهاد للمسلمين مازال مستمر. رجوعه لمكة كان بداية لمرحلة جديدة في حياته كمؤمن قوي وثابت على الحق، ومستعد يتحمل أي صعوبات في سبيل نشر الإسلام.4. التغيير في حياته: العودة من الحبشة علمت مصعب كتير عن التضحية والإيمان. بقى مستعد إنه يسيب حياة الترف ويعيش حياة بسيطة في سبيل الله. ده كان واضح لما بعتوا النبي محمد للمدينة المنورة عشان يكون أول سفير للإسلام هناك.
عمير سقف وهو بيقول بحماس:- يعني إيه أول سفير يا ماما ؟
– يعني هو اللي كان وسيط بين أهل المدينة واللي كان اسمها يثرب ساعتها، وبين الرسول ﷺ، وهو اللي كان سبب في تجهيز المدينة واستعدادها لاستقبال الرسول لما يهاجر ليها .
– طيب وليه الرسول ﷺ بعته هو بالذات ؟
– قولي يا سي عمير، مش إحنا قولنا إنه قبل إسلامه كان بيحضر تجمعات، فالتجمعات دي ساعدته في إنه يكتسب حكمة ورجاحة عقل ويعرف بتصرف وبتعامل مع الناس بذكاء، علشان كدا الرسول ﷺ إختاره.
كانوا مركزين معايا بحماس فرحني وشجعني إني أكمل:- ساعتها هو راح وعرف الناس هناك على الإسلام وهما أسلموا، وانتشر الاسلام بسببه بعد ربنا هناك، وعلمهم تعاليم الإسلام، كان بيزور البيوت ويعرفهم عليه بحكمة وهدوء، رجع بعدها لمكة علشان يبشر المسلمين ويحاول يصالح عيلته اللي كانوا رافضين الصلح ورافضين يسلموا.
– ليه يا ماما؟
– الشيطان كان عامي قلوبهم ومحببهم في الكفر.
– طيب وبعدها؟
– بعدها يا سيدي كان موسم الحج وجه كبار القبائل بتوع المدينة وكذا حد كمان واتفقوا مع الرسول إنه لما يهاجر هما هيحموه، هاجر بعدها الرسول ﷺ هو وسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وبعدها سيدنا مصعب رجع للمدينة تاني ورا الرسول ، وشارك في غزوة بدر، اللي كانت أول معركة كبيرة بين المسلمين وقريش. المسلمين كسبوا المعركة دي.في غزوة أحد، النبي اختار مصعب يكون حامل الراية، وهي مسؤولية كبيرة بتدل على الثقة الكبيرة فيه. أثناء المعركة، كان مصعب بيحارب بشجاعة. لما بدأ المسلمين يتراجعوا، فضل مصعب واقف يدافع عن النبي، حتى لما الأعداء هجموا عليه وقتلوه.
مسحت دموعي وأنا بكمل، بعد استشهاد مصعب، المسلمين كانوا في حالة صعبة، ومكانش معاهم غير شملة قصيرة لتكفينه. غطوا رأسه بالشملة ورجليه ببعض الأعشاب زي ما أوصى النبي.النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بكى لما شاف حالة مصعب وقال: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”.مصعب بن عمير بقى مثال للتضحية والإخلاص، وحياته بتعلمنا إزاي نتمسك بإيماننا ونضحي عشان المبادئ بتاعتنا مهما كانت التحديات.
بصيت عليهم بعدما خلصت كلامي، كانوا ناموا التلاتة،وقار في حضني، وعمير على رجل باباه.
ركزت في ملامح مصعب وأنا فيا تذبذب ما بين إني بدأت انجذاب ليه ومابين إني لسة الخوف ملازمني.
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ركزت في ملامح مصعب وأنا فيا تذبذب ما بين إني بدأت انجذاب ليه ومابين إني لسة الخوف ملازمني.
بس هو مميز، ومختلف، طريقته مختلفة، مخاوفي من التجربة الاولانية ملازماني، بس أنا مدركة إن عمره ما هيكون زيه، حتى مامته اللي بتغيب وتتصل تتطمن علينا، طريقتها ودودة، حتى نبرة صوتها حنينة.
كنت باصة على مصعب وسرحانة، لقيته صحي وبص عليا، عدلت وشي بسرعة بعيد.
-هو أنا نمت كتير؟
– يعني أنا خلصت الحكاية من هنا لقيتكم في سابع نومة.
– معلش بقى.
– تشربي قهوة ؟
– ماشي.
– بسم الله، في طريقنا لعمل كوبين قهوة علشان نحتسيهم.
– نـ إيه ؟
– نحتسيهم، علشان الناس المثقفة هي اللي بتحتسي القهوة.
– والله؟ أنت بنى آدم زينا عادي ؟
هز رأسه دلالة على النفي وهو بيقول:- لاء طبعاً، أنا مهندس .
بصيت عليه وأنا برمي عليه المخدة:- يا أخي بقى، بتطير يعني ؟
مسك المخدة وهو بيضحك وبيرد عليا:- يا بنتي بوصي، الكوكب عليه بشر عاديين ومهندسين.
– كمل يا غالي كمل.
– لاء لاء، ماتقوليش إنك اتعصبتي!
– أنا ؟! هاه لاء أبدًا.
نيّمت وقار جنب عمير وأنا بقوم، طلع قدام، دخل المطبخ وكان بيدور على البن .
– هتلاقيه في الضرفة اللي في النص.
– الله يا بنتي، عرفتي منين إني بدور عليه؟
– مصعب فوق، أنت لسة قايل هتعمل قهوة، بوص، اوعي وأنا هعمل لينا إحنا الاتنين، عايزها بلبن؟
إتأخد بعيد وأنا وقفت أعملها، خلصتها وكنت عارفة عادته، راح البلكونة.
اخدتهم وروحت وراه، وقف وسند على السور وبص على السما، حسيت إنه كإنه طلع من لوحة، قلبي بيدق دقة مختلفة بوجوده.
مديت ليه المج، شكرني:- شكراً شكراً.
إتنهد وقال:- النهاردة خدت بالي من إن عمير قالك ماما.
إبتسمت ومسكت في المج بتاعي وأنا باصة عليه وهو كمل:- كان بيقولها وهو مبسوط ومطمن، تعرفي أنتِ قطعتي شوط كبير أوي قعدت أنا وأمي وأبويا نعمله، شكراً لوجودك بعد ربنا.
فرحت من طريقته، لوهلة إتوترت، بس إتكلمت وأنا في إبتسامة على وشي:- من أول مرة شوف فيها عمير ووقار، وأنا حاسة إنهم مسؤولين مني، عمير كان محتاج يطمن، ودا اللي أنا سعيت ليه، كان محتاج وهو خايف ميتسابش يهدى لوحده، محتاج تقرب منه وتحضنه.
كملت بحبة توتر:- الاحتياج للحضن، دا أكتر احتياج كان محتاج ليه عمير، وكمان إحساس إنه متشاف، وإنه مهم في حياتك، إنه عايش وسط عيلة
– أنا كنت بحضنه.
– زي دلوقتي ولا أقل ؟
– أقل.
– كنت بتلعب معاه في الأول ؟
– مش أوي.
-كنت بتتكلم معاه؟
هز رأسه بـ لاء، كملت:- كنت محسسه بوجوده؟
– كنت بجيب ليه لعب وكل اللي نفسه فيه.
– بس اللعب مش كل حاجة، هو محتاج يحس بالدفا، الحضن زي كمادات المية الدافية على جرح حياتك، فيها أخد وعطاء، رسائل رايحة وغيرها جاي، فيها شوفان وقبول واحترام واحتواء. وجبة غذائية نفسية متكاملة، فيها كل أنواع المقويات والفيتامينات والبروتينات «النفسية».
– كل دا؟
– عارف، كتير من المرضى النفسيين كل اللي ورا أعراضهم وامراضهم النفسية العويصة _ الشديدة _ احتياج لحضن… بس احتياج لحضن،والاحتياج دا ما تمش إشباعه من الأم والاب أساساً.
– مش عارف أستوعب.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
↚
كملت كلامي:- بعض اللي بيجيلهم اكتئاب، بعض اللي بيجيلهم توتر وأرق، وحتى بعض اللي بيحصلهم هلاوس سمعية وبصرية بيكون أحد الاحتياجات الأساسية غير المُشبَعة عندهم هو الاحتياج للحضن، لما حد بيوصل لأعلى درجات الخوف، أو الإنهيار، أو هزيمة بيبقى محتاج حضن، لما ينجح ويعمل إنجاز بيكون محتاج حضن، هو عامل زي ترياق الحياة، هو لو ملاقاش الاحتياج دا من بيته، هيروح يدور عليه برا بأي طريقة كانت.
مد إيده ناحية إيدي، مسك ايدي وشدد عليها، وكإن كهربا حصلت جوايا، حاولت ما اتوترش، إتكلم وقال:
– أنا ممتن لوجودك.
– شكراً.
– بس؟
– هو المفروض أعمل ايه ؟
– ولا حاجة!
سكتت بعدها، طيب ما هرد أقول إيه يعني ؟ سحبت إيدي بهدوء وأنا جوايا مش هادي، إتكلم بعدها وهو حاطط رأسه على شعره وبيلعب فيه، لوهلة اتمنيت أكون أنا اللي بعمل كدا في شعره، بعيداً عن خوفي وتوتري اللي أنا فيه بس بحسها حركة دافية.
– راشد عزمني على فرح أخوه.
– وفاطمة عزمتني.
– هتستمتعي.
– أتمنى.
بعد أسبوع كان نزل مصعب هو وعمير بعدما هفت في دماغ مصعب إنه هيحضر الفرح باللبس التقليدي بتاع أهل سيناء، جاب عباية ليه جَملي وعباية لعمير، وجاب العِمة السيناوية.
قاس اللبس هو وعمير بس معرفش يعمل العِمة على رأسه، حابة اقول إنهم كانوا شكلهم حلو، حلو أوي، في وسط ما أنا بأبدي رأيّ طلع هو شنطة من جنب الكومود وطلع منها عباية ليا، كانت عباية سيناوية سوداء مطرزة ومعناها فستان أبيض لوقار رقيق.
إتكلمت وأنا فرحانة ومتفاجئة ومبسوطة:- دا بجد؟ دي علشاني؟
– كل حاجة تيجي لحد عندك لأجل عيونك.
خلاني دخلت قيستها، لبستها و..
– أنتِ إزاي جميلة ومبهرة كدا؟
– ءا.. شكلي حلو؟
– مبهرة.
دقات قلبي وكإنها بتعمل ترنيمة من بعد إثنائه عليا.
عدا الوقت وروحنا الفرح، جوايا حماس وفضول وتوتر، شدتني فاطمة بعدما عمير ومصعب راحوا مع راشد علشان يلبسوا مع الشباب.
– يا بنات، اعرفكم هاي رحمة يلي قولتلكم عليا.
– فاطمة، اتكلمي عِدل، متخليش البت تستغربك.
– يا سارة .
– اسكوتي.
قربت مني البنت اللي ردت على فاطمة وهي بتحضني:- كيفك، أنا سارة، أخت فاطمة، فاطمة حكتلنا عنك كتير جَوي.
مسكت إيدي وهي بتجري، مسكتها فاطمة وهي بتقول:- سيبي البت، هترعبيها دي بسكوته.
قربت مني فاطمة وهي بتأخدني من إيدي :- تعالي أنا هعرفك على المكان حتة حتة.
روحت معاها وأنا جوايا حماس من شدة حماسها.
– يا أما ، تعالي أريد أعرفكم على رحمة .
جات والدتها اللي كانت لابسة العباية التقليدية بتاعتهم وحاطة الكحلة اللي راسمة عينيها رسم، جات بعدها بنت صغيرة، سلمت عليهم وكانوا ودوديين.
– ودي ياست رحمة دهب، بنت سارة أختي.
– عسولة أوي يا رحمة، بس أنا عندي سؤال.
– أنتِ إزاي بتعرفي تتكلمي اللهجتين، يعني لهجتك متغيرة.
– بمشي بمبدأ كل مكان وليه لهجته واحترام لهجته، المهم يلا نروح نجهز.
قومت معاها وروحنا عند البنات قرايبها، جهزت معاهم في جو مليان بهجة وسرور ودفا وغنا، لبست الزي اللي كان جايبهولي مصعب، حطولي ميك أب وادهو إهتمام كبير للكحل، روحنا بعدها الفِراشة بتاعة الفرحة، واللي كانت للبنات بس علشان الفرح من عاداتهم الستات في مكان والرجالة في مكان، عرفت كمان إن الرجالة بيرقصوا الدحيه ودي زي الدبكة الفلسطينية، اخدتني رحمة فوق السطح علشان نطلع نشوفهم وهما بيرقصوا وقعدت توصف لي، شوفتهم وهما بيرقصوا الدحيه واللي بيعزفوا على السمسميه وآلالات تاني.
وفي جنب كان الرجالة بيأكلوا فيه، فاطمة قالتلي إنهم بيدبحوا خرفان ويعملوا رز والرقاق وكمان الشاي الاخضر المميز هناك، نزلنا عند الستات اللي كانوا بيطبلوا ويغنوا والبنات بترقص وتهيص والعروسة فرحتها لا توصف.
رقصنا رقصات جماعية في محاولة لتقيد الدحيه، أغانيهم مميزة، واستقبالهم مميز، فرح لو عيشت عمري كله مش هشوف زيًه ولا زيً جماله وتميزه.
من عاداتهم هناك إنهم مابيطلعوش برا قبيلتهم، ملامحهم جميلة ومميزة، وعطورهم ولا أروع، حتى الأكل، عرفت من جدة رحمة إنه عندهم أعشاب مميزة نظراً للبيئة المميزة.
بدأت فقرة الحنة، قامت رقصت خالة العروسة بيها وبعدها قعدت العروسة تتحنىٰ، وإحنا كمان اتحنينا، ريحة الحنة مميزة، حتى لونها، عرفت كمان إن العريس والعروسة بيتحنوا من نفس الحنة اللي هي بتاعة العريس، المميز إن البنات رسموها ليها رسم رقيق أوي، وفاطمة رسمتلي معاهم، وكان حطت لوقار على شكل دايرة.
نسيت اقول إنهم شعرهم مميز وحلو أوي أوي اللهم بارك، ودا لاهتمامهم المختلف بيه، عرفت كمان إنهم بيلبسوا النقاب ومعاه البيشة المميزة بتاعته مع العباية المظرزة ومابيبانش منهم غير عنيهم.
خلصت الحنة وتجمعنا وقعدت جدة رحمة تحكي لنا عن أيام زمان والتراث بتاعهم، حابة أقول إني بقيت مغرمة بثقافة أهل سيناء .
– الزيتون ده بنعمل بيها زيت زيتون
العجوة هدا البلح لما يرطب بنعمله عجوة بتتاكل عادي
المرمريه أعشاب ابتنشرب
الزعتر في منه أعشاب وفي منه مطحون بيتاكل مع زيت زيتون، بالنهاية بحب قِلك يا رحمة إني حبيتك وإرتحت إلِك، ورايدة قِلك إنك راحا تفرحي عن قريب.
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جملتها فضلت معلقة معايا لحد ما روحت، معرفش هي قالتها ليه، أو بناءًا على إيه؟
بس سابت جوايا أثر حلو، إحساس إن بكرا خير، إن يمكن الدنيا تضحك ليا وربنا يعوضني وأتغلب على خوفي وأعيش.
– بوصي صورتنا كانت حلوة إزاي.
مصعب كان بيوريني صورتنا باللبس السيناوي، كان شكلنا عيلة، أنا جنبه وعمير على إيده ووقار نايمة على دراعي، الصورة فيها فرحة باينة في عنينا، ضحكتنا اللي منوراها، كلها حلوة.
بس معقولة هتبقى واحد كلنا! يعني ممكن ييجي الوقت ونبقى عيلة بجد؟! بالرغم من إنه عدا أكتر من شهرين، وإني معاهم، وإني عارفة إني أديت حاجة كويسة، بس مش عارفه، جوايا تايه وخارجي باين ثابت.
– سرحتي.
إبتسمت وأنا بقول:- شكلنا حلو.
رد عليا:- شكلنا عيلة.
– نفس اللي في باللي.
عمير وسهيل بقوا بيروحوا مع بعض الحضانة بعد ما حفظوا الطريق ولأنها مش بعيدة وأمان، بقى بيروح المسجد يحفظ القرآن هو وسهيل مع الشيخ، وبيروح النادي.
– وبابا كان قايلي إنه هيخرجنا كل جمعة وضحك علينا.
– أنت زعلان يعني دلوقتي ؟
– آه.
عمير كان بيشتكي من مصعب اللي كان قاعد قدامنا بيشتغل على اللاب توب، رفع عينه وإتعدل وهو بيقول:- والبيه زعلان ومقموص يعني؟
– أيوا، علشان حضرتك قولتلي كدا من أول ما جينا، وحالياً بقالنا تلات شهور ما خرجناش غيرها مرة.
– أنت بقيت لِمِض من إمتى؟
– مش أنا ابنك؟
– بيقولوا .
– أنا بقى عرفت إن خفة الدم بتبقى بالوراثة.
– مين اللي قالك بقى؟
– ماما.
بص ليا وأنا عملت نفسي بأكل وقار.
– والله ؟ وبتألشي وتتريقي عليا ؟
– أنا يا أخويا؟
– أومال أنا ؟!!
– دا أنا في حياتي ، في حياتي كدا ما تنمرت على حد ولا إتكلمت عليه ولا فصصت شخصيته.
إتكلم عمير بملل:- أنا عايز أعرف، أنا ليه بروح النادي وأتعلم السباحة والرماية وركوب وركوب الخيل وإني أتعب، وأنا أصلاً طفل بريء وصغير عايز يلعب.
رد عليه مصعب وهو بيقوله:- النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بالتلات أنشطة دول بالذات، اللي هما السباحة والرماية وركوب الخيل، لأن كل واحد فيهم كان له دور مهم في حياة الناس وقتها، وكمان ليهم فوائد كبيرة:
1.السباحة.
– بتقوي الجسم بشكل عام وبتحسن اللياقة البدنية.
– بتعلم الأطفال التحكم في نفسهم والاعتماد على نفسهم في المواقف الصعبة، زي لو وقعوا في مية.
2. الرماية
– كانت أساسية في الدفاع عن النفس والحماية.
– بتعلم الأطفال التركيز والدقة والصبر.
– كانت مهارة حيوية للحرب والصيد، وده كان جزء كبير من الحياة اليومية في الزمن ده.
3. ركوب الخيل:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
↚
– كان وسيلة أساسية للتنقل وقتها.
– بتعزز الثقة بالنفس والشجاعة، لأن التعامل مع الخيل مش سهل وبيحتاج مهارة وسيطرة.
– مهم في الحروب وفي السفر الطويل، وده كان جزء من الحياة العملية وقتها.
يعني التلات أنشطة دول مش بس كانوا مهمين للحياة اليومية والأمان، لكن كمان ليهم تأثير كبير على الصحة البدنية والعقلية وتنمية المهارات الشخصية للأطفال.
كمل مصعب وهو بينكشه:- دا للطفل يعني، المهم عرفت من المدرب بتاعك إنك شاطر وإتعلمت بسرعة.
عمير إبتسامته وسعت ومصعب فتح ليه دراعاته وهو بيشاور ليه يقرب منه، بعدها حضنه:- يا بطل عقبال ما أشوفك واخد فيها المركز الأول إن شاء الله.
في وسط كلامهم قربت وقار وهي بتبعد عمير عن مصعب، ضحكت على ردة فعلها، مصعب شالها وحضنهم الاتنين وأنا قاعدة مبتسمة لحد ما عمير طلع من حضن مصعب وجري عليا وهو بيحضني وبيقولي:- أنا بحبك أوي علشان أنتِ بتشجعيني.
عيني دمعت وأنا شايفة محاولاتي معاه وتشجيعي ليه جاب النتيجة العسولة دي.
– والله؟ إيه يا بيه، ما أنا كنت بشجعك برضوا من شوية.
– معلش يا سي بابا، رحوم الكل في الكل.
قرب منه وشاله من لياقته وهو بيرفعه ناحية وشه وهو بيسأله وبيقوله:- متأكد يا واد إنك طفل ؟؟ متأكد إنك مش واحد عجوز لِمِض ؟
– إ هدوا بقى أنتوا الاتنين وانتو عاملين زي ناقر ونقير كدا، صدعتوني، يلا علشان الأكل.
قلدتني وقار بصوتها الطفولي:- يلاا
بص عليها مصعب وهو بيقول:- حتى أنتِ يا زقردة !!
قربت منه ونزل لمستواها وهو راكع، قربت منه وباسته، حضنها وهو بيقولها:- لو أنتِ مفكرة إنك كدا بتثبتيني يا هانم، فأحب أقولك فعلاً اتثبتت.
في وسط كل دا قرب مني ومسك ايدي باسها وهو بيقول:- شكراً على وجودك، لولاكي بعد ربنا مكنتش عرفت أكون معاهم كدا.
مش معقول، الست شهور عدوا وإحنا النهاردة واقفين في التكريم بتاع عمير بعد ما طلع المركز الأول في مسابقة السباحة .
المرة دي وقفنا نتصور وإحنا كلنا في كتف بعض، مكانتش المسافة كبيرة زي ساعة وإحنا في الفرح، خوفي وتوتري بدؤا يقلوا، طلعت العلاقات اللي اتلخقت للراحة موجودة فعلاً ومتمثلة فيهم.
– يا رحمة خلصوا بقى بقالي ساعة مستنيكم، نزلت الشنط وطلعت وقعدت وانتوا لسة مخلصتوش.
– طيب وأنا لبست وقار ولبست وعمير كان بيجهز، وكنت بعمل سندوتشات للعيال.
– ماشي، يلا طيب.
نزلنا علشان نسافر، راجعين عند أهل مصعب، أنا خايفة، مش عايزه أشوف اللي شوفته في الأول، مش عايزه حياتي الأولى تتعاد من تاني، ولا عايزه حاجة من الحاضر تتشابه مع الماضي، وخايفة من مقابلة عيلتي كمان، اللي محدش منهم دور ولا سأل عليا، وكإنهم ما صدقوا خِلصوا مني.
قرب مصعب مني وهو بيمسك إيدي اللي كانت بتترعش، تَبِت فيها، عينيا إتملت دموع، مقدرتش أثبت أكتر من كدا، عيطت وأنا بقوله:- أنا.. أنا خايفة، أنا مش عايزة أرجع.
قرب مني وهو بيطبطب عليا:- إهدي خايفة من إيه طيب؟
– هو حد هيتقبلني؟ يعني مش هبقى تقيلة؟ هيكونوا كويسين معايا؟ محدش هيزعق لي؟
خدني في حضنه وأنا من إنهياري كنت مستسلمة، وهو كان بيتكلم بصوت هادي:- إشش، إهدي، محدش يقدر يعملك حاجة وأنا موجود، وماما أصلا بتحبك، وطيبة واديكي شوفتي من أول مرة اتعالمت معاكي فيها، وأخويا ومراتي في حالهم ومراته طيبة كويسة، إدخلي إغسلى وشك وبعدها نروح نأخد الأولاد من عند فاطمة وراشد.
دخلت غسلت وشي وروحت سلمت على فاطمة اللي بقت فعلاً ونعم الأخت، نزلنا ومشينا، كنت مقضية الطريق وأنا عمالة استرجع ذكريات قديمة وأخاف من الجديدة لحد ما وصلنا.
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
دخلت غسلت وشي وروحت سلمت على فاطمة اللي بقت فعلاً ونعم الأخت، نزلنا ومشينا، كنت مقضية الطريق وأنا عمالة استرجع ذكريات قديمة وأخاف من الجديدة.
– أنا خايفة.
– من إيه ؟
– مني، من دماغي وتفكيري، من نفسي، مش عايزه اتساب لدماغي، مش عايزه أقابل أهلي .
– أهلك؟ أنتِ لسة زعلانة منهم؟!
– محدش منهم إهتم لأمري، وكإنهم ما صدقوا خِلصوا مني.
– ليه بتقولي كدا؟
– كنت ماصدقت نسيت، بس امبارح ماما رنت عليا وقالتلي إن فرح أختي كمان أسبوع، تخيل اتعزم زيي زي الغريب ؟ حتى لما إتخطبت محبوش يقولولي!!!، دي أختي هما ليه كلهم مش فاهمين كدا؟ ليه مش فاهمين إن عمري ما هغير منها!
– طيب إهدي.
– يا مصعب أنا تعبت، بحاول أتأقلم وأعدي وأتعايش، لحد ما بتعامل معاهم وأرجع لنقطة الصفر من تاني، أنا مش حِمل تفكيرهم ولا نظراتهم دي تاني، لا كان ليا حق في التعليم ولا حق إني أعيش عيشة هادية، حتى أنت.
– مالي؟
– كنت فرصة ليهم، عريس لقطة مفيش منه، مهندس ومعاه فلوس، وافقي يا بت علشان إحنا زهقنا منك، كل أما ييجي واحد يطلب إيدك ترفضي، طيب إحنا هنجوزهولك، فكرك وافقت؟ أنا عاندت لحد ما شوفتك في الرؤية الشرعية، كنت باينة بهاجم، بس جوايا كان خايف، ساعتها روحت لعمو رؤوف الدكتور اللي حكيتلك عنه، هو ساعتها اللي هداني ونصحتي أصلي استخارة ولعله خير، وفعلاً صليت وفي كل مرة كنت برتاح، بس جوايا خايف، ساعتها هو قالي أسلم أمري لله، أنا مش عارفه أنا هبقى في نظرك إيه بعد كل كلامي دا، بس أنا آسفة.
وقف العربية على جنب وخد مني وقار ونيهما ورا جنب عمير اللي كان نايم، نزل واتمشى لحد ما وقف قدام العربية وسند عليها، بعدها شاور أقف قدامه، روحت وأنا خايفة، اتنهد وبعدها إتكلم.
– أنتِ عارفة يا رحمة، أنتِ ربنا مديكي قوة وصبر وحكمة وقدرة على التحمل حقيقي الواحد بيعجز عن إدراكها، بالرغم من كل اللي شوفتيه وعديتي بيه إلا إنك مابقيتيش مؤذية، ومش عايزة حد يعيش ويشوف اللي شوفتيه، كتير من الناس بعد ما بيحصل معاها كدا بتبقى هي الجاني وعايشة دور الضحية وبتبقى مؤذية، سبحان الله إلا أنتِ قدرتي تقومي من تاني، حتى لما شيلتي مسؤولية عمير و وقار، كنتي ليهم ونعم الأم، قدرتي تغيري كتير في عمير في كام شهر، وأنا قعدت سنة مقدرتش أعمل نص اللي عملتيه، غيرتي فينا إحنا التلاتة، إحنا محظوظين بوجودك وسطينا.
قولت بتردد وصوت واطي:- خاف على نفسك، دول قالوا لي إن وشي وحش وفقر يا ابن الناس.
– وشك فقر؟!!!
هزيت رأسي فكمل:- بقى أنتِ كدا؟؟ ومين اللي يقول كدا، طيب اللي يفكر بس يقولهالك هوريه وش محدش شافه.
– أنا لا إتعودت حد يقف في ضهري ولا حد يدافع عني.
– وأنا دلوقتي موجود.
– محدش كان معايا، على طول لوحدي، أنت مش مجبر تتحمل مشاكلي.
شاور ليا أقرب، قربت فشدني لحضنه، رجعت إنهارت تاني، فضل يطبطب عليا لحد ما كنت شِبه هديت،بعدها إتكلم:
– عارفة ليه ربنا قال:” “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً “.
– ليه؟
قال بنبرة لينة وهو مازال بيطبطب عليا:- أولا لتسكنوا إليها”:كلمة “تسكنوا” جايه من السكينة، اللي معناها الراحة والطمأنينة والهدوء.”إليها” بتشير للزوجة أو الزوج، يعني شريك الحياة.
المعنى:ربنا خلق لنا الأزواج علشان نلاقي فيهم السكينة والراحة النفسية.لما يكون عندك شريك حياة، بتحس إنك مش لوحدك، في حد معاك يشاركك في الفرح والحزن، ويسندك في الشدائد.
نيجي بعدها للتفسير:الإنسان بطبيعته بيحتاج لحد يكون قريب منه، يلاقي معاه الدعم العاطفي والنفسي.الزواج بيخلق بيئة آمنة ومستقرة، فيها الإنسان يقدر يعبر عن مشاعره وأفكاره بحرية، من غير خوف أو تردد.العلاقة الزوجية مبنية على التفاهم والمشاركة، وده بيخلي الحياة أسهل وأجمل.
كمل وهو مازال بيشرح معنى الآيات:- خلينا نشرح “لتسكنوا إليها” بالتفصيل:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– السكن هنا مش مجرد مكان بتعيش فيه، لكنه حالة نفسية وروحية من الهدوء والاستقرار.
ربنا جعل الزواج وسيلة لتحقيق السكينة النفسية، علشان الإنسان يعيش حياة متوازنة وسعيدة.
العلاقة بين الزوجين مش بس مبنية على الحب، لكن كمان على الأمان والدعم المتبادل.
باختصار، “لتسكنوا إليها” بتعبر عن الهدف الأساسي من الزواج، وهو تحقيق الراحة والطمأنينة النفسية للإنسان من خلال وجود شريك حياة يشاركه في كل تفاصيل حياته.
طبطب عليا وكمل:-“وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”:المودة والرحمة اتذكروا مع بعض علشان الجواز مش بس علاقة قانونية أو اجتماعية، لكنه شراكة فيها الحب والتفاهم والدعم المتبادل.المودة بتخلق جو من المحبة والاهتمام، والرحمة بتضمن أن العلاقة تكون مليانة بالتسامح والعطف.العلاقة المتوازنة:ربنا زرع المودة والرحمة علشان العلاقة تكون متوازنة، فيها الحب وفيها كمان الحنان والتسامح.ده بيساعد الزوجين على تخطي الصعوبات والتحديات، وبيخلي العلاقة أقوى وأعمق.التفاعل اليومي:كل موقف يومي، سواء كان بسيط أو كبير، ممكن يعبر عن المودة والرحمة.المهم إن الزوجين يكون عندهم الوعي بأهمية التصرفات البسيطة اللي بتعزز الحب والحنان.باختصار، “وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” بتعبر عن الجوانب الإنسانية والعاطفية في العلاقة الزوجية، وبتوضح إن الحب والحنان هما الأساس اللي بتتبني عليه العلاقة الناجحة والسعيدة.
ختم كلامه وهو بيبص ليا وبيطبع بوسه على رأسي:- يا أختي حلوة، شوفي عنيكي بقت حمرا إزاي ؟ بس عادي تتزين بالكحل وتبقى زي عين الغزال، وخدودك يا أختي حلوة.
ضحكت واتكسفت من طريقته، دخل العربية وبعدها طلع بشنطة في إيده، قعد وإتربع وشاورلي أقعد، فتح الشنطة وهو بيطلع منها المية والأكل.
– خودي يا بنتي أنتِ لازمناً تتغذي يا بنيتي.
– حاضر يا جدي.
قولت الجملة وضحكت على طريقته، قعد يتكلم معايا لحد ما ساعدني إني أخرج من اللي كنت فيه وأفُك، بعدها ركبنا.
وصلنا وجري عمير اللي كان مشتاق ليهم جامد وهو ماسك وقار في إيده ودخلوا مع بعض، وأنا دخلت مع مصعب، كنت ماسكة إيده وأنا خايفه، دخلنا إحنا كمان،سلمت عليهم ورجعت قعدت جنب مصعب تاني، جات روان مرات أخوه وقعدت تتكلم معايا .
– تعالي ندخل عند ماما جوا، هي زمانها بتغرِف الأكل.
بصيت لمصعب بعد جملتها،شجعني أقوم معاها، وقومت فعلاً ، طريقتها كانت حلوة معايا هي وطنط، حتى هزارهم، محسيتش إني غريبة وسطهم.
– بُص يا جدو الميدالية بتاعتي، بوصي يا تيتا ، أنا فوزت بالمركز الأول.
– تعالى يا حبيب جدك، أشطر سباح يا بطل.
-يا عمو باهر، أنت مباركتليش.
– يا حبيب عمك تعالى.
شاله عمه على كتافه ولف بيه الصالة كلها في وسط جو مليان بهجة ودفا.
فرحوا كلهم ليه وهيصوا وبعدها طلعنا الشقة علشان نريح.
– غريبة الشقة نضيفه!
– ما غريب إلا الشيطان، ماما طلعت هي وروان روقوها لما عرفوا إننا جايين .
– طيب وليه تعبوا نفسهم، مكانش لوه لزوم، كنت ممكن بعد ما أرجع اروقها.
– نامي يا رحمة، روحي نامي.
– أنت بتأخدني على قد عقلي؟؟
– أنا يا بنتي؟
– أومال!
– أنا نازل أصلي وبعدها هطلع أنام علشان أنا فصلت.
دخلت غيرت وصليت ووقار كانت تحت مع جدتها هي وعمير، بعدها عملت شاي بالنعناع صديقي الصدوق بعدما لقيت نعناع جوة لأجل الحظ الحلو، دخلت البلكونة اللي اكتشفت إنها فيها قصريات زرع، فيها ورد ونعناع وواضح إن طنط كانت بتهتم بيهم.
– والله!! اللي يشرب لوحدة يزور على فكرة.
إبتسمت وأنا بقوم علشان أدخل أعمله، دخلت عملتها في السريع ودخلت له.
حطيت الكوباية على السور وأنا بسأله:- إيه الزرع دا؟؟
خد الكوباية وهو بيرد على سؤالي:- عادي بحب الزرع، بيدي روح وبهجة للمكان.
– والدتك هي اللي كانت بتهتم بيهم صح؟
– أيوا، لأني كنت موصيها عليهم جداً.
– شكلهم حلو، الورد والنعناع مخليين ريحة المكان جميلة .
– تصدقي بالله مافي جميل هنا غيرك.
تملكني الخجل وأنا بلهي نفسي في اللعب في اليد بتاعة المج: شكراً.
– عارفة، اسمي هيبقى عبدالشكور بعد شوية من كمية الشكرانية بتاعتك.
– ماشي يا عم شكراً.
– برضوا ؟ أنا داخل أنام سلام عليكم.
ضحكت وبعدها رجعت وقفت مع نفسي تاني، قعدت على الكرسي وأنا بفتح الموبايل، فتحت اكونت أختي ولقيت أغلب العيلة منزلة ليها مباركات، وصور ليها هي وأصحابها وصور هي والعيلة، حتى الصور القديمة مكنتش فيها، وجودي ممحي من وسطيهم من زمان.
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ضحكت وبعدها رجعت وقفت مع نفسي تاني، قعدت على الكرسي وأنا بفتح الموبايل، فتحت اكونت أختي ولقيت أغلب العيلة منزلة ليها مباركات، وصور ليها هي وأصحابها وصور هي والعيلة، حتى الصور القديمة مكنتش فيها، وجودي ممحي من وسطيهم من زمان.
عملت ليهم إيه و.حش؟ شافوا مني إيه ؟
دخلت نمت وعمير كان بيصحيني:- ماما أنا عايزك تنزلي تصلي مع تيتا جماعة هي وطنط روان، يلا أنا قررت هسيب بابا وجدو وعمو ينزلوا يصلوا في المسجد وأنا كبير وهصلي بيكم.
– حاضر يا سيدي، هتوضى وألبس الاسدال وأنزل وراك.
– وهاتي الإسدال بتاع وقار.
ضحكت على تنبيهه وروحت جيبته وأديتهوله، اخده ونزل جري وهو بيقولي ما اتأخرش.
إتوضيت ولبست الإسدال ونزلت وراه، كانت طنط ورحمة بيظبطوا المصليات وراه وهما مبسوطين، ووقار قاعدة ومتربعة.
قام صلى بينا واللهم بارك بالرغم من صِغر سنه إلا متقِن، وصوته حلو حتى لو عنده لدغة، وأحكامه مظبوطة ودا من بعد مواظبته على الحفظ في المسجد، واللي ساعده أكتر سرعة بديهته وذكائه اللغوي اللي مخليه قادر يتقن اللغة بشكل ممتاز.
صلينا وخلصنا، جينا نقوم بس هو اتكلم بصوت عالي:- إقعدوا لحظة إسمعوني.
اتكامت جدته:- اتفضل يا شيخ عمير، تصدق لايقه عليك.
إبتسم وإبتسامته قلبت لضحكة وهو بيقوم يحضنها ويبوسها من خدها:- أنتِ حبيبة عمير أنتِ.
– يا واد بقيت لِمِض.
عمير لما إرتاحت نفسيته وإتطمن ظهرت شخصيته الحقيقية، ظهر الطفل اللي حابب الحياة اللي بيلعب ويتنطط ويجري ويضحك ويهزر ويتكلم، مطلعش إنطوائي، وكمان طلع عنده سرعة بديهة وخفة دم ولماضه، عمير طفل كان محتاج يحس إنه طفل.
– المهم يا تيتا، عمو الشيخ قالي حاجة مهمة في درس القرآن .
– وايه هي بقى يا عم الشيخ.
– قالي إن المفروض بعدما نخلص صلاة نفضل مكاننا ونقعد نذكر ربنا على إيدينا ونقول ” سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر” تلاتة وتلاتين مرة، ونختمها بـ إيه أنا نسيت.
إبتسمت جدته وهي بتكمل ليه:- بنختمها بـ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي و يمت وهو على كل شيء قدير.
عمير من النوع الفضولي وبيحب يعرف السبب ورا كل فعل وكلمة، ودي بالنسبة لي حاجة حلوة فكرة شغفه بالمعرفة، ردت عليه وهي بتوضح ليه بطريقه سلسة:-لأسباب مهمة:توحيد الله: بتأكد إن مفيش حد يستحق العبادة غير الله، وإنه هو الواحد الأحد.الشكر لله: بتعترف إن كل النعم والملك لله، وإنه يستحق الحمد والشكر.القدرة الإلهية: بتفكرنا إن الله قادر على كل حاجة، ومتحكم في الكون كله.اتباع سنة النبي: ده من السنة النبوية، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان بيوصي بيها بعد كل صلاة.ببساطة، الذكر ده بيجمع بين التوحيد والشكر وتمجيد قدرة الله، وبيختم الأذكار بطريقة كاملة.
بعدها كملت:- بس أنت نسيت حاجة مهمة يا أستاذ.
– إيه هي؟!
– نسيت تقول إن قبلها بنقرأ آية الكرسي، وإن اللي يقرأها بعد كل صلاة مابيفصلش بينه وبين الجنة غير الموت.
إتكلمت روان وهي بتقرب تشيله:- ليه مراد ابني ميبقاش زيك؟
رد عليها بكل بديهية:- سهل يا طنط، وديه الحضانة زي ما ماما وبابا بيعملوا، وخليه يروح النادي يلعب رياضة علشان يبقى شاطر، وخليه يروح يحفظ القرآن ويبقى شاطر ساعتها، بس هو فينه؟
– راح عند بيت جده من إمبارح، الصبح ان شاء الله هتلاقيه جايلك.
– ماشي.
بعدما خلصنا كان دخل عمو ومصعب وباهر، دخلنا مع طنط وعملنا الشاي باللبن وقطعت الكيكة وطلعنا قعدنا أكلنا كلنا على السفرة، بيت أهل مصعب دافي أوي، دافئ دفا مبدأتش أحسه غير لما بقيت جزء من العيلة دي.
عدا يوم والتاني لحد ما جهه معاد الفرح.
– مصعب أنا مش عايزه أروح.
– هنسيب عمير ووقار مع ماما، وهنروح أنا وأنتِ، وأنا أوعدك محدش هيقدر يعملك حاجة، وأوعدك إني هبسطك اليوم ومش هترجعي البيت هنا غير وأنتِ الضحكة مش مفارقاكي.
كمل وهو بيدخل الاوضة وبيقولي أجي وراه، دخلت وهو فتح الدولاب وطلع منه فستان سواريه سيمبل إسود خامته مابين الشيفون والستان وفيه نقوش من فوق وفي حزام في النص، بصيت عليه وأنا مبهورة، اللي هو إيه الواو والروعة دا، إيه العسل دا؟؟
– دا.. دا ليا أنا ؟؟
– الحلو للحلو يا حلو.
– دا جميل أوي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– الأميرات مايستحقوش غير كل حلو ومبهر يا جميل.
قلبي بيدق كدا ليه، هو وقع صريع الهوى ولا إيه من الكلام دا؟!
– المهم تعالي كدا، أنا بفكر ألبس بليزر رمادي علشان الطرحة اللي مع الفستان لونها رمادي، إيه رأيك؟
– هيبقى شكلك حلو.
جهزت وحطيت ميك أب سيمبل جداً، بعدها طلعت ليه، وقف وهو بيقول:- سبحان من خلق فأبدع، لاء بقى، شكلك حلو وأنا من حقي لوحدي أشوفك بالحلاوة دي.
– يعني حلوة؟
– مبهرة، جميلة، ساحرة، كل حاجة أكتر من حلوة، أنتِ حاطة إيه ؟؟
– كريم ومسكرة وليب جلوس وكحلة وبس!
– أومال لو حطيتي fall makeup كدا هتبقى fall moon صح؟
نزلنا وأنا طول الطريق خايفة:- مصعب علشان خاطري يلا نروح، يلا نرجع، مش عايزه أقابلهم.
بص على الطريق وبعدها بص ليا وهو بيقولي بنرة جادة: لازم تروحي وتقابليهم علشان تعرفي مسار حياتك فيما بعد هيكون إزاي، لازم تواجهيهم، وأنا واثق كدا كدا من إنك تواجهيهم.
وصلنا، إيدي بدأت تترعش، وشي عرق، نبرة صوتي بقت مهزوزة، مصعب مسك إيدي وتبت فيها وهو بيطمني، دخلنا القاعة، وأول ما دخلت قابلت اللي كانت حماتي، بصت ليا وهي بتتكلم بصوت عالي:
– أنتِ يا بومة، إيه اللي جابك هنا؟ عايزة تعكنني عليها فرحتها؟ عايزاها تبقى نحس زيك ليه؟ غوري من هنا!
رديت عليها بثبات وأنا بتكلم:- احترمي نفسك يا ولية أنتِ وبعدين أنا اللي جاية ليه؟؟ دا فرح أختي.
مصعب كان واقف جنبي وماسك إيدي، بصت ليا وهي بتقيمنا بنظرة تقليل:- هاه، ومين دا كمان؟
مسكت في دراعه وأنا بقول ليها بنبرة باردة:- مصعب، جوزي.
– وياترى جوزك يعرفك إنك بومة، وانك أرض بور مابتخلفيش؟
– ما تحترمي نفسك يا ست، أنا محترم إن حضرتك واحدة كبيرة في مقام أمي، إنما أنتِ مش لامة نفسك، مين دي اللي أرض بور، دي جنة ربنا على الأرض.
– بقى حتة اللمامة دي جنة؟
جات مرات أبويا من ورا وهي بتتكلم بنبرة ود مصطنعة:- إزيك يا رحمة.
– منورة يا ماما، ولا أقول يا مرات أبويا؟
– إتلمي.
– ما أنا ملمومة، الدور والباقي على اللمامة اللي جيباها هنا.
– دي تبقى عمه عريس أختك، الدكتور معتز، وهي ماشاء الله يعني اللهم لا حسد الدكتورة شيماء، وأنتِ عارفة الدكتورة مبيأخدش غير دكتورة.
إتكلم مصعب بمكر:- معاكي مصعب، مهندس بترول، شغال في شركة بترول من أهم الشركات على مستوى الجمهورية، جوز المودموزيل رحمة.
– إحنا وافقنا عليك أصلا علشان تبقى هي مربية لأولادك، لأني ما أقبلش على بنتي تتجوز واحد معاه عيال وهي تربيهم له، وإحنا قولنا نديهالك لأنها كدا كدا زي ما قالت اللي كانت حماتها أرض بور.
مع كل كلمة كانت بتطلع منها كانت قلبي بيتفتت، جزء مني بينهار والتاني ببحاول يبان ثابت، من صغري، من لما ماما إتوفت والست دي بقت مكانها وأنا مشوفتش حنية الأم، كنت بشوفها في نظرات أمهات أصحابي ليهم، في أفعالهم، والست دي أنا كنت أحسن من بنتها، كنت شاطرة ومتفوقة، كنت أحلى!!!
– والله كنتوا مفكرين بتضحكوا عليا، بس طلع ربنا عوضني بيها، ولو رجع بيا الزمن هختارها من بين الكل، لأن يا بخت اللي في حياته رحمة، وقلب رحمة.
– مخايفش على نفسك؟!
– من إيه ؟
– منها؛ دي مش وش خير لحد.
– دي من ساعة ما دخلت حياتي وأنا مشوفتش منها غير كل الخير، دي دخلة الخير الحقيقية أصلاً، وجودها زي اسمها ” رحمة”.
– أنا عازماكم علشان اوريها بس إني جوزت بنتي جوازة عِدلة، وإني رميتك من بعد ما أبوكي مات لأني ماكنتش عايزه أصرف عليكي ولا على تعليمك، ولا كنت عايزاكي تكوني أحسن من بنتي.
رد عليها مصعب وهو بيزعق:- أنتِ مريضة، أنت لازم تتعالجي، اللي زيك مكانهم المصحة، ربنا ما بيضيعش حق حد، كل دا هيترد وهتشوفيه في أعز ما ليكي، أنتِ مريضة.
ساعتها أنا عيطت، انهارت وأنا بسمع كلامها، كمل مصعب وهو بيأخدني في حضنه:- أنتو ماتستهلوش حد زيها في حياتكم أصلاً، دي ضافرها برقبتكم كلكم، عارفة، ساعة ما ربنا برجع ليها حقا، أنا اللي هجيبها تشوفك مزلولة، هجيبها وأنا اللي هشمت فيكي، ويلا يا رحمة من غير سلام لأشكال زيّ دي.
كمل وهو بيبوص ليها: طيب أقولك علشان أكيدك وأضايقك أكتر، أنا هأهديها وهأخدها أفسحها وأعملها كل اللي في حياته ماشوفيه ولا حلمتي بيه.
طلعنا من القاعة وأنا وقفت وكنت بتكلم بعياط:- قولتلك مش عايزه اشوفهم ولا أقابلهم، سواءاً هي أول اللي كانت حماتي، أنا أضربت منهم، وإتهنت، أنت مش مجبر تكمل مع واحدة أرض بور زي ما قالوا، واحدة كانت أرملة، واحدة علامات ضرب الاتنين مازالت معلمة في جسمها، حتى لو بدأت الآثار تروح، بس هي مازالت معلمة في قلبي.
طبطب عليا وأخدني وركبنا العربية، روحنا مكان هادي وفاضي زي الجنينة، إتكلم بهدوء:- إتكلمي، قولي كله، وأنا هسمعك لحد ما تزهقي.
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
طبطب عليا وأخدني وركبنا العربية، روحنا مكان هادي وفاضي زي الجنينة، إتكلم بهدوء:- إتكلمي، قولي كله، وأنا هسمعك لحد ما تزهقي.
بدأت أتكلم وأنا باصة لبعيد كنت قاعدة وضامة رُكَبي وساندة رأسي عليهم:- كنت على طول بطلع من الأوائل، مكانش بيتقالي غير الدكتورة راحت، الدكتورة جات، يشاء ربنا إن ماما تتوفى وأنا في أولى إعدادي، بابا كان متجوز واحدة تاني، روحت وعيشت معاها، بقيت تخليني أعمل شغل البيت كله، طيب يا ستي أنا لسة عندي اربعتاشر سنة؛ طيب ما بنتك بتلعب!! ترد تقولي بنتي لسة صغيرة، بنتي هانم الهوانم، إكنسي، امسحي، نضفي، قوليلي ماما قدام الناس علشان مظهري قدام الناس، أكيد مش حباً فيكي يعني، اتحولت من طفلة مدللة، لبنت أقل ما يقال عنها متشردة، كل دا كان في البيت ومحدش موجود، آه أنت عايز الناس تقول عليها معندهاش دم؟؟ معندهاش إحساس ؟ أنت عايز بابا يعرف ويقول إنها مش واخدة بالها مني يعني.
قرب وهو بيحاوطني بدراعاته وبيطبطب عليا وبيقول:- علشان خاطري خلاص، دا عدى.
– هكمل، خليني أطلع بما إنك عايز تعرف، وأهي فرصة أطلع من اللي جوايا، بقيت طفلة عدوانية، بكسر كله، وهي بقى عملت إيه ؟؟ خمن كدا؟
– إيه ؟
– قابلت العدوانية دي بالضر،ب، بقيت أنا اعاديها من هنا وهي تنزل بالعصاية على جسمي من هنا، وطبعاً بابا مابيشوفش غير وأنا برد عليها، يقعد يزعق لأن مكانش في عادته الضرب، كان مقضي كل وقته في الشغل، تعدي سنتين على نفس المنوال وبعدها يتوفى بابا بعد سنتين،تيجي بقى طنط أم قلب أبيض تعمل ايه ؟!
– علشان خاطري إهدي، لو مش حابة تحكي وتتكلمي خلاص.
كملت ومازالت دموعي بتنزل على خدي ومش عارفة أوقفها:- راحت لعمامي تقولهم خدوها، كل واحد قال إنه متحمل نفسه وعياله بالعافية، قولتها هنزل أشتغل أي حاجة وهجيب مصاريفي، هصرف على نفسي وعلى تعليمي، قالت بااس، إحنا هنجوزك، وبس يا سيدي، عريس لقطة من نظرها تتمنظر بيه وسط معارفها بغض النظر عن أخلاقه، دينه، تعليمه، أهله.
كنت بدأت أتماسك وأنا بقوله:- وبس يا سيدي إتجوزت علشان أبقى خدامه لأم جوزي اللي شوفتها في القاعة دي، كام سنة بقى من البهدلة والمرمطة، كانوا أربع سنين إنما إيه، مفيش من بعد كدا، ضرب إهانة شتـ.ـيمة، تكسير مجاديف، لحد ما إيه بقى، المرحوم كان راجع من سفر وعمل حادثة، مات من هنا والست الوالدة طردتني من هنا، روحت عند مرات أبويا، أقولك إني زعلت وبكيت على الأطلال عليه؟؟ أنا مشوفتش منه حتى حاجة واحدة كويسة تشفعله في ذاكرتي.
أخدت شهق وزفير وبعدها كملت:- رجعت لمرات أبويا واحدة تانية، أنيل من اللي كانت ماشية من عندها، بقيت بتعامل معاها النِد بالنِد، هتمدي إيدك هزعلك، هتقولي كلمة هرد عشرة، هتذليني علشان قرش هنزل واشتغل، هتزليني على القعدة في البيت، فدا بيت أبويا، ولو جينا لتقسيمة الحق، فأنا ليا فيه، وفلوس أبويا ليا فيها.
– كنتي بقيتي قوية.
– كنت بدأت أبقى مؤذية، لحد ما أتصاحبت على جارتي اللي حكيت لك عنها، ساعتها أنا إتغيرت بسبب كرم ربنا ثم هيّ وباباها، يمكن ما اتعرضتش للعلاج النفسي وكان دعم، على شوية قراءة في علم النفس على حبة تغيير.
– كويس.
– كان جوايا واحدة مؤذية، وجارتي وبابا ساعدوني كتيـــر،طريقتي اتغيرت، بس مش مع مرات أبويا، خلقوا جوايا حد نضيف، كويس، متفاهم، عاقل، وبس كدا بعدها مرات أبويا لقيتني بدأت أهتم بنفسي وتبان ملامحي وشكلي يبقى حلو وقالت بس، هي ناقصة، أنا همرمطك تاني، وهخليكي توافقي على أول عريس، إيه عايزة تبقي أحسن من بنتي؟!!!!
– بنتها ؟!! دي ماتجيش جنبك حاجة يا حلو أنت.
– مصعب، بلاش هزار، هي فعلاً بنتها أحلى.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– علشان أنتِ مابتفهميش، جربتي تشوفي نفسك في المرايا ؟! بتدقيق بس؟؟؟؟ شوفتي غمازتك؟ شوفتي الشامة اللي عندك؟ حُمرة خدودك؟ شوفتي طريقة لبسك هادية وعسولة إزاي ؟ طريقة كلامك لبقة إزاي ؟ ضحكتك حلوة وبتنور الدنيا إزاي ؟ غمضة جفونك لما تضحكي؟ حركة إيدك اللاإرادية لما تضحكي وازاي بتحطها عند وشك؟ شوفتي نفسك بعيون حد بتحبيه قبل كدا؟
– هو أنا حد حبني قبل كدا؟ أنا ؟؟ وأنت إزاي مركز وواخد بالك من كل دا؟
وقف وهو بيمسك إيدي علشان أقوم، باس إيدي وبعدها قالي:- يمكن علشان حبيتك؟! علشان وقعت صريع لهوى عيونك؟ يمكن علشان الواحد لما بيحب بيركز في كل تفاصيل اللي بيحبه.
رجعت لنظرات التيه من تاني وأنا بقوله:- يعني أنت قصدك عليا؟ يعني أنا مش مجرد مربية وبس؟
إتكلم بنبرة هادية:- مين قال إنك مربية؟؟ ما أنكرش إن دا كان فِكِر غبي في دماغي، يعني إزاي مربية ؟؟ أنتِ أم، أنتِ بقيتي حنينة عليهم حنية أنا بتعلمها منك، ساعدتيني إن جزء من حياتهم يبقى هادي، حلو، سوي، وجودك مكانش سد خانة يا رحمة، أنتِ طلعتي الأساس، طلع دا مكانك الأساسي بس محدش كان مدرك.
كلامه حلو، حلو أوي، بس هو دا ليا؟؟ سألته:- يعني مش هييجي يوم وتندم؟
– أندم؟! تعالي بس يا رحمة يا حبيبتي تعالي.
– أجي فين؟؟
شدني لحضنه وهو بيقول:- لهنا، دا مكانك، إن شاء الله أنا وأهلي نكون لك العوض.
قلبي دقاته زادت، بس وهو مرتاح، مبسوط، دماغي هادية من دوشة الأفكار اللي فيها، كل دا جنبه، كل دا معاه، وياه.
– تعالي نعمل حاجة حلوة.
– هنعمل إيه ؟
– تعالي بس.
مشي قدامي وركب العربية، ركبت جنبه، ساق لمدة دقايق وبعدها وقف بالعربية عند الكورنيش.
نزلت وراه بعدما نزل.
– عارفة هنعمل إيه ؟
– إيه ؟
– هنتمشى ونتكلم كتير، إن شاء الله حتى لو لحد الصبح، المهم أوفي بوعدك، مش قولتلك مش هروحك البيت غير وأنتِ الضحكة مش مفارقاكي ؟
– أيوا .
طلعت مني بنبرة هادية، رد عليا وهو بيطلع علبة قطيفة صغيرة من جيبه لونها أزرق، طلع منها خاتم فضي رقيق فيه فصوص صغيرة وبيزينه فص أكبر منهم في النص.
مسك إيدي وهو بيحط في صباعي وبيقولي:- أول هدية.
بعدها راح ناحية العربية، وأنا باصة ومصدومة للخاتم، كان شكله حلو أوي أوي بجد، حاجة تخطف من حلاوتها، رجع بس وهو في إيده وردة لونها أحمر متغلفة في ورقة لونها زي الكرتون ومربوطة بشريط اسود ، بعدها بص ليا وهو بيمدها وبيقولي:
– الورد للورد يا حِلو.
– علشاني أنا،كل دا معمول ومتجاب علشاني؟؟
– كل الغالي ليكي يا غالي.
اداني الوردة بطريقة عسولة أوي، اتمشينا وإتكلمنا، وضحكنا وهزرنا، متوقعتش إن خاتمة اليوم تبقى حلوة كدا!
روحنا وأنا جوايا مبسوط أوي، مرتاح وهو جنبه، دماغي هادية، كُلي مرتاحه.
بعدها عمير جه صحاني كعادته علشان أصلي الفجر، نزل راح مع جده وباباه وعمه وصلينا إحنا الستات مع بعض، طنط وروان وجودهم حلو، قعدتهم حلوة، محسيتش إني غريبة، ودي حاجة كل مرة بأكتشفها.
– نسيت أقولك يا رحمة، أنا وماما امبارح نسينا نقولك إن شكلك كان حلو أوي.
يتبع…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– نسيت أقولك يا رحمة، أنا وماما امبارح نسينا نقولك إن شكلك كان حلو أوي.
– شكراً يا روان.
قربت طنط وقالت:- عارفين أنا ربنا مرزقنيش ببنات، بس عوضني بيكم.
حسيت الكلمة طبطبت على قلبي، خلتني محتاجة أروح أحضنها، أقولها إني بالرغم من إني ما اتعاملتش معاها كتير إلا إنها حنينة معايا وكويسة أوي.
قضينا معاهم وقت ممتع، دافي، حنون، بيطبطب على القلب بعد كل اللي شافه.
-يعني إحنا كدا خلاص ماشيين ؟! يعني الخمستاشر يوم عدوا وخلصوا بسرعة كدا؟
– متزعليش يا ست، أنا بس اللي كان مخليني أتأخر لحد ما أخد إجازة هو إني كنت مخلص الإجازات كلهم اللي فاتوا، بس دلوقتي هتنزل كل شهرين أول أقل إن شاء الله.
عدت سنة، وقار بتكبر وتحلو، عمير بيكبر وبيعقل ويبقى لمض أكتر، بس حنين، مصعب مهقولش إن حياتنا وردي، بس هقول إنه فاهم القوامة كويس، وناضج وفاهم الدنيا وبيعديها.
لحد ما في مرة كنا متجمعين كلنا، دخلت واحدة أنيقة بالمعنى الحرفي، ولابسة فورمال، كانت واخدة وضع الخناق.
إتكلمت بصوت عالي:- ممكن أعرف فين ولادي؟
قام مصعب ورد عليها بكل هدوء وبرود:- ولاد مين؟؟ وحضرتك مين أصلاً؟
عَلِت صوتها أكتر :- دا على أساس إن حضرتك مش فاكرني؟! دا أنا ام عيالك!
– عيالي مين ؟! اللي سبتي واحدة لسة بترضع ومشيتي ولا دورتي عليها؟! ولا التاني اللي خلتيه عنده حالة نفسية ؟ أنتِ ملكيش حاجة هنا، يلا إتفضلي امشي من هنا بكرامتك بدال ما تمشي من غيرها، قال ولادك قال!! دورتي أنتِ على حد منهم لما جاية دلوقتي عايزاهم.
– دول حقي!
كان خلاص اتعصب:- حق مين يا أم حاق، متفهمينيش إنك قلبك حن؟!
– لاء؛ بس عرفت إنك إتجوزت!
– وبعدين ؟!
– ولا قبلين، ما اقبلش حد غريب يربي أولادي !
نادي مصعب على عمير، شاله وهو بيسأله:- عمير يا حبيبي هسألك سؤال.
كمل وهو بيشاور عليا وعليها:- أنهي فيهم ماما اللي بتحبها؟
شاور عليا وبعدها مسك مصعب وهو خايف، رد عليها مصعب بنبرة أقوى:- دلوقتي عرفتي مين الغريب؟؟ وبعدين تعالي أما أسألك يا أم قلب حنين، أنتِ تعرفي شكل وقار؟ ملامحها؟
ساعتها هي سكتت ومعرفتش ترد، وكإن القطة كلت لسانها، شاور ليها على ناحية الباب وهو بيزعق:- برا، جايبة لواحد حالة نفسية والتانية متعرفيش شكلها وجاية تقولي ولادي وعيالي!!
مشيت وأنا كنت بترعش، كنت خايفه تأخدهم فعلاً، أنا روحي بقت فيهم، مكنتش هستحمل بعادهم عني.
بعدها دوخت ووقعت محسيتش غير والدكتور بتقولهم:- ألف مبارك يا فندم، المدام حامل.
حامل؟؟ أنا! يعني أنا مش أرض بور!!!؟ يعني أنا بخلف عادي؟ يعني معنديش مشاكل؟
فوقت ومصعب بيطبطب عليا وبيقولي:- كدا يا هانم تخوفينا عليكي؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
رديت عليه وأنا لسة تحت تأثير الصدمة:- هو.. هو الكلام اللي الدكتورة قالته.. دا .. دا صحيح ؟
رد عليا بنبرة حنونة:- أيوا يا حبيب عين مصعب.
– يعني أنا هبقى ام؟ هو دا حقيقي؟؟ هو أنا سليمة؟
– أيوا يا حبيبتي، اهدي بس وريحي.
كان رد فعل عمير هو إنه حضني وقعد يخطط لحياته هو وأخوه، معرفش معلق ليه؟ وليه مثلاً ماتطلعش بنت مثلاً.
ساعتها رد بعصبية:- لاء هو ولد نونو.
عدا أول كام شهر وإحنا مسافرين، فاطمة الله يبارك لها هي اللي كانت بتأخد بالها من عمير ووقار، لحد ما وصلت للشهر التاسع وساعتها أصر مصعب إننا نروح وإن هناك هيكونوا كلهم معايا.
جالي الطلق، اسمحولي أوصف الشعور دا بإنه من أقوى وأصعب الآلام اللي ممكن يحس الإنسان بيها، وكإن الروح بتتسحب، بس كل وكإنه بيروح لما بنحضن الطفل، لما تلمسيه لأول مرة، لما تبوسيه، في دقة قلب مختلفة ليه، صوت مميز، حب يساع الكل الدنيا.
دا كان شعوري لما حضنته، عمير ومصعب حتى وقار كانوا مبسوطين أوي، حتى عمير ووقار كنت متخيله هلاقي منهم غير بس هما متفاهمين.
مابين كل دا دخلت ست ومعاها بنتها، دققت في ملامحها لقيتها مرات أبويا، مصعب زعق فيهم وليهم.
– أنتِ جاية ليه ؟!
– جايبه أشوف ابنها.
– ليه؟
– كنت في المستشفى واكتشفنا إن بنتي ما بتخلفش وكمان إتطلقت.
ضحك ليها مصعب وهو بيقول:- يا ربي على الدايرة لما بتلف، بتوجع أوي يا طنط صح؟؟ شوفتي عرفتي مين اللي طلعت أرض بور؟! يلا في داهية.
إتكلمت:- مصعب!
– بس، مش عايز اشوف هم، وشايفه ربنا جابلك حقك إزاي ؟ ربنا مابيضيعش حق حد.
حضنته وأنا بعيط، هداني وهو بيقولي:- خلينا في المهم، هنسميه نوح.
عدا ستاشر سنة، دلوقتي أنا واقفه في حفلة التخرج بتاعة بشمهندس عمير، ولا أقول شيخ، جهه دوره علشان يستلم الشهادة، بس قبل يستلمها وقف على الاستيدج وقال:
– إلى حبيبة أيامي الأولى، رفيقة ذلك الدرب الطويل، من عانت هي وأبي لأقف هكذا اليوم، أردت شكرك على كونك أم، وعلى لينك، وعلى كل شيء منذ قدومك عائلتنا وأصبحتِ أنتِ عائلتنا .
كنت بسمع كلامه وبعيط ومصعب باصص ليا وليه وبيبوس رأسي وبيشكرني.
كمل:- زهرة المنزل، مصباحه المنير لنا، من كانت سبب لتغييرنا جميعاً من بعد الله سبحانه وتعالى، من كانت لنا أماً من قبل أن تصير كذلك، لايسعني إلا أن أقول أحبك يا حبيبة القلب.
نزل وحضني وشكرني، حضني هو ونوح ومصعب ووقار في مشهد دافئ .
إتكلم مصعب:- شكراً على وجودك في كل حاجة وكل خطوة لينا.
ردت وقار وهي بتكمل:- بنحبك يا رحوم، دا أنتِ أمي اللي أحن عليا من نفسي.
بقينا عيلة عسولة، حنينة دافية، ناجحة ، على قدر من التدين، عمير كان ونعم الابن ووقار كذلك، حتى مصعب، حنيته هي اللي كانت بتكسب على طول.
” قضيت عمرًا أظن فيه أنه لا أمل؛ لا حياة؛ حتى ظهرت أنت، ظهر حينها الأمل والحياة، أصبحت أنت طمأنينة العمر الضائعة.”
تمت بحمدلله